Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير وشرح إنجيل متى ألإصحاح السادس والعشرون (مت 26: 1- 25)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410

فيما يلى تفسير / شرح إنجيل متى ألإصحاح السادس والعشرون (مت 26: 1- 25)

تقسيم فقرات  الإصحاح  السادس والعشرون من إنجيل متى  (مت 26: 1- 25)
1. الفِصح والصليب (مت 26: 1-2)
2. التشاور ضدّه (مت  26: 3-5)
3. سكب الطيب لتكفينه (مت 26: 6-13.)
4. خِيانة يهوذا (مت  26: 14-16)
5. تقديم الفِصح (مت  26: 17-25)

تفسير انجيل متى الاصحاح السادس والعشرون

المؤامرة لقتل يسوع (متى 26: 1- 5)

المؤامرة لقتل يسوع

تفسير (متى 26: 1) : ولما أكمل يسوع هذه الأقوال كلها قال لتلاميذه :

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلأَقْوَالَ كُلَّهَا قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ"
هذه العبارة أستخدمها متى لتشير إلى خطبة / عظه يسوع الأخيرة على جبل الزيتون عن خراب اورشليم ونهاية العالم والتى بدأت  في (متى إصحاح ٢٤ -٢٥)  . وكرر متى هذه العبارة فى الإشارة إلى خطب ومواعظ وتعليمات قالها يسوع فى مدة من الزمن فى مكان معين (مت 7: 28)
فلما اكمل يسوع هذه الاقوال بهتت الجموع من تعليمه ( مت 11: 1)ولما اكمل يسوع امره لتلاميذه الاثني عشر انصرف من هناك ليعلم ويكرز في مدنهم.  ( مت 13: 53)  ولما اكمل يسوع هذه الامثال انتقل من هناك. (مت 19: 1) ولما اكمل يسوع هذا الكلام انتقل من الجليل وجاء الى تخوم اليهودية من عبر الاردن.  (مت 26: 1)

 ويظهر من هذا العدد ومن أسلوب التعليم أن أقوال المسيح هنا موجَّهة إلى الكل لا إلى الأربعة الذين سألوه.أجاب على سؤال أربعة منهم (مرقس ١٣: ٣) وفيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل ساله بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس على انفراد: .  وهي أقوال تتعلَّق بممارسته لوظيفته النبوية. وما بقي من بشارة متّى يتعلق بممارسته لوظيفته الكهنوتية بآلامه وموته وقيامته

نبوة المسيح عن مؤامرة اليهود بصلبه وقتله محددا الوقت والطريقة قبل حدوثها

تفسير (متى 26: 2)  : “ تعلمون انه بعد يومين يكـون الفصح وابن الانسـان يسـلّم ليصلب “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " تَعْلَمُونَ" نبوات صلب المسيح وردت فى العهد القديم وكان يسوع يمهد لتلاميذة لما سيحدث عن صلبه وموته وقيامته حتى لا يفاجأوا بصلبه ولا ينصدموا بموته وقيامته ولا يتغير إيمانهم وحتى يتذكرون ما قاله  قبلا عندما يتحقق نبوتة ويصدق قوله عندما يحين الوقت وقد حدده يسوع فى هذه الاية بقوله "بعد يومين"  لأنه كان ينتشر بين اليهود فكرة أنه عندما يأتى المسيح سيحرر اليهود من حكم الإستعمار الرومانى وأنه سيكون قائدا حربيا يقودهم للنصر وحتى لا ينقادوا للفكر البشرى أنه قوة المسيح التى صنعت الأعاجيب واسكتت الأعاصير وهزمت الشياطين لا يمكن لهذا الإنسان أن يصلب  وبدأ يسوع الحديث بنبوة عن تسليمة وصلبه وموته فى وقت مبكر وكانت المرة الأولى : عندما أخبر الرب يسوع تلاميذه بحقيقة الصلب عقب إعتراف بطرس فى قيصرية فيلبس بأن المسيح هو ابن الله. "من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. 22 فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره قائلا: «حاشاك يا رب! لا يكون لك هذا!» 23 فالتفت وقال لبطرس: «اذهب عني يا شيطان. انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس». (مت 16: 21- 23) وهذه الآيات تؤكد إستخالة تصديق بطرس الذى قال عنه المسيح أنه صخرة الإيمان أن المسيح سيسلم من رؤساء الدين وأنه سيتألم ويصلب ويموت أنه فعلا أمرا لا يصدق وكيف سيقوم بقوته من بين الأموات ويظهر لتلاميذه

والمرة الثانية " أثناء ذهابهم لأورشليم في «ها نحن صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت 19 ويسلمونه الى الامم لكي يهزاوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم». (متّى 20: 18- 19) «ها نحن صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت"

والمرة الثالثة : فى (مت 26: 2) «تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ ٱلْفِصْحُ، وَٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ».كان الرب يخبر تلاميذه في المرات السابقة بخبر الصلب على أنه شيء في المستقبل، لكنه الآن يخبرهم بالتحديد بميعاد ويوم تسليمه وصلبه . ولنا أن نتصور كيف جلس تلاميذه حوله في حزن وإضطراب إذ أخبرهم بأنه سيسلم ويصلب في الفصح بعد يومين، فهم أحبوه حقيقة ما عدا واحدا منهم كان قلبه قد امتلأ بالظلمة. فحين خرجت محبة يسوع من قلب يهوذا دخله الشيطان.

2) " أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ"  أوردت الأناجيل خبر قول المسيح أن الفصح "بَعْدَ يَوْمَيْن" وأيضا فى مرقس (مرقس ١٤: ١ الخ) وكان الفصح وايام الفطير بعد يومين. وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه" وفى لوقا ( ولوقا ٢٢: ١ الخ ) وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح.  وعيد الفصح هو يوم واحد يوم 14 نيسان ويأتى بعده أسبوع عيد الفطير لأن اليهود لا يأكلون حبزا موجود فيه خميرة وجاء فى يوحنا ( يوحنا ١٣: ١) " اما يسوع قبل عيد الفصح" إعتمدنا فى هذا التفسير نظرية ثلاثة أيام وثلاثة ليالى كاملة وهذه الآية إثبات لذلك وأن القيامة يوم السبت حوالى الساعة الثالثة ظهرا بإعتبار أن اليوم اليهودى يبدأ من المساء ثم الصباح عشية ليلة وصباح اليوم التالى لم يقصد المسيح أن يعرِّفهم بموعد الفصح، فهُم يعرفونه، لكنه قصد أن يخبرهم بالتحديد وقت تسليمه إلى الموت حينئذٍ حسب نبوته السابقة

 بنهاية أمثال الرب في (مت25) تنتهى تعاليم الرب وأعماله. وانتهت بنهاية يوم الجمعة أيام عمل مكثف للرب وكان يوم االسبت الأسبوعى (مساء الجمعة وصباح السبت ) يوم راحة للرب قضاه مع تلاميذه بالقرب من بيت عنيا في هدوء يشرح لهم حقيقة صلبه (مت26 : 1). الرب يخبرهم في المرات السابقة بخبر الصلب على أنه شيء في المستقبل، لكنه الآن يخبرهم بميعاد الصلب.  وقطعا كان تلاميذه في حاجة لهذه الجلسة الهادئة ليتهيأوا للأحداث الجسام والتي ستبدأ في الغد، يوم الأحد . وكان الرب يسوع قد أخبر تلاميذه بصلبه عقب إعتراف بطرس بأن المسيح هو ابن الله. والمرة الثانية كانت بعد التجلى، والمرة الثالثة كانت قبل دخوله الملوكى إلى أورشليم (مت20 : 17 – 19).  وهو يتكلم يوم السبت يوم الراحة (مساء الجمعة وصباح السبت ) وبعد يومين يعنى اليوم الأول (مساء  السبت وصباح الأحد ) واليوم الثانى (مساء االأحد وصباح الأثنين ) وبهذا يكون الفصح يوم الثلاثاء (مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء )

ولنا أن نتصور كيف جلس تلاميذه حوله في حزن واضطراب إذ أخبرهم بأنه سيسلم ويصلب في الفصح بعد يومين، فهم أحبوه حقيقة ما عدا واحدا منهم كان قلبه قد امتلأ بالظلمة نه أحب المال الذى هو أصل كل الشرور . فحين خرجت محبة يسوع من قلب يهوذا دخله الشيطان. بالنسبة للسيد المسيح فقد اعتزل في هذا اليوم. غالبًا في بيت عنيا. وفي هذا اليوم إجتمعت السلطات الدينية معًا ليدبروا قتل المسيح، وتآمر معهم يهوذا.

3) " يَكُونُ ٱلْفِصْحُ،"

لفصح مناسبة يحتفل بها اليهود ليتذكروا كيف حررهم الله من العبودية في مصر سنة ١٥١٣ ق‌م.‏ وما زال اليهود يحتفلون بالفصح حتى اليوم فقد أوصى الله الاسرائيليين ان يتذكروا هذا الحدث المهم كل سنة في اليوم الرابع عشر من شهر أبيب  الذي دُعي لاحقا نيسان (‏القمري)‏.‏ —‏ خروج ١٢:‏٤٢؛‏ لاويين ٢٣:‏٥‏.‏
لِمَ يُدعى الفصح؟‏
ان كلمة «فصح» هي تعريب لكلمة عبرانية معناها «عبور»،‏ وتشير الى الوقت الذي ‏«عبر» فيه الله عن بيوت الاسرائيليين قديما ونجّاهم من الضربة التي مات فيها كل ابكار المصريين.‏ (‏خروج ١٢:‏٢٧؛‏ ١٣:‏١٥‏)‏ فقبل ان يجلب الله هذه الضربة،‏ اوصى الاسرائيليين ان يذبحوا حملا او جديا ويرشّوا دمهما على عتبة بيوتهم.‏ (‏خروج ١٢:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ وكان الله حين يرى هذه العلامة،‏ ‹يعبر عن› بيوتهم ولا يقتل ابكارهم.‏ —‏ خروج ١٢:‏​٧،‏ ١٣‏.‏

- فصح = بالأرامي فصحا من العبرية فِسَح أي عبور، وهو تذكار عبور اليهود البحر الاحمر، وعندنا هو تذكار قيامة المخلص من بين الأموات.
  المصددر : *كتاب تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه. طبعة ثانية لسنة 1932  المؤلف/ القس طوبيا العنيسي الحلبي اللبناني.  طُبع بإذن الأب العام / جبرائيل العشقوتي ، لسنة 1929
4) " لِيُصْلَبَ " انظر شرح متّى ٢٧: ٣٥. انظر أيضا تاريخ عقوبة الصلب

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قال سيدنا هذا الكلام وهو في جبل الزيتون . وفي لوقا يقول قد قرب عيد الفطير وفي يوحنا يقول قبل الفصح بستة أيام . وتفصيل ذلك انه جاء يسوع الى بيت عنيا في يوم السبت واقام لعازر وصنع له وليمة فكانت مرثا تخدم ومريم تدهن رجليه . وفي يوم الاحد دخل اورشليم في وسط هتاف الشعب على ما جاء في يوحنا . وفي يوم الاحد بعينه خرج الى بيت عنيا وبات هناك كما قال متى وفي الغد خرج الى جبل الزيتون كقول متى وجلس على الجبل وعلم تلاميذه كثيراً وفي يوم الثلاثاء وهم بعد في الجبل قال لهم انه بعد يومين يكون الفصح اي ليلة الجمعة . وفي يوم الثلاثاء بعينه مسح في بيت سمعان الابرص في بيت عنيا كما قال متى ومرقس . ومن هنالك ارسل التلميذين بطرس ويوحنا الى اورشليم في يوم الخميس ليعدا الفصح كما قال لوقا . ولما كانت ليلة الجمعة جاء الى اورشليم واتكأ في العلية مع تلاميذه كما قال متى وكان عيد الفصح والفطير يوم الجمعة . واذا حسبنا الايام من السبت الذي فيه أقام لعازر الى الجمعة تجدها ستة أيام كما قال يوحنا . ومن هذه يتضح لنا اتفاق الانجيليين . وقد ذكر المسيح خبر الفصح أولاً ليخفي الخبر المؤلم أي الصلب . 

تفسير (متى 26: 3) : حينئذٍ اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب الى دار رئيس الكهنة الذي يدعى قيافا ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "حِينَئِذٍ ٱجْتَمَعَ"  أي أعضاء مجلس السبعين السنهدرين .المجمع اليهودى أو المجامع اليهودية والأرجح أن اجتماعهم كان بعد خروج المسيح من الهيكل، وهو الذي ذُكر في (متّى ٢٤: ١) ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل فتقدم تلاميذه لكي يروه ابنية الهيكل." وربما تآمروا عليه وهو يتكلم مع تلاميذه بما ذُكر في متّى ٢٤، ٢٥.

2) " رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ" رئيس الكهنة والكهنة فى العهد القديم أي رؤساء الفرق الأربع والعشرين التي قُسم الكهنة إليها (١أيام ٢٤: ١ - ١٩).1 وهذه فرق بني هرون.بنو هرون ناداب وابيهو العازار وايثامار. 2 ومات ناداب وابيهو قبل ابيهما ولم يكن لهما بنون فكهن العازار وايثامار. 3 وقسمهم داود وصادوق من بني العازار واخيمالك من بني ايثامار حسب وكالتهم في خدمتهم. 4 ووجد لبني العازار رؤوس رجال اكثر من بني ايثامار فانقسموا لبني العازار رؤوسا لبيت ابائهم ستة عشر ولبني ايثامار لبيت ابائهم ثمانية. 5 وانقسموا بالقرعة هؤلاء مع هؤلاء لان رؤساء القدس ورؤساء بيت الله كانوا من بني العازار ومن بني ايثامار. 6 وكتبهم شمعيا بن نثنئيل الكاتب من اللاويين امام الملك والرؤساء وصادوق الكاهن واخيمالك بن ابياثار ورؤوس الاباء للكهنة واللاويين فاخذ بيت اب واحد لالعازار واخذ واحد لايثامار. 7 فخرجت القرعة الاولى ليهوياريب.الثانية ليدعيا. 8 الثالثة لحاريم.الرابعة لسعوريم. 9 الخامسة لملكيا.السادسة لميامين. 10 السابعة لهقوص.الثامنة لابيا. 11 التاسعة ليشوع.العاشرة لشكنيا. 12 الحادية عشرة لالياشيب.الثانية عشرة لياقيم. 13 الثالثة عشرة لحفة.الرابعة عشرة ليشباب. 14 الخامسة عشرة لبلجة.السادسة عشرة لايمير. 15 السابعة عشرة لحيزير.الثامنة عشرة لهفصيص. 16 التاسعة عشرة لفتحيا.العشرون ليحزقيئيل. 17 الحادية والعشرون لياكين.الثانية والعشرون لجامول. 18 الثالثة والعشرون لدلايا.الرابعة والعشرون لمعزيا. 19 فهذه وكالتهم وخدمتهم للدخول الى بيت الرب حسب حكمهم عن يد هرون ابيهم كما امره الرب اله اسرائيل"
3) "ٱلْكَتَبَة " حفظة الكتب المقدسة ومفسروها.كاتب الناموس ولأجزاء الأخرى من العهد القديم
4) "شُيُوخُ ٱلشَّعْبِ" أي نوابه في المجلس الكبير السنهدرين / السنهدريم. وكان الحبر الأعظم رئيسه.
5) "دَارِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ"  رئيس الكهنة  أي الحبر الأعظم. ما زالت آثار دار قيافا رئيس الكهنة قائمة شاهدة على أحداث القبض على المسيح ومحاكمته فيها ثلاث محاكما دينية ويزورها السائحين بعد بنيت على جزء منها كنيسة صياح الديك وكان من عادة أعضاء ذلك المجلس أن يجتمعوا في إحدى ديار الهيكل، لكن كان يجوز أن يجتمعوا في دار رئيس الكهنة. ولعل غاية اجتماعهم في تلك الدار في ذلك الوقت إخفاء مشورتهم عن الشعب لأن ديار الهيكل كانت تغصُّ باليهود من جميع الأقطار لأن أورشليم كانت قبلتهم ويعيدون أيام الفصح فيها .
وأما وظيفة رئيس الكهنة فأول من تولاها هو هارون (خروج ٢٨). وكان يرثها الأكبر من سلالته في القرون الأولى من تاريخ بني إسرائيل " وتوكل هرون وبنيه فيحرسون كهنوتهم والاجنبي الذي يقترب يقتل "(عدد ٣: ١٠). ولما استولى عليهم ملوك اليونان (نحو ١٦٠ سنة ق م) أخذوا يبيعون تلك الوظيفة لمن يدفع الثمن الأوفر. وبعدما استولى الرومان عليهم أخذوا يعزلون الرئيس ويقيمون غيره كما يشاؤون بقطع النظر عن الأهلية والكفاءة. وجرت هذه العادة منذ عصر هيرودس الكبير إلى زمان خراب أورشليم، وبلغ عدد الذين تقلدوا هذا المنصب  ثمانية وعشرون في ١٠٧ سنة، ذُكر في الإنجيل ثلاثة منهم، هم حنان وقيافا وحنانيا. وكان يُلقب كل من أخذ تلك الوظيفة برئيس الكهنة ويجلس في المجلس الكبير طول حياته ولو عُزل.
وكان بيت قيافا على تلة صهيون وكان يوجد طريق مؤدى غلى الهيكل من منزله وهو الطريق الذى سلكه جند الهيكل وقبضوا على يسوع فى بستان جثسيمانى وأتوا به إل دار قيافا وقد بنيت اورشليم أقيمت مدينة القدس على أربعة جبال هي: جبل "الموريا"، وجبل "صهيون"، وجبل "أكرا"، وجبل "بزيتا". ويحيط بهذه الجبال الأربعة عدة جبال أخرى وتحيط التلال بأورشليم من ثلاثة جوانب (مز 125: 2) فإلى الشمال الشرقي منها جبل سكوبس، وجبل الزيتون في الشرق وجبل دير أبو طور في الجنوب، ويسمى أيضًا تلّ المشورة الشريرة، ويقول عنه التقليد أن يهوذا خنق نفسه هناك، وسلسلة تلال اليهودية الرئيسية في الغرب  التى بنيت عليها اورشليم
(6) "قَيَافَا" واسمه يوسف أيضاً كما قال يوسيفوس المؤرخ، وهو من الصدوقيين، وكان صهر حنان الذي تولى تلك الوظيفة قبله، ولم يزل يلقب برئيس الكهنة بعد انتقال الوظيفة إلى صهره (لوقا ٣: ٢ ) (أعمال ٤: ٥، ٦). وكان قيافا رئيساً للكهنة في سنة ٢٦ - ٣٦ م. ثم عزله فيتاليوس القائد الروماني بعد ست سنين من صلب المسيح.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

بموجب الناموس الموسوي كان للكهنة رئيس واحد . وكان الذي يقتل قتيلاً عن غير عمد ويهرب الى مدينة الملجأ لا يستطيع ان يرجع الى حين موت الكاهن المذكور ( عدد 25: 28 ) على ان هذا الناموس بطل فعوض رئيس كهنة واحد كانوا يقيمون كثيرين ويجعلون عليهم رئيسي كهنة فاذا عرض لاحدهما احتلام وهو نايم أو شهوة بأية علة كان يعتبر متنجساً فيقوم الآخر بالخدمة عوضه حتى لا يبطل العيد . فلما ملك هيرودس أخذ يقيم رئيس كهنة جديد كل سنة وذلك حذراً من ازدياد سطوتهم فكانوا يخدمون سنين معلومة . 

تفسير (متى 26: 4) : وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يُمْسِكُوا يَسُوعَ" هنا تحققت نبوة داود النبى فى المزامير (مزمور ٢: ٢ )  قام ملوك الارض وتامر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه قائلين 3 لنقطع قيودهما ولنطرح عنا ربطهما " قادة اليهود الدينيين والوالى بيلاطس الذى يمثل رؤساء العالم المدنى" والعجيب فى هذا المزمور أنه يتكلم عن الرب وأنه مسح المسيح ملكا على جبل صهيون و دار / بيت قيافا  مبنية على جبل صهيون المكان الذى حاكم فيه حنانيا وقيافا رؤساء الكهنة وباقى أعضاء مجلس السنهدرين يسوع فيكمل داود المزمور ويقول "  اما انا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي 7 اني اخبر من جهة قضاء الرب.قال لي انت ابني.انا اليوم ولدتك 8 اسالني فاعطيك الامم ميراثا لك واقاصي الارض ملكا لك.  " (مز 2: 5- 8) وفى بيت قيافا تآمر الرؤساء غلى الرب ومسيحه (يوحنا ١١: ٤٧ )  فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعا وقالوا:«ماذا نصنع؟ فان هذا الانسان يعمل ايات كثيرة."

وكان المفروض من شيوخ الشعب وهم يرون الشعب قد اِلتف حول الملك المسيّا أن يتهلّلوا الذى كان يشفى أنمراض أجسادهم ونفوسهم وكنّا نتوقع أن يجتمع هؤلاء جميعًا في دار رئيس الكهنة يُعلنون فرحهم بالمسيّا الملك الذي يُحقّق ما عجزوا عنه هم وأسلافهم، لكن شكليّة العبادة وحرفيّة الناموس وطلب الكرامات الزمنيّة والجري وراء الكراسي، هذه كلها قد أغلقت قلوبهم عن الحق، فسعوا وراءه ليقتلوه. حقًا لقد اِجتمعوا معًا في دار رئيس الكهنة يضمُّهم معًا فهمِهم الحرفي القاتل والتصميم على تدبير مؤامرة لقتل "الحياة" عينَه، ولم يدروا أن ما يفعلونه إنّما يقتل حَرْفهم القاتل، لقد ظنّوا أنهم قادرون على قتل الحياة بالصليب، ولكن كان هذا الصليب وحده القادر أن يصلِب حَرْفهم القاتل واهبًا إيّاهم الروح الذي يبني. لقد حسبوا أنهم قادرون أن يكتموا أنفاس النور بظلمتهم، ولم يدركوا أن النور يبدّد ظلمتهم ليستنيروا هم بنوره.

2) "بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ" ومعنى المَكْرُ فى اللغة العربية : الخِداعُ، وأن تصرِفَ غيرَك عن مقصِده بحيلة
بِمَكْرٍ لأنهم لم يجسروا أن يفعلوا ذلك علانية وخافوا من الشعب لئلا يثور عليهم لأن الشعب ساروا وراؤه مهللين فى يوم الشعانين . وكان القصد من مكرهم أن يقتلوا يسوع منذ أن أقام لعازر (يوحنا ١١: ٥٣) ومنعهم عنه قبلاً خوفهم من الشعب، لأن الكثيرين حسبوه نبياً (لوقا ٧: ١٦) وتأثروا كثيراً بتعاليمه (لوقا ٢١: ٣٨).
 وحدث أنه عندما  راى رؤساءهم وشيوخهم وكتبتهم اجتمعوا الى اورشليم 6 مع حنان رئيس الكهنة وقيافا ويوحنا والاسكندر، وجميع الذين كانوا من عشيرة رؤساء الكهنة. وقبضوا على بطرس الذى كان يعظ فى الشعب فقال هم ( أعمال ٤: ٢٥ الخ) القائل بفم داود فتاك: لماذا ارتجت الامم وتفكر الشعوب بالباطل؟ 26 قامت ملوك الارض، واجتمع الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه. 27 لانه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع، الذي مسحته، هيرودس وبيلاطس البنطي مع امم وشعوب اسرائيل، 28 ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يدك ومشورتك ان يكون."
  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

بعدد ان أقام لعازر بأربعة ايام اي يوم الاربعاء تشاوروا على قتله لذلك جعل في قانون الرسل يومي الاربعاء والجمعة للصوم ويوم الاحد لتقديس الاسرار . ويوم الاحد لانه فيه قام من القبر . وقد ذهب البعض الى ان الحيوانات في تلك الجمعة اكرمت الصيام  

تفسير (متى 26: 5) : ولكنهم قالوا : “ ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " «وَلٰكِنَّهُمْ قَالُوا: لَيْسَ فِي ٱلْعِيدِ لِئَلاَّ يَكُونَ شَغَبٌ فِي ٱلشَّعْبِ»" يهود كثيرون من الجليل والشتات كانوا حاضرين في أورشليم  لحضور عيد الفصح فى أورشليم ومنهم المسيح والتلاميذ حضور الفصح كان فرضا على جميع الذكور اليهود من عمر عشرين وما فوق (لا ٢٣ :٢ ,٤ ,١٧ ,٤٤؛ عد ٢٩ :٣٩) وفى العادة يبدأ توافد ألشعب اليهودى لأورشليم ليأكلوا خروف الفصح وجبل المعبد أى جبل المريا الذى بنى عليه هيرودس الهيكل الوحيد لهم اوعلى مذبحه تقدم الذبائح فلاتذبح التقدمات والتضحيات إلا هناك ولا يقل عدد الشعب اليهودى فى عيد الفصح واسبوع الفطير حوالى 750 ألف يهودى وكانت أورشليم أحيانا تستقبل ثلاث أضعاف عدد سكانها الإعتيادي   خلال أيام الأعياد السنوية الإلزامية الثلاثة. وكان الرومان دائما يأتون بمزيد من الجنود خلال أيام الأعياد(مت ٢٧ :٢٤ً) حيث تزدحم بيوت المدينة وطرقاتها وينام الزوار الذين لم يجدوا مأوى تحت أشجار الزيتون على جبل الزيتون أو فى خيام على الجبال حولها ويعتبر الذهاب للهيكل فى أورشليم وتقديم الذبائح فريضة لليهود كما تعتبر أورشليم قبلة اليهود فى جميع أنحاء العالم وكان يهود خيبر ويهود القبائل اليهودية بالجزيرة العربية يوجهون صلاتهم نحو اورشليم وكان محمد رسول الإسلام قبلته أورشليم هو وأتباعه حتى أقترح عليه عمر بن الخطاب ان تكون قبلة المسلمين مكة

قصدوا الكهنة معرفتهم بالإزدحام الكبير فى ايام عيد الفصح  وعدد المجتمعين في العيد ولعلمهم بكثرة عدد الجليليين بينهم الذين يعتبروهم أقل علما فى الدين نظرا لسمناهم مع الوثنيين ، وكانوا بعرفون أيضا حضور المسيح وتلاميذة العيد وأصدقاء كثيرين منهم. ولعلهم ذكروا الاحتفال الذي كان للمسيح عند دخوله المدينة منذ يومين، فخافوا أن يقوم عليهم أولئك الأصدقاء إذا هم قبضوا عليه علانية وقتئذٍ. ولكن خيانة يهوذا عدلت بهم عن ذلك القصد، لأنه أراهم طريقاً بعيدا عن الهيكل وفى ظلام الليل يمسكونه بها خفية فلا يكون شغب. وفي هذا بيان لتتميم الرب ونبواته فى العهد القديم ونبوة المسيح نفسه عن صلبه وموته وقيامته بالرغم من الأشرار، فإنه شاء أن يكون موت المسيح في وقت العيد لينتشر نبأ ذلك عن طريق كثرة المشاهدين، وليقترن موت المسيح بذبح خروف الفصح. 

(خروج ١٢: ١٦)  سبعة ايام تاكلون فطيرا.اليوم الاول تعزلون الخمير من بيوتكم.فان كل من اكل خميرا من اليوم الاول الى اليوم السابع تقطع تلك النفس من اسرائيل. 16 ويكون لكم في اليوم الاول محفل مقدس وفي اليوم السابع محفل مقدس.لا يعمل فيهما عمل ما الا ما تاكله كل نفس فذلك وحده يعمل منكم. 17 وتحفظون الفطير لاني في هذا اليوم عينه اخرجت اجنادكم من ارض مصر.فتحفظون هذا اليوم في اجيالكم فريضة ابدية. 18 في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر مساء تاكلون فطيرا الى اليوم الحادي والعشرين من الشهر مساء. 19 سبعة ايام لا يوجد خمير في بيوتكم.فان كل من اكل مختمرا تقطع تلك النفس من جماعة اسرائيل الغريب مع مولود الارض"   

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

تأمل انهم لم يكونوا يخافون من الله بل من الشعب . وقد اعتمدوا على يهوذا الخائن فاسلمه لهم . وجرت المشاورة في دار قيافا لانه كان رئيس كهنة تلك السنة . وقد زعم قوم ان قيافا هذا هو يوسيفوس فبعد زمان ندم وتاب وآمن بالمسيح ولكن يوسيفوس الذي حارب الرومانيين وكتب تاريخ المقابيين وخراب أورشليم هو غير . وقد ذكر اوسابيوس القيصري في تواريخ الكنيسة . بانه دعي يوسيفوس أي يوسف الثاني من الرومانيين لاجل حكمته . 

تفسير انجيل متى الاصحاح السادس والعشرون

سكب العطر على يسوع (متى 26: 6- 13)

 

سكب العطر على المسيح

 

تفسير (متى 26: 6) : وفيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص ،

 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا" بَيْتِ عَنْيَا في سفح جبل الزيتون الشرقي، وتُعرف اليوم بـ اللعازرية، وهي  وتبعد عنها 2كم - 4كم نحو ثلاثة أرباع الساعة مشياً عن أورشليم، وهي وطن مريم ومرثا ولعازر، المكان الذي اعتاد المسيح أن يتردد عليه عندما يذهب إلى أورشليم فى المواسم والأعياد اليهودية وأهمها عيد الفصح (متّى ٢١: ١٧) ثم تركهم وخرج خارج المدينة الى بيت عنيا وبات هناك.  (لوقا ١٠: ٣٨ - ٤١ ) وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امراة اسمها مرثا في بيتها. 39 وكانت لهذه اخت تدعى مريم التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه. 40 واما مرثا فكانت مرتبكة في خدمة كثيرة فوقفت وقالت: «يا رب اما تبالي بان اختي قد تركتني اخدم وحدي؟ فقل لها ان تعينني!» 41 فاجاب يسوع: «مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة (مرقس ١١: ١١، ١٢)  فدخل يسوع اورشليم والهيكل، ولما نظر حوله الى كل شيء اذ كان الوقت قد امسى، خرج الى بيت عنيا مع الاثني عشر. 12 وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع،  " وكان يسوع في الأسبوع الأخير من حياته الأرضية يعلّم في الهيكل في النهار وإذا تأخر فى خدمته إلى الليل كان يبيت في جبل الزيتون (لوقا ٢٢: ٣٥). أو كان يبيت بيت عنيا. ومن تلك القرية عينها صعد إلى السماء (لوقا ٢٤: ٥٠).واخرجهم خارجا الى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم. 51 وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واصعد الى السماء.
2) " فِي بَيْتِ سِمْعَانَ ٱلأَبْرَصِ"  البرص مَرَض مُعْدٍ مُزْمِن خبيث يظهر على شكل بُقع بيضاء في الجسد، يؤذي الجهاز العَصَبيّ، أو هو مرض يُحْدِث في الجسم قشرًا أبيضَ ويسبِّب حكًّا مؤلمًا

بَيْتِ سِمْعَانَ ٱلأَبْرَصِ إن كان سمعان أبرص بالفعل وكان حياً، فلا يمكن أن يحضر معهم، لأن شريعة موسى تفرض على اليهود عدم لمس الأبرص فكان الذين يصابون بهذا المرض يعزلون وتكون لهم أماكن يعيشون فيها بعيدا عن المجتمع فكانوا يقيمون خارج المحلة أو المدينة فى الأودية والمغائر وكانوا يسقطون لهم الطعام من أعلى حتى لا لا يتنجسون بهم (عد 5: 1- 4) (عد 13: 10- 15) (2 مل 7: 2.. ألخ) ووصل الأمر بإعتبارهم نجسين فكان علماء الناموس وقضاته فى أيام الهيكل الثانى يقولون أنه إذا وقف أبرص تحت شجرة ومر من أمامها إنسان طاهر تنجس وكان إذا شفى الأبرص من المرض يذهب للكاهن ليكشف عليه ويعلن شفاؤة من المرض وكان الأبرص يقدم ذبيحة عصفورين تذبح الواحدة وتطلق الأخرى (لا 14: 1- 8 .. ألخ)واذا ضربة البرص قد برئت من الابرص 4 يامر الكاهن ان يؤخذ للمتطهر عصفوران حيان طاهران وخشب ارز وقرمز وزوفا. 5 ويامر الكاهن ان يذبح العصفور الواحد في اناء خزف على ماء حي. 6 اما العصفور الحي فياخذه مع خشب الارز والقرمز والزوفا ويغمسها مع العصفور الحي في دم العصفور المذبوح على الماء الحي 7 وينضح على المتطهر من البرص سبع مرات فيطهره ثم يطلق العصفور الحي على وجه الصحراء. 8 فيغسل المتطهر ثيابه ويحلق كل شعره ويستحم بماء فيطهر.ثم يدخل المحلة لكن يقيم خارج خيمته سبعة ايام. " ولهذا من المؤكد أن سمعان الأبرص شفاه المسيح وبقي ملقباً بما كان عليه. وربما مات وبقي بيته يُنسب إليه وسمعان من نسله . وظن البعض أنه أبو مريم ومرثا ولعازر، وظنه آخرون نسيباً لتلك العائلة، وأن العائلتين كانتا في بيته كانت مريم ومرتا تخدمان الوليمة كعادة أهل القرى فى الأزمنة القديمة وحتى يومنا الحاضر فى منطقة الشرق الأوسط  بناءً على قول يوحنا (يوحنا ١٢: ٢).«صَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ»ولكن الوليمة كانت فى بيت سمعان الأبرص ولم تكن ذلك في منزلهم (مر ١٤ :٣ ) وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص وهو متكئ جاءت امراة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن. فكسرت القارورة وسكبته على راسه. " ويقول بعض المفسرين أنه ربما كانت تربطهم علاقة قربى نوعاً ما مع أصحاب البيت  ولكن لم يخشَ يوحنا كتابة تردد الكسيح على عائلة لعازر ذلك لأنه كتب إنجيله بعد خراب أورشليم حين لم يكن خطر عليهم.،

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

بيت عنيا هذه هي وطن مريم ومرثا ولعازر الذي أقامه فيها المسيح . وتفسيرها بيت المجد . وتبعد نحو ثلاثة أرباع ساعة من أورشليم . وبعد ان دهنت مريم المجدلية قدميه هنالك قال لتلميذيه امضيا الى المدينة واعدا لنا الفصح ويظهر من هذا ان المسيح ارسل الرسل الى اورشليم من بيت عنيا وكان سمعان المذكور أبرص وبعد ان شفي ظل يلقب بالابرص . وربما انه برص بفكره وشكّ في المسيح . 

تفسير (متى 26: 7)  تقدمت اليه امرأة معها قارورة طيب كثير الثمن ، فسكبته على رأسه وهو متكئ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ ٱمْرَأَةٌ " ٱمْرَأَةٌ قد تكون مريم أخت مرثا ولعازر. فى الأناجيل أمرأتين دهنتا يسوع بالطيب فى بيتين ومكانين وشخصين  مختلفيم ويجب أن يميز بينهما

ألأولى: المرأة مريم التى شهد لها المسيح بأنها اختارت النصيب الصالح،التى كانت فى بيت سمعان الأبرص فى بيت عنيا وسكبت القارورة على رأسه (مت 26: 7) ورجليه (يو 12: 3) وهذه دهنته في نهاية ذلك التبشير وكانت قبل الفصح بستة أيام (يو 12: 1)

والثانية : المرأة الخاطئة وكانت خاطئة مشهورة  وذكر لوقا أنها فى بيت فريسى وكان فى الجليل  وسكبت القارورة على رجليه أى دهنته في أول تبشيره في (لو٧: ٣٦ - ٣٨ ) وساله واحد من الفريسيين ان ياكل معه فدخل بيت الفريسي واتكا. 37 واذا امراة في المدينة كانت خاطئة اذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب 38 ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدات تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر راسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب. "

2) " مَعَهَا قَارُورَةُ" كانت القوارير تستعمل لحفظ السوائل فى العصور القديمة بأحجام مختلفة منذ زمن الفراعنة وفى العصر اليوناني والرومانى  هي وعاءٌ من الألباستر رخام لين أبيض شفاف أو قد يكون ملون ، استعمله القدماء كثيراً للأطياب الثمينة، ثم أطلقت هذه الكلمة فى العصور التالية على كل قنينة، سواء كانت من رخام أم من معدن أم زجاج. وكانت القوارير غالباً ذوات أعناق طويلة يسدون أفواهها بالطفال. فإذا أرادوا سكب الطيب منها كسروا العنق أو الطفال (الصلصال) وهذا يفسر  الأية (مرقس ١٤: ٣).وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص وهو متكئ جاءت امراة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن. فكسرت القارورة وسكبته على راسه. " حيث تضيق قاعدة عنق القارورة والقاعدة التى يحتفظ فيها بالعطر مما يسهل كسرها
3) " طِيبٍ" قال مرقس ويوحنا إن ذلك كان طيب ناردين (مرقس ١٤: ٣ ) (يوحنا ١٢: ٣) من الطيوب (العطور) يسمى أيضًا النرد، يستخلص من نبات صغير الحجم ينبت بكثرة في جبال هملايا على ارتفاع عالٍ. وهو سائل استعمله الهنود في الأزمنة القديمة دواء لبعض الأمراض: كما استعملوه طيبًا لأنه طيب الرائحة، وتاجروا به وصدروه إلى دول الشرق التي كانت تتولى توزيعه في العالم القديم. وقد دهنت مريم (أخت لعازر) قدمي يسوع به (يو 12: 3) وسكبت هي، أو غيرها، شيئًا منه على رأسه، وذلك قبل الفصح بستة أيام (مر 14: 3). وكان عملها دليلًا على حسن ضيافتها ليسوع الذي أقام أخاها من الأموات. وذكر الناردين بين الأطياب التي حملتها عروس سليمان (نش 1: 12 و4: 13 و14).
"الناردين" أو "الناردين السنبلي" (نشيد الأنشاد ١ :١٢؛ ٤ :١٣ -١٤؛ مر ١٤ :٣؛ يو ١٢ :٣ .) وكان باهظ الثمن جداً وربما كان عطر زفاف مريم  والناردين غالي الثم نوهو أثمن ما عُرف يومئذٍ من الأطياب. وهو سائل كالزيت ذو رائحة ذكية وكان أغنياء الأقدمين يتطيبون به. وقال يوحنا إن مريم أتت بمناً من ذلك الطيب (يوحنا ١٢: ٣) وهو في اليوناني «لتراً» وهو وزن يوناني وروماني يعادل مئة درهم. وقال أيضاً «امْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ» (يوحنا ١٢: ٣).
4) " كَثِيرِ ٱلثَّمَنِ"  حدد يهوذا إن قيمته تساوي ٣٠٠ دينار مما يدل على خبرته فى البيع والشراء  (يوحنا ١٢: ٥) أصدر  طيباريوس ديناريوس قيصر الأول والعملة التى أصدرها  فى عصر المسيح اللفظ العربي دينار يرجع إلى أصل لاتيني هو ديناريوس "denarius" ومعناه "عشرة" لان هذه العملة كانت تساوي أصلًا عشرة "آسات" رومانية. وكان الدينار عملة رومانية من الفضة وكان وزنها في عصر فى العهد الجديد ثلاثة جرامات وكان على اليهود أن يتعاملوا بهذه العملة عندما كانوا يدفعون جزية لرومة ولذا فقد استخدم السيد المسيح هذه العملة في الجواب على السؤال الخاص بدفع الجزية لقيصر (مت 22: 19). وقد نقش على الدينار الذي كان متداولًا في أيام السيد المسيح على الأرض، صورة طيباريوس قيصر واسمه وألقابه. وكان الدينار وقتها أجر الفاعل في النهارً (متّى ٢٠: ٩). فيكون ثمن طيب تلك القارورة يعدل أجرة الفاعل سنة كاملة، بعد حذف الأيام التي لا يجوز العمل فيها. وهذا دليل على أن عائلة مريم كانت غنية حتى استطاعت تحمُّل مثل تلك النفقة.

300 دينار = 121.179623 $ دولار امريكى

5) " سَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ" سمبت الطيب على رأسة (مت 26: 7) وورد فى أنجيل  يوحنا أنها دهنت رجليه أيضاً (يو 12: 3) ومسحتهما بشعرها. وكان دهن الرأس مألوفاً، وأما دهن القدمين فلم يكن كذلك، فهو دليل على تواضعها .هذه القارورة كانت تحتوي على ١٢ أونصة، أو رطل   روماني، فقد كان فيها ما يكفي ليغطي كل جسده. عندما تُفتح الزجاجة لا يعود بالإمكان إغلاقها أو إعادة ختمها.
6) "وَهُوَ مُتَّكِئٌ " اعتاد الناس في أيام المسيح أن يتكئوا على الأسرَّة عند الأكل كما أوضحنا في شرح متّى ٢٠: ٦.

وفي القرن الثاني قبل الميلاد أصبح الاتكاء عند تناول الطعام أمرًا عاديًا لدى اليهود (سيراخ 41: 24 في الترجمة اليسوعية). وكان يوضع عادة ثلاثة متكآت حول المائدة ويترك الجانب الرابع خاليًا كي يقدم منه الخدم الأطباق للآكلين. وقد يكون أكثر من مائدة إذا كان عدد الاكلين كثيرا ترتب كحرف u الإنجليزى ويخدم من الوسط   وكانت ترتب المتكآت هكذا: العليا فالوسطى. وكانت العليا على يمين الخدم وهم يتقدمون لتقديم الطعام. وكان يجلس على المتكأ الواحد ثلاثة أشخاص عادة؛ ولكن أحيانًا ما، كان يجلس أربعة أو خمسة. وكان يتكئ من يأكل ورأسه بجوار المائدة ومرتفع ليتناول الطعام من فوق المائدة، أما جسمه فيمتد بحيث تكون أقدامه في مؤخر المتكأ. وكان الذي يأكل يسند جسمه على مرفقه الأيسر ليترك الزراع الأيمن حرًا يتناول به الطعام. كان رأس المتكأ في المقدمة يوضع قريبًا من صدر المتكئ الذي يليه ولذا فيظهر أنه أثناء تناول العشاء الرباني كان يوحنا متكئًا في المقدمة أمام المسيح. وكانت المكانة في الجلوس على المتكأ بحسب هذا الترتيب الأعلى فالأوسط فالسفلى. فمن كان يجلس في المكان الأعلى لم يكن هناك إنسان وراء ظهره. ومرتبة الشرف والتكريم هي المكانة العليا في المتكأ، وهي التي جلس فيها المسيح عند العشاء الرباني.

 وهذا الاتكاء سهَّل لمريم الوصول إلى رأسه وإلى قدميه. وقصدت مريم بذلك إكرام يسوع لاعتقادها أنه المسيح، ولإظهار شكرها لإقامته أخاها لعازر من الموت. ومثل هذا الإكرام يليق تقديمه لأعظم الملوك.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

تشجعت المرأة لتدنو من سيدنا لما رأته قد طهر برص سمعان ومنح الشفاء لنساء كثيرات منهن السامرية والكنعانية وذات النزيف . ولم تدن منه كمن يدنو الى انسان بل كمن يدنو الى اله متأنس . وقد زعم البعض ان هنالك تناقضاً بين اقوال الانجيليين لان لوقا ذكر انها كانت خاطئة وانها دنت من المسيح في نايين . وقال متى انها كانت في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص . وقال يوحنا ان اسمها مريم . وقد ذهب البعض الى ان الاشارة الى امرأتين مختلفتين . وقال آخرون انها واحدة وهي بعينها مسحته مرتين . وقال بعضهم ان سمعان الفريسي هو سمعان الابرص ابو لعازر ومريم . وقال الذهبي الفم ان المسيح مسح مرتين . اما القديس ساويرس ونحن على رأيه فانه يقول ان المسيح مسح ثلاث مرات وذلك في نايين وفي بيت عنيا قبل الفصح بستة ايام وفي بيت عنعيا أيضاً قبل الفصح بيومين . فيستنتج من قول يوحنا ان امرأة مسحت قدميه في بيت عنيا قبل الفصح بستة ايام ومن قول لوقا انه مسح في نايين ومن قول متى ان امرأة افاضت قارورة طيب على رأسه قبل الفصح بيومين ان المسيح مسح ثلاث مرات وقد مسحته ثلاث نساء وان الخاطية التي كانت في نايين هي التي اتت قبل الفصح بيومين ومسحت قدميه فيكون الماسح امرأتين كما قال الذهبي الفم وعدد المسحات ثلاثاً كقول القديس ساويرس . اما قارورة الطيب هي الناردين وقال آخرون انها بلسم وزعم بعضهم انها كانت مركبة من عقاقير طبية وقال آخرون ان ذلك الطيب لبان ومثقال واحد منه يكفي لمسح كل الجسم وذلك لان رائحته طيبة وقد ازدادت طيباً من جسد ربنا . ثم ان المجدلية استعملت شعرها عوضاً عن المنديل لكي تبقى معها رائحة جسد المسيح بعد موتها . وقد قال بعضهم انها منذ ذلك اليوم حتى موتها ما غسلت رأسها ولا تمسحت وان رائحة جسمها كانت عابقة . وكانت العادة ان يمسحوا الرجلين من تعب الطريق .

تفسير (متى 26: 8)  : فلما رأى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين : “ لماذا هذا الاتلاف ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذٰلِكَ ٱغْتَاظُوا " يظهر أن بدأ بهذا التذمر هو يهوذا (يوحنا ١٢: ٥)  فقال واحد من تلاميذه، وهو يهوذا سمعان الاسخريوطي، المزمع ان يسلمه: 5 «لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمئة دينار ويعط للفقراء؟»  وهو أول ما ذُكر من كلامه في الإنجيل «قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ» (يوحنا ١٢: ٦) فلو وصلت يده إلى ذلك المبلغ لسرق بعضه.
2) " قَائِلِينَ: لِمَاذَا هٰذَا ٱلإِتْلاَفُ؟ " وأنتشرت عبارة يهوذا بين تلاميذ المسيح فكان البعض يؤيد والبعض غير مؤيد ومنهم يوحنا فأنتشر التذمر بين التلاميذ وأصبح موضوعا للمناقشة حول المال بدلا من التعمق فى الروحانيات والتعاليم التى يقولها يسوع والتذمر يوصف بأنه يشبه مرض ينتشر بين الجماعة  فيتمردون ويؤدى فى النهاية إلى إما  ثورة أو أنقلاب على القيادة  وبالسياسة أو القمع يمكن إنهاؤه وكثيراً ما نشاهد أن تذمر جماعات كثيرة ينشأ من إنسان واحد وينتشر إلى غيره كنار في الحصيد. فعلى المسيحيين أن يعلموا أن الكثيرين سيتذمرون على أعمالهم الخيرية، لأنهم يجهلون غايتها. ومن أشهر قصص التذمر فى التاريخ تذمر بنى أسرائيل على الرب بعد خروجهم من أرض مصر فصنعوا عجلا من الذهب الذى أخذوه من المصريين وعبدوه وقال هارون هذه هى آلهتك يا اسرائيل   (خر 32 : 1- 6) "ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هرون وقالوا له قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا لأن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من ارض مصر لا نعلم ماذا أصابه. فقال لهم هرون انزعوا أقراط الذهب التي في أذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها. فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في أذاهم وأتوا بها إلى هرون. فاخذ ذلك من أيديهم وصوره بالأزميل وصنعه عجلًا مسبوكًا فقالوا هذه الهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من ارض مصر. فلما نظر هرون بنى مذبحا أمامه ونادى هرون وقال غدًا عيد للرب. فبكروا في الغد واصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للعب." وتمردوا على الرب عندما أشتهوا قدور اللحم والنعنع والشبت والكمون التى كانوا يأكلونها فى مصر أرسل لهم الرب المن والسلوى وكصر تذمرهم وتمردهم  لدرجة أن الرب أسماهم بعدها "بَنِي التَّمَرُّدِ" (سفر العدد 17: 10)، و"الْمَرَدَةُ" (سفر العدد 20: 10)، و:"أُمَّةٍ مُتَمَرِّدَةٍ" (سفر حزقيال 2: 3)!
وبينما كان ليهوذا غرض ملتوى وهو السرقة وأخفى هدفة وراء إتلاف العطر وهو فيما يبدوا أمرا معقولا فقارن بين سكب العطر وثمنه ولم ينتبه إلى أن الذى سكب الطيب عليه هو المسيح خالق الطيب ومن ثم أنساق بعض التلاميذ وراؤه البعض من الناس لهم أهداف وراء تذمرهم البعض هدفه السلطة أو المكانة أو حب الظهور أو السرقة .. ألخ  و
لم يرَ التلاميذ فائدة أو منفعة من بذل ذلك الطيب بتلك الطريقة، لأنهم حسبوه إتلافاً وتبذيراً. كذلك كثيراً ما يحسب أهل العالم ما يبذله المسيحيون من الأموال في سبيل بشرى الخلاص بين الوثنيين إتلافاً وتبذيراً. والحق أن لا شيء مما نقدمه للمسيح هو إتلاف مهما كان ثميناً، كصرف الحياة في خدمته في البلاد البعيدة، أو بذلها من أجله كما بذلها الشهداء. ولا حقَّ لأهل العالم أن يتذمروا على المسيحيين بذلك لأنه لا يحق لكل مسيحي أن ينفق ماله كيف شاء كما يحق للعالمي أن يتصرف بماله كما يريد.

تفسير (متى 26: 9) : لأنه كان يمكن ان يباع هذا الطيب بكثير ويعطى للفقراء “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هٰذَا ٱلطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ" . الذى بدأ بهذا الإعتراض هو يهوذا كان يهوذا هو المسئول عن الصندوق وكان يوضع فيه التبرعات ونفهم من هذه الآية أن من هذه التبرعات كان يصرف منها على الرحلات التبشيرية والطعام ونتذكر أن التلاميذ أقترحوا على السيد المسيح أن يبتاعوا طعاما فى مهجزة تكثير الخبز والسمك ووسائل السفر وغيرها من الإحتياجات التبشيرية يتصدق بها للفقراء لأنه لم يكن يبالي بالفقراء «قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ» (يوحنا ١٢: ٦) إنما اتخذ ذلك حُجة للتذمر  وكثيراً ما يستر الأشرار مقاصدهم السيئة بحجاب التقوى.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

يما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

غضبوا أي اغتاظوا وتذمروا قائلين كان يجب ان يباع . ولكن أي أفضل ان يمسح به ربنا ام يباع ويعطى للمساكين نعم ان سيدنا غني وغير محتاج . ورب سائل يقول من اين توصل التلاميذ الى هذا الفكر؟ فنجيب انهم تعلموه من قول السيد ” رحمة أريد لا ذبيحة ” . اما قول مرقس انه كان يمكن ان يباع بأكثر من ثلثمئة دينار( مر 14: 5 ) فالمفهوم منه انه دراهم كثيرة ثم وقد أشار الى كرمها وطيبة نفسها . ورضي المسيح ان تمسحه لاجل خلاصها وكانت العادة ان يمسح الناس الافاضل من ضعف الزهد . حتى ان القرابين التي كانوا يقدمونها الى الله كانوا يمسحونها . وكهنة الناموس والملوك ايضاً كانوا يمسحون . 

تفسير (متى 26: 10)  : فعلم يسوع وقال لهم : “ لماذا تزعجون المرأة ؟ فانها قد عملت بي عملاً حسناً !

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَـهُمْ " أي علم كل ما يتعلق بذلك التذمر وأن يهوذا هو الذى بدأة اثم أخذ شكل تمرد من التلاميذ ، وعلم يسوع السبب الذى من أجله أقترح يهوذا بيع الطيب وأن السبب ليس أعطاء ثمنهه للفقراء بل أنه كان يريد أن يختلس أموالا بعد بيعه .
كلم يسوع الجميع فلم يكن التلاميذ وحدهم فى بيت سمعان الأبرص فقد كان العادة دعوة  آخرون كما انه فى العادة عندما كان يذهب يسوع إلى أى مكاتنن كان الشعب يلتف حوله ةكعادة أهل القرى فكان الشعب يقف حول البيت يستمعون ليسوع وقد وجه كلامه ليهوذا الإسخريوطي الذى لم يكن من المفروض أن ينتقد سكب الطيب علنا فوبخة يسوع علنا . ويهوذا نفسه شعر بذلك وزاد فى تمرده وأدى هذا إلى الخيانة، كما تدل عليه القرينة في العدد ١٤ من هذا الأصحاح (مت 26: 14) 
حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الاسخريوطي الى رؤساء الكهنة " ومما قيل في (مرقس ١٤: ١٠) ثم ان يهوذا الاسخريوطي واحدا من الاثني عشر مضى الى رؤساء الكهنة ليسلمه اليهم." والسؤال هو هل كان توبيخ المسيح شديدا ليهوذا حتى أنه فكر فى ان يسلمه وما هو السبب فى خيانته 
2) " لِمَاذَا تُزْعِجُونَ ٱلْمَرْأَةَ؟" المسيح فاحص القلوب والكلى العارف بالغيبيات شعر أن مريم أنزعجت من قول التلاميذ وأنها تسببت فى ذلك التذمر على المسيح، وأنها بسكب الطيب فعلت شيئا سيئا وهى التى قدمت هذا الطيب العزيز والغالى عليها وقد يكون أغلى شئ تملكه وكانت تظن أن سكبه على رأس ورجلى العريس السماوى هو أعظم شيئئا فعلته . وكأن المسيح له الحق أن يوبخ تلاميذه على الخروج عن المألوف فى وجوده ، لكنه لم يهتم إلا بانزعاج أفكار مريم. ولا ريب في أنها انزعجت من كلامهم «لأنهم كانوا يلومونها» وأمتد الأمر إلى تأنيبها (مرقس ١٤: ٥).
لانه كان يمكن ان يباع هذا باكثر من ثلاثمئة دينار ويعطى للفقراء». وكانوا يؤنبونها." 
3) " فَإِنَّهَا قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً"  لم يوقفها يسوع قبل أن تسكب الطيب عليه بل تركها تفعله وقد أخذا وقتا لتدهب بالطيب رأس يسوع ورجليه وقد وقف المسيح موقفا حازما ضد تلاميذه وطوب المرأة / مريم على ما فعلته وقال عَمَلاً حَسَناً حكم المسيح بحسن عملها لعلمه بحسن نيتها، لأنها فعلت ذلك احتراماً له وتقديرا لعظمته وهى التى كانت تجلس تحت رجليه وتسمع لتعاليمه ، ولأن المسيح كان موافقاً لسكي الطيب منذ البداية ، أي أنه كان جزءاً من تكفينه. هذا ما رآه المسيح، وأما التلاميذ فكانوا منساقين وراء فكر يهوذا فنظروا إلى ثمن الطيب الأرضى وسكبه على المسيح هو عدم النفع ظاهر من عملها، فحكموا بخلاف ما حكم هو به. إلا أن تزينه بالطيب كان إشارة إلى عفونة الخطايا التى سيحملها بإتمام سر الفداء على الصليبوكان هذا الخير عملا حسنا أفاد البشرية ونالت مريم تطويب المسيح لها وكفنته ولم تستطع المريمات تكفينه وكان هذا العمل حسنا أفضل من انتفاع الفقراء الوقتي به.
أشترت المريمات حنوطا لتطيب به جسد المسيح ولكن عندما ذهبن للقبر كان قد قام المفاجأة أن مريم طيبت بالناردين يسوع وهو حى فى بيت سمعان الأبرص وأعتبر يسوع ان سكب طيب الناردين هو لتكفينه

. الاسم "عمل" والفعل هما من نفس الجذر. إنه يكثّف التصريح أو كان مصطلحاً (يو 3: 21 و 6: 28و 9: 4) (أع 13: 41) ( 1كو 16: 10

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

تعنفونها اي تزيدون تعبها وألمها . فلا تلمسوا بغتة ما هو ثقيل على الناس بل رويداً رويداً . ولو سألته قبل ان تفعل لنهاها عن مسحه . قال الذهبي الفم ان السيد يعلمنا هنا انه متى رأينا احداً قد صنع اواني كهنوتية او زينة أخرى للكنيسة لا يجب ان نقول له بعها لئلا يضعف ايمانه بل يجب ان نمدحه . فان سألنا قبل ان نصنع الاواني نشير عليه ان يعطي للمساكين ثمن ذلك .

تفسير (متى 26: 11)  : لأن الفقراء معكم في كل حين ، وأما انا فلست معكم في كل حين .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 وردت هذه الآية فى  (يوحنا ١٢: ٨ ) لان الفقراء معكم في كل حين، واما انا فلست معكم في كل حين».

1) "لأَنَّ ٱلْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ" سكب الطيب أو ثمنه عطية وتبرع أو هدية رأى التلاميذ ثمته فقط ولم يفكروا فى أنه من حق المتبرع ان يفعل كما يشاء بتبرعه وأحيانا لا يثق الإنسان فى إعطاء تبرع لرجل الدين فيحق له أن يعطى المال للفقراء بنفسه ولكن نية  مريم كانت بسكب الطيب على رأس المسيح ورجليه وقد رأى المسيح أنها فعلت هذا لتكفينه وتنبأت مريم ب بسكب الطيب على موت المسيح   ولقن المسيح تلاميذه درسا بما يعنى هل تريدون التصدق بثمن الطيب الذى قدمته مريم ووجه لهم هذه العبارة مطالبا غياهم بالتصدق بمالهم وليس بمال طيب مريم  فقال لهم عبارته الشهيرة : " ٱلْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍط . ولم يوبخ مُنشئ ذلك الاعتراض على ريائه. فذكر الاعتناء بالفقراء كأنه واجبٌ كل يوم على كنيسته إلى نهاية الزمان.وهذا ما أمر به فى القديم  (تثنية ١٥: ١١ ) لانه لا تفقد الفقراء من الارض.لذلك انا اوصيك قائلا افتح يدك لاخيك المسكين والفقير في ارضك" وذلك موافق لما قيل في (مزمور ٤١: ١ ) طوبى للذي ينظر الى المسكين.في يوم الشر ينجيه الرب (أمثال ١٤: ٢١ ) من يحتقر قريبه يخطئ ومن يرحم المساكين فطوبى له (أم ٢٩: ٧ ) الصديق يعرف دعوى الفقراء.اما الشرير فلا يفهم معرفة. ( غلاطية ٢: ١٠) غير ان نذكر الفقراء. وهذا عينه كنت اعتنيت ان افعله.
2) "  وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ" ينكلم هنا عن حضورة بالجسد يينهم فهم بينما يعارضون ما فعلته المريم بتكريمها لجسده وما فعله هو بغسل ارجلهم إلا أنهم لم يكرموه كما فعلت مريم  بمعنى مريم سكبت الطيب فماذا فعلتم أنتم تعللتم بالفقراء الفقراء معكم كل حين فى أى وقت تعطونهم ولكن 
(يوحنا ١٣: ٣٣ )  يا اولادي، انا معكم زمانا قليلا بعد. ستطلبونني، وكما قلت لليهود: حيث اذهب انا لا تقدرون انتم ان تاتوا، اقول لكم انتم الان." وكان يسوع يبسط السمائيات لهم ولكن لم يفهموا ولكن سيجئ بلا شك الوقت ليفهموا فقال لهم " أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ"

( يو١٤: ١٩ )  بعد قليل لا يراني العالم ايضا، واما انتم فترونني. اني انا حي فانتم ستحيون. (يو ١٦: ٥، ٢٨ ) 5 «واما الان فانا ماض الى الذي ارسلني، وليس احد منكم يسالني: اين تمضي؟ 28 خرجت من عند الاب، وقد اتيت الى العالم، وايضا اترك العالم واذهب الى الاب». " وقد أتى الوقت وفسره يوحنا  ( يو ١٧: ١١)ولست انا بعد في العالم، واما هؤلاء فهم في العالم، وانا اتي اليك. ايها الاب القدوس، احفظهم في اسمك الذين اعطيتني، ليكونوا واحدا كما نحن.

 وفرص إكرام جسده قاصرة على الزمن الحاضر، لأنه على وشك الموت والصعود إلى السماء، وعدم إقامته بالجسد في الأرض بعد. وبالرغم من صعود المسيح إلا أنه قال (متّى ١٨: ٢٠ )لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم».  ( مت ٢٨: ٢٠ ) وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر». امين.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قال الذهبي فمه لاجل هذا يجب ان نترحم لان الفقراء ليسوا بيننا في كل حين الا في هذا العالم . ثم قال المسيح ذلك لكي يطيب خاطر المرأة .

تفسير (متى 26: 12)  : فانها اذ سكبت هذا الطيب على جسدي انما فعلت ذلك لاجل تكفيني .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  «فَإِنَّهَا إِذْ سَكَبَتْ هٰذَا ٱلطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا فَعَلَتْ ذٰلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي».
أوضح المسيح أنها ترك مريم تدهنة بطيب الناردين الكثير الثمن وما أذا كانت فعلته عن قصد تطييبه أو عن محبتها له بهذه الهدية أو التقدمة أو العممل .. أحيانا يفعل الإنسان شيئا من الخير يكون هو مقصد الرب  وأوضح سبب حكمه بحُسن عمل مريم بأنها فعلت هذا لتطييبه وخطإ تذمر التلاميذ، وكان اليهود ينفقون الكثير على تحنيط الموتى (يوحنا ١٩: ٣٩) 
وجاء ايضا نيقوديموس، الذي اتى اولا الى يسوع ليلا، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا. 40 فاخذا جسد يسوع، ولفاه باكفان مع الاطياب، كما لليهود عادة ان يكفنوا. " واعتبروا هذا من الفضائل الواجبة، فقال المسيح إن دهن مريم بالطيب له كان لتكفينه، فلا داعي للاعتراض والتذمر . ولا بد أن التلاميذ تعجبوا من كلامه وحزنوا وخجلوا، لأن سيةر الموت تزعج الإنسان  لم يذكروا أن المسيح سيموت مع أنه أنبأهم بذلك مراراً (متّى ٢٠: ١٩ ولوقا ١٨: ٣١، ٣٢).
مريم كانت تلميذة؛ ربما فهمت يسوع أكثر من الرسل. هذا العطر كان يستخدم لتطييب جسد الميت قبل الدفن (يو 
19: 40) وقال بعض المفسرين أن مريم قصدت بما عملت أن يكون جزءاً من تكفين المسيح، لأنها سمعت أنه سيموت صلباً، وحسبت أنه لا يكون لها فرصة لذلك بعد موته، فسبقت إليه قبل أن يموت. فإن صحَّ هذا الظن يكون أنها أدركت ما لم يدركه أحدٌ من الرسل. وظن مفسين آخرون (وهو الأرجح) أنها لم تقصد بذلك سوى إكرام للمسيح، وأن المسيح نسب إلى عملها معنىً لم تقصده. نعم أنها عملت حسناً ولكن عملها كان أحسن مما حسبته. ومهما كان الظن فقد قصد الله أن يكون دهن المسيح استعداداً لدفنه، وجعل مريم واسطة ذلك.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي بواسطة الدهن الذي دهنتني به اشارت الى موتي ودفنتي . فلخوفكم من اليهود لم تقدروا ان تحنطوا وتطيبوا جسدي فسبقتكم هذه المرأة

تفسير (متى 26: 13) : الحق اقول لكم : حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم ، يخبر ايضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها “ .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:" كان يسوع يبدأ كلامه فى العادة بعبارة  "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:" ليجذب إنتباه سامعيه لما سيقوله
2) "حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهٰذَا ٱلإِنْجِيلِ" هٰذَا ٱلإِنْجِيلِ هو بشارة خلاص للعالم بموت المسيح. وحقق المسيح للتلاميذ أنه حيث امتد خبر ما فعله هو لأجل خلاص البشر يُروَى ما عملته مريم له، وهذا أعظم ثواب.

الإنجيل كلمة معربة من (اليونانية: εὐαγγέλιον، ايوانجيليون) وتعني البشارة السارة أو البشرى السارة أو بشرى الخلاص. والإنجيل هو المسيح الكلمة أى الكلام الوصايا والتعاليم التى قالها يسوع وهى لي كلام أجوف إقال عنه المسيح " اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ. " (يوحنا 6 : 63 ) بالمعنى المسيحى وبالمفهوم الروحي البشارة أى تبشير الناس بمجيء يسوع الذي هو المسيح وتقديم نفسه ذبيحة فداء على الصليب كذبيحة يحمل خطايا الجنس البشري ثم دفنه في القبر وقيامته في اليوم الثالث كما جاء في كتب النبوات في العهد القديم. قد يُقصد بها مجازاً، العهد الجديد كمجموعة من سبعة وعشرين سِفراً مختلفة الحجم، وضعت جميعها باللغة اليونانية أواخر القرن الأول وتحتوى  الكتب الأربعة الأولى  والتي نسبت إلى كل من متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وسفر الأعمال  والرسائل وسفر الرؤيا تمت كتابة الأناجيل الأربعة القانوني -متى ومرقس ولوقا ويوحنا- بين أعوام 70 و100 م تقريبا وأول أنجيل كتب هو إنجيل مرقس والعهد الجديد هي المصدر الرئيسي للمعلومات عن حياة يسوع.

3) " فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ " وهنا يتنبأ المسيح بانتشار الإنجيل في كل الأرض ولكل الجنسيات ولكل لون من البشر ولكل البلاد والأمم والقبائل وترجم كلامه لكل لغات العالم. يكرز به فى كل العالم متى يستخدم نفس الكلمة على أعمال يسوع في مت ٤ :٢٣؛ ٩ :٣٥ ويسوع يستخدم الكلمة في مت ٢٤ :١٤؛ ٢٦ :١٣ )سوف يُكرز به في كل مكان (مت ٢٤ :٩ ,١٤ ,٣٢؛ ٢٨ :١٩ -٢٠ .(هذا يحقق التنبؤات العالمية في العهد القديم (خاصة  اش 2: 1- 4 و 42: 6 و 49: 6 و 51 : 4- 5 و 56: 7) 
4) " يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هٰذِهِ تِذْكَاراً لَهَ "نبوءة المسيح هذه نبوءة غريبة تحققت بعد نحو ألفي سنة. فلو لم يكن المسيح هو كلمة الرب لما علم أن عمل امرأة في بيت عنيا كان لتكفينه وموته على الصليب وأن المريمات أشترين حنوطا وأطيابا لتكفينه ولكن لم يستطعن لختم القبر ووجود حراس عليه ولما ذهبت وجدن المسيح قد قام وهذه نبوءة عن تكفين مريم له بالطيب سيذكَر بعد ألوف من السنين من جيل وإلى جيل وحتى يوم القيامة ، ويُترجم خبره في كل لغات العالم جزاءً على ما عملته له.
ولا يوجد ملك أو أمير او أمبراطور أو خليفة أو والى أو حاكم في العالم مهما كان مقتدراً استطاع أن يحقق دوام ذكر عملٍ يتعلق به وإنتشاره فى العالم كلة ومن جيل إلى جيل . ولا ريب أن مريم سرَّت لأن المسيح مدح "طوبها" وأستحسن عملها ووعد بدوام ذكرها، وإن لامها التلاميذ. وحصلت على هذه المكانة والمنزلة لأنها لم تأتِ ما أتته بهدف الحصول عليها ولا أن تشتهر بالكرم، بل لمجرد إكرام ربها. وهي مثال وقدوة حسنة لنا لأنها تحملت إعتراض التلاميذ

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

عزى تلاميذه بانه سوف تكرز بشارته في كل العالم . ومدح المرأة لئلا يضعف يقينها عند سمعها خبر موته . فيذكر اسمها في كل الامم بكل اللغات ويذاع فعلها الجميل . وهنا مغزى روحي وهو ان البيت عبارة عن العالم والمرأة عبارة عن الخطاة التائبين ورائحة الطيب رمز الى البشارة التي طيبت رائحتنا النتنة . 

 

تفسير انجيل متى الاصحاح السادس والعشرون

خيانة يهوذا (متى 26: 14- 16)

خيانة يهوذا

تفسير (متى 26: 14) : حينئذٍ ذهب احد الاثني عشر ، الذي يدعى يهوذا الاسخريوطي الى رؤساء الكهنة 

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " حِينَئِذٍ " حِينَئِذٍ أي على أثر ما سبق. وذكر إنجيل متى هذا كخطوة سابقة أو حدث سابق ستكون له نتائج لاحقة  بغضّ النظر على قرب الزمان أو بُعده. وقد حرَّك توبيخ المسيح يهوذا على افكاره بأن مريم أخت لعازر أتلفت الطيب  ليتمم ما كان يفكر فيه.
2) "ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلاثْنَيْ عَشَرَ" أجمع الإنجيليين الأربعة أن يهوذا هو أحد تلاميذ يسوع الأثنى عشر كما أجمعوا جميعهم بأنه خان سيده وأسلمه للكهنة  (متّى ١٠: ٤ ) .ويهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه. ( مرقس ١٤: ١٠ )  ثم ان يهوذا الاسخريوطي واحدا من الاثني عشر مضى الى رؤساء الكهنة ليسلمه اليهم.  ( لوقا ٢٢: ٣ ) فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر  ( يو 12: 4) فقال واحد من تلاميذه، وهو يهوذا سمعان الاسخريوطي، المزمع ان يسلمه:"
3) "  ٱلَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا ٱلإِسْخَرْيُوطِيَّ،  يهوذا الاسخريوطي

 "ٱلإِسْخَرْيُوطِيَّ،" هناك عدة نظريات تتعلق بهذه الكلمة (الكلمات تُه ّجأ بشك ٍل مختلف في المخطوطات اليونانية المختلفة). يمكن أن تشير إلى

١ -رجل من كريوت، مدينة في يهوذا فإذا كان هذا البند صحيحا فيكون هو كان اليهوذاوي الوحيد من ضمن التلاميذ الأثنى عشر
٢ -رجل من كارتان، مدينة في الجليل
٣ -الحقيبة الجلدية المستخدمة لحمل النقود
٤ -الكلمة العبرية التي تعي "الشنق"
٥ -الكلمة اليونانية التي تشير إلى خنجر القاتل - فإذا كان هذا البند صحيحا فإنه كان من طائفة الغيورين مثل سمعان

انظر شرح متّى ١٠: ٤. لم يهتم متّى بسرد أسباب تسليم يهوذا المسيح للكهنة ، فإنه محبتة للمال وطمعة وجشع قلبه حتى صار آلةً مناسبة للشيطان (لوقا ٢٢: ٣) فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر. " خاب رجاؤه أن يملك المسيح على الأرض جسدياً وأن يكون هو من يمسك خزنة المملكة ، وما يتعلق بذلك من الشرف والغِنى لإنباء المسيح بموته (ع ٢) ولعلمه حقد وغضب رؤساء الكهنة من جهته (يوحنا ١١: ٤٧) فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعا وقالوا:«ماذا نصنع؟ فان هذا الانسان يعمل ايات كثيرة. "، ولغيظه من إتلاف الطيب وعدم إستفادته المالية من بيعه وأن رأيه لا يعتد به وتوبيخ المسيح له، سلم ذاته للشيطان  وذهب ليسلم المسيح طمعاً بالأجرة. نعم إن الشيطان هيَّج يهوذا على تلك الخيانة، لكن يهوذا خان ربَّه باختياره. لأن الإنسان له حرية الإختيار فى أتباع طريق أو عمل او فكر معين وهذا من الأدلة القاطعة على أن محبة المال من شر فخاخ إبليس، وأنها مما يقود إلى أفظع الخطايا.
4) " إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَة"ِ لعله ذهب إلي رؤساء  الكهنة  وقت التئام مجمع السبعين 
(يوحنا ١١: ٤٧) للمؤامرة على المسيح والقبض عليه  كما ذُكر في (ع ٣) وكان ذلك مساء  قبل يومين من العشاء، وظل يهوذا منذ ذلك الوقت مصرا على خيانة المسيح فعلاً مدة يومين.

 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

حينئذٍ أي لما رأى ان سمعان قد طهر والمرأة أفاضت عليه الطيب . مضى أحد الاثني عشر أي احد اولئك المختارين الاولين الذين كان لهم الدالة عند سيدهم . وقد دعاه بالاسخريوطي باسم أسخريوط قريته ثم تمييزاً له عن يهوذا الغيور 

تفسير (متى 26: 15)  : وقال : “ ماذا تريدون ان تعطوني وأنا أسلمه اليكم ؟ فجعلوا له ثلاثين من الفضة .

 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي " هناك سؤال يطرح نفسه وهو أنه قبل أن يذهب يهوذا للكهنة كيف عرف ا،هم يريدون القبض على يسوع ؟ والإجابة انه من المرجح ان ليهوذا إتصالات من داخل مجمع السنهدرين وسمع منهم أنهم يريدون محاكمة يسوع

2) " وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟" وهذا الجزء من الاية  برهان على إصرار يهوذا وتصميمة على تسليم المسيح إليهم، فقد ذهب إليهم يعرض إرشادهم لمكانه وتسليمه إليهم لأنهم فيما يبدوا أن جنود الهيسكل المكلفين بالقبض عليه لم يكونوا يعرفون شكلة وكان إنجيل مرقس أكثر وضوحا فقال «ثُمَّ إِنَّ يَهُوذَا... مَضَى إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ» (مرقس ١٤: ١٠).

يبدو الدافع الذى دفع يهوذا لتسليم المسيح للكهنة غامضاً (يو .١٢ :٦ ) خيانة يهوذا لسيده لا يمكن تفسيرها. هناك نظريات حديثة كثيرة تفترض أنه كان يحاول أن يجبر يسوع على أن يكون المسيا اليهودي الذى يعتقد فيه اليهود انه قائد عسكرى سيحررهم من الرومان أما إنجيل يوحنا يؤكد أنه كان سارقا

3) " فَجَعَلُوا لَهُ " لم يعطوه في الحال، وعدوه بتسليم المبلغ عند تسليمه المسيح إليهم.
4) " ثَلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ " أي ثلاثين شاقلاً من الفضة لأنه هو المعهود عندهم في المعاملات. والشاقل يساوي حول ١٢ جراماً من الفضة، فيكون مبلغ ما أخذه يقارب ٣٦٠ جراماً وهذا كان الثمن 
الذي يُدفع في شريعة العهد القديم لأجل عبٍد مجروح ( خروج ٢١: ٣٢ )  ان نطح الثور عبدا او امة يعطي سيده ثلاثين شاقل فضة والثور يرجم. فبيع المسيح للموت كعبدٍ ليحرِّرنا من العبودية الدائمة للخطية والموت. ويحتمل أن قول زكريا «فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي والا فامتنعوا.فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة. » (زكريا ١١: ١٢) و (مت ٢٧ :٩ -١٠ ) حينئذ تم ما قيل بارميا النبي: «واخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني اسرائيل 10 واعطوها عن حقل الفخاري كما امرني الرب"  نبوءة بذلك.

 فما أعظم الفرق بين قيمة المسيح عند مريم التى دهنت رأس يسوع وقدميه بطيب عالى الثمن يصل سعره إلى 300 دينار حسب تتقدير يهوذا ذاته لقيمة الطيب الناردين وقيمته عند يهوذا تلميذة ،الذى باعه للموت بأقل من ثُلث هذه القيمة.
.(الإصحاحات ٩ -١٤ من زكريا تُقتبس عدة مراٍت كمصدرللنبوات فيما يتعلق بخدمة يسوع

أ. (مت 21: 4- 5) فكان هذا كله لكي يتم ما قيل بالنبي: 5 «قولوا لابنة صهيون: هوذا ملكك ياتيك وديعا راكبا على اتان وجحش ابن اتان» تقتبس من (زك 9: 9) ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم.هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان. "

ب. (مت 24: 3) وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم اليه التلاميذ على انفراد قائلين: «قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟»  تقتبس (زك 12: 10) وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون الي الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره. 

جـ. (مت 26: 15) وقال: «ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم؟» فجعلوا له ثلاثين من الفضة. تقتبس ( زك 11: 12) «فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي والا فامتنعوا.فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة. » .

د. (مت 26: 31) مقتبس من ( زك 13: 7)

هـ. (مت 27: 10) مقتبسة من ( زك 11: 12- 13)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان السماء والارض لا تعادلان ثمن بيع السيد لانه خالق . والخليقة لا تباع بالخالق . فتأمل كيف خان يهوذا سيده بعد ان احيا امامه ثلاثة موتى . ولو لم يشأ ما قدروا ان يصلبوه . الا انه أسلم ذاته للصلب لاجل خلاص البشر فاما اليهود ويهوذا فانهم لم يسمعوا في هلاكه لاجل خلاص البشر بل ليموت ويهلكاسمه لذلك هم ملومون ومدينون . فدخل الشيطان في يهوذا لا في رفقته لانه وجدت فيه محبة الفضة . ويستفاد من قول لوقا ” ان يهوذا تكلم مع … قواد الجند ( 4 : 22 ) ان رياسة اليهود كانت قد بطلت وبما ان رؤساء الكهنة كانوا يتخاصمون دائماً الرومانيون وضع معهم في الهيكل قواد الجند منعاً للشغب وقوله ثلاثين من الفضة أي ثلاثين ديناراً لان الفضة تدل أحياناً على الذهب واحياناً على الفضة والدراهم والدنانير

تفسير (متى 26: 16) : ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ"  أي من وقت عرض تسليم المسيح  على رؤساء الكهنة قبل الفصح بيومين (مت 26: 2- 4).«تعلمون انه بعد يومين يكون الفصح وابن الانسان يسلم ليصلب». 3 حينئذ اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب الى دار رئيس الكهنة الذي يدعى قيافا 4 وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه. 5 ولكنهم قالوا: «ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب». وهناك نظريتين أحداها قبل الفصح بيومين هو  مساء يوم الثلاثاء حسب ما تقولة الكنائس أن يوم الأحد فجرا هو يوم القيامة (والثالنية قبل الفصح بيومين يكون مساء  يوم الأحد ليلا حسب التوقيت الذى يقول ان يوم السبت هو يوم القيامة )،  . وظنَّ البعض أن يهوذا هذا كان من سكان أورشليم، ولذلك عرف رؤساء الكهنة أكثر من غيره من الرسل، وأنه حسب زعمه قد خاب أمله بيسوع فلم يكن المسيح المنتظر لكي يملك ملكاً أرضياً على اليهود.
2) " كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً " أي وقتاً ومكانا مناسبين لتسليمه (لوقا ٢٢: ٦)  فواعدهم. وكان يطلب فرصة ليسلمه اليهم خلوا من جمع.ئط حتى لا يشاهد الشعب القبض عليه ويخلصوه.
3) " لِيُسَلِّمَهُ " لا يدلهم فقط على المكان والزمن المناسب للقبض عليه، بل أن يشترك معهم فعلاً في القبض عليه. وخيانته هذه حملت الرؤساء على تغيير مؤامرتهم الأولى بقتله التى وردت فى (مت 26: 5) .وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه. " وكان فى عصرهم أنتشر فئة أو طائفة أو عصابات تغتال الرجال يحملون سكاكين صغيرة ويطعنون بها الرجل المقصود قتله فى الأسواق  ومنهم طائفة الغيوريين ظهروا في 6 م عندما قام يهوذا الجليلي ( أع 5:37) بثورة ضد إجراء الرومان للاكتتاب بعد موت هيرودس ملك اليهود أن أصبحت اليهودية ولاية رومانية خاضعة للإمبراطور مباشرة ولها واليا رومانيا . وقد جعل يهوذا الجليلي شعاره: أن لا يدفع يهودي الجزية لروما. أو يقدم الولاء للإمبراطور لأنه مجرد إنسان. وكان يهوذا ينادي بأن أرض إسرائيل هي الأرض المقدسة، ويجب ألا يُعطي إنتاجها ومواردها لحاكم أجنبي، لأنها للرب، كما أن إسرائيل دولة ثيوقراطية وأي خروج عن الشريعة يعتبر ارتدادًا. وانضم إليه كثيرون، وكوَّنوا حزب الغيوريين، الذين كثيرًا ما لجأوا للعنف، بل للاغتيالات في بعض الأحيان، وسبَّبوا الكثير من المتاعب للرومان قد استولى الغيورون على أورشليم في 66م، مما أدى في النهاية إلى سقوط اليهودية كلها في أيدى الرومان، وخراب أورشليم وتدمير الهيكل في 70 م، فأصبحوا في نظر الكثيرين، سبَّب الحرب وخراب أورشليم وتدمير الهيكل  حتى إن يوسيفوس -المؤرخ اليهودي الذي كان معاصرًا للحرب بل واشترك فيها- لم يعتبرهم " غيورين " لله حقيقة، ويسميهم " حملة الخناجر " أي " القتلة ".
 كان يهوذا رسولاً مختاراً، ومن الاثني عشر، ورفيقاً للمسيح، شاهد معجزاته وسمع تعاليمه، وكان شريكاً لبطرس ويعقوب ويوحنا، ونال من وسائط النعمة ما لم ينله إبراهيم وموسى ودانيال وإشعياء، ومع كل ذلك هلك. وهذا يحقق صحة قول المسيح «من ليس له، فالذي عنده يُؤخذ منه» (متّى ٢٥: ٢٩) يمكن أن ينال الإنسان صيتاً حسناً بين الناس وهو بلا تقوى أمام الله. فإن المسيح أرسل يهوذا كسائر الرسل ليعلّم ويصنع الآيات. وظهر أنه ترك كل شيء لأجل المسيح كغيره من الرسل، ولم يظن أحدٌ منهم فيه سوءاً لأنهم عيَّنوه أميناً لصندوقهم. ولكنه بدأ بداية حسنة وأنتهى فى شر وخيانة

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي كان يطلب زماناً خالياً من الضجة ووقتاً لا يكون مع المسيح جماعة وشعب يعلمهم لان يهوذا كان يخاف من الشعب   

 

تفسير انجيل متى الاصحاح السادس والعشرون

عشاء الفصح مع التلاميذ (متى 26: 17- 25)

عشاء الفصح مع التلاميذ

تفسير (متى 26: 17) : وفي اول أيام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له : “ اين تريد ان نعد لك الفصح ؟ “ .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

عيد الأيام الثمانية (الفصح أو الفطير)هذا كان يشتمل على الفصح كان أوله وعلى  سبتين، غير السبت الأسبوعى (لا ٢٣ :٤ -٨؛ تث ١٦ :٨ )
1) "وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ ٱلْفَطِير"ِ عيد الضحية عند اليهود عرف أحيانا بعيد الفصج وأحيانا بعيد الفطير  (خروج ١٢: ٦، ١٨ ) 6 ويكون "الخروف" عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر.ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية. 18 في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر مساء تاكلون فطيرا الى اليوم الحادي والعشرين من الشهر مساء. " عيد الفصح هو عيد تقديم ذبيحة التى أمر بها الرب لشعب بنى أسرائيل فى الضربة العاشرة المعروفة بضربة الأبكار وهم فى أرض مصر وعيد الفطير لأنهم لا يأكلون الفطير طول مدة هذا العيد الذى يطول لمدة 8 أيام اليوم الأول يوم الفصح وسبعة أيام عيد الفطير - أول أيام الفطير هو عيد الفصح هو اليوم الرابع عشر من نيسان، حين يعزل كل خمير من بيوتهم (خروج ١٢: ١٥ - ١٧)  15 سبعة ايام تاكلون فطيرا.اليوم الاول تعزلون الخمير من بيوتكم.فان كل من اكل خميرا من اليوم الاول الى اليوم السابع تقطع تلك النفس من اسرائيل. 16 ويكون لكم في اليوم الاول محفل مقدس وفي اليوم السابع محفل مقدس.لا يعمل فيهما عمل ما الا ما تاكله كل نفس فذلك وحده يعمل منكم. 17 وتحفظون الفطير لاني في هذا اليوم عينه اخرجت اجنادكم من ارض مصر.فتحفظون هذا اليوم في اجيالكم فريضة ابدية."

وكانوا يأتون في هذا اليوم بخروف الفصح إلى الهيكل ويذبحونه هناك بين الساعة الثالثة والخامسة بعد الظهر (خروج ١٢: ٦ ولاويين ٢٣: ٥ ولوقا ٢٢: ٧). وحُسب ذلك اليوم أول أيام الفطير لأنه كان فيه ذلك الاستعداد. فأيام العيد الأصلية سبعة، ولكن إذا حسبنا ذلك اليوم من العيد كانت ثمانية. وبعد الغروب من نهار ذلك اليوم كان بدء يوم الجمعة عند الذين يقولون أن المسيح قام يوم الأحد ويوم الثلاثاء عند الذين يقولون أن المسيح قام يوم السبت ، وهو هنا الخامس عشر من نيسان الذي كانوا يأكلون فيه الفصح حسب الوصية (خروج ١٢: ٦ - ٨ و٢٣: ٥).
مضى على المسيح يوم الأربعاء كله وجزءٌ من يوم الخميس عند الذين يقولون أن المسيح قام يوم الأحد وهو في بيت عنيا. ولم يذكر الإنجيليون شيئاً من أعماله في هذه المدة. وأكل المسيح الفصح مع تلاميذه في الوقت الذي اعتاد الإسرائيليون أكله فيه. وهذا يظهر من قول لوقا «وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ الْفِصْحُ» (لوقا ٢٢: ٧)، ويظهر من غيرة المسيح في القيام بكل الشريعة، ويظهر من استحالة أن يذبح الكهنة خروف الفصح ويرشوا دمه حول المذبح ويسلموه إلى بطرس ويوحنا في غير وقته. ويؤيد ذلك ما جاء في مرقس ١٤: ١٢، ١٦، ١٧.) " وفي اليوم الاول من الفطير. حين كانوا يذبحون الفصح قال له تلاميذه: «اين تريد ان نمضي ونعد لتاكل الفصح؟» 13 فارسل اثنين من تلاميذه وقال لهما: «اذهبا الى المدينة فيلاقيكما انسان حامل جرة ماء. اتبعاه. 14 وحيثما يدخل فقولا لرب البيت: ان المعلم يقول: اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي؟ 15 فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة. هناك اعدا لنا». 16 فخرج تلميذاه واتيا الى المدينة ووجدا كما قال لهما. فاعدا الفصح. 17 ولما كان المساء جاء مع الاثني عشر. 18 وفيما هم متكئون ياكلون قال يسوع: «الحق اقول لكم: ان واحدا منكم يسلمني. الاكل معي!» 
2)  "  تَقَدَّمَ ٱلتَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ:" ( لو ٢٢ :٨ )  فارسل بطرس ويوحنا قائلا: «اذهبا واعدا لنا الفصح لناكل». تطابق بين بطرس ويوحنا على أنهما هم التلاميذ الوارد ذكرهم هنا.

3) " أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ ٱلْفِصْحَ؟"  والواجب أن يأكلوا الفصح في أورشليم فكان لا بدَّ أن يستعدوا هناك قبل الوقت لأنهم غرباء.لقد كان يؤكل في 14 نيسان والذى يبدأ من الساعة ٦ بعد الظهر. بعد غروب شمس  14 نيسان وينتهى قبل غروب شمس 15 نيسان  واسم اليوم تماماً من الأسبوع كان يتغير من عام إلى عام بسبب التقويم القمري اليهودي

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قال التلاميذ ذلك في يوم الخميس . وقال الذهبي الفم ان كثيرين كانوا معتادين ان يعددوا الفصح من المساء ويحسبونه ليوم الجمعة لانه عند انقضاء الخميس ودخول الجمعة كان الخروف يذبح لاجل ذلك سمي يوم الخميس يوم الفطير اذ من المساء والغروب سمي اليوم يوماً . فتأمل ايها القارئ في شهادة القديس الذهبي الفم عن ابتداء اليوم من المساء كما هو الحساب عندنا نحن السريان لا كما يحسب اليونانيون والارمن اليوم من الصباح فيجب اذاً اعتبار النهار من المساء كما سنبين فيما بعد عند الكلام على بقاء سيدنا في قلب الارض ثلاثة أيام وثلاث ليال . ويتضح من سؤالهم ” أين نعد الفصح ” انهم لم يكن لهم بيت لتركهم الاهل والبيت . 

تفسير (متى 26: 18) : فقال : “ اذهبوا الى المدينة الى فلان وقولوا له : المعلم يقول : ان وقتي قريب . عندك أصنع الفصح مع تلاميذي “ .

 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَالَ: ٱذْهَبُوا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ،" إِلَى ٱلْمَدِينَةِ أي أورشليم ، فَقَالَ ٱذْهَبُوا لم يذكر الإنجيل بحسب متّى عدد المرسلين، ولكن لوقا ذكر أنه أرسل اثنين هما بطرس ويوحنا (لوقا ٢٢: ٨).فارسل بطرس ويوحنا قائلا: «اذهبا واعدا لنا الفصح لناكل» أى ليعدا خروف الفصح ويذبح فى الهيكل ويرش دمه حول المذبح .
2) "  إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: إِلَى فُلاَنٍ ذكر إنجيل مرقس  ولوقا (لو ٢٢ :١٠) فقال لهما: «اذا دخلتما المدينة يستقبلكما انسان حامل جرة ماء. اتبعاه الى البيت حيث يدخل  " أنه أعطاهما علامة يعرفان بها الإنسان الذي أرسلهما إليه، وهي أنه عند وصولهما إلى المدينة يلاقيهما إنسان حامل جرة ماء (هذا العمل كانت النساء تقومن به إلا فى حالات الضرورة خاصة فى أيام الفصح حيث يجتمع الكثيريين ويحتاجون الماء ) ، وأمرهما أن يتبعاه ويخاطبا رب البيت الذي يدخله بالكلام الذي أمرهما به. فأقام لتلاميذه تلك العلامة برهاناً جديداً على معرفته الغيب. وقال مفسرون آخرون ـنه قال ذلك لكيلا يدع سبيلاً ليهوذا إلى معرفة المكان فيخبر الرؤساء فيمسكوه في وقت الفصح، ولعله لم يذكر اسم رب البيت خوفاً عليه من الأعداء، لأنه من أصحاب المسيح الذين لم يعترفوا به علانية خوفاً من اليهود (يوحنا ١٢: ٤٢).ولكن مع ذلك امن به كثيرون من الرؤساء ايضا، غير انهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به، لئلا يصيروا خارج المجمع، "
3) " ٱلْمُعَلِّمُ " معلم لقب من ألقاب المسيح لظاهر أن المسيح عُرف بهذا اللقب بين تلاميذه، كانوا يلقبونه: "أيها المعلم الصالح" (مت 19: 16).والسيد المسيح نفسه قال لتلاميذه حينما غسل أرجلهم: "أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا. وحسنا تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت. وأنا السيد والمعلم - قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض" (يو 13: 13، 14)

4) " يَقُولُ إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ." كان لا بد أن يأخذ أذن صاحب البيت فى إعداد الفصح فى بيته فكان كافياً لأن يعرفه صاحب البيت وأنه مستحق اتخاذ مكان عنده. وكان اليهود معتادين إضافة من يحضرون العيد فكانوا يستعدون لها كل سنة.
وَقْتِي قَرِيب
 (يوحنا ١٣: ١) اما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب، "  لا شك أن المسيح أشار بذلك إلى وقت آلامه وموته (يوحنا ١٢: ٢٣ و١٣: ٣٢ و١٧: ١). ولا نعلم هل فهم صاحب البيت أو التلميذان ذلك المعنى أم لا. ولعلهم ظنوه وقت ظهوره ملكاً. عموما لم يفهم التلاميذ الإشارات الكثيرة حول صلبه وموته وقيامته والوقت الذى سيحدث فيه هذا
5) " عِنْدَكَ أَصْنَعُ ٱلْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي"  مَعَ تَلاَمِيذِي ذلك يقتضي أن المكان كان واسعاً ليسع جماعة التلاميذ والنساء الئى يخدمن مثل هذه. قال متّى ولوقا إن ذلك المكان كان «عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً» (مرقس ١٤: ١٥). وأعدَّ يهود أورشليم كثيراً من الأماكن الكبيرة كتلك العلية لكثرة الغرباء الذين يأتون أورشليم لأكل الفصح، وجهزوها بالمفروشات كالحُصر، وبالموائد والأسرَّة للاتكاء، والماء والمغاسل والمناشف (يوحنا ١٣: ٤، ٥).

يعتقد كثيرون أن العلية كانت على سطح بيت يوحنا مرقس الذي كان

1 - ابن عم برنابا (كول ٤ :١٠)

2 -  مساعدة فى العمل الرسولى وكان بيت مار مرقس كاروز الديار المصرية أول كنيسة مكرسة فى العهد الجديد ( أع 12: 25) ( أع 13: 5 و 13) ( أع 0أع 15: 37و 39)
(٣٩ ,٣٧ :١٥ ؛١٣ ,٥ :١٣ ؛٢٥ :١٢ أع (الإرسالي العمل في مساعد- ٢
٣ -الكاتب لذكريات بطرس، إنجيل مر (١ بط ٥ :١٣ )

الكنيسة المسيحية الأولى كانت  مكان العلية (أع  ١ :١٣؛ ١٢ :١٢ ) حيث انتظر التلاميذ حلول الروح القدس (أع ١ :٥؛ ٢ :١ً)

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

المقصود من المدينة أورشليم وكان اليهود يصعدون الىأورشليم من جميع الاقطار لاجل الفصح . ونظراً لضيق المدينة طلب سيدنا في هذا العيد بيتاً ليأكل فيه الفصح . وقال القديس كيرلس ان المسيح لم يذكر لهم اسم الرجل لان يهوذا كان عارفاً بالعلية وربما كان يمضي فيأتي بالصالبين وهكذا يمنع الحوادث المزمع وقوعها حينئذٍ في العلية كغسيل ارجل التلاميذ واعطاء الاسرار المقدسة وغير ذلك . وكان المسيح قد اوحى الى انسان لا يعرف سيدنا ولا رسله فأعدد عليه مخصوصة لسيدنا غير خائف من اليهود . وقد زعم البعض انه يوسف بولوطي وقال آخرون انه نيقوديموس وآخرون انه لعازر وآخرون انه سمعان القيرواني الذي سخروه ليحمل صليبه مستخفين به قائلين مثلما تلذذت معه بأكل الفصح اشترك معه في آلامه . قال ” زماني قد اقترب ” اي زمن آلامي وبهذاأعلن انه باختياره تألم . ثم قال ” مع تلاميذي ” لكي يعدد صاحب العلية شيئاً يكفى لجميعهم . ” الفصح ” أي فصح الناموس الذي كان يجب ان يوكل باعشاب مرة وبخبز فطير وغير ذلك . 

تفسير (متى 26: 19) : ففعل التلاميذ كما أمرهم يسوع واعدوا الفصح .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  " فَفَعَلَ ٱلتَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ " ذكر إنجيل لوقا أن يسوع أرسل اثنين هما بطرس ويوحنا يوحنا لأن له علاقة بالكهنة وبطرس يتعامل مع ذبح الخروف وشراؤه وما إلى ذلك وقال إنجيل لوقا لوقا «فانطلقا ووجدا كما قال لهما» (لوقا ٢٢: ١٣) وبذلك كان لهم برهان جديد على معرفته الغيب.
2) "وَأَعَدُّوا ٱلْفِصْحَ"
 (لوقا ٢٢: ٨).فارسل بطرس ويوحنا قائلا: «اذهبا واعدا لنا الفصح لناكل» أى ليعدا خروف الفصح ويذبح فى الهيكل ويرش دمه حول المذبح . أي اشتروا خروفاً وأخذوه إلى الهيكل بين الساعة الثالثة والخامسة بعد الظهر من ذلك النهار، فذبحه الكهنة ورشوا دمه حول المذبح، وأعطوه للرسل فطبخوه حسب الوصية، وأحضروا أعشاباً مرة وخبزاً فطيراً وصحافاً وكؤوساً. ويتبين من تمام الحديث أنهم أخذوا خمراً أيضاً.

تفسير (متى 26: 20) : ولما كان المساء اتكأ مع تلاميذه الاثني عشر .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " لَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ " ( مرقس ١٤: ١٧ الخ ) ولما كان المساء جاء مع الاثني عشر" أي مساء الخميس عند الغروب وهو بدء يوم الجمعة عند القائلين القيامة فجر الأحد ومساء الثلاثاء الغروب وهو بدء يوم الأربعاء عند القائلين أن القيامة يوم السبت ،  الخامس عشر من نيسان (تثنية ١٦: ٦).
2) " 
ٱتَّكَأَ مَعَ ٱلاثْنَيْ عَشَرَ" ( لوقا ٢٢: ١٤ )  ولما كانت الساعة اتكا والاثنا عشر رسولا معه 

" ٱتَّكَأَ " الطاولات والكراسي كانت تستخدم فقط في مصر في تلك الفترة من الزمان. أما فى الأراضى المقدسة كانوا يتكئون إلى ذراعهم الأيسر إلى طاولة منخفضة وأقدامهم إلى الخلف (مر ١٤ :١٨ ) وهذا يفسر كيف استطاعت مريم بسهولة أن تطيب رأسه وقدميه (يو ١٢ :٣ )
"ٱتَّكَأَ" كان بنو إسرائيل يأكلون الفصح في أول أمرهم وهم وقوف (خروج ١٢: ١١) ثم تركوا تلك العادة وبدلوها بالاتكاء مثل طريقة الأكل عند اليونان والرومان على الأسرة مسندين أياديهم اليسرى آكلين بالأيادي اليمنى، واتخذوا عذرهم في ذلك أن الوقوف كان إشارة إلى أيام العبودية والهرب والخطر، وأن اتكاءهم بعده إشارة إلى وصولهم إلى أرض الميعاد واطمئنانهم وراحتهم.
وكان يوحنا في متكأ الرسل قدام المسيح حتى إذا مال إلى الوراء يلامس رأسه صدر المسيح (يوحنا ١٣: ٢٥). والأرجح أن يهوذا الإسخريوطي كان وراءه أو قريباً منه جداً حتى يمكنه أن يكلمه ولا يسمع غيره، وأن يناوله اللقمة يداً بيد (يوحنا ١٣: ٢٦).

 ولعل مشاجرة الرسل المذكورة في لوقا ٢٢: ٢٤ ابتدأت وقت الاتكاء، وكان سببها المسابقة إلى المتكأ الأول. فغسل يسوع أرجل التلاميذ توبيخاً لهم على ذلك (يوحنا ١٣: ١ - ٢٠).

في البداية انه المسيح دار حوارين الاول بينه وبين تلاميذه كلهم ومنهم يهوذا الاسخريوطي ويهوذا مد يده وغمس من الصفحة وفي هذا الحوار الجماعي انتهي بحوار فردي خاص بينه وبين يهوذا وبعدها عندما لم يتعرف التلاميذ وبخاصه بطرس علي من هو المقصود من كلام المسيح اشار الي يوحنا ان يسال المسيح فدار الحوار الثاني الخاص بين المسيح ويوحنا والذي اخبر فيه المسيح يوحنا بالعلامه الثانيه وهو ان الشخص الذي سيعطيه المسيح اللقمه هو مسلمه واخذ لقمه واعطاها ليهوذا
وكالعادة المشكك يعتقد ان الاناجيل يجب ان تتطابق معا وهذا فهم خطا منهم فالاناجيل ليست نسخ متطابقة ولكن متكاملة اي كل بشارة تكمل الاحداث وتعرضها من زاوية مكملة للاخري كما نري نفسد المشهد من عدة كميرات بزوايا تصويرية مختلفة . اضرب مثال لتقريب الفكرة بمشهد احراز هدف فنجد ان عدة كاميرات صورته ويتم اعادة الهدف عدة مرات بعدة كاميرات, فالكاميرا التي من الجهة اليمين مثلا تصور المهاجم بانه يحرز الهدف من اليمين الي اليسار اما الكميرا التي من الناحية المقابلة اي اليسار فتصوره وهو يهجم ويحرز الهدف من اليسار الي اليمين والتي من خلف المهاجم تصوره وهو يبتعد عن الكاميرا ليحرز الهدف اما اليت من امامه تصوره وهو يقترب منها ليحرز الهدف. فالانسان الذي لا يدرك اختلاف الزوايا يتخيل انهم متناقضين ولكن الذي يفهم انها زواية مختلفة يستمتع بروعة احراز الهدف من زوايا مختلفة تكميلية.
هل اعلن المسيح عن مسلمه الي يهوذا ام الي يوحنا ؟ متي 26: 21-25 و مرقس 14 و لوقا 22 ويوحنا 13: 21-27
المجلس اليهودي للاكل
البعض يخطئ بتخيل ان المسيح والتلاميذ جالسين علي كراسي كما هو في صورة العشاء الاخير ليوناردو دافنشي المشهورة ولكن هذا ليس عادة اليهود
كان الانسان اليهودي يجلس امام طاوله قصيرة الارجل ويتكأ علي وساده علي جانبه الايسر وياكل بيده اليمني
C:\Documents and Settings\Administrator\Desktop\3.gif
وكان ايضا من نظامهم ان يجلس رئيس المتكأ في صدر القاعه علي وساده مرتفعه عن الاخرين ويجلس علي يمينه الاكبر سنا او مقاما حسب المناسبه ثم الذي يتلوه في السن او المقام وهكذا دائري حتي يجلي الاصغر سنا عن يسار رئيس المتكأ
C:\Documents and Settings\Administrator\Desktop\5.jpg
ولو اراد احدهم التحدث يستطيع ان يغير وضعه وان يجلس قعودا او يميل علي جانبه اليمين للكلام ولكن وضع الاكل يكون متكئ
C:\Documents and Settings\Administrator\Desktop\8.png
والسيد المسيح رئيس المتكأ لانه المعلم وكان غالبا يهوذا الاسخريوطي هو الذي عن يمينه لانه اكبرهم سنا ونتعرف علي هذا من ان يهوذا كان معه صندوق النقود وكان دائما يؤتمن الابن الاكبر علي الاموال فهذا يدل ان يهوذا غالبا كان اكبرهم سنا ويكون يوحنا الحبيب علي يسار الرب يسوع المسيح ناحية ما هو متكئ
C:\Documents and Settings\Administrator\Desktop\7.bmp
وهذه الصوره غير دقيقه الي حد منا لانها لم تترك فواصل كافيه بين كل شخص ولم توضح ان رايس المتكا اعلي في المستوي ولكن هي فقط توضيحية
لو اراد المسيح ان يتحدث مع يهوذا فيجلس قعودا فيكون راسه قريب من يهوذا ولو كلمه بصوت منخفض لا يسمعه الاخرين
ومتي اراد يوحنا ان يكلم المسيح فيغير يوحنا اتكاؤه بدل من جنبه اليسار الي جنبه اليمين وبهذا يكون راس يوحنا عند تقريبا صدر المسيح
وبعد ان فهمنا معني الكلمات والنظام اليهودي اقدم الاعداد مع شرح مختصر

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

كان يجب ان يؤكل الفصح في ليلة الجمعة أى الخميس ليلا للذين يعتقدون أن القيامة ي قجر الأحد والثلاثاء ليلا لهذين يغتقدون ان السبت يوم القيامة  من تلك السنة لانه كانت اول يوم الفطير وكان وقوعها في الخامس عشر من القمر . والناموس كان يأمر بذبح الفصح في الرابع عشر وهكذا اكل السيد الفصح في مساء الخميس اي ليلة الجمعة اما اليهود فتركوه الى ليلة السبت حتى يقتلوا المسيح ويتضح حقيقة ذلك من قول يوحنا انهم ما دخلوا الديوان لئلا يتنجسوا وهذا يدل على انهم لم يكونوا قد اكلوا الفصح بعدد . ثم ان سيدنا أكل اولاً الفصح الناموسي كما يجب هو وتلاميذه وبعد ذلك اتكأ على المائدة للعشاء وقال لهم ان واحداً منكم يسلمني وقال ايضاً اشياء كثيرة كما جاء في يوحنا ويوافق رأينا في ذلك القديس الذهبي الفم ولوسابيوس وموسى ابن الحجر ويوحنا اسقف دارا . اما ايفوليطوس الروماني ومار اسحق يقولان ان سيدنا ماأكل الفصح الناموسي في ذلك المساء لانه هو كان لهم فصحاً . فنجيب اذا كان ذلك كذلك كان الواجب على التلاميذ ان يسألوا سيدهم هل يريد ان يأكل الفصح فيتضح من عدم سؤالهم انه كان يأكل الفصح كل سنة

فبقوله ( الاثني عشر ) صار معلوماً ان يهوذا كان معهم وكان قد ذهب ليشترك بالاسرار . فوبخه السيد على المائدة ليندم ويرجع لذلك يقول متى ” فيما هم يأكلون قال …. ان واحداً منكم سيسلمني ” وكان قد غسل رجلي يهوذا قبل العشاء كما يقول الذهبي الفم

لوص 22: 15 فقال لهم لقد اشتهيت شهوة ان آكل هذا الفصح معكم قبل ان أتألم .

قوله هذا يدل على انه كان مزمعاً ان يبطل الناموس ويعطي فصحاً روحانياً ذاك يزول وهذا يبدأ .

لوص 22:16 فاني اقول لكم اني لا آكله بعد حتى يتم في ملكوت الله

المراد بالملكوت هنا عمل الانجيل فكأن السيد يقول انني لا آكل من هذا الفصح الناموسي حتى يكمل الفصح الحقيقي الجسد والدم بواسطة الانجيل . ومتى اعطيكم هذا الفصح آكل منه اولاً وبعد ذلك أعطيكم لتأكلوه . وحتى هنا هي للقطع كقوله في اشعيا 22: 14 لا يغفرن لكم هذا الاثم حتى تموتوا.

تفسير (متى 26: 21) : وفيما هم يأكلون قال : “ الحق أقول لكم : ان واحداً منكم سيسلمني “ .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

فِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ انظر شرح ع ٢.
1) " وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ:" 
راجع شرح وتفسير (مت 26 : 2)

2) "  ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ، إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي"
وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي أنبأ المسيح قبل ذلك بأنه يُسلَّم إلى أيدي 
إلى من يريدون قتله (متّى ١٧: ٢٢ و٢٠: ١٨ ولوقا ٩: ٤٤). وهذه نبوءة عن معرفته من سيسلكه وإلى من والوقت وهنا يوافق على هذه الخيانة، وأن الخائن واحد من الاثني عشر. وقال يوحنا إن المسيح قبل ما أنبأ بذلك «اضطرب بالروح» كأنه حمل فوق ما تحتمل طاقته كيف يعرف إنسان من سيخونه وينتهى بالموت ولا يفعل شيئا . وأن الذى يسلمه واحد من تلاميذه الذين اختارهم وأحبهم وأكرمهم. وذلك الاضطراب دفعه على أن يشهد بما علم (يوحنا ١٣: ٢١)
 لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح، وشهد وقال:«الحق الحق اقول لكم: ان واحدا منكم سيسلمني!». ويُيقول بعض المفسرين أنهمن المحتمل أن المسيح أراد بهذا الإعلان أن يعلن ليهوذا الإسخريوطي أن مقاصده الشريرة كانت معلومة ليحثه على انتهاز فرصة التوبة إن شاء. وأعلن ذلك لبقية التلاميذ ليتوقعوا حدوثه ولا يتعجبوا منه. وليقويهم عندما يضعف إيمانهم عند حدوثه لو لم يخبرهم به لأنهم يذكرون حينئذٍ أنه عرفه قبل وقوعه وأنبأ به.
الكلمة اليونانية "يُسَلِّمُ" (paradidōmi) وتترجم عادةً "يسلم " ولكن هذا ليس المعنى الرئيسى  وعندما تأتى كلمة يسلم فى آية فالسياق هو الذى يحدد معنى الفعل بشكل عام. ولكن قد تعنى أيضا :

١ -معنى إيجابي بمعنى يودع / دفع (مت ١١ :٢٧ ) كل شيء قد دفع الي من ابي وليس احد يعرف الابن الا الاب ولا احد يعرف الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له.
٢ -يسترد أو يستودع (أع ١٤ :٢٦
)  ومن هناك سافرا في البحر الى انطاكية، حيث كانا قد اسلما الى نعمة الله للعمل الذي اكملاه. " (اع ١٥ :٤٠ )
٣ -معنى سلبي بأن 
يسلم إلى السلطات شخصاً ( اع 7: 52 ) اي الانبياء لم يضطهده اباؤكم؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فانباوا بمجيء البار، الذي انتم الان صرتم مسلميه وقاتليه،(اع 8: 3) واما شاول فكان يسطو على الكنيسة، وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم الى السجن.(اع 12: 4 ) ولما امسكه وضعه في السجن، مسلما اياه الى اربعة ارابع من العسكر ليحرسوه، ناويا ان يقدمه بعد الفصح الى الشعب."
٤ -أن يضع شخصاً في أيدي إبليس (١ كور ٥ :٥؛
) ان يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع.) ١ تيم ١ :٢٠ )
٥ -بالنسبة Ϳ بمعنى أن يتخلى عن شخص ويتركه إلى عبادته الوثنية (أع ٧ :٤٢ 
) فرجع الله واسلمهم ليعبدوا جند السماء، كما هو مكتوب في كتاب الانبياء: هل قربتم لي ذبائح وقرابين اربعين سنة في البرية يا بيت اسرائيل؟
6 - سلم التعاليم / الوصايا( 1 كو 11:2) فامدحكم ايها الاخوة على انكم تذكرونني في كل شيء، وتحفظون التعاليم كما سلمتها اليكم(.1 كو 11: 23) لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا: ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها، اخذ خبزا

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

كان الخروف يذبح عند غروب الشمس لان السماء والارض والعناصر خلقت قبيل دخول الاحد أي وقت غروب الشمس ومع خلقتهم ابتدأ الليل وبعد ان لبث الليل اثني عشر ساعة قال الله ليكن نور فكان النور فعبر عن المساء بالليل وعن الصباح بالنهار . ففي وقت غروب الشمس الذي فيه ابتدأ هذا العالم . فيه أمر الله الاسرائيليين ان يذبحوا الخروف الذي كان سر حمل الله . فتبع في عيد الفطير لذلك الفصح لانهم بالفطير اكلوا الخروف مستعجلين ولم ينتظروا ليختمر عجينهم وكان اليهود بحسب ناموس الفصح يأخذون خروفاً ابن سنة ويبقونه الى الرابع عشر من شهر نيسان فيذبحونه في غروب الشمس ويأكلونه مشوياً واحقاؤهم مشدودة واحذيتهم في ارجلهم وعصيهم في ايديهم وكانوا يأكلونه باستعجال . سبعة ايام اي الى الحادي والعشرين من الشهر كانوا يأكلون فطيراً وكل من كان ياكل خميراً كان يقتل . ثم ان المسيح بعد ان أكل مع تلاميذه الخروف مع الفطير غسل ارجلهم كما قلنا ثم ناولهم السر وبدأ يقول ” ان واحداً منكم سيسلمني ” الى هنا تكلم عن تسليمه من الخائن بالتلميح اما من هنا فظاهراً . وبقوله ” ابتدأ كل واحد منهم يقول لعلي انا هو يا رب ” جعل كل فرد منهم خائفاً لئلا يكون هو المقصود وكان ذلك الواحد معروفاً عند السيد الا انه لم يصرح باسمه وذلك لانه كان منتظراً رجوعه نادماً .

تفسير (متى 26: 22) : فحزنوا جداً وابتدأ كل منهم يقول له : “ هل انا هو يا رب ؟ “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَحَزِنُوا جِدّاً" الحزن هو شعور بالإكتئاب والشخص يغتم من أخبار سيئة وخاصة نبأ موت أو مرض أو خسارة .. ألخ
فَحَزِنُوا جِدّاً نتج من هذا 
إخبار يسوع لهم أن واحدا منهم سيسلمه وكان حزن حقيقي لقلوب كل التلاميذ سوى يهوذا.الذى تظاهر بالحزن ولم يكن به من حزن بل كان سعيدا لأنه سيحصل على 30 قطعة من الفضة
2) " وَٱبْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟" كل تلميذ طرح هذا السؤال. البنية النحوية اليونانية كانت تتوقع جواباً سلبياً
 ـ طرحهم هذا السؤال يظهر تشوشهم. 
وعدم ثقتهم فى أنفسهم

وَٱبْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ دل قولهم على أن كلاً منهم (إلا يهوذا) خالٍ من ذلك القصد الشرير، وأنه شاعر بضعفه وأنه يريد الوقوع في يد الشرير بل انه يسعى إليه ويسقط فى تلك التجربة الفظيعة. وأما قول يهوذا كقولهم فنتيجة رياء غريب وسترٌ لشرِّه. ولم يسأل المسيح إلا بعد الجميع (ع ٢٥). والظاهر أنه لم يشكَّ أحدٌ من التلاميذ في يهوذا، لكن كل واحد غيره شكَّ في نفسه قبل أن يشك فيه.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

كان التلاميذ يصدقون كلام المسيح ويعلمون انه عارف بهم اكثر من معرفتهم بأنفسهم وكانوا ينظرون بعضهم الى بعض ( يو 13: 22 ) لانهم ما كانوا يعرفون عمن يتكلم فكل فرد منهم كان يسأل ويستخبر عن نفسه . 

تفسير (متى 26: 23) : فأجاب ، وقال : “  الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني ! 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) «فَأَجَابَ: ٱلَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي ٱلصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي».
( مزمور ٤١: ٩ ) 
  ( لوقا ٢٢: ٢١ )  ولكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة.  ( يوحنا ١٣: ١٨)«لست اقول عن جميعكم. انا اعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب: الذي ياكل معي الخبز رفع علي عقبه.
ٱلَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي الخ إذا قارنّا هذا العدد بما جاء في يوحنا ١٣: ٢٦ نعلم أن يسوع وضع يده في الصحفة مع يد يهوذا، وأن المسيح غمس اللقمة وناولها له. وهذه العلامة الأخيرة كانت سراً بين المسيح وبين يهوذا، يُحتمل أن بطرس اطَّلع عليها (يوحنا ١٣: ٢٣ - ٢٦) لأنه سأل يوحنا بالإشارة أن يسأل المسيح عمَّن قصده بقوله «إن واحداً منكم يسلمني» فاتكأ يوحنا على صدر يسوع وسأله سراً عن علامة يُعرف بها الشخص المراد. فكانت تلك العلامة لقمة غُمست في الصحفة وأُعطيت الخائن. وبهذه الخيانة تمت النبوة القائلة «رَجُلُ سَلاَمَتِي، الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ» (مزمور ٤١: ٩).

تحليل من الأستاذ  دكتور / غالى المعروف بالأسم المستعار "هولى بايبل"
انجيل (متي 26: 20) و لما كان المساء اتكا مع الاثني عشر
وهو الوضع كما وضحته سابقا والخلاف كان من الذي يجلس عن يمين المسيح هل بطرس الذي اعلن المسيح انه قوي الايمان ام احد الثلاثة تلاميذ المقربين الباقيين وهم يعقوب ويوحنا وبخاصه انهم من عائلة غنية ام يهوذا الاسخريوطي لانه غالبا الاكبر سنا وهو ايضا من جماعة الغيوريين المشهورين سياسيا فله مكانة الي حد ما وهو الذي معه الصندوق
وهذه كانت نقطة نقاش وخلاف سيشرحها اكثر لوقا البشير (لو 26: 21 ) و فيما هم ياكلون قال الحق اقول لكم ان واحد منكم يسلمني" وهذا قاله المسيح بصوت مرتفع ليسمعه كل التلاميذ وهنا لفت نظرهم الي هذه الكارثه انه سيسلم الي يد اليهود وهم يعرفون نية اليهود الشريرة من ناحيته وثانية ان الذي سيسلمه هو واحد منهم (لو 26: 22)  فحزنوا جدا و ابتدا كل واحد منهم يقول له هل انا هو يا رب "  وهنا بدا نقاش اخر بحزن بعد ان اعلن ان احدهم سيسلمه وكل منهم يسال باضطراب
ونلاحظ شيئ مهم ان الذي هو في اخر المائده سيحتاج ان يرفع صوته ليسمعه المسيح وسط هذا النقاش والنقاشات الجانبيه اما من هو بجوار المسيح فلا يحتاج ان يرفع صوته لكي يسمعه المسيح
مع ملاحظة ان هذا كان الطعام العادي قبل اكل الفصح (مت 26: 23 ) فاجاب و قال الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني  " واعطاهم المسيح هذه العلامه لكنهم لم يفهموا. ولكن غالبا المسيح اعطي كل واحد منهم لقمة اولا وهذا الذي شجع يهوذا بعد ان انشغلوا التلاميذ في بقية النقاش .
26: 24 ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد
وهنا يقول المسيح انذاره واعلن انه ماض الي الصلب وهو بهذا يخبر يهوذا حتى يؤكِّد أن ما يتم وإن كان بتدبيرٍ إلهيٍ لكن ما يفعله يهوذا لا يتم بغير إرادته وايضا المسيح ستمم ارادته وقبوله بالصلب حتي لو لم يخونه يهوذا فلهذا جاء السيد المسيح
26: 25 فاجاب يهوذا مسلمه و قال هل انا هو يا سيدي قال له انت قلت
وهنا يهوذا يتكلم بصوت منخفض ويهمس للمسيح وسط هذا الجدال فلم يسمعه الاخرين
وهو يهمس لسببين الاول هو بالفعل خان المسيح ماتفق في ايوم السابق وهو الاربعاء علي تسليم المسيح لليهود فلا يجرؤ ان يصرح بهذا ويتمني ان المسيح لا يسمعه ولا يجيبه ولكنه يكرر السؤال كما يقول كل التلاميذ
الثاني هو انه اقرب شخص للمسيح وفي اتكاؤه متجه ناحية المسيح لان المسيح علي يساره وهو علي يمين المسيح وفي هذا عدة معاني ساحاول ان اشرحها باختصار في النهاية
وتعبير انت قلت هو تعبير يهودي بالموافقه فهو يقول ليهوذا انا اعلم انك تخونيي ولكن يهوذا لم يستغل هذه اللحظة من المواجهة ولم يعترف بخطيته حتي في الفرص الاخيره بل اصر في قلبه علي خيانة المسيح
ويذكر انجيل يوحنا  عن سبب إختيار يسوع يهوذا (يو 13:  18) لست اقول عن جميعكم انا اعلم الذين اخترتهم لكن ليتم الكتاب الذي ياكل معي الخبز رفع علي عقبه " هنا المسيح يذكرهم بالنبوة في (المزمور 41: 9 ) ايضا رجل سلامتي الذي وثقت به اكل خبزي رفع علي عقبه" ويقول لهم ان احدهم سيخونه وبالطبع هذا كان مثير جدا لهم وبخاصه بعد ان غسل المسيح ارجلهم وهو ربهم وسيدهم ومعلمهم  فهذا امر مثير !!! ورفع العقب بعد الأكل هو من عمل الحيوان الناكر للجميل الذي بعد أن يأكل العلف يرفس صاحبه (أش3:1) أكل الخبز تعني عند البشر إستمرار الحياة من يحيا مع الشخص ويأكل معه ويلتصق به.وهنا كان بداية النقاش والصخب (يو 13: 19) اقول لكم الان قبل ان يكون حتى متى كان تؤمنون اني انا هو" وهذه نبوة مختومة أى يسمعها البشر ولكن يفهمون معناها عندما تتحقق   يخبرهم المسيح بخيانة يهوذا و بصلبه وموته وقيامته قبل حدوثه فبعد القيامة تنفتح عيونهم ويزداد إيمانهم بالمسيح الذي سيدركون وقتها أنه كان عالماً بكل شيء حتى خيانة تلميذه، وبالتالي سيفهمون أنه سلَّم نفسه بإرادته. إني أنا هو اي انه يهوه العالم بكل شيء وأنه سلم نفسه بإرادته.
(يو 13: 20- 21) الحق الحق اقول لكم الذي يقبل من ارسله يقبلني و الذي يقبلني يقبل الذي ارسلني 21 لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح و شهد و قال الحق الحق اقول لكم ان واحدا منكم سيسلمني"
وهنا يؤكد يوحنا ان كان هناك اضطراب , واضطراب المسيح لانه انسان كامل ويعرف ما هو اتي عليه وصراع النور والظلمة، والتي سيكون مركزها أي مركز هذه المعركة جسده هو. وهو إضطرب أيضاً لأنه رأي أن الشيطان قد ملأ قلب تلميذه، فخانه هذا التلميذ. ولقد سبق المسيح وإضطرب أمام قبر لعازر وها هو يضطرب أمام يهوذا الميت، فهو لا يرضى عن الشر. هو إضطراب التنافر بين الحب والخبث، بين النور والظلمة. وإضطرابه ايضا يشير لطبيعته فـ "الله محبة" والله خلقنا على صورته وهو يتألم بشدة إذ نتحول إلى صورة الكراهية والخيانة هذه.
(يو 13: 22) فكان التلاميذ ينظرون بعضهم الى بعض و هم محتارون في من قال عنه" فهم كان بينهم نقاشات كثيره احدها عن غسل الارجل فقط والاخر عن المكانه في الجلوس والثالثه عن تفسير المزمور وما معني الذي ياكل معي الخبز رفع علي عقبه وايضا من المقصود بواحد منكم سيسلمني
(يو 13: 23) و كان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه " وهو يوحنا الحبيب علي يسار يسوع وهو لو مال الي اليمين كما شرحت يكون عند كتف يسوع
(يو 13: 24)  فاوما اليه سمعان بطرس ان يسال من عسى ان يكون الذي قال عنه" فاوما اليه بطرس يؤكد ان هناك كان بعض الضجيج وان بطرس بعيد عن مكان جلوس يوحنا فلا يستطيع ان يكلمه من بعد ، وايضا هذا يوضح بان بطرس يشاور الي يوحنا ان يسال يوحنا الرب يسوع المسيح في السر وهذا يؤكد ان كلام المسيح مع يوحنا لم يكن مسموع لبقية التلاميذ ولكن بصوت منخفض بينهما
(يو 13: 25) فاتكا ذاك على صدر يسوع و قال له يا سيد من هو" وشرحت معني اتكأ علي صدر يسوع بمعني ان يوحنا يتجه بدل من الاتكاء علي يساره الي ان يتكئ علي يمينه ليكلمه المسيح بصوت منخفض وهو يكون بهذا راسه مقابل صدر يسوع
وساله يوحنا في السر عن هذا الشخص فكشف له المسيح بعلامه
(يو 13:26) اجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة و اعطيه فغمس اللقمة و اعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي" ورئيس المتكا هو الذي له الحق ان يعطي لاخر لقمه مغموسه من طبق رئيس المتكأ وفعل المسيح ذلك مع مع يهوذا ولكن المتكئين لا يتجرؤون ان يغمسوا في طبق رئيس المتكأ الا لو سمح لهم الرئيس بهذا. وواضح ان الرب يسوع اعطي لقمه لكل واحد منهم
وهذا يفسر كيف تجراء يهوذا ومد يده ليغمس في طبق المسيح وهذا لان المسيح كما شرح لنا يوحنا سمح له بهذا وهذا شجع يهوذا الاقرب الي مجلس المسيح ان يمد يده بلقمه من صحفة المسيح.
ويهوذا حتي الان مصر علي عدم الاعتراف والتوبه ومصر علي ان يكمل خيانة المسيح وتسليمه وهذا يدل ان كان هناك فتره بين سؤال يهوذا واجابة المسيح له بانه هو المقصود وبين هذه اللحظه الذي اعطاه المسيح اللقمه وكل هذا الوقت لم يعترف يهوذا
كان رب البيت يُكَرِم الإبن الأكبر بغمس لقمة فيه ويعطيها له. فالمسيح حتى الآن يُكَرِم يهوذا ولم يجرحه بكلمة، ويعطيه آخر فرصة.
لاحظ رقة السيد المسيح فهو لم يرد أن يفضح يهوذا بالإسم، فإستخدم علامة الغمس في الصحفة حتى لا يجرح مشاعره. وهي علامة تدل على إكرام الشخص (الإبن الأكبر أو الضيف العزيز) وربما لو أدرك شخص مندفع كبطرس ما يحدث، ربما كان سيقتل يهوذا.
(يو 13: 27) فبعد اللقمة دخله الشيطان فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة" وهنا اضاع يهوذا اخر فرصه له لكي يتوب وبرفضه التام للتوبه وقبوله للشر دخله الشيطان وهنا المسيح يوجه حواره للشيطان ويهوذا بقول ما انت فاعله فافعله باكثر سرعه  ولم يكن هذه اللقمه هي الفصح لان الفصح لايكون فيه غمس
(يو 13: 28) واما هذا فلم يفهم احد من المتكئين لماذا كلمه به" والتلاميذ لم يفهموا ما يحدث وهذا لانهم لم يسمعوا الحوار الجانبي بين المسيح ويهوذلا ولا بين المسيح ويوحنا ولهذا فسروا بالاتي
(يو 13: 29) لان قوما اذ كان الصندوق مع يهوذا ظنوا ان يسوع قال له اشتر ما نحتاج اليه للعيد او ان يعطي شيئا للفقراء"وهو كان معه الصندوق لانه غالبا كان الاكبر سنا ولاحظ أن المسيح وتلاميذه بالرغم من فقرهم كانوا يعطون الفقراء. وعن موضوع العيد هذا شرحته في ملف عشاء الفصح
(يو 13: 30) فذاك لما اخذ اللقمة خرج للوقت و كان ليلا " وغالبا هو خرج بدون استئذان من المسيح
مرقس البشير تكلم باختصار شديد كعادته
انجيل مرقس 14
(مر 14: 17- 19) و لما كان المساء جاء مع الاثني عشر 18 و فيما هم متكئون ياكلون قال يسوع الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمني الاكل معي 19 فابتداوا يحزنون و يقولون له واحدا فواحدا هل انا و اخر هل انا "
فهم يتساءلون معا وهذا ضجيج  (مر14: 20) فاجاب و قال لهم هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة" اعطاهم العلامه ومرقس البشير لا يكمل الشرح
(مر 14: 21) ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد " وهذا تاكيد ان المسيح ماض الي الصلب بارادته سواء يهوذا خانه او لم يخونه ولهذا يهوذا هو بلا عذر وقد اعلن المسيح له ان لا يفعل ذلك لان المسيح سيصلب حتي بدون خيانة يهوذا ولكن لو سلم للصلب بخيانة يهوذا سيكون ليهوذا شر كثير ولكن يهوذا قسي قلبه ولم يستمع

لوقا البشير لا يتبع الترتيب المعتاد فاهتم بعشاء الفصح وذكره اولا رغم انه تم بعد موضوع علامة يهوذا والحوار وخروج يهوذا من المتكأ
انجيل لوقا 22
(لو 22: 14- 21)  ولما كانت الساعة اتكا والاثنا عشر رسولا معه 15 وقال لهم: «شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم قبل ان اتالم 16 لاني اقول لكم: اني لا اكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله». 17 ثم تناول كاسا وشكر وقال: «خذوا هذه واقتسموها بينكم 18 لاني اقول لكم: اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى ياتي ملكوت الله». 19 واخذ خبزا وشكر وكسر واعطاهم قائلا: «هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري». 20 وكذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا: «هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم. 21 ولكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة. "

 هنا لوقا البشير يكمل مقوله اخري للمسيح في وسط النقاش وهي انه يده مع المسيح في المائدة وهذا التعبير يقصد به ان يد هذا الرجل قريبة من المسيح وهذا بالفعل ينطبق اكثر علي يهوذا ولكنهم لم يفهموا اما يهوذا ففهم ايضا ان المسيح يقصده.
(لو 22: 22- 24) 22 وابن الانسان ماض كما هو محتوم و لكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه
 23 فابتداوا يتساءلون فيما بينهم من ترى منهم هو المزمع ان يفعل هذا  24 وكانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر"
وهذه لم يذكرها بقية المبشرين ولكن كما قلت ان المبشرين يكملون كلام بعضهم بعضا فيشرح لوقا ان التلاميذ انشغلوا عن العلامه التي قالها المسيح وهي امر الغمس في طبق المسيح لانه كان هناك خلاف ونقاش وضجيج اخر عن المكانه ومن يجب ان يجلس عن يمين المسيح وبخاصه ان هذا حدث بعد فتره من موضوع طلب ام ابني زبدي وابنيها من الرب يسوع المسيح ان يجلس احدهم عن يمينه والاخر عن يساره ويوحنا لانه الاصغر عن يسار المسيح والخلاف كان عن الموضوع اليمين هل هو من نصيب بطرس ام يعقوب ام يهوذا والاخرين ايضا اشتركوا في هذا الخلاف فكلهم حتي الان ضعفاء لم يحل عليهم الروح القدس بعد فلم ينتبهوا عندما مد يهوذا يده وغمس في طبق المسيح.
وهو ظنوا أن الذي يجلس أقرب للسيد سيكون له مركزاً أكبر حين يملك السيد.
(لو 22: 25) فقال لهم ملوك الامم يسودونهم و المتسلطون عليهم يدعون محسنين
محسنين يقصد هم يسمونهم هكذا تملقاً. وهم يسمون أنفسهم هكذا إذا قدموا خدمات لبلادهم بل هم يعطون عطايا وخدمات ليسميهم الشعب هكذا. ولكن الأمم الوثنيين يفهمون أن المحسنين يجب أن يتسلطوا. وهنا المسيح يشرح لهم أن الأفضل أن يخدموا الآخرين من أن يسودوا ويترأسوا عليهم. والمسيح هنا ينسب التسلط للأمم وليس لاولاد النور الذين يخدمون الاخرين ولا يهتموا بالمكانه العالمية.
(لو 22: 26- 27) و اما انتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالاصغر و المتقدم كالخادم  27 لان من هو اكبر الذي يتكئ ام الذي يخدم اليس الذي يتكئ و لكني انا بينكم كالذي يخدم "
وهنا المسيح يعطيهم درس في هذا الامر وغالبا هذه النقطه اتت في منتصف حوار المسيح عن الذي سيسلمه ولهذا لم يفهموا او لم يستوعبوا عندما اعطي المسيح في النهاية اللقمه ليهوذا لانهم انشغلوا بامور اخري والجلوس عن يمين المسيح .
فلهذا لا يوجد اي تناقض ولا اي خلاف بالاعداد من الاربع اناجيل معا تجعلنا نشاهد هذا الحدث من اكثر من زاوية تكميلية تجعلنا نعيش الاحداث

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

كشف السيد أمر الخائن لئلا يموتوا من الحزن والخوف ولعله ( اي الخائن ) يندم . قال الذهبي الفم ان يهوذا بلغ من الوقاحة حتى انه لم يكن يعنيه امر المعلم واكرامه فغمس معه . ولعل السيد قصد ان يجتذبه الى المحبة فقال للتلاميذ ان واحداً منكم خائن اي ليس من الغير بل من الذين يغمسون معه في الصحفة . قال القديس فيلكسينوس انه ولو كان الجميع يمدون ايديهم مع المسيح الا ان سيدنا عندما كان يمد يده كان التلاميذ يقصرون ايديهم اما يهوذا فكان يمد يده مع السيد بوقاحة ولما لم يفهم التلاميذ الخائن فيهم من قوله ” الذي يمد يده معي في الصحفة ” بل خبزاً وناوله وفي الحال عرفوه . وقد قال آخرون انه كان امام التلاميذ صحفتان . فكان كل ستة تلاميذ يغمسون في واحدة وكان يهوذا يغمس مع سيدنا لاجل ذلك قال ان الذي يغمس معي الخ . وزعم البعض ان السيد لم يظهر شيئاً عن يهوذا حتى غسل ارجلهم وناولهم الاسرار وهذا القول غير صحيح .

تفسير (متى 26: 24) : ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه ، ولكن الويل لذلك الذي به يسلم ابن الانسان . كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد ! “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه ا{ية تابعة لما قاله يسوع في عدد ٢١ وموجَّه إلى الكل. والقارئ لسفر (إشعياء ٥٣ ) النبى اليهودى ولمزمور 22 من مزامير داود النبى والملك على مملكة إسرائيل الموحدة (1011 ق. م. - 971 ق. م.)  يلاحظ أنه يتنبأ بتفاصيل دقيقة يتعجب من يقرأها قائلا كيف قال داود الطريقة التى سيصلب ويموت بها المسيح قبل حدوثها للمسيح وقبل ولادة المسيح بألف سنة عما سيحدث   له" ونبوة أخرى وردت فى (دا 9: 26)   وبعد اثنين وستين اسبوعا يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس ات يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة والى النهاية حرب وخرب قضي بها.
1) " إِنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ"  ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ أحد ألقاب المسيح وهو الكلمة المتجسدة (مرقس ٩: ١٢ ) فاجاب: «ان ايليا ياتي اولا ويرد كل شيء. وكيف هو مكتوب عن ابن الانسان ان يتالم كثيرا ويرذل. ( لوقا ٢٤: ٢٥، ٢٦، ٤٦ ) (أعمال ١٧: ٢، ٣ و٢٦: ٢٢، ٢٣ ) (١كورنثوس ١٥: ٣ ) ( يوحنا ١٧: ١٢)
2) " مَاضٍ"  أي مائتٌ كما ورد في تكوين ١٥: ٢ ومزمور ٣٩: ١٣.
3) " كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ " أي في نبوات العهد القديم. كان يسوع يعرف من كان الذي سيسلمه وما يجب عليه أن يفعل (يو ١٣ :١)
 اما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب، ( وأيضا راجع مزمور ٤١: ٩ مع يوحنا ١٣: ١٨ وانظر إشعياء ٥٣: ٤ - ٩ ودانيال ٩: ٢٦، ٢٧). حياته كانت قد أعلنت في نبوءات العهد القديم (مت ٢٦ :٣١ ,٥٤ ,٥٦؛ ) (مت 11: 10) (مت 21: 42) وتلك النبوات قيلت بناءعلى قضاء الرب وعلمه السابق ، وأُعلنت للتلاميذ لتكون عزاءً لهم زمن الأحزان ولتقوية إيمانهم بصدق كلمات الرب يسوع  بأن ما حدث لم يكن إلا بقصد الرب وتعيينه بالحكمة والصلاح. ومثل هذا العزاء هو لكل مؤمن في كل ضيق وحزن.
4) "  وَلٰكِنْ وَيْلٌ لِذٰلِكَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ٱبْنُ ٱلإِنْسَان" قال هذا شفقةً على يهوذا لما سيجلبه على نفسه من العذاب الشديد. وتحذيراً له من العواقب.
5) " كَانَ خَيْراً لِذٰلِكَ ٱلرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَد"كَانَ خَيْرا الخ هذا كلام جارٍ مجرى المثل، يُراد به عقاب هائل لا تُرجى له نهاية. وهو يدل على ثلاثة أمور:
(١) إن الإثم الذي عزم يهوذا على ارتكابه فظيعٌ جداً يوجب عليه القصاص الشديد. و(٢) إن ذلك القصاص لا بد منه. و(٣) إنه أبديٌ. لأنه لو كانت له نهاية ينال بعدها يهوذا الأفراح السماوية ما صحَّ أن يُقال عليه «خيرٌ له لو لم يولد». لأنه على فرض صحة ذلك يكون وجوده خيراً له. فإن قيل كيف يصح الحكم على يهوذا بأنه آثم مع أنه نفَّذ قضاء الله الأزلي قلنا (١) إن كل ما فعله إنما فعله باختياره، ولذلك فهو مسؤول بما فعل، لأن قضاء الله لم يسلبه حرية إرادته، ولم يجبره على الفعل ولا أغراه به. (٢) إنه فعل كل ما فعله بقصد شرير، لأنه خالف ضميره وشريعة الله، ورفض نصائح المسيح وربَّى الرذائل في قلبه، كالطمع والخيانة والجحود، فكفر النعمة ولم يشكر على أفضل وسائطها، وارتكب أشر الآثام على أعظم وأقدس البشر، لأزهد غاية وهي الحصول على ثلاثين من الفضة. (٣) لو رفع قضاء الله وعلمه السابق المسؤولية عن يهوذا ومنع جواز عقابه، لمنع جواز مكافأة البار، لأن بره من قضائه، لأن ذلك القضاء يعمُّ كل أفعال الناس (أعمال ١: ١٦ - ١٨ و٢: ٢٣ و٤: ٢٧، ٢٨).

" لو " هذه جملة شرطية فئة ثانية. تسليم يهوذا كان عملاً ضرورياً تم التنبؤ به وبسببه سيعاني عقوبة. وقد أعطى الإنسان حرية الإختيار بين الخير والشر والإرادة الحرة فى قراراته وبالرغم من تحذير المسيح ليهوذا عدة مرات إلا أنه إختار طريق الشر ولم يكتشف ذلك إلا بعد أن أنقضى الأمر فقال "لقد اسلمت إنسانا بريئا"

هل يقبل الرب توية يهوذا؟

الإجابة من مقالة بجريدة اليوم السابع بتاريخ السبت 29/8/2009 : [ وضعت الكنيسة الأرثوذكسية على موقعها الرسمى "الكرازة" إجابة البابا شنودة عن سؤال حول إذا ما كان الرب يقبل توبة يهوذا الخائن أم لا؟ وهو السؤال الذى ربطه البعض بإحدى الشخصيات داخل الكنيسة والذى ارتبط اسمه مؤخرا بشائعات أثارت المجتمع القبطى حول وفاة البابا شنودة. وجاءت فى السؤال "يهوذا قد ندم وبلغ من شدة ندمه أنه شنق نفسه، فهل من الممكن أن يقبل الله توبته هذه، ويخلص؟.. وكانت الإجابة "السيد المسيح صرح أكثر من مرة بهلاك يهوذا، فقال فى حديثه الطويل مع الأب "الذين أعطيتنى حفظتهم، ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب" (يو12:17). وهكذا سمّى يهوذا (ابن الهلاك)، وأضاف البابا أن السيد المسيح قال لتلاميذه "ابن الإنسان ماضٍ كما هو محتوم، ولكن ويل لذلك الإنسان الذى يسلمه" (لو 22:22). وأضاف أيضاً "كان خيراً لذلك الرجل لو لم يُولد" (مر 21:14). وفى محاكمة السيد المسيح أمام بيلاطس، قال له "لذلك الذى أسلمنى إليك له خطية أعظم" (يو 11:19) نلاحظ نفس الدينونة الخاصة بيهوذا واضحة فى كلمة القديس بطرس وقت اختيار بديل له. فقال عن يهوذا "لأنه مكتوب فى سفر المزامير: لتصر داره خراباً، ولا يكن فيها ساكن. وليأخذ وظيفته (أسقفيته) آخر" (أع 20:1)، لقد أنذره السيد المسيح كثيراً، ولكنه لم يستفيد. بل كان خائناً، ورمزاً لكل خيانة، وآلة فى يد الشيطان. ولما أكل الفصح مع السيد، قيل عنه إنه لما أخذ اللقمة "دخله الشيطان" (يو 27:13). وأوضح المصدر أنه قد تم أمس نشر مجلة الكرازة بعد شهر ونصف من توقفها، لتحمل مقالا للبابا شنودة بعنوان "الشهوة" قال خلاله "إن الشهوات هى بدء كل خطية" وأنهى المقال بقوله "يا ليت كل واحد منا يعرف ما هى الشهوات التى فى نفسه هل هى من شهوة الجسد أم شهوة العين أم شهوة تعظم المعيشة ولو حتى بالفكر فيقول لو كنت كذا أو ساعدنى الحظ أو ساعدتنى الظروف أن أكون كذا"

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

 رب معترض يقول بانه اذا كان المسيح ماضياً ليموت كما هو مكتوب عنه فلماذا يلام يهوذا اذ كمل المكتوب ؟ فنجيب انه لم يسلم السيد لاجل تكميل المكتوب كما ان الصالبين لم يصلبوه لاجل تكميل النبوة بل بنية شريرة لان يهوذا فعل ما فعله باختياره لذلك كان مسؤلاً لان المكتوب عن المسيح لم يسلب اختياره ( أي حرية ارادته ) أي لم يجبره على الفعل . ثانياً انه فعل كل ما فعله بقصدٍ شرير لانه خالف ضميره وشريعة الله ورفض نصائح المسيح وربى في فؤاده الرذائل كالطمع والخيانة والكنود اي كفر النعمة وارتكب شر الاثام بتسليمه سيده لا زهد غاية وهي الحصول على ثلاثين من الفضة وربما يعترض قائل انه لو لم يسلمه يهوذا لسلمه غيره فان لم يسلمه غيره فسدت خطة المسيح ؟ فنقول حاشا ما كانت تفسد أبداً لان الحكيم والعارف بكل شيء قادر ان يدير ما يخصه لانه حكمته فائقة الادراك . وقد جعل الويل للرجل الذي صار آلة لاتمام سياسته وفي الوقت نفسه حذر التلاميذ الا يظنوا انه من الضعف أسلم . وبقوله ” قد كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد ” بين ان يهوذا بحريته أسلمه ولذلك أعدد له عذاب أليم . ولو لم يولد ما كان يتعذب بلا نهاية . ورب معترض يقول لماذا خلق الله يهوذا اذا كان خيراً له لو لم يولد . فنجيب ان الله خلقه ليعمل خيراًً لكنه انصرف الى عمل الشر بحريته . وقد خلق الله أيضاً الشياطين والناس والاشرار ليعملوا الصالحات ولكنهم انصرفوا الى عمل الطالحات بارادتهم . ثم ان خلق يهوذا متعلق بالخالق تعالى . اما العمل صالحاً وطالحاً فمتعلق بالشيطان والانسان . وليت شعري هل نلوم الله لان بعض الناس صاروا اشراراً . ان الله بريء من الملامة . ومن هو الانسان حتى يعترض على الله . هل تقول الجبلة لجابلها لماذا جبلتني هكذا ثم نقول ان يهوذا انتخب ليكون رسولاً مثل بطرس ويوحنا والشيطان خلق ليقف في الخدمة مثل جبرائيل فكما ان الله الآب لا يلام بسقوط الشيطان كذلك الابن لا يلام بانتخابه يهوذا لئلا يكون له سبب للتذمر فيقول ان المسيح ما كان يحبني مثل رفقائي ولو غسل رجلي ما اسلمته ولا خنته . على ان السيد عرف بمحبته للفضة فسلطه على صندوق النفقة ليتصرف بالفضة كما يشاء ويريد . ولم يشاء ويريد . ولم يشأ ان يفضحه بل فضل ان يوبخه فقط فلم يرعو.   

تفسير (متى 26: 25) : فاجاب يهوذا مسلمه قائلاً : “ لعلي انا هو يا سيدي ؟ “ فقال له : “ انت قلت “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَسَأَلَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ: لعلي انا هو يا سيدي ؟  لاحظوا أن يهوذا استخدم لقب "سيدي/ رابّي" والذى يعنى (معلمي) وليس "الرب" كما فعل بقية التلاميذ (متى 26: 22) : فحزنوا جداً وابتدأ كل منهم يقول له : “ هل انا هو يا رب ؟ “

2) " أَنْتَ قُلْتَ" أي بمعنى نعم. هذه عبارة إصطلاحية استخدمت أيضاً في (مت ٢٦ :٦٤ و ٢٧ :١١ .) يسوع كان لا يزال يحاول أن يصلح يهوذا ويحذره . اوالأرجح أن المسيح أجاب يهوذا بذلك سراً، فلم يسمعه أحدٌ من التلاميذ.لأأنه كان يتكئ عن يمينه وسؤاله المسيح «هل أنا هو؟» يشير إلى كم من الخداع والرياء الذى يتكلم به يهوذا . وزاد المسيح على قوله «أنت قلت» قوله «ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة» (يوحنا ١٣: ٢٨). وهذا سمعه الجميع، لكنهم لم يفهموا لماذا كلمه به. وخرج حالاً ولم يشترك مع سائر الرسل في العشاء الرباني كما شاركهم في أكل الفصح، بدليل قول يوحنا (الذي راعى ترتيب الحوادث دون غيره) «لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ» (يوحنا ١٣: ٣٠) وكانت تلك اللقمة من الفصح وغمس يده فى الصفحة مع يسوع كما هو ظاهر.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

كان يهوذا واثقاً بصلاح السيد وان المسيح لا يفضحه وكذلك السيد لم يجب أنت هو بل قال له أنت قلت . وبما ان التلاميذ ما سمعوا الحديث اضطر السيد ان يناوله خبزاً مبلولاً ليعرفوه . وقد ذكر لوقا ان الفصح اي عيد الفطر كان قريباً لما دخل الشيطان في يهوذا . وقد ذكر يوحنا ان الشيطان دخل يهوذا بعدما تناول الخبز . والاثنان صادقان لان الشيطان لا يدخل في الانسان بغتة لكن يستعمل التجارب أولاً ثم يدخل فيه . وقد صادق يوحنا على الكلام الذي قاله لوقا فقال انه في وقت العشاء دخل الشيطان في قلب يهوذا الاسخريوطي وبعد الخبز تمكنه  .

 



This site was last updated 04/05/23