تفسير (متى 27: 63): قائلين : “ يا سيد ، قد تذكرنا ان ذلك المضل قال وهو حي : اني بعد ثلاثة ايام اقوم .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " قَائِلِينَ: يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا " يخاطبون بيلاطس بكلمة يا سيد بينما هؤلاء الكهنة يتشدقون بالوطنية وأنهم أئمة الدين وحراسة يطلقون على بيلاطس لقب (Kurie) المترجمة "سيد" من قبل هؤلاء القادة اليهود ويطلقون يسوع الرب يدعى "ذلك االمضل". وقد حذر المسيح تلاميذة بدعوه أحد سيد غير المسيح (مت 23: 8) واما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح وانتم جميعا اخوة." ويطلق الأقباط لقب سيدنا على البابا والمكارنة والأساقفة وهذا مخالف لتعاليم الكتاب فلم يرد ى العهد الجديد أن لقب المؤمنون أحد التلاميذ بلقب سيدى أو ياسيد ونحيط علم القراء أن كلمة السيد المعرفة بالألف واللام تطلق فى الغالب على الرب يهوه
يَا سَيِّدُ : أوضح العهد الجديد أن كثيريين أطلقوا على يسوع لقب سيد
(أ) المرضى كانوا يلقبون المسيح بلقب "سيد" مثل الأبرص (مت 8: 2) واذا ابرص قد جاء وسجد له قائلا: «يا سيد ان اردت تقدر ان تطهرني».والأعميان (مت 9: 28) ولما جاء الى البيت تقدم اليه الاعميان فقال لهما يسوع: «اتؤمنان اني اقدر ان افعل هذا؟» قالا له: «نعم يا سيد»..
(ب) وقائد المائة الرومانى دعاه بكلمة سيد (مت 8: 6)(مت 8: 8)
(جـ ) وتلاميذ يسوع كانوا يلقبونه بـ سيد (مت 8: 21) (مت 8: 25)
(د) والمرأة الكنعانية الأممية نادته بكلمة سيد (مر 7: 28) فاجابت: «نعم يا سيد! والكلاب ايضا تحت المائدة تاكل من فتات البنين».
(هـ ) كما وردت كلمة سيد فى الأمثال لتشير للمسيح وفيما يلى بعض الشواهد على سبيل المثال لا الحصر (مت 21: 30) (مت 24: 45) (مت 24: 46 و48و 50) (مت 25: 11و 18 و19و20و21)
تَذَكَّرْنَا : كان رؤساء الكهنة يناقشون المسيح مباشرة (لو 20: 1-2) وفي احد تلك الايام اذ كان يعلم الشعب في الهيكل ويبشر وقف رؤساء الكهنة والكتبة مع الشيوخ 2 وقالوا له: «قل لنا باي سلطان تفعل هذا او من هو الذي اعطاك هذا السلطان؟» أو كانوا يرسلون جواسيس ليراقبوا يسوع ويناقشونه وينقلوا إليهم كل كلمة يسمعونها منه (لوقا 20: 20) فراقبوه وارسلوا جواسيس يتراءون انهم ابرار لكي يمسكوه بكلمة حتى يسلموه الى حكم الوالي وسلطانه.
2) " أَنَّ ذٰلِكَ ٱلْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ:" المضل فى الللغة العربية تعنى : يَخدع من رآه لا يهتدي ولا يهدى لطريق الحقّ، عكس أرشده مثل السراب لأَنه يُضِلّ
ٱلْمُضِلَّ : هذه الكلمة (planos) قد تُنقل حرفيا بمعنى "المتجول"، مف ّسرةً الكلمة التي أتت إلى لغتنا بمعنى "كوكب" للإشارة إلى "الأنوار السماوية" السيّارة. كانت تشيرأصلاً إلى فلك الكواكب التي لم تكن تتبع النمط المعياري للأجرام السماوية. الكلمة كان لها دلالة سلبية في اليونانية. لقد كانت تُطبق على الأخطاء أو الأكاذيب.
كان رؤساء الكهنة يتهمونه بأنه يضل الشعب (يوحنا 7: 12).وكان في الجموع مناجاة كثيرة من نحوه. بعضهم يقولون:«انه صالح». واخرون يقولون:«لا، بل يضل الشعب» ومن الغريب أنهم لم يستحوا من ذمِّهم في يسوع بهذه النميمة أمام بيلاطس مع أنهم سمعوا تصريحه مراراً ببراءته. وأتهموه بتهم باطله منها يهيج الشعب ويتمرد على السلطة الرومانية مع أنهم يكرهونها واتخذوا أمامه عدم إنقاذ الله ليسوع من الموت دليلاً على كذب دعواه.
3) " بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ " : حرفيا ً هذا مضارع مبني للمجهول. السياق يدل على أن بيلاطس عيّن جنوداً رومان لحراسة القبر. رؤساء اليهود
الظاهر أنهم فهموا هذا من قول يسوع كانوا يعرفون تنبؤات يسوع (مت ١٢ :٤٠) ( مت ١٦ :٤ ) وكانوا يخشونها.بينما كان التلاميذ مندهشين من القيامة «انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ» (يوحنا ٢: ١٩). مع أنهم ادعوا في محكمتهم أن معناه غير ذلك. ولعلهم استنتجوه أيضاً من قول يسوع للكتبة «كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ» (متّى ١٢: ٤٠). والأعجب أنهم فهموا هذا المعنى من كلام المسيح لأن النبوة يقال عنها مختومة أآ لا يفهمها احد ساعة قولها بل تفهم بعد أن تتحقق النبوة مع أن الرسل لم يفهموه يوم قاله، وأنهم ذكروه حين كان يوحنا وبطرس قد نسياه.وهذه شهادة من الكهنة بأن المسيح أنبأ قبل موته بقيامته بعد ثلاثة أيام.23 فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». فحزنوا جدا.
دار نقاش وسجال كبير بين مجموعتين من المفسرين حول مدة ثلاثة أيام :
المجموعة الأولى قالوا أنها ليست ثلاثة أيام كاملة وأن يوم الفصح بدأ من مساء الخميس وأنتهى قبل غروب الشممس يوم الجمعة ودفن المسيح قبل غروب الشمس فإعتبروا الجزء الباقى يوما ومن مساء الجمعة ونهار السبت يوما كاملا وبعد غروب شمس مساء السبت وهو جزء من يوم الحد يوما واحدا وقام المسيح فجر الأحد ويؤمن بهذه النظرية الكنائس التقليدية
المجموعة الثانية : وتقول أن المسيح قضى بالقبر ثلاثة أيام كاملة وثلاثة ليال ويقولون أن الفصح كان يوم الأربعاء وقضى المسيح ثلاثة أيام كاملة بلاياليها فى القبر يوم الخميس والجمعة ويوم السبت وقام فى يوم السبت وقبل انتهاؤه فى ما بين الساعة الواحدة والثالثة ظهرا وهناك أدلة هى أن المجموعة الولى تعتقد أن المسيح صلب 33 ميلادية وهذا خطأ للأن السنة الميلادية بدأت بعد موت هيرودس الذى ولد المسيح فى عصره بـ 4 سنين - والدليل الثانى فج نور القيامة يوم السبت من كل سنة ويشاهده الملايين اى قبل إنتهاء اليوم الثالث أى فى اليوم الثالث قام ولكنه كان قد أمضى ثلاثة أيام كاملة 72 ساعة فى القبر أى بعد ثلاثة أيام كانلة قام وقد شدد المسيح على عبارة ثلاثة أيام وثلاثة ليالى فقال "جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ" (إنجيل متى 16: 4) "هذَا الْجِيلُ شِرِّيرٌ. يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةُ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ آيَةً لأَهْلِ نينوى، كَذلِكَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا لِهذَا الْجِيلِ" (إنجيل لوقا 11: 29، 30) فكل الجيال يجب أن تلتفت إلى هذه الاية بالتحديد أى مكوثة ثلاثة أيام وثلاثة ليال فى القبر بإتبار ثلاثة أيام أى ثلاثة نهارا وثلاثة ليالى أى ثالى كاملة
وفيما يلى تصنيف ألآيات التى قالها المسيح فى مجموعات
أ. ثلاثة ايام وثلاث ليال
(مت 12: 40) 40لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال.
ب. في اليوم الثالث يقوم
(مت 16: 21) 21 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم"
(مت 17: 23) 23 فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». فحزنوا جدا.
(مت 20: 20) 19 ويسلمونه الى الامم لكي يهزاوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم».
(مر 10: 34) فيهزاون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم"
(لو 9: 22) 22 قائلا: «انه ينبغي ان ابن الانسان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم»
(لو 18: 33) 33 ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم».
(لو 24: 6 و 7) 6 ليس هو ههنا لكنه قام! اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل 7 قائلا: انه ينبغي ان يسلم ابن الانسان في ايدي اناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم».
تفسير (متى 27: 64): فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث ، لئلا يأتي تلاميذه ويسرقوه ، ويقولوا للشعب : انه قام من الاموات ، فتكون الضلالة الاخيرة أشر من الاولى ! “
حـ . في ثلاثة ايام
مت 26: 61) وقالا: «هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله وفي ثلاثة ايام ابنيه».
مت 27: 40) قائلين: «يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام خلص نفسك! ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب!».
مر 14: 58) «نحن سمعناه يقول: اني انقض هذا الهيكل المصنوع بالايادي وفي ثلاثة ايام ابني اخر غير مصنوع باياد».
مر 15: 29) وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين: «اه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام!
(يو 2: 20) فقال اليهود:«في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل، افانت في ثلاثة ايام تقيمه؟»
د. بعد ثلاثة ايام
مت 27: 63) قائلين: «يا سيد قد تذكرنا ان ذلك المضل قال وهو حي: اني بعد ثلاثة ايام اقوم.
(مر 8: 31) وابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة ايام يقوم.
(لو 24: 21) ونحن كنا نرجو انه هو المزمع ان يفدي اسرائيل. ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة ايام منذ حدث ذلك.
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
في الغد أي يوم السبت . وكان القصد من اجتماعهم ان يعرضوا الى بيلاطس امراً مهماً عن المسيح . وقد سموا بيلاطس أيها السيد . وأما المسيح فكفروا به . وبقولهم ( تذكرنا ) شهدوا على انفسهم انهم عارفون بكل ما قيل منه . ثم تأمل الى تواضع متى الكاتب فانه كتب كلامهم المهين الذي وجهوه نحو المسيح بالافتخار وبغير حياء.