Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 ا

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
ظهور محمد على
New Page 1794
New Page 1795
New Page 1796
New Page 1464
New Page 1459
New Page 1460
New Page 1461
New Page 1462
New Page 1463
New Page 1802
New Page 1801
New Page 1803
New Page 1804
New Page 1805
New Page 1806
New Page 1807
New Page 1808
New Page 1809
New Page 1810
New Page 1811
New Page 1812
New Page 1813
New Page 1814
New Page 1815
محمد على والأقباط
زوجات وجوارى محمد على
محمد على والدولة الحديثة
قصر محمد على بالسويس
محمد على وتحديث مصر
سرقة مقبرة محمد على
Untitled 1918
Untitled 1919
Untitled 1920
مشاهير اللأقباط وقديسهم ومحمد على

Hit Counter

 

شهر صفر بيوم الأحد 1229 هـ - 23 يناير 1814 م
مما وقع في ذلك اليوم من الحوادث أن صناع البارد الكائنين بباب اللوق حملوا نحو عشرة أحمال من الجمال أوعية ملآنة بارودًا وهي الظروف المصنوعة من الجلود التي تسمى البطط يريدون بها القلعة فمروا من باب الخرق إلى ناحية تحت الربع فلما وصلوا تجاه معمل الشمع وبصحبة الجمال شخص عسكري فتشاجر مع الجمال ورد عليه القول فحنق منه فضربه بفرد الطبنجة فأصابت إحدى البطط فالتهبت بالنار وسرت إلى باقي الأحمال فالتهب الجميع وصعد إلى عنان السماء فاحترقت السقيفة المطلة على الشارع وما بناحيتها من البيوت والذم أسفلها من الحوانيت وكذلك من صادف مروره في ذلك الوقت واحترق ذلك العسكري والجمال فيمن احترق واتفق مرور امرأة من النساء المحتشمات مع رفيقتها فاحترقت ثيابها مع رفيقتها وذهبت تجري والنار ترعى فيها وكانت دارها بالقرب من تلك الناحية فيما وصلت إلى الدار حتى احترق ما عليها من الثياب واحترق أكثر جسدها ووصلت الأخرى بعدها وهي محترقة وعريانة فماتت من ليلتها ولحقتها الأخرى في ضحوة اليوم الثاني ومات في هذه الحادثة أكثر من المائة نفس من رجال ونساء وأطفال وصبيان وأما الجمال فأخذوها إلى بيت أبي الشوارب وهي سود محترقة الجلود وفيها من خرجت عينه فإما يعالجوها أو ينحروها وكل هذا الذي حصل من الحرق والموت والهدم في طرفة عين‏.‏
وفي الاثنين 2 شهر صفر 1229 هـ - 24 يناير 1814 م وصل مصطفى بك أمير ركب الحجاج إلى مصر وترك الحجاج بالدار الحمراء فبات في داره وأصبح عائدًا إلى البركة فدخل مع المحمل يوم الأربعاء ودخل الحجاج وأتبعهم بحيث أنه أخذ المسافة في أحد وعشرين يومًا وسبب حضور المذكور أنه ذهب بعساكره وعساكر الشريف من الطائف إلى ناحية تربة والمتآمر عليها امرأة فحاربتهم وانهزم منها شر هزيمة فحنق عليه الباشا وأمره بالذهاب إلى مصر مع المحمل‏.‏
وفيه أرسل الباشا يستدعي اثنتين أو ثلاثة عينهن من محاظيه وصحبتهن خمسة من الجواري السود الأسطاوات في الطبخ وعمل أنواع الفطور فأرسلوهن في ذلك اليوم إلى السويس وصحبتهن نفيسة القهرمانة وهي من جواريه أيضًا وكانت زوجًا لقاضي أوغلي المحتسب الذي مات بالحجاز في العام الماضي‏.‏
وفيه أيضًا وصل حريم الشريف غالب فعينوا له دارًا يسكنها مع حريمه جهة سويفة العزى فسكنها ومعه أولاده وعليهم المحافظون واستولى الباشا على موجودات الشريف غالب من نقود وأمتعة وودائع ومخبآت وشرك وتجارات وبن وبهار ونقود بمكة وجدة والهند واليمن شيء لا يعلم قدره إلا الله وأخرجوا حريمه وجواريه من سرايته بما عليهن من الثياب بعد ما فتشوهن تفتيشًا فاحشًا وهتك حرمته قل اللهم مالك الملك هذا الشريف غالب انتزع من مملكته وخرج من دولته وسيادته وأمواله وذخائر وانسل من ذلك كله كالشعرة من العجين حتى أنه لما ركب وخرج مع العسكر وهم متوجهون به إلى جدة أخذوا ما في جيوبه فليعتبر من يعتبر وكل الذي وقع له بعد من التغريب وغيره فيما جناه من الظلم ومخالفة الشريعة والطمع في الدنيا وتحصيلها بأي طريق نسأل الله السلامة وحسن العاقبة‏.‏
وفي يوم الخميس 5 شهر صفر 1229 هـ - 27 يناير 1814 م طاف الآغا أيضًا بأسواق المدينة وأمامه المناداة على أبواب الخانات والوكائل من التجار بأنهم لا يتعاملون في بيع البن والبهار إلا بحساب الريال المتعارف في معاملة الناس وهو الذي يصرف تسعين نصفًا لأن باعة البن لا يسمون في بيعه إلا الفرانسة ولا يقبضون في ثمنه إلا إياها بأعيانها ولا يقبلون خلافها من جنس المعاملات فيحصل بذلك تعب للمتسببين الفقراء والقطاعين ومن يشتري بالقنطار أو دونه فبهذه المناداة يدفع المشتري ما يشاء من جنس المعاملات قروشًا أو ذهبًا أو فرانسة أو أي صنف من المعاملات ويحسبه المعاملة والريال المعروف بين الناس الذي صرفه تسعون نصفًا فضة وإذا سمى سعر القنطار فلا يسمي إلا بهذا الريال وهذه المناداة بإشارة السيد محمد المحروقي بسبب ما كان يقع من تعطيل الأسباب‏.‏
وفيه سافر محمود بك وصحبته المعلم غالي للكشف عن قياس الأراضي البحرية التي نزل إليها القياسون بصحبة مباشريهم من النصارى والمسلمين من وقت انحسار الماء عن الأراضي وانتشروا بالأقاليم البحرية وهم يقيسون بقصبة تنقص عن القصبة القديمة‏.‏
وفي يوم الاثنين 9 شهر صفر 1229 هـ - 31 يناير 1814 م وصل حريم الشريف غالب من السويس فأنزلوهن ببيت السيد محمد المحروقي وعدتهن خمسة إحداهن جارية بيضاء والأربعة حبشيات ومعهن جواري سود وطواشية وحضر إليهم سيدهم وصحبته أحمد أغا أخو كتخدا بك وصحبتهم نحو العشرين نفرًا من العسكر واستمر الجميع مقيمين بمنزل المذكور وهو يجري عليهم النفقات اللائقة بهم والمصاريف وفضل لهم كساوي من مقصبات وكشميري وتفاصيل هندية‏.‏
وفي يوم السبت 14 شهر صفر 1229 هـ - 5 فبراير 1814 م خرج محو بك إلى ناحية الآثار بعساكره ليسافر من ساحل القصير إلى الحجاز باستدعاء الباشا فاستمر مقيمًا هناك عدة أيام لمخالفة الريح وارتحل في أواخره وفي أوائل هذا الشهر بل والذي قبله عملوا كورنتينه في إسكندرية ودمياط فيه رجع محمود بك والمعلم غالي من سرحتهما‏.‏
واستهل شهر ربيع الأول 1229 هـ - 21 فبراير 1814 م وفيه رجع محمود بيك والمعلم غالى من سرحتهما

وفيه انتقل الشريف غالب بعياله من بيت السيد محمد المحروقي إلى المنزل الذي أعدوه له وهو بيت لطيف باشا بسويقة العزى بعد ما أصلحوه وبيضوه وأسكنوه به وعليه اليسق والعسكر الملازمون لبابه

وفيه أبرز كتخدا بك فرمانًا وصل إليه من الباشا يتضمن ضبط جميع الالتزام لطرف الباشا ورفع أيدي الملتزمين عن التصرف بل الملتزم يأخذ فائظه من الخزينة فلما أشيع ذلك ضج الناس وكثر فيهم اللغط واجتمعوا على المشايخ فطلعوا إلى كتخدا بك وسألوه فقال نعم ورد من أفندينا أمر بذلك ولا يمكنني مخالفته فقالوا له كيف تقطعون معايش الناس وأرزاقهم وفيهم أرامل وعواجز وللواحدة قيراط أن نصف قيراط يتعيشن من إيراده فينقطع عنهن فقال يأخذن الفائظ من الخزينة العامرة عرضحال وننتظر الجواب فأجابهم إلى ذلك من باب المسايرة وفك المجلس وشرع الشيخ المهدي في ترصيف العرضحال فكتبوه وختموا عليه بعد إمتناع البعض , الذى ليس له إلتزام , وكثر اللغط فيما بينهم بسبب ذلك

وفي يوم الجمعة 5 شهر ربيع الأول 1229 هـ - 25 فبراير 1814 م حضر جمع كثير من النساء الملتزمات إلى الجامع الأزهر وصرخوا في وجوه الفقهاء وأبطلوا الدروس وبددوا محافظهم وأوراقهم فتفرقوا وذهبوا إلى دورهم وكان قد اجتمع معهم الكثير من العامة واستمروا في هرج إلى بعد العصر ثم جاءهم من يقول لهم كلامًا كذبًا سكن به حدتهم فانفض الجمع وذهب النساء وهن يقلن نأتي في كل يوم على هذا المنوال حتى يفرجوا لنا عن حصصنا ومعايشنا وأرزاقنا وفي ظن الناس وغفلتهم أن في الإناء بقية أوانهم يدفعون الرزية وما علموا أن البساط قد انطوى وكل قد ضل وأضل وغوى ومال عن الصراط واتبع الهوى وكلب الجور قد كشر أنيابه وعوى ولم يجد له طاردًا ولا معارضًا ولا معاندًا ولما وصل الخبر إلى كتخدا بك طلب بعض المشايخ وقال له ما خبر هذه الجمعية بالأزهر فقال لهم بسبب ما بلغهم عن قطع معاشهم وإنما أنتم الذين تسلطونهم على هذه الفعال لأغراضكم ولا بد أني أستخبر على من غراهم وأخرج من حقه وطلبه علي آغا الوالي وقال له أخبرني عن هؤلاء النساء من أي البيوت فقال وما علمي ومن يميزهن وغالبهن وأكثرهن نساء العساكر ولا قدرة لي على منعهن وانقض المجلس وبردت همتهم وانكمشوا وشرعوا في تنفيذ ما أمروا به وترتيبه وتنظيمه‏.‏
وفيه حضر محمود بك والمعلم غالي فأقاما أيامًا وسافرا في ثالث عشره وفيه أحضروا حسن أغا محرم المعروف بنجائي من إقليم المنوفية وهو مريض وتوفي في ثاني يوم ودفن‏.‏
وفي يوم ألأثنين 15 شهر ربيع الأول 1229 هـ - 7 مارس 1814 م مر الآغا والوالي وأغات التبديل وهم يأمرون الناس بكنس الأسواق ورشها حالًا في ذلك الوقت من غير تأخير فابتدر الناس ونزلوا من حوانيتهم وبأيديهم المكانس يكنسون بها تحت حوانيتهم ثم يرشونها‏.‏
وفي يوم الجمعة 19 شهر ربيع الأول 1229 هـ - 11 مارس 1814 م حضر الشريف عبد الله ابن الشريف سرور أرسله الباشا إلى مصر من ناحية القصير منفيًا من أرض الحجاز فأنزلوه بمنزل أحمد آغا كتخدا بك محجوزًا عليه ولم يجتمع مع عمه ولم يره‏.‏
وفيه كثر الطلب للريال الفرانسة بسبب احتياج دار الضرب وما يرسل إلى الباشا من ذلك وألزموا التجار بإحضار جملة من ذلك ويأخذون بدلها قروشًا مقادير على أفرادهم بما يحتمله وجمعوا ما قدروا عليه منها‏.‏
وفيه شنق شخص يسمى صالح عند باب زويلة واستمر معلقًا يومين وسبب ذلك أنه يدعى الجذب والولاية وتزوج بامرأة وأخذ متاعها ومالها وحصل لها خلل في عقلها فأنهوا أمره إلى كتخدا بك فأمر بحبسه واستخلصوا منه جانبًا مما أخذه من متاع المرأة وكثر كلام الناس في حقه فأمر الكتخدا بشنقه‏.‏
وفي أواخر شهر ربيع الأول 1229 هـ - النصف الأخير من مارس 1814 م حضر إبراهيم بك ابن الباشا من الجهة القبلية ونزل بالبيت الذي اشتراه بناحية

واستهل شهر ربيع الثاني بيوم الأربعاء سنة 1229

وفي ليلة الاثنين 6 شهر ربيع الثاني سنة 1229 هـ - ا28 مارس 1814 م حضر ميمش آغا من ناحية الحجاز مرسلًا من عند الباشا باستعجال حسن باشا للحضور إلى الحجاز وكان قبل ذلك بأيام أرسل يطلب سبعة آلاف عسكري وسبعة آلاف كيس فشرع كتخدا بك في استكتاب أشخاص من أخلاط العالم ما بين مغاربة وصعايدة وفلاحي القرى فكان كل من ضاق به الحال في معاشه يذهب ويعرض نفسه فيكتبونه وإن كان وجيهًا جعله أميرًا على مائة أو مائتين ويعطيه أكياسًا يفرقها في أنفاره ويشتري فرسًا وسلاحًا ويتقلد بسيف وطبنجات وكذلك أنفاره ويلبسون قناطيش ولباسًا مثل لبس العسكر ويعاق له وزنة بارود تحت إبطه ويأخذ على كتفه بندقية ويمشون أمام كبيرهم مثل الموكب وفيهم أشخاص من الفعلة الذين يستعملون في شيل التراب والطين في العمائر وبرابرة وأرسل الكتخدا إلى الفيوم وغيرها بطلب رجال من أمثال ذلك وجمعوا الكثير من أرباب الصنائع مثل الخبازين والفرانين والنجارين والحدادين والبياطرة وغيرهم من أرباب الصنائع ويسحبونهم قهرًا فأغلق الفرانون مخابزهم وتعطل خبيز خبز الناس أيامًا وفيه ورد الطلب لحسن الباشا فشرع في تشهيل أحواله ولوازم سفره ثم حضر ميمش أغا باستعجاله واستعجال المطلوبات من الأموال وفيه قبضوا على اليهود الموردين الذين يوردون الذهب والفضة لدار الضرب بسبب إحضار الفرانسة وقد قلت بأيدي الناس جد الكثرة أخذها والطلب لها وانقطاع مجيئها من بلادها فحبسوهم وضربوهم ونزلوا في أسوأ حال متحيرين وذلك أن راتب الضربخانة سبعة آلاف في كل يوم عنها ثلاثة وستون ألف درهم وقدرها ثلاث مرات من النحاس يضربون ذلك قروشًا حتى بلغ سعر النحاس القراضة مائة وعشرين نصفًا فضة‏.‏
وفي يوم الخميس 9 شهر ربيع الثاني سنة 1229 هـ - 31 مارس 1814 م حضر محمود بك الدويدار والمعلم غالي من سرحتهما إلى مصر وهما المتآمران على مباشرة قياس الأراضي وتشهيل المال المفروض وسبب حضورهما أن إبراهيم باشا أرسل بطلبهما للحضور ليتشاور معهما في أمر فأقاما وعادا راجعين إلى شغلهما‏.‏
وفي يوم ألأربعاء 15 شهر ربيع الثاني سنة 1229 هـ - 6 أبريل 1814 م سافر إبراهيم باشا عائدًا إلى أسيوط وذهب صحبته أخوه إسمعيل باشا والبيكات الصغار خوفًا وهروبًا من الطاعون‏.‏
وفيه كمل تعمير الجامع الذي عمره دبوس أوغلي الذي بقرب داره التي بفيط العدة وهو جامع جوهر العيني وكان قد تخرب فهدمه جميعه وأنشأه وزخرفه ونقل لعمارته أنقاضًا كثيرة وأخشابًا ورخامًا من بيت أبي الشوارب وعمل به منبرًا بديع الصنعة واستخلص جهة أوقافه أطيانًا وأماكن من واضعي اليد‏.‏
وفيه أيضًا نادوا على سكان الجيزة بالخروج منها بعد عصر يوم السبت ومن لا يريد الخروج فلا يخرج بعد ذلك ومن خرج فلا يدخل وأمهلوهم إلى الغروب فخرجوا بأمتعتهم وأطفالهم وأولادهم وأوانيهم إلى خارج البلدة وبات الأكثر منهم تحت السماء لضيق الوقت على الرحيل إلى بلدة أخرى وخرج أيضًا الكثير من عساكرهم وأتباعهم ممن لا يريد المقام والحبس فكانوا كلما وجدوا من جمل متاعه من أهل البلدة على حمار ليذهب إلى جهة يستقر بها ورموا به إلى الأرض وأخذوا الحمار وحصل لأهل الجيزة في تلك الليلة ما لا مزيد عليه من الكرب والجلاء عن أوطانهم وكل ذلك مجرد وهم مع قلة وجود الطعن إلا التزر اليسير‏.‏
وفي يوم الخميس 23  شهر ربيع الثاني سنة 1229 هـ - 14 أبريل 1814 م سافرت خزينة المال المطلوبة إلى الباشا إلى جهة السويس وأصحبوا معها عدة كبيرة من عسكر الدلاة لخفارتها وقدرها ألفان وخمسمائة كيس جميعها قروش‏.‏
شهر جمادى الأولى سنة 1229 استهل بيوم الجمعة

في 3 شهر جمادى الأولى سنة 1229 هـ - 23 أبريل 1814 م خرج حسن باشا بعساكره ونزل بوطاقه وخيامه التي نصبت له بالعادلية قبل خروجه بيومين‏.‏
وفي 4 شهر جمادى الأولى سنة 1229 هـ - 24 أبريل 1814 م وصلت هجانة من ناحية الحجاز بطلب حسن بك دالي باشا وأخشاب واحتياجات وجمال والذي أخبر به المخبرون عن الباشا وعساكره أن طوسون باشا وعابدين ركبوا بعساكرهم على ناحية تربة التي بها المرأة التي يقال لها غالية فوقعت بينهم حروب ثمانية أيام ثم رجعوا منهزمين ولم يظفروا بطائل ولأن العربان نفرت طباعهم من الباشا لما حصل منه في حق الشريف من القبض عليه وهاجر الكثير من الأشراف وانضموا إلى الأخصام وتفرقوا في النواحي ومنهم شخص يقال له الشريف راجح فأتى من خلف العسكر وقت قيام الحرب وحاربهم ونهب الذخيرة والأحمال من العربان المسالمين له بأغلى ثمن وأخبروا أيضًا أنه واقع بالحرمين غلاء شديد لقلة الجالب واحتكار الباشا للغلال الواصلة إليه من مصر فيبيعه حتى على عسكره بأغلى ثمن من التجبر على المسافرين والحجاج في استصحابهم شيئًا من الحب والدقيق فيفتشون متاعهم في السويس ويأخذون ما يجدونه معهم مما يتزودن يه في سفرهم من القمح أو الدقيق وما يكون معهم من الفرانسة لنفقتهم وأعطوهم بدلها من القروش‏.‏

وفيه بلغ صرف الريال الفرانسة من الفضة العددية ثمانمائة وعشرين نصفًا عناه ثمانية قروش والمشخص عشرون قرشًا وقل وجود الفرانسة والمشخص والمحبوب المصري بأيدي الناس جدًا ثم نودي على أن يصرف الريال بسبعة قروش والمشخص بستة عشر قرشًا وشددوا قفي ذلك وعاقبوا من زاد على ذلك في قبض أثمان المبيعات وأطلقوا في الناس جواسيس وعيونًا فمن عثروا عليه في مبيع أو غيره أنه قبض بالزيادة أحاطوا به وأخذوه وعاقبوه بالحبس والضرب والتغريم وربما أرسلوا من طرفهم أشخاصًا متنكرين يأتي أحدهم للبائع فيساومه السلعة كأنه مشتر ويدفع له في ضمن الثمن ريالًا أو مشخصًا ويحسبه بحسابه الأول ويناكره في ذلك فربما تجاوز البائع خوفًا من بوار سلعته وخصوصًا إذا كانت البيعة رابحة أو بيعة استفتاح على زعم الباعة وقلة الزبون بسبب وقف حال الناس أو إفلاسهم فما هو إلا أن يتباعد عنه يسيرًا فما يشعر إلا وهو بين يدي الأعوان ويلاقي وعده‏.‏
وفي 15 شهر جمادى الأولى سنة 1229 هـ - 5 مايو 1814 م وصلت قافلة من السويس وفيها جملة من العسكر المتمرضين ونحو العشرة من كبارهم نفاهم الباشا إلى مصر وفيهم حجو أوغلي ودالي حسن وعلي أغادرمنلي وترجوا وحسن أغا أزرجنلي ومصطفى ميسوا وأحمد أغا قنبور‏.‏
وعليه أيضًا خرج عسكر المغاربة ومن معهم من الأجناس المختلفة إلى مصر العتيقة ليذهبوا من الناحية القصير إلى الحجاز وأما محو بك فإنه لم يزل بقنا القلة المراكب بالقصير التي تحملهم إلى الحجاز‏.‏
وفي 16 شهر جمادى الأولى سنة 1229 هـ - 6 مايو 1814 م وصلت قافلة وفيها أنفار من أهل مكة والمدينة وسفار وبضائع تجارة بن وأقمشة وبياض شيء كثير وقد أتت إلى جدة من تجارات الشريف غالب ولم يبلغهم خبر الشريف غالب وما حصل له فلما حضر وضع الباشا يده عليه جميعه وأرسل إلى مصر فتولى ذلك السيد محمد المحروقي وفرقها على التجار بالثمن الذي قدره عليهم وألزمهم أن لا يدفعوه إلا فرانسة‏.‏
وفي هذا الشهر وصل الخبر بموت الشيخ مسعود كبير الوهابية وتولى مكانه ابنه عبد الله‏.‏
وفيه خرج طائفة الكتبة والأقباط والروزنامجي والجاجرتية وذهب الجميع إلى جزيرة شلقان ليحرروا دفاتر على الروك الذي راكوه من قياس الأراضي زيادة الأطيان وجفل الكثير من الفلاحين وأهالي الأرياف وتركوا أوطانهم وزرعهم وهالهم هذا الواقع لكونهم لم يعتادوه ويألفوه وباعوا مواشيهم ودفعوا أثمانها في الذي طلع عليهم في الزيادات الهائلة وسيعودون مثل الكلاب ويعتادون سلخ الإرهاب وأما الملتزمون فبقوا حيارى باهتين وارتفع أيدي تصرفهم في حصصهم ولا يدرون عاقبة أمرهم منتظرين رحمة ربهم وان وقت الحصاد وهم ممنوعون عن ضم زرع وسياهم إلى أن أذن لهم الكتخدا بذلك وكتب لهم أوراقًا وتوجهوا بأنفسهم أو بمن ينوب عن مخدومه وأراد ضم زرعه ولم يجد من يطيعه بهم وتطاولوا عليهم بالألسنة فيقول الحرفوش منهم إذا دعي للشغل بأجرته روح انظر غيري أنا مشغول في شغلي أنتم إيش بقالكم في البلاد قد انقضت أيامكم إحنا صرنا فلاحين الباشا وقد كانوا من الملتزمين أذل من العبيد المشترى فربما أن العبد يهرب من سيده إذا كلفه فوق طاقته أو أهنه بالضرب وأما الفلاح فلا يمكنه ولا يسهل به أن يترك وطنه وأولاده وعياله ويهرب وإذا هرب إلى بلدة أخرى واستعلم أستاذه مكانه أحضره قهرًا وازداد ذلًا ومقتًا وإهانة وكان من طرائفهم أنه إذا آن وقت الحصاد والتحضير طلب الملتزم أو قائم مقامه الفلاحين فينادي عليهم الغفير أمس اليوم المطلوبين في صبحه بالتبكير إلى شغل الملتزم فمن تخلف لعذر أحضره الغفير أو المشد وسحبه من شنبه وأشبعه سبًا وشتمًا وضربًا وهو المسمى عندهم بالعونة والسخرة واعتادوا ذلك بل يرونه من اللازم الواجب وهذا خلاف ما يلقونه من الإذلال والتحكم من مشايخهم والشاهد والنصراني الصراف وهو العمدة والعهدة خصوصًا عند قبض المال فيخالطهم ويناكرهم وهم له أطوع من أستاذهم وأمره نافذ فيهم فيأمر قائمقام بحبس من شاء أو ضربه محتجًا عليهم ببواقي لا يدفعها وإذا غلق أحدهم ما عليه من المال الذي وجب عليه في قائمة المصروف وطلب من المعلم ورده وهي ورقة الغلاق وعده لوقت آخر حتى يحرر حسابه فلا يقدر الفلاح على مراددته خوفًا منه فإذا سأله من بعد ذلك قال له بقي عليك حبتان من فدان أو أخروبتان أو نحو ذلك ولا يعطيه ورقة الغلاق حتى يستوفي منه قدر المال أو يصانعه بالهدية والرشوة وغير ذلك أمور وأحكام خارجة عن إدراك البهيمة فضلًا عن البشرية كالشكاوي ونحوها وذلك كما إذا تشاجر أحدهم مع آخر على أمر جزئي بادر أحدهم بالحضور إلى الملتزم وتمثل بين يديه قائلًا أشكو إليه فلانًا بمائة ريال مثلًا فبمجرد قول ذلك يأمر بكتابة ورقة خطابًا إلى قائمقام أو المشايخ بإحضار ذلك الرجل المشتكي واستخلاص القدر الذي ذكره الشاكي قليلًا أو كثيرًا أو حبسه وضربه حتى يدفع ذلك القدر ويرسل والورقة مع بعض أتباعه ويكتب بهامشها كراء طريقة قليلًا أو كثير أو يسمونه حق الطريق فعند وصوله أول شيء يطالب به الرجل حق الطريق المعين ثم الشكوى فإن بادر ودفعها وإلا حبس أو حضر به المعين إلى بيت أستاذه فيوعده الحبس ويعاقبه بالضرب حتى يوفي القدر الذي تلفظ به الشاكي وإن تأخر عن حضوره المعين أردفه بآخر وحق طريق الآخر كذلك ويسمونها الاستعجالة وغير ذلك أحكام وأمور غير معقولة المعنى قد ربوا عليها واعتادوا لا يرون فيها بأسًا ولا عيبًا وقد سلط الله على هؤلاء الفلاحين بسوء أفعالهم وعدم ديانتهم وخيانتهم وإضرارهم لبعضهم البعض من لا يرحمهم ولا يعفو عنهم كما قال فيهم البدر الحجازي وسبعة بالفلح قد أنزلت لما حووه من قبيح الفعال شيوخهم أستاذهم والمشد والقتل فيما بينهم والقتال مع النصارى كاشف الناحية وزد عليها كدهم في اشتغال وفقرهم ما بين عينيهم مع اسوداد الوجه هذا النكال وإذا التزم بهم ذو رحمة أزدروه في أعينهم واستهانوا به وبخدمه وماطلوه في الخراج وسموه بأسماء النساء وتمنوا زوال التزامه بهم وولاية غيره من الجبارين الذين لا يخافون ربهم ولا يرحمهم لينالوا بذلك أغراضهم بوصول الأذى لبعضهم وكذلك أشياخهم إذا لم يكن الملتزم ظالمًا يتمكنون هم أيضًا من ظلم فلاحيهم لأنهم لم يحصلوا لهم رواج إلا بطلب الملتزم الزيادة والمغارم فيأخذون لأنفسهم في ضمنهاما أحبوا وربما وزعوا خراج أطيانهم وزراعاتهم على الفلاحين وقد انحرم هذا الترتيب بما حدث في هذه الدولة من قياس الأراضي والفدن وما سيحدث بعد ذلك من الإحداثات التي تبدو قرائنها شيئًا بعد شيء‏.‏
وفي 22 شهر جمادى الأولى سنة 1229 هـ - 12 مايو 1814 م برز حسن بك باشا دالي خيامه إلى خارج باب النصر وخرج هو في ثاني يوم في موكب ونزل بوطاقه ليتوجه إلى الحجاز على طريق البر‏.‏
وفي ليلة الأربعاء 27 شهر جمادى الأولى سنة 1229 هـ - 17 مايو 1814 م قبل الغروب بنحو نصف ساعة وصل جراد كثير مثل الغمام وصار يتساقط على الدور والأسطحة والأزقة مثل الغمام وأفسد كثيرًا من الأشجار وانقطع أثره في ثاني يوم‏.‏
وفي يوم الاثنين 10 شهر جمادى الأخرة سنة 1229 هـ - 20 مايو 1814 م ارتحل حسن باشا من ناحية الشيخ قمر إلى بركة الحج‏.‏
وفي 15 شهر جمادى الأخرة سنة 1229 هـ - 20 مايو 1814 م حضر الروزنامجي والأفندية بعد أن استملى منهم القبط الدفاتر وأسماء الملتزمين ومقادير حصصهم ثم حضر محمود بك والمعلم غالي ومن معهم من الكتبة الأقباط وظهر للناس عند حضورهم نتيجة صنعوه ونظموه ورتبوه من قياس الأراضي ورك البلاد وهو أن الأراضي زادت في القياس بالقصبة التي قاسوا بها وحددوها مقدار الثلث أو الربع حتى قاسوا الرزق الأحباسية بأسماء أصحابها ومزارعيها وأطيان الوسايا على حدتها حتى الأجران وما لا يصلح للزراعة وما يصلح من البور الصالح وغير الصالح فلما تم ذلك حسبوها بزياداتها بالأفدنة ثم جعلوها ضرائب منها ضريبة خمسة عشر ريالًا وأربعة عشر واثني عشر وأحد عشر وعشرة مال الفدان بحسب جودة الإقليم والأرض فبلغ ذلك مبلغًا عظيمًا بحيث أن البلدة التي كانت يفرض عليها في مغارم الفرض التي كانوا فرضوها قبل ذلك في سنيهم الماضية ويتشكى منها الفلاحون والملتزمون ويستغيثون ويبقى منها بواقي ويعجزون عنها ألف ريال طلع عليها في هذه اللفة عشرة آلاف ريال إلى مائة ألف وأقل وأكثر وأحضر الكتخدا إبراهيم آغا الرزاز والشيخ أحمد يوسف وخلع عليهما خلعتين وجعلوا لهما ديوانًا خاصًا لمن يلتزم بالقدر الذي تحرر على حصته التي في تصرفه فيعطونه ورقة تصرف ويكتب على نفسه وثيقة بأجل معلوم يقوم بدفع ذلك ويتصرف في حصته بشرط ان لا يكون له إلا أطيان الأوسية إن شاء زرعها وأخذ غلتها وإن شاء أجرها لمن شاء وليس له من مال الخراج إلا المال الحر المعين بسند الديوان المعروف بالتقسيط وما زاد في قياس الأرض من طين الفلاحة والأوسية فهو للميري قل أو كثر وأما الرزق الأحباسية المرصدة على البر والصدقة ولأهل المساجد والأسبلة والمكاتب والخيرات فإنهم مسحوها بقياسهم فما وجدوه زائدًا عن الحد الأصلي جعلوه للديوان وما يقي قيدوه وحرروه باسم واضع اليد عليها واسم واقفها وزارعها أو ما يمليه المزارع الحاضر وقت القياس وسؤال المباشرين وقرروا عليها المال مثل ضريبة البلد فإن أثبتها صاحبها وكان بيده سند جديد من أيام الوزير وشريف أفندي وما بعده على سبقه لوقت تاريخه قيدوا له نصف مال تآجرها والنصف الثاني الباقي للديوان ورسموا لكاتب الرزق أن يعمل ديوانًا لذلك ومعه عدة من الكتبة ويأتي إله الناس بأوراق سنداتهم فمن وجد بيده سندًا جديدًا كتب له صورة قيد الكشف بموجب ما هو بدفتره في ورقة فيذهب بها إلى الديوان فيقيدون ذلك بعد البحث والتعنت من الطرفين ويقع الاشتباه الكثير في أسماء أربابها وأسماء حيضانها وغيطانها فيكلفون صاحب الحاجة بإثبات ما ادعاه ويكتب له أوراقًا لمشايخ الناحية وقاضيها بإثبات ما يدعيه ويعود مسافرًا ويقاسي ما يقاسيه من مشقة السفر والمصرف ومعاكسة المشايخ وقاضي الناحية ثم يعود إلى الديوان بالجواب ثم يمكن الاحتجاج عليه بحجة أخرى وربما كان سعيه وتعبه على فدان واحد أو أقل أو أكثر وازدحم الناس على بيت كاتب الرزق وانفتح له بذلك باب لأنه لا يكتب كشفًا حتى يأخذ عليه دراهم تعينت على قدر الأفدنة وأضاع الكثير من الناس ما تلقوه من أسلافهم وما كانوا يرتزقون منه وأهملوا تجديد السندات واتكلوا على ما بأيديهم من السندات القديمة لجهلهم وظنهم انقضاء الأمر وعدم دوام الحال وتغير الدولة وعود النسق الأول أو لفقرهم وعدم قدرتهم على ما ابتدعوه من كثرة المصاريف التي تصرف على تجديد السند واشتغال مال الحماية التي قدرها شريف أفندي على أراضي الرزق على كل فدان عشرة أنصاف أو خمسة فكثير من الناس استعظم ذلك واعتمد على أوراقه القديمة فضاعت عليه رزقته وانحلت وأخذها الغير والذي لم يرض بالتوت بل ولا حصل حطبه رضي بالولاش وكان الشأن في أمر الرزق أن أراضيها تزيد عن موقع أراضي البلاد زيادة كثيرة وخراجها أقل من خراج أراضي البلاد الذي يقال له المال الحر الأصلي وليس عليها مصاريف ولا مغارم ولا تكاليف فالمزارع من الفلاحين إذا كان تحت رزقه أو رزقتين فإنه يكون مغبوطًا ومحسودًا في أهل بلده ويدفع لصاحب الأصل القدر النزر والمزارع يتلقى ذلك سلفًا عن خلف ولا يقدر صاحب الأصل ان يزيد عليه زيادة وخصوصًا إذا كانت تحت يد بعض مشايخ البلاد فلا يقدر أحد أن يتعدى عليه من الفلاحين ويستأجرها من صاحبها وإن فعل لا يقدر على حمايتها والكثير من الرزق واسعة القياس جدًا وما لها قليل جدًا وخصوصًا في الأراضي القبلية فإن غالبها رزق وشراوي ومتأخرات لم تمسح ولم يعلم لها فدادين ولا مقادير وقد تزيد أيضًا بانحسار البحر عن سواحلها وكذلك في البلاد البحرية ولكن دون ذلك ومعظم أراضي الرزق القبلية مرصدة على جهات الأوقاف بمصر وغيرها والواضعون أيديهم عليها لا يدفعون لجهاتها ولا لمستحقيها إلا ما هو مرتب ومقرر من الزمن الأول السابق وهو شيء قليل وليتهم لو دفعوه فإن في أوقاف السلاطين المتقدمة القطمة من الأراضي التي عبرتها أكثر من ألف فدان وخراجها خمسون زكيبة والزكيبة خمس ويبات أو من الدراهم ألفان فضة وأقل وأكثر وهي تحت يد بعض كبراء البلاد يزرعها ويأخذ منها الألوف من الأردب من أجناس الغلال ويضن ويبخل بدفع ذلك القدر اليسير لجهة وقفه ويكسر السنة على السنة فإن كانت يد صاحب الأصل قوية أو كان واضع اليد فيه خيرية وقليل ما هم دفع لأربابها ثمنها بعد أن يرد الخمسين إلى الأربعين بالتكسير والخلط ثم يبخس الثمن جدًا فإن كان ثمن الأردب أربعمائة حسبه بأربعين نصفًا أو أقل فيعود ثمن الخمسين زكيبة إلى ثمن زكيبتين وقس على ذلك والذي يكون تحت يده شيء من أطيان هذه الأوقاف وورثها من بعده ذريته فزرعوها وتقاسموها معتقدين ملكيتها تلقوها بالإرث من مورثهم ولا يرون أن لأحد سواهم فيها حقًا ولا يهون بهم دفع شيء لأربابه ولو قل إلا قهرًا وبالجملة ما أصاب الناس إلا ما كسبت أيديهم ولا جنوا إلا ثمرات أعمالهم وكان معظم إدارات دوائر عظماء النواحي وتوسعاتهم ومضايفهم من هذه الأرزاق التي تحت أيديهم بغير استحقاق إلى أن سلط الله عليهم من استحوذ على جميع ذلك وسلب عنهم ما كانوا فيه من النعمة وتشتتوا في النواحي وتغربوا عن أوطانهم وخربت دورهم ومضايفهم وذهبت سيادتهم وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد وتسمع لهم ركزًا وفي بعض الأرزاق من مات أربابه وخربت جهاته ونسي أمره وبقي تحت يد من هو تحت يده من غير شيء أصلًا وقد أخبرني بنحو ذلك شمس الدين ابن حمودة من مشايخ برما بالمنوفية عندما أحضر إلى مصر في وقت هذا النظام أنه كان في حوزهم ألف فدان لا علم للملتزم ولا غيره بها وذلك خلاف ما بأيديهم من الرزق التي يزرعونها بالمال اليسير وخلاف المرصد على مساجد بلادهم التي لم يبق لها أثر وكذلك الأسبلة وغيرها وأطيانهم تحت أيديهم من غير شيء وخلاف فلاحتهم الظاهرة بالمال القليل لمصارف الحج لأنها كانت من جملة البلاد الموقوفة على مهمات أمير الحاج وقد انتسخ ذلك كله‏.‏
وفيه أخبر المخبرون أم مراكب الموسم وصلت في هذا العام إلى جدة وكان لها مدة سنين ممتنعة عن الوصول خوفًا من جور الشريف وزواله وتملك الدولة البلاد وظنهم فيهم العدل فاطمأنوا وعبروا متاجرهم وحضروا إلى جدة فجمع الباشا مكوسهم فبلغت أربعة عشرين لكًا واللك الواحد مائة ألف فرانسة فيكون أربعة وعشرين مائة ألف فرانسة فقبضها منهم بضائع ونقودًا وحسب البضائع بأبخس الأثمان ثم التفت إلى التجار الذين اشتروا البضائع وقال لهم إني طلبت منكم مرارًا أن تقرضوني المال فادعيتم الإفلاس ولما حضر الموسم بادرتم بأخذه وظهرت أموالكم التي كنتم تبخلون بها فلا بد أن تقرضوني ثلثمائة ألف فرانسة فصالحوه على مائتي ألف دفعوها له نقودًا وبضائع مشترواتهم حسبها لهم العشرة ستة ثم فرض على أهل المدينة ثلاثين ألف فرانسة‏.‏ واستهل
شهر رجب سنة 1229
في يوم الخميس 5 شهر رجب سنة 1229 هـ - 23 يونية 1814 م ضربوا عدة مدافع وأخبروا بوصول بشارة وأن عساكرهم حاربوا قنفدة واستولوا عليها ولم يجدوا بها غير أهلها‏.‏
وفي يوم الجمعة 6 شهر رجب سنة 1229 هـ - 24 يونية 1814 م سار حسن بك دالي باشا بعساكره الخيالة برًا‏.‏
وفيه عزم على السفر والد محرم بك زوج ابنة الباشا إلى بلاده وذلك بعد عوده من الحجاز فأرسلوا إلى الأعيان تنابية بالأمر لهم بمهاداته ففعلوا وعبوا له بقجًا وبناوازًا وأقمشة هندية ومحلاوية كل أمير على قدر مقامه

وفي ليلة الاثنين 9 شهر رجب سنة 1229 هـ - 27 يونية 1814 م حصلت في وقت أذان العشاء زلزلة نحو دقيقتين وكان المؤذنون طلعوا على المنارات وشرعوا في الأذان فلما اهتزت بهم ظن كل من كان على منارة سقوطها فأسرعوا في النزول فلما علموا أنها زلزلة طلعوا وأعادوا الأذان وسقط من شرائف الجامع الأزهر شرافة وتحركت الأرض أيضًا في خامس ساعة من الليل ولكن دون الأولى وكذلك وقت الشروق هزة لطيفة‏.‏
وفي ألأربعاء 11 شهر رجب سنة 1229 هـ - 29 يونية 1814 م هرب الشريف عبد الله ابن الشريف سرور في وقت الفجرية ولم يشعروا بهروبه إلا بعد الظهر فلما بلغ كتخدا بك الخبر فتكدر لذلك وأرسل إلى مشايخ الحارات وغيرهم وبث العربان في الجهات فلما كان ليلة السبت حضروا به في وقت الغروب وقد حجزوه بحلوان وأتوا به إلى بيت السيد محمد المحروقي فأخذه إلى كتخدا بك فأرسله إلى بيت أخيه أحمد آغا ومن ذلك الوقت ضيقوا عليه ومنعوه من الخروج والدخول بعد أن كان مطلق السراح يخرج من بيت أحمد أغا ويذهب إلى بيت عمه الشريف غالب ويعود وحده فعند ذلك ضيقوا عليه وعلى عمه أيضًا‏.‏
وفي يوم الخميس 19 شهر رجب سنة 1229 هـ - 7 يولية 1814 م حضر المشايخ عند كتخدا بك وعاودوه في الحطاب فيما أحدثوه على الرزق وعرفوه أنه يلزم من هذه الأحداث إبطال المساجد والشعائر فتنصل من ذلك وقال هذا شيء لا علاقة لي فيه وهذا شيء أمر به أفندينا ومحمود بك والمعلم غالي ثم كلموه أيضًا في صرف الجامكية المعروفة بالساثرة والدعا جوى للفقراء والعامة فوعدهم بصرفها وقت ما يتحصل المال فإن الخزينة فارغة من المال‏.‏
وفي يوم السبت 21 شهر رجب سنة 1229 هـ - 9 يولية 1814 م حضر محمود بك والمعلم غالي من سرحتهما فذهب إليهما المشايخ في ثاني يوم ثم خاطبوهما بالكلام في شأن الرزق فأجابهم المعلم غالي بقوله يا أسيادنا هذا أمر مفروغ منه بأمر أفندينا من عام أول من قبل سفره فلا تتعبوا خاطركم واجب عليكم مساعدته خصوصًا في خلاص كعبتكم ونبيكم من أيدي الخوارج فلم يردوا عليه جوابًا وانصرفوا

في ويم الأحد 29 شهر رجب سنة 1229 هـ - 17 يولية 1814 م حصل كسوف شمس وكان ابتداؤه بعد الشروق ومتداره قريبًا من الجرم وثم انجلاؤه في ثاني ساعة من النهار وكانت الشمس ببرج السرطان أربعًا وعشرين درجة في حادي عشر أبيب القبطي‏.‏
وفيه وصلت القافلة من ناحية السويس وأخبر الواصلون عن واقعة قنفدة وما حصل بها بعد دخول العسكر إليها وذلك أنهم لما ركبوا عليها برًا وبحرًا وكبيرهم محمود بك وزعيم أوغلي وشريف أغا فوجدوها خالية فطلعوا إليها وملكوها من غير ممانع ولا مدافع وليس بها غير أهلها وهم أناس ضعاف فقتلوهم وقطعوا آذانهم وأرسلوها إلى مصر ليرسلوها إلى إسلامبول وعندما علم العربان بمجيء الأتراك خلوا منها ويقال لهم عرب العسير وترافعوا عنها وكبيرهم يسمى طامي فلما استقر بها الأتراك ومضى عليهم نحو ثمانية أيام رجعوا عليهم وأحاطوا بهم ومنعوهم الماء فعند ذلك ركبوا عليهم وحاربوهم فانهزموا وقتل الكثير منهم ونجا محو بك بنفسه في نحو سبعة أنفار وكذلك زعيم أوغلي وشريف آغا فنزلوا في سفينة وهربوا فغضب الباشا وقد كان أرسل لهم نجدة من الشفاسية الخيالة فحاربهم العرب ورجعوا منهزمين من ناحية البر وتواتر هذا الخبر‏.‏
واستهل شهر شعبان بيم الثلاثاء سنة 1229 في ثانيه حضر ميمش أغا من الديار الحجازية وعلى يده فرمانات خطابًا لدبوس أوغلي وآخرين يستدعيهم إلى الحضور بعساكرهم وكان دبوس أوغلي في بلده البرلس فتوجه إليه الطلب وكذلك شرع كتخدا بك في اكتتاب عساكر أتراك ومغاربة وعربان وغير ذلك‏.‏
وفي الجمعة 4 شهر شعبان سنة 1229 هـ - 22 يولية 1814 م سافر طائفة من العسكر وأرسل كتخدا بك يمنع الحجاج الواردين من بلاد الروم وغيرهم من النزول إلى السفائن الكائنة بساحل السويس والقصير وبأن يخلوها لأجل نزول العساكر المسافرين وبتأخير الحجاج وذلك أنه لما وصلت البشائر إلى الديار الرومية بفتح الحرمين وخلاص مكة وجدة والطائف والمدينة ووصول ابن مضيان والمضايفي وغيرهم إلى دار السلطنة وهروب الوهابيين إلى بلادهم فعملوا ولائم وأفراحًا وتهاني وكتبت مراسيم سلطانية إلى بلاد الرومنلي والأنضول بالبشائر بالفتح والإذن والترخيص والإطلاق لمن يريد الحج إلى الحرمين بالأمن والأمان والرفاهية والراحة فتحركت همم مريدي الحج لأن لهم سنين وهم ممتنعون ومتخوفون عن ورود الحج فعند ذلك أقبلوا أفواجًا بحريمهم وأولادهم ومتاعهم حتى أن كثيرًا من المتصوفين منهم باع داره وتعلقاته وعزم على الحج والمجاورة بالحرمين بأهله وعياله ولم يبلغهم استمرار الحروب وما بالحرمين من الغلاء والقحط إلا عند وصولهم إلى ثغر إسكندرية ولم يتحققوها إلا بمصر فوقعوا في حيرة ما بين مصدق ومكذب فمنهم من عزم على السفر ولم يرجع عن عزمه وسلم الأمر لله ومنهم من تأخر بمصر إلى أن ينكشف له الحال وقرروا على كل شخص من المسافرين في مراكب السويس عشرين فرانسة وذلك خلاف أجرة متاعه وما يتزود به في سفره فإنهم يزنونه بالميزان وعلى كل أقة قدر معلوم من الدراهم وأما من يسافر في بحر النيل على جهة القصير في مراكب الباشا فيؤخذ على رأس كل شخص من مصر القديمة إلى ساحل قنا ثلاثون قرشًا ثم عليه أجرة حمله من قنا إلى القصير ثم أجرة بحر القلزم إن وجد سفينة حاضرة وإلا تأخر إما بالقصير أو السويس حتى يتيسر له النزول ويقاسي ما يقاسيه في مدة انتظاره وخصوصًا في المال وغلو ثمنه ورداءته ولا يسافر شخص ويتحرك من مصر إلا بإذن كتخدا بك ويعطيه مرسومًا بالإذن وبلغني أن الذين خرجوا من إسلامبول خاصة بقصد الحج نحو العشرة آلاف خلاف من وصل من بلاد الرومنلي والأنضول وغيرهما وحضر الكثير من أعيانهم مثل أمام السلطان وغيره فنزل البعض بمنزل عثمان آغا وكيل دار السعادة سابقًا والبعض بمنزل السيد محمد المحروقي وبيت شيخ السادات ومنهم من استأجر دورًا في الخانات والوكائل‏.‏
وفيه حضر قاصد من باب الدولة وعلى يده مرسوم مضمونه الأمر باسترجاع ما أخذ من الشريف غالب من المال والذخائر إليه وكان الباشا أرسل إلى الدولة بسجتي لؤلؤ عظام من موجودات الشريف فحضر بهما ذلك القبجي وردهما إلى الشريف غالب ثم سافر ذلك القبجي بالأوامر إلى الباشا بالحجاز‏.‏
وفي يوم الأثنين 7 شهر شعبان سنة 1229 هـ - 25 يولية 1814 م وصلت هجانة باستعجال العساكر وتولى حضور الهجانة لمخصوص الاستعجال‏.‏
وفي يوم السبت 19 شهر شعبان سنة 1229 هـ - 6 أغسطس 1814 م أنزلوا الشريف غالبًا إلى بولاق بحريمه وأولاده وعبيده وكان قد وصل إلى مصر آغا معين بقصد سفر المذكور إلى سلانيك فنزل صحبته إلى بولاق وصالحوه عما أخذ منه من المال وغيره بخمسمائة كيس فأرادوا دفعها له قروشًا فامتنع قائلًا أنهم أخذوا مالي ذهبًا مشخصًا فرانسة فكيف آخذ بدل ذلك نحاسًا لأنفع بها في غير مصر فأعطوه مائتي كيس ذهبًا وفرانسة وتحول الباقي وكيله مكي الخولاني ثم زودوه وأعطوه سكرًا وبنًا وأرزًا وشرابات وغير ذلك ونزل مسافرًا إلى المراكب صحبة المعين إلى الحجاز من ناحية القصير وبرز ابن باشت طرابلس وصحبته عساكر أيضًا من ناحية العادلية وآخر يقال له قنجة بك ومعهم نحو الألف وفي يوم الخميس رابع عشرينه الموافق لسادس شهر مسرى القبطي أو في النيل المبارك أذرعه فداروا بالرايات ونودي بالوفاء وكسروا السد في صبح يوم الجمعة بحضرة كتخدا بك والقاضي والجم الغفير من العساكر‏.‏
وفي أواخره وصلت الأخبار بأن الباشا توجه إلى الطائف وأبقى حسن باشا بمكة‏.‏
واستهل شهر رمضان بيوم الأربعاء سنة 1229

في 4 شهر رمضان سنة 1229 هـ - 20 أغسطس 1814 م حضر موسى آغا تفكجي باشا من الديار الحجازية وكان فيمن باشر حرابة قنفدة ومن جملة من انهزم بها وهلكت جميع عساكره وخدمه ورجع إلى مصر وصحبته أربعة أنفار من الخدم‏.‏
وفي يوم الجمعة 10 شهر رمضان سنة 1229 هـ - 26 أغسطس 1814 م  خرجت العساكر المجردة لسفر الحجاز إلى بركة الحج وهم مغاربة وعربان وارتحلوا يوم الأحد ثاني عشره‏.‏
وفي الأربعاء 15 شهر رمضان سنة 1229 هـ - 31 أغسطس 1814 م برز دبوس أوغلي خارج باب الفتوح ليسافر بعساكره إلى الحجاز وكذلك حسن آغا سرششمه ونصبوا خيامهم واستمروا يخرجون من المدينة ويدخلون غدوًا وعشيًا وهم يأكلون ويشربون جهارًا في نهار رمضان ويقولون نحن مسافرون ومجاهدون ويمرون بأسواق ويجلسون على المساطب وبأيديهم الأقصاب والشبكات التي يشربون فيها الدخان من غير احتشام ولا حياء ويجوزون بحارات الحسينية على القهاوي في الضحوة فيجدونها مغلوقة فيسألون عن القهوجي ويطلبونه ليفتح لهم القهوة ويوقد لهم النار ويغلي لهم القهوة ويسقيهم فربما هرب القهوجي واختفى منهم فيكسرون الباب ويعبثون بآلاته وأوانيه فما يسعه إلا المجيء وإيقاد النار وأشيع من ذلك أنه اجتمع بناحية عرضيهم وخيامهم الجم الكثير من النساء الخواطي والبغايا ونصبوا لهن خيامًا وأخصاصًا وانضم إليهن بياع البوظة والعرقي والحشاشون والغوازي والرقاصون وأمثال ذلك وانحشر معهم الكثير من الفساق وأهل الأهواء والعياق من أولاد البلد فكانوا جمعًا عظيمًا يأكلون الحشيش ويشربون المسكرات ويزنون ويلوطون ويشربون الجوزة ويلعبون القمار جهارًا في نهار رمضان ولياليه مختلطين مع العساكر كأنما سقط عن الجميع التكاليف وخلصوا من الحساب وسمعت ممن شاهد بعينه محمود بك المهردار الذي هو أعظم أعيانهم وهو المتولي على قياس الأراضي مع المعلم غالي وهو جالس في ديوانهم المخصوص بالقرب من سويقة اللالا وهو يشرب في النارجيلة التنباك ويأتونه بالغداء جهارًا ويقول أنا مسافر الشرقية لعمل نظام الأراضي‏.‏
وفي غايه شهر رمضان سنة 1229 هـ - 15 سبتمبر 1814 م وصلت هجانة باستعجال العساكر‏.‏

في ليلته قلدوا عبد الله كاشف الدرندالي أميرًا على ركب الحجاج‏.‏
وفي يوم السبت 3 شهر شوال سنة 1229 هـ - 18 سبتمبر 1814 م خرج دبوس أوغلي في موكب إلى مخيمه وكذلك‏.‏ حسن آغا سرشه ليسافر إلى الحجاز‏.‏
وفي يوم السبت 11 شهر شوال سنة 1229 هـ - 26 سبتمبر 1814 م نزلوا بكسوة الكعبة بالطبول والزمور إلى المشهد الحسيني واجتمع الناس على عاداتهم للفرجة‏.‏
وفيه انتقل محمود بك والمعلم غالي إلى بيت حسن آغا نجاتي وعملوا ديوانهم فيه وتلقوا الجنينة التي به جلسوا تحت أشجارها وربط الأقباط حميرهم فيها وشرع محمود بك في عمارة الجهة القبلية منه وانزوت صاحبة المنزل في ناحية منه‏.‏
وفي 17 شهر شوال سنة 1229 هـ - 2 أكتوبر 1814 م ارتحل دبوس أوغلي وحسن آغا سرششمه ومن معهم من العساكر من منزلتهم متوجهين إلى الديار الحجازية‏.‏
وفي يوم الخميس 22 شهر شوال سنة 1229 هـ - 7 أكتوبر 1814 م رسم كتخدا بك بنفي طائفة من الفقهاء من ناحية طندتا إلى أبي قير بسبب فتيا أفتوها في حادثة ببلدهم وقضى بها قاضيهم وأنهيت الدعوى إلى ديوان مصر فطلبوا إلى إعادة الدعوى فحضروا وترافعوا إلى قاضي العسكر وأثبتوا عليهم الخطا فرسم بنفي الشاكي والمفتيين ولقاضي ربعهم‏.‏
وفي يوم السبت 24 شهر شوال سنة 1229 هـ - 9 أكتوبر 1814 م عملوا موكبًا لخروج المحمل واستعد الناس للفرجة على عادتهم فكان عبارة عن نحو مائة جمل تحمل روايا الماء والقرب وعدة من طائفة الدلاة على رؤوسهم طراطير سود قلابها وأمير الحاج على شكلهم وخلفه أرباب الأشاير ببيارقهم وشراميطهم وطبولهم وزمورهم وجاقاتهم وخلفهم المحمل فكان مدة مرورهم مع تقطيعهم وعدم نظامهم نحو ساعتين فأين ما كان يعمل من المواكب بمصر التي يضرب بحسنها وترتيبها ونظامها المثل في الدنيا فسبحان مغير الشؤون والأحوال‏.‏
وفيه خرجت زوجة الباشا الكبيرة وهي أم أولاده تريد الحج إلى خارج باب النصر في ثلاثة تخوت والمتسفر بها بونابارته الخازندار وقد حضر لوداعها ولدها إبراهيم باشا من الصعيد وخرج لتشييعها هو وأخوه إسمعيل باشا وصحبتهما محرم بك زوج ابنتها حاكم الجيزة ومصطفى بك دالي باشا ويقال أنه أخوها وكذلك محمد بك الدفتردار زوج ابنتها أيضًا وطاهر باشا وصالح بك السلحدار وارتحلت ومن معها في سدس عشرينه إلى بندر السويس وفي ذلك اليوم برزت عساكر المغاربة وغيرهم ممن تعسكر وارتحل أمير الحج من الحصوة إلى البركة‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 27 شهر شوال سنة 1229 هـ - 12 أكتوبر 1814 م خرجت عساكر كثيرة مجردين للسفر‏.‏
وفي يوم الخميس 29 شهر شوال سنة 1229 هـ - 14 أكتوبر 1814 م  ارتحل أمير الحج ومن معه من البركة في تاسع ساعة من النهار وفي ذلك اليوم هبت رياح غربية شمالية باردة واشتد هبوبها أواخر النهار وأطبقت السماء بالغيوم والقتام وأبرق البرق برقًا متتابعًا وأرعدت رعدًا له دوي متصل ولما قرب من سمت رؤوسنا كان له صوت عظيم مزعج ثم نزل مطر غزير استمر نحو نصف ساعة ثم سكن بعد أن تبحرت منه الأزقة والطرق وكان ذلك اليوم رابع شهر بابه القبطي‏.‏
وفيه ورد الخبر من السويس أن امرأة الباشا لما وصلت إلى هناك وجدت عالمًا كبيرًا من الحجاج المختلفة الأجناس ممنوعين من نزول المراكب فصرخوا في وجهها وشكوا إليها تخلفهم وأن أمير البندر مانعهم من النزول في المراكب وبذلك المنع يفوتهم الحج الذي تجشموا الأسفر وصرفوا أيضًا الأموال من أجله وهم في مشقة عظيمة من عدم الماء ولا يمكنهم الرجوع لعدم من يحملهم وأن أمير البندر يشتط عليهم في الأجرة ويأخذ على كل رأس خمسة عشر فرانسة فحلفت أنها لا تنزل من المركب حتى ينزل جميع من السويس من الحجاج المراكب ولا يؤخذ منهم إلا القدر الذي جعلته على كل فرد منهم فكان ما حكمت به هذه الحرمة صار لها به منقبة حميدة وذكرًا حسنًا وفرجًا لهؤلاء الخلائق بعد الشدة‏.‏
واستهل شهر ذي القعدة بيوم السبت سنة 1229

وفي يوم الاثنين 3 شهر ذى القاعدة سنة 1229 هـ - 17 أكتوبر 1814 م  نادى المنادي بوقود قناديل سهارى على البيوت والوكائل وكل أربع دكاكين قنديل‏.‏
وفي يوم السبت 8 شهر ذى القاعدة سنة 1229 هـ - 22 أكتوبر 1814 م  جرسوا شخصًا وأركبوه على حمار بالمقلوب وهو قابض بيده على ذنب الحمار وعمموه بمصارين ذبيحة وعلى كتفه كرش بعد أن حلقوا نصف لحيته وشواربه قيل أن سبب ذلك أنه زور حجة تقرير على أماكن تتعلق بامرأة أجنبية وباع تلك الأماكن وكانت تلك المرأة غائبة من مصر فلما حضرت وجدت مكانها مسكونًا بالذي اشتراه فرفعت قصتها إلى كتخدا بك ففعل به ذلك بعد وضوح القضية‏.‏
وفي يوم الأربعاء 12 شهر ذى القاعدة سنة 1229 هـ - 12 أكتوبر 1814 م  سافر عبد الله ابن الشريف سرور إلى الحجاز باستدعاء من الباشا فأعطوه أكياسًا وقضى أشغاله وخرج مسافرًا‏.‏
وفيه وقعت حادثة بحارة الكعكيين بين شخصين من الدلاتية رمحا خلف غلام بدوي عمل نفسه عسكريًا مع طائفة المغاربة يدعي أحدهما أن له عنده دراهم فهرب منهما إلى الخطة المذكورة فرمحا خلفه وبيد كل منهما سيفه مسلولًا فدخل الغلام إلى عطفة الحمام وفزعت عليهما المغاربة المتعسكرون القاطنون بتلك الناحية وضربوا عليهما بنادق فسقط حصان أحد الدلاة وأطيب راكبه وهرب رفيقه إلى كتخدا بك فأخبره فأمر بإحضار كبراء المغاربة وطالبهم بالضارب فلم يتبين أمره وقبضوا على الغلام الهارب فحبسوه وفي ذلك الوقت حصل بين الناس فزعة وأغلقت أهل سوق الغورية والشوائين والفحامين حوانيتهم وبقي ذلك الغلام محبوسًا ومات الدلاتي المضروب في ليلة السبت خامس عشره فأحضروا ذلك الغلام إلى باب زويلة وقطعوا رأسه ظلمًا ولم يكن هو الضارب‏.‏
وفي يوم الخميس 20 شهر ذى القاعدة سنة 1229 هـ - 3 نوفمبر 1814 م سافر ابن باشت طرابلس وسافر معه عسكر المغاربة الخيالة‏.‏
واستهل شهر ذي الحجة سنة سنة 1229 هـ - 14 نوفمبر 1814 م في أوله ورد نجاب من الحجاز وأخبر بموت طاهر أفندي وهو أفندي ديوان الباشا وكان موته في شهر شوال بالمدينة حتف أنفه وورد الخبر أيضًا بصلح الشريف راجح مع الباشا وأنه قابله وأكرمه وأنعم عليه بمائتي كيس وأخبر أيضًا بأنه تركه الباشا بناحية الكلخة وهي ما بين الطائف وتربة وانقضت السنة بحوادثها‏.‏
سنة 1230 هـ استهل شهر المحرم بيوم الثلاثاء

في 5 شهر المحرم 1230 هـ - 18 ديسمبر 1814 م وصل نجاب من الحجاز وعلى يده مكاتبات بالأخبار عن الباشا والحجاج بأنهم حجوا ووقفوا بعرفة وقضوا المناسك‏.‏
وفي 9 شهر المحرم 1230 هـ - 22 ديسمبر 1814 م حضر إبراهيم باشا من الجهة القبلية إلى داره بالجمالية‏.‏
وفي 10 شهر المحرم 1230 هـ - 23 ديسمبر 1814 م يوم الخميس وصل في ليلته قابجي وعلى يده تقرير للباشا من الحجاز إلى ساحل القصير فضربوا لذلك مدافع من القلعة‏.‏
وفي صبحها خرج ابن الباشا وأخوه وكذلك أكابر دولتهم إلى ناحية البساتين ومنهم من عدى النيل إلى البر الغربي لملاقاته على مقتضى عادته في عجلته في الحضور وعلى حساب مضي الأيام من يوم وصوله إلى القصير فغابوا في انتظاره حتى انقضى النهار ثم رجعوا‏.‏
وفي 11 شهر المحرم 1230 هـ - 24 ديسمبر 1814 م صبح اليوم الثاني خرجوا ثم عادوا إلى دورهم آخر النهار واستمروا على الخروج والرجوع ثلاثة أيام ولم يحضر وكثر لغط الناس عند ذلك واختلفت رواياتهم وأقاويلهم مدة أيام ليلًا ونهارًا ثم ظهر كذب هذا الخبر وأن الباشا لم يزل بأرض الحجاز وقيل أن سبب إشاعة خبر مجيئه أنه وصل إلى ساحل القصير سفينة بها سبعة عشر شخصًا من العسكر فسألهم الوكيل الكائن بالقصير عن مجيئهم فأجابوه أنهم مقدمة الباشا وأنه واصل في أثرهم فعندما سمع جوابهم أرسل خطابًا إلى كاتب من الأقباط بقنا يعرفه بقدوم الباشا فكتب ذلك القبطي خطابًا إلى وكيل شخص من أعيان كتبة الأقباط بأسيوط يسمى المعلم بشارة فعندما وصله الجواب أرسل جوابًا إلى موكله بشارة المكور بمصر بذلك الخبر وفي الحال طلع به إلى القلعة وأعطاه لإبراهيم باشا فانتقل به إبراهيم باشا إلى مجلس كتخدا بك فخلع كتخدا بك على بشارة خلعة وأمر بضرب المدافع ونزلت المبشرون وانتشروا بالبشائر إلى بيوت الأعيان وأخذ البقاشيش في اختلاف الروايات والأقاويل كعادتهم فمنهم من يقول أنه حضر مهزومًا ومنهم من يقول مجروحًا ومنهم من يثبت موته والشيء الذي أوجب في الناس هذه التخليطات ما شاهدوه من حركات أهل الدولة وانتقال نسائهم من المدينة وطلوعهم إلى القلعة بمتاعهم وإخلاء الكثير منهم البيوت وانتقال طائفة الأرنؤد من الدور المتباعدة واجتماعهم وسكناهم بناحية خطة عابدين وكذلك انتقل إبراهيم باشا إلى القلعة ونقل إليها الكثير من متاعه وأغرب من هذا كله إشاعة اتفاق عظماء الدولة على ولاية إبراهيم باشا على الأحكام عوضًا عن أبيه في يوم الخميس ويرتبوا له موكبًا يركب فيه ذلك اليوم ويشق من وسط المدينة واجتمع الناس للفرجة عليه واصطفوا على المساطب والدكاكين فلم يحصل وظهر كذب ذلك كله وبطلانه واتفق في أثناء ذلك من زيادة الأوهام والتخيلات أن رضوان كاشف المعروف بالشعراوي سد باب داره التي بالشارع بخط باب الشعرية وفتح له بابًا صغيرًا من داخل العطفة التي بظاهره فأوشى بعض مبغضيه إلى كتخدا بك فعلته في هذا الوقت والناس يزداد بهم الوهم ويعتقدون صحة ما دار بينهم من الأكاذيب وخصوصًا كونه من الأعيان المعروفين فطلبه كتخدا بك وقال له لأي شيء سددت باب دارك وما الذي قاله المنجم لك فقال أن طائفة من العساكر تشاجروا بالخطة ودخلوا إلى الدار وأزعجونا فسددتها من ناحية الشارع بعدًا من الشر وخوفًا مما جرى على داري سابقًا من النهب فلم يلتفت لكلامه وأمر بقتله فشفع فيه صالح بك السلحدار وحسن آغا مستحفظان فعفا عنه من القتل وأمر بضربه فبطحوه وضربوه بالعصي ثم نزل بصحبته الآغا إلى داره وفتح الباب كما كان‏.‏
وفي 24 شهر المحرم 1230 هـ - 6 يناير 1815 م وصلت مكاتبات من الديار الحجازية من عند الباشا وخلافه مؤرخة في ثالث عشر ذي الحجة يذكرون فيها ان الباشا بمكة وطوسون باشا ابنه بالمدينة وحسن باشا وأخاه عابدين بك وخلافهم بالكلخة ما بين الطائف وتربة‏.‏
ودخلت سنة 1230 واستهل شهر صفر الخير بيوم الخميس سنة 1230

في يوم ألأثنين 25 شهر صفر 1230 هـ - 6 فبراير 1815 م نودي بنقص مصارفة أصناف المعاملة وقد وصل صرف الريال الفرانسة من الفضة العددية إلى ثلثمائة وأربعين نصفًا عنها ثمانية قروش ونصف فنودي عليه بنقص نصف قرش والمحبوب وصل إلى عشرة قروش فنودي عليه بتسعة قروش وشددوا في هذه المناداة تشديدًا زائدًا وقتل كل من زاد من غير معارضة وكتبوا مراسيم إلى جميع البنادر وفيها وفي أواخر شهر صفر 1230 هـ - منتصف فبراير 1815 م التزم المعلم غالي بمال الجزية التي تطلب من النصارى على خمسة وثمانين كيسًا وسبب ذلك أن بعض أتباع المقيد لقبض الجوالي قبض على شخص من النصارى وكان من قسوسهم وشدد عليه في الطلب وأهانه فأنهوا الأمر إلى المعلم غالي ففعل ذلك قصدًا لمنع الإيذاء عن أبناء جنسه ويكون الطلب منه عليهم ومنع المتظاهرين بالإسلام عنهم‏.‏
واستهل شهر ربيع الأول بيوم السبت سنة 1230

في 9 شهر ربيع الأول 1230 هـ - 19 فبراير 1815 م وصلت قافلة طيارى من الحجاز قدم صحبتها السيد عبد الله القماعي ومعها هجانة من الحجاز وعلى يدهم مكاتبات وفيها الأخبار والبشرى بنصرة الباشا على العرب وأنه استولى على تربة وغنم منها جمالًا وغنائم وأخذ منهم أسرى فلما وصلت الأخبار بذلك انطلق المشردون إلى بيوت الأعيان لأخذ البقاشيش وضربوا في صبحها مدافع كثيرة من القلعة‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 11 شهر ربيع الأول 1230 هـ - 21 فبراير 1815 م كان المولد النبوي فنودي في صبحه بزينة المدينة وبولاق ومصر القديمة ووقود القناديل والسهر ثلاثة أيام بلياليها فلما أصبح يوم الأربعاء والزينة بحالها إلى بعد أذان العصر نودي برفعها ففرح أهل الأسواق بإزالتها ورفعها لما يحصل لهم من التكاليف والسهر في البرد والهواء خصوصًا وقد حصل في آخر ليلة رياح شديدة‏.‏
وفي هذه الأيام سافر محمود بك والمعلم غالي ومن يصحبهما من النصارى الأقباط وأخذوا معهم طائفة من الكتبة الأفندية المختصين بالروزنامة ومنهم محمد أفندي المنفصل عن الروزنامة ونزلوا لإعادة قياس الأراضي وتحرير الري والشراقي وسبقهم القياسون بالأقصاب نزلوا وسرحوا قبلهم بنحو عشرة أيام وشرع كشاف النواحي في قبض الترويجة من المزارعين وفرضوا على كل فدان الأدنى تسعة ريالات إلى خمسة عشر بحسب جودة الأراضي ورداءتها وهذا الطلب في غير وقته لأنه لم يحصل حصاد للزرع وليس عند الفلاحين ما يقتاتون منه ومن العجب أنه لم يقع مطر في هذه السنة أبدًا ومضت أيام الشتاء ودخل فصل الربيع ولم يقع غيث أبدًا سوى ما كان يحصل في بعض الأيام من غيوم وأهوية غربية ينزل مع هبوبها بعض رشاش قليل لا تبتل الأرض منه ويجف بالهواء بمجرد نزوله‏.‏
وفي أواخر شهر ربيع الأول 1230 هـ - أوائل مارس 1815 م ورد لحضرة الباشا هدية من بلاد الإنكليز وفيها طيور مختلفة الأجناس والأشكال كبار وصغار وفيها ما يتكلم ويحاكى وآلة مصنوعة لنقل الماء يقال لها الطلمبه وهي تنقل الماء إلى المسافة البعيدة ومن الأسفل إلى العلو ومرآة زجاج نجف كبيرة قطعة واحدة وساعة تضرب مقامات موسيقى في كل ربع يمضي من الساعة بأنغام مطربة وشمعدان به حركة غريبة كلما طالت فتيلة الشمعة غمز بحركة لطيفة فيخرج منه شخص لطيف من جانبه فيقط رأس الفتيلة وفيه عملوا تسعيرة على المبيعات والمأكولات مثل اللحم والسمن والجبن والشمع ونادوا بنقص أسعارها نقصًا فاحشًا وشددوا في ذلك بالتنكيل والشنق والتعليق وخرم الآناف فارتفع السمن والزبد والزيت من الحوانيت وأخفوه وطفقوا يبيعونه في العشيات بالسعر الذي يختارونه على الزبون وأما السمن فلكثرة طلبه لأهل الدولة شح وجوده وإذا ورد منه شيء خطفوه وأخذوه من الطريق بالسعر الذي سعره الحاكم وانعدم وجوده عند القبانية وإذا بيع منه شيء بيع سرابًا قصى الثمن وأما السكر والصابون فبلغا الغاية في غلو الثمن وقلة الوجود لأن إبراهيم باشا احتكر السكر بأجمعه الذي يأتي من الصعيد وليس بغير الجهة القبلية شيء منه فيبيعه على ذمته وهو في الحقيقة لأبيه ثم صار نفس الباشا يعطي لأهل المطابخ بالثمن الذي يعنيه عليهم ويشاركهم في ربحه فزاد غلو ثمنه على الناس وبيع الرطل من السكر الصعيدي الذي كان يباع بخمسة أنصاف فضة بثمانين نصفًا وأما الصابون ففرضوا على تجاره غرامة فامتنع وجوده وبيع الرطل الواحد منه خفية بستين نصفًا وأكثر وفي هذه الأيام غلا سعر الحنطة والفول وبيع الأردب بألف ومائتي نصف فضة خلاف الكلف والأجرة مع أن الأهراء والشون ببولاق ملآنة بالغلال ويأكلها السوس ولا يخرجون منها للبيع شيئًا حتى قيل لكتخدا بك في إخراج شيء منها يباع في الناس فلم يأذن وكأنه لم يكن مأذونًا من مخدومه‏.‏
في يوم ألأثنين 8 ربيع الآخر سنة 1230 هـ - 20 مارس 1815 م عمل محرم بك الكورنتينة بالجيزة على نسق السنة الماضية من إخراج الناس وإزعاجهم تطيرًا خوفًا من الطاعون‏.‏
وفيه خوزقوا شيخ عرب بلى فيما بين العرب والهلايل بعد حبسه أربعة أشهر‏.‏
وفي يوم الجمعة 28 1230 هـ -9 أبريل 1815 م ضربت مدافع وأشيع الخبر بوصول شخص عسكري بمكاتبات من الباشا وخلافه والخبر بقدوم الباشا وانتشرت المبشرون إلى بيوت الأعيان وأصحاب المظاهر على عاداتهم لأخذ البقاشيش فمن قائل أنه وصل إلى القصير ومن قائل أنه نزل إلى السفينة بالبحر ومنهم من يقول أنه حضر إلى السويس ثم اختلفت الروايات وقالوا أن الذي وصل إلى السويس حريم الباشا فقط ثم تبين كذب هذه الأقاويل وأنها مكاتبات فقط مؤرخة أواخر شهر صفر يذكرون فيها أن الباشا حصل له نصر واستولى على ناحية يقال لها بيشة ورينة وقتل الكثير من الوهابيين وأنه عازم على الذهاب إلى ناحية قنفدة ثم ينزل بعد ذلك إلى البحر ويأتي إلى مصر ووصل الخبر بوفاة الشيخ إبراهيم كاتب الصرة‏.‏ واستهل
ج3/120 

This site was last updated 03/02/09