Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البديل» ترصد مذكرات البابا شنودة من مقالاته في مجلة الكرازة وشهادات المقربين

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
نشأته وخدمته
الأنبا شنودة أسقف التعليم
أنتخاب الأنبا شنودة
رسامة الأنبا شنودة
القرعة الهيكلية سنة 1971
زيت الميرون
يده للبناء والصلاة
الإخوان والبابا شنودة
الكنيسة القبطية والأثيوبية
أول بطريرك لأريتريا
موجز إنجازات البابا
البابا شنودة والأديرة
بناء مقر بالأسكندرية
عزل البابا وقانون الردة
ضحكات ودموع البابا
حادث غريب
قصائد البابا46- 1950
تقدير العالم للبابا شنودة
ماكس ميشيل
بباوى فصل نفسه
روحانية الكاهن
كلية سان جون الأمريكية
الأقباط وتعلم الإسلام
جماعة الإصلاح الكنسى
زيارة القدس والزى الكهنوتى
البابا شنودة والكاثوليك
البابا ورئيس أساقفة قبرص
مجلة ضد الطوائف المسيحية
الأقباط وطائفة شهود يهوة
القبض على البابا هابيل
أخبار متفرقة
الشيخ الشعراوى
علم الكنيسة القبطى
الصحفى موسى صبرى
العروسين والبطاقة الإنتخابية
تعنت الكهنة وسيطرتهم الإدارية
رسائل تهنئة للأعياد الإسلامية
حوار البابا مع الأهرام
الإضطهاد والبابا
قبطى وإنتخابات الرئاسة المريكية
البابا وحصاد السنين
الكنيسة القبطية والإنتخابات
رحلات البابا للخدمة والرعاية
البابا ومبارك
الكنيسة والثار
مصر القبطية
الطائفة المعمدانية والإنجيلية
تفتيش البابا بمطار هيثرو
بطاركة‏ ‏رؤساء‏ ‏الكنائس‏ ‏الأرثوذكسية
البابا ومجلس كنائس الشرق
أبونا مرقس عزيز
الإحتفال بعيد مار مرقس
عيد الميلاد 2008م بالمحافظات
الكنيسة والسياسة والأقباط
الفن الهادف والبابا شنودة
أول فيلم عن المسيح
الكنيسة والفقراء الأقباط
الكرازة مجلة الكنيسة القبطية
البابا شنودة سياسته بالدولة
لائحة إنتخاب البابا
راهبة كاثوليكية والأقباط
فرق الكشافة
المركز الثقافى القبطى
مؤتمر القبطيات
الكنيسة تعرف تعداد الأقباط
الموائد الرمضانية
الأشجار حول الكاتدرائية
بعض التواريخ الهامة
البابا شنودة والتعليم
عيد جلوس البابا الـ 37
البابا والمعارض الكنسية
يلاغ ضد صحفى
المعوقين وعصر البابا شنودة
معرض المنتجات الكنسية
قناة CTV القبطية
رسالة من البابا لسوزان
سقوط جدار كنيسة
مبارك و عيد القيامة عطلة
القرارات الباباوية
ثقافة الراهب أنطونيوس السريانى
منع إصدار تصاريح لكهنة
البديل ومذكرات البابا شنودة
تعامل الكنيسة والحكم
تغيير إستراتيجى فى معاملة أقباط
كنيسة مار مينا بالزاوية
أخبار مختلفة
القرية التى ولد بها البابا
مرضعة البابا
الكنيسة وتوريث الحكم
إشاعة موت البابا
البابا شنودة الثالث وحرب أكتوبر
صور البابا شنودة مناسبات مختلفة
اللواء النبوي إسماعيل
البابا شنودة والرؤساء الثلاثة
شهود يهوة جمعية صهيونية
6 أكتوبرتحتاج مطرانية
الكاتدرائية المرقسية بألأسكندرية
حفل كنيسة العذراء بالزمالك
البابا رجل المغارة
إهدار مال الأقباط
عيد النيروز علي مدي التاريخ
هيكل والمسلمين والأقباط
الأهرام وإتهامات كاذبة للبابا
الرئيس مبارك يستقبل البابا
القمص متياس نصر والكتيبة الطيبية
وزير الإعلام البنانى والبابا شنودة
ك. العمرانية وإعتكاف البابا
رسالة البابا لأقباط المهجر
كاميليا شحاته
عزل راهبا وشماسا
تزوير اللجان الكنسية
رحلة البابا لعشرة بطاركة
مظاهرات إسلامية
محاولات إغتيال البابا
البابا ونظام مبارك الفاسد
المجمع ومذبحة ماسبيرو والصوم
المجمع والمجلس الملى وأحداث الخانكة
شارع بإسم البابا بأمركا
إنتقال البابا للسماء

Hit Counter

البديل 09/02/2009 م عن خبر بعنوان [ البديل» ترصد مذكرات البابـا شنـودة من مقالاته في مجلة الكرازة وشهادات المقربين الحلقة الثانية - البابا شنودة والسادات ومتي المسكين..حكاية البابا والرئيس والراهب وكرسي مار مرقس ]

حوار: يوسف شعبان
تطرح "البديل"، من خلال هذا الملف، السيناريو المرجح للمذكرات الشخصية للبابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية ورأس الكنيسة الارثوذكسية المصرية، ويجيء هذا السيناريو مرتبطا بحديث البعض داخل أروقة الكاتدرائية حول أن البابا يعكف علي كتابة مذكراته.كما يأتي تاليا لحوار "البديل" مع الأنبا بسنتي أسقف المعصرة وحلوان والسكرتير الأسبق للبابا.
وتحاول "البديل" عبر هذا السيناريو، رصد مساحات الاختلاف والاتفاق والصراع والوفاق التي عاشها البابا شنودة مع الدولة وخاصة الرئيس الراحل أنور السادات، طوال فترة جلوسه علي الكرسي البابوي. وتتطرق من جانب آخر إلي علاقته المتوترة بالأب متي المسكين،وتاريخ الخلاف الطويل بينهما الذي انتهي إلي جفوة البابا لمتي، حتي ذهب الأخير إلي قبره.
تستند "البديل" في بنائها لهذا السيناريو إلي المقالات التي كتبها البابا شنودة _بمجلة الكرازة _وتحدث فيها عن أحداث التوتر والفتن الطائفية خلال حكم السادات لمصر، والتي ذكر فيها العديد من الوقائع والتفاصيل عن فترة من أكثر الفترات توترا في العلاقة بين الدولة والكنيسة في مصر.بجوار بعض الشهادات الأخري التي أورتدها أطراف دخلت وشاركت في صنع هذه الأحداث،مثل محمد حسنين هيكل وموسي صبري وغالي شكري بالإضافة إلي شهادات حية أوردتها أطراف من داخل الكنيسة في عدة مطبوعات، فضلاً عن مذكرات متي المسكين نفسه.
------------------------------------------

1- رسامة البابا
ممدوح سالم يختار البابا شنودة وهيكل يعترض
تولي الرئيس السادات الحكم في أكتوبر 1970، ولم تمر إلا أشهر قلائل، حتي توفي البابا كيرلس السادس يوم الثلاثاء 9 مارس 1971. باتت الكنيسة أمام تحد من نوع خاص، لا يتكرر إلا كل عدة عقود، وهو اختيار بابا جديد للرعية، وكان الإجراء المعتاد في مثل هذه الظروف - وفقا للائحة إنتخاب البطريرك الموضوعة عام 1957- أن يقوم أقدم أعضاء المجمع المقدس سنا، كقائمقام البطريرك لحين إختيار بابا جديد، علي أن تجري انتخابات بين المتقدمين للكرسي، ثم قرعة هيكلية بين الثلاثة المتقدمين علي زملائهم في الأصوات، بوضع أسماء المرشحين الثلاثة في صندوق بداخل غرفة مظلمة، ويدخل طفل صغير لاختيار ورقة من الثلاث، تحمل اسم البابا الذي ستتم رسامته.
لن يكون للبابا أي تحفظ علي روايات ووقائع اختياره بطريركا، لكن الأمر يحكي هيكل عن ملابسات اختيار بابا جديد للكنيسة بعد وفاة البابا كيرلس السادس قائلا: كان الاجتماع يضم ممدوح سالم - وزير الداخلية- ومحمد عبد السلام الزيات - نائب رئيس الوزراء- ، اللذين ناقشا أمر اختيار البابا القادم، وانحصرت المنافسة علي الكرسي- من خلال مناقشتهم- بين اثنين، أحدهما من الجيل القديم، والآخر من جيل الشباب المتحمسين، وهو الأنبا شنودة" أراد الرئيس أن يفصل في عملية المفاضلة، فاستطلع رأي مستشاريه، فكان رأي هيكل، أنه يميل إلي اختيار الأكبر سنا، وذلك لعدة أسباب، يأتي في مقدمتها السبب السياسي، والذي يقوم علي أنه لو ثبت بالتجربة أن الأكبر سنا أكثر صعوبة في التعامل معه، فإن الطبيعة نفسها لن تعطيه زمنا طويلا لإثارة المصاعب، في حين أن ذلك لو حدث مع الأصغر سنا، فإن الطبيعة كفيلة - في الظروف العادية - بأن تعطيه زمنا طويلا لإثارة المصاعب، بينما كان رأي ممدوح سالم، اختيارالأنبا شنودة، نظرا لصلة الود التي كانت بينهما.
------------------------------------------

2- أحداث الخانكة
لم تصدر مني تعليمات في أحداث الخانكة للرهبان بتنظيم أي مسيرات
من المنتظر أن يكون عام 1972 الأكثر حساسية في مذكرات البابا، لأنه شهد مولد الصدام بين البابا والرئيس ومن قبله قيادات الكنيسة. أجري البابا خلال هذا العام بعض التعديلات بين مراكز القوة في الداخل حتي يستطيع تحقيق أحلامه بالانتقال بالكنيسة إلي الساحة الإقليمية والدولية دون معارضة، ولذا أبعد الأنبا غرغوريوس، أسقف البحث العلمي، وجعل له مكتبا صغيرا في الكاتدرائية. وتوقع الكثيرون وقتها استبعاد الأنبا صموائيل، أسقف عام، الذي كان مختصا بالاتصالات الدولية، إلا أن ثقلهما لدي الدولة وقدرتهما علي الحوار ولعب دور الوساطة بين الكنيسة والدولة دفع البابا للإبقاء عليهما في مكانيتهما. لن يتعرض البابا لتلك التفاصيل في مذكراته، أغلب الظن، ويزيد من فرضية حدوث هذا السيناريو أن الضغينة التي تولدت عقب إعلان الرئيس لأعضاء اللجنة الخماسية في 5 سبتمبر 1981، ومن بينهما الأنبا صموائيل والأنبا غرغوريوس كعضوين أساسيين في اللجنة، بل إن الرئيس السادات اختار الأنبا صموائيل للجلوس بجواره في المناسبات الرسمية ممثلا للكنيسة. وهو ذات الشخص الذي قتل مع الرئيس السادات في احتفال 6 أكتوبر 1981 .
مطالب البابا من الرئيس السادات، هي المحطة الثانية التي ستتوقف عندها مذكرات البابا في عام 1972 . فقد حدث أن دفع الرئيس ببعض الشخصيات القريبة منه لتعزيز قنوات الاتصال بينه والبابا خاصة أنه كان يشعر بأن صداما متوقعا قد يقع نتيجة تزايد حالات الفتنة الطائفية، فكان من بين تلك الشخصيات الكاتب الصحفي موسي صبري، علي أساس أنه مسيحي أرثوذكسي وكان من المقربين له، فاستدعاه في بدايات هذا العام وقال له: "أريد منك أن تقابل البابا شنودة وأن تكون علي اتصال مستمر به..وأن تبلغني بكل طلباته.. كما أنني سأبلغه برأيي عن طريقك". هنا يقول البابا: جاءني أحد الكتاب - لم يكن البابا محبا لصبري بل يحسبه رجل السادات قبل أن يكون ابن الكنيسة حتي أنه رفض الصلاة عليه بعد وفاته لذلك يذكر البابا واقعة لقائهما دون ذكر اسم موسي صبري صراحة - المعروف بولائه للرئيس وطلب مني أن يكون وسيط خير بين الكنيسة والرئيس وأن ينقل طلبات الكنيسة إلي الرئيس. فقلت له إن هناك تعليمات رسمية في المؤسسات الصحفية بعدم ذكر اسمي مقدما بلقب "قداسة البابا" وقدمت له دليلا علي ذلك. كما طالبت بتمثيل أفضل للأقباط في الوظائف العامة ومجالس شركات القطاع العام وفي وزارة الخارجية والمناصب القضائية، واقترحت تعديل النص الدستوري بتعيين عشرة نواب في مجلس الشعب وزيادة هذا العدد إلي عشرين (شهدت تلك الفترة بداية الحديث حول التعديلات الدستورية التي تمت عام 1980)، لكي يعين فيها نواب أقباط للتعويض عن عدم نجاح نواب أقباط في الانتخابات بعدد كاف. حادثة الخانكة.. هي المحطة الأبرز في مذكرات البابا، ففي 6 نوفمبر 1972 تم حرق جمعية الكتاب المقدس في منطقة الخانكة، علي خلفية قيام بعض المسيحيين بأداء الشعائر الدينية بها تمهيدا لتحويلها إلي كنيسة، رغم عدم حصولها علي ترخيص لذلك الغرض، فطبقت وزارة الداخلية أحكام الخط الهمايوني، وقامت بإزالة بعض المنشآت التابعة للجمعية، التي تدخل ضمن الهيكل العام للكنيسة التي ينوي تكوينها، ومنعت استعمالها كدار عبادة
في اليوم التالي جاء إلي الخانكة عدد كبير من القساوسة في مسيرة شبه عسكرية - قيل إنها بلغت 1000 كاهن - وساروا حتي مقر الجمعية، وأقاموا شعائر الصلاة فيها وسط حراسة أمنية، ثم انصرفوا بعد ذلك، ولكن عددا من المواطنين تجمعوا في اليوم التالي في مسجد السلطان الأشرف وخرجوا في مسيرة احتجاج علي ذلك، ونسب فيها إلي أحد الأقباط إطلاق النار علي رؤوس المتظاهرين، فتوجه هؤلاء إلي منزله وأماكن أخري للأقباط وأحرقوها وأتلفوها. وقد نقلت العديد من الروايات قول البابا للكهنة والقساوسة: " روحوا اعملوا المسيرة وإن شاء الله ما يرجع نصفكم".
يرد البابا علي تلك الروايات: لم تصدر مني تعليمات بتنظيم أي مسيرات، ولكن حقيقة ما حدث أن بعض القساوسة ذهبوا في اليوم التالي ليروا مكان الحادث في سيارات وأتوبيسات، فأنزلتهم الشرطة قبل المكان بمحطة أتوبيس، ولهذا ظهرت شائعة المسيرة، ولو كانت الشرطة سمحت للسيارات بالوصول إلي مقر الحادث لما رآهم أحد ولما ظهرت الشائعة.
يتذكر البابا ما حدث في مجلس الشعب حيال تلك الأزمة قائلا: ناقش المجلس حادثة الخانكة، وانتهي الأمر بتشكيل لجنة برئاسة د.جمال العطيفي وعضوية محمد فؤاد أبو هميلة، وألبرت برسوم سلامة، وكمال الشاذلي، ورشدي سعيد، وعبد المنصف حزين، ومحب استينو. ثم حضر أعضاء اللجنة للمقر البابوي واجتمعت بهم، فطلبوا توفير معلومات حول أحداث الاحتقان الطائفي التي وقعت خلال السنوات الماضية لبحثها والخروج بحلول للأزمة. وقد أصدرت اللجنة تقريرا ضخما أكدت فيه ضرورة إيجاد حل لمشكلة بناء الكنائس وتمثيل الأقباط في المناصب العامة بشكل أفضل. وهي نفس المطالب التي طالبت بها في السابق.
------------------------------------------

3- عام الانتصار وتراجع الاحتقان
السادات زارني ووضع تحت تصرفي بناء 50 كنيسة جديدة
في العام .. ثم نظر في ساعته وقال لي: عايز أصلي الظهر
يعتبر عام 1973 عام الهدوء علي مستوي العلاقة بين الدولة والكنيسة، ففيه اشتعلت الحرب المنتظره مع إسرائيل، وشارك في المعركة عدد ليس بالقليل من قيادات الجيش المسيحيين، وخلال هذا العام زار الرئيس الكنيسة والتقي البابا وأعضاء المجمع المقدس، وفيها تراجعت أحداث الفتنة الطائفية.
حدث في هذا العام أن انتهت اللجنة التي شكلها مجلس الشعب من إعداد تقريرها، وأرسلت خطابا مرفقا بالتقرير إلي رئيس الجمهورية قالت فيه: "إن هذا الأمر لا يتداركه إلا رئيس الدولة بحكمته وبمسئوليته عن كل مواطنيها، وكونه الحارس لوحدتها الوطنية". ولذا شعر الرئيس أن قضية الفتنة الطائفية تحتاج لتدخل شخصي منه، فاتصل بمحمد حسنين هيكل واستدعاه إلي بيته بالجيزة بعد أن اطلع علي فحوي التقرير والخطاب.
وحضر هيكل إلي بيت الرئيس، وأخذا يتناقشان حول حلول جديدة للأزمة، فذهب هيكل إلي قضية الخط الهمايوني الذي يضع قيودا شديدة علي بناء وترميم الكنائس، علي اعتبار أنها تبقي أم المشكلات التي يعاني منها الأقباط، إلا أن الرئيس كان يضع اعتبارا للتيار الديني المتزايد في الشارع فلم يوافق علي هذا الطرح، فذهب هيكل لطرح آخر كان معمولا به في عصر الرئيس جمال عبدالناصر، بأن يضع عدداً من الكنائس سنويا تحت تصرف البابا، تشعره بأنه يملك صلاحيات عملية وفعالة كرئيس لكنيسة عالمية كبري، فسأل السادات عن العدد، فقال هيكل: "العدد 25 كنيسة" إلا أنه رفضه علي أساس أن هذا الرقم كبير، فاقترح عليه أن يذهب بنفسه إلي الأزهر فيقابل هيئة كبار العلماء، ثم يذهب إلي البطريركية فيقابل البابا وأعضاء المجمع المقدس حاملا معه لكل من الفريقين رسالة مؤداها "أن الوطن أحوج ما يكون الآن إلي وحدته الوطنية" فوافق الرئيس علي هذا الاقتراح.
يصف البابا لقاءه بالرئيس السادات، بأنه جاء مكتنفا بروح المحبة والمودة والاحترام من الآباء الكهنة أعضاء المجمع المقدس، فقد زار الرئيس الأزهر في صباح ذلك اليوم ثم انتقل إلي المقر البابوي قرابة الساعة الثانية عشرة ظهرا، فكنت في استقباله مع أعضاء المجمع المقدس، ويبدو أنه لم يكن يتوقع تلك الحفاوة التي استقبلناه بها، خاصة عندما استهللت حديثي معه بأنك "أب لكل الشعب"، فسعد السادات بذلك. ثم تحدث الرئيس طويلا حول الوحدة الوطنية وأحداث الاحتقان الطائفي، وكانت المفاجأة أنه عندما ذهب لمشكلة بناء الكنائس، وجه نظره إلي قائلا: "لقد كان تحت تصرف البابا كيرلس تصريحات ببناء 25 كنيسة جديدة، وسوف أضع تحت تصرفك أنت تصريحات لخمسين" فقدمت له الشكر علي الفور لإحساسه بالمشكلة الممتدة منذ عقود. رغم أنني كنت أري أن هذا حل مؤقت للمشكلة وأن الحل الحقيقي هو إلغاء الخط الهمايوني الذي وضعته الدولة العثمانية لتقييد بناء وترميم الكنائس.
يقول البابا: أثناء جلوس الرئيس معنا في الغرفة الرئيسية بالكاتدرائية، أعطي الفرصة لبعض الأساقفة للحديث، وفجأة نظر في ساعته ثم قال: "لقد حان موعد صلاة الظهر" فطلبت من الكهنة إخلاء مكان ليؤدي الصلاة وإحضار سجادة للصلاة عليها، ثم وقفنا في الغرفة حتي أتم الصلاة وعدنا لنقاشنا مرة أخري. لينتهي اللقاء بكلمة لي وجهت فيها الشكر له. قلت فيها: "إنك قائدنا وزعيمنا وأبونا وراعينا". فالكتاب المقدس يحض علي ذلك بنصه " تخضع كل نفس للسلاطين الكائنة لأنه ليس سلطان إلا الله. والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله". وكانت تلك الزيارة ناجحة جدا لأن الجلوس إلي الآخر يكشف الغموض ويزيل وسوء الفهم الذي تحدثه القنوات الوسيطة. حتي أن الرئيس قال فيما بعد: "إن شنودة ليس سيئا كما تصورت وسوف أعقد هذا الاجتماع بصورة دورية سنوية لمحو آثار الاحتقان".
------------------------------------------

4- الجماعات الإسلامية وعودة الاحتقان
وافق السادات علي مقابلة 5 من الأساقفة في ميت أبوالكوم.. وفجأة اعتذر قبل الموعد بيومين
يري البابا أن حرب أكتوبر 1973 كان لها أثر كبير في الحد من أحداث الاحتقان الطائفي، لينتهي ذلك العام دون وقع أحداث طائفية. ويبدأ بعدها عام 1974 تسوده حالة من السكون، دفع البعض إلي الاعتقاد بأن العام سيمر بسلام دون فتن طائفية جديدة إلا أن أحداث متفرقة وقعت في بعض القري والمدن الصغيرة، وشهدت اعتداءات متبادلة بين الطرفين. عمدت سياسة الدولة خلال ذلك العام إلي إيجاد سبيل للمصالحة من خلال كبار المسيحيين والمسلمين، إيمانا بأن الأخذ بتحقيقات النيابة وتفعيل القانون قد يزيد المشكلة تعقيدا. بينما كنت أري أن الحل الوحيد لتلك المشكلة هو تفعيل القانون وأن ينال الجاني - أيا كان- عقابه.
حدث أن تقدمنا بعدد من الطلبات لوزارة الداخلية لبناء بعض الكنائس، لكن وزارة الداخلية لم تعطنا التراخيص اللازمة لذلك، وتباطأت في تنفيذ تعليمات الرئيس ببناء 50 كنيسة وزادت العقبات الروتينية التي يضعها الموظفون المنفذون لموضوع بناء وترميم الكنائس. في الوقت نفسه، وقع العديد من أحداث الاحتقان بين شباب الجامعات، وتحديدا في جامعة أسيوط والمنيا والإسكندرية، وحدثت مصادمات عنيفة بين شباب الجماعات الإسلامية والشباب المسيحيين، وبدأ نفوذ الجماعات الإسلامية يظهر في إدارة الجامعات وهيئات التدريس، وتدخلت الجماعات الإسلامية ومنعت حفلات الترفيه وغير ذلك..
يتابع البابا قائلا: طلب الرئيس عقد اجتماع بشيخ الأزهر وأعضاء المجلس الأعلي للشئون الإسلامية واجتماع آخر برجال الدين المسيحي. وكان ذلك في استراحة القناطر الخيرية، واستمر اجتماع الرئيس بعلماء المسلمين حوالي ساعة ونصف. بينما امتد اجتماعه معنا لأكثر من 4 ساعات. وفي هذا الاجتماع تحدث الرئيس طويلا عن تاريخ الوحدة الوطنية، وأنه لا يفرق بين مسلم ومسيحي وضرب مثلا ببعض القيادات المسيحية التي حاربت في أكتوبر 73 ومنها اللواء فؤاد غالي قائد معركة القنطرة الذي نال تقدير الدولة.ثم طلب من الحاضرين أن يتكلموا بكل صراحة، فتحدثت عن عدم تنفيذ قرار بناء 50 كنيسة وقدمت له الطلبات التي لم يتم الموافقة عليها. وتحدث مطران أسيوط عن الأحداث التي شهدتها محافظة أسيوط، وروي وقائع عن منع المسيحيين من الاحتفال بعيد مريم العذراء في كنيسة العذراء بالجبل.وبعد انتهاء الاجتماع، وفي الممر الفاصل بين قاعة الاجتماع والاستراحة، قال الرئيس وهو غاضب لرئيس الوزراء ممدوح سالم: " أرسل فورا إلي جميع المحافظين باسمي بأني لن أسمح أبدا بالاعتداء علي كنيسة في مصر.. وأنني سأفصل المحافظ الذي لا يستطيع منع ذلك". كانت قرارات الرئيس كفيلة بوقف أي اعتداء أو تجاوز ومنع أي حادث يهدد سلامة الوطن، لكن تلك التعليمات لم تلق صدي لدي التنفيذيين، فظلت المشاكل قائمة .
------------------------------------------

5- إعلان تعداد الأقباط وقانون الردة
أعلنت الدولة أن عدد الأقباط أقل من مليونين ونصف المليون بينما كانت إحصاءاتنا تذهب إلي أنهم 7 ملايين نسمة
يتذكر البابا أنه مع نهاية عام 1974 وبداية العام الجديد، حدث شيء لم نكن نتوقعه، فقد أعلن الرئيس السادات - فجأة ودون داع- خلال احتفاله بالذكري الأولي لافتتاح قناة السويس بعد الحرب، عن أن تعداد الأقباط في مصر يبلغ مليونين و330 ألف مسيحي، وذلك وفق الإحصاءات الرسمية في الدولة. وأخذت وسائل الإعلام الرسمي في الدولة تذيع هذا الرقم وتتداوله بشكل واسع، ويقول البابا: كان هذا الإعلان صدمة للآباء أعضاء المجمع القدس والكهنة في جميع الكرازة، لأنه يأتي متناقضا مع الأرقام التي حصرتها الكنيسة بدقة في جميع إيبراشياتها والتي تشير إلي أن تعداد الأقباط يصل إلي 7 ملايين نسمة أي ما يعادل 12% تقريبا من الشعب. لذا فقد أطلق هذا الإعلان أثرا سلبيا علي الوضع في الشارع وزاد من حدة الاحتقان.
كانت انتخابات مجلس الشعب أهم أحداث عام 1976 كما يقول البابا ووفقا لـ"البابا" اتصل به رئيس الوزراء وطلب ترشيحات لعشر شخصيات مسيحية، تختار من بينهم الحكومة لعضوية مجلس الشعب بالتعيين، فقدمت أسماء 10 شخصيات عامة يشهد لهم الجميع، إلا أنه لم يعين منهم إلا حنا ناروز، وكان محاميا ومستشاراً قانونيا للكاتدرائية. إلا أنني شعرت أن الدولة أرادت أن ترضيني بإستطلاع رأيي دون الأخذ به فامتنعت بعد ذلك عن أي ترشيحات تطلبها الحكومة حتي أرفع عنها الحرج.
يروي البابا وقائع أزمة جديدة. فيقول: ضاعف من سوء الأوضاع في الشارع، الإعلان عن مشروع قانون "الردة" الذي كانت الدولة تعتزم إقراره، فقد خرج المستشار جمال صادق المرصفاوي - رئيس محكمة النقض- معلنا أن اللجنة العليا لتطوير القوانين قد انتهت من مشروعات القوانين وارسالها إلي وزارة العدل لتطبيقها علي كل السكان من المصريين وغير المصريين والمسلمين وغير المسلمين، ومن بين تلك القوانين "قانون الخروج عن الديانة الإسلامية". ونص مشروع القانون علي "أن يطلب من المرتد التوبة فإذا انقضت مدة 30 يوما دون العودة إلي الإسلام والإصرار علي الردة، عوقب المرتد بالإعدام شنقا". وقد ساهم هذا الطرح في مزيد من الاحتقان الطائفي، وانتقده الكثيرون من اليساريين إلا أنه كان أشد وطاة علي المواطن المسيحي، نظرا لحالة الاستقطاب الدائرة في المجتمع في ظل تزايد التيار الديني المتطرف وخلق بؤر الإرهاب الديني والفكري في محافظات الصعيد علي وجه الخصوص.
------------------------------------------

6- أقباط المهجر.. ولقاء البابا بالرئيس الأمريكي
قلت لجيمي كارتر: إن اليهود ليسوا شعب الله المختار الآن وإلا فماذا نسمي الكنيسة المسيحية؟
دائما ما يتعرض البابا لأقباط المهجر علي استحياء، رغم أن المولد الحقيقي لقضية أقباط المهجر كان في هذا العام، بعد أن بعثوا بعدة مذكرات إلي رئاسة الجمهورية، ومنها المذكرة التي أرسلها أقباط أمريكا وكندا بتاريخ 11 فبراير 1977 ورسالة من أقباط أستراليا إلي رئيس مجلس الشعب في 9 مايو، وكلها تدور حول المحاور ذاتها التي جاءت في بيان الإسكندرية، وكان ذلك مبعث قلق للرئيس، خاصة مع قرب زيارته لأمريكا في شهر مارس للقاء جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الجديد في ذاك الوقت، وفوجئ الرئيس في هذه الرحلة، بأن منشورات توزع في الشوارع المحيطة بمقر إقامته في أمريكا تتحدث عن اضطهاد الأقباط في مصر وزعموا فيها - علي حد وصف موسي صبري- أن الأقباط لا يستطيعون الخروج من منازلهم وإلا تعرضوا للقتل أو الاختطاف أو الاغتصاب. كما تجمعت أكثر من مظاهرة أمام البيت الأبيض ترفع لافتات ضد الرئيس، وظهرت إعلانات مستفزة في صحيفتي النيويورك تايمز والواشنطن بوست. مما دفع الرئيس لعقد مؤتمر صحفي في الطائرة التي عاد بها، عبر فيه عن استيائه الشديد ، وكتبت الجرائد في اليوم التالي تنتقد الكنيسة وذكرت تصريحات الرئيس بأنه لا سياسة في الدين. وعلي حد قول "موسي صبري" فإن السادات لم يفاجأ بالمظاهرات والمنشورات، لأنه كانت لديه معلومات قبل السفر أن هذه المظاهرات مدبرة من قبل بالاتفاق مع البابا شنودة في القاهرة، وتلقي الرئيس تقارير عن الأشخاص الذين حضروا من أمريكا لهذا الغرض، وقال السادات في هذا الشأن: "كل ذلك موجود ومدون لي وبأسماء الأشخاص". وفي هذا يقول البابا : لم أكن علي علم بما يقوم به أقباط المهجر في الخارج، كما أن سلطة الكنيسة علي رعاياها هي سلطة روحية وليست سياسية ولا يحق لها أن ترغمهم علي تصرف معين أو تمنعهم من التظاهر أو الاحتجاج. بالإضافة إلي أن المناخ الذي يعيشون فيه في أمريكا وأوروبا يسمح لهم بهذه المساحة من التعبير عن الرأي، ومع ذلك فقد طلبت لقاء الرئيس لمناقشة هذا الأمر ووضع حلول للمسألة ومنع الإساءة لمصر في الخارج، لكنه رفض لقائي ظنا منه أنني من حرض علي المظاهرات، وهذا غير صحيح. يروي البابا قصة الزيارة الشائكة لأمريكا عام 1977 والتي أغضبت منه الرئيس السادات كثيرا فيقول: في أعقاب زيارة السادات لأمريكا، وجهت لي الإدارة الأمريكية دعوة من خلال الأنبا صموائيل مسئول العلاقات الدولية في الكنيسة لزيارة أمريكا، وتحدد موعدها علي أن تكون يوم 14 أبريل 1977 أي بعد زيارة الرئيس لأمريكا بشهر تقريبا، وحدث أن سافرت فوجدت استقبالا عظيما من المصريين المسيحيين المقيمين في أمريكا. كان من المقرر - وفق جدول الزيارة - أن ألتقي جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الجديد آنذاك. إلا أنني كنت غير مرتاح لطلب الإدارة الأمريكية لقائي الرئيس الأمريكي، خاصة أنها المرة الأولي في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية التي يلتقي بطريركها رئيساً أمريكياً. كما أن الساحة السياسية كانت تشهد حراكا شديداً علي المستويين الإقليمي والدولي خصوصا في العلاقات المصرية الأمريكية. فطلبت مرافقة السفير أشرف غربال، سفير مصر في واشنطن، في زيارتي للبيت الأبيض ليكون شاهدا علي ما سيدور في اللقاء فلا يساء فهم وتفسير ما سيحدث فيه من الرأي العام الداخلي، لاسيما أن الإعلام الرسمي أخذ يشن هجوما شديداً علي نشاط أقباط المهجر وإتهمهم بالخيانة والعمالة وتشويه صورة مصر في الخارج.
التقيت الرئيس الأمريكي لمدة نصف ساعة في وجود السفير المصري والأنبا صموائيل مسئول العلاقات الدولية في الكنيسة. استفسر خلالها عن أوجه نشاط الكنيسة القبطية التي كان مهتمًا بها وتاريخها وآثارها القديمة، كما تحدث عن رحلة العائلة المقدسة إلي مصر. وقدمت له أيقونة ذات ثلاثة جوانب، علي أحدها تظهر القديسة مريم، وعلي الجانب الثاني تعميد المسيح، وعلي الثالث تظهر قيامة المسيح. إلا أنني فوجئت بالرئيس الأمريكي يقول أمام مندوبي الصحافة والتليفزيون في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء، إنه يعرف أن عدد الأقباط في مصر بلغ 7 ملايين - وهذا هو الرقم الصحيح لتعداد الأقباط في مصر الصادر عن الكنيسة- بينما تعداد الدولة كان مليونين وثلث المليون نسمة- وفي الجلسة المغلقة التي أعقبت المؤتمر الصحفي، وجه الرئيس الأمريكي عدة أسئلة حول الكنيسة القبطية، وعن رأيي في موضوع القدس لأنه يعرف أن الكنيسة القبطية لها رأي في المشاكل السياسية لاسيما الصراع العربي الإسرائيلي. وكان الرئيس الأمريكي يريد من كل ذلك، استدراج الكنيسة القبطية إلي موقف «ملائم»- من وجهة النظر الأمريكية - في مشاكل الصراع العربي الإسرائيلي. فقلت له: إن اليهود ليسوا شعب الله المختار في الوقت الحاضر، وإلا ماذا نسمي الكنيسة المسيحية؟.. فإذا كنا نعتقد أنهم شعب الله المختار فمعني ذلك أننا - المسيحيين- لسنا مختارين من الله بالمرة. أما عن المشاكل السياسية فنحن نتحدث عن المبادئ العامة الأساسية الخاصة بالمشكلة، أما التفاصيل فهي متروكة لرجال السياسة. ويبدو أن الرئيس السادات لم يلتفت لتفاصيل ما دار في اللقاء لكنه آلمه أن يكون هناك إتصال - من أي نوع- بين الكنيسة الأرثوذكسية والإدارة الأمريكية، فغضب من الزيارة برمتها.
قد تتناول مذكرات البابا التفاصيل التي أحاطت بالزيارة الخطيرة التي كان من المقرر أن يقوم إسماعيل فهمي وزير الخارجية المصري لأمريكا في الأسبوع الأول من سبتمبر، ليلتقي فيها الرئيس الأمريكي حول المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وقد أخذ أقباط المهجر في الإعداد للمظاهرات والمؤتمرات التي ستكون في انتظار الوزير. وخشي الرئيس أن تتسبب تلك المظاهرات في إحراج الوزير في زيارته، فاتصل بموسي صبري وطلب منه أن يتدخل لدي البابا لمنع تلك المظاهرات. لكن موسي صبري اعتذر للرئيس لأن البابا يري أنه لا يخلص النصيحة له وأنه منحاز للسادات. لكن الرئيس قال له: «أبلغه بأي طريقة تشاء أنه إذا لم يعدل عن مثل هذه التصرفات فإنني سأصدر قرارا من سطرين بإلغاء القرار الجمهوري بتعيينه» فلم يجد موسي صبري إلا الأنبا غريغوريوس لكي يبعث بالرسالة من خلاله.
ويروي البابا تفاصيل ما جري: تسلم الأنبا غريغوريوس رسالة من أحد الكتاب الصحفيين مبعوثة من الرئيس، مفادها أن الرئيس غاضب بشدة بسبب ما يحدث من أقباط المهجر في أمريكا وأن مظاهراتهم سوف تسبب حرجاً لوزير الخارجية في زيارته لواشنطن، فطلبت من الأنبا غريغوريوس البحث مع الكاتب سبل الحفاظ علي صورة مصر في الخارج ورفع الحرج عن الوزير المصري في زيارته لأمريكا، فجاء الأنبا غريغوريوس يخبرني بأن الكاتب يطلب مني أن أكتب جواب ترضية للرئيس، بل إنه أعطي الأنبا غريغوريوس صيغة الخطاب لأوقع عليها، بالإضافة إلي مخاطبة أقباط المهجر للكف عن مظاهراتهم واحتجاجاتهم. فقلت: إذا كان الخطاب سيريح نفسية الرئيس فسوف أكتبه بيدي، وأرسلت خطابا بالفعل في 10 سبتمبر 1977 أنه أب لكل المصريين وأنني أضع مشاكل المسيحيين بين يديه، كما طلبت من الأنبا صموائيل أن يجري اتصالا هاتفيا يوم 13 سبتمبر بقيادات أقباط المهجر المجتمعين في لوس أنجلوس ليبلغهم أن المشاكل قد سويت وأن الأقباط في مصر سعداء، وطلب منهم إرسال برقية شكر إلي الرئيس لاهتمامه بشئون الأقباط. كما أرسلت بنفسي إلي القساوسة في أمريكا وإنجلترا وأستراليا برقية باسمي يوم الخميس 15 سبتمبر أخطرهم بأنه لا توجد قوانين جديدة حول "الردة". لكن من المرجح ألا يذكر البابا أن كل هذه الإجراءات تمت متأخرة عن زيارة الوزير المصري فلم تحقق الغرض منها ونظم أقباط المهجر المظاهرات في استقبال وزير الخارجية التي زادت من غضب الرئيس السادات.
ويستكمل البابا روايته: طلبت لقاء الرئيس مجددا لبحث حلول للأزمات التي تتفجر، فأرسل إلي ممدوح سالم- رئيس الوزراء- فاستقبلته في المقر البابوي، وأبلغني أن ما نشر حول قانون الردة لا يعبر عن رأي الحكومة وتعهد لي بعدم خروج القانون.
في 9 نوفمبر 1977 قصد الرئيس مجلس الشعب، وتحدث في خطبته عن أحداث 18و19 يناير وعن قضية "الإلحاد" ثم أعلن لأول مرة عن عزمه زيارة إسرائيل، وهو الأمر الذي لم يكن متوافقا مع توجهات البابا، لذا من المرجح أن يتغاضي البابا عن ذكر ما واكب تلك الواقعة من أحداث وسيكتفي بذكر موقفه من قضية الصراع العربي- الإسرائيلي، وإعلانه منع زيارة المسيحيين لبيت المقدس إلا بعد حل القضية الفلسطينية، حتي إن من خالفوا هذا القرار وسافروا إلي إسرائيل عاقبهم البابا بحرمانهم من ممارسة سر "التناول" في الكنيسة وطالبهم بالإعتذار علنا علي صفحات جريدة «الأهرام» وقتها.
------------------------------------------

7- السادات والبابا والأب متي المسكين
أبدي متي المسكين استعداده للتدخل لدي الرئيس وتحديد موعد للقائنا.. فوافقت علي أن يتحدد الموعد أولاً
كان السادات قد اتخذ قراره في عام 1979 بالتخلص من البابا، حيث سعي إلي صنع علاقات مع بعض قيادات الكنيسة، خاصة من أصحاب الوزن الثقيل، فوقع اختياره في بداية الأمر علي الأب متي المسكين. وكان راهبا متوحدا في أحد الأديرة البعيدة، ثم عمل وكيلا لمطرانية الإسكندرية لفترة في عهد البابا كيرلس، وخاض انتخابات الكرسي البطريركي أمام الأنبا شنودة عام 1971 , وعاد ليبقي في دير أبومقار حتي توفي عام 2006 .
كان الرئيس علي موعد لافتتاح معرض للمنتجات الزراعية في قرية "نكلا العنب" بمحافظة المنوفية يوم 15 مايو 1979 . فأرسلت وزارة الزراعة لدير أبومقار دعوة رسمية للمشاركة، وكانت هناك توصية شفهية بضرورة حضور الأب متي المسكين حتي يكون المعرض فرصة للقاء الأب متي بالرئيس.
وكان أهم ما جاء في هذا اللقاء أن قال الرئيس للأب متي "أنا عايزك ضروري.. عايز أشوفك، وحابعت لك". وهنا لم يتعرض البابا لهذه الواقعة علي أساس أنه لم يكن عنصرا فيها، كما أن الخلاف الذي وقع بين البابا شنودة والأب متي المسكين فيما بعد، قد يدفع البابا لتجاهلة أو ذكر اسمه مقدما برتبته الكنسية "القمص" علي اعتبار أنه فرد عادي في الكنيسة وليس صاحب مدرسة فكرية قوية، بل إن الأب متي المسكين التحق بسلك الرهبنة قبل البابا شنودة، فهو الأكبر سنا حيث ولد عام 1921 بينما ولد البابا عام 1923، وقد وصل الخلاف بينهما لدرجة أن البابا لم يصلِّ عليه عندما توفي عام 2006.
------------------------------------------

8- عام الغضب .. وفشل الوسطاء
رفض الرئيس لقائي أكثر من مرة والوضع في الشارع كان يتحول من سيئ لأسوأ
كان عام 1980 هو عام الغضب .يقول البابا: رفض الرئيس لقائي أكثر من مرة في الوقت الذي كان الوضع في الشارع يتحول من سيئ لأسوأ، إلا أنه مع تكرار المحاولات، وافق الرئيس علي لقاء خمسة من الأساقفة تكون لي حرية اختيارهم تجنبا للقائي. وكان من المقرر يكون الاجتماع في منزله بميت أبوالكوم يوم الأربعاء 2 أبريل 1977 لبحث المشكلة. وفجأة جاءتني رسالة قبل موعد الاجتماع بيومين أبلغني بها الأنبا غريغوريوس أن الرئيس اعتذر عن اللقاء. فشعر الأساقفة بالإهانة وظنوا أن الرئيس لا يريد لقاءهم أيضا، فطلبوا مني أن أدعو لاجتماع مجمع مقدس لبحث الأمر. ( يروي فكري مكرم عبيد- نائب رئيس الوزراء أنذاك- حقيقة اعتذار الرئيس السادات عن الموعد، بأنه حدث أن تلقي الرئيس اتصالا هاتفيا من شاه إيران يطلب فيه الحضور إلي القاهرة يوم الأربعاء. وهو نفس اليوم الذي كان مقرر للقاء الأساقفة فاضطر الرئيس لأن يعتذر عن اللقاء). انتهي اجتماع المجمع المقدس في اليوم التالي إلي عدة قرارات، أهمها عدم احتفال الكنائس بالشعائر الدينية لعيد القيامة. وعدم استقبال ممثلي الدولة في هذه الاحتفالات، ثم انتقلت علي الفور إلي دير الأنبا بيشوي داعيا الله أن تمر هذه الأيام بسلام بعد القرارات التي إتخذها أعضاء المجمع. لكن البابا لم يذكر هنا أنه طلب من جميع القساوسة في جميع الكنائس تلاوة بيان بأن هذا القرار اتخذ احتجاجا علي اضطهاد الأقباط في مصر.
أدرك الجميع أن الوضع بات خطيرا، وأنه لو تم تنفيذ تلك القرارات لسكنت الفتنة في بيت كل مسيحي، فبدأت قنوات الاتصال تنفتح من جديد أملا في الوصول لحل قبل يوم العيد الذي افق يوم الأحد المقبل، ويروي البابا تفاصيل تلك اللحظات: توجه الأنبا صموائيل- بعد أن ترجاني- إلي بيت الدكتور مصطفي خليل، رئيس الوزراء، والتقاه في منزله لمحاولة إيجاد مخرج، وقد عرض الأنبا صموائيل علي خليل إعادتي إلي الدير وإقامة مراسم العيد في الكنيسة مقابل أن يحضر رئيس الوزراء هذه المراسم باسم الحكومة. كما طلب أن يتوجه أحد الوزراء إلي الدير لدعوة البابا للحضور واقترح اسم منصور حسن. وكان رد فعل الرئيس السادات حين أبلغه رئيس الوزراء بتلك المقترحات أن قال له: "لو كنت نفذت تلك المقترحات لأقلتك".يقول البابا: في نفس اليوم جاءني القمص متي المسكين في الدير (لم يذكر البابا أن محاولة الأب متي جاءت بإلحاح من بعض أراخنة الكنيسة الذين شرحوا له خطورة الوضع وطلبوا تدخله) وطلب مني العدول عن القرارات، لكنني قلت له: "هذه قرارات مجمع مقدس وليست قراراتي وحدي" ولم يستطع القمص متي أن يقدم صيغة مقنعة لعودتي. فذهب ثم عاد في اليوم التالي- يوم الخميس- وأبدي استعداده التدخل لدي الرئيس وتحديد موعد للقائنا. فوافقت علي أن يأخذ وعداً من الرئيس بذلك ويتحدد الموعد أولا. يتابع البابا قائلا: سافر القمص متي المسكين يوم الجمعة 4 أبريل متوجها إلي القاهرة، وحاول طوال اليوم الاتصال بالرئيس لكنه لم يوفق، فأعاد المحاولة يوم السبت حتي نجح في الوصول إلي الرئيس، فوجده غاضبا بسبب مظاهرات أقباط المهجر التي نظموها في وجوده في أمريكا ثم في وجود وزير الخارجية. ثم طلب من القمص متي أن يبلغني بضرورة تهدئة أقباط المهجر، حيث كان الرئيس يعتزم زيارة أمريكا في تلك الأيام. لكن الرئيس أصر علي عدم لقائي نهائيا بحجة أنه يعد لزيارة أمريكا. ولذا تم تنفيذ قرارات المجمع المقدس بعدم الاحتفال بالعيد.
------------------------------------------

9- أحداث الزاوية الحمراء
موسي صبري طلب مني كتابة خطاب ترضية للرئيس وأعطي الأنبا غريغوريوس صيغة الخطاب لأوقع عليه
يتابع البابا: لكنني أرسلت الأنبا صموائيل والأنبا ياكوبوس إلي أمريكا لتهدئة أقباط المهجر. لكن الكنيسة ليست صاحبة سلطة سياسية عليهم، فقامت بعض منظمات المهجر بما قاموا به أثناء رحلته الأولي، فغضب الرئيس جدا، وعقد مؤتمرا صحفيا في الطائرة التي عاد بها، عبر فيه عن استيائه الشديد. وكتبت الجرائد في اليوم التالي تنتقد الكنيسة، وذكرت تصريحات الرئيس أنه لا سياسة في الدين.
يقول البابا: دعوت لمؤتمر موسع لجميع الهيئات القبطية يوم 15 أبريل 1980 . حضره أعضاء المجمع المقدس والمجلس الملي العام والمجلس الملي الإسكندري وهيئة الأوقاف وأعضاء مجلس الشعب من الأقباط، كما دعوت إليه القمص متي المسكين ليطرح رؤيته حيال المشاكل القبطية علي أساس أنه قناة جديدة بين الكنيسة والرئيس. وقد وافق المؤتمر علي 3 إجراءات أن أرسل خطابا للرئيس كمبادرة مني، بقبول ما يحكم به الرئيس حلاً لمشاكل الأقباط. وأن يصدر بيان من المؤتمر الموسع لنشره في الجرائد لتهدئة الشعب. وأن تقوم كل إيبارشية- في جميع أنحاء الكرازة- بتسجيل جميع الحوادث التي وقعت بتفاصيلها، والخسائر التي نتجت عنها بكل دقة وتودع في مضبطة المجلس الملي العام لتكون تحت طلب لجنة تقصي الحقائق.
يقول البابا: أصدرت علي الفور بيانا لتهدئة الشعب، لكن الجرائد رفضت نشره. فحدد القمص متي المسكين موعداً للقاء الرئيس يوم الاثنين 21 أبريل لبحث المقترحات، وطلب مني السماح لاثنين من الأساقفة بحضور اللقاء، فوافقت علي أن يذهب معه الأنبا صموائيل والأنبا أثناسيوس. توجه الآباء الثلاثة للقاء الرئيس في بلدة ميت أبوالكوم ودام اللقاء 90 دقيقة، ناقشوا خلالها مشاكل الأقباط المتراكمة والأعمال والاختصاصات اللازمة لعمل لجنة تقصي الحقائق التي اقترحها. وقدم القمص متي المسكين مذكرة توضيحية باقتراح للجنة برلمانية لمتابعة شئون الأقباط وتكون بمثابة قناة شرعية بين الكنيسة والدولة. ولم يكن هذا متفقاً عليه بيننا فتعثر الحل.
يقول البابا: فوجئت بالرئيس في مجلس الشعب يتحدث عن الفتنة الطائفية، بعد أن وقع حادث الزاوية الحمراء، وكان من الغريب انتقاده لي بشدة وعقد المقارنات بيني والبابا كيرلس واصفا إياه بقمة الوطنية والتسامح ونفي ذلك عني، ليهدر بذلك كل المساعي التي حاولت تقريب وجهات النظر بين الكنيسة وشخص الرئيس. ثم أشاع الرئيس فيما بعد أنه كان ينوي إسناد رئاسة مجلس الشوري لألبرت برسوم سلامة لكنه تراجع عن ذلك في اللحظات الأخيرة حتي لا أظن أنه- السادات- جاء به تحت ضغط مني.
------------------------------------------

10- البابا شنودة .. إلي الدير
السادات أفصح لمتي المسكين عن نيته اعتقال البابا.. فرفض متي وقال: العنف لايولد إلا عنفا
بدأ هذا العام وسط حالة احتقان سياسي غير مسبوق، وقرر الرئيس السادات التخلص من جميع خصومه، وكان البابا واحدا من هؤلاء، بعد أن يئس الرئيس من الوصول إلي حل للمشكلة مع البابا. فاستدعي الرئيس الأب متي في استراحته بالمعمورة يوم الثلاثاء 25 أغسطس 1981 وتحدث إليه لمدة ساعتين تقريبا حول أبعاد الفتنة الطائفية ومؤاخذات علي الكنيسة، رآها هو أنها إساءة للدولة في الداخل والخارج.
أفصح الرئيس للأب متي عما ينوي اتخاذه من إجراءات حيال خصومه السياسيين والدينيين في البلاد من اعتقال وسجن ثم محاكمة، وأعلن له أن البابا سيكون واحدا منهم، فاعترض الأب متي علي العملية برمتها، علي أساس أن العنف سيولد عنفا. وكان رد الرئيس أن كل شيء تم إعداده ولا مجال للتراجع. ثم أخذ الأب متي يشرح للرئيس وضع البابا الديني وأنه لا يجوز للدولة أن تنحيه عن رئاسة الكنيسة القبطية بصفته الروحية وبوضعه الكهنوتي. فتراجع الرئيس عن فكرة اعتقال البابا ومحاكمته ووافق علي فكرة أن يودع في الدير.
اقترح الرئيس مجلس للأساقفة، يتعامل مع الدولة في غياب البابا، وطلب الرئيس من الأب متي أن يرشح له خمسة أساقفة. ثم ألمح للأب متي بأنه يرغب في أن يعطيه منصبًا لدي الدولة، فكان رد الأب متي قاطعا بقوله: "لا .. أنا لست لهذا المنصب".. وعندما ألح عليه. قال الأب متي: " إذا ألححت علي فسوف تفقدني نهائيا ولن تعثر لي علي أثر بعد ذلك".. ثم رشح الأب متي أسماء خمسة أساقفة وهم: الأنبا ماكسيموس أسقف القليوبية. والأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي. والأنبا صموائيل أسقف الخدمات العامة وأقباط المهجر. والأنبا أثناسيوس أسقف بني سويف. والأنبا يؤانس أسقف الغربية..
أراد الأب متي أن يعلم البابا بتفاصيل ما دار مع الرئيس وما ينوي اتخاذه من إجراءات، فاستدعي الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف. يحكي البابا عما دار في خاطره: كنت أتوقع أن الرئيس سوف يتخذ شيئا ما بشأني بعد خطابه أمام مجلس الشعب والنقد الذي وجهه لي. وقد تحول هذا الإحساس إلي حقيقة عندما حضر إلي الدير الأنبا أثناسيوس في أواخر شهر أغسطس، وأخبرني أن الرئيس سوف يلقي خطابا يوم 5 سبتمبر، وسيصدر قرارا بإلغاء تعييني كبطريرك. وسوف يسند تسيير أمور الكنيسة إلي لجنة من 5 أساقفة، رشح أسماءهم القمص متي المسكين. فلم أنتظر حتي يوم 5 سبتمبر وصدور القرار وذهبت علي الفور للدير. ولم يذكر البابا أن الأب متي المسكين هو الذي طلب من الأنبا أثناسيوس إبلاغ البابا بضرورة الانتقال للدير قبل صدور القرار تفاديا لأي إجراءات تمس كرامته البابا <
 ************

الانبا شنودة الثالث يرفض أن يصلى على من اختلفوا معه في بعض الآراء " الشخصية " ، فجنازة الدكتور يونان لبيب رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ، ورئيس مركز الأهرام للدراسات التاريخية لم يكن فيها البابا شنودة ، كما أنه لم يفكر حتى بكتابة سطر نعى له في أي جريدة وهو ما فسره المفكر القبطي جمال أسعد بالقول: يرجع ذلك لاختلاف الدكتور يونان فى بعض الأمور مثل إلحاحه على وجوب عدم تدخل الكنيسة ممثلة في البابا في أمور السياسة والسبب الأهم هو أن يونان عندما كان يرى البابا " لم يكن يقبل يده كما جرت العادة بين الأقباط ! " ، وعلى الصعيد اللاهوتي لم يحضر البابا أيضا جنازة الأب متى المسكين وتحجج وقتها بأن أحداً لم يقول له ولم يعرف الخبر إلا متأخراً . في المقابل ليس سراً أن البابا شنودة قد ترك الدير ونزل بنفسه ليحضر عزاء أم الأنبا أرميا سكرتريره الشخصي العام الماضي ، فضلا عن صلاته على القمص بيشوى بشرى كاهن كنيسة ما مرقس بلندن في الكاتدرائية المرقسية ، علاوة على نعيه الشهير للبابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان ، بخلاف نعى الأب ياكوبوس البطريرك الثاني لاريتريا ، ورأس جنازة الدكتور حليم جريس أستاذ الجراحة السابق بالقصر العينى ورئيس مجلس إدارة مستشفى الانجلو بالكاتدرائية أيضاًَ ، وعندما شيعت جنازة بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذوكس بطرس السابع في القاهرة عام 2004 بكنيسة مار جرجس في مصر القديمة كان أول المشاركين فيها جنباً إلى جنب مع الحضور الرئيس اليوناني كوستانتينوس ستيفانوبولوس وزعيم الكنيسة الأرثوذوكسية اليونانية والبطريرك المسكوني بارثولوميو الأول ورجال دين آخرين بارزين من الكنائس الأرثوزوكسية ومن الفاتيكان . وعلى مساحة كبيرة بمجلة الكرازة نعى البابا السيدة جورجيت غبور أم رجال الأعمال منير غبور بعد تشييع جنازتها بالكاتدرائية المرقسية ، كما توجه البابا بنفسه إلى قاعة المناسبات بجامع عمر مكرم لتقديم العزاء للدكتور يوسف والى عندما توفى شقيقه ، و قام بنعى والدة الدكتور وجدى لويس عضو مجلس الشورى والمجلس الملى العام بالكرازة أيضاً .

This site was last updated 04/05/14