القرآن وهرطقة أو البدعة المريمية / الكولريديانية ..الفطائريين Collyridiens
إسم "مسيحيين" لا يوجد بالقرآن
كان مع الصحابة والتابعين عشرين مصحفا بعد موت رسول الإسلام ولكن رأى الخليفة عثمان بن عفان جمع القرآن فى مصحف واحد فلم يراعى الأسس التى كتبت به أسفار الكتاب المقدس الموحى بها من حيث التسلسل الزمنى وطريقة سرد الخبر وقصص الأنبياء وترتيب الأفكار فحدث تشويشا لقارئ القرآن مما أدى إلى كتابه كتب التفسير والأحاديث والسيرة النبوية كتبوها فقهاء وهم تسعة فقهاء منهم البخارى والنيسابورى آخرين وتدل أسماؤهم إلى أنهم عجم ولدوا فى بخاره ونيسابور وهذه مدن قى كاخستان وإيران حاليا كتبوا كتبهم فى عصر الخلافة العباسية أى بعد حوالى 200 سنة من ظهور الإسلام فكان الفرق واضحا بين الكتاب المقدس بعهديه والقرآن وبالقرآن العثمانى أى الذى جمعه عثمان آيات ليست لها صله بآيات أخرى فى نفس السورة والملاحظ والغريب أن كل الآيات القرآنية لا تشير إلى المسيحيين لا من بعيد أو قريب فما هو السبب فى عدم وجود إسم "مسيحيين" بالقرآن على الإطلاق؟ ( لا يوجد إسم مسيحيين بالقرآن وعدد آياته فيه عدة أقوال ما بين : 6204 آيات و 6236 آية، وذلك حسب اختلاف مواضع الوقف بين المصاحف المختلفة. عدد سوره هو 114 سورة ) بالرغم من وجود إمبراطورية مسيحية بيزنطية ممتدة من أوربا حتى فارس وشمال أفريقيا ويسكن أقاليمها (دول كاملة مثل اليونان وإيطاليا وباقى دول أوربا وأفريقيا والشرق ألأوسط ) ملايين المسيحيين
*****************************
من الذي قال عن الله ثالث ثلاثة؟
﴿ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ﴾ [ المائدة: 73]
كتب القرآن بطريقة غريبة بحيث فمثلا القصص التى ذكرها متقطعة مبتورة ليست متسلسلة للأحداث بل كتبت بطريقة المنجمين ففى البداية لم يذكر القرآن فى هذه الآية من الذى قال أن "الله ثالث ثلاثة" وفى تقسير القرآنيين الذين يفسرون القرآن بالقرآن ووجدوا الإجابة فى المحادثة بين الله والمسيح فى نفس السورة [ المائدة: 116]﴿ وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ﴾ وتتكلم هذه الاية عن ثلاثة آلهة الله والمسيح ومريم وهذه الطائفة المريمية لتى كانت تعبد ثلاثة آلهة وتعنبرها المسيحية طايفة ضاله هرطوقية صاحبة بدعة : "أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ"
أى أنمجموعة من الناس تعبد ثلاثة آلهة ويؤكد تفسير الوسيط الإسلامى للاية القرآنية هذا المعنى فيقول (المائدة: 73) [ قال الفخر الرازي ما ملخصه: في تفسير قول النصارى إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ طريقان:الأول: أنهم أرادوا بذلك أن الله ومريم وعيسى آلهة ثلاثة. والذي يؤكد ذلك قوله-تبارك وتعالى- للمسيح أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ فقوله: ثالِثُ ثَلاثَةٍ أى: أحد ثلاثة آلهة. أو واحد من ثلاثة آلهة." إذا هذه الآية تتكلم بالتحدديد عن ثلاثة آلهة منفصلة وعندما نقرأ تفسير الوسيط على الآية [ المائدة: 73] فقال :[ طوائف النصارى الذين يتفرقون في العقائد والنحل، ويتجمعون على الكفر والضلال، فهم شيع شتى، وفرق متنابذة، كل شيعة منهم تكفر الأخرى وتعارضها في معتقداتها.] أ. هـ وأيضا لم يذكر تفسير الوسيط للقرآن قائمة بهذه الطوائف والعقائد ومن هذه العقائد الطائفة المريمية وعندها إنجيل يسمى إنجيل مريم أو أفنجيل المريمى وكانت هذه الطئافة نشطة حتى القرن السابع الميلادى وقت ظهور الإسلام ولكنها إنقرضت ولم يتبقى منها إلا شذرات من عقيدتها فى كتب التاريخ وبعض المخطوطات
وعدم ذكر القررآن لمن قال : " إن الله ثالث ثلاثة" أطلق العنان لخيال المفسريين أمثال القرطبى والجلالين وإبن كثير وغيرهم يفسرونها حسب أهوائهم فهم الذين يقررون بتفسيراتهم ماذا يريد القرأن أو قصد الله ولفك هذا اللغز بإحتمالات وصلت فى تفسير بعض الآبات إلى عشرات ولكن فى هذه الآية كانوا إحتمالين فقط الإحتمال الأول الذى ذكرناه أما الثانى والآتى ذكرة أقحم عقيدة المسيحيين مطلقا عليهم كذبا إسم "نصارى" فى هذه الاية لإظهارهم بأنهم كفارا وأشركوا بالله فى تفسير الوسيط الإسلامى [ والطريق الثاني: أن المتكلمين حكوا عن النصارى أنهم يقولون: جوهر واحد، ثلاثة أقانيم: أب، وابن وروح القدس وهذه الثلاثة إله واحد، كما أن الشمس اسم يتناول القرص والشعاع والحرارة.: " وعنوا بالأب الذات.وبالابن الكلمة.وبالروح الحياة." ] أ . هـ ويقول تفسير القرطبي: [ وهذا قول فرق النصارى من الملكية والنسطورية واليعقوبية ; لأنهم يقولون : أب وابن وروح القدس إله واحد ; ولا يقولون ثلاثة آلهة وهو معنى مذهبهم]
والرد أننا مسيحيين ولسنا نصارى فالنصارى يؤمنون بأن يسوع أو عيسى هو المسيح هو نبى ورسول وبهذا يكون الإسلام نصرانيا أما المسيحييين فيؤمنون بأن يسوع هو المسيح كلمة الإله وإيمانهم يكمن فى البسملة المسيحية : " بإسم الاب والإبن والروح القدس إله واحد" لا يوجد الله فى إيماننا ووجود كلمة أو إسم الله فى الترجمة العربية أكبر خطأ فى الترجمة لأن إسم الله لم يرد فى مئات الترجمات الكتاب المقدس وألإنجيل إلا فى العربية فقط
ويقول "البابا أثناسيوس الرسولي": "ليست الأقانيم ثلاثة آلهة بل هم إله واحد مثلث بقوام عقله (الآب) وكلمته (الابن) وروحه الذين هم الآب والابن والروح القدس.. ولا يستقيم أن يُقال أن جوهر الله أصم أخرس عديم عقل ولا كلمة ولا روح.. فالعقل والكلمة والروح في ذات الله ثلاث خواص ذات طبيعة واحدة وجوهر واحد ليس فيه شيء غريب، فطبيعة العقل الإلهي هيَ طبيعة الكلمة هيَ طبيعة الروح القدس.. العقل الإلهي وكلمته وروحه ثالوث بلا فرقة وواحد بلا تخليط.. الثالوث جوهر واحد. قدرة واحدة. خالق واحد، وأمر واحد، وإرادة واحدة، وقوة واحدة بلا فرقة بينهم في شيء. ليس يريد الكلمة ولا الروح إلاَّ ما يريد العقل (الآب) فكل ما في العقل (الآب) من القوة فهو في الكلمة وفي الروح أيضًا. العقل الإلهي خالق والكلمة خالق والروح خالق، ومع ذلك فهم خالق واحد وليسوا بثلاثة، لأن العقل الخالق لا يخلق دون كلمته الخالقة وروحه الخالق، وهكذا الحال بالنسبة لكل من الكلمة والروح القدس فإن أيًا منهما لا يخلق من دون الأقنومين الآخرين"( أورده مفيد كامل في كتابه الثالوث الذي نؤمن به ص 49، 50. ).
****************************
الهرطقة المريمية فى القرآن
وبالدراسة والبحث نخرج بنتيجة أن القرآن ذكر فى آيات عقائد وأفكار فرق دينية صنفهم المسيحيين على أنهم هراطقة وأصحاب بدع أى أنهم ليسوا مسيحيين بل أن هذه العقائد والأفكار التى أصبحت طوائف وشيع ضالة ومضلة وضد المسيحية وكانت لهم أناجيل منحولة أى أنهم مؤلفة فلم يعترف بها المسيحيين وفى هذه المقالة نبحث عن الهرطقة أو البدعة المريميين الذين كان عندهم الإنجيل المريمى The Gospel of Mary وكانوا يعبدون مريم كإلهه أنثوية والمسيح أى أنهم يعبدون ثلاث آلهة المسيح ومريم واللة ﴿ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ﴾ [ المائدة: 73] بينما المسيحيين يعبدون إله واحد له ذات وكلمة وروح ولا يعبدون ثلاثة آلهة المسيح ومريم والله أو إلهين فقط ويعتقد المستشرقين أن الآية القرآنية التاليه تشير لطائفة هرطقة أو بدعة المريميين الذين كانوا يعبدون إلهين المسيح ومريم (سورة المائدة 116) وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ " وبالطبع لا تشير هذه الآية القرآنية للمسيحيين بل تشير لمجموعة تؤمن بعبادة إلهين مريم والمسيح ولنا سؤال من الذى سمع ونقل خبر قول الله وإجابة المسيح فى هذه الآية ؟
*****************************
أفكار وعقائد عن لقب العذراء
تختلف أفكار وعقائد الفرق والطوائف الدينية حول الأسمين "مريم" ولقب "العذراء" فاليهود ينظرون لولادة العذراء بدون زرع بشر نظرة لا أخلاقية وبعض الهرطقات تعتقد أنه نتيجة زواج يوسف ومريم أما الباقيين فالمسيح هو نتيجة لحلول إلهى فى مريم وانها عذارء قبل وبعد ولادة المسيح لهذا يطلق على العذراء لقب آخر ه " البتول" والكنيسة القبطية تعتقد أن يوسف كان شيخا هرم أما أهل الشام فيعتقدون أن يوسف كان عمره ما بين 30- 35 سنة
*****************************
خطأ بالقرآن مريم ليسبت إبنة عمرام
أما إسم مريم فهو مشهور فى الشرق الأوسط قد يكون أصل الاسم مصريّ : مري «المحبوبة» أو : مر «الحُب» أو مُشتقّ من المصريّة القديمة (الفرعونية) ميريتامين أو ميري آمون (محبوبة آمون).وإسم مريم فى اللغة العبرية معناه "عصيان" الاسم كان الأكثر شُهرة في المُجتمع العبريّ القديم، ومن الممكن أن يكون أكثر اسم أُطلق على الإناث حديثات الولادة ولدت مريم فى سبط (قبيلة) يهوذا (قارن لوقا 1: 32، 69) (رومية 1: 3) ( 2 تيمو 2: 8؛ ) ( عبرانيين 7: 14).وقد وردت سلسلة نسب المسيح من ناحية يوسف خطيب مريم فى (مت 1: 16) ( لو 3: 23). وكان لمريم العذراء أخت واحدة إسمها مريم ايضا زوجة كلوبا (يوحنا 19: 25) وإسم أم مريم حنة وأبوها إسمه يواقيم وفق جميع مصادر المسيحية وطوائفها أرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت بلا إستثناء حتى فى الكتب المنحولة الغير معترف بهم فى المسيحية (الأبوكريفيا) لفرق وطوائف المهرطقين الذين هم ضد المسيحيين وفى أناجيلهم مثل أناجيل الطفولة وإنجيل مريم وغيرها أة أن هناك إجماع كمل بأن إسم مريم حنة وإسم ابوها يواقيم ولكن أورد القرآن
عمرام/عمران: هناك بعض اللَّبس من البعض لمجموعة من الأسماء، مثل أن عمرام والد موسى النبي ليس هو "عمران" ʿImrān في الإسلام (والد العذراء مريم حسب القرآن)، فبينهما أكثر من ألف سنة. وقد برَّرَ بعض مفسري القرآن الكريم هذا في قولهم أن تلك الجملة "يَا أُخْتَ هَارُونَ" (سورة مريم 28) قالها بعض الأشخاص للسيدة مريم العذراء، وأن اللَّبس أو الخطأ هو منهم وليس من القرآن نفسه. في حين عارَض البعض ذلك التفسير لأنه ذُكِر في مصدر آخر بالقرآن "مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ" (سورة التحريم 12)، ولَمْ يأتي تفسير آخر بأن "عمران" القرآن (اسم والد العذراء) غير "عمرام" الكتاب المقدس (اسم والد موسى).
وقد خلط القرآن مريم أم المسيح بشخصية أخرى هى مريم إبنة عمران
*****************************
قصة مريم فى القرآن
عبدالجواد سيد وهو كاتب ومترجم مصرى(Abdelgawad Sayed) كتب : [ إن قصة مريم، كما رويت فى القرآن وأحاديث رسول الإسلام مأخوذة بالكامل تقريباً، من أناجيل منحولة مؤلفة مزيفة لا تعترف بها المسيحية والمشكلة الكبرى أن القرآن أدخل عنصراً آخر من الخطأ بينما لايمكن ذلك فى وحى إلهى. والخطأ القرآنى فى نسب مريم يظهر لنا ظلالا من الشك فى مصداقية القرآن ككتاب وبالتالى صدق الوحى ذاته ، لهذا لابد من البحث عن مصدره، فى الآيات 28-29 من سورة مريم رقم 19، أن مريم عندما جاءت لأهلها بعد أن ولدت المسيح ، قالوا لها ( يامريم لقد جئت شيئاً فرياً ، ياأخت هارون، ماكان أبوك إمرأ سوء وماكانت أمك بغياً). ومن هذه الكلمات يبدو وأضحاً أن مريم أم المسيح فى القرآن كانت هى نفسها مريام أخت موسى وهارون.
إن هذا يبدو أكثر وضوحاً فى الآية 12 من سورة التحريم رقم 66 (ومريم إبنة عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين) حيث دعيت مريم بإبنة عمران، وهو الشكل العربى لعمرام ، الذى يسمى فى سفر العدد فى التوراة بأبى هارون وموسى وأختهما مريام ، إن لقب أخت هارون قد أعطى لمريام فى سفر الخروج ، ولابد أنه من هذه الفقرة قد أخذ محمد هذا التعبير. إن سبب الخطأ الذى يساوى بين أم المسيح، وبين أخت موسى وهارون ، [ بينما فى المسيحية لم يكن لمريم أخوة ذكور فقد حدث ان إمرأة تسمى حنة زوجة يواقيم ولدت بنتا سمتها مريم وهى التى أصبحت فيما بعد أم المسيح "عيسى" نذرتها للهيكل ثم ولدت إبنه أخرى فسمتها مريم ( يوحنا 19: 25 )وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. ومريم زوجة كلوبا هي ام يعقوب الصغير ويوسي وسمعان ويهوذا" ]
ونذر مريم للهيكل اليهودى يظهر بشكل واضح فى الآيات 35 -36-37. من سورة آل عمران رقم 3. ( إذ قالت إمرأة عمران رب إنى نذرت لك مافى بطنى محرراً فتقبل منى إنك أنت السميع العليم، فلما وضعتها قالت رب إنى وضعتها أنثى وألله أعلم بماوضعت وليس الذكر كالانثى وإنى سميتها مريم وإنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان، فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناًوكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب).
والتاريخ يذكر أن مريم إمرأة عمرام عاشت قبل مولد المسيح بحوالى 1570 سنة، هى حقيقة أن كلا الإسمين فى العربية "مارى ومريام" هما شئ واحد ، ويكتبان مريم ، بنفس الشكل( وهناك أسماء أخرى لمريم هى مارى .. ميراى ... ماريا .. مارايا ... ألخ) ولقد حاول مفسرو القرآن نفى تهمة عدم الدقة التاريخية تلك، ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا فى ذلك.وتؤكد التواريخ اليهودية فيما يتعلق بمريام أخت موسى وهارون ، أن ملاك الموت لم يمارس سلطانه عليها ، بل على العكس فقد ماتت بقبلة إلهية ، ومن ثم فإن الدود واالحشرات لم تنفذ الى جسدها، ولكن حتى هنا فإن اليهود لم يغامروا أبداً بالقول أنها قد ظلت على قيد الحياة حتى زمن المسيح، أو بتوحيدها بشخصية العذراء مريم أم المسيح.
******************************
نصارى نجران يعترضون على قول محمد
ولايبدو أن رسول الإسلام قد كلف نفسه عناء التدقيق فى التاريخ لأن نصارى نجران إعترضوا على ما قاله محمد عن نسب مريم بقول أن مريم أم المسيح عيسى هى أبنة عمران وأحت هارون
1- من ناحية النسب مريم فى القرآن هى أخت هارون وأبنة عمران وقوله {وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ} [التحريم :12] { يَا أُخْتَ هَارُونَ (28) }
أ - إعترض وفد نصارى نجران على النسب : ذهبت عدة وفود إلى محمد رسول الإسلام ومنها وفد نصارى نجران الذى إعترض على تسمية رسول الإسلام مريم بأنها أخت هارون وإبنه عمران وفى كتاب السيرة - زاد المعاد - الجزء الثالث - فصل في قدوم وفد نجران علي رسول الإسلام : وفي " صحيح مسلم " من حديث المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله ص إلى نجران فقالوا فيما قالوا : أرأيت ما يقرءون ( يا أخت هارون وقد كان بين عيسى وموسى ما قد علمتم قال فأتيت النبي فأخبرته قال أفلا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون - بأسماء أنبيائهم والصالحين الذين كانوا قبلهم "
ب - وقد قال كعب الأحبار لعائشة رضي الله عنها: إن هارون فيها ليس أخا موسى فقالت له: كذبت، فقال لها: يا أم المؤمنين إن كان النبي ص قاله فهو أعلم وأخبر وإلا فإني أجد بينهما ستمائة سنة فسكتت والحق مع عائشة رضي الله عنها.
القرآن خلط بين مريم أم المسيح ومريم أخت موسى وهارون بسبب تشابه الأسماء على الرغم من وجود فارق زمني يصل إلى حوالي 1500 سنة. ويبدو من الواضح أن "عمران" القرآن (في سورة التحريم 12) هو "عمرام" التوراة والد النبيين موسى وهارون وأختهما مريم .وأكد القرآن هذا الإلتباس بتسمية مريم أم المسيح بـ"أخت هارون" كما رأينا في سورة مريم.
**************************************
البدعة المريمية وأطلق عليهم إسلاميا المريمانيين أو المريمانية
وفئة أو بدعة أو هرطقة يطلق عليها المسيحيون ” هرطقة المريميين ” أو ” بدعة المريميين ” وإنتشر هذا الفكر فى القبائل العربية العربية فى القرنين الخامس والسادس الميلادى، إعتقدوا فى ثالوث مكون من الآب والإبن ومريم العذراء ..ألله (الأب) عاشر مريم معاشرة جنسية (الأم) والمسيح (الإبن) وإلى هذه الهرطقة الدينية
المريمية يشير إليها قرآن عثمان (سورة المائدة / 115- 117)” بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة. وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم ” (9) ” أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا (10) وقالوا أيضا أن العذراء ولدت بطريقة إعجازية مثل ولادة المسيح وأشار قرآن عثمان لهذا الفكر فقال ” وإذ قال الله يعيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله .. فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب ”
وإعتقدت هذه الفئة الضالة بـ تأليه السيدة العذراء وعبادتها فكانوا يقدمون لها أنواع من الفطائر وأقراص العجائن، وقد ذكرهم القديس أبيفانيوس فى كتاب الهرطقات، ولعل هؤلاء المبتدعين هم الذين دعاهم أبن بطريق بالمريمية البربرانيةفقال عنهم: ” أن المسيح وأمه إلهان من دون الله ” وقد وصفهم أبن تيمية فى كتابه الجواب الصحيح ودعاهم المريمانيين أو المريمانية، وعلى هذا البناء شرح مفسرو القرآن قوله فى سورة المائدة: ” “أتخذونى وأمى إلهين” وقالوا فى شرح قوله فى سورة النساء: ” ولا تقولوا ثلاثة.. أى لا تقولوا عن الله ثلاثة الله والمسيح ومريم، (وهذا ما ورد فى الزمخشرى والبيضاوى وغيرهم) ويعتقد أن الفكر المريمى قادم من خلفية وثنية أساساً.
****************************************
عقائد طائفة المريميين
طرح المؤرخ طيفرى آش فرضية أن افرقة المريميين يمثلون ديانة قامت ضد المسيحية أسسها الجيل الأول من أتباع مريم والتى أدرجت مذهبهم الكنيسة لاحقا فى مجمع أفسس 431م ولا يعرف إلا القليل من عقيدة هذه الطائفة بعمق لدراستها بسبب ندرة المصادر المتوفرة ولكن نستطيع تلخيصها بشكل بسيط على انها لحظة تاريخية ومفصلية : -
1 - مريم هى الهه أنثى المركزية
2 - هى والدة الله
3 - هى أنانا ملكة السماء
4 - تزين المذبح بقطعة قماش من الكتان
5 - التكريس والعبادة لمريم الأم " أم المؤمنين"
6 - هى الشفيعة ومانحة الغفران
7 - يتم تقديم الذبائح من أقراص العجين وكعك الكونيريس
8 - ولدت العذراء بمعجزة إلهية - الحبل بلا دنس
9 - عصمتها المطلقة
10 - الإحتفالات بموسم الأعياد المريمية
11 - عقيدة النبوة - هناك شخصان يعيشان فى جسد يسوع
12 - من ضمن قائمة كتبهم " إنجيل ميلاد مريم" هو من الأناجيل المنحولة أى الغير معترف بها فى المسيحية بإعتبارها كتب مؤلفة (الأبوكيرفيا) وقد إنتشرت هذه الكتب فى نهاية القرن الثانى وحتى القرن السادس وقد ضمت فى محتواها الكثير من القصص الشعبية التى لم تحدث حول شخصية العذراء مريم لإشباع رغبات عامة الشعب الذين لم ينالوا حظا وافيا من التعليم وهذه الكتب التى يطلقون عليها أناجيل هى : إنجيل ميلاد مريم - إنجيل شبيه متى - وكتاب منام مريم الذى إنتشر فى القرن الرابع - وإنجيل البداية ليعقوب ] عنوان هذا الإنجيل ميلاد مريم ورؤيا يعقوب ، كمولد مريم وطفولتها تحمل أقدم مخطوطة معروفة وهى برجية بوذمر 5 وهما موجدان فى معظم المخطوطات اليونانية
13 - الأم الهه صانعة المعجزت
14 - وإضفاء أمورا زائدة على الواقع
*********************
مريم صاحبة الله وقالوا إتخذ لله ولدا
(سورة يونس 68) ”قالوا إتخذ لله ولدا سبحنه.. أتقولون على الله مالا تعلمون ”
جاء فى سورة الأنعام أن الله له صاحبة؟ (سورة الأنعام 101)" بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "
هو أفكار وثنية جنسية تدعى أن الله عاشر مريم وأنجبت ولد الذى هو المسيح فالله فى المسيحية روح والروح ليس يها رغبات جنسية ومن المنطقى أنه لن يكون هناك نسلا لأن الروح طيف وليس مادة (يو 4: 24)."الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا»." وفكر العلاقة الجنسية بين الله ومريم وحاشا لله أن يفعل ذلك وميلاد المسيح عن طريق هذه العلاقة فكر بعيدا تماما عن الفكر المسيحى ويبعد عن فكره اللوغس المسيحية فالكلمة "المسيح" موجود فى الآب "الذات" وعندما آ الأوان لتجسدة حل فى العذراء مريم (لو 1: 35) "فأجاب الملاك وقال لها: «الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله." وأطلق على حبل العذراء بالمسيح تعبير "حبل بلا دنس" وأن العذراء ظلت عذراء حتى بعد ولادة المسيح مستودعا مقدسا حتى موتها .
وأن عقيده المسيحين تظهر ان المسيح هو كلمة الله وبهذا يصبح هو المتفوة الإلهى والمسيحية تعلن أيضا أن الله لم يلد ولم يولد.. فمفهوم يلد أو يولد السابق ينتج عنه نمو وتغير والله ثابت إلى الأبد وإذا كان الله يعاشر النساء معاشرة جنسية فيه زياده ونقصان والله لا يزيد ولا ينقص فبنتج هن هذه المعاشرات آلهة تكاثروا من إله واحد ثم إثنين وهذا شرك بالله وهذا ليس فى إيمان المسيحين فهم يؤمنون بإله واحد
*********************************
الكنيسة القبطية تقاوم البدعة / الهرطقة المريمية
واعتقد أتباع الطائفة المريمية بأن الآب تزوج منها فأنجب الأبن . هؤلاء الدخلاء الى المسيحية نادوا في القرن الخامس بأن مريم هي الهة عوضاً عن كوكب الزهرة التي هي ملكة السماء , فكانوا يعبدونها ولهذا أطلقوا على أنفسهم ب : ( المريميين ) أو ( الكوليريديانيين) نسبة الى الفطير الذي كانوا يقدمونه الى العذراء .
إإن بدعة أو عقيدة المريميين الهرطوقية أى عبادة مريم عقيدة مخالفة للمسيحية لأن الإناجيل لم يذكر أى آية أو نص بعبادتها وتقديم قرابين أو تضحيات أو صلوات إلهية لها , بل قالت للملاك الذي بشرها بميلاد المسيح : [هوذا انا آمة "أى عبدة الرب " ] (لو28:1)
يقول د.جواد علي في كتاب المفصل ص 636
ووجدت فرقة عرفت ب الفطائريين بالغ اصحابها في عبادة مريم وفي تأليهها وكانوا يقدمون لها نوع من القرابين اخصها العجين والفطائر وعرفوا بالفطائريين وقد ذكرهم افيفانيوس هرطقة في كتابه الهراطقة
لجئ أتباع الطائفة المريمية الى العربية لعدم أستطاعتهم العيش مع المسيحية فهناك وجدوا الأرض الخصبة لمعتقدهم الجديد حيث كان الجهل والتخلف يسود تلك المنطقة كما وجدوا هناك الحرية لكل المعتقدات.
لمجرد ظهور البدعة المريمية أعتبرت الكنيسة أبناء تلك الطائفة بالزنادقة فأرسلت اليهم العلامة القبطى أوريجيناوس لكي يحرم بدعتهم وأعتقادهم , كما قاومت الكنيسة بدعتهم بمختلف الوسائل فتم عزلهم عن الكنيسة .
قيل في كتاب : ( الملل والأهواء والنحل ج1 ص48) أنهم كانوا يدعون ب ( البربرانية) ولعله أشار بهذا الى جهلهم وانحطاتهم من الناحية الدينية والعقلية. كما كتب في القرآن عنهم : "سورة المائدة 116" : ( واذا قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس أتخذوني وأمي الهين من دون الله ؟ ) و في " سورة المائدة 73 " : ( لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة) من هنا يتضح لنا أن القرآن لا يهاجم تثليث المسيحية لأن القرآن لم يذكر المسيحيين ولا أشار إلى عقائد المسيحيين لا من قريب او بعيد وأن بدعة المريميين الذين أتخذوا مريم والمسيح الهين من دون الله . أو أتخاذ الثلاث , ثلاثة آلهة . أذن القرآن لا ينتقد بنوة المسيح ولاهوته بل بدعة أتخاذ الله زوجة له وأنجاب الولد منها لذا قال القرآن : ( بديع السموات والأرض أني يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) " الأنعام 101" .
**********************************************
إنجيل المسيحيين والإنجيل المريمى
هاجم القرآن بدع وهرطقات كثيرة بكتابه محتوى مختصر لأفكار وعقائد تلك البدع بدون ذكر اسماؤها ثم أزالها بسيفه في القرن السابع والى الأبد ولكنها ظلت متوبة فى القرآن . وبالرغم من قيام المسيحيين بمقاومة هذه البدعة لكن يتهم الأسلام المسيحيون بأنهم قد حرّفوا الأنجيل لعدم وجود تلك الآيات المدونة في القرآن التى تشير لهذه البدعة في أنجيلهم اليوم مع أن أتباع البدعة المريمية لهم إنجيلهم المؤلف الخاص بهم والذى لم تعترف به المسيحية ,علماً بأنها لم تكن موجودة يوماً في الأنجيل المقدس للمسيحيين وعبارة "تحريف الإنجيل " علكة فى فم المسلمين عندما يعجزون عن تفسير قرآنهم والدفاع عنه غى أخطاء إملائية وجغرافية وتاريخية وعلمية ... ألخ . أذاً عليهم التميز بين أنجيل المسيحية وكتاب بدعة المريميين لكي يلتمِسوا الحقيقة . لكن للأسف لم يكتفي الأسلام في الجزيرة بمهاجمة تلك الفئة الضالة , بل هاجم كل المعتقدات وحتى السماوية منها ثم أطلق على المسيحيين لقب النصارى والنصارى هرطقة نشأت ضد المسيحية وحسب صحيح مسلم " 4693" ( لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع الا مسلماً ) . ولحد هذا اليوم تفتقر جزيرة العرب الى الحرية والتآلف والتسامح والتقارب بين الأديان .
أخيراً نقول بدعة المريمين لم يكن لها وجود في كنيسة المسيح , ولا البدع الأخرى التي ظهرت وأختفت , ولا التي تظهر في هذه الأيام يكتب لها النجاح لأنها ليست من الله والرب ساهر على دينه وكتابه وقادر على حفظه من أيدي الأشرار وأبواب الجحيم لا تنال من كنيسته المقدسة . ولألهنا كل المجد.
****************************
المراجع
1) الحوار المتمدن-العدد: 6696 - 2020 / 10 / 6 - المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مقتطف من المصادر الأصلية للقرآن - الفصل الرابع - المؤثرات المسيحية - كلير تيسدال - ترجمة عبدالجواد سيد!!!
2) نص إنجيل مولد مريم المنحول
3) مقالة تاريخ - فكر - فلسفه بقلم وردا اسحاق عيسى وندزر- كندا
******************************************************
نص إنجيل مولد مريم الأبوكريفي هنا من موقع الأنبا تكلاهيمانوت القبطى الأرثوذكسى مع بعض الإضافات من ترجمات أخرى
كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟ 1- الكتب المسماة بـ أناجيل الطفولة والآلام - القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير
نص إنجيل مولد مريم المنحول
الإصحاح الأول : يواقيم وحنة
نشأت الطوباوية والمعظَّمة مريم الدائمة البتوليّة، من سلالة داود الملكية ومن عائلته، وُلدت في مدينة الناصرة، وتربت في أُورشليم، في هيكل الربّ. وكان والدها يُسَمَّي يواقيم وأُمها، حنة. وكانت عائلة أبيها من الجليل ومن مدينة الناصرة؛ ولكن عائلة أُمها كانت من بيت لحم. وكانت حياتهما بسيطة وبارَّة أمام الربّ؛ ورعة ولا عيب فيها أمام الناس، ولأنهما قسما دخلهما كلّه ثلاثة أقسام، كانا يُنفقان الأول على الهيكل، والثاني، يوزَّعانه على الغرباء والفقراء، ويحتفظان بالثالث لحاجاتهما وحاجات عائلتهما. وهكذا مضى نحو عشرين عامًا وهما يعيشان في بيتهما، عزيزين عند الله والناس، في زواج عفيف من دون أن يُرزقا أولادًا. وقد نذرا، إذا وهبهما الله نسلًا، أن يكرساه لخدمة الربّ، وعلى هذه النية اعتادا التوجُّه إلى هيكل الربّ في كل عيد من العام.
الإصحاح الثاني : التوجه بيواقيم
وحدث عندما اقترب عيد التكريس أن يواقيم صعد إلى أُورشليم مع بعض الأفراد من سبطه،. وكان إيساشار(Issachar)، في ذلك الوقت، رئيسًا للكهنة. وعندما رأى يواقيم حاملًا تقدمته بين رفاقه الآخرين، أبعده واحتقر هباته، سائلًا إياه كيف يجرؤ، وهو الذي لم ينجب نسل، على الظهور أمام مَنْ ليسوا كذلك، وقائلًا أن هباته لا يمكنها أن تكون مَرْضيَّة عند الله، طالما أن الله قضى بأنه غير جدير بان يُرزَق أولادًا؛ والتوراة تُثبت: ملعون مَنْ لم يلد ذكرًا في إسرائيل؛ وقال أن ما على يواقيم إلا أن يبدأ أولًا بالاغتسال من وصمة تلك اللعنة بان يُرزق ولدًا، وانه يستطيع من ثمّ المثول أمام الربّ مع تقدماته. فاعتزل يواقيم إلى جوار الرعاة الذين كانوا مع قطعانه في مراعيه، يملأه الارتباك لهذا التجريح المهين؛ لأنه لم يُرد العودة إلى بيته، خوفًا من أن يُذله أفراد سبطه الذين كانوا معه بالتجريح نفسه الذي سمعه من فم الكاهن.
الإصحاح الثالث : بشارة يواقيم
والحال هذه بعدما مرَّ بعض الوقت، ظهر له ملاك الربّ بنور عظيم، ذات يوم كان وحده. وإذ أقلقته هذه الرؤيا، سكّن الملاك خوفه، قائلًا له: "لا تَخَفْ، يا يواقيم، ولا تقلق في حضوري؛ فأنا ملاك الربّ، وقد أرسلني إليك لأُبشّرك بان صلواتك استُجبت، وان صَدَقاتك صعدت حتى عرشه. فقد رأى خجلك، وسمع التجريح بالعقم الذي وُجَّه إليك ظلمًا. والحال هذه، أن الله يعاقب الخطيئة لا الطبيعة؛ لذا عندما يجعل أحدًا ما عاقرًا، فليس ذلك إلا لتبيان آياته من بَعْدُ وإظهار أن الطفل المولود هبة من الله، وليس ثمرة شهوة فاسدة. أفلم تكن سارة، أُم قومك الأولى، عاقرًا حتى الثمانين من عمرها؟ ومع ذلك ولدت في آخر عهد الشيخوخة إسحق الموعود ببركة الأُمم كلّها. كذلك راحيل، المرَضيَّة جدًا عند الربّ والمحبوبة للغاية من الرجل القديس يعقوب، ألم تكن عاقرًا زمنًا طويلًا، ومع ذلك ولدت يوسف، الذي أصبح سيَّد مصر ومحرَّر أُمم عدة مشرفة على الموت جوعًا. وبين زعمائكم، مَنْ كان أقوى من شمشون، أو أقدس من صموئيل؟ ومع ذلك ألم يكن للاثنين أُمَّان عاقران؟ فإذا كان العقل لا يقنعك بكلامي، فصدق قوة الأمثلة التي تُثبت أن حالات الحمل المؤجلَّة طويلًا والولادات من عاقر ليست إلا أروع في العادة. هكذا ستلد امرأتك حنة ابنةً، وستسميَّها مريم، وستكرَّسها للربّ منذ طفولتها، كما نذرت ذلك، وستكون مملوءة بالروح القدس، حتى من أحشاء أُمها. أنها لن تأكل ولن تشرب شيئًا نجسًا؛ ولن تكون لها أي علاقة بعامة الشعب في الخارج؛ بل ستبقى في هيكل الربّ، خوفًا من إمكان الارتياب أو قول شيء ما مجحف في حقها. لذا، مع تقدمها في العمر، وكما أنها بنفسها ستولَد من أُم عاقر، كذلك ستلد هذه العذراء التي لا نظير لها ابن العلّي، الذي سيُدعى يسوع، ويكون مخلَّص الأُمم كلّها تبعًا لأصل هذا الاسم. وها هي العلامة التي تحصل عليها عن الأمور التي أُبشَّرك بها. حين تصل إلى الباب الذهبي الموجود في أُورشليم، ستجد هناك حنة زوجتك، التي ستأتي لاستقبالك، والتي سيكون لها من الفرح برؤيتك مقدار ما كان لها من القلق لغيابك". وبعد هذه الكلمات، ابتعد عنه الملاك.
الإصحاح الرابع : بشارة حنة
ثم ظهر لحنة، زوجة يواقيم، وقال لها: "لا تخافي، يا حنة، ولا تخافي، يا حنة، ولا تظني بان ما ترينه شبح. فأنا الملاك نفسه الذي حمل إلى حضرة الله صلواتك وصَدَقاتك، والآن أنا مُرسل إليك لأبشَّرك بولادة ابنة لك، ستُدعى مريم، وتكون مباركة بين كلّ النساء. وستكون ممتلئة بنعمة الربّ بعد ولادتها على الفور؛ وستبقى ثلاثة أعوام في البيت الأبوي لتفُطَم؛ وبعد ذلك لن تخرج من الهيكل، حيث تُصرَف لخدمة الربّ حتى سن الرشد، خادمةً الله ليل نهار بصيامات وتضرُّعات؛ وسوف تمتنع عن كل ما هو نجس، ولا تعرف رجلًا أبدًا، أنما وحدها من دون مثيل، من دون عيب، من دون فساد، هذه العذراء، من دون علاقة برجل، ستلد الربّ، مخلَّص العالم بنعمته، باسمه وبعمله. انهضي إذًا، واذهبي إلى أُورشليم، وعندما تصلين إلى الباب الذهبي، المُسمَّى هكذا لأنه مُذَهَّب، تحصلين على علامة عودة زوجك الذي تُقلقك حاله الصحية. وحين تحدث إذًا هذه الأمور، اعلمي أن الأمور التي أُبشَّرك بها ستتم بالتأكيد".
الإصحاح الخامس : ولادة مريم
وامتثلا إذًا لأمر الملاك هما الاثنان، فصعدا إلى أُورشليم، منطلقَين من المكان الذي كانا فيه. وعندما وصلا إلى الموضع المعيَّن بنبوءة الملاك، وجدا نفسهما هناك الواحد قبالة الآخر. عندها سبَّحا كما يتوجب عليهما الربّ الذي يرفع المتَّضعين، فرحَين معًا برؤية بعضهما بعضًا ثانيةً ومطمئنَّين بيقين النَّسل الموعود. لذا عادا إلى بيتهما، وقد سجدا للربّ، حيث انتظرا بثقة وفرح الوعد الإلهي. وحبلت حنة إذًا، ووضعت ابنةً، وتبعًا لأمر الملاك، دعاهًا أبواها باسم مريم.
الإصحاح السادس : العذراء في الهيكل
وعندما انقضى أجَل الثلاثة أعوام وتمَّ زمن فطامها، رافقا إلى هيكل الربّ تلك العذراء مع تقدمات. والحال هذه، كان حول الهيكل عشرة درجة ينبغي صعودها، وفقًا لمزامير الدرجات الخمسة عشر. فبما أن الهيكل كان مبنيًا على جبل، كان ينبغي صعود درجات للذهاب إلى مذبح المحرقة الذي كان خارجًا. وقد وضع الأبوان إذًا الصغيرة الطوباوية العذراء مريم على الدرجة الأولى. وفيما كانا يخلعان ثياب السفر ويرتديان أجمل منها وأنظف تبعًا للعادة، صعدت عذراء الربّ الدرجات كلّها واحدةً واحدةً من دون أن تُعطي اليد لاقتيادها أو عضدها، بحيث أن بذلك وحده كان من الممكن الاعتقاد بأنها بلغت عمرًا ممتازًا. فقد كان الربّ يصنع أُمورًا عظيمة منذ طفولة عذرائه، ويُري مسبقًا بهذه الآية ماذا سيكون جلال الروائع الآتية. وإذ احتفلا بالذبيحة إذًا بحسب الشريعة، ووفَيا بنذرهما، أرسلاها إلى داخل الهيكل لتربى هناك مع العذارى الأُُخريات، وعادا إلى بيتهما.
الإصحاح السابع : القبول بنذر مريم
والحال هذه، كنت عذراء الربّ وهي تتقدَّم في العمر، تتقدَّم في الفضيلة، وفقًا لتعبير صاحب المزامير، "أبوها وأُمها تخلَّيا عنها، لكن الله اعتنى بها". فكلّ الأيام كان يزورها الملائكة، وكلّ الأيام كانت تتمتَّع بالرؤيا الإلهية التي كانت تحفظها من كل الشرور وتُسبغ عليها كل الخيرات. لذا بلغت الرابع عشر من دون أن يتمكَّن ليس فقط الأشرار من اكتشاف شيء يستحق اللوم فيها، بل وكل الخيَّرين الذين كانوا يعرفونها كانوا يجدون حياتها وطريقة تصرُّفها جديرتَين بالإعجاب. عندها أذاع رئيس الكهنة علانيةً أن العذارى اللواتي يُرَبَّين بعناية في الهيكل واللواتي بلغن هذا العمر مكتملًا العودة غلى بيوتهن للزواج تبعًا لعادة الأُمة ونضج العمر. وإذ أطاعت الأُخريات هدا الأمر مسارعات، كانت عذراء الربّ، مريم، الوحيدة التي أجابت بأنها لا تستطيع التصرُّف على هذا النحو، وقالت: "أن أبوَيها لم ينذراها فقط لخدمة الربّ، بل أنها أيضًا كرَّست للربّ عذريتها التي لم تكن تريد أبدًا انتهاكها بالعيش مع رجل". واستولى على رئيس الكهنة قلق عظيم، فلم يكن يعتقد بان من الواجب مخالفة نذرها (وهو ما سيكون ضد التوراة، التي تقول: "أُنذروا وأدُّوا")، ولا أن من الواجب المجازفة بإدخال عادة غير جارية لدى الأُمة؛ فأمر بان يكون رؤساء أُورشليم والمواضع المجاورة موجودين في الاحتفال المقبل، من أجل أن يُعرَف عبر المجلس ماذا يجب أن يُفعَل في حال استشارة الله في ذلك. وانشغل الجميع إذًا بالتضرُّع، مَثَلَ رئيس الكهنة تبعًا للعادة لاستشارة الله. وسمع الجميع على الفور صوتًا خرج من وسيط الوحي ومن مكان الاستعطاف، قائلًا أن من الواجب، تبعًا لنبوءة إشعياء، البحث عن احد ما ينبغي أن يُعهَد بهذه العذراء إليه وتُزَفَّ إليه. فمن المعروف أن إشعياء قال: "ستخرج عذراء من أصل يَسّى، ومن هذا الأصل ترتفع زهرة يحلُّ عليها روح الربّ، روح الحكمة والفطنة، روح المشورة والقوة، روح العلم والورع، وستكون مملوءة بروح مخافة الربّ". وأمر رئيس الكهنة إذًا، استنادًا إلى هذه النبوءة بان يحمل كلٌّ من البالغين وغير المتزوَّجين من بيت داود ومن عائلته قلمًا إلى المذبح، فسوف يُعهد بالعذراء وتُزَوَّج مَنْ قلمه، بعد أن يُحمَل، يُنبت زهرةً، وعلى رأسه يحلُّ روح الربّ في هيئة حمامة.
الإصحاح الثامن : الحمامة على رأس يوسف
وكان بين أعضاء بيت داود وعائلته، رجل كبير السن، اسمه يوسف، وفيما كان الجميع يحملون قلمهم تبعًا للأمر الُمعطى، هو وحده خبّأ قلمه. لذا ظنّ رئيس الكهنة بأن من الواجب استشارة الله مجدَّدًا، إذ لم يظهر شيءٌ موافقٌ الصوتَ الإلهي، فأجاب الربّ بأن مَنْ يجب أن يتزوج العذراء كان الوحيد من كل الذين اختيروا الذي لم يجمل قلمه. واكتُشف يوسف إذًا. فحين حمل قلمه، وحلَّت على رأسه حمامة، آتية من السماء، غدا واضحًا للجميع أن العذراء يجب أن تُزَوَّج منه. وإذ احتفل بالخطوبة تبعًا المألوفة، عاد إلى مدينة بيت لحم، لترتيب بيته وتجهيز الأمور الضرورية للعرس. لكن عذراء الربّ، مريم، مع سبع عذارى أُخريات من عمرها ومفطومات معها، تلقَّتهنًّ من الكاهن، رجعت إلى الجليل إل بيت أبوَيها.
الإصحاح التاسع : السلام الملائكي والبشارة
والحال هذه، في تلك الأيام، أي في أول زمن وصولها إلى الجليل، أرسل إليها الله الملاك جبرائيل ليبشَّرها بأنها ستحبل بالربّ ويشرح لها طريقة الحمل ونظامه. وإذ دخل نحوها، ملأ الغرفة التي كانت تمكث فيها بنور عظيم، وقال لها، مسلَّمًا عليها باحترام عظيم:
"السلام عليك، يا مريم، يا عذراء الربّ، المَرْضيّة جدًا عند الله، الممتلئة نعمةً؛ الربّ معك؛ مباركة أنت فوق كلّ النساء، مباركة فوق كل الرجال المولودين حتى الآن". والعذراء التي كانت تعرف جيدًا وجوه الملائكة، والتي كانت معتادةً النور السماوي، لم ترتعبْ لرؤية ملاك، ولا دهشت لسطوع النور، لكن خطابه وحده أقلقها، وتساءلت عما يمكن أن يكون هذا السلام الخارق جدًا، وما يعنيه أو أي خاتمة ينبغي أن تكون له. فقال لها الملاك، مُلهَمًا إلهيًا، ومواجهًا هذه الفكرة: "لا تخافي يا مريم، كما لو أنني أُخفي بهذا السلام أمرًا ما مناقضًا لعفّتك. فعلى رغم انك عذراء، سوف تحبلين بلا خطيئة وتلدين ابنًا. وسيكون هذا عظيمًا، لأنه سيسود من البحر حتى البحر، ومن النهر حتى أطراف الأرض. وسوف يُدعى ابن العلّي، لأنه بولادته مُتَّضعًا على الأرض سيملك عظيمًا في السماء. وسيعطيه الربّ الإله كرسيَّ داود أبيه، ولن يكون لملكه انقضاء. انه هو نفسه ملك الملوك وربّ الأرباب، وسيدوم عرشه إلى أبد الآبدين". وصدَّقت العذراء كلمات الملاك هذه. لكنها أجابت، راغبةً في معرفة الطريقة: "كيف يمكن لذلك أن يحصل، فكما أنني لن اعرف رجلًا، وفقًا لنذري، كيف أستطيع أن ألد من دون التوقف عن أن أكون عذراء؟" فقال لها الملاك ردًا على ذلك: "لا تظني، يا مريم، بان عليك أن تحبلي بطريقة بشرية. فسوف تحبلين مع بقائك عذراء، من دون علاقة بأي رجل؛ وعذراءَ، تُرضعين. فالروح القدس سيحلُّ فجأةً فيك، وقوة العليّ تظلَّلك ضد كل احتدامات الدنس. فقد وجدت حظوةً أمام الربّ، لأنك آثرت العفّة. لذا مَنْ يولد منك سيكون وحده قدوسًا، لأنه وحده يكون محمولًا ومولودًا بلا خطيئة، وسيُدعي ابن الله". عندها قالت مريم، باسطةً يدَيها ورافعةً عينَيها: "ها هي أمَة الربّ (لأنني لست أهلًا لاسم مولاة): ليكن لي بحسب كلمتك". (لوقا: 38،1.) (سيكون طويلًا للغاية وحتى مُضجرًا آن ننتقل هنا كل ما سبق أو تلي ولادة الربّ. لذا، متجاوزين ما هو مطَّول في الإنجيل، لنُنْه بما ليس بهذا التفصيل فيه.)
الإصحاح العاشر : حلم يوسف
كان يوسف إذًا آتيًا من اليهودية في الجليل، ينوي أن يتَّخذ امرأة له العذراء التي كان مخطوبًا لها. فقد انقضت ثلاثة أشهر، وكان الرابع يقترب منذ الزمن الذي احتفل فيه بالخطوبة. إلا أن بطن الخطيبة وقد تضخّم شيئًا فشيئًا، بدأ يظهر أنها كانت حبلى، وما كان ممكنًا أن يخفي ذلك على يوسف. فإذا دخل إلى قرب العذراء بحرية أكبر باعتباره زوجها، وتكلم بألفة اكبر معها، لمح أنها كانت حبلى. لهذا بدأ عقله يضطرب ويرتاب، لأنه لم يكن يعلم ما عليه أن يفعل. فمن جهة، لم يُرد الوشاية بها، لأنه كان بارًا، ومن جهة أخرى، التشنيع بها بطنَّ الزَّنا، لأنه كان ورعًا. لهذا كان يفكَّر بفسخ زواجه سرًا وردَّها خفيةً. وإذ كانت تساوره هذه الأفكار، إذا بملاك الربّ يظهر له في الحلم، قائلًا: "يا يوسف، يا ابن داود، لا تحمل أي خشية، ولا تحتفظ بأي ظنَّ زنا ضد العذراء، ولا تفكَّر بشيء مجحف في حقها، ولا تتردّد في اتخاذها امرأة. فالمولود منها، ويعذَّب الآن عقلك، هو صنع، لا رجل، بل روح القدس. فوحدها بين كلّ العذارى، ستلد ابن الله، وستدعوه باسم يسوع، أي المخلَّص، فهو الذي سيخلَّص شعبه من خطاياهم". واتخذ يوسف إذًا العذراء امرأة، ممتثلًا لأمر الملاك؛ إلا انه لم يعرفها، بل حافظ معها على تعفُّف كامل. وكان الشهر التاسع منذ الحبل يقترب، حين مضي يوسف إلى مدينة بيت لحم حيث أصله، آخذًا امرأته والأشياء الأخرى التي كانت ضروريةً له. والحال هذه، حدث، حين وصلوا إلى هناك، وقد تم زمن الوضع، أنها ولدت ابنها البكر، كما علَّم ذلك الإنجيليون القديسون، ربنّا يسوع المسيح، الذي، وهو الله مع الآب، والابن والروح القدس، يحيا ويملك إلى أبد الآبدين.