تفسير (متى 6: 13) : ولا تدخلنا في تجربة ، لكن نجنا من الشرير . لان لك الملك والقوة والمجد الى الابد . آمين .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
هذه الطلبة السادسة، وهي طلبة الحماية من الخطية في المستقبل ومن نتائجها.
والطلبة الثالثة من الطلبات التى تخص إحتياجاتنا : »لا تدخلنا في تجربة"
1) "لاَ تُدْخِلْنَا " بعد شعور المسيحى بالذنوب التى إقترفها وطلب غفرانها فلا بد أنه كانت هناك أسباب أدت إلى سقوطه فى الخطية هنا يطلب النجاة منها فى المستقبل ويطلب من الرب أن يجنبه التجربة مرة أخرى وكان تحذير الرب يسوع لتلاميذه قبل دخولهم بستان جسثيمانى (لو 22: 40) ولما صار الى المكان قال لهم: «صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة». وعندما وجدهم نياما كرر تحذيره فقال لهم :(مت 26: 41) اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف»
، ولا تخلنا تعنى أعنا يارب ضعقاتنا ولا تسمح أن نقع في التجربة، أو لا تسمح أن يقودنا إليها الناس أو الشيطان فنبتعد عنك ، أو لا تسمج أن نتواجد فى مكان فرص للخطية أو مهيجات إليها فنسقط فيها ونبتعد عنك . وإذا حدث وسقطنا كهذه فأعطنا نعمة لنقاوم التجربة ونغلبها. وإحفظنا أيضا يارب من ميول قلوبنا الشريرة التي تقودنا بالرغبة للسقوط في التجربة ومن الفخاخ التي ينصبها إبليس ليصطاد بها نفوسنا.
2) " تَجْرِبَةٍ " هي امتحان أخلاقي للإنسان عندما يُعرض عليه أن يختار بين الخطية من جهة والطهارة والبر والقداسة وطاعة الوصايا وتاليم يسوع من جهة أخرى .
والكتاب المقدس ذكر نوعين من التجارب، (1) تجارب لامتحان إيماننا، يقول عنها الرسول يعقوب «احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة» (يع 1: 2) وهذا النوع من التجارب يعطيه الرب حسب إحتمال الشخص (1كو 10: 13) " لم تصبكم تجربة الا بشرية. ولكن الله امين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة ايضا المنفذ، لتستطيعوا ان تحتملوا. " (2 بط : 9) يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة، ويحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين، " ونقرأ عن المجازاة فى سفر الرؤيا (رؤ 3: 10) لانك حفظت كلمة صبري، انا ايضا ساحفظك من ساعة التجربة العتيدة ان تاتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الارض " (2) تجارب أخرى شـريرة، فليست مجرد مصائب وضيقات، بل مصائب تقترن بها فرصة وخطر الوقوع في الخطية. وقد تعني في لغة العامة «الإغراء بالخطية». ولكن ذلك مستحيلأن يدفعنا الرب للوقوع فيها ويقول عنها الرسول يعقوب «لا يقل أحد إذا جُرِّب إني أُجرَب من قبل الله، لأن الله غير مجرَّب بالشرور وهو لا يُجرِّب أحداً» (يع1: 13) ومن أجمل الآيات التى قالها يسوع طالبا من ألاب من أجلنا فيقول مصليا (يو 17: 15) "لست اسال ان تاخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير "
فالفرق بين النوع الأول والثانى هو الشهوه والخطيه التي يرفضها الرب تماما ويستخدمها الشيطان دائما فى تجاربه والسؤال الذى يفرض نفسه : كيف يطلب المؤمن من الله أن لا يُدخله في تجربة؟ وفى نفس الوقت نفرح بالوقوع فى تجربة كما ورد فى النوع الأول فمن الواضح أن الرب يمتحن إيماننا بالتجارب ولكنه ليس مجرب بالشرور .. فالمجرب بالشر هو الشيطان لكن امتحان الله لطاعتنا أمرٌ محتمل، فإنه امتحن إبراهيم (تكوين ٢٢: ١). ويبقى المعنى البسيط بأن يطلب المسيحى من الرب أن يحفظه من إرادته التي تضعه في مكان التجربة «لكن كل واحد يُجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته» (يع1: 14). فيطلب المؤمن الحفظ من فخاخ وشراك العالم الكثيرة التي بدون حفظ الآب للمؤمن لا يمكنه بمفرده أن ينجو منها.
الطلبة الرابعة: »لكن نجنا من الشرير"
3) " لٰكِنْ نَجِّنَا" أي خلصنا من أذى الشر المحيط بنا ، ولا تتركنا نقاومه وحدنا، واجعلنا نجتنب كل ما يقود إلى الخطية من الناس وغيرهم.
فمن يقدم هذه الطلبة من القلب يبتعد عن التجربة، لأنه يكون ساهراً مصلياً.
4) " ٱلشِّرِّيرِ" والشرير هو إبليس ، الشَّيطان . الذي هو أصل الخطية ومجرب الإنسان بالشرور أى هدفه هو إشقاط الإنسان فى الخطية . وتتضمن هذه الطلبة أن الله قادرٌ أن يحفظنا من تجارب الشيطان، ويجيب طلبنا إن سألناه.
المسيحى يشعر بضعفه أمام التجربة فيطلب الرب الإنقاذ منها، ويعلم قسوة وشراسة العدو، وأفكاره وخيالات الشر وسهام الشرير العديدة فيطلب من الرب قائلا "نجنا من الشرير " حتى ينقذه ويمد له يد العون مثلما مد يده لبطرس فى بحر الجليل . نعم إن الرب قادر أن يحفظنا من الشر والتجربة، فإذا وقعنا فيهما فإنه قادر أن يخرجنا وأن ينقذنا منها بيد قوية .
هذه بداءة الخاتمة وفيها سبب الصلاة كلها أو سبب تقديمه لله.
وكما بدأت الصلاة بتمجيد الله، فإنها تختم أيضا بتمجيده وتسبيحه فنقول« لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد»
وهذه الخاتمة قالها داود النبى بصورة موسعة فى (1أخ 29: 11) وقال داود مبارك انت ايها الرب اله اسرائيل ابينا من الازل والى الابد 11 لك يا رب العظمة والجبروت والجلال والبهاء والمجد لان لك كل ما في السماء والارض.لك يا رب الملك وقد ارتفعت راسا على الجميع. 12 والغنى والكرامة من لدنك وانت تتسلط على الجميع وبيدك القوة والجبروت وبيدك تعظيم وتشديد الجميع. 13 والان يا الهنا نحمدك ونسبح اسمك الجليل
5) " لَكَ ٱلْمُلْكَ" تعنى كلمة ملك : ما ملكت اليدُ من مال وأراضى وحتى على البشر (العبيد) والملك له كامل الإرادة الحرة فى التصرف على ما يملك
وعبارة «لك الملك» تيعنى أنت الذى خلقتنى فلك مطلق السلطان في خليقتك، بل وفيما نلك لأنه من أعطيتنا إيها فنحن عبيدك وإن كنت أعطيتنا روح البنوة . وأنت يارب الملك ولك السلطة المطلقة على العالم الطبيعي والروحي كما فى الأرض كذلك
6) " وَٱلْقُوَّةَ " عبارة «لك القوة» تعنى أنه لا شيء يقف أمام مشيئتك، كقول أيوب «قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر» (أى42: 2)أي عندك يارب القوة لتستجيب هذه الطلبات. ولا يقف يئا أمام تحقيق مشيئتك فى طلباتنا إننا لا شئ أمام قوتك أنقارن الإنسان بالرب الخالق بقوة كلمته أنقارن الإنسان المحدود بقوتك غير المحدودة يارب لك القوة أن تعيننا فى حياتنا
ضعفاء وأما أنت فغير محدود القوة. وفي هذا شعور بقدرة الله، يقوي إيماننا في الصلاة.
7) "ٱلْمَجْدَ" كاننا نقول مع يوحنا الرآئى الذى كررها كثيرا فى (رؤ 5: 12 و 13) (رؤ و(رؤ 4: 11) «انت مستحق ايها الرب ان تاخذ المجد والكرامة والقدرة، لانك انت خلقت كل الاشياء، وهي بارادتك كائنة وخلقت» إن معنى المجد فى الكتاب المقدس : عظّمه والثناء عليه ، أطراه ، فخَّمه ، عزه ، شرفه أعطاه مكانا رفيعا سواء فى الأرض أم فى السماء .. في العهد القديم ، غالباً ما يوصف مجد الرب بأنه يلتف بالسحاب (خر 16: 10) "فحدث اذ كان هرون يكلم كل جماعة بني اسرائيل انهم التفتوا نحو البرية.واذا مجد الرب قد ظهر في السحاب". وكالنار الآكلة (خر 24: 17" وكان منظر مجد الرب كنار اكلة على راس الجبل امام عيون بني اسرائيل" هناك حوالى 20 معنى لكلمة مجد في الكلمات العبرية ، والآرامية ، واليونانية التي تُترجم بشكل عام على أنها "مجد" في الإنجيل باللغة الإنجليزية . ... ترتبط معظم معانيهم بنسب الروعة والعظمة إلى الرب ، لكن المجد يستخدم أيضاً كعمل تخصص، كما في "المجد في شيء ما".وإستعمل بطرس كلمة المجد هذه الخاتمة فى رسالته ( 1 بط 5: 11 ) له المجد والسلطان الى ابد الابدين. امين.
نطلب هذه الأشياء ليس لأجل مجدنا، بل من أجل مجدك الذي طلبناه في الطلبة الأولى كما طلب يسوع عند إقامة لعازر المجد للرب ، هذا المجد يحق لك وحدك. وكل المجد الناتج عن إجابة صلواتنا هو لك لا لسواك.
8) " ٱلأَبَدِ " زمان بلا نهاية.(2 تي 2: 10) لاجل ذلك انا اصبر على كل شيء لاجل المختارين، لكي يحصلوا هم ايضا على الخلاص الذي في المسيح يسوع، مع مجد ابدي."
9) " آمِين" كلمة معناها ليكن هكذا. أي كذا نحب «آمين» وهى كلمة من أصل عبري تستخدم في نهاية الصلاة بمعنى استجب أو ليكن كذلك ( رؤ 7: 12) قائلين:«امين! البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لالهنا الى ابد الابدين. امين!» والصلاة الربانية تتلى فى الغالب فى العبادة الجمهورية في الكنيسة حيث كل الحاضرين في الاجتماع ينطقون ب "آمين" في آخر الصلاة أو الشكر، حتى العامي وغير المؤمن أيضاً (1كو14: 16)، فكم بالأحرى ينبغي أن ينطق بها جميع الإخوة والأخوات. «ويقول جميع الشعب آمين» (تث27: 15-26).
هذه الصلاة شركة في الطلبات التي قد قدمها الجمهور. فيجب أن تكون الصلاة في لغة يفهمها العامة «وَإِلاَّ فَإِنْ بَارَكْتَ بِالرُّوحِ، فَالَّذِي يُشْغِلُ مَكَانَ الْعَامِّيِّ، كَيْفَ يَقُولُ «آمِينَ» عِنْدَ شُكْرِكَ؟ لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ مَاذَا تَقُولُ!» (1كو 14: 16)
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي
( لا تدخلنا في تجربة ) اي لا تدن الذين يعاملونا بالشر . نعم فليس من الواجب ان نتهافت نحن على التجارب ولكن يجب علينا دائماً ان نصلي لننجو من تجارب الشيطان اللعين
( لان لك الملك والقوة ) فان كان الملك لله اذاً الشيطان خاضع له وليس قادر على عمل شيء الا اذا اذن له تعالى كما اذن له في تجربته ايوب الصديق والدخول في الخنازير . وله القوة لانه قادر على كل شيء
( والمجد الى الابد ) فالذي مملكته حصينة وقوته قديرة كذلك مجده دائم الى الابد . قد ختم الصلاة بعشر طلبات ورسم العشر الوصايا والعشر التطويبات . فالخمس وصايا الاولى عن النفس والخمس الاخرى عن الجسد ليطهر العشر الحواس . ويرجع وراء الصلاة ليستأصل الغضب والحقد من الضمير والا فالصلاة غير مقبولة .