Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير وشرح إنجيل متى ألإصحاح السادس والعشرون (مت 26: 26- 46)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

ففيما يلى تفسير / شرح إنجيل متى ألإصحاح السادس والعشرون  (مت 26: 26- 46)

تقسيم فقرات  الإصحاح  السادس والعشرون من إنجيل متى (مت 26: 26- 46)
6. العشاء الأخير (مت  26: 26-30)
7. تحذيرهم من الشك (مت  26: 31-35)
8. في جثّسيماني (مت  26: 36-46)

تفسير انجيل متى الاصحاح السادس والعشرون

 عشاء الرب (متى 26: 26- 30)

عشاء الرب

تفسير (متى 26: 26): وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزاً ، وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال : “ خذوا كلوا . هذا هو جسدي “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ" أي عشاء ذبيحة الفصح، وكانوا حينئذٍ على وشك النهاية (لوقا ٢٢: ١٥ - ٢٠ )  وقال لهم: «شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم قبل ان اتالم 16 لاني اقول لكم: اني لا اكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله». 17 ثم تناول كاسا وشكر وقال: «خذوا هذه واقتسموها بينكم 18 لاني اقول لكم: اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى ياتي ملكوت الله». 19 واخذ خبزا وشكر وكسر واعطاهم قائلا: «هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري». 20 وكذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا: «هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم. " (١كورنثوس ١١: ٢٥)كذلك الكاس ايضا بعدما تعشوا، قائلا: «هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري» فلم يكونوا قد قاموا عن المائدة، ولم يزل خبز العشاء قدامهم.

الإتكاء فى المأدبة

كانت مأدبة الفصح فى أيام المسيح كانت على عدة موائد وليست على مائدة كما هى موجودة فى العشاء الربانى فى الكنائس  ومنها القبطية حيث يجلسون على كراسى وعادة الجلوس على كراسى كانت متبعة فى مصر ولكن كان المسيح يتكئ على يده اليسرى ويجلس مضطجعا وهو يأكل وكان كل 4 أو 5 مدعويين على مائدة واحدة وعند كثرة المدعويين يضعون أكثر من مائدة على حرف ولما كان عدد التلاميذ والمسيح 13 فإنهم وضعوا 3 موائد فى ثلاثة أضلاع وكان خادم أو أكثر يقف فى الوسط يخدم الجميع فلم يكن بالقرب من المسيح إلا شخصان واحد على يمينه وهو يهوذا وألآخر عن يساره  وهو يوحنا الحبيب 

2) " أَخَذَ يَسُوعُ ٱلْخُبْزَ " أي رغيفاً من الخبز الفطير الذي أمامه.

كانت هذه تشير إلى الخبز الفطير المسطح المستخدم في وليمة الفصح (خر ١٢ .
3) " وَبَارَكَ" أي طلب بركة الله عليه، أو شكر الله لأجله كما قال لوقا (لوقا ٢٢: ١٩ وبولس ١كورنثوس ١١: ٢٤). ولا يلزم من قوله «بارك» أنه حدث تغيير سري في الخبز، كما لم يلزم ذلك وقت إشباع الآلاف الخمسة في البرية. (قارن مرقس ١٤: ٢٢ بـ مرقس ٦: ٤١ وبـ لوقا ٩: ١٦ وبـ يوحنا ٦: ١١).
4) "َكَسَّرَ وَأَعْطَى ٱلتَّلاَمِيذََ"  فلم يعطى المسيح تلاميذه فردا فردا كانت المائدة كبيرة جدا تسع 11 تلميذا ولم يكونوا يجلسون على كراسى بل على أرائك تشبه السرير يضجعون عليها ورجل الواحد منهم فى ظهر الآخر فلا يعقل ان يضع المسيح لقمة الخبز فى كل واحد - قسمه وأعطاه لتلاميذه أى ليأخذ كل واحد قسما بيده

 أشار بذلك إلى ما كان عازماً أن يحتمله من الآلام، وإلى جسده المكسور على الصليب لأجل آثامنا (١كورنثوس ١١: ٢٤)، أي أن جسده يُجرح ويُطعن ويُقتل. فالكسر إشارة إلى أن المسيح كفارةٌ وذبيحة عنا. وزاد لوقا على ذلك قوله «الذي يُبذل عنكم» (لوقا ٢٢: ١٩). والمقصود بذلك أن كل فوائد موت المسيح على الصليب لأجلهم، فكأنه قال «كما أني أعطيكم هذا الخبز المكسور لكي تأكلوه، هكذا أبذل لكم جسدي ليقتل لأجل خطاياكم».
وممّا فعله المسيح هنا سُمي العشاء الرباني أحياناً «كسر الخبز»
(أعمال ٢: ٤٢ ) وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات. " (١كورنثوس ١٠: ١٦) 15 اقول كما للحكماء: احكموا انتم في ما اقول. 16 كاس البركة التي نباركها، اليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره، اليس هو شركة جسد المسيح؟ "" وكما أن القمح لا يُشبع الإنسان إلا إذا تحطم ، كذلك المسيح لم يخلصنا إلا بموته عنا (يوحنا ١٢: ٢٤).الحق الحق اقول لكم: ان لم تقع حبة الحنطة في الارض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن ان ماتت تاتي بثمر كثير. "
5) " وَقَالَ: خُذُوا كُلُوا. هٰذَا هُوَ جَسَدِي»." أى أنه أعطاهم جميعا "خذوا للجماعة أى أعطى الصفحة التى عليها خبز مقسم لتنتقل من تلميذ لآخر يأخذ منها قسما أو لينقل الخادم الصفحة من تلميذ لآخر أو عبر الموائد الثلاثة التى يتكئ حولها التلاميذ
خُذُوا كُلُوا تعنى عملين ليس عملا واحدا الأول : خذوا الأخذ باليد ، والثانى : الأكل أى تناوله بالفم وليس بوضع الخبز فى الفم كما فى الكنيسة القبطية والذى يعنى عملا واحدا هو الأكل فقط

تفسير (متى 26: 27): واخذ الكأس وشكر واعطاهم قائلاً : “ اشربوا من هذا كلكم ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "وَأَخَذَ ٱلْكَأْسَ" اعتاد اليهود أن يشربوا في الفصح أربع كؤوس من الخمر. والأرجح أن الكأس المذكورة هنا هي الثالثة من الأربع، وهي تُشرب بعد أكل الخروف والأعشاب المرَّة والفطير (وتسمى كأس البركة) ودليل ذلك «تناولها بعد العشاء» (لوقا ٢٢: ٢٠ و١كورنثوس ١١: ٢٥).

 أربعة كئوس من النبيذ

تدور حول أربعة كئوس من النبيذ. وكان هذا الطقس أساسي وفي منتهى الأهمية عند اليهود، إذ كان كل يهودي مهما كان فقيرا عليه أن يضع على مائدته أربعة كئوس من النبيذ، وإن لم يمكنه فليعطه القادرون (من تقاليد الربيين في المشناة والتوشفتا). وكانوا يصومون لعدة ساعات، ينقطعون فيها عن الطعام حتى المساء، إلى أن يحين ميعاد مائدة الفصح. (وهذا مشابه لطقس الكنيسة القبطية فهناك صوم قبل التناول). وكانوا يأكلون وهم متكئون (الاتكاء كان تعبيرًا عن الراحة التي حصلوا عليها بعد التحرر من عبودية المصريين. ولاحظ أن طقس الفصح يدور حول هذه الأربعة الكئوس.
الكأس الأولى (كأس التقديس): طقوس افتتاحية
الكأس الثاني (كأس الإعلان أو الإظهار)
الكأس الثالث (كأس البركة) : تلمح إليها هذه العبارة، كانت هي الكأس الثالثة من البركة بعد الوليمة نفسها. يسوع
أراد أن يطابق مع التحرير الذي في الخروج. لقد كان حمل الله، ولكنه اختار الخبز والخمر، ليس حمل الفصح، كرمز للعهد الجديد متى غالباً ما يصور يسوع على أنه موسى الجديد، مانح الناموس الجديد. يسوع يصنع الخروج الجديد من الخطيئة.
الكأس الرابعة (كأس التسبيح)

2) "  وَشَكَرَ" فى الكنيسة القبطية توجد صلاه الشكر فى القداس في كل عشاء رباني وفى الأجبية التى هى صلوات الساعات الفردبة بها صلاة الشكر التى تبدأ يـ " نشكرك على كل حال ومن أجل كل خال وفى كل حال وعلى كل حال .. ألخ" ونحن نذكر الفوائد التي كانت لنا من ذبيحته اقتداءً بالمفديين في السماء القائلين «مُسْتَحِق أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ، وَجَعَلْتَنَا لإِلهِنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً» (رؤيا ٥: ٩ و١٠). وسُمي العشاء الرباني لما فيه من تقديم الشكر «أفخارستيا» أي تقدمة الشكر.
3) " وَأَعْطَاهُم " أى اعطاهم الكأس كما أعطاهم الخبز،
4) "ٱشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُم " وهذا أمر بذلك أعم وأشمل من أمره بالخبز، فكأنه أراد أن يحذر كنيسته من ضلالة عرف أنها تحدث بعدئذٍ عند بعض الناس، وهي منع الكأس عن العامة.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

كما كما ان السيد له المجد في النهر أبطل معمودية اليهود وكمل معمودية يوحنا وفتح باباً لمعموديتنا كذلك على المائدة خدم فصحين لذلك النهاية ولهذا البداية . أولاً خدم الناموس وغسل ألرجل التلاميذ وبعدد ذلك اتكأ وأعطاهم سر جسده ودمه . ولسائل ماذا كانوا يأكلون لان الفصح الناموسي كان قد اكل كما يؤخذ من قول مرقس ” فيما هم متكئون يأكلون ( 14: 18 ) مع ان بني اسرائيل أكلوا الفصح وقوفاً مستعجلين ؟ فالجاب انهم كانوا قد انتهوا من أكله وكانوا ياكلون عشاءً اعتيادياً متكئين . وقد ذكر متى ان المسيح بارك الخبز لكنه لم يذكر باي كلمات باركه وسبب البركة ابطال اللعنة الاولى اذ قال لآدم انك بعرق جبينك تأكل خبزك نعم قد باركه ليجعل فيه قوة غفران الخطايا للذين يتناولونه بايمان حي . ومعنى باركه قدسه وعمله جسده . ثم ان البركة هنا هي الشكر وهكذا في أمر الكأس . ولسائل كيف يسمي الخبز جده اذ ان جسده لحم وهو ذو نفس عاقلة ؟ الجواب ان قوة الروح القدس الذي حل في البتول وطهرها وقدسها وجبل منها جسداً وقدسه وجعله جسد الله الكلمة هو اليوم يحل على الخبز الذي يوضع على المذبح ويقدسه ويجعله جسد الله . كيف لا والمسيح نفسه قد سماه جسده فمن هو الذي لا يؤمن أننا ننظر باعين الجسد الخبز الموضوع على المذبح بايدي الكهنة والشمامسة وباعين الروح ننظره قد صار جسداً لكلمة الله الحي المتجسد من البتول وهكذا يجب ان نفهم وهكذا يجب ان نؤمن .

تفسير (متى 26: 28): لان هذا هو دمي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

" هذا هو جسدى ... هٰذَا هُوَ دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ " هنا فى هذه العبارة يكمن العهد الجديد هذا هو  العشاء الرباني المدّونة عند بولس في ( ١ كور ١١ :١٧ -٣٤ . َ)


1) " لأَنَّ هٰذَا هُوَ دَمِي"  عندما أشار يسوع إلى الخمر وقال "هٰذَا هُوَ دَمِي"فلا يمكن أبدا أن يكون الخمر هو الذى يغفر الخطايا وكان دم الحيوانات في القرون الماضية يرمز إلى دم المسيح. ومنذ ذلك الوقت صارت كأس العشاء الرباني أي خمرها هو دم حقيقى لأنه إذا كان دم الحيوانات يسفك لمغفرة الخطايا فلا يستطيع الخمر ان يغفر الخطايا لأنه بون سفك دم لا تحدث مغفرة (عبرانيين ٩: ١٣، ١٤).لانه ان كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين، يقدس الى طهارة الجسد، 14 فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب، يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي! " أى تحول الخمر إلى دم لمغفرة الخطايا لا يتوقف عند زمن المسيح بل يمتد للأجيال التالية لأنه دم يفيض على العالم كله هو عطية وهبة  الخبز المتحول إلى جسد المسيح والخمر بالصلاة تحول إلى دم المسيح هو لغفران الخطايا وفيما يلى إعلان المسيح للذين يقولون أن الخبز والخمر رمز أو ذكرى (يو 6: 53) فقال لهم يسوع: «الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. "معنى الحياة هو الدم  ومعنى الدم هنا الحياة، وهو كذلك في (تكوين ٩: ٤ ) غير ان لحما بحياته، دمه، لا تاكلوه. (لاويين ١٧: ١٤.) لان نفس كل جسد دمه هو بنفسه.فقلت لبني اسرائيل لا تاكلوا دم جسد ما.لان نفس كل جسد هي دمه.كل من اكله يقطع. "  وكان دم المسيح دم حياته لأنه مات بسفكه، وهو دم ثمين، ودم ملكيٌّ، ودم زكي، ودم كفارة، ودم تقدمة اختيارية، ودم مقبول عند الله فداءً عن العالم.
2) " ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيد"ِ كانت العهود القديمة كلها تُثبَّت قديماً بسفك الدم (عبرانيين ٩: ١٩، ٢٠)،لان موسى بعدما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس، اخذ دم العجول والتيوس، مع ماء، وصوفا قرمزيا وزوفا، ورش الكتاب نفسه وجميع الشعب، 20 قائلا: «هذا هو دم العهد الذي اوصاكم الله به».  ولا اختلاف بين العهدين إلا في الواسطة. فالعتيق كان بدم الحملان على يد موسى (خروج ٢٤: ٨) 8 واخذ موسى الدم ورش على الشعب وقال هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذه الاقوال " والجديد كان بدم الحمل الذى هو دم المسيح وهذا ما أ‘لنه المعمدان أن دم المسيح الذبح العظيم لمغفرة الخطايا (يوحنا ١: ٢٩)وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال:«هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!  " 

انظر للمقارنة بينهما ما ورد في (غلاطية ٤: ٢١ - ٣١ ) 21 قولوا لي، انتم الذين تريدون ان تكونوا تحت الناموس: الستم تسمعون الناموس؟ 22 فانه مكتوب انه كان لابراهيم ابنان، واحد من الجارية والاخر من الحرة. 23 لكن الذي من الجارية ولد حسب الجسد، واما الذي من الحرة فبالموعد. 24 وكل ذلك رمز، لان هاتين هما العهدان، احدهما من جبل سيناء، الوالد للعبودية، الذي هو هاجر. 25 لان هاجر جبل سيناء في العربية. ولكنه يقابل اورشليم الحاضرة، فانها مستعبدة مع بنيها. 26 واما اورشليم العليا، التي هي امنا جميعا، فهي حرة. 27 لانه مكتوب:«افرحي ايتها العاقر التي لم تلد. اهتفي واصرخي ايتها التي لم تتمخض، فان اولاد الموحشة اكثر من التي لها زوج». 28 واما نحن ايها الاخوة فنظير اسحاق، اولاد الموعد. 29 ولكن كما كان حينئذ الذي ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح، هكذا الان ايضا. 30 لكن ماذا يقول الكتاب؟ «اطرد الجارية وابنها، لانه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة». 31 اذا ايها الاخوة لسنا اولاد جارية بل اولاد الحرة. " (عبرانيين ٨: ٩ - ١٣ )  لا كالعهد الذي عملته مع ابائهم يوم امسكت بيدهم لاخرجهم من ارض مصر، لانهم لم يثبتوا في عهدي، وانا اهملتهم، يقول الرب. 10 لان هذا هو العهد الذي اعهده مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام، يقول الرب: اجعل نواميسي في اذهانهم، واكتبها على قلوبهم، وانا اكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا. 11 ولا يعلمون كل واحد قريبه، وكل واحد اخاه قائلا: اعرف الرب، لان الجميع سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم. 12 لاني اكون صفوحا عن اثامهم، ولا اذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد». 13 فاذ قال «جديدا» عتق الاول. واما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال. ( عب١٠: ١٦ - ١٨ )16 «هذا هو العهد الذي اعهده معهم بعد تلك الايام، يقول الرب، اجعل نواميسي في قلوبهم واكتبها في اذهانهم 17 ولن اذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد». 18 وانما حيث تكون مغفرة لهذه لا يكون بعد قربان عن الخطية.

وقارن أيضا (تثنية ٢٨: ١ ) وان سمعت سمعا لصوت الرب الهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه التي انا اوصيك بها اليوم يجعلك الرب الهك مستعليا على جميع قبائل الارض ( تث٣٠: ١٦ ) بما اني اوصيتك اليوم ان تحب الرب الهك وتسلك في طرقه وتحفظ وصاياه وفرائضه واحكامه لكي تحيا وتنمو ويباركك الرب الهك في الارض التي انت داخل اليها لكي تمتلكها " مــــع (رومية ٧: ٢٥ )اشكر الله بيسوع المسيح ربنا! اذا انا نفسي بذهني اخدم ناموس الله، ولكن بالجسد ناموس الخطية.  ( رو٨: ١).اذا لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح.

 وفي العهد القديم تلميحات وإشارات إلى العهد الجديد (إرميا ٣١: ٣١ - ٣٤).31 ها ايام تاتي يقول الرب واقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا. 32 ليس كالعهد الذي قطعته مع ابائهم يوم امسكتهم بيدهم لاخرجهم من ارض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب. 33 بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب.اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا. 34 ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد اخاه قائلين اعرفوا الرب لانهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب.لاني اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعد "

 أما دم خروف الفصح فرُشَّ على قائمتي الباب وعتبته وكان يرش على المذبح ، وأما دم المسيح فنشربه غفرانا لخطايانا  والملاك المُهلك جاوز بني إسرائيل ولم يُهلك أبكارهم لما رأى الدم. والرب يتجاوز عنا في يوم الدين لأن فينا دم المسيح عند إهلاكه أصحاب القلوب التي لم تتناول من دم المسيح بنظره إلى هذا الدم.
3) " ٱلَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ" أي بدلاً من أن يسفك دمهم، والمراد بالكثيرين كل الذين يقبلون دم المسيح شرطاً لخلاصهم بموجب العهد الجديد. (متّى ٢٠: ٢٨ ) ( رومية ٥: ١٥، ١٩ ) 15 ولكن ليس كالخطية هكذا ايضا الهبة. لانه ان كان بخطية واحد مات الكثيرون، فبالاولى كثيرا نعمة الله، والعطية بالنعمة التي بالانسان الواحد يسوع المسيح، قد ازدادت للكثيرين!  19 لانه كما بمعصية الانسان الواحد جعل الكثيرون خطاة، هكذا ايضا باطاعة الواحد سيجعل الكثيرون ابرارا (١تيموثاوس ٢: ٦ )  الذي بذل نفسه فدية لاجل الجميع، الشهادة في اوقاتها الخاصة (عبرانيين ٩: ٢٨ ) هكذا المسيح ايضا، بعدما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه. (رؤيا ٥: ١١ ) 11 ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ، وكان عددهم ربوات ربوات والوف الوف، 12 قائلين بصوت عظيم:«مستحق هو الخروف المذبوح ان ياخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة!» ( رؤ ٢٢: ١٧).17 والروح والعروس يقولان:«تعال!». ومن يسمع فليقل:«تعال!». ومن يعطش فليات. ومن يرد فلياخذ ماء حياة مجانا.
4) " لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا" أي لتحصيل الصفح عن الخاطئ. كان دم ذبائح العهد القديم يشير إلى ذلك الصفح ولم يحصله، لكن دم ابن الله الوحيد الكثير الثمن حصَّله (أعمال ٥: ٣١ ) هذا رفعه الله بيمينه رئيسا ومخلصا، ليعطي اسرائيل التوبة وغفران الخطايا.   (عبرانيين ٩: ٢٢) 22 وكل شيء تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة! " وذلك لثلاثة أسباب: (١) ذلك الدم جعل المغفرة ممكنة دون ألإخلال عدله وحقه، لأن المسيح مات بدل الخاطئ فأوفى العدل حقه وأثبت صدق الرب. (٢) أنه جعل تلك المغفرة لائقة لأنه بالإعتراف والإقرار بالذنب  يطهر قلب الخاطئ ويزيل ميله إلى ارتكاب الإثم (١يوحنا ١: ٧ ) 7 ولكن ان سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية.  (تيطس ٢: ١٤).14 الذي بذل نفسه لاجلنا، لكي يفدينا من كل اثم، ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة  (٣) إنه يؤكد للخاطئ أن له مغفرة عند الله (مزمور 30: 3).يا رب اصعدت من الهاوية نفسي احييتني من بين الهابطين في الجب. (مز 31: 5) في يدك استودع روحي.فديتني يا رب اله الحق.
والتعليم المشار إليه بالخبز والكأس واحد، إالمسيح مات على الصليب ذبيحة من أجل خطايانا (متّى ٢٠: ٢٨ ) (يوحنا ١: ٢٩ و١٢: ٢٤، ٣٢ و٣٣ و١٥: ١٣ ) ( رومية ٣: ٢٥ و٥: ٦، ٨، ١٠ ) (١كورنثوس ١٥: ٣ ) (أفسس ٥: ٢ )(عبرانيين ٧: ٢٢ و٩: ١٢، ١٦، ٢٦، ٢٨ و١٠: ١٠، ١٩ ) (١بطرس ٢: ٢٤ ) (١يوحنا ١: ٧ ) (رؤيا ١: ٥ و٥: ٩). ومنه أنه صار عهداً بين الله ويسوع، وهو أن الله يقبل موت المسيح بدلاً من الخاطئ، وبين المسيح والمؤمن به وهو أنه يقبله إذا آمن به وتاب. والكأس هي ختم هذا العهد. وفي أكل الخبز زيادة إيضاح لأمر ذي شأن، وهو أن المسيح يُشبع حياة الإنسان الروحية إذا قبله بالإيمان.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

العهد العتيق هو الناموس الذي اعطي في جبل سينا والعهد الجديد هو الانجيل . اما الدم العتيق فهو دم الخروف الذي ذبح في مصر وكان يدعى الفصح واما الدم الجديد فهو دم المسيح المذبوح على الصليب . وبتسميته اياه جديداً ميزه عن الدم العتيق . ان الخروف في الناموس الموسوي لم يكن مستوجباً للقتل ولكنه كان يقتل عوضاً عمن يستوجب القتل . لهذا السبب سمى يوحنا المعمدان السيد حمل الله حامل خطايا العالم وقد قيل عن دمه انه يسفك عوض كثيرين فاذا كان جسده قد كسر لاجلنا ودمه قد سفك عوضنا فلماذا يلومنا الخلقيدونيون لاننا نصلي اليه قائلين يا من صلبت عوضننا ارحمنا لان الذين يصلون هكذا يكفرون اذ يجعلون المسيح كأنه لم يمت لاجلنا وهذا كفر واضح ورب سائل يسأل لماذا لم يعطنا المسيح سر جسده ودمه تحت عوارض كثيرة الثمن . الجواب اولاً لسهولة وجود هاتين المادتين ثانياً لئلا يحسب خلاصنا لشرف المواد وقيمتها الثمينة وبما ان فرض السر لاجل خلاص بني البشر فلذلك أسلم اسراره تحت عوارض قوت بني البشر .

تفسير (متى 26: 29): واقول لكم : اني من الآن لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديداً في ملكوت ابي “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

رؤيا ١٩: ٧، ٩) 7 لنفرح ونتهلل ونعطه المجد! لان عرس الخروف قد جاء، وامراته هيات نفسها. 8 واعطيت ان تلبس بزا نقيا بهيا، لان البز هو تبررات القديسين». 9 وقال لي:«اكتب: طوبى للمدعوين الى عشاء عرس الخروف!». وقال:«هذه هي اقوال الله الصادقة»
1) " وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ ٱلآنَ لاَ أَشْرَبُ" إِنِّي مِنَ ٱلآنَ لاَ أَشْرَبُ أي إني لا أحضر معكم في مثل هذا العشاء ثانية على الأرض بالجسد، لأني ساعتى قد أتت (يو 16: 32) هوذا تاتي ساعة، وقد اتت الان، تتفرقون فيها كل واحد الى خاصته، وتتركونني وحدي. وانا لست وحدي لان الاب معي."

هذا الفصح هو الفصح الأخير الذي آكله معكم. وبعدا سأصلب وأموت وأقوم وأصعد إلى أبى فعندما نجتمع في بيت أبي نشترك حينئذٍ في ما كان يشير إليه كل ما ذُكر.
2) " مِنْ نِتَاجِ ٱلْكَرْمَةِ هٰذَا" نِتَاجِ ٱلْكَرْمَةِ أي الخمر، سمّاها كذلك بوالتى تحولت إلى دمى الذى سيغفر لكم خطاياكم بعد البركة، فهو قال : (يو 6: 56) من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه. " وأيضا : " وأعلنه واضحا لليهود فى مجمع كفر ناحوم أيضا فى (يو 6: : " 52 فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين:«كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لناكل؟» 53 فقال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: ان لم تاكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. 54 من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير، 55 لان جسدي ماكل حق÷ ودمي مشرب حق. 56 من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه. 57 كما ارسلني الاب الحي، وانا حي بالاب، فمن ياكلني فهو يحيا بي. 58 هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما اكل اباؤكم المن وماتوا. من ياكل هذا الخبز فانه يحيا الى الابد». 59 قال هذا في المجمع وهو يعلم في كفرناحوم. " فكيف نأكل جسده ونشرب دمه بدوم نحول الخبز إلى جسد وبدون تحول الخمر إلى دم وكان هذا عجيبا فى أعين بنى أسرئيل فى مجمع كفر ناحكوم كما تعجب نيقوديموس حول الميلاد الثانى الذى بالمار والروح القدس 
3) " إِلَى ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ"  ٱلْيَوْمِ أي الوقت والساعة الذى ياتى فيها إبن ألإنسان بمجد أبيه  (مر 8: 38) 38 لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين».
4) " حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ أَبِي"  أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً الخ لم يُقصر العشاء الرباني على أن يكون بدلاً من فصح اليهود وفصحا لفداء  المسيح، بل كان أيضاً إيماءً وتلميحاً إلى وليمة عرس الحمَل في ملكوته السماوي وعربوناً لها. وأراد المسيح أن يتوقع المؤمنون به كلما تناولوا ذلك السر مجيئه الثاني بالجسد. فهو وليمة أرضية مستمرة نتمتع بوجود المسيح فينا وتمتد إلى الوليمة السماوية. وأفراحنا الروحية هنا على مائدة الرب ظل للأفراح العلوية الدائمة. وقوله «أشربه» لا يلزم منه أن في السماء خمراً أو ما شابهها من المشتهيات الجسدية، ولا ولائم حقيقية هنالك. ولكن لأن الولائم تحل محل الأفراح والراحة بعد التعب والجهاد ومجتمع الأصحاب، ولأن الخمر كانت تُشرب في عيد الفصح فرحاً بالنجاة من عبودية مصر واعتياد شربها في كل الولائم في ذلك الوقت، استعارها المسيح كناية عن المسرات السماوية والفرح بالنجاة من رق الخطية. وأبان بقوله «معكم» أن كل تلاميذه يجتمعون به في السماء. وأشار بقوله «أشربه جديداً» إلى معناه الروحي. وأراد بقوله «ملكوت أبي» السماء حيث يملك بلا معارض.

هذه كانت إشارة إلى الوليمة المسيانية التي في آخر الزمان (مت ٨ :١١) واقول لكم: ان كثيرين سياتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات ) (  لو ١٣ :٢٨ -٣٠) 28 هناك يكون البكاء وصرير الاسنان متى رايتم ابراهيم واسحاق ويعقوب وجميع الانبياء في ملكوت الله وانتم مطروحون خارجا. 29 وياتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت الله. 30 وهوذا اخرون يكونون اولين واولون يكونون اخرين»  (ملا ١ :١١  11) لانه من مشرق الشمس الى مغربها اسمي عظيم بين الامم وفي كل مكان يقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة لان اسمي عظيم بين الامم قال رب الجنود."

  وهذه الوليمة مرتبطة بالوليمة السمائية بعيد زفاف يسوع والكنيسة فى السماء ( أف ٥ :٢٣ -٢٩)لان الرجل هو راس المراة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة، وهو مخلص الجسد. 24 ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح، كذلك النساء لرجالهن في كل شيء. 25 ايها الرجال، احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها، 26 لكي يقدسها، مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة، 27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب. 28 كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم. من يحب امراته يحب نفسه. 29 فانه لم يبغض احد جسده قط، بل يقوته ويربيه، كما الرب ايضا للكنيسة. ( رؤ ١٩ :٧ .) 7 لنفرح ونتهلل ونعطه المجد! لان عرس الخروف قد جاء، وامراته هيات نفسها. 

الموضوع الخاص: ملكوت الله على مت ٤ :١٧

 تفسير آخر : ( متى 26: 29) وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي». المتكلم هو المسيح وكما وضحت ان الرب يسوع المسيح الذي هو ليس مادي في ملكوت  كما شرحت سابقا في ملف  كاس العشاء الاخير هلي هي كاس واحده ام اكثر  وباختصار في عشاء يشربون كأس نبيذ ممزوجاً بماء، هذه كانت أول كأس.وبعد ذلك كانوا يغسلون أيديهم، ثم يشكرون الله، ثم يضعون على المائدة أعشاباً مُرَّة والفطير والحمل ومرقةً من بلحٍ وتين وزبيب، ثم يأخذون قليلاً من الأعشاب ويقدمون شكراً لله، ثم يأكلونها ويرفعون الصحون، ويضعون أمام كل محتفل كأس نبيذ كما فعلوا في أول الأمر. وسبب رفع الصحون هو حمل الأولاد على الاستفهام عن سبب هذا، فيشرع رئيس العائلة في توضيح ما قاساه اليهود في مصر من الذل والعبودية، وكيفية إنقاذهم، وأسباب الاحتفال بعيد الفصح. ثم يؤتى بالصحون ثانية، ويقول هذا هو الفصح الذي نأكله، لأن الرب عبر عن بيوت آبائنا في مصر. ثم يمسك الأعشاب ويقول إنها تشير إلى مرارة الذل. ويمسك الفطير ويقول إنه يشير إلى سرعة ارتحالنا من مصر لانه لم يوجد وقت يتوفر لتخمير العجين .ثم يغسلون أيديهم ويأكلون. ويقرأ رب العائلة مزموري 113 و 114 ويصلي، ثم يشربون ما يكون أمامهم، وهي الكأس الثانية. ثم يغسلون أيديهم ثانية ويأكلون الطعام. ثم يغسلون أيديهم ويشربون كأساً ثالثة تسمى »كأس البركة« لأن رئيس العائلة يقدم الشكر لله. وكانوا يشربون كأساً رابعة قبل انصرافهم تُسمَّى »كأس التهليل« لأنهم كانوا يرتلون مزامير 115-118 وهي اضيفت بعد دخول ارض الموعد. وقد حافظ المسيح على هذه الطقوس لأنها كانت تدل عليه
فالاربع كؤوس هم
1 كاس الشكر علي عبور المهلك ( الغضب )
2 كاس الفصح المذبوح لاجل الخلاص ( الكفارة )
3 كاس البركه ( الخلاص )
4 كاس التهليل ( الملكوت )
فالمسيح شرب ثلاث كوؤس في عشاء الفصح والرابع علي مرحلتين الاولي وهو ما ورد فى (انجيل متي 20 ) 22 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ»23 فَقَالَ لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِيني وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي». فهو يتكلم عن صلبه بطريقة رمزية بكلمة الكاس وايضا الصبغة وهو الذي به بدا ملكوت الله بعد تتميم المصالحة ويستمر حتي ملكوت السموات. فلهذا لا يؤخذ الكاس بطريقة حرفية ولا يجب ان ياخذ الصبغة ايضا بطريقة حرفية وغيره . فهذا يؤكد انه اشارة الي حياة الفرح في الملكوت . والذي يؤكد ذلك تعبير جديدا فهو لا يتكلم عن كاس شرب مادي ولكن مستوي روحي جديد يختلف تماما عن العالم المادي.

لمزيد من المعلومات والدراسات حول هذه ألاية والأمل والشرب فى نلكوت السموات  أنقر على:  هل يوجد اكل وشرب في ملكوت السموات ؟ 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان ابن الله أكل وشرب بعد القيامة وهو امر غريب وخارج عن العادة ولاجل ذلك سماه جديداً . وقد شهد الرسل ان السيد اكل وشرب . قال بطرس اننا اكلنا وشربنا معه بعد قيامته . ومعنى قول السيد لا اشرب اي لا اتلذذ معكم بهذا التعليم الذي تسمعونه مني حتى تبلغوا العالم الجديد وتجلسوا على اثني عشر كرسياً حينئذٍ اتنعم معكم بهذا التعليم وأظهر لكم ما قد خفي عليكم . اما قوله جديداً فيدل على ان التعليم هنا انما هو مثال التعليم هناك . وقد أعلن ان الذي يعلم كما يجب يلتذ بتعليمه كالذين يتعلمون . ثم ان الله الكلمة منح لجسده قبل القيامة ثلاثة أمور تفوق الطبيعة البشرية . فمكث أربعين يوماً في البرية صائماً لم يجع الا بعد ما انتهت فسمح لجسده فجاع بخلاف موسى وايليا اللذين صاما ولكنهما جاعا حالة صيامهما . ثم انه مشى على امواج البحر وأضاء وجهه في الجبل اكثر من الشمس . وبعد القيامة ايضاً منح لجسده ثلاثة أمور تحت الطبيعة . فانه أكل وشرب بعدد القيامة وابقى بجسمه جروح المسامير والحربة وكان يترآءى للتلاميذ بلون جسده الذي مات فيه . أما نحن فمتى قمنا من بين الموتى فلا تحتاج أجسادنا الى أكل وشرب ولا تبقى في أجسادنا اثار الجروح وطعنات الرماح بل نقوم بلا عيب وبلا طوارئ ولا تبان فينا الوان الاجساد الميتة . فالثلاثة امور التي منحها لجسده قبل القيامة بين بها انه جسد الهي والثلاثة التي بعدد القيامة خمراً ليسد فم ماني ومرقيان وسورس ويبكم الذين يقدسون سر دمه بالماء وقد اختلف المعلمون في هل اشرك السيد يهوذا بالاسرار ام لا ؟ فالذهبي الفم في مقالته عن خيانة يهوذا وفي مقالته الحادية والثمانين من تفسير انجيل متى وساويرس في المغيث الثاني والقديس افرام في تفسير الانجيل ويعقوب السروجي في ميمر الآلام ويعقوب الرهاوي في كتاب القوانين وغيرهم يقولون ان المسيح أشرك يهوذا في الاسرار . أما القديس فيلكسينوس في تفسيره بشارة متى فيقول انه لم يشركه لان الشيطان كان قد سبق واستولى على يهوذا ومن فيلكسينوس هذا قد جرت العادة في الكنيسة الا يعطى القربان للممسوسين من الشياطين . أما القديس افرام ويعقوب السروجي فقالا بان السيد اشرك يهوذا في الاسرار ولكنه بل الجسد بالماء فزالت منه القداسة غير ان معلمين آخرين يقولون ان الجسد الملول بالماء لا تزول منه القداسة وان الماء لا يقدر ان يزيل القداسة والروح الذي فيه قال داود الراهب ابن بولص الموصلي محب موسى ابن الحجر ان سيدنا وان لم يبل جسده الذي ناوله ليهوذا بالماء لكنه أزال قداسته خفية لعددم استحقاق يهوذا الخائن له ولا يخفى ان الحنفي اذا اكل القداس يأكله خبزاً بسيطاً لانه يأكله بدون ايمان ويعقوب الرهاوي يقول ان السيد ناول يهوذا خبزاً يابساً كانوا يغمسونه في الاطعمة ويأكلونه فمن هذا الخبز غمس غمس سيدنا وناوله لا من خبز الاسرار الذي قدس جسده منه .. 

تفسير (متى 26: 30): ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

مرقس ١٤: ٢٦ الخ
1) " ثُمَّ سَبَّحُوا"ا سَبَّحُوا اعتاد اليهود فى التققليد اليهودى أن يترنموا في آخر وليمة الفصح بمزموري ١١٥، ١١٦ أو أكثر ١١٣ -١١٨ ،أو ١٤٦ -١٥٠  ووالتي كانت تستخدم تقليدياً في ختام طقس الفصح أو ربما كان التهليلة الكبيرة (مز ١٣٦
)

  لما كان المسيح وتلاميذه من اليهود مثلهم مثل باقى الأمة اليهودية يمارسون الطقوس والعادات والتقاليد اليهودية فقد سبحوا الرب بالترنيم بهما. ويظن أن المسيح في نحو ذلك الوقت بعد الترنيم أو قبله تحدَّث بما جاء في (يوحنا ١٤ - ١٦) وهى تعتبر آخر عظاته ثم صلاته المذكورة في يوحنا ١٧ منها. ويحسن أن يسبح الشعب ربَّه بترنيمات وتسابيح كلما اجتمعوا للعبادة، ولا سيما متّى اجتمعوا للعشاء الرباني وذكر الفوائد العظمى المتعلقة به.
2) " خَرَجُوا إِلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ" أي إلى بستان جثسيماني على جبل الزيتون كما يدل عليه ما جاء في ع ٣٦.
وخلاصة ما ذُكر من أمر العشاء الرباني في عشر قضايا:
رسم المسيح فريضة العشاء الرباني طقساً دائماً في كنيسته إلى أن يأتي ثانية، كما يتبين من أمره هنا. ومن قول بولس إنه «تسلَّم من الرب». فعلى كل المسيحيين ممارسة هذا السر (١كورنثوس ١١: ٢٦).
لكل مسيحي نصيبٌ في فوائد موت المسيح، وهذا سبب ذكره ذلك الموت، في قوله «جسدي الذي أبذله لأجلكم» و «جسدي المكسور لأجلكم» و «دمي المسفوك لأجلكم».
بُني ذلك السر على الفصح وحل محله، فذاك كان يذكر اليهود بنجاة أبكارهم من الهلاك الزمني، وهذا يذكر المسيحيين بالنجاة من الهلاك الأبدي لكل المفديين بموت المسيح فصحنا (رومية ٨: ٢ و١كورنثوس ٥: ٧) وهذا السر هو العلاقة بين النظام اليهودي والنظام المسيحي.
هذا السر كما رسمه المسيح موافق جداً ليشخِّص أمامنا موت المسيح على الصليب،وليجعله مؤثراً فينا، لأن العناصر المحسوسة تعين النفس على إدراك الحقائق الروحية.
يحضر المسيح مع شعبه روحياً كرئيس المتكأ كلما مارسوا العشاء الرباني بالطاعة والإيمان والتوبة والشكر، ويتحدون به اتحاداً مُحيياً. ويجدد لهم كل فوائد موته المُشار إليه بذلك السر وفوائد حياته في السماء. ولهذا يتضمن لنا أكثر مما تضمنه الفصح لليهودي التقي، لأن الفصح كان له مجرد تذكار ورمز، وأما العشاء الرباني فيزيد على ذلك بأنه اتحاد روحي حقيقي. فعلاوة على أنه إشارة إلى ما عمله المسيح لأجلنا فهو دلالة على أن المسيح حال فينا وفقاً لقول الرسول «مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي» (غلاطية ٢: ٢٠) وقوله «الَّذِينَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ» (كولوسي ١: ٢٧).
لا تتوقَّف منفعة تناول هذا السر على كيفية ممارسته، ولا على ماهية الآنية التي يتناول منها، ولا على أن الخبز فطير أو خمير، ولا على رتبة خادم الدين، ولا على الكلمات التي ينطق بها لتخصيص الخبز والخمر بخدمة العشاء الرباني.. بل يتوقف على إيمان الذي يتناوله، لأنه كما أن الجسد يقتات بالخبز والخمر فيصيران جزءاً منه بالأكل والشرب، هكذا عندما نقبل بالإيمان خبز العشاء الرباني وخمره نصير شركاء جسد المسيح ودمه ونقتات به (١كورنثوس ١٠: ١٦).
لا بد أن يُطحَن القمح قبل أن يؤكل خبزاً، ولا بد للعنب أن يُعصر قبل أن يُشرب خمراً. كذلك جسد المسيح لا يمكن أن يكون حياتنا ما لم يُسحق ويموت لأجلنا. وهذا ما يشير إليه استعمال الخبز والخمر في العشاء الرباني.
العشاء الرباني، علاوة على ما ذُكر، إنباءٌ بوليمة عرس الحمل في السماء وظلٌ لها (ع ٢٩ ومرقس ١٤: ٢٥).
رسم المسيح هذا السر لنذكر به موته لا حادثة أخرى من حوادث حياته الأرضية كميلاده أو تجليه أو صعوده. وأظهر بهذا أن موته هو الأمر الجوهري في دينه الذي يجب أن يؤمن به كل مسيحي ويستند عليه للخلاص.
كلما مارس المسيحيون هذا السر شهدوا علناً بموت المسيح وخضوعهم للمصلوب وباتكالهم عليه، وهكذا «يخبرون بموته» كما أمر ١كورنثوس ١١: ٢٦ وشهدوا بأكلهم وشربهم مع غيرهم من المؤمنين أنهم إخوة في عائلة واحدة وأعضاء جسد واحد رأسه المسيح.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

سبح سيدنا ليعلمنا انه عندما نأكل يجب ان نعطي التسبيح لله ونشكره على احساناته الينا لاننا نرى سيدنا انه شكر قبلما ناول التلاميذ جسده ودمه ثم بعدما ناولهم سبح . فهكذا يجب علينا ان نشكر قبلما نأكل الاسرار ونمجد بعدما نشترك . ثم انه شكر ليعلمنا ان نشكر الله صابرين محتملين عندما نتألم كما احتمل هو الآلام لاجلنا والموت عوضنا ويعلمنا انه عندما نتناول الاسرار يجب ان نمكث حتى تكمل صلاة الشكر الاخيرة ويختم الكاهن . على ان السيد لم يمكث في العلية لئلا يحدث ضجيج عند القبض عليه . قال يوحنا الانجيلي ان المسيح خرج الى وادي قدرون ( 18: 1 ) لربما صاحب الوادي اسمه قدرون او ان الترعة التي كانت تمر فيه تدعى قدرون والعبر هو معبر من جانب الى جانب آخر . فكلام الانجيليين يتفق هكذا . فأتى يسوع الى موضع يدعى الجتسمانية ويقال انه كان فيه ترعة ماء تدعى الجتسمانية . وقد دعاها يوحنا جنينه ولكن متى ورفقاؤه سموها الجتسمانية معناها جنينة الاكابر ولعله خرج من الجنينة وجاء الى مكان آخر في جبل الزيتون يدعى الجتسمانية . 

تفسير انجيل متى الاصحاح السادس والعشرون

 تحذيرهم من الشك  يسوع ينبئ بانكار بطرس له (متى 26: 31- 35)

يسوع ينبئ بانكار بطرس له

تفسير (متى 26: 31) : حينئذٍ قال لهم يسوع : “ كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة،  لانه مكتوب : اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

الأرجح أن هذه العبارة (الآية) قالها المسيح وهو سائر إلى جثسيماني.
1)  " حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: كُلُّكُمْ" بدأ الشيطان خطة مؤامرته على المسيح فى بيت سمعان الأبرص بتمرد التلاميذ كلهم على المسيح بسبب سكب مريم قارورة الطيب وقالوا أنها يمكن الن تباع ب ويعطى ثمنها للفقراء وأنقسموا فيما بينهم فيما يكون هو الأعظم ومع أقتراب ساعة تسليم المسيح دخل الخوف فى قلوبهم من أستعمال السلطة الدينية والمدنية القوة الغاشمة مع الشك فى أن يسوع هو المسيح الذى كان فى مفهوم اليهود أنه سيأتى محاربا قائدا يحررهم من حكم الرومان 
كُلُّكُمْ تنبأ قبل ذلك بأن واحداً من رسله يسلمه، وهذا خرج منهم (وهو يهوذا). وتنبأ هنا
بالشك الذى سيثيب تلاميذة  الذى يعقبه الخووف والهروب والإختباء بسبب الصدمة من إعتقال يسوع والقبض عليه .
2) " تَشُكُّونَ فِيَّ "الشك : حالة نفسية يتردد معها الذهن بين الاثبات والنفي ويتوقف عن الحكم لهذا قال يسوع (متّى ١١: ٦ )  وطوبى لمن لا يعثر في

 أي يضعف بها إيمانكم بأني المسيح، حتى أنكم تستحون بعلاقتكم بى مثلما فعل بطرس  وتتركونني وتهربون . وسبب شككم هو تسليمي إلى أعدائي على يد يهوذا وقبضهم عليَّ، وما يحدث لي من الإهانات ويصيبني من الآلام، خلاف ما كنتم تتوقعون أن يبلغه المسيح ابن الرب فتقولون فى نفوسكم كيف لأبن الرب أن يلاقى هذه الإهانة ؟ كما يقول المسلمين اليوم إذا كانت له قوة وأنه إبن الإله حقا فلماذا لا يخلصه الرب ؟ وقال رؤساء الكهنة ايضا وهم يستهزئون مع الكتبة وشيوخ اليهود (مت 27: 42) «خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها! إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به! ".

 واضح أن تلاميذ يسوع سوف يتخلون عنه في الساعة التي سيكون بحاجة إليهم فيها (مت ٢٦ :٥٦ ) (يوحنا ١٦: ٣٢ ) هوذا تاتي ساعة، وقد اتت الان، تتفرقون فيها كل واحد الى خاصته، وتتركونني وحدي. وانا لست وحدي لان الاب معي" وحده يوحنا بقي معه وبطرس تبعه عن بعد. أما الآخرون فقد لاذوا بالفرار.
3) " فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ" أي الليلة التي تناولوا فيها العشاء الرباني وسمعوا مواعظ المسيح الأخيرة. ففيها خاضوا تجربة إنكار المسيح، فسقطوا. كذلك يأتي يومٌ على المسيحيين فى ايام الإضطهاد  يتجربون بأشد التجارب بعد أن يحصلوا على أحسن وسائط النعمة. ولا عجب أن صار الصليب عثرة للعالم، لأن رسل المسيح عثروا بظل الصليب قبل أن يُرفع المسيح عليه.
4) " لأَنَّهُ مَكْتُوب"  هذا اقتباس أى مكتوب في سفر (زكريا ١٣: ٧) استيقظ يا سيف على راعي وعلى رجل رفقتي يقول رب الجنود.اضرب الراعي فتتشتت الغنم وارد يدي على الصغار."

.إنه أمر لافت أن الأصحاحات الثمانية الأولى من زكريا يتم اقتباسها غالباً في سفر الرؤيا، بينما الإصحاحات الستة الأخيرة غالبا ًما يتم اقتباسها في الأناجيل.

علم الرب بسابق العلم ترك تلاميذه إياه وتمام تلك النبوة به. وفي الأصحاح الذي اقتبست تلك الآية منه إشارات كثيرة إلى المسيح وعمل الفداء منها ذكر فتح ينبوع للتطهير من الخطية، وذكر رجل في يده جروح جُرِح في بيت أحبائه، وذكر راعٍ هو رجل رفقة رب الجنود.
5) "  أَنِّي أَضْرِبُ ٱلرَّاعِيَ" ً الرب هو الذي سمح للشيطان يضرب الراعي (أش ٥٣ :٦ ,١٠؛ رو ٨ :٣٢ )  أى أنه ترك للشيطان مخططه الذى يريده بضرب المسيح وصلبه كان هذا دائما مخطط الرب للفداء ( اع ٢ :٢٣؛ ٣ :١٨؛ ٤ :٢٨؛ ١٣ :٢٩ )
أَضْرِبُ ٱلرَّاعِيَ
/ أى أن الرب ترك الأشرار من رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين ومجلس السنهدرين وبيلاطس أنه سلمه للضاربين شرار حتى يتم ما هو مكتوب فى نبوات العهد القدي  (قارن خروج ٤: ٢١ مع خروج ٨: ١٥) أى أنه لليهود والرومان أن يضربوه لأجل خطايا العالم (رومية ٨: ٣٢). خطة الشيطان وشر الأشرار حديثة أما خطة الفداء موجودة منذ القدم منذ سقوط أبوينا الأولين  الرب يحول خطط الأشرار لخير البرار طول عهده مع البشر وقصة يوسف مع أخوية وفى بيت فوطيفار تعطينا مثلا لهذا
الراعي في هذه الآية هو المسيح كما يظهر من
(زكريا ١١: ٧ - ١٤). وأصل ما اقتبسه البشير في العبراني خطاب الله للسيف وأمره إياه بالضرب، ولا فرق بين الأصل والاقتباس في المعنى، فالاقتباس مجازٌ عقلي أُسند به الفعل إلى الآمِر. ومثله ما جاء في (إشعياء ٥٣: ٤ - ١٠) فالذين ضربوه فعلوا باختيارهم ما قصد الله حدوثه، فلم يمكنهم ضربه لو لم يقضِ الله به.
6) " فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ ٱلرَّعِيَّةِخِرَافُ ٱلرَّعِيَّةِ المراد بالخراف هنا التلاميذ والرسل الذين هربوا عندما قُبض على المسيح كقطيع غنم خائف ومرتعب فقد الراعى الذى يقوده لمراعى خصبه يطعمه ويشربه ويحميه من حر الصيف وبرد الشتاء ، وتطلق الخراف أحياناً على كل شعب الرب (يوحنا ١٠: ١٦) ولعل المسيح أشار أيضاً بهذا القول إلى الأمة اليهودية التي كانت في الأصل رعية الرب والأمة المختارة وتبددت منذ رفضت الراعي المضروب.
 الخراف كلمة تكررت كثيرا فى الكتاب المقدس بعهديه استعارة من حياة الشعب اليهودى فى رعاية الغنم والجداء تستخدم لأتباع المسيح.
1-  الخراف الكاذبة(مت ٧ :١٥) )

2 - القطيع  المشتت (مت 9: 36) (مت 26: 3) ( مر 14: 27)
3 - الخراف الضالة من إسرائيل (مت ١٠ :٦؛ ١٥ :٢٤)
4 - خراف وسط الذئاب(مت ١٠ :١٦؛ لو ١٠ :٣)
5 - المثَل (مت ١٨ :١٢؛ لو ١٥ :٦)
6 - دينونة الخراف والجداء ( مت ٢٥ :٣٢ -٣٣)
7 - خراف بلا راعٍ ( مر ٦ :٣٤)
8 - يسوع كراعي صالح ( يو ١٠ :١ -١٨)
9 - بطرس، ارعَ خرافي وجدائي (يو ٢١ :١٦ -١٧)

10- الخراف تضل ( 1 بك 2: 25) ( أش 53: 6)


أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قال سيدنا هذا الكلام وهم صاعدون الى الجبل او عند دخولهم البستان وكأنه قال ان يهوذا يسلمني لرداوته وأنتم تهربون من الضعف وتشكون . اما الراعي هو المسيح اذ قال انا هو الراعي الصالح . والخراف المبددون هم الرسل . ترى من ضرب الراعي المسيح ؟ الجواب ليس ابليس ولا يهوذا ولا صالبوه بل الآب كما قال زكريا اضرب الراعي فتبدد خراف الرعية ( 7 : 13 ) . فبارادة الآب ضرب الابن متألماً بالموت لاجل خلاص العالم .

تفسير (متى 26: 32):. ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " وَلٰكِنْ بَعْدَ قِيَامِي" وردت هذه الاية فى ( مرقس ١٤: ٢٨ ) " ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل»
وتعنى النبوة لغويا .. النُّبُوَّةُ : "إخبار عن الشّيء قبل وقته حزْرًا وتخمينًا، إخبار عن الغيبط   بَعْدَ قِيَامِي : وصل عدد مرات إخبار المسيح بقيامته لتلاميذة قبل موته على الصليب ودفنه بالقبر وقيامته ثلاثة مرات وهذه الثلاث مرات تندرج تحت أسم النبوات ألأولى (متّى ١٦: ٢٠، ٢١ )  حينئذ اوصى تلاميذه ان لا يقولوا لاحد انه يسوع المسيح. 21 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقومط .. الثانية : ( مت ٢٠: ١٩) ويسلمونه الى الامم لكي يهزاوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم» وهذه هي المرة الثالثة. والمعروف أن النبوات تنبئ عن المستقبل الذى لا يدركه الإنيان فى العادة وتعتبر مختومة أى أن العقل لا يدركها إلا عند حدوثها ولكن ليس هناك إشارة على أنهم أدركوا معنى هذا النبأ ولا أنهم تأثروا منه أكثر من ذي قبل.
2) " أَسْبِقُكُم " القادة من أهل العالم يكونون فى المؤخرة الحروب وبعيدين عن ما يعانيه شعوبهم يختلف القادة المسيحيين أنه يتقدمون صفوف المسيحيين ويقودوهم فى أيام السلام وأيام الضيق والإضطهاد أنهم خدام وفي هذا إشارة إلى عمل الراعي لخرافه فإنه «مَتَى أَخْرَجَ خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ يَذْهَبُ أَمَامَهَا، وَالْخِرَافُ تَتْبَعُهُ» (يوحنا ١٠: ٤) والنبوة بها أخبار عن الخراف وإنه مع أن ضُرب الراعي يبدد الخراف إلا أنها ستُجمع أيضاً، أولا المسيح يمكث مع تلاميذة 50 يوما قبل صعوده وثانيا يرسل قيادة روحية هو الروح القدس  وأنه سيجمع تلاميذه وإن تركوه. وقال ذلك ليكون تعزية لهم في وقت الحزن، وتشجيعاً لهم عند الخوف، وإعلاماً لهم أين يجدونه

زلقاء المسيخ مع تلاميذه بعد القيامة يُذكر عدة مرات ( مر ١٦: ٧) لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم».  (مت ٢٦ :٣٢) (مت ٢٨ :٧ ,١٠ ,١٦ -٢٠؛).7 واذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات. ها هو يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه. ها انا قد قلت لكما». 10 فقال لهما يسوع: «لا تخافا. اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونني». 16 واما الاحد عشر تلميذا فانطلقوا الى الجليل الى الجبل حيث امرهم يسوع. 17 ولما راوه سجدوا له ولكن بعضهم شكوا. 18 فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض 19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. 20 وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر». امين.  ( ١ كور ١٥ :٦؛ )  وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمسمئة اخ، اكثرهم باق الى الان. " ( يو ٢١ ) وكان هذا مصدر عزاء لهم أن المسيح الممجد يجلس معهم ويقويهم ويثبتهم بعد موته وقيامته  ولكن من الواضح أن تلاميذة لم يفهموا ولهذا لم يدركوا نبواته قبل صلبه وقيامته
3) " إِلَى ٱلْجَلِيلِ" تتكون أقاليم الأراضى المقدسة إلى عبر الأردن ويهوذا والسامرة والجليل .. وكانت مدينة كفر ناحوم الواقعة على بحر طبرية مدينة يسوع التى بدأ التبشير منها وركز على الجليل وأمضى المسيح أكثر وقت تعليمه في الجليل، وآمن به هنالك أكثر تابعيه. والجليل وطن أكثر تلاميذة ورسله، فمن الطبيعي أن يرجع إليه بعد قيامه. والتلاميذ لم يعد لهم مكانا وسببا لوجودهم فى أورشليم فعاد تلاميذه إلى المكان الذي أخذهم منه لأن في ذلك قوة لهم هم بأمسِّ الحاجة إليها عاد التلاميذذ فيما يبدوا ليمارسوا مهنهم السابقة وهى الصيد وبعد أن مكث نعهم يسوع هناك أمرهم أن يقيموا في مدينة أورشليم إلى أن يُلبسوا قوة من الأعالي، وبعد ذلك يتمم الوعد لهم. ولعله عيَّن حينئذٍ جبلاً قرب طبرية للاجتماع بهم (قابل متّى ٢٨: ١٦ مع يوحنا ٢١: ١). والسؤال الذى يفرض نفسه هل المسيح خصص ذلك الاجتماع بالرسل وحدهم؟ ، أم جعله لكل المؤمنين به (لوقا ٢٤: ١٣ - ٣١، ٤١) لأن متّى قال في إنبائه بهذا الاجتماع إن بعض الحاضرين شكوا، فلا نظن أنهم من الرسل بعدما شاهدوه مراراً في أورشليم حياً بعد موته. والمرجح أن الاجتماع ضمَّ من يزيدون على ٥٠٠ أخ (١كورنثوس ١٥: ٦). وتعيينه الاجتماع العام في الجليل لا ينفي أن المسيح اجتمع أحياناً مع بعض تلاميذه في أورشليم قبل ذلك.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انبأ بقيامته ولم يقل متى أقامني الآب حتى يخزي النساطرة الذين يعوجون الكلام ليجعلوا الابن أحط منزلة من الآب وقال ( الى الجليل ) لا الى مكان بعيد لان البلاد التي فيها صلب فيها يظهر نفيه لهم . والجليل موضع لم يكن فيه خوف من اليهود . 

تفسير (متى 26: 33) : فاجاب بطرس وقال له : “ وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك فيك أبداً “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " َقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: وَإِنْ شَكَّ فِيكَ ٱلْجَمِيع" وَإِنْ شَكَّ فِيكَ ٱلْجَمِيعُ كان يسوع فيما يبدوا يكلم التلاميذ أما قبل أن يتركوا العلية مباشرة  أو هم فى طريقهم لبستان جسثيمانى وقد أشارت بشارتي متّى ومرقس أن بطرس تكلم بهذا بعدما أكلوا الفصح.وخرجوا جميعاً من العلية لكن يظهر مما قاله لوقا ويوحنا أنه تكلم بذلك قبل خروجهم، فلعله قاله مرتين. وفى كل النبوات التى قالها المسيح كان يكررها مرتين فربما كرر التحذير لبطرس مرتين، فكرر بطرس إنكار شكه فيه كذلك. ومما يقوي ذلك أن التحذير الذي ذكره متّى ليس هو التحذير الذي ذكره لوقا كما أن اجابة بطرس مختلفة (قارن هذا العدد مت 26 : 32 مــع لو ٢٢: ٣١، ٣٢)31 وقال الرب: «سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة! 32 ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك. وانت متى رجعت ثبت اخوتك». 33 فقال له: «يا رب اني مستعد ان امضي معك حتى الى السجن والى الموت». 34 فقال: «اقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل ان تنكر ثلاث مرات انك تعرفني».
الإفتراض المسبق عند بطرس يؤكده محبة بطرس ليسوع التى ظهرت فى مواقف عديدة فنجده يقفز من السفينة ويسبح للشاطئ حينما عرف من يوحنا أن يسوع على الشاطئ بعد قيامته وفى الحديث هناك قال بطرس ليسوع أنت تعلم أنى أحبك يارب ونجده غير مصدق للنبوة فى قيصرية فيلبس (مت ١٦ :٢٢ -٢٣) 21 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. 22 فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره قائلا: «حاشاك يا رب! لا يكون لك هذا!» " حيث أنكر بطرس تنبؤ الرب.
لم يلتفت بطرس إلى ما في كلام المسيح من التعزية والوعد، بل إلى ما هو محزن فيه، فجاء جوابه كما يأتي:
2) " فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَداً"  فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أظهر بطرس في هذا محبته للمسيح، كما أظهر مبادرته المعتادة التى كانت واضحة فى شخصيته فى الرد السريع، والجسارة، والشجاعة ، وإظهار اتكاله على نفسه، وجهله بضعفه وكبريائه التي جعلته يظن أنه أثبت من سائر التلاميذ. فكان سقوطه سبيلاً له إلى أن يعلم أنه قابل السقوط. وكان على بطرس أن يتيقن ذلك في إنباء المسيح وليسأل الله المعونة. وذكر لوقا هنا أكثر مما ذكره متّى في شأن هذا الحديث (لوقا ٢٢: ٣١، ٣٢).
ويجب أن نتعظ من مما حدث لبطرس : (١) العزم الشديد والإتكال على الإرادة الذاتية للإنسان على تجنب الخطية لا تكفي ليمنع الإنسان من ارتكابها، وفى هذا قال المسيح (2كو 12: 9)  تكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تكمل " وكذلك النذر والوعد حتى وإن ختمه بدمه. (٢) لا أحد يعرف ضعفه وما سيرتكبه قبل أن يُجرَّب. (٣) قد يترك الرب المسيحيين الحقيقيين يقعون في الخطايا الفظيعة ليعلِّمهم ضعفهم. (٤) يجب أن نسأل الرب أن يعيننا على الدوام (٢كورنثوس ١٢: ٩، ١٠ وفي ٢: ١٢، ١٣ و٤: ١٣).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان الذهبي الفم يلوم سمعان مرتين الاولى اذ وقف ضد كلمة المسيح والانبياء والثانية اذ جعل نفسه أعلى من رفقائه . وقال مار كيرلس انه من حرارة محبته للمسيح قال انه لا يشك ولا يكفر فيه ولم يكن ذا لسانين ينطق بفمه عكس ما في قلبه لكنه كان ساذجاً لا غش فيه ولشدة محبته قال اني لا أشك فيك

تفسير (متى 26: 34): فقال له يسوع : “ الحق أقول لك انك في هذه الليلة قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 فبطرس عبر عن ثقته بانه لن ينكر المسيح ثلاث مرات مره وقت العشاء ومره اخري بعد العشاء بقليل ومره وهم فى الطريق إلى جبل الزيتون ليقضوا الليل في بستان جثسيماني وهذا ما وضحه الكثير من المفسرين ( مثل دكتور لايت فوت قال بان المسيح حذر بطرس ثلاث مرات بانه سينكره ثلاث مرات وقد يكون كلامه اقرب الي الصحة ) وسياق الكلام في المرتين عند العشاء مختلف قليلا وايضا سبب كلام بطرس في المرتين مختلف ويختلفوا عن المره الثالث في الطريق الي بستان جسثيمانى على جبل الزيتون

المره الاولي : المسيح بدا الحوار مع بطرس وليس ردا علي اندفاع بطرس الموضوع الذي بداه المسيح ليس عن الشك ولكن عن غربلة الشيطان له عن طريق انه يهيج البعض ليتهموه انه من اتباع المسيح سادسا يوضح له ابعاد الموقف انه سيخطئ ثم يتوب ويوصيه بعد التوبه يثبت بقية التلاميذ وان المسيح سيسمح للشيطان بان يغربل بطرس ولكن بحدود اي لم يسمح له لدرجه اعلي من ايمان بطرس لكي لا يفني ايمانه اي انه لن يسمح للشيطان بان يجربه فوق ما يستطيع ان يحتمل وهذه المرة تختلف فى المكان والزمان وخصوصية الكلام الموجه لبطرس فقط وليس عام لكل التلاميذ وكان المكان في البيت وليس في الطريق الي جبل الزيتون الزمان انه بعد وقت الغروب وليس قرب منتصف الليل التي ذكرها لوقا البشير خلفية الحوار في لوقا لان بطرس كان متزعم الخلاف حول الجلوس عن يمين المسيح انجيل (لوقا 22: 24 ) و كانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر فالامر حدث وقت العشاء وبعد اعلان المسيح ان احدهم سيخون المسيح ويسلمه وهم رفضوا ذلك وانكروا وهذا شرحته في ملف هل اعلن المسيح عن مسلمه الي يهوذا ام الي يوحنا هذا بالاضافه الي ان كان هناك خلاف علي من يجب ان يجلس عن يمين المسيح لانه هذا اعلان انه الاكبر بين التلاميذ مكانه وسيكون الاكبر في مملكة المسيح والمسيح يوضح لنه ان مملكته ليست ارضيه وايضا ان الاكبر ليس بمكانته ولكن بخدمته وقوته التي يستمدها من الرب وليس من ذاته (لو 22: 25- 31) فالرب يبدأ حديث خاص مع بطرس وغالبا هو توجه له بالنداء لياتي اليه فيكلمه خاص (لو 22: 32 " و لكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك و انت متى رجعت ثبت اخوتك "

المرة الثانية : كانت عن اعلان المسيح عن انكار بطرس بسبب ضعف محبته اثناء وعظته الختاميه ( فصول الباراقليت ) (بو 13 : 30- 35)  فقال له يا رب اني مستعد ان امضي معك حتى الى السجن و الى الموت 34 فقال اقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل ان تنكر ثلاث مرات انك تعرفني "  

رفض بطرس  كلام المسيح بانه سيضعف ويخطئ ويوضح انه قوي ومتمسك بالرب الي الموت وهذا لانه يعتمد علي قوته الشخصيه فوضحه له المسيح ما سيحدث

و خرج و مضى كالعادة الى جبل الزيتون و تبعه ايضا تلاميذه اذا تاكدنا انه قبل الذهاب ولكن هذا الحوار كمله يوحنا الحبيب المره الثانية من انجيل يوحنا وهو خلفيته عن اعلان المسيح عن انكار بطرس بسبب ضعف محبته اثناء وعظته الختاميه ( فصول الباراقليت ) انجيل يوحنا 13 13: 30 فذاك لما اخذ اللقمة خرج للوقت و كان ليلا 13: 31 فلما خرج قال يسوع الان تمجد ابن الانسان و تمجد الله فيه 13

االمرة الثالثة :  (متي 26: 30 ) ثم سبحوا و خرجوا الى جبل الزيتون فالوقت وهم في الطريق بعد ان خرجوا من البيت وقبل ان يصلوا الي بستان جثسيماني 26: 31 حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية والمسيح هذه المره كان يتكلم عن ان جميع التلاميذ ستشك فيه وايضا انهم سيتشتتوا ونلاحظ تعبير الليله لان الوقت ليل خلفية الحوار في متي ومرقس ان المسيح يكلم التلاميذ انه سيشكون فيه وبطرس اندفع واجاب بانه لن يشك علانيه فالمسيح اعلن علانيه امام التلاميذ ان بطرس سينكره ثلاث مرات لان بطرس صرح علانيه انه لن ينكره

1) " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: " هذه حرفياً "آمين" "amen "والتي كانت تعني أصلاً "ليكون مؤكداً"، ولكن صارت تعني "أنا أوافق" أو "أنا أؤكد" استخدم يسوع هذه الكلمة بشكل فريد ليبدأ به تصاريح هامة.
يَصِيحَ دِيكٌ يحتمل صياح الديك ثلاثة معانٍ:
2) "  إِنَّكَ فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ "
 اليهود ما كانوا يسمحون بالدجاج في المدينة المقدسة. ويقول بعض المفسرين كان إشارة من بوق روماني يدعى "صياح الديك" والذي كان يُبّوق به الرومان في نهاية وردية الحراسة وهو إما أن يكون وقت من الوقتين اللذين اعتاد الديك أن يصيح فيهما. أولهما نحو نصف الليل، والثاني قرب الفجر. أ
الهزيع الأول من الليل المعروف عادة عند اليهود، كما يظهر من قول المسيح «لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَأْتِي رَبُّ الْبَيْتِ، أَمَسَاءً، أَمْ نِصْفَ اللَّيْلِ، أَمْ صِيَاحَ الدِّيكِ، أَمْ صَبَاحًا» (مرقس ١٣: ٣٥).
3) " قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ"
صياح الديك معين كما جاء في قوله «اللَّيْلَة قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ» (مرقس ١٤: ٣٠).و أن اليهود يبوقون بالبوق (وهو مصنوع من قرون الحيوان ويسمى شوفار)  من فوق الهيكل مرة واحدة قبل كل هزيع أما فى بداية اليوم فيبوق مرتين   أن متّى ويوحنا قصدا بصياح الديك قسماً من الليل، ومرقس ولوقا قصدا به صياح الديك حقيقة، لأنهما ذكرا أن الديك صاح مرتين. وذكر هذه النبوة الإنجيليون الأربعة. ولما تمت كانت دليلاً قاطعاً على أن المسيح يعلم الغيب بذاته فهو إله.
4) " تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّات"
تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّات ظن بطرس أن إنكاره إياه ولو مرة واحدة محال، فقال المسيح له إنه ينكره ثلاث مرات. أي ينكر معرفته إياه كما جاء ذلك في إنباء المسيح (لوقا ٢٢: ٣٤) وفي إنكار بطرس (متّى ٢٦: ٧٤). وهو يتضمن إنكار أنه من تلاميذه (لوقا ٢٢: ٥٨). وهذا الإنكار ليس إلا إنكار إيمانه بأن المسيح ابن الله، وهو منافٍ لإقراره السابق (متّى ١٦: ١٦) وإثمٌ عظيم كان يمكن أن يهلكه، لولا توبته (لوقا ١٢: ٩). على أن كثيرين تمثلوا ببطرس في إنكار المسيح وقت الضيق ونسيان نذورهم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي اني انبئك بالحق واقول لك يا بطرس انك لست تشك وتهرب فقط مع باقي رفقائك لكنك تزيد عليهم انك تكفر بي وهذا ليس بعيداً عنك بل ان في هذه الليلة نفسها ستتممه .

تفسير (متى 26: 35): قال له بطرس : “ لو اضطررت ان اموت معك لا أنكرتك . هكذا قال ايضاً جميع التلاميذ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

أتصف بطرس بالشجاعة والأقدام كما تميز بالإندفاع والتهور وبمحبته ليسوع ولكنه كإنسان كان يخاف والخوف يولد الشك وعندما دعاه الرب يسوع للسير على الماء فنزل من على السفينة وسار عندما كان ناظرا ليسوع وعندما حول عينيه عنه ورأى الرياح والزوابع (مت 14: 20- 31) "  ولكن لما راى الريح شديدة خاف. واذ ابتدا يغرق صرخ: «يا رب نجني». 31 ففي الحال مد يسوع يده وامسك به وقال له: «يا قليل الايمان لماذا شككت؟» 

1) " قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: وَلَوِ ٱضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!" كان يجب أن يصدق بطرس أن المسيح يعرفه أكثر مما يعرف هو نفسه ، لكن ثقته فى نفسه كانت وقتية وبنت الساعة تتغير حسب الظروف وفى هذا الوقت ثبت على كلامه وزاد عليه حتى ولو مات مع يسوع . إنه يسهل على الإنسان ذكر الموت بشجاعة والموت بعيدٌ عنه، لكنه متّى لاقى الموت وجهاً لوجهٍ جَبُنَ وخاف أشد الخوف. فالاتكال على النفس مقدمة السقوط (أمثال ١٦: ١٨ ) 18 قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح. ( ١كورنثوس ١٠: ١٢).12 اذا من يظن انه قائم، فلينظر ان لا يسقط.
2) " هٰكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ ٱلتَّلاَمِيذِ»"  جَمِيعُ ٱلتَّلاَمِيذِ : أظهر إندفاع بطرس أنه أمين للمسيح، فاقتدى به سائر الرسل ، فقد أستحسنوا ماقاله بطرس ربما أعتقدوا انه ستكون هناك حربا ضد الرومان وأنه سيقودهم فى هذه الحرب لتحريرهم من الرومان  عندما شاهدوا الجماهير تهتف وراؤه وهو نا زل من جبل الزيتون فى يوم الشعانين قائلين مبارك الاتى بأسم الرب حتى أرتجت المدينة  ودخول المسيح الهيكل فى وسطهم   لكنهم جميعاً تركوا معلمهم وهربوا عند اقتراب الخطر (ع ٥٦). ولم يجبهم المسيح شيئاً على قولهم بل ترك الأمر إلى العاقبة لتظهر صدق قوله وقدر أمانتهم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

حقاً ان بطرس نطق بما في قلبه من نحو سيده اذ كان يحبه محبة شديدة ولذلك قال انه اذا الزم ان يحتمل الموت عوضه لا يمتنع . وهكذا باقي التلاميذ . الا ان السيد لكي يعرفه رحمته قال : سمعان سمعان هوذا الشيطان سأل ان يغربلكم مثل الحنطة ( لو 22: 31 ) اي ان الشيطان يظنكم نظيره مملوئين شراً فيسأل ان اتخلى عنكم كما قصد في ايوب . ومعنى يغربلكم اي يجربكم ويقلقكم ويفزعكم ويسقطكم كما يغربل القمح فيسقط من الغربال متفرقاً . وقد تخليت عنكم لحظة لكي يعلم ان هربكم ليس عن خبث طوية فيكم بل لان الانسان ضعيف وانه لا يستطيع الثبات ما لم تسنده النعمة الالهية . وطلب الشيطان هذا كما طلب ان يدخل في الخنازير ( مر 5 : 12 ولو 8 : 33 )

لو 22: 32 لكني صليت من اجلك لئلا ينقص ايمانك وانت متى رجعت فثبت أخوتك

اي وان تخليت عنكم لحظة فهربتم وانت كفرت لكني لست أتخلى عنك مطلقاً لئلا تبتعدد اكثر بالكفر وتتجرد من الايمان بي وكان يتكلم تارة بصوت منخفض وتارة بصوت منكسر لاجل ضعف السامعين لانهم كانوا يظنون فيه ملا يجب ويليق . وقال ( متى رجعت ) اي بعدد توبتك ارجع الى رفقائك وثبتهم في الايمان بي . وقال التلاميذ ( يا رب ههنا سيفين لو 22 : 38 ) قد يستغرب الانسان وجود سيفين في علية اجتماعهم . قال الذهبي الفم انه كان هنالك سكاكين معدة لاجل الفصح فلما احس التلاميذ بمجئ الاعدداء للقبض على سيدهم اخذوها معهم . وقال آخرون ان التلاميذ لما بلغهم مجييء الاعداء سبقوا وحضروا السيوف والسكاكين . 

تفسير انجيل متى الاصحاح السادس والعشرون

يسوع يصلي في جثيماني (متى 26: 36- 46)

يسوع يصلي في جثيماني

تفسير (متى 26: 36): حينئذٍ جاء معهم يسوع الى ضيعة تدعى جتسيماني ، فقال للتلاميذه : “ اجلسوا ههنا حتى امضي وأصلي هناك “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي" ضَيْعَةٍ أي أرض مزروعة نعطى غلة أو محصول ، والمقصود بها هنا أرض محاطة بسياج، فيها أشجار زيتون أو غيره من الأشجار المثمرة ، لأنها سُميت أيضاً بستاناً (يوحنا ١٨: ١، ٢٦) 1 قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون، حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه  .26 قال واحد من عبيد رئيس الكهنة، وهو نسيب الذي قطع بطرس اذنه:«اما رايتك انا معه في البستان؟» وكانت في جبل الزيتون. واسمها في العبراني جثسيماني. وكانت صالحة للتنزه والانفراد. ويحتمل أن صاحبها كان صديقاً ليسوع لأنه اعتاد أن يذهب إليها مع تلاميذه (لوقا ٢٢: ٣٩، ٤٠).39 وخرج ومضى كالعادة الى جبل الزيتون وتبعه ايضا تلاميذه. 40 ولما صار الى المكان قال لهم: «صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة».
2) " جَثْسَيْمَانِي"  كلمة عبرانية معناها «معصرة زيت» وهي شرق أورشليم على سفح جبل الزيتون الغربي (لوقا ٢٢: ٣٩)  وخرج ومضى كالعادة الى جبل الزيتون وتبعه ايضا تلاميذه " بينها وبين أورشليم وادي قدرون (يوحنا ١٨: ١). «وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ الْمَوْضِعَ، لأَنَّ يَسُوعَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيرًا مَعَ تَلاَمِيذِهِ» (يوحنا ١٨: ٢). من الواضح أن يسوع جاء إلى هذا البستان مرا ٍت كثيرة. بل وربما كان محتملاً خلال أسبوع ا لألام قد خيّم هنا مع تلاميذه. لقد كان يهوذا يعرف المكان جيدا
كان الهيكل فى أورشليم قبلة اليهود فكانت تمتلئ باليهود من خارج المدينة من باقى قرى ومدن الأراضى المقدسة وكذلك يهود الشتات الذين باقى بلاد العالم فتزدحم المدينة بهم وكان المسيح يقضى معظم أسبوع الفصح فى بيت عنيا فكان يبيت هناك مساءا وفى النهار يكون فى اورشليم ولكن فى يوم وجبة الفصح كان لا بد أن يكون فى اورشليم وحل المساء فذهبوا غلى بستان يقع على جبل الزيتون أسمه جسثيمانى وتعنى معصرة الزيت ويعتقد أنه كان مركزا لعصر الزيتون على الجبل ومشهورا والجميع يعرف المكان وكان كثريين يقضون الليل على جبل الزيتون ىف البساتين المنتشرة عليه وغاية المسيح في ذهابه إلى ذلك البستان هي أن يقوي نفسه بالصلاة لأجل آلامه المستقبلة، وأن يناجى الرب حول بعض تلك الآلام التي يجب أن يحتملها، وأن يعطي أعداءه فرصة لأن يمسكوه لا هياج ولا ضرر لتابعيه وكان الوقت الذى أختارة رئيس الكهنة وأتباعه هو فى وقت ينام فيه الناس مثل زوار الفجر من الأمن المصرى الذى يداهم المساكن  ليقبض على من يريده وما عمله المسيح مثال لنا لنلجأ إلى الله وقت التجربة بالصلاة.
3) " َقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: ٱجْلِسُوا هٰهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ»" . لِلتَّلاَمِيذِ أي لثمانية منهم.
ٱجْلِسُوا هٰهُنَا الأرجح أن المكان الذي أمرهم بالجلوس فيه كان بعيد قليلا عن مدخل البستان ، ووجودهم هناك كان مانعاً من أن يباغت المسيح أحدٌ وهو يصلي. وأشار بقوله «ههنا» إلى محل منفرد تحت أشجار البستان.
هُنَاكَ أي داخل البستان إعتاد المسيح أنه عندما يصلى (مرقس ١٤: ٣٢ الخ ) وجاءوا الى ضيعة اسمها جثسيماني فقال لتلاميذه: «اجلسوا ههنا حتى اصلي».  إما كان منفردا فى البرارى كخلوة بينه وبين الرب أو يبعد عنه تلاميذه كلهم أو يأخذ معه قلة مفضله عنده وهم بطرس ويوحنا ويعقوب كما حدث فى جبل التجلى

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

 سمّى يوحنا هذا المكان جنينة ولم يكن التلاميذ معتادين فراق سيدهم ومع هذا قال لهم امكثوا ههنا   

تفسير (متى 26: 37): ثم أخذ معه بطرس وابني زبدى وابتدأ يحزن ويكتئب .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وأَخَذَ مَعَهُ " أي انفرد بالتلاميذ الثلاثة المذكورين هنا دون سائر الرسل.
2)  " بُطْرُسَ وَٱبْنَيْ زَبْدِي " بطرس وأبنا زبدى أي يعقوب ويوحنا (متّى ١٠: ٢) وهم الحلقة الضيقة التى كان المسيح يدعوهم فى مناسبات إلهية عظيمة وكان قد اختار هؤلاء الثلاثة قبلا ليشهدوا مجده الإلهي على جبل التجلي(مر 9: 2-10) (مت ١٧: ١ )  وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا اخاه وصعد بهم الى جبل عال منفردين. 2 وتغيرت هيئته قدامهم واضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور."  وأختارهم لكى يكونوا معه عندما أقام أبنه يايرس من الموت ( لوقا ٨: ٥١)  فلما جاء الى البيت لم يدع احدا يدخل الا بطرس ويعقوب ويوحنا وابا الصبية وامها.."  واختارهم فى بستان جسثيمانى شهود آلام نفسه وتواضعه لأنه قرَّبهم منه تعزية لهم وليذكروا لنا ما حدث . واحتياجه إلى مثل هذه التعزية دليل واضح على شدة حزنه واضطرابه.
3) " وَٱبْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ"  الأكتئاب مرحلة أكبر درجة من الحزن يشعر فيها الإنسان بالوحدة ، ويصبح مُنْكَسِر النَّفْسِ، مُغْتَمّ  وقد أورد أشعياء نبوة عن حالة المسيح هذه معبرا فيها عن سبب حزنه فقال (أش 53: 5)  وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا. " لا يقدر أحد أن يدرك مقدار حزن واكتئاب المسيح في البستان كل الإدراك، فهو ذاهب ليصلب وه حامل خطايانا وفى بستان جسثيمانى عرف العالم سر من أسرار الفداء. ولا بد أنه احتمل هناك جزءاً من الآلام التي كان يجب أن يحتملها في فداء الخطاة، فوفَّى حينئذٍ بعض الدَّين الذي على الخطاة لشريعة الرب ووفَّى ما بقي منه وهو معلق على الصليب (إشعياء ٥٣: ٤ - ٦). وحَمل وقتئذٍ خطايا العالم، وحزن واكتأب من عظمة ثقل ذلك الحمل.
ولأنه حامل خطايا بنى البشر فلعل طبيعته الإنسانية حُرمت حينئذٍ من تعزية الأب الذي حجب عنه وجهه كما حصل له وهو على الصليب. وذلك كان أشد عذاب له، ولكنه كان ضرورياً لاحتمال القصاص عن الخطاة. هذا مع معرفته كل حوادث الصلب قبل حدوثها من آلام الجسد والنفس، من خيانة أحد تلاميذه، وإنكار غيره له، وترك الجميع إياه، وكل ما جلبه عليه حسد الرؤساء وبغضهم من الإهانة وقسوة الرومان عليه وهزئهم به وضربهم إياه، واضطراب نفسه وآلام جسده على الصليب.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

لم يأخذ باقي التلاميذ معه لئلا يضعف ايمانهم به عند رؤيتهم اياه يحزن ويكتئب . لكنه أخذ أولئك الذين عاينوا مجده الالهي في الجبل معه وقيامة ابنة يلبراس . ثم ابتعد عن هؤلاء أيضاً نحو رمية حجر كما قال لوقا 22: 41 وطفق يحزن ويكتئب . ولم يكفه ظهور الحزن والكآبة على وجهه فقط حتى قال .

تفسير (متى 26: 38): فقال لهم : “ نفسي حزينة جداً حتى الموت . امكثوا ههنا واسهروا معي “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لَـهُمْ: نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى ٱلْمَوْتِ." تألم المسيح لأجل الخطاة كل مدة حياته الأرضية، لكن حينما أقتربت ساعة دفع ثمن الخطية عن الخطاة زادت آلامه  في تلك الساعة كثيراً. ( يوحنا ١٢: ٢٧) .27 الان نفسي قد اضطربت. وماذا اقول؟ ايها الاب نجني من هذه الساعة؟. ولكن لاجل هذا اتيت الى هذه الساعة "
حَتَّى ٱلْمَوْتِ .. وحتى تعنى
حَرْفُ جَرٍّ يَدُلُّ على الاِنْتِهاءِ، أَيِ انْتِهاءِ الغايَةِ الزَّمَنِيَّة أو الشكلية ِ، وحتى تعنى إلى أن أقترب لمرحلة الموت وقد تنبأ داود النبى عن هذه الحالفة فقال  (مزمور ٥٥: ٤، ٥ )  4 يمخض قلبي في داخلي واهوال الموت سقطت علي. 5 خوف ورعدة اتيا علي وغشيني رعب"

المراد بذلك أنه اشتد حزنه كثيراً حتى كادت قواه الإنسانية لا تحتمله. ولربما لم يستطع احتماله، أو لم يأته ملاك من السماء يقويه (لوقا ٢٢: ٤٣)، أو أن آلامه كانت حينئذٍ مثل آلام الموت. ومما يعرف أن الناس قد يموتون من مجرد الحزن الشديد. فإذا كانت أحزان الإنسان الخاصة كافية لإماتته أحياناً، فكم بالأحرى تكون أحزان عالم الخطاة في قلب شخص واحد. قال لوقا «صَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ» (لوقا ٢٢: ٤٤).
2) " اُمْكُثُوا هٰهُنَا " عيَّن المسيح لهم مكاناً يمكثون فيه وهو يبعد عنهم قليلاً. وذلك حتى لا يروه جيدا حتى لا يحزنوا معه فى الألم بمشاهدتهم آلامه، أو أنه فضَّل أن يحتمل تلك الآلام بدون أن تراه عينٌ بشرية.
3) " ٱسْهَرُوا مَعِي"  تعنى الصلاة معه وهو كإنسانٍ شعر باحتياجه إلى أن يشاركه غيره من البشر في شدة أحزانه، فتعزى قليلاً بقرب أولئك الأصحاب الأعزاء من البشر. لذلك سألهم أن يمكثوا بالقرب منه، وأمرهم أن يسهروا لأن ذلك يُظهر مشاركتهم له في الحزن، ولما كان الجسد يشتهى ضدر الروح والروح ضد الجسد فقد كان النوم دليل على تغلب الجسد على الروح وعدم الاكتراث بمل سيصيبه وعمد تنفيذ كلامه ، ولأن سهرهم كان تحذير من مباغتة الأعداء له. ولكنهم لم يفهوا شدة آلامه إلا بعد الصلب والموت

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ذكر لوقا سبب ذلك : اما متى ومرقس فذكرا انه طفق يحزن ويكتئب وذكر يوحنا نتيجة ذلك وهو قوله ( الآن نفسي قد اضطربت يو 12: 27 ) . انه متى استولى على الانسان خوف يدركه الحزن والكآبة وبعد ذلك تضطرب نفسه . قال الهراطقة ان المسيح من خوفه من الموت حزن واكتئب ولكنهم كذبوا لانه اذا كان الموت قد اخافه فما المانع له من ان ينجو بنفسه بقدرته الالهية كما كتب عنه انه كان يجتاز في وسطهم ويختفي واذا كان يخاف الموت فلماذا مضى الى المكان الذي كان يعرفه الخائن بل كيف يخاف من الموت ذاك الذي قال للذين أتو للقبض عليه اني انا هو الذي تطلبونه ( يو 18 : 4 ) واني انا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عوض خرافه ( يو 10 : 11 و 3 ) وقال انقضوا هذا الهيكل وانا أقيمه في ثلاثة ايام ( يو 2 : 19 ) واعطاهم آية يونان ( مت 12 : 40 ) وقال انا هو القيامة والحياة ( يو 11: 25 و36 ) ولا تخافوا ممن يقتل الجسد ( مت 10 ك 28 ) وانبأ التلاميذ انه سيتألم ويموت ( مت 16: 31 ) . ولما لامه سمعان على ذلك سماه شيطاناً وقد كتب عنه انه تعب مرة ( يو 4: 6 ) وعطش مرة واحدة ( يو 19: 28 ) وخاف واحدة ( عب 5: 7 ) ونام واحدة ( لو 8 : 23 ) واكتئب واحدة ( مت 27 : 38 ) واضطرب واحدة ( يو 11 : 34 ) وجاع مرتين ( مت 4 : او 21: 18 ) وبكي مرتين ( لو 19 : 41 ) و( يو 11 : 36 ) فكل هذه الامور بين بها انه احتملها لاجلنا نحن لا لاجل نفسه لان المسيح منها حسب مقتضى الطبيعة أي ان له نفساً وجسداً مثلنا وحبل به في البطن تسعة اشهر . ومنها بمقتضى الناموس كقوله اختتن وتمم ما كان واجب علينا تتميمه نحن في الناموس كتقديم قرابين وحفظ طقوس وما شاكل . ومنها سياسية فانه جاع وتعب وعطش واكتأب فبالحقيقة كان يحتمل هذه لا خيالاً واضطراراً لكن بارادته . ومنها فوق الطبيعة كالحبل به في البطن بلا زواج وولد والختومات محفوظة . ثم ان المسيح قال نفسي حزينة كما قبل عن الآب ( حزن الرب انه عمل الانسان في الارض وتأسف في قلبه تك 6: 6 ) وليس حزن وتأسف من اجل الخليقة بل لان البشر فسدوا واخطأوا . فكذلك قال الابن ان نفسي حزينة من أجل خطية يهوذا واليهود لانه نظرهم قد أذنبوا بقتلهم اياه بعد ما عمل قدامهم العجائب العظيمة فليس انهم ما استفادوا فقط بل تواعددوا على قتله   

تفسير (متى 26: 39) : ثم تقدم قليلاً وخرّ على وجهه وكان يصلي قائلاً : “ يا ابتاه،  ان أمكن فلتعبر عني هذه الكأس . لكن ليس كما اريدأنا بل كما تريد أنت “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

  1) " ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً"  تَقَدَّمَ قَلِيلاً أي «انفصل عنهم نحو رمية حجر» (لوقا ٢٢: ٤١) وذلك ليجاهد في الصلاة بأكثر حرية. ولم يكن البعد بينه وبين التلاميذ الثلاثة كافياً لمنعهم في يقظاتهم بين نوماتهم المتوالية أن ينظروه تارة جاثياً على الأرض وطوراً مطروحاً عليها، وأن يسمعوا أجزاءً من صلواته لله. وعلى ذلك قيل في الرسالة إلى العبرانيين «الذين في أيام جسده إذ قدَّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلِّصه من الموت» (عبرانيين ٥: ٧).
وكان المسيح ينفرد فى الصلاة فى البرارى وعلى كل مسيحي أن ينفرد عن الناس للصلاة الشخصية، لأنه وقتها يستطيع أن يعبِّر عن أفكاره بحرية ويظهر تضرعاته واعترافه وهمومه ومخاوفه وآماله وطلباته لأجل غيره.
2) " وخَرَّ عَلَى وَجْهِه"  قال لوقا إنه جثا على ركبتيه. فلا بد من أنه خرَّ على وجهه بعد أن جثا من شدة تضرعه إلى للرب كما أن النص اليوناني يؤكد على أنه كان ممددا خلال ً على الأرض بشكل كامل في كر ٍب ومحنة، لدرجة الموت الجسدي، تلك اللحظات. الصور المعاصرة الجميلة التي ترسم يسوع وهو راكٌع في بستان جثسيماني إلى صخرة مؤثرة للغاية قد تمثل لحظة ركوعه وهى لحظة قبل أن يخر بوجهه على الصخرة . لهذا فلا تمثل هذه الصور لحظة صلاة يسوع وهو ممدا كميت على الأرض ومن الجائز أن يكون الطقس الرهبانى القبطى بتكريس الراهب بتمديده على الأرض كميت مأخوذ من هذه الآية
3) " وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: يَا أَبَتَاهُ،" يَا أَبَتَاهُ : فى هذه الآية طلب إنسانى بالمساعدة الإلهية فقد حُجب المسيح عن نفسه النور السماوي لأنه يعرف ما يحملة من آثام وخطايا بنى آدم من بداية الحلق وحتى نهاية العالم وهو لم يفعل إثما  ، وكثير من البشر يقولون "اين أنت يارب؟ " عندما يقع عليه ظلم ولكن المسيح فى وسط آلامه هذه لم يشك في بنوته للرب ومحبة الآب له .(عب 5: 8) 8 مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تالم به. " كذلك يعزينا نحن أحسن التعزية في أوقات الأحزان أن نعتبر الله أباً لنا، ونخاطبه باعتبار أنه كذلك، ذاكرين أنه «كما يترأف الآب على البنين يترأف الرب على خائفيه» (مزمور ١٠٣: ١٣).

با أبتاه " ورد فى كتاب أضواء على ترجمة البستاني فاندايك (العهد الجديد) لمؤلفه: الدكتور غسان خلف : [ عبارة " يا أبا الآب " ترد هذه العبارة, بالصيغة نفسها, ثلاث مرات في العهد الجديد في ترجمة (البستاني- فاندايك): مرة على لسان الرب يسوع عندما كان يصلي في جثسيماني, حينما قال: (يَاأَبَا الآبُ،كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ، فَأَجِزْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ( (مرقس14: 36). وترد مرتين في رسائل الرسول بولس) :إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ( (رومية8: 15). كذلك: (ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا :«يَا أَبَا الآبُ».) (غلاطية4: 6).

عبارة (يا أبا الآب) هي ترجمة حرفية للعبارة (αββαοπατηρ), وردت في النص اليوناني. فالكلمة الأولى (αββα) ليست يونانية, بل هي آرامية- سريانية, وتحمل المعنى ذاته الذي تحمله لفظة (يا بابا) العامية, التي نستعملها اليوم عندما يخاطب الواحد منا بتحبّب أباه. وبقيت رنة هذه اللفظة التي نطق بها يسوع بالآرامية, مخاطباً أباه السماوي في أذهان تلامذته, إذ كان لها وقعها, فما من انسان يخاطب الله هكذا, فدونها مرقس في انجيله كما هي. وغدت اللفظة مادة يستعملها الرسل في كرازتهم حول العلاقة الأبوية – البنوية بالله التي يتمتع بها المؤمنون بيسوع, بحسب ما جاءت في رسالتي بولس إلى رومية وغلاطية.

أما اللفظة(οπατηρ) التي تأتي بعد (αββα) فهي يونانية, وتعني (الأب). واستعملها مرقس وبولس لترجمة لفظة (αββα) الآرامية غير المفهومة من قارئيهم اليونانيين. فإذا رغبنا في ترجمة واضحة للعبارة الأصلية نقول (يا أبا) أي (أيها الآب), وبالعامية(يا بابا) وكفى.
إن لفظة (أبا) الآرامية لا ترتبط بياء النسبة, أي أنها لاتعني (يا أبي) (قارن بين مرقس14: 36 ولوقا22: 42), لكنها تحوي شيئاً من التحبب والحميمية, جعلت متى يترجمها (يا أبي) لإظهار غنى مدلولاتها(قارن متى26: 39).] أ . هـ

   هناك عدة جوانب هامة للغاية في هذه العبارة. من الموازاة في مر نفهم أنه استخدم الكلمة الآرامية Abba "والتي كانت تشير إلى علاقة عائلية حميمة. غالباً ما تترجم "بابا". خلال بضعة ساعات قصيرة هذه سوف تتحول إلى "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟" (مت ٢٧ :٤٦ .(عبارة "إن أمكن" (جملة شرطية فئة أولى) نجدها في الموازاة التي في مرقس (مر ١٤ :٣٦ (في عبارة "كل شيٍء ممكن". ّى نفس الصلاة ثلاث مرات. ّ التغاير الخفيف بين مت ٢٦ :٣٥ و ٤٢ ص حقيقة أنه، من مت والتغاير بين الأناجيل لا يقل ٢٦ :٤٤ ندرك أن يسوع صل فكرة "الكأس" في الاستخدام الكتابي كانت تعكس رمزاً من العهد القديم يدل على مصير الشخص، وعادةً بمعنى دينونة الله (مز ٧٥ :٨؛ أش ٥١ :١٧ , ٢٢؛ إر ٢٥ :١٥ ,١٦ ,٢٧ ,٢٨ ) كأس الدينونة التي كان الله قد أعدّها للجنس البشري المتمّرد العاصي كان قد احتساه حتى الثمالة ابن الله البريء (2كو 5: 21) ( غب 3: 13)

4) " إِنْ أَمْكَن" َ اقتبس لوقا قوله «إن شئت» (لوقا ٢١: ٤٢). أراد المسيح أن يزيل شدة مرارة كأس أفثم والخطية التي كان يشربها، إن كان ممكناً أى إذا كان فى رحمة الرب مجالا للسماح أن يساعده فى تحمله الألام الناتجة على حمله هذه الخطايا التى هى أعمالهم الشريرة (يو 3: 19) 19 وهذه هي الدينونة: ان النور قد جاء الى العالم، واحب الناس الظلمة اكثر من النور، لان اعمالهم كانت شريرة.  "، لأن إرادة المسيح كانت خاضعة لإرادة أبيه. نعم إن الرب على كل شيء قدير، لكنه لا يخالف حكمة الأزلي بالموت الذى يسرى على آدم وذريته . وعدم مخالفته لذلك لا ينافي قدرته. فمراد المسيح بقوله «إن أمكن» إنه إن صحَّ بموجب عدل الرب وصدقه وقداسته تخليص الخطاة بدون الآلام التي بدأ حينئذٍ يحتملها، فإنه يرغب في ذلك.
5) " فلْتَعْبُرْ عَنِّي"  تقتضى عدل الرب ورحمته ان يشرب المسيح هذه الكأس ويتجرعها بالألم ليس ألم الذبح ولكن ألم الخطيئة التى هى نتاج الشرير وهو البار الذى لم يفعل خطية  لأنه لا بد من أن يشربها نيابة عن كل من يؤمن به لتكون لهم حياة أبدية .
6) " هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ" أي كأس الكفارة والموت (قارن هذا مع متّى ٢٠: ٢٢) وهي تشتمل على الآلام التي يجب أن يحتملها ليكفر عن آثام البشر. وينبغي أن نعلم أنه أشار بذلك إلى آلامه النفسية لا إلى آلامه الجسدية، لأن ما قاله لتلاميذه سابقاً في شأن موته ينفي ظنَّ خوفه من الموت الجسدي، ويدل على ذلك أيضاً أنه حين جُلد وصُلب وتألم لم ينزعج البتة. ويستحيل أن ابن البار يخاف من تسليم روحه عند الموت إلى يدي أبيه. ذكر يسوع هذه الكأس قبلا مما يدل على معرفته السابقة لما سيحدث له  ( متّى ٢٠: ٢٢ ) " فاجاب يسوع: «لستما تعلمان ما تطلبان. اتستطيعان ان تشربا الكاس التي سوف اشربها انا وان تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها انا؟» قالا له: «نستطيع».
إن كأس آلام المسيح : (يوحنا ١٢: ٢٧ ) 27 الان نفسي قد اضطربت. وماذا اقول؟ ايها الاب نجني من هذه الساعة؟. ولكن لاجل هذا اتيت الى هذه الساعة " كانت ألام نفسيه ناتجة من خيانة تلميذه وباقى تلاميذه تركوه وحده وآلام من شدة حمل خطايا العالم وآلام جسدية لقد داس المعصرة وحده (أش 63: 3) «قد دست المعصرة وحدي، ومن الشعوب لم يكن معي أحد. فدستهم بغضبي، ووطئتهم بغيظي. فرش عصيرهم على ثيابي، فلطخت كل ملابسي. " هذه الكأس كأس خلاصنا، شرب كل ما فيها من المر وملأها لنا ابتهاجاً فى سر الشكر الإفخارستيا  فإن كانت كأس الأحزان لم تعبر عن الإبن وهو يسأل ذلك، فهل يحقُّ لنا أن نتذمر إذا طلبنا منه رفع كأس الحزن عنا ولم تُرفع. على أن صلاة المسيح لم تكن عبثاً، لأن الرب أجابه بمد يد المساعدة ليقويه على احتمال آلامه (عبرانيين ٥: ٧) الذي، في ايام جسده، اذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلصه من الموت (لوقا ٢٢: ٤٣). 43 وظهر له ملاك من السماء يقويه " أما سبب أنه لم يُجِز عنه تلك الكأس أنه اعدها وعدا وعهدا أن يخلص البشرية بأن يسحق رأس الحية الشيطانية من نسل حواء فقط قائلا : (تك 3: 15) " 15 واضع عداوة بينك وبين المراة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق راسك، وانت تسحقين عقبه»  لا طريق للخلاص بغير أن يشربها، لأن محبة الله لابنه تمنع تعذيبه بلا لزوم. فإنه لعظمة شفقته على البشر الساقطين لم يشفق على ابنه (رومية ٨: ٣٢).

 7) " لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ " الضمائر "أنا" و "أنت" هي تعابيرات توكيدية في اليونانية. هذه، بالإضافة إلى استخدام الجملة الشرطية  من الفئة الأولى ومن الفئة الثالثة في (مت ٢٦ :٤٢ )،تظهر لنا قصد الابن في صلاته مع الآب. رغم أن طبيعته البشرية تصرخ طالبة التخيف أو المساعدة فى تحمل الوزر الناتج من شر الخطايا التى تحملها ، إلا أن قلبه كان راسخا ومتجها إلى تحقيق مشيئة الآب في الكفارة البدلية الاستعاضية (مر ١٠ :٤ )
8) " لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا" كان المسيح إنساناً تاماً  (فيلبي ٢: ٨) 8 واذ وجد في الهيئة كانسان، وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب.  " كما كان إلهاً تاماً.. فكانت له مشيئة إلهية. وكان قابلاً للوجع والحزن والضعف الذي يختص بالطبيعة البشرية (عبرانيين ٤: ١٥ 15 لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا، بل مجرب في كل شيء مثلنا، بلا خطية. " (عب ٥: ١).1 لان كل رئيس كهنة ماخوذ من الناس يقام لاجل الناس في ما لله، لكي يقدم قرابين وذبائح عن الخطايا، "  وقوله «لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا» من جملة أقواله باعتبار أنه إنسان عليه حمل أكثر ما تستطيع طبيعته البشرية حمله ولأنه الإله الظاهر فى الجسد يتحمل نتاج الخطيئة التى صنعت بالشر  ومخالفة وصاياه هو . ولا ريب في أن الطبع البشري يطلب في مثل أحوال المسيح تخفيف ذلك إن أمكن، لأن مثل آلام المسيح مما يستحيل أن تختاره طبيعة بشرية. وحاشا للمسيح باعتباره إلهاً وإنساناً معاً أن يكون قد تحول ولو قليلاً في تلك الساعة عن قصده بالموت عن خطايا العالم أو الندم على ذلك.
9) " بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ " بقيت طبيعته البشرية في كل ما اختارته أو رفضته ثابتةً في الخضوع لإرادة الآب  (يوحنا٦: ٣٨ ) 38 لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني. " (مزمور ٤٠: ٦، ٧) 6 بذبيحة وتقدمة لم تسر.اذني فتحت.محرقة وذبيحة خطية لم تطلب 7 حينئذ قلت هانذا جئت.بدرج الكتاب مكتوب عني  " (يوحنا ٤: ٣٤)، فلم يكن يريد شيئاً منافياً لإنجاز عهد الفداء. وإلا ينحول الفداء إلى تمثيلية وليس حقيقة واقعة  ويظهر من قوله هنا انتصار الروح على الجسد، أي غلبة الروح النشيط الصبور الخاضع لإرادة الآب على الجسد الذي هو محدود القوة على احتمال الآلام. ونحن نظهر مشابهتنا للمسيح بإخضاع مشيئتنا لإرادته وشربنا بالصبر كل كأس من كؤوس الحزن يضعها الآب بيدنا، وإلا فليس لنا روح المسيح ونحن ليس له.
بين أقوال المسيح التي ذكرها متّى ومرقس ولوقا من صلواته فرق زهيد، ولعل سبب ذلك أن كلاً منهم قصد إيراد المعنى لا الألفاظ بعينها. فذكر كل إنجيلي ما عرف منها أو استحسنه بحسب غايته. ولكن هناك الكثير مما لم يذكروه

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اراد المسيح بقوله للتلاميذ ( امكثوا ههنا واسهروا معي ) ان لا يخفي عنهم شيئاً مما نظروه ومما سمعوه وان يتعلموا ان يسألوا الصلوة من تلاميذهم كما فعل بولس ( تس 2 : 1 ) ثم ان كلما ذكر للمسيح صلاة نراه كان يصليها منفرداً لكي يعلمنا ان نصلي بتعقل وبقلب مبتهل غير مضطرب حتى نستطيع ان نكلم الله في الصلوة . وقد ذكر يوحنا ان المسيح صلى في الجنينة ( 18 : 1 ) وذكر لوقا انه ابتعد عنهم نحو رمية حجر 22 : 41 وتفصيل ذلك انهم خرجوا اولاً كلهم الى جبل الزيتون ودخلوا البستان كما قال يوحنا ثم أخذ معه ثلاثة منهم وتكلم معهم قائلاً نفسي حزينة كما قال متى ثم ابتعد عن هؤلاء ايضاً نحو رمية حجر كما قال لوقا . وما قاله المسيح هنا في الصلاة كان نيابة عن آدم فكأنه يقول ان آدم ولو لم يعمل ارادتك فبما اني لبست جسده وعملت ارادتك فاغفر له ذنبه وأقول عوضه لا كما أريد أنا لكن كما تريد أنت . ان ارادة آدم كانت صيرورته الهاً مع انه انسان فلاجل محو ذنب آدم هذا جاء سيدنا وكونه الهاً حقاً قد صار انساناً حقاً ووفى الدين الذي كان على آدم وعليه فقد صار معلوماً ان ارادة الآب والابن واحدة . وبقوله ( يا أبت ) وليس يا الهي اظهر جلياً انه ابن الآب طبيعياً لا ابن النعمة اي ان نبوته ليست اكتسابية . وما قال يا أبانا كما ندعوه نحن في الصلاة لاننا قد اعطينا البنوة بالنعمة . فاذاً ان الذي صلى ودعا الله اباه هو الابن الطبيعي لا كما يقول النساطرة والخلقيدونيون ان الذي صلى هو انسان وان الطبع البشري خاف من الموت . فلو كان المسيح ابناً بالنعمة وكلمة الله ابناً طبيعياً للاب فيكون لنا ابنان واحد طبيعي وواحد ابن النعمة والنتيجة يكون لنا ربان وهذا باطل وقد صلى المسيح لاجلنا حتى يجيز الموت عنا وثم صلى لاجل صالبيه لانه لا يشاء هلاك احد من قتلته . ولم يصل كالمحتاج والضعيف لانه قوة الاب وحكمته وهو الغني وغير المحتاج لكنه علمنا باقنومه كيف يجب ان نصلي واذا عرضت علينا التجارب نصبر ونصلي ونقول نجنا من التجارب وليبين انه بالحقيقة قد صار انساناً لانه لو لم يصل لتشبه لابيه فقط بل صلى لكي يظهر انه يشبهنا ايضاً . وزعم قوم انه كان يجهل هل تعبر عنه الكأس ام لا فنقول كيف يجهل ذلك وهو حكمة الاب فان حكمة الله تعلم كل شيء ( ام 8 : 14 ) كيف لا وقد قال ايضاً كما يعرفني الاب اعرف ابي وقد سبق وأنبأ تلاميذه مراراً بانه سيسلم الى اليهود فيصلبوه . وقال آخرون ان كان يعلم كل شيء فلماذا كان يهرب من الموت فنقول انه لو أحب الهرب لم يكن له مانع عن ذلك كيف لا وهو الذي مراراً كثيرة جاز في وسطهم واختفى ( لو4 : 30 ويو 8: 59 ) فاذاً لم يخف من الموت لكنه أراد ان يعلمنا ان لا نسارع بارادتنا الى الآلام لعلة ضعف طبيعتنا . وان الصلوة نافعة . وعلمنا الرأفة على المتألمين وعرفنا محبته الشديدة للبشر حتى انها اوصلته الى ان يموت عنهم ليخلصهم نعم كان قادراً ان يحيي البشر بقدرته دون ان يموت لكن ذلك يخالف عددله فلو لم يمت ما ظهرت محبته في خلاص البشر . وبقوله ( ليس كمشيئتي بل كمشيئتك ) علمنا ان نسلم كل شيء لارادة الله .

تفسير (متى 26: 40): ثم جاء الى التلاميذ فوجدهم نياماً . فقال لبطرس أهكذا ما قدرتم ان تسهروا معي ساعة واحدة ؟ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ثُمَّ جَاءَ إِلَى ٱلتَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً،"  ٱلتَّلاَمِيذِ أي الثلاثة: التلاميذ الثلاثة بطرس ويعقوب ويوحنا هم التلاميذ الذىن كان يأخذهم معه المسيح فى أحداث هامة ويعتبرون الحلقة الضيقة حوله وكان له علاقة قريبة معهم وأتى إليهم للتعزية وليحذرهم من خطر التجربة.
فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً قال لوقا إنهم ناموا حزناً (لوقا ٢٢: ٤٥). ،كانوا نياماً من الحزن
" وقد أثبت الأطباء أن الحزن الشديد وتوقع الموت يجلب النوم الثقيل. ولكن يختلف تأثير الحزن باختلاف الطباع، فإنه ييرق البعض ويمنعه من النوم ويينام بسببه البعض الآخر. وتخلَّص التلاميذ من التعب من جهة ومن شدة الحزن من ألأخبار التى سمعوها من المسيح فى العلية بالنوم، ولكن المسيح غلب الحزن بالصلاة. وكان فعلهم في تلك الساعة كفعلهم في جبل التجلي، لأنهم ناموا حينئذٍ والمسيح يصلي. ولا عجب من أن التلاميذ ناموا لأنه كان نحو نصف الليل.
2) " فَقَالَ لِبُطْرُسَ" وجَّه المسيح كلامه إلى بطرس لأن بطرس سبق ووعد بالمحبة للمسيح والثبوت فيها أكثر مما وعد بهما باقي الرسل.
لأن بطرس قال حتى ولو أضررت أن أموت معك ووافقه التلاميذ
3) " أَهٰكَذَا مَا قَدِرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا " مَعِي
أى الشركة التى تأسست بتأسيس سر الشكر على نفس المائدة بعد الفصح كأنه قال: إن لم تستطيعوا مقاومة النوم فكيف تستطيعون مقاومة التجارب العظمى؟ قلتم إنكم مستعدون أن تموتوا معي بناء على ما ردده التلاميذ جميعا بما قاله بطرس، أفلا تقدرون أن تسهروا قليلاً معي في ضيقتي؟ يصف هذا الجزء من ألآية أنهم غير قادرين على أن يتحملوا الألم الذي كانت تشير إليه نبوءة يسوع عن موته الذاتي وعن تبعثرهم وتشتتهم الذي سيلي ذلك.
4) "سَاعَةً وَاحِدَةً " لا دليل لنا على أن المسيح أراد بالساعة معناها الحقيقي، وأنها نفس الزمن الذي مضى عليهم وهم نائمون، أو أنه أراد بها «وقتاً قصيراً». وفي السؤال إظهار حزنه لنومهم وتعجُّبه منه، وتبكيته لهم عليه لأنهم لم يشعروا بالخطر المحيط بسيدهم وبهم أيضاً. ولأنهم نسوا مواعيدهم منذ عهد قصير، ولأنهم لم يظهروا المشاركة التامة له في الحزن. ولا شك في أنه زاد حزناً لما رآهم نائمين بعد ما طلب منهم أن يسهروا معه.

رغم أن يسوع كان يتوق إلى شركٍة بشرية وشفاعة في هذا الوقت من أزمته الأشدّ في حياته، إلا أنه تو ّجب عليه أن يواجه هذه اللحظة لوحده وقد واجهها من أجل من يؤمن به .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي لم تقدروا ان تسهروا معي ساعة واحدة فكيف تسلمون انفسكم عوضي . وفي هذا الكلام اشارة الى بطرس حيث قال سأضع نفسي عنك فانه وهو بعد مع المسيح ما استطاع ان يسهر معه ساعة واحدة . 

تفسير (متى 26: 41): اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة . أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ." لدينا هنا فعلا أمر مضارع. لا بد أن يكون هناك سهر ويقظة دائمة. التجربة هي حقيقة واقعية مستمرة متواصلة (مت ٤ :١١) 11 ثم تركه ابليس واذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه " ( لو ٤ :١٣) 13 ولما اكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين. " (رو ٧ )
كانت هناك عدة وجهات نظر حول ما كانت تشير إليه "تجربة التلاميذ وضرورة سهرهم" في هذا السياق
١ -إلى نوم التلاميذ بدلاً من صلاتهم
٢ -إلى هجر التلاميذ ليسوع في 0مت ٢٦ :٥٦)
٣ -إلى نكران بطرس في (مت ٢٦ :٦٩ -٧٥)
٤ -إلى المحاكمات أمام السلطة أو رجال الدين (مت ٥ :١٠ -١٢؛ يو ٩ :٢٢؛ ١٦ :٢ )
الكلمة "التجربة" (peirasmos (كان لها دلالة "محاولة بهدف التدمير" انظر الموضوع الخاص على مت ٤ :١ ,مت ٦ :١٣؛ لو ١١ :٤؛ يع ١ :١٣) غالباًما كانت تتغاير مع كلمة يونانية أخرى تشير إلى الاختبار (dokimazo (والتي كان لها دلالة "يحاول مع نزعة إلى التشديد".
يمكن القول أن الله لا يختبر ولا يجبر أولاده لكي يهلكهم بل لكي يقدّم الطريق ليسيروا فيه وفرصا للنمو الروحى من خلال التجارب والمحن (تك ٢٢ :١؛ خر ١٦ :٤؛ ٢٠ :٢٠؛ تث ٨ :٢ ,١٦؛ مت ٤؛ لو ٤؛ عب ٥ :٨ ) ولكنه يؤمن لهم وسيلة للخروج وينقذهم بيد قوية (1 كور 10: 13)
1) " اِسْهَرُوا " يقزل بعض المفسريين أن هناك نوعين من السهر الأول السهر الروحى وهو يعنى اليقظة وعدم الوقوع فى الخطية والثانى هو السهر الفعلى والذى يكون مخصصا للإنفراد بالرب والصلاة له

اسهروا وصلوا أمرين من الرب يسوع أمر بهم تلاميذه (مرقس ١٣: ٣٣ ) 33 انظروا! اسهروا وصلوا لانكم لا تعلمون متى يكون الوقت. " وينبغي أن يقترنا معاً، فكان عليهم أن يسهروا لأنهم كانوا حينئذٍ عُرضة لتجارب عظيمة، وليكونوا مستعدين لدفعها في أول هجومها وهم صاحون منتبهون. وهذا ما يفعله الجنود فى معسكراتهم يجعلون البعض ساهرين حتى لا يأخذهم العدو بغته وعدونا هو الشيطان الذى (1 بط 5: 8) اصحوا واسهروا. لأن إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو " والصلاة هى التكلم مع الربوحمدة وشكره على عطاياه وعلى محبته  وطلب المعونة عند التدربة ووقت الضيق لأن من الحماقة أن يحارب الإنسان الشيطان بدون طلب المعونة الإلهية.
2) " لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ " ومعنى ذلك كمعنى الطلبة السادسة " ولا تدخلنا فى تجربة" في الصلاة الربانية. فأراد أن يسهروا ويصلوا لئلا تغلبهم التجربة. والتجربة التي كانوا معرَّضين لها حينئذٍ هي فقدان ثقتهم بالمسيح وشكهم في أنه المسيا وتركهم إياه عند زوال أمانيهم وآمالهم الأرضية حول الحكم معه على الأرض . ولا يليق بأحد أن يدخل في التجربة اختيارياً ( مر١٤: ٣٨ ) "  38 اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف». ( لوقا ٢٢: ٤٠، ٤٦ )   40 ولما صار الى المكان قال لهم: «صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة». 44 واذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض. ( أفسس ٦: ١٨) 18 مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح، وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة، لاجل جميع القديسين

لأن المسيح نفسه لم يدخل في التجربة إلا لما أصعده الروح واستعد بالصلاة فيجب علينا أن نلجأ إلى الرب بالسهر والصوم والصلاة في أول قدوم التجربة.(مت 4: 1و 2)  ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس. 2 فبعد ما صام اربعين نهارا واربعين ليلة جاع اخيرا "
3) " أَمَّا ٱلرُّوحُ فَنَشِيطٌ " أي ميلكم إلى السير معى أمر حسن والسهر معي أمر حسن والصلاة أيضا أمر حسن . قال ذلك وهو عالم أن بطرس سينكره والكل يتركونه، لأنهم يحبونه وأنهم عازمون على أن يكونوا أمناء له وثابتين في الإيمان به. وإنهم قالوا بإخلاص إنهم مستعدون أن يمضوا معه إلى السجن وإلى الموت (لوقا ٢٢: ٣٣ ومتّى ٢٦: ٣٥). ولكن مجرد الميل بالكلام الحسن إلى الصلاح لا يحمى بحفظ الإنسان (سواء كان رسولاً أو غيره) من الوقوع في الخطية عند التجربة.
4) " وَأَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ"  الإنسان روح وجسد ولا ينبغى للجسد أن يطغى على الروح لأن البقاء للروح وليس للجسد لأنه فانى والمراد بالجسد هنا الانفعالات البشرية التي تجعل الإنسان يقع فى الألم والعار والخطإ وتعرُّض الروح للتجربة. وذكَّر المسيح رسله بضعف أجسادهم لا ليعذرهم على نومهم بل ليحثَّهم على السهر والصلاة. ومن اقتران الروح النشيط بالجسد الضعيف في المسيحي تحدث فيه المحاربة بين الطبيعتين الروحية والجسدية (رومية ٧: ٢١ - ٢٥). «لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر» (غلاطية ٥: ١٧) ولكن روح المسيح النشيط غلب الجسد الضعيف وقت التجربة. وأما الرسل فجسدهم الضعيف غلب روحهم النشيط حينئذٍ.

الروح القوى والجسد الضعيف :  كان الاعتراف الذاتي من يسوع الذي يعرف بشريتنا وضعفنا بشكل كامل (عب ٤ :١٥ ) وإذ يعرفنا، فقد أحبنا ومات من أجلنا (رو ٥ :٨ ) والآن يشفع فينا (رو ٨ :٣٤؛ ) ( عب ٧ :٢٥؛ ٩ :٢٤؛ ١ ) (يو ٢ :١ )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ولسائل لماذا لم يصل التلاميذ مع انه اوصاهم بالصلوة ؟ فالجواب من الحزن الذي اعتراهم ثم لانهم لم يكونوا يعلمون ماذا يقولون فان بطرس الذي قال حاشاك يا سيد ان تموت سمّاه شيطاناً . والروح هنا ليس اللاهوت حسب زعم الهراطقة لكن النفس الناطقة وأراد باستعداد الروح اظهاراً انه بنفسه قهر كل الآلام النفسانية والجسدانية . ثم بقوله الجسد ضعيف برهن ان من جهة ضعف الجسد تدخل التجارب والاحزان والخوف على النفس . ثم نقول ان ظن احد انه مقتدر على اقتحام التجارب والموت فلا يستطيع ذلك ما يطلب من الله ويعينه ويمسك بيده انبأ المسيح قبلاً تلاميذه بانهم سيشكون فيه فأجابوه مع سمعان انه اذا لزم الامر سيموتون معه ولا يشكون فيه . فقال لهم المسيح صلوا لئلا تدخلوا في تجربة . فكأنه يقول ولو ارواحكم اي أنفسكم مستعدة لاتمام ما تعدونه لكن اذا تذكرتم ان الجسد ضعيف امتنعتم حباً بالحياة حتى انه يحدث ان خوفكم من الموت يجعلكم تكفرون كما سيعرض بعد قليل لسمعان فهذا معنى قوله الجسد ضعيف 

تفسير (متى 26: 42): فمضى ايضاً ثانية وصلى قائلاً : “ يا ابتاه ، ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكأس الا ان أشربها ، فلتكن مشيئتك “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: يَا أَبَتَاهُ، " أظهر متّى أن الفرق بين صلاة المسيح الأولى وصلاته الثانية،" فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قال لوقا إنه «كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ» (لوقا ٢٢: ٤٤). في زيادة تسليم إرادته إلى إرادة الآب بقوله فلتكن مشيئتك ، والملاحظ أنه لم يسأل في الثانية أن تعبر الكأس عنه بل أن تكون له القدرة على إتمام إرادته تعالى. وأجاب الله صلاته كما أجاب صلاة بولس بأن أعانه على التجربة (٢كورنثوس ١٢: ٨ - ١٠) 8 فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة، ولاخر كلام علم بحسب الروح الواحد، 9 ولاخر ايمان بالروح الواحد، ولاخر مواهب شفاء بالروح الواحد. 10 ولاخر عمل قوات، ولاخر نبوة، ولاخر تمييز الارواح، ولاخر انواع السنة، ولاخر ترجمة السنة."
ومجيء الملاك لمساعدته كما قال لوقا دليل على أن طبيعة المسيح الإلهية لم تساعد طبيعته البشرية في وقت آلامه، لأن المسيح تألم كأحد البشر، واحتاج إلى تعزية بشرية من السماء عندما أخلى ذاته وصار فى الهيئة كإنسان (فى 3: 6-7) كسائر الناس وإلى الضروريات الجسدية من مستلزمات القوت والكسوة وما أشبههما، وقوَّت الملائكة طبيعته البشرية كغيره من الأتقياء (عبرانيين ١: ٧).وايضا متى ادخل البكر الى العالم يقول:«ولتسجد له كل ملائكة الله». 7 وعن الملائكة يقول:«الصانع ملائكته رياحا وخدامه لهيب نار»
2) " إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ»."  هذه دمج بين جملة شرطية فئة أولى وجملة شرطية فئة ثالثة. تدل على أن يسوع
كان يعرف أن مشيئة الرب هي أن يذهب إلى الصليب، وكان يعرف المستقبل بإعلان من لاهوته وإرادته الموافقة للتضحية بجسده ولاهوت الكلمة وكإنسان يستطيع أن يعبّر عن قلقه وهمة للآب. جيد أن نلجأ للرب فى محنتنا وتجاربنا وضيقاتنا ومخاوفنا وهمومنا لنطلب المساعدة لأنه لن يرفضنا بسبب مخاوفنا وتشوشنا، بل سيعمل معنا في محبة وإيمان كما عمل مع يسوع.

تفسير (متى 26: 43) : ثم جاء فوجدهم نياماً ، إذ كانت اعينهم ثقيلة .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً، إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً" لم تكن هذه المرة الأولى التى يأمر فيها المسيح تلاميذه بضرورة السهر والصلاة ولكن هذه المرة كانت الأهم لأنه كانت لطلب الممعونة والمؤازرة الإلهية ومساندة المسيح قبل صلبه ولم يكف توبيخ المسيح للرسل وأمره إياهم بالسهر أن يمنعهم من النوم الذي تسلط عليهم لأن أعينهم كانت ثقيلة . ولم يذكر متّى أن المسيح أيقظهم ولا أنه تركهم نائمين. لكن نستنتج من مرقس أنه أيقظهم، ولم يستطيعوا أن يجيبوه بشيءٍ بسبب ثقل عقولهم بتأثير النوم ولفرط ما عراهم من الخجل (مرقس ١٤: ٤٠).40 ثم رجع ووجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه. "

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

مضى ثانية وغير الصلوة لانه كان عالماً ان عبور شربه الكأس مستحيل . 

تفسير (متى 26: 44): .فتركهم ومضى أيضاً وصلّى ثالثة قائلاً ذلك الكلام بعينه

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذٰلِكَ ٱلْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ" الصلاة هى تعبير بالكلام عن المحبة والعلاقة الخاصة التعبير عما يجيش بنفس الإنسان من محبة للرب وعن الأحوال التى يمر بها الإنسان من فرح وشدة وضيق وحزن وتجارب ... ألخ مما يمر به الإنسان فى حياته يخبر به الرب  وتكرار الصلاة لفرط الأشواق القلبية ليس بالتكرار الباطل الذي نهى المسيح عنه (متّى ٦: ٧) 7 وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالامم فانهم يظنون انه بكثرة كلامهم يستجاب لهم. " ولا ريب في أن الله أجاب صلوات المسيح بمنحه القوة على احتمال كل ما كان عليه من الآلام، وهو وفق قول الكتاب «الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ» (عبرانيين ٥: ٧). وإستجابة الرب لصلاتنا لا يعنى أنه يعبر عنا الكأس ولكنه يعطى التعزية والقوة على إحتمال الألام والمرور من الضيقة وعبور الحزن

صلى يسوع ثلاث مرات. وهو من الأعداد المقدسة فى الإنجيل (1 - 2- 3- 4- 6- 7- 10 - 12) هذا مشابه لصلوات بولس الثلاث المتعلقة بالشوكة في جسده (٢ كور ١٢ :٨) هناك شي ٌء في الاصطلاح العبري ي يفيد معنى التوكيد في التكرار الثلاثي الجوانب (أش ٦ :٣؛ إر ٧ :٤ ) وفى العادات اليومية بمصر يؤكد فى الحلف بالله ثلاثة يقول العاميين والجهلة  : "ثلاثة بالله العظيم سأعمل كذا أو أفعل كذا" أو المسلمين يقولون : " عليا الطلاق بالثلاثة "

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

احتمل المسيح في كل وقت من الصلاة ألماً عن جنسنا الضعيف . اولاً حكم الموت . ثانياً الخوف من الموت . ثالثاً الموت عينه وبصلاته صار مثالاً الى أولاد الكنيسة يصلوا ثلاث مرات في الليل . 

تفسير (متى 26: 45) : ثم جاء الى تلاميذه وقال لهم : “ ناموا الآن واستريحوا ! هوذا الساعة قد اقتربت ، وابن الانسان يسلم الى أيدي الخطاة .

بقوله استريحوا أظهر انهم كانوا حزانى معذبين وانه غير محتاج الى معونتهم وبقوله قد اقتربت الساعة اي التي فيها كان سيسلم بين انه لم يخف عنه شيئاً . وأبان بقوله ( ابن البشر يسلم الى ايدي الخطاة ) ان لا حق للموت عليه لكن شرهم وخبثهم أماته .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ثُمَّ جَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:" وضع يسوع تلاميذة فى مكانين تلاميذخ المقربين الثلاثة يعقوب وبطرس ويوحنا وفى هذه اللحظة ذهب يسوع ليس للَلاَمِيذِهِ الثلاثة فقط بل إلى الثمانية الآخرين أيضاً. ولم يظهر من كلامه هنا المعنى الذي قصده في خطابه لهم، لكن الأحداث توضحه، فإن المسيح كان يتوقع مجيء يهوذا الخائن بفرقة من جند الهيكل ليقبض عليه، فوضع بعض تلاميذه قرب مدخل البستان كحراس يحفظونه من دخول الجند ويهوذا والعبيد قجأة. وأخذ معه البعض وأمرهم بالسهر والصلاة، ثم انفصل عنهم قليلاً وصلى سائلاً الآب دفع تلك التجربة عنه إن أمكن، وإلا فيمنحه قوةً على احتمالها. فكانت نتيجة صلواته أنه تأكد أن عبور تلك الكأس عنه غير ممكن، ولكنه نال قدرةً على شربها، ولذلك امتنع فى الصلاة الثانية والثالثة عن طلب عبورها عنه، واستعد لاحتمال آلامها النفسية والجسدية وحمل خطايا العالم كل ما كان عليه أن يقوم به، فأنبأ تلاميذه بأنه لا حاجة إلى أن يسهروا ويصلوا معه بعد، وإن وقت مساعدتهم له على مقاومة التجربة قد مضى.
2) "  نَامُوا ٱلآنَ وَٱسْتَرِيحُوا." من الصعب على المفسرين تفسير هذا المصطلح اليوناني. هل هو سؤال؟ هل هو تورية؟ هل هو تصريح؟ هل هو أمر؟ رغم أن المعنى غير مؤكد، إلا  أنه من الواضح أن يسوع قد انتصر والآن يقف راسخا ثابتاً مستعد لمواجهة محاكماته الستة التى حدثت فى تلك الليلة، والجلدات في الصباح والصلب. ً (مت 12: 23) ( مت 13 : 1و 32) ( مت 17: 1)

 قصد المسيح بقوله «نَامُوا ٱلآنَ وَٱسْتَرِيحُوا» إعفاءهم مما أمرهم به في ع ٣٦، ٣٨، ٤٠، ٤١. وأباح لهم الراحة والنوم بدون تقييد بوقت معين فكأنه قال: لم يبقَ داعٍ لسهركم وصلاتكم معي، وإن فعلتم ذلك لا ينفعني الآن شيئاً. فإذاً ناموا واستريحوا متّى تريدون وبقدر ما تشتهون. وهذا يشير إلى الإنسان الذى يعيش فترة من الزمن قد تقدر بعدد من السنين ولكمنه يضيعها فى اللهو والعمل فى العالم ولا يخصص ساعة من يومه فى الصلاة والإقتراب من الرب
3) "  هُوَذَا ٱلسَّاعَةُ قَدِ ٱقْتَرَبَتْ، وَٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي ٱلْخُطَاةِ." قسم الرب ساعات الليل فى يوم الفصح إلأى ساعتين مضت منها ساعة السهر والصلاة التي ذُكرت في ع ٤٠  الثانية ٱلسَّاعَةُ قَدِ ٱقْتَرَبَتْ أى أتت ساعة الآلام.
"الساعة" كانت مصطلحاً هاماً ذا مغزى استخدم في كل الأناجيل، وخاصة ( مت 12/ 23) ( مت 13: 1 و 32) ( مت 17: 1) وصف هذه اللحظة (مر ١٤ :٣٥ ,٤١ )

تفسير (متى 26: 46) : قوموا ننطلق ! هوذا الذي يسلمني قد اقترب ! “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " قُومُوا " يؤكد أحد المفسرين أنه من المرجح أن المسيح قال ذلك عند ابتداء ظهور «الجمع الكثير بالسيوف والعصي والمصابيح» والخلاف بين قوله هنا وقوله قبلاً «ناموا واستريحوا» لفظيٌ لا معنويٌ، لأن المقصود بأمره لهم بالنوم والاستراحة إباحة عدم السهر والصلاة أى أنه لا فائدة من السهر لمسانة ولنوال القوة له ولهم. وقال مفسرين آخرين إن قصد المسيح بقوله «ناموا واستريحوا» هو التعجب والاستغراب. فكأنه قال لهم: أهذا وقت النوم والراحة ومعلمكم يُسلَّم إلى الأعداء؟.. وهذا وفق قوله «لماذا أنتم نيام؟» (لوقا ٢٢: ٤٦) أي هذا وقت الانتباه والعمل لا وقت النوم والراحة.. قوموا ننطلق. وهل هذه العبارة هى أمرا بإنطلاق العمل بالتبشير وقال آخرون إنه أذن لهم في النوم والاستراحة بذلك القول على تقدير قوله «إن قدرتم» فيكون المقصود: أنا لا أمنعكم من النوم إن لم يمنعكم من سيأتوا لليقبضوا على ، لكنهم لا بد أن يمنعوكم لأن الخائن قريبٌ منا. وقال بعض المفسرين إنه بلا شك مضت مدة بين قوله «ناموا واستريحوا» وبين قوله «قوموا ننطلق» وقد تركهم يسوع نائمين فيها حتى شاهد الجمع مقبلاً فأيقظهم بقوله الثاني. وكل هذه التفاسير مقبولة،
2) " نَنْطَلِق" لمقابلة الأعداء المقبلين، ولمواجهة الخطر الذي لم يُرِد أن يهرب منه أو يمنع وقوعه.
3) " ُوَذَا ٱلَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ ٱقْتَرَب"  بما يعنى يسلمنى للإشرار وهذه مؤامرة دبرها الشيطان وأستخدم رؤساء الكهنة هو الذي أخبرهم به في عدد ٢١. وكان الشيطان مستيقظاً مجتهداً في تسليم المسيح ف «ساعة أعدائه وسلطان الظلمة» (لوقا ٢٢: ٥٣).يما كان أصحابه الأحد عشر نياماً
ولأن إبليس الذي هو الحية العتيقة علم أن جاء وقت تقييده ، فجمع كل قواه للهجوم الأخير على «نسل المرأة» ليمنعه من إتمام عمله العظيم، لأن ما بقي من حياته الأرضية كان وهذا معنى قوله «لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ.. قُومُوا نَنْطَلِقْ مِنْ ههُنَا (أي إلى جثسيماني)» (يوحنا ١٤: ٣٠، ٣١)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قوموا لننطلق اي من موضع الذي كان يصلي فيه الى الموضع الذي يعرفه يهوذا وروحانياً قوموا لننطلق من الجسديات والارضيات الى السماويات والروحيات . 



This site was last updated 01/17/21