Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير/ شرح إنجيل متى الاصحاح السابع عشر

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

تفسير/ شرح إنجيل متى الاصحاح السابع عشر -

2. الحاجة إلى إيليّا (مت  17: 9-13)
3. هدم مملكة الشيطان (مت  17: 14-21)
4. الحاجة إلى الصليب (مت  17: 22-23)
5. إيفاء الدرهمين (مت  17: 24-27)
**

خطوط عريضة مختصرة للإصحاح 17
أ. التجلي  (مت 17: 1- 13) [ ( مت 17: 1- 11) ( مر 9: 2- 13) ( لو 9/ 28- 36) (2 بط 1: 16- 18)
ب- شفاء الصبي الممسوس بالشيطان، (مت ١٧ :١٤ -٢٣) [ (مر ٩ :١٤ -٢٩) ( لو ٩ :٣٧ -٤٢ )]
 ج- ضريبة الهيكل لبطرس ويسوع، (مت ١٧ :٢٤ -٢٧)  ينفرد إنجيل متى بسرد تعليم يسوع عن ضريبة الهيكل
تقسيم فقرات الإصحاح  السابع عشر من إنجيل متى 
1. التجلّي
(مت  17: 1-8)
بين التجلّي وأحداث الصلب
الستّة أيام
التلاميذ الثلاثة
الجبل العالي
تغيير هيئته
ظهور موسى وإيليّا
جيد أن نكون ههنا
المظال الثلاث
السحابة النيِّرة
سحابة واحدة!
خوف التلاميذ
يسوع وحده

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع عشر
التجلي  (متى 17: 1- 13)

التجلي


تفسير (متى 17: 1):
وبعد ستة أيام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا اخاه وصعد بهم الى جبل عال منفردين .


 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ" أي بعد 6 أيام من إعلان المسيح للتلاميذ بموته .. متي البشير (مت 17: 1) ومرقس البشير(مرقس ٩: ٢ الخ ) وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم الى جبل عال منفردين وحدهم. وتغيرت هيئته قدامهم "

 تكلموا عن الفرق الايام فهم احصوا الايام الستة بين يوم وعد المسيح ويوم التجلي فلو اعتبرنا ان المسيح تكلم معهم يوم الاحد فبعد انتهاء هذا اليوم ومرة ستة ايام اي الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة والسبت ثم في اليوم التالي وهو يوم الاحد اخذ بطرس ويعقوب ويوحنا وحدثت حادثة التجلي

 وعبَّر لوقا عن هذه المدة «بنحو ثمانية أيام» فلعله حسب فوق الأيام الستة، يوم الإنباء ويوم التجلي. ( لوقا ٩: ٢٨ الخ ) وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام اخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد الى جبل ليصلي. فما ذكره متّى كان بين هذين اليومين. وقول لوقا «نحو» فاحصي الثمان ايام بما فيهم يوم الوعد والستة ايام ويوم التجلي وهذا واضح من اسلوب لوقا البشير وإستخدم لوقا البشير تعبير لغوي مختلف وقال "يعد هذا الكلام بنحو"  يشير أنه لم يقصد التدقيق... مع ملاحظة أن الإنجيليين متى ومرقس يهوديان يميلان لإستعمال النظام اليهودى لحساب اليوم الذى يبدأ من غروب الشمس لغروبها فى اليوم التالى أما لوقا فهو من الأمم يميل لإستخدام النظام الذى نسير عليه اليوم بتقسيم اليوم إلى 24ساعة تبدأ من 1 صباحا 

 وصرف المسيح تلك الأيام في نواحي قيصرية، أي بانياس.
2) " بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا " هؤلاء الثلاثة هم الحلقة الداخليه الضيقة حول المسيح اختار المسيح هؤلاء الثلاثة ليكونوا معه وقت التجلي، كما اختارهم في إقامة ابنة يايرس من الموت (مرقس ٢٦: ٣٧)  (لوقا ٨: ٥١ )  فلما جاء الى البيت لم يدع احدا يدخل الا بطرس ويعقوب ويوحنا وابا الصبية وامها ( مرقس ٥: ٣٧ ) ولم يدع احدا يتبعه الا بطرس ويعقوب ويوحنا اخا يعقوب .

ولأنهم ثلاثة كان كافياً لإثبات الشهادة شرعاً (تثنية ١٧: ٦ ) ( عبرانيين ١٠: ٢٨).

هؤلاء الثلاثة لم يكونوا المفضليين وحدهم عند يسوع ً ربما كانوا أكثر قبولا روحيا ومتجاوبون مع تعاليم المسيح وخدمته  (مت ٢ :١٣) (مت ٤ :٥) (مت ١٢ :٤٥ ) يعقوب مات باكراً ولنتذكر دائما ان الرب لا يحابى الوجوه
3) " جَبَلٍ عَالٍ" ظن البعض جبل تابور قرب الناصرة، ولكنه كان قلعة عسكرية رومانية وكان يصلح موقع تابور لاجتماع الجيوش للقتال لكونه على مرج ابن عمير (عامر) وهناك جمع باراق جيشه نحو 10000 رجل لمحاربة سيسرا (قض 4: 6-14) وهناك قتل المديانيون بعض مقاتلي إسرائيل قبل نصرة جدعون (قض 8: 18).
ذكر مع تابور كرمل (ار 46: 18) وعبدوا عليه الأوثان (هو 5: 1) ولم يذكر في العهد الجديد غير أنه في الجيل الثاني للميلاد تشير بعض التقاليد إلى أن هذا الجبل هو جبل التجلي (مر 9: 2-10) وهذا التقليد يفتقر إلى إثبات. ووجدت على قمة هذا الجبل مدينة كان قد حاصرها انطيوخس الكبير سنة 218 قبل الميلاد واستولى عليها ثم حصنها (بولبيوس جزء 5: 7 و6) وظلت قائمة إلى عصر المسيح ثم أن يوسيفوس ضرب سورًا حولها لتحصينها (يوسيفوس 37 وجزء 4: 1، 8).
وساد الاعتقاد أن هذا الجبل هو جيل التجلي أقيمت عليه عدة كنائس منذ القرون الأولى للمسيحية. وقبل نهاية القرن السادس بنيت عليه كنيسة بثلاثة بروج تذكارًا للمظال الثلاث التي طلب بطرس أن تقام هناك. وحديثًا أقيمت كنيسة فخمة للاتين على قمته.

والأرجح أن ذلك الجبل العالى التى حدثت عليه التجلى  هو أحد الرؤوس الجنوبية من جبل حرمون، أي جبل الشيخ،(مزمور ٨٩: ١٢) الشمال والجنوب انت خلقتهما.تابور وحرمون باسمك يهتفان. لأن المسيح كان في بعض سفوحه قبل التجلي وبعده (متّى ١٦: ١٣ ) (مرقس ٩: ٣٠، ٣٣). فذهب يسوع إلى ذلك الجبل ليصلي (لوقا ٩: ٢٨).
والأرجح أن المسيح تجلى ليلاً، فقد اعتاد أن ينفرد للصلاة ليلاً (متّى ١٤: ٢٣، ٢٤ ) ( لوقا ٦: ١٢ (لو ٢١: ٣٧ ) (لو ٢٢: ٣٩) بدليل أن التلاميذ كانوا وقت التجلي مثقلين بالنوم (لوقا ٩: ٣٢). ولم ينزلوا من الجبل إلا في اليوم التالي (لوقا ٩: ٣٧).

 

هذه هى المقابلة الثانية بين الرب وبين موسى على جبل أولى في خر ١٩ :٢٤؛ ٢٤ :١ والثانية هنا  ليسوع :

 1 -المقابلتين كانا على جبل

 2 - الله تكلم من السحاب في كلتا الحادثتين (خر ٢٤ :١٦)

 3 - وجه موسى أشرق، (خر ٣٤ :٢٩ ) وجسد يسوع كله أشرق

 4 - أولئك الذين حول موسى كانوا خائفين، كما حال أولئك الذين كانوا في صحبة يسوع.

 5 _  ومما يستحق الملاحظة أن كلاً من المسيح وموسى وإيليا صام أربعين يوماً وأربعين ليلة (متّى ١: ١٣ ) ( خروج ٢٤: ١٨ ) (١ملوك ١٩: ٨).

الموقع التقليدي للتجلى هو جبل طابور ولكن قمته كان قلعة روماينة فى زمن المسيح ، وهذا الجبل بعيدٌ جدا عن قيصرية فيليبي ومن المرجح التجلى حدث على جبل حرمون، وهو مكون من ثلاث قمم وسبب ترجيحه أنه يقع  ضمن أرض الموعد إنه أيضاً يقع على  الطريق من قيصرية فيلبي إلى كفرناحوم. وحدد بطرس إسم الجبل ودعاه بـ الجبل المقدس والوحيد بهذا الأسم هو جبل حرمون

على الأرجح أنه كان جبل ميرون، أعلى جبل في المنطقة المحددة

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية " جبل حَرْمون | جبل الشيخ" اسم عبري معناه "جبل مقدّس" جبل دعاه الصيدونيون سريون أي "المتلالئ" والأموريون سنير أو شنير (تثنية 3: 8 و9 ونشيد 4: 8). وكان اسم آخر عند العبرانيين وهو سيئون (تثنية 4: 48). وكان هو الحد الشمالي الشرقي لغزوات العبرانيين بقيادة موسى ويشوع (تثنية 3: 8 و9 ويشوع 11: 3 و17 و12: 1 و13: 5 و11 و1 أخبار 5: 23). 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لوقا البشير يقول بعد ثمانية أيام . ولا يعد هذا خلافاً بين المشيرين لان متى ترك اليوم الذي قيلت فيه تلك الكلمة واليوم الذي صعدوا فيه الى الجبل . أما لوقا فأدخل اليومين في الحساب . وقد انتقى اولئك الثلاثة من بين التلاميذ ليشهدوا مجده لانهم كانوا اشرفهم واكثرهم غيرة وايماناً . فأخذ بطرس لانه كان اشدهم غيرة واكثرهم اقداماً . ويوحنا لانه كان احبهم اليه . ويعقوب لانه قال نستطيع ان نشرب الكأس وذلك مما يدل على قسوته على اليهود حتى أراد هيرودس مرة ان يقتله تزلفاً الى اليهود . فما احسن اخلاص متى فانه لم يغفل ذكر الذين اكرموا من دونه لانه كان لا يعرف الحسد . وقد اكتفى المسيح باولئك الثلاثة لانه مكتوب على فم شاهدين او ثلاثة تثبت كل كلمة . ثم ان المسيح أظهر نفسه على الجبل مثلما هو مزمع ان يظهر في مجيئه الثاني . ولم يظهر مجده في بقعة او بيت معلماً كما قال القديس تاولوغوس ان كل الذين يستحقون القرب من الله يجب عليهم ان يتطهروا فيبلغوا الى علو الفضيلة لكي يكونوا اهلاً لمنادمة الله . ولم يظهر نفسه في بداية البشارة على الصورة التي هي مزمع ان يأتي بها في مجيئه الثاني لكي لا يخامرهم الشك في الوهيته اذا رأوه يتألم لاجل ذلك أظهر مجده قبل ان يتألم بأيام قليلة . قال القديس ساويرس انه تعالى لم يتغير شكل جسده بل لونه تغير فصار نيراً بالمجد الباهر حتى ان التلاميذ انبهروا فلم يستطيعوا النظر اليه فسقطوا على وجوههم . وقوله تغير معناه انه شاء ان يظهر بهاء مجده فسطعت انواره واشرقت فبهر بريقها اعين الرسل . فالتغير وقع على الهيئة النظورة لا على رسم جوهره ويختلف هذا التغير عن تغير موسى فان موسى قد لحق التغير وجه فأنار واما المسيح فكله نور على نور .

تفسير (متى 17: 2) : وتغيرت هيئته قدامهم ، واضاء وجهه كالشمس ، وصارت ثيابه بيضاء كالنور .


.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ" ظهر يسوع بهيئة نورانية بشيء من المجد الذي لناسوته الآن في السماء والذي ظهر ليوحنا في الرؤيا (رؤيا ١: ١٢ - ١٧) فالتفت لانظر الصوت الذي تكلم معي. ولما التفت رايت سبع مناير من ذهب،13 وفي وسط السبع المناير شبه ابن انسان، متسربلا بثوب الى الرجلين، ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب. 14 واما راسه وشعره فابيضان كالصوف الابيض كالثلج، وعيناه كلهيب نار. 15 ورجلاه شبه النحاس النقي، كانهما محميتان في اتون. وصوته كصوت مياه كثيرة. 16 ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب، وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه، ووجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها. 17 فلما رايته سقطت عند رجليه كميت، فوضع يده اليمنى علي قائلا لي:«لا تخف، انا هو الاول والاخر، " 

وكان هذا مقدمة لمجد المسيح الذي سوف يظهر (يوحنا ١٢: ١٦، ٢٣ ) وهذه الامور لم يفهمها تلاميذه اولا، ولكن لما تمجد يسوع، حينئذ تذكروا ان هذه كانت مكتوبة عنه، وانهم صنعوا هذه له.  ..  واما يسوع فاجابهما قائلا:«قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان. و(يو١٧: ٥، ٢٤ ) الان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم. .. ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء العالم.  (٢كورنثوس ٣: ١٨) ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مراة نتغير الى تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح ".

وكان مجد المسيح الأصلي يستتر بناسوته اتضاعاً، فعند التجلي ظهر المجد وقتاً وراى التلاميذ مجده الأزلي. وحدث التجلي وهو يصلي (لوقا ٩: ٢٩) وفيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضا لامعا. ".

وكذلك كانت الشهادة السماوية له وقت معموديته (لوقا ٣: ٢١). وذكر بطرس نبأ التجلي في رسالته الثانية (٢بطرس ١: ١٦ - ١٨) "لاننا لم نتبع خرافات مصنعة، اذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته. لانه اخذ من الله الاب كرامة ومجدا، اذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى:«هذا هو ابني الحبيب الذي انا سررت به».  ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء، اذ كنا معه في الجبل المقدس. " وذكره يوحنا أنه رأى مجده في بشارته (يوحنا ١: ١٤) والكلمة صار جسدا وحل بيننا، وراينا مجده، مجدا كما لوحيد من الاب، مملوءا نعمة وحقا ". وقد ثبَّت ذلك التجلي إقرار الرسل بأنه هو المسيح ابن الله الحي، ووصف بولس مجده (عبرانيين ١: ٣ ).الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الاعالي، "
2) "  وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَٱلشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَٱلنُّورِ"  أَضَاءَ وَجْهُهُ الخ قال مرقس في ذلك «صارت ثيابه تلمع كالثلج» (مرقس ٩: ٣). وقال لوقا «صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً، وَلِبَاسُهُ مُبْيَضًّا لاَمِعًا» (لوقا ٩: ٢٩) بزغ حينئذٍ مجده الأزلي حتى تأثرت ثيابه به.
 

تميزت الظهورات المختلفة لكائنات روحية (الكائنات السماوية/ القديسين) باللون الأبيض  .

 ١ - تجلي يسوع

 ٢ - الملائكة عند قبره، (مت ٢٨ :٣)

 ٣ - الملائكة عند صعوده، (أع ١ :٨)

 ٤ - الملائكة حرفياً "الشيوخ" حول العرش (رؤ ٤ :٤)

 ٥ - الجيش السماوي الملائكي، (رؤ ١٩ :١٤ ١) 

٦ - الممجدون القديسون (رؤ 3: 4- 5 و 18) ( رؤ 6: 14) ( رؤ 7: 9و 13)

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لم يستطع متى ان يشبه ذلك النور الساطع باعظم من نور الشمس مع كونه اسمى واسطع . ثم ان ذلك النور كشف الحجب عن اعينهم ليروا بهاءه الذي هو مجد الآب عينه وقد تشعشع من الابن لانهما واحد في الجوهر

تفسير (متى 17: 3) : واذا موسى وايليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه .

 


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا " لم يظهر ألإنجيلى هنا كيف عرفهما التلاميذ، وهناك عدة إحتمالات إما أن المسيح خاطب كلاً منهما باسمه أو أن يوسع اخبرهم أو أنهما أوحى لهما أنهما موسى وإيليا كما يوحى لنا فى أحلامنا أحيانا بأسماء المنتقلين والقديسيين الذين لا نعرف أسماؤهم بدون أن يتكلما كما عرف أهل أورشليم الأنبياء والقديسيين الذين ظهروا وقت صلب المسيح . وقد وعد الرب بمثل موسى ( تثنية ١٨: ١٥ - ١٩ ) يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي.له تسمعون. 16 حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي ولا ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلا اموت  ( أعمال ٣: ٢٢، ٢٣)فان موسى قال للاباء: ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به. 23ويكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب.  فموسى مات قبل ذلك بنحو ١٢٠٠ سنة على جبل نبو ودفنه الله هناك ( تثنية ٣٤: ٥، ٦ ) فمات هناك موسى عبد الرب في ارض مواب حسب قول الرب. 6 ودفنه في الجواء في ارض مواب مقابل بيت فغور ولم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم" وانتقل إيليا بلا موت قبل ذلك بنحو ٩٣٠ سنة ( ١ملوك ١٩: ١٠، ١٤ ) فقال قد غرت غيرة للرب اله الجنود لان بني اسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف فبقيت انا وحدي وهم يطلبون نفسي لياخذوها....  فقال غرت غيرة للرب اله الجنود لان بني اسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف فبقيت انا وحدي وهم يطلبون نفسي لياخذوها."    (٢ملوك ٢: ١١ ) وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء.
وبلا شك ظهر إيليا بجسده عينه ممجداً لأنه لم يمت لأنه صعد على مركبة نارية ( لوقا ٩: ٣١)اللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدا ان يكمله في اورشليم. أما الجسد الذي ظهر موسى فيه يحتمل أن يكون قد ألبسه الرب بصورة وقتية ، أو أنه صورة جسد كالأجساد التي ظهرت فيها الملائكة في أيام رؤساء الآباء، أو لعله جسده الحقيقي أقامه الله قبل القيامة العامة ليبقى له إلى الأبد. 
وهنا يؤكد هذا التجلى للمسيحيين أن من مات على رجاء القيامة في العهد القديم بأنهم كانوا لا تزال أروحهم حية ولم يصيبهم الفناء بل أنهم يعملون مع الرب يسوع الحياة. إنها تؤكد على حياة أخرى واعية بعد مو ٍت جسدي.
وسبب ظهور هذان الرجلان، وليس صموئيل ولا داود ولا أليشع ولا إشعياء ولا دانيال، لأن موسى كان نائباً عن الشريعة الرمزية،(يوحنا ١: ١٧ ) لان الناموس بموسى اعطي، اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا"  وإيليا كان نائباً عن الأنبياء.
لقد كان كلاهما شخصيتان أخرويتان، موسى من (تث ١٨) وإيليا من (ملاخي ٤)

وتنبأ ملاخي النبى بنحو ٤٠٠ سنة قبل ذلك بأن إيليا يأتي قبل زوال النظام العتيق والشروع في النظام الجديد، فأتى يوحنا المعمدان بقوة إيليا . ويحتمل أنها تمت أيضاً في ظهور إيليا حقيقة.

فالشريعة والأنبياء سجدا للمسيح في شخصي موسى وإيليا، وشهدا بصحة دعواه، واعترفا أن وظيفتهما انتهت بمجئ مصدر الشريعة ووحى الأنبياء وهو المسيح كلمة الإله المعلم العظيم الذي أشارا إليه فى الشريعة والنبوة ، وشهدا به قبل إتيانه. وكأنهما وضعا حينئذٍ عند قدمي المسيح الوكالة التي قد تولياها، بناءً على أن صليبه يعظّم الشريعة الأخلاقية، ويكمل الشريعة الرمزية، ويتمم كل النبوات، ويبلغ كل ما في النظام القديم غايته.
2) " يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ" يَتَكَلَّمَانِ مَعَه حول موضوع «خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ» (لوقا ٩: ٣١) وإذ كان ذلك الموضوع موته وكان هذا آخر موضوع تكلم به الرب يسوع مع بطرس ، لم يتكلما حول معجزاته ولا تعليمه ولا مجده الحاضر ولا مجده المستقبل، وكانت ذبائح الشريعة كلها تشير إلى ذلك موت إنسان ، ونبوة الأنبياء ما زالت موجودة بالعهد القديم حوالى 300 نبوة «بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا» (١بطرس ١: ١١). فموسى وإيليا سلَّما بأنه لا بد من آلام المسيح وموته لتأسيس ملكوته. (وهو ما عثر به بطرس متّى ١٦: ٢٢). وكان التلاميذ نياماً من التعب أثناء بعض وقت حديث موسى وإيليا مع المسيح (لوقا ٩: ٣٢). كما حدث وقت صلاته فى بستان جسثيمانى

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ذلك لكي ينفي عن التلاميذ الوهم الذي كان سائداً عند الناس انه ايليا او ارميا او واحد من الانبياء على ان موسى وايليا لم يظهرا بجسدهما بل كان ظهورهما كشفاً كما اظهر الروح للانبياء وادنى اليهم ما كان بعيداً وأجلى أمام اعينهم ما كان خفياً . وأتى برئيسي العتيقة ليعلم التلاميذ انه رب الاحياء والاموات فموسى من الموتى وايليا من الاحياء . وان الموتى عند ظهوره يقومون والاحياء المتأخرين يتجددون دون ان يذوقوا الموت . ثم ان موسى من المتزوجين وايليا من البتولين . وجعلا يخاطبانه عن خروجه الذي كان مزمعاً ان يتم في اورشليم وعن آلامه وعن موته فعرفهما التلاميذ من كلامهما مع كونهم كانوا مستغرقين في النوم وذاك ناشئ عن فعل الروح القدس ورمز الى سريان المعرفة في الآخرة في قلوب المؤمنين اجمعينز ولعل كلاً منهما كان يتكلم عما عمل ويسرد ما جرى في زمانه . وقال القديس يعقوب السروجي ان موسى كان يطلب من المسيح ان يمكث على الارض حتى يتوب جميع الخطأة . وايليا كان يسأله النزول الى الموتى من اجل الانفس التي كانت في حبوس الجحيم . وقال أيضاً انه تعالى أتى بموسى وايليا لاتحاد العتيقة والحديثة .

 

تفسير (متى 17: 4) : فجعل بطرس يقول ليسوع : “ يا رب جيد ان نكون ههنا ! فان شئت نصنع هنا ثلاث مظال : لك واحدة ، ولموسى واحدة ، ولايليا واحدة “ .



ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "جَعَلَ" أما رآه بطرس دفعه ليقول أى بدأ .. لقد كان بطرس مندفعا يتكلم ببساطة وهى صفة من صفات بطرس
2) " بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ" أثناء كلام يسوع مع موسى وأسليا
قاطع بطرس يسوع وأجاب عن سؤال لم يُطرح، الأمر الذي كانصفة من صفات بطرس الشخصية  وقد منعت الرهبة يوحنا ويعقوب من الكلام من تأثير منظر رؤية روحانية فائقة الطبيعة ، ولكنها لم تمنع بطرس، فأسرع كعادته يتكلم (يوحنا ٢٠: ٥، ٦ ) (يو ٢١: ٧)

وفيما يبدوا أنه عندما رأى أن موسى وإيليا سيفارقان المسيح (لوقا ٩: ٣٣) وفيما هما يفارقانه قال بطرس ليسوع: «يا معلم جيد ان نكون ههنا. فلنصنع ثلاث مظال: لك واحدة ولموسى واحدة ولايليا واحدة». وهو لا يعلم ما يقول ."  فكأن بطرس أراد أن يعيقهما عن الذهاب.
3) " يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هٰهُنَا!"
يعنى أحسن  شئ يارب أننا أتينا هنا وأن البقاء على الجبل مع موسى ويليا فى بهاء المجد كما رأينا خير من الحياة بين الناس والتعرض للتعب والإهانة والموت الذي أنبأ المسيح به. وهذا دليل على أنه كان سعيدا جدا بما رآة من مجد يفوق الخيال كما فى السماء ، وصعب عليه زوالها والنزول إلى الأرض ، مع شعوره بأنهم كانوا جميعاً على رأس جبل !رأى بطرس أن يصنع ثلاث مظال: ليسوع وموسى وإيليا، فكأنه ساوى هذين العبدين بالمسيح، وكأن بقاءهما للتعليم في الأرض نافع كبقاء المسيح.
4) " فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ."
المعنى المتضمن "دعنا نمكث هنا (جملة شرطية فئة أولى) يدل على أن بطرس كان يريد إكرام سيده مع من جاؤوا يكلمونه من السماء بالفعل لحمايتهم كما كان يظن من شدة الإضائة .يظهر حسناً لكل مؤمن أن يقف مع المسيح وكل جماعات القديسين والملائكة على جبل صهيون السماوية وتُصنع المظال من أغصان الشجر (تكوين ٣٣: ١٧)  واما يعقوب فارتحل الى سكوت، وبنى لنفسه بيتا، وصنع لمواشيه مظلات. لذلك دعا اسم المكان «سكوت».  . وصنع يونان واحدة منها ليتقي الحر (يونان ٤: ٥) وكذلك يصنع بنو إسرائيل في عيد المظال سنويا (لاويين ٢٣: ٤٢) في مظال تسكنون سبعة ايام.كل الوطنيين في اسرائيل يسكنون في المظال. " . والغرض من المظال الوقاية والراحة.

وينشئ الإسرائيليون مظلة يتم فيها تناول جميع وجبات العيد، وقد من ينامون فيها أيضا. خلال الأيام الخمسة بين يوم الغفران وسوكوت يقيم الآلاف من المواطنين عرشًا (سوكة) للإقامة المؤقتة قرب البيت أو على الأسطح أو في الشرفات المفتوحة وذلك تذكارًا للعروش التي عاش فيها بنو إسرائيل في تيه سيناء طوال أربعين سنة بعد خروجهم من أرض مصر بقيادة  موسى وهم في طريقهم إلى أرض الميعاد. وتقام مثل هذه العروش أيضًا في أماكن عامة وفي معسكرات الجيش. وبدل إنشاء سطح لهذه المظلة، يجري تغطيتها بسعف النخيل. وتأتي هذه المظلات [وتسمى "سوكوت" كما فعل يعقوب فى سوكوت (تك 33: 17) ويسمى باسمها العيد] حسث يتذكر اليهود وأبناؤهم بالطبيعة المؤقتة للمساكن المحمولة خلال الأربعين سنة عندما كانوا قبائل رحل التي أمضاها الشعب اليهودي في التيه، عقب تحرره من عبودية فرعون وخروجه في مصر.
كما يتميز بها هذا العيد هي الباقة التي يمسك بها اليهود عند صلاة الصباح والمؤلفة من سعفة نخيل وأترنج وبعض أغصان الآس (وهو نوع من الريحان) وأغصان الصفصاف

وقال مرقس إن بطرس قال هذا «لأنه لم يكن يعلمهم ما يتكلم به، إذ كانوا مرتعبين» (مرقس ٩: ٦) وقال لوقا عن بطرس «وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَقُولُ» (لوقا ٩: ٣٣). لأنه كيف تحمى المظال كائنات روحية فيظهر أن بطرس تكلم بلا تفكير مندفعا من تعجبه وخوفه وجهله، فهل يحتاج سكان السماء  إلى المظال المصنوعة بالأيدي البشرية. ولم يتحدث التلاميذ إلى موسى وإيليا، كما أنهما لم يلتفتا إلى التلاميذ.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ان سمعان لما سمع موسى وايليا يضرعان اليه ان يتألم ليخلص آدم خاف ومن خوفه طلب اليه ان يجلسوا في الجبل . لانه ان ذهب الى اورشليم ألبوا عليه وصلبوه وأذاقوه الآلام واما اذا بقوا في الجبل فهناك الهدوء والسلام . وهنا نرى ان بطرس قد اظهر الغيرة على معلمه فلم يكن يطلب من جل نفسه وان كان غير مصيب في طلبته كما يتضح ذلك من اجابته للمسيح حين تكلم عن الآلام حيث قال ” اني أضع نفسي عوضك . ولم يقل نضع ” بصيغة الامر بل تأدب فقال باتضاع ” ان شئت ” لئلا ينتهره كما سبق حين قال ” حاشى لك ” . ومن الغريب ان بطرس الذي كان قد اعترف به قبل ذلك بانه المسيح ابن الله قد حسبه الآن كبعض خلائفه أي عبيده لان اعترافه الاول كان بالهام الروح القدس . ولكنه ما سمع ذكر الآلام حتى تشوش ذهنه وخصوصاً عندما راى موسى وايليا يترائيان مع المسيح فحسبهم متساوين في المنزلة ولذلك يقول الانجيليون الاخرون ” انه لم يكن يدري ما يقول لما كان بهم من الرعب ” وكما تعشو العيون من اشعة الشمس الساطعة هكذا حصل للرسل فاستغرقوا في النوم مع ان الوقت لم يكن ليلاً . على ان البعض يذهبون الى ان التجلي كان ليلاً .

 


تفسير (متى 17: 5) : وفيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم ، وصوت من السحابة قائلاً : “ هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت . له اسمعوا “ .


 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 ( إشعياء ٤٢: ١ )هوذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سرت به نفسي.وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم.
1) " سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ " علامة الحضور الإلهي والسحابة عبارة عن شعاع ضوء به ذرات تسبح فيه تشع ضوئا 

هذه السحابة النيرة علامة الحضور الإلهى . وكان لها علاقة بالشكينة Shekinah ،سحابة المجد في العهد القديم، لم ترد كلمة شكينة Shekinah في الكتاب المقدس قام معلمي اليهود بصياغة هذا المصطلح غير الموجود في الكتاب المقدس، وهو إحدى صيّغ كلمة عبرية معناها الحرفي "جعله يسكن"، في إشارة إلى الزيارة الإلهية وحضور الرب الإله أو سكناه على الأرض.(١تيموثاوس ٦: ١٦) الذي وحده له عدم الموت، ساكنا في نور لا يدنى منه، الذي لم يره احد من الناس ولا يقدر ان يراه، الذي له الكرامة والقدرة الابدية. امين. " .

عندما إرتحل شعب إسرائيل من سكوث عند هروبهم من مصر. هناك ظهر الرب في عمود سحاب في اليوم وعمود من نار في الليل: "وَارْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَنَزَلُوا فِي ايثَامَ فِي طَرَفِ الْبَرِّيَّةِ. وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ امَامَهُمْ نَهَارا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ وَلَيْلا فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ — لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارا وَلَيْلا. لَمْ يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارا وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلا مِنْ امَامِ الشَّعْبِ" (خروج 13: 20-22).
كلم الله موسى من عمود السحاب في خروج 33 مؤكداً له أن حضوره سوف يصاحب شعب إسرائيل (الآية 9). تقول الآية 11 أن الله كلم موسى "وجهاً لوجه" من السحابة، ولكن عندما طلب موسى أن ينظر مجد الله، قال له الله: "لا تَقْدِرُ انْ تَرَى وَجْهِي لانَّ الْانْسَانَ لا يَرَانِي وَيَعِيشُ" (الآية 20). لذا، من الواضح أن الإظهار المرئي لمجد الله كان مخففاً بعض الشيء. وعندما طلب موسى أن يرى مجد الله، خبأ الله موسى في نقرة في الصخرة وغطاه بيده، ثم مر بجواره. بعد ذلك رفع الله يده فرأى موسى ظهره فقط. وهذا قد يشير إلى أن مجد الله أكثر بهاء وقوة مما يستطيع الإنسان أن يتحمل رؤيته بصورة كاملة.
لم يكن شعب إسرائيل وحدهم من رأوا إظهار حضور الله، ولكن المصريين أيضاً رأوه: "وَكَانَ فِي هَزِيعِ الصُّبْحِ انَّ الرَّبَّ اشْرَفَ عَلَى عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ فِي عَمُودِ النَّارِ وَالسَّحَابِ وَازْعَجَ عَسْكَرَ الْمِصْرِيِّينَ وَخَلَعَ بَكَرَ مَرْكَبَاتِهِمْ حَتَّى سَاقُوهَا بِثَقْلَةٍ. فَقَالَ الْمِصْرِيُّونَ: نَهْرُبُ مِنْ اسْرَائِيلَ لانَّ الرَّبَّ يُقَاتِلُ الْمِصْرِيِّينَ عَنْهُمْ" (خروج 14: 24-25). كان مجرد حضور مجد الله في الشكينة كافياً لإقناع أعداؤه بأنه لا يمكن مقاومته.

وهناك آيات تشير للعلاقة بين السحاب المضئ والرب فى العهد القديم (مزمور ٩٧: ٢ ) السحاب والضباب حوله.العدل والحق قاعدة كرسيه  وسُميت أحياناً مركبة الله (مزمور ١٠٤: ٣ ) المسقف علاليه بالمياه الجاعل السحاب مركبته الماشي على اجنحة الريح   (إشعياء ١٩: ١) وسُميت أيضاً المجد أو مجد الرب. وظهرت هذه السحابة المنيرة لموسى في العليقة الملتهبة (خروج ٣: ٢) وهي التي قاد الله بها بني إسرائيل في البرية (خروج ١٣: ٢١، ٢٢) وهي التي استقرت على جبل سينا عندما صعد موسى ليكلم الله (خروج ١٩: ٩ و١٨ و٢٤: ١٦) وهي التي ملأت خيمة الاجتماع عند إتمامها (خروج ٤٠: ٣٤، ٣٥) وملأت الهيكل عند تدشينه (١ملوك ٨: ١٠)

هذه السحابة ظهرت مرةً قبلاً عند معمودية يسوع  والتي كانت رمزا(مت ٣ :١٧ )

.وهي التي ظهرت لرعاة بيت لحم عند ولادة المسيح (لوقا ٢: ٩) واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما.  " وهي التي استقبلت المسيح عند صعوده (أعمال ١: ٩) وهي التي ستحيط بالمسيح عند مجيئه الثاني (متّى ٢٤: ٣٠ و٢٦: ٦٤ ولوقا ٢١: ٢٧ ورؤيا ١: ٧ و١٤: ١٤).

في العهد الجديد، يسوع المسيح هو مسكن مجد الله. تقول رسالة كولوسي 2: 9 أنه "فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً"، مما جعل المسيح يقول لفيلبس: "اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ..." (يوحنا 14: 9). نرى في المسيح الإظهار المرئي لله نفسه من خلال الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس. ورغم أن مجده كان مستتراً، إلا أن المسيح كان هو حضور الله على الأرض. وكما أن الحضور الإلهي كان يحل في خيمة بسيطة إلى حد ما تسمى "خيمة الإجتماع" قبل بناء هيكل أورشليم، كذلك حل الحضور الإلهي في شخص بسيط إلى حد ما هو المسيح. "...لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ"(إشعياء 53: 2). ولكن عندما نصل إلى السماء سوف نرى كل من الآب والإبن في كل مجدهما، ولن تعود الشكينة مستترة (يوحنا الأولى 3: 2).

2) " ظَلَّلَتْهُمْ " أي ظللت المسيح وموسى وإيليا (لوقا ٩: ٣٤). ظللتهم من نفس الجذر اليوناني المستخدم للإشارة إلى الحبل بيسوع عن طريق الروح القدس في العذراء مريم في (لو ١ :٣٥ )فاجاب الملاك: «الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.  "

 3) " صَوْت" هو صوت الآب (الذات) . هذه مرة من ثلاث مرات شهد الله الآب للابن بصوت مسموع. والمرتان االباقيتان وردتا في (متّى ٣: ١٧ ) (يوحنا ١٢: ٢٨) ربما يكون هناك ًارتباط بين تكلم الرب من هذه السحابة والفكرة ال ّرابية في kol bath ،والتي كانت الطريقة خلال الفترة ما بين العهدين  لتأكيد إرادة الرب عندما لم يكن هناك أنبياء.  لمح بطرس إليها فيما بعد في (2 بط 1:  17- 18) لانه اخذ من الله الاب كرامة ومجدا، اذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى:«هذا هو ابني الحبيب الذي انا سررت به». 18 ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء، اذ كنا معه في الجبل المقدس" 

4) "ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ" هذه شهادة من الآب بأن يسوع ابنه، وأنه هو المسيح. وقدمها الآب عندما أنكر اليهود دعواه وعزموا على أن يقتلوه، وأدى هذه الشهادة عينها عند معمودية يسوع (متّى ٣: ١٧) وبقوله «ابني» أوضح أن المسيح مستحق إكراماً أعظم مما يستحقه موسى وإيليا فإنهما خادماه.

ما قاله الرب في غاية الأهمية. الموازاة في لوقا تدمج بين اقتباس من (مز ٢ :٧) "ابني" و(أش ٤٢ :١) "الذي اخترته"، (لو ٩ :٣٥ .) (مز ٢ ) هو مزمور داودي ملكي و(أش ٤٢ ) هي بداية أناشيد العبد في أش. هنا لدينا الألوهية الكاملة ليسوع مدمجة مع خدمة العبد المتألم في أش (مر ٩ :٢٨) ( لو ٩ :٢٨ - ٣٦ )هذه تظهر النبوءة التى وردت فى ( تك ٣ :١٥ )
5) "بِهِ سُرِرْت " هذا دليل واضح على أن الآب رضي خدمة المسيح التي قدمها على الأرض لخلاص البشر، وكان راضياً بها على الدوام وخاصة وهو يدنو إلى تقديم نفسه ذبيحة.
6) " لَهُ ٱسْمَعُوا " أمر مضارع مبني للمعلوم يعكس (تث ١٨ :١٥) وسضمن آية (أش ٤٢ :١)أي إسمعوا واطيعوا ماذا يقول ويوصيكم ويعلمكم واآمنوا به وسيروا طبقا لتعاليمه .  فقال الرب «له اسمعوا» لا لموسى وإيليا، أي لا للشريعة وللأنبياء، بل للمسيح اوحى بالكلمة لهما وعندما تجسد أكملهما. وحان الوقت أن لا يسمعوا لتقاليد الشيوخ وتعاليم الكتبة والفريسيين. لأنه بواسطة كلمات ابن الإنسان يعلن لنا الآب ذاته (عبرانيين ١: ١، ٢) وكلماته لا تزول إلى الأبد (متّى ٢٤: ٣٥) فله اسمعوا لتؤمنوا به ولتحبوه وتطيعوه. فذلك الصوت السماوي لكل الناس في كل جيل وكل زمن وكل وقت  لا للتلاميذ المسيح الثلاثة فقط، ولا يزال المسيح أفضل من كل المعلمين لأنه يفوقهم بطبيعته ومقامه ووظيفته، وبدمه يعطى غفرانا للخطاة أكثر من شفاعة موسى في بني إسرائيل يوم كان معهم في البرية. والإصلاح الذي أنشأه المسيح أعظم وأبقى من الإصلاح الذي أنشأه إيليا.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
قد اعتاد له المجد ان يتكلم من وسط السحاب اظهاراً لمجده . فتجد آياتاً كثيرة في هذا الصدد كقوله السحب والضباب حوله . ووضع على السحاب مركبته وراكب على السحاب الخفيفة ويدخل مصر . وابن البشر سوف ياتي على السحاب . ولم يكن الصوت لاجل موسى وايليا بل من اجل يسوع لان التلاميذ رفعوا اعينهم فلم يروا الا يسوع وحده . أما موسى وايليا فكانا قد ارتفعا ( به سررت ) أي ترتاح اليه نفسي لانه مساوٍ لي في الجوهر . وقوله ” له اسمعوا ” أي وان يكن المسيح مزمعاً ان يتالم ويصلب فمن حيث انه ابني موضوع مسرتي فعليك يا سمعان انت ورفقاؤك ان تسمعوا لقوله بلا مشاحنة .

 

 

 

تفسير (متى 17: 6) : ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جداً .
 

.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " لَمَّا سَمِعَ ٱلتَّلاَمِيذُ " سمعوا صوت الآب. بدأت رهبتهم عندما ظللت السحابة المسيح ورفيقيه (لوقا ٩: ٣٤) وزادت عندما سمعوا صوت الله. وهكذا كان الكهنة في الهيكل يرهبون عند ظهور علامة حضور الله (١ملوك ٨: ١١).
2) "  سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدّاً" الشعب اليهودى كانوا يعتقدون أن رؤية الله تعني الموت (خر ٣٣ :٢٠ -٢٣)
وقال لا تقدر ان ترى وجهي.لان الانسان لا يراني ويعيش. وقال الرب هوذا عندي مكان.فتقف على الصخرة. ويكون متى اجتاز مجدي اني اضعك في نقرة من الصخرة واسترك بيدي حتى اجتاز. 23 ثم ارفع يدي فتنظر ورائي.واما وجهي فلا يرى ( قض ٦ :٢٢ -٢٣) فراى جدعون انه ملاك الرب فقال جدعون اه يا سيدي الرب لاني قد رايت ملاك الرب وجها لوجه. 23 فقال له الرب السلام لك.لا تخف.لا تموت ( قض ١٣ :٢٢)فقال منوح لامراته نموت موتا لاننا قد راينا الله.  

ولكن فى المسيح رأى البشر الرب فى صورة المسيح بل أنهم لم يروا فقط جسد من لحم ودم بل رأوا جزءا من مجده فى التجلى عيانا ( يو ١ :١٨)   الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر. ( يو  ٦ :٤٦)  ليس ان احدا راى الاب الا الذي من الله. هذا قد راى الاب " ( كول ١ :١٥) الذي هو صورة الله غير المنظور، بكر كل خليقة. ( ١ تيم ٦ :١٦)  الذي وحده له عدم الموت، ساكنا في نور لا يدنى منه، الذي لم يره احد من الناس ولا يقدر ان يراه، الذي له الكرامة والقدرة الابدية. امين. ( ١ يو ٤ :١٢ )  الله لم ينظره احد قط. ان احب بعضنا بعضا، فالله يثبت فينا، ومحبته قد تكملت فينا.

غطوا وجوههم من الخوف والهيبة لأنهم رأوا المسيح فى مجده الإلهى

صوت الرب أرعب هؤلاء الرسل لأنه صادر من السماء على قمة جبل وبلا شك كان له صدى صوتا  كما حدث عندما أرعب قبلاً شعب الله في جبل سيناء (خر ١٩ :١٦ ) وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح انه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدا.فارتعد كل الشعب الذي في المحلة.  "

 تذكروا، متى قدم يسوع على أنه معطي الناموس الثاني، أو موسى الثاني (تث ١٨ :١٥ )

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لانهم كانوا في جبل منفرد بعيداً عن الناس فلما رأوا تلك السحابة المنلرة وسمعوا ذلك
الصوت دهشوا أكثر مما دهشوا حين سمعوه في الاردن

 

 

تفسير (متى 17: 7) : فجاء يسوع ولمسهم وقال : “ قوموا ولا تخافو” ا .
 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس


1) " فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ"  من هول ما رأوه على الجبل المقدس من تغيير فى هيئة يسوع لهيئة ممجده وظهور موسى وإيليا يكلمانه وظهور سحابة تظللهم وصوت من السماء سقطوا على الأرض ووضعوا أيديهم على رؤوسهم حتى لا يروا المزيد فيموتوا حسب عقيدة اليهود عندما يرون مثل هذه الرؤى الروحانية السمائية سقطوا من الخوف فيما سيحدث لهم بعد هذه الرؤيا وذهب يسوع غليهم ولمسهم لمسة حنان ليطمئنهم بأن مشهد الرؤية إنتهى ولن يحدث لهم شئ وأنهمتركوا عالم السماء الروحانى وما زالوا فى عالم الأرض الجسدى والمادى وقد تكررت هذه اللمسة الحانية من الكائنات الروحية وذكرت فى العهد القديم من الملائكة (دانيال ٨: ١٨ ) واذ كان يتكلم معي كنت مسبخا على وجهي الى الارض فلمسني واوقفني على مقامي.   ( دا ٩: ٢١ ) وانا متكلم بعد بالصلاة اذا بالرجل جبرائيل الذي رايته في الرؤيا في الابتداء مطارا واغفا لمسني عند وقت تقدمة المساء ( دا١٠: ١٠، ١٨).  واذ بيد لمستني واقامتني مرتجفا على ركبتي وعلى كفي يدي. 11 وقال لي يا دانيال ايها الرجل المحبوب افهم الكلام الذي اكلمك به وقم على مقامك لاني الان ارسلت اليك.ولما تكلم معي بهذا الكلام قمت مرتعدا. 12 فقال لي لا تخف يا دانيال لانه من اليوم الاول الذي فيه جعلت قلبك للفهم ولاذلال نفسك قدام الهك سمع كلامك وانا اتيت لاجل كلامك. 13 ورئيس مملكة فارس وقف مقابلي واحدا وعشرين يوما وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الاولين جاء لاعانتي وانا ابقيت هناك عند ملوك فارس. 14وجئت لافهمك ما يصيب شعبك في الايام الاخيرة لان الرؤيا الى ايام بعد 15 فلما تكلم معي بمثل هذا الكلام جعلت وجهي الى الارض وصمت. 16 وهوذا كشبه بني ادم لمس شفتي ففتحت فمي وتكلمت وقلت للواقف امامي يا سيدي بالرؤيا انقلبت علي اوجاعي فما ضبطت قوة. 17 فكيف يستطيع عبد سيدي هذا ان يتكلم مع سيدي هذا وانا فحالا لم تثبت في قوة ولم تبق في نسمة. 18 فعاد ولمسني كمنظر انسان وقواني. " ويعتقد أنهم ناموا من التعبد بعد مشاهدتم التجلى وسقوطهم على الأرض
(لو ٩ :٣٢ )

2) "  وَقَالَ: قُومُوا وَلاَ تَخَافُوا"  قُومُوا لأنهم كانوا ساقطين على وجوههم من الخوف ونلاحظ هذا الخوف الذى ظهر على بطرس عندما سار على الماء عندما خاف من الرياح فبدأ يغرق و (متّى ١٤: ٢٧). في الحال مد يسوع يده وامسك به وقال له: «يا قليل الايمان لماذا شككت؟»  . وذكر سفر الرؤيا هذه اللمسة التى تمنع الخوف وتطرد الرهبة ( ورؤيا ١: ١٧) فلما رايته سقطت عند رجليه كميت، فوضع يده اليمنى علي قائلا لي:«لا تخف، انا هو الاول والاخر "  وهذا مثل ما حدث لأشعيا النبى ( إشعياء ٦: ٥ - ٧ ) فقلت ويل لي اني هلكت لاني انسان نجس الشفتين وانا ساكن بين شعب نجس الشفتين لان عيني قد راتا الملك رب الجنود. 6 فطار الي واحد من السرافيم وبيده جمرة قد اخذها بملقط من على المذبح 7 ومس بها فمي وقال ان هذه قد مست شفتيك فانتزع اثمك وكفر عن خطيتك

3) "قُومُوا وَلاَ تَخَافُوا" كلاهما فعل أمر. إنهما يتناولان االمشهد الذى رأوه للتو.

١ -لا نستطيع أن نبقى هنا على الجبل (أمر ماضي ناقص).

٢ -لا تخافوا من هذه الخبرة من الإقتراب من الله (أمر مضارع).

المشهد الذى رآه التلاميذ  كان لتأكيذ هذه الرحلة اللاهوتية العظيمة حتى يتذكروا مجد الرب والعمل فى التبشير ونشر الإيمان وليس للتراخي والكسل، وتشجيعهم على القيام بالمهمة، وليس الخوف.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
شجعهم لئلا يتمكن منهم الخوف فينسوا ما قد نظروا

 


تفسير (متى 17: 8) : فرفعوا اعينهم ولم يروا احداً الا يسوع وحده

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " رَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ " كانوا منطرحين على الأرض ساقطين على وجوههم وعندما لمسهم يسوع  نظروا إلى فوق اطمأنوا من لمسة المسيح وصوته وذهب الخوف من نفوسهم .

2)" لَمْ يَرَوْا أَحَدا " أي لم يروا أحدا غير المسيح فقد إختفى موسى وإيليا.  فلما ارتفعت السحابة توارى موسى وإيليا عن عيونهم . وكانت نهاية ذلك المشهد فجأة مثل بدئه على الأرض فوق جبل حرمون .
3) " يَسُوعَ وَحْدَهُ"  ان التلاميذ كالأطفال بالنسبة لمعلمهم فهو أبيهم لأن فيه وحده كل ما نحتاج إليه فى الأرض والسماء والآن وإلى الأبد، وهو يبقى معنا دائماً بلا تغيير (عبرانيين ١٣: ٨). ذهب السماويان موسى وإيليا،  أاد بطرس صنع مظال ولم يبق سوى يسوع، فلنصنع له مظال في قلوبنا وفي قلوب غيرنا بتعليمنا إياهم فنكون كلنا هياكل حية.

وكانت أهداف الرحلة إلى قيصرية فيلبس والتى إنتهت بالتجلي أربعٌ:

 (١) تثبيت إيمان تلاميذه بعد إعتراف بطرس بلاهوته وإعلانه جهارا "أنت هو المسيح إبن الرب الحى" وأعلن المسيح ذلك بتمجُّده، وشهادة الآب له، وقام المسيح بإعدادهم لفهم سبب وقت صلبه. حتى لا يشكوا فيه ويتذكروا هذه الرحلة فأراهم بذلك آية من السماء أبى أن يريها للكتبة والفريسيين (متّى ١٢: ٣٩).. وأنبأ بطرس بتأثير ذلك المشهد فيه (٢بطرس ١: ١٧، ١٨).

(٢) تعزية يسوع نفسه استعداداً لاحتمال آلامه. فإنه كان إنساناً كما كان إلهاً واحتاج في إنسانيته إلى تعزية (لوقا ٢٢: ٤٣).

(٣) الإعلان عن الاتفاق التام بين العهدين القديم والجديد، أي بين موسى والشريعة والأنبياء فى القديم  وتعليم المسيح فى العهد القديم .

 (٤) ظهور يسوع الإنسان فى صورة إلهية ممجدة ممهورة بشهادة إلهية بصوت من السماء هذا هو يسوع المسيح إلهنا يا كل الشعوب وهذا هو الخبر، وإعلان عظمة مجده في المجيء الثاني.
ولم يكن التلاميذ وحدهم هم الذين إستفادوا من هذا التعليم فى هذه الرحلة : (١) أثبت ظهور موسى وإيليا صحة تعليم الكتاب المقدس بعهدية بشأن القيامة العامة، لأن ظهور موسى وإيليا الروحيين جسدياً عيانا هو دليل لصحة ما وعد به الكتاب من التغيير الذي يحدث في أجساد الأحياء، والذين يقومون من الموت في اليوم الأخير. ومثال القسم الأول إيليا لأنه لم يمت، ومثال القسم الثاني موسى لأنه مات. (٢) إن المؤمنين الذين غابوا عن هذا العالم لا يزالون في الوجدان ومهتميين بما يجرى فى العالم لا في حال السبات. فهم أحياء في العالم العلوي ومعطى لهم قوى الروحية. (٣) إنهم يختلفون بمنظرهم كما كانوا على الأرض، وبهذا نتحقق أن الأموات في الرب يعرف بعضهم بعضاً في السماء. (٤) إن القديسين في السماء الذين ماتوا على رجاء القيامة لا يزالون يعتنون بتقدم عمل الفداء على الأرض. (٥) تتغيير هيئة المسيح عند التجلي تعطى لنا صورة حول هيئة أجساد المؤمنين الروحية يوم القيامة لأنه «يوجد جسد حيواني وجسم رُوحَانِيٌّ.. وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ» (١كورنثوس ١٥: ٤٤، ٤٩) وأن المسيح «سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ» (فيلبي ٣: ٢١).

.تفسير (متى 17: 9) : وفيما هم نازلون من الجبل اوصاهم يسوع قائلاً : “ لا تعلموا احداً بما رأيتم حتى يقوم ابن الانسان من الاموات “ .
 

 


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ ٱلْجَبَلِ "  نازلون من جبل حرمون / الشيخ الآن وكان ذلك في صباح الغد التالى للتجلى (لوقا ٩: ٣٧).وفي اليوم التالي اذ نزلوا من الجبل استقبله جمع كثير.
2) " أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ " يسكن على سفوح جبل حرمون / الشيخ معقلا درزيا منذ تأسيس الدعوة حتى اليوم، فهو محاط بقرى درزية من كافة الجهات، وموقعه يعتبر مركز التجمعات الدرزية الكبيرة في سوريا ولبنان وإسرائيل. فعلى سفوحه الشمالية تقع مدينة حاصبيا وقرى درزية، وعلى سفوحه الجنوبية تقع قرية مجدل شمس ومسعدة، وعلى سفوحه الغربية، تقع قرية عين قنيا، وعلى سفوحه الشرقية، وبالقرب منه، تقع مجموعة من القرى الدرزية العريقة، وفي مقدمتها قرية حضر، وعدد من القرى في المنطقة، الممتدة بين الجبل ومشارف العاصمة دمشق.

3) "  لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ " ماضي ناقص مبني للمعلوم شرطي  مستخدم بمعنى أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم.(لو ٩ :٣٠ )

كان الهدف من التجلي تثبيت إيمان التلاميذ من جهة  بأن يسوع هو المسيح وتوضيح لاهوته وسر الفداء، وإعدادهم ليكونوا شهوداً بذلك المشهد وغيره من أعماله المجيدة لينشروه فى العالم ، فإن وقت إعلان ذلك لسائر الناس لم يكن قد أتى. ولو أعلنوه يومها ما صدَّقهم الناس، لأنه لم يكن شيء في منظر المسيح المعتاد وفق ذلك النبأ فلم تحدث زلزلة أو قيامة من الأموات أو ظهورات المسيح العديدة ، فتكون نتيجة إعلانه سخرية الكتبة والفريسيين ومقاومتهم له . كما أنه أراد إخفاء هذه الحقيقة عن الشياطين

4) " لا تعلمواُ" هذا هو السر المسياني (مت ٨ :٤) (مت ٩ :٣٠) فانتهرهم كي لا يقولوا لاحد ( مر ٩: ٩ )  وفيما هم نازلون من الجبل اوصاهم ان لا يحدثوا احدا بما ابصروا الا متى قام ابن الانسان من الاموات  عنه. ( مت ١٢ : 16) ( مت 16: 20) حينئذ اوصى تلاميذه ان لا يقولوا لاحد انه يسوع المسيح.( مر 1: 44) ( مر 3: 12) (مر 5: 47) (مر 7: 36) (مر 8: 30) ( مر 9: 9) ) ( لو 4: 41) ( لو 5: 14) ( 8 : 56) ( لو 9: 21)   وعندما أقام إبنة يايريس ( لوقا ٨: ٥٦) فبهت والداها. فاوصاهما ان لا يقولا لاحد عما كان.

. المشكلة كانت، ما الذي كانوا سيخبرون به؟ كان يسوع يقول لا تخبروا أحداً لتوه لأنه كانت لديه مشاكل لأنه صارً معروفا على أنه شافي وصانع معجزات ولم يكن الإنجيل قد اكتمل بعد. سيأتي وقت، كما ذكر يسوع في مت أن يكون قد قام من بين الأموات، لقد أخبرهم هذا عدة مرات بعدة طرق، ولكنهم على ما يبدو أنهم لم يسمعوا أو يفهموا المعاني المتضمنة فيه كلماته وتعاليمه، ولم يكن الفحوى اللاهوتي لهذا اللقاء سيكون قابلاً للفهم لأنه كان يعتبر تبوة مختومة مثلها مثل كل النبوات  لا تفهم إلا عندما تتحقق . 

5)  " حَتَّى يَقُومَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ"  مِنَ ٱلأَمْوَات أي من بين الموتى. أراد المسيح أن يقترن الإعلان الإلهى بتجليه بإعلان قيامته. وزاد مرقس على ذلك أنهم لم يفهموا مراده بالقيامة (مر ٩: ١٠) فحفظوا الكلمة لانفسهم يتساءلون: «ما هو القيام من الاموات؟»  مع أنه أخبرهم قبل ذلك صريحاً بأنه يقوم بعد ثلاثة أيام من موته (متّى ١٢: ٤٠). لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لان العظائم التي كانت تروى عنه في ذلك الزمان كان يعسر قبوله عند كثيرين لان الصليب كان عثرة شكوك . فما قال لهم ان يسكتوا سكوتاً ابدياً بل الى حين ان يقوم من بين الاموات . وسبب هذه الرؤيا انه كان سبق واخبرهم عن آلامه وموته لانها كانت قريبة الحدوث . أما مجده العتيد فكان زمنه بعيداً . فأراد ان يريهم شيئاً منه لاجل تعزيتهم . أما راي المعلمين عن موسى وايليا . فالقديسون ساويرس ويعقوب السروجي ويعقوب الرهاوي يقولون ان ايليا نزل بالجسد الى الجبل لانه لا يزال حياً . اما عن موسى فما قالوا شيئاً . نعم قال القديس ساويرس ان ربما نفسه قد تمثلت بهيئة شخص كما كان الملائكة يتراؤن للانبياء في زي الرجال وهكذا قال يعقوب الرهاوي وافريقيانوس ان نفس موسى تشبهت وترآءت مثل جسده . وقال الاسقف انطياخوس ويعقوب السروجي ان موسى قد قام حقاً بعد ان بلي وجاء الى الجبل بأمر سيدنا . ويتضح من استغراقهم في سنة النوم ان الوقت كان ليلاً كما اعتاد سيدنا كلما صعد الى الجبل ليصلي . ويلاحظ هنا ان العالم بالليل خلق والمسيح بالليل ولد وبالليل قام من القبر وبالليل سوف يأتي في مجده . وفي قول لوقا ” ان بطرس والذين معه قد أخذهم ثقل النوم ” اشارة الى سر الموت والسحابة التي ظللتهم اشارة الى الغمام الذي فيه سوف يخطف الابرار . وفي دخول موسى وايليا في السحابة اشارة الى ان الصديقين سيدخلون هكذا الى السماء والصوت المسموع كناية عن دعوة مخلصنا للموتى هلموا خارجاً . ولا بد ان التلاميذ حين رفعوا أعينهم ولم يروا احداً سوى المسيح وحده لاموا انفسهم لانهم حسبوا المسيح في عداد العبيد فطلبوا ان يصنعوا ثلاث مظال بقدر عددهم .

 

 

تفسير (متى 17: 10) : وسأله تلاميذه قائلين : “ فلماذا يقول الكتبة : ان ايليا ينبغي ان يأتي اولاً ؟ “ .



ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "   وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: فَلِمَاذَا يَقُولُ ٱلْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟"  ملاخى الذى ذكر عن مجيئ إيليا فى نبوة (ملاخي ٤: ٥) هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف. " هو ذاته الذى ذكر صفات إيليا عندما يأتى ففال فى (ملا 3: 1)  هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي وياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود. "
لما ظهر إيليا على جبل التجلي تذكَّر التلاميذ الوعد الذي جاء في نبوة ملاخي وكان اليهود يتوقعون أن يتم ذلك حرفياً. فسألوه ليعرفوا إن كان توقُّع اليهود حقيقياً،
وإن كان ظهور إيليا لثلاثتهم على جبل التجلي هو مجيئه الموعود به، فإن إيليا كان ينبغي أن يأتي أولاً. فإن صحَّ أن ظهوره في التجلي هو الظهور الذي أُنبئ به زادهم حيرة ودهشةً لأنه بعد مجيء المسيح لا قبله. لهذا
سألوا يسوع (مرقس ٩: ١١ الخ ) فسالوه: «لماذا يقول الكتبة ان ايليا ينبغي ان ياتي اولا؟» 12 فاجاب: «ان ايليا ياتي اولا ويرد كل شيء. وكيف هو مكتوب عن ابن الانسان ان يتالم كثيرا ويرذل. 13 لكن اقول لكم: ان ايليا ايضا قد اتى وعملوا به كل ما ارادوا كما هو مكتوب عنه».

كما أنكر يوحنا المعمدان انه إيليا (يوحنا ١: ٢١، ٢٥) فسالوه:«اذا ماذا؟ ايليا انت؟» فقال:«لست انا». «النبي انت؟» فاجاب:«لا». .. فسالوه وقالوا له:«فما بالك تعمد ان كنت لست المسيح، ولا ايليا، ولا النبي؟» 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ليس من الكتب كان يعرف التلاميذ ان ايليا ينبغي ان ياتي اولاً . لكنهم سمعوا ذلك من الكتبة . أما الكتب فتنبئ عن مجيئين . المجيء الاول يسبقه يوحنا والثاني ايليا . والمجيئان مذكوران في ملاخي النبي حيث يقول عن المجيء الاول ” ها انا مرسل ملاكي امام وجهك ” وعن الثاني ” هو ذا ارسل لكم ايليا التشبي ” أما الكتبة فكانوا يقبلون النبوتين ولكنهم كانوا يسكتون عن الاولى ويذكرون الثانية قائلين للشعب ان كان المسيح هو هذا فأين ايليا الذي انبأنا الكتاب انه يسبق المسيح .

 

 

تفسير (متى 17: 11) : فاجاب يسوع وقال لهم : “ ان ايليا يأتي اولاً ويرد كل شيء .
 

.
 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً أي أن قول الكتبة والفريسيين صحيح من جهة، كما سيأتي.
1)  " يَرُدُّ كُلَّ شَيْء " أي يصلح الأمة اليهودية بإرشادها إلى التوبة وإصلاح الآراء الفاسدة في حقيقة المسيح وملكوته (متّى ٣).

لقد أتى يوحنا المعمدان بروح إيليا وقد ذكر المسيح أن إيليا هو المعمدان (مت 11: 14)  وان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي."

ويقول الدكتور غالى /هولى بايبل [  لقد أتى المعمدان بقوة إيليا النارية لكن ليس فى شخص إيليا  اليهود لم يكن لهم علم بأن المسيح سيأتي مرتين، مرة للفداء ومرة للدينونة، فقد إلتبس عليهم الأمر وظنوا أن (ملا1:3، ملا5:4) متطابقان، وأن المسيح سيأتي مرة واحدة يسبقه فيها ملاكه الذي يهيئ الطريق أمامه، وأن هذا الملاك المذكور في (ملا 1:3) هو هو نفسه إيليا المذكور في (ملا 4: 5- 6) فيرد قلب الاباء على الابناء و قلب الابناء على ابائهم لئلا اتي و اضرب الارض بلعن وهذا لان في الزمان الاخير سيكون هناك تمرد شديد في الاسره وعدم احترام الاب والام التي هي اول وصيه بوعد ونري ملامح ذلك بدأت تزيد فالحقوق المتاحه بقوانين تمنع هذه الايام حتي علي الاباء ان يربوا ابناؤهم تريبة صحيحه وبدات انانية الابناء تزيد وتعيدهم بالقول علي الاباء تصحبه صعبه وقريبا في زمن جيل او اكثر سنري كوارث في علاقة الابناء بالاباء وهذا سيكون عمل ايلي قبل المجئ الثاني، فلقد فسدت العلاقات الأسرية، علاقات الأباء بأبنائهم بسبب فساد الزواج، وطلاق الأباء للأمهات جرياً وراء شهواتهم.  وإيليا سيأتي ليعيد المحبة المفقودة، فبدونها سيحترق الناس عند مجيء المسيح. والمعنى الأشمل أنه سيقف في وجه تيار الخطية الذي تسبب في فساد العلاقات الأسرية. ولكن ايضا هذا المعني في المجيئ الاول وما فعله يوحنا المعمدان واضرب الارض بلعنه بقصد به المجيئ الثاني والضيقه العظيمه التي تسبقه وحريق النار للاشرار لان مجيئ السيد المسيح الاول بركه وحتي في صعود المسيح بعد القيامه كان ختام كلماته بركه ولكن مجيؤه الثاني سيكون لعنة للاشرار اذا عندما قلت ان المشكك اخطأ الفهم هذا صحيح , لانه فهم ان يجب ان ياتي ايليا نفسه قبل المسيح في مجيؤه الاول ولكن ملاخي يتكلم عن المجيئ الثاني في(ملا 4: 5-6 ) المفهوم الصحيح هو ان ياتي شخص بقوة ايليا وبالروح النارية التي تشبه نارية ايليا وهذا الذي شرحه الملاك والمسيح ويوحنا المعمدان نفسه كلام الملاك (لو 1: 13- 17) فقال له الملاك: «لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت وامراتك اليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا. 14 ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته 15 لانه يكون عظيما امام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب ومن بطن امه يمتلئ من الروح القدس. 16 ويرد كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم. 17 ويتقدم امامه بروح ايليا وقوته ليرد قلوب الاباء الى الابناء والعصاة الى فكر الابرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا».  ]

(لو 3: 3- 14) كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية 3 فجاء الى جميع الكورة المحيطة بالاردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا 4 كما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي: «صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. 5 كل واد يمتلئ وكل جبل واكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة 6 ويبصر كل بشر خلاص الله». 7 وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه: «يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي؟ 8 فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة. ولا تبتدئوا تقولون في انفسكم: لنا ابراهيم ابا. لاني اقول لكم ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم. 9 والان قد وضعت الفاس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار». 10 وساله الجموع: «فماذا نفعل؟» 11 فاجاب: «من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا». 12 وجاء عشارون ايضا ليعتمدوا وسالوه: «يا معلم ماذا نفعل؟» 13 فاجاب: «لا تستوفوا اكثر مما فرض لكم». 14وساله جنديون ايضا: «وماذا نفعل نحن؟» فاجاب: «لا تظلموا احدا ولا تشوا باحد واكتفوا بعلائفكم».

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أي ليرد قلوب الآباء على البنين أعني ليرد اليهود لتعليم الرسل . ثم ان ايليا سوف يأتي ليعد كل شيء ويرد الكثيرين عن ضلالهم قبل ان آتي وأضرب الارض ضربة الهلاك أي قبل ان يفاجئهم الهلاك

 

 

تفسير (متى 17: 12) : ولكني أقول لكم : ان ايليا قد جاء ولم يعرفوه ، بل عملوا به كل ما أرادوا . كذلك ابن الانسان أيضاً سوف يتألم منهم “ .



ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ " أي أن يوحنا المعمدان قد أتى بروح إيليا وقوته، فتمت بذلك نبوة ملاخي (لوقا ١: ١٧).ويتقدم امامه بروح ايليا وقوته ليرد قلوب الاباء الى الابناء والعصاة الى فكر الابرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا»
2) " لَمْ يَعْرِفُوهُ"  أي لم يعرفوا أن يوحنا المعمدان هو المقصود بإيليا في تلك النبوة.
3) " كُلَّ مَا أَرَادُوا " أي قتلوه (متّى ١٤: ٦ - ١٢)
ثم لما صار مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فسرت هيرودس. 7 من ثم وعد بقسم انه مهما طلبت يعطيها. 8فهي اذ كانت قد تلقنت من امها قالت: «اعطني ههنا على طبق راس يوحنا المعمدان».9 فاغتم الملك. ولكن من اجل الاقسام والمتكئين معه امر ان يعطى. 10 فارسل وقطع راس يوحنا في السجن. 11 فاحضر راسه على طبق ودفع الى الصبية فجاءت به الى امها. 12 فتقدم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه. ثم اتوا واخبروا يسوع. ".

ونسب يسوع قتل يوحنا إلى الكتبة والفريسيين مع علمه بأن هيرودس هو القاتل لأنهم شاركوه في ذلك بأنهم سُروا بموته. فلو اعترفوا به علانية لم يتجاسر هيرودس أن يقتله لأنه كان يخاف من الشعب (متّى ١٤: ٥) ولما اراد ان يقتله خاف من الشعب لانه كان عندهم مثل نبي." .
4) " كَذٰلِكَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَان " أي سيفعلون بالمسيح كما فعلوا بالمعمدان وكان المسيح ينبههم عما سيحدث له من اليهود . (متّى ١٦: ٢١ ) من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. " وهذا ما حدث (لوقا ٢٣: ١١).
فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزا به والبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس "  فالعمى الذي منعهم عن إدراك أن يوحنا هو المقصود بإيليا في نبوة ملاخي، هو نفسه الذي منعهم عن معرفة أن يسوع هو المقصود بالمسيح في أقوال الأنبياء، وحملهم أن يفعلوا بيسوع ما فعلوه بيوحنا.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
فسمى يوحنا باسم ايليا لانه كان يكمل خدمته . فروحهما واحدة وخدمتهما واحدة . وقوله ” صنعوا به كل ما أرادوا ” أي انهم طرحوه في السجن وشيموه وقتلوه وأتوا برأسه على طبق . وبقوله ” هكذا ابن البشر مزمع ان يتألم منهم ” وجه التفاهم الى آلام يوحنا عساهم ان يتشجعوا حين يشاهدون آلامه .

 

تفسير (متى 17: 13) : حينئذ فهم التلاميذ انه قال لهم عن يوحنا المعمدان .


 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " حِينَئِذٍ فَهِمَ ٱلتَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ" لم يذكر المسيح اسم المعمدان لهم وقتئذٍ، لكنهم فهموا ذلك من ألإشارات الكثيرة فى كلامه فتحول فكرهم من تفسير الفريسيين الحرفي إلى إدراك المعنى الروحي الذي قصده ملاخي.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
فهموا من قوله لهم ان ايليا قد جاء انه قال عن يوحنا لانهم صاروا يصغون جيداً لما كان يقول . ولكنهم لم يسألوه متى يأتي ايليا لانهم كانوا في ضيقة جل آلامه .

 

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع عشر
يسوع يخرج الشيطان من صبيا لم يستطع التلاميذ أن يخرجوه (متى 17: 14- 23)

يسوع يشفي صبيا فيه شيطان


تفسير (متى 17: 14) :
ولما جاءوا الى الجمع تقدم اليه رجل جاثياً له .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
وردت هذه المعجزة أيضا فى (مرقس ٩: ١٤ الخ)
و(لوقا ٩: ٣٧ الخ )

حدث هذا بعد ليلة التجلي (لوقا ٩: ٣٧). نزل المسيح من مشهد المجد إلى مشاركة الناس في مصائبهم، وإلى احتمال مقاومة الأعداء، والحزن من قلة إيمان تلاميذه. فاحتياج العاجزين والمصابين إليه يرينا خطأ اقتراح بطرس أن يبقى يسوع والتلاميذ الثلاثة في مظال على الجبل.
1)  "وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى ٱلْجَمْعِ" بعد التجلى على جبل حرمون / الشيخ ألآن وبعد نزول التلاميذ والمسيح يذكر مرقس أن التلاميذ المسيح الـ 9 الباقيين نزلوا من الجبل أولا بدليل أنه قال (مر 9: 14)  ولما جاء الى التلاميذ راى جمعا كثيرا حولهم وكتبة يحاورونهم.وقال لوقا (لو 9: 37) وفي اليوم التالي اذ نزلوا من الجبل استقبله جمع كثير "
رأى يسوع الجمع ملتف حول تلاميذه يناقشونهم ، وبعض المقاومين له، واغتنم أولئك الأعداء فرصة غياب المسيح ليحرجوهم بأسئلة. ويحتمل أن كانت هذه الأسئلة مما يناقض ما توقعوه من أمر المسيح. ومقصدهم من ذلك أن من كان على تلك الصفات لا يصح أن يكون المسيح، فسأل المسيح الكتبة لعلمه بمكرهم عما يحاورون التلاميذ به فسكتوا خجلاً.
2) " تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ جَاثِياً لَهُ" إمتدت شهرة يسوع إلى كل أنحاء إسرائيل وبلغت أنحاء كل العالم القديم (مت 4: 24- 25) فذاع خبره في جميع سورية. فاحضروا اليه جميع السقماء المصابين بامراض واوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم. 25 فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن واورشليم واليهودية ومن عبر الاردن. "  فالجميع سمع عن ذلك النبى اليهودى ومعجزاته وجاء إليه هذا الرجل جَاثِياً احتراماً وتواضعاً حتى يتحنن عليه لأن له طلبا

كان إيمان المريض أو من حولة عاملا هاما ليتحنن عليه الرب يسوع بالشفاء وكان هذا الرجل عنده إيمانا قويا ورد ذكره فى (مر 9: 24) للوقت صرخ ابو الولد بدموع وقال: «اومن يا سيد فاعن عدم ايماني

(متّى ١٥: ٢٨ ) حينئذ قال يسوع لها: «يا امراة عظيم ايمانك! ليكن لك كما تريدين». فشفيت ابنتها من تلك الساعة. ( يوحنا ٤: ٥٢، ٥٣) فاستخبرهم عن الساعة التي فيها اخذ يتعافى، فقالوا له:«امس في الساعة السابعة تركته الحمى». 53ففهم الاب انه في تلك الساعة التي قال له فيها يسوع:«ان ابنك حي». فامن هو وبيته كله. "

تفسير (متى 17: 15) : وقائلاً : “ يا سيد ، ارحم ابني فانه يصرع ويتألم شديداً ، ويقع كثيراً في النار وكثيراً في الماء ً .

 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)  " وَقَائِلاً: يَا سَيِّدُ،"  لقب "سيد" (kurios) يمكن أن يعني ببساطة "سيد" أو "مستر" (حرفياً kurie ) ومع ذلك ففي بعض اسياق الكلام وسردة يعنى الأسم الإله وربما تكون هذه إحداها وقال البابا أثناسيوس الرسولى أن أسم "السيد" أو " الرب" المعرفة بالألف واللام تأتى دائما بمعنى الإله
2) " ٱرْحَمِ ٱبْنِي"  هل سيرحم يسوع (أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم) كما طلب الرجل؟ هطلب الرجل هنا من يسوع عبارة سؤال ضمني أو مفهوم ضمنا هذا السؤال الذي كا تنبأ به العهد القديم، المسيا سيكون رحيما (أش ٣٥ :٢ -٦) يزهر ازهارا ويبتهج ابتهاجا ويرنم.يدفع اليه مجد لبنان.بهاء كرمل وشارون.هم يرون مجد الرب بهاء الهنا. 3 شددوا الايادي المسترخية والركب المرتعشة ثبتوها. 4 قولوا لخائفي القلوب تشددوا لا تخافوا.هوذا الهكم.الانتقام ياتي.جزاء الله.هو ياتي ويخلصكم 5 حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح. 6 حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الاخرس لانه قد انفجرت في البرية مياه وانهار في القفر.( أش ٦١ :١ -٢ ) روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق. 2 لانادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لاعزي كل النائحين " قدرة يسوع وحنّوه (مت ٩ :٢٧؛) ( مت ١٥ :٢٢) (مر ١٠ :٤٧ ,٤٨) (  لو ١٧ :١٣) ً  كانت "الآيات / المعجزات " التي كان رؤساء اليهود يطلبونها.

3) " ٱبْنِي"  قال لوقا إنه ابنه الوحيد (لو 9: 38)  واذا رجل من الجمع صرخ: «يا معلم اطلب اليك. انظر الى ابني فانه وحيد لي." ،

4) " فَإِنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيداً، وَيَقَعُ كَثِيراً فِي ٱلنَّارِ وَكَثِيراً فِي ٱلْمَاءِ" سكن الشيطان سكن جسد إبنه وحيده  وكان الرجل متألما جدا  ، عندما كان الشيطان كان يمزق وحيده ، وكثيراً ما سقط بغتة على الأرض كالمصاب بالصرع، وأنه كان أبكم لا يُسمع صوتاً سوى صراخه في نوبة مرضه، وكان عند ذلك يزبد ويصر بأسنانه وييبس. فصار الرجل فى شقاء عظيم لا يستطيع أن يفعل شيئا إزاء هذا الشرير الذى جسد وحيده

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يسمي اليونان هذا الشيطان قمرياً والسريان ابن الاسطحة لان في الازمنة القديمة كثيراً من المجانين قد طرحهم هذا الشيطان من الاسطحة وقتلهم . اما نحن فنقول انه شيطان ويعمل عمله الشرير في رؤوس الاهلة اوآخرها لكي يظن الكثيرون ان الهلال هو العامل فيجدفون كما يفعل الشياطين على أيدي السحرة فكأن الانفس كانت تنقلب الى شياطين وبهذا الزعم يقتل السحرة الاطفال حتى تصير أنفسهم خاضعة لهم . وقال القديس ساويرس ان الشياطين تدخل في انفس المنجمين الذين يعرفون حساب المولد فيزعمون ان ذلك الفعل الشرير فعل بعض الكواكب . ويفعل الشياطين فعلهم الشرير عند استهلال القمر وامحاقه لكي يوقعوا المنجمين في وهدة والقلق بهذا الحساب الكاذب . وزعم الاطباء انه مرض ينشأ عن الرطوبة فمتى زادت رطوبة الجسد اعتراه المرض ولذلك تقع التجارب بذلك المرض على الاطفال الصغار حتى اذا ما خرجت الرطوبة شفوا منه . ويقولون أيضاً ان مرض الرطوبة هذا يزداد تحركه في الناس في دائرة ضوء القمر . والذي يعتريه ذلك المرض في زمن الشبيبة بالجهد يشفى . وذهب غيرهم من الاطباء ان هذا المرض ينشأ عن عوارض الاخلاط اي الامزجة ويكون محبوساً في عروق القلب الذي تصعد الى المخ الذي هو موضع المخيلة وما دام مستقراً في الاسفل فلا ضرر منه . ولكنه متى صعد الى الرأس خيم على العينين فيتخيل لذلك الانسان انه واقف على السطح وقدامه شيطان ففي الحال يقع ويرتعش ويرغو ويزبد . اما نحن فنقول كما قلنا سابقاً حسب نص الانجيل انه شيطان . ولولا رحمة الله لكان ذلك الشاب قد هلك .

تفسير (متى 17: 16) : وأحضرته الى تلاميذك فلم يقدروا ان يشفوه “ .




ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ " إشتكى الأب للمسيح عجز التلاميذ التسعة سبباً ليلجأ إلى معلمهم المسيح. ولا شك أن التسعة أمروا الروح النجس بالخروج فلم يطعهم، مع أن المسيح كان قد أعطاهم سلطاناً على الأرواح النجسة (متّى ١٠: ١)ثم دعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف". وسرد مرقس اليث بين الأب ويسوع أكثر تفصيلا فى (مر 9: 21- 24)

 وبعد أن شفى بطرس الأعرج قال (أعمال ٣: ١٦) وبالايمان باسمه، شدد اسمه هذا الذي تنظرونه وتعرفونه، والايمان الذي بواسطته اعطاه هذه الصحة امام جميعكم "  ولكن حالة الولد أظهرت لهم أنه لم يكن لهم قدرة على شفاء هذه الحالة  ، وحال ضعف إيمانهم عن شفائه (انظر ع ٢٠). فأمر الرسل الشيطان بكلمات لم تقترن بإيمان القلب، فلم تكن ذات تأثير.وعندما حاول بعض اليهود الغير مؤمنين بالمسيح إخراج الشياطين بإسم يسوع (أع١٩: ١٥، ١٦ ) فاجاب الروح الشرير وقال:«اما يسوع فانا اعرفه، وبولس انا اعلمه، واما انتم فمن انتم؟» 16 فوثب عليهم الانسان الذي كان فيه الروح الشرير، وغلبهم وقوي عليهم، حتى هربوا من ذلك البيت عراة ومجرحين. " ولنتذكر أن بطرس سار على الماء عندما كان ناظرا ليسوع وبدأ يغرق عندما حول نظره وخاف من الرياح حوله ولم يخطر في بالهم أن يستعملوا الوسائط لتقوية إيمانهم وزيادة قوتهم الروحية. ولا ريب أن عجز الرسل كان موضوعاً لهزء الكتبة والسخرية بهم وبمعلمهم بالنتيجة.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يشير الى الزمان الذي ارسلهم الى اليهود . وقد اظهر الرجل حماقته في شكايته التلاميذ وتنديده عليهم امام الجمع لانهم لم يستطيعوا شفاءه .

 

 

تفسير (متى 17: 17) : فأجاب يسوع : “ وقال ايها الجيل الغير المؤمن ، الملتوي ، الى متى أكون معكم ؟ وحتى متى احتملكم ؟ قدموه اليّ ههنا ! “


 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَأَجَابَ يَسُوعُ: أَيُّهَا ٱلْجِيلُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ، ٱلْمُلْتَوِي،" ظن بعض المفسرين أن توبيخ يسوع كان للرسل فقط، وأن المسيح قالها حزناً على قلة إيمانهم وضعفهم بمفارقته لهم وقتاً قصيراً، وظنوا ذلك استناداً على ما قيل في آية ٢٠. وظن مفسرين آخرين أنها وُجهت إلى الجمع المحيط بالرسل بناءً على قوله «أيها الجيل» كأنه نائب عن كل الأمة ومثالٌ لها، وكذلك وجهها المسيح  بالأكثر إلى الوالد لأنه مثلهم ومن جملتهم بدليل قول مرقس «فأجاب الخ» (مرقس ٩: ١٩). ولكن من الواضخ كان يوبخ كل من يستمع لهذه الكلمات وما زال ، أي الجمع والوالد والتلاميذ، لأن التلاميذ هم ينتسبون لجيل الأمة الأمة اليهودية لعدم إيمانهم، فاستحقوا أن يكونوا يقبلوا معهم هذا التوبيخ المر.(عدد ١٤: ١١) وقال الرب لموسى حتى متى يهينني هذا الشعب.وحتى متى لا يصدقونني بجميع الايات التي عملت في وسطهم."  وإرميا ٤: ١٤ ) اغسلي من الشر قلبك يا اورشليم لكي تخلصي.الى متى تبيت في وسطك افكارك الباطلة."

الآية (مت 17: 17) إشارة إلى ما ورد فى (تث ٣٢ :٥ ,٢٠) افسد له الذين ليسوا اولاده عيبهم.جيل اعوج ملتو. ...  وقال احجب وجهي عنهم وانظر ماذا تكون اخرتهم.انهم جيل متقلب اولاد لا امانة فيهم"  خبرة تجربة يسوع مع الجيل الذى أتى فيه ليقوده للملكوت ولكنه لم يستمع إلأيه   (متى ؛ لو ٤ ) وقد قتبسها من تث ثلاث مرات.

 1 - التلاميذ ( مت 17: 19- 20) 

 ٢ -الرجل/ الجمع/ ذلك الجيل

٣ -رؤساء اليهود

٤ -البشرية الساقطة عموماً

الجيل هو مرحلة التعاقب الطبيعية من أب إلى ابن، وهو "متوسط الفترة الزمنية بين ولادة الآباء وولادة أبنائهم." ومدة الجيل من 23 -30 (خر١ :٦) ومات يوسف وكل اخوته وجميع ذلك الجيل. ( تث ١ :٣٥)  لن يرى انسان من هؤلاء الناس من هذا الجيل الشرير الارض الجيدة التي اقسمت ان اعطيها لابائكم  ( مز ١٢ :٧ ) انت يا رب تحفظهم.تحرسهم من هذا الجيل الى الدهر.

انظروا كيف يوصف هؤلاء الناس غير المؤمنين

1- -شرير وفاسق (مت ١٢ :٣٩ ) فقال لهم: «جيل شرير وفاسق يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي

2 - غير أمين ومنحرف، (مت ١٧ :١٧ )

3 - زان وخاطيء، (مر ٨ :٣٨ )لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين».

4 - جاحدٌ وغير مؤمن، (مر ٩ :١٩ )فقال لهم: «ايها الجيل غير المؤمن الى متى اكون معكم؟ الى متى احتملكم؟ قدموه الي!»

5 - شرير(لو 11: 29)  وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدا يقول: «هذا الجيل شرير. يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي

6 - ملتو ( أع ٢ :٤٠ ) وباقوال اخر كثيرة كان يشهد لهم ويعظهم قائلا:«اخلصوا من هذا الجيل الملتوي». 

7 - ملتوى ومنحرف، (فيل ٢ :١) لكي تكونوا بلا لوم، وبسطاء، اولادا لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو، تضيئون بينهم كانوار في العالم.

2) " إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟" إنتهز يسوع أى فرصة ليعلم تلاميذة ليلا ونهارا وأعطاهم سلطانا  إخراج الأرواح النجسة وعلمهم الصلاة  وفى النهاية لامه الرجل وقال له تلاميذك لم يستطيعوا إخراج الروح من على ابنى فإستحق التلاميذ توبيخ معلمهم قائلا إلى متى أكون معكم أى إلى متى سأعلمكم؟ وأنتم لم تستفيدوا من تعليمى حتى الآن و، وكانت هذه العبارة تكرارا لقوله لفيلبس  سابقا  «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ!» (يوحنا ١٤: ٩). فهذا السؤال أولى بأن يوجه إلى تلاميذه، فكأنه قال لهم: ألم تروا من آيات قدرتي ما يقنعكم إنه لا يستحيل شيءٌ تفعلونه باسمي؟
3) " إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟"  كان التلاميذ يلجأون له فى الضيقات والأزمات ولم يستفيدوا من تعليمه وكانت لهم قوة وسلطانا ولكن لم يكن لهم الإيمان الكافى ليستخدموا هذا السلطان لهذا كان المسيح كثيرا ما يوبخهم وبعبارة "يا قليلى الإيمان" فى معجزة إسكات البحر وصيد السمك وتكثير الخبز وغيرها أعطاهن السلطان لفعل المعجزات ولم يستخدموه لهذا قال لهم "إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ وهذا السؤال يوجه أيضا إلى الفريسيين وإلى الكتبة الذين أظهروا بأسئلتهم عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم.
4) " قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هٰهُنَا" بصيغة الجمع كما كان يكلم الجميع ويوبخهم بصيغة الجمع ومنهم والد الصبى ولنتأمل هنا أن يسوع يهتم بالكبار وبالصغار ايضا  وهذه الكلمات يجب أن يستمع إليها الوالدين ليقدموا أولادهم ليسوع المسيح  ليشفي أمراضهم ونفوسهم وليغفر لهم خطاياهم .
 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لم يلم المسيح التلاميذ امام الشعب لعدم امانة الرجل . وهنا نتعلم ان الحصول على الشفاء من المسيح ممكن من الايمان قلوب الذين يقربونه . كما فعل اليشع النبي باحيائه الجسد المائت وذلك لان قوة الشافي كانت كافية . واحياناً ينظر الله الى ايمان المريض نفسه فيشفيه بسبب ايمانه كما جرى في بيت قورنيلوس فانه لسبب ايمانه أخذ نعمة الروح القدس

 

 

تفسير (متى 17: 18) : فانتهره يسوع ، فخرج منه الشيطان . فشفي الغلام من تلك الساعة .
 



ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ذكر مرقس تفاصيل أكثر لم يذكرها متّى للاختصاررقس ٩: ٢٠ - ٢٣). فقدموه اليه. فلما راه للوقت صرعه الروح فوقع على الارض يتمرغ ويزبد. 21 فسال اباه: «كم من الزمان منذ اصابه هذا؟» فقال: «منذ صباه. 22 وكثيرا ما القاه في النار وفي الماء ليهلك (مه. لكن ان كنت تستطيع شيئا فتحنن علينا واعنا». 23 فقال له يسوع: «ان كنت تستطيع ان تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن». 24 فللوقت صرخ ابو الولد بدموع وقال: «اومن يا سيد فاعن عدم ايماني». "
1) "  فَٱنْتَهَرَهُ يَسُوعُ، فَخَرَجَ مِنْهُ ٱلشَّيْطَان"  ٱنْتَهَرَهُ أي زجره، أى وبخه لدخوله في الولد وتعذيبه إياه وأمره وسأله بقوة بالخروج منه.
2) "  فَشُفِيَ ٱلْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ" اجع نص هذه الرواية فى ( مر ٩ :٢٦  فصرخ وصرعه شديدا وخرج فصار كميت حتى قال كثيرون: انه مات. "

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لم يستعمل الصلاة واسطة في اخراج الشيطان كما يفعل غيره لكن الانتهار لأنه إله قدير .

 

 

تفسير (متى 17: 19) : ثم تقدم التلاميذ الى يسوع على انفراد وقالوا : “ لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه ؟ “
 



ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " ثُمَّ تَقَدَّمَ ٱلتَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ " أحرج التلاميذ أمام والد الصبى وأمام الجموع ومن توبيخ المسيح لهم من عدم إستطاعتهم إخراج شيطان من الصبى إنفردوا مع المسيح في البيت الذي دخلوه بعد المعجزة (مرقس ٩: ٢٤). خجل التلاميذ التسعة واضطربوا لعجزهم عن شفاء الولد لأن يسوع أعطاهم السلطان ، وأرادوا أن يعرفوا سبب ذلك وربما تسائلوا هل ما ذال معهم هذا السلطان مع أنهم لم يتجاوزوا حدود السلطان المعطى لهم (متّى ١٠: ١ - ٨) ثم دعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف. 2 واما اسماء الاثني عشر رسولا فهي هذه: الاول سمعان الذي يقال له بطرس واندراوس اخوه. يعقوب بن زبدي ويوحنا اخوه. 3 فيلبس وبرثولماوس. توما ومتى العشار. يعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس. 4 سمعان القانوي ويهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه. 5 هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع واوصاهم قائلا: «الى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا. 6 بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة.7 وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين: انه قد اقترب ملكوت السماوات. 8 اشفوا مرضى. طهروا برصا. اقيموا موتى. اخرجوا شياطين. مجانا اخذتم مجانا اعطوا. " وأنهم استعملوه قبل ذلك ونجحوا.
2) " وَقَالُوا: لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟"  أجاب يسوع على سؤال تلاميذه في (مت ١٧ :٢٠ ) حيث ذكر لهم السبب ، "لأن إيمانكم ضعيف". كان هذاالسبب متكرراً من التلاميذ وكان دائما يقول لهم إيمانكم قليل ~أو ضعيف أو عديمى الإيمان  يسوع (مت ٦ :٣٠) (مت  ٨ :٢٦) ( مت ١٤ :٣١) ( مت ١٦ :٨ ) لوبمثل التلاميذ الطبيعة البشرية فى نسيانها

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
خشوا ان تكون قد زالت عنهم منحة الروح القدس فسألوه ولكن ليس امام الجمع .

 

 

تفسير (متى 17: 20) : فقال لهم يسوع : “ لعدم ايمانكم ، فالحق أقول لكم : لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل : انتقل من هنا الى هناك فينتقل ، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم .


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ."
 عدم إيمانهم نتيجة للتشويش الشيطان الذى فعله فى الصبى وشدة ما يفعله من أذية فى الصبى ، ويذكر والد الصبى للمسيح ماذا كان يفعل الروح الشرير فى إبنه (مر ٩: ٢٠ - ٢٣). فقدموه اليه. فلما راه للوقت صرعه الروح فوقع على الارض يتمرغ ويزبد. فسال اباه: «كم من الزمان منذ اصابه هذا؟» فقال: «منذ صباه.  وكثيرا ما القاه في النار وفي الماء ليهلك "  أو خوفهم من الشيطان أو من حضور الكتبة المقاومين واستخفافهم وإستهزائهم بهم. ولحدوث معجزة يشترط الإيمان بالمسيح شرطاً ضرورياً لعمل المعجزات باسمه، بل لأنه سُر بأن يقرن إجراء المعجزات بالإيمان به. فالإيمان شرط كل قوة روحية، وعدمه سبب الضعف والعجز لإتمام المعجزة .

وإعتبر يسوع قلة إيمانهم أو عدمه نوعا من الشك منع قدرتهم على فعل المعجزة راجع (متّى ١٤: ٣١ ) ففي الحال مد يسوع يده وامسك به وقال له: «يا قليل الايمان لماذا شككت؟» 

يسوع لم يكن ينتقص من حاجتهم إلى الإيمان بل إلى قوة هذا الإيمان إنه أمر أساسي حاسم (عب ١١ :١ .(من ٢١ :٢١ يبدو أن "الإيمان القليل" يعتبره يسوع نوعا الشك الذى يمنع حدوث معجزة 
أقدم المخطوطات اليونانية، بما فيها א وB ،تحوي "قلة إيمان" olieopistis بينما المخطوطات الأخرى بما فيها W وL, D, C تحوي "عدم
إيمان"apistis . لأن الكلمة الأولى كانت نادرة جدا ً فعلى الأرجح أنها كانت أصلية. 4UBS  يعطي هذا الإحتمال نسبة أرجحية عالية.
2) "   فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل" جملة شرطية فئة ثالثة تفترض أنه كان يجب أن يكون لديهم إيمان. الفكرة في الجبل كانت طريقة مثلية للإشارة إلى مشكلة كبيرة. وهذه يمكن أشير إليها في (أش ٤٠ :٤) ( أش ٤٩ :١١) ( أش ٥٤ :١٠ ) البعض يعتقد أن يسوع ل ّمح إلى الجبل حيث كان قد تجل ّى في الليلة الفائتة
3) "حَبَّةِ خَرْدَلٍ " استعارة لأصغر الحبوب والمقادير المعروف لليهود بصغرها . نبات حباته صغيرة الحجم، ولكنها تنمو بحيث تصير شجرة أكبر من غيرها من الأعشاب (لو 13: 19 ومتى 13: 32 ومر 4: 32) ، تستقر الأطيار على أغصانها لتلقط حباتها. وهي أصغر البذور جميعًا (متى 13: 32) . وكبر النبتة التي تنمو من هذه البذرة يمثل تكاثر ملكوت السماوات من بداية ضئيلة . وقد استعمل اليهود هذه البذرة في أمثالهم كما استعملها يسوع (متى 17: 20 ولو 17: 6) للدلالة على الأشياء الصغيرة. والخردل المعروف في فلسطين هو الخردل الأسود Sinapis nigra وهو نبات بري يبلغ في طوله علو الجواد وراكبه كما شاهده المسافرون وهو يزرع أيضًا في الحدائق طلبًا في بذوره التي تستخدم كنوع من أنواع التوابل كالملح والفلفل.
ورد اسم هذا النبات وحبوبه في أمثال الرب يسوع المسيح (مت 13: 31، 17: 20، مرقس 4: 31، لو 13: 19، 17: 6). وهو أنواع منها: الخردل الأسود واسمه باللاتينية "سينابيس نيجرا" (sinapis nigra) والخردل الأبيض "سينابيس ألبا" (s.alba ، والخردل البري "سينابيس أرفنسيس" (s.arvensis) وهو أحد التوابل واسعة الانتشار إلى هذا اليوم. وكان يزرع في فلسطين النوعان السود والأبيض. وكانت البذور تطحن لاستخدامها في الأدوية أو في الطعام لتعطيه نكهة ومذاقا حرَّيفَّا، بينما كانت الأوراق تطبخ كخضروات. وبذوره الصغيرة في حجم بذور البتونيا الأمريكية (petunia) أو أصغر، ولكنها متى زرعت في الأرض تصير شجرة قد تعلو إلى عشرة أقدام أو أكثر. وقد استخدمها الرب لتصوير نمو ملكوت الله، وكذلك لتصوير ما يستطيع أن يفعله الله القدير استجابة لإيمان ضئيل كحبة الخردل.
ويرى البعض أن حبة الخردل ليست أصغر جميع البذور المعروفة (مت 13: 32، مرقس 4: 31). ولكن الكلمة اليونانية هي "ميكروتيرون" (mikroteron)، وهي في صيغة المفاضلة وقد تعني "مثالًا أصغر بين جميع الحبوب" وبخاصة في مجموعة النباتات العشبية أو الخضروات التي تنمو في الحدائق.
4) "  لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ: " لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ هو جبل حرمون أي جبل الشيخ الذي نزل منه يسوع وكانت هذه القرية على سفح إحدى قمم جبل حرمون الثلاثة .
(مت ٢١: ٢١ ) فاجاب يسوع: «الحق اقول لكم: ان كان لكم ايمان ولا تشكون فلا تفعلون امر التينة فقط بل ان قلتم ايضا لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر فيكون. (مرقس ١١: ٢٣لاني الحق اقول لكم: ان من قال لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر! ولا يشك في قلبه، بل يؤمن ان ما يقوله يكون، فمهما قال يكون له.   (لوقا ١٧: ٦ ) فقال الرب: «لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم (١كورنثوس ١٣: ٢ )
وان كانت لي نبوة، واعلم جميع الاسرار وكل علم، وان كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال، ولكن ليس لي محب
5) " إِلَى هُنَاكَ " الإشارة إلى نقل الجبل إلى جهة أخرى في السهل . وكثيراً ما يراد بنقل الجبال الأمر العظيم الذي يحتاج إلى قوة فوق قوة البشر (زكريا ٤: ٧ و١كورنثوس ١٣: ٢). فأراد المسيح أن يبين لتلاميذه قوة الإيمان بأنه أقل ما يكون منه في قلوبهم يقدِّرهم على صُنع أعظم المعجزات ولهذا قيل " أستطيع كل شئ فى المسيح" . فالإيمان يقوي المؤمن، لأن بواسطته يتمسك بقوة الإله القادر على كل شيء. وكرر المسيح تلك الاستعارة في غير هذا الوقت (متّى ٢١: ٢١ ومرقس ١١: ٢٣).
6) " لاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ " أي مما يؤول إلى مجد الله وتقدم ملكوته.. كان في وسع المسيح أن يمنع عجز تلاميذه عن شفاء ذلك المصاب بقوته الإلهية، ولكنه أنه سمح بوقوعه في غيبته تمهيداً لتعليمه إياهم قوة الإيمان.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أي ان الامانة التي بها تفعل العجائب . وليلاحظ ان ابا الشاب ظن انه غير محتاج الا لشفاء ابنه ولكن المسيح رأى انه محتاج لشيء آخر وهو التوبيخ لعدم ايمانه ولذلك اعجز التلاميذ عن شفائه حتى يلتجي اليه فيصلح قلبه ويقوي ايمانه فكما ان حبة الخردل صغيرة الحجم قوية المفعول كذلك قليل من الامانة المستقيمة قوي المفعول في عمل المعجزات وكما ان حبة الخردل لا تنقسم الى قسمين كذلك أنتم لا تنقسمون على ما في ايديكم . فما اعظم هذا الإيمان لصاحبه ولمن ينتفعون بعمل الآيات . وربما ظهر قول المسيح هذا ” لكنتم لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من ههنا الخ ” غريباً لدى قليلي الإيمان ولكن كثيراً من القديسين بايمانهم الفعّال نقلوا الجبال حقيقة كما فعل مرقس الترمقي . على ان المسيح لم يحتم عليهم بنقل الجبال بلا موجب وانما أراهم ان ذلك الإيمان قدير حتى على نقل الجبال فان ارادوا نقلوا وان لم يكونوا قد نقلوا فلأنهم ما أرادوا لعددم اقتضاء الحال . ولعل كثيراً من القديسين الذين نقلوا الجبال لم تدونت لهم تلك الحوادث . ثم ان المسيح يسمي الشيطان أيضاً جبلاً كقول زكريا ” ماذا تكون انت ايها الجبل العظيم قدام زور بابل ” وكقول حزقيال ” ها انا ضدك ايها الجبل الخراب وكما ان الشياطين مثلوا بالحيات والعقارب لسبب غدرهم وشرورهم هكذا مثلوا بالجبال لسبب كبريائهم ” ..
 

 تفسير (متى 17: 21) : وأما هذا الجنس فلا يخرج الا بالصلاة والصوم “ .


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "وَأَمَّا هٰذَا ٱلْجِنْسُ"  هٰذَا ٱلْجِنْس ظن بعض المفسريين أن هناك أجناس من الشياطين والبعض منهم كان أقوى من غيره ، لا يخرج إلا بقوة أقوى مما يخرج غيره من قوات إخراج الشياطين. ولكن قصد المسيح  كل الشياطين، وأن إخراجهم من أعظم من المعجزات الأخرى ، فيحتاج من يخرجهم إلى الإيمان الأقوى المصحوب بالصلاة الحارة .
2) " فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِٱلصَّلاَةِ وَٱلصَّوْم " لم يكن الإيمان هبة للرسل إلا باستعمال الوسائط الروحية لتقوية هذا الإيمان . فالإيمان الضعيف يتقوى بالصلاة والصوم. فعند ذلك يستطيعون أن يُخرجوا الشياطين. ولعل التلاميذ إنشغلوا بالخدمة ولم يصلّوا كعادتهم أو لم يصوموا في غيبة المسيح والجموع تزدحم حولهم والكتبة يحرجونهم، فضعُف إيمانهم كسراج ضعُف ضوؤه لقلة زيته. أو لعلهم اعتمدوا على قوتهم للقيام بالمعجزة.
3) " والصوم"  هو الانقطاع عن كل طعام وكان اليهود يصومون ستة أيام صوم في السنة في اليهودية، الصوم الأهم هو صوم يوم الغفران، الذي يبدأ في العاشر من شهر أكتوبر، الذي يعتبر في اليهودية يوم الحساب واليوم المقدس في السنة.
الصوم في يوم الغفران بموجب تعليمات التوراة، ولا يهدف إلى الحزن، إنما إلى تعذيب الجسد من أجل التسامي وطهارة النفس.
وحُددت أربعة أيام صيام إضافية بعد خراب الهيكل الأول والثاني، وهي تمثل الحزن على الخراب، والأهم هو 9 من أغسطس، يوم الصوم الأساسي لذكرى خراب الهيكل، ويمثل يوم خراب القدس والهيكلين.
في يوم الغفران والتاسع من أغسطس العبري يستمر الصوم يومًا كاملاً من مساء اليوم السابق حتى مساء اليوم التالي، هناك محرمات أخرى في هذين اليومين: الاستحمام، والدهن، والجماع، وانتعال أحذية جلدية.
وهناك صوم يوم السابع عشر من يوليو الذي يصوم فيه اليهود بسبب مجموعة من الكوارث القومية وردت في التلمود، فهو اليوم الذي حطم فيه موسى لوحي الشريعة، وهو اليوم الذي نجح فيه تيتوس في تحطيم حوائط القدس، ودخل فيه نبوخذ نصر إلى المدينة، وحرق فيه الجنرال السوري إتسونيوموس لفائف الشريعة، وأقام فيه بعض الحاخامات أوثانًا على جبل صهيون.
وهناك صوم يوم العاشر من يونيو، وهو اليوم الذي بدأ فيه نبوخذ نصر حصار القدس.
كما يصوم اليهود كذلك يوم الثالث من أكتوبر، وهو ما يعرف باسم "تسوم جداليا" لإحياء ذكرى  ذُبح بعد هدم الهيكل.
ويصوم اليهود أيضًا في الثالث عشر من مارس صومًا نادت به إستير الزوجة اليهودية لملك فارس أزدشير بن بابك، قبل أن تنقذهم من مؤامرة هامان وزير الملك، ويقع قبل عيد النصيب.
وقد قرر الحاخامات أيام صيام أخرى إضافية، من بينها صيام أسابيع الحداد الثلاثة، بين السابع عشر من يوليو والتاسع من أغسطس، باعتبارها الفترة التي نهب الجنود الرومان أثناءها الهيكل والقدس، وأيام التكفير العشرة (بين عيد رأس السنة ويوم الغفران)، وأكبر عدد ممكن من الأيام في سبتمبر، وأول يومي اثنين وخميس من كل شهر، وثاني يوم اثنين بعد عيد الفصح وعيد المظال، وقد فُسِّر هذا الصوم بأنه تكفير عما قد يكون المرء قد ارتكبه من إفراط أثناء العيدين السابقين.
ويصومون السابع من آذار باعتباره تاريخ موت موسى، يوم الغفران الصغير (يوم كيبور قاطان)، وهو آخر يوم من كل شهر، كما يمكن أن يصوم اليهودي في أيام الإثنين والخميس من كل أسبوع، فهي الأيام التي تُقرأ فيها التوراة في المعبد.
صوم العريس والعروس وإلى جانب أيام الصيام التي وردت في العهد القديم، والتي قررها الحاخامات، توجد أيام الصيام الخاصة أيضًا في ذكرى موت أبويه أو أستاذه، وصوم العريس والعروس يوم زفافهما، ومعظم يهود العالم داخل وخارج فلسطين لا يقيمون شعيرة الصوم ولا حتى في يوم الغفران.
الصوم فى المسيحية يسحقة إنسحاق القلب وإنكار الذات والامتناع عن الشهوات الجسدية التي تمنع من أعمال العبادة الروحية وذلك وفق قول الرسول: «أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ» (١بطرس ٢: ١١).

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يعني بالجنس هنا جنس الشياطين على اختلاف انواعها لا النوع القمري وحده . وللصلاة والصوم قوة عظيمة لا يسـتهان بها لانها تجعل الجسماني روحانياً والجسداني ملائكياً . وقد فرض الصوم على الجسد والصلاة على النفس فيقتضي ان يكون المستشفي وهم مجردون من الفضيلة وفي الازمنة القديمة كان الاساقفة يختارون رجالاً اعفاء وفضلاء ويمنحونهم السلطان بواسطة الصلاة ليطردوا الشياطين من المجربين وكانوا يسمونهم المقسمين وتذكارهم وارد في قوانين البيعة . اما اليوم فقد بطلت هذه العادة لقلة ايماننا وفضائلنا
 

تفسير (متى 17: 22) : وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع : “ ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس 


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَفِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي ٱلْجَلِيلِ "  من جبل حرمون رجع يسوع جنوبا إلى إقليم الجليل عن الطريق الرومانى البرى (مرقس ٩: ٣٠). وفيما كان يجول هنالك كرر لتلاميذه نبوءته السابقة بموته (متّى ١٦: ٢١ - ٢٣) لأن تكرارها كان ضرورياً لأنه لم يصدقوها وحتى ترسخ فى أذهانهم متى حدثت أنه تنبأ عن موته وقيامته 

2) " ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاسِ" يُسَلَّمُ أشار بذلك إلى تسليم يهوذا إياه إلى أيدي رؤساء الكهنة اليهود بالطبع (متّى ٢٦: ١٤، ١٦) وتسليم الكهنة إياه إلى أيادي الناس الذين هم الرومان وقصد بالناس أى الأمم (متّى ٢٦: ٤٧ - ٥٠).
أعلن يسوع نبوته حول آلامه وقتله وقيامته ليضع لهم أساس فهم التلاميذ لمالقضية الفداء الذى كان سيجري خلال الأسبوع الأخير من حياته. من هذا المقطع نعلم أن يسوع سيُسلم من اليهود إلى الأمميين / الناس (الرومان مت ٢٠ :١٩ )

تفسير (متى 17: 23) : فيقتلونه ، وفي اليوم الثالث يقوم “ . فحزنوا جداً
.
 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومُ" وفيما يلى الآيات الكثيرة التى  ربط فيها المسيح موته قتلا بخبر قيامته ليبين أنه لا يبقى تحت سلطان الموت إلا قليلاً. (مت 17: 9و 12) وفيما هم نازلون من الجبل اوصاهم يسوع قائلا: «لا تعلموا احدا بما رايتم حتى يقوم ابن الانسان من الاموات»  كذلك ابن الانسان ايضا سوف يتالم منهم». (مت 17: 12) وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع: «ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس 23 فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». فحزنوا جدا.  (متّى ١٦: ٢١ ) من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. ) ( مت ٢٠: ١٧ وفيما كان يسوع صاعدا الى اورشليم اخذ الاثني عشر تلميذا على انفراد في الطريق وقال لهم: 18 «ها نحن صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت 19 ويسلمونه الى الامم لكي يهزاوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم». ) (مرقس ٨: ٣١ ) وابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة ايام يقوم (مر ٩: ٣٠، ٣١ ) وخرجوا من هناك واجتازوا الجليل ولم يرد ان يعلم احد 31 لانه كان يعلم تلاميذه ويقول لهم ان ابن الانسان يسلم الى ايدي الناس فيقتلونه وبعد ان يقتل يقوم في اليوم الثالث. " (مر ١٠: ٣٣ ) «ها نحن صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه الى الامم 34 فيهزاون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم» (لوقا ٩: ٢٢، ٤٤ ) قائلا: «انه ينبغي ان ابن الانسان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم» (لو 9: 44) «ضعوا انتم هذا الكلام في اذانكم: ان ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس».   (لو ١٨: ٣١ ) واخذ الاثني عشر وقال لهم: «ها نحن صاعدون الى اورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالانبياء عن ابن الانسان 32 لانه يسلم الى الامم ويستهزا به ويشتم ويتفل عليه 33 ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم» (لو ٢٤: ٦، ٧ ) ليس هو ههنا لكنه قام! اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل 7 قائلا: انه ينبغي ان يسلم ابن الانسان في ايدي اناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم». ( يو ١٠ :١١ ,١٥ ,١٧ ,١٨ ) 11 انا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف .. كما ان الاب يعرفني وانا اعرف الاب. وانا اضع نفسي عن الخراف.  ..17لهذا يحبني الاب، لاني اضع نفسي لاخذها ايضا. 18 ليس احد ياخذها مني، بل اضعها انا من ذاتي. لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي».  (يوحنا ١٦: ٦، ٢٠ الخ) فَيَقْتُلُونَهُ لا يكتفي أعداؤه إلا بموته، فعندما قال بيلاطس «أنا أؤدبه وأطلقه» صرخوا «اصلبه اصلبه» (لوقا ٢٣: ١٦، ٢١) فلا شيءيوفي ما على البشر للشريعة إلا موت المسيح، لقولها «اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ» (حزقيال ١٨: ٤) فالذي يفدي الخاطئ يلتزم أن يموت عنه لأنه «بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!» (عبرانيين ٩: ٢٢ ولاويين ١٧: ١١).
2) " فَحَزِنُوا جِدّاً " لأنهم انتبهوا لقوله «يقتلونه» وغفلوا عن قوله «يقوم» لأن اليهود يؤمنون بيوم القيامة ولم ينتبهوا لقوله أن ميعاد قيامته حدده فى اليوم الثالث . ولحبهم المسيح، ولعدم رغبتهم فى أن يتألم، ولصعوبة فراقه عليهم، ولخيبة آمالهم  لأنهم مثل سائر اليهود كانوا يتوقعونه محررا لهم من إحتلال الرومان للأرض الموعودة وأن يكون المسيح قائدا حربيا و ملكاً زمنياً. ومع هذا الحزن لم يتجاسروا أن يعترضوا على شيء من إنبائه بموته خوفاً من أن يوبخهم كما وبخ بطرس (متّى ١٦: ٢٣). ونستنتج مما جاء في (مرقس ٩: ٣٢ ) ( لوقا ٩: ٤٥) أنهم لم يفهموا معنى كلام المسيح، إنما فهموا أنه أشار إلى كارثة هائلة. وسبب عدم إدراكهم لقصده أنهم عجزوا أن يدركوا أن المسيح يموت.
كرر المسيح كثيرا نبوته عن موته وقيامته وكانوا يحزنون فى كل مرة يذكر فيها آلامه وقتله ودفنه وقيامته وكان المسيح يصبر حزنهم  (يو 16: 6) لكن لاني قلت لكم هذا قد ملا الحزن قلوبكم. " (يو 16: 21- 22) الحق الحق اقول لكم: انكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. انتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول الى فرح. 21 المراة وهي تلد تحزن لان ساعتها قد جاءت، ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح، لانه قد ولد انسان في العالم. 22 فانتم كذلك، عندكم الان حزن. ولكني ساراكم ايضا فتفرح قلوبكم، ولا ينزع احد فرحكم منكم  " كما أنهم لم يكونوا يفهموا هذه النبوة لأنها كانت غير مفهومة مثلها مق ثل باقى النبوات التى لا تفهم إلا عندما تتحفف (لو 18: 34)  واما هم فلم يفهموا من ذلك شيئا وكان هذا الامر مخفى عنهم ولم يعلموا ما قيل.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أي انهم كانوا يكثرون من التجوال في الجليل . ولكي لا يقولوا لماذا لا نذهب الى اورشليم ذكر آلامه لكي لا يقصدوا الذهاب اليها . ولما قال لهم الى ثلاثة أيام أقوم لم يفهموا مراده ولكنهم حزنوا جدا
 

 

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع عشر

يسوع يدفع ضريبة الهيكل  (متى 17: 24- 27)

يسوع يدفع ضريبة الهيكل


تفسير (متى 17: 24)
: ولما جاءوا الى كفرناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين الى بطرس وقالوا : “ أما يوفي معلمكم الدرهمين ؟ “ .


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  «وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرَنَاحُومَ" إِلَى كَفْرَنَاحُومَ هي مدينة سكنه وسميت مدينة يسوع .(مرقس ٩: ٣٣ ) وجاء الى كفرناحوم. واذ كان في البيت سالهم: «بماذا كنتم تتكالمون في ما بينكم في الطريق؟»
2) " ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلدِّرْهَمَيْنِ " لم يكن هؤلاء عشارين جباة ضرائب للرومان ، بل وكلاء كهنة الهيكل. فلم يطلبوا جزية سياسية تُدفع للرومان (كما في متّى ٢٢: ١٩) اروني معاملة الجزية». فقدموا له دينارا."

ودفع الدرهمين واجب ديني لخدمة الهيكل لشراء حيوانات تُقدم ذبائح يومية وحطب ودقيق وملح وزيت وبخور وغيره هذه الضريبة ربما كانت تستند ّرابيا إلى طلب موسى من أجل خيمة الإجتماع. رغم أنها كانت ضريبة طوعية، إلا أنها ً كانت تعتبر هامة وإلزامية لليهود الأرثوذكس. (خروج ٣٠: ١١ - ١٦ ) وكلم الرب موسى قائلا 12 اذا اخذت كمية بني اسرائيل بحسب المعدودين منهم يعطون كل واحد فدية نفسه للرب عندما تعدهم.لئلا يصير فيهم وبا عندما تعدهم. 13 هذا ما يعطيه كل من اجتاز الى المعدودين نصف الشاقل بشاقل القدس.الشاقل هو عشرون جيرة.نصف الشاقل تقدمة للرب. 14 كل من اجتاز الى المعدودين من ابن عشرين سنة فصاعدا يعطي تقدمة للرب. 15 الغني لا يكثر والفقير لا يقلل عن نصف الشاقل حين تعطون تقدمة الرب للتكفير عن نفوسكم. 16 وتاخذ فضة الكفارة من بني اسرائيل وتجعلها لخدمة خيمة الاجتماع.فتكون لبني اسرائيل تذكارا امام الرب للتكفير عن نفوسكم " ( ٢ملوك ١٢: ٤، ٥ )  وقال يهواش للكهنة.جميع فضة الاقداس التي ادخلت الى بيت الرب الفضة الرائجة فضة كل واحد حسب النفوس المقومة كل فضة يخطر ببال انسان ان يدخلها الى بيت الرب 5 لياخذها الكهنة لانفسهم كل واحد من عند صاحبه وهم يرممون ما تهدم من البيت كل ما وجد فيه متهدما.( ٢أخبار ٢٤: ٥، ٦ )  فجمع الكهنة واللاويون وقال لهم.اخرجوا الى مدن يهوذا واجمعوا من جميع اسرائيل فضة لاجل ترميم بيت الهكم من سنة الى سنة وبادروا انتم الى هذا الامر.فلم يبادر اللاويون. 6 فدعا الملك يهوياداع الراس وقال له لماذا لم تطلب من اللاويين ان ياتوا من يهوذا واورشليم بجزية موسى عبد الرب وجماعة اسرائيل لخيمة الشهادة. ( نحميا ٣٢: ٣٣).

الدرهمان كانت هذه تشير إلى ضريبة نصف الشاقل التي كان اليهود يقدمونها طواعيةً سنويا ٢٠ و ٥٠  (خروج ٣٠: ١٣ ) هذا ما يعطيه كل من اجتاز الى المعدودين نصف الشاقل بشاقل القدس.الشاقل هو عشرون جيرة.نصف الشاقل تقدمة للرب. ( خر ٣٨: ٢٦) للراس نصف نصف الشاقل بشاقل المقدس.لكل من اجتاز الى المعدودين من ابن عشرين سنة فصاعدا.لست مئة الف وثلاثة الاف وخمس مئة وخمسين. "

.لقد كان يجب أن تُدفع ً من الذين يبلغ عمرهم بين لأجل صيانة الهيكل ولم يُقصر ذلك على يهود فى أرض الميعاد (إسرائيل) بل كان على كل اليهود في الوطن والخارج. فكانوا يجمعون ذلك كل سنة ويضعونه في خزانة الهيكل. وبعد خراب الهيكل أمر الامبراطور فسباسيان أن يُجمع الدرهمان من كل يهودي، وأن يُنفق المجموع على هيكل زفس (أي المشتري) الذى بناة فوق خرائب الهيكل الثانى اليهودى الذى بناة هيرودس وهدم فى زمن تيطس سنة 70 م . ولما وصل المسيح إلى كفرناحوم تبعه وكلاء الكهنة إلى بيت بطرس وسألوا بطرس «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ ٱلدِّرْهَمَيْنِ؟» فلو كان ذلك للرومان لم يكن إيفاؤهما اختياراً كما يقتضي السؤال.

وقد يكون سؤالهم للمعلم المسيح هذا كسؤالهم سائر اليهود، أو لأنه لم يكن موجودا عندما جمعوا الدرهمين من سكان كفر ناحوم  وبهذا يكون يسوع كان متأخراً في دفع هذه ً في شهر آذار ولذلك، أو لعلهم ظنوه يرفض أن يوفي الدرهمين لدعواه أنه المسيح وسيقودهم ضد الرومان ، فيجدون علة يشتكون بها عليه إلى رؤساء الشعب وإلى السلطة الرومانية . ولم يذكر أحد من البشيرين خبر الدرهمين سوى متّى، ليثبت لاهوت المسيح لقرائه من اليهود وأن المسيح لم يخالف فى هذا الأمر لأنه يقدس الهيكل ويتبع الفرائض، وكان سبب طلب اليهود منه دفع الدرهمين ليبرهنوا أنه ليس نبياً وليس المسيح

**********

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
كانت جباية الدرهمين تجري في كل مدينة واصل وضعها انه لما قتل الله أبكار المصريين قال للعبرانيين ان ليكن ابكاركم لي عوض أبكار المصريين الذين قتلهم . فلما احصوا أبكار العبرانيين أي أبكار الاحد عشر سبطاً كان عدددهم 22,237 بكراً فأمر فأحصوا بني لاوي من الذكور كباراً وصغاراً مع الابكار من ابن سنة فما فوق فاذا هم 22000 فنقصوا عن العددد المطلوب 237 عبرانياً ولذلك فرض على أبكار الاحد عشر سبطاً ان يؤدي كل فرد منهم درهمين في السنة فدية عن العدد الناقص لان الله قد اتخذ سبط لاوي عوض أبكار المصريين . ولما جاءوا الى كفرناحوم طلبوا من المسيح تلك الضريبة لانهم كانوا يظنونه من تلك البلدة وقالوا لبطرس لانه كان أكبر التلاميذ سناً . فسألوه بروح السكينة والسلام ” أما يؤدي معلمكم الدرهمين ” لانهم أكرموه من أجل العجائب التي صنعها لذلك لم يطلبوا منه . فقديماً كان كل واحد من بكار العبرانيين يعطي اربعة دراهم اكراماً لله وللهيكل ولكن بعد ان خضعوا للرومانيين وافتقروا لم يعد في وسعهم الا ان يعطي كل واحد درهمين لرئيس الكهنة وهي الجزية التي سألوا بطرس ما اذا كان معلمك يؤديها كأنه انسان خائف الله خاضع للشريعة كسائر الناس . فأجابهم بطرس هو غير عارف بلاهوته نعم .

 

العملات النقدية المعدنية المستخدمة في أيام يسوع IN USE IN COINS:  IN JESUS' DAY
I -العملات النحاسية
 أ- cherma – ذات قيمة ضئيلة (يو ٢ :١٥ )

 ب- chalchos - ذات قيمة ضئيلة (مت ١٠ :٩) ( مر ١٢ :٤١ )
 ج- assarion – عملة رومانية نحاسية تعادل ١/١٦ من الدينار (dēnarius) (مت ١٠ :٢٩)
 د- kodrantes - عملة رومانية نحاسية تعادل ١/٦٤ من الدينار (dēnarius) (مت ٥ :٢٦ )
 هـ- lepton - عملة يهودية نحاسية تعادل ١/١٢٨ من الدينار (dēnarius) (مر ١٢ :٤٢؛ لو ٢١ :٢ )
 و- farthing/quadrans -عملة رومانية نحاسية ذات قيمة ضئيلة.

II -العملات النقدية الفضية
 أ- arguros" العملة الفضية"- أكثر قيمة بكثير من العملات النحاسية أو البرونزية (مت ١٠ :٩؛ ٢٦ :١٥ )
 ب- الدينار (dēnarius - عملة رومانية فضية تعادل أجرة يوم (مت ١٨ :٢٨؛ مر ٦ :٣٧ )
 ج- الدرهم (drachmē - عملة يونانية فضية تعادل الدينار في قيمتها dēnarius) لو ١٥ :٩ )
 د- drachmon-di -بقيمة درهمان وتعادل نصف شاقل يهودي shekel) مت ١٧ :٢٤ )
 هـ- الإستار statēr -عملة فضية تعادل أربعة دنانير dēnarii( مت ١٧ :٢٧ ) .

III -العملات النقدية الذهبية-
(chrusos") (العملة الذهبية")- وهي أكثر العملات النقدية قيمة (مت ١٠ :٩ )

IV -كلمات عامة تدل على أوزان المعادن
 أ- mnaa – من الكلمة اللاتينية mina ، والتي هي وزن من المعدن يعادل ١٠٠ دينار dēnarii) لو ١٩ :١٣ ( (٨ مت (  –
 ب- talanton  - وحدة وزن يونانية ( مت 18: 25) ( مت 25: 15 و 16 و 20 و 25 و 28)
 ١ - من الفضة تعادل ٦٠٠٠ دينار dēnarii
٢ -من الذهب تعادل ١٨٠٠٠٠ دينار dēnarii
ج- الشاقل sheqel – وزنة من الفضة عند اليهود في العهد القديم (أي، oz 4 ، .تك ٢٣ :١٥؛ ٣٧؛ ٢٨؛ خر ٢١ :٣٢ )
1 -  pīm ثلثي شاقل sheqel
2 -  beka  نصف شاقل sheqel
3 - gerah واحد على عشرين شاقل sheqel
     الوحدات الأكبر shekels
1- maneh ٥٠ شاقل  shekels
2- kikkar  ٣٠٠٠ شاقل  shekels

تفسير (متى 17: 25) : قال : “ بلى “ فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلاً : “ ما تظن يا سمعان ؟ ممن يأخذ ملوك الارض الجباية أو الجزية ، أمن بنيهم أم من الاجانب ؟ “

 
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " بَلَى " حرف جواب للتصديق للإيجاب، أي أنه يوفي الدرهمين. وقال بطرس ذلك بناءً على علمه أن المسيح يقوم بكل ماتفرضه الشريعة اليهودية. ويُحتمل أنه قال ذلك لأن المسيح دفع الدرهمين في السنين الماضية . هذه الآية تظهر أن يسوع يزعم أنه مستثنى من دفع الضرائب بسبب وضعه كنبى ومسيح ، ومع ذلك فإنه يدفع الضريبة لكي يحقق كل ب ر (مت ٣ : ١٥ ) لقد كان يسوع يريد أن يسكت الفريسيين وغيرهم لئلا يقولوا أنه لا ينفذ الشريعة وليس محب للهيكل ولا يكمل الفرائض .

لم يخطر ببال بطرس أن إجابته تناقض إقراره السابق بأن يسوع هو المسيح ابن الله الحي.
2) "  فَلَمَّا دَخَلَ ٱلْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً:" أي أجابه قبل أن يسأله حول سؤال جامعى الدرهمين للهيكل بضروره دفع يسوع الدرهمين . فمع أن المسيح كان داخل البيت وبطرس، والذين يأخذون الدرهمين خارجاً، علم ما حدث بعلمه الإلهي.
3) " مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ ٱلأَرْضِ ٱلْجِبَايَةَ أَوِ ٱلْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ ٱلأَجَانِبِ؟" قصد ببنيهم أفراد العائلة الملكية أى أولاد الرب، وقصد بالأجانب من ليسوا كذلك. وغاية المسيح من السؤال أن يدرك بطرس السبب الذي جعله يعد بأن معلمه سيوفي الدرهمين وهو أن المسيح من العائلة الملكية الكهنوتية رئيس الكهنة .

4) " ٱلْجِبَايَةَ أَوِ ٱلْجِزْيَةَ،" في هذه الفقرة هناك حديث عن ثلاث ضرائب مختلفة.

١ -الضريبة اليهودية (درهمين، مت ١٧ :٢٤ )

٢ -الضرائب المحلية (رسو البضائع، مت ١٧ :٢٥ )

٣ -الجزية (الضريبة الإمبراطورية الرومانية، مت ٢٢ :١٧ )

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
فقال أي نعم يعطي ولكنه لم يخبر معلمه بذلك ولما دخل البيت سبقه يسوع كعارف الخفايا وقال ممن يأخذون ملوك الارض الخراج أي انهم يأخذونها من رعيتهم فأنا حر من ادائها لاني ابن الملك السماوي لا الارضي وبهذا ابان انه ابن الآب ازلياً ولو انه تجسد لفداء البشر .
 

تفسير (متى 17: 26) : قال له بطرس : “ من الاجانب “ . قال له يسوع : “ فاذاً البنون احرار .
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)  " قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: مِنَ ٱلأَجَانِبِ"  أجاب بطرس سؤال يسوع بالصواب، وهو أن الملوك لا يأخذون الجزية من بنيهم بل ممن ليسوا من البيت والعائلة. والظاهر أنه أجاب كذلك وهو لا يدرك قصد المسيح من توجيه السؤال له.
2) " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: فَإِذاً ٱلْبَنُونَ أَحْرَار" هذا تصريح قوي عن مسيانية يسوع الملكية وبنوته الإلهية وأنه من السلالة الملكية لدواود الملك والمؤمنون به هم أولاد ملكيون بالتبنى لا يدفعون الضرائب .. المفاجأة هنا أن يسوع إعتبر أن اليهود (جمع اليهود لضريبة الهيكل) أنهم ليسوا أبناء كنبوة عن فقد اليهود للبنوة الإلهية .

3) " ٱلْبَنُونَ أَحْرَارٌ"  كأنه قال: أنا ابن الله وأنت أقررت بأني كذلك، والهيكل بيت أبي (يوحنا ٢: ١٦) والدرهمان يؤخذان لخدمة أبي في الهيكل. فلستُ إذاً مكلفاً بتأديتهما. فإيفائي لهما يشير إلى أني أحد الرعية لا ابن.
ويتضح من هذا أن الجزية ليست سياسية، وإلا فيكون يسوع قد ادعى أنه ابن أوغسطس قيصر.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أي ان الله لم يفرض على ابنه الجزية لان سلطانهما واحد . ولكن لئلا نشكك ضعفهم لانهم غير عارفين بالوهيتي ولكي لا يظن ي اني اضع ناموساً آخر فيستخفون بالذي قد ميزه الله ولئلا ابطل الناموس الذي يأمر ان يؤدي كل بكر الدرهمين . امضِ الى البحر .

تفسير (متى 17: 27) : ولكن لئلا نعثرهم ، اذهب الى البحر وألق صنارة ، والسمكة التي تطلع اولاً خذها ، ومتى فتحت فاها تجد استاراً ، فخذه وأعطهم عني وعنك “ .




ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَلٰكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ"  أي لئلا يقولوا إننا نحتقر الهيكل أو إننا أتينا لننقض الناموس. (متّى ١٥: ١٢) حينئذ تقدم تلاميذه وقالوا له: «اتعلم ان الفريسيين لما سمعوا القول نفروا؟») وفى المسيحية  ( رومية ١٣: ٦، ٧)  فانكم لاجل هذا توفون الجزية ايضا، اذ هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه. 7 فاعطوا الجميع حقوقهم: الجزية لمن له الجزية. الجباية لمن له الجباية. والخوف لمن له الخوف. والاكرام لمن له الاكرام."

وكأنه يقول لبطرس فإن أبيتُ أن أؤدي الدرهمين بناءً على أني ابن الإله صاحب الهيكل الذى يجكمعون الدرهمين له  لا يفهمون قصدي، لأنهم لا يقرون ببنوتي لصاحب الهيكل  وإن صرحت بتلك البنوة ومنعتُك وسائرَ الرسل من إظهارها يوم إقرارك، اتخذوا ذلك سبباً جديداً للشكوى عليّ ونشر افشاعات الهادمى تعيق نبشيرى وكرازاتى . فأُؤدي الدرهمين ليُنفَقا على الهيكل، مع أني أعظم من الهيكل (متّى ١٢: ٦) لأني أنا الهيكل الحقيقي (يوحنا ٢: ٢١). فافعلْ ذلك حتى لا يكون عندهم حجة ضدى، لا لأنه واجب عليَّ.
فالمسيح مع كونه ابناً للرب ولكنه «أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ» (فيلبي ٢: ٥) «مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ» (غلاطية ٤: ٤) وخُتن، واعتمد، وأدى جزية الهيكل. فما أتاه ابن الله هنا وفق قول الرسول «امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ» (١تسالونيكي ٥: ٢٢) فنتعلم من ذلك أنه لا يلزم أن نطلب كل حقوقنا إن حصل من ذلك عثرة لغيرنا، كما فعل بولس وقال «لكِنَّنَا لَمْ نَسْتَعْمِلْ هذَا السُّلْطَانَ، بَلْ نَتَحَمَّلُ كُلَّ شَيْءٍ لِئَلاَّ نَجْعَلَ عَائِقًا لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ» (١كورنثوس ٩: ١٢).
2) " ٱلْبَحْرِ" أي بحر الجليل / طبرية / بحيرة جينسارت  الذي تقع كفرناحوم على شاطئه.
3) "أَلْقِ صِنَّارَةً " إلقاء الصنارة مهنة صيد السمك القديمة لبطرس.
4) " وَٱلسَّمَكَةُ ٱلَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً " هذه الحادثة غريبة فى طاعة المسيح وطاعة تلميذه بطرس والإيمان المطلق بأن كل شئ يقوله المسيح له سيحدث . وأننه من ملايين الأسماذ فى بحيرة طبرية سيصطاد سمكه أولا بها إستارا وجميع السمك الذى سيضطاده بعد ذلك ليس فى فمه شئ
5) " تَجِدْ إِسْتَاراً، " قطعة فضة تزن أربعة دراهم.
6) "فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ"  خضع المسيح بدفع تلك الجزية للهيكل حسب نص الشريعة حتى صار بمنزلة مجرد إنسانٍ كبطرس، ولم يكن يسوع يعمل ليكسب مالا فلم يكن معه شئ إلا قوته الإلهية فأمر بطرس ليعمل صيادا ليصطاد سمكة فى فمها الدرهمين بقوة إلهية.

ولم يذكر في هذا الخبر أن سائر التلاميذ أدوا تلك الجزية، قد يكون أداها كلٌّ منهم في موطنه. وفي هذا الأمر أبان المسيح تواضعه ومجده كليهما، فأظهر تواضعه بتأدية الجزية ، وأعلن مجده بالمعجزة التي صنعها للحصول عليها بمعنى تطلبون جزية وهذه قوتى الإلهية سأؤديها بمعجزة . وهذه المعجزة تظهر معرفة المسيح الخارقة العادة، فإنه عرف ما في فم السمكة في قلب البحر، وقوة مشيئته التي لا تدرك جعلت السمكة تأكل الإستار وهو المطلوب، وتأتي إلى حيث ألقى بطرس صنارته، وتأخذ الصنارة بفمها. فلا ريب في أن يسوع رب الخليقة حتى أن أسماك البحر أيضاً تطيعه. وذلك يذكرنا حادثة يونان النبي فإن «الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ» (يونان ١: ١٧) ودلتنا حادثة السمكة والإستار على كيف يهب الرب عنايتة للمؤمنين فقد إعتنى ببطرس تلميذه والمؤمن به وما يحتاج إليه في زمن الضيق،

 فى أيام المسيح كانت ناك ثلاثة أنواع من الضرائب 1

 1- الجزية للرومان وكان يجمعها عشارين يهود فكانت هناك ضريبة على كل ذَكَر فوق الرابعة عشرة وعلى كل أنثى فوق الثانية عشرة (وكان يُعفى منها المسنون) (مت 9: 10 و11، 11: 19، مرقس 2: 15، لو 5: 30، 7: 34) 

 2- ضريبة الدرهمين يقدمها أبكار بنى إسرائيل والأبكار صورة لآدم  (عد3: 46-48) بالشيكل (خر30: 13) التى تساوى درهمين وكانت هذه الضريبة تعطى للهيكل ورئيس الكهنة ولم يكن المسيح خاضع لهذه الضريبة لأنه هو صاحب الهيكل ورئيس الكهنة  (مت17: 27)  . 

 3- ضريبة الأراضي الزراعية والطرق التجارية  والتى تجمع من التجار   الذين ينقلون بضائعهم من مدينة لأخرى وكان يجمعها لاوى / متى فى مدينة كفر ناحوم والذى قال له إتبعنى فترك مكان الجباية وتبعه (مر 2: 14)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ليثبت انه خالق البـر والبحر وله السلطان على كل ما فيهما . ” استاراً ” اي اربعة دراهم . ورب سائلٍ من اين للحوت هذا الاستار ؟ قال قوم ان السفن التي تغرق في البحر قد لا تخلو من دراهم ودنانير تبتلعها الحيتان وان قوت الحيتان ليس الدراهم والدنانير فقط بل حجارة أيضاً تزدرها ومهما اكلت هضمت . وقال غيرهم ان في ذلك الوقت قد خلق الاستار من لا شيء وقال آخرون ان ذلك الاستار كان متموغاً بصورة الملك وقد غرق في البحر في وقت من الاوقات فبلعه الحوت وحفظه الى ذلك الزمان . ومن قول المسيح له المجد “ عني وعنك “ يتضح ان بطرس أيضاً كان بكراً أما مرقس فلم يورد هذه الحكاية لانه كان يرى معلمه لا يحب الافتخار فاقتصر عللى ايراد حادثة انكار بطرس لسيدة تماماً . ولنا في هذه الآية معنى روحي فالبحر رمز عن العالم وسمعان عن الكاهن الذي يصيد الناس ويأتي بهم الى الحياة والشص رمز الى الكرازة التي القيت في العالم . والحوت الملقى في الماء يشير الى جنس البشر المطروح في رطوبة الخطيئة . والاستار اي الاربعة دراهم كناية عن الامانة التي بشر بها الاربعة البشيرون في الاربعة أقطار عني وعنك أي عن شعب اليهود والامم . ثم ان السمك يرمز الى البيعة التي صعدت بشص التعليم من العالم بحر الخطيئة . والدرهمين اللذين وزنهما خمس حبات يشيران الى جنسنا البكر قد ضل بالخمس الحواس اي بالنظر والسمع والشم والذوق واللمس . فيجب ان نقدس ذواتنا لله أي حواسنا بالتعليم الممثل بالفضة . والدرهمين الذبن أعطاهما هم رمز الى نفسه وجسده اللذين قدمها كفارة عن كل البشر . ثم ان بطرس فتح فاه الحوت فوجد الاستار في فمه لانه لم يبتلعه بل حمله بأمر الله متعبداً لخالقه جل جلاله .

 
 

This site was last updated 01/11/21