مصدر هذه المقالة :
حلقة ٤٤ من قصّة الأديان: مصادر القرآن بالدليل و البرهان - الجزء 1 المصادر القرآنية - 44
*********
مقدّمة:
العقل الإنساني لا يمكنه القبول بأن القرآن منزل من الله بواسطة الوحي على (محمد) لما تضج آياته بالكثير من الأخطاء اللغوية و التاريخية و العلمية إلى جانب التناقضات الملتهبة داخل ثنايا النص و بمناسبة التناقضات القرآنية أو ما يسميها المفسرون تدليلاً بالناسخ و المنسوخ، يذكر القمص زكريا بطرس أنه و بالرجوع إلى ما دونه المختصون المسلمون في الناسخ و المنسوخ أمثال الشيخ أبو جعفر النحاس و هبة الله البغدادي و المظفر بن الحسن و محمد الضناوي فإنه يوجد في القرآن ما يفوق ال 60% من الآيات المتناقضة ! بكلمات أخرى، حوالي ثلثي القرآن تلتهم آياته بعضها البعض. و لا ننسى أن هناك سور بقضها و قضيضها قام (النبي) محمد (باستعارتها) من شعراء الجاهلية (سنأتي على ذكرها لاحقاً)، و آيات أخرى (تطوع) الصحابة و على رأسهم عمر بن الخطاب بإملائها على النبي دون التنويه إليها في حواشي السور كما تقتضي الشروط الأدبية. نحن نعتقد أن تعطش (محمد) للظفر بلقب النبوة، إن كان ذلك الشخص موجود تاريخيا" بالفعل، فجّر في داخله موهبة أدبية تمخّضت عن تأليف القرآن الذي لم يكن بالشعر و لا بالنثر و لكنه خليط من هذا و ذاك.
دعوا عنكم ما يعتري القرآن من مشاكل ذكرناها سابقاً أو سنقوم بذكرها لاحقا"، إذ من المحال أن يكون ذلك ال(محمد) عالماً بجميع علوم الفيزياء و الكيمياء و التاريخ و الطب و الفلك، و من المحال أيضاً أن ينشأ القرآن من فراغ دون الإتكاء على مساهمات الآخرين بشكل مباشر و غير مباشر، و في تصورنا لو أن أغلب المسلمين، و هذا بعيد المنال، قطعوا هذه "الشرايين السماوية" التي تغذي القرآن بقدسيته، و تعاملوا معه في سياقه الأدبي البحت، لتحرر العالم الإسلامي و إلى الأبد من قيود التخلف و الرجعية. ألا تجدون معنا أن كل صور الإرهاب الدموي و معاداة التقدم و الحداثة و العنف ضد المرأة و الآخر المُختلف عنهم تستلهم عناصرها من آيات قرآنية بحتة أو من إساءة تفسيرها ؟!!
لنبدأ رحلة البحث هذه عن مصادر القرآن مع القمص زكريا بطرس، فعلى ما فيها من أشواك تدمي قلوب المسلمين فإن فيها من الحقائق ما يكفي لإضاءة الزوايا المعتمة في عقولنا. لمزيد من الإطلاع يمكن زيارة الموقع الإلكتروني: http://www.islam-christianity.net
****
المصادر الإسرائيلية:
يقسم القمص زكريا المصادر الإسرائيلية التي تسربت و بغزارة إلى القرآن إلى جزأين: أسفار العهد القديم (عددها 39 سفر بما فيها أسفار التوراة الخمسة الأولى)، و الأساطير الشعبية أو القصص الخيالية اليهودية و يعدد القمص زكريا بعض الأمثلة على ما أخذه القرآن من أسفار العهد القديم:
من سفر التكوين العهد القديم بالكتاب المقدس : قصة الخليقة (سفر التكوين 25:1) في البدء خلق الله السموات و الأرض. و في (سورة الأنعام : آية 73): و هو الذي خلق السموات و الأرض. قصة آدم و حواء (سفر التكوين 1: 25-34) خلق الله الإنسان على صورته و باركه. و في (سورة البقرة : آية 39): إني جاعل في الأرض خليفة. قصة قايين (قابيل) و قتله لهابيل (سفر التكوين 4: 1-16) و حدث أن قايين قام على أخيه هابيل فقتله. و في (سورة المائدة : آية 34): فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله. و هناك قصص باقي الأنبياء مثل نوح، إبراهيم، لوط، يعقوب، و يوسف، جميعها تبناها القرآن من سفر التكوين مع إدخال بعض التغييرات على مستوى التفاصيل مع الحفاظ على جوهر الفكرة و لب القصة دون أي تحوير. من سفر الخروج: قصة موسى و فرعون -- سور القصص، العنكبوت، ق، ص، الفجر، الحجارة التي تفجرت منها إثنا عشر عيناً -- (سورة البقرة: آية 60)، المن و السلوى-- (سورة البقرة: آية 57)، و عامود السحاب (الغمام)-- (سورة البقرة: آية 57)، العجل الذهبي -- (سورة البقرة: آية 51)، تجلي الله في الشجرة -- (سورة القصص: آية 30). من سفر اللاويين: شريعة السن بالسن و العين بالعين (سفر اللاويين: عدد 14:14) تجدها في (سورة المائدة: آية 45). من سفر العدد: البقرة الحمراء (سفر العدد 19) تحولت إلى صفراء في (سورة البقرة: آيات 71:67). من سفر التثنية: تلقي موسى الكتب (سفر الخروج: 34). تجدها في (سورة البقرة: آية 53). من سفر الملوك و الأيام: قصة النبي سليمان (سفر الملوك) تجدها في سور النمل و الأنبياء و سبأ. من سفر أيوب: قصة أيوب (سفر أيوب) تجدها في سورة الأنبياء و سورة ص. من سفر يونان (يونس): قصة يونس (سفر يونان) تجدها في سورة يونس
أما الأساطير الشعبية و الخيالات اليهودية
فقد وجدت هي الأخرى مكاناً لها في القرآن، و هذا ما حدا بقريش إلى نعت ما كان يرويه (النبي) من قصص على أنها من أساطير الأولين و ذلك في أكثر من موضع في القرآن. ترى هل كان كفار قريش من الوعي لدرجة وضع هذه الحكايات في إطارها الأسطوري في الوقت الذي تعامل معها النبي كما لو كانت حقيقة فعلية ؟ .. كتب الأساطير الشعبية و على ما يبدو تعرف بكتابات ما بين العهدين، و هي مرويات موازية للمرويات الكتابية (أسفار العهد القديم)، و كانت رائجة في الحجاز بفعل تواجد اليهود الكثيف هناك. و من أمثلة الإختلافات ما بينهما أن الأسفار التوراتية تسقط من المشهد – مثلاً: ذكر إبليس في قصة إغواء حواء لآدم بالأكل من الشجرة المحرمة، بينما تلقي كتابات ما بين العهدين باللائمة على إبليس. و في نموذج ثاني، نجد أن الأسفار التوراتية تغيب هاجر كلياً عند وصف رحلة إبراهيم و سارة إلى مصر، في الوقت الذي تقحم كتابات ما بين العهدين شخصية هاجر كهدية من فرعون، و ربما كان هذا هو الخيط الذي تأسست بموجبه صلة القرابة (المفترضة) بين العرب و اليهود
على أية حال، للنظر مع القمص زكريا إلى ما خلفته تلك الأساطير الشعبية من بصمات واضحة على القرآن. يحيل القمص - في معرض تأكيده على الإقتباسات القرآنية من الأساطير الشعبية اليهودية - إلى ما ذكره تحديداً أحد علماء المسلمين، و هو عبد الله يوسف علي (هندي الأصل) من أن القرآن تبنى صراحة" بعض القصص الواردة فيما أسمها ب(كتب الفلكلور السامي) و فيما يلي بعض الأمثلة: أسطورة تعلم قايين (قابيل) من الغراب كيفية دفن أخيه، (سورة المائدة: آيات 30-35): منقولة عن كتاب (فرقي ربي أليعزر: فصل 21). أسطورة إلقاء إبراهيم في النار بأمر من النمرود دون أن يحترق، (سورة الأنبياء: آية 69): منقولة عن كتاب (مدراس رباه: فصل 14). اجتماع سليمان بمجلسه المؤلف من الجن و العفاريت للتدبر في مسألة إحضار عرش بلقيس قبل وصولها، (سورة النمل: آيات 38-42): منقولة عن كتاب (الترجوم الثاني لسفر إستير). شرب الملاكين هاروت و ماروت الخمر و ممارستهما للزنا و تعليمهما الناس السحر، (سورة البقرة: آية 102: منقولة عن كتاب (مدراس يلكوت). رفع الجبل فوق رؤوس اليهود (سورة الأعراف: آية 143): منقولة عن كتاب (عبوداه زاراه: الفصل الثاني 45). أسطورة السماوات السبع، (سورة الإسراء: آية 45): منقولة عن كتاب (حكيكاه: باب 9، الفصل 2). أسطورة اللوح المحفوظ، (سورة البروج: آيات 21-22): منقولة عن كتاب (فرقي أبوت: باب 5، فصل 6)
قدمت المعتقدات و الأفكار و الآثار المسيحية خدمات ل(النبي) محمد في تأسيس القرآن كما فعلت المرويات اليهودية المكتوبة و الشفهية.
ما أخذه االقرآن من الأناجيل المسيحية كآيات موحى بها
و بالمثل، يقسم القمص زكريا المصادر المسيحية إلى جزأين: الأناجيل الرسمية (لوقا، متى، يوحنا، مرقس)، و الأناجيل (الأبوكريف) أو ما تسمى بكتب الهرطقة و الأساطير الشعبية. و لنبدأ بالمصدر الأول، أي الأناجيل الأربعة:
العذراء مريم و بشارة الملاك: (لوقا 28:1): فدخل إليها الملاك و قال سلام لك أيتها المنعم عليها ... لا تخافي ... ها أنت ستحبلين و تلدين ابناً و تسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً و إبن العلي يدعى ... فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا و أنا لست أعرف رجلاً. فأجاب الملاك و قال لها: الروح القدس يحل عليك، و قوة العلي تظللك، فلذلك القدوس المولود منك يدعى إبن الله. (سورة آل عمران: آية 45): إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى إبن مريم وجيهاً في الدنيا و الآخرة و من المقربين. و يكلم الناس في المهد و كهلاً و من الصالحين. قالت ربي أنى يكون لي ولد و لم يمسسني بشر قال كذلك ..
تعاليم المسيح: (لوقا 25:18): دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله. (سورة الأعراف: آية 40): إن الذين كذبوا بآياتنا و استكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء و لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. (لوقا 9:2): ما لم تر عين و لم تسمع أذن و لم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه.
(مشكاة المصابيح: ص 487): ورد في الأحاديث القدسية عن أبي هريرة أن محمد قال أن الله سبحانه و تعالى قال: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.
رفض اليهود له: (متى 26:4): و تشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر و يقتلوه. (سورة آل عمران: آية 54): و مكروا و مكر الله و الله خير الماكرين. و وصف ارتفاعه إلى السماء: (مرقس 16:6): يسوع الناصري المصلوب قد قام ليس هو ههنا. (سورة النساء: آية 158): بل رفعه الله إليه و كان الله عزيزاً حكيما"
أيضاً كان لما يسميها القمص زكريا بكتب الهرطقة تأثير موازي على القرآن و من أمثلة ذلك: من هي مريم؟: جاء في (سورة مريم: آيات 28-29): يا أخت هارون ما كان أبوك امرؤ سوء و ما كانت أمك بغياً. و جاء كذلك في (سورة التحريم: آية 12): و مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا. الواقع أن مؤلفي القرآن قد وقعوا في التباس تاريخي غير مقبول. فمريم أم المسيح ليست هي مريم أخت هارون و موسى. فالأخيرة يفترض أنها عاشت في زمن موسى و الذي يرجع إلى حوالي ألف سنة ق.م. أي أن بين المريمين حوالي عشرة قرون !!! الخطأ الآخر الذي وقع فيه مؤلفوا القرآن أنهم نسبوا مريم أم المسيح إلى عمران الذي هو أبو مريم أخت موسى و هارون، بينما إسم أبو مريم أم المسيح هو (يواقييم) و ليس عمران!! ..
ما أخذه االقرآن من (الأبوكريفيا) الأناجيل المنحولة أى المؤلفة
كلام المسيح في المهد: جاء في (سورة مريم: آيات 30-33): قال إني عبد الله أتاني الكتاب و جعلني نبياً، و جعلني مباركا أينما كنت و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حياً ... كلام الصبي في المهد مأخوذ من كتاب (حكاية مولد مريم و طفولية المخلص: الفصل 20) و المثير أن تلك الحكاية تعود جذورها إلى أسطورة هندية عن مولد بوذا قبل ميلاد السّيّد المسيح بنحو 557 سنة، و هي موجودة في كتاب (ندانه كتها جاتكم: فصل 1 ص 50) .. و خلق المسيح للطيور: جاء في (سورة آل عمران: 41-43): إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا" بإذن الله. هذه الأعجوبة مستقاة من الكتاب الشعبي (طفولة المسيح: فصل 36)
يتضح لنا مما سبق أن لليهودية و المسيحية إسهامات جمّة في تشكيل الذاكرة التاريخية للقرآن بما وفرته من ذخيرة قصصية استفاد منها (النبي) محمد و معلميه الراهب بحيرى و القس ورقة بن نوفل في مشروعهم الدعوي. الغريب أن (النبي) في مرحلة متأخرة من حياته هاجم الكتب المقدسة لتلك الديانتين متهماً الأحبار بتحريف الكلم عن موضعه. إذا كان (النبي) محقاً في اتهاماته تلك، فهذا يستدعي التساؤل عن مصداقية الآيات القرآنية الكثيرة التي كانت تنسخ من أسفار العهد القديم و الجديد. إذا كانت تلك الكتب محرفة فالمنطق يقول أن التحريف قد تسرب بدوره إلى الآيات القرآنية. إذاً ما الذي دفع نبي الإسلام إلى الإنقلاب على الديانتين الشقيقتين (اليهودية و المسيحية) ؟ اعتقد شخصياً – ربما أكون مصيباً أو مخطأً – أن المهتمين بدراسة الأديان يمكنهم ملاحظة ظاهرة بارزة تتمثل في أن الدين الصاعد و الخارج لتوه من رحم الدين القديم عادة ما يلجأ إلى الإطاحة بما قبله، و هي ظاهرة يمكن الوقوف عليها حتى من دراسة الأساطير القديمة و تفكيك رموزها. فالإله الشاب (مردوخ) البابلي شطر إلهة العماء و المياه الأولى الإلهة (تيامت) إلى شطرين في إشارة إلى تدشين عالم جديد ديناميكي متمرد على تقاليد الحياة القديمة المغلفة بالسكون و الرتابة. أما الإحتمال الثاني لتفسير سلوك القرآن المتبدل من حد احتضان محتويات الكتب المقدسة إلى حد رميها بالتحريف و التضليل فربما يفسر في إطار صراع النبي محمد بعد انتقاله إلى المدينة مع الجاليات اليهودية، و هو ما استدعى حتى ضرب اليهود في أصل ديانتهم و هذا ما أرجحه شخصيا" إذ أنه تملقهم كثيرا" في البدء متأملا" قبول دعوته و الإعتراف بنبوته و لكنه انقلب و حقد عليهم بعدما رفضوا دعوته و رفضوا الإيمان به و بنبوته
الواقع أن هذا الموضوع هو من أخطر المواضيع التي أخذت منا جهداً و وقتاً كثيراً، و هو يتعلق بمصادر القرآن، من أين كتب ؟ و من أين استمد شعائره ؟ هل يعلمون المسلمون الآن أن الإسلام ما هو إلا استمرار لعبادة الأوثان ؟!!!: إن مناقشاتنا هذه ما هي إلا من باب البحث العلمي النزيه، بفكر مستنير، و منطق سليم. و قد صدق الدكتور طه حسين في (كتابه: الشعر الجاهلي ص 11 و 12) حينما قال: القاعدة الأساسية لمنهج البحث العلمي هي أن يتجرد الباحث من كل شيء كان يَعْلَمَه من قبل، و أن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل فيه خلواً تاماً .. و الناس جميعا يعلمون أن هذا المنهج الذي سخط عليه أنصار القديم في الدين و الفلسفة يوم ظهر، قد كان من أخصب المناهج و أقومها و أحسنها أثراً .. و أنه الطابع الذي يمتاز به هذا العصر الحديث .. فيجب ألا نتقيد بشيء و لا نذعن لشيء إلا مناهج البحث العلمي الصحيح. و نحن في العالم العربي و الإسلامي بكل صراحة نفتقد لهذا المنهج، و الموضوع كله تحيزات. و لا أريد أن يصدم أحد بسبب أسئلتي عن المصادر التي استقى منها بحيرى و ورقة و محمد قرآنهم. فإننا نتساءل بمحبة خالصة و نزاهة صادقة، لنصل معا" إلى الحقيقة المنشودة. و بالطبع الأمر مطروح للمناقشة، و يستطيع علماء المسلمين أن يوضحوا وجهات نظرهم في هذه المناقشات بكل حرية، و الإتيان بالأدلة الموثقة شرط الإلتزام بالمنطق السليم و الحوار الهادف البناء
المصدر الأول - مأ اخذه محمد من الأساطير السومريّة و البابليّة ووضعه بالقرىن كآيات موحى بها له من الله :
قد نتساءل: ماذا نقصد بالمصادر التي استقى منها بحيرى و ورقة و محمد قرآنهم. ألا يؤمن جميع المسلمين أن للقرآن مصدر واحد و هو الوحي ؟ الجواب هنا هو طبعا" هذا ما يؤمنون به، لذلك لنا بعض الأسئلة من واقع آيات قرآنية كثيرة لا يمكن تجاهلها، نحتاج إلى إيضاح منها:
في سورة الفرقان 4-6: و قال الذين كفروا إن هذا إلا إفك قد افتراه، و أعانه عليه قوم آخرون، فقد جاءوا ظلما" و زورا. و قالوا أساطير الأولين اكتتبها، فهي تُمْلَى عليه، بكرة و أصيلا، قل أنزله الذي يعلم السر في السموات و الأرض إنه كان غفورا" رحيما. وفي سورة النحل 103: و لقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلِّمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، و هذا لسان عربي مبين .. من هذه الآيات يتضح لنا أمران: الأمر الأول: أن النبي و معلميه قد أكدوا أن القرآن هو وحي من عند الله، في (سورة الفرقان 6: قد أنزله الذي يعلم السر). الأمر الثاني: الذي يتضح لنا أيضا" من هذه الآيات هو أن المعاصرين للنبي كان لهم رأي آخر، توجزه هذه الآيات فيما يلي:
1- أن ما أتى به النبي هو (كذب) (سورة الفرقان 4): و قال الذين كفروا إن هذا إلا إفك 2- أن النبي (قد افتراه) مدعياً أن هذا وحي (سورة الفرقان 4): إن هذا إلا إفك قد افتراه 3- قد أعانه على ذلك آخرون (سورة الفرقان 4 ): و أعانه عليه قوم آخرون 4- أن هؤلاء قد أملوه عليه (سورة الفرقان 5): فهي تملى عليه 5- أن هناك بشراً علموه هذا الكلام (سورة النحل 103): إنما يعلِّمه بشر 6- و أن ما أتى به هو عبارة عن قصص كانت موجودة في كتب الأقدمين (سورة الفرقان 5): و قالوا أساطير الأولين اكتتبها
آراء فقهاء المفسرين: تفسير الإمام النسفي (ج 3 ص 233 و 234) قوله: إن هذا إلا إفك، قد افتراه: أي كذب اختلقه من عند نفسه. قوله: و أعانه عليه قوم آخرون: أي اليهود و عدّاس غلام عتبه، و يسّار، و أبو فكيهة الرومي، قوله: و قالوا أساطير الأولين اكتتبها: أي أحاديث المتقدمين كتبها لنفسه تفسير النيسابوري (غرائب القرآن ج 7 ص 99) تعليقاً على: إنما يعلِّمه بشر (سورة النحل 103). تساءل الإمام النيسابوري قائلا": من هو ذلك البشر ؟ و أجاب قائلا": قيل كان غلاماً لـ(حويطب بن عبد العزّى) و اسمه (عائش و يعيش)، و كان صاحبَ كتب من التوراة. و قيل هو (جَبْر غلام رومي) كان لعامر بن الحضرمي (نصراني) و قيل عبدان هما: (جبر، و يسّار) كانا يصنعان السيوف بمكة و يقرآن التوراة و الإنجيل، و كان رسول الله صلعم إذا مر وقف عليهما يسمع ما يقرآن. و قيل هو (سلمان الفارسي) كان غلاماً لـ(لفاكه بن المغيرة)، و اسمه (جبر)، و كان نصرانيا ًـ و قيل قين (يعني حداد) بمكة اسمه (بلعام)و الشيخ خليل عبد الكريم (في كتابه: فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 335) يذكر مجموعة أخرى من الأسماء التي كان لها تأثير كبير على ثقافة النبي الدينية مما أفضى إلى هذا القرآن. و تضم هذه القائمة القسوس و الرهبان النصارى الآتية أسماؤهم: القس ورقة بن نوفل و الراهب بحيرى و الراهب سرجيوس و الراهب عدّاس
هذه بعض آراء المفسرين و العلماء و علينا ألا نتجاهل ذلك، بل عملاً بمنطق القرن الحادي و العشرين العلمي لنبحث في هذه الأمور لنرى إن كانت صدقا" أم كذبا"، أما أن نرميها وراء ظهورنا بلا فحص فإننا نعتبر ذلك جريمة بحق العقل البشري. فنحن نملك العقل لنفحص أسس معرفتنا لنعرف إن كنا نسير في الطريق السليم أم لا. هذه الآراء كلها اتهامات و لا تقطع بنتيجة محددة. و لكنها مقدمات ضرورية لا بد أن توضع في الإعتبار و نحن نفكر بعقولنا الحرة، فليس هناك دخان بلا نيران. فإن كان هذا الكم من الكلام و تسمية أشخاص معينين كانوا معروفين في ذلك الحين، إذن فالموضوع يستحق الدراسة بجدية و التساؤل الخطير للغاية هنا هو: ما هو الرأي الصحيح ؟ هل كان القرآن وحياً من عند الله كما قال النبي؟ أم كان فعلاً من إملاء هؤلاء الناس عليه كما قال هؤلاء المعاصرون لمحمد ؟ .. نحن نعتقد أن الفيصل في الحكم في هذا الأمر هو ما قاله النبي نفسه في (سورة النساء 82): لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً. إذن فمن منطلق هذه الآية الخطيرة نرى أنه إن كان القرآن فعلاً من عند الله فإننا لن نجد بين آياته أي اختلاف و لكن إن وجد فيه اختلافات، فيصدق فيه نصُّ الآية، بأنه ليس من عند الله، أي أنه كتب بإملاء من هؤلاء البشر كما قال معاصروا النبي فدعونا معا" نرى ما هي الحقيقة: بالرجوع إلى كتب الفقهاء المتخصصين في علوم الناسخ و المنسوخ أمثال: الشيخ أبو جعفر النّحاس في كتابه (الناسخ و المنسوخ في القرآن الكريم)، و الشيخ هبة الله بن سلامة البغدادي في كتابه (الناسخ و المنسوخ في القرآن الكريم) أيضاً، و المُظفّر بن الحسن بن خزيمة في كتابه (الموجز في الناسخ و المنسوخ)، و تفسير الجلالين مع أسباب النزول إعداد و تنسيق الشيخ محمد أمين الضناوي، و كثيرين غيرَهم، يتضح لنا أن في القرآن آيات كثيرة متناقضة، تمثل 62% منه (أي ثلثيه تقريبا") و التي لم يستطع أي عالم أو فقيه من القدامى أو المحدثين أن يجد لها حلاً منطقياً. إذن بناءً على هذه الحيثيات المنطقية، نسأل أحباءنا المسلمين، ما رأيكم بهذا ؟ ألم يكن لمعاصري الرسول حق في أن يقولوا ما قالوه عن مصادر أخرى لهذا القرآن، بحسب ما ذكرت التفاسير السابق ذكرها أم ماذا ؟!!
المصدر الثاني - الإسرائيليات [ كتب العهد القديم (التوراة) ] كآيات موحى بها فى القرآن :
ليس الموضوع هنا مجرد إبداء آراء و إنما هي طرح تساؤلات، فإننا نقرأ و نطلع باستمرار و إننا لنتساءل لعل أحباءنا (العلماء) يشاركوننا بإجاباتهم المنطقية السليمة. تقول مراجع دراسة مقارنة الأديان أن محمد اعتمد على مصادر متعددة في كتابة قرآنه منها مصادر يهودية إسرائيلية، و الواقع أن التراث الإسلامي يعرف موضوع الإسرائيليات في الأحاديث النبوية إذ يقول إبن تيمية في كتابه (جامع الرسائل ص 64) عن الأحاديث المدسوسة: هي كلام باطل لا تقوم بها حجة، بل إما أحاديث موضوعة، أو إسرائيليات غير مشروعة. و نفس الشيء قيل عن القرآن و ليس الأحاديث النبوية فقط: فقد جاء في (سورة الفرقان: 4-6): و قال الذين كفروا إن هذا إلا إفك قد افتراه، و أعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلماً و زوراً. و قالوا أساطير الأولين اكتتبها، فهي تُمْلَى عليه بكرة وأصيلا. و تنقسم مصادر القرآن الإسرائيلية إلى نوعين:
1- أسفار الكتاب المقدس (العهد القديم) القانونية (التوراة) و
2- الأساطير الشعبية و كتب القصص الخيالية اليهودية (أي الفلكلور الشعبي).
يعترف محمد أنه أخذ من العهد القديم قصصه بقوله في (سورة الأعلى 87: 18-19): إن هذا لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم و موسى و في (سورة النجم 53: 36-37): أم لم يُنَبَّأْ بما في صحف موسى و إبراهيم و في (سورة الشعراء 26: 196): و إنه في زُبُر الأولين. و قد وضح المفسرون (الصحف الأولى) بأنها سائر الكتب المنزلة قبل القرآن
1) ماذا أخذه محمد من كتب العهد القديم (التوراة) ؟
في الواقع أخذ الكثير من الأحداث، أرجو أن تقرأوا التوراة لتتحققوا من الأمر بأنفسكم لأن المساحة صغيرة لذكر كل الأحداث هنا، لكن دعونا نذكر بعضها:
من سفر التكوين:
ـ قصة الخليقة (1: 25): في البدء خلق الله السموات و الأرض * (سورة الأنعام 6: 73): و هو الذي خلق السماواتِ و الأرضَ
ـ قصة آدم و حواء (1: 26ـ34): خلق الله الإنسان على صورته و باركه * (سورة البقرة: 30ـ39): إني جاعل في الأرض خليفة
ـ قصة قايين و قتل هابيل (4: 1ـ16): و حدث أن قايين قام على هابيل أخيه و قتله * (سورة المائدة 5: 30): فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله
ـ قصة نوح و الطوفان (اختلاف القرآن في هلاك واحد من أبنائه) (إصحاحات 6 ـ 10) * (في القرآن: سور عديدة منها سورة نوح، يونس، هود، إبراهيم ..)
ـ قصة إبراهيم (مع اختلافات في بعض الأمور في حياته) (في سفر التكوين إصحاحات 12ـ 25) * (في القرآن: في سور كثيرة منها: سورة البقرة و سورة الأعلى، و سورة إبراهيم)
ـ قصة لوط (14) * (في القرآن: من سورة هود إلى الصافات)
ـ قصة يعقوب إسرائيل، و بني إسرائيل (29ـ 38) * (في القرآن: من سورة البقرة ـ الصف)
ـ قصة يوسف (39ـ50 ) * (في القرآن: من سورة غافر)
من سفر الخروج:
ـ قصة موسى و فرعون * (في سورة البقرة)
ـ قصة عامود السحاب (الغمام) * (سورة البقرة 57)
ـ قصة المن و السلوى * (سورة البقرة 57)
ـ قصة الصخرة (الحجر) * (سورة البقرة 60)
ـ قصة العجل الذهبي * (سورة البقرة 54)
ـ قصة تجلي الله له في شجرة (سورة القصص، طه، النمل)
من سفر اللاويين:
ـ شريعة العين بالعين، و السن بالسن (14: 14) * (سورة المائدة 45)
من سفر العدد:
ـ قصة البقرة الحمراء (19) * (البقرة الصفراء: سورة البقرة 67 ـ71)
من سفر التثنية:
ـ أخذ موسى كتب التوراة (34) * (سورة البقرة 53)
من سفر صموئيل:
ـ شاؤول و داوود و جليات (سفر صموئيل) * (سورة البقرة)
من سفر الملوك و الأيام:
ـ قصة سليمان النبي (سفر الملوك) * (سور الأنبياء و النمل و سبأ)
ـ إيليا و أليشع (سفر الملوك) * (سورة الأنعام و الصافات)
من سفر أيوب:
ـ قصة أيوب (سفر أيوب) * (سورة الأنبياء)
من سفر يونان (يونس):
ـ (سفر يونان) * (سورة يونس)
و هنا قد يسأل سائل: كيف عرف (محمد) بكل هذه القصص ؟ .. و الجواب هو أن كان الكثير من اليهود و النصارى كانوا يعيشون في الجزيرة العربية و قد قتل المحمديين منهم الكثيرين! نجد الإجابة على هذا السؤال عند الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه (فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 95) إذ قال: لقد أتاحت السيدة خديجة للنبي محمد التَّماس مع إبن عمِّها القس ورقة بن نوفل و غيره مثل الراهب عدّاس و بحيرى الراهب و قضاء الليالي الطوال مع إبن نوفل في المدارسة و المذاكرة و المحاورة. و هي التي هيأت له الإختلاط بأصحاب كافة الملل و النحل و العقائد و الأديان الذين اكتظت بهم مكة. و قال أيضاً (في الصفحة 121): و بالمساء و في ليل مكة الطويل الشتاء كان يقضيه مع الطاهرة بمفردها أحياناً و بحضور القس أحياناً أخرى تتم في تلك القعدات مذاكرة التوراة التي نقلها ورقة من اللسان العبراني إلى اللسان العربي. و ما يعقبها من شروح و إيضاحات و حوارات بالجلسات التي قد تستمر حتى بزوغ الفجر
2) ما أخذه محمد فى القرآن من الأساطير الشعبية اليهودية (قصص الفلكلور اليهودي) كآيات موحى بها من الله ؟
.. الأساطير هي كتب القصص الخيالية اليهودية المأخوذة عن التلمود اليهودي البابلي. و قد كان اليهود يؤلفون قصصاً خيالية يتسلون بحكايتها أيام الليالي الطويلة. و الواضح أن المحمديين قد أخذوا من هذه القصص ظناً منهم أنها كانت من التوراة. و الواقع أنه قد ورد في 9 سور من القرآن آياتٌ توضح أن المعاصرين لمحمد تيقنوا من أن ما كان يقوله هو فعلاً مأخوذ من الأساطير القديمة، و قد عبروا عن هذا للنبي نفسه، يتضح ذلك مما يلي: (سورة الأنعام 6: 25): يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين. و هكذا جاءت في سورة الأنفال، و سورة النحل و سورة المؤمنون و سورة الفرقان و سورة النمل و سورة الأحقاف و سورة القلم و سورة المطففين
لنأتي إلى أحد أئمة علماء المسلمين و هو الشيخ عبد الله يوسف علي الذي ترجم القرآن للإنجليزية. قال في (تفسيره للقرآن ص 1382، و ص 1638)، بأن القرآن أخذ عن تلك الكتب التي أطلق عليها فضيلته إسم كتب (الفلكلور السامية) حيث يقول: يوجد كتاب باللغة اليونانية قام الأستاذ (G. H. BOX) بترجمته إلى اللغة الإنجليزية و قد نشر بلندن سنة 1927 و يضيف الشيخ عبد الله قائلاً: يبدو أن هذا الكتاب مأخوذ من أصل عبري. و قد أشار أيضاً الشيخ عبد الله إلى مصدر آخر و هو كتاب (المِدْراس اليهودي) و نحن نعلم أن الشيخ عبد الله قد كتب تفسيره باللغة الإنجليزية حيث أنه مسلم هندي الأصل و قد ذكر المدراس اليهودي باللغة الإنجليزية بالطبع هكذا: The Jewish Midrash (ص1638). للباحث عن الحقيقة أن يذهب إلى بعض المواقع على الإنترنت ليقرأ المزيد من الأبحاث المحققة علمياً:
Talmud, Midrash, Encyclopedia Judaica, Islam review, Light of love [Myth in the Qur'an]
و إليكم هنا بعض ما أخذه القرآن من الأساطير الشعبية اليهودية و كتبها:
* ما جاء بالقرآن منقولاً عن كتاب (فَرْقِي ربي أليعزر: فصل 21) أسطورة تعلُّم قايين من الغراب كيفية دفن أخيه: (سورة المائدة 5: 30ـ35)
* و من كتاب (مدراس رباه، Midrash Rabby الذي أشار إليه الشيخ عبد الله يوسف عليّ، فصل 14) أسطورة إلقاء نمرود لإبراهيم في النار و عدم احتراقه
* و من كتاب: (الترجوم الثاني عن سفر أستير The Second Targum of Easter و المعروف بإسم Targum Sheni) إجتماع سليمان الملك بمجلسه المكون من الجن و العفاريت و الطيور و الهدهد و إحضاره عرش ملكة سبأ لسليمان
* كتاب (مدراس يلكوت: الفصل 44 Midrash Yalkot الفصل 44) وجود الشهوة في الملاكين هاروت و ماروت و شربهما الخمر و الزنا و القتل و تعليم الناس السحر
* ما نقله القرآن عن كتاب (عبوداه زاراه: الفصل الثاني 45) رفع الجبل فوق رؤوس اليهود
* بخصوص أسطورة مسخ اليهود إلى قردة: نقل القرآن هذه الأسطورة عن تقليد يهودي قديم بشهادة الشيخ عبد الله يوسف علي، في (تفسيره للقرآن ص 34)
* ما نقله القرآن عن الكتاب اليهودي الشعبي المسمى (حكيكاه باب 9 فصل 2) أسطورة السموات السبع
* ما نقله القرآن عن نفس المرجع السابق كتاب (زوهر فصل 2): أسطورة أن أبواب جهنم سبعة
* ما نقله القرآن عن الكتاب اليهودي الشعبي المسمى (تفسير راشي على تك 1: 2) أسطورة أن عرش الله على الماء
* ما نقله القرآن عن الكتاب اليهودي الشعبي المسمى (روش هشاناه فصل 16: 2) أسطورة أن الطوفان كان من الماء المغلي
* ما نقله القرآن عن الكتاب اليهودي الشعبي المسمى (فرقي أبوت باب 5 فصل 6) أسطورة اللوح المحفوظ
المصدر الثالث - النصرانيات:
كما أخذ القرآن من التوراة و الأساطير اليهودية، كذلك هناك نوع آخر من المصادر و هي الإنجيل (أو بالأصح الأناجيل الأربعة) و كتب الهراطقة و الأساطير الشعبية و سوف نسوق لكم هنا بعض الأمثلة على ذلك:
1) ما أخذه محمد من الإناجيل ووضعه بالقرآن كآيات موحى بها من الله :
* قصة بشارة الملاك لزكريا (بشارة لوقا 1: 13): فقال له الملاك: لا تخف يا زكريا ... و امرأتك أليصابات ستلد لك إبناً و تسميه يوحنا ... ليس نبي أعظم من يوحنا (مع ملاحظة تغيير اسم يوحنا إلى يحيى) * في (سورة مريم 19: 7) نقرأ: يا زكريا إنا نبشرك بغلام إسمه يحيى لم نجعل له قبلُ سَمِيَّا
* العذراء مريم و بشارة الملاك (لوقا1: 28): فدخل إليها الملاك و قال سلام لك أيتها المنعم عليها، لا تخافي، ها أنت ستحبليين و تلدين ابناً و تسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً و ابن العلي يدعى. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا و أنا لست أعرف رجلاً. فأجاب الملاك و قال لها: الروح القدس يحل عليك، و قوة العلي تظللك، فلذلك أيضا" القدوس المولود منك يدعى إبن الله * في (آل عمران 3: 45) نقرأ : إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه إسمه المسيح عيسى إبن مريم وجيهاً في الدنيا و الآخرة و من المقربين
* تعاليم المسيح: صعوبة دخول الأشرار إلى السماء (لو 18: 25): دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله * في (سورة الأعراف 7: 40) نقرأ: إن الذين كذبوا بآياتنا و استكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء و لا يدخلون الجنة حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاطِ
* نصيب الأبرار الصالحين في السماء (1 كو 2: 9): ما لم ترى عين و لم تسمع أذن و لم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه * في (مشكاة المصابيح ص 487) ورد في الأحاديث القدسية عن أبي هريرة أن محمداً قال أن الله سبحانه و تعالى قال: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر
* معجزات المسيح: الخلق، و تفتيح عيون العميان، شفاء البُرْصَ، إقامة الموتى (متى 4: 33 ـ 24): و كان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم و يكرز ببشارة الملكوت و يشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب. فذاع خبره في جميع سوريا فأحضروا إليه جميع السقماء و المصابين بأمراض و أوجاع مختلفة و المجانين و المصروعين و المفلوجين فشفاهم و أقام كثيرين من الأموات * في (آل عمران 3: 49) نقرأ: إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، و أبرئ الأَكْمَهَ (الذي ولد أعمى) و الأبرص و أحيي الموتى بإذن الله، و أنبئكم بما تأكلون و ما تدخرون في بيوتكم
* رفض اليهود للمسيح (متى 26: 4): و تشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر و يقتلوه * في (آل عمران 3: 54) نقرأ: و مكروا و مكر الله و الله خير الماكرين
* ارتفاع المسيح إلى السماء (مرقس 16: 6): يسوع الناصري المصلوب قد قام ليس هو ههنا * في (سورة النساء 4: 158) نقرأ: بل رفعه الله إليه و كان الله عزيزاً حكيما
أَقوال الرَسول بُولُس أَصْبَحَتْ أَياتْ فِي القُرأن أَو أَحاديث.
جزء5
💫سَرِقَة أَقوال بُولس الرَسول عَن مَبدَء عَدم رَد الإِسائَه بالإسائَه.
👈مقدمه:
سَرَقَ النبي الكَذَّاب الكَثير من أَقوال الرسَول بُولس وقالَها في كِتابه على أَنَّها كَلام أَوْحَاهُ الله لُه، ونَقَلَ من أَقواله في القرأن و الحديث نَاسِبَاً كَلامْ الرَسولْ بُولُس إِلى نَفْسَه عَلى أَنَّه لا يَنطُق عَن الهَوى إِنَمَّا وَحيٌ يُوْحى. ولهذا مَنع أَتباعُه من قِرائَة الإنجيل وإِِتَّهَموهُ بالتَحريف حَتَّى لا يَقرؤا و يَعرِفوا أَنَّه مُدَّعِي النُبُوَّه.
👈ألأَدِّلَه
💢1_قَالَ الرسول بولس في رومِيَّه 12
17لا تُجازوا أَحداً عَنْ شَرٍ بِشَرْ. مُعْتَنينَ بِأُمورٍ حَسَنَة قُدَّامَ جَميعِ الناس.
18إِنْ كانَ مُمكِنَاً فَحَسَبْ طاقَتَكُم سَالِموا جَميع الناس.
19لا تَنْتَقِموا لأَنفُسُكُم أيها الأَحِبَّاء، بَلْ أَعْطوا مَكاناً لِلغَضَبْ، لأَنَّهُ مَكْتوب«لِيَ النَقمَةِ أنا أُجازي يَقولُ الرّب.
20فَإِن جَاعَ عَدَّوَّك فَأَطعِمُه. وإِن عَطِش فَإِسقِه. لأَنك إِن فَعَلتَ هذا تَجمَع جَمْرِ نَارٍ على رأسه».
21 لا يَغلِبَنَّكَ الشَرَّ بَل إِغلِب الشَّرَ بِالخَيْرْ.
💢2_سَرَقَ النَبي الكَذَّاب هذا المَعنى مِن الكلام من الخَبير العَليم الذي تَرجَمَ ألإنجيل بِلِسان عَربي مُبين :
👈سورة فُصِّلَت 34
وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ إِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34).
👈تَفسير إبن كثير
وقوله :(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) أَي فَرقٌ عَظيم بَين هَذه وهَذه ،(إِدفَع بِالتي هي أَحسن) أَي:من أَساءَ إِلَيكَ فَإِدفَعُه عَنكَ بالإِحسانِ إِليه.
وقوله:( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأَنه وَلِّيٌ حَميم) وهو الصديق ، أَي:إِذا أَحسَنتَ إِلى من أَساءَ إِلَيكَ قادَته تِلك الحَسَنة إِلَيه إلى مَصافاتَكَ ومَحَبَتَكَ ، والحَنو عَليكَ ، حَتىَّ يَصيرَ كَأَنَّه وَلِّي لَكَ حَميم أَي:قَريب إِليكَ من الشَفَقَة عَلَيكَ والإِحْسان إِليك.
💢3_صَدَقَ عَلِّي بن أَبي طالب حين قال القرأن حَمَّالْ أَوْجُه. أَي تَجِدْ الشَيء ونَقيضُهُ بما سَمُّوه بالناسخ والمَنسُوخ
مثالا على هذا التناقض سورة المائده 45
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .
💥الخاتمه
المُسلِمين يَكرَهونَ جدا بُولُس الرسول ويُلَقِبونَه بولص وهم للأسف لا يَعرِفونَ أَنَّ نَبِيهم سَرق من أقواله المَكتُوبه في الإنجيل الكَثير وجَعَلَها في القرأن أَو في حَديث مُدَّعِياً أَنَّه نَبِي يُوحي إِليه .
فلا نَبِيٌ قَد جَاءَ ولا وَحيٌ نَزِلْ .
2) ما أخذه محمد من المصادر النصرانية الشعبية ووضعه فىالقرىن كآيات موحى بها من الله :
هذه في الواقع المصادر الأسطورية من كتب الهراطقة، و الفلكلور الشعبي و سوف نسوق لكم منها بعض الأمثلة:
* مريم أم المسيح: جاء في (سورة مريم 19: 28 و 29): يا مريم ... يا أخت هرون ما كان أبوك امرء سوء و ما كانت أمك بغيا" * و في (سورة التحريم 66 : 12) نقرأ: و مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا و أيضا" في (سورة الفرقان 25 : 37) نقرأ: و لقد آتينا موسى الكتب و جعلنا معه أخاه هرون وزيرا .. كما رأينا معا" هذا اللبس الذي وقع فيه ناقلوا القرآن من العبرية إلى العربية مما سبق عرضه لكم من أن مريم هذه كانت أخت هرون و موسى حوالي ألف سنة قبل الميلاد و هي ليست مريمنا أم المسيح المعنية هنا بحدوث هذا الحمل الإلهي المقدس أي أنه بين مريم بنت عمرام أو عمران و بين مريم أم المسيح حوالي 1000 سنة و مريم أم المسيح كان إسم أبيها كما أشرنا (يواقيم) و ليس عمرام أو عمران. و الإقتباس هنا واضح لا لغو و لا جدل فيه من أن محمد و معلميه بحيرى و ورقة قد أخذوا هذه القصة من الكتب الشعبية التي كان النصارى يتسلون بقراءتها في ليالي الشتاء الطويلة
* بخصوص إحضار ملاك بطعام لها (سورة آل عمران3: 37) نقرأ: و كفلها زكريا، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنى لك هذا ؟ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب * هذه القصة موجودة في الكتاب الشعبي المسمى (حكاية مولد مريم و طفولية المخلص الفصل 20)
* كلام المسيح في المهد (سورة مريم 19: 16-31) مأخوذة من نفس كتاب (حكاية مولد مريم و طفولية المخلص الفصل 20) و قد تسربت هذه الأسطورة من أسطورة هندية عن مولد بوذا، قبل ميلاد المسيح بنحو 557 سنة، و هي موجودة في الكتاب الهندي (ندانه كتها جاكتكم فصل 1 ص 50)
* خلق المسيح للطيور (سورة آل عمران 3: 41ـ43): إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فأنفخ فيه، فيكون طيرا بإذن الله * هذه القصة أيضا" قد ذكرت في الكتاب الشعبي (طفولة المسيح فصل 36)
* إنزال مائدة من السماء (سورة المائدة 5: 112ـ 115): إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ؟ قال: اتقوا الله إن كنتم مؤمنين. قالوا نريد أن نأكل منها و تطمئن قلوبنا. قال عيسى إبن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً. قال الله إني منزلها عليكم * الواقع أن الكتاب المقدس لم يذكر ذلك أبدا"، و إنما أخذت هذه القصة من الكتب الشعبية