Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير /شرح انجيل متى الاصحاح الحادي والعشرون (متى 21: 1- 22)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تفسير / شرح الإنجيل كما رواه متى الإصحاح الواحد والعشرون (متى 21: 1- 22)   

 تقسيم فقرات الإصحاح  الحادى والعشرون من إنجيل متى (متى 21: 1- 22)
1. دخول يسوع أورشليم (مت  21: 1-11)
2. تطهير الهيكل
(مت  21: 12-14)
3. تسبيح الأطفال
(مت  21: 15-16)
4. في بيت عنيا
(مت  21: 17)
5. شجرة التين العقيمة
(مت  21: 18-22)

تفسير انجيل متى الاصحاح الحادي والعشرون

يسوع يدخل أورشليم (متى 21: 1- 11)

يسوع يدخل أورشليم

لم يذكر بعض االأحداث التى حدثت في أريحا، فلم يذكر زيارة المسيح بيت زكا، ولم يذكر مثل عشرة الأَمْناء. وضرب المسيح هذا المثل إما في المدينة وإما في الطريق وهو صاعد إلى أورشليم

تفسير (متى 21: 1 ) : ولما قربوا من اورشليم وجاءوا الى بيت فاجي عند جبل الزيتون ، حينئذٍ ارسل يسوع تلميذين .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ" تذكر كلمة صعود لأورشليم لأن أورشليم مبنية على جبل وردت هذه الآية فى نبوة (زكريا ١٤: ٤) وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام اورشليم من الشرق " وتكررت فى (مرقس ١١: ١ الخ ) ولما قربوا من اورشليم الى بيت فاجي وبيت عنيا، عند جبل الزيتون، ارسل اثنين من تلاميذه،  (لوقا ١٩: ٢٩)28 ولما قال هذا تقدم صاعدا الى اورشليم. 29 واذ قرب من بيت فاجي وبيت عنيا عند الجبل الذي يدعى جبل الزيتون ارسل اثنين من تلاميذه 
صعد المسيح إلى أورشليم و الذي ذُكر في بداءة هذا الأصحاح حدث يوم ألأحد العاشر من نيسان (حيث يبدأ عيد الفطير) ، وهو بدء الأسبوع الأخير من حياته على الأرض. والأرجح أنه ترك أريحا نهار الجمعة الثامن من نيسان، ووصل إلى بيت عنيا مساءً عند بدء السبت اليهودي كما يظهر من قول يوحنا «ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا» (يوحنا ١٢: ١).
2) " وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي " بَيْتِ فَاجِي معناه في اليوناني «بيت التين»  وهي قرية صغيرة شرق أورشليم على السفح الشرقي على قمة الجبل الطويدة المعروف باسم جبل الزيت قرب بيت عنيا وعلى الطريق بينها وبين أورشليم. وليس من اليسير تعيين موقعها تماماً اليوم. واستنتج أكثر المفسرين أنها كانت بين بيت عنيا وأورشليم، لأن متّى ذكر وصول المسيح إليها بعدما خرج قاصداً أورشليم. وظنها بعضهم شرق بيت عنيا بناءً على تقديم مرقس ولوقا إياها على بيت عنيا في ذهاب يسوع من أريحا إلى أورشليم. ففهموا من قول متّى أن بيت عنيا كانت متنحِّية عن الطريق السلطانية بين أريحا وأورشليم وبيت فاجي، وأن المسيح في قدومه من أريحا وصل أولاً إلى بيت فاجي، ثم مال عن الطريق إلى بيت عنيا، ثم عاد إليها في سفره إلى أورشليم .
3) " عِنْدَ جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ"  جَبَلِ ٱلزَّيْتُون ويقع شرق أورشليم، ويفصل بينهما وادي قدرون (يوحنا ١٨: ١). ويرتفع ٢٥٥٦ قدماً فوق سطح البحر، ولا يزيد عن الهيكل سوى ٣٠٠ قدماً، لأن الهيكل كان على جبل المُريا (٢أخبار ٣: ١). وهو على بعد نحو ميل أو ثلث ساعة من المدينة. وحسبت تلك المسافة عند اليهود سفر سبت (أعمال ١: ١٢) وهو ألفا خطوة. ويقع على سفحه الغربي بستان جثسيماني (قارن لوقا ٢٢: ٣٩ مع مرقس ١٤: ٣٢) وعلى سفحه الشرقي بيت فاجي وبيت عنيا.
غير معروف بالتأكيد أين كان يسوع يبيت ليالي الأسبوع الأخير من حياته. البعض يؤكد على أنه رجع إلى بيت عنيا وبقي هناك مع ألعازر؛ وآخرون يقولون أنه خيّم على جبل الزيتون، وربما في الموضع المحدد الذي هو بستان جثسيماني. الحقيقة الواقعية على الأرجح هي مزيج بين الاثنين. (يو 12: 1- 10)
4) " حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ " وهما تلميذين من الشباب ليسرعا قبل وصول التلاميذ لبيت فاجى كما قيل فى العدد التالى

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

فاجي يعنى مفرق الطرق . وقال آخرون ان فاجي هي شجرة التين غير المثمرة المذكورة في الانجيل في خبر زكى الذي صعدد لفاجي لينظر المسيح وفي السريانية مكتوب انه صعد الى شجرة التين غير المثمرة  والتلميذان اللذان ارسلهما هما سمعان ويوحنا .

 تفسير (متى 21: 2 ) : قائلاً لهما :”  اذهبا الى القرية التي امامكما ، فللوقت تجدان اتاناً مربوطة وجحشاً معها ، فحلاهما وأتياني بهما .

 

هذه إحدى تلك الروايات التي هي معجزة ليسوع فوق الطبيعة أو مّرتبة سلفاً هناك روايات من كلا النوعين في العهد الجديد. في السياق يبدو أنه لقاء مرتب مسبقا

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  قَائِلاً لَهُمَا: اِذْهَبَا إِلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي أَمَامَكُمَا،" فى الطريق الصاعد لأورشليم قال يسوع إذهبا يعنى أسرعا أى أسبقانى إلى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي أَمَامَكُمَا وهى بيت فاجي التي سيمرون عليها فى الطريق ولم يكونوا قد وصلوا إليها حينئذٍ وهي المذكورة في العدد الأول.
2) " فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا،" أَتَاناً... وَجَحْشا اقتصر مرقس ولوقا على ذكر الجحش فقط. وزادا على قول متّى أنه لم يجلس على ذلك الجحش أحدٌ قبل المسيح. ولم يركب اليهود الخيل في الأسفار العادية لقلتها واستخدامها في الحرب خاصة. واعتاد ملوك بني إسرائيل وأشرافهم ركوب الحمير وقيل عن يائير أحد قضاة بنى أسرائيل أنه   (قضاة ١٠: ٤) كان له ثلاثون ولدا يركبون على ثلاثين جحشا " وقيل عن أبيجايل زوجة نابال التى ذهبت لدواد بطعام لأنه غضب من زوجها  (١صموئيل ٢٥: ٢٠) "وفيما هي راكبة على الحمار ونازلة في سترة الجبل اذا بداود ورجاله منحدرون لاستقبالها فصادفتهم" فركوب الحمار إذا لا يدل على الفقر ودناءة المقام فقد ركبه الملوك وقت السلام.

ويوحنا في (يو ١٢ :١٤) يذكر الجحش ولكن ليس ابن أتان. السبب أن ابن الأتان ذو أهمية هو لرمزية الجحش لإسرائيل. الجحش كان هو مطية الملك

وذكر العهد القديم حيوان البغل وهو حيوان هجين ينتج من تزاوج فرس وذكر الحمار اكتسب العديد من صفاتهما المميزة ؛ فللبغل صبر الحمارة وقوة الفرس. وللبغال عامة مقاومة عالية للأمراض ولكنه عقيم ولا يمكنه التناسل وقد ركبه أبشالوم إين داود (٢ صم ١٨ :٩ ) وصادف ابشالوم عبيد داود وكان ابشالوم راكبا على بغل فدخل البغل تحت اغصان البطمة العظيمة الملتفة فتعلق راسه بالبطمة وعلق بين السماء والارض والبغل الذي تحته مر "

 3) " فَحُلاَّهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا" 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

القرية هي بيت عنيا وهي كناية عن العالم والتلميذان عن النبوة والرسولية اللذان ارسلا ليحلا العالم من رباطات الخطيئة مثلما حلوا الاتان . والجحش كناية عن الامم الذين جاءوا الى الإيمان . قال قوم ان الجحش كان صاحبه لعازر الذي من بيت عنيا . وقال آخرون ان حماراً كان هناك مربوطاً في جفنة وجحشاً معه ولم يكونوا يعرفون من ربطه . وقال غيرهم انه ركب حماراً ابيض كعادة الملوك والرؤساء والشاهد لذلك دابورا التي قالت سبحوا ياراكبين الاتن البيض ( قض 5 : 1 ) . آخرون قالوا انه ركب جحشأً برياً وهذا القول غير صحيح لان مع الجحش أتت أمه . وقد ركب على جحش ليعلم الرعاة التواضع وان عند احتياجهم الى مركوب يركبون حماراً ويذكرنا بوحشية طبع الانسان . كما قال اشعيا ” ان الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه اما اسرائيل فلا يعرف ” ( اش 1:3 ) . ثم ان الجحش كان مربوطاً بالقرية لان ارض القرية كانت مطروقة غير مفلحة وهذا يعلمنا ان القرية التي كانت منتنة الرائحة قد أذكاها عبير الفضيلة وأفلحها الايمان فامتلأت بالاثمار الصالحة .

 تفسير (متى 21: 3 ) : وان قال لكما احد شيئا ، فقولا : الرب محتاج اليهما . فللوقت يرسلهما “ .


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَإِنْ "  هذه جملة شرطية فئة ثالثة، تشير إلى عم ٍل محتمل.

2) "قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَ:"  قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ أي اعترضكما ،
3) " ٱلرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا" وكان مجرد قول الرسولين إن الرب محتاج إليهما كافٍ لأن يسارع أصحابهما بتسليمهما إلى الرسولين. وهذا يظهر عن علم المسيح السابق ونبوة، لأن المسيح عرف الحوادث وأنبأ فى الأسفار المقدسة بها قبل أن تحدث.ويظهر من ذلك أن أصحاب الأتان والجحش قد يكونوا من معارف يسوع أو قد يكونو من عارفي معجزاته، لأنه اشتهر كثيراً بإقامة لعازر في بيت عنيا.

 تفسير (متى 21: 4 ) : فكان هذا كله ليتم ما قيل بالنبي القائل :

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "فَكَانَ هٰذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِٱلنَّبِيِّ" وعموما ملوك العهد القديم كان لديهم جحش ملكي لم يركبه أحدٌ قبلاً. وحقيقة أن يسوع جاء راكباً على جحش (مت ٢١ :٥) الحادث المذكور عن الجحش والأتان هو إتمام للنبوة وتحقيقها بالعلم السابق ليسوع كلمة الرب، والمسيح قصد إتمامها بما فعله (انظر متّى ١: ٢٢)  وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي: "وبالوحى نطق زكريا بالنبوة منذ ٥٥٠ فقال (زكريا ٩: ٩) ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم.هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان." ونسب اليهود هذه النبوة في جميع العصور كعلامة إلهية يعرف بها الشعب المسيح (المسيا) المنتظر، ومقدمتها على ما ذكرها متّى من نبوة إشعياء (إشعياء ٦٢: ١١). هوذا الرب قد اخبر الى اقصى الارض قولوا لابنة صهيون هوذا مخلصك ات ها اجرته معه وجزاؤه امامه."  ولم يفهم التلاميذ يومئذٍ أن ركوب المسيح على جحشٍ كان إتماماً لنبوة زكريا

 تفسير (متى 21: 5 ) : “ قولوا لابنة صهيون : هوذا ملكك يأتيك وديعاً ، راكباً على اتان وجحش ابن اتان “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  قُولُواَ:" وهذه الامور والأحداث التى سمعها ورآها تلاميذه لم يفهموها اولا، (يوحنا ١٢: ١٦).وهذه الامور لم يفهمها تلاميذه اولا، ولكن لما تمجد يسوع، حينئذ تذكروا ان هذه كانت مكتوبة عنه، وانهم صنعوا هذه له. " ولكن لما تمجد يسوع، حينئذ تذكروا ان هذه كانت مكتوبة عنه، وانهم صنعوا هذه له.

الملك والأمراء والأغنياء كانوا يركبون على جحش لم يركبه أحد من قبل، هو تحقيق للنبوءة المذكورة في متى بعض المخطوطات اليونانية المتأخرة تضيف "زكريا" قبل "نبي" بينما بعض الإضافات في الفولغاتا والترجمات القبطية تضيف "أشعياء". الجحش لم يكن فقط رمزا للملكية، بل ابن أتان كان رمزاً  للاتضاع والسلام
  أمر المسيح تلاميذه قبل هذا الوقت أن لا يُظهروا للناس أنه المسيح ملك اليهود، من أجل ذلك تجنب كل احتفال. ولكن حان الوقت لأن يرفع يظهر نفسه وأن يدخل أورشليم باحتفال، ليُظهر للناس أنه المسيح ملك اليهود الروحي.

2) "لابْنَةِ صِهْيَوْن " هذا اسم من أسماء أورشليم لأن جبل صهيون هو أحد الجبال التي بُنيت عليها أورشليم وهو جنوب تلك الجبال وأعلاها.(إشعياء ١: ٨).فبقيت ابنة صهيون كمظلة في كرم كخيمة في مقثاة كمدينة محاصرة. " أما جبل المريا فهو الجبل الذى أقيم عليه خيكلا للرب (1 ملوك 8: 1 و 2أخبار 3: 1 و 5: 2)، فمن هاتين الآيتين يستدل بأن صهيون والمريا جبلين منفصلين. إسم صهيون اشتمل بعدها على جبل المريا أيضا أي حيث أقيم الهيكل المقدس (اشعياء 8: 18 و 18: 7 و 24: 23 ويوحنا 3: 17) لهذا ذكرت صهيون حوالي 200 مرة في العهد القديم بينما لم يذكر المريا سوا مرتين فقط (تكوين 22: 2 و 2 أخبار 3: 1).
إذاً في العهد القديم ورد اسم صهيون غالبا للحديث عن أورشليم بمجملها وذلك بصورة شعرية أو نبوية (2 ملوك 19: 21 ومزامير 48 و 69 : 35 و 133: 3 واشعياء 1: 8 وغيرها)، بينما في زمن المكابيين عرفت صهيون بأنها الرابية التي يقوم عليها هيكل سليمان فقط وليس مدينة أورشليم بكاملها (1 مكابيين 7: 32 و 33).
صهيون أو جبل صهيون في اليهودية هي مكان سكنى يهوه وستكون مركز خلاصه المسيحاني، وبالنسبة لليهود فإن صهيون هي وطن العبرانيين ورمزاً لآمالهم القومية، ومن هذه الكلمة جاء مصطلح الصهيونية.يندر في العهد الجديد ذكر صهيون، ولكنها استخدمت في الأدب المسيحي بشكل عام للحديث عن أورشليم السماوية كرمز للمكان الذي سيسكنه الأبرار إلى الأبد بحسب المعتقد المسيحي.
3) " مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعا " تنبأ أشعياء النبي بأن المسيح يأتي ملكاً للتسلط على هذا العالم، ولكنه لا يأتي بمركبات وخيل كمحارب مثل الملوك الأرضيين، بل يأتي بما يليق برئيس / ملك السلام. ولا يأتي بعظمة وافتخار بل بالوداعة. وسيرة المسيح كلها وفق هذه النبوة.
4) "رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ٱبْنِ أَتَانٍ" وفي الأصل «عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ» (زكريا ٩: ٩)ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم.هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان." والمعنى كقول العامة «حمار ابن حمار» أو لعل متّى قصد الأتان وابنها، وأن التلميذين أتيا بهما وأعداهما للركوب. ولا دليل إلا على أنه ركب أحدهما.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قد برهن الانجيلي على ان السيد المسيح استجلب الجحش لتتم نبوة زكريا وذلك على سبيل التواضع .

 تفسير (متى 21: 6 ) : فذهب التلميذان وفعلا كما أمرهما يسوع ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَذَهَبَ ٱلتِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ" ذكر مرقس ولوقا (مرقس ١١: ٤) فمضيا ووجدا الجحش مربوطا عند الباب خارجا على الطريق، فحلاه." أن أصحاب الأتان والجحش اعترضوا الرسولين في أول الأمر، فأجاباهم بالجواب الذي أمرهم به المسيح.

 تفسير (متى 21: 7) : واتيا بالأتان والجحش ، ووضعا عليهما ثيابهم فجلس عليهما .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَأَتَيَا بِٱلأَتَانِ وَٱلْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا "ووضعا الثياب على الدابتين لعدم معرفتهما أيهما يختار أن يركبه." يشبه السروج في احتفالاتنا التي تستخدم خلال الاستعراض.  وَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا القصد بالثياب هنا الخارجية كالرداء والعباءة، ووضعاها احتراماً للراكب كما صنع أصحاب ياهو له عندما مسح ملكا على إسرائيل بدلا من آخاب  (٢ملوك ٩: ١٣). فبادر كل واحد واخذ ثوبه ووضعه تحته على الدرج نفسه وضربوا بالبوق وقالوا قد ملك ياهو."
2) "فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا"
جَلَسَ عَلَيْهِمَا أي على أحدهما وهو الجحش ابن أتان كما ذكر مرقس ولوقا. وقال «عليهما» بحذف المضاف الذي هو أحد، لمناسبة تكرارهما بضمير الاثنين. والنص اليوناني غامض نوعاً ما. "عليهما" في النص اليوناني كانت تشير إلى الثياب التي على كلا الحيوانين، وليس إلى الحيوانين

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

تأملوا أيها المسيحيون باصحاب الاتان والجحش انهم لم يعترضوا على طلبهما بل لما سمعوا انهما يساقان لسيدنا له المجد سكتوا ولعمري ان هذا لموضع العجب كيف ان أولئك الذين كان المسيح بعيداً عنهم سمعوا امره وأطاعوه فيما ان اليهود الذين كان المسيح حاضراً في وسطهم يعمل العجائب وياتي بالمعجزات لم يؤمنوا به وقد علم التلاميذ بهذا ان كان الذين لم يعرفوا قبلوا كلامه وأعطوه ما اراد فاحرى بالتلاميذ ان يبذلوا انفسهم عوضاً عنه . ان متى البشير قال تجدان اتاناً وجحشاً والانجيليون الآخرون رأوا جحشاً فقط . والاتان هو في اللغة اسم عام يطلق على الذكر والانثى من الحيوان المعروف والجحش خاص بالذكر دون الانثى وعلى ذلك يكون كل اتان جحشاً ولا يعكس . ولنرجع الى الآية فقد اتوا بالاتان والجحش اما السيد له المجد فركب اولاً الاتان ولما قرب من المدينة قدموا له الجحش وركبه . ثم ان الاتان هو رمز عن مجمع اليهود وفي ركوبه لها ونزوله عنها دليل على انه ترك كنيسة اليهود بعد ان كان قد خطبها لنفسه أولاً وازانها بالمنح الالهية والاحكام ثم طلقها عندما تركت التعاليم الالهية وانغمست في حماة الرذائل وقيل لذويها هو ذا يترك لكم بيتكم خراباً . اما الجحش الذي ركبه فيما بعدد فهو رمز عن كنيسة المسيح التي تجمع الامم وعلى هذا فيكون قد ركب الاثنين لتتم نبوة زكريا القائلة ” هو ذا ملكك ياتي اليك … وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان ( زك 9: 10 ) وقال آخرون ان الجحش هو نفس  الاتان فلما ركب الجحش ركب الاتان كقول يوحنا ” ووجد يسوع جحشاً فجلس عليه ” ( يو 12 :14 ) على ان يسوع له المجد جال في ارض اليهودية مراراً دون ان يحتاج الى مركوب حتى عندما كان يتعب . وفي هذه المرة كذلك لم يركب لتعبه ولكن لتتميم النبوة وهذا يتضح جلياً من انه سافر ماشياً من اريحا الى بيت عنيا والمسافة سبعة عشر ميلاً من غير ان يتعب فكيف يتعب في رحلته من جبل الزيتون الى اورشليم والمسافة دون الميلين والخلاصة انه بمشيه من اريحا الى بيت فاجي أراد ان يتشبه بالشعوب والتعب الذي احتمله طبعنا البشري في هذه الارض الملعونة لتجاوزه الوصية . وأشار بركوبه من بيت فاجي الى اورشليم الى زوال الاتعاب والاحزان من جنسنا ليستريح بالسماء . وركب حماراً لا بهيمة أخرى ليعرف اليهود انه هو الملك الذي قد تنبأ عنه زكريا وانه يسحق كبرياء ابليس اللعين وليعلم الناس التواضع . ثم ان ملوك الارض كانوا يركبون الافيال والخيول عند دخولهم ميادين القتال اما المسيح لما شاء ان يبطل الحروب ويتكلم بالسلام مع الشعوب ركب حماراً وهو ليس مما يركب للغزو والقتال وأبطل الحروب وزرع بذور السلام . وبواسطة الجحش اشار عن الشعوب غير الخاضعة للنواميس الالهية وهو أخضعها لتحفظ وصاياه ثم ان الجحش بموجب العتيقة نجس لانه لا يشتر وحافره غير مشقوق وكذلك الامم كانت نجسة لعدم تمييزها الطاهر من النجس فبركوبه الجحش الذي هو رمز عنهم طهرهم . ثم ان الجحش كان مربوطاً برباطين ” ارادياً وقسرياً ” ارادياً بامه كما كانت الشعوب خاضعة بارادتها لعبادة الاصنام . وقسرياً بالزمام كما كان الشيطان قد ربط الامم قسراً . أما المسيح فقد حل الرباطين . ثم انه ركب الجحش غير المروض مبيناً ان ما كان عسراً عند غيره فهو سهل عنده كارجاعه الامم الى العبادة الالهية ذلك لانه خالق الطبيعة وقال قوم ان المسيح ارسل وأتى بالجحش كسيد يأخذ من عبده ما يريد . وقال آخرون بل أخذه بالالتماس كمحتاج لانه مع غنائه بلاهوته وشرفه غير المحدود قد لبس ثوب الفقر والتجرد . وقد ارجع الجحش مع الذين أتوا به . ولو سألنا اليهود عن ملك غير المسيح دخل اورشليم راكباً جحشاً لما استطاعوا ان يذكروا لنا احد سواه . ثم ان المسيح أرسل تلميذين ليأتيا بالاتان ولم يرسل واحداً او ثلاثة اشارة الى الانبياء والرسل الذين دعوا الامم الى الإيمان فسمعان الشيخ والمتزوج رمز الى الانبياء ويوحنا الشاب والبتول رمز الى الرسل الذين بواسطتهم دعينا الى الحياة .

 تفسير (متى 21: 8 ) : والجمع الاكثر فرشوا ثيابهم في الطريق . وآخرون قطعوا اغصاناً من الشجر وفرشوها في الطريق .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ٱلْجَمْعُ ٱلأَكْثَرُ " تمتلئ أورشليم فى عيد الفصح الذى يكون فى 14 نيسان ويكون فى وسط أسبوع كامل أسمه عيد الفطير ويقدر عدد الأشخاص الذين يزورون الهيكل ويذبحون ذبائح بحوالى 750 ألف زاشر سنويا لأنه هذا العيد فريضة على كل ذكر ولم تكن مدينة اورشليم تسع هذا العدد الهائل لهذا كانوا يفترشون وينامون ويخيمون تحت أشجار الزيتون على جبل الزيتون أو الجبال التى حول أورشليم وفى المساء يقيد هؤلاء النار ويسبحون الرب ويصلون فينير الجبل بالنيران وتشتعل القلوب بالتسابيح والترانيم لرب   وسار بعضهم أمامه وبعضهم وراءه، وكان بينهم بعض الفريسيين الذين لم يفرحوا مع الجمع (لوقا ١٩: ٣٩).واما بعض الفريسيين من الجمع فقالوا له: «يا معلم انتهر تلاميذك». 
2) " فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي ٱلطَّرِيق" فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ... كان هذا جانبا آخر من إستقبال الملوك فى هذا العصر ي الذي يشبه تعبيرنا الحديث بـ "فرش السجاد الأحمر" للإحتفال بزائر مميز. وهذا تلميح تاريخي يشابه  نفس التصّرف الذي قام به ياهو في (٢ملوك ٩: ١٣). فبادر كل واحد واخذ ثوبه ووضعه تحته على الدرج نفسه وضربوا بالبوق وقالوا قد ملك ياهو."و كما صنع آباؤهم واجدادهم في زمن سمعان  المكابي عظيم الكهنة وقائد اليهود، عندما دخل اورشليم وقد استؤصل العدو اللدود من اسرائيل (1مكابيين 13/51). ورددوا الهتاف الملوكي من (المزمور 118) " هوشعنا ! يا رب ! خلّص، امنح النصر! مبارك الآتي باسم الرب! " (مز118/25). و(2 مكابيين 10: 7)

3) "  وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَاناً مِنَ ٱلشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي ٱلطَّرِيقِ"

وفرشوا أَغْصَان مِنَ ٱلشَّجَرِ فى الطريق تحت أرجل الجحش والأتان احتراماً له وإستقباله كملك ومسيا إنتظروه طويلا كما اعتادوا أن يصنعوا للعائدين من الحرب منتصرين، أو للملك الراجع إلى بلاده بعد غيبته عنها. وزاد يوحنا على ذلك أن الذين استقبلوه من أورشليم أتوا بسعف النخل (يوحنا ١٢: ١٢، ١٣) فاخذوا سعوف النخل وخرجوا للقائه، وكانوا يصرخون: «اوصنا! مبارك الاتي باسم الرب! ملك اسرائيل!» وفرشوه في الطريق إظهاراً لزيادة فرحهم بالانتصار والسلام (رؤيا ٧: ٩).

واليهود كانوا يعيدون فى العادة فى عيد المظال (لاويين ٢٣: ٤٠ ) وتاخذون لانفسكم في اليوم الاول ثمر اشجار بهجة وسعف النخل واغصان اشجار غبياء وصفصاف الوادي.وتفرحون امام الرب الهكم سبعة ايام " رمزيا بقطع الأغصان  (لا ٢٣ :١٣ - ٢٠) ولكن عيد المظال عيد موسمى ولكن هذا الحدث كان لأستقبال المسيا / المسيح المنتظر إلا أن تلك الأغصان كانت أكبر بكثير من هذه. الأغصان المستخدمة ولكن هنا كانت أصغر نسبياً وتشبه كثيراً  العادة الحديثة برش بتلات الورد أمام عروس وهي تسير في رواق الكنيسة. هذه الأعمال الثلاثة: (١) الثياب على الحيوانات، (٢ ) وفرش الثياب على الطريق، ,(٣) وفرش الأغصان على الطريق تظهر أنهم كانوا يبّجلون يسوع على أنه الملك الداودي الملكي الآتي (المسيا).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

الثياب هنا اشارة لعبادة الصنيمة التي احتقرت ورذلت امام المسيح المخلص . وقد فرش الناس ثيابهم امامه اشارة الى سودده عليهم وبيان الى ان الذين يتبعون المسيح يتجردون لا من ثيابهم فقط بل يسلمون أجسادهم لاجله كما فعل الشهداء . وفرش الثياب كذلك هو دلالة على انهم داسوا فخارهم بارجلهم . ولسائل ان السيد المسيح دخل مراراً الى اورشليم فلماذا لم يخرج الناس للقائه مثلما خرجوا في هذه المرة . والجواب على ذلك هو انهم سمعوا بقيامة العازر من القبر . وقد يكون هو الذي حركهم الى ذلك لان عهد آلامه أصبح قريباً . وخروج الجمع الكثير للقائه باغصان الزيتون والنخل لان هذه كانت عادتهم عندما كانوا يخرجون لملاقاة ملوكهم وانبيائهم . وقد اتخذوها من داود القائل ” الصديق كالنخلة يزهو ” ( مز 92 : 12 ) وانا مثل الزيتونة الممجدة في بيت الرب .  ويظهر انهم خرجوا باغصان النخل والزيتون لملاقاة داود وشاول لما انتصرا على الفلسطينيين . على ان الزيتون كان في اورشليم بكثرة فلا عجب اذا حملوا اغصانه . ولكن من اين اتو بالنخيل وهو غير موجود عندهم ؟ قال بعضهم ان عيد الغفران والمظال يقع في اليوم العاشر من تشرين الاول قمري والناموس يأمر ان يستظلون باغصان الزيتون والآس والنخيل ولما بلغوا زمن العيد في ذلك العام ما استطاعوا ان يعيدوه لانهم كانوا تحت نير عبودية الرومانيين . وكان اليهود قد ارسلوا الى الاماكن البعيدة واستجلبوا منها أغصان النخيل ليعملوا عيد المظال فلما قدم ربنا الى اورشليم خرجوا بها لملاقاته فيكون دخول السيد له المجد الى اورشليم في ذلك العام الذي ما استطاعوا فيه ان يعيدوا عيد المظال في حينه لضغط الرومانيين عليهم .

وقال آخرون ان بالهام من المسيح أعدد القوم النخيل ليستقبلوه حفاوة واجلالاً . لان اغصان النخيل يرمز بها الى انتصار الامم على ابليس اللعين لان الجحش رمز للمؤمنين والشجر رمز للاعداء الذين قطعوا كما تقطع الشجر وطرحوا تحت اقدام المؤمنين . اما الزيتون فله خاصيتان الرحمة لان شجر الزيتون لا يعرى لا في الصيف ولا في الشتاء كالاب الرحوم يحافظ على ورقه وهو دسم يعطي الوجوه لمعاناً كقوله دهنت رأسي بالدهن وهكذا السيد المسيح هو رحوم لانه رحم جنسنا وابهجنا بخلاصه لنا . وبالزيت كان يخبز خبز الوجوه المذكور في الناموس وبورقة الزيتون بشرت الحمامة نوحاً بنهاية الطوفان . ولذلك اتخذوها اشارة الى السلام كما ان سيدنا المسيح له السلام يدعى . واما النخل ففيه خواص العلو وهو رمز للسيد المسيح الذي هو عالي وسموي . ومستقيم القامة كما ان احكام المسيح مستقيمة كقول داود بارانت يا رب واحكامك عادلة وثمره حلو كتعليم المسيح الحلو . كقوله ان كلامك ( أي تعليمك ) حلو في حلقي وشجر النخيل ابيض كما ان المسيح هو نور العالم وفي رأس النخيل شوك يجعل الصعود الى اعالي اشجاره مستحيلاً وذلك رمز الى ان من لا يخاف الله يستحيل عليه ان يصعدد الى المسيح بروح المعرفة وورق النخيل لها رؤوس كالابر وهي جارحة وهي رمز الى الصليب الذي هو حربة المؤمنين المسنونة ضد ابليس اللعين وقلب النخلة واحد كما ان الله الكلمة واحد .

 تفسير (متى 21: 9) : والجموع الذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين : “ هوشعنا لابن داود ! مبارك الآتي باسم الرب هوشعنا في الاعالي ! “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ٱلْجُمُوعُ ٱلَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَٱلَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ: " لكلمة "يصرخون" هي في زمٍن ناقص ما يدل على أنهم كانوا يصرخون بشكل متكرر. وهذه الآية مقتبسة من (مز ١١٨ :٢٦ -٢٧).لقد كانوا جزءاً من ليتورجيا عيد الفصح المعروفة باسم مزامير التهليل (مز ١١٣ -١١٨ ) وفيها "عبارة سبحوا الرب يا عبيد الرب" وكان مزمور 136 يسمى مزمور التهليل العظيم لتكرار هذه العبارة 26 مرة وردت فى مزمور واحد كانت هذه تستخدم كل عام في المكان حيث يصعد الطريق إلى أورشليم ليستقبل الحجاج في عيد الفصح، والتى يُطلَق غليها اسم "ترانيم المصاعد" وتحتوى خمسة عشر مزمورًا من (مز 120- 134) كانت تترنم بها الجماعات عند صعودهم إلى أورشليم في الأعياد الثلاثة الكبرى حسب أمر الرب: "ثلاث في السنة يحضر جميع ذكورك أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره في عيد الفطر وعيد الأسابيع وعيد المظال (تث 16: 16، انظر أيضًا خر 23: 17، 34: 23 و24). وجميع هذه المزامير الخمسة عشر تطابق هذه الحال (انظر بصورة خاصة المزامير 122، 125، 126، 128، 132، 133).

. ولكن هذا العام كان هناك استثناء فريد يتعلق بشخص يسوع. هذه الآيات كانت تُطبق بشكل فريد عليه. لقد كان هو تحقيقها.

2) " لابْنِ دَاوُدَ" هذا إقرار الجمع بأن يسوع هو المسيح ملك اليهود.هذا اللقب مسيانى أى المسيا المنتظر وعلامته أنه أبن داود وعندما كان يسوع يشرح لاهوته قال لليهود (مت 22: 42«ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟» قالوا له: «ابن داود». ولما رأى الشعب اليهودى معجزاته ( مت 12: 23) فبهت كل الجموع وقالوا: «العل هذا هو ابن داود؟»  وأيضا ناداه به الأعمى ( مت 9: 27) وفيما يسوع مجتاز من هناك تبعه اعميان يصرخان ويقولان: «ارحمنا يا ابن داود».والذى قابله الرب فى أريحا (مت 20: 30) واذا اعميان جالسان على الطريق. فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين: «ارحمنا يا سيد يا ابن داود» مما يدل على أن اليهود كانوا يعرفون المسيح بهذا اللقب المسيانى الذى (مت 12: 21) وعلى اسمه يكون رجاء الأمم». ذا كان لقباً مسيانياً (مت ٩ :٢٧) ( مت ١٢ :٢٣) ( مت ١٥ :٢٢) ( مت ٢٠ :٣٠ ,٣١) ( مت ٢٢ :٤٢) كان هذا تلمحياً إلى (٢صم ٧ ) ،والذي تنبأ بأنه سيكون هناك دائما ذرية من النسل الداودي على العرش. كان هناك تحقيق ضروري للمسيا بأن يكون من سبط يهوذا (تك ٤٩ :١٠) ( مز ٦٠ :٧ (مز 108" 8) )  
3) "مُبَارَكٌ ٱلآتِي" وهذا منقول من
(مزمور ١١٨: ٢٥، ٢٦) "اه يا رب خلص.اه يا رب انقذ. 26 مبارك الاتي باسم الرب.باركناكم من بيت الرب." ويراد به التمجيد والترحيب بالمسيا أى الممسوح من قبل الرب . وقصد الجمع بذلك إكرام المسيح وحده لا الزوار الآتين معه إلى العيد، فهو وحده المخلص الذي أتى ليخلص شعبه من خطاياهم.

وأضاف  لوقا "الذي هو ملك" وهذا كان المعنى المتضمن.

4) " بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ " أي ألآتى بسلطان الرب، والذي يعلن للعالم مشيئه الرب فى خلاص جنس البشر.
5) " أُوصَنَّا "  كثيراً ما يكون الإعتقاد أن كلمة "أُوصَنَّا" إعلان للتسبيح، مثل كلمة هللويا، ولكنها في الواقع طلب للخلاص. ونجد أصل الكلمة العبري في مزمور 118: 25 الذي يقول: "آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ! آهِ يَا رَبُّ أَنْقِذْ!"

يشبه اللفظ العربي أوصنا في اللفظ اليوناني للكلمة العبرية "هوشعنا" ωσαννά الواردة في (مز 118: 25) كما أن أُوصَنَّا كلمة سريانية مركبة من مقطعين أولها (أُوْصَ) yasha وتعنى خلص، وآخرها (نا)  anna تعنى "أرجو، أتوسل"لهذا فإن المعنى الحرفي لكلمة أُوصَنَّا هو "نتوسل إليك أن تخلَّصنا" أو "رجاءً أنقذنا!" وهكذا، إذ ركب المسيح على الحمار داخلاً إلى أورشليم، كانت الجموع على حق في هتافها: "أُوصَنَّا!" كانوا يعترفون بالمسيح كالمسيا الذي ينتظرونه، وكان استعمالها أصلاً للدعاء، ثم اصطلح الشعب على استعمالها في هتاف السرور. وأكثر ما كانوا يستعملونها لذلك في عيد المظال وهم يرنمون مزمور ١١٨ كله.

 ويستخدم الأقباط كلمة أُوصَنَّا في بعض ترانيم التسبيح، خاصة يوم أحد السعف/الشعانين. وهي كلمة من أصل عبري وكانت جزءاً من هتاف الجموع عندما دخل المسيح إلى أورشليم: "أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!" (متى 21: 9).

وهذا واضح من قولهم "إبن داود". كانت صرختهم طلباً للخلاص وإعتراف بأن المسيح قادر أن يخلصهم. في وقت لاحق من ذلك اليوم، كان المسيح في الهيكل، وكان الأطفال هناك يصرخون أيضاً: "أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ" (متى 21: 15). إستاء رؤساء الكهنة ومعلمي الناموس من ذلك "وَقَالُوا لَهُ: أَتَسْمَعُ مَا يَقُولُ هَؤُلاَءِ؟ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: نَعَمْ! أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحاً؟" (متى 21: 16). عندما قال الناس "أُوصَنَّا" فإنهم كانوا يصرخون طالبين الخلاص، وهذا هو السبب الذي جاء من أجله المسيح. وقبل نهاية ذلك الأسبوع كان المسيح معلقاً على الصليب.

 وقد وردت هذه الكلمة بمفردها مرتين (مز 11: 9 ويو 12: 13) ووردت مرتين وجاء بعدها "لابن داود" (مت21: 9 و15) ووردت مرتين أيضًا وجاء بعدها "في الأعالي" (مت 12: 9 ومر 11: 10). ويقول التلمود أن مز 118: 25الذي يشمل هذه الكلمة كان ينطلق من أفواه الشعب ضمن هتافهم وهم يهزون الأغصان في أيديهم أثناء عيد المظال. وقد ورد بعد هذه الكلمة في الأناجيل اقتباس من مز 118: 26 وكان هذا اللفظ في المبدأ صلاة، وقد أصبح يستعمل فيما بعد كتعبير عن الفرح أو للترحيب بقادم.
إن كان قصدهم بذلك التمجيد، فيكون المعنى: ليتمجد المسيح تمجيداً يبلغ السماء ارتفاعاً! وإن كان قصدهم الدعاء، فيكون المعنى: خلِّص من علو السماء. ولا بد من أن هتافات الجمع كانت متنوعة، فذكر متّى بعضها ومرقس ولوقا غيره. فسأل الفريسيون من ذلك الجمع يسوع أن ينتهر الصارخين فأبى (لوقا ١٩: ٣٩). ولما رأى المدينة افتكر في الدينونة الآتية عليها وبكى، ولم يلتفت إلى ما كان له من الاحتفال والتمجيد أسفاً على المصائب المقبلة على تلك المدينة (لوقا ١٩: ٤١).
آرامياً يعني "السلطة الملكية لـ". حرفياً، هذه الكلمة في العبرية كانت "Hosanna) "446 BDB ، (مز ١١٨ :٢٥ ) ربما تكون الكلمة مصطلحاً والتي صارت في الاستخدام كتحية اعتيادية. أصلاً كانت تعني " ١١٨ :٢٦؛ مت خلّصنا الآن". الاستخدام الأول كان يشير إلى يسوع والثاني (مز ٢١ :١٠ ) إلى الآب، مسبّحين إياه لأجل إرساله المسيا.
6) "  فِي ٱلأَعَالِي"   اكانت هذه مواربة للسموات أو حضور ألآب.
 

وفى أثناء نزوله على جبل الزيتون يُقحم الوحى الإلهى بحسب لوقا بكاء يسوع على مدينة أورشليم؛

 في مكان بمنتصف الجبل هذه النقطة (لو ١٩ :٤١ -٤٤) 41 وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكى عليها 42 قائلا: «انك لو علمت انت ايضا حتى في يومك هذا ما هو لسلامك. ولكن الان قد اخفي عن عينيك. 43 فانه ستاتي ايام ويحيط بك اعداؤك بمترسة ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة 44 ويهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجرا على حجر لانك لم تعرفي زمان افتقادك».   ولكن إنجيل متى لا يدّون هذا حتى (مت٢٣ :٣٧ -٣٩ ).37 «يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. 38 هوذا بيتكم يترك لكم خرابا! 39 لاني اقول لكم: انكم لا ترونني من الان حتى تقولوا: مبارك الاتي باسم الرب!». كتّاب الأناجيل كانت لديهم قدرة تحت الوحي لكي يختاروا ويّكفوا ويرتّبوا ويلخصوا أقوال يسوع وتعاليمه. الأناجيل ليست تاريخاً غربياً بحسب التسلسل الزمني للأحداث بل نبذةً لاهوتية لتربح النفوس الضالة وتعلم المؤمنين

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

الذين يصرخون هوشعنا مراراً هم اربع رتب الجموع والتلاميذ والاطفال والاولاد وكان الجميع يصيحون هوشعنا مرحبين بقدوم السيد له المجد . بينما كان رؤساء الكهنة يلحون عليهم لاسكاتهم . وانقسم الجموع يومئذٍ اربعة اقسام مشوا امامه وخلفه وعن شماله وعن يمينه . وهذا رمز لمجد المسيح في اليوم الاخير حيث ينقسم الصالحون الى اربعة اقسام فالملائكة تكون امامه والصديقون عن يمينه والتائبون عن شماله والصبيان من ورائه اما الاشرار فسيمكثون اسفل . وكان صراخ اولئك المستقبلين رمز للانتصار على الشيطان والموت والخطيئة . وكلمة هوشعنا عبرانية معناها الخلاص . اي الخلاص لابن داود الذي خلصنا من الموت والشيطان والخطيئة واليونانيون يقولون اوساننا عوض هوشعنا لعدم وجود الحرف ع والحرف ش في لغتهم ومعناها المجد لان المسيح القادم هو رب المجد والمجد له واجب . وقولهم هوشعنا لابن داود هو اعتراف صريح من اليهود بان المسيح ظهر في الجسد من ذرية داود . وقولهم ” مبارك الآتي بأسم الرب ” اي مبارك هو الذي قدم للآلام والموت ومبارك هو المزمع ان ياتي بعد قيامته وسننتظره ” هوشعنا في الاعالي ” يعني المجد للذي وان لبس جسدنا الترابي لم يخل منه العرش الالهي

( لو ص 19 ك 40 ) فاجاب وقال لهم اقول لكم ان سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ

نعم ان الذي عمل امراة لوط حجراً وامر الصخرة فانبجست منها المياه واعطى النطق للاتانة جعل الامم التي كانت ذات قلوب متصلبة حجرية والعدديمة الناموس ان تسبحه وتمجده لقادر ان يترك الحجارة تصرخ لانه خالقها

لو 19 : 41 وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكى عليها .

مكتوب عن المسيح انه قد بكى مرتين اولاهما عندما دخل اورشليم وثانيتهما عندما اقام لعازر ولم يذكر الانجيليون انه ضحك مرة واحدة وبكاؤه في هاتين المرتين هو ليري الناس عياناً انه لبس جسداً كاجسادنا كما قد جاع وعطش وتعب لهذا الغرض عينه . نعم بكى على اليهود الذين ابوا ان يعرفوا خالقهم .

 تفسير (متى 21: 10)  .: ولما دخل اورشليم ارتجت المدينة كلها : “ قائلة من هذا ؟ “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ٱرْتَجَّتِ ٱلْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً" ارتجت أورشليم بهتاف الشعب اليهودى مبارك الآتى بسم الرب عند دخوله إليها فى عصر بيلاطس البنطى  كما اضطربت  عند ميلاده فى عصر هيرودس الملك (متّى ٢: ٣) وذلك عادة البشر فى إستقبال  كل حادث عظيم ونشر خبره سريعاً بها خاصة فى ذك الوقت حيث تنتشر الأخبار من فم لأذن . أمت دخوله أورشليم ومن وراءه الألاف يهتفون فسمع صداه فى كل أورشليم فلم يحدث هذا الحدث قبل ذلك إلا نادرا فى تاريخ اوشليم منذ بنائها وإرتجت من احتفال أمة وشعب المسيح به .
2) " مَنْ هٰذَا؟ " هذا سؤال القاطنين والساكنين فى أورشليم ممن رأوا تلك الجماعات وسمعوا هتافها من بعيد، من جبل الزيتون ولم يروا من تحتفل به. أو سؤال من نظروه ولم يعرفوا من هو لأنهم غرباء وقادمين من الشتات أى اليهود الذين فى بلاد بعيدة مثل روما وأوربا واليونان وغيرها ، فإن المدينة كانت حينئذ غاصة بالغرباء بمناسبة عيد الفصح. وسؤالهم هو تعجب واستفهام، ومعناه: من هذا ألإنسان؟ وما هى قصة حياتة؟ حتى يرحب به كل هذا الجمع العظيم ويناديه بابن داود ويمجده معتقداً أنه المسيح؟ وهذا كان تأثير دخول المسيح أورشليم  في العامة، وأما تأثيرها في الفريسيين البعض كلم يسوع ليسكتون تلاميذه والجمع  (لوقا ١٩: ٣٩، ٤٠ )  واما بعض الفريسيين من الجمع فقالوا له: «يا معلم انتهر تلاميذك». 40 فاجاب: «اقول لكم: انه ان سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ!». وألقى البعض الآخر من الفريسيين اللوم على بعضهم وقالوا (يوحنا ١٢: ١٩).فقال الفريسيون بعضهم لبعض: «انظروا! انكم لا تنفعون شيئا! هوذا العالم قد ذهب وراءه!».
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان مدينة اورشليم ارتجت فزعاً مرتين احداهما عند مجيء المجوس والمرة الثانية عندما سمع اهلها بهؤلاء الصارخين المرحبين . وفزع سكان اورشليم في هاتين المرتين هو لانهم يعرفون افعالهم الشريرة وما كانوا يريدون الخلاص وقد قال يهود اورشليم ” من هذا “ على سبيل تجاهل العارف وقد تجاهلوا حسداً منهم له كما قالوا عنه اليس هو هذا ابن النجار لو 9 :42 قائلاً لو كنت علمت انت ايضاً حتى في يومك ما هو لسلامك ولكن الآن قد أخفي عن عينيك أي ان اورشليم هي بارادتها اغمضت عينيها عن النظر الى الحق وما كلامه على المدينة الا اشارة الى اهلها لو 19:43 فانه ستأتي ايام ويحيط بك اعدداؤك بمترسة ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة .  يشير بذلك الى سبيها من اسبيسيانوس الذي كان بعد حادثة صلب المسيح باربعين عاماً . 

 تفسير (متى 21: 11 )  .: فقالت الجموع : “ هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " «فَقَالَتِ ٱلْجُمُوعُ: هٰذَا يَسُوعُ ٱلنَّبِيُّ ٱلَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ ٱلْجَلِيلِ».
هذا جواب الجموع للسائلين. وليس فيه من الاحترام ما يوازي الاحترام الذي في هتاف أصدقاء المسيح، لكن فيه تصريحاً باسمه الشائع بين الناس، وهو أسهل على إدراك الغرباء فكأنهم قالوا «نبي الناصرة المشهور».
تعريف الجموع للسائلين عن المسيح وإطلاقهم لقب "النبى" 
إدراك الوحي الإلهي عند يسوع وقدرته يرتبط بالنبوءة المسيانية التي في تث ١٨ :١٥ -١٩ .لقد أق ّرالشعب بحرية بأن يسوع كان نبي الله (لو ٧ :١٦) ( لو ٢٤ :١٩) ( يو ٤ :١٩) (يو ٦ :١٤) (يو ٧ :٤٠) (يو ٩ :١٧ )

 فى دخول يسوع إلى أورشليم فى وسط هتاف معناه أن يسوع أعلن للعالم كله أنه مخلص العالم ولم يكن نبياً له لقب النبي فقط (مت ٢١ :١١) فقالت الجموع: «هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل».  ، بل المسيا المتنبأ به.

 الموضوع الخاص: النبوءة في العهد الجديد على مت ١١ :٩

: كلمة "نبي" مُشتقة من الفعل "تنبأ"، بمعنى الشخص الذي يتكلم أو يكتب ما يجول في خاطره، دون أن يكون ذلك من نفسه أو من أفكاره الشخصية؛ بل صادِر بإرشاد من روح الله القدوس.
وقد ذكر الكتاب المقدس أكثر من 40 نبيًا، منهم 6 كتبوا أسفار نبوية في العهد القديم. هذا بالإضافة لأسماء بعض النبيات مثل مريم أخت موسى النبي (خروج 15)، والنبية دبورة القاضية (قضاة 4: 4).. إلخ.
والقديس يوحنا اللاهوتي يعتبر نبي العهد الجديد، وكذلك الشهيد المعمدان يوحنا.
والأنبياء بصفة عامة هم رجال الله العلي، أرسلهم على مرّ العصور لكي يقدموا رسائل معينة للناس، سواء بالتوبيخ أو الإنذار أو التعليم وغيرها.. وقد قدمها بعضهم شفويًا وبعضهم قدمها كتابيًا.

***

السؤال: من هو النبي في الكتاب المقدس؟
الجواب: النبي، بصورة عامة، هو شخص يكلم الآخرين بالحق الإلهي. يمكن أن تحمل كلمة "نبي" في اليونانية معنى "شخص يعلن" أو "يشجع". كما يسمى النبي أيضاً "رائي"، نظراً لبصيرته الروحية أو قدرته على "رؤية" المستقبل"
كان للأنبياء في الكتاب المقدس دور تعليمي وإعلاني، إذ يقدمون الحق الإلهي بشأن موضوعات معاصرة بينما يكشفون أيضاً تفاصيل تتعلق بالمستقبل. على سبيل المثال، كانت خدمة إشعياء تمس كل من الحاضر والمستقبل. فكان يعظ بجسارة ضد الفساد في أيامه (إشعياء 1: 4)، كما حمل رؤى عظيمة عن مستقبل إسرائيل (إشعياء 25: 8).
كانت مهمة الأنبياء هي التكلم بكلمة الله بأمانة مع الشعب. كان لهم دور أساسي في توجيه شعب إسرائيل وتأسيس الكنيسة. فإن بيت الله مبني "عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ" (أفسس 2: 20).
يذكر الكتاب المقدس أسماء ما يزيد عن 133 نبياً، بينهم 16 إمرأة. بالإضافة إلى كون كثيرين آخرين قد تنبأوا، مثل شيوخ إسرائيل السبعين (عدد 11: 25)، والمائة نبي الذين أنقذهم عوبديا (ملوك الأول 18: 4). كان أول نبي يذكر بالإسم في الكتاب المقدس هو إبراهيم. في تكوين 20: 7 تكلم الله مع أبيمالك في حلم قائلاً: "فَالْانَ رُدَّ امْرَاةَ الرَّجُلِ فَانَّهُ نَبِيٌّ فَيُصَلِّيَ لاجْلِكَ فَتَحْيَا...". كما أعلن الله ذاته لإبراهيم في مناسبات عديدة.
أيضاًرأى كل من يعقوب ويوسف، وهما من نسل إبراهيم، أحلاماً عن المستقبل يمكن تصنيفها بأنها نبوية. دعي موسى "رجل الله" وكان يعتبر نبي عظيم (تثنية 34: 10). كماخدم يشوع والكثير من القضاة أيضاً كأنبياء، بل إن صموئيل، الذي كان آخر القضاة، سمع صوت الله وهو صبي صغير (صموئيل الأول 3: 4). وفي ما بعد مسح داود، الذي كان ملكاً ونبياً لإسرائيل.
وأيضاً تميز زمن إيليا وأليشع بمستوى عالٍ من النشاط النبوي. في الواقع، كانت هناك مدرسة للأنبياء في أيامهم (أنظر ملوك الأول 20: 35). كما أجرى كل من إيليا وأليشع العديد من المعجزات.
في العهد الجديد، تنبأ يوحنا المعمدان عن المسيا (متى 3: 1). وجاء المسيح نفسه كنبي وكاهن وملك ومسيا، متمماً العديد من نبوات العهد القديم المتعلقة بالمسيا.
كما ضمَّت الكنيسة الأولى أنبياء. على سبيل المثال، أعطي حنانيا نبوة حول مستقبل بولس (أعمال الرسل 9: 10-18). ويذكر سفر أعمال الرسل 21: 9 بنات فيلبس الأربعة اللاتي كن يتنبأن. كما تذكر النبوة كموهبة روحية في كورنثوس الأولى 12 و 14. وفي الأيام الأخيرة سوف يتنبأ "شاهدين" من أورشليم (رؤيا 11).
عادة ما يواجه الأنبياء الذين يرسلهم الله الإزدراء وإهمال الآخرين لرسالتهم. وصف إشعياء شعبه بأنهم "شَعْبٌ مُتَمَرِّدٌ أَوْلاَدٌ كَذَبَةٌ أَوْلاَدٌ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا شَرِيعَةَ الرَّبِّ. الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلرَّائِينَ: لاَ تَرُوا، وَلِلنَّاظِرِينَ: لاَ تَنْظُرُوا لَنَا مُسْتَقِيمَاتٍ. كَلِّمُونَا بِالنَّاعِمَاتِ. انْظُرُوا مُخَادِعَاتٍ" (إشعياء 30: 9-10). وقد رثا المسيح أورشليم لأنها قتلت الأنبياء الذين أرسلهم الله إليها (لوقا 13: 34).
بالطبع، ليس كل من "يتكلم" برسالة هو بالفعل نبي من الله. ويحذّرنا الكتاب المقدس من الأنبياء الكذبة الذين يزعمون أنهم يتكلمون بإسم الله، ولكنهم في الواقع يخدعون الناس الذين يخاطبونهم. أبقى الملك آخاب 400 من هؤلاء الأنبياء الكذبة حتى يخبرونه بما يريد أن يسمعه (أخبار الأيام الثاني 18: 4-7؛ أيضاً تيموثاوس الثانية 4: 3). وتوجد في العهد الجديد تحذيرات عديدة ضد الأنبياء الكذبة. قال المسيح: "احْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!" (متى 7: 15). وقال في وقت لاحق أنه في الأيام الأخيرة "سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً" (متى 24: 24). ويتحدث سفر الرؤيا عن نبي كذاب سيقوم في الضيقة العظيمة ويخدع الناس في أنحاء العالم (رؤيا 16: 13؛ 19: 20؛ 20: 10 ). تقول كلمة الله: "إمْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟" (يوحنا الأولى 4: 1) لكي نتجنب أن يضلنا أحد.
يلتزم نبي الله الحقيقي بأن يتكلم بالحق الإلهي. ولن يتعارض كلامه أبداً مع كلمة الله المعلنة. ولسان حال النبي الحقيقي، هو ما قاله النبي ميخا قبل مواجهته المصيرية مع آخاب: "حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّ مَا يَقُولُهُ إِلَهِي فَبِهِ أَتَكَلَّمُ" (أخبار الأيام الثاني 18: 13)
****

نبى تعنى من يتنبأ .. والمسيح كلمة الإله الذى أعطى النبوات للأنبياء تنبأ عندما تجسد يأشياء كثيرة بعضها تحقق والبعض لم يتحقق بعد ، والمسيح هو الكلمة الذى صار جسدا ، وإسم يسوع يعنى الرب يخلس .. وهذا يوافق ما أشار إليه أنبياء التوراة فى نبواتهم ، هذا النبى الذى يخلص الناس هو " لانه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الانسان يسوع المسيح، (1تيم 2: 5) لقد أطلق المسيح على نفسه لقب نبى الأولى عندما دخل مجمع بلدة  : "  الناصرة حيث كان قد تربى. ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرا 17 فدفع اليه سفر اشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه: 18 «روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية 19 واكرز بسنة الرب المقبولة». 20 ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. 21 فابتدا يقول لهم: «انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم». 22 وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ويقولون: «اليس هذا ابن يوسف؟» 23 فقال لهم: «على كل حال تقولون لي هذا المثل: ايها الطبيب اشف نفسك. كم سمعنا انه جرى في كفرناحوم فافعل ذلك هنا ايضا في وطنك 24 وقال: «الحق اقول لكم انه ليس نبي مقبولا في وطنه."

والمرة الثانية التى قال فيها المسيح عن نفسه انه نبى عندما : " تقدم بعض الفريسيين قائلين له: «اخرج واذهب من ههنا لان هيرودس يريد ان يقتلك». 32 فقال لهم: «امضوا وقولوا لهذا الثعلب: ها انا اخرج شياطين واشفي اليوم وغدا وفي اليوم الثالث اكمل. 33 بل ينبغي ان اسير اليوم وغدا وما يليه لانه لا يمكن ان يهلك نبي خارجا عن اورشليم. 34 يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. 35 هوذا بيتكم يترك لكم خرابا!»  (لو 13: 31 - 35)

النبى الذى تنبأ عنه موسى

لقد أطلق المسيح على نفسه لقب نبى مرتين أما أباعه فقد أطلقوا عله هذا اللقب كثيرا ، أطلق عليه تلميذه بطرس عليه هذا اللقب وذكر ان المسيح هو النبى الذى تنبأ عنه موسى فى التوراه فى سفر التثنية ةمضى الرسول يقول : " فان موسى قال للاباء: ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به. 23 ويكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب. 24 وجميع الانبياء ايضا من صموئيل فما بعده، جميع الذين تكلموا، سبقوا وانباوا بهذه الايام. 25 انتم ابناء الانبياء، والعهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم: وبنسلك تتبارك جميع قبائل الارض. 26 اليكم اولا، اذ اقام الله فتاه يسوع، ارسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره»   (أع 3: 22- 26)

يقول بطرس فى هذه الكلمات لليهود مذكرا إياهم إن النبى الذى تنبأ عنه موسى هو من إخوته بنى إسرائيل وهو يتكلم عن السيد المسيح ، وعندما كان المسيح يفعل المعجزات كان الشعب اليهودى يقول عن معرفة أنه "نبى عظيم" والتى تشير إلى المسيا المنتظر اى المسيح فلما اقام إبن أرملة نايين : "  فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: «قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه». (لو 7: 16) وبعد معجزة السيد تكثير الخمسة أرغفة والسمكتين وإشباع الخمسة ألاف على ضفاف بحر طبرية قال الآكلون : " فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا:«ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم!» (يو 6: 14) وهنا أكد الناس أن المسيح هو "النبى ألاتى" وأضافوا الألف واللام المعرفة لتشير إلى المسيح ونأكيدا أضافت الجموع إلى لقب "النبى" لقب آخر هو "الآتى" وفى مفهومهم أنه أتى إلى العالم من السماء وهذا هو ما ذكرته الجماهير عندما يسالوهم من هذا فأجابوا قائلين : " فقالت الجموع : “ هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل “   (متى 21: 11 ) 

السامرية رأت أن المسيح هو نبى يأتى

بدأ بعض الناس الذى قابلهم المسيح يرون أنه نبيا ولكنهم لم يتوقفوا عند هذا الحد بل رأوا فيه أعظم من نبى المراة السامرية جاءت للبئر لتستقى ماء من بئر يعقوب ورأت رجلا يجلس على حجارة البئر ويتكلم معها وعرض عليها أن يرويها من الماء الحى وليس لديه دلو والبئر عميقة فرأت فيه فى هذه اللحظة أنه (يو 4: 12) " اعظم من ابينا يعقوب، الذي اعطانا البئر، وشرب منها هو وبنوه ومواشيه؟» وعاد يسألها عن زوجها فإكتشفت أنه يعرف حياتها  فقالت : "  قالت له المراة:«يا سيد، ارى انك نبي! " (يو 4: 19) وعندما حدثهاعن حياتها الروحية ولاقتها بالرب وتعبدها له حينئذ إكتشفت حقيقة أمره  "  قالت له المراة:«انا اعلم ان مسيا، الذي يقال له المسيح، ياتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء». 26 قال لها يسوع:«انا الذي اكلمك هو». (يو 4: 25- 26) لقد نما إيمان المرأة من أنه أعظم من أب الآباء يعقوب أبو السباط الأثنى عشر وأنه بنى خت إكتشفت أنه المسيح النبى الآتى الذى يخبر بكل شئ وأنه النبى الآتى إلى العالم بإسم الب

المولود أعمى آمن بأن المسيح إبن الرب

الرجل الذى ولد أعمى فى أورشليم ثم فتح يسوع عينية بدأ هذا الرجل معرفة المسيح بأنه نبى ولما سالأه شيوخ اليهود " ماذا تقول أنت عنه من حيث أنه فتح عينيك؟ " فأجابهم أنه نبى.. وعندما إلتقى به المسيح بعد ذلك سأله : " أتؤمن بإبن الله؟ فأجاب الأعمى : " من هو ياسيد لأؤمن به؟ فقال له السيد المسيح قد رأيته والذى يتكلم معك هو هو " فقال : " أنا أؤمن با سيد" وسجد له صحيح أن السيد المسيح بصفته كلمة الرب فهو المعطى الأنبياء روح النبوة وهو الوحى الذى يوحى للأنبياء بكلمات النبوة فإذا تجسد الكلمة فهو يتكلم بنفسه لأنه مصدر النبوة للأنبياء  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

فظن الجموع انهم قالوا عن يسوع شيئاً كبيراً بتسميتهم اياه نبياً لان قلوبهم كانت لا تزال مشتبكة بالارضيات . نقول لهؤلاء ان المسيح ليس نبياً كما قالوا مستعظمين بل هو الاله الحق ورب الانبياء .

تفسير انجيل متى الاصحاح الحادي والعشرون

طرد الباعة من الهيكل (متى 21: 12- 17)

طرد الباعة من الهيكل

متى طهَّر يسوع المعبد من الباعة والصيارفة؟ هل قام بهذا العمل فى بداية دعوته أم فى نهايتها؟
الرد باختصار شديد هو أن المسيح طهر الهيكل مرتين مرة في بداية خدمته ومرة ثانية في اسبوع الالام قبل الصلب بأيام

فى بداية دعوته: ( يوحنا 2: 12-17) "12وَبَعْدَ هَذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتلاَمِيذُهُ وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّاماً لَيْسَتْ كَثِيرَةً 13وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيباً فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ 14وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. 15فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: «ارْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا. لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ». 17فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي».)
فى نهاية دعوته: (متى 21: 12-17) ( مرقس 11: 15-18) 11 فدخل يسوع اورشليم وا
لهيكل، ولما نظر حوله الى كل شيء اذ كان الوقت قد امسى، خرج الى بيت عنيا مع الاثني عشر. 15 وجاءوا الى اورشليم. ولما دخل يسوع الهيكل ابتدا يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام. ( لوقا 19: 45-48)   ولما دخل الهيكل ابتدا يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه 46 قائلا لهم: «مكتوب ان بيتي بيت الصلاة. وانتم جعلتموه مغارة لصوص». 47 وكان يعلم كل يوم في الهيكل وكان رؤساء الكهنة والكتبة مع وجوه الشعب يطلبون ان يهلكوه 48 ولم يجدوا ما يفعلون لان الشعب كله كان متعلقا به يسمع منه. ويوحنا ٢: ١٣ الخ وكان فصح اليهود قريبا، فصعد يسوع الى اورشليم، 14 ووجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرا وغنما وحماما، والصيارف جلوسا. 15 فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. 16 وقال لباعة الحمام:«ارفعوا هذه من ههنا! لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة!». 17 فتذكر تلاميذه انه مكتوب:«غيرة بيتك اكلتني».

ونلاحظ ان المبشرين الثلاثة اتفقوا على وصف الحادثة الثانية التي كانت في نهاية خدمة الرب يسوع  ولم يفعل فيها سوط  وهو في المرة الثانية اخرج الباعة وليس الحيوانات فقط وأيضا  وأيضا في المرة الثانية قال مغارة لصوص وليس بيت تجارة  وأيضا المرة الثانية كان اليهود يعرفوه جيدا وفرحوا به لكن واضح ان المرة الأولى لم يكن كثير من اليهودية يعرفوه 
 قال ابونا تادرس يعقوب:[  ويرى كثير من الدارسين أن السيد المسيح قام بتطهير الهيكل مرتين: المرة الأولى في الفصح الأول من بدء خدمته كما ورد هنا في إنجيل يوحنا. والمرة الثانية في الفصح الأخير أو الرابع الذي فيه صلب السيد المسيح فى الأناجيل الآزائية (مت ١٢:١٢؛ مر ١١: ١٥؛ لو ١٩: ٤٥). وكأن تطهير بيت الرب هو عمل المسيح الأول والأخير، لذلك بدأ خدمته في الهيكل وأنهاها به. وقد سبق أن تنبأ ملاخي النبي عن هذا العمل (ملا ٣: ٢- ٣). ]

 

 تفسير (متى 21: 12) : ودخل يسوع هيكل الله وأخرج جميع الذين يبيعون ويشترون في الهيكل ، قلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

لم يهتم متّى بأن يذكر حوادث وأخبار يسوع كل يوم من الأسبوع للفصح الأخير الذى قضاة فى أورشليم على ترتيب وقوعها، ولكن مرقس اهتم كثيراً بذلك. ففي بشارته أن المسيح في أول يوم من دخوله أورشليم «دخل الهيكل ونظر حوله إلى كل شيء» و «إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا» (مرقس ١١: ١١).
1) " وَدَخَلَ يَسُوعُ "  دَخَلَ يَسُوعُ هذا من حوادث يوم الاثنين على إعتبار ان يوم الأحد هو يوم الشعانين . وأتى من بيت عنيا إلى أورشليم صباحاً، وفي أثناء مسيره حدث بعض ما كان من أمر التينة (مرقس ١١: ١٢ - ١٤).

2) " إِلَى هَيْكَلِ ٱللّٰه " بُني الهيكل على جبل المُريا، ووسع هيرودس قمة الجبل وجعله مسطحا شاسعا يسع مئات الألاف من البشر بأن أقاموا جدراناً عالية وقبوات لتحمل السطح في سفحه في وادي يهوشافاط، وملأوا الفراغ بين القمة والجدران بالتراب والحجارة. (لمزيد من لمعلومات أنقر على ( الهيكل ) (تثنية ١٤: ٢٤، ٢٥، ٢٦) ولكن اذا طال عليك الطريق حتى لا تقدر ان تحمله.اذا كان بعيدا عليك المكان الذي يختاره الرب الهك ليجعل اسمه فيه اذ يباركك الرب الهك 25 فبعه بفضة وصر الفضة في يدك واذهب الى المكان الذي يختاره الرب الهك 26 وانفق الفضة في كل ما تشته نفسك في البقر والغنم والخمر والمسكر وكل ما تطلب منك نفسك وكل هناك امام الرب الهك وافرح انت وبيتك"

والهيكل الأول بناه سليمان النبى والملك سنة ١٠٠٥ قبل الميلاد، واستغرق بناؤه سبع سنين، ثم هدمه نبوخذ نصر سنة ٥٨٤ قبل الميلاد فى أيام يهوياقيم الملك (٢أخبار ٣٦: ٦، ٧).كان يهوياقيم ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك احدى عشر سنة في اورشليم وعمل الشر في عيني الرب الهه. 6 عليه صعد نبوخذناصر ملك بابل وقيده بسلاسل نحاس ليذهب به الى بابل. 7 واتى نبوخذناصر ببعض انية بيت الرب الى بابل وجعلها في هيكله في بابل " 

وبنى زربابل الهيكل الثاني مكان الأول بعد سبعين سنة من هدمه. فكان دون الهيكل الأول (هيكل سليمان) في الزينة والبهاء، ولم يكن فيه تابوت العهد إذ فُقد هذا في السبي، ولم تظهر فيه سحابة المجد. ومع ذلك فإنه فاق الهيكل الثانى الذى بناه زربابل الهيكل الأول الذى بناه سليمان مجداً لدخول المسيح إليه (حج ٢: ٣، ٩).3 من الباقي فيكم الذي راى هذا البيت في مجده الاول.وكيف تنظرونه الان.اما هو في اعينكم كلا شيء. 9 مجد هذا البيت الاخير يكون اعظم من مجد الاول قال رب الجنود وفي هذا المكان اعطي السلام يقول رب الجنود "  

ودنس ملوك الأمم الذين استولوا على أورشليم هذا الهيكل مراراً، وخربوا جانباً منه. وأخذ هيرودس الكبير يرممه ويصلحه ليستميل إليه قلوب اليهود وبدأ ذلك من سنة ١٨ من حكمه وذلك عام ٢٠ ق م واشتغل بترميمه نحو عشرة آلاف من مهرة البنائين وظل خلفاء هيرودس يصلحونه ويبدلون ويغيرون حتى صح قول اليهود للمسيح أنه «بُني في ٤٦ سنة» واتخذوا الحجارة من الرخام الأبيض وكان منظره من أبهج مناظر أبنية الأرض لتغشيته بكثير من صفائح الفضة والذهب علاوة على حسن تلك الحجارة وكانت فسحة الهيكل مربعة عرض كل من جدرانها أربع مئة ذراع.

3) " وَأَخْرَجَ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ»"

هذا مثال عن غضب يسوع عندما رأى سوء الإستعمال الديني عند رؤساء اليهود في أيامه. لو كان الغضب خطيئةً لاعتبرنا أن يسوع قد خطأ .(أف 4: 26)

وبعد دخوله المتوج الي اورشليم كملك ثم دخل الي الهيكل وبدا الخطوه الاولي من تطهير الهيكل بطرد باعة الحمام والصيارفة وهذا قبل نهاية اليوم فلم يخسر الباعه كثيرا لان اليوم كان قارب علي الانتهاء

هذه هي المرة الثانية التي يطهر فيها الرب يسوع الهيكل ووردت المرة الأولى فى (انظر يو 2: 13-25)، فكان التجار والصيارفة ينصبون خيامهم في فناء الأمم في الهيكل، فيملئونه ببضائعهم بدلا من أن يسمحوا للأمم، الذين جاءوا لعبادة الله، أن يملئوه. وكان التجار يبيعون الحيوانات للذبائح بأسعار فاحشة مستغلين أولئك الذين جاءوا من مسافات بعيدة. وكان الصيارفة يستبدلون العملات المختلفة بعملة الهيكل، وهي العملة الوحيدة التي كان التجار يقبلون التعامل بها. وكثيرا ما كانوا يغشون الغرباء الذين يجهلون سعر الصرف. فلم يكن التجار والصيارفة غير أمناء فحسب، بل كانوا يستغلون من جاءوا ليعبدوا الله. وكانت هذه التجارة في بيت الله تحبط محاولات الشعب للعبادة. ولاشك في أن هذا قد أغضب الرب يسوع جدا، فيجب منع أي ممارسات تتعارض مع عبادة الله.

لم يكن الهيكل يقبل عملات أجنبية مثل دينار الرومانى بل يقبل الشيكل اليهودى و(الشاقل) فكان الصيارفة يقومون بتغيير العملات للقادمين من يهود الشتات ما عادت هناك عملات من الشاقل اليهودية متوافرة ، بل كان هناك العملات الأرجوانية. وكان الحجاج يدفعون تكاليف باهظة لأجل تغيير العملة.

اسم "شيكل / شيقل" (بالعبرية: شيكل حاداش)  ويعود اصله  الى الكتاب المقدس، حيث أمر  موسى النبي احتساب تعداد بني إسرائيل من خلال تقديمهم تبرعات أو منح أو هيات للرب بمبلغ "نصف الشاكل":11(خر 30: 11- 16) " وكلم الرب موسى قائلا 12 إذا أخذت كمية بني إسرائيل بحسب المعدودين منهم، يعطون كل واحد فدية نفسه للرب عندما تعدهم، لئلا يصير فيهم وبأ عندما تعدهم 13 هذا ما يعطيه كل من اجتاز إلى المعدودين: نصف الشاقل بشاقل القدس. الشاقل هو عشرون جيرة. نصف الشاقل تقدمة للرب 14 كل من اجتاز إلى المعدودين من ابن عشرين سنة فصاعدا يعطي تقدمة للرب 15 الغني لا يكثر والفقير لا يقلل عن نصف الشاقل حين تعطون تقدمة الرب للتكفير عن نفوسكم 16 وتأخذ فضة الكفارة من بني إسرائيل، وتجعلها لخدمة خيمة الاجتماع. فتكون لبني إسرائيل تذكارا أمام الرب للتكفير عن نفوسكم"  والملاحظ ان لفظ الشيكل يأتي بالكاف فيما يكتب بالقاف "شيقل".  من جذر كلمة "شيقل" الجذر العربي "ثقل"، ويعنى "وزن" أم "مثقال"، إشارة إلى التعامل في الماضي حسب الوزن لتحديد قيمتها، مثل ال جنيه -Pound (باوند) البريطاني

 تفسير (متى 21: 13) : وقال لهم : “ مكتوب : بيتي بيت الصلاة يدعى . وانتم جعلتموه مغارة لصوص ! “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَقَالَ لَـهُمْ: مَكْتُوبٌ" هذه النبوة من أقوال إشعياء (إشعياء ٥٦: ٧) اتي بهم الى جبل قدسي وافرحهم في بيت صلاتي وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي لان بيتي بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب."  (مرقس ١١: ١٧)  وكان يعلم قائلا لهم:«اليس مكتوبا: بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الامم؟ وانتم جعلتموه مغارة لصوص»

إن أحضر إنسان حيوانه معه، فإن  الكهنة يفحصوه ويتظاهرون بوجود علة فيه ّوهكذا يضطرونه لأن يشتري حيواناً من البياعين  بسعٍر مرتفع جداً

2) " بَيْتِي" دعا اللهُ الهيكلَ بيته لأنه بُني لعبادته، وتخصص له، وأُجريت فيه مراسيم الدين والعبادة.

كان حول الهيكل أروقة وكانت كل عمليات الشراء والبيع هذه تحدث في باحة الأمميين (ساحة أو رواق الأمم) والتي كان يقصد بها أن تكون مكاناً لاجتذاب الأمم إلى عبادة الرب. اقتبس يسوع من أش ٥٦ :٧ ول ّمح إلى إر ٧ :١١ .في الموازاة في مر (مت ١١ :١٧ ) يضيف عبارة، "يكون بيت صلاةٍ لجميع الأمم". متى، الذي يكتب إلى اليهود، ألغى هذا التوكيد العمومي بينما مر، الذي يكتب إلى الرومان ذكره.
3) " بَيْتَ ٱلصَّلاَةِ" أُضيف البيت إلى الصلاة دون غيرها من مراسيم الدين لأن الصلاة الجزء الأعظم من مراسيم العبادة ولأن الناس اعتادوا أن يعبِّروا بها عن كل ما بقي من تلك الأمور كالتسبيح وتقديم الذبائح والقرابين وقراءة كلمة الرب وشرحها وتفسيرها والعظة.

 4) "مَغَارَةَ لُصُوصٍ" وبخ الرب اليهود في زمان إرميا النبي على تدنيسهم بيته بالعبادة الوثنية بعبارة "مَغَارَةَ لُصُوصٍ" عينها (إرميا ٧: ١١) "هل صار هذا البيت الذي دعي باسمي عليه مغارة لصوص في اعينكم.هانذا ايضا قد رايت يقول الرب. " وكان صراخ الباعة والمشترين وأصوات البهائم ورعاتها في الهيكل وفضلات الحيوانات والطيور ورائحتها منتشرة فى رواق الأمم أن الهيكل أصبح حقا مغارة لصوص يسرقون من الشعب بالخداع أموالهم والشعب المسكين يدفع من أجل الذبائح والتقدمات وبلا شك كان الفقير يخاصم البائع وأصبح الهيكل مكانا للمنازعات وكثيرا ما كان جنود الهيكل اللاويين يتدخلون كما كان برج أنطونيو بناؤه أعلى من الهيكل حتى يرى جنود الحامية الرومانية ما يحدث فيه خاصة إذا حدث تمرد أو ثورة نتيجة لجموع الشعب الكثيرة فيه  . فكأن المسيح قال لهم: دنستم بيتي بتجارتكم حتى صار مثل مغارة اللصوص المتدنسة بخداعكم لشعبى وفظائعهم.
وجعلوا الهيكل مغارة لصوص لأنهم سلبوا الرب حقه إذ اتخذوا المعبد الإلهي سوقاً للكسب المادي. وسلبوا قاصدي العبادة الروحيين الفرصة التي اغتنموها ليرفعوا قلوبهم إلى يهوه بالصلاة في مقدسه المعين لها.
وكان البيع وشراء التقدمات والنذور والقرابين والأضحيات يتم  بالشيكل لهذا كان وجود صيارفة لتغيير العملة مهما فكانوا يضعون موائدهم وعليها النقود هذا غير وجود باعة الخراف والحمام واليمام وغيرها من الذبائح وقد إستغل كهنة اليهود فى إستغلال عامة الشعب الذين يتكدسون بمئات الألاف فى موسم الفصح لتقديم ذبائحهم حسب الشريعة  قد أمر شعب اسرائيل ان لا يذبحوا الحيوانات المنذورة الا عند باب قبة الزمان وذلك اولاً لكي لا ياكلوا الدم وثانياً لكي لا يذبحوا ذبائحهم للشياطين وامرهم ايضاً انهم اذا كانوا بعيدين عن اورشليم فليبيعوا ثيرانهم وخرافهم المنذورة وعندما يدخلون اورشليم يشترون بدلا منها بالشيكل وكان رئيس الكهنة وعائلته كانوا مالكين لموائد المحددة. لقد كانوا يشترون حق البيع والشراء (مثلها مثل الجزية والضرائب التى تباع لشخص ثم يوزع حق حساب الشعب وفرضه على العضارين) من السلطات الرومانية ثم يؤجرون الأماكن للباعة هذه بالأصل كانت قد وضعت لأجل مساعدة هؤلاء الذين يعيدون الفصح كفريضة الآتين من بلدان أجنبية والذين كانوا غير قادرين على أن يجلبوا معهم حيوانات الذبيحة وسلبوا الغرباء أموالهم بأن خدعوهم وغشوهم ببيع مواد التقدمة وصرف النقود.
هذا مثال عن غضب يسوع عندما رأى سوء الإستعمال الديني عند رؤساء اليهود في أيامه. لو كان الغضب خطيئةً لاعتبرنا أن يسوع قد خطأ
فاتخذ كهنة اليهود هذا الامر الالهي وسيلة للربح القبيح وادخلوا باعة الخراف والحمام والثيران الى الهيكل حيث يبيعون ويشترون لقاء جزء من الربح كانوا يتقاضونه منهم . وكانوا في الوقت نفسه يامرون أصحاب النذور ان يشتروا نذورهم من باعة الهيكل . وكان باعة الثيران والخراف والحمام في الهيكل يبيعون هذه الحيوانات باثمان فاحشة لسد جشعهم وجشع الكهنة الذين يشاركونهم وهكذا اصبحت هذه القرابين التي تذبح لمغفرة الخطايا على حسب الناموس وسيلة لسلب الناس اموالهم

وكان الكهنة يقولون للذى يحضر كبشا أو ثورا لا يصلح للذبيحة فبعه واشتر غيره من الهيكل ووكان اليهودى يصدق كلام الكهنة لأنه من فمهم تؤخذ الشريعة فكانوا مضطرين يبيع ماشيته بالثمن القليل ويشتري من الهيكل غيرها بالثمن الكثير .

ولاجل ذلك قال ربنا انكم جعلتم بيتي مغارة اللصوص ويقول آخرون ان البقر والغنم التي كان يبيعها بائعوها كان الكهنة أنفسهم يشترونها بالثمن البخس ويعودون فيبيعونها ثانية للبائعين . والمسيح أخرج هؤلاء الصيارف والباعة مرتين من الهيكل والمرة الاولى كانت في مبدا العجائب التي رواها يوحنا الانجيلي والثانية في هذه المرة التي كانت قريبة من آلامه لذكره السجود كما جاء في متى . وقد قال في المرة الاولى لا تجعلوا بيت ابي بيتاً للتجارة . وفي الثانية اي هنا قال وانتم جعلتموه مغارة اللصوص . وهناك أجابه هؤلاء الصيارف والباعة قائلين اية آية ترينا . وهنا سكتوا مخزولين . وقال بعضهم ان الواقعة واحدة وان الانجيليين متى ويوحنا اختلفا في زمن حدوثها فجعلها متى قبيل الآلام ويوحنا في بدء عهد العجائب . وعلى كلا الحالين فان اخراج المسيح لهؤلاء الباعة والصيارف قد كان برهاناً جلياً على صيرورة الذبيحة الالهية روحية بعدد ان كانت دموية على ان الله قد امر اليهود ان يقدموا له الذبائح الدموية لسياسة اراد بها ان لا يدع اليهود بعد ان خرج بهم من مصر يستةحشون من أبطال تقاليدهم الدينية حيث كانوا يعبدون الاصنام ويقدمون لها الذبائح فنهاهم ن عبادة الاصنام وأبقى لهم ذبائحهم . اما المسيح فاذا جاء ليخلص العالم أقر ان يسير بهم الى الكمال الالهي فنهاهم عن الذبائح الدموية وأخرج الباعة والصيلرف بكل شدة فكملت فيه النبوة القائلة ” غيرة بيتك اكلتني ” وبذلك أرى بني اسرائيل ربوبيته وسلطانه على انهم لم يقولوا شيئاً عند اخراجهم من الهيكل خوفاً وجزعاً ولكنهم امتنعوا عن التصديق بعجائبه بينما أشار لهم بعمله هذا على ابطال الذبائح الدموية كما سبق القول . وقال احد معلمي الكنيسة ان من يذبح ذبائح الحيوانات قرباناً لله بعدد ذبيحة حمل الله فلا فرق بين ذبيحته والذبائح التي تقدم للشياطين . على ان يوحنا ازاد في روايته على ما جاء في متى فقال :

والمرجح أن المسيح بقي كل  نهار الاثنين 11 نيسان في الهيكل يمنع الناس من تدنيسه حتى قيل «إنه لَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَجْتَازُ الْهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ» (مرقس ١١: ١٦) وشغل المسيح الوقت بتعليم الناس، وصنع المعجزات وتحول هذا اليوم إلى يوم صلاة ووكان رؤساء الكهنة وحراس الهيكل في كل تلك المدة ينظرون إليه بالغيظ، ويتآمرون على قتله لأنهم عجزوا عن إيقاع الأذى به وقتها (يوحنا ١٢: ١٩ ومرقس ١١: ١٨).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

كان الصيارفة في الهيكل والذين يبيعون الخراف والحمام فقط لاكل أنواع ما يباع ويشرى والحمائم كانت متوافرة لأجل أفقر الناس لكي يستطيعوا أن يقدموا ذبيحة (لا١ :١٤) (لا ٥ :٧ ,١١) (لا ١٢ :٨) (لا ١٤ :٢٢) ( لو ٢ :٢٤) لان كهنة اليهود كانوا يحبون محبة الفضة . واما السبب الذي اذن لهم لاجله حتى يبيعوا ويشتروا في الهيكل فهو هذا . ان الله قد أمر شعب اسرائيل ان لا يذبحوا الحيوانات المنذورة الا عند باب قبة الزمان وذلك اولاً لكي لا ياكلوا الدم وثانياً لكي لا يذبحوا ذبائحهم للشياطين وامرهم ايضاً انهم اذا كانوا بعيدين عن اورشليم فليبيعوا ثيرانهم وخرافهم المنذورة وعندما يدخلون اورشليم يشترون عوضها بالفضة . فاتخذ كهنة اليهود هذا الامر الالهي وسيلة للربح وادخلوا باعة الخراف والحمام والثيران الى الهيكل حيث يبيعون ويشترون لقاء جزء من الربح كانوا يتقاضونه منهم . وكانوا في الوقت نفسه يامرون أصحاب النذور ان يشتروا نذورهم من باعة الهيكل . وكان باعة الثيران والخراف والحمام في الهيكل يبيعون هذه الحيوانات باثمان فاحشة لسد جشعهم وجشع الكهنة الذين يشاركونهم وهكذا اصبحت هذه القرابين التي تذبح لمغفرة الخطايا على حسب الناموس وسيلة لسلب الناس اموالهم فتأمل على ان الكهنة قد رتبوا في الهيكل صرافين حتى اذا احناج احدهم ان يستلف فوق المال الذي أحضره لدفع اثمان القرابين أو ان يصرف دنانيره بدراهم فيرجع الى صرافي الهيكل الذين هم ايضاً كانوا يشاركون الكهنة بارباحهم . وكان لهؤلاء الصرافين طرق اخرى لابتزاز الاموال كمشترى الغرباء الذين كانوا يأمون الهيكل للصلاة ونحو ذلك . والمسيح قلب موائد هؤلاء الذين دعاهم متى الانجيلي بالصيارفة على الاصطلاح اليوناني . وكان الكهنة يشاركون هؤلاء الصيارفة وباعة القرابين بسرقة اسرائيل بحيث كانوا لا يصدقون على ذبيحة كبش أو ثور اذا أتى بهما مقدم النذور من الخارج بل كانوا يقولون له ان كبشك او ثورك لا يصلح للذبيحة فبعه واشتر غيره من الهيكل ومن المعلوم ان المؤمن الذي يقصد الهيكل للعبادة ويسوق قرابينه لمغفرة خطاياه ملزم ان يصدق كلام الكاهن ويحسبه حجة مسلمة وعليه فسواء كان ذلك المؤمن مقتنعاً بنصح الكاهن أو غير مقتنع يجد نفسه ملزماً ان يبيع ماشيته بالثمن القليل ويشتري من الهيكل غيرها بالثمن الكثير . وكما قلنا كانت هذه الارباح الطائلة تقسم بين الكهنة والباعة والصيارف ولاجل ذلك قال ربنا انكم جعلتم بيتي مغارة اللصوص ويقول آخرون ان البقر والغنم التي كان يبيعها بائعوها كان الكهنة أنفسهم يشترونها بالثمن البخس ويعودون فيبيعونها ثانية للبائعين . والمسيح أخرج هؤلاء الصيارف والباعة مرتين من الهيكل والمرة الاولى كانت في مبدا العجائب التي رواها يوحنا الانجيلي والثانية في هذه المرة التي كانت قريبة من آلامه لذكره السجود كما جاء في متى . وقد قال في المرة الاولى لا تجعلوا بيت ابي بيتاً للتجارة . وفي الثانية اي هنا قال وانتم جعلتموه مغارة اللصوص . وهناك أجابه هؤلاء الصيارف والباعة قائلين اية آية ترينا . وهنا سكتوا مخزولين . وقال بعضهم ان الواقعة واحدة وان الانجيليين متى ويوحنا اختلفا في زمن حدوثها فجعلها متى قبيل الآلام ويوحنا في بدء عهد العجائب . وعلى كلا الحالين فان اخراج المسيح لهؤلاء الباعة والصيارف قد كان برهاناً جلياً على صيرورة الذبيحة الالهية روحية بعدد ان كانت دموية على ان الله قد امر اليهود ان يقدموا له الذبائح الدموية لسياسة اراد بها ان لا يدع اليهود بعد ان خرج بهم من مصر يستةحشون من أبطال تقاليدهم الدينية حيث كانوا يعبدون الاصنام ويقدمون لها الذبائح فنهاهم ن عبادة الاصنام وأبقى لهم ذبائحهم . اما المسيح فاذا جاء ليخلص العالم أقر ان يسير بهم الى الكمال الالهي فنهاهم عن الذبائح الدموية وأخرج الباعة والصيلرف بكل شدة فكملت فيه النبوة القائلة ” غيرة بيتك اكلتني ” وبذلك أرى بني اسرائيل ربوبيته وسلطانه على انهم لم يقولوا شيئاً عند اخراجهم من الهيكل خوفاً وجزعاً ولكنهم امتنعوا عن التصديق بعجائبه بينما أشار لهم بعمله هذا على ابطال الذبائح الدموية كما سبق القول . وقال احد معلمي الكنيسة ان من يذبح ذبائح الحيوانات قرباناً لله بعدد ذبيحة حمل الله فلا فرق بين ذبيحته والذبائح التي تقدم للشياطين . على ان يوحنا ازاد في روايته على ما جاء في متى فقال : (يو 2 : 15) فصنع صوتاً من حبال أخرج جميعهم من الهيكل والخراف والبقر ايضاً ونثر دراهم الصيارفة وقلب الموائد .

ان المسيح لذكره السجود والتسبيح كمل بنفسه كمعلم حقيقي جميع درجات البيعة التي رتبها وسلمها لنا بواسطة رسله . فلما تناول الكتاب وقرأ ان روح الرب علي قام بدرجة القاري . ولما عمل مقرعة من الحبال وطهر الهيكل من هؤلاء اللصوص قام بدرجة الابدياكن . ولما اتكى الجموع في البرية ولما غسل ارجل التلاميذ قام بدرجة الشمامسة . ولما كسر الخبز ومزج الخمر ودعاهما جسده ودمه قام بدرجة القسوسية . ولما نفخ في وجوه التلاميذ وقال لهم اقبلوا الروح القدس قام بدرجة الاسقفية ولما صعدد الى السماء ورفع يديه وباركهم قام بدرجة البطريركية .

 تفسير (متى 21: 14) : وتقدم اليه في الهيكل عميان وعرج فشفاهم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس ٦
1) " وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ عُمْيٌ وَعُرْجٌ فِي ٱلْهَيْكَلِ فَشَفَاهُمْ"  كان هؤلاء يتسولون على جوانب الطرق والأبواب المؤدية إلى الهيكل ومداخله، ليطلبوا صدقة من العابدين الداخلين إليه، وعندما سمعوا بدخول المسيح الهيكل طلب تركوا طلب الصدقات ودخلوا دار الهيكل ليطلبوا الشفاء من  يسوع فشفاهم. ودنس الكهنة بيت الصلاة بأن جعلوه سوق تجارة، أما يسوع فقدسه بأن جعله بيت رحمة. وأظهر بطرده الباعة غيرته لقداسة بيت الرب ، وأظهر بمعجزاته قوته ورحمته وجوده. فكان فعله تلك المعجزات وتعليمه وتبشيرة وكرازته فى هيكله جواباً لسؤال الذين سألوا في اليوم السابق «من هذا» (متى 21: 10). وصنع المسيح معجزات في أورشليم قبل ذلك ولكن لم يصنعها في الهيكل. وهنا نتوقف حول ما فعله البابا القبطى البابا شنودة الثالث حينما أخبره الأساقفة عن ما يحدث فى موالد أعياد القديسيين فى مختلف الكنائس فقالوا له نلغيها ولكنه قال لهم نحولها إلى أوقات روحية ومؤتمرات لدراسة الكتاب وإذاعة ترانيم روحية وغيرها وتمثل بالسيد المسيح الذى طرد الباعة من الهيكل وصار يعلم ويبشر فى الهيكل وفعل المعجوات للعكى والعرج فابدل فعلا مخالفا لقداسة المكان وأرجع القداسة للمكان  وإنفتحت الأذهان ورجع البصر للعيون وغير القادرين للسير ساروا وتحققت نبوءة أشعياء النبى (أش 35: 5 و6) حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح. 6 حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الاخرس لانه قد انفجرت في البرية مياه وانهار في القفر.
الآياتين ١٤ و ١٥ ينفرد بهما متى، ولكنهما يظهران أنه، ورغم أن يسوع فى نهاية حياته على الأرض بالجسد، إلا أنه لا يزال يحاول أن يعلم ويكرز ويؤكد رسالته إلى رؤساء الدين فى أروقة الهيكل ويريهم كيف تكون رسالة  الكاهن الذى من مسئوليته نشر التعليم وكان يبرهن قوته بأعمالاً عجائبيةً  ونشر المحبة والحنو في منطقة الهيكل. ورنى البابا شنودة الثالث البطرير الـ 117 فى آخر يوم فى حياته ينزل ليعلم الشعب القبطى من المقر الباباوى للكاتدرائية وكان المرض يعصف به وجلس معهم 10 دقائق يعظهم مبتديا قولة نزلت لأقابلكم مثل القائم من الموت ثم تنيح فى صباح اليوم التالى  وكانت أفعال المسيح هذه علامات العهد القديم على المسيا. والتى هى :--
١ - عودة للعميان البصر (أش 29: 18) (أش 42: 7 و 16)
٢ - مساعدة العرج (أش ٤٠ :١١
) ( ميخا ٤ :٦) (صف ٣ :١٩)
٣ - كلا العلامتين معاً في
(إر ٣١ :٨ ) (أش ٣٥ :٥ -٦)
وبالرغم من معرفة كهنة الهيكل ورئيسهم العهد القديم إلا أنهم لهم عيون ولا يرون ولهم آذان ولا يسمعون ولهم عقول ولا يفهمون لأن الشرير سد آذانهم وقفل عيونهم وأثقل أذهانهم
ونظروا فقط لزوال سلطتهم

 تفسير (متى 21: 15)  : ولما رأى رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التي صنع والصبيان يصيحون في الهيكل ويقولون : “ هوشعنا لابن داود غضبوا “ ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  " فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ ٱلْعَجَائِبَ ٱلَّتِي صَنَعَ،"  كان الغالبية العظمى لمجلس السنهدرين (مت ٢١ :٢٣) (مت ١٦ :٢١) أكبر مرجعية دينية عند اليهود هم رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ وكانت تؤخذ من فمهم الشريعة والفتاوى الدينية  وذكرهم هنا طريقة من الوحى افلهى للإشارة إلى تفكير أولئك الذين فى المناصب القيادية الدينية فى أورشليم عاصمة إسرائيل فى أيام يسوع
كانت ٱلْعَجَائِبَ في معجزات شفاء المرضى، وطرد الباعة من الهيكل. فتلك زادتهم كراهيةً له بدل أن تقنعهم بصحة دعواه. واغتاظ رؤساء الكهنة من تأثير أعمال المسيح من جائب وتعاليم في نفوس الشعب الشعب انهم فقدوا السلطان والكرامة والإحترام حتى أن الفريسيين وهم طائفة ممثلة أيضا فى مجلس السنهدرين قالوا لبعضهم  (يو 12: 19) فقال الفريسيون بعضهم لبعض: «انظروا! إنكم لا تنفعون شيئا! هوذا العالم قد ذهب وراءه!». ، وخافوا من خسارة سلطتهم عليهم، ورأوا في نجاحه بين الشعب عائقا فى من تنفيذ قرارهم فى فصح سابق فكانوا ينتظرونه بقصد قتله ولا نعرف هل كانوا يقصدون إغتياله بواسطة طائفة من الذين يغتالون وكانوا يخبئون سكاكين صغيرة ويطعنون المجنى عليه فى الأسواق وعرفوا بإسم الغيورين أم كما فعلوا فى الفصح الأخير حينما سلموه للسلطة القضائية المدنية لبيلاطس والأرجح أنهم تآمروا لقتله إغتياله ولما رأوا إزدحام الشعب حوله خافوا أن يقتلوه غغتيالا بواسطة المجرمين حتى لا ينفضح أمرهم  (يوحنا ١١: ٥٣، ٥٧) فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه. 54 فلم يكن يسوع ايضا يمشي بين اليهود علانية، بل مضى من هناك الى الكورة القريبة من البرية، الى مدينة يقال لها افرايم، ومكث هناك مع تلاميذه. 55 وكان فصح اليهود قريبا. فصعد كثيرون من الكور الى اورشليم قبل الفصح ليطهروا انفسهم. 56 فكانوا يطلبون يسوع ويقولون فيما بينهم، وهم واقفون في الهيكل:«ماذا تظنون؟ هل هو لا ياتي الى العيد؟» 57 وكان ايضا رؤساء الكهنة والفريسيون قد اصدروا امرا انه ان عرف احد اين هو فليدل عليه، لكي يمسكوه" ولما فشلوا فى قتله قدموه لبيلاطس ليقوم بدلا منهم بقتله على الصليب ولكنهم فهم مجلس السنهدرين جيداً أن قصد يسوع من أعماله هو إثبات كونه المسيح، وإصلاح الدين اليهودي الذي أنبأ به إشعياء وملاخي (إشعياء ٤: ٤ ) ( مل ٣: ٣ و٤: ١).
2) "  وَٱلأَوْلاَدَ يَصْرُخُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَيَقُولُونَ: أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ»؟»." ٱ أخذ الأولاد يكررون ما هتفت به الجموع عند دخول المسيح أورشليم والهيكل. قد سمعوا مزامير التهليل تطبق على يسوع في اليوم السابق وكانوا يكررون اللازمة التي كانت قد أزعجت وأغضبت الفريسيين قبلاً. ودلَّ هذا على احترام ومحبة الشعب له. كما
يحتمل أن الأولاد رأوا آيات المسيح وسبحوه لأجلها. 

كلمة الأولاد وردت للإشارة إلى يسوع وهو في الثانية عشر(لو ٢ :٤٣) عندما كان شيوخ اليهود يختبرونه حتى يعترفوا به رجلا تطبق عليه الشريعة حسب تعاليم العهد القديم  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان رؤساء الكهنة عوضاً من ان يخضعوا للمسيح بعدد مشاهدتهم عجائبه من فتح اعين العميان ومنح الشفاء للمقعددين حسدوه لشر في نفوسهم وقال قوم ان الصبيان كانوا يعرفون ما يقولون ولو كانوا صغاراً وان كان الجسد آلة للنفس وهو غير كامل ولكن النفس الناطقة فيه كانت كاملة . وقال آخرون انهم ما كانوا يعرفون ما يقولون وشاهدهم قول داود النبي . وقال آخرون انهم كانوا يعرفون ما يقولون وشاهدهم قول داود النبي ” من افواه الاطفال والرضع هيأت تسبيحاً ” ( مز 8 : 2 ) وحسناً قال داود ان التسبيح كان صادراً من الافواه لا من القلوب لان الاطفال يتكلمون بافواههم مالا يعقلونه بقلوبهم . وعليه فيكون الروح القدس هو الذي وضع التسبحة في افواه الرضع . وقال آخرون ان اولئك الاطفال كانوا أولاد سنة وأقل وقال غيرهم انهم كانوا ابناء اربعين يوماً وكان أصعدهم أباؤهم من بلاد اليهودية الى بيت الرب ليقربوا عنهم القرابين حسب الناموس وقيل انهم من اليوم الذي صرخوا هوشعنا ما عادوا تكلموا حتى اللى الزمان الذي يتكلم فيه الاطفال عادة وكانت هذه الاعجوبة أعظم من سائر العجائب . 

 تفسير (متى 21: 16) : وقالوا له : “ اتسمع ما يقول هؤلاء ؟ “ فقال لهم يسوع : “ نعم ! اما قراتم قط : ان من افواه الاطفال والرضع هيأت تسبيحاً ؟ “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَقَالُوا لَهُ: أَتَسْمَعُ مَا يَقُولُ هٰؤُلاَءِ؟" قال رجال الدين اليهودى : ألم تسمع؟ ولماذا تركتهم بينما طردت الباعة والصيارفة أَتَسْمَعُ أشاروا إلى الأولاد وهتافهم الذى إدعوا أنه صياح إلى أنه لا يليق أن تسمع أصوات الأولاد في الهيكل بينما اللاويين يسبحون مزامير داود على 12 درجة أمام باب الهيكل فى رواق النساء ، وأنه لا خدمة لهم في العبادة لصغرهم. وقصدوا بذلك توبيخ المسيح على أنه سمح بتقديمهم التسبيح له في ذلك المكان. وقولهم «هؤلاء» ومنع الصغار هو هدف ملتوى لأنهم إغتاطوا وتضايقوا من إطلاق لقب «ابن داود» على المسيح وهو لقب مسيانى كما انهم إستهانوا م بتسبيح الأولاد الصغار للمسيح (هوشعنا لابن داود)  لأنهم بهتافهم هذا إعترفوا علنيا بأن يسوع هو المسيا المنتظر "النبى الآتى"  وهكذا هتف الآباء والأبناء والشعب كله بـ " هوشعنا لابن داود " تسبيحا ىتيا من جبل الزيتون وآخر من الهيكل   فى هذا البوم وفى اليوم السابق ودخول المسيح الممجد للهيكل .
2) " فَقَالَ لَـهُمْ يَسُوعُ: نَعَمْ! أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ ٱلأَطْفَالِ وَٱلرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحاً؟»."
أَمَا قَرَأْتُمْ؟ يعنى ألم تقرأوا ياحفظة الشريعة ومعلمى الناموس وفي هذا السؤال شيءٌ من التوبيخ لرؤساء الكهنة والتعمد بغفلتهم عن ما ورد فى العهد القديم ،

كان هذا تصريحاً قوياً يدل على أنهم كانوا على ألف ة بكتبهم المقدسة الذاتية. يسوع استخدم السخرية والمواربة مرات عديدة مع رؤساء الدين (مت ١٢ :٣) ( مت ١٩ :٤(مت ٢١ :٤)(مت ٢٢ :٣١)

ولم تكن هذه المرة الأولى التى ينتهر رؤساء الدين اليهودى ومعلمى الشريعة يسةع بسبب هتاف الجماهير ففى دخولة أورشليم من الباب الذهبى فى يوم الشعانين كانت الجماهير تهتف بنفس الهتاف فكان رد فعل الفريسيين كالآتى (لو 19: 39)  واما بعض الفريسيين من الجمع فقالوا له: «يا معلم انتهر تلاميذك» "  لأن لو عرف رؤساء الكهنةوالكتبة كلام الرب حق المعرفة ما عثروا في تسبيح الأولاد في الهيكل وما لاموهم إكراماً له والمفروض أن الكهنة يجب أن يستقبلوه بالمجامر والتسبيح والهتاف لأنه صاحب الهيكل وبيته وسكنه ولكنهم إمتنعوا لأنه نصبوا انفسهم حراسا للشريعا وأصبح سلطانهم أهم من سلطان الرب ومجده. والآية التى اقتبسها هنا وردت في مزمور ٨: ٢) من افواه الاطفال والرضع اسست حمدا بسبب اضدادك لتسكيت عدو ومنتقم  "  من الترجمة السبعينية، ومعناه أن الله يفرح بتسبيح الأولاد له (الأطفال الرضع هم ممن دون الثالثة والأطفال هم من دون الثالتة عشرة ) إن كان نتيجة تأملهم في خليقته أو في إرساله المسيح فادياً ومخلصاً. فبيَّن بهذا حُسن تقديم ذلك التسبيح ولياقته في هيكله، وقال إن التسبيح له هو تسبيح لله. ولنا من ذلك أن الله يفرح الآن بصلاة الأولاد وتسبيحهم في البيوت وفي مدارس الأحد وفي الكنائس.

 الكبار والصغار نطقوا بالحقيقة (هوشعنا لابن داود) أمام رجال الدين ومعلمى الناموس ودارسى الشريعة الموسوية يشير إلى المسيا وكان مزموراً يفهمه الجميع .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

كان من الواجب ان يوبخهم المسيح بقوله انظروا ما يقول هؤلاء ولكنهم من حسدهم ما احتملوا فسبقوه بقولهم أتسمع الخ . ان لفظة نعم تؤول هنا الى معنيين أولهما اني اسمع . والثاني اما انتم فلا تسمعون . والرضع هم الذين يرضعون الحليب ولانه خالق الطبيعة جعلهم ان ينطقوا وفي ذلك ظهرت الاعجوبة وتجلت بالاكثر لان مثل هؤلاء لا يمكن ان يكونوا قد تعلموا التسبحة ولكنهم نطقوا بها بقونه الالهية .

 تفسير (متى 21: 17) : فتركهم وخرج خارج المدينة الى بيت عنيا وبات هناك .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَخَرَجَ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ " أى ترك رؤساء الكهنة والكتبة .(مرقس ١١: ١١) فدخل يسوع اورشليم والهيكل، ولما نظر حوله الى كل شيء اذ كان الوقت قد امسى، خرج الى بيت عنيا مع الاثني عشر."
2) " إِلَى بَيْتِ عَنْيَا وَبَاتَ هُنَاكَ" وذهب إِلَى بَيْتِ عَنْيَا وتسمى الآن "العزرية" نسبة إلى لعازر  وقضى ليلته هناك إما في بيت لعازر (يوحنا ١١: ١) أو في بيت سمعان الأبرص (مرقس ١٤: ٣). وكانت تلك القرية على سفح جبل الزيتون الشرقي، واشتهرت بأن بيت لعازر وأختيه مريم ومرثا. وهي تبعد مسيرة نحو ثلاثة أرباع الساعة من أورشليم (يوحنا ١١: ١٨).وكانت بيت عنيا قريبة من اورشليم نحو خمس عشرة غلوة.
الغَلْوةُ : مقدارُ رميةِ سهمٍ ، وتُقَدَّرُ بثلاث مئة ذراع إِلى أَربع مئة

هو وحدة قياس تقليدية لقياس الطول، ويعتمد على طول الساعد: من المرفق إلى طرف إصبع الوسطى.
ويتم أيضًا التعبير عن الذراع على أنه "أي من وحدات الطول المختلفة التي تعتمد على الساعد من المرفق إلى طرف إصبع الوسطى وعادة ما يساوي 18 بوصة تقريبًا (46 سنتيمترًا)".

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان المسيح لم يبتدئ بالتعليم حينئذٍ لئلا يزدادوا حسداً وتصعب عليهم اقواله لاجل ذلك خرج

تفسير انجيل متى الاصحاح الحادي والعشرون

 يسوع وشجرة التين (متى 21: 18- 22)

يسوع وشجرة التين
التسلسل الزمني في مر مختلف قليلاً (مر ١١ :١٢ -١٤ ,٢٠ -٢١ ) من الواضح أن يسوع كان راجعا (مر ١١ :١٢ً ) من بيت عنيا، والتي كانت على بعد ميلين من أورشليم والتفسير أن التينة يبست وأوراقها أولا فى الحال ولما رأوها مرة ثانية  كانت يبسست فروعها وجذعها من الأصل

 
تفسير (متى 21: 18 ) : وفي الصبح إذ كان راجعاً الى المدينة جاع ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 كثيراً ما ذكر متّى الحوادث بدون الإهتمام إلى ترتيب وزمن وقوعها. وأما مرقس فرتب الحوادث حسب أزمنتها وذكرها تفصيلاً. وهو أن المسيح لعن التينة في صباح يوم ألأثنين عند ذهابه إلى أورشليم لكي يطهر الهيكل، وأن التلاميذ شاهدوا أنها يبست في صباح الغد أي يوم الثلاثاء. ومتّى ذكر لعنة التينة ويبسها معاً بغضّ النظر عن أن بينهما يوماً، فذكرها بين حوادث يوم الثلاثاء أي بعد تطهيره الهيكل بيوم.
1) «وَفِي ٱلصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى ٱلْمَدِينَةِ جَاعَ». فِي ٱلصُّبْحِ أي صباح االثلاثاء حسب ما ورد فى (مرقس ١١: ١٢، ١٥)
2) "جَاع" أظهر يسوع ناسوته بجوعه، وأظهر لاهوته بتيبيس الشجرة بكلامه. أظهر شدة غيرته في التعليم في الهيكل بأن ذهب إليه من بيت عنيا قبل أن يتناول طعاماً. وكثيرا ما كان يسوع يصوم وذلك عندما قابل السامرية ومكوثه فى الهيكل وهو صبى ثلاثةة أيام وبكن هنا هو صيامه قبل ان يذهب إلى الهيكل والأقباط فى تقليدهم يذهبون صائمين قبل القداس وقبل التناول على الأقل بـ 10 ساعات
وكانت أحداث يوم الثلاثاء من أسبوع الألام كالتالى  :-
(1) شجرة التين اليابسة (مت 21: 20- 21)(مر 11: 20- 26) 
(2) سؤال الرؤساء عن سلطان يسوع (مت 23:21-27)(مر 27:11-33) (لو1:20-8)
(3) ثلاثة أمثال إنذار
المثل الأول: الابنان (مت28:21-32)
المثل الثاني: الكرامين الأشرار (مت33:21-46) (مر1:12-12) (لو9:20-19)
المثل الثالث: عرس ابن الملك (مت1:22-14)
(4) ثلاثة أسئلة يسألها رؤساء اليهود
 السؤال الأول: بخصوص الجزية (مت15:22-22 ) ( مر13:12-17 ) ( لو20:20-26)
 السؤال الثاني: بخصوص القيامة من الأموات (مت23:22-33 + مر18:12-27 + لو27:20-39)
 السؤال الثالث: عن الوصية العظمى (مت34:22-39 + مر28:12-34)
(5) سؤال المسيح الذي لا يرد عليه (مت 41:22-46 ) (مر 35:12-37)(لو45:20-47)
(6) نطق يسوع بالويلات للكتبة والفريسيين (مت 23)(مر38:12-40)(لو45:20-47)(يو37:12-50)
(7) فلسا الأرملة الفقيرة   (مر41:12-44 ) (لو1:21-4)
(8) رفض اليهود للمسيح(مر 37:12-40)
(9) خطابه عن خراب أورشليم (مت 24، 25) (مر 13)(لو5:21-38)
(10) وانقضاء الدهر(مت 1:26، 2)

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ان المسيح له المجد لم يجع جوعاً طبيعياً لكن سياسياً . فسمح لجسده ان يجوع فجاع . والشاهد على ذلك هو ان الوقت كان صباحاً وليس في الصباح يشعر الانسان بالجوع ولو كان جوع المسيح طبيعياً ما كان المانع له عن الاكل وقد كان ليلتئذ بائتاً في بيت لعازر وباستطاعته ان ياكل ويخرج .

تفسير (متى 21: 19 ) : فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئاً الا ورقاً فقط . فقال لها : “ لا يكن منك ثمر بعد الى الابد ! “ . فيبست التينة في الحال .
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) " فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى ٱلطَّرِيق" لقد نصت الشريعة الموسوية أنه يجوز للمسافر أن يتوقف وأن يتناول طعاماً من شجرةٍ مثمرة فى الطريق أو بستان عَلَى ٱلطَّرِيقِ (تث. 23: 24- 25)  كانت تلك الشجرة مباح الأكل منها لأبناء السبيل ويعتقد أنها زرعت خصيصا لهذا الغرض والزائر لإسرائيل هذه الأيام يرى أشجار الزيتون وغيرها من الأشجار المثمرة على جوانب الطرق .
2) " وَجَاءَ إِلَيْهَا"جَاءَ إِلَيْهَا أى مال إليها وهى على جانب الطريق أى ذهب إليها  وهو فى طريقة لأورشليم وهذا لا يعنى أن المسيح لم يعرف أنها غير مثمرة ، ولكن كان هدفه أن يعلم التلاميذ مثالاً بواسطة تلك الشجرة وهى هدف حياتنا هو الثمر هذا يجعل هذه عملية رفض نبوية لرؤساء اليهود أو للشعب. ظاهريا كانوا يبدون في حالة ازدهار روحي وديني ولكن لم تكن هناك ثمار فائقة الطبيعة (كول٢ :٢١ -٢٣)( ٢ تيم ٣ :٥)( أش ٢٩ :١٣ً )
3) " فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ."، ففعل كما يفعل غيره من الناس في مثل تلك الأحوال، فوجدها كثيرة الأوراق، فاتخذ ذلك دليلاً على أن عليها شيئاً من باكورة التين وهذا ننوع من الإحباط وفقدان الأمل فى أن يترجى منها شيئا المفروض ان تعطية وإمتنعت عن إعطاؤه . والمفروض أن التين في الأضى المقدسة يثمر مع الأوراق، ويُنضج أحياناً بعض الثمر قبل غيره بأيام ليست قليلة.
ولكن ورد في مرقس أنه لم يكن وقت التين أي وقت نضجه العام (مر ١١ :١٣ ) تضيف "ولم يكن ذلك وقت إثمار التين".. حيث وصف الحدث عن المسيح أنه «جاء لعله يجد فيها شيئاً» وَرَقاً فَقَطْ أي لم يجد شيئاً من الثمر الفج،أ ي بعضاً من باكورة التين. وإذ لم يكن وقت التين كان يقتضي أن لا يكون زمان الورق، فوجود الورق قبل حينه في تلك التينة يعني أنها مثمرة قبل الأوان.
 ولا من الثمر الناضج، ولا حتى الصغير من لثمر وهذا دليلا على أنها لن ستثمر.
 وتلك الشجرة الكثيرة الورق الخالية من الثمر المبكر والمتأخر رمزٌ:
(١) إلى المنافق لأنه يدَّعي زيادة التقوى ولا يعمل شيئاً من أعمالها لمجد الله ولخير الناس.
(٢) إلى الأمة اليهودية التي ادَّعت أنها الأمة المنفردة بالقداسة على الأرض، لأن لها الشريعة والهيكل والشعائر الدينية من الصوم والأعياد والذبائح الصباحية والمسائية، ومع ذلك فهي خلت من الإيمان والمحبة والقداسة والتواضع والاستعداد لقبول المسيح وطاعة أوامره. فافتخرت بكونها شعب الله الخاص ورفضت ابنه الذي أرسله.
(٣) إلى أى إنسان أو كنيسة أو أمة تدَّعي القداسة ولم تأت بأثمار تليق بالتوبة والإيمان (راجع  مثل شجرة التين في لوقا ١٣: ٦ - ٩).
4) " لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى ٱلأَبَدِ.."
أمر يسوع الشجرة كأنها تدرك وكأنها أذنبت كما أمر الرياح فسكتت . وقصد بذلك إفادة البشروهذه المعجزة لم تحدث تأثيرا لغضب يسوع  بل هو قصد أن يعلّم البشر بمثال منظور كما علمهم كثيراً قبل ذلك بأمثلة مسموعة. ولا فرق بين الرؤيا وهذا المثال، إلا في أن الرؤيا تكون أثناء النوم، وهذا كان في االرؤيا بالعين . والمسيح لعن الشجرة لا لأنها بلا ثمر، بل لأنها لكثرة أوراقها كأنها ادَّعت الإثمار كذباً توهم الناس السائرين فى الطريق بأن بها ثمر فيذهبون إليها وكلهم أمال فى ثمرها فلا يجدون شيئا . وكان دعاء المسيح على تلك الشجرة نبوَّة بمستقبل الأمة اليهودية، فشتاتها (يهود الشتات)في كل البلاد (مثل أغصان من تلك التينة) هو إنذار للناس في كل عصر بوقوع دينونة الله عليهم إن لم يأتوا بثمار القداسة، لأنهم كأغصان الكرم التي ينزعها الكرام ويحرقها (يوحنا ١٥: ٢، ٦) ومثل «أَشْجَارٌ خَرِيفِيَّةٌ بِلاَ ثَمَرٍ مَيِّتَةٌ مُضَاعَفًا، مُقْتَلَعَةٌ» (يهوذا ١٢). وهو إنذار لكل الكنائس غير المثمرة ككنيسة أفسس (رؤيا ٢: ٥).
5) "  فَيَبِسَتِ ٱلتِّينَةُ فِي ٱلْحَال»" فَيَبِسَتِ فِي ٱلْحَال نفهم من ذلك أن التينة أخذت تيبس أى تسقط أوراقها وتجف من تلك الساعة. ويُحتمل أن التلاميذ شاهدوا حينئذ الأوراق تذبل. على أن التلاميذ لما رجعوا مساءً إلى بيت عنيا لم يلاحظوا ما أصابها من التغيير، ولكنهم رأوا ذلك في الغد وهم راجعون إلى أورشليم (مرقس ١١: ٢٠) أن أصول الشجرة أى فروعها وساقها قد يبست تماما  فسرعة يبس الشجرة إشارة إلى خراب أورشليم وعقاب الأمة اليهودية.
ويتضح أن: (١) معجزة إظهار قوة المسيح وهو تيبيس الشجرة بكلمة. (٢) مثل لبيان عقاب المنافقين. (٣) النبوة بخراب أورشليم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لم يلعن المسيح التينة لمجرد عددم وجود ثمراً فيها وذلك واضح من قول البشير مرقس ” لانه لم يكن وقت التين ” ( مر 11: 13 ) اذ ان المسألة وقعت في شهر نيسان وهو وقت الازهار لا الثمار . اما متى الرسول فكتب ذلك حسب ظن التلاميذ . قال قوم ان المسيح لعن الشجرة لانها كانت تشير الى الناموس الذي لم يكن فيه ثمرة ليقدم للمسيح . وقال غيرهم انها اشارة الى كنيسة اليهود . اما نحن فنقول انه كان يوجد ثمرة في الناموس وفي كنيسة اليهود ولو كانت قليلة فان الاثني عشر رسولاً والاثنين وسبعين مبشراً وبولس الرسول واليهود الذين آمنوا بسيدنا هؤلاء جميعهم ثمرة الناموس وكنيسة اليهود . لكنه ايبس التينة اولاً حتى يفهم التلاميذ ان المسيح انما يتألم بإرادته ولا من الضعف ثانياً حتى يختزوا اليهود ويعلموا انه لو اراد يوم آلامه لأيبسهم مثل التينة . وبما ان عهد آلامه كان قريباً رأى ان يظهر قوته لتلاميذه ولصالبيه . ولكنه لم يظهرها لبني البشر اولاً لانه محب للبشر وثانياً لكي لا يظن اليهود ان الرجل الذي ايبسه المسيح انما يبس من اجل خطاياه لامن قوة سيدنا بل اظهرها بالشجرة الرطبة والطرية التي لا تيبس الا بعد ان تقطع بمدة طويلة فايبسها بكلمة منه . ثم ان الشجرة التي اكل منها آدم كانت شجرة تين وفيها وفي الدين دخل البر والعددل لانه بعد ان ايبس سيدنا له المجد هذه الشجرة دخل اصحابها بها المدينة وأخذها الصالبون وصلبوا عليه المسيح . وقال قوم ان الجموع لما قطعوا الاغصان من الشجر وطرحوها امام المسيح كانوا قد مروا بتلك التينة وأرادوا قطع اغصانها ايضاً لاستقبال المسيح فعارضهم صاحبها ولذلك أيبسها المسيح . وقال آخرون كما ان الجرجسيين تخلفوا عن الخروج لملاقاة سيدنا ولذلك امر بخنازيرهم فدخلتها الشياطين وألقت بنفوسها الى البحر فاختنقت وخرج اصحابها الى سيدنا رغم ارادتهم وهكذا صاحب التينة اذ نوى في قلبه ان ل ايخرج الى المسيح أيبس تينته لكي يخرج اليه رغم ارادته . وقال غيرهم انه لما قال هن هيكل الحجارة انه لايترك حجر على حجر كان في قوله هذا شكوك فازاله بآية تيبيس التينة وتحقق كلامه وذكر متى ان التينة يبست من ساعتها وأما مرقس فقال انهم ” في الغداة اجتازوا فرأوا التينة قد يبست من أصلها ” ( مر 11 : 20 ) اما نحن فنقول انها يبست في الحال كما قال متى وفي صباح اليوم الذي بعده رآها التلاميذ يابسة كقول مرقس .
 

تفسير (متى 21: 20 ) : فلما راى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين : “ كيف يبست التينة في الحال ؟ “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "َلَمَّا رَأَى ٱلتَّلاَمِيذُ ذٰلِكَ لَمَّا رَأَى ٱلتَّلاَمِيذُ كان ضمن الأحداث التى حدثت يوم الثلاثاء. ووردت في (مت 21: 18 و19)  لقد رأى التلاميذ مطاهر ذبول أوراق الشجرة وسقوطها فى الحال
2) " تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: كَيْفَ يَبِسَتِ ٱلتِّينَةُ فِي ٱلْحَالِ!" من سرعة تأثير فعل المسيح في التينة فكان حسب تفكيرهم "فى الحال" . كانت خضراء فأصبحت يابسة وفى الغد فى صباح اليوم التالى مشوا فى نفس الطريق وذكر مرقس (مرقس ١١: ٢٠) وفي الصباح اذ كانوا مجتازين راوا التينة قد يبست من الاصول" وهذا يعنى أن التينة كأنها ماتت منذ سنين وبتعبير آخر نشفت الفروع (الأصول) فى اليوم التالى فإذا كسرتها لا ترى الإخضرار الموجود فى الأشجار الحية ، وحدث هذا بكلمة فقط من المسيح . والذي نطق بكلمات التعجب هو بطرس، فكان نائباً عن سائر الرسل كعادته (مرقس ١١: ٢١).

تفسير (متى 21: 21 ) : فأجاب يسوع وقال لهم :” الحق أقول لكم : ان كان لكم ايمان ولا تشكون ، فلا تفعلون أمر التينة فقط ، ولكن اذا قلتم ايضاً لهذا الجبل : انتقل وانطرح في البحر فيكون 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  1) "  فَأَجَابَ يَسُوعُ: ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ " . " إِنْ " هذه بداية لجملة شرطية فئة ثالثة والتي كانت تعني عملاً مستقبلياً محتملاً
لم
يعلق المسيح على هدفه بلعنه الشجرة، وترك ذلك لتأمل التلاميذ الذين تعجبوا . وبيَّن لهم قوة الإيمان يظهور الثمار بتأثير كلامه في التينة. والثمار المقصودة هنا هو الإيمان الضروري لعمل المعجزات. وقد شاهد التلاميذ قوة المسيح بتلك المعجزة، فأكد لهم أنهم يستطيعون أعظم منها إن آمنوا به وقرنوا إيمانهم بالصلاة.
2) " كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُكُّونَ، فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ ٱلتِّينَةِ فَقَطْ" "إيمان"  المؤمن فإنه يثق أن قوة الرب معه، ويثق بقول الكتاب: "كل شيء مستطاع للمؤمن" (مر 8: 24). حقًا إن هذه عبارة عجيبة ومعزية. أننا نؤمن أن الرب هو الذي "يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر" (أي 42: 1). أما إن كل شيء مستطاع للمؤمن، فهذا أمر عميق ومذهل، يعطينا فكرة عن قوة الإيمان وفاعليته،" والشرط فى إستجابة الرب أن يكون الإيمان صادق وعميق ومن القلب بلا ريبة ومعنى الريبة هى الشك ( يع ١ :٦ ) ولكن ليطلب بايمان غير مرتاب البتة، لان المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه.  ويقول بولس الرسول: "استطيع كل شيء، في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13).  وإستطاعة المسيحى فى طلبه إستجابة الرب يجب ان تقترن بالمحبة (١كورنثوس ١٣: ٢) وان كانت لي نبوة، واعلم جميع الاسرار وكل علم، وان كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال، ولكن ليس لي محبة، فلست شيئا.
"إيمان بلا شك" ن الإيمان ضد الشك. فالمؤمن لا يشك. والشك يدل على ضعف الإيمان. والرب قد ربط بين الأمرين حينما قال لبطرس "يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟!" (مت 14: 31). ما أكثر ما يقع البعض في الشك، نتيجة لخوفهم من شئ أو من إنسان أو من سلطة أو لضعف إيمانهم!! وقد يصلون لينقذهم الرب من ضيقات كثيرة المستمرة، قد تضغط على القلب أحيانًا فيقول: "لماذا يا رب تقف بعيدًا، لماذا تختفي في أزمنة الضيق" (مز 10: 1). أنه عتاب، وليس ضعف في الإيمان ، ويخيل إليهم أن الرب لم يستجب صلاتهم، أو تباطأ في الاستجابة.. فيشكون. وقد يدركهم الشك في محبة الرب وفي رحمته، إن وقعوا في ضيقة، أو في مرض أو في مشكلة أو مات أحد الذين يحبونه!  (مت ١٧ :٢٠) فقال لهم يسوع: «لعدم ايمانكم. فالحق اقول لكم: لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا الى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم. (لوقا ١٧: ٦ ) فقال الرب: «لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم ت ولكن ليطلب بايمان غير مرتاب البتة، لان المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه. قولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم."
ثمر الإيمان تظهر فى أعمال الإنسان فمن ثمارهم وأعمالهم تعرفونهم (غلاطية 22:5-23) "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ". ثمر الروح هو نتيجة وجود الروح القدس في حياة المؤمن. ويوضح الكتاب المقدس أن كل شخص يقبل الروح القدس في لحظة إيمانه بالرب يسوع المسيح (رومية 9:8؛ كورنثوس الأولى 13:12؛ أفسس 13:1-14).
لأن الدهر الجديد للروح القدس مختلف عن الدهر الشرير الحالي. إنه دهر إيمان/ اتكال على الله، وكلمته، وابنه. هذه الآية لا علاقة لها بإرادة المؤمنين الأفراد، بل بإرادة الله المعلنة المطبقة في الحياة. إسرائيل أخفق في اختبار الإيمان. كان هناك تبعات لهذا الإخفاق هذه الحادثة متوازية لاهوتيا ً مع تطهير الهيكل قبل ذلك في الإصحاح.

3) " بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضاً لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ: ٱنْتَقِلْ وَٱنْطَرِحْ فِي ٱلْبَحْرِ فَيَكُون" كان يسوع يتكلم وهو ذاهب للهيكل وهو نازل من جبل الزيتون قادما من بيت عنيا فالمرجح أنه يشير إلى جبل الزيتون، الذي لا بد أنه كان واضحا أمام أبصارهم
لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ: ٱنْتَقِل الخ هذا الكلام
يراد به مثل، يراد به أيضا المستحيل على القوة البشرية، إن نقل الجبال سهل على الرب كإبراء المريض، ومع ذلك لم ينقل جبلاً لأنه ليس من مواضيع صلاة الإيمان. على أن إزالة الأمة اليهودية، والمملكة الرومانية وديانتها الوثنية من أمام الإنجيل، أعظم برهان على قوة الله ونعمته. وفى تاريخ الأقباط معجزة نقل جبل المقطم والتى قام بها القديس سمعان الخراز وكان يعيش في بابليون (مصر القديمة) في زمان البطريرك الأنبا إبرآم السرياني (975-979م)، وفي عهد الخليفة المعز لدير الله الفاطمي، أول حكام الدولة الفاطمية في مصر.
ومعلوم أن قوة
الرب غير محدودة، وأن المؤمن يستطيع أن ينال على قدر إيمانهم. فإذا كان لهم إيمان لا يعجز عن صنع شيء من العجائب مهما كان عظيماً،
 4) " وَٱنْطَرِحْ فِي ٱلْبَحْرِ فَيَكُون" أنه من المعتقد أنه يشير إلى البحر الميت لأن البحر الميت يقع فى منطقة أسفل من سطح البخر ، وأيضا الذي كان على مرمى نظرهم من جبل الزيتون.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ان المسيح له المجد اظهر قدرته القوية في لعنه الشجرة وتيبيسها ليؤكد لتلاميذه قوله السابق وليزيل عنهم الخوف

نفسير (متى 21: 22 ) : وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
علم المسيح تلاميذه  ما كيف يحصلوا على مساعدة تلك القوة غير المتناهية، وهو الصلاة والإيمان القوى بدون شك  معاً لا أحدهما دون الآخر. ولم يقصد المسيح بهذا القول غير تلاميذه الاثني عشر، ولم يعدهم إلا في نشرهم إنجيله ومقاومة أعدائه. فمن الضروري أن ذلك الوعد مقيد بشرط أنهم لا يطلبون إمن الرب شيئاً لا يليق أن يمنحهم إياه .
1) " كُلُّ مَا" كلمة "كل" تدلّ على الشُّمول  وتستعمل وصفًا مؤكّدًا مفيدًا للكمال  أي كل طلب من الرب ضروري للكرازة وباقى أعمالهم الرسولية وموافق لإرادة الرب .
2) " مَا تَطْلُبُونَهُ فِي ٱلصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ"  وهنا نلاحظ فى كلمات المسيح وعدا غير مشروط مرتبط بإحتياج البشر الشرطي. (متّى ٧: ٧ ) «اسالوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم. (مرقس ١١: ٢٤ ) لذلك اقول لكم: كل ما تطلبونه حينما تصلون، فامنوا ان تنالوه، فيكون لكم (لوقا ١١: ٩ ) وانا اقول لكم: اسالوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم. (يعقوب ٥: ١٦) اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لاجل بعض، لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها. (١يوحنا ٣: ٢٢)  ومهما سالنا ننال منه، لاننا نحفظ وصاياه، ونعمل الاعمال المرضية امامه. (1 يو ٥: ١٤) وهذه هي الثقة التي لنا عنده: انه ان طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا.
 كانت هذه طريقة عامة مألوفة للتعبير عن حقيقة كتابية ستستخدم فى المستقبل وهذا إعلان ليستخمها التلاميذ والمؤمنين وبشكل عام  الصلاة المستجابة ترتبط بإرادة الرب وإيمان البشر قارنوا (مت ١٨ :١٩) ( يو ١٤ :١٣ -١٤؛) ( يو ١٥ :٧ , 16) ( (يو 16: 23) ( 1يو 3: 22) ( (يو 5: 14- 15) مع (مت 7: 7- 8) ( لو 11: 5- 13) ( لو 18: 1- 8) (لو 9: 9- 14) ( مر 11: 23- 24) (يع 1: 6- 7) ( يع 3: 3)
 أولئك المؤمنين الذين يريدون أن يكون لهم الفكر الذي للمسيح يطلبون الأشياء التي ترضي الله وإمتداد ملكوته.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اي لا انكم تنقلون الجبال فقط بل وكل ما تسألونه ولو كان اعظم من ذلك بكثير . وقد يعترض بعضهم قائلين لماذا لعن الله الشجرة مع انه لم يكن وقتئذٍ زمان أثمار التين وهكذا يعترضون على خنق الخنازير كأنهم يحاولون التفتيش على افعال الله وعلى ما أظن انهم كالاشجار العدديمة الحياة ينطقون ولا يدركون والواجب علينا بدلاً من ان نعترض ان نتعجب ونمجد الخالق تعالى . اما السبب فهو هذا ان المسيح اراد ان يظهر قوته القادرة لبني البشر لذلك أيبس التينة وخنق الخنازير .

 

 

 

This site was last updated 01/17/21