Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح انجيل متى الاصحاح التاسع عشر

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410

فيما يلى تفسير / شرح الإنجيل كما رواه متى الإصحاح التاسع عشر 

تقسيم فقرات الإصحاح  التاسع عشر من إنجيل يوحنا
1. الملكوت والحياة الزوجيّة (مت  19: 1-9.)
2. الملكوت والبتوليّة (مت  19: 10-12)
3. الملكوت والأولاد (مت  19: 13-15)
4. الملكوت والغِنى (مت  19: 16-26)
5. الملكوت والرعاة (مت  19: 27-30 )

تفسير انجيل متى الاصحاح التاسع عشر

تعليم يسوع عن الطلاق (متى 19: 1- 12)

تفسير (متى 19: 1 ) : ولما أكمل يسوع هذا الكلام انتقل من الجليل وجاء الى تخوم اليهودية من عبر الاردن .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١ «وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هٰذَا ٱلْكَلاَمَ ٱنْتَقَلَ مِنَ ٱلْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ ٱلْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ».
1) " لَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هٰذَا ٱلْكَلاَمَ " هذه العبارة من الواضح أنها علامة نصية
 تدل على أن متّى أهمل ذكر أمور وتعاليم كثيرة حدثت فى تلك الفترة والتى يعتقد أنها إمتدت 6 شهور (مت ٧ :٢٨
) (مت ١١ :١) (مت ١٣ :٥٣) ( مت 26: 1)  أي فترة كرازته وانتقاله من الجليل حتى وصوله (إقليم بيرية غرب الأردن أى إلى تخوم / حدود اليهودية.) وذكر لوقا ويوحنا بعضها، ومنها إرسال السبعين تلميذاً ورجوعهم إليه (لوقا ١٠: ١ - ١٦). وذهاب المسيح إلى السامرة وشفى عشرة برص هناك (لوقا ٩: ٥١ - ٥٦ و١٧: ١١ - ١٩). وقال مثل الخروف الضال. ومثل الدرهم المفقود. ومثل الابن الضال (لوقا ١٠ - ١٨: ١٤) وذهابه لوقت قصير إلى اورشليم في عيد المظال وتعليمه هنالك وإقامته اليعازر (يوحنا ٧ - ٩).
2) "ٱنْتَقَلَ مِنَ ٱلْجَلِيلِ" هذه نهاية خدمة المسيح الأرضية فى الجليل قبل صلبه وموته وقيامته حيث قضى هنالك أكثر وقت خدمته وذلك نحو ثلاث سنين وهو يبشر الشعب ويعلم ويدرب الاثني عشر ليكونوا مستعدين للخدمة فى المستقبل. ثم ترك تلك الأرض ولم يرجع إليها بعد ذلك (لوقا ٩: ٥١).
3) "جَاءَ إِلَى تُخُومِ ٱلْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ ٱلأُرْدُنّ " راجع أيضا (مرقس ١٠: ١ ) وقام من هناك وجاء الى تخوم اليهودية من عبر الاردن فاجتمع اليه جموع ايضا وكعادته كان ايضا يعلمهم ويونان " هذه الفترة من خدمة يسوع تدعى
"فترة خدمة يسوع في بيرية." وهو أقليم غرب نهر الأردن المقابل لأقليم اليهودية فى شرق نهر الأردن إنها تغطي فى متى أصحاحين ١٩ -٢٠ .الكثيرمنها

4) " عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ" تستخدم عبارة "عبر الأردن" للدلالة على المنطقة الواقعة شرقي نهر الأردن ، وتقطعها جملة أغوار، البعض منها تجري فيه المياه على الدوام، 

الطريق التى سار فيها المسيح من الجليل إلى اليهودية ليست الطريق المعتادة أو المختصرة، وجال المسيح فى منطقة الجليل السفلى ولكنه دار إلى عبر الأردن لتكون له فرصة أن يعلم الشعب هناك. وبين انتقال المسيح ومجيئه إلى تخوم اليهودية مدة جرت فيها الحوادث ولم يذكر متّى سوى بعضها. والمرجح أنه بين انتقال المسيح من الجليل وبلوغه تخوم اليهودية نحو ستة أشهر، لم يذكر متّى من حوادثها سوى ما في هذا الأصحاح، وأصحاح ٢٠: ١ - ١٨. والمقصود بعبر الأردن هنا ما عرف عند اليونان ببيرية التي سكنها قديماً سبط منسى.وفي أيام العهد الجديد، كانت "بيرية" تطلق على منطقة في شرقي الأردن، وكانت هي الطريق الذي يشقه اليهودي المتزمت في ذهابه من الجليل في الشمال إلى اليهودية في الجنوب، لكي لا يتنجس بمرورة في السامرة ( انظر يوحنا 4). وفي الشمال كانت تقع "تراحونيتس" و " ديكابوليس" (العشر المدن)، وكانت تكؤّن اتحادًا تجاريًا من عشر مدن في القرن الأول، تسعة منها في شرقي الأردن، والعاشرة (بيت شان) في الغرب، وقد تكّون الاتحاد لحماية التجارة من الناهبين وقطاع الطرق .
واليهود ما كانوا ليمّروا عبر السامرة بل كانوا يعبرون منطقة الأردن التي في بيرية، ثم يتجهون جنوبا نحو أورشليم ويعبرون من جديد الأردن عند ً أريحا إلى اليهودية. كان ذلك بسبب كراهيتهم لل ّسامريين. كانوا يعتقدون أنهم نصف يهود، ونصف وثنيين. كان هذا نتيجة السبي الآشوري تحت حكم سرجون الثاني الذي من الأسباط العشر الشمالية في عام ٧٢٢ ق.م وإعادة توطين الوثنيين في المنطقة.

تفسير (متى 19: 2 )  : وتبعته جموع كثيرون فشفاهم هناك .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاك" هذه هى الرحلة التبشيرية الأخيرة للمسيح وكان قبلها بشر فى شرق الأردن فى أقصى الشمال فى قيصرية فيلبس وفى رحلات أخرى ذهب لمنطقة الجولان فى بلدة أم القيس الآن التى هى كورة الجدريين بالأردن وزار كثير من المدن العشر بالأردن وكانت بلدات بنيت على الطراز الرومانى وما زالت مقصدا للسياح مثل جرش وغيرها  وكان يسكن فى كل بلدة مئات الألاف من الناس فكانوا عندما يعرفون أنه قريب من بلدتهم كانوا يخرجون ليروا ذلك المعلم الذى يملك قوة لشفاء المرضى وإخراج الأرواح النجسة مسيح السماء أتى إلى بلدتهم ولم يكتف المسيح بشفاء مرضى الذين تبعوه بل علمهم أيضاً أتى يسوع كطبيب شافى للأرواح والأجساد ولكن أتى فى الأساس معلم وله سلطان ليغفر الذنوب التى كان يظن بعض اليهود أن أمراضهم نتيجة لخطاياهم فكان بغفرها لهم لأنه لا يوجد مولودا بلا خطية كقول مرقس «فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ أَيْضًا، وَكَعَادَتِهِ كَانَ أَيْضًا يُعَلِّمُهُمْ» (مرقس ١٠: ١). ووضع مرقس صورة مكتوبة لمكان آخر بشر فيه المسيح فيقول (مرقس ٦: ٥٥، ٥٦) فطافوا جميع تلك الكورة المحيطة وابتداوا يحملون المرضى على اسرة الى حيث سمعوا انه هناك. 56 وحيثما دخل الى قرى او مدن او ضياع وضعوا المرضى في الاسواق وطلبوا اليه ان يلمسوا ولو هدب ثوبه. وكل من لمسه شفي! " إذا كان المسيح يعلمهم فى وقت روحى جميل وكان يغفر لهم خطاياهم فقد كان معنم بصحة أجسادهم وأرواحهم ولكن كان أحيانا يقولعن الفريسيين وغيرهم من قادة اليهود الدينيين  (متّى 13: 14- 15)   فقد تمت فيهم نبوة اشعياء: تسمعون سمعا ولا تفهمون ومبصرين تبصرون ولا تنظرون. لان قلب هذا الشعب قد غلظ واذانهم قد ثقل سماعها. وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا باذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم." وهذه الآية (متى 19: 2 )  تشير إلى حوادث عدة أشهر.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

لأن وقت الآلام كان قريباً لم يصعد الى اورشليم لكنه مكث في تخومها . وقوله ” جموع كثيرون ” يدل على انه شفى مرضى كثيرين .

تعليم يسوع عن الطلاق

راجع  (مرقس 10: 2-16)

 

تفسير (متى 19: 3 )  : وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له : “ هل يحل للرجل ان يطلق زوجته لكل سبب ؟ “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

ذكر متّى من أحداث حدثت فى إقليم بيرية شرق نهر الأردن المقابل لأقليم يهوذا هذه الحادثة لما فيها من أهمية التعليم فى شأن الطلاق من وجهة نظر الفريسيين وباقى رؤساء الدين اليهودى .
1) "  وَجَاءَ إِلَيْهِ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ :" كان الفريسيين يتبارون معه لإحراجه بيت الجموع أو ليجدوا سببا للشكوى عليه كإنسان خارج عن الدين اليهودى فيرجم أو مقاوم لقيصر فيصلب فكان الفريسين المنتشرين فى البلاد يعدون الأسئلة قبل طرحها على المسيح معتقدين أنه سيسقط فى فخاخهم 
وأقل ما كانوا يطمحون إليه هو أن ليهيجوا الشعب عليه كما فعلوا بعد ذلك فى سؤالهم المسيح عن جواز تأدية الجزية لقيصر (متّى ٢٦: ١٦).
2) " لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: هذه الكلمة (peirazō ) كان لها دلالة سلبية بالمعنى "يختبر مع نية نحو التدمير". راجع (مت ٤ :١ ) .لم تكن هذه مناقشة لاهوتية في بيئة محايدة.

3) "  هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ ٱمْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ أجاب المسيح على هذه المسألة صريحاً فى وعظه على الجبل (متّى ٥: ٣٢). وبيَّن أنه لا يجوز إلا لعلة واحدة. ولعل الفريسيين لم يسمعوا ذلك الوعظ ، أو أنهم سمعوه وأرادوا أن يعرفوا منه أكثر حول تعليمه ويناقشونه فى تفاصيل تعليمه حول الطلاق .

كان أساس فتاوى مذاهب اليهود الدينية مثل الفريسيين والصدوقيين والهيرودسيين وغيرهم فى موضوع الطلاق هو تفسير كل مذهب على الآية (تث ٢٤ :١ )  اذا اخذ رجل امراة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته " وانقسم قادة اليهود الدينيين  فى عصر المسيح إلى فرقتين،

أ. لمدرسة الرابية المحافظة مذهب الرباي الرباي شمعي Shammai  كانت ترتكز على عبارة "علة ما" من  وهو عدم جواز الطلاق إلا لأسباب نادرة، اهذا المذهب قال بأسس كانت تستند على الزنى أو نوع آخر من الفحشاء الجنسية المحظرة؛

ب. المدرسة ال ّرابية المتحررة مذهب الرباي هِلَيل Hillel كانت تستند إلى عبارة "لا تجد استحساناً" وهو جواز الطلاق لأي علة كانت، والثانية قالت بأي سبب. فيما بعد، الّرابي Akiba ،الذي من مدرسة Hillel قال حتى أن المرء كان في مقدوره أن يطلق زوجته إذا ما وجد أخرى أجمل منها.

 فأراد الفريسيون أن يوقعوا المسيح بمسائلهم المذهبية، حتى يشتكون به عليه إلى هيرودس لأنه كان قد طلق امرأته بنت الحارس الغساني ، فيقبض عليه ويقتله كما قتل يوحنا المعمدان لتبكيته إياه على مثل هذا الأمر ولهذا كان الفريسيون يسألون يسوع سؤالاً، ليس لأجل بغرض أن يتعلموا منه بل لكي يزعجوه. ١ -مع قسم من أتباعه (وقائع داخل اليهودية). ٢ -مع هيرودس أنتيباس (يوحنا المعمدان أدان طلاق هيرودس وزواجه من جديد)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

لانهم ما استطاعوا لومه من أجل اعماله فدبروا هذا السؤال حتى يحكموا عليه من جوابه انه يعلم الناموس . فان قال يحل الطلاق اعترضوا عليه بانه قال سابقاً انه ” لا يحل مت 5 : 32 ” وان قال لا يحل قاموا ضده وقالوا ان موسى كتب ان من يريد ان يطلق امراته فليعطها كتاب طلاق ظانين انه قد نسي ما قاله اولاً .

تفسير (متى 19: 4 ) : فاجاب وقال لهم : “ أما قراتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وانثى ؟ 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس    
1) " َمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْبَدْء" أى
قد قرأتم فى التوراة لاتى كتبها موسى بالوحى . حاد المسيح عن الفخ الذي أخفوه له بإجابته من موسى لا من نفسه وهى إجابة إتبعها يسوع مع الشيطان فى الثلاث تجارب عند بدء خدمته ، فاستشهد بما في كتبهم ودرسوه وأفتوا فيه في شأن عهد الزواج كما هو فى سفر (التكوين ١: ٢٦ - ٢٧) وقال الله: «نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا، ....».  27فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وانثى خلقهم.  "  ففيه أن العلاقة بين الرجل وامرأته دائمة لا تتغير بتغير انفعالات الزوجين
2) " خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى"  ذَكَراً وَأُنْثَى أي رجل واحداً وزوجة واحدة وكل من زاد عن الواحد فهو زنى أى لا رجلا وزوجتين ولا زوجة ورجلين ..( تك ٥: ٢ ) ذكرا وانثى خلقه، وباركه ودعا اسمه ادم يوم خلق." فأظهر الرب بأن خلق الإنسان فى أول الأمر ذكراً وأنثى، أنه يريد أن لا يكون لرجل واحد سوى زوجة واحدة، وأنه لا يريد أن يطلق المرء امرأته، لأنه ما كان يمكنه أن يطلقها ويقترن بأخرى (تكوين ١: ٢٧ و٥: ٢).
وَ
قد نسب المسيح القول هنا إلى الرب، وهو فى سفر التكوين منسوب إلى آدم (تكوين ٢: ٢٣) فقال ادم: «هذه الان عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت» وذلك لأن آدم نطق به بوحي من الرب . والدليل على ذلك أن آدم لم يكن يعلم حينئذ العلاقة الوالدية.

تفسير  (متى 19: 5 )  : وقال : من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامراته ، ويكون الاثنان جسداً واحداً .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هٰذَا يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ " وردت هذه العبارة فى الآية ( تكوين ٢: ٢٤ ) لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكونان جسدا واحدا. " وايضا فى " وأفسس ٥: ٣١ «من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته، ويكون الاثنان جسدا واحدا» ليس المقصود أن يبعد عن مكانهما، بل المقصود أن يبدأ بتكوين أسرة مثل أباه وأمه ، وفى بلاد الشرق الأوسط مهد اليهودية والمسيحية قد يكون الأبوين مع اولادهما المتزوجين فى دار كبيرة أو الجوار والمقصود أن يرتبط بعلاقة أشد من العلاقة التي بينه وبينهما ، وهذا الفعل معروف فى جميع الكائنات الحية وكذلك عند البشر هدفه الحفاظ على الجنس البشرى
2) " وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ ٱلاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً" جَسَداً وَاحِداً أي أن يكون اقتران أحد الزوجين بالآخر كاقتران أحد أعضاء الجسد بالآخر يكون الإحساس والشعور والعاطفة واحده فى حب دائم مدى حياة الزوجين ، وأن يدوم ذلك الاقتران الحسى بدوام الزوجين ، فلا ينتهي إلا بموت أحدهما. وأراد الرب بذلك أن الاقتران اتحاد شرعي واتحادٌ في المحبة والمقاصد والأعمال واللذات والأفراح والأحزان.
وخلاصة الأمر أن كلاً من الزوجين يطلب سعادة الآخر، ويسعى إلى
تحقيق رغبته كما يطلبها إذا كانت مطابقة للوصايا الإلهية ، ويسعى فى تحصيلها لنفسه، وأن يحزن لحزن الآخر ما داما فى الحياة. فنتعلم أنه لا يجوز الارتباط بالزواج إلا باتفاق الشخصين اتفاقاً تاماً وبالمحبة القلبية. نعم إن الاقتران بالزواج اختياري، ولكن الانفصال ليس كذلك، لأن العلاقة بين الزوجين لا يمكن نزعها بأسهل من نزع العلاقة بين الوالد وولده والأخ وأخيه.

3) "  وَيَكُونُ ٱلاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً"  الصيغة مفردة ولكن يعنى جمع أيضاً وردت في (تك ٢ :٢٤ ) (,تث ٦ :٤ ,) ( وحز ٢٧ :١٧ ) .الحب يدمج الأفراد ويجعلهم واحد فى المسيح .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

كان جواب المسيح حكيماً لانه لم يبادرهم بنعم او لا فيعطيهم فرصة للشكاية بل أخذ يشرح المسألة من بدء الخليقة ومن الوصية . فمن الخليقة لانه لو كان قصد الله ان يترك الانسان امراته ويتزوج باخرى لما كان قد خلق في البدء انثى واحدة لآدم . ومن الوصية لان الله اوصى في كتابه ان يترك الرجل اباه وامه ويلزم امراته ولم يقل نساءه فهذا هو الناموس لان الذي صنع من البدء هو ليس جديداً وبقوله ذكراً وأنثى ابان انهما من اصل واحد وبالزواج صارا جسداً واحداً . فهنا أسند المسيح قوله ” ان يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته ( تك 2 : 24 ) ” الى الله واما موسى فاسنده الى آدم اما نحن فنقول وان كان آدم قد قالها لكن لم يكن من شانه الاطلاع على المستقبل فان ذلك من خصائص الله وحده . وبقوله ” فيصيران كلاهما جسداً واحداً ” ابان كما انه صعب جداً ان يشطر الجسد الواحد الى شطرين هكذا ليس بمأذون ان يترك الرجل امراته لانهما جسد واحد فلا يمكن فصله .

تفسير (متى 19: 6 ) .: إذاً ليسا بعد اثنين بل جسـد واحد . فالذي جمعه الله لا يفـرقه انسان “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "إِذاً لَيْسَا بَعْدُ ٱثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ" جسد واحد وشعور واحد وحب واحد هكذا يكون الزواج المسيحى ينصهر العنصريين الإثنين فى بوتقة الزواج ليكونا واحدا لا يمكن تفريقهما

2) " فَٱلَّذِي جَمَعَهُ ٱللّٰهُ " ."ُ ماضي ناقص مبني للمعلوم دلالي، ما يعبر عن عملاً مكتملبالقول "الذي"، وليس "من"، تّم التأكيد على تأسيس الزواج. الكلمة "جمع" كانت تعني "و ّحد معا ً"

آية هامة تقول أن الزواج هو ما حمعه الرب بين ذكر وأنثى كما خلق الرب آدم وحواء خلق أيضا فى العصور التالية لكل ذكر إمرأته يدخلون فى  عهد الزيجة التى هى من خطط الله المرسومة، ولذلك لا يجوز نقضه.
2) " لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَان " أي لا ينقض عهد الزواج لا بشريعة سياسية ولا بشريعة كنسية، ولا يمكن أن ينقضه غير الرب ذاته فهو خارج عن سلطان الحل والربط ، ولا يكسر هذا العهد إلا بموت أحد الزوجين.
( ملاخي 2: 14- 15) 4 فقلتم لماذا.من اجل ان الرب هو الشاهد بينك وبين امراة شبابك التي انت غدرت بها وهي قرينتك وامراة عهدك. 15 افلم يفعل واحد وله بقية الروح.ولماذا الواحد.طالبا زرع الله.فاحذروا لروحكم ولا يغدر احد بامراة شبابه. 16لانه يكره الطلاق قال الرب اله اسرائيل وان يغطي احد الظلم بثوبه قال رب الجنود.فاحذروا لروحكم لئلا تغدروا "   و(1 كور ٧: ٢
) ولكن لسبب الزنا، ليكن لكل واحد امراته، وليكن لكل واحدة رجلها.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

بعد ان أثبت من الناموس ومن الخليقة عدم جواز ترك الرجل امرأته جمع النتيجة قائلاً فليسهما اثنين بل جسد واحد ونفس واحدة غير مفترقين وبقوله “ما جمعه الله فلا يفرقه انسان ” اعلن ان الذين يفرقون يقاومون الله الذي جمع الاثنين واحداً ويقاومون الطبيعة بشطر الجسد الى شطرين ولم يجز المسيح الانفصال الا لعله الزنى سواء كان من قبيل الرجل او المرأة . 

تفسير (متى 19: 7 )  : قالوا له : “ فلماذا اوصى موسى ان يعطى كتاب طلاق فتطلق ؟ “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَسَأَلُوهُ: فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟" لقد حدد موسى بأن يكون الطلاق كتابيا وليس شفويا لأن كثيرين من اليهود يطلقون زوجاتهم شفويا ويرسلوهن إلى بيوت والديهن فيقعدون بدون زواج بينما يتزوج هو وبهذا يكون اليهودى يمارس تعدد الزوجات وإذا حدث أن  طلق زوجته الجديدة  فيمكن أن يرجع له زوجته الأولى لأنه منعها من الزواج أى لم تتنجس بزواج رجل آخر   (تثنية ٢٤: ١ ) اذا اخذ رجل امراة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته  و ( متّى ٥: ٣١ ) «وقيل: من طلق امراته فليعطها كتاب طلاق 
سأله الفريسيون ذلك ليظهروا
أن تعليمه مخالف لما اوصى به موسى  لموسى لتوقعهم أنه يجيبهم بأن موسى خالف شريعة الرب ،

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي كتاب الترك والترك عند اليونان الابتعاد . وكان اليهود يطلقون نسائهم ويتزوجون اخريات لذلك قالوا موسى اوصى لعلهم يثيرون غضب الجموع ويشتمونه . 

تفسير (متى 19: 8 ) : قال لهم : “ ان موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم ان تطلقوا نسائكم . ولكن من البدء لم يكن هكذا .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

فى آية (مت 19: 7) قال الفريسيون في سؤالهم «أوصى» والتى تعنى فى اللغة العربية "عَهِدَ إِلَيْهِمْ فِيهِ وَكَلَّفَهُمَ"  وفى هذه الآية قال المسيح فى الجواب «أَذِنَ» ومعناها فى الغة العربية "أَبَاحَ ، أَجَازَ ، سَمَحَ "ُ  وبين اللفظتين فرقٌ عظيم في المعنى.
1) " مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ "  المقصود
بالقساوة قساوتهم على نسائهم، فلو مُنعوا من التطليق ضربوهن وظلموهن أو قتلوهن، فسمح موسى بللطلاق لأنه أقل الشرَّين ضررا . وقساوة القلب أدت إلى العناد وعدم طاعة الشريعة والتطليق لأسباب تافهة ، فلم يطيعوا وصية الرب الأصلية فى موضوع الزواج لمخالفتها ميول قلوبهم، فقد كانوا ينظرون إلى كل الأمم حولهم ويريدون تقليدهم ولنتذكر أنهم طلبوا من صموئيل أن يمسح لهم ملك مثل كل ملوك الأرض رافضين أن يملك عليهم الرب . فلما رأى موسى أنه لا يستطيع منعهم من التطليق وضع كل ما قدر عليه من العوائق  فى السماح بالطلاق .(مرقس ١٠: ٥ - ٩ ) فاجاب يسوع: «من اجل قساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية 6 ولكن من بدء الخليقة ذكرا وانثى خلقهما الله. 7 من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته 8 ويكون الاثنان جسدا واحدا. اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. 9 فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان».  .32 هذا السر عظيم، ولكنني انا اقول من نحو المسيح والكنيسة. 33 واما انتم الافراد، فليحب كل واحد امراته هكذا كنفسه، واما المراة فلتهب رجلها. "

ورد نص الطلاق فى ( تث ٢٤ :١ -٤ ).قال يسوع أن موسى فعل ذلك، ليس لأن الرب أراد ذلك لأن الرب خلقهم ذكر واحد لأنثى واحدة ، بل بسبب قساوة قلوب الناس. موسى كان لديه حنو نحو الحالة الإجتماعية للزوجة. هذه الوثيقة (١) كانت تتطلب عدة أيام لإحضار من يكتب كتاب الطلاق  (٢) كانت تتطلب رباى أو لاوى ممن يفتى فى الشريعة ، (٣ ) إمكانية الزواج من جديد. ربما كانت تتطلب إعادة المهر، و(٤) كانت تعني ضمنا

2) وقال «قلوبكم» مع أن الكلام كان مع جدودهم بناءً ، لأن موسى وضع شرعة الطلاق لآبائهم وإستمر العمل بها فى الأجيال التالية  لأن اليهود أمة واحدة من أول عهدها إلى آخره، وإشار هنا إلى أن قلوبهم قاسية كقلوب آبائهم.
3) "إذن:"  أى انه أذن وقتياً كحكم السياسي، بلا استناد إلى شريعة أصلية، لعلمه أنهم اعتادوا الطلاق مدة إقامتهم بمصر ويقلدون الأمم من حولهم ، وأنهم عنيدون قساة لا يمكن أن يردهم مرة واحدة إلى الشريعة  البدائية الأولى.
4) " كِتَابُ طَلاَقٍ " لم يكن كل بني إسرائيل يعرفون الكتابة أو أن كتابة كتاب الطلاق تقتضى أن يكتبه مفتى الشريعة من الاويين سبط الكهنة فكان يحضر واحدا منهم لكى يكتب هذا الكتاب وكانت يومئذٍ أفضل واسطة لمنع الطلاق عند الغضب، لأن كتابة مثل ذلك الكتاب كانت تقتضي وقتاً طويلاً عند أرباب الشريعة، فيكون للرجل وقتا كافيا لخمود غضبه ومراجعة أفكاره والنظر في عاقبته ومصالحة امرأَته.
5) "مِنَ ٱلْبَدْءِ " أي منذ وضع الرب عهد الزيجة.
6) " لَمْ يَكُنْ هٰكَذَا " أي لم يؤذن للرجال فى تطليق نسائهم.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان موسى لكي يدفع الشر الكبير بالصغير اجاز لهم تطليق المرأة دفعاً لقتلها فكان شيخ اليهود ورؤساؤهم يفجرون بالمتزوجات وكان ازواجهن يخشون باسمهم فلا يجسرون على مقاومتهم ولا يجدون حيلة للتخلص من زوجاتهم الا بدس السم لهن او خنقهن ليلاً قائلين انهن متن موتاً طبيعياً فلاجل هذا أمر موسى ان تعطى كتاب طلاق وتخلى استبقاء لحياتها . ثم ان المسيح علل سماحة موسى لهم بالطلاق لسبب قساوة قلوبهم فاذا لم يقنعهم هذا التعليل فقد اثبت لهم من التوراة ان الله لم يامر بتطليق النساء لانه منذ البدء خلق ذكراً واحداً وانثى واحدة . فلما رأى موسى انهم يتخلصون من نسائهم بالقتل اباح لهم الطلاق الذي لم يكن مشروعاً في الاصل .

تفسير (متى 19: 9 ) : واقول : لكم إن من طلق امرأته الا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزنى ، والذي يتزوج بمطلقة يزنى “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " أَقُولُ لَكُم" ما قاله المسيح هنا خاص بتلاميذه عن الطلاق كان فى بيت دخل إليه بدليل عبارته الشهيرة "أقول لكم" (مرقس ١٠: ١٠)  ثم في البيت ساله تلاميذه ايضا عن ذلك " وهو جواب لأسئلة بعض تلاميذه.

 كان قوله عن الطلاق يهود عصره، فإذن موسى ليهود عصره بالطلاق منع يسوع التطليق لليهود في زمن المسيح وبدأ بأمره لتلاميذه ، وأطلق المسيح على الطلاق إسم زنى. ما قاله يسوع عن تفسير الفريسيين لـ ناموس السبت أمكن قوله أيضا ً عن ناموس الزواج: لقد ُوضع من أجل البشر، وليس العكس بالعكس
وهذه شريعة ملكوت المسيح شريعة الكمال ، فرجع إلى شريعة الفردوس، وفق ما قالة وسجلته  الأناجيل (متّى ٥: ٣٢) واما انا فاقول لكم: ان من طلق امراته الا لعلة الزنى يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فانه يزني و(مرقس ١٠: ١١) فقال لهم: «من طلق امراته وتزوج باخرى يزني عليها. 12 وان طلقت امراة زوجها وتزوجت باخر تزني». و(لوقا ١٦: ١٨) كل من يطلق امراته ويتزوج باخرى يزني وكل من يتزوج بمطلقة من رجل يزني"

وتلك الشريعة هي الوحيدة في الطلاق للمسيحيين  فعزز المسيح قدسية الرباط الروحى وشرفه. فمن يزني، رجلاً كان أم امرأة، يحطم هذا الرباط. لذلك فمن يتزوج بمطلقٍ أو مطلقةٍ على هذه الصورة هو زانٍ أيضاً. (١كورنثوس ٦: ١٦)  ام لستم تعلمون ان من التصق بزانية هو جسد واحد؟ لانه يقول:«يكون الاثنان جسدا واحدا»

2) "ٱلزِّنَا" الكلمة اليونانية هو porneia ،والتي تأتي منها الكلمة الإنكليزية "pornography "وهو بما يعنى تحويل الزواج كعلاقة كاملة أسرية إلى موضوع جنسى فقط أى شهوة وتصور جنسى - وهذه ربما كانت تشير إلى الزنا (العلاقة الجنسية قبل الزواج)، أو الزنا (العلاقة الجنسية خارج الزواج)، أو أي عم ل جنسي غير ملائم مثل البهيمية أو المثلية (هذا النشاط الجنسي المحظر).

3) "وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي" كان الرجال اليهود لهم الحق بأن يطلقوا . في إنجيلى مر ولو اللذين كتبا إلى جمهور أممي، النساء يتو ّجه إليهم بالحديث (مر ً 10: 12) وان طلقت امراة زوجها وتزوجت باخر تزني».

4) " يَزْنِي" مضارع مبني للمجهول دلالي (مر 10: 12)  فقال لهم: «من طلق امراته وتزوج باخرى يزني عليها. 12 وان طلقت امراة زوجها وتزوجت باخر تزني».

 هناك بعض التغيرات النصية في هذه الآية وعلى الأرجح أن سببها كان إشارة الكتبة إلى (مت ٥ :٣٢) .أزمنة الأفعال من (مت ٥ :٣٢ ) تلقي ضوءا  على هذا المقطع. في (مت٥ :٣٢ ) الترجمة يجب أن تكون "يجعلها تصبح زانية"ً المبني للمجهول هذا وجد أيضا فى (مت ١٩ :٩) في المخطوطات اليونانية B و ً في مت C .على الأرجح أن هذه كانت تشير إلى وصمة عار اجتماعية كانت تُلصق * مطلقة بسبب بيئة ثقافتها اليهودية، والتي كانت تعتبرها زانية ً بالمرأة ال وكانت تهملها

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

الزواج عقد الهي فمن حله فهو زان لانه نقض ناموس الله . 

تفسير (متى 19: 10 )  : قال له تلاميذه : “ ان كان هكذا أمر الرجل مع المرأة ، فلا يوافق ان يتزوج ! “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  " إِنْ كَانَ هٰكَذَا أَمْرُ ٱلرَّجُلِ مَعَ ٱلْمَرْأَةِ " هذه جملة شرطية فئة أولى .. يعلن التلاميذ أفكارهم  مثل أفكار سائر اليهود في شيئين الأول تسهيل الطلاق وإذا لم يكن فالثانى هو عدم الزواج .

2) " فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ" أى  أنه إذا لم يستطع الإنسان تطليق امرأته وهو يكره البقاء معها لسوء أخلاقها خير له أن لا يتزوج أى يصير مثل يوحنا المعمدان (أمثال ٢١: ١٩) السكنى في ارض برية خير من امراة مخاصمة حردة
و(١كورنثوس ٧: ١٠، ١١)  واما المتزوجون، فاوصيهم، لا انا بل الرب، ان لا تفارق المراة رجلها، 11 وان فارقته، فلتلبث غير متزوجة، او لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امراته. 

الزواج هو إرادة الله للبشر وهو أمر منه إنها بركة عظيمة ولكن أيضاً إلى عالٍم ضال. قويٍ تقي مؤثرة جداً مسؤولية كبيرة. في عالٍم تسود فيه الطلاقات السهلة لأسباب تبدوا تافهة

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان كان الزواج يجعل الزوجين جسداً واحداً وان كان طلاق المرأة الشريرة يجعل مطلقها مذنباً فخير للانسان ان يمتنع عن الزواج ويقاتل ضد الشهوة وقول مرقس ” سأله تلاميذه في البيت عن ذلك ( مر 10 : 10 ) ” يدل على فزع التلاميذ .

تفسير (متى 19: 11 )  : فقال لهم : “ ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذي أعطي لهم ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " لَيْسَ ٱلْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هٰذَا ٱلْكَلاَمَ "  قال التلاميذ «فلا يوافق أن يتزوج» كرأى أو نصيحة وكتفكير منطقى رد المسيح على تلاميذة "ليس الجميع يقبلون هذا الكلام" : أي . حكم المسيح أن ذلك لا يوافق إلا النادر من الناس، لأنه ضد الطبيعة البشرية وتكاثر الجنس البشري. فإذاً قولهم من المستحيل تحقيقة أو تطبيقة على كل إنسان .
2) " بَلِ ٱلَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم إن معيشة الانسان بلا زيجة تتوقف على طبعه وميوله ورغبته ، فالله خلق الناس مختلفي الصفات، فما يسهل على البعض يصعب على الآخر. أما من يكره الزواج طبعاً أو لا يميل إليه فمستثنى من ذلك. على أنه يستحسن أن لا يتزوج الإنسان في أيام الضيق والاضطهاد كما فعل بعض الرسل (١كورنثوس ٧:١، ٢، ٧، ٩، ١٧ ٨، ٢٦، ٢٧، ٣٧) ولكن لسبب الزنا، ليكن لكل واحد امراته، وليكن لكل واحدة رجلها. .. 7 لاني اريد ان يكون جميع الناس كما انا. لكن كل واحد له موهبته الخاصة من الله. الواحد هكذا والاخر هكذا. ... 9 ولكن ان لم يضبطوا انفسهم، فليتزوجوا. لان التزوج اصلح من التحرق. .. 17 غير انه كما قسم الله لكل واحد، كما دعا الرب كل واحد، هكذا ليسلك. وهكذا انا امر في جميع الكنائس
" وقوله «أعطي» يدل على أن الميل إلى البتولية صفة خَلْقية وقد تكون هبة روحية لمن أُعطي لهم،

الزواج هو المعيار (تك ١ :٢٨؛ ٩ :١٧) ولكن العزوبة هو خيار تقي (١ كور ٧ :٧ ,١٧) رغبات المؤمن الحافلة بالصلاة سوف تقوده/ تقودها في هذا المجال. إن اختار المرء أن يكون عازبا (١ كور ٧ :٣٢ ) فذلك لأجل خدمة الله (اليهود في أيام يسوع كانوا يرفضون العزوبية كخيار تقوى. يسوع يتحدى معايير بيئتهم الثقافية في مجالا ٍت عديدة.

١ - السلطة المطلقة للزوج.

٢ - على الزوجين أن يبقيا معاً وأن يحلاّ مشاكلهما سويةً

٣ - العزوبة هي خيار تقوي

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان قولكم “ اجدر للرجل الا يتزوج “ لا يحتمله كل احد ولم يكشف لهم الكلمة لئلا يظنوا انه يضع ناموساً جديداً يقضي بعدم الزواج ثم ان التلاميذ كانوا يفكرون ان سكنى الرجل مع امرأة شريرة صعب وان طلقها وقع تحت ملامة الله لذلك فضلوا عدم الزواج : فرأى سيدنا له المجد انه اذا قال يجب ان لا يتزوجوا خالف الله والناموس وخالف قوله ان الذي جمعه الله لا يفرقه انسان وان قال يجب ان يتزوجوا نقض ناموس البتولية المزمع ان يفرضه فتخلص من الامرين بقوله ” الا للذين وهب لهم ” ولسائل يسأل ان كان احد لا يستطيع ان يحفظ البتولية الا الذي وهب له فكيف يقول جاهدوا للدخول من الباب الضيق . وبصبركم تقتنون أنفسكم . فنجيب ان الارادة لا تكفي وحدها لاختيار البتولية والزهد دون نعمة الله المكملة . لان تكميل ما هو فوق الطبيعة ليس من خصائصنا . فعلينا العزم والاهتمام والنعمة تكمل ذلك . وبقوله الا الذين وهب لهم ابان شرف البتولية وانها عمل فاضل يتم بالاختيار أولاً والموهبة ثانياً . وهنا نرى ان البتولية بالاختيار لا بالضرورة .

تفسير (متى 19: 12 ). : لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم ، ويوجد خصيان خصاهم الناس ، ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات . من استطاع ان يقبل فليقبل “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  " لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هٰكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ ٱلنَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ " ذكر المسيح هنا ثلاثة أنواع من الناس يمكنهم أن يقبلوا قول الرسل ويمتنعوا عن الزواج.

1 - الذين ولدوا خصيانا بعيب خلقى ولذلك لا يستطيعوا الزيجة. أ- وُلِدُوا هٰكَذَا  ب- ميل شخصي

و2 - الذين خصوهم الناس لهذا لا يستطيعوا الزيجة لما أجراه الناس عليهم قساوة، وكثر مثل هؤلاء قديماً في قصور الملوك والأعيان فأمنوهم كثيراً ورفعوا من شأنهم وولوهم أعظم المناصب. وكثر ذلك حتى صار لفظ الخصي لقباً لأرباب المناصب العالية، بغضّ النظر عن كون الملقب يستطيع الزيجة أم لا. ومن الملقبين بذلك فوطيفار فقد سُمي خصياً وهو متزوج (تكوين ٣٩: ١). ولعل وزير كنداكة مثله (أعمال ٨: ٧).  (المخصيين، انظر استر ٢ :٣؛ وربما دانيال وأصدقائه أع ٨ :٢٧ )

و3 - الذين قاوموا الميل إلى الزواج وغلبوه حتى صاروا كالخصيان، فهم خصيان مجازاً لا حقيقة. وإنما امتنع هؤلاء عن الزواج وأماتوا ميولهم إليه ليعطوا كل وقتهم وأفكارهم للتبشير بالإنجيل ولهم مثل هو ما فعله بولس (١كورنثوس ٧: ٧).لاني اريد ان يكون جميع الناس كما انا. لكن كل واحد له موهبته الخاصة من الله. الواحد هكذا والاخر هكذا."  ولذلك نصح لغيره أن يقتدي به (١كورنثوس ٧: ٣٢ - ٣٤).

4 - النوع الرابع من الخصى لم يذكره المسيح وهو المعنى الحرفى بخصى الإنسان نفسه فهو كقوله بقطع اليد وقلع العين (متّى ٥: ٢٩، ٣٩ ) فاريد ان تكونوا بلا هم. غير المتزوج يهتم في ما للرب كيف يرضي الرب، 33 واما المتزوج فيهتم في ما للعالم كيف يرضي امراته. 34 ان بين الزوجة والعذراء فرقا: غير المتزوجة تهتم في ما للرب لتكون مقدسة جسدا وروحا. واما المتزوجة فتهتم في ما للعالم كيف ترضي رجلها." فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. 30 وان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. 31 «وقيل: من طلق امراته فليعطها كتاب طلاق 32 واما انا فاقول لكم: ان من طلق امراته الا لعلة الزنى يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فانه يزني. 33 «ايضا سمعتم انه قيل للقدماء:لا تحنث بل اوف للرب اقسامك. 34 واما انا فاقول لكم: لا تحلفوا البتة لا بالسماء لانها كرسي الله 35 ولا بالارض لانها موطئ قدميه ولا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم. 36 ولا تحلف براسك لانك لا تقدر ان تجعل شعرة واحدة بيضاء او سوداء. 37 بل ليكن كلامكم: نعم نعم لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير. 38 «سمعتم انه قيل: عين بعين وسن بسن. 39 واما انا فاقول لكم: لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا ( مت١٨: ٨، ٩).فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها والقها عنك. خير لك ان تدخل الحياة اعرج او اقطع من ان تلقى في النار الابدية ولك يدان او رجلان. 9 وان اعثرتك عينك فاقلعها والقها عنك. خير لك ان تدخل الحياة اعور من ان تلقى في جهنم النار ولك عينان."

  لاحظوا كيف تأتي ألاية ( مت ١٩ :١٢ )

١ -الآية ١١ ،كل الناس لا يمكنهم أن يكونوا عازبين

 ٢ -الآية ١٢ج، بعض الرجال يمكنهم أن يقبلوا أسلوب الحياة هذا.

 فلا شئ يجيز ما فعله العلامة أوريجانوس إذ خصى نفسه حقيقة، فإنه أخطأ في فهمه كلام المسيح حرفياً، ولا يستطيع أحد اليوم يفسر ما فعله أوريجانوس ويجيب سؤال لماذا خصى اوريجانوس نفسه مع أنه صاحب مدرسة التفسير الرمزى والمجازى للإنجيل؟  والخصى فى هذه الآية هو مجاز أراد به إماتة الشهوات فلم يخصى بولس نفسه وإتبع النوع الثالث. ولا شيء في ذلك يشير إلى نذر الإنسان بتوليتة كما توهم بعضهم. وقول المسيح هنا يؤكد أن أن معظم الناس يتزوجون، فيجب أن يحتملوا ما يحدث أحياناً فى حياتهم الزوجية من مصاعب بدون الهروب منها بالتطليق إلا فى صعوبة العشرة الزوجية والخطر على الحياة . ولذلك يجب على الإنسان أن لا يرتبط بعهد زيجة بلا تروٍّ وفحص وصلاة، فتكون الزيجة «في الرب فقط» (١كورنثوس ٧: ٣٩).
2) " لأَجْلِ مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ " اى ليخدموه لا لينالوه.
3) " أَنْ يَقْبَل" أي يقبل قول الرسول «لا يوافق أن يتزوج» ويميت الميل الطبيعى إلى الزواج.
4) " فَلْيَقْبَلْ أي فله أن يقبل، فهو إذن لا أمر. والخلاصة أن المسيح لا يمنع البتولية لمن يريدها لخدمة المسيح، فلا ريب أنه كان خيراً للبشارة في أول التبشير بالإنجيل في الأماكن البربرية الوثنية حيث يقاسي المبشرون مشقات كثيرة أن يكون المبشر أعزب. ولكن لا إشارة فى كلام المسيح هنا إلى أن البتولية أقدس من الزيجة، أو أن الأولى ترضي الله أكثر من الثانية. وقد كان الكهنة واللاويون في العهد القديم يتزوجون، وبطرس كان متزوجاً، والأرجح أن غيره من الرسل كانوا متزوجين (١كورنثوس ٩: ٥). وفي العهدين القديم والجديد حُسبت الزيجة رمزاً إلى اتحاد الله بشعبه، وحُسب في العهد الجديد المنع عن الزواج من تعاليم المرتدين عن الإيمان (انظر تعاليم الكتاب المقدس فى هذا الشأن لاويين ٢١: ١٤ ومتّى ٨: ١٤ وأعمال ٢١: ٨، ٩ و١كورنثوس ٧: ١، ٢ و٩: ٥ و١تيموثاوس ٣: ٢ و٤: ١، ٣ وعبرانيين ١٣: ١٤).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

الخصيان على اربعة انواع وسيدنا تكلم على ثلاثة . فالذين ولدوا من بطون أمهاتهم هؤلاء ذوو عاهة طبيعية او عرضية . والذين خصوهم الناس هؤلاء ذوو عاهة قسرية تنجت عن استبداد الناس بهم وهذان النوعان لا يمدحان ولا يذمان كما لا مدح للنار المحرقة ولا للثلج المبرد . أما النوع الثالث وهم الذين خصوا أنفسهم لاجل الملكوت فهم ممدوحون لان فيهم ثمرة الارادة الحرة حيث قطعوا أفكارهم الرديئة لا أعضائهم . أما النوع الرابع وهم الذين يقطعون أعضائهم التناسلية فهم ملومون جداً لان الذي يقطع عضوه ملوم لانه يرذل خليقة الله ويفسد الانسان الذي هو حسن في خلقته ولا خير في تبتله لانه يحترق في الشهوة . وقد أشجب هؤلاء القديس تاولوغوس في تفسيره هذه الآية . وقد أورد المسيح هؤلاء الخصيان برهاناً موضحاً لتلاميذه ان قولهم ” أجدر للرجل ان لا يتزوج ” أمر ممدوح . لان الذين يخصون أنفسهم لاجل الملكوت لهم الاجر العظيم وأثبت لهم ان البتولية ممكنة وجذبهم اليها خفية . وقد اختلف الناس في منبع الزرع البشري فقال قوم ان معين الشهوة هو المخ وقال غيرهم بل الصلب أما نحن فنقول ان الشهوة لا تنبت من مكان الا من ارادة غير ملجمة ومن فكر منحل وبقوله ” من استطاع ان يحتمل فليحتمل ” أكرم البتولية وأوضح ان الزهد ليس تحت الضرورة لكنه خاضع للارادة الحرة . 

تفسير انجيل متى الاصحاح التاسع عشر

 يسوع يبارك الأطفال (متى 19: 13- 15)

يسوع يبارك الاطفال

ورد ما حدث هنا فى إنجيلى (مرقس ١٠: ١٣ الخ) قدموا اليه اولادا لكي يلمسهم. واما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم. 14 فلما راى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم: «دعوا الاولاد ياتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله. 15 الحق اقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله». 16 فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم. "

(لوقا ١٨: ١٥ الخ) 15 فقدموا اليه الاطفال ايضا ليلمسهم فلما راهم التلاميذ انتهروهم. 16 اما يسوع فدعاهم وقال: «دعوا الاولاد ياتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله. 17 الحق اقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله»

تفسير  (متى 19: 13 )  : حينئذٍ قدم اليه صبيان ليضع يديه عليهم ويصلي ، فانتهرهم التلاميذ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  حِينَئِذٍ قُدِّمَ إِلَيْهِ أَوْلاَدٌ "  ناقش الرب يسوع موضوع العلاقة الزوجية التى يجب ألا يحدث فيها إنفصال / طلاق  وأعقب فقرة الزواج والطلاق أورد الإنجيلى متى فقرة عن معاملة الأولاد في  إشارة إلى العائلة التي لا تكمل بالزوجين فقط بل بالأولاد أيضاً. وكان اليهود ملتزمين يحترمون  أفراد العائلة ويرفعون شأنها لأنهم يظنون أن المسيح / المسيا المنتظر المنقذ والمخلص سيولد من بين أطفالهم  وهنا يظهر السيد المسيح قيمة الوالد وعظمة حاضره ومستقبله، فلم يوافق بل لم يسكت علىِ المنتهرين بإسكات الأولاد ، بل دعاهم إليه. وهنا كان المسيح مثلا يحتزى به فى تشجيع كل من يأتى إليه حتى ولو كان طفلا يأتى إلى الكنيسة فينال الإحترام والتهذيب والتعليم حسب قدرته منذ نعومة الأظفار. والأرجح أن الذين قدموا أولادهم إلى المسيح كانوا مؤمنين بالمسيح رأوا قوة معجزاته التمسوا البركات الروحية لأولادهم، فالذين يحبون أولادهم فلقدموا اولادهم إليه لأنه مصدر كل بركة يفعلون ذلك. ولا بد أن هؤلاء كانوا يحبون المسيح ويبشرون به وأول من بشروا عائلاتهم وحرص أن يأخذ أولادهم بركته وكان أول ما يفعله اليهودى هو أن  يقدمون أولادهم للرب بعهد الدم بالختان، لأنه ختم عهد الله لإبراهيم وهو قوله «أكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك» (تكوين ١: ٧). وعلى هذا النسق قدم أولئك الوالدون أولادهم للمسيح اعتقاداً منهم أنه الرب وان فيه عهدا جديدا . والمسيحيون اليوم حين يقدمون أولادهم إلى المعمودية.

 يسوع كان محبا ودودا لكل من يلتجئ إليع أو يطلب منه شيئا فكان صديقا الفقراء. والأغنياء ، الأبرار والخطاة ، عامة الناس، والعبيد، والفقراء، والنساء، للمنبوذين المعدمين اجتماعياً والمهّمشين، وأيضاً ْالأولاد

2) " لِكَيْ يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ"  كان هذا بركة ّرابية للمعلمين تقليدية للأولاد.علامة لمنح البركة كما فى ملكى صادق (تكوين 14: 9 ) وباركه وقال: «مبارك ابرام من الله العلي مالك السماوات والارض، (متّى ٩: ١٨). الأبوان اليهود كانوا يرون أولادهم للتو أعضاء في جماعة إسرائيل بالولادة . ولكن هذه البركة تختلف عن بركة الراباى أى المعلمين فى ذلك الوقت لأن السهود فى ذلك الوقت يريدون بركة من يد المسيح الذى صنع  المعجزات وفيما هو يكلمهم بهذا اذا رئيس قد جاء فسجد له قائلا: «ان ابنتي الان ماتت لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا»

3) " وَيُصَلِّي" وثقوا بقوة صلاتة كثقة الناس بقوة صلوات الأنبياء والأتقياء بينهم حتى سمعان الشيخ عندما رأى الطفل يسوع مع أبوية فى الهيكل (لوقا ٢: ٢٨).اخذه على ذراعيه وبارك الله وقال: 29 «الان تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام  "
4) " ٱنْتَهَرَهُمُ ٱلتَّلاَمِيذ" ‘نتهر بمعنى زجر أى تضايق من كلامهم ، أي انتهروا الذين أتوا بالأولاد (مرقس ١٠: ١٣).وقدموا اليه اولادا لكي يلمسهم. واما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم. " ولعل ذلك لأنهم رأوا الأولاد صغاراً بصنعون ضجة فلا يستفيدون شيئاً من تعليم المسيح، فلم يروا في مجيئهم إليه سوى تعبه وتعطيله عن تعليم البالغين وأنه من المهم أن يكون الكبار حوله .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قد جرى الناس على هذه العادة فاذا رأوا قديسين ومتوحدين وأساقفة قدموا لهم اولادهم ليضعوا عليهم أيديهم ويباركونهم . فزجر التلاميذ لهم يدل على سلطانهم . وبقوله دعوا الصبيان علم تلاميذه ان يحبوا التواضع ويبغضوا الكبرياء ولذلك حمل الاطفال واعتنقهم .

تفسير (متى 19: 14 ) : أما يسوع فقال : “ دعوا الاولاد يأتون اليّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) "دَعُوا ٱلأَوْلاَدَ يَأْتُونَ" هذا أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم. يسوع كان يؤكد على رغبته بأن يقابل الجميع حتى الآلاد الصغار الذين لا يهتم بهم الكبار أو يزدرونهم ويحتقرونهم

 أي دعوا من آبائهم يأتون بهم إلى . وعمل الوالدين هنا درس ونموذج لآباء  اليوم على أن يقدموا أولادهم لله فى المعمودية متوقعين البركة التي التمسها أولئك الوالدون اليهود ويقفون وراء أولادهم . فالبركة الروحية التي نالها أولئك الأولاد يومئذٍ ينالها أولاد المسيحيين اليوم من المعمودية والنشأة فى بيت مسيحى وفى كنيسة الرب . إهتم المسيح بالأولاد وهو يمارس عمل الفداء وأنه جعل لهم محلاً في كنيسته على الأرض، وأنه جعل لمن يموتون منهم فى الطفولية مكاناً في المنازل السماوية الأبدية.

قال مرقس إن المسيح اغتاظ من فعل التلاميذ فسُرَّ بتقديم الأولاد إليه.(مر 10: 14)  وفي ذلك دليل على أن المسيح كان عنده حنو ورحمة من تلاميذه، والوصول إليه أسهل من الوصول إليهم. وهذا يعطينا فكرة عن التلاميذ والرسل أنهم بشر وليسو معصومين من الخطأ بالرغم من انهم أقرب للمسيح منا ولكن يجب أن نحتملهم ونفهم أن لكل إنسان هفوة ولنقترب من يسوع مهما عوقنا كاهن او اسقف ونقول له لينتهرك الرب كما إنتهر تلاميذه عندما أراد الأولاد أ، يأخذوا بركته وأنتم تمنعونها عنهم  وليق المسيحيين فى المسيح فلا قلب فى السماء ولا في الأرض أرق من قلبه.
2) " لاَ تَمْنَعُوهُمْ" هذا أمر مضارع مبني للمعلوم مع أداة نفي. هذه بنية نحوية تدل على التوقف عن عم ٍل قد بدأ يحدث لتوه.

 أي لا تمنعوا الوالدين بانتهاركم إياهم من تقديم أولادهم إليَّ فكيف سوف يرى الأولاد آباؤهم وأنتم تنتهروهم وتبعدوهم عنى . أنتم تمنعون الناس وأولادهم وتسيئون إلى  كل الوالدين وأولادهم من المجيء إلى المسيح بسوء قدوتهم أو بسوء تعليمهم أو بإهمالهم تربيتهم الدينية، أو بكل ما يشكك الأولاد في قدرة المسيح على تخليصهم.
3) " لِمِثْلِ هٰؤُلاَءِ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَات"
(متّى ١١: ٢٥ ) في ذلك الوقت قال يسوع: «احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال."  هذه لا تشير إلى الأولاد بحد ذاتهم بل أولئك الذين

1 - لهم سمات مثل الأطفال أو

2 - الذين يرون أنفسهم ِلأَ في حالة تواضع أو يدخلون إلى ملكوت الله (مت ١٨ :٢ -٤)  فدعا يسوع اليه ولدا واقامه في وسطهم 3 وقال: «الحق اقول لكم: ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات. 4 فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم في ملكوت السماوات "  أي كنيسة المسيح على الأرض وفي السماء. وهذا وفق ما قيل في متّى ١٨: ٣ والمقصود بقوله «مثل هؤلاء» الذين صفاتهم كصفات الأولاد في التواضع والثقة والطاعة والرقة (١كورنثوس ١٤: ٢٠)  ايها الاخوة، لا تكونوا اولادا في اذهانكم، بل كونوا اولادا في الشر، واما في الاذهان فكونوا كاملين. " يتحلى الأطفال بمزايا حسنة جدا يطلب الرب منا أن نكون مثلهم فى محبتهم لمن حولهم فى بساطة تفكيرهم والغضب لا يسكن فى نفوسهم لمدة طويلة ينسون بسرعة

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي ان الملكوت ميراث المتشبهين بالاطفال طهارة في القلب وعدم الحقد . 

تفسير (متى 19: 15 ) : فوضع يديه عليهم ، ومضى من هناك .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ. وَمَضَى مِنْ هُنَاكَ" حاول الآباء مع التلاميذ لكى يسمحوا لأولادهم أن يباركهم المسيح فمنعوهم ولكن إنتهرهم المسيح ما أحلى فرحة الأولاد وهم يلتفتون حول المسيح يأخذون بركته ويكلمهم ويتكلمون معه وزاد مرقس على ذلك «فَاحْتَضَنَهُمْ... وَبَارَكَهُمْ» (مرقس ١٠: ١٦) ففعل كما سئل في ع ١٣ (انظر تثنية ٣٤: ٩)

وتظهر وضع اليد كبركة فى العهد القديم ويشوع بن نون كان قد امتلا روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل وعملوا كما اوصى الرب موسى " أما فى العهد الجديد فكان وضع اليد لحلول الروح القدس (أعمال ٨: ١٧ )  حينئذ وضعا الايادي عليهم فقبلوا الروح القدس ( أع ١٩: ٦) ولما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم، فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنباون. " وليس القصد الأول من هذه الحادثة بيان الحالة التى يصير إليها الأطفال بعد الموت، لكن يمكننا أن نستنتج منها ما يقوي رجاءنا في خلاصهم. فالمسيح لما كان على الأرض أخذ الأولاد على يديه بلطفٍ ومحبة واحتضنهم، فبالأولى أنه يرحب بهم الآن وهو فى السماء بعد أن مات على الصليب وفداهم بدمه.
اليوم يمتلئ الملكوت في السماء من ربواتٍ لا تحصى من الأطفال مفديين مقدسين وممجدين مع أبويهم وجدودهم .
وَمَضَى مِنْ هُنَاكَ أي من مكان فى بيرية إلى مكان آخر فيها.

تفسير انجيل متى الاصحاح التاسع عشر

الشاب الغني (متى 19: 16- 30)

الشاب الغني

أورد مرقس ولوقا محادثة اشاب الغنى مع يسوع أيضا فى  (مر 10: 17- 22)وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وساله: «ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟» 18 فقال له يسوع: «لماذا تدعوني صالحا؟ ليس احد صالحا الا واحد وهو الله. 19 انت تعرف الوصايا: لا تزن. لا تقتل. لا تسرق. لا تشهد بالزور. لا تسلب. اكرم اباك وامك». 20 فاجاب: «يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي». 21 فنظر اليه يسوع واحبه وقال له: «يعوزك شيء واحد. اذهب بع كل ما لك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب». 22 فاغتم على القول ومضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة.

(لو 18: 18- 23)  وساله رئيس: «ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟» 19 فقال له يسوع: «لماذا تدعوني صالحا؟ ليس احد صالحا الا واحد وهو الله. 20 انت تعرف الوصايا: لا تزن. لا تقتل. لا تسرق. لا تشهد بالزور. اكرم اباك وامك». 21 فقال: «هذه كلها حفظتها منذ حداثتي». 22 فلما سمع يسوع ذلك قال له: «يعوزك ايضا شيء. بع كل ما لك ووزع على الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني». 23 فلما سمع ذلك حزن لانه كان غنيا جدا.

 

تفسير (متى 19: 16 )  : واذا واحد تقدم وقال له : “ أيها المعلم الصالح ، أيّ صلاح اعمل لتكون لي الحيوة الأبدية ؟ “

 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "وَإِذَا وَاحِدٌ " ذكر متى أنه شاب فى (مت ١٩ :٢٠) " قال له الشاب " وذكر متى أيضا أنه كان غنيا وحدد مستوى غناه فقال ( مت ١٩ :٢٢ ) "  كان ذا اموال كثيرة." وقال لوقا أنه كان غنيا جدا (لو 18: 23) وذكر لوقا أنه كان رئيسا أى "رئيس مجمع: ( لو ١٨ :١٨)وساله رئيس: «ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟»  .

كان هذا الشاب متدين لأنه بالرغم من صغر سنه وصل لمنصب رئيس مجمع وكان ذو تواضع وغيرة دينية، لأنه سمع عن يسوع وأتى إلى يسوع راكضاً وجثا له (مرقس ١٠: ١٧) وذو أدبٍ وصفات محبوبة لدرجة أن يسوع (مرقس ١٠: ٢١، ٢٢). "نظر اليه يسوع واحبه " جاء إلية ليعرف ماذا ينقصة ليدخل ملكوت السموات ويحصل على الحياة الأبدية التى تكلم عنها يسوع «أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ» (يوحنا ١٠: ١٠). وربما سمع عنها هذا الشاب رئيس المجمع وهو الداؤس لأسفار العهد القديم وحفظ الوصايا منذ حداثته وكان ذلك الشاب مع كل تلك الصفات التقليدية التى تربى عليها ولكن كانت الممارسات الدينية اليهودية ينقصها الروح لتكتمل وهذا الروح قدمه يسوع بإرساله الروح القدسوالتى سيكون مفتاحا لدخول الملكوت السماوي.

2) " أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلصَّالِحُ " هو لقب احترام خاطب به اليهود رجال الدين عندهم الفريسيين وغيرهم من معلمى الناموس .

ذكر مرقس أن الشاب نادى يسوع بلقب "المعلم الصالح" عندما جثا إليه في (مر ١٠ :١٧) وأيضا (لو ١٨ :١٨) عبارة "المعلم الصالح". وردت فى المخطوطات الإنشية الأفضل (L, D, B ،א) تحذفها هنا ( UBS  4 يعطي احتمال إقصائها نسبة أرجحية عالية).
3) " أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ " هذا الشاب ان يسوه هو معلم صالح فعلا بكل معانى وكلمة صالح تعنى فى اللغة العربية : " المستقيم المؤدي لواجباته" فأراد الشاب أن يكون مثل المسيح فى صلاحه ومع أنه حقق فى حياته كل ما أمرت به الشريعة اليهودية،  فسأل المسيح ذلك ليرى هل مما فعله سابقاً يكفي لتأكيد الحياة الأبدية، أو هل بقي عليه شيءٌ من الواجبات يخبره المسيح به. وسؤاله هذا يعنى أن كل االأعمال الدينية التى أمرت به الشريعة لم تكن كافية لدخول الملكوت والحصول على الحياة الأبدية  كانت أعمال البر التي تستند على التزام الشخص بالناموس الموسوي والتقليد الشفهي (لو ١٠ :٢٥) ( رو ٩ :٣٠ -٣٣ ) فماذا نقول؟ ان الامم الذين لم يسعوا في اثر البر ادركوا البر، البر الذي بالايمان. 31 ولكن اسرائيل، وهو يسعى في اثر ناموس البر، لم يدرك ناموس البر! 32 لماذا؟ لانه فعل ذلك ليس بالايمان، بل كانه باعمال الناموس. فانهم اصطدموا بحجر الصدمة، 33 كما هو مكتوب: «ها انا اضع في صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة، وكل من يؤمن به لا يخزى». . ولعل ضميره لم يطمئن كل الاطمئنان مع أنه لم يوبخه على تركه شيئاً من الواجبات المعلومة.

الشاب ساله اي صلاح اعمل لتكون لي الحياه الابدية فهو يسال عن قدرته علي دخول الحياه الابديه بصلاحه وهذا صعب لان الاعمال لا تدخل الملكوت ونلاحظ انه جادل رب المجد فالسيد المسيح يعرف ما في داخله فقال له الوصايا ولكن هو كان في قلبه افتخار فقال انه حفظها من حداثه وهنا المسيح كلمه عن ان يبيع كل ماله ويعطيه للفقراء وكشف ما في داخل الشاب من شر حتي ولو ادعي الصلاح الخارجي فهو في قلبه امام الله غير صالح لحبه للمال
فالله هو الكامل الصالح ونكون كاملين باعمالنا في ابنه وليس بانفصال عن الكلمه فبدون الكلمه مهما عملنا فنحن ناقصين غير صالحين فهو الذي اكمل ضعفاتنا
(عب 4: 15) "لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ."
وبدونه نحن مهما عملنا من اعمال الناموس فنحن عبيد بطالون (لو 17: 10) "كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ، لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا».
وهو ايضا يريد ان يوضح له انه لن يصل الي الصلاح الا من خلال الكلمة المتجسد فالمسيح يقول لنا" إ( متى 5: 48)  فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ."
لان هو الذي ادان كل الخطيه في جسده (رومية 8: 3) " لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ، فلا صلاح لنا الا في المسيح كما شرح معلمنا بولس الرسول في رسالته الي اهل روميه الاصحاح الخامس تفصيلا

4) " لِتَكُونَ لِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ؟"  لِتَكُونَ لِيَ ٱلْحَيَاةُ إلى الأبد أى بعد الموت أي لأستحقها بعملي.

كانت هذه فكرة العهد القديم عن الحياة (zoē ) التى تكون في الدهر الآتي الكلمة تتناول كٍل من ما يدور حول الحياة الجديدة الأبدية ومدتها  هناك عبارات عديدة مختلفة تستخدم لوصف علاقة الشخص بالرب لينال الخلاص .

1 - ينال حياة أبدية، (مت ١٩ :١٦)

2 - يدخل إلى الحياة، (مت ١٩ :١٧ )

3 - يكون كاملاً، (مت ١٩ :٢١ )

4 - يدخل ملكوت الله، (مت ١٩ :٢٣ ,٢٤ )

5 - يخلص (مت 19: 25)

6 - يرث الحياة الأبدية، (مت ١٩ :٢٩)  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قال قوم ان هذا الرجل تقدم الى يسوع ليجربه . اما نحن فنقول انه كان محباً للفضة لا مجرباً ويعرف ذلك من قول مرقس “أنه أسرع اليه وجثا له وسأله ( مر 10 : 17 ) وان المسيح نظر اليه وأحبه ” لأنه فاحص القلوب والكلى . ولو دنا اليه مجرباً لاشار الى ذلك وانما لاحظ عليه انه مضروب بحب المال . وقال آخرون انه كان مولعاً بالمجد الباطل وانه كان يقصد نيل المدح من المسيح و لذلك فتح الحديث بالثناء عليه طمعاً في ان يقابله بالمثل فيمدحه ولكن المسيح عرف ما في قلبه وعارضه قائلاً لماذا تدعوني صالحاً كأنه يسأله لماذا تملقني لانك ستتذمر على لشورى عليك ان توزع مقتناك ولسائل يسأل من اين عرف ذاك الفتى ان يسأل عن حياة الابد اذ لا موسى ولا الانبياء كرزوا بحياة الابد ؟ فنجيب انه قد تعلمها من مخلصنا حين كان يصرخ قائلاً ان من يؤمن بي فله حياة الابد . 

تفسير (متى 19: 17 ) : فقال له : “ لماذا تدعوني صالحاً ؟ ليس أحد صالحاً الاّ واحد وهو الله . ولكن ان أردت ان تدخل الحيوة فاحفظ الوصايا “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟" وتعنى كلمة "لماذا" فى اللغة العربية فى معجم الغني لِمَاذا - : كَلِمَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْ لاَمِ التَّعْلِيلِ وَ"مَا" الاِسْتِفْهَامِيَّةِ وَ"ذَا" الْإِشَارِيَّةِ. ويتضح جليا ان معناها هو استفهام وليس استنكار فهي اشاره استفهاميه للتعليل ولا تحمل معني النفي او الاستنكار ويفهم معناها من الكلام ومن المعني اليوناني انه اداة استفهام ولا يوجد اي احتمال علي ادعاء انها تعني استنكار او النفي

وتعنى كلمة صالح .. يوجد كلمتين في اليوناني بمعني صالح هما كلمة اجاثوس وكلمة كالوس وهو متقاربين في المعني ولكن ساركز علي كلمة اجاثوس لان كلمة كالوس تصف اشياء اكثر

قاموس سترونج جيد صالح جميل حسن قاموس ثيور

والسؤال الذي ذكره السيد المسيح له هدف واضح لانه وضح. فالسيد المسيح وضح ان هذا اللقب يطلق علي الله فقط " ليس احد صالحا الا واحد وهو الله" فهذا الشاب يطلق هذا اللقب علي السيد المسيح له احتمال من اثنين ان يكون الشاب الغني يعترف بلاهوت السيد المسيح او انه ينافق السيد المسيح ويطلق عليه لقب من القاب الله وعمله الكفاري بكلمته
ولهذا استخدم اداة الاستفهام لماذا التي تفيد التعليل ولم يقل لا تدعوني صالح فهو لم يستخدم لا النافية
فهو ساله عن مفهومه عن الصلاح وهل يتفق مع المسيح في ان الصلاح لقب لله فقط فبذكر ان المسيح صالح هل يعلن لاهوته ام قالها بدون معرفه وما هو الذي دعاه ان يقول ان يسوع المسيح صالح
والمسيح ايضا في كلامه مع هذا الشاب الرئيس اليهودي يوجه توبيخ الي اليهود لانهم يطلقون علي معلميهم لقب معلم صالح وهذا خطا لان الصالح هو الله والتعليم الصالح من كلمة الله وليس من المعلم اليهودي
وليس اي انسان صالح لان الكل بخطايا وفاسدين وليسوا صالحين وهذا اكده العهد القديم (مز 14: 3) "لْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ." والعهد الجديد (رو  3: 12) "الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ."

2) " صَالِحاً؟ "  تكوين صلاح من حيث الطبيعه وتعنى مفيد جيد وحلو ومسعد وسعيد وممتاز ومكرم كصفه ونلاحظ ان هذه الصفه لو اطلقت علي بشر تكون صفه محدوده كصلاح كصفه ولكن لو الصلاح المطلق بمعني طبيعه نقيه هو للرب فقط وليس غيره
ومن هو المتكلم؟ لم يكن المتكلم إنسانا عاديا أو من الفريسيين العاديين ولكنه شابا على مستوى إجتماعى عالى وفر غناه إمكانية تربيته تربية دينية  ونال التعليم من كبار الرباى أى معلمى الناموس  عصره وهو يشابه بولس الرسول وكان مثقف إجتماعيا ودينيا بل أنه وصل إلى منصب دينى رفيع هو رآسة مجمع يهودى وربما كان عضوا فى مجلس السنهدرين الذى يضم أعلى طبقة من اليهود المتدينيين
هذا العدد الذى ورد فيه كلمة الصلاح ورد فى  تكرر ثلاث مرات فى (متى 19: 17) فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». وفى  ( مرقس 10: 18) فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ." وفى (لوقا 18: 19) فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ."
هل اطلق لقب الصلاح علي يسوع المسيح ام لا؟
ماذا يقصد السيد المسيح من الكلام ؟ هل هذا اعلان لاهوت بطريقه غير مباشره ام انكار لاهوت؟ وهناك آيات كثيرة تقول ان الرب صالح منها ما ورد فى
سفر (ناحوم 1: 7) " صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ، وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ."  1أخبار 16: 34) " احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ."  وفكر اليهود المأخوذ من العهد القديم  انه لا يوجد انسان صالح غير الله وحده وهذا مفهوم واضح من العهد القديم فالصلاح المطلق هو لله فقط وحتي رغم وجود رجال صالحين فهم اخذوا الصلاح من الله كصلاح نسبي مثل ايوب وغيره وبخاصه انهم تعلموا من كلام الرب الصالح فكلمة الرب هو ما يطلق عليه الصلاح المطلق

هل اطلق لقب الصلاح علي المسيح ؟  وايضا هل اطلق عليه من اخرين ؟
أاولا من المسيح
إ(يوحنا 10: 11 ) "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ." (يو 10: 14) " أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي،"
والسيد المسيح اعلن ايضا صلاحه في انه بلا خطيه (يو 8: 46) " مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟
ثانيا من اخرين
(يو 7: 12) "وَكَانَ فِي الْجُمُوعِ مُنَاجَاةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ نَحْوِهِ. بَعْضُهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّهُ صَالِحٌ». وَآخَرُونَ يَقُولُونَ: «لاَ، بَلْ يُضِلُّ الشَّعْبَ».(1بط 2: 3) " إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ."
وايضا لانهم يشهدوا عنه انه بلا خطية
(1بط 2: 22 ) "«الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ»، (عب  7: 26)  لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ
3) " لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللّٰهُ"  ولكن .. ما هو مفهوم الشاب عن الصلاح؟  ربما لم تكن الترجمة دقيقة هى التى أحدثت هذا الخلط فى المفهوم والمعنى في ترجمة حديثة تقول «لماذا تسألني عن الصالح» لم يرد المسيح نفي الصلاح أو الألوهية عن نفسه، ويحتمل أنه قصد بذلك واحداً من ثلاثة أمور:

 أ. التوبيخ اللطيف للشاب على الإطراء المعتاد بمناداه معلمى الناموس بلقب صالح كعادة جارية فى ذلك العصر لا على المدح النابع من القلب الصادق .

ب. أنه لم يرد أن يخاطبه كما يخاطب أحد الربانيين. و

ج. الإشارة إلى عدم الاتفاق بين فكر هذا الشاب واعتقاده ، فقد لقَّبه بما يختص بالرب وحده وفى نفس الوقت الذى يقول فيه أنه صالح يعتقد الشاب فى المسيح أنه مجرد إنسان . وهذا أهم ما قصده المسيح. وسأله المسيح ذلك ولم ينتظر الجواب بغية أن يتأمل فيه حسناً فيستنتج أن المسيح إله. أى إذا كنت تدعونى صالحا هل مجرد كلمة تقال أم لأننى أفعل كل صلاح وأتيت إلى لكى تصل للحياة الأبدية بتعليمى وأعمالى عن الصلاح ورؤيتى أننى صالحا فعلا عملا وقولا


ولماذا هذا الشاب بالذات ؟
لان الشاب لم يطلق فقط علي السيد المسيح لقب الصلاح الذي هو لقب الله ( ليس احد صالحا الا واحد وهو الله ) ولكنه ايضا فعل امر مهم وهو العبادة أى انه سجد له كما يذكر لنا معلمنا ( مرقس 10: 17) طوَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ، رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» فلم يقول له المسيح لا تسجد لي اسجد لله انا عبد معك مثلما قال الملاك (رؤ 19: 10) " فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ! لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ للهِ! فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ». ولكن المسيح قبل منه سجوده وقبل منه لقب الصلاح والسيد المسيح قال سابقا (متى 4: 10) " حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».فالشاب يقول ويفعل اشياء فيها اعلان لاهوت المسيح بدون فهم ولهذا فالمسيح يقصد من كلامه ان يقول للشاب انت سجدت لي والسجود لله وايضا لقبتني بلقب الصالح وهذا ايضا لقب الله حسنا فعلت ولكن هل بالفعل تعترف بي باني الله الظاهر في الجسد وايضا كما اوضحت انه تكلمه معه عن الوصايا الست باخوه الانسان اما عن الوصايا الاربعه بينه وبين الله فالمسيح هو الله وهو يحاسبه عليها لان المسيح ينظر الي القلب وبكل هذا نتاكد ان المسيح لم ينكر لاهوته في هذا الاعداد بل العكس هو الحقيقه المسيح اعلن لاهوته بطريقه غير مباشره ويريد ان الشاب يسجد له ويقول له صالح عن اعلان وادراك ان المسيح هو الله الظاهر في الجسد
4) " وَلٰكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ " وهنا أوضح يسوع أن هناك شروطا ينقصها دخوله الملكوت والفوز بالحياة الأبدية التى يريدها

5)  " فَٱحْفَظِ ٱلْوَصَايَا " هذا أمر ماضي ناقص (نص Nestleاليوناني يحوي أمر مضارع مبني للمعلوم). من الواضح أن هذه كانت تشير إلى الوصايا العشرة التي في خر ٢٠ وتث ٥ .وهى أساس الناموس اليهودي.

أمره أولاً بحفظ الشريعة الموسوية (تثنية ٨: ١) .جميع الوصايا التي انا اوصيكم بها اليوم تحفظون لتعملوها لكي تحيوا وتكثروا وتدخلوا وتمتلكوا الارض التي اقسم الرب لابائكم وحزقيال ٢٠: ١١ ) واعطيتهم فرائضي وعرفتهم احكامي التي ان عملها انسان يحيا بها.

تمهيداً لتعليمه حقَّ الإنجيل وفقاً لقول الرسول «قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ» (غلاطية ٣: ٢٤) (رومية ١: ٥ ) الذي به، لاجل اسمه، قبلنا نعمة ورسالة، لاطاعة الايمان في جميع الامم، (غلاطية ٣: ١٢) ولكن الناموس ليس من الايمان، بل «الانسان الذي يفعلها سيحيا بها».

وهنا يرينا المسيح شخصية إنسان متدين ولكنه لم يصل إلى مرحلة الإيمان المسيحى الكامل فهو  يحفظ الشريعة كما يطلب الله، فهذا الشاب تعلم الوصايا منذ طفولته ونفذها كلها ويعنى ما قاله المسيح أنك تدعونى صالحا والصالح  هو الرب الذى أنا كلمته فانا صالح ولن يستطيع إسنلن أن يكون صالحا مثلى ولكن يكفى عليك أنك طلبت الحياة الأبدية أول شرط فيها تنفيذ الوصايا العشرة  «لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللّٰهُ» وبذلك تشهد بقية تعاليم الكتاب (رومية ٢: ٢٠، ٢٨ و٤: ٦ وغلاطية ٢: ١٦ وأفسس ٢: ٩ و٢تيموثاوس ١: ٩). وقول المسيح للشاب «احفظ الوصايا» هو الجواب الوحيد لسؤاله «أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟» لأن خلاصة سؤاله: كيف يخلص الإنسان بالأعمال؟ فلا جواب لذلك إلا الطاعة الكاملة لكل وصايا الله من مولودٍ بلا خطية، أي حفظ الشريعة كلها فكراً وقولاً وفعلاً منذ الولادة إلى نهاية العمر. فلو سأل الشاب المسيح إن كان قد نال أحدٌ من البشر الحياة الأبدية بطاعته لأجابه: كلا!
والشرط التالى الذى ينقصك جاء فى الآيات التالية وهو أنه غنى جدا والغنى يسحبه غلأى الأرض فلن يفوز بالحياة الأبدية
 

الوصايا العشر
الوصايا العشر هي عشرة قوانين في الكتاب المقدس أعطاها الله لشعب اسرائيل بعد الخروج من مصر . والوصايا العشر هي في الواقع ملخص لـ 613 وصية في الناموس (التناخ) العهد القديم. تتناول الوصايا الأربعة الأولى علاقتنا مع الله. والستة وصايا الأخيرة تتناول علاقتنا بعضنا ببعض. توجد الوصايا العشر في الكتاب المقدس في سفر الخروج 1:20-17 وسفر التثنية 6:5-21
السيد المسيح و الوصايا (إنجيل متى 17:19)
« إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا».
الرسول يعقوب و الوصايا ( يعقوب 2: 10-11).
"لأن من حفظ كل الناموس، وإنما عثر في واحدة، فقد صار مجرما في الكل. لأن الذي قال: «لا تزن»، قال أيضا: «لا تقتل». فإن لم تزن ولكن قتلت، فقد صرت متعديا الناموس."
بولس الرسول و الوصايا (رومية 7: 12)
"إذا الناموس مقدس، والوصية مقدسة وعادلة وصالحة"
ّ أفنبطل الناموس بالإيمان؟ حاشا! بل نثبت الناموس.ّ ( رومية 3: 31)

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

لم يخل نفسه من الصلاح بقوله هذا فانه هو الذي قال عن نفسه انا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عوض الخراف . وكذلك لم ينفي الصلاح عن بني البشر لانه قال “ الرجل الصالح من كنزه الصالح يخرج الصالحات ( مت 12 : 35 ) ” وداود النبي قال صالح هو الرجل الذي يترأف ويقرض ( مز 112 : 5 ) ولكنه لما رأى ذلك الشاب ينظر اليه كإنسان ساذج أو كمعلم لليهود لا كإله متأنس فجاوبه على قد فكره أما زعم الهراطقة انه سأله كمن يكلم الله وانه جاوبه كذلك فزعم فاسد . ويرى البعض ان المسيح قصد توبيخه على ريائه . وقوله فاحفظ الوصايا  اي الناموس   

تفسير (متى 19: 18 ) : قال له : “ أية الوصايا ؟ “ قال يسوع : “ لا تقتل . لا تزن . لا تسرق . لا تشهد بالزور

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  قَالَ لَهُ: أَيَّةَ ٱلْوَصَايَا؟"  وضع الرب وصايا كثيرة فى العهد القديم على لسان موسى وغيره ووردت كلمة "وصايا" فى عشرات من الأيات أمر الشعب اليهودى بحفظ وصاياه وهذه الوصايا فرائض (تث 11: 1) " فاحبب الرب الهك واحفظ حقوقه وفرائضه واحكامه ووصاياه كل الايام" وتعنى كلمة فرض " فرَض الأمرَ / فرَض عليه الأمرَ أوجبه وألزمه ، أمر به بالقوّة " وجعل هناك عقابا فرديا وعلى الشعب إذا خالف أحد فريضة ما أى أمرا ما أى وصية ما أمر بإتمامها فى العهد القديم 

2) " أَيَّةَ ٱلْوَصَايَا؟"  ظن الشاب أن المسيح أشار إلى وصايا فى آيات غفل هو عنها ولم ينفذها وهو الدارس والمدقق والذى نفذ كل الوصايا كفريضة إجبارية أمر الرب بها الشعب اليهودى ، أو لعله سمع الجدال الشديد بين الفِرق اليهودية في أية هي الوصية العظمى (متّى ٢٢: ٣٦). وظن أن المسيح أشار إلى وصية بعينها هي أعظم الوصايا.
2) "  فَقَالَ يَسُوعُ: لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِٱلزُّورِ" هذه اللائحة مختلفة عن النص العبري الماسوريتي والسبعينية. راجع مت ٥ :٢١ ,٥ :٢٧ ,١٥ :٤

 ونلاحظ شيئ هام ان في رد رب المجد انه كلمه علي جزء من الوصايا العشره فقط والوصايا العشر تنقسم الي 4 عن الرب وعبادته و6 عن علاقة البشر ببعض فالمسيح ذكر السته فقط ولم يتكلم عن الاربعه الاولي ذكر المسيح في جوابه ما على اللوح الثاني من الوصايا فقط ، وهي واجبات الإنسان لغيره من الناس. وليس لنا أن نستنتج من ذلك أن المسيح يعتبر الواجبات علينا للناس أهم من الواجبات علينا لله. وإنما اختار الجزء الثانى من الوصايا لأنه أسهل لإقناع الشاب بعدم قيامه بكل واجبات الشريعة.

 (مت 22: 36- 39) «يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس؟» 37 فقال له يسوع: «تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. 38 هذه هي الوصية الاولى والعظمى. 39 والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك. 40 بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء». (رومية ١٣: ٩) لان «لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تشته»، وان كانت وصية اخرى، هي مجموعة في هذه الكلمة:«ان تحب قريبك كنفسك». 10 المحبة لا تصنع شرا للقريب، فالمحبة هي تكميل الناموس. "(غلاطية ٥: ١٤)  لان كل الناموس في كلمة واحدة يكمل:«تحب قريبك كنفسك». 15 فاذا كنتم تنهشون وتاكلون بعضكم بعضا، فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضا. " (يعقوب ٢: ٨) فان كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب:«تحب قريبك كنفسك». فحسنا تفعلون.

3) "تقتل" نرجمة (KJV (Version James king للكتاب المقدس و(JB (Bible Jerusalem تحّول هذا الفعل إلى "يقتل"، والذي هو ترجمة غير موفقة لهذه الكلمة العبرية التي تعني "القتل الجرمي عن سابق إصرار وترصد". NKJV تحوي "يقتل". المبدأ الناموسي في "العين بالعين"  لإسرائيل كان يقدّم عدالةً لمنتقم الدم ممن يكون قد قتل عضواً في عائلة (عد٣٥ :١٢) ( تث ١٩ :٦ ,١٢) ( يش ٢٠ :١ -٩ ) ساعد هذا على منع الضغينة أو الثأر غير المحدود. انظر(مت ٥ :٢١(

تفسير (متى 19: 19 ) : اكرم اباك وامك ، واحبب قريبك كنفسك “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ" (ومتّى ١٥: ٤) فان الله اوصى قائلا: اكرم اباك وامك ومن يشتم ابا او اما فليمت موتا.فيما يلى بعض الآيات التى أمر بها الرب فى معاملة ألآباء والأمهات فى الكتاب المقدس بعهديه أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي الرَّبِّ لأَنَّ هذَا حَقٌّ” (أفسس 6: 1) – “اكرم اباك وامك لكي تطول ايامك على الارض التي يعطيك الرب الهك” (خر12:20). “ايها الاولاد اطيعوا والديكم في كل شيء لان هذا مرضي في الرب. ايها الآباء لا تغيضوا اولادكم لئلا يفشلوا” (كو21،20:3). – “يا بني اعن اباك في شيخوخته ولا تحزنه في حياته. وان ضعف عقله فاعذر ولا تهنه وانت في وفور قوتك فان الرحمة للوالد لا تنسى. وباحتمالك هفوات امك تجزى خيرا” (سي14:3-16). “اكرم اباك بكل قلبك ولا تنس مخاض امك. اذكر انك بهما كونت فماذا تجزيهما مكافاة عما جعلا لك” (سى30،29:8). “اسمع يا ابني تأديب ابيك ولا ترفض شريعة امك. لانهما اكليل نعمة لراسك وقلائد لعنقك” (أم8:1). “تذكر اباك وامك اذا جلست بين العظماء. لئلا تنساهما امامهم ويسفهك تعود معاشرتهم فتود لو لم تولد منهما وتلعن يوم ولادتك” (سي19،18:23). “يا ابني احفظ وصايا ابيك ولا تترك شريعة امك. اربطها على قلبك دائما. قلّد بها عنقك. اذا ذهبت تهديك. اذا نمت تحرسك واذا استيقظت فهي تحدّثك. لان الوصية مصباح والشريعة نور وتوبيخات الادب طريق الحياة” (أم20:6-23). – “اسمع لابيك الذي ولدك ولا تحتقر امك اذا شاخت” (أم22:23).“ابو الصدّيق يبتهج ابتهاجا ومن ولد حكيما يسرّ به. يفرح ابوك وامك وتبتهج التي ولدتك. يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي” (أم25،24:23). “فان الله اوصى قائلا اكرم اباك وامك. ومن يشتم ابا او اما فليمت موتا” (مت4:15). – “اكرم اباك وامك واحب قريبك كنفسك” (مت19:19). “اَلْعَيْنُ الْمُسْتَهْزِئَةُ بِأَبِيهَا، وَالْمُحْتَقِرَةُ إِطَاعَةَ أُمِّهَا، تُقَوِّرُهَا غُرْبَانُ الْوَادِي، وَتَأْكُلُهَا فِرَاخُ النَّسْرِ” (الأمثال 30: 17) “الْمُخَرِّبُ أَبَاهُ وَالطَّارِدُ أُمَّهُ هُوَ ابْنٌ مُخْزٍ وَمُخْجِلٌ” (سفر الأمثال 19: 26) “اَلْحَافِظُ الشَّرِيعَةَ هُوَ ابْنٌ فَهِيمٌ، وَصَاحِبُ الْمُسْرِفِينَ يُخْجِلُ أَبَاهُ” (الأمثال 28: 7)

2) " أَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِك " هذا ملخص ما في اللوح الثاني من الوصايا (لاويين ١٩: ١٨) لا تنتقم ولا تحقد على ابناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك.انا الرب. (متّى ٢٢: ٣٩). وفي قول المسيح : «أحب قريبك كنفسك» أربعة أمور:

1- النهي عن إضرار القريب في ذاته أو ماله أو صيته أو عائلته .

2 - أنه إذا رفع إنسان دعوى قضائسة بينه وبين قريبه وجب أن يعامل كلٌّ الآخر بالحق والعدل كما يعامل نفسه.

3 - أن يطلب كل إنسان خير القريب فى الأرض ويسعى ليجذبه للسمائيات، ولا يقتصر على الاعتناء بفائدته الشخصية

4 - أن سنكؤ ذاته ويسعد قريبه ويساعده إذا كان في حاجة إليه، كما يريد أن قريبه يفعل به كذلك. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

خامر الظن الرجل وصايا أخر غير الناموس توهب الحياة فلذلك سأله مستفهماً ما هي . 

تفسير (متى 19: 20 ) : فقال له الشاب : “ هذه كلها حفظتها منذ حداثتي . فماذا يعوزني بعد ؟ “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهُ ٱلشَّابُّ: ." في أيام يسوع كان الرجل يعتبر شاباً فتي إلى أن يصبح في الأربعين من عمره.

2) " هٰذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي" كان هذا الشاب من عائلة متدينة غنية ةطبقا لتقاليد اليهودية يجب أن يحفظ الشاب الوصايا منذ حداثته ويطبقها فهو شاب لا يدعى التقوى ونشأ يعرف الوصايا وأصبح رئيس مجمع  (لو ١٨ :١٨) والتى تعنى رئيس كجكع محلى أو رئيس بلدة محلى ويفتخر بولس بنفس الأمر فيقول شاول الطرسوسي في نفسه قبل إيمانه بالمسيح «مِنْ جِهَةِ الْبِرِّ الَّذِي فِي النَّامُوسِ بِلاَ لَوْمٍ» (فيلبي ٣: ٦).. ليس هذا تناقضاً مع (رو ٣ :٢٣)  اذ الجميع اخطاوا واعوزهم مجد الله، "،بل إنه يظهر طبيعة المتمسكين بالناموس في التفسير اليهودي للعهد القديم بالتطبيق الحرفى الذى اصبحت العبادة عادة يفعلها اليهودى بدون روح و«كل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس» (مت 23: 5،3). وعندما نرى وصية واحدة كالعشور أفرغوها وحرص قادتهم على أن يُعشِّروا النعنع والشبث والكمون والسذاب، مغالاة في تطبيق وصية العشور حتى على الزراعات الثانوية قليلة المحصول، بينما يُغفلون ما سمَّاه الرب: «أثقل الناموس: الحق والرحمة والإيمان» (مت 23: 23) وهكذا أفرغوا الناموس من مضمونه وبعدوا عن روح العبادة بالحب ، وفقدوا الطريق إلى ملكوت السموات كما أغلقوه قدام الناس (مت 23: 13). وهذا ما قاله يسوع في (مت ٥ :٢٠ -٤٨).البر كان يرى على أنه تحقيق لشرائع الناموس.

3) " فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟" هذا الشاب شعر بأنه أنجز كل الوصايا الدينية التى أمر بها الرب فى الناموس في أيامه وبحسب تربيته ودراسته فى الأسفار وكذلك ثقافته.ومع ذلك شعر أن ينقصة شيئا ليرث الحياة الأبدية وقد حفظ الشريعة حفظاً خارجياً على قدر معرفته بها، فكان مثالا لليهودى الذى ينموا حافظا للشريعة زمنفذا لها  منذ حداثته. وقوله هنا فماذا يعوزنى  دليل على أنه لم يحصل على راحة الضمير لأنه كان ينقصه روح الشريعة ، ولم يزل شاعراً باحتياجه إلى شيء لم يعمله بعد، ولا نعرف هل ذهب إلى معلمين (فريسيين أو كتبه وغيرهم ) آخرين أم لا .. إلا أنه رغب في أن يستفهم من هذا المعلم الجديد المشهور عن وصية لم يعلّمها غيره من الربانيين قبله، وأنه ظن نفسه مستعداً لطاعة تلك الوصية إن أخبره بها.
وعندما قال الشاب انهنفذ الوصايا منذ حداثته يقول مرقس «فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ» (مرقس ١٠: ٢١). وسبب تلك المحبةهو بحث ذلك الشاب عن رغبته في معرفة الطريق إلى الملكوت وخلاص نفسه. وكان هو حسن الآداب يجذب إليه محبة الآخرين خلافاً لسائر الفريسيين المرائين. وهذه المحبة ذُكرت في العهد الجديد (انظر يوحنا ٣: ١٦) لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية " (غلاطية ٢: ٢٠) مع المسيح صلبت، فاحيا لا انا، بل المسيح يحيا في. فما احياه الان في الجسد، فانما احياه في الايمان، ايمان ابن الله، الذي احبني واسلم نفسه لاجلي.
" (أفسس ٢: ٤ ) الله الذي هو غني في الرحمة، من اجل محبته الكثيرة التي احبنا بها، (١يوحنا ٤: ١٠، ١٩).في هذا هي المحبة: ليس اننا نحن احببنا الله، بل انه هو احبنا، وارسل ابنه كفارة لخطايانا. .. نحن نحبه لانه هو احبنا اولا. "
وهذا الشاب مثال الإنسان المتدين الذى ظهر مؤدبا محبوباً حسن الصفات راغباً في البحث عن الرب والإيمان مستعداً لعمل كثير من الواجبات لأجله، ومع ذلك لا يحصل على النجاة الأبدية

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

تأمل كم كان يحفظ ذلك الشاب من الوصايا التي لا يحفظ بعض المسيحيين بعضها الا بالجهد . ولم يكتف بذلك لكنه سأل ماذا ينقضي وهذه علامة شوقه الى الحياة الابدية . 

تفسير (متى 19: 21 )  : فقال له يسوع : “ ان اردت ان تكون كاملاً فاذهب وبع املاكك واعطِ الفقراء ، فيكون لك كنز في السماء ، وتعال اتبعني “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً " أَنْ تَكُونَ كَامِلاً أي في إكمال طاعة الشريعة لأن الشريعة ليست فروض تعملها بل ينقصها الحق والرحمة والإيمان . قال الشاب عن الوصايا «هذه كلها حفظتها» ولكن رأى المسيح تمسكه بالأرضيات ، فأظهر يسوع الشئ الذى ينقصه لينال الحياة الأبدية  ، وودله على الطريق وهو المحبة التي هي كمال الناموس. ومطلوب ذلك الناموس أن يُحب الله فوق كل شيء، وأن يُحبَّ القريب كالنفس. فإن كان ذلك الشاب قد أطاع الناموس كمال الطاعة، يكون مستعداً أن يسلم ماله طاعة لأمر الرب ونفعاً لقريبه والقريب هو كل يهودى فقير ، فأمره بما امتحنه به ليريه أي الأمرين أحب إليه: ماله وذاته، أم الرب وقريبه؟
2) " بِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ ٱلْفُقَرَاءَ" وكان يسوع يحذر من محبة المال  (لو ١٦: ٩ ) وانا اقول لكم: اصنعوا لكم اصدقاء بمال الظلم حتى اذا فنيتم يقبلونكم في المظال الابدية.أمر المسيح الشاب بشيئين:

أ . ما ذكره بأن يبيع أملاكه ويعطى للفقراء

ب . قوله «اتبعني».

الأنسان موضع إختبار إما الرب أو المال وهذا الشاب إختار المال والتنعم به تاركا أقاربه من شعبه يتضورون جوعا فعبد المال والسلطان وأحب الدنيويات واتكل عليها . عرف المسيح نقطة ضعف ذلك الشاب وشخَّص حالته وهو الذى يعرف خقايا الأمور . وهنا يظهر يسوع إلوهيته بمعرفة النفوس وقصورها ونبَّه ضمير الشاب بذلك كما نبه ضمير المرأة السامرية بقوله لها: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ» (يوحنا ٤: ١٦). وهذا الشاب بلا شك لا ليخلِّص نفسه بتوزيع ماله على الفقراء، بل ليظهر له هل أحب الرب من كل قلبه أو لا وقريبه كنفسه  وليس ما أمره به هو الشيء الذي يعوزه، بل الوسيلة التي يتوصل بها إلى معرفة نقصان طاعته الوصية .
ونلاحظ فى هذه المناقشة بين الشاب والمسيح ما يلى :

أ - أنه لا دليل على أن العمل وإقتناء المال إثم من أجل إستمرار الحياة ولكن الإصم هو كنزه وشراء أملاك لجعلها ميراثا وحجب المال عن الفقراء يعتبر إثما ، فالإثم هو المحبة الزائدة للمال «لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ» (١تيموثاوس ٦: ١٠).

ب - وكانت الكنيسة الأولى فى أيام الرسل توزع المال على الفقراء وكثيريين كانوا ينذرون نذر الفقر الاختياري التى أصبحت فضيلة ( أعمال ٢: ٤٥ ) والاملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع، كما يكون لكل واحد احتياج. (أع ٤: ٣٤، ٣٥ ) اذ لم يكن فيهم احد محتاجا، لان كل الذين كانوا اصحاب حقول او بيوت كانوا يبيعونها، وياتون باثمان المبيعات، 35 ويضعونها عند ارجل الرسل، فكان يوزع على كل احد كما يكون له احتياج (١تيموثاوس ٦: ١٨، ١٩) وان يصنعوا صلاحا، وان يكونوا اغنياء في اعمال صالحة، وان يكونوا اسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع، 19 مدخرين لانفسهم اساسا حسنا للمستقبل، لكي يمسكوا بالحياة الابدية.

لقد طلب يسوع من الشاب طلبين بيع أملاكه وإعطائها صدقة لأنه رأى فيه أنه يستطيع دخول الملكوت إذا حقق هذا الشرط وكانت مؤهلات الشاب شكلا وموضوعا لتدينه تؤهله لأن يبشر مع يسوع فقال وتعال وإتبعنى أغنياء كثيريين لم يقل لهم هذه الدعوة ومنهم زكا الذي كان غنياً (لوقا ١٩: ٨) وتبع الرب من ذاته وأصلخ ما فعله وإبراهيم كان غنياً جداً ولم يؤمر بذلك مع أنه كان خليل الرب فإن أعطى الإنسان الفقراء كل ماله من دون أن يعطي الله قلبه لم ينتفع شيئاً.

ج - يجب على كل مسيحي أن يكون مستعداً دائماً لطاعة أمر الرب بتركه وظيفته (متّى ٩: ١٩) وماله (متّى ١٨: ١٩ و٢٠: ٢٢) وأصحابه (تكوين ١٠: ٢٧) بل حياته أيضاً (متّى ١٠: ٣٩).

د - خطية واحدة قد تمنع الإنسان من دخول السماء وهو غافل عنها، هى محبة المال وحدها منعت ذلك الشاب من الحياة الأبدية. فإذاً يجب على كل إنسان أن يحذر منإياك أت تحب شيئا أكثر من المسيح ونقى قلبك من مشتهيات الأرض ويصلي كما صلى داود «اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا» (مزمور ١٣٩: ٢٣، ٢٤ «ومِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي» (مزمور ١٩: ١٢).
3) " فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي ٱلسَّمَاءِ" ويقول المسيح (لوقا ١٢: ٣٣ ) بيعوا ما لكم واعطوا صدقة. اعملوا لكم اكياسا لا تفنى وكنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق" 

 في هذا الوعد امتحان لإيمانه، لأنه وعده بكنز غير منظور بدل المال المنظور(مت 5: 12) .افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم.  وحقق له المسيح بهذا أنه لا يصير بعد توزيع أمواله على الفقراء بائساً، بل أنه يملك كنزاً حقيقياً في السماء، وهو نصيب كل مسيحي حقيقي  ( متّى ٦: ٢٠) بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون "  (يوحنا ٦: ٢٧ ) اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان، لان هذا الله الاب قد ختمه». ( ١بطرس ١: ٤). ولم يبين المسيح لذلك الشاب أنه يشتري السماء بماله، بل حقق له أنه إن ترك ماله وصار مسيحياً ملك ذلك الكنز. نعم إنه ليس ضرورياً أن يوزع الإنسان كل أمواله في سبيل فعل الخير، ولكن نعجب من كثيرين يدَّعون أنهم مسيحيون ولا يبذلون شيئاً من أموالهم في سبيل بشرى الخلاص في بلادهم أو في البلاد الوثنية، ومع ذلك يتوقعون دخول ملكوت السماء ونوال الخلاص.
4) "وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي" هذا هو الشرط الثاني والأهم وهو الإتكال على يسوع وخدمته ، وكان الشرط الأول تمهيداً له ليثبت إيمانه عمليا . وقوله: «اتبعني» كقوله «كن من جملة تلاميذي» (متّى ١٠: ٣٨ ومرقس ٤: ٢٠). فترك المال بلا التمسك بالمسيح لا ينفع شيئاً. فذلك الشاب بإتباعه المسيح يتعلم كل ما يتعلق الإيمان والتوبة والمحبة والسيرة المقدسة النافعة والطاعة لكل أوامر الإنجيل.
 المقصود به سماع تعاليمه والاتكال عليه وطاعة أوامره والاقتداء به والعمل في كرمه والإقرار بدينه وإنكار الذات لأجله.

لم يكن هذا الشاب الوحيد الذى قال للمسيح  (متى 19: 20 )  فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟ (متى 19: 16 ) أيّ صلاح اعمل لتكون لي الحيوة الأبدية " بل ان الجمع بعد معجزة إشباع الجموع بخمسة أرغفة وسمكتين قالوا (يو 6: 28- 29) فقالوا له:«ماذا نفعل حتى نعمل اعمال الله؟» 29 اجاب يسوع وقال لهم:«هذا هو عمل الله: ان تؤمنوا بالذي هو ارسله». 30 فقالوا له:«فاية اية تصنع لنرى ونؤمن بك؟ ماذا تعمل؟ 31 اباؤنا اكلوا المن في البرية، كما هو مكتوب: انه اعطاهم خبزا من السماء لياكلوا». 32 فقال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: ليس موسى اعطاكم الخبز من السماء، بل ابي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء، 33 لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم» فكان شرط بيع الشاب لأملاكه أن يكون هو علامة الإيمان وبعد ذلك يتبع يسوع ويصبح من الرسل ولكنه احب المال اكثر من محبته ليسوع بالرغم من أن يسوع احبه  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

فبقوله ” ان كنت تريد ” سلمه لارادته . وبقوله ” بع كل شيء ” عرفه بالوصايا التي تؤدي الى طريق الكمال ثم عرفه بمكافأة الانتصار فقال ” فيكون لك كنز ” وهذا جزاء الغلبة . وقد سماه كنزاً ولم يقل الحياة لان الكلام كان عن المقتنى . وكأنه يقول له ان المال الذي يؤخذ منك ويعطى للمساكين لم تفقده بل يزداد كالذخيرة التي لا يشوبها نقص فما أعظم محبي البر . وتعال اتبعني لتعمل ما أمرك به وأعدد نفسك لاحتمال الآلام حتى الموت عني . 

تفسير (متى 19: 22 ) : فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزيناً ، لانه كان ذا أموال كثيرة .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَلَمَّا سَمِعَ ٱلشَّابُّ ٱلْكَلِمَةَ مَضَى حَزِيناً،" وُزن المسيح بالروح هذا الشاب «بالموازين فوجدت ناقصا.» (دانيال ٥: ٢٧) أراد أن يعرف ما ينقصة ليدخل الملكوت لم ينفذ روح الشريعة فى تنفيذه للوصايا التى أمرت بها الشريعة ومن ثم اشتاق إلى الحياة الأبدية التى أعلن عنها المسيح فى تعاليمه وأراد أن يدخلها بدون محبة المسيح والفقراء وقال الشاب للمسيح  فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟ (متى 19: 16 ) أراد الشاب أن يكون تحت الناموس وتحت النعمة ولكنه لا يقدر ان يخدم سيدين والرب يسوع والحياة الأبدية التى يقدمها مكافأة لمن يفعل وصاياه وينفذ تعاليمه والمال ، أحب ماله أكثر منها، فلم يحتمل ما امتحنه المسيح به. فلم يكن كإبراهيم إذ امتحنه الله واحتمل (تكوين ٢٢: ١ - ١٢). شيءٌ واحدٌ أعوزه، فأعوزه الكل! لقد حكم على نفسه بعدم أهليته للدخول إلى الحياة الأبدية. عُرضت عليه «اللؤلؤة الكثيرة الثمن» (متّى ١٣: ٤٦) فلم يشترها.
2) " مَضَى حَزِينا " لأنه قلبه وعقله منشغلات بحب المال  سُئل ما لم يرد أن يعطيه، ولأنه لم يمكنه أن يبقى له ماله وينال الحياة الأبدية، أي أنه لم يستطع أن يعبد ربين: الله والمال. وقد تبرهن أن طاعته للناموس ناقصة، فحزن لأن ضميره أمره بطاعة وصية المسيح فلم يفعل ، فكان بين قوتين ألولى رغبته وشهوة جسده فى محبة المال والثانية روحه التىتريد أن تنطلق لتنال الحياة الأبدية ووضح بولس هذه القوتين أحدهما تطير إلى فوق نحو السماء والثانية جاذبة للإنسان  (غلا 5: 7)  لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر، حتى تفعلون ما لا تريدون. " ولم ينطق الشاب بكلمة، لأن جواب المسيح يعنى رفضه لدخول الملكوت حاملا أمواله فأحزنه فصرفه. ورأى المسيح انطلاقه فلم يعترضه ولم يدعُه إلى الرجوع بتخفيف الشرط الأول، كأن يكتفي بتوزيع بعض ماله ويبقي لنفسه الآخر. والشرط لا يزال باقياً وإلا فلا يقبل. فمن اقتدى بحنانيا وسفيرة في أمر حقلهما وأبقى بعض الثمن خسر نفسه. نعم إن المسيح أحبه لكن لم يرد أن يخلصه بدون أن يختار لنفسه النصيب الصالح. وعلى كل إنسان أن يختار لنفسه، إما الحياة الأبدية أو الموت (تثنية ٣٠: ١٩) اشهد عليكم اليوم السماء والارض.قد جعلت قدامك الحياة والموت.البركة واللعنة.فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك. (يشوع ٢٤: ١٥ ) وان ساء في اعينكم ان تعبدوا الرب.فاختاروا لانفسكم اليوم من تعبدون ان كان الالهة الذين عبدهم اباؤكم الذين في عبر النهر وان كان الهة الاموريين الذين انتم ساكنون في ارضهم.واما انا وبيتي فنعبد الرب (١ملوك ١٨: ٢١)فتقدم ايليا الى جميع الشعب وقال حتى متى تعرجون بين الفرقتين.ان كان الرب هو الله فاتبعوه وان كان البعل فاتبعوه.فلم يجبه الشعب بكلمة .
3) « لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ».
 أَمْوَالٍ كَثِيرَة كانت هذه الأموال فخا له أمسكه وربطه للأرض فلم يستطع أ، يعلوا للسماء لأنه رأى فى المال لذة الحياة وشهوتها والقوة والسلطان وإحترام الناس له، فتعلق قلبه بماله أكثر من تعلقه بالمسيح الذى قال له تعالى وأتبعنى ، ولم يكن إيمانه كإيمانه كإيمان موسى لما كبر لرفض أن يُدعى ابن ابنة فرعون، حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، لأنه «كان ينظر إلى المجازاة» (عبرانيين ١١: ٢٤، ٢٦). قال الرسول: «الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ» (كولوسي ٣: ٥) فعلينا جميعاً أن نسمع النصيحة: «أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ» (١يوحنا ٥: ٢١).

أحّب يسوع هذا الشاب لأنه هكذا أحب الرب العالم وأرسل إبنه لخلاص العالم ولكنه لم يسمحله بدخول الملكوت لأن هناك فقراء يحتاجون للمال الذى يكنزه هذا الشاب . الكتاب المقدس لا يتكلم عن خلاص هذا الرجل لأن ملكوت الرب ليس فيه فصال  هذا أمر صادم عندما ندرك أن هذا الشاب جاء ليسوع

أ - بدوافع ونوايا حسنة يريد أن ينال الحياة الأبدية ويدخل الملكوت الذى أعلن عنه يسوع

ب - جاء إلى يسوع وهو الشخص المناسب ولم يذهب غلى الفريسيين وغيرهم

ج - جاء بالأسئلة الصحيحة  فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟ (متى 19: 16 )

د - وأحبه يسوع (مر ١٠ : ٢١) وكان يريه أن يتبع ولكنه وضع شرطا أن يختار النصيب الصالح   ولكنه مضى لأنه لم يقبل افنجيل بشارة الرب يسوع المفرحة

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

 من هنا نعلم ان الحزن يزداد كلما ازداد المقتنى .

تفسير (متى 19: 23 ) : فقال يسوع لتلاميذه : “ الحق اقول لكم : انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت السموات !

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

متّى ١٣: ٢٢ والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة وهم هذا العالم وغرور الغنى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر. ومرقس ١٠: ٢٤ الخ  فتحير التلاميذ من كلامه. فقال يسوع ايضا: «يا بني ما اعسر دخول المتكلين على الاموال الى ملكوت الله! 25 مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله!» 26 فبهتوا الى الغاية قائلين بعضهم لبعض: «فمن يستطيع ان يخلص؟» 27 فنظر اليهم يسوع وقال: «عند الناس غير مستطاع ولكن ليس عند الله لان كل شيء مستطاع عند الله». و١كورنثوس ١: ٢٦ فانظروا دعوتكم ايها الاخوة، ان ليس كثيرون حكماء حسب الجسد، ليس كثيرون اقوياء، ليس كثيرون شرفاء، و١تيموثاوس ٦: ٩، ١٠ واما الذين يريدون ان يكونوا اغنياء، فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة، تغرق الناس في العطب والهلاك. 10 لان محبة المال اصل لكل الشرور، الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان، وطعنوا انفسهم باوجاع كثيرة. 
 
1) " فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:"  كان يسوع عندما يريد أن يقول شيئا هاما يبدأ بقوله الْحَقَّ أَقُولُ ذلك
لأهمية ما يريد قوله على خطر الغِنى وتأثيرة على المؤمنين ، وتوجيهه أفكارهم إلي خطورته لأنه يمنع دخول المؤمن الملكوت . وكانت كلماته التالية تعليقا على تمسك الشاب الغنى بالمال للحاضرين ، فاتخذه مثالاً ليبين أنه «يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَات».

 

2) " يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ" أي مثل ذلك الشاب الذى يتمسك بغناه وماله الكثير لمحبته لما يعطيه المال له من الراحة واللذة والكبرياء والجاه والقوة والسلطان ونسيان حياته الأبدية مع أن الإنسان سيترك ماله شاء أو أبى لأن الإنسان نهاية حياته الموت . والغنى فخا يقع في مصيدته الكثيريين كما أنه يعسر على الإنسان أن يتخلص منه. وعدم أحقية الأغنياء دخول الملكوت لأن معظم الأغنياء لا يشعرون باحتياجهم إلى الغنى الروحي لاكتفائهم بالغنى الجسدي. والتاريخ يشهد بصحة قول المسيح إن قليلين من الأغنياء يتقون الرب فى حياتهم . نعم إن إبراهيم كان غنياً تقياً، وكذلك داود وحزقيا ويوشيا ويوسف الرامي. ولكن هؤلاء قليلون جداً بالنسبة إلى أغنياء عصورهم. ولنا من قول المسيح إن الغِنى خطر علىمن يمتلكه يجذب قلوبهم إلى الاتكال عليه ، ما المال إلا بوابة مفتوحة واسعة يدخل منها الأغنياء الأشرار جهنم , ويعرف الجميع هذا ومع ذلك نرى كل إنسان يشتهي المال ويحاول جاهدا جمعه مع اعترافه بأنه يضر كل من يقتنيه من الناس، ومع كل قطعة مالية يدخرها الغنى ينسى أن نفسه من ذلك الكل. وكثيراً ما كان نجاح الإنسان في حشد الأموال في الدنيا هلاكاً له في الآخرة، لأنه «هكَذَا طُرُقُ كُلِّ مُولَعٍ بِكَسْبٍ. يَأْخُذُ نَفْسَ مُقْتَنِيهِ» و «رَاحَةَ الْجُهَّالِ تُبِيدُهُمْ» (أمثال ١: ١٩، ٣٢). (انظر أيضاً لوقا ١٢: ١٥ - ٢١ و١٦: ١٩ - ٢٥ و١تيموثاوس ٦: ٩، ١٠ و١٧ - ١٩). وللفقراء هذه التعزية، وهي أنهم ليسوا عرضة لهلاك النفوس كالأغنياء وسهل عليهم دخول الملكوت . نعم إن فقرهم لا يخلّصهم، لكنه يقيهم تجارب الإثم التي تصيب الاغنياء. فيجب أن نصلي من أجل الأغنياء بدلاً من أن نحسدهم.

انظر مت ٦ :٢٤
3) "إِلَى مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ" أي يعسر أن تكون للغني الصفات التي تؤهله لدخول ملكوت النعمة على الأرض وملكوت المجد في السماء
.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

لم يسم صاحب مال غنياً بل الذي باهتمام زائد وبتعب كثير يجمع الفضة والذهب ويلقي رجاءه على المنظورات والزائلات

تفسير (متى 19: 24 ) : وأقول لكم أيضاً : ان مرور جمل في ثقب ابرة أيسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله ! “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) «وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى».
دار الكثير من النقاش حول هذه العبارة. هل هي حرفية أم استعارية مجازية؟ هذه العبارة يقولها اليهود كمثل عامى عنندهم  عندما يعبرون عن أمرا نادر حدوثه ومن المستحيل تصديقه فالجمل من أكبر الحيوانات في اليهودية. وثقب الإبرة أصغر الثقوب. وحسب بعضهم أن المسيح أراد بثقب الإبرة الخادعة ( يعنى فى اللغة العربية الباب الصغير في الباب الكبير) في الرتاج (ويعنى فى اللغة العربية الباب الكبير) الذي فيه تلك الخادعة. وهذه يعسر على الجمل الدخول منها. ولكن لا يوجد دليل على أنهم كانوا يسمون الخادعة بثقب الإبرة ولا أن المسيح أراد ذلك كما أنه لم يكن هناك باب صغير في أورشليم كان يتوجب على الجمال عنده أن تنحني لكي تدخل. لقد كانت هذه مبالغة مشرقية،

وما قصده المسيح ببساطة أنه يستحيل أن ينفذ الغني المتكل وصايا الكتاب المقدس لأنه يتكل على غناه الذى يجلب عليه الكثير من الخطايا أن يخلص بدون النعمة الإلهية. ويقوي هذا التفسير ما نقله مرقس عن المسيح في ذلك وهو قوله «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!» (مرقس ١٠: ٢٤). فالمال لا يُهلك النفس، بل الاتكال عليه. فإن كان للإنسان قليل منه وأحبه كثيراً أهلكه. وإن لم يكن له شيءٌ منه واشتهاه أكثر من كل البركات الروحية هلك. وإن كان له مال وافرٌ وأحب الرب فى شكل مساعدة أخوته الفقراء والمحتاجين وأسعدهم أكثر منه وأنفقه وأحسن به إلى غيره وإلى كل من يطلب منه لم يلحقه ضرر منه. وخلاصة القول أنه من المستحيل على الأغنياء أن يخلصوا. ولكن مع الله، كل شيٍء ممكن (مت ١٩ :٢٦ ) يسوع يتناول حالة هذا الرئيس الغني الشاب. يبدو أنه كان مباركاً من الله بالمعنى في العهد أمام الله. الغنى والممتلكات يمكن أن تكون لعنة (وغالباًما تكون كذلك).
2) " مَلَكُوتِ ٱللّٰه" عبارة مكلوت الله أستخدمت استخداماً ناد
را في متى بسبب خوف اليهود من استخدام اسم يهوه عبثاً أو باطلاً [ لا يوجد فى اللغة العبرية والكتابالمقدس بعهديه كلمة "الله" ولكن دخل هذا الإسم عند ترجمة الكتاب للغة العربية وهو أصلا إسم إله الإسلام ويركز له بالقمر ولكن إسم الرب عند اليهود يهوه] (خر ٢٠ :٧) لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا.)   تث ٥ :١١ لا تنطق باسم الرب الهك باطلا.لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا.) هذه  العبارة تظهر غالبا في إنجيلى مرقس ولوقا

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يذهب القديس كيرلس انه يعني بالجمل هنا الحبل الغليظ الذي يقام في نصف البناء فيوضع عليه الاخشاب من الجانبين . وآخرون لا يودون تأويله بغير الجمل المعتاد كما هو مدلول الكلمة اليونانية . 

تفسير (متى 19: 25 )  : فلما سمع تلاميذه بهتوا جداً قائلين  : “ اذاً من يستطيع ان يخلص ؟ “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) «فَلَمَّا سَمِعَ تَلاَمِيذُهُ بُهِتُوا جِدّاً قَائِلِينَ: إِذاً مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟»

كان كل القيادات الدينية اليهودية من كهنة وفريسيين وكتبة وحتى أعلى مجلس يهودى وهو مجلس السنهدرين لا يختار فيه إلا الأغنياء . كان سبب تعجبهم أنه يكلام المسيح كل الصفوة اليهودية لن تخلص وتنال الحياة الأبدية وكانوا يعتقدون أن ملكوت المسيح هو زمني جسدي كانوا سينالون فيه المناصب والقيادات ، وكانوا يحسبون أن ألأغنياء هم من سيمولون مشروع المسيح فى الملك الأرضى ، فتحيروا وارتابوا من قول المسيح أنه يعسر على الأغنياء أن يدخلوا ذلك الملكوت. وقد وجدوا أنهم يحبون تبؤ المناصب التى ستدر ربحا وسيجرى المال بين أيديهم كما يجرى الماء ويرغبون في الحصول عليه. فلهذا وقعوا تحت ذلك الحكم.

كان العريسيين وغيرهم من معلمى اليهود يفسرون العهد القديم على أن الرب يبارك البار بالغنى ويعاقب الأشرار بشكل مؤقت بالفقر والمرض (تث ٢٧ -٢٨) .(سفر أيوب، ) ( مز ٧٣ ) ( إر ١٢:١ -٤ ) كانت ضد النظرة التقليدية. ولكن لا أحد يعيش بدون ألم حتى البار كان البار يتألم والشرير قد تزدهر أحواله ولكن هذا الإزدهار يكون كعشب الحقل . الغنى والمكانة والصحة ليست دائماً علامات على رضى الله واستحسانه.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اضطرب التلاميذ المساكين شفقة منهم على حالة العامة لانهم رأوا الناس جميعاً يحبون المال فهم بعيدون عن الملكوت . فنظر اليهم يسوع أي عزاهم وازال عنهم الخوف. 

تفسير (متى 19: 26 )  : فنظر يسوع اليهم وقال لهم : “  هذا عند الناس غير مستطاع ، ولكن عند الله كل شيء مستطاع “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَال"   كانت نظرة يسوع ثاقبة لها تأثير قوى على الإنسان  (لو 5: 27) وبعد هذا خرج فنظر عشارا اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية فقال له: «اتبعني»... فقام وتبعه تاركا مكان الجباية  (مر ٨: ٣٣) فالتفت وابصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلا: «اذهب عني يا شيطان لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس».

وكان يسوع بنظرة يستمد االمعونة من السماء (لو 9: 16)6 فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وباركهن ثم كسر واعطى التلاميذ ليقدموا للجمع."

وكان المحتاجين إليه يطلبون منه نظرة للشفاء (لو 9: 38) واذا رجل من الجمع صرخ: «يا معلم اطلب اليك. انظر الى ابني فانه وحيد لي.
2) " هٰذَا عِنْدَ ٱلنَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ،" ي خلاص الغني. الإنسان له ميل الطبيعي إلى حب المال ومن الصعب التغلب على محبة المال ، ولا يستطيع أحد تعلَّق في شرك حب المال أن يفلت منه من تلقاء نفسه.
3) " وَلٰكِنْ عِنْدَ ٱللّٰهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ" عجز البشر واضحة وقدرة الرب قوية . أهداف الله ومخططاته لا يمكن إعاقتها قال أيوب الذى كان ببركة الرب عنده اموال كثيرة ( أيوب 42: 2) ؛قد علمت انك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك امر؟  وعندما تتوقف الطبيعة عن العطاء (تكوين 8: 14)  هل يستحيل على الرب شيء؟ في الميعاد ارجع اليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن» لا أحد يستطيع العيش بدون المال وكل شخص يستعمله فى حياته ولكن محبة المال والإتكال عليه أصل لكل الشرور ، فهل يمكن للغني أو من يستعمل المال بنعمة الله أن يخلص، وهنا تزهر الآية  «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» (في ٤: ١٣). ومن غير المعقول أن المسيح يقول أن الرب يستطيع أن يخلص الغني الذي يحب المال ويعبده، إنما أراد أن الله قادر بفعل روحه أن يغير قلب الغني حتى يستطيع أن يترك ماله ويتبع المسيح كما أمر الشاب، وشهد بذلك الواقع فإن الرب أعطى بعض الأغنياء بركة فحسبوا أموالهم عطية من الرب ليعطوها للفقراء كما حسبوا وأنفسهم وكلاء المسيح، وأنفقوا تلك الأموال في ؤبح النفوس بوهبها للتبشير أو لمساعدة الفقراء والمرضى  في أوطانهم وفي الخارج، فصاروا وسائط خير جزيلة في الأرض، وأمثلة لقوة تلك النعمة التي جعلت شاول المضطهد أن يغدو بولس المبشر.
(إرميا ٣٢: ١٧) اه ايها السيد الرب ها انك قد صنعت السموات والارض بقوتك العظيمة وبذراعك الممدودة.لا يعسر عليك شيء. (زكريا ٨: ٦) هكذا قال رب الجنود ان يكن ذلك عجيبا في اعين بقية هذا الشعب في هذه الايام افيكون ايضا عجيبا في عيني يقول رب الجنود
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي كل ما هو عند الناس غير ممكن فعند الله ممكن ولكن لا يجوز لك ان تأخذ هذا القول حجة للابتعاد عن الملكوت لانه ابتعاد عن غير الممكن بل عليك ان تطرح المقتنى وتبتعد عن الشهوة وتطلب من الله فيعينك وتكون مستحق الحياة . 

تفسير (متى 19: 27 ) : فأجاب بطرس حينئذٍ وقال له : “  ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك . فماذا يكون لنا ؟ “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هؤلاء التلاميذ وكل من ترك شيئا من أجل المسيح حتى ولو كان خطية تقيده يكون له كنزا فى السماء  يقول الكتاب عنه (تثنية ٣٣: ٩) الذي قال عن ابيه وامه لم ارهما وباخوته لم يعترف واولاده لم يعرف بل حفظوا كلامك وصانوا عهدك. 
1) " فَأَجَابَ بُطْرُسُ" انصرف الشاب حزينا عندما عرفه  المسيح  أنه لينال الحياة الأبدية لا بد له أن يبيع كل ماله ويترك كل شيء ويتبعه، وهنا تذكر بطرس أنه ترك السفينة والشبكة عند بحر الجليل عندما دعاه المسيح ليتبعه ، وكذلك فعل أخوه، ورفيقاه ابنا زبدي، (متّى ٤: ٢٠) فللوقت تركا الشباك وتبعاه. 21 ثم اجتاز من هناك فراى اخوين اخرين: يعقوب بن زبدي ويوحنا اخاه في السفينة مع زبدي ابيهما يصلحان شباكهما فدعاهما. ومرقس ١٠: ٢٨ وابتدا بطرس يقول له: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك». 29 فاجاب يسوع: «الحق اقول لكم ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا لاجلي ولاجل الانجيل 30 الا وياخذ مئة ضعف الان في هذا الزمان بيوتا واخوة واخوات وامهات واولادا وحقولا مع اضطهادات وفي الدهر الاتي الحياة الابدية. 31 ولكن كثيرون اولون يكونون اخرين والاخرون اولين». ولوقا ٥: ١١ولما جاءوا بالسفينتين الى البر تركوا كل شيء وتبعوه
"
2) "  هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ." ترك بطرس ومتّى وظيفته وكذلك رفقاءه التلاميذ. فتساءل بطرس: تركنا كل شيء وتبعناك، فماذا يكون لنا بعد هذه التضحية؟ فلم يخلُ كلامه من البر الذاتي. وكان فكر التلاميذ حتى هذه اللحظة أن يسوع هو المسيا المنتظر الذى ينتظره اليهود بفكرهم بأنه سيأتى قائدا حربيا سيؤثث ملكة أرضية وكان كثيرا ما يؤكد المسيح لهم أن ملكوته ليس أرضيا بل روحيا ولكن حتى النهاية إستل بطرس سيفه وكان يريد أن يقاتل ليلة القبض على يسوع
تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ ترك الرسل قليلاً، لكنه كان كل ما يمتلكون. فقد فعلوا ما أمر المسيح به ذلك الشاب الغني.. وترك كل شيء مع اتباع المسيح هو الطريق الوحيد إلى نيل السعادة الأبدية.
3) " فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟"  أكد المسيح لهم أنه لا يكون له ملكوت أرضي لأنه قرُب أن يموت، فلم يبقَ لهم أن يرجوا المناصب في ذلك الملكوت السماوى . وأخبرهم هنا أن الغِنى خطر للنفس وحذرهم منه، فماذا بقي لهم؟ وما هو الكنز الذي وُعد به الشاب بقوله «فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ» (ع ٢١) فهل بقي لهم نصيب في ذلك الكنز؟!. كان بطرس
والتلاميذ قد تركوا كل شيء ولكنه كان لا يزال يفكر في الأمر. كان التلاميذ لا يزالون يتوقعون مملكة أرضية مع مكافأة خاصة لهم (مت ٢٠ :٢١ ,٢٤ )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

لم يقل بطرس هذا عن نفسه فقط بل عن جميع البائسين علماً بانهم بغير مقتنى يرثون الملكوت . وقد طلب سيدنا من ذلك الغني شيئين هما ان يعطي كل ماله للمساكين وان يتبعه وكذلك بطرس ذكرهما قائلاً ” هوذا نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك ” . ان اتباع التلاميذ ليسوع هو السبب الوحيد الذي جعلهم ان يتركوا كل شيء  

تفسير (متى 19: 28 ) : فقال لهم يسوع : “ الحق اقول لكم : انكم انتم الذين تبعتموني ، في التجديد ، متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده ، تجلسون أنتم ايضاً على اثني عشر كرسياً تدينون أسباط اسرائيل الاثني عشر .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
أجاب المسيح بطرس بالرفق والرحمة، ولم يوبخه على قلة إيمانه بذلك السؤال، وأعلن له الميراث المحفوظ للذين تركوا كل شيء لأجله.
1) " أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي" أي في تغب التبشير والتجول وتنفيذ تعاليمى ووصاياى .
2) " فِي ٱلتَّجْدِيد" لكلمة تعني "الولادة الجديدة". ومعني التجديد هو قيامة المسيح وتجديد الانسان بمعمودية الروح القدس أالتجديد حدث بعد صلب وموت وقيامة وعند نواله مجده.

 استخدم Philo كلمة " التجديد" للإشارة إلى الولادة الجديدة بعد الطوفان. لقد استخدمها المفكرون اليونانيون للإشارة إلى نظام العالم الجديد. هنا تشير إلى الولادة الجديدة عند تحقيق الدهر الجديد للروح القدس. التلاميذ كانوا لايزالون يفكرون بأن هذا كان سيحدث خلال حياتهم. لقد كانوا مندهشين من مجيء المسيا على مرحلتين. الأولية دُ (أش ّمرت؛ وإعادة الخلق بعد طوفان نوح كان أيضاً قد تلّو الخليقة ث، ولكن الولادة الجديدة في التحقيق المسياني سوف تكون نقية ومثالية .(٢٢ -٢١ الرؤيا أ؛٥  ومن يسوع المسيح الشاهد الامين، البكر من الاموات، ورئيس ملوك الارض: الذي احبنا، وقد غسلنا من خطايانا بدمه،

أش 9: 6- 7) لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام.  لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد.غيرة رب الجنود تصنع هذا

(أش 11: 1- 10) ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من اصوله 2 ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب. 3 ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه. 4 بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالانصاف لبائسي الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه. 5 ويكون البر منطقة متنيه والامانة منطقة حقويه 6 فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معا وصبي صغير يسوقها. 7 والبقرة والدبة ترعيان.تربض اولادهما معا والاسد كالبقر ياكل تبنا. 8 ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على حجر الافعوان. 9 لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لان الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر. 10 ويكون في ذلك اليوم ان اصل يسى القائم راية للشعوب اياه تطلب الامم ويكون محله مجدا  "

انظر التعليق الكامل على مت ٨ :٢٠

وهذا مثل قوله «متّى جاء ابن الإنسان في م

جده» (متّى ٢٥: ٣١). ومثل قول بطرس «الَّذِي يَنْبَغِي أَنَّ السَّمَاءَ تَقْبَلُهُ، إِلَى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ، الَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا اللهُ بِفَمِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ» (أعمال ٣: ٢١) (انظر إشعياء ٦٥: ١٧ و٦٦: ٢٢) وذلك التجديد يكون يوم قيامة الموتى كقول الجالس على العرش «هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!» (رؤيا ٢١: ٥) وقول رسوله «وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ» (٢بطرس ٣: ١٣) (انظر رومية ٨: ١٨ - ٢٥). وخلاصة قول المسيح في شأن إثابة رسله ثلاث قضايا: (١) أن ليس لهم شيء من الثواب في هذه الدنيا. وذلك خلاف ما توقعوا. فما كان أمامهم بدل الوظائف والرتب العالية والمجد سوى الإهانة والخسارة والآلام والموت. و(٢) إن الإثابة كلها تكون في المستقبل عندما يجدد ابن الإنسان كل شيء. و(٣) أن التجديد يتضمن تمجيد ابن الإنسان ومشاركة شعبه في مجده.
3) " مَتَى جَلَسَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ"مَتَى جَلَسَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ
فى مجيء المسيح ثانية بمجد عالٍ عكس مجيئه الأول عندما تجسد  بتواضع. فيجلس على كرسي المجد في المجيء الثاني ملكاً غالباً دياناً، بدل مذود البقر الذي وُلد فيه في المجيء الأول.
4) " تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى ٱثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً "
هذا وعد من المسيح لتلاميذة يتحقق فى ملكوت السموات وهذا الوعد يعتبر من النبوات التى ذكرها يسوع والتى تشمل المجئ الثانى وغيرها ,, والنبوات تشير إلى المستقبل ولكنها تكون مختومة أى غير مفهومة حتى تتحقق ويحاول المفسرون تفسيرها كل واحد على قدر قهمة ومعلوماته الدينية
5) "تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ" أراد المسيح بقوله: «أنتم» التلاميذ باعتبار أنهم جماعة لا كل فرد منهم غير محددا أسماؤهم ، لأن يهوذا الاسخريوطي سقط ، وأقيم متياس بدلاً منه. لقد حدد يسوع فى إنجيل لوقا من سيجلس ليدين الأسباط وقال من يأكل ويشرب على مائدتى أى سر الشركة "التناول" ويهوذا لم يجلس على مائدة العشاء الرباتى الأخير لأنه كان يبيع الرب فى ذبك الوقت  (لو ٢٢ :٣٠
)  لتاكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر» وفي هذا القول وعد للاثني عشر تلميذا بمكانة خاصة فى الملكوت عند تمجيد المسيح. وهذا يشير إلى الارتقاء إلى رتبة ثانية من رتب الشرف والأمانة والجائزة العظمى والمكافأة. والأرجح أننا لا ندرك كل مضمون هذا الوعد لأنه صعب على الإدراك كسائر النبوات قبل إتمامها.
لقد عرف المسيح أن الرسل لا يمكنهم إدراك الأمور السماوية إلا بما اعتادوه من الأمور الأرضية، ولذلك شرح لهم
قصده بالتشبيه، فشخص لهم بكلامه ملكاً عظيماً جالساً على كرسيه يحيط به أعيان بلاطه من مشيرين وقضاة وغيرهم. ولعله بنى كلامه على ما جاء في (دانيال ٧: ٤، ٢٧) عندما تنبأ بملكوت المسيح. وورد مثل ذلك في قول يوحنا الرسول «وَرَأَيْتُ عُرُوشًا فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْمًا» (رؤيا ٢٠: ٤).
5)  " تَدِينُون"
(١كورنثوس ٦: ٢) الستم تعلمون ان القديسين سيدينون العالم؟ فان كان العالم يدان بكم، افانتم غير مستاهلين للمحاكم الصغرى؟  (رؤيا ٢: ٢٦) ومن يغلب ويحفظ اعمالي الى النهاية فساعطيه سلطانا على الامم،

 لا شك أن المسيح هو الديان المعين من ألآب (يوحنا ٥: ٢٢) وأنه ليس غيره أهلاً لذلك، لأنه يقتضي معرفة كل شيء حتى خفايا القلوب، فنسبة القضاء إلى رسله تحتمل ثلاثة معانٍ: (١) أنهم يتشرفون بتلقيبه إياهم أنهم قضاة. وكان القضاة بمنزلة الملوك قبل زمان شاول. و(٢) أنهم يتشرفون بجلوسهم قرب الديان على كراسي القضاء، كأنهم شركاؤه في المجد. و(٣) أنهم يشهدون بعدل الديان عند تصريحه بالقضاء كما شهد الملاك بقوله «عَادِلٌ أَنْتَ أَيُّهَا الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَكُونُ، لأَنَّكَ حَكَمْتَ هكَذَا» (رؤيا ١٦: ٥).
6) " أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلاثْنَيْ عَشَرَ" معنى
ألإثنى عشر سبطا في العهد القديم اليهود، شعب الرب  المختار وفى عصر المسيح كاسبط يهوذا والاويين هم الذين تبقوا من الأسباط بينما إسرائيل كانوا يسمون السامرين غير معروف هويتهم لنهم إندمج الكثيريين منهم مع الأمم فى عباداتهم . ومعناه في العهد الجديد كل المؤمنين لأنهم أولاد إبراهيم المؤمن. وعلى هذا التفسير يكون الأثنى عشر هم رؤساء الأسباط الإيمان فى العهد الجديد وأنهم سيبشرون وسيجذبون أمما للإيمان وكل تلميذ سينشئ سبطا وسيدينون التلاميذ شعوبهم بوصايا المسيح لأنه ليس من المنطق ان يدين تلاميذ عهد النعمة اسباط إسرائيل فى عهد الشريعة الموسوية الآية تركز على أن الإثني عشر سوف يشاركون مجد وملك يسوع. آيات كهذه يجب ألا تستخدم لبناء نظريات متقنة عن طبيعة الآخرة.

 تشير عبارة " أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلاثْنَيْ عَشَرَ"َ

1- الكنيسة، الجديد إسرائيل (رو 2: 28- 28) (غب 6: 16) (1بط 2: 4 و 9) (رؤ 1: 6)

2- إسرائيل المؤمن في الآخرة

 وكان  وعد المسيح رسله به هنا من مشاركتهم في المجد والقضاء وعد الرب به جميع المؤمنين (دانيال ٧: ٢٢ ورومية ٨: ١٧ و١كورنثوس ٦: ١، ٣ و٢تيموثاوس ٢: ١٢ ويهوذا ١٤، ١٥). وفي الملكوت درجات المجد والسلطة للمؤمنين في السماء. ويشير المسيح في أحد أمثاله من أنه أثاب أحد وكلائه بأن سلَّطه على عشر مدن، وأثاب آخر بأن سلطه على خمس. ومثله قول الرسول في المؤمنين على سبيل المجاز «لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ» (١كورنثوس ١٥: ٤١). وهؤىء الوكلاء لا شك هم تلاميذ المسيح ورسله الذين بشروا مدنا وقرى وربحوا النفوس  

إشعياء ٦٥: ١٧ اما انتم الذين تركوا الرب ونسوا جبل قدسي ورتبوا للسعد الاكبر مائدة وملاوا للسعد الاصغر خمرا ممزوجة   وأعمال ٣: ٢١ الذي ينبغي ان السماء تقبله، الى ازمنة رد كل شيء، التي تكلم عنها الله بفم جميع انبيائه القديسين منذ الدهر و٢بطرس ٣: ١٣ عالمين هذا اولا: انه سياتي في اخر الايام قوم مستهزئون، سالكين بحسب شهوات انفسهم، ورؤيا ٢١: ٥ وقال الجالس على العرش:«ها انا اصنع كل شيء جديدا!». وقال لي: «اكتب: فان هذه الاقوال صادقة وامينة» ومتّى ٢٠: ٢١  فقال لها: «ماذا تريدين؟» قالت له: «قل ان يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والاخر عن اليسار في ملكوتك». ولوقا ٢٢: ٢٨ الخ انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي 29 وانا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا 30 لتاكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر».

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ولسائل يقول ان يهوذا احد الاثني عشر لم يجلس فكيف يكمل قوله ” تجلسون على اثني عشر كرسياً ” فنجيب ان قوله هذا يشبه قول الله لارميا ” تارةً اتكلم على امة وعلى مملكة بالقطع والهدم والاهلاك فترجع تلك الامة التي تكلمت عليها عن شرها فاندم عن الشر الذي قصدت ان اصنعه بها ( ار 18 : 7و8 ) ” .  وقوله لنوح ” لتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الارض ( تك 9 : 2 ) ” مع انها غير سائدة . فان الله اذا رأى الناس يخطئون توعددهم بالقصاص والهلاك حتى اذا ما تابوا ورجعوا اليه بقلوبهم نقض وعيده وشملهم برحمته ولطفه كما فعل مع اهل نينوى . وأما اذا اصروا على غيهم وفسادهم كيهوذا الذي اثبت عددم استحقاقه للميعاد نقض وعدده معهم لان وعدده يفيد المؤمنين العاملين . وبقوله ” انتم الذين تبعتموني ” يستثتى منه يهوذا الذي لم يتبعه ويشمل كل من تبعه . فان قال قائل ان كان يقصد التعميم فلماذا اقتصر على ذكر الاثني عشر رسولاً . فنجيب انه لم يقل ذلك من اجل الجلوس عن الكراسي والدينونة بل من أجل اسباط اسرائيل وكما ان قوله عن رجال نينوى وعن ملكة التيمن انهم سيقومون في الدينونة مع هذا الجيل ويدينونه ( مت 12 : 41 و42 ) لا يفيد انهم سيكونون ديانين كذلك قوله هنا ليس معناه انهم سيجلسسون ويدينون لانه هو وحده الذي سيجلس ويدين ويتضح ذلك من تخصيصه اسباط اسرائيل فقط . فلأن الرسل كانوا من معشر اليهود انفسهم وقد تربوا معهم في الناموس ولكنهم آمنوا بالمسيح وبقي اليهود على ضلالهم ولكي لا يحتج هؤلاء في عددم إيمانهم بحجة ان الناموس كان يمنعهم عن ذلك ذكر الرسل والدينونة ز ويؤخذ من قوله ان الرسل سيجلسون ومن قوله عن اهل نينوى وملكة التيمن انهم سيقومون للدينونة انه خص الرسل بكرامة وبمجد أعظم . 

تفسير (متى 19: 29 ) : وكل من ترك بيوتاً أو أخوةً أو أخوات أو اباً او اماً او امرأة او اولاداً او حقولاً من اجل اسمي ، يأخذ مئة ضعف ويرث الحيوة الابدية

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

مرقس ١٠: ٢٩ الخ، ولوقا ١٨: ٢٩ الخ(مت ١٩ :٢٩) تو ّسع المستفيدين من البركات الفياضة ْ والحياة الأبدية إلى كل المؤمنين
1) "وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ" والوعد الإلهى كان شاملا أى أنه إذا كان التلاميذ سيجلسون على كراسى القضاة ليدينوا أسباط إسرائيل ولكن الرب يعطى بركات روحية ‘لى الأرض كما فى السما والوعد ليس للتلاميذ فقط بل قال يسوع كلمة "كل" وتعنى أى شخص آمن بيسوع ربا وإلها ومخلصا وترك أحباؤه وأملاكه أنكروا ذواتهم من أجل اسمه.أن يأخذ مائة ضعف وفي ذلك توبيخ لطيف للرسل على ما أظهروه من إمارات الافتخار بما قالوه وسألوه في العدد السابق.
2) "  بُيُوتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ ٱمْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي" إنه ترك للمجتمع الذى عاش فيه الإنسان إنه يدعى التكريس أو الرهبنة الذى نشأ فى مصر فى الكنيسة الأولى وهو الإنعزال عن العالم ولكن نشأ نوع آخر من الترك أن جميع المسيحيين كونوا مستعمرات مسيحية يعملون فيها فى معيشة مشتركة ولا يمتلك أحد فيها شيئا  فى مصر وذكرها  المؤرحين  الأمور واثبت مسيحى مصر أنه إذا كان الصعب على الإنسان ترك كل الأمور التى ذكرها يسوع على ما سواها فعلوها هم ، لأنها تشتمل على كل لذات العالم وشرفه ومناصبه ومن فيه من الرفقاء والأصدقاء. لأن هذه الأمور هى وصية المسيح لمن دعاه هذه كلها يجب على المسيحي أن يتركها إذا منعته من اتباع المسيح. ولا يقتضي كلام المسيح وجوب أن يترك المؤمن به الأمور المذكورة في كل زمن بل يقتضي ذلك أيام الاضطهاد الشديد. واختبر مثل ذلك ألوف وربوات المسيحيين. ولم يقتصر وعده بالإثابة على الذين تركوا تلك الأمور زمن الاضطهاد، بل وعده لغيرهم من المؤمنين الذين يكونون مستعدين في أيام الأمن والراحة أن يتركوا كل مالهم لأجل اسم المسيح، إذا اقتضت الحال ذلك. والتبشير اليوم باسم المسيح يقتضي على المبشر أن يترك الأصحاب والبيوت والأموال، وذلك ليس أقل من ترك ما ذُكر هنا.
3) " يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ ٱلْحَيَاةَ ٱلأَبَدِيَّةَ" هناك إختلاف في المخطوطات اليونانية في كلمة "مائة ضعٍف" مكتوبة في المخطوطات الإنشية C وD ،א، بينما كتبت "متعددة" هي في المخطوطات C وB .الخيار الأول يتماشى مع مر ١٠ :٢٩ والثاني مع لو ١٨ :٣٠ .معظم الدارسين يفترضون أن متى ولو يتبعان البنية في مرقس. إن الإيمان الشخص بيسوع يجب أن يسمو أو يفوقإلتصاقه بالعائلة، والممتلكلات وحتى الحياة نفسها (مت ١٠ :٣٤ -٣٩) ( لو ١٢ :٥١ -٥٣ )(مت ٢٠ :١٦
) (مر ١٠ :٣١) اجاب يسوع: «الحق اقول لكم ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا لاجلي ولاجل الانجيل 30 الا وياخذ مئة ضعف الان في هذا الزمان بيوتا واخوة واخوات وامهات واولادا وحقولا مع اضطهادات وفي الدهر الاتي الحياة الابدية. 31 ولكن كثيرون اولون يكونون اخرين والاخرون اولين».  لو ١٣ :٣٠ وهوذا اخرون يكونون اولين واولون يكونون اخرين».
يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وهنا الكلام مجاز أيضاً يقصد به التكثير والبركة ماخوز من المجتمعات الزراعية ، وفي الوقت ذاته يؤكد المسيح السعادة لأتباعه الحقيقيين، فهم ياخذون مقدار وافر من الخيرات. وأشار المسيح هنا بالأكثر إلى ثواب المسيحي في الدنيا. وليس مقصود المسيح من هذا الكلام ما دل عليه بحروفه من أن كل من ترك أخاً يعوض عنه بمئة أخ إلى آخر ما هنالك، بل إن المسيح يجازي المؤمنين عما خسروه بما يزيد سعادتهم مئة ضعف ومن ذلك حصولهم على:
(١) الابتهاج الروحي. (٢) راحة الضمير (٣) التعزية في الضيق. (٤) تيقنهم محبة الله لهم. (٥) الفرح بالروح القدس (٦) الثقة بغفران خطاياهم. (٧) سكن المسيح في قلوبهم. (٨) حصولهم على زيادة الأصدقاء الأعزاء. (٩) إزالة الخوف من الموت. وهذه كلها تكلم عنها الرسول «أَبُولُسُ، أَمْ أَبُلُّوسُ، أَمْ صَفَا، أَمِ الْعَالَمُ، أَمِ الْحَيَاةُ، أَمِ الْمَوْتُ، أَمِ الأَشْيَاءُ الْحَاضِرَةُ، أَمِ الْمُسْتَقْبَلَةُ. كُلُّ شَيْءٍ لَكُمْ» (١كورنثوس ٣: ٢١، ٢٢). وبقي في هذا الوعد فوق البركات الروحية (وهي الأكثر) كثيرٌ من البركات الزمنية. فلا ريب في أنه لا تدخل المسيحي مكاناً إلا وحدث حب وفرح وخيرات وعمل ونجاح وتطور لأن فيه أمان روحى لا يحصل علية الإنسان إلا بالإيمان بالمسيح ، وهو يجعل السلام والألفة بين الناس من أمم وأقاليم مختلفة، ويُديم الصداقة بين الأصحاب، ويجعل الإنسان يعد الخيرات الزمنية علامة رضى الرب وعربون الخيرات الزمنية وبذلك تزيد لذته به. ونتيجة كل ذلك أن الدين المسيحي وإن كلف الإنسان بذل كثير من الخيرات الدنيوية، يعوِّضه منه بما يزيد عليه، فلا ينفق شيئاً في سبيل المسيح والإنجيل إلا والله يجزيه ربحاً أكثر منه.
4) " وَيَرِثُ ٱلْحَيَاةَ ٱلأَبَدِيَّة " كل البركات اروحية فى حياته مصدرها يسوع ينالها المسيحي هو  عربون مقدم لنا من الرب من السعادة الآتية ورمز إليها بــ «ظل الخيرات العتيدة». فالخيرات التي يحصل عليها هنا ناقصة ممزوجة بشيء من البلايا وزائلة، والتي يحصل عليها هناك تامة خالصة من كل بلية، باقية إلى الأبد. وهذه العبارة الوجيزة وهي قوله «يرث الحياة الأبدية» تتضمن كل أفراح الآخرة. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

كما انه لا يقصد بقوله ” من اراد ان يخلص نفسه يهلكها ( مت 16: 25 ) ” ان نقتل نفسنا او ان نفصلها عن الجسد قبل الفراق كذلك لا يقصد بقوله هذا ان يفسخ الزواج او حل ربط الاقارب . لكنه يعلمنا ان نكرم ونفضل مخافة على الزوجة والاخوة والجنس والاقارب . فحسب ظني انه يشير عن الاضطهاد لان كثيراً من الآباء كانوا يحاولون رد ابنائهم من الإيمان بالمسيح الى النفاق وكذلك كان النساء يفعلن مع الرجال فيأمرنا المسيح ان ننفصل عن المعطلين لنا في سبيل الإيمان ولو كانوا أخص أقاربنا .

صفاضى

تفسير (متى 19: 30 ) : ولكن كثيرون أولون يكونون آخرين ، وآخرون اولين .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَلٰكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ" هذه الآية (العبارة) تعتبر مثلا استعمله المسيح وكرره مراراً بطرق مختلفة مرقس ١٠: ٣١ )ولكن كثيرون اولون يكونون اخرين والاخرون اولين». 0متّى ٢: ١٦) هكذا يكون الاخرون اولين والاولون اخرين لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون»، ليبين تغيير الأحوال. فعلى الإنسان أن لا يحكم على حال الإنسان ووضعه فى لحظة ما ويطبقها على المستقبل فى الأرض فقد يتغير الإنسان الخاطئ قى لحظة كما أن هذه تعتبر إدانة بين الفريسة والعشار وخاصة فيما بعد الموت  بما شاهده من أمور الحال. وهذاما قرأنا عنه فى مقابلة الشاب الغني. وفي ذلك إنذار لجميع التلاميذ ولا سيما من كان منهم في خطر السقوط كيهوذا الاسخريوطي، ولجميع المرائين وجميع المتكلين على برهم الذاتي كذلك الشاب إذ قال «هذه كلها حفظتها منذ حداثتي». وفى مثل الإنسان الذى عنده إبنان (مت ٢١: ٣١ الخ ) فاي الاثنين عمل ارادة الاب؟» قالوا له: «الاول». قال لهم يسوع: «الحق اقول لكم ان العشارين والزواني يسبقونكم الى ملكوت الله
2) " والأولون" ( لوقا ١٣: ٣٠ ) وياتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت الله. 30 وهوذا اخرون يكونون اولين واولون يكونون اخرين». الأولون يكونون آخرين خمسة أقسام: (١) الذين هم أولون في عيون أنفسهم فيكونون آخرين في عيني الله. (٢) الأولون باعتبار الناس فيكونون آخرين باعتبار الله.

3) " وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ"  وأمثلة الاثنين الفريسيون بالنسبة إلى العشارين والخطاة، الفريسيين كانوا أولين في عيون أنفسهم وكانوا يظنون أنهم سيكون لهم الأولوية عند الرب ، واعتبرهم الناس كذلك. لكنهم كانوا آخِرين عند الرب  وسبقهم العشارون والخطاة إلى ملكوت السماوات. ويحتمل أن يكون مثل ذلك في الكنيسة المسيحية. (٣) الأولون باعتبار زمن دعوة لهم، فيصيرون آخِرين في قبولها، كاليهود. فإن الرب دعاهم أولا قبل كل الأمم ولكنهم لم يؤمنوا به  فسبقتهم الأمم إلى ملكوت السماوات. (٤) الأولون في وسائط النعم فيصيرون آخرين في الحصول على فوائدها، كالناصرة حيث تربى المسيح. وكفرناحوم حيث صنع أكثر آياته. وهاتان لم تستفيدا من هذا الأكثر كما استفادت السامرة من الأقل، لأنها قبلت المسيح بالفرح. وكيهوذا الاسخريوطي فإنه نال أكثر ابالقرب من المسيح وحصوله على سلطان إجراء المعجزات وإخراج الشياطين بالنسبة إلى أحد اللصين اللذين صُلبا مع المسيح. (٥) الأولون في المقام والرتبة والغنى في هذا العالم يصيرون آخرين في العالم الآتي بالنسبة إلى لعازر وأمثاله. وأكثر ما يصير الأولون آخرين في يوم الدين.

.(طرق الله في التقييم مختلفة عن طرقنا (أش ٥٥ :٨ -١١ ) .لان افكاري ليست افكاركم ولا طرقكم طرقي يقول الرب. 9 لانه كما علت السموات عن الارض هكذا علت طرقي عن طرقكم وافكاري عن افكاركم. 10 لانه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان الى هناك بل يرويان الارض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعا للزارع وخبزا للاكل 11 هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي.لا ترجع الي فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما ارسلتها له "

(التلاميذ ). الإيمان الكتابي يسبب قلباً الذين يشبهون الأطفال يتم اقتبالهم وقبولهم، بينما الأغنياء والذين يتمتعون بامتيازات يرفضون وقد تعجب يسوع من إيمان قائد المائة (مت ٨ :١٠ -١٢) فلما سمع يسوع تعجب وقال للذين يتبعون: «الحق اقول لكم لم اجد ولا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا. 11 واقول لكم: ان كثيرين سياتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات 12 واما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان».  غير متوقع للخليقة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

الاولون الذين صاروا آخرين هم الفريسيون . والاخرون الذين صاروا أولين هم الرسل اما عموماً فالاولون آخرون هم المؤمنون الذين يكفرون بالمسيح . والآخرون اولون هم الكافرون الذي يؤمنون ويسبقون غيرهم بالسيرة المقدسة . وكثير من الذين يتقدمون أخيراً لمخافة الله بمحبة حارة يفعلون البر والفضيلة اكثر من المؤمنين الذين سبقوهم . ثم ان المؤمنين يكونون أولين ليس لاجل طول زمان إيمانهم للكن لانهم يحملون في قلوبهم من الإيمان الحار المثمر ثمر البر لذلك يمنحون التقدم في الكرامة . 

 

This site was last updated 06/18/21