Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل متى الإصحاح الخامس عشر ( متى 15: 21- 39) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تفسير / شرح الإنجيل كما رواه متى الإصحاح 15  مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل السابع عشر

تفسير إنجيل متى ملخص فقرات الإصحاح  الخامس عشر  (مت 15: 21- 39)
3. لقاء مع المرأة الكنعانيّة ايمان المرأة الكنعانية (مت  15: 21-28)
4. انجذاب البسطاء إليه يسوع يشفى الكثيريين (مت 15: 29-31)
5. تحنّنه على طالبيه يسوع يطعم أربعة آلاف رجل (مت 15: 32-39)

تفسير انجيل متى الاصحاح الخامس عشر

ايمان المرأة الكنعانية (متى 15: 21- 28)

ايمان المرأة الكنعانية

تفسير (متى 15: 21) : ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدآء .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك" أي من إقليم الجليل الأعلى من أرض جنيسارت التى حول بحيرة طبرية قرب كفرناحوم (متّى ١٤: ٣٤).

2) " وَٱنْصَرَف"  ظن بعض المفسرين أنه انصرف ليتقي غضب الكتبة والفريسيين الذين هاجوا كثيراً في ذلك الوقت . وظن آخرون أنه انصرف لينفرد ويختلى للصلاة كعادته من ازدحام الجموع الكثيرة الآتية إليه بغية الشفاء أو المشاهدة العادية. أو هربا من أن يقيموه ملكا  ولكن كان فى صور وصيا عملا لا بد أن يتممه انصرف ليعلم تلاميذه بفعل الخير لامرأة من الأمم، ويظهر لهم مدى إيمان هذه المراة فإن للأمم نصيباً في مجيئه، وإن كانت خدمته الأرضية أنه أتى لليهود خاصة (آيتا ٢٤، ٢٦). (يو 1: 11- 12)
الى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله. واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله، اي المؤمنون باسمه "
وبلا أدنى شك في أن كل رحلة أو جولة من جولات المسيح كان بموجب معرفته السابقة لغاية معينة  ولإحتياج مجموعة معينة للششفاء والتعليم ولمغفرة الخطايا ، سواء وضحت لنا تلك الغاية أم لا.
3) " نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاء" قال مرقس إنه مضى إلى تخوم صور وصيدا (مرقس ٧: ٢٤) أى وتعنى كلمة تخوم باللغة العربية : "
حدود فاصِلة بين الأراضي :- قطع مسافة كبيرة حتى وصل تخوم صور وصيدا" أى بالقرب منهما أى فى داخل الإقليم ولكن ليس فى إحدى المدينتين فهو لم يدخل كثيراً في أرض تلك المدينتين. ولعله بلغ التخوم ولم يتجاوزها. وكانت المدينتان أعظم المدن في فينيقية، وهما على شاطئ بحر الروم (الآن البحر الأبيض المتوسط) غرب الجليل وشمال غرب اليهودية.

مدينة "صور" اسم سامي معناه "صخر" وهي مدينة فينيقية شهيرة وهي قديمة جدًا (اش 23: 7).وتعتبر أقل أهمية من صيدون (تك 10: 15 واش 23: 12).

ومرّ الرب يسوع على شواطئ صور وصيدا (مت 15: 21-28 ومر 7: 24-31). وقد اتصل به قوم من تلك المنطقة (مر 3: 8 ولو 6: 17). وقال للمرأة الكنعانية إن مسؤولية تلك المدن الوثنية كانت دون مسؤولية المدن التى كانت أغلب سكانها يهود والتي حول بحر الجليل بكثير وكانت هذه المدن الوثنية في معظم العهد القديم نجد أنهما كانتا مترافقتين مع عبادة البعل al'Ba والشر، ولكن

(أ) سليمان إستورد الحرفيين والمواد لبناء الهيكل من حيران، ملك صور (١مل ٧ )

(ب) إيليا ساعد أرملةً من هذه المنطقة (لو ٤ : ٢٦ -٢٥ )

 وكانت هذه المدن  تسمع بشارته وترى العجائب (مت 11: 21 و22 ولو 10: 13 و14) ودخلت المسيحية إلى صور منذ بدء العهد الرسولي وكانت فيها كنيسة لما مر بولس ومكث فيها سبعة أيام (أع 21: 3 و4). والمعلم الكبير أوريجانيس السكندري المتوفي نحو سنة الـ245 للميلاد دُفِنَ في الباسيليكا المسيحية في صور. وقد شيد الأسقف بولونيوس كنيسة أعظم وأفخم. وعند تكريسها في السنة الـ323 ألقى العظة المؤرخ الكنسي الكبير يوسابيوس، أسقف قيصرية. وفي القرن الرابع وصفها ايرونيموس فقال عنها أنها أشرف مدن فينيقية وأجملها وقال أنها كانت في ذلك الوقت تتجر مع العالم كله. وكانت متميزة عن كل أسقفيات الكرسي الإنطاكي بعد إنطاكية فكان رئيسها يسلهم البطريرك عصا الرعاية أثناء تنصيبه.بى بى سىبى بى سى بىسى إن إن

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

يتساءل البعض في انه كيف اوصى تلاميذه الا يمضوا في طريق الامم وهو يمضي فيها ؟ فنجيب ان الذي كان يوصي به يسوع لم يكن مازماً بحفظه لانه واضع الناموس . ولم يمضِ الى هناك ليكرز والشاهد لذلك انه دخل البيت وأراد ان لا يعلم بع أحد . فكما ان الذهاب اليهم كان من اختصاصاته هكذا لم يكن يليق برحمته ان يردهم حين كانوا ياتون اليه . 

تفسير (متى 15: 22) : واذا بامرأةٍ كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة : “ ارحمني يا سيد ، يا ابن داود ! ابنتي مجنونة جداً  “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  ٱمْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ " سكان إقليم سور وصيدا كانوا من الفينيقيين وهم  فى الأصل من أولاد كنعان حفيد نوح، ولم يطردهم بنو إسرائيل من أرضهم كما طردوهم من أرض الميعاد . وسماها مرقس «أممية» لأنها وثنية، وفينيقية سورية لأنها من سلالة القبائل التي أمر الرب بإهلاكهم لأنهم يعبدون أوثانا  وكانت شرورهم كثيرة . وكانت هاتين البلدتين تابعتين إلى سوريا لأن الأرض التي سكنتها كانت فى التقسيم عند الرومان جزءاً من ولاية سوريا وتحت حكم واليها.

نقرأ في سفر التكوين أن نوح لعن كنعان «ملعون كنعان، عبد العبيد يكون لإخوته» (التكوين ٢٥:٩)، واللعنة عند اليهود تمّتد إلى كلّ ذريّة الملعون. (أبنائهم سدوم وعمورة ومارسوا الشذوذ الجنسي - عبدوا آلهة كثيرة - كثر عندهم العهر...)، ولكن المسيح هو مزيل كلّ لعنة التي هي الخطيئة.
الله تجسّد لخلاص كل الشعوب وغيّر كلّ المفاهيم الضيّقة لنكون جميعنا شعبًا واحدًا للرّب،
2) " خَارِجَةٌ مِنْ ٱلتُّخُومِ " أي آتية من بيت أو قرية في تلك الأرض قريبة أو بعيدة.
3) " ٱرْحَمْنِي" يبدوا أن انتشر خبر أعمال المسيح ومعجزاته وتعاليمه في كل سوريا حتى بلغ أقاصيها (متّى ٤: ٢٤)
فذاع خبره في جميع سورية. فاحضروا اليه جميع السقماء المصابين بامراض واوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم. " وأتى الناس إليه من صور وصيدا (مرقس ٣: ٨) ومن اورشليم ومن ادومية ومن عبر الاردن. والذين حول صور وصيداء جمع كثير اذ سمعوا كم صنع اتوا اليه " . وكما سمع أهل تلك البلاد بيسوع سمعت تلك المرأة برأفته وحنوه وشفقته على الحزانى والمرضى والمصابين، فقالت له عن مصيبتها فى إبنتها وتأمل من المسيح أن يشفي ابنتها وهذا يعتبر إيمانا . فسألته الرحمة لنفسها إذ حسبت مصيبة بنتها مصيبة لها.
وكثيراً ما تكون مصائب الإنسان الغير مؤمن أو حتى المؤمن بركة له، لأنها تقوده إلى الإيمان  المسيح. فلولا مرض تلك البنت ما عرفت هي ولا أمها المسيح ، ولا أتت الأم إليه. ومن أعظم ما كان لتلك البنت من خير مع مصابها أنه كان لها والدة صلَّت إلى المسيح من أجلها. فعلى كثيرين من الأولاد الآن أن يشكروا الرب أن أمهاتهم لم تكف عن الصلاة إلى المسيح من أجلهم، فإن تلك الصلاة من وسائل خلاصهم.
4) " صَرَخَتْ إِلَيْهِ"
إنها فرصة أن تراه لعدم قدرتها على السفر لتذهب إليه فى الجليل لتشفى إبنتها المجنونة وما أن رأته كانت تصرخ بصو ٍت عال مرتفع وبشكل متكرر والسؤال الذى يطرح نفسه كيف عرقته ؟ . هذا الزمن الناقص يمكن أن يعني

(أ) عمل متكرر في زمن ماض  أو (ب) بدء عمل فيزمن ماضى .

5) " يَا سَيِّدُ يَا ٱبْنَ دَاوُدَ. " إشتهر المسيح بهذا الاسم أكثر من سائر أسمائه الأخرى ، وهذا اللقب مسياني من(٢ صم ٧ ) .لقد كانت تعرف شيئاً عن الإيمان والرجاء اليهودي. انظر التعليق على (مت ٩ :٢٧ ) فلا بد من أن الذين أخبروها بأعمال المسيح سموه بهذا الاسم ( راجع  متى 20: 31) فانتهرهما الجمع ليسكتا، فكانا يصرخان أكثر قائلين: «ارحمنا يا سيد، يا ابن داود!».

6) " إرحمنى" إهذا أمٌر ماضي ناقص مبني للمعلوم يستخدم بمعنى طلبة صلاة، وليس أمرا ، شتهر يسوع بالرحمة والحنّو نحو الفقراء والمرضى والممسوسين بالشرير قد تناقلت أخبارها ألسنة الناس على مدى واسع. حتى المرأة غير اليهودية شعرت بأنه سيتصرف معها كما تصرف مع بنى جنسه من اليهود رحمة ورأفة بها وبأبنتها من أجلها (مت ٩ :٢٧) (مت ١٧ :١٥ ) .(

 7) " يَا سَيِّدُ" هذه كانت إما (أ) إسم سيد أو " رب" استخدام عام شائع لكلمة "سير" الإنجليزية   (ب) الإستخدام اللاهوتي لـ "معلم" و"المسيا"؛ وحده السياق يمكن أن يخبرنا المقصود بالضبط. بما أنها مدمجة مع لقب مسياني هنا، فإن الخيار الثاني هو الأفضل.

8) " اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّا" مَجْنُونَةٌ أي فيها شيطان (مرقس ٧: ٢٩). هذا هو الإستخدام الوحيد لهذه الكلمة في العهد الجديد، رغم أن صيغة مشابهة لها نجدها في اسم (مر ٧ :٢٦ ) وكانت المراة اممية وفي جنسها فينيقية سورية - فسالته ان يخرج الشيطان من ابنتها.  " لأن أهل سورية أخذوا المصابين بالأرواح النجسة إليه فى الجليل فشفاهم ( مر 3: 11 ) والارواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة: «انك انت ابن الله!» . كانت تدعى امرأة فينيقية سورية، والتي ستكون في العالم اليوم امرأة من جنوب لبنان. حدثت في منطقة أممية ً يهودية. هذه الرواية، مثل (مت ٨ :٥ -١٣ )،أظهرت اهتمام يسوع بالأ لها في مت بمجملها (مر ٧ :٣١ )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان المراة الكنعانية ما مضت لاورشليم لان اليهود كانوا ينفرون من الامم وهي حسبت نفسها غير مستحقة ان تمضي الى هناك . ويشار بالكنعانية الى الجنس البشري وبابنتها الى النفس المعذبة من آلام الخطيئة . وكذلك الكنعانية هي رمز الى البيعة اي أنفس القديسين . والبنت المعذبة كناية عن بني البشر المعذبين من الآلام السمجة . وعليه فكل فرد منا يجب عليه ان يضرع الى المسيح بالحاح لتعتق نفسه من الآلام وان ظهر له كأن ضراعته غير مسموعة فلا يكل ولا يمل عن الصراخ اليه من صميم قلبه حتى يجاب فكما ان المسيح خرج من تخومه أي من اليهودية هكذا البيعة خرجت من تخومها وتقدمت اليه وحينئذٍ استطاعا ان يتكلما فيما بينهما . فالشعوب الذين أفسدوا ناموس الطبيعة ونزحوا عن بلاد اسرائيل كيلا يغيروا عاداتهم ويحيدوا عن ضلالهم أسرعوا اليه واليهود الذين أتى لاجلهم وشفى مرضاهم يطردونه . ثم ان الكنعانية ما تجاسرت ان تاتي بالمجنونة اليه او ان تدعي الطبيب اليها كما دعاه عبد الملك لكنها قالت ترحم علي . وقد كانت ابنتها في أشد الضيق من سكون ذلك الشيطان فيها .

تفسير (متى 15: 23) .: فلم يجبها بكلمة . فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين : “ اصرفها ، لانها تصيح وراءنا  ! “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

قد نتعجب من تصرف المسيح مع هذه المرأة المسكينة، كما نتعجب من شدة كلامه معها وهو المشهور عنه بالرقة واللين نحو المرأة بنوع خاص. ونرى فرقاً في هذا الحديث عن حديثه مع المرأة السامرية مثلاً. فلماذا؟ ونستطيع أن نفهم تصرف المسيح بدرس القرائن كلها. ويظهر أن هذه المرأة احتاجت إلى مثل هذا الكلام لتُظهر إيمانها العظيم وفى النهاية سجل الإنجيليين هذه المعجزة وخلد إيمان هذه المراة لأجيال كثيرة وأزمنة عديدة بالرغم من أحدا لا يعرف إسمها .
1) "
فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ."  فَلَمْ يُجِبْهَا أي بقي ساكتاً وإستمر فى سيره ، وهذه يعني عدم قبوله طلبها. وهذه هي المرة الوحيدة التي ذكر فيها أن المسيح تجاهل طلب أحد أن يعمل المعجزة إحساناً إلى المصابين، إذ كثيراً ما صنع المعجزات بدون طلب. على أن امتناعه هنا الآن كان وقتياً لهدف  هام جدا فى إظهار أن الإلحاح فى طلب رحمة شئ له تأثير عند الرب كما أنه يظهر إيمان الشخص بمعنى "لن أتركك يارب حتى ترحمنى أنه طلب رحمة منك يارب وأنت رحوم " ، هنا كان إمتحان  إيمان الوالدة وليعلّم تلاميذه (لا لعدم إرادته أن يشفي المريضة) كما يظهر من النتيجة. ولا بد أن سكوت المسيح كان محزناً لتلك الأم، وامتحاناً لإيمانها، ومثاراً لاستغرابها، لأنه كان خلاف ما سمعت به من أمر المسيح . ولكن فى ثقة شديدة به إستمرت فى صراخها حتى أزعجت التلاميذ أنفسهم .
2) " فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:"
هذا الفعل أيضاً في الزمن الناقص.(مت 9: 36) ( مت 14: 14) ( مت 15: 32) وتجاهل يسوع للمرأة الكنعانية كان مو ّجهاً للتلاميذ وليس للمراة   هذه الآية لم ترد فى إنجيل مرقس لأنه كان يكتب إلى الأممين الذين ما كانوا سيفهمون امتعاض التلاميذ من مساعدة امرأة أممية.  يظهر التلاميذ مستوى حنّوهم خلافا ليسوع كان التلاميذ يسيرون وراء معلمهم الذى تجاهل صراخ المرأة وقريبيين منها فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ تبعتهم المرأة المذكورة وصرخت وراءهم حتى شفق التلاميذ عليها، أو ضجروا من لجاجتها، أو خافوا أن يجتمع الناس على صراخها. فتوسَّطوا لها مع المسيح وهذا نوع من الشفاعة التى ينكرها البروتستانت .
3) " ٱصْرِفْهَا " أي اشفِ ابنتها فتنصرف. ويتضح هذا من القرينة لا من هذا اللفظ.
4) " تَصِيحُ وَرَاءَنَا " يُحتمل أنهم قالوا ذلك لتكدرهم من صوتها، وإنزعاجهم من ألمها وتعبها من إبنتها المجنونة الممسوسة بالروح النجس أو لأنها أظهرت بصياحها حزنها وغيرتها وثباتها وإيمانها، فلذلك سألوا المسيح إجابتها لطلبها.
(مت ١٧ :١٤ -١٨ )

جواب يسوع في مت ١٥ :٢٤

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه تعالى كان يؤخر شفاء الكنعانية لثلاثة أسباب . أولاً ، لانها من الامم الغريبة لئلا يتهمه اليهود انه يساعدد الغرباء . ثانياً ، لكي تظهر امانتها . ثالثاً ، لتبان عدم أمانة اليهود اذ كان يجول بينهم ويشفي مرضاهم وهم كانوا يتخاصمون ضده ويجدفون عليه . ولانه لم يجاوب هذه التي كانت تصيح وراءه وتضرع اليه تشكك التلاميذ وقالوا اصرفها . لانهم كانوا يجهلون انه يؤجل اجابة طلبتهاز وقالوا ” في أثرنا ” لانها لم تكن تتجاسر ان تقف قدامه .

تفسير (متى 15: 24) : فأجاب وقال لهم : “ لم أرسـل الا الى خـراف بيت اسـرائيل الضـالة  “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَأَجَابَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى" أجاب يسوع لتلاميذه الذين توسطوا له طالبين أن يصرفها ونجحت المرأة الكنعانية فى أن يتكلم النلاميذ لدى الرب عنها ، فأسكتهم بجوابه، كما أنه لم يلتفت إليها. وطلب الرسل من المسيح تلك المعجزة لأنهم أيقنوا أنه لا مانع حينئذٍ من شفاء تلك الابنة سوى عدم إرادته هو أن يشفيها.

2) "أُرْسَلْ " أي من الآب.

3) "  خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ"  يظهر من هذا أن وظيفة المسيح هى رعاية خراف بيت إسرائيل أولاد يعقوب أى أنه أتى خاصة لليهود. متّى ١٠: ٦ ) بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة " ولكن أُنبئ عنه بأن به تتبارك كل قبائل الأرض (تكوين ٢٢: ١٨) وهو نفسه قال «لِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ» (يوحنا ١٠: ١٦) فهذا الاختلاف بين قول المسيح هنا، وقول النبوة، وقوله في (يوحنا ١٠: ١٦) ليس أن المسيح غيَّر قصده بعد تأسيس ملكوته وحصوله على شيء من النجاح، فوسع دائرته كما فعل بعض مؤسسي الأديان العالمية الفاسدة والشيطانية ، لأن المسيح قصد من البدء أن يكون خلاصه لكل البشر (يوحنا ٣: ١٥، ١٦ و١٢: ٣٢) فشعب إسرائيل اولادا للرب بميعاد والعهد القديم بينما الأمم أولاده بالتبنى فى العهد الجديد فالواقع يقول أنه أتى لأولاده الذى بينهم عهدا بينما لم يمنع خلاصة عن السامرية وقائد المائة والكنعانية ( أعمال ٣: ٢٥ ) انتم ابناء الانبياء، والعهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم: وبنسلك تتبارك جميع قبائل الارض ( أع١٣: ٤) انتم ابناء الانبياء، والعهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم: وبنسلك تتبارك جميع قبائل الارض فجواب المسيح للتلاميذ يشير إلى خدمته الشخصية وهو على الأرض في الجسد يعظ ويصنع المعجزات، ولا يشير البتة إلى عمله باعتباره فادياً أو وسيطاً بين الرب والناس. بمعنى انه يقول "أنا هو" للناس والرب دبر أن يُنادى بالإنجيل لليهود أولاً إتماماً للمواعيد التي وعد بها إبراهيم وإسحاق ويعقوب. وكانت خدمة المسيح على الأرض تكميلاً لذلك القضاء وتلك المواعيد. وشفقة المسيح على اليهود حصرت تبشيره بهم لأنهم خاصته ، وأعد تلاميذه من اليهود وكذلك رسله ما عدا لوقا كما اعتقد فإنه لو نادى للأمم أيضاً لرفض اليهود كلهم ذلك في الحال لشدة تعصبهم. وعلى ذلك قال بولس «وَأَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ الْخِتَانِ، مِنْ أَجْلِ صِدْقِ اللهِ، حَتَّى يُثَبِّتَ مَوَاعِيدَ الآبَاءِ. وَأَمَّا الأُمَمُ فَمَجَّدُوا اللهَ مِنْ أَجْلِ الرَّحْمَةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«مِنْ أَجْلِ ذلِكَ سَأَحْمَدُكَ فِي الأُمَمِ» (رومية ١٥: ٨، ٩). فجواب المسيح لتلاميذه ليس إنكاراً قاطعاً لطلبهم، لكنه إعلان لأن إجابة تلك الطلبة خارجة عن دائرة إرساليته حينئذٍ.
 4) "الرعاية " يسوع ساعد أمميين آخرين، ولكن ضمن الحدود الجغرافية لأرض الموعد وكان يبشر الأمم الذين فى وسط الشعب اليهودى . لو بسبب تحيزاتهم وتحاملاتهم. العبارة "خراف بيت إسرائيل ال كان يسوع قد بدأ خدمة شفا ٍء في منطقة أممية، لكان اليهود سيرفضونه عموما ّضالة تظهر الحالة الروحية للشعب اليهودي (مت ١٠ :٦) ٩ :٣٦ ) الاستعارة "الرعوية" بدأت في عد ٢٧ :١٧) زك ١٠ :٢ .(مز ٢٣؛ ٧٨ :٥٢) أش ٤٠ :١١) ( إر ٣١ :١٠ ) تصور ال ّرب كراعي لإسرائيل. هذه الصورة الإستعارية تصبح مسيانية (أى إشارة للمسيح) في ميخا ٥ :٢) ( زك ١١ :٤ -١٧ ) ( يو ١٠ :١ -١٠)  .الرعاة السيئون هم في تغاير مع الراعي الصالح الذي في حزقيال ٣٤ . كانت الخراف في حاجة إلى عناية دائمة وحماية. لقد كانت عاجزة غير قادرة على أن تدافع عن نفسها ويمكن أن تلتهمها الوحوش بسهولة. تسمية شعب الله بالخراف ليست إطرا ًء، بل حقيقة روحية واقعية. قدم تعليقاً أرجو أن تسمحوا لي بأن أ أخر على كلمة "إلا". يسوع ساعد هذه المرأة الأممية المحتاجة، كما فعل مرا ٍت عديدة مع أمميين آخرين. هناك نوعا (مت٢٨ :١٨ -٢٠؛ لو ٢٤ :٤٦ -٤٧) ( أع ١ :٨ ) لقد جاء المسيا من أجل كل البشر الذين خلقوا ً من إلقاء الظل على هدفه العالمي النطاق (مت على صور الله (تك ١ :٢٦ -٢٧ ) (تك ٣ :١٥ ) ليست وعداً لإسرائيل بل لكل البشر. دعوة ابراهيم تشتمل على اهتماٍم بالأممين (تك ١٢ :٣.) إعطاء الناموس في جبل سيناء كان يشتمل اهتمام الله بالعالم (خر ١٩ :٥ )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أراد بالخراف الضالة اليهود وأبان لتلاميذه انه طالما اكرم اليهود وما ترك لهم محلاً للجواب بعدم قبولهم اياه

تفسير (متى 15: 25) : فأتت وسجدت له قائلة : “ يا سيد اعنّي ! “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: يَا سَيِّدُ أَعِنِّي" ظلت المرأة تصرخ وراء المسيح الذى تجاهل صراخها ثم وراء التلاميذ وهو سائر إلى أن دخل بيتاً يعتقد أنه بيت أحد اليهود الذين أنتشروا فى سوريا وأنحاء العالم القديم وكانوا فى روما نفسها (مرقس ٧: ٢٤) ثم قام من هناك ومضى الى تخوم صور وصيداء ودخل بيتا وهو يريد ان لا يعلم احد فلم يقدر ان يختفي " فدخلت وراءه وسجدت له داعية إياه «سيداً» بياناً لاحترامها له، وسألته أن يجيب طلبتها لأنها كانت في غاية الشدة والتعب من رعاية إبنتها المجنونة . وكانت صلاتها وجيزة جداً. لكن إمارات وجهها ودموعها وحزنها وإلحاحها جعلت لكلامها تأثيراً.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي انها ما امتنعت على الصراخ لعدم إجابة طلبتها لكنها ركضت حتى أتت قدامه وسجدت . فنتعلم من ذلك انه لا يجب ان نقطع رجاءنا حين لم نأخذ ما نريد في الحال بل نلحف في الضراعة حتى نفوز بالإرب . أما المسيح فأخذ يزيد امتحان ايمانها بقوله . 

تفسير (متى 15: 26) : فأجاب وقال : “ ليس حسناً ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب“ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(مت  ٧: ٦ )  لا تعطوا المقدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم ( فيلبي ٣: ٢ ) انظروا الكلاب. انظروا فعلة الشر. انظروا القطع.
أخذ المسيح يجاوبها. لكن جوابه كان مما يحمل على اليأس أكثر من سكوته السابق.

1) "  فَأَجَابَ: لَيْسَ حَسَناً " لَيْسَ حَسَناً يعنى  غير لائق.
2) " 
أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ ٱلْبَنِينَ " خُبْزُ ٱلْبَنِين أي الخبز الذى يعده الآباء للأبناء لأجلهم ، فقد كان اليهود يعدون أنفسهم أولادا للرب نعرف تمامًا أن سفر التكوين عندما قال: "أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا" (تك 6: 2) فإن الكتاب كان يقصد بأبناء الله أبناء شيث بن آدم الذي أرضى الرب، ودُعيَ بِاسم الرب (تك 4: 26) وبنوة آدم أو أبناء شيث لله بنوة بالتبني عن طريقة الخلقة، وقال الله في العهد القديم: "أَنْتُمْ أَوْلاَدٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ. لاَ تَخْمِشُوا أَجْسَامَكُمْ وَلاَ تَجْعَلُوا قَرْعَةً بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ لأَجْلِ مَيْتٍ. لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. وَقَدِ اخْتَارَكَ الرَّبُّ لِكَيْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا" (تث 14: 1، 2). أمَّا بنات الناس فهن بنات قايين الذي قتل أخيه هابيل فلعنه الرب .  فإستحق اليهود أولاد الرب أو أولاد الموعد أولاد العهد القديم بركات الكتاب من معجزات وغيرها مما خص الرب به اليهود أولاً باعتبار كونهم بني الملكوت (متّى ٨: ١٢) وورثة المواعيد. وإن أظهروا أنهم لا يستحقون. وإذ كان اليهود بمنزلة البنين اقتضى أن يطعمهم أولاً (مرقس ٧: ٢٧) ولا يليق أن يؤخذ الطعام منهم ويُعطى للأمم.

3) " وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ" يستعير الكتاب المقدس كلمة "كلاب" للإهانة إذا أريد بها كلاب الأزقة (تثنية ٢٣: ١٨ ) (١صموئيل ١٧: ٤٣ ) (متّى ٧: ٦ ) (رؤيا ٢٢: ١٥). ولقَّب اليهود الأمم بالكلاب ليهينوهم بدعوى أن هم كالكلاب ينجسون الآخرين وبسبب طعامها وعوائدها كانت الكلاب تعتبر نجسة وكانت تسمية أحد الناس بكلب شتيمة كبرى (1 صم 17: 43 و2 مل 8: 13)  . ولو كان هذا قصد المسيح فلا بد أنه أظهر قساوةً أكثر مما يُتوقع منه. ولكن بعض القساوة تزول إذا كان قصده بالكلاب هنا كلاب البيت التي تجلس تحت مائدة أربابها، وهو المرجح.
إذا فالمقارنة هنا ليست بين الأولاد والكلاب المؤذية الكريهة التي تجول في الأزقة، بل بينهم وبين كلاب البيت التي تتوقع أن تُطعم بعد إطعام الأولاد، بدليل قول السيد المسيح «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ» (مرقس ٧: ٢٧).
وتزول بعض القساوة إذا اعتبرنا أن المسيح خاطبها بالكلمات التي اعتاد اليهود أن يستعملوها في الكلام عن الأمم، دون أن يحكم بصحة كون الأمم أردأ من اليهود.
وتزول أكثر القساوة إذا اعتبرنا أن المسيح قال لها ذلك امتحاناً لتواضعها وإيمانها.
وتزول تلك القساوة إذا اعتبرنا أن القساوة كانت في اللفظ فقط، وأن قلب المسيح كان مملوءاً حنواً ورحمة لتلك المرأة. ومثل ذلك ما أظهره يوسف في مصر من القساوة لإخوته مع أن قلبه كان مملوءاً بالحب لهم، حتى أنه اضطر أن ينفرد عنهم ليبكي (تكوين ٤٢: ٧، ٢٤)
وخلاصة جواب المسيح للمرأة الكنعانية لها أن الوقت لإظهار الرحمة ودعوة الأمم للبنوة للرب لم يأت بعد.

شفاء المسيح لإبنة الكنعانيّة كان شفاءً لليهود والأمم معًا. فإذا كان الكنعانيون ملعونون بحسب التفسير اليهودي، ها اليوم الرّب يسوع في وسطهم ويشفي مرضاهم.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

دعى معونات الشفاء خبزاً وأبان وجوب إعطائه لأولاد البيت. ولما أهلها للمخاطبة زاد ألمها أكثر من السكوت . ولم يعلق الأرتسال بغيره. لكنه بين انه منه هو . ولم يسمهم هنا خرافاً لكن بنين وسمى الكنعانية كلباً لأنها مولودة من الأمم الكلاب . فبمقدار ما أكثرت هي من التضرع أكثر هو من الأبتعاد فوجدت لنفسها من كلامه باباً للشفاعة .

وكتب أبونا رومانوس حداد  Abouna Romanos Haddad

هل السيد المسيح شتمَ المرأة الكنعانية ووصفها بالكلبة ؟ (متى 26:15)
ليس حسناً أن يُؤخَذَ خبزُ البنينَ ويُلقى للكلابِ (متى ٢٦:١٥)
عبارة صادمة، ولكن لماذا استعملها الرّب يسوع المسيح وهو منبع المراحم وأبو الرأفات؟
إذًا هناك مغزى من هذا الجواب:
١- «ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب». هذا مثل يهودي شائع، وكان اليهود يستخدمون لفظ «الكلاب» دلالة على احتقارهم للأمم.
لمحة عن البيئة الحضارية لهذه المرأة:
المرأه الكنعانيه هي من شعب كنعان الذي يسكن حول سوريا في بلاد ما بين النهرين، و كان أحد آلهة هذا الشعب هو الاله ( نبحز = nibhaz ) و هو بهيئة رجل وهو أحد آلهة الأمم وعبدها بنى إسرائيل وورد ذكره فى (2مل 17: 29- 31)  "فكانت كل امة تعمل الهتها ووضعوها في بيوت المرتفعات التي عملها السامريون كل امة في مدنها التي سكنت فيها. فعمل اهل بابل سكوث بنوث.واهل كوث عملوا نرجل واهل حماة عملوا اشيما والعويون عملوا
نبحز وترتاق والسفروايميون كانوا يحرقون بنيهم بالنار لادرملك وعنملك الهي سفروايم."

مكتوب انه كان يُعبد في مناطق سوريا و بيروت و طرابلس وهذه أماكن سكن أهل بلاد ما بين النهرين اللذين منهم شعب كنعان .. و كان في هذه الشعوب العبادات قريبه جداً من بعض و الالهه مشتركه
مثلاً: الاله هدد وهذا كان أيضاً يعبده شعب كنعان و لكن مكتوب عنه انه كان يُعبد في سوريا :

- كان اليهود يقسمون العالم إلى :
(أ) اليهود وبنظرهم أنّهم شعب الله المختار.
(ب) الكلاب وهم من ليسوا يهود أى الأمم، ويعتبرونهم نجاسة ويغسلون أي شيء تمتد إليه يد أممي ولا يأكلون معهم.
(ج) وكانوا يفرّقون فيما بين اليهود أي هناك العرق الصافي أي من زواج يهودي-يهودي وهم الموجودون في أورشليم، وهناك اليهود الخليط من زواج مختلط يهودي-أممي، وهناك يهود الشتات.
كلمة «كلب وكلاب» في الكتاب المقدّس:
تتكرّر كلمة «كلب» و «كلاب» كثيرًا في الكتاب المقدّس، إن في العهد القديم أو في العهد الجديد ولها مدلولاتها:
الأشرار كلاب :
- المزمور ٢٢: «لأنه قد أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يدي ورجلي(١٦)».
هذا المزمور يُدعى «أيلة الصبح» إذ يبدأ: «إلهي إلهي لماذا تركتني»(١) ويضع أمام نصب أعيننا صلب المسيح.
تعني هذه العبارة الشكينة أي السحابة المجيدة التي كانت تظهر وسط شعب الله، وتعنى النور الذي كان يظهر على تابوت العهد بين الكاروبين. ويراه رئيس الكهنة مرّة واحدة في السنة حينما يدخل إلى قدس الآقداس يوم الكفارة.
- المزمور ٥٩: «ويعودون عند المساء يهرون مثل الكلب ويدورون في المدينة. هم يتيهون للأكل إن لم يشبعوا ويبيتوا» (٦و١٤).
داود النبي يصرخ في هذا المزمور إلى الله ويصف أعدائه بالكلاب التي تبحث عن فريستها وطعامها، إذ كان محاصرًا من رجال الملك شاول. «أنقذني من أعدائي يا الهي. من مقاوميّ احمني. نجني من فاعلي الإثم ومن رجال الدماء خلصني. لأنهم يكمنون لنفسي».
نحن نقرأ هذا المزمور اليوم معتبرين أن الشيطان هو عدونا.
الكلب يأكل حتى ولو جثة بشر
- الكلب يأكل ما يُرمى إليه (خر٣١:٢٢)، ونصيبهم دم الأعداء المهزومين (مز٢٣:٦٨) ولحوم الأموات (١مل ١١:١٤).
- أكلت الكلاب جثة إيزابل الملكة الشريرية (٢مل٩:١٠ و٣٥ و٣٦ انظر أيضًا ١مل١٦:١٤، إرميا ١٥:٣)، وكان من أسوأ ما يمكن أن يصيب إنسانًا هو أن تأكل جثتّه الكلاب·
الرجاسة:
- وكانت الشريعة الموسوية تعتبره نجساً، لانه لا يجتر ولا يشق ظلفًا (لا١:١١-٨)·
- «لا تدخل أجرة زانية ولا ثمن كلب إلى بيت الرّب إلهك عن نذر ما، لأنّهما كليهما رجس لدى الرّب إلهك» (تث١٨:٢٣).
الأمانة:
الكلب الحارس الأمين للغنم: أيّوب وثق بالكلاب أكثر من بعض الناس.«أمّا الآن فقد ضحك عليّ أصاغري أيّامًا الذين كنت أستنكف من أن اجعل أباءهم مع كلاب غنمي»(أيوب١:٣٠).
- تجلس مع الإنسان: «الكلاب تجلس تحت المائدة تأكل من فتات البنين»(مر٢٨:٧).
- تلحس قروح المتروكين والمعوزين: «كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه (ليعازر)» (لوقا٢١:١٦).
تدنيس لما هو مقدّس:
- لا تعطوا القدس (αγίων) للكلاب:(متى٦:٧). أي لا تعطوا القدسات.
تزوير كلمة الله:
- «أنظروا الكلاب. أنظروا فعلة الشر. أنظروا القطع»(فيل ٢:٣). وهم الذين يأتون بتعاليم كاذبة.
العائد إلى خطاياه:
- «قد أصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد إلى قيئه» (٢بط٢٢:٢).
يذكر بطرس الرسول هنا ما أتى في سفر الأمثال (١١:٢٦) وهو أن «الجاهل يُعيد حماقته» ويطبّقه على الذين عرفوا الرّب وخلاصه وتحرّروا من خطاياهم، ومن ثم عادوا إلى ما كانوا أبشع عليه.
عدم الحماية:
- «مراقبوه عمي كلهم لا يعرفون كلهم كلاب بكم لا تقدر أن تنبح حالمون مضطجعون محبو النوم. والكلاب شرهة لا تعرف الشبع وهم رعاة لا يعرفون الفهم التفتوا جميعا إلى طرقهم كل واحد إلى الربح عن أقصى»(إشعياء ٩:٥٦-١٢).
- لا سلام ولا أمان خارج كلمة الله وسيتعرّض لهجمات الوحوش أي الشياطين، ولا حتّى من ينذره لأنّ حرّاسه ومعلّميه ورعاته عديمي البصيرة لا يروا النور، وبكم لا ينطقون بالحق، وأموات لا حياة روحيّة فيهم.
يوضع خارج أبواب المدينة المقدّسة أي خارج الملكوت:
- «لأن خارجًا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الاوثان وكلّ من يحب ويصنع كذبًا» (رؤيا ١٥:٢٢)·
- المقصود هنا كلّ من يفعل الشر.
صورة الحقارة والنجاسة بقيت هي الغالبة للكلاب في الكتاب المقدّس، ولعلّ ما قاله حزائيل لاليشع النبي عندما جاء النبي إلى دمشق وكان الله قد كشف له ما سيقوم به حزائيل نفسه من خراب وسفك ودماء عندما سيملك من بعد بنهدد ملك أرام الذي كان مريضًا، يلخّص ما كان المقصود بكلمة كلب في أغلبيّة الأسفار المقدّسة:“من هو عبدك الكلب، حتى يفعل هذا الأمر العظيم؟” (٢مل٨:١٣)· أي من هو هذا المحتقر النجس.
المراجع:
الكتاب المقدس
موقع بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.
موقع فريق اللاهوت الدفاعي.
موسوعة الويكيبيديا.

تفسير (متى 15: 27) : فقالت : “ نعم ، يا سيد ! والكلاب أيضاً تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها ! “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَالَتْ: نَعَمْ يَا سَيِّدُ." لو وجه المسيح كلامه السابق إلى غير هذه المرأة ليئس الإنسان كل اليأس منه، أو غضب غضباً شديداً وانصرف. ولكن كانت إجابتها "نعم يا سيد" وأظهرت هذه المراة إيمانها وتواضعها من كلام المسيح وحولته موضوعاً لرجائها فيه ، لقد حوَّلت قسوته لصالحها ما ظهر أنه ضدها. فوافقت أولا على قوله إن الأمم بالنسبة إلى اليهود كالكلاب فلم تهاجمه أة تزعل منه أو تغضب أو حتى تتركه وتذهب فاقدة ألأمل فيه لقد سمعت عنه فى سوريا حيث تسكن وأنه شفى أبناء الكنعانيين السوريين سابقا حينما ذهبوا إليه فى الأراضى اليهودية

2) " وَٱلْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ ٱلْفُتَاتِ ٱلَّذِي يَسْقُطُ " كان اليهود والناس فى ذلك العصر غالبا ًما يستخدمون الخبز ليفركوا به أيديهم بعد الطعام فيسقط كالفتات. كانت هذه المرأة تعرف فيما يبدوا ماذا يقول اليهود على بنى جنسها يطلقون عليهم كلاب ، حولت هذه المرأة برجائها فى المسيح ليشفى إيمانها قسوة كلماته لتريه إيمانها به حتى ولو كانت من الكلاب وإرتضت أن تكون مثل الكلاب التى تأكل من الفتات الساقط تحت مائدة أربابها، وسألته بالشكر على ما يترتب على ذلك من الحقوق. فكأنها قالت: «لا يجوز أن يُحرم البنون خبزهم لتأكله الكلاب. ولكن للكلاب نصيب أن تأكل الفتات الساقط من مائدة البنين، فلا يخسر البنون شيئاً. فعلى أخل البيت المالكين للعهد أن يطعموا البنين والكلاب أيضا كأنها قالت " شفاء ابنتي كأنه فتات بالنسبة إلى كثرة المعجزات التي صُنعت لليهود». فأظهرت بهذا إيماناً مثل الإيمان التي أظهرته المرأة نازفة الدم التي تيقنت الشفاء من مجرد لمس هدب ثوبه. لقد تيقنت الفينيقية شفاء ابنتها والتعزية والفرح لقلبها من مجرد كسرة صغيرة تحصل عليها من وليمة بركات المسيح.

أما خبز البنين الآن فهو المسيح. ولا أحد من أولاد آدم يعد بمنزلة الكلب ويُمنع من الجلوس على مائدة السيد، فالكل مدعوٌ إليها مجاناً. فَفِعل تلك المرأة في ذلك مثال لنا الآن، فإنها طلبت شفاءً جسدياً ولم تيأس من كثرة الموانع الظاهرة. فبالأولى يجب أن نطلب الحياة الأبدية لنفوسنا ونداوم على ذلك مهما ظهر لنا من الموانع.
3) " أَرْبَابِهَا " تعنى أسيادها وقد دعت المسيح سيد وقد جمعت الإسم "رب" أى رب البيت أو سيد البيت لأن المسيح كان معه تلاميذه فدعتهم أسيادها

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

في جوابها هذا ثلاث فضائل الأمانة والعفة والحكمة . فالعفة ، في حسبانها نفسها مثل الكلب والأمانة ، في قولها وإن كان مما يعطي للكلاب فهو كاف لشفاء ابنتها والحكمة ، في موافقتها المسيح على اعتبارها كلبة حتى تاخذ لنفسها مكاناً في البيت. وكأنها تقول قد سميتني كلباً فكلامك مقبول لدي أنت صرت شفيعاً عوضي فاعطني الفتات قليلاً من معونتك وهو يكفي لشفاء ابنتي وبما انك حسبتني كلباً فلي حق الكلام في البيت فسمت المسيح رباً ومعونة الشفاء فتات .

تفسير (متى 15: 28) .: حينئذ أجاب يسوع وقال لها : “ يا امرأة عظيم إيمانك ! ليكن لك كما تريدين  “ . فشفيت ابنتها من تلك الساعة

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَـهَا:" المحادثة التى تمت بين المسيح والكنعانية تشير إلىى أنه يجب إمتحان الإيمان لكل من يريد إعتناق المسيحية من المسلمين والأممين عبدة الأوثان لأنهم لا يعرفون عن الرب شيئا بعد أن امتحن المسيح إيمان المراة الكنعانية  ورأى تواضعها بعد أن إختبرها إحتبارا  قاسيا فى صورة جرح كبريائها قليليين ينجحون فيه ونجحت نجاحا باهرا بحيث انها إستطاعت ان تجد بين كلماته القاسية شهد العسل الذى رآه شمشون فقد رأت هذه المراة  أنه من الجافى يمكن أن تخرج حلاوة فأجاب يسوع طلبها  ، بل أنه كافأها على تواضعها بمدحه لها وصارت ذكرى إيمان هذه المرأة مخلدا ما دامت هناك شعب يؤمن بالمسيحية، وسجل الإنجيل قصتها ، فتُذكر به إلى نهاية الزمان.
2) " عَظِيمٌ إِيمَانُك" غريب هو إيمان الوثنيين بالمسيح فلم يمدح المسيح غير هذه المراة الكنعانية بمثل هذا المدح وكذلك قائد المئة المذكور في (متّى ٨: ١٠ ) وكلاهما من الوثنيين. وظهرت عظمة إيمانها بالنسبة إلى عدم إيمان اليهود الذين كانت لهم كل الوسائط لمعرفة المسيح والإيمان به، فالذين ولدوا فى النعمى ولدوا يأكلون بملعقة من ذهب يأتيهم الطعام جاهزا لم يبحثوا ويشقوا لأجل الحصول عليه فيكون بالنسبه لهم الطعام عزيزا المراة الكنعانية وقائد المائة لأجل محبتهم لآخرين نال بإيمانه الشفاء لغيره لا لنفسه نال الغفران وإنفتح أمامه باب الملكوت . فإيمان المرأة كان عظيماً حتى غلب كل الموانع الظاهرة التى وضعها يسوع في طريق حصولها عليه فإجتازت الحواجز ونالت جائزة السباق . ولا شك أنها لعظمة إيمانها لم تُحسب أجنبية بعد، بل حُسبت ابنة إبراهيم المؤمن (رومية ٤: ١٦) كما يقول داود ايضا في تطويب الانسان الذي يحسب له الله برا بدون اعمال ".
3) " كَمَا تُرِيدِينَ " أظهر المسيح في أول الأمر أنه لا يريد أن يجيب طلبها لأنها ليست من اليهود أى ليست من بنى جنسه وهى أممية ، ولكن بعد امتحان إيمانها فتح لها مخازن نعمته، وأذن لها أن تأخذ كل ما طلبت بل انه زادها أنه نشر إيمانها ومدحها وغفرت لها خطاياها وحيبت من الذين ولدوا من الرب بالماء والروح . فلا شك أن ذكاء هذه المرأة يذكرنا بذكاء أبيجايل  على أنه من الواضح أن المرأة كانت متفوقة في شيء آخر، في ذكائها اللامع وذهنها المتوقد، وان الكتاب في عرض شخصيتها، وضع فهمها قبل جمالها أمام الأنظار، وأذهلت القارئين للكتاب المقدس در الحديث وجوهر الكلام ، في ذلك الحديث البليغ الساحر الذي تكلمت به إلى داود، وضربت على أدق وأرق الأوتار في قلبه، فلم تعترف بالذنب فحسب، بل ذكرته برسالته العظيمة التي وضعها الله على كتفيه، وأنه مهما يصبه من نفي وتشريد وآلام، فانه عزيز على قلب الرب وأنه محفوظ في حزمة الحياة مع الرب، وأما أعداؤه فسيرمون من كفة المقلاع، وكأنما كانت تذكره بقصته مع جليات، وكيف حفظه برعايته، وأسقط الجبار العملاق بضربة واحدة قاضية برمية حجر!! كما أنها بذلك رفعت قلبه ونفسه عن طلب الانتقام، وهي تؤكد له أن النصر قريب، إلى ذلك الحد الذي ترجو فيه معه ألا ينساها عند ما يبلغ مجده وملكه حسب وعد الرب الأكيد الصادق، وهل ينسى الرب من يخدمه بالأمانة، ويحارب حروبه ولم يوجد فيه شر قط كل الأيام!!.
 النفع لنفسها في هذا الأسلوب كان أعظم مما لو أجابها المسيح في بدء الطلب.
4) " فَشُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ»." أي خرج الشيطان منها وبرئت من تأثيره الرديء بمجرد مدح يسوع لإيمانها . وشفى المسيح إبنتها وهي بعيدة عنه كما كان في أمر ابن رئيس المجمع في كفرناحوم (يوحنا ٤: ٥٠) وخادم قائد المئة (متّى ٨: ١٣). وبرهن بذلك فاعلية قدرته بكلمته وهو غائب كفاعليتها بلمسه وهو حاضر.
 في قصة هذه المرأة ظهر أربعة أمور : (١) إظهار محبتها كأمٍّ تحب إبنتها، وهو طلب معونة المسيح لابنتها. كما حمل الرجال الأربعة المشلول فى كفر ناحوم ونقروا السقف انزلوه أمام يسوع ليشفيه  (٢) أظهرت تواضعها. (٣) أظهرت لجاجتها في الصلاة والمداومة عليها وصراخها لجذب إنتباهه . (٤) أظهرت إيمانها ومدح المسيح ذلك دون غيره، هذه المرأة آمنت فقط فخلصت بعملها  بصلاتها ولجاجتها 
لله قد يبطئ الرب عن  استجابة الصلاة مع أنه عازم على الإجابة أو حتى لا يستجيب لمحبته لنا إذا كانت ضاره ومؤذية لنا . وعلمتنا هذه المرأة الكنعانية أهمية وقيمة الإلحاح والمداومة والتواضع والإيمان في الصلاة، وإثبات صدق وعده في قوله «اطلبوا تجدوا» وفي القصة تعزية عظيمة للوالدين الذين يسألون المسيح البركات الروحية لأولادهم، وإن الإيمان أصل الشجرة التي أغصانها التواضع والصبر والمداومة على الصلاة. وأن من يُحسبون أدنى الناس وأنهم محرومون هالكون يجب أن لا ييأسوا من النعمة إذا طلبوها بالإيمان والتوبة. وهي تذكرنا بقصة يعقوب وهو يصارع الملاك الليل كله فانتصر أخيراً (تكوين ٣٢: ٢٤ - ٣٢ ) (هوشع ١٢: ٣، ٤).

لاحظوا أن هذه السيدة لم تطلب شيئا روحياً أو حضور يسوع شخصياً (مت ٨ :٨ -٩ )عندما أخبرها بأن ابنتها قد شفيت، آمنت فورا

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان الرب يسوع لم يمدح المرأة الكنعانية أولاً لئلا يقال عنه انه يحب الأمم ولقد تانى في إبراء ابنتها حتى يتأكد عظيم إيمانها للناظرين وبقوله ليكن لك كما أردت أظهر ان كلامها كان مقروناً بالإيمان الأكيد والرجاء الوطيد وعليه فقد نالت الأبنة الشفاء في ذات الساعة التي قال فيها ليكن لك كما اردتِ .

تفسير انجيل متى الاصحاح الخامس عشر

يسوع يشفي الكثيرين في الجليل (متى 15: 29- 31)

يسوع يشفي اكثيرين في الجليل

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ثُمَّ ٱنْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ "  أي من تخوم / حدود صور وصيدا.
2) " وَجَاءَ إِلَى جَانِبِ بَحْرِ ٱلْجَلِيل" جَانِبِ بَحْرِ ٱلْجَلِيل قال لوقا إن المسيح مرَّ بالعشر المدن وبشر هناك التي هي شرق ذلك بحيرة طبرية ونهر الأردن .
3) " وَصَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ" إِلَى ٱلْجَبَل الأرجح أنه قصد بذلك الراحة والعزلة والانفراد والصلاة فالعزلة والإنفراد والتأمل والصلاة هى حاجة المسيحى لمواصلة الحياة العامة والروحية . والمقصود بذلك الجبل الأرض المرتفعة شمال العشر المدن وشرق الأردن.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

تفسير (متى 15: 29) : ثم انتقل يسوع من هناك وجاء الى جانب بحر الجليل ، وصعد الى الجبل وجلس هناك .  

تفسير (متى 15: 30) : فجاء اليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل وآخرون كثيرون . وطروحوهم عند قدمي يسوع . فشفاهم 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌّ  " جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ من المدن العشر وهم مجموعة من لمدن صنعت تحالف دفاعى من دمشق شمالا حتى بيرية جنوبا شؤق بحيرة طبرية ونهر الأردن ونستنتج من كثرة المجتمعين إلى المسيح أنه لم يذهب قبلاً إلى تلك البلاد.
2) " وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ،"  وذكر البشير متى هنا أربعة أنواع من المرضى، ثم وجد «آخرين كثيرين» بأمراض مختلفة لا يسع الوقت ذكر أمراضهم بالتفصيل، فاقتصر على هاتين الكلمتين.َ  آخَرُونَ كَثِيرُونَ وكانوا
من الناس الفضوليين، والملتزمين، ورؤساء الدين، والمرضى
3) " 
وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. "  أتت الجموع ومعهم مرضاهم وَطَرَحُوهُمْ عند رجلى يسوع وهذه الكلمة وردت  فى (  متى 9: 36) ولما رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها."  طرحوهم حتى يستعطفوا ويحركوا شفقة المسيح عليهم ، ورغبة في حصول الشفاء بالحال عن يد المسيح كأنهم يقولون : " تحنن هاة شعبك" وكانت أغلبيه المدن العشسر من اليونانيين ولكن كانت توجد جالية يهودية كبيره فيها والمدن الجنوبية فيها كانت من شمن مدن الإستيطان اليهودى لأرض الموعد وسكن فيها سبط جاد ومنسى
4) " فَشَفَاهُمْ "  نفهم من هذه الكلمة أن المسيح شفى كل مريض قُدم إليه بلا استثناء،(إشعياء ٣٥: ٥، ٦ )
حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح. 6 حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الاخرس لانه قد انفجرت في البرية مياه وانهار في القفر." وفعل المعجزات بهذه الكثرة إشارة مسيانية أى إلى معرفة أن الذى يفعل هذا الكم من المعجزات هو المسيح ( متّى ١١: ٥ ) العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. 6 وطوبى لمن لا يعثر في» ( لوقا ٧: ٢٢ )  22فاجاب يسوع: «اذهبا واخبرا يوحنا بما رايتما وسمعتما: ان العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. 23وطوبى لمن لا يعثر في».

 ولم يذكر متّى بالتفصيل هذه المعجزات  ولكن مرقس ذكر إحدى المعجزات الكثيرة التي صنعها المسيح في ذلك الوقت (مرقس ٧: ٣٢ - ٣٥) وجاءوا اليه باصم اعقد وطلبوا اليه ان يضع يده عليه. 33 فاخذه من بين الجمع على ناحية ووضع اصابعه في اذنيه وتفل ولمس لسانه 34 ورفع نظره نحو السماء وان وقال له: «افثا». اي انفتح. 35 وللوقت انفتحت اذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيما. " .

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

كان المسيح له المجد يذهب أحياناً بنفسه الى المرضى وأحياناً يأتون هم فيبرأون دون ان يلمسوا ثيابه كالسابق .

تفسير (متى 15: 31) : حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون ، والشل يصحون ، والعرج يمشون ، والعمي يبصرون  ومجدوا اله اسرائيل .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " حَتَّى تَعَجَّبَ ٱلْجُمُوعُ إِذْ رَأَوُا ٱلْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ، وَٱلشُّلَّ يَصِحُّونَ، وَٱلْعُرْجَ يَمْشُونَ"
في هذه الآية إعلان عن تأثير المعجزات في نفوس المشاهدين الذين يعتبرون إقليم بعيدا عن الأراضى التى يسكن فيها غالبية اليهود ، وهو تعجبهم وتمجيدهم، مما يدل على أن المسيح لم يأتِ اإلى المدن العشر قبل ذلك وعندما ذكر المدن العشر أنه أتى من الجليل وعبر بحيرة طبرية أى أنه جال فى عددا من المدن العشر التى فى الجنوب وليس كلها خاصة التى شرق نهر الأردن  . وكرر متّى هنا ذكر أنواع المرض الأربعة التي ذكرها قبلاً على خلاف الترتيب السابق، وزاد بيان التغيير الذي حصل لكل من شفي.
2) " 
 وَمَجَّدُوا إِلٰهَ إِسْرَائِيل " إِلٰهَ إِسْرَائِيل من هذا نستدل أن أكثر أولئك الجبليين من القبائل التى كانت فى شرق نهر الأردن وكانوا من الأمم. ولعلهم الجدريون الذين شفى المسيح في أرضهم المجنون الذي كان فيه لجئون وسألوه أن ينصرف عن تخومهم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان عجب الجمهور كان لأنهم رأوا المرضى المحمولين على الأكتاف يشفون بمجرد إرادته بدون قول ولا لمس ومما يجب ملاحظته هنا أنه قد تأخر في برء ابنة الكنعانية حتى يتبين قوة إيمانها أما هؤلاء فقد اسرع بشفاءهم ليكم افواههم حتى لا يجدوا حجة عليه . وليس لأنهم كانوا أكثر فضيلة من تلك . لأن من يعطى نعماً كثيرة يطالب بدينونة أكثر . 

تفسير انجيل متى الاصحاح الخامس عشر

يسوع يطعم أربعة آلاف  (متى 15: 32- 39)

يسوع يطعم أربعة آلاف

 

تكررت هذه المعجزة فى ( مرقس 8: 1- 9) 1 في تلك الايام اذ كان الجمع كثيرا جدا ولم يكن لهم ما ياكلون دعا يسوع تلاميذه وقال لهم: 2 «اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معي وليس لهم ما ياكلون. 3 وان صرفتهم الى بيوتهم صائمين يخورون في الطريق لان قوما منهم جاءوا من بعيد». 4 فاجابه تلاميذه: «من اين يستطيع احد ان يشبع هؤلاء خبزا هنا في البرية؟» 5 فسالهم: «كم عندكم من الخبز؟» فقالوا: «سبعة». 6 فامر الجمع ان يتكئوا على الارض واخذ السبع خبزات وشكر وكسر واعطى تلاميذه ليقدموا فقدموا الى الجمع. 7 وكان معهم قليل من صغار السمك فبارك وقال ان يقدموا هذه ايضا. 8 فاكلوا وشبعوا ثم رفعوا فضلات الكسر: سبعة سلال. 9 وكان الاكلون نحو اربعة الاف. ثم صرفهم

المرجح أن الموضع الذي صُنعت فيه المعجزة الآتية ليس بعيداً عن الموضع الذي أشبع فيه خمسة الآلاف (متّى ١٤: ١٥ - ٢١) غير أن ذلك كان في سهل قرب بيت صيدا لأن بيت صيدا فى شرق نهر الأردن. ولكن هذ المعجزة كانت في وعر جبلي شرق ذاك (مرقس ٧: ٣١) ثم خرج ايضا من تخوم صور وصيداء وجاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر"  ويذكر مرقس الرحلة التبشيرية للمسيح

 

تفسير (متى 15: 32) : واما يسوع فدعا تلاميذه وقال : “ اني اشفق على الجمع ، لأن الآن لهم ثلثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون . ولست أريد ان أصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

رحلة يسوع التبشيرية فى شرق وشمال بحيرة طبرية ونهر الأردن فى المدن العشرة وبيت صيدا وقيصرية فيلبس

أنه بعد ذهابه لشفاء إبنة المراة الكنعانية فى تخوم / حدود صور وصيدا (مر 7: 24) ثم الجليل وعبر بحر طبرية للشرق لوذهب للمدن العشرة (مر 7: 31) ثم خرج ايضا من تخوم صور وصيداء وجاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر"ثم مضى إلى بيت صيدا شرق شمال بحيرة طبرية (مر 8: 13 و 22) 13 ثم تركهم ودخل ايضا السفينة ومضى الى العبر .. 22 وجاء الى بيت صيدا" ثم ذهب إلى قيصرية فيلبس (مر 8: 27)  ثم خرج يسوع وتلاميذه الى قرى قيصرية فيلبس: وكانت نهاية رحلته فى تخوم مجدل غرب بحيرة طبرية  (مت 15 : ٣٩ ) ثم صرف الجموع وصعد الى السفينة وجاء الى تخوم مجدل." عن جهة انصرافه منه، وذلك أنه كان عبر البحر إلى مجدل التي هي على شاطئ البحر الغربي.
1) "
َأَمَّا يَسُوعُ فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ "  فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ أي للتشاور حول العناية بالجمع. وذلك كان طلبا من المسيح من تلقاء ذاته . ولا  يدل على أن الناس سألوه إياه فكانت الجموع تسير معه ثلاثة أيام بلا شكوى كانوا يريدون أن يبقوا معه أطول فترة ممكنة زيارته كانت حدث قد لا يتكرر فلم يهتموا بالطعام ولا التعب الجسدى فقط يريدون أن يمكثوا معه ويسمعوه  : «اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (متّى ٦: ٣٣) وهذا العمل يشبه المؤتمرات التى يقوم بها خدام الكلمة المشهورين هذه الأيام
2) "  إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى ٱلْجَمْعِ" ذكرت الأناجيل انفعالات كثيرة كالغيرة والفرح والشكر والغضب والتعجب، وهنا يذكر متى محبته وإهتمامه بالجمع وهو الشفقة، فهي صفته الغالبة. ولا ريب في أن ذلك كُتب لتعزيتنا وفائدتنا لنعرف عظمة يسوع ومحبته وحنوه علينا وشفقته من أتعابنا  ما أجمل هذه العناية وما أعظمها! هؤلاء الناس قد انصرفوا إلى يسوع تاركين بيوتهم وعيالهم، فجوعهم ليس عن فقر بل عن انشغال بما هو أعظم من الأكل. لذلك أرادهم يسوع أن ينتعشوا جسدياً كما انتعشوا روحياً، واهتم بإطعامهم.
3) "
ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ" كان يخرج الشخص فى تلك الأيام ومعه زادا يكفيه يوما أو أثنين أو أموالا ليشترى بها طعاما ولكن زادت الأيام إلى ثلاثة وهو ثَلاَثَةَ أَيَّام هذا في اصطلاح اليهود، ولا يشير ضرورة إلى أكثر من يوم كامل وجزئين من يومين آخرين. فمضت عليهم ليلتان في تلك البرية. لقد أكلوا في اليوم الأول والثاني ما كان معهم من الطعام أو إشتروا طعاما بما يحملونه من أموال . والمعنى أنهم لم يذوقوا شيئاً في كل تلك المدة. ولكن في اليوم الثالث لم يكن عندهم شيء يؤكل. فانظروا كيف يحفظ الرب حساب الوقت الذي يُصرف في خدمته (رؤيا ٢: ٢). أما المسيح فصرف تلك الأيام بالتعليم وشفاء المرضى.
4)  "
َلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلاَّ يُخَوِّرُوا فِي ٱلطَّرِيقِ" يُخَوِّرُوا أي يضعفون من عدم الأكل. ألم يهتم بشعبه فى البرية وأطعمهم المن والسلوى أربعين سنة
شفاهم المسيح ثم أطعمهم. وكذلك يصنع للذين يشفي أنفسهم من مرض الخطية، ثم يطعمهم من الخبز الحقيقي النازل من السماء ليتقووا فلا يخورون في الطريق السماوية.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

قد أظهر المسيح حنانه للجمع كما اظهر ذلك قبلاً للمرضى ولم يعل له المجد اية إشباع هؤلاء الجموع في اليوم الأول أو الثاني لأن الخبز لم يفرغ ونظراً لأنهم كانوا بعيدين عن منازلهم ” كما يقول مرقس ان منهم جاءوا من بعيد ” أراد أن يطعمهم . 

تفسير (متى 15: 33) : فقال له تلاميذه : “ من أين لنا في البرية خبز بهذا المقدار ، حتى يشبع جمعاً هذا عدده ؟ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: مِنْ أَيْنَ لَنَا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ"  الأراض ىشرق بحيرة طبرية وشرق نهر الأردن برية مقفرة  إلا فى بعض الأماكن بالقرب من النهر وقد أخذ المسيح الجمع إلى ذلك المكان قفر خالٍ من السكان والطعام. وكان حصولهم على ما يحتاجون إليه طبيعيا مستحيلاً ، ولم يتوقعوا الحصول على ذلك بمعجزة. وسؤال الرسل يذكرنا بقول موسى لله عن إطعام بني إسرائيل لحماً في البرية «أَيُذْبَحُ لَهُمْ غَنَمٌ وَبَقَرٌ لِيَكْفِيَهُمْ؟ أَمْ يُجْمَعُ لَهُمْ كُلُّ سَمَكِ الْبَحْرِ لِيَكْفِيَهُمْ؟» (عدد ١١: ٢٢). وبقول إليشع لبنى الأنبياء  ( ٢ملوك ٤: ٤٣)  فقال خادمه ماذا.هل اجعل هذا امام مئة رجل.فقال اعط الشعب فياكلوا لانه هكذا قال الرب ياكلون ويفضل عنهم. "
كيف أمكن للتلاميذ أن ينسوا إطعام الـ ٥٠٠٠ سريعاً جداً (مت ١٤ :١٣ -٢١)؟ ومن الغريب هنا أن الرسل كانوا دائما يفكرون فى حل المشكلات عن طريق المال ونسوا معجزة إشباع خمسة آلاف من خمسة أرغفة وسمكتين سابقاً، ولم يتوقعوا مثلها حينئذٍ. لكن القلب يميل إلى عدم الإيمان في كل زمان ولا سيما في أوقات الضيق والاضطراب ، فينسى النجاة من التجارب السابقة ، كما نسي بنو إسرائيل يوم اشتد بهم العطش أن الرب قد شق لهم البحر الأحمر، وتساءلوا «أَفِي وَسْطِنَا الرَّبُّ أَمْ لاَ؟» (خروج ١٧: ١ - ٧ ومزمور ٧٨: ١٩، ٢٠). ونذكر داود عندما نسى الرب وتنعم سقط فى خطية زوجة أوريا الحثى فنسيان المراحم في الماضي يُولد الشكوك التى تدفع أحيانا للسقوط فى الخطية في الحاضر.
ولعدم توقع الرسل المعجزة ثلاثة أسباب:

(١) أنهم لم يروا سوى معجزة واحدة من هذا النوع. ومن وقتها رجعوا إلى الأكل بالطريق العادية. (٢) أنه مضى عليهم ثلاثة أيام دون أن يُظهر لهم من المسيح ما يدل على أنه أراد أن يجري معجزة.

(٣) إن مشاورته لتلاميذه حملتهم على الظن بأنه أراد إطعام الجموع بوسائط عادية.
يفسر البعض معجزتى إشباع الجموع على أنها معجزة واحدة
يُظهر أنه كان هناك حادثتين منفصلتين لإطعام الجموع الخمس خبزاتوالسمكتين كانت بالقرب من بيت صيدا والسبع خبزات والقليل من السمك فى منطقة المدن العشرة والمعجزتين ، إذا ليس واحدة فقط مدونة مرتين. الفرق في المكان ، الفرق فى عدد الجموع، والبيئة، ونوع السلال المستخدمة ، عدد الأرغفة ، ونوع السمك  رغم أن تصاريح يسوع كانت تبدو بأنها تحصر خدمتها باليهود، إلا أن إطعامه للجموع، وشفاءه لعائلة قائد المئة في متى ٨ ،وشفائه لابنة المرأة الأممية في مت ١٥ :٢١ -٢٨ وخلاصة التصريح في مت ١٥ :٢٩ -٣٠ كلها تشير إلى الأمميين

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

من هذا القول اظهر التلاميذ أمرين الأول ، ضعف الإيمان والثاني ، بعد المكان فهم لم يتذكروا الآية الاولى حتى كانوا يؤمنوا ان المسيح لا يكلفهم مشقة السفر . 

تفسير (متى 15: 34) : فقال لهم يسوع : “ كم عندكم من الخبز ؟ “ فقالوا : “  سبعة وقليل من السمك  “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "فَقَالَ لَـهُمْ يَسُوعُ: كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ ٱلْخُبْزِ؟ فَقَالُوا: سَبْعَةٌ وَقَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ ٱلسَّمَكِ" . لم يسألهم المسيح عن قدر ما عندهم من الطعام لأنه لا يعرفه، بل لينبههم لقلة الطعام بالنسبة إلى كثرة الجياع. وكان عدد الأرغفة سبعة أكثر من عدد الأرغفة في المعجزة الماضية و قليل من صغار السمك. وهذا الفرق من الفروق التى تثبت أن هذه المعجزة غير تلك. والأرجح أن ذلك الطعام القليل هو ما أعدَّه التلاميذ لأنفسهم. وهذا يدل على بساطة معيشتهم وهم يتجولون من مكان لآخر.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فلم يكن لهم جوابه كالجواب في الآية السابقة لأنه رأى منهم تقدماً تدريجياً في الإيمان . 

تفسير (متى 15: 35)  : فأمر الجموع ان يتكئوا على الارض .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَأَمَرَ ٱلْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلأَرْضِ" . هذه هي العادة القديمة عند اليهود والرومان أن يتكئوا وقت الطعام على شكل الحرف الإنجليزى U لكي يهونوا على أنفسهم ويرتاحوا قبل بداية أكل الطعام . .
أمر المسيح الجموع في معجزة الخمس خبزات والسمكتين أن يتكئوا على العشب وهنا أمر من معهم بالاتكاء على الأرض حيث كانت الأ{ض جافة جبلية ، وهذا يدل على إن المكان قفر خالٍ. وكان الاتكاء لراحة الجموع وسهولة مرور التلاميذ بينهم عند توزيع الطعام.

تفسير (متى 15: 36) : وأخذ السبع خبزات والسمك وشكر وكسر وأعطى تلاميذه . والتلاميذ اعطوا الجمع .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "وَأَخَذَ ٱلسَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَٱلسَّمَكَ، وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ، وَٱلتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا ٱلْجَمْعَ". البركة والشكر (١صموئيل ٩: ١٣ ) عند دخولكما المدينة للوقت تجدانه قبل صعوده الى المرتفعة لياكل.لان الشعب لا ياكل حتى ياتي لانه يبارك الذبيحة.بعد ذلك ياكل المدعوون.فالان اصعدا لانكما في مثل اليوم تجدانه
جاء الشكر قبل كسر الخبز، ولولاه ما جرت المعجزة. فلنكن شاكرين كل حين. وقد ذكر البشير هنا أن المسيح شكر كما فعل في المعجزة السابقة، لكنه زاد في الأولى أنه «َرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ» (متّى ١٤: ١٩). فامر الجموع ان يتكئوا على العشب ثم اخذ الارغفة لخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر واعطى الارغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع.  ( لوقا ٢٢: ١٩)  واخذ خبزا وشكر وكسر واعطاهم قائلا: «هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري»  وفي هذا خير مثال للمؤمنين. وكان من عادة المسيح أن يُظهر موافقته للآب، فشكره لأجل الخبز ولأجل شبع الشعب الذي سيكون به. ثم وزَّع الطعام على الجموع على أيدي التلاميذ ليتحققوا أنه يقدر أن يعمل ما اعتقدوا عدم إمكانه.

تفسير (متى 15: 37) : فأكل الجميع وشبعوا . ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "فَأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ ٱلْكِسَرِ سَبْعَةَ سِلاَلٍ مَمْلُوءَةٍ" . ما فضل من كسر الخبز برهان على أن الآكلين شبعوا. فأمر المسيح تلاميذه بجمع الكسر مثال للتدبير والاقتصاد، وجمعوها ليأكلوها عند اذهابهم مع المسيح حتى تتم رحلته التبشيرية . ودليل على إختلاف هذه المعجزة عن معجزة الخمس خبزات والسمكتين هو الأوعية التي جُمعت بها الكسر تختلف عن الأوعية التي جمعت بها الكسر في المعجزة السابقة، في أمرين: (١) عددها، فإنها كانت في الأولى ١٢ وفي الثانية سبعاً. و(٢) نوعها، فإنها كانت في الأولى قففاً وفي الثانية سلالاً وهي أكبر من القفف، فإن السله كانت يسع إنساناً  أنزلوا بولس فى سلة من السور (أعمال ٩: ٢٥) فاخذه التلاميذ ليلا وانزلوه من السور مدلين اياه في سل. . كما أن المسيح ميز بعد ذلك بين نوعي الأوعية يوم ذكرهم بالمعجزتين فى (متّى ١٦: ٩، ١٠) احتى الان لا تفهمون ولا تذكرون خمس خبزات الخمسة الالاف وكم قفة اخذتم 10 ولا سبع خبزات الاربعة الالاف وكم سلا اخذتم؟  .

1. رقم (7) الله استراح في اليوم السابع. ويعتبر الله اليوم السابع يومًا مقدسًا. ونجد أن الشهر السابع هو شهر مقدس والسنة السابعة هي الأخرى تسمى السبتية وفيها تستريح الأرض. ثم تأتي سنة اليوبيل بعد 7×7= 49 سنة. أي في السنة الخمسين.
2. تقسيم الأوقات في العهد القديم. فهو ينقسم لفترات كل منها 490 سنة أي 7 × 70 سنة.
الأولى من إبراهيم حتى الخروج.
الثانية من الخروج حتى بناء الهيكل.
الثالثة من بناء الهيكل حتى عودة نحميا
الرابعة من عودة نحميا حتى مجيء المسيح
3. المسيح بدأ خدمته بعد 1500سنة من خروج الشعب من أرض مصر وهي تعادل 30 يوبيل = 30×50 والكتاب المقدس يسمى اليوبيل السنة المقبولة (أش2:61).
4. ألوان الطيف (7). ومن السبعة ألوان ينتج اللون الأبيض.
5. كلمة المن وردت 14 مرة في العهد القديم = 2×7.
6. اسم بطرس ورد 245 مرة = 27×5 ويعقوب ورد اسمه 21 مرة = 3 × 7 ويوحنا 49 مرة = 7×7. ويكثر ورود رقم (7) خاصة في سفر الرؤيا.

تفسير (متى 15: 38) : والآكلون  كانوا اربعة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) «وَٱلآكِلُونَ كَانُوا أَرْبَعَةَ آلاَفِ رَجُلٍ مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلأَوْلاَدَ». كان عدد الآكلين في معجزة السبع خبزات والقليل من صغار السمك  أقل من عددهم في المعجزة السابقة معجزة الخمس خبزات والسمكتين ، وكان عدد الأرغفة عند التلاميذ فيها أكثر من عدد الأرغفة في الأولى، وفي كليهما أظهر المسيح قوته الإلهية. وذكر هذه الدقائق فى المعجزتين دليلا على صدق البشير، فإنه ذكر الحادثة كما وقعت. فلو كان الخبر مصنوعاً كان زاد عظمة المعجزة الثانية على المعجزة الأولى ليُظهر أن المسيح يرتقي في أعماله. وأولئك الأربعة الآلاف صاروا أربعة آلاف شاهد بقوة المسيح وشفقته فقد أشبع الجوعى وشفى المرضى وعلمهم وبشرهم بملكوت السموات .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان ما فعله المسيح في الاية الثانية هذه كان مثل ما فعله في الاية الاولى تماماً ما عددا ان هنالك قد تبنى اثنتى عشرة قفة وهنا سبع سلال وذلك حتى لا تكون الآيتان في نظر القاريء آية واحدة متكررة . فالأثنتى عشر قفة تشير الى عدد التلاميذ أما السبع سلال التي فضلت من السبعة أرغفة فانها تشير الى التعليم الكامل من الروح القدس الذي له السبعة مواهب لان عدد السبعة هو علامة الكمال كقوله روح الحكمة روح الفهم والرأي والقوة والمعرفة والخوف من الله ومع ان المسيح عمل آيات عديدة فلم يتبعه أحد من الجمع الا عندما عمل آية اطعام الجياع فقد تبعوه في المرة الاولى ليعملوه ملكاً . قال القديس ساويرس عند تفسيره الآية الاولى . ان الأتكاء على العشب الأخضر دليل على رطوبة المعاني الأنجيلية التي يسمعها المؤمنون حديثاً واذا ثبتوا فهم يكسرون خمس خبزات أي تنقية الخمسة حواس بالكلام الإلهي . وأكل السمك يشير الى طعام الأنجيل فكما ان السمك يصطاد بصعوبة ولكنه يوجد لذة في أكله هكذا ان الذين ينقادون بكلمته فهم يشعرون بألم الجهاد ولكنهم أخيراً ينالون النصر والظفر . 

تفسير (متى 15: 39) : ثم صرف الجموع وصعد الى السفينة وجاء الى تخوم مجدل .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

بعد أن أطعم المسيح الجموع صرفهم وأنهى رحلته التبشيرية فى شرق الأردن وبيت صيدا وقيصريرة فيلبس أخذ سفينة وعبر البحر إلى الجانب الغربي، بل ذهب ليبشر في مكان آخر.
1) "  وَصَعِدَ إِلَى ٱلسَّفِينَةِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ مَجْدَلَ" تُخُومِ مَجْدَل  كلمة تخوم تعنى بالعربية حدود فاصِلة بين الأراضي :- قطع مسافة كبيرة حتى وصل تخوم اى أن السيد المسيح عبر بحر طبرية ليصل إلى حدود مجدل وكلمة تخوم تأتى فى إنجيل بكلمة تخوم وفى آخر بكلمة نواحى  بعض المخطوطات اليونانية بدّلت مجدل إلى مجدلة التي كانت كلمة سامية ومعنى مجدل «برج» وهو اسم عدة أماكن في إسرائيل وفى سوريا . تُخُومِ مَجْدَل وهو هنا قرية على بُعد ثلاثة أميال أو ساعة من مدينة طبرية شمالاً، لجزء من مجدل التي تعني ابراج المراقبه وهي عرفت من بقايا قرية وجدت علي بعد ميل من مجدلا في وادي متسع وهو العين البارده اي العين البارده والمجدل غالبا هي مجدال في يشوع 19 : 38 وكان منها مريم المجدلية التي أخرج المسيح منها سبعة شياطين (مرقس ١٦: ٩).يظن بعضهم أنها نفس مجدل، ويظن آخرون أن مكانها خان المنية بالقرب من طبغة (الطابغة).
قال مرقس أنهم ذهبوا إلى دلمانوثا Dalmanath (مر 8: 10).وهي قرية قرب حدود / تخوم مجدل وأصغر منها، بينما ذكر متّى تخوم مجدل التي تضم المكانين.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

يقول مرقس جاء الى دلمانوتا وهو اسم لمكان خاص وأما متى فيقول انه جاء الى تخوم مجدل .  

 

 

 

 

This site was last updated 01/17/21