Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل متى الإصحاح الثالث عشر (متى 13: 1- 32) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

تفسير / شرح إنجيل متى ملخص فقرات الإصحاح  الثالث عشر (متى 13: 1- 32) مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل الخامس عشر
1. مثل الزارع (مت  13: 1-9)
هوذا الزارع قد خرج
البذار - الأرض - أولًا: الطريق - ثانيًا: الأماكن المحجرة - ثالثًا: الأرض المملوءة أشواكًا- رابعًا: الأرض الجيّدة - درجات الثمر
2. الحاجة إلى الأمثال (مت  13: 10-17)
3. تفسير المثل (مت  13: 18-23)
4. مثل الزوان (مت  13: 24-30)
ما هو الزوان؟ ظهور الزوان وانتظار وقت الحصاد - هل يُترك الفساد (الزوان)
5. مثل حبّة الخردل (مت  13: 31-32)

الثمانية الأمثال المذكورة فى إصحاح 13 من الإنجيل بحسب ما رواه متى تشتمل على الكنيسة والمؤمنين والمسيح الكلمة ،

 فالأول (مثل الزارع) التبشير وتكوين الكنيسة المسيحية المثمرة .. يبين أسباب كيف يستقبل الإنسان كلمة الرب أى المسيح كما تتعامل الأنواع المختلفة من الأراضى مع البذور التى يلقيها الزارع عليها هنا الكلمة تلقى للبشر جميعا وكل واحد وقابليته وتقابله مع الكلمة هذه بداية تأثير الكلمة فى المؤمنين .
والمثل الثاني (مثل الزوان) الشيطان يزرع الزوان بين المؤمنين فى حالات التهاون والإسترخاء والضعف الروحى فى الكنيسة .. يبين الفساد الداخلى للبعض داخل الكنيسة فيظهرون تماما مثل المؤمنين ولكنهم زوان ، وينسب أصلهم إلى الشيطان، ويحذر الناس من إزالتها إجباراً.
والمثلان الثالث والرابع (حبة الخردل والخميرة) يشيران إلى امتداد الإنجي والتبشير به وانتصاره وتكوين كنيسة قوية .. أخيراً ظاهراً كما في نمو حبة الخردل، وباطناً كما في فعل الخميرة.
والمثلان الخامس والسادس (الكنز المخفى واللؤلؤة ) التكريس فى المسيحية يُظهران قيمة ملكوت المسيح لكل فرد من الناس، وترك كل شيء بغية اقتنائه. " لقد تركنا كل شيئ وتبعناك "
والسابع (الشيكة)  يشير إلى تمام الانفصال أخيراً بين الصالحين والأشرار المجتمعين الآن في الكنيسة، وأن الله هو الذي يُجري ذلك الانفصال في وقته وفي الطريق التي يختارها .فائدة: ينهانا هذا المثل عن أن نكتفي بانتمائنا للكنيسة «لأَنْ لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ» (رومية ٩: ٦) ويوجب علينا أن «نجعل دعوتنا واختيارنا ثابتين» (٢بطرس ١: ١٠).

والثامن (الكاتب المتعلم) معلمى ومبشرى المسيحية الذى يدرس العهد القديم والجديد أى يعلم الناس أشياء جديدة وقديمة

 أمثال السيد المسيح
مقدمة : ( وبدون مثل لم يكن يكلمهم - مت 13 : 34 + مر 4 : 33 ، 34 )
 
1- مواضع الأمثال
يوجد 31 مثل في الأناجيل الثلاثة الأولي :
- مثل واحد موجود في إنجيل معلمنا مرقس فقط ، وهو مثل ( البذار التي تنمو سراً ) في ( مر 4 : 26 - 29 ) .
- ثلاث أمثال موجودة في الأناجيل الثلاثة الأولي وهي :
1- مثل الزارع ( مت 13 : 3 - 9 وتفسيره مت 13 : 18 - 23 ) ، ( مر 4 : 2 - 9 وتفسيره مر 4 : 13 - 20 ) ، ( لو 8 : 4 - 8 وتفسيره لو 8 : 11 - 15 ) .
2- مثل حبة الخردل ( مت 13 : 31 ، 32 + مر 4 : 30 - 32 + لو 13 : 18 - 19 ) .
3- مثل الكرامين الأردياء ( مت 21 : 33 - 46 + مر 12 : 1 - 12 + لو 20 : 9 - 19 ) .

في إنجيل معلمنا متي وإنجيل معلمنا لوقا
27 مثل في إنجيل معلمنا متي وإنجيل معلمنا لوقا علي النحو التالي :

منهم 5 مشتركين بين الإثنين فقط وهي
أ - منهم 5 مشتركين بين الإثنين فقط وهي :
1- مثل البيت المبني علي الصخر والبيت المبني علي الرمل ( مت 7 : 24 - 27 ) ويقابله ويشبهه جداً مثل الإنسان الذي بني بيتاً وحفر وعمق ووضع الأساس علي الصخر والإنسان الذي بني بيته علي الأرض من دون أساس ( لو 6 : 47 - 49 ) .
2- مثل الروح انجس الذي يرجع إلي بيته فيجده مكنوساً مزيناً ( مت 12 : 43 - 45 + لو 11 : 24 - 26 ) .
3- مثل الخميرة التي تخمر العجين كله ( مت 13 : 33 + لو 13 : 20 ، 21 ).
4- مثل الخروف الضال ( مت 18 : 12 - 14 +لو 15 : 3 - 7 ) .
5- مثل الوكيل ( العبد ) الأمين الحكيم ( مت 24 : 45 - 51 + لو 12 : 42 : 47 ) .

10 أمثال في إنجيل معلمنا متي فقط
ب- 10 أمثال في إنجيل معلمنا متي فقط وهي :
1- مثل الحنطة والزوان ( مت 13 : 24 - 30 وتفسيره مت 13 : 36 - 43 ) .
2- مثل الكنز المخفي في حقل ( مت 13 : 44 ) .
3- مثل اللؤلؤة كثيرة الثمن ( مت 13 : 45 ، 46 ) .
4- مثل الشبكة المطروحة في البحر والتي جمعت الجيد والردئ ( مت 13 : 47 - 50 ) .
5- مثل المدين القاسي الذي لم يرحم العبد رفيقه كما رحمه سيده ( مت 18 : 23 - 35 ) .
6- مثل فعلة الكرم وأصحاب الساعة الحادية عشر ة ( مت 20 : 1 - 16 ) .
7- مثل الإبنين والعمل في الكرم ( مت 21 : 28 - 32 ) .
8 - مثل الذي حضر عرس إبن الملك وليس عليه لباس العرس ( مت 22 : 1 - 14 ) .
9- مثل العذاري الحكيمات والجاهلات ( مت 25 : 1 - 13 ) .
10- مثل الوزنات ( مت 25 : 14 - 30 ) ويشبهه مثل الأمناء ( لو 19 : 11 - 27 ) .

12 مثل في إنجيل معلمنا لوقا فقط
جـ- 12 مثل في إنجيل معلمنا لوقا فقط وهي :
1- مثل المديونين ( لو 7 : 40 - 43 ) .
2- مثل السامري الصالح ( لو 10 : 30 - 37 ) .
3- مثل صديق نصف الليل ( لو 11 : 5 - 8 ) .
4- مثل الغني الغبي ( لو 12 : 16 : 21 ) .
5- مثل العشاء العظيم ( لو 14 : 16 - 24 ) .
6- مثل الدرهم المفقود ( لو 15 : 8 - 10 ) .
7- مثل الإبن الضال ( لو 15 : 11 - 32 ) .
8- مثل وكيل الظلم ( لو 16 : 1 - 8 ) .
9- مثل الغني ولعازر ( لو 16 : 19 - 31 ) .
10- مثل الأرملة وقاضي الظلم ( لو 18 : 1 - 8 ) .
11- مثل الفريسي والعشار ( لو 18 : 9 - 14 ) .
12 - مثل الأمناء ( لو 19 : 12 - 27 ) ويشبهه مثل الوزنات ( مت 25 : 14 - 30 ) .

تفسير انجيل متى الاصحاح الثالث عشر

مثل الزارع  (متى 13: 1- 9)

مثل الزارع

أمثال عموما فى الغالبية العظمى منها إن لم يكن كلها تشير بوضوح إلى الكنيسة فى العهدين القديم والجديد وتبين العلاقة بين الشعب والرعاة والمسيح والرب

كتب الإنجيلى متّى في هذا الأصحاح إن المسيح علَّم بأمثال، وذكر فيه سبعة منها، مع تفسير اثنين من السبعة. وهناك طرق كثيرة للتعليم منها طريقة الأسئلة وألجوبة وطريقة التعليم المباشر وطريقة التعليم بأمثلة لتى إشتهر بها السيد المسيح ويظهر مما قاله متّى ومرقس ولوقا أن تعليمه بطريقة الأمثال بداية تطوُّر في أعمال يسوع، فإنه علَّم قبلاً بمواعظ كموعظته على الجبل، وكان لوعظه تأثير عظيم. وإتجه بتعليمه الآن بأسلوب جديد يبيِّن حقيقة ملكوتهر وكانت امثال عبارة عن قصة لها مغزى والقصص لا تنسى بسرعه ويتنافلها الناس من واحد لآخر يتسائلون عن هدفها ومنها عرِّف سامعيه بدون إعلان أنه المسيح، لأن الناس لم يكونوا قد استعدوا لقبول الإعلان الكامل لدعواه.

 

تفسير (متى 13: 1): في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْبَيْت" لم يذكر الإنجيلى متى من أى بيت خرج يسوع  ولكن يرجح أنه من بيت فى كفر ناحوم والمدبنة ما زالت أثارها كاملة حتى يومنا هذا على بحر الجليل فلا بأن يكون للمسيح بيتا فيها لأن المسيح ترك الناصرة وسكن فيها وسميت مدينة كفر ناحوم مدينة يسوع

2) "عِنْدَ ٱلْبَحْرِ " وتقع مدينة كفرناحوم على بحر طبرية وعندما ترك يسوع بيته وجلس على شاطئ البحر - والبحر وهو الجليل / بحر طبرية / بحيرة جينسارت وكان الجلوس بالقرب من البحر لأن البحر كان يلعب دوراً في تقوية الصوت وإيصاله للجمهور بشكل طبيعي.

  أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي في اليوم الذي جاءت اليه أمه وأخوته ليكلموه . وجلس بجانب بحيرة طيباريوس . 

تفسير (متى 13: 2)فاجتمع اليه جموع كثيرة ، حتى انه دخل السفينة وجلس . والجمع كله وقف على الشاطىء .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ،" أشار بذلك إلى صنوف من الناس كثيرة من جميع الأعمار والوظائف وربما من جميع المدن لأنهم كانوا يأتون ليسوع حيث يسكن فى كفر ناحوم  بالسفن والمراكب من القرى الواقعة على بحر طبرية  كما أشار إلى كثرة عددهم.( لوقا ٨: ٤ الخ) فلما اجتمع جمع كثير ايضا من الذين جاءوا اليه من كل مدينة قال بمثل،
2) "دَخَلَ ٱلسَّفِينَةَ " أي أحد قوارب الصيد، طلبه لخدمته (مرقس ٣: ٩). فقال لتلاميذه ان تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجمع كي لا يزحموه  وكان الجموع مزدحمين عليه حتى لم يمكنه أن يخاطبهم وهو واقف بينهم، فجلس في السفينة تجاههم، وخاطبهم وهم وقوف أمامه على الشاطئ.
تشير عبارة "سَفينةً" الى استعمال يسوع القارب كمنبر يخاطب منه الجموع المحتشدة على الشاطئ المقابل؛
3) جَلَسَ" كان الجلوس عادة المعلم عند التعليم وكان فى المجامع اليهودية كرسى من الحجر  يسمى كرسى موسى أكتشف فى قرية كروزين  كان يجلس عليه المعلمين من الكتبة ولفريسيين يشرحوا ويفسروا ويدرسوا العهد القديم أو يفتوا عليه
 (مت ٢٣: ٢ ) قائلا: «على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون "( لوقا ٤: ٢٠).ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه."  أما فى الخلاء أو فى البيوت    فكان لمعلمون يجلسون أيضا (متّى ٥: ١ ) ولما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه. راجع أيضا وضعية الجلوس الجلوس للتعليم الرسمية للرابي  قى الآيات التالية(مت ١٣ :٢) (مت ١٥ :٢٩) ( مت ٢٤ :٣) ( مت ٢٦ :٥٥) ( لو ٤ :٢٠؛) ( أع ١٣ :١٤) (مرقس ٤: ١ الخ)  وابتدا ايضا يعلم عند البحر فاجتمع اليه جمع كثير حتى انه دخل السفينة وجلس على البحر والجمع كله كان عند البحر على الارض."

.وعادة الجلوس للتعليم اليهودية الكتابية أخذها  شيوخ المسلمين عند التعليم وقرائة القرآن  ( لوقا ٥: ٣)  فدخل احدى السفينتين التي كانت لسمعان وساله ان يبعد قليلا عن البر. ثم جلس وصار يعلم الجموع من السفينة

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

كان القصد من اجتماع الناس حوله ان يسمعوا تعليمه ويشفي مرضاهم ويشبع جوعهم ويروا جماله على ما قال الذهبي الفم . اما الكتبة والفريسيين فكانوا ياتون اليه لكن يقرفوه بذنب ويأخذوه بكلمة ما ليشتكوه . وانه ركب السفينة وجلس تخلصاً من مزاحمة الجموع له ولكيلا يقفوا وراءه فيمتنعوا عن سماع تعليمه  

تفسير (متى 13: 3): فكلمهم كثيراً بامثال قائلاً : “ هوذا الزارع قد خرج ليزرع ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

أورد متّى كثير من أمثال المسيح ولكنه جزءٌ قليل من كثير، وأورده مثالاً للأسلوب الجديد من تعليمه.
1) فَكَلَّمَهُمْ كَثِيراً بِأَمْثَالٍ " المِثْلُ : الشِّبه والنظير : يضرب المثل للحثّ على عمل الخير والاتِّجاه إلىمقصد المثل والهدف من سرده كأحبوكة قصصية أى أن  المثل حقيقة مادية قصصية توضح حقيقة عقلية روحية، وهو أحياناً يُبنى على التشبيه، وأحياناً على المفارقة، وقد يكون خبر أو حادثة. حدثت تعطى نموذجا لما يراد به توصيله للجمع  وقد يُراد بالمثل عبارة وجيزة تتضمن معاني كثيراً كأمثال سليمان. وقد يُراد به كلام يحتمل غير ظاهر معناه. وأكثر الأمثال الدائرة على الألسنة اليوم تصورية لا أصل لها في الواقع، ولكن كل أمثال المسيح مبنية على أعمال فى الحياة حقيقية.
ولا يجب عند تفسير المثل أن يكن المعنى الروحي فقط هو المطلوب لكل ما جاء به، ولكن يجب أن نميز بين لب الحق وقشره. وضرب المسيح أكثر أمثاله مما يعرفه السامعون في زمنه .
2) " هُوَذَا ٱلزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ" يحتمل أنه كان حينئذ على القارب وأمامه أناس يزرعون وربما يكون السامعون معظمهم يزرعون حفولهم أو على الأقل حول بيوتهم ويعرفون مهنة الزراعة وأساليبها

هذا المثل (مت ١٣ :٣ -٩   برجع أهمية وشهرة هذا المثل لأن يسوع نفسه قدّم تفسيرا ٍت له. البذار، والزارع، والتربة والزارعَ والحصاد هي جميعا ذات مغزى وتشير إلى هدف يقصده من قول هذا المثل في تفسير يسوع للمثل (مت 13: 18 و 23)

 إنها رمزية نوعاً ما أو على الأقل استعارية من الحياة . الاستعارة أو الرمز يأخذ السامع إلى وراء المستوى الأعمق المخفي من المعنى في النص. إنه يستجلب المعنى إلى النص الذي لا تكون له أية صلة على الإطلاق بالمعنى المقصود من الكاتب الأصلي أو أيامه أو حتى موضوع السفر المقدس ككل. علم الرموز من جهٍة أخرى إشتهر الكتاب المقدس بعهديه ، يسعى للتركيز في ما وراء ما هو مكتوب فيه ، استنادا إلى الوحى والإلهام الروحى لمخطط إلهي واحد. وتشير نقاط التشابه في رموزالعهد القديم ً تصّور مسبقا حقائق العهد الجديد. هذه التشابهات تنشأ بشكل طبيعي من قراءة كل الكتاب المقدس (رو ١٥ :٤) ( ١ كور ١٠ :٦ ،١١ً )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه حين كان على الجبل لم يكلمهم بالامثال لانهم كانوا بعد ساذجين أما هنا فتكلم بالامثال لاجل الكتبة والفريسيين المدعين بالمعرفة . اما الفرق بين الالغاز والبراهين والامثال والغوامض هو ان البرهان يأتي غالباً على شهادة الناس . فيكون من المعلومات على غير المعلومات كقوله انه شعاع مجده وصورة ذاته . ومن المعلومات على المعلومات كقوله سيق كالخروف للذبح . ومن غير المعلومات على المعلومات كقول بولس الرسول رأيت ما لم تره عين ولا سمعت به اذن . اما المثل على الالغاز فهو كقوله تعالى تشبه ملكوت السماء عشر بتولات . وكقوله تشبه ملكوت السماء حبة خردل والغامض هو كلمة معقدة كقوله خرج من الآكل اكلاً وغير ذلك . اما القديس يوحنا وموسى ابن الحجر فيسمون الامثال الغازاً وكذلك القديس متى سماها الغازاً والانجيليون الثلاثة الاخرون سموها امثالاً وقد كان يتكلم بالالغاز مع الجموع والتلاميذ اولاً لان الفلاسفة ما كانوا يعلمون ما سيكون من تعليمهم لاجل ذلك بنوا علومهم على الامثال والالغاز اما هو وان كان يلقي تعاليمه بالامثال و الالغاز الا انه اظهر ما سوف يكون من وراء تعليمه . ثانياً لان قوله كان ضد اليهود كقوله كرماً كان لحبيبي لاجل ذلك اخفي كلامه تحت طي الالغاز . ثالثاً اراد ان يجعل التلاميذ متيقظين ومستعدين لفحص الكلام . رابعاً لانه كان يتكلم دائماً عن انتشار الانجيل بين الشعوب اقتضى ان يتكلم بالالغاز لئلا يهيج اليهود ضده او يغضب اولئك الذين كانوا يرمون الشقاق والذي اشار عنهم قوله احذروا من الانبياء الكذبة . او ربما لاجل الامور غير المنظورة التي كان يتكلم عنها اراد ان يتكلم بالالغاز لكي لا يفهم السامعون الاسرار الالهية لانه كان بينهم الذين لا يستحقون ان يسمعوا مثل هذه التعاليم من الكتبة والفريسيين  ثم انه تعالى ضرب هذا المثل لاولئك الذين كانوا مزمعين ان يقبلوا تعاليمه الا ان قلوبهم كانت مرتابة وقتئذ بتعاليمه . فشبه نفسه بالزارع وتعليمه بالزرع والنفس وقلوب بني البشر الذين يزرع فيهم التعليم بالحقول والاراضي . وقوله خرج اشار الى نزوله الى الارض من غير ان ينتقل من عند ابيه ليفلح ارض قلوبنا وينقي منها الخطيئة ويزرع فيها الفضيلة . 

تفسير (متى 13: 4) : وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق ، فجاءت الطيور واكلته .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 الذى يذهب إلى اراضى المقدسة يلاحظ أن الزراعة فى سهول ألأودية أسفل التلال والجبال الحجرية لهذا تختلف الأرض هناك فالقريبة من لجبل هى أرض حجرية فوقها تربة بسيطة وهناك أ{ض بها تربه ولكن تنتشر على سطحها الأحجار الصغيرة فبصعب زراعتها فينموا الشوك فيها وهناك الطرق المؤدية إلى الحقول أو التى بين حقل وآخر  والتى يهتم بها المزارع هى الأرض الجيدة  ولكن توجد سهول كبيرة مثل  مرج ابن عامر أو سهل زرعين (بالعبرية:  يطلق عليه التوراه العهد القديم)."عيمق يزراعيل" أو "يزرعئيل"هو مرج ى سهل واسع بين منطقة الجليل وجبال نابلس في شمال فلسطين التاريخيّة وتحديدًا في لواء الشمال حسب التقسيم الإداري الإسرائيليّ. صورته على شكل مثلث أطرافه: حيفا، جنين وطبريا. يبلغ طوله 40 كم وعرضه المتوسط 19 كم ومساحته الكليَّة 351 كم.
انقسم الناس إلى أربعة أنواع تبعا لنوع تربتهم :  1) الطريق 2) الأرض المحجرة 3) أرض بها شوك 4) أرض جيدة إشارة 
1) "عَلَى ٱلطَّرِيق"  أي الطريق المؤدى إلى الحقل  أو  الممرت الت بين الحقول وبعضها البعض  حيث يبقى البذار مكشوفاً لا تغطيه التراب و يصل إليه الماء  .

تفسير (متى 13: 5): وسقط آخر على الاماكن المحجرة ، حيث لم تكن له تربة كثيرة ، فنبت حالاً اذ لم يكن له عمق أرض .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "ٱلأَمَاكِنِ ٱلْمُحْجِرَة " هي الأرض القريبة من الجبال ذات الحجارة الكثيرة فتكون طبقة التربة رقيقة على الصخور الكبيرة .
2) " فَنَبَتَ حَالا " بسبب نموها فى التربة القليلة   ينبت بسرعة. ولكن لا يوجد فى هذه التربة عمق
تفسير (متى 13: 6)ولكن لما اشرقت الشمس احترق ، وإذ لم يكن له أصل جفّ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) ٱحْتَرَق لأن حرارة الشمس يبَّست رطوبته لأن التربة قليلة ، ولأن رقة التربة منعت الزرع من تعمق أصوله فجفت جذورة من شدة الحرارة . 

تفسير (متى 13: 7): وسقط آخر على الشوك ، فطلع الشوك وخنقه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "ٱلشَّوْك " ينبت في الحقول عادة خاصة فى الأمان المهملة
2) "خَنَقَه " اختنق الزرع لأن إحتياجاته من  الضء منعه الشوك وإحتياجات جذورة من الغذاء فى التربة كان الشوك أقوى فلم بقدر أن يستمد لنبات من التربة شيئا فإختنق ومات ، لأن الشوك أقوى من الزرع، فسلبه الرطوبة والضوء .
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 

انه تعالى شبه هنا الذين يسمعون تعليمه بالطريق والصخرة وشبه الشيطان بالطائر. فالطريق هم المتهاونون والكسالى الذين لم يقبلوا تعليم الأنجيل لكنهم داسوه بأرجلهم مثل الزرع الساقط علي الطريق . والصخر هم الضعفاء الذين يقبلون التعليم زماناً يسيراً فاذا عرض له شيء تركوه والمراد بالأشواك أولئك الذين هم مشتبكون بأمور العالم وقلوبهم متعلقة بشهواته ومقتنياته فهؤلاء يختنقون كالزرع بين الشوك ويأبون الموعظة والتعليم . وكما ان الاشواك تؤذي من يدنو منها هكذا الغنى والعالم فانهما يؤذيان الذين يحبونها . أما الذي سقط في الارض الجيدة فشبه به الذين يقبلون التعليم ويثبتون فيه . 

تفسير (متى 13: 8):. وسقط آخر على الارض الجيدة فأعطى ثمراً ، بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "ٱلأَرْضِ ٱلْجَيِّدَة " أى ذات التربة العميقة والمعدَّة لقبول الزرع وخصبة صالحة للزراعة ينموا فيها النبات جيدا ، بخلاف أرض الطريق التي يبست من وطء أقدام المارة، وخلاف الأرض  المحجرة القريبة من الجبل ، والأرض الكثيرة الأشواك.
2) " فَأَعْطَى ثَمَراً، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِين" التركيز عل النباتات التى تعطى ثمرا وليس على كثرة النباتات فى الحقل  أرض تختلف فى قوة عطائها فتعطى نسب مختلفة من المحصول . حسب بركة الرب ( تكوين ٢٦: ١٢) وزرع اسحاق في تلك الارض فاصاب في تلك السنة مئة ضعف، وباركه الرب.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

  انه تعالى شبه بالزرع الذي اعطي ثمراً الواحد مئة أولئك الذين اقتنوا الفضيلة نفساً وجسداً وتلمذوا الامم وأرجعوها عن عبادة الاوثان مثل الرسل وبالذي أعطى واحده ستين اولئك الذين قرنوا الفضيلة الجسدية بالفضيلة الروحية فحولوا الخد للضارب وعوض الميل مضوا ميلين . وبالذي أعطى واحده ثلاثين الذين يمارسون الفضائل الجسدية فقط كالعفة والتقشف . وبقوله مئة وستين وثلاثين أشار الى ان ممارسي الفضائل ليسوا على السواء فان الذي يعطي ثمراً واحده ثلاثين يشبه العبد الذي يعمل خوفاً من العذاب والذي يعطي ستين يشبه الاجير الذي ينتظر أجره في العالم الآتي . والذي يعطي مئة يشبه الابن الذي يعمل ليرث ملكوت أبيه السماوي . فيسمي نفسه زارعاً لانه زرع الانجيل المقدس وعلمه للاغنياء والفقراء وللمجتهدين والمتهاونين كي يعطوه ثماراً . فكما رتب عاملي الخيرات على ثلاث مراتب وان لم يعملوا على السواء هكذا جعل عاملي السيئات على ثلاثة أنواع . ثم ان الانبياء كانوا يضربون الامثال بالكرم للشعب كقول احدهم كان كرم لحبيبي. وكرمة أخرجت في مصر . أما المسيح فكان يضرب بالحقل المزروع أمثاله للشعب اشارة الى ان المشبهين بالزرع هم سريعوا الانقياد والطاعة لاوامره وانهم كالزرع سريعوا النمو والاثمار لان الزرع يثمر في ثمانية أشهر والكرمة في ثلاث سنين. ورب سائل يسأل لماذا تلف ثلاثة أجزاء الزرع أو بالاحرى من النفس السامعة . ولعل سائل يسأل لماذا لم يقل المسيح ان المتهاونين أتلفوه وهم الممثلون بالزرع الساقط بين الشوك ؟ فنقول انه لم يشأ ان يؤلمهم كثيراً لئلا يقطعوا رجاءهم. لكنه تركهم ان يوبخوا هم ذراتهم. ثم ان المثل قاله لتلاميذه لكيلا يتهاونوا بالوعظ. أما قوله على الصخرة والطريق والشوك فليس المراد منه الارض والبذار لكن النفس القابلة للتعليم. ورب سائل يسأل قائلاً اذا كانت الارض جيدة والزرع واحداً فلماذا لم يثمر على السواء؟ فنقول ان هذا ليس سببه الفلاح والزرع لكن الارض القابلة للزرع .

تفسير (متى 13: 9):. من له أذنان للسمع ، فليسمع

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

تكررت هذه الآية فى :  (مت 11: 15) (مت 13: 9) (مت 13: 43) (.مر 4: 9) ( مر 4: 23) ( مر 7: 16) ( لو 8: 8) (لو 14: 35)
1) أذنان " تشير عبارة "أُذُنان" مدخل للمعرفة فى الإنسان  كما جاء في تعليم موسى النبي لشعبه "ولم يُعطِكمُ الرَّبُّ إِلى هذا اليَومِ قُلوبًا لِتَعرِفوا وعُيونًا لِتُبصِروا وآذانًا لِتَسمعوا" (تثنية الاشتراع 29: 3).
2)  "للسمع "تشير الى الانتباه الضروري لكي يفهم المرء بُعد التعليم الذي يُقدّم له. وبعد أن يسمع يبدأ الإنسان فى تنفيذ التعليم بالإيمان . نحن نسمع بأذاننا، ولكن هناك نوعا أعمق من الاصغاء، وذلك عن طريق الذهن والقلب.
3)"فَلْيَسمَعْ! " وعندما يقتنع السامع يبدأ فى التفكير فى الكلمات . فمن يفتح قلبه على الكلمة يسمع ويفهم ويلتزم، ويدخل في هذا السر ويحمل ثمراً. اما الذي ينغلق في أنانيته وكبريائه، فهو يسمع ولا يفهم، وينظر ولا يبصر. ويعلق القديس ايرونيموس بقوله " يقول أشعيا" يُنَبِّهُ أُذُني صَباحاً فصَباحاً لِأَسمعَ كتِلْميذ " (اشعيا 50: 4). لتفهم ماذا يقول؟ لقد أعطاني الرب أذنًا، إذ تكون لي أذن القلب؛ وهبني الأذن التي تسمع رسالة الله فما يسمعه النبي إنّما يسمعه في قلبه". لذلك فالسيد المسيح يقول " فتَنَبَّهوا كَيفَ تَسمَعون" لوقا 8: 18) أي كونوا ممن يريد أن يسمع ويفهم وينفذ ما تعلمه. وليس المهم السمع فقط بل أن نسمع ونعمل، فيُنتج ثمر الأعمال الصالحة (يعقوب1: 21-25). هل نسمع باهتمام وتأمل لنفهم وننفذ ما سمعناه وفهمناه؟
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي ان كانت آذان نفسه سامعة فليسمع ويفهم ما قد قلت . 

تفسير انجيل متى الاصحاح الثالث عشر

لماذا تكلم المسيح بأمثال (متى 13: 10- 17)

لماذا تكلم المسيح بأمثال

تفسير (متى 13: 10): فتقدم التلاميذ وقالوا له : “ لماذا تكلمهم بأمثال ؟

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَتَقَدَّمَ ٱلتَّلاَمِيذُ " المقصود بالتلاميذ هنا جميعهم (مرقس ٤: ١٠).ولما كان وحده ساله الذين حوله مع الاثني عشر عن المثل " كان هذا المثل مبهما للتلاميذ ولم يفهوا مغزاة والهدف من قوله وربما سألوهم الجمهور عن مغزاة ومعناه والهدف منه
2) "  لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟." عندما إنفرد لتلاميذ بيسوع  بعد انصراف كل الجمع قاموا بسؤاله . فلم يوجه المسيح هذا الشرح لكل الجموع الكثيرة، وكان عجب تلاميذه هو سؤالهم ليسوع  فهذا التفسير جواب لسؤالين: (١) لماذا تكلم بأمثال؟ و(٢) ما هو معنى هذا المثل؟
المثال تتناقل من فم لأذن عندما يرجع كل واحد إى بيته أو إلى قريته فيحكى للناس ما سمعه ن يسوع لكن يبى التفسير الملائم لأمثال يسوع تتطلب التزام إيمان من جهة المستمع وأيضاً قوة استنارة من الروح القدس. لأن الأمثال تتطلب تجاوباً.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

عندما سأله تلاميذه هذا السؤال لم تكن الجموع حاضرة ولكنها كانت بعيدة على ما ذكره مرقس البشير فعلى هذا النمو كان يجب ان يسأله أمه وأخوته . ومن هذا السؤال يتبين لنا اهتمام ومحبة تلاميذه للجموع لانهم رأوا ان الامثال يصعب فهمها على الجموع فطلبوا منه ان يكلمهم بسذاجة 

تفسير (متى 13: 11) : .فأجاب وقال لهم : “ لأنه قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السموات ، وأما لأولئك فلم يعط

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه الآية هى جواب المسيح على السؤال الأول، (١) لماذا تكلم بأمثال؟ وهو توضيح لماذا إتخذ ألمثال وسيلة للتعليم؟ . فقال إنه بدأ يميز بين سامعيه الذين أمنوا به ونفذوا تعاليمه ، والذين ليسوا كذلك. وهذا الفرق كله من نعمة الرب . وعندما يضرب مثلاً يفهم معناه الذين يريدون معرفة الحق (1 تيموثاوس 2: 4) الذي يريد أن جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون." ، ويصبح المثل مبهماً لمن يريدون أن يبقوا في جهلهم. فالإنجيل رائحة حياة للحياة للبعض، ورائحة موت للموت للآخرين (٢كورنثوس ٢: ١٦). لهؤلاء رائحة موت لموت ولاولئك رائحة حياة لحياة.ومن هو كفؤ لهذه الامور. "  فأمثال المسيح للأولين تشرح الحق السماوي للمؤمنين وتخفيه عن الذين يظنونه مجرد قصص وأحاديث.
1) "أُلأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ " على سبيل الهبة الهدبة لا على سبيل أجرة تستحقونها (رومية ٦: ٢٣ ) لان اجرة الخطية هي موت، واما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا.( أفسس ٢: ٨).لانكم بالنعمة مخلصون، بالايمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله."  وهذه العطية موقوفة على الذين يسألون عن معنى المثل ويرغبون في معرفة كل الحق. ..(متّى ١١: ٢٥ ) في ذلك الوقت قال يسوع: «احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال( مت ١٦: ١٧ ) فقال له يسوع: «طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات.( مرقس ٤: ١١، ١٢ ) فقال لهم: «قد اعطي لكم ان تعرفوا سر ملكوت الله. واما الذين هم من خارج فبالامثال يكون لهم كل شيء 12 لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم». كما أن الهبة تعطى لمن يسحقها كذلك تعطى بسبب بركة إنسان فيعطيه أولادا صالحين أو لا يعطى بركة فلا يأخذ عطية أولادا صالحين بل فاسدين مثل ما حدث لعالى الكاهن
2) " أَنْ تَعْرِفُوا " أمعنى تعرفوا  أن تفهموا , تدركوا , تتطلعوا على ، تتبينوا ، تتبصروا ب ، تعلموا ، تميزوا ، تعرفوا لفرق  بلا مثل القول الواضح، أو وتدركوا الهدف من بواسطة تفسيري
3) " أَسْرَارَ " أى الكتوم والمخفى الغير معلن أي ما لا يدركه عقل البشر بلا وحي إلهي. وأعظم هذه اسر الملكوت ، بدليل القول «عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ» (١تيموثاوس ٣: ١٦).( ١كورنثوس ٢: ١٠ ) فاعلنه الله لنا نحن بروحه. لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله. ( ١يوحنا ٢: ٢٧) واما انتم فالمسحة التي اخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم الى ان يعلمكم احد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء، وهي حق وليست كذبا. كما علمتكم تثبتون فيه.
4) " مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ
يستخدم يسوع إسم ملكوت السماوات  ليشير الدهر الجديد (متى ٥ -٧ ) أي حقيقة هذا الملكوت وكيفية انتشاره.
5) " وَأَمَّا لأُولَئِكَ " أي الذين لا يبالون بي ويستهينون بكلامى و يؤمنون بى والذين «هم الذين من خارج» (مرقس ٤: ١١).
 

 

هذه الكلمة تستخدم لوصف مخطط الرب الإفتدائي الأبدي الذي يُعلن الآن فقط من قبل المسيا وعنوان الدخول هو الإيمان بالمسيح (لو 2: 22) (أع 2: 23) ( أع 3: 18) ( أع 4: 28)  لا أحد من المستمعين قد فهم (مت 13و 16- 17 و 19 و23) (2بط 20- 22)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه لم يعط التلاميذ فقط معرفة الاسرار لكن التلاميذ قد عرفوها بارادتهم كما ان الجموع امتنعوا عنها بحريتهم ايضاً . ويعرف هذا من قوله بعد .

تفسير (متى 13: 12): فإن من له سيعطى ويزاد ، وأما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

( متّى ٢٥: ٢٩ ) فاجاب سيده: ايها العبد الشرير والكسلان عرفت اني احصد حيث لم ازرع واجمع من حيث لم ابذر( مرقس ٤: ٢٥ )  لان من له سيعطى واما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه».( لوقا ٨: ١٨ ) فانظروا كيف تسمعون! لان من له سيعطى ومن ليس له فالذي يظنه له يؤخذ منه».(لو ١٩: ٢٦ )  لاني اقول لكم: ان كل من له يعطى ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه.
ذكر هذا المبدأ شرطاً لاكتساب المعرفة الروحية. فمراده أن الذي يسمع تعليمه ويحفظه ويعمل بمقتضاه يحصل على معرفة زائدة به. والذي لا يستفيد من المعرفة التي حصل عليها من المسيح ولا يسير بموجبها تؤخذ منه. وهذا مبدأ عام في الحياة الروحية. فلا بد من أن الإنسان يربح أو يخسر في الروحيات، فهو إما أن يتقدم أو أن يتأخر. ولا يمكن أن يقف على نقطة واحدة.
1) " فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ،ُ "
أى مَن كانَ لَه فتشير الى ما يعرفه الانسان عن الملكوت عن طريق الايمان بيسوع، أي من يسمع بأذنيه ويدرك بعقله ويقبل بقلبه يستفيد من وسائطه.قالرب يُعْطى ويَفيض العطاء الإلهى ويستقبل الإنسان هبات النعمة التى وهبها يسوع وهو الروح القدس روح الحكمة والمعرفة التى تفوق كل ما أخذه الإنسان من قبل كمالا. من كان أميناً وحرص أن يبحث عن الحق، يُعطيه الرب أن يفهم، وينمو فهمه ويزيد يوماً فيوماً ويذوق حلاوة أسرار ملكوت الرب كما هي الحال عند تلاميذ  يسوع المسيح.
2) "مَنْ لَيْسَ لَه "
 رؤساء اليهود، بمعرفتهم بالكتب، كان ينبغي أن يميزوا ويعرفوا يسوع وتعاليمه، ولكنهم لم يفعلوا ذلك. ولذلك، فإن أولئك الذين كانوا يعرفون أكثر كانت تقع عليهم مسؤولية أكبر (لو ١٢ :٤٨ .(معرفتهم الجزئية تؤدي إلى دينونة كاملة (هذا يشابه ٢ بط ٢ :٢٠ -٢٢ ) واما "مَن ليس لَه شَيء" فتشير الى ما ظن الفريسيون والكتبة وغيرهم  انهم يمتلكون شيئا من المعرفة المنحرفة والمقيدة بالتقليد الشفهى ، فظنوا ان أيديهم ملآنة معرفة فلم يقدروا أخذ شيئا من العطايا والهبات الإهية ، وأصبحوا نفوسهم في شقاء تام أمام الدينونة بعد ان جهلوا الملكوت الذي دشّنه يسوع وإستخقوا الويلات .
3) " فَٱلَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ"  أي تؤخذ منه وسائط النفع والمعرفة القليلة التي حصل عليها من التعليم الروحي. وأورد المسيح نفس هذا المعنى في «مثل الوزنات» في كلامه على صاحب الوزنة الواحدة (متّى ٢٥: ٢٨، ٢٩).
د أوضح السيّد المسيح الآية 12 بمثَل الوَزَنات، فإن الَّذي أَخَذَ الوَزَناتِ الخَمسَ أسرع إِلى المُتاجَرَةِ بِها فَربِحَ خَمسَ وَزَناتٍ غَيرَها. أمّا الذي له وزنة واحدة وقد دفنها في الارض، ولم يتاجر بها، فحتى هذه الوزنة سُحبت منه لتُعطى لمن تاجر وربح! (متّى 25: 16)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي ان من له ارادة صالحة واجتهاد ويخاف الله يمنح معرفة أسرار ملكوت السموات كالبشارة والرموز المقولة عن آلامه وموته وقيامته . ومن ليس له الارادة فلا يعطى له ذلك وليس المراد من ذلك ان الله يسترجع هذه المعرفة ممن كانت له . ولكن لا يجعله أهلاً لها ويقصيها عنه اذا كان مزمعاً ان ينالها . 

تفسير (متى 13: 13) :. من أجل هذا أكلمهم بأمثال ، لانهم مبصرين لا يبصرون ، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "مِنْ أَجْلِ هٰذَا" بعلم الب يسوع السابق إختار تلاميذه وغيرهم لأنهم كانوا يستمعون إلأيه ويطبقون كلامه وتعاليمه ووصاياه كلن يتككلم مع الجميع ولكن قليليين هو الذين آمنوا من بين بنى إسرائيل مدن وقرى كاملة كانت تخرج وراءه لتستمع إليه وترى المعجزات ولكن كانت لهم عيون ولا يرون وآذان ولا يسمعون أي بناء على المبدأ الذي ذكره في عدد ١٢.
2) " أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ" أكثر المسيح التعليم بالأمثال يحرك عقول السامعين فيسألوا ليتعمقوا أو لكى يصلوا إلى معنى المثل ، فأخذ بعضهم ظاهر كلام المثل، ولم يسأل عن معناه، فكان المثل له مجرد قصة يحكيها وينقلها إلى آخرين. وأخذه البعض الآخر بخلاف ذلك. فالحق الهى في أيدي بعض الناس كمصباح ينطفئ حالما يمسكونه بأيديهم، ويظل في يد الآخرين موقداً لأنهم يضعون فيه زيتا ويحمونه من الرياح ختى لا تهب وتطفئ شعله وبهذا يستطيعون أن يروا لأن هناك نورا يرشدهم إلى السماء.
3) "  لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ،"  مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُون الخ ورد مثل هذا الكلام على سبيل المثل في خُطب ديموستينيس وأسكليوس الخطيبين اليونانيين، والمقصود به تأثير الصوت في الأذن دون العقل أو القلب، وبلا فائدة في السلوك. فالمثل بفم المسيح يشبه حجاباً يخفي الحق وراءه، فاكتفى بعضهم بمجرد مشاهدة ذلك الحجاب، ورغب الآخر في إدراك ما وراءه، فرفعه فرأى الحق جلياً. إن المثل يشبه عمود السحاب والنار بين المصريين وبني إسرائيل: مظلم للأولين ومنير للآخرين (خروج ١٤: ٢٠).
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي اني اكلمهم بامثال لكي امتحن ارادتهم . وقال يبصرون ولا يبصرون لان شرورهم كانت بسبب عمى قلوبهم ارادةً لا طبعاً . ومعنى ذلك هو انهم ينظرون الشياطين يخرجون ولا يؤمنون كالذين لا ينظرون وفوق ذلك يتهمونه انه ببعل زبوب يخرج الشياطين . وكذلك فمع انهم يسمعون . ولذا اتاهم بشهادة من اشعيا وهي . 

تفسير (متى 13: 14): . فقد تمّت فيهم نبوة اشعيا القائلة : تسمعون سمعاً ولا تفهمون ، ومبصرين تبصرون ولا تنظرون

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " نُبُوَّةُ إِشَعْيَاءَ"  وهذا إنذار أورده متّى كنبوَّةمن سفر أشعيا فى العهد القديم  (إشعياء ٦: ٩ ) فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعا ولا تفهموا وابصروا ابصارا ولا تعرفوا. (إشعياء ٦: ١٠ ) غلظ قلب هذا الشعب وثقل اذنيه واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع باذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى "

ألإنجيل بحسب متى إقتبس من الترجمة السبعينية LXX هذه الآية التى من سفر أشعياء. أخبره الوحى الإلهى أن عليه أن يتكلم،بها لأن الشعب ما كان يسمعه أو يتجاوب معه (أش ٦ :٩ -١٠ ) هذا المقطع نفسه في العهد القديم يُقتبس أيضا في (يو ١٢ :٤٠ ) (أع ٢٨ :٢٥ -٢٧ ) .بالنسبة إلى أولئك الذين لديهم إيمان، فإن الرب سوف يعلن تدريجيا حقائق وأمور أكثر لهم ساروا في النعمة الذي لديهم ، ولكن بالنسبة إلى أولئك الذين لم يؤمنوا فإن الكتب  المقدسة تكون مظلمة وصامتة مع أن كلمات الرب حية فيها لأن طينتهم لا تتوافق مع ما ورد فيها . الأمثال فصص جميلة تفتح الحقيقة إلى أولئك الذين يسمعون ولكن تخفي أو تحجب الحقيقة لأنها تحتاد إلى أرض جيدة لا تتحقق فى أولئك الذين يرفضون الإيمان  بالمسيح

 ( يوحنا ١٢: ٤٠ )  «قد اعمى عيونهم، واغلظ قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم، ويشعروا بقلوبهم، ويرجعوا فاشفيهم». ( أعمال ٢٨: ٢٦ )  قائلا: اذهب الى هذا الشعب وقل: ستسمعون سمعا ولا تفهمون، وستنظرون نظرا ولا تبصرون
2) " تَسْمَعُونَ سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُونَ" أي تسمعون الصوت وتدركوته  ولكن لا نسنوعبونه وبالتالى لا تفهموته .
(حزقيال ١٢: ٢ ) يا ابن ادم انت ساكن في وسط بيت متمرد الذين لهم اعين لينظروا ولا ينظرون.لهم اذان ليسمعوا ولا يسمعون لانهم بيت متمرد
3)  " وَمُبْصِرِينَ تُبْصِرُونَ وَلاَ تَنْظُرُونَ" تدركون ظاهر الأمر وتغفلون عن المقصود به. فالمعنى أنهم في السمع والإبصار يدركون الظواهر دون الجوهر الروحي.( رومية ١١: ٨ ) كما هو مكتوب: «اعطاهم الله روح سبات، وعيونا حتى لا يبصروا، واذانا حتى لا يسمعوا الى هذا اليوم». (٢كورنثوس ٣: ١٤، ١٥) بل اغلظت اذهانهم لانه حتى اليوم ذلك البرقع نفسه عند قراءة العهد العتيق باق غير منكشف الذي يبطل في المسيح. 15 لكن حتى اليوم حين يقرا موسى البرقع موضوع على قلبهم.
 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي انكم مع سماعكم للاقوال تتجاهلون عن سمعها وتأبون معرفتها وفهمها . 

تفسير (متى 13: 15): لان قلب هذا الشعب قد غلظ ، وآذانهم قد ثقل سماعها ، وغمضوا عيونهم ، لئلا يبصروا بعيونهم ، ويسمعوا بآذانهم ، ويفهموا بقلوبهم ، ويرجعوا فأشفيهم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه الآية شرح للآية السابقة وتأكيد لها. والألفاظ وفق الترجمة السبعينية، وهو يشير على كل الذين «يحبون الظلمة أكثر من النور» (يوحنا ٣: ١٩).
1) " لأَنَّ قَلْبَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ،" أي تغلب الجسد على الروح فصار بلا شعور بالروحيات بلا ضمير متبلد الإحساس وفاتر الهمة .
2) " غَمَّضُوا عُيُونَهُمْ " أى قفلوها حتى لا يروا النور وأبوا أن يفتحوها لئلا يبصروا الحق الذي يقودهم إلى التوبة ومن ثم الطريق للحياة الأبدية . فالذي فعلوه أولاً عمداً واختياراً وقع عليهم بعد ذلك بل أجبروا عليه عقاباً لهم لأنهم أحبوا التمرغ فى الطين وحسبوا وساخته أحسن واجمل من الثياب البيض .
3) " لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ،" هذا نتيجة تغميضهم الاختياري باللغة العامية المصرية " التتنطيش .. التفوييت"  وسد آذانهم الإرادي، لإنشغالهم بأمور العالم وتلاهيه (عبرانيين ٥: ١١)  "الذي من جهته الكلام كثير عندنا، وعسر التفسير لننطق به، اذ قد صرتم متباطئي المسامع." فإن الرب الديان العادل تركهم إلى الظلمة التي اختاروها والجهل الذي رضوه، ليدوموا في الظلمة والعصيان إلى الأبد
4) " وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ" ي من مرض الخطية هناك فرصة أمام الإنسان  للإختيار النور أم الظلام لا يوجد شئ ما بين الإثنين أما التوبة والحصول على الفران أو الهلاك الأبدى بل أن الرب سيجاى انسان فى الأرض كما فعل كثيرا مع بنى إسرائيل  .(مزمور ٨١: ١١، ١٢ ) فلم يسمع شعبي لصوتي واسرائيل لم يرض بي. 12 فسلمتهم الى قساوة قلوبهم.ليسلكوا في مؤامرات انفسهم. ( إشعياء ٦٦: ٤).فانا ايضا اختار مصائبهم ومخاوفهم اجلبها عليهم.من اجل اني دعوت فلم يكن مجيب تكلمت فلم يسمعوا بل عملوا القبيح في عيني واختاروا ما لم اسر به  "

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

  انه تعالى يحثهم على التوبة والعودة اليه ليغفر لهم ويخلصهم . لذلك خاطب تلاميذه قائلاً     

تفسير (متى 13: 16) : .ولكن طوبى لعيونكم لانها تبصر ، ولآذانكم لانها تسمع

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "وَلٰكِنْ طُوبَى" معنى طوبى باللغة لعربية الحسنى ، غبطة ، سعادة   .. وهى كلمات كانت تستعمل كثيرا قبل نطق أو كتابة أسماء الملوك والباشوات أثناء الحكم الملكى وكانت تستخدم أيضا قبل أسماء البطاركة واساقفة الأقباط  - التطويب Beatification هي المرحلة الثالثة فى الكنيسة الكاثوليكية من الخطوات الأربعة لعملية تقديس شخص متوفى   وتعلن أسمه " قديس طوباوي" لقد كان يسوع واضحا لمن يستحق الطوبى (لوقا ١٠: ٢٣، ٢٤ )والتفت الى تلاميذه على انفراد وقال: «طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه 24 لاني اقول لكم: ان انبياء كثيرين وملوكا ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون ولم ينظروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا». وغذا كان فى زمن المسيح رؤية وسمع فهل لا يحصل المؤمنون فى أيامناعلى الطوبى" أجاب المسيح بما سيحدث فى المستقبل   حول الذين يؤمنون به فقال (يوحنا ٢٠: ٢٩) قال له يسوع:«لانك رايتني يا توما امنت! طوبى للذين امنوا ولم يروا».
2) " لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ، وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ" وهنا يطوب المسيح العين والأذن فرحا المسيح لتلاميذه هنا بأنهم ليسوا عمياً ولا غليظي القلوب، لأنهم نظروا وأدركوا الحقائق المجيدة التي أعلنها لهم. نعم أنهم كانوا بطيئي الفهم، لكن عيونهم كانت مفتوحة توقعاً لزيادة النور وآذانهم مصغية إلى الصوت الإلهي للحصول على مزيد من نعمة الفهم  وهكذا كمل فرح المسيح وطوب سمعان بن يونا (متّى ١٦: ١٧ ) فقال له يسوع: «طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات "  وفرح بتلاميذة جميعا وطوبهم (لو 10: 23 و 24) والتفت الى تلاميذه على انفراد وقال: «طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه 24 لاني اقول لكم: ان انبياء كثيرين وملوكا ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون ولم ينظروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا"
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه تعالى اعطى تلاميذه الطوبى لانهم بما قد أبصروه وسمعوه منه بارادة صالحة 

تفسير (متى 13: 17): فإني الحق أقول لكم : ان أنبياء وأبرار كثيرين اشتهوا ان يروا ما أنتم ترون ولم يروا ، وان يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

«فَإِنِّي ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَاراً كَثِيرِينَ ٱشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا».
 هنأهم المسيح بأنهم نالوا المواعيد أدركوا ما لم يدركه الكتبة والفريسيون في عصرهم، (عبرانيين ١١: ١٣ ) في الايمان مات هؤلاء اجمعون، وهم لم ينالوا المواعيد، بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها، واقروا بانهم غرباء ونزلاء على الارض " ويهنئهم على مشاهدتهم بداية العهد الجديد رأوا ما اشتهى الأنبياء والأتقياء القدماء أن يروه ولم يروا. وقد رغب قأنبياء وبطاركة العند القديم أن يشاهدوا المسيح وظهور ملكوته، وبالرغم من أنهم تنباوا عنه فلم تكن لهم إلا الرموز من خلال هذه النبوات وظلال الخيرات المقبلة،

وأما التلاميذ  رأوا المسيح عياناً ولمسوع بأيديهم وشاهدوا معجزاته وسمعوا تعاليمه من فمه (٢صموئيل ٢٣: ٥ ) اليس هكذا بيتي عند الله لانه وضع لي عهدا ابديا متقنا في كل شيء ومحفوظا.افلا يثبت كل خلاصي وكل مسرتي.(عبرانيين ١١: ٤٠) اذ سبق الله فنظر لنا شيئا افضل، لكي لا يكملوا بدوننا. "  وشرح حال أولئك الأتقياء بطرس الرسول بقوله «الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ» (١بطرس ١: ١٠، ١١).الخلاص الذي فتش وبحث عنه انبياء، الذين تنباوا عن النعمة التي لاجلكم، 11 باحثين اي وقت او ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم، اذ سبق فشهد بالالام التي للمسيح، والامجاد التي بعدها. "  وكان أنبياء الهد القديم ينالون تعزية السماء حينما يسجلون الوحى بمجئ الكلمة فكانوا بنتظرونه عبر الزمان وماتوا على رجاء مجيئة عند ملئ الزمان مثل أيوب  (أيوب ١٩: ٢٣، ٢٧ )  ليت كلماتي الان تكتب.يا ليتها رسمت في سفر 27 الذي اراه انا لنفسي وعيناي تنظران وليس اخر.الى ذلك تتوق كليتاي في جوفي.  "  أما سمعان الشيخ فكان هو الوحيد الذى وهبه الرب نعمة أن لا يتنبأ عنه فقط بل أن يراه قبل موته فلم تسعه السعادة التى كان ينتظرها تحقيقا للوعد الإلهى الذى أ‘طى له فكان مبتهجا عندما «اخذه على ذراعيه وبارك الله وقال: 29 «الان تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام 30 لان عيني قد ابصرتا خلاصك  » (لوقا ٢: ٢٥، ٣٠). 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي ان الانبياء والصديقين الذين تقدموكم اشتهوا ان يروني ويروا ما رأيتموه من المعجزات فلم يروا ذلك عياناً لكنهم أبصروه بالايمان . وقال بعضهم ان الجموع ربما لم يؤمنوا بأقوال المسيح لغموضها وعدم فهمهم لها ؟ فنجيب انه كان في امكانهم ان يسألوه عما أشكل عليهم فهمه ولكنهم لم يريدوا ذلك . اما الرسل فأرادوا واستحقوا الطوبى . 

تفسير انجيل متى الاصحاح الثالث عشر

 تفسير مثل الزارع  (متى 13: 18- 23)

تفسير مثل الزارع

 مثل الزارع (مت ١٣ :١٨ -٢٣) ( مر ٤ :١٣ -٢٩) ثم قال لهم: «اما تعلمون هذا المثل؟ فكيف تعرفون جميع الامثال؟ 14 الزارع يزرع الكلمة. 15 وهؤلاء هم الذين على الطريق: حيث تزرع الكلمة حينما يسمعون ياتي الشيطان للوقت وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم. 16وهؤلاء كذلك هم الذين زرعوا على الاماكن المحجرة: الذين حينما يسمعون الكلمة يقبلونها للوقت بفرح 17 ولكن ليس لهم اصل في ذواتهم بل هم الى حين. فبعد ذلك اذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فللوقت يعثرون. 18 وهؤلاء هم الذين زرعوا بين الشوك: هؤلاء هم الذين يسمعون الكلمة 19 وهموم هذا العالم وغرور الغنى وشهوات سائر الاشياء تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر. 20 وهؤلاء هم الذين زرعوا على الارض الجيدة: الذين يسمعون الكلمة ويقبلونها ويثمرون واحد ثلاثين واخر ستين واخر مئة». ( لو ٨ :١١ -١٥ ) وهذا هو المثل: الزرع هو كلام الله 12 والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم ياتي ابليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا. 13والذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح. وهؤلاء ليس لهم اصل فيؤمنون الى حين وفي وقت التجربة يرتدون. 14 والذي سقط بين الشوك هم الذين يسمعون ثم يذهبون فيختنقون من هموم الحياة وغناها ولذاتها ولا ينضجون ثمرا. 15والذي في الارض الجيدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر. "

تفسير (متى 13: 18) : فاسمعوا أنتم مثل الزارع :

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَٱسْمَعُوا " عندما نفرد لتلاميذ مع يسوع ( لوقا ٨: ١١ الخ) فساله تلاميذه: «ما عسى ان يكون هذا المثل؟» (مر 4: 13 الخ)  ثم قال لهم: «اما تعلمون هذا المثل؟ فكيف تعرفون جميع الامثال؟   وهنا أوضح المعلم لتلامبذة ذا يعنى المثل أى فسره لهم  مع أن عمل الزارع مشهور فى هذه البيئ القروية الزراعية  ومارسة ثير من المزارعين وهو أمر عادى لهم ولن ماذا كان قصد المعلم .. فلم يفهم معناه لاشعب ولا لتلاميذ حتى فسره لهم معلمهم المسيح ، إذا لا توجد كلمة قالها يسع بلا معنى لأنه كلمة الرب وحكمته أما باقى امثال التى قالها المسيح ولم يفسرها ويرشدنا شرح المسيح لهذا المثل إلى تفسير ما لم يفسره من الأمثال. فيجب أن نسمع تفسير هذا المثل كما سمعه الرسل لأن فيه ما يحدث كل يوم حيث يُنادى بالإنجيل. 

تفسير (متى 13: 19):. كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم ، فيأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه . هذا هوالمزروع على الطريق

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ ٱلْمَلَكُوت"  تشير عبارة " كَلِمَةَ الملكوت " الى البشارة او رسالة الانجيل. ومهمة الزارع هو أن يلقي الزرع الذي هو كلمة الرب امام من يريد أن يسمع بغض النظر ن تأثير هذه الكلمة فبه فليس لنا كامل المعرفة فى تأثير كلمة الرب على السامعين واثقين أن كلمة الرب حية وفعالة ويجب أن ندقق فى مهمتنا ان نلقى الكلمة فقط فى الأرض (ملحوظة يجب ألا نلقة الكلمة أمام الخنازير) . بدأ الإنجيل بحسب لوقا في شرح مثل الزارع بقوله إن «الزرع هو كلمة الله» (لوقا ٨: ١١) وقال المسيح إنه هو زارع الكلمة (متّى ١٣: ٣٧). فكل الذين يبشرون اليوم بكلمته هم زارعون لكلمة الرب فى نفوس الشعب . ولا يستطيع أن يتوقع حصاد النفوس إلا من يزرعون بفرح  الكلمة الإلهية خالصة.
2) " وَلاَ يَفْهَمُ " ذكر المسيح في مثل الزارع أربعة أصناف من السامعين. وذكر في هذا العدد أولهم (1) المزروع على الطريق .. وهو الذي يسمع الكلمة بأذنه للتسلية وقضاء الوقت لا بقلبه، أي لا ينتبه لما سمعه ولا يدرك معناه الروحي ولا يعتبر أنه هو المخاطب ينبغى لنا عندما قرأ الكتاب المقدس أو إذا ذهبنا للكنيسة أن قول عبارة "ماذا ستقول لنا يارب ؟. حتى لا تسقط الكلمة فى نفوسنا كما سقطت ( متّى ١٣: ٤) «سقط بعض على الطريق» لنخلى ذواتنا وفكرنا حينما نتقبل الكلمة ختى لا تخطفها طيور الأفكار الرديئة وغربان التأثيرات الشريرة ، فلنفحص ذواتنا ولا نكون كالطريق التي تصلَّبت من كثرة المرور عليها واصبحت مداسا لكل حذاء مر عليه ، فلم يشقه محراث النعمة ليقبل زرع الإنجيل.
3) "فَيَأْتِي ٱلشِّرِّيرُ " أي الشيطان مقاوم ملكوت الله وعدو نفوس الناس بوسائل العالم ، الذي ينتهز دوماً الفرصة لمنع الإنسان عن الاستفادة من كلة الرب فى الكتاب المقدس أو الكنيسة ، وبذلك يؤكد هلاكه.
4) " يَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِع " أوضح الإنجيل بحسب مرقس أن الشرير هو الشيطان  (مر 4: 15)  وهؤلاء هم الذين على الطريق: حيث تزرع الكلمة حينما يسمعون ياتي الشيطان للوقت وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم. " ن المدهش أن الشرير يظهر كثيراً جداً في هذه الأمثال (مت ١٣ :٢٥ ,٢٨ ,٣٩ ).يقوم الشيطان هيصرف أفكار الإنسان عن الحق الذي سمعه بعله فى التفكير فى الأمور الدنيوية أو هموم العالم ومشاغله  والأهواء ، فإنها تسرق الحق بتدبير الشيطان. والشيطان مهنته وعمله هو يفعل دائما ما هو ضد المسيح فيمنع إستقرار الكلمات الإلهية فى الفكر بشغل العقل بالأعمال العالمية النيوية بمعنى فكر العالم ضد فكر المسيح   كل ما يسرق الوعظ والإنذار من أذهان السامعين. واإذا كان قلب إنسان مثل الطريق  فهو قلب مشتَّت الأفكار جاهز لكى يفقد كلمة الرب ، افهو لا يريد الإحتفاظ بها داخل قلبه لأنه لا يهتم بها هذا النوع من الناس  لا يتروون في الأمور الأساسية، فلا تؤثر فيهم أهم الحقائق. وللأسف فإن هؤلاء الأكثر عدداً. إنهم مثل المدعوين إلى العرس الذين قيل إنهم «تَهَاوَنُوا وَمَضَوْا، وَاحِدٌ إِلَى حَقْلِهِ، وَآخَرُ إِلَى تِجَارَتِهِ» (متّى ٢٢: ٥) «الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ» (٢كورنثوس ٤: ٤)
 هناك إشارة محتجبة في هذه الأمثال إلى أعداء الإنسان الثلاثة:
(1) (إبليس (مت ١٣ :١٩؛) (أف ٢ :٢) .. (2)  نظام العالم (مت ١٣ :٢٢؛) (أف ٢ :٢) .. (3) الطبيعة البشرية الساقطة (أف ٢ :٣ )

تفسير (متى 13: 20)والمزروع على الأماكن المحجرة هو الذي يسمع الكلمة ، وحالاً يقبلها بفرح ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1)  "َٱلْمَزْرُوعُ عَلَى ٱلأَمَاكِنِ ٱلْمُحْجِرَةِ هُوَ ٱلَّذِي يَسْمَعُ ٱلْكَلِمَةَ،" هنا النوع الثاني من الناس الذين يسمعون الكلمة بلا فائدة. إنهم البذور التى سقطت في أرض محجرة. وهم من إستفادوا من  كلمة الرب وقتيا وتفاعلوا بسرعة وأعطوا وعودا ومن ثم تحمسوا للنمو وهذا النوع  رجاء الفائدة من هؤلاء أعظم من رجائها من أهل الصنف الأول. ولكن النتيجة واحدة، فمجرد سماع الكلمة لا يكفي للخلاص. وأهل الصنف الثاني هم الذين يقبلون الإنجيل ولا يحسبون النفقة من إنكار الذات والاضطهاد والمشقات (لوقا ١٤: ٢٥ - ٣٣).
2) " حَالاً يَقْبَلُهَا بِفَرَح " هذا الفرح ليس هو الفرح المذكور في غلاطية ٥: ٢٢ بأنه أحد ثمار الروح، لأن ذلك الفرح يتبع التوبة عن الخطية، لكنه وقتيٌّ ناتج عن النظر في الوعود بالسعادة الأبدية. فلذة السامعين بالوعظ وكثرة الحضور للسامعين ليست برهاناً على أنهم استفادوا منه، بدليل قول الله للنبي «هَا أَنْتَ لَهُمْ كَشِعْرِ أَشْوَاق لِجَمِيلِ الصَّوْتِ يُحْسِنُ الْعَزْفَ، فَيَسْمَعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ» (حزقيال ٣٣: ٣٢) وكذلك مجرد دموع السامعين ونذورهم وعزمهم لا يدل عى تجديد قلوبهم ن جذور الكلمة لا تجد فى قلوبهم عمقا . (يوحنا ٥: ٣٥ ) كان هو السراج الموقد المنير، وانتم اردتم ان تبتهجوا بنوره ساعة".   التربة الرقيقة فوق الصخور سطحية مظهرية مناسبة لأصحاب الانفعالات السريعة الزوال. فكان البذار في أول المثل كلمة الربلله. ولما صار زرعاً كان المراد به السامعين لها. و وهذه المرحلة يمر فيها كل إنسان يؤمن فيتجاوب أوليا بالتوبة والمفروض أنه يستمر فى الصعود فى درجات الفضيلة اويستمر فى التوبة وعمل المحبة. (إشعياء ٥٨: ٢ ) واياي يطلبون يوما فيوما ويسرون بمعرفة طرقي كامة عملت برا ولم تترك قضاء الهها.يسالونني عن احكام البر.يسرون بالتقرب الى الله " ولكن هناك كثيرون في الكنيسة المنظورة الذين يستخدمون الكلمات المسيحية، ويحضرون اللقاءات المسيحي، ويقرأون الكتاب المقدس المسيحي، ولكن ليس لهم علاقة شخصية مع يسوع المسيح (حزقيال ٣٣: ٣١، ٣٢ ) وياتون اليك كما ياتي الشعب ويجلسون امامك كشعبي ويسمعون كلامك ولا يعملون به لانهم بافواههم يظهرون اشواقا وقلبهم ذاهب وراء كسبهم. 32 وها انت لهم كشعر اشواق لجميل الصوت يحسن العزف فيسمعون كلامك ولا يعملون به  (مت ٧ :٢١ -٢٣) ( 2بط  2)  

تفسير (متى 13: 21) : ولكن ليس له أصل في ذاته ، بل هو الى حين . فاذا حدث ضيق او اضطهاد من أجل الكلمة فحالاً يعثر

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ " إما لأنه لم يتعلم مبادئ الإيمان والتوبة والمحبة كوصية أولى وعظمى له، أو لأن الحق لا يتأصل في ذاكرته وضميره وأشواقه ومقاصده. أو قد يعثر بعد إيمانه (متّى ١١: ٦ ) وطوبى لمن لا يعثر في"  يعترف أنه مسيحي، لكنه لم يولد ثانية ولاده حقيقية ثابتة وراسخة تصاحبه كل أيام حياته . وهذا الصنف كالبيت المبني على الرمل الذى لا يستطيع مواجهة الريح وزوابع الإضطهاد لأنه ليس له أساس ومبنى على رمال متحركة (متّى ٧: ٢٦) وكالمصابيح وسرعان ما تنطفئ تنطفئ لأن الزيت الذى بها قليلا  (متّى ٢٥: ٢).  الشيطان ضد المسيح يثير زوابع الإضطهاد حتى ينزع إيمان هذا النوع من الناس الذين قبلوا الكلمة بفرح وسرور ولكنهم لا يريدون الإستمرار فى العطاء الروحى والتوبة والنمو لأن يس عندهم عمق يستندون عليه
2) " بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ."يبقى وقتاً يعترف بالمسيح . وهذا النوع الغير ثابت والمتقلقل مثل القشة فى مهب الريح  يرتدون عن الإيمان  الذين ذكرهم بولس بالإسم ليس تخليدا لذكراهم بل مثلا لهذا النوع من الناس الذين يقبلون الكلمة وقتيا ولكن ينكرونها بعد وقت ويرتدون  (٢تيموثاوس ١: ١٥) انت تعلم هذا ان جميع الذين في اسيا ارتدوا عني، الذين منهم فيجلس وهرموجانس. 
3) " فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ ٱلْكَلِمَةِ "  الإنسان المسيحى بالحقيقة ينشئ فيه الاضطهاد زيادة القداسة والتمسك بالمسيح والاستعداد للسماء. ولكن كما أن حرارة الشمس تفيد الزرع في التربة العميقة وتحرقه في التربة الرقيقة (ع ٦) فكذلك الضيقات تجعل صاحب الانفعالات السريعة الزوال، ينكر ما كان قد اعترف به. لتشبه بالمسيح فى أسلوبه وحياته هو دليل الإعتراف به (راجع الرسالة الأولى يوحنا ويعقوب) وكان المسيح وضحا معنا وحذرنا قائلا (يوحنا 16: 33) قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم».
4) "  فَحَالاً يَعْثُرُ " وتعثُّره سريعٌ سرعة قبوله الحق. فإنه فتح قلبه الحق بالفرح متوقعاً المسرة التى بلا ضيق وضطهاد هذا النوع يأخذ و يعطى ، فلما نزلت  الشدائد عثر وسقط، بدل من أن يصعد عليها ويرتقي بواسطة الإيمان والصلاة. راجع الارتداد (APHISTĒMI (على مت ٧ :٢١ )
*******************
. العهد الجديد غالبا ًما يتكلم عن أولئك الذين سمعوا وأداروا وجوههم
ورإتدوا
1-لأن ليس لهم جذور مت ١٣ :٢١) (مر ٤ :١٧) ( لو ٨ :١٣ )
2- يسقطون (مت 24: 10)
3-
لا يثبتون, (يو ١٥ :٦
4- يضلون (1تيم 1: 9) (1تيم 6: 21) ( 2تيم 2: 18)
5 -
,ينكسرون (1تيم 1: 19)
7- يسقطون (1تيم 4: 1)
8-
يرتدون (2تس 2: 3)
9- يزلون (عب 3: 12)
10-
يقعون(عب 6: 6)
11)
,يتنحون (2 بط 2: 20- 22)  
الإيمان المسيحى  هو إيمان مراحل يتطلب تجاوب أوليا (يو 1: 12) ( رو 4) مبنى على محبة جارفة للمسيح تزيد مع الأيام وتنموا وهذا ما يسمى تجاوبا مستمرا مع الكلمة فالمسيح له تعاليم كثيرة  (يع و 1 يو) وهذه العلاقة الوطيدة تنتهى بخاتمة أمينة (عب 11)

 

تفسير (متى 13: 22): .والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة ، وهم هذا العالم وغرور الغنى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
وصف
النوع الثالث من السامعين، وهم الذين أرادهم بالبذور التى سقطت فى أرض بها شوك  وهم الذين سمعوا الحق واعترفوا به موقتاً. وهم يختلفون عن المزروعين في الأرض المحجرة فلم يعطوا للنبات قوة للنمو فعثروا وتركوا الحق من الاضطهاد، وأما أولئك فخدعتهم الشهوات واللذات عن الاستمرار في الحق. وهنا يظهر الشيطان ضد المسيح الذى يزين لهذا الوع العالم ووهمه وهمه وغناه الفانى فيخنق االكلمة ويعيقها عن المو فيموت افنسان بسبب غرور العالم وتلاهيه
1)  " َٱلْمَزْرُوعُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ هُوَ ٱلَّذِي يَسْمَعُ ٱلْكَلِمَةَ،" (إرميا ٤: ٣، ٤ ) لانه هكذا قال الرب لرجال يهوذا ولاورشليم احرثوا لانفسكم حرثا ولا تزرعوا في الاشواك. 4 اختتنوا للرب وانزعوا غرل قلوبكم يا رجال يهوذا وسكان اورشليم لئلا يخرج كنار غيظي فيحرق وليس من يطفئ بسبب شر اعمالكم " والشوك نوعان الوعا ألأول هو هموم العالم والنوع الثانى هو الغنى والسلطة
2) "
هَمُّ هٰذَا ٱلْعَالَمِ"  أي ترك ألأمور الروحية والإنهماك وصرف الوقت فى كثرة الانهماك وزيادة الاعتناء بأمور هذه الحياة كالطعام والكسوة وسائر لوازم الجسد، لأن الهموم الجسدية هي من أعظم الموانع للنمو في النعمة والتقوى، إذ هي تمنع الناس من طلب ملكوت الله أولاً.
3) " غُرُورُ ٱلْغِنَى يَخْنُقَانِ ٱلْكَلِمَةَ "  هذا الصنف من الناس  الذين يريدون الأمرين معاً: الله والمال، بل ويعبدونهما معاً، متناسين قول المسيح (متى 6: 24) «لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال» وهذا لا يعني أن لا يكون لنا مال، بل أن لا يكون للمال سلطان علينا أو بالمعنى انجيلى ايهما أحب المسيح أو المال ، فلا نهتم به ونضيع وقتنا كله فى جمعه حتى لا نُستعبد له لئلا نشقى به وتموت كلمة الله في نفوسنا. (متّى ١٩: ٢٣ ) فقال يسوع لتلاميذه: «الحق اقول لكم: انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت السماوات. أي محبة المال وزيادة الرغبة في المل الذى يجلبه وشدة التمسك به بعد الحصول عليه، لأن هذه هي الأشواك التي تخنق الكلمة في قلب الإنسان أن الغنى والمال يبدوا تاجا مثل الأشواك التى وضعت على رأس المسيح لتجرحه وتزيد آلامه. فكثيرون ماتوا ولم ينتفعوا شيئا بالمال أن مال الغِنى خطر للنفس  وكثيرون من الفقراء إغتنوا بغنى المسيح الذى فتح المسيح لهم باب الملكوت ،(مرقس ١٠: ٢٣ )  فنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه: «ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله!»  (لوقا ١٨: ٢٤ ) فلما راه يسوع قد حزن قال: «ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله!   من يريد أن يغتنى فلا يغتنى بالمال بل يغتنى بغنى المسيح الذى لا نهاية لنعمة  لأن المال يؤثر خفية فى نفس الشخص ويظن ،ه أعلى من الآخرين بغناه . (١تيموثاوس ٦: ٩ ) واما الذين يريدون ان يكونوا اغنياء، فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة، تغرق الناس في العطب والهلاك. (٢تيموثاوس ٤: ١٠)  لان ديماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر وذهب الى تسالونيكي، وكريسكيس الى غلاطية، وتيطس الى دلماطية."   وأضاف الغرور إلى الغنى، وبدل أن بحصد الأغنياء بعناهم السعادة الدنيوية منه فيجدون الشقاء فى الأرض والنهاية الأليمة الأبدي الغنى   يعطى سعادة بل يعطى غرور . والذين يحسبون أنفسهم سعداء لأنهم أغنياء بالرغم من أنهم مغرورون ينطبق عليهم القول «وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ» (١تيموثاوس ٦: ٩). لكن يصعب على أكثر الناس أن يدركوا أن الغنى شوك، لأنهم يحسبونه من خير النعم. ولكنه يشبه بالشوك لأن عاقبته تجرح النفس جرحاً عميقاً وتؤلمها إيلاماً شديداً.
4) " فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَر)ٍ كلمة الله (في هذه الحالة) تكون كالزرع الذي لا يأتي بالثمر المطلوب من إصلاح قلب الإنسان وسيرته. ويصير مثل التينة الملعونة التى رآها الرب مورقة ولكنه وجدها بلا ثمر

تفسير (متى 13: 23): وأما المزروع على الارض الجيدة فهو الذي يسمع الكلمة ويفهم . وهو الذي يأتي بثمر ، فيصنع بعضٌ مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين “ .

 

انه تعالى وجّه كلامه هذا الى الرسل لانه علم ان لهم ارادة صالحة في سماعه وفهمه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

وصف هنا ثلاثة أنواع من الناس الذين سمعوا الكلمة وقبلوها (كالصنفين السابقين الأرض المحجرة والأ{ض التى بها شوك ) بينما هازين الصنفين لم يثمروا وماتوا فى بداية لطريق إلا أن الثلاثة أنواع من الأراضى تمسكوا بالكلمة والنمو الروحى وظهر ثمرهم وعندما صار الحصاد ووزنوهم كانت الموازين إلى فوق  ، أثمروا، وأظهروا بأعمالهم وثباتهم نتيجة ما أثرته كلمة الحق في قلوبهم. فهذا الصنف وحده يحقق قصد الزارع المسيح.
1) " َأَمَّا ٱلْمَزْرُوعُ عَلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجَيِّدَةِ فَهُوَ ٱلَّذِي يَسْمَعُ ٱلْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ." هي القلب الذي ألانته نعمة الله وأعدته لقبول الحق قولاً وفعلاً. فهو مثل قلب ابن السلام (لوقا ١٠: ٦) وقلب ليديا (أعمال ١٦: ١٤) وقلوب أهل بيرية (أعمال ١٧: ١١). والناس مسؤولون عن ميول قلوبهم، واللوم عليهم إذا لم تكن قلوبهم كالأرض الجيدة.
2) "يَأْتِي بِثَمَر " هذا هو البرهان الوحيد الكافي على أن السامعين للكلمة الإلهية استفادوا. فعلامات استفادتهم من الكلمة ثلاث: إصغاؤهم إليها، وإدراكها مع اعتبارها موجَّهة إليهم، وطاعتهم إياها. وهذه الطاعة هي الثمر.
3) " فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ" اختلاف هذه الأعداد إشارة إلى اختلاف قوة الأرض وما فيها من غذاء تعطيه للنبات وما تحتويه من مقدار الأمانة والغيرة المقدسة وممارسة الصلاة. فيختلف المسيحيون في مقدار الفضائل وإظهار أثمار الروح ونفعهم للغير. فعلى جميع المسيحيين أن يجتهدوا في أن يقتنوا الفضائل المسيحية من ثمار الروح القدس لكى يصيروا كالأرض الجيدة التي تصير مئة ضعف، أي أن يكونوا مثل إبراهيم الخليل في الإيمان، وأيوب الصديق في الصبر، ويوسف فى العفة ، ويوحنا البشير في المحبة، وبولس الرسول في الغيرة. وذلك وفق قول المسيح «بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي: أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» وقوله «أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ» (يوحنا ١٥: ٨، ١٦) وقول رسوله «كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ» (يعقوب ١: ٢٢) وقول نبيه «اِزْرَعُوا لأَنْفُسِكُمْ بِالْبِرِّ. احْصُدُوا بِحَسَبِ الصَّلاَحِ. احْرُثُوا لأَنْفُسِكُمْ حَرْثًا، فَإِنَّهُ وَقْتٌ لِطَلَبِ الرَّبِّ حَتَّى يَأْتِيَ وَيُعَلِّمَكُمُ الْبِرَّ» (هوشع ١٠: ١٢).
****

والثمار تميز الإنسان وتعليمه وتفرز الهراطقة وتفضحهم

وكما تعرف الشجرة من جودة ثمارها يعرف الإنسان من كلامه وتصرفاته وأعماله فالأنبياء الكذبة والهراطقة علمنا يسوع كيف نعرفهم من ثمارهم (مت 7: 15- 16) «احترزوا من الانبياء الكذبة الذين ياتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة! 16 من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا؟  أي،أن ايمان يظهر فى تمسكنا بوصايا وتعاليم المسيح ّ ومعتقداتنا، التي تنكشف بشكل نهائي في الحياة التي نحياها (مت ٧ :١٧ -٢٠) هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية 18 لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة. 19 كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. 20 فاذا من ثمارهم تعرفونهم.( لو ٦ :٤٣ -٤٥ ) لانه ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا رديا ولا شجرة ردية تثمر ثمرا جيدا. 44 لان كل شجرة تعرف من ثمرها. فانهم لا يجتنون من الشوك تينا ولا يقطفون من العليق عنبا. 45 الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر. فانه من فضلة القلب يتكلم فمه. ولذلك، فإن الإنضمام للكنيسة والمجتمع المسيحى ليس مضمونا مأموناً بمجرد الإعتراف بيسوع كرّب، بل لأولئك الذين يقترب سلوكهم فى حياتهم من سلوك المسيح وتقليدا أمينا لحياته هؤلاء هم وحدهم أولاد الملكوت (مت ٧ :٢١) ( لو ٦ :٤٦ -٤٨ ) ولماذا تدعونني: يا رب يا رب وانتم لا تفعلون ما اقوله؟ 47 كل من ياتي الي ويسمع كلامي ويعمل به 48 يشبه انسانا بنى بيتا وحفر وعمق ووضع الاساس على الصخر. فلما حدث سيل صدم النهر ذلك البيت فلم يقدر ان يزعزعه لانه كان مؤسسا على الصخر.

أ ّكد يسوع على أنه ليس سماع او قبول "كلمة الملكوت" من الذين عندهم القدرة على الخدمة وإعطاء ثمر  لذين فهموا فعلاً كلمات المسيح ودخلوا إلى عمق مغزاه (مت ١٣ : ٢٣ ) وقبلوه (مر ٤ :٢٠ ) "تمسكوا به بثبا ٍت في بقلب صادق وصالح" (لو ٨ :١٥ )

تفسير انجيل متى الاصحاح الثالث عشر

 مثل القمح والزوان  (متى 13: 24- 30)

مثل القمح والزوان

 

نسبة كبيرة  الأمثال توضح مستقبل لمؤمنين بالمسيح والكنيسة والعلاقة بين الشعب وبعضه البعض وماذا سيفعل الشيطان فى وسط الكنيسة وقادتها والعلاقة بين المسيح والشعب العكس والعلاقة بين المسيح وقادة الكنيسة والعكس وفى هذا المثل يسوع يقول لنا ماذا سيفعل الشيطان فى كنيسة المسيح شعبا وأكليروسا  ينبغى لنا أن نعرف خطة الشيطان فى كل مثل ومع كل واحد ومع الكنيسة شعبا وأكليروسا حيث يبث إنسان عدو يثير الفتنة والكره والبضاء وقد يكون هرطوقى صاحب بدعة محب للرآسة . ألخ

 

تفسير (متى 13: 24): .قدّم لهم مثلاً آخر قائلاً : “  يشبه ملكوت السموات إنساناً زرع زرعاً جيداً في حقله

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "قَالَ لَهُمْ مَثَلاً " هذا المثل كالأحجية أى لغز "فزورة" يتبارى الناس فى حلها وذلك  لينبِّه أفكارهم ليبحثوا عن معناه الروحي.
2) " يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ"ِ أي الملكوت الجديد الذي أتى المسيح ليبدأه على الأرض حينما قال ( لوقا 17: 21) ولا يقولون: هوذا ههنا، أو: هوذا هناك! لأن ها ملكوت الله داخلكم». ويتممه في السماء. والملكوت يشبه مكان تواجد المسيح هلى الأرض وهو مكان الصلاة والعبادة والذى يتردد فيه أسمه وكلماته ليلا ونهارا المكان لذى يتجمع فيخ أولاد الملكوت
3) "إِنْسَاناً زَرَعَ " أى المسيح الذى يورع الكلمة فى قلوبنا أو يكون الإنسان ذاته هو الذى يريد أن يزرع كلمة الرب فى قلبه أو ما يحدث كثيراً للإنسان. والزرع الجيد يمثلنا الرب بالحنطة (لو 22: 31) وقال الرب: «سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة!"
49 "زَرْعاً جَيِّداً " أي نافعاً كالحنطة ومن أحسن الأنواع وى تشير إى كلمة الرب .
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان هذا المثل هو غير ما تقدم لان ذاك منهم قبلوه كقوله الارض الجيدة ومنهم ما قبلوه كالطريق والصخرة والشوك . اما هذا الاخير فقد قبله الجميع لانه كان اشارة الى الشيطان والرسل الكذبة والهراطقة الذين يزرعون زؤان تعليمهم بين زرع تعليمه ا 

تفسير (متى 13: 25):. وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زؤاناً في وسط الحنطة ومضى

 

من كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث / الحنطة والزوان
ليس عملك أن تخلع الزوان إنما أن تنمو كحنطة، حتى إذا ما جاء الحاصد العظيم يجد سنابلك مملوءة قمحا فيجمع منها ثلاثين وستين ومائة وتمتلئ أهراؤه حنطة. السيد المسيح لم يضيع وقته في مقاومة أخطاء زمنه.. لم ينفق فترة تجسده على الأرض صراعا مع المخطئين ومشاكل المجتمع والكنيسة، إنما اهتم بالبناء بإرساء مبادئ جديدة وإعداد أشخاص يؤمنون بها وينشرونها في كل مكان. إن الانهماك في خلع الزوان، فيه تبديد للطاقات.. الشيطان مستعد أن يشغلك كل حين بالمشاكل وأن يقدم لك ما لا يحصى من الأخطاء لكي يلهيك بمقاومتها ومحاربتها عن العمل في بناء نفسك وبناء الملكوت. وفى هذا الصراع يبدد وقتك وجهودك وأعصابك.  وفى خلع الزوان أيضًا قد تفقد سلامك الداخلي وربما سلامك مع الناس أيضًا إذ تحيا في صراع. وهكذا تفقد هدوءك وصفاءك وربما تفقد وداعتك أيضًا. وقد تدخلك المشاكل في جو من الاضطراب ومن الخلافات التي لا تنتهي والتي تثيرك وتحيطك بالانفعال الدائم. وكما تفقد وداعتك وهدوءك قد تفقد بشاشتك أيضا، ولا يراك الناس إلا متجهما لا ابتسامة لك، وربما يملكك الغضب ويملكك الحزن ولا تحاول أن تتخلص منها لأنك تحسبه غضبًا وحزنًا مقدسًا لأجل الله.. وقد يوصلك كل هذا إلى قساوة القلب .. باستمرار تدين الناس المخطئين، ثائرًا على ما فيهم من أخطاء بحجة خلع الزوان منهم، وباستمرار تكون في ضجيج وقد يرتفع صوتك على الناس وتنتهر وتوبخ وتنفث التهديدات وتكون متبرما بكل شيء.. وفى كل هذا قد تفقد محبتك للناس، وتفقد اتضاعك، وفيما تخلع الزوان من الناس تكون قد خلعت الحنطة التي فيك وينظر إليك الناس فيرونك مثل الزوان في كل شيء.. قليلون هم الذين يستطيعون أن يخلعوا الزوان وفي نفس الوقت يحتفظون بحنطتهم (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). لذلك حسنًا منع الرب أولاده من خلع الزوان لئلا يخلعوا معه الحنطة. وحسنا قال الكتاب: "لا تقاوموا الشر".. إن أحسن طريقة لخلع الزوان هي تقديم القدوة الصالحة التي تقتضى عليه، وكما قال الحكيم: "بدلًا من أن تلعنوا الظلام أضيئوا شمعة".. 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "فِيمَا ٱلنَّاسُ نِيَامٌ " أي في الليل فى فى فترة الظلام أتى أير الظلام فى وقت النوم أى فى وقت الرخاوة والإسترخاء والفتور الروحى هو الوقت المناسب لياتى الشيطان خفية وفجأة يزرع افكار الشريرة . فلا لوم على صاحب الحقل ولا على خدامه بأنهم ناموا. بل لأنهم لم يضعوا الرب حارسا لهم
2) "  جَاءَ عَدُوُّهُ "
إبليس هو العدو الحقيقي لبنو الملكوت وليس البشر اله هذا الدهر الروح الذي يعمل في ابناء المعصية رئيس هذا العالم ابليس هو مصدر الشر «العدو الذي زرع زواناً»
 أى أن العدو من الخارج  وأرادوا ضرره والعدو لا يستطيع المواجهة بل يزرع الخطية فى الظلام والخفاء وبدون أن يشعر أحد وسط بعض الشعب أو فى رجال الكهنوت كهنة وشمامسة وأساقفة ليحدث بلبه وايضا الخيانة لكلمة الرب فى داخل صفوف الكنيسة وهم أولاد يهوذا الذى باع سيده من أجل 30 من الفضة والعدو هو إبليس ضد المسيح (لو 10: 19) الذى ينشر التعليم الكاذب بشفتى المعلمون الكذبة حتى يضل لو أمكن المختارين  (متى 24: 24) لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا."  (مت 7 ) (2 بط 2) ومعهم الهراطقة أصحاب البدع ضد الإيمان  الذين يثيرون إنقسام فى الكنيسة  فى وسط الشعب أو فى وسط المجمع ول ن بحرف فى انجيل بالقول أو الفعل او العمل نعمة الرب وروحه القدوس  يمكنها أن تساعد المؤمنين في فهم الحقيقة (مت ١٣ :١٣ ,١٦ -١٧ ,٢٣ ) ومقاومة الخطأ.

3) "زَوَان" الزوان أو الزُّؤَانُ أو الزيوان (باللاتينية: Lolium) جنس نباتي برى تابع الفصيلة النجيلية و يوجد منه عدة أنواع نبات عشبي حولي. يشبه القمح إلى حد كبير وينتشر كعشبة،ويختلف الزوان عن القمح بالسنبلة والبذور. وحبوبه تشبه الحنطة شكلاً ولكن علاوة على عدم نفعه فهو ضارٌّ وسام . فالمسيح لم يفترض نوعاً من الأذية لم يكن معهوداً للناس، فالأشرار الذين يحبون الانتقام ولا يخافون الله موجودون دائماً، يسهل عليهم أن يأتوا خفية ويضرون غيرهم. موطنه الأصلي شبه الجزيرة العربية وحوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، حيث يتواجد في بلاد الشام ومصر والمغرب العربي ومعظم مناطق أوروبا.والزيوان المسكر الذي ينتشر مع في حقول القمح ،ويسمى زيوان القمح، وسمي مسكرا ﻻحتواء بذوره على مواد مسكرة وسامة ،تؤثر سلبيا على طعم منتجاتبذور القمح،واذا زادت بذور الزوان عنحد معين في محصول القمح،ﻻ يعد صالحا مغصاء لﻻنسان،حيث يتم اتﻻفه المحصول مما يسبب خسائر كبيرة

4) "وَمَضَى " أى  يحس أحد بما فعل يأتى والناس نيام ويمضى خفية كما أتى، ولم يحتج بعد ذلك إلى عناء لكي ينتج الشر مما فعل.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أراد بالنوم التغافل عن عمل الفضائل وبالعددو الشيطان . اما الزؤان فيراد به الانبياء الكذبة الذين أدخلهم مع الانبياء الحقيقيين والرسل الكاذبين مع الرسل الصادقين . وقد مثل بالزؤان أولئك الذين هم بالاسم مسيحيون وبالفعل بعيدون عن الاعمال المسيحية .

تفسير (متى 13: 26): فلما طلع النبات وصنع ثمراً حينئذ ظهر الزؤان أيضاً .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  فَلَمَّا طَلَعَ ٱلنَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَراً،"  لا يظهر الفرق بين الحنطة والزوان وهو نبات برى سام يسقط بذوره فى التربه وينموا فى السنة التالية مع بذور القمح   في أول الإنبات،
2)  "حِينَئِذٍ ظَهَرَ ٱلزَّوَانُ أَيْضاً"  لكن متّى ظهرت السنابل ظهر جلياً الفرق بين الزوان والقمح .البذار البرية (الزؤان) لونها بنى غامق أما الثمار الحنطة/ بقمح الصالحة للأكل لونها بنى فاتح  وكذلك قلّما نميِّز الشرور في أول حدوث يظهر الإنسان من ثماره أى من عمله وفعله وكلامه  وعلاقاته الإجتماعيه مع الناس هكذا قال رب المجد ( متى 7: 16) من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا، أو من الحسك تينا؟
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه يشير بذلك الى ان الهرطقات مزمعة ان تظهر عندما تنمو الديانة المسيحية . وقوله ” ظهر الزؤان ” اي كما ان الزؤان يكون خفياً ثم يظهر هكذا الهراطقة فانهم يخفون أنفسهم ثم بعدما يقبلهم الناس معلمين يفرغون سم تعليمهم . 

تفسير (متى 13: 27): فجاء عبيد رب البيت وقالوا له : يا سيد ، أليس زرعاً جيداً زرعت في حقلك ؟ فمن اين له زؤان ؟ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

فى هذا المثل يتلكم المسيح عن شعب الكنيسة الذى يتقبل الجميع كلمة الرب فيظهروا جميعا متشابهين ولكن هناك بذورا غريبه تبذر فى الأرض تظهر عند الثمر الذى هو الأعمال   اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ - الْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. - وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ - وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ.- الْعَدُّوُ الَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. - الْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. - الْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ.
 1) "فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ ٱلْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ"  يظهر من هذا أن هؤلاء العبيد لم يكونوا كسالى أو نياماً حين يجب أن يسهروا كما أ،هم لم يستطيعوا معرفة الفرق بين القمح والزوان فى لأنه حين ظهر الشر انتبهوا له وأخبروا به سيدهم.يظهر الفرق بين الزوان والقمح إلا عند الإثمار العبيد إشارة إلى المسيحيين الذين يغارون على طهارة الكنيسة، وغيرتهم هي أعظم من حكمتهم، مثل ابني زبدي اللذين أرادا أن تنزل نار من السماء وتحرق السامريين (لوقا ٩: ٥٤).
2) " وَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ،"  كلمة سيد وكلمة "السَّيِّدُ ":  المعرفة بالألف واللام تعنى باللغة العربية " " المالكُ - المَلِكُ - الموْلَى ذو العبيد والخدمِ  - كلُّ من افتُرِضَتْ طاعتهُ " هذه مثال عن كلمة kurios) ال ّرب) وفى الكتاب المقدس تطلق كلمة  السَّيِّدُ  أو كلمة "الرب" على الإله ، السياق، وليس المعجم أو القاموس، هو الذي يحدد معنى الكلمة. قائمة القواميس هي فقط طريقة لإظهار طريقة استخدام الكلمة في أد ٍب معروف أو كلام في لغة أو ثقافة.

3) "   أَلَيْسَ زَرْعاً جَيِّداً زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟" هذا السؤال يظهر تعجب العبيد من ظهور نبات الزوان السام المميت فى حقل سيدهم والذى ألقى فيه بذور الكلمة والتى نمت فى حقله لزرع جيد ولكن نما فى وسطه الوان الذى زرعه العدو الذى هو إبليس   أرادوا بالاستفهام هنا إثبات أن الزرع كان جيداً حقيقةً، وفيه تعجب وحيرة من النتيجة التي هي خلاف المنتظر.
4)  " فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟ " وهذا سؤال تعجبى آخر سأله العبيد المخلصين لسيدهم بعد أكتشفوا نمو الزوان فى حقل الرب
ٌ يصح أن نحسب معظم تعاليم البشر جواباً لهذا السؤال لكثرة الآراء الفاسدة، مع أن تعليم المسيح كان زرعاً جيداً.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

العبيد هم الملائكة ورب البيت هو المسيح فكأنهم يسألونه تعالى كيف وجد الزؤان داخل الزرع . 

 

تفسير (متى 13: 28) فقال لهم : انسان عدو فعل هذا . فقال له العبيد : أتريد ان نذهب ونجمعه ؟

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هٰذَا " يوجد نوعان من البشر هم بنو الملكوت وبنو الشرير متشابهان من الخارج مختلفان في الثمر بنو الملكوت يصنعون محبة وفرح وسلام بنو الشرير يصنعون موت ودمار وفساد خصام وتحزب وبغضة وكراهية
وفى هذه الآية يوضح المسيح أن العدو إنسان  زرع الزوان وسط الحنطة هذا لإنسان مسه وتقمصه الشيطان عندنا مثل هو يهوذا الإسخريوطى الذى كان تلميذ للمسيح  وحصل عل سلطان ليفعل لمعجزات إخراج الشياطين فتملك الشيطان عى فكره وسيطر عليه وليس بالضرورة أثير الإعاقة الجسدية تظهر على من تقمصه الشيطان  فيحدث  أحيانا تغير فى الصوت أو  في الشخصية مثل الكآبة أو العنف، قوة خارقة، التصرف بغرابة في المواقف الأجتماعية، معرفة معلومات لا يمكن لشخص عادي أن يعلمها. ولا بد أن نتذكر أن كل هذه الأعراض يمكن أن تفسر بطرق أخري،  مكننا ان نري التأثير الشيطاني علي الشخص الممسوس. ويمكننا أن نري هذه الأمثلة في: متي 32:9-33 و 22:12 و 18:17 ومرقس 1:5-20 و 26:7-30 ولوقا 33:4-36 و لوقا 3:22 وأعمال الرسل 16:16-18. وفي بعض المقاطع نري أن المس الشيطاني يسبب المرض الجسدي، مثل عدم القدرة علي التحدث، أعراض صرع، فقد البصر، الخ. وفي بعض الأحيان الأخري تسبب الأنسان أن يفعل الشر، ومثال علي ذلك يهوذا. وفي أعمال الرسل 16:16-18 تعطي الروح جارية المقدرة علي معرفة أشياء أكثر كثيرا من قدرتها وعلمها. وفي حالة واحدة عندما كان الشخص ملبوساً بشياطين كثيرة وحصل علي مقدرة خارقة وعاش عارياً في وسط المقابر. وأيضا الملك شاول، عندما تمرد ضد الله، فقد سمح الله بأن يصارع مع الروح الشريرة (صموئيل الأولي 14:16-15 و 10:18-11 و 9:19-10) وظهرت أعراض ذلك في تقلب مزاجه واصابته الكآبة و ارادته أن يقوم بقتل داوود. فالرسول بطرس يعطينا مثالاً بأمكانية تأثر المؤمن بأبليس (متي 23:16). والبعض يشير الي المؤمنيين الذين يقعون تحت تأثير شديد من الشر بأنهم أشرار ولكن لا يوجد أي سفر من الكتاب المقدس يشير الي أن المسيحيون ملبوسون أو ممسوسون من الشيطان، ومعظم علماء الكتاب المقدس يؤمنون بأنه لا يمكن أن يمس المسيحيون بالمس الشيطاني لأن الروح القدس ساكن فيهم (كورنثوس الثانية 22:1 و 5:5 و كورنثوس الأولي 19:6).

يمكن للمرء أن ينظر الي الصفات الروحية التي تظهر التأثير الشيطاني. وقد يتضمن ذلك رفض المغفرة (كورنثوس الثانية 10:2-11). والأيمان بأنتشار المعتقدات الخاطئة خاصة بما يتعلق بيسوع المسيح وعمله الكفاري (كورنثوس الثانية 3:11-4 و13-14 و تيموثاوس الأولي 1:4-5 ويوحنا الأولي 1:4-3).

2)  "  أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟" لا ريب في أن الزوان يضر بالحنطة فهو ينموا فى نفس الأرض ويزاحمه بأخذ الغذاء والماء من الأرض كما يزاحمة فوق سطح الأرض فى الحصول على أشعة الشمس ، هنا يسأل العبيد سيدهم هل نذهب ونجمع الزوان لقد عرفوا أن هناك زوانا أرادوا أن يجمعوه ولكن كان الوقت ليس فى موسم الحصاد الذى يتم بقطع النباتات بالقرب من الأرض

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فالعدو هو الشيطان وسمّاه عدواً لانه ضدّ الله وبني البشر . ثم تأمل بمحبة الملائكة الذين يريدون اهلاك موجدي الطغيان . 

تفسير (متى 13: 29): فقال : لا ! لئلا تقلعوا الحنطة مع الزؤان وأنتم تجمعونه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

منع السيد عبيدة من جمع الزوان قبل ميعاده ويتسائل البعض لماذا لم يتدخل الله لينهي الامر ؟   فقال : لا ! لئلا تقلعوا الحنطة مع الزؤان لأنه يأتي بالشر أكثر من الخير. فإنهم سيذهبون لأرض قبل الحصاد ويدوسون على نباتات القمح فيقتلونها ثم يقلعون الزوان من الأرض فيقلعون معها القمج لأن الجذور تكون متشابكة وهنا طريقة الجمع قبل الحصاد تختلف عن طريقة الجمع بعد الحصاد  فالحصادين ربما يقلعون القمح ربما لأن القمح يبدوا مثل الزوان ولكن أراد السيد تركهما حتى ميعاد الحصاد ويأهذ اثنين فرصة لإكمال حياتهم وفى الحصاد يتم الحساب  كثيرون ينغشون بالتدين المتكلف الظاهرى (أش ٢٩ :١٣) فقال السيد لان هذا الشعب قد اقترب الي بفمه واكرمني بشفتيه واما قلبه فابعده عني وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة  (كول ٢ :١٦ -٢٣ ) فلا يحكم عليكم احد في اكل او شرب، او من جهة عيد او هلال او سبت، 17التي هي ظل الامور العتيدة، واما الجسد فللمسيح. 18 لا يخسركم احد الجعالة، راغبا في التواضع وعبادة الملائكة، متداخلا في ما لم ينظره، منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي، 19 وغير متمسك بالراس الذي منه كل الجسد بمفاصل وربط، متوازرا ومقترنا ينمو نموا من الله. 20 اذا ان كنتم قد متم مع المسيح عن اركان العالم، فلماذا كانكم عائشون في العالم؟ تفرض عليكم فرائض: 21 «لا تمس! ولا تذق! ولا تجس!» 22 التي هي جميعها للفناء في الاستعمال، حسب وصايا وتعاليم الناس، 23 التي لها حكاية حكمة، بعبادة نافلة، وتواضع، وقهر الجسد، ليس بقيمة ما من جهة اشباع البشرية. " الذي يظهر بمظهر الروحانية الحقيقية (متى ٧ )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فيمنعهم الا يجمعوه لعل هؤلاء يقلعون عن رذائلهم ويرجعون الى الحق .

تفسير (متى 13: 30): . دعوهما ينميان كلاهما معاً الى الحصاد ، وفي وقت الحصاد أقول للحصادين : اجمعوا اولاً الزؤان واحزموه حزماً ليحرق ، وأما الحنطة فاجمعوها الى مخزني “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

رفض السيد إقتراح عبيده بجمع الزوان قبل ميعاد الحصاد لسببين أن الأثنين قبل لإثمار يتشابهون فقد يقتلعوا القمح مع الزوان فأراد الرب للأثنين أن يكون لهما حرية الإختيار  ترك رب الحصاد الزوان ينمو مع القمح، دون أن يتغافله، لأنه قصد أن يفصل الواحد عن الآخر في وقت الحصاد
رفض لأن جمع المحصول قبل الحصاد يتم بقلعه من الأرض أما جمع المحصول بعد الحصاد يتم بقطعه بالمنجل بالقرب من الأرض وفى وقت الحصاد يظهر جليا الزوان ويمكن تفرقته من القمح فيفصل أولا ثم يحرق بالنار حتى لا تسقط حبوبة فى الأرض وتنموا السنة التالية ويجمع النافع ويحرق الضار والشرير والماكر والخبيث وصاحب الفتنة . وفسر الرب هذا الأمر فى (ملاخي ٤: ١) فهوذا ياتي اليوم المتقد كالتنور وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشا ويحرقهم اليوم الاتي قال رب الجنود فلا يبقي لهم اصلا ولا فرعا 
وعلى هذا النسق يصبر الله على الأشرار لأجل الأخيار.(متّى ٣: ١٢) الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع قمحه الى المخزن واما التبن فيحرقه بنار لا تطفا».
 

ونستنتج من كلام المسيح أنه لا يريد أن يخرج تلاميذه الحقيقيون من كنيسةٍ أو إضعاف إيمانهم برؤي من حلهم يقتلعون من جذورهم وهم أحياء من الكنيسة كما أن إن وُجد فيها بعض المرائين،  قد يخرجون منها ويؤسسون كنيسة منفصلة عنهم لستة أسباب: (١) أن الذين يفعلون ذلك يخالفون أمر المسيح بقوله «دعوهما ينميان كلاهما معاً» وهم في خطر السقوط في هاوية الكبرياء الروحية. (٢) أنه لا يمكن لأحد فصل المرائين عن المؤمنين الحقيقيين  إلا الرب يفحص القلوب والكلى.  (٣) إنه يخشى أن يُحسب الأخ ضعيف الإيمان مرفوضاً من النعمة ويُقطع. (٤) إن اختلاط النوعين في الكنيسة يمتحن إيمان خدام المسيح الحقيقيين وإخلاصهم وصبرهم. (٥) إن إبقاء المرائي في الكنيسة فرصة لتوبته ورجوعه إلى الله، فإن بقي على حاله لم تكن له حجة يوم الدين. (٦) إن المسيح أجَّل الانفصال إلى يوم الحساب وحينئذٍ يكون تحت نظره بدليل قوله «فِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ.. الخ» (متّى ١٣: ٣٠).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أراد بأوان الحصاد منتهى العالم وبالحصادين الملائكة فانه سيأمرهم بان يجمعوا الهراطقة ويلقوهم في النار . وقوله اجمعوا لا يفيد ان الهراطقة الآثمين يدخلون النار أولاً لكن معنى قوله أولاً هو ان الصالحين سيسمعون صوت الديّان العادل فيزول عنهم الخوف أما الاشرار فسيذهبون وحدهم الى النار المعددة لابليس معلمهم . 

تفسير انجيل متى الاصحاح الثالث عشر

مثل بذرة الخردل (متى 13: 31- 32)

مثل حبة الخردل

حبة الخردل والخميرة والآيات (مت 13: 31 - 32)ا تتكرر في (مرقس ٤: ٣٠ الخ ) وقال: «بماذا نشبه ملكوت الله او باي مثل نمثله؟ 31 مثل حبة خردل متى زرعت في الارض فهي اصغر جميع البزور التي على الارض. 32 ولكن متى زرعت تطلع وتصير اكبر جميع البقول وتصنع اغصانا كبيرة حتى تستطيع طيور السماء ان تتاوى تحت ظلها».( لوقا ١٣: ١٨، ١٩) فقال: «ماذا يشبه ملكوت الله وبماذا اشبهه؟ 19 يشبه حبة خردل اخذها انسان والقاها في بستانه فنمت وصارت شجرة كبيرة وتاوت طيور السماء في اغصانها».. هنا تنمو حبة الخردل اصيرة و تنتشر فروها وتصير شجرة ضخمة  كما تتكاثر الخميرة وتخمر العجين كله .. التنمو والتكاثر وأفنتشار والزيادة يقصد بها نمو الكلمة المزروعة فى انسان حتى يكتمل نموه بتنفيذ وصايا وتعاليم المسيح وقد تشؤ كل من حبة الخردل والهيرة إل إنتشار افيمان وإنتشار الكنائس ونمو المسيحية  فى كل مكان

الأحرف الكبيرة في هذه ألاية بمخطوطة  NASB تفترض أن هذا اقتباساً من دانيال (٤ :١١ -١٢ .) (وهذا ١٣ :٣٢َ ) حتَّى إِ َّن طيور السماء تَأْ لتأكيد كبر نبته حبة الخردل كما ستصبح عليه، وهنا رمز لمدى وسعة الملكوت المسياني في الآخرة. سيجعل العبارة طريقة

 

تفسير (متى 13: 31) : قدّم لهم مثلاً آخر قائلاً : “  يشبه ملكوت السموات حبة خردل اخذها إنسان وزرعها في حقله ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذا مثل ثالث أخبر به المسيح الجموع وأخذه من حياة المزارع، حيث يعرفه كل سامعيه  ويظهر المسيح في هذا المثل كما في مثل الزوان، فى صورة الزارع رأس ورئيس الكنيسة والمالك على القلوب ، والزرع هو الكلمة تنبت في قلوب المؤمنين، والحقل هو العالم الذي تنمو الكنيسة في وسطه. أو نسان يأخذ الكلمة فى قلبه التى سرعان ما تنموا إلى أفعال وأعمال
1) "  يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ" يخطئ البعض فى الظن أن ملكوت السموات يبدأ بعد موت الإنسان ولكن الحقيقة الإنجيلية تؤكد أن ملكوت السموات يبدأ بمجرد الإيمان بالكلمة والنمو بالأعمال والأفعال والسلوك مع المسيح وأذا كان المسيح هو مركز الملكوت فى السماء وإذا كنا نعيش مع المسيح وهو مركز حياتنا فهذا هو الملكوت فما هو الفرق إذا بين الملكوت فى حياتنا ودخولنا الملكوت بعد الموت؟  لأننا فى كلتا الحالتين نعيش مع المسيح أحياءا كنا أو بعد قيامتنا من الموت وفى المسيحية لا يوج موت لأن الموت يعنى الإنفصال عن الرب
"ليس موت لعبيدك يا رب بل هو إنتقال" " أوشية الراقدين "  فالإنتقال يعنى أننا ننتقل من مجد أرضى مع المسيح إلى مجد وبهاء سمائى مع المسيح أيضا وهذا هو ما عبر به المسيح حينما قال (لوقا 17: 21) ولا يقولون: هوذا ههنا، أو: هوذا هناك! لأن ها ملكوت الله داخلكم». فلنعيش إذا ملكوت البهجة والفرح بالمسيح يسوع ونفرح معه فى قلوبنا  

يبدأ ملكوت المسيح في قلب الإنسان، قد تكون بذرة الخردل سماع آية من الكتاب المقدس أو موعظة في الكنيسة، أو نصيحة من صاحب، ومن ذلك نتجت دموع التوبة مع قليل من انفعالات الإيمان والمحبة، ثم تظهر علامات النمو في النعمة بالانتصار على الخطية والشهوات وإظهار الفضائل المسيحية وثمار الروح، حتى يتم العمل في السماء وتكون النتيجة وهي القداسة الكاملة.

2) "حَبَّةَ خَرْدَلٍ" أي بزرة واحدة فما هى البذرة الواحدة نها تشير إلى كلمة لرب أنه المسيح الوحيد الذى مات ودفن فى القبر ولكنه قام من بين الأموات هو البذرة الصغيرة، بذرة الحب، التى ظنّ الجميع أنها سحقت تحت وتوارت فى القبر يسوع  الكلمة هو البذرة التى لا تموت بدفنها فى الأرض بل تنموا وتصير شجرة كبيرة كلمات يسوع  حية وفعاله
3) " أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ،" أى قبل إنسان الكلمة بمجرد ألإيمان وزرع هذا الإيمان فى قلبه  وجعلها تنموا باعمال والأفعال والكنيسة جماعة المؤمنين كل إنسان فيها يأخذ منها حبة خردل  الكنيسة وإن كانت صغيرة في بدايتها وُعدت بالتبشير ونشر حبوب الخردل بأن تصير عظيمة تمتد إلى أقاصي الأرض . ويظهر التشابه بين الكنيسة وحبة الخردل من النظر إلى مؤسسها: وهو طفل في بيت لحم، والنظر إليه في ممارسته وظيفته وهو ابن ثلاثين سنة بلا غنى ولا رتبة ولا جند، والنظر إليه وهو معلم نحو ثلاث سنين في مدن فلسطين وقراها يتبعه قليل من التلاميذ الأميين الفقراء، ثم انتهت حياته الأرضية بموته المهين على الصليب، ومن النظر إلى الكنيسة بعد قيامة المسيح حين اجتمع الأحد عشر رسولاً في علّية أورشليم، وكان عدد المؤمنين ١٢٠ فأخذت تنمو وتزيد من يوم الخمسين فصاعداً حتى انتشر الإنجيل بعد ثلاثين سنة في كل ما عُرف من المسكونة يومئذٍ. وبعد ثلاث مئة سنة صارت ديانة المسيح ديانة المملكة الرومانية ولم تزل تمتد منذ ذلك العهد إلى اليوم. .أولئك الذين يتجاوبون مع الإنجيل يبدون صغارا ً وتافهين، ولكنهم جزء من مملكة روحية ستملأ الأرض في نهاية الأمر.

تفسير (متى 13: 32): وهي اصغر جميع البزور . ولكن متى نمت فهي اكبر البقول ، وتصير شجرة ، حتى ان طيور السماء تاتي وتتأوى في اغصانها “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

أ1) " وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ ٱلْبُزُور" أي البذور التي يزرعها الناس. وبينها وبين إنباتها وتحولها إلى زرعة تنموا وتزيد  في الحجم والمقدار حتى تصير شجرة. وتستعار حبة الخردل كثيراً للأمر التافه والزهيد (لوقا ١٧: ٦) فقال الرب: «لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم.
2) "وَتَصِيرُ شَجَرَة " أي تنمو حتى تستحق أن تُحسب من الأشجار. دعونا نرى الفرق فى تغيير  بولس قبل أخذه حبه الخردل حين قال عند بدء إيمانه قرب دمشق «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟» وحاله حين قال في آخر حياته «أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيبًا، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ. قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ. وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ» (٢تيموثاوس ٤: ٦ - ٨) وبين حال الابن الضال حين وكان جائع وعريان «أقوم وأذهب إلى أبي» وحاله وهو جالس في بيت أبيه لابساً الحلة الأولى والخاتم في يده والوليمة أمامه.
3) " حَتَّى إِنَّ طُيُورَ ٱلسَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا" أي أن نبتة الخردل تبلغ كالأشجار قدراً يصح معه أن تستظل الطيور بها. وحول انسان المسيحى الذى يلجئ إليه كل إنسان محتاج لكلمة تشجيع أو رغيف عيش أو مصلحة أو محبة أو مساعدة .. ألخ من الخدمات فيكون الشجرة التى تأوى إليها الطيور للحماية والطعام الذى يكون فى بذورها وثمرها وعلى أغصانها تصنع عشوشا لصغارها ويعيش ف كنفها الآباء والصغار فى حياة القداسة والتقوى  وشجرة حبة الخردل الكنيسة هى سفينة نوح الذى ياوى إليها الإنسان ليستريح فى ظلها ويهرب من طوفان العالم وهمومة  (إشعياء ٢: ٢، ٣ )  ويكون في اخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في راس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه كل الامم. 3 وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلم نصعد الى جبل الرب الى بيت اله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله لانه من صهيون تخرج الشريعة ومن اورشليم كلمة الرب."  (ميخا ٤: ١)  ويكون في اخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في راس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه شعوب. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

المراد بحبة الخردل الكرازة وبالرجل المسيح وبالحقل الخليقة وطيور السماء الشعوب الحنفاء المستظلون في ظلها . فمن هذا المثل يتضح ان مفعول بشارة الانجيل في ابتدائها كان قليلاً وضعيفاً جداً اكثر من جميع العلوم . لانه في الانجيل المقدس مذكور عن الصليب والآلام والموت فكل هذا مما يبعث على عدم الثقة والايمان بها ولكنها مع ذلك نمت وعظم شأنها وفاقت جميع العلوم كحبة الخردل التي تنمو أكثر من كل الزروع الاخرى .

ان خواص الخردل كثيرة منها أولاً انها أصغر من الحنطة والشعير فاذا نمت صارت أكبر منهما وهكذا بشارة الانجيل . ثانياً انها مدورة ملساء فهكذا البشارة فهي صحيحة وغير منشقة . ثالثاً ان حبة الخردل لا تنقسم الى شطرين كمثل باقي الزروع هكذا الكرازة بالثالوث فانها تعلمنا ان فيه طبيعة واحدة غير منقسمة . وكما ان حبة الخردل غير متجزئة هكذا يجب الا نتجزأ او نبتعد عن محبة الله ومحبة بعضنا لبعض . رابعاً ان حبة الخردل هي أحد أشد حرارة من النباتات هكذا ان المؤمنين يجب ان يكونوا حارين بموهبة الروح القدس التي يقبلونها . خامساً ان الذي يسحق الخردل تدمع عيناه هكذا من يقاوم البشارة ويضطهد المبشرين سوف يبكي في يوم الدينونة . سادساً ان حبة الخردل تحفظ الجسم من النتانة هكذا كرازة الانجيل المقدس فانها تبعد عن الانفس نتانة الخطيئة . سابعاً حيث يزرع الخردل تبيد المزروعات الاخرى . وهكذا كرازة الانجيل فانها تبيد زروع الهرطقات النجسة . ثامناً ان حبة الخردل حمراء وملساء فاحمرارها يشير الى ان المسيحية لا تكتسب الا بالدم والشدائد وملاستها تفيد ان مقاومة الاعداء لا تضرنا ما دمنا متحدين في الاعمال الصالحة . تاسعاً اذا اختلط الخردل ببعض المأكولات اتصل الى المفاصل وهكذا الكلام عن الايمان يجب ان يدخل الى أعماق قلوبنا . عاشراً ان الخردل يهضم الاكل وينقي الاخلاط هكذا يجب علينا ان نتنقى من الخطيئة بواسطة التعب .

 

This site was last updated 01/17/21