Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

روحانية‏ ‏الكاهن أهميتها‏ ‏وخطورتها

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
نشأته وخدمته
الأنبا شنودة أسقف التعليم
أنتخاب الأنبا شنودة
رسامة الأنبا شنودة
القرعة الهيكلية سنة 1971
زيت الميرون
يده للبناء والصلاة
الإخوان والبابا شنودة
الكنيسة القبطية والأثيوبية
أول بطريرك لأريتريا
موجز إنجازات البابا
البابا شنودة والأديرة
بناء مقر بالأسكندرية
عزل البابا وقانون الردة
ضحكات ودموع البابا
حادث غريب
قصائد البابا46- 1950
تقدير العالم للبابا شنودة
ماكس ميشيل
بباوى فصل نفسه
روحانية الكاهن
كلية سان جون الأمريكية
الأقباط وتعلم الإسلام
جماعة الإصلاح الكنسى
زيارة القدس والزى الكهنوتى
البابا شنودة والكاثوليك
البابا ورئيس أساقفة قبرص
مجلة ضد الطوائف المسيحية
الأقباط وطائفة شهود يهوة
القبض على البابا هابيل
أخبار متفرقة
الشيخ الشعراوى
علم الكنيسة القبطى
الصحفى موسى صبرى
العروسين والبطاقة الإنتخابية
تعنت الكهنة وسيطرتهم الإدارية
رسائل تهنئة للأعياد الإسلامية
حوار البابا مع الأهرام
الإضطهاد والبابا
قبطى وإنتخابات الرئاسة المريكية
البابا وحصاد السنين
الكنيسة القبطية والإنتخابات
رحلات البابا للخدمة والرعاية
البابا ومبارك
الكنيسة والثار
مصر القبطية
الطائفة المعمدانية والإنجيلية
تفتيش البابا بمطار هيثرو
بطاركة‏ ‏رؤساء‏ ‏الكنائس‏ ‏الأرثوذكسية
البابا ومجلس كنائس الشرق
أبونا مرقس عزيز
الإحتفال بعيد مار مرقس
عيد الميلاد 2008م بالمحافظات
الكنيسة والسياسة والأقباط
الفن الهادف والبابا شنودة
أول فيلم عن المسيح
الكنيسة والفقراء الأقباط
الكرازة مجلة الكنيسة القبطية
البابا شنودة سياسته بالدولة
لائحة إنتخاب البابا
راهبة كاثوليكية والأقباط
فرق الكشافة
المركز الثقافى القبطى
مؤتمر القبطيات
الكنيسة تعرف تعداد الأقباط
الموائد الرمضانية
الأشجار حول الكاتدرائية
بعض التواريخ الهامة
البابا شنودة والتعليم
عيد جلوس البابا الـ 37
البابا والمعارض الكنسية
يلاغ ضد صحفى
المعوقين وعصر البابا شنودة
معرض المنتجات الكنسية
قناة CTV القبطية
رسالة من البابا لسوزان
سقوط جدار كنيسة
مبارك و عيد القيامة عطلة
القرارات الباباوية
ثقافة الراهب أنطونيوس السريانى
منع إصدار تصاريح لكهنة
البديل ومذكرات البابا شنودة
تعامل الكنيسة والحكم
تغيير إستراتيجى فى معاملة أقباط
كنيسة مار مينا بالزاوية
أخبار مختلفة
القرية التى ولد بها البابا
مرضعة البابا
الكنيسة وتوريث الحكم
إشاعة موت البابا
البابا شنودة الثالث وحرب أكتوبر
صور البابا شنودة مناسبات مختلفة
اللواء النبوي إسماعيل
البابا شنودة والرؤساء الثلاثة
شهود يهوة جمعية صهيونية
6 أكتوبرتحتاج مطرانية
الكاتدرائية المرقسية بألأسكندرية
حفل كنيسة العذراء بالزمالك
البابا رجل المغارة
إهدار مال الأقباط
عيد النيروز علي مدي التاريخ
هيكل والمسلمين والأقباط
الأهرام وإتهامات كاذبة للبابا
الرئيس مبارك يستقبل البابا
القمص متياس نصر والكتيبة الطيبية
وزير الإعلام البنانى والبابا شنودة
ك. العمرانية وإعتكاف البابا
رسالة البابا لأقباط المهجر
كاميليا شحاته
عزل راهبا وشماسا
تزوير اللجان الكنسية
رحلة البابا لعشرة بطاركة
مظاهرات إسلامية
محاولات إغتيال البابا
البابا ونظام مبارك الفاسد
المجمع ومذبحة ماسبيرو والصوم
المجمع والمجلس الملى وأحداث الخانكة
شارع بإسم البابا بأمركا
إنتقال البابا للسماء

 

 

البابا شنودة

روحانية‏ ‏الكاهن أهميتها‏ ‏وخطورتها

لأب‏ ‏الكاهن‏ ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏مجرد‏ ‏طاقة‏ ‏من‏ ‏نشاط‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏,‏ولا‏ ‏هو‏ ‏مجرد‏ ‏خزينة‏ ‏معلومات‏,‏ولامجرد‏ ‏رئاسة‏ ‏وإدارة‏,‏إنما‏ ‏هو‏ ‏قبل‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏روح‏..‏قدوة‏,‏ونور‏.‏
خطأ‏ ‏الكاهن‏ ‏أخطر‏ ‏بكثير‏ ‏من‏ ‏خطأ‏ ‏الإنسان‏ ‏العلماني‏.‏
لذلك‏ ‏فإن‏ ‏الكاهن‏ ‏عند‏ ‏تقديمه‏ ‏قربانة‏ ‏الحمل‏,‏يصلي‏ ‏قائلا‏ ‏أعط‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏مقبولة‏ ‏عن‏ ‏خطاياي‏ ‏وجهالات‏ ‏شعبك‏.‏فاعتبر‏ ‏خطايا‏ ‏الشعب‏ ‏جهالات‏.‏أما‏ ‏بالنسبة‏ ‏إليه‏ ‏فلا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏جهالة‏ ‏لأنه من‏ ‏فم‏ ‏الكاهن‏ ‏تطلب‏ ‏الشريعة‏,‏لأنه‏ ‏رسول‏ ‏رب‏ ‏الجنود‏(‏ملا‏2:7).‏
ما‏ ‏أخطر‏ ‏الخطأ‏,‏الذي‏ ‏يصدر‏ ‏من‏ ‏إنسان‏ ‏يعتبر‏ ‏قدوة‏!‏
إنه‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏الذين‏ ‏قال‏ ‏لهم‏ ‏المسيح‏ ‏أنتم‏ ‏نور‏ ‏العالم‏(‏مت‏5:14).‏وقال‏ ‏أيضاأنتم‏ ‏ملح‏ ‏الأرض‏ ‏وعقب‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏بقولهولكن‏ ‏إن‏ ‏فسد‏ ‏الملح‏,‏فبماذا‏ ‏يملح؟‏! ‏لا‏ ‏يصلح‏ ‏بعد‏ ‏لشيء‏.‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يطرح‏ ‏خارجا‏,‏ويداس‏ ‏من‏ ‏الناس‏(‏مت‏5:12-13)..‏ما‏ ‏أصعب‏ ‏هذه‏ ‏العبارة‏ ‏الأخيرة‏,‏وما‏ ‏أعمقها‏ ‏ألما‏ ‏في‏ ‏النفس‏.‏
خطأ‏ ‏الكاهن‏ ‏يعتبر‏ ‏عثرة‏ ‏للشعب‏.‏
وقد‏ ‏ينسب‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏ ‏كلها‏,‏أو‏ ‏إلي‏ ‏الدين‏ ‏نفسه‏.‏
فكثير‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏لايفرقون‏ ‏بين‏ ‏الدين‏ ‏ورجال‏ ‏الدين‏..‏علي‏ ‏الأقل‏ ‏سيقولون‏: ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏الكنيسة‏ ‏ورجالها‏!! ‏أو‏ ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏وقادتها‏!! ‏وهكذا‏ ‏يمتد‏ ‏خطأ‏ ‏الكاهن‏ ‏ليشمل‏ ‏دائرة‏ ‏واسعة‏ ‏جدا‏..‏
خطأ‏ ‏الكاهن‏ ‏خطير‏,‏لأنه‏ ‏وكيل‏ ‏السرائر‏ ‏الإلهية‏.‏
‏(1‏كو‏4:19)‏أو‏ ‏هو‏ ‏سفير‏ ‏الرب‏(2‏كو‏5:20).‏ويقول‏ ‏عنه‏ ‏السيد‏ ‏الرب الوكيل‏ ‏الأمين‏ ‏الحكيم‏ ‏الذي‏ ‏يقيمه‏ ‏سيده‏ ‏علي‏ ‏عبيده‏ ‏ليعطيهم‏ ‏طعامهم‏ ‏في‏ ‏حينه‏(‏لو‏12:42).‏والمقصود‏ ‏أنه‏ ‏الذي‏ ‏يعطي‏ ‏الطعام‏ ‏الروحي‏ ‏للناس‏..‏فإن‏ ‏كان‏ ‏الوكيل‏ ‏والسفير‏ ‏عثرة‏,‏فكيف‏ ‏ينظر‏ ‏الناس‏ ‏إلي‏ ‏الدين‏ ‏من‏ ‏الناحية‏ ‏العملية؟‏!‏
وخطأ‏ ‏الكاهن‏ ‏خطير‏,‏لأن‏ ‏المفروض‏ ‏فيه‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏مملوءا‏ ‏من‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏.‏
فإن‏ ‏كان‏ ‏الامتلاء‏ ‏من‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏والحكمة‏,‏شرطا‏ ‏من‏ ‏شروط‏ ‏الشمامسة‏(‏أع‏6:5) ‏فكم‏ ‏بالأولي‏ ‏القسوس‏ ‏الذين‏ ‏ينالون‏ ‏أيضا‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏في‏ ‏السيامة‏,‏بوضع‏ ‏اليد‏,‏وبالنفخة‏ ‏المقدسة‏(‏يو‏20:22)..‏ويعمل‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏فيهم‏,‏ويعطيهم‏ ‏سلطان‏ ‏مغفرة‏ ‏الخطايا‏ (‏يو‏20:23).‏
بقدر‏ ‏ما‏ ‏ينظر‏ ‏الناس‏ ‏إلي‏ ‏الكاهن‏ ‏كمثال‏,‏بقدر‏ ‏ماتكون‏ ‏أخطاؤه‏ ‏أو‏ ‏نقائصه‏.‏
الناس‏ ‏ينظرون‏ ‏إليه‏ ‏كوسيلة‏ ‏أيضاح‏ ‏لكل‏ ‏فضيلة‏,‏وكنموذج‏ ‏عملي‏ ‏لكل‏ ‏وصية‏.‏وطبيعي‏ ‏أن‏ ‏الشعب‏ ‏حينما‏ ‏يختار‏ ‏شخصا‏ ‏لسيامته‏ ‏كاهنا‏,‏إنما‏ ‏يختار‏ ‏أفضل‏ ‏العاملين‏ ‏في‏ ‏الشعب‏,‏وأكثرهم‏ ‏روحانية‏ ‏وكفاءة‏ ‏ومعرفة‏..‏فإن‏ ‏أخطأ‏ ‏هذا‏ ‏الأفضل‏,‏فكم‏ ‏تكون‏ ‏العثرة‏ ‏إذن؟‏! ‏إن‏ ‏كان‏ ‏النور‏ ‏الذي‏ ‏فيكم‏ ‏ظلاما‏..!!‏
الناس‏ ‏لايتصورون‏ ‏أن‏ ‏الكاهن‏ ‏يخطئ‏!‏
إنهم‏ ‏يقولون‏: ‏محال‏ ‏أن‏ ‏يحدث‏ ‏هذا‏! ‏إنه‏ ‏أبونا‏ ‏الروحي‏ ‏ومعلمنا‏,‏منه‏ ‏نتعلم‏ ‏الفضيلة‏,‏وطريق‏ ‏الروح‏,‏إنه‏ ‏وكيل‏ ‏المسيح‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏..‏إنه‏ ‏الذي‏ ‏يقف‏ ‏علي‏ ‏المذبح‏,‏ويقدس‏ ‏الأسرار‏,‏ومنه‏ ‏نتناول‏,‏وعليه‏ ‏نعترف‏..‏وهكذا‏ ‏يكون‏ ‏الشعب‏ ‏حساسا‏ ‏جدا‏,‏نحو‏ ‏ما‏ ‏يصدر‏ ‏عن‏ ‏الكاهن‏ ‏من‏ ‏قول‏ ‏ومن‏ ‏فعل‏,‏ويقيسونه‏ ‏بميزان‏ ‏من‏ ‏ذهب‏..‏
أما‏ ‏أمام‏ ‏الغرباء‏,‏فخطأ‏ ‏الكاهن‏ ‏يسيئ‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏ ‏كلها‏.‏
خطأ‏ ‏الإنسان‏ ‏العادي‏,‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يمرره‏ ‏الناس‏. ‏أما‏ ‏خطأ‏ ‏القائد‏,‏فيصيب‏ ‏الميع‏,‏ويجعلهم‏ ‏يخجلون‏ ‏أمام‏ ‏الآخرين‏.‏
لما‏ ‏أخطأ‏ ‏داود‏,‏مع‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏كاهنا‏,‏إنما‏ ‏مسيح‏ ‏الرب‏ ‏للحكم‏ ‏والإدارة‏,‏قال‏ ‏له‏ ‏ناثان‏ ‏النبي‏ ‏من‏ ‏فم‏ ‏الرب‏ ‏فيما‏ ‏يقدم‏ ‏له‏ ‏عقوبة‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏أنك‏ ‏قد‏ ‏جعلت‏ ‏بهذا‏ ‏الأمر‏ ‏أعداء‏ ‏الرب‏ ‏يشمتون‏(2‏صم‏12:149).‏فإن‏ ‏كانوا‏ ‏لايشمتون‏,‏فعلي‏ ‏الأقل‏ ‏يتعجبون‏ ‏وينذهلون‏.‏
وبخاصة‏ ‏الخطايا‏ ‏الظاهرة‏ ‏كخطايا‏ ‏الغضب‏,‏واللسان‏.‏
فالمفروض‏ ‏أن‏ ‏لسان‏ ‏الكاهن‏ ‏يفيض‏ ‏بركة‏,‏ويفيض‏ ‏معرفة‏,‏وتصدر‏ ‏منه‏ ‏كلمات‏ ‏الحياة‏..‏فإن‏ ‏صدرت‏ ‏منه‏ ‏كلمة‏ ‏غير‏ ‏لائقة‏,‏فماذا‏ ‏يقول‏ ‏الناس؟‏! ‏وإن‏ ‏غضب‏ ‏في‏ ‏نرفزة‏ ‏لاينتظرها‏ ‏أحد‏,‏ماذا‏ ‏يكون‏ ‏تأثير‏ ‏هذا‏ ‏علي‏ ‏الشعب؟‏! ‏وهل‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يقف‏ ‏علي‏ ‏المنبر‏,‏ويتحدث‏ ‏عن‏ ‏فضائل‏ ‏الوداعة‏ ‏واللطف؟‏!‏
وهناك‏ ‏ملاحظة‏ ‏مهمة‏,‏نقولها‏ ‏في‏ ‏صراحة‏ ‏وهي‏:‏
مدي‏ ‏الحرص‏ ‏والاستعداد‏ ‏في‏ ‏التقدم‏ ‏إلي‏ ‏التناول‏.‏
إن‏ ‏العلمانيين‏ ‏يستعدون‏ ‏للتناول‏ ‏بكل‏ ‏حرص‏ ‏وتدقيق‏,‏وبالتوبة‏,‏والاعتراف‏,‏فإن‏ ‏لم‏ ‏يكونوا‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏روحية‏ ‏لائقة‏,‏فإنهم‏ ‏يؤجلون‏ ‏تقدمهم‏ ‏للتناول‏,‏كغير‏ ‏مستحقين‏..‏
أما‏ ‏الكاهن‏ ‏فإنه‏ ‏مضطر‏ ‏للتناول‏ ‏كل‏ ‏أحد‏,‏أو‏ ‏في‏ ‏موعد‏ ‏خدمته‏,‏ولايستطيع‏ ‏أن‏ ‏يعطل‏ ‏القداس‏ ‏بحجة‏ ‏أنه‏ ‏غير‏ ‏مستعد‏,‏أو‏ ‏غير‏ ‏تائب‏..!! ‏فكيف‏ ‏إذن‏ ‏سيقف‏ ‏علي‏ ‏المذبح‏,‏ويخدم‏ ‏ويتناول‏..‏؟
أليس‏ ‏الواقع‏ ‏أنه‏ ‏سيتناول‏ ‏مهما‏ ‏كانت‏ ‏الأسباب‏ ‏والعوائق؟‏!‏
حقا‏,‏ما‏ ‏أخطر‏ ‏هذا‏ ‏الأمر‏!! ‏لذلك‏ ‏من‏ ‏واجب‏ ‏الكاهن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏مستعدا‏ ‏باستمرار‏ ‏للسرائر‏ ‏الإلهية‏,‏ومحترسا‏ ‏باستمرار‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏الروحية‏..‏ولا‏ ‏أحب‏ ‏أن‏ ‏أدخل‏ ‏في‏ ‏تفاصيل‏ ‏هذا‏ ‏الموضوع‏,‏فهي‏ ‏كثيرة‏ ‏ومتشعبة‏.‏
وعبارةأخطأت‏ ‏سامحوني‏ ‏التي‏ ‏يقولها‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏قداس‏,‏هل‏ ‏يقولها‏ ‏من‏ ‏قلبه‏,‏أم‏ ‏بطريقة‏ ‏روتينية‏,‏لايعينها‏ ‏بحيث‏. ‏لو‏ ‏سئل‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏شيء‏ ‏أخطأت؟قد‏ ‏لايجد‏ ‏جوابا‏..‏
صلاة‏ ‏الاستعداد‏:‏
لذلك‏ ‏حسنا‏ ‏وضعت‏ ‏الكنيسة‏ ‏المقدسة‏ ‏صلاة‏ ‏استعداد‏,‏يقولها‏ ‏الكاهن‏ ‏وهو‏ ‏يفرش‏ ‏المذبح‏ ‏قبل‏ ‏القداس‏,‏ويقول‏ ‏فيها‏:‏
أيها‏ ‏الرب‏ ‏العارف‏ ‏قلب‏ ‏كل‏ ‏أحد‏,‏القدوس‏ ‏المستريح‏ ‏في‏ ‏قديسيه‏,‏الذي‏ ‏بلا‏ ‏خطية‏ ‏وحده‏,‏القادر‏ ‏علي‏ ‏مغفرة‏ ‏الخطايا‏..‏أنت‏ ‏يارب‏ ‏تعرف‏ ‏أني‏ ‏غير‏ ‏مستحق‏ ‏ولامستعد‏ ‏ولامستوجب‏ ‏لهذه‏ ‏الخدمة‏ ‏المقدسة‏ ‏التي‏ ‏لك‏.‏وليس‏ ‏لي‏ ‏وجه‏ ‏أن‏ ‏أقف‏ ‏أمام‏ ‏مجدك‏ ‏الأقدس‏..‏بل‏ ‏ككثرة‏ ‏رأفاتك‏ ‏أغفر‏ ‏لي‏ ‏أنا‏ ‏الخاطئ‏,‏وأمنحني‏ ‏رأفة‏ ‏ورحمة‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الساعة‏,‏لكي‏ ‏أبتدئ‏ ‏وأهيئ‏ ‏وأكمل‏...‏
ليتنا‏ ‏نصلي‏ ‏جميعا‏ ‏هذه‏ ‏الصلاة‏ ‏من‏ ‏أعماق‏ ‏قلوبنا‏..‏
ولا‏ ‏نكتفي‏ ‏فقط‏ ‏بالبعد‏ ‏عن‏ ‏الخطايا‏ ‏والسلبيات‏,‏بل‏ ‏ننمو‏ ‏في‏ ‏ثمار‏ ‏الروح‏ ‏وفي‏ ‏حياة‏ ‏النقاوة‏ ‏والكمال‏, ‏فنكون‏ ‏أصحاب‏ ‏خبرة‏ ‏روحية‏ ‏تنفع‏ ‏أولادنا‏ ‏المحتاجين‏ ‏إليها‏ ‏في‏ ‏مسيرتهم‏ ‏الروحية‏.‏
الجدية‏ ‏والروحانية‏ ‏في‏ ‏الصلوات
إن‏ ‏كان‏ ‏الأب‏ ‏الكاهن‏ ‏يصلي‏ ‏بروح‏ ‏وبجدية‏,‏يشعر‏ ‏الناس‏ ‏بعمق‏ ‏وتأثير‏ ‏صلواته‏,‏غير‏ ‏الذي‏ ‏يصلي‏ ‏بسرعة‏ ‏وبروتينية‏.‏
ولنضرب‏ ‏مثالا‏ ‏أو‏ ‏أكثر‏:‏
رشم‏ ‏مريض‏ ‏بالزيت‏:‏
فرق‏ ‏كبير‏ ‏بين‏ ‏كاهنين‏ ‏يرشمان‏ ‏مريضا‏ ‏بالزيت‏:‏
‏1- ‏أحدهما‏ ‏يرشمه‏ ‏بسرعة‏,‏ربما‏ ‏وهو‏ ‏يكلمه‏ ‏أو‏ ‏يكلم‏ ‏من‏ ‏حوله‏..‏أو‏ ‏في‏ ‏صمت‏..‏
‏2- ‏وكاهن‏ ‏آخر‏ ‏يضع‏ ‏يده‏ ‏علي‏ ‏المريض‏,‏ثم‏ ‏يتلو‏ ‏بكل‏ ‏خشوع‏ ‏وبصوت‏ ‏مسموع‏,‏بعض‏ ‏قراءات‏ ‏من‏ ‏الإنجيل‏ ‏منها‏:‏
فصل‏ ‏من‏ ‏الإنجيل‏ ‏لمعلمنا‏ ‏لوقا‏ ‏البشير‏ ‏بركاته‏ ‏علينا‏ ‏آمين‏:‏
وكانت‏ ‏حماة‏ ‏سمعان‏ ‏بحمي‏ ‏شديدة‏.‏فسألوه‏ ‏من‏ ‏أجلها‏. ‏فوقف‏ ‏فوقا‏ ‏منها‏.‏وانتهر‏ ‏الحمي‏ ‏فتركتها‏. ‏وللحال‏ ‏قامت‏ ‏وخدمتهم‏. ‏وعند‏ ‏غروب‏ ‏الشمس‏,‏كان‏ ‏كل‏ ‏الذين‏ ‏عندهم‏ ‏مرضي‏ ‏بأنواع‏ ‏أمراض‏ ‏كثيرة‏ ‏يقدمونهم‏ ‏إليه‏.‏فكان‏ ‏يضع‏ ‏يديه‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏واحد‏ ‏منهم‏ ‏فيشفيهم‏..(‏لو‏4:38-40).‏
نعم‏ ‏آمين‏,‏تفضل‏ ‏يارب‏ ‏واشف‏ ‏هذا‏ ‏المريض‏.‏
ثم‏ ‏يتلو‏(‏مت‏10:1-8) ‏عن‏ ‏السلطان‏ ‏الذي‏ ‏منحه‏ ‏الرب‏ ‏لتلاميذه‏ ‏لشفاء‏ ‏المرضي‏..‏ثم‏ ‏يتناول‏ ‏قارورة‏ ‏الزيت‏ ‏بكل‏ ‏وقار‏,‏ويرشمها‏ ‏بالرشومات‏ ‏الثلاثة‏,‏ويتلو‏:‏
من‏ ‏رسالة‏ ‏معلمنا‏ ‏يعقوب‏ ‏الرسول‏ ‏بركاته‏ ‏علينا‏ ‏آمين‏:‏
أمريض‏ ‏أحد‏ ‏بينكم‏,‏فليدع‏ ‏قسوس‏ ‏الكنيسة‏,‏فيصلوا‏ ‏عليه‏,‏ويدهنوه‏ ‏بالزيت‏ ‏باسم‏ ‏الرب‏ ‏وصلاة‏ ‏الإيمان‏ ‏تشفي‏ ‏المريض‏ ‏والرب‏. ‏يقيمه‏,‏وإن‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏فعل‏ ‏خطية‏ ‏تغفر‏ ‏له‏..(‏يع‏5:14-15).‏
ثم‏ ‏يدهن‏ ‏المريض‏ ‏بالزيت‏ ‏في‏ ‏هدوء‏,‏وهو‏ ‏يقول‏ ‏بصوت‏ ‏مسموعباسم‏ ‏الآب‏ ‏والابن‏ ‏والروح‏ ‏القدس‏.. ‏بالقبطية‏ ‏أو‏ ‏العربية‏.‏
وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏يقول‏ ‏كلمته‏ ‏دعاء‏ ‏للمريض‏,‏من‏ ‏عمق‏ ‏قلبه‏,‏وبمحبة‏,‏ويشعر‏ ‏المريض‏ ‏ببركة‏ ‏الكاهن‏ ‏وبصلواته‏ ‏ودعائه‏. ‏كما‏ ‏يشعر‏ ‏أيضا‏ ‏بجدية‏ ‏الصلاة‏,‏بل‏ ‏أيضا‏ ‏يحس‏ ‏فاعلية‏ ‏الصلاة‏. ‏وربما‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏يقرأ‏ ‏له‏ ‏الكاهن‏ ‏التحليل‏,‏أو‏ ‏الجزء‏ ‏الثالث‏ ‏من‏ ‏صلاة‏ ‏التحليل‏.‏
الاستعداد‏ ‏للتناول
معروف‏ ‏أن‏ ‏العلماني‏ ‏يهتم‏ ‏كثيرا‏ ‏بالتناول‏,‏ويستعد‏ ‏له‏ ‏بالتوبة‏,‏والصلح‏,‏وأمور‏ ‏روحية‏ ‏كثيرة‏,‏فماذا‏ ‏عنك‏ ‏أيها‏ ‏الأب‏ ‏الكاهن؟
إنك‏ ‏مطالب‏ ‏أن‏ ‏تصلي‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏في‏ ‏أيام‏ ‏معروفة‏,‏وتكون‏ ‏أول‏ ‏المتناولين‏.‏فهل‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏قداس‏ ‏تكون‏ ‏مستعدا‏.‏
أم‏ ‏أنت‏ ‏تتقدم‏ ‏إلي‏ ‏صلاة‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏وإلي‏ ‏التناول‏ ‏مهما‏ ‏كانت‏ ‏حالتك‏ ‏الروحية؟‏!‏ولا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏توقف‏ ‏القداس‏ ‏بسبب‏ ‏أخطاء‏ ‏ربما‏ ‏يعرفها‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الناس؟‏ ‏إنه‏ ‏أمر‏ ‏خطير‏ ‏بلاشك‏..!!‏
ظروف‏ ‏الكاهن‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏خدمة‏ ‏الأسرار‏ ‏الإلهية‏ ‏تحتاج‏ ‏إلي‏ ‏استعداد‏ ‏دائم‏..‏لأنه‏ ‏لو‏ ‏مارس‏ ‏الصلوات‏ ‏دون‏ ‏استعداد‏,‏وبحكم‏ ‏الضرورة‏ ‏الموضوعة‏ ‏عليه‏,‏وبخاصة‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏هوالكاهن‏ ‏الوحيد‏ ‏في‏ ‏كنيسته‏,‏أو‏ ‏في‏ ‏البلدة‏ ‏كلها‏..‏لأصبحت‏ ‏هذه‏ ‏عادة‏ ‏عنده‏ ‏يلتمس‏ ‏لنفسه‏ ‏الأعذار‏ ‏فيها‏.‏
وهكذا‏ ‏تحدث‏ ‏الاستهانة‏ ‏بالأسرار‏ ‏وبالصلوات‏ ‏وبخدمة‏ ‏المذبح
لذلك‏ ‏يختارون‏ ‏الأب‏ ‏الكاهن‏ ‏من‏ ‏أفضل‏ ‏العناصر‏ ‏وأعمقها‏ ‏روحا‏ ‏وأكثر‏ ‏فضيلة‏,‏لكي‏ ‏يكون‏ ‏مستعدا‏ ‏كل‏ ‏يوم‏,‏بل‏ ‏كل‏ ‏حين‏,‏لخدمة‏ ‏الأسرار‏ ‏الإلهية‏...‏

*******************************
صورة نـادرة تجمع بين قداسة الـبابـا شنـودة وشقيقه أبونا بـطرس جيد كاهن كنيسة العذراء بالزيتون

 

This site was last updated 10/17/14