Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ظ

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
ظهور محمد على
New Page 1794
New Page 1795
New Page 1796
New Page 1464
New Page 1459
New Page 1460
New Page 1461
New Page 1462
New Page 1463
New Page 1802
New Page 1801
New Page 1803
New Page 1804
New Page 1805
New Page 1806
New Page 1807
New Page 1808
New Page 1809
New Page 1810
New Page 1811
New Page 1812
New Page 1813
New Page 1814
New Page 1815
محمد على والأقباط
زوجات وجوارى محمد على
محمد على والدولة الحديثة
قصر محمد على بالسويس
محمد على وتحديث مصر
سرقة مقبرة محمد على
Untitled 1918
Untitled 1919
Untitled 1920
مشاهير اللأقباط وقديسهم ومحمد على

Hit Counter

 

وفي يوم 21 شهر صفر 1218 هـ - 12 يونية 1803 م مر الوالي والمناداة أمامه على الأتراك والانكشارية والبشناق والسجمان بالخروج من مصر والتحذير لمن آواهم أو ثاواهم وكلما صادف في طريقه شخصًا من الأتراك قبض عليه وسأله عن تخلفه فيقول أنا من المتسببين والمتأهلين من زمان بمصر فيطلب منه بينة على ذلك ويسلمه عسكر الأرنؤد فيودعونه في مكان مع أمثاله حتى يتحققوا أمره‏.‏
وفيه مر بعض المماليك بجهة الميدان ناحية باب الشعرية فصادفوا جماعة من العسكر المذكورين يحملون متاعًا لهم فاشتكوا بهم وأرادوا أخذ سلاحهم ومتاعهم فمانعوهم وتضاربوا معهم فقتل بينهم شخصان من الانكشارية وشخصان من المماليك أحدهما فرنساوي‏.‏
حادثة الجوارى السود
وفيه حضر أيضًا ثلاثة من المماليك الى وكالة الصاغة الى رجل رومي ططري وسألوه عن جواري سود عنده لمحمد باشا وأنهم يطلبونهن لعثمان بك البرديسي فأنكر ذلك وشهد جيرانه أنهن ملكه واشتراهن ليتجر فيهن فلم يزالوا حتى أخذوا منه ثلاثة على سوم الشراء وذهب معهن فلما بعدوا عن الجهة فزعوا عليه وطردوه وذهبوا بالجواري فذهب ذلك الططري الى محمد علي فأرسل الى البرديسي ورقة بطلب الجواري أو ثمنهن ففحص عنهن حتى ردهن الى صاحبهن‏ ( الصورة المقابلة : مرسوم بها حادثة الجوارى السود ) .‏
وفيه حضر أيضًا جماعة من المماليك الى بيت عثمان أفندي بجوار ضريح الشيخ الشعراني وهو من كتبة ديوان محمد باشا فأخذوا خيله وسلاحه ومتاعه التي بأسفل الدار‏.‏
وفي يوم الجمعة 19 شهر صفر 1218 هـ - 10 يونية 1803 م نهبوا دار أحمد أفندي الذي كان شهر حوالة وكاشف الشرقية في العام الماضي فأخذوا جميع ما عنده حتى ثيابه التي على بدنه وقتلوا خادمه على باب داره قتله الوالي زاعمًا أنه هو الذي دل عليه‏.‏
وفي يوم السبت 20 شهر صفر 1218 هـ - 11 يونية 1803 م مر سليم آغا وأمامه المناداة على الأغراب الشوام والحلبية والرومية يجتمعون بالجمالية يوم تاريخه فلم يجتمع منهم أحدز

وفي يوم الأحد 21 شهر صفر 1218 هـ - 12 يونية 1803 م حضر الشريف عبد الله ابن سرور وصحبته بعض أقاربه من شرفاء مكة وأتباعهم نحو ستين نفرًا وأخبروا أنهم خرجوا من مكة مع الحجاج وأن عبد العزيز بن مسعود الوهابي دخل الى مكة من غير حرب وولى الشريف عبد المعين أميرًا على مكة والشيخ عقليًا قاضيًا وأنه هدم قبة زمزم والقباب التي حول الكعبة والأبنية التي أعلى من الكعبة وذلك بعد أن عقد مجلسًا بالحرم وباحثهم على ما الناس عليهم من البدع والمحرمات المخالفة للكتاب والسنة وأخبروا أن الشريف غالبًا وشريف باشا ذهبا الى جدة وتحصنا بها وأنهم فارقوا الحجاج في الجديدة‏.‏
وفيه كتبوا عرضحالين أحدهما بصورة ما وقع لمحمد باشا مع العساكر ثم قيام الانكشارية وقتلهم لطاهر باشا ثم كرة الأرنؤد على الانكشارية لما أثاروا الفتنة مع أحمد باشا حتى اختلت أحوال المدينة وكاد يعمها الخراب لولا قرب الأمراء المصرلية وحضورهم فسكنوا الفتنة وكفوا أيدي المتعدين والثاني يتضمن رفع الإحداثات التي في ضمن الأوامر التي كانت مع الدفتردار التي تقدمت الإشارة إليها‏.‏
وفيه عزم الأمراء على التوجه الى جهة بحري فقصد البرديسي وصحبته محمد بك تابع محمد بك المنفوخ جهة دمياط ومعهم محمد علي وعلي بك أيوب وغيرهم وصحبتهم الجم الكثير من العساكر والعربان ولم يتخلف إلا ابراهيم بك وأتباعه والحكام وسافر سليمان كاشف البواب الى جهة رشيد وصحبته عساكر أيضًا‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 23  شهر صفر 1218 هـ - 14 يونية 1803 م عدى الكثير الى البر الشرقي‏.‏
وفي يوم الأربعاء 25 شهر صفر 1218 هـ - 16 يونية 1803 م قدم جاويش الحجاج بمكاتيب العقبة وأخبروا بموت الكثير من الناس بالحمى والإسهال وحصل لهم تعب شديد من الغلاء أيضًا ذهابًا وإيابًا ومات الشيخ أحمد العريشي الحنفي ودفن بنبط ومات أيضًا محمد أفندي باش جاجرت ودفن بالينبع والشيخ علي الخياط الشافعي‏.‏
وفيه عدى ابراهيم بك الى قصر العيني وركب مع البرديسي الى جهة الحلي وودعه ورجع الى قصر العيني فأقام به وجلس ابنه مرزوق بك في مضرب النشاب واستمر وكيل الألفي مقيمًا بقصر الجيزة‏.‏
 وردت الأخبار بأن محمد باشا لما ارتحل من المنصورة الى دمياط أبقى بفارسكور ابراهيم باشا ومملوكه سليم كاشف المنوفية بعدة من العسكر فتحصنوا بها فلما حضر رليهم حسن بك أخو طاهر باشا بالعساكر تحاربوا معهم وملكوا منهم فارسكور فنهبوها وأحرقوها وفسقوا بنسائها وفعلوا ما لا خير فيه قتل سليم كاشف المنوفية المذكور أيضًا ثم أن بعض أكابر العسكر المنهزمين أرسل الى حسن بك يطلب منه أمانًا وكان ذلك خديعة منهم فأرسل لهم أمانًا فحضروا إليه وانضموا لعسكره وسهلوا له أمر محمد باشا وأنه في قلة وضعف وهم مع ذلك يراسلون أصحابهم ويشيرون عليهم بالعود والتثبت الى أن عادوا وتأهبوا للحرب ثانيًا وخرج إليهم حسن بك بعساكره وخلفه المنضافون إليه من أولئك فلما أن نشبت الحرب بينهم أخذوهم مواسطة فأثخنوهم ووقعت فيهم مقتلة عظيمة وانهزموا الى فارسكور فتلقاهم أهل البلدة وكملوا قتلهم ونزلوا عليهم بالنبابيت والمساوق والحجارة جزاء لما فعلوه معهم حتى اشتفوا منهم ولم ينج منهم إلا من كان في عزوة أو هرب الى جهة أخرى وحضر الكثير منهم الى مصر في أسوأ حال‏.‏
وفي يوم الجمعة والسبت  حضر الكثير من حجاج المغاربة وصحبتهم مصاروة وفلاحون كثيرة‏.‏
وفي يوم السبت 28 شهر صفر 1218 هـ - 19 يونية 1803 م حضرت مكاتبة من الديار الرومية على يد شخص يسمى صالح أفندي الى سكندرية فأرسل خورشيد أفندي حاكم الاسكندرية يستأذن في حضوره بمكاتبة على يد راشته  Rossetti كان هو والمحروقى من أصحاب النفوذ بعد خسرو باشا , وكانا يكرهان فرنسا وكان العداء مع ذلك مستحكم بينهما ( راجع د/ فؤاد عسكر - مصر فى القرن التاسع عشر ج1 ص 41 )  قنصل النيمسا فذهب راشته الى ابراهيم بك وأخبره وأطلعه على المكتوب الذي حضر له فبعد ساعة وصل الخبر بوصول صالح أفندي المذكور الى بولاق فأرسل ابراهيم بك رضوان كتخدا وأحمد بك الأرنؤدي وأمرهما بأن يأخذا ما معه من الأوراق ويأمراه بالرجوع بغير مهلة ولا يدعاه يطلع الى البر ففعلا ذلك ومضمون ما في تلك الأوراق خطاب لطاهر باشا وأنه بلغنا ما حصل من محمد باشا من الجور والظلم وقطع علوفات العسكر وأنهم قاموا عليه وأخرجوه وهذه عادة العساكر إذا انقطعت علوفاتهم وأننا وجهنا له ولاية سنانيك وأن طاهر باشا يستمر على المحافظة وأحمد باشا قائمقام الى أن يأتي المتولي وخطاب لمحمد باشا بمعنى ذلك والسر في تقليد أحمد باشا قائمقام دون طاهر باشا أن طاهر باشا أرنؤد وليس له إلا طوخان ومن قواعدهم القديمة أنهم لا يقلدون الأرنؤد ثلاثة أطواخ أبدًا‏.‏
وفي يوم السبت 29 شهر صفر 1218 هـ - 20 يونية 1803 م المذكور دخل الكثير من الحجاج آخر النهار وفي الليل‏.‏
وفي يوم الأحد دخل الجم الغفير من الحجاج ومات الكثير من الداخلين في ذلك اليوم وكثير مرضى وحصل لهم مشقة عظيمة وشوب وغلاء وخصوصًا بعد مجاوزتهم العقبة وبلغت الشربة الماء دينارًا والبطيخة دينارين وكان حجاج كثير وأكثرهم أوباش الناس من الفلاحين والنساء وغير ذلك وخرج سليم آغا مستحفظان وصحبته جماعة من الانكشارية والكشاف والأجناد والعسكر فاستلموا المحمل من أمير الحاج وأمروه لا يدخل المدينة بل يقيم بالبركة حتى يحاسبوه ويسافر بمن معه من العسكر الى جهة الشام ثم رجعوا بالمحمل ودخلوا به المدينة وقت الظهر على خلاف العادة

هروب أهل مكة من الوهابيين

وحضر صحبة الحجاج كثير من أهل مكة هروبًا من الوهابي ولغط الناس في خبر الوهابي واختلفوا فيه فمنهم من يجعله خاريجًا وكافرًا وهم المكيون ومن تابعهم وصدق أقوالهم ومنهم من يقول بخلاف ذلك لخلو غرضه وأرسل الى شيخ الركب المغربي كتابًا ومعه أوراق تتضمن دعوته وعقيدته وصورتها‏.‏
" بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصي الله ورسوله فقد غوى ولا يضر إلا نفسه ولن يضر الله شيئًا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا أما بعد فقد قال الله تعالى قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين وقال الله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم وقال تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا فأخبر سبحانه أنه أكمل الدين وأتمه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وأمرنا بلزوم ما أنزل إلينا من ربنا وترك البدع والتفرق والاختلاف وقال تعالى اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلًا ما تذكرون وقال تعالى وإن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون والرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بأن أمته تأخذ مأخذ القرون قبلها شبرًا بشبر وذراعًا بذراع وثبت في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذوًا القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن وأخبر في الحديث الآخر أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي إذا عرف هذا فمعلوم ما قد عمت به البلوى من حوادث الأمور التي أعظمها الإشراك بالله والتوجه الى الموتى وسؤالهم النصر على الأعداء وقضاء الحاجات وتفريج الكربات التي لا يقدر عليها إلا رب الأرض والسموات وكذلك التقرب إليهم بالنذور وذبح القربان والاستغاثة بهم في كشف الشدائد وجلب الفوائد الى غير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله وصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله كصرف جميعها لأنه سبحانه وتعالى أغنى الأغنياء عن الشرك ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا كما قال تعالى فاعبد الله مخلصًا له الدين ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار فأخبر سبحانه أنه لا يرضى من الدين إلا ما كان خالصًا لوجهه وأخبر أن المشركين يدعون الملائكة والأنبياء والصالحين ليقربوهم الى الله زلفى ويشفعوا لهم عنده وأخبر أنه لا يهدي من هو كاذب كفار وقال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون فأخبر أنه من جعل بينه وبين الله وسائط يسألهم الشفاعة فقد عبدهم وأشرك بهم وذلك أن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه وقال تعالى فيومئذ لا تنفع الذين ظلموا معذرتهم وقال تعالى يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولًا وهو سبحانه وتعالى لا يرضى إلا التوحيد كما قال تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون فالشفاعة حق ولا تطلب في دار الدنيا إلا من الله كما قال تعالى وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا وقال تعالى ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذًا من الظالمين فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو سيد الشفعاء وصاحب المقام المحمود وآدم فمن دونه تحت لوائه لا يشفع إلا بإذن الله لا يشفع ابتداء بل يأتي فيخر لله ساجدًا فيحمده بمحامد يعلمه إياها ثم يقال ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع‏.‏
ثم يحد له حدًا فيدخلهم الجنة فكيف بغيره من الأنبياء والأولياء وهذا الذي ذكرناه لا يخالف فيه أحد من العلماء المسلمين بل قد أجمع عليه السلف الصالح من الأصحاب والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم ممن سلك سبيلهم ودرج على منهاجهم وأما ما حدث من سؤال الأنبياء والأولياء من الشفاعة بعد موتهم وتعظيم قبورهم ببناء القباب عليها وإسراجها والصلاة عندها واتخاذها أعيادًا وجعل السدنة والنذور لها فكل ذلك من حوادث الأمور التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته وحذر منها كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان وهو صلى الله عليه وسلم حمى جناب التوحيد أعظم حماية وسد كل طريق يؤدي الى الشرك فنهى أن يجصص القبر وأن يبني عليه كما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر وثبت فيه أيضًا أنه بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمره أن لا يدع قبرًا مشرفًا إلا سواه ولا تمثالًا إلا طمسه ولهذا ولهذا قال غير واحد من العلماء يجب هدم القباب المبنية على القبور لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا هو الذي أوجب الاختلاف بيننا وبين الناس حتى آل بهم الأمر الى أن كفرونا وقاتلونا واستحلوا دماءنا وأموالنا حتى نصرنا الله عليهم وظفرنا بهم وهو الذي ندعو الناس إليه ونقاتلهم عليه بعدما نقيم عليهم الحجة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف الصالح من الأمة ممتثلين لقوله سبحانه وتعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فمن لم يجب الدعوة بالحجة والبيان قالتناه بالسيف والسنان كما قال تعالى لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وندعو الناس الى إقامة الصلوات في الجماعات الى الوجه المشروع وإيتاء الزكاة وصيام شهر رمضان وحج بيت الله الحرام ونأمر بالمعروف وننهي عن المنكر كما قال تعالى الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور فهذا هو الذي نعتقده وندين الله به فمن عمل بذلك فهو أخونا المسلم له ما لنا وعليه ما علينا ونعتقد أيضًا أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم المتبعين للسنة لا تجتمع على ضلالة وأنه لاتزال طائفة من أمته على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك أقول إن كاد كذلك فهذا ما ندين الله به ونحن أيضًا وهو خلاصة لباب التوحيد وما علينا من المارقين والمتعصبين وقد بسط الكلام في ذلك ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان والحافظ المقريزي في تجريد التوحيد والإمام اليوسي في شرح الكبرى وشرح الحكم لابن عباد وكتاب جمع الفضائل وقمع الرذائل وكتاب مصايد الشيطان وغير ذلك انتهى‏.‏
وفي ذلك اليوم نودي على المتخلفين من الانكشارية بالسفر صحبة أمير الحاج وقبضوا على أنفار منهم وأخرجوهم ومنعوا أيضًا حجاج المغاربة من الدخول الى المدينة ومن دخل منهم لأجل حاجة فليدخل من غير سلاح فذهبوا الى بولاق وأقاموا هناك‏.‏
وفي يوم الاثنين 20 شهر صفر سنة 1218 هـ - 21 يونية 1803 م مر الوالي بناحية الجمالية فوجد إنسانًا من أكابر غزة يسمى علي آغا شعبان حضر الى مصر من جملة من حضر مع العرضي وكان مهندسًا في عمارة الباشا ثم عين لسد ترعة الفرعونية لمعرفة بأمور الهندسة فوجده جالسًا على دكان يتنزه حصة وفرسه وخدمه وقوف أمامه فطلبه وأمره بالركوب معه فركب وذهب صحبته فكان آخر العهد به وكان في جيبه ألف دينار ذهبًا بإخبار أخيه خلاف الورق فأخذ ثيابه وفرسه وما معه وخنقه وأخفى أمره وأنكره وكان رجلًا لا بأس به‏.‏
شهر ربيع الأول سنة 1218 استهل بيوم الثلاثاء

وفي يوم السبت 5 شهر ربيع الأول سنة 1218 هـ - 21 يونية 1803 م  سافر أحمد باشا والعساكر الانكشارية الذين جمعوهم من المدينة وسافر صحبتهم من العساكر الذين كانوا صحبة أمير الحاج والجميع كانوا نحو ألفين وخمسمائة وأما أمير الحاج فإنهم عفوا عنه من السفر ودخل المدينة بخاصته‏.‏
وفي هذا اليوم حضر علي كتخدا من جهة قبلي وهو كتخدا حسن باشا الى جرجا ومعه مكاتبة الى الأمراء المصرلية وأنه وصل الى أسيوط فكتبوا له أمانًا بالحضور الى مصر بمن معه من العسكر ورجع علي كتخدا بذلك في ثاني يومه فقط‏.‏
وفيه ورد الخبر بوصول أنجد بك الى ثغر دمياط بالريالة الى محمد باشا‏.‏
وفي يوم الأربعاء 9 شهر ربيع الأول سنة 1218 هـ - 29 يونية 1803 م  سافر الشريف عبد الله ابن سرور الى سكندرية متوجهًا الى اسلامبول وأنعم عليه ابراهيم بك بخمسين ألف فضة‏.‏
وفي يوم الجمعة 11 شهر ربيع الأول سنة 1218 هـ - 1 يولية 1803 م  كان المولد النبوي ونادوا بفتح الدكاكين ووقود القناديل فأوقدت الأسواق تلك الليلة والليلة التي قبلها ولكن دون ذلك وأما الأزبكية فلم يعمل بها وقدة إلا قبالة بيت البكري لاستيلاء الحراب عليها‏.‏
وفي يوم السبت 12 شهر ربيع الأول سنة 1218 هـ - 2 يولية 1803 م  سفروا جبخانة وجللًا وبارودًا الى جهة بحري وأشيع بأن كثيرًا من العسكر المصحوبين بالتجريدة ذهبوا الى محمد باشا وكذلك طائفة من الانكشارية المطرودين الذين خلصوا الى طريق دمياط‏.‏
وفي يوم الاثنين 14 شهر ربيع الأول سنة 1218 هـ - 4 يولية 1803 م  وقع بين الفريقين مقتلة عظيمة وكانوا ملكوا منه متاريس القنطرة البيضاء قبل ذلك ثم هجم المصريون في ذلك اليوم عليهم هجمة عظيمة وكبسوا على دمياط بمخامرة بعض رؤساء عساكر الباشا ( الصورة الجانبية : عسكر المصريين يهاجمون عسكر الباشا ) وفتكوا في عسكر الباشا بالقتل وقتلت خواصه وأتباعه وقتل حسين كتخدا شنن ومصطفى أغات التبديل ونهبوا دمياط وأسروا النساء وافتضوا الأبكار وأخذوهم أسرى وصاروا يبيعونهم على بعضهم وفعلوا أفعالًا شنيعة من الفسق والفجور وأخذوا حتى ما على أجساد الناس من الثياب ونهبوا الخانات والبيوت والوكائل وجميع أسباب التجار التي بها من أصناف البضائع الشامية والرومية والمصرية وكان شيئًا كثيرًا يفوق الحصر وما بالمراكب حتى بيع الفرد الأرز الذي هو نصف أردب بثلاثة عشر نصفًا وقيمته ألف نصف والكيس الحرير الذي قيمته خمسمائة ريال بريالين الى غير ذلك والأمر لله وحده والتجأ الباشا الى القرية وتترس بها فأحاطوا به من كل جهة فطلب الأمان فأمنوه فنزل من القرية وحضر الى البرديسي وخطف عمامته بعض العسكر ولما رآه البرديسي ترجل عن مركوبه إليه وتمنى بالسلام عليه وألبسه عمامة وأنزله في خيمة بجانب خيمته متحفظًا به ولما وصل الخبر بذلك الى مصر ضربوا مدافع كثيرة من قصر العيني والقلعة والجيزة ومصر العتيقة واستمر ذلك ثلاثة أيام بلياليها في كل وقت‏.‏
وفي عصريتها حضر جوخدار البرديسي وهو الذي قتل حسين آغا شنن وحكى بصورة الحال فألبسه ابراهيم بك فروة وأنعم عليه ببلاد المقتول وبيته وزوجته وأملاكه وجعله كاشف الغربية وذهب الى وكيل الألفي أيضًا فخلع عليه فروة سمور وصار يبدر الذهب في حال ركوبه‏ ( الصورة الجانبية : دمياط سنة 1803 ويظهر فيها منارة لكنيسة عظيمة ) .‏

وفي يوم الأربعاء 16 شهر ربيع الأول سنة 1218 هـ - 6 يولية 1803 م  وردت مكاتبات من عثمان بك البرديسي بالخبر بوقوع الحرب بينهم وبين محمد باشا وعساكره‏.‏
وفي يوم الجمعة 18 شهر ربيع الأول سنة 1218 هـ - 8 يولية 1803 م  وردت مكاتبات من عثمان بك البرديسي بالخبر بوقوع الحرب بينهم وبين محمد باشا وعساكره‏.‏  ذهب المذكور الى مقام الإمام الشافعي وأرخى لحيته على عادتهم التي سنها السدنة ليعفيها بعد ذلك من الحلق‏.‏
وفي ذلك اليوم عمل ابراهيم بك ديوانًا ببيت ابنته بدرب الجماميز وحضر القاضي والمشايخ ولبس خلعة وتولى قائمقام مصر وضربت في بيته النوبة التركية‏.‏

وفي يوم الأحد 20 شهر ربيع الأول سنة 1218 هـ - 8 يولية 1803 م  ورد الخبر بوصول علي باشا الطرابلسي الى اسكندرية واليًا على مصر عوضًا عن محمد باشا وحضر منه فرمان خطابًا للأمراء يعلمهم بوصوله ويذكر لهم أنه متولي على الأقطار المصرية عوضًا عن محمد باشا من اسكندرية الى أسوان ولم يبلغ الدولة موت طاهر باشا ولا دخولكم الى مصر ومعنا أوامر لطاهر باشا وأحمد باشا أنهم يتوجهون بالعساكر الى الحجاز بسبب الوهابيين فلما وصلنا الى اسكندرية بلغنا موت طاهر باشا وحضوركم الى المدينة بمعاونة الأرنؤدية وقتل رجال الدولة والانكشارية وقتل من معهم وإخراج من بقي على غير صورة الى غير ذلك وهذا غير مناسب ولا نرضى لكم بهذا على هذا الوجه فإننا نحب لكم الخير ولنا معكم عشرة سابقة ومحبة أكيدة ونطلب راحتكم في أوطانكم ونسعى لكم فيها على وجه جميل وكان المناسب أن لا تدخلوا المدينة إلا بإذن الدلوة فإن تظاهركم بالخلاف والعصيان مما يوجب لكم عدم الراحة فإن سيف السلطنة طويل فربما استعان السلطان عليكم ببعض المخالفين الذين لا طاقة لكم بهم ثم قال لهم في ضمن ذلك إن لنا معكم بعض كلام لا يحتمله الكتاب وعن قريب يأتيكم إثنان من طرفنا عاقلان تعملون معهما مشاورة فكتبوا له جوابًا حاصله أن محمد باشا لما كان متوليًا لم نزل تترجى مراحمه وهو لا يزداد معنا إلا قسوة ولا يسمح لنا بالإقامة بالقطر المصري جملة وجرد علينا التجاريد والعساكر من كل جهة وينصرنا الله عليه في كل مرة الى أن حصل بينه وبين عساكره وحشة بسبب جماكيهم وعلوفاتهم فقاموا عليه وحاربوه وأخرجوه من مصر بمعونة طاهر باشا ثم قامت الانكشارية على طاهر باشا وقتلوه ظلمًا وقامت العساكر على بعضهم البعض وكنا حضرنا الى جهة الجيزة باستدعاء طاهر باشا فلما قتل طاهر باشا بقيت المدينة رعية من غير راع وخافت الرعية من جور العساكر وتعديهم فحضر إلينا المشايخ والعلماء واختيارية الوجاقلية واستغاثوا بنا فأرسلنا من عندنا من ضبط العساكر وأمن المدينة والرعية وأما محمد باشا فإنه نزل الى دمياط وظلم البلاد والعباد وفرد عليها الفرد الشاقة وحرقها فتوجه عثمان بك البرديسي لتأمين أهالي القرى الى أن وصل ال ظاهر دمياط فأقام بمن معه خارج المدينة فما يشعر إلا ومحمد باشا صدمهم ليلًا وحاربهم فحاربوه فنصرهم الله عليه وانهزمت عساكره وقبض عليه وهو الآن عندنا في الإعزاز والإكرام ونحن الآن على ذلك حتى يأتينا العفو وأما قولكم إننا نخرج من مصر فهذا لا يمكن ولا تطاوعنا جماعتنا وعساكرنا على الخروج من أوطانهم بعد استقرارهم فيها وأما قولكم إن حضرة السلطان يستعين علينا ببعض المخالفين فإننا لا نستعين إلا بالله وإننا أرسلنا عرضحال نطلب العفو ونترجى الرضا ومنتظرون الجواب‏.‏
وفي يوم الثلاثاء  22 ربيع الأول سنة 1218 هـ - 12 يولية 1803 م  حضر واحد آغا ومعه آخر فضربوا له مدافع وعملوا ديوانًا وتكلم معهم وتكلم المشايخ الحاضرون في ظلم العثمانيين وما أحدثوه من المظالم والمكوس واتفقوا على كتابة عرضحال الى الباشا فكتبوا ذلك وأمضوا عليه ونادوا في الأسواق برفع ما أحدثه الفرنساوية والعثمانية من المظالم وزيادة المكوس ودفعوا الى الآغا الواصل ألف ريال حق طريقه وسافر‏.‏
وفيه وصل الخبر بأن سليمان كاشف لما وصل الى رشيد وبها جماعة من العثمانية وحاكمها ابراهيم أفندي فلما بلغه وصول سليمان كاشف أخلى له البلد وتحصن في برج مغيزل فعبر سليمان كاشف الى البلد وخرج يحاصر ابراهيم أفندي فهم على ذلك وإذا بالسيد علي باشا القبطان وصل الى رشيد وأرسل الى سليمان كاشف يعلمه بحضوره وحضور علي باشا والي مصر ويقول ما هذا الحصار فقال له نحن نقاتل كل من كان من طرف حسين قبطان باشا وأما من كان من طرف الوزير يوسف باشا فلا نقاتله وارتحل من رشيد الى الرحمانية ودخل السيد علي القبطان الى رشيد‏.‏
وفي يوم الأربعاء 23 ربيع الأول سنة 1218 هـ - 13 يولية 1803 م سافر جوخدار البرديسي الى ولاية الغربية وكان شاهين كاشف المرادي هناك يجمع الفردة وتوجه الى طندتا وعمل على أولاد الخادم ثمانين ألف ريال فحضروا الى مصر ومعهم مفاتيح مقام سيدي أحمد البدوي هاربين وتشكوا وتظلموا وقالوا لابراهيم بك لم يبق عندنا شيء فإن الفرنساوية نهبونا وأخذوا أموالنا ثم أن محمد باشا أرسل المحروقي فحفر دارنا وأخذ منا نحو ثلثمائة ألف ريال ولم يبق عندنا شيء جملة كافية‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 29 ربيع الأول سنة 1218 هـ - 19 يولية 1803 م وصل محمد باشا الى ساحل بولاق وصحبته المحافظون عليه وهم جماعة من عسكر الأرنؤد الذين كانوا سابقًا في خدمته وجماعة من الأجناد المصرلية ولم يكن معه من أتباعه إلا ست مماليك فقط فإن مماليكه المختصين به اختار منهم البرديسي من اختاره واقتسم باقيهم الأرنؤد ومنهم من يخدم الأرنؤد المحافظين عليه ووافق أن ذلك اليوم كان جمع سيدي أحمد البدوي ببولاق على العادة فنصبوا له خيمة لطيفة ( الصورة المقابلة منظر الخيمة اللطيفة التى نصبت محمد باشا ) بساحل البحر وطلع إليها فرأى جمع الناس فظن أنهم اجتمعوا للفرجة عليه فقال ما هذا فأخبروه بصورة الحال‏.‏
وكان ابراهيم بك في ذلك اليوم حضر الى بولاق ودخل الى بيت السيد عمر النقيب الأشراف باستدعاء فجلس عنده ساعة ثم ركب الى ديوان بولاق فنزل هناك ساعة أيضًا ثم ركب الى بيته بحارة عابدين فلما وصل الباشا كما ذكر حضر إليه سليم كاشف المحرمجي وأركبه حصانًا وركب مماليكه حميرًا وذهبوا به الى بيت ابراهيم بك بحارة عابدين فوجدوا ابراهيم بك طلع الى الحريم فلم ينزل إليه ولم يقابله فرجع به سليم كاشف الى بيت حسن كاشف جركس وهو بيت البرديسي فبات به فلما كان في الصباح ركب ابراهيم بك الى قصر العيني فركب المحرمجي وأخذ معه الباشا وذهب به الى قصر العيني فقابل ابراهيم بك هناك وسلم عليه وحضر الألفي وباقي الأمراء بجموعهم وخيولهم فترامحوا تحت القصر وتسابقوا ولعبوا بالجريد ثم طلع أكابرهم الى أعلى القصر فصاروا يقبلون يد ابراهيم بك والباشا جالس حتى تحلقوا حواليهما ثم أن ابراهيم بك قدم له حصانًا وقام وركب مع المحرمجي الى بيت حسن كاشف بالناصرية فسبحان المعز المذل القهار‏.‏
وفي ثاني يوم غايته ركب ابراهيم بك الألفي وذهبا الى الباشا وسلما عليه في بيت البرديسي وهادياه بثياب وأمتعة وبعد أن كانوا يترجون عفوه ويتمنون الرضا منه ويكونوا تحت حكمه صار هو يترجى عفوهم ويؤمل رفدهم وإحسانهم وبقي تحت حكمهم فالعياذ بالله م زوال النعم وقهر الرجال‏.‏
وفى يوم الأربعاء 2 ربيع الآخر سنة 1218 هـ - 22 يولية 1803 م ضربت مدافع كثيرة بسبب إقامة بنديرة الانجليز بمصر‏.‏
وفيه عدى البرديسي من المنصورة الى البر الغربي متوجهًا الى جهة رشيد‏.‏
وفي يوم السبت 4 ربيع الآخر سنة 1218 هـ - 24 يولية 1803 م وردت هجانة من ناحية الينبع وأخبروا أن الوهابيين جلوا عن جدة ومكة بسبب أنهم جاءتهم أخبار بأن العجم زحفوا على بلادهم الدرعية وملكوا بعضها والأوراق فيها خطاب من شريف باشا وشريف مكة لطاهر باشا على ظن حياته‏.‏
وفي يوم الاثنين 6 ربيع الآخر سنة 1218 هـ - 26 يولية 1803 م نادى الآغا والوالي بالأسواق على العثمانية والأتراك والأغراب من الشوام والحلبية بالسفر والخروج من مصر فكل من وجد بعد ثلاثة أيام فدمه هدر وأمروا عثمان بك أمير الحاج بالسفر على جهة الشام من البر ويسافر المنادي عليهم صحبته وكذلك ابراهيم باشا‏.‏
وفي يوم الأربعاء 9 ربيع الآخر سنة 1218 هـ - 29 يولية 1803 م خرج عثمان بك الى جهة العادلية وخرج الكثير من أعيان العثمانية معه وتتابع خروجهم في كل يوم وصاروا يبيعون متاعهم وثيابهم وهم خزايا حيارى في أسوأ حال وأكثرهم متأهل ومتزوج ومنهم من نهب وسلب وصار لا يملك شيئًا فلما تكامل خروجهم وسافروا في عاشره وهم زيادة عن ألفين وبقي منهم أناس التجأوا الى بعض المصرلية والانجليز وانتموا إليهم‏.‏

وفيه وصلت الأخبار بأن البرديسي وصل إلى رشيد وأن السيد علي باشا ريس القبطانية تحصن ببرج مغيزل وغالب أهلها جلا عنها خوفًا من مثل حادثة دمياط ولما دخل عثمان بك وفي ثالث عشره حضر قنصل الفرنسيس فعملوا له شنكًا ومدافع وأركبوه من بولاق بموكب جليل وقدامه أغات الانكشارية والوالي وأكابر الكشاف وحسين كاشف المعروف بالإفرنجي وعساكره الذين مثل عسكر الفرنسيس وهيئته لم يتقدم مثلها بين المسلمين ونصب بنديرته في بركة الأزبكية من ناحية قنطرة الدكة على صاري طويل مرتفع في الهواء واجتمع إليه كثير من النصارى الشوام والأقباط وعملوا جمعيات وولائم وازدحموا على بابه وحضر صحبة كثير من الذين هربوا عند دخول المسلمين مع الوزير وكان المحتفل بذلك حسين كاشف الإفرنجي‏.‏
وفي 18 شهر ربيع الآخر سنة 1218 هـ - 7 أغسطس 1803 م  وصلت مكاتبة من البرديسي الى ابراهيم بك يخبر فيها أنه لما وصل الى رشيد وتحصن السيد علي باشا بالبرج أرسل إليه فبعث له حسن بك قرابة علي باشا الطرابلسي الوالي فتكلم معه وقال له ما المراد إن كان حضرة الباشا واليًا على مصر فليأت على الشرط والقانون القديم ويقيم معنا على الرحب والسعة وإن كان خلاف ذلك فأخبرونا به الى أن انتهى الكلام بيننا وبينه على مهلة ثلاثة أيام ورجع وانتظرنا بعد مضي الميعاد بساعتين فلم يأتنا منهم جواب فضربنا عليهم في يوم واحد مائة وخمسين قنطارًا من البارود وأنكم ترسلون لنا أعظم ما يكون عندكم في البنب والمدافع والبارود فشهلوا المطلوب وأرسلوه في ثاني يوم صحبة حسين الإفرنجي وتراسل الطلب خلفه ولحقوا به عدة أيام‏.‏
وفي 20 شهر ربيع الآخر سنة 1218 هـ - 9 أغسطس 1803 م  وصل حسن باشا الذي كان والي جرجا الى مصر العتيقة فركب ابراهيم بك للسلام عليه وحضر الطبجية الى جبهانته فأخذوها وطلعوا بها الى القلعة وكذلك الجمال أخذها الجمالة والعسكر ذهبوا الى رفقائهم الذين بمصر وطولب بالمال واستمر بمصر العتيقة مستحفظًا به من كل ناحية‏( الصورة الجانبية : فرسان أبراهيم بيك يستعرضون مهارتهم بالأسلحة المختلفة ) .‏
وفي يوم السبت 25 شهر ربيع الآخر سنة 1218 هـ - 9 أغسطس 1803 م  وقعت نادرة وهي أن محمد باشا طلب من سليم كاشف المحرمجي أن يأذن له في أن يركب الى خارج الناصرية بقصد التفسح فأرسل سليم كاشف يستأذن ابراهيم بك في ذلك فأذن له بأن يركب ويعمل رماحة ثم يأتي إليه بقصر العيني فيتغدى عنده ثم يعود وأوصى على ذبح أغنام ويعملون له كبابًا وشواء فأركبه سليم كاشف بمماليكه وعدة من مماليك المحرمجي وصحبته ابراهيم باشا فلما ركب وخرج الى خارج الناصرية أرسل جواده ورمحه وتبعه مماليكه من خلفه فظن المماليك المصرلية أنهم يعملون رماحة ومسابقة فلما غابوا عن أعينهم ساقوا خلفهم ولم يزالوا سائقين الى الأزبكية وهو شاهر سيفه وكذلك بقية الطاردين والمطرودين فدخل الى أحمد بك الأرنؤدي وضرب بعض المماليك فرسه ببارودة فسقط وذلك عند وصوله الى بيت أحمد بك المذكور ووصل الخبر الى سليم كاشف فركب على مثل ذلك بباقي أتباعه وهم شاهرون السيوف ورامحون الخيول واتصل الخبر بابراهيم بك فأمر الكشاف بالركوب وأرسل الى البواقي بالطلوع الى القلعة وحفظ أطارف البلد فركب الجميع وتفرقوا رامحين وبأيديهم السيوف والبنادق فانزعجت الناس وترامحوا وأغلقوا الحوانيت واختلفت رواياتهم وظنوا وقوع الشقاق بين الأرنؤد والمصرلية وكذلك المماليك المصرلية أيقنوا ذلك وطلع الكثير منهم الى القلعة ولما دخل محمد باشا عند أحمد بك ومن معه من أكابر الأرنؤد قاموا في وجهه ووبخوه بالكلام وقبضوا عليه وعلى مماليكه وأخذوا ما وجدوه معهم من الدراهم وكان في جيب الباشا خاصة ألف وخمسمائة دينار وحضر سليم كاشف المحرمجي عند ذلك فسلموه له فأركبه الباشا اكديشًا لأن فرسه أصيب ببارودة من بعض المماليك اللاحقين به وذلك عند وصوله الى بيت أحمد بك وركب معه أحمد بك أيضًا وأخذوه الى عند ابراهيم بك بقصر العيني فخلع ابراهيم بك على أحمد بك فروة سمور وقدم له حصانًا بسرجه وسكنت الفتنة ونعوذ بالله من الخذلان ومعاداة الزمان‏.‏
وفي يوم الأحد 26 شهر ربيع الآخر سنة 1218 هـ - 15 أغسطس 1803 م  وردت الأخبار ومكاتبة من البرديسي بنصرتهم على العثمانية واستيلائهم على برج رشيد بعد أن حاربوا عليه نيفًا وعشرين يومًا وأسروا السيد علي القبطان وآخرين معه وعدة كثيرة من العسكر وأرسلوهم الى جهة الشرقية ليذهبوا على ناحية الشام بعد أن قتل منهم من قتل فعند ذلك عملوا شنكًا وضربوا مدافع كثيرة وكذلك في ثاني يوم وثالث

وفي يوم الأربعاء 29 ربيع الآخر سنة 1218 هـ - 15 أغسطس 1803 م كسفت الشمس وقت الضحوة وكان المنكسف تسعة أصابع وهو نحو الثلثين وأظلم الجو وابتداؤه الساعة واحدة وثمان دقائق ونصف وتمام الانجلاء في ثالث ساعة وست عشرة دقيقة وكان ذلك في أيام زيادة النيل نسأل الله عفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة‏.‏
 يوم الجمعة في 2 شهر جمادى الأولى سنة 1218 هـ - 20 أغسطس 1803 م الموافق15 مسرى القبطي سنة 1519 ش وفي النيل سبعة عشر ذراعًا وكسر سد الخليج صبحها بحضرة ابراهيم بك قائمقام والقاضي وجرى الماء في الخليج على العادة‏.‏
وفيه وردت الأخبار بأن علي باشا كسر السد الذي ناحية أبي قير الحاجز على البحر المالح وهذا السد من قديم الزمان من السدود العظام المتينة السلطانية وتتفقده الدول على ممر الأيام بالمرمة والعمارة إذا حصل به أدنى خلل فلما اختلت الأحوال وأهمل غالب الأمور وأسباب العمارات انشرم منه شرم فسالت المياه المالحة على الأراضي والقرى التي بين رشيد وسكندرية وذلك من نحو ستة عشر عامًا فلم يتدارك أمره واستمر حاله يزيد وخرقه يتسع حتى انقطعت الطرق واستمر ذلك الى واقعة الفرنسيس فلما حضرت الانكليز والعثمانية شرموه أيضًا من الناحية البحرية لأجل قطع الطرق على الفرنسيس فسالت المياه المالحة على الأراضي الى قريب دمنهور واختلطت بخليج الأشرفية وشرقت الأراضي وخربت القرى والبلاد وتلفت المزارع وانقطعت الطرق وحول الاسكندرية من البر وامتنع وصول ماء النيل الى أهل الاسكندرية فلم يصل إليهم إلا ما يصلهم من جهة البحر في النقاير أو ما خزنوه من مياه الأمطار بالصهاريج وبعض العيون المستعذبة فلما استقر العثمانيون بمصر حضر شخص من طرف الدولة يسمى صالح أفندي معين لخصوص السد وأحضر معه عدة مراكب بها أخشاب وآلات وبذل الهمة والاجتهاد في سد الجسر فأقام العمل في ذلك نحو سنة ونصف حتى قارب الإتمام وفرح الناس بذلك غاية الفرح واستبشر أهل القرى والنواحي فما هو إلا وقد حصلت هذه الحوادث وحضر علي باشا الى الثغر وخرج الأجناد المصرلية وحاربوا السيد علي باشا القبطان على برج وشيد فخاخ حضورهم الى الاسكندرية ففتحه ثانيًا ورجع التلف كما كان وهذهب ما صنعه صالح أفندي المذكور في الفارغ بعدما صرف عليه أموالًا عظيمة وأما أهل سكندرية فإنهم جلوا عنها ونزل البعض في المراكب وسافر الى أزمير وبعضهم الى قبرص ورودس والأضات وبعضهم اكترى بالأيام وأقاموا بها على الثغر ولم يبق بالبلدة إلا الفقراء والعواجز والذين لا يجدون ما ينفقونه على الرحلة وهم أيضًا مستوفزون وعم بها الغلاء لعدم الوارد وانقطاع الطرق وقيل إن علي باشا المذكور فرد عليهم مالًا وقبض على ستة أنفار من أغنياء المغاربة واتهمهم أنهم كتبوا كتابًا للبرديسي يعدونه أنه إذا حضر يدلونه على جهة يملك منها البلد بمعونة عسكر المغاربة فأخذ منهم مائة وخمسين كيسًا بشفاعة القبطان الذي في البيليك بالثغر واجتهد في حفر خندق حول البلد واستعملهم في ذلك الحفر وفي عزمه أن يطلق فيه ماء البحر المالح فإن فعل ذلك حصل به ضرر عظيم فقد أخبر من له معرفة ودراية بالأمور أنه ربما خرب إقليم البحيرة بسبب ذلك واجتهدوا أيضًا في تحصين المدينة زيادة عن فعل الفرنسيس والانكليز‏.‏
وفي يوم السبت 9 شهر جمادى الأولى سنة 1218 هـ - 27 أغسطس 1803 م وصل السيد علي القبطان الى مصر وطلع الى قصر العيني وقابل ابراهيم بك فخلع عليه فروة سمور وقدم له حصانًا معددًا وأكرمه وعظمه وأنزلوه عند علي بك أيوب وأعطوه سرية بيضاء وجارية حبشية وجاريتين سوداوين للخدمة ورتبوا له ما يليق به وهو رجل جليل من عظماء الناس وعقلائهم وأخبر القادمون البرديسي والأجناد المصريين ارتحلوا من رشيد الى دمنهور قاصدين الذهاب الى سكندرية وأرسلوا بطلب ذخيرة وجبخانة ومماليك وعساكر‏.‏
وفي أرادوا عمل فردة وأشيع بين الناس ذلك فانزعجوا منه واستمر الرجاء والخوف أيامًا ثم انحط الرأي على قبض مال الجهات ورفع المظالم والتحرير من البلاد والميري عن سنة تاريخه من الملتزمين ويؤخذ من القبط ألف وأربعمائة كيس هذا مع توالي وتتابع الفرد والكلف على البلاد حتى خرب الكثير من القرى والبلاد وجلا أهلها عنها خصوصًا إقليم البحيرة فإنه خرب عن آخره ثم أن البرديسي استقر بدمنهور وبعدما أبقى برشيد مملوكه يحيى بك ومعه جملة من العساكر وكذلك بناحية البغاز وهم كانوا من وقت محاصرة البرج حتى منعوا عنه الإمداد الذي أتاه من البحر وكان ما كان وشحن البرديسي برج مغيزل بالذخيرة والجبخانة وأنزلوا برشيد عدة فرد ومغارم وفتحوا بيوت الراحلين عنها ونهبوها وأخذوا أموالهم من الشوادر والحواصل والأخشاب والأحطاب والبن والأرز وقلت الأقوات فيهم والعليق فعلفوا الدواب بشعير الأرز بل والأرز المبيض وغير ذلك مما لا تضبطه الأقلام ولا تحيط به الأوهام‏.‏
وفي يوم الجمعة منتصف شهر جمادى الأولى سنة 1218 هـ - 2 سبتمبر 1803 م في أيام النسئ نقص النيل نقصًا فاحشًا وانحدر من على الأراضي فانزعج الناس وازدحموا على مشترى الغلال وزاد سعرها ثم استمر يزيد قيراطًا وينقص قيراطين الى أيام الصليب وانكبت الخلائق على شراء الغلال ومنع الغنى من شراء ما زاد على الأردب ونصف أردب والفقير لا يأخذ الأويبة فأقل ويمنعون الكيل بعد ساعتين فتذهب الناس الى ساحل بولاق ومصر القديمة ويرجعون من غير شيء واستمر سليم آغا مستحفظان ينزل الى بولاق في كل يوم صار الأمراء يأخذون الغلال القادمة بمراكبها قهرًا عن أصحابها ويخزنوها لأنفسهم حتى قلت الغلة وعز وجودها في العرصات والسواحل وقل الخبز من الأسواق والطوابين وداخل الناس وهم عظيم وخصوصنا مع خراب البلاد بتوالي الفرد والمغارم وعز وجود الشعير والتبن وبيعت الدواب والبهائم بالسعر الرخيص بسبب قلة العلف واجتمع بعض المشايخ وتشاوروا في الخروج الى الاستسقاء فلم يمكنهم ذلك لفقد شروطها وذهبوا الى ابراهيم بك وتكلموا معه في ذلك فقال لهم وأنا أحب ذلك فقالوا له وأين الشروط التي من جملتها رفع المظالم وردها والتوبة والإقلاع عن الذنوب وغير ذلك فقال لهم هذا أمر لا يمكن ولا يتصور ولا أقدر عليه ولا أحكم إلا على نفسي فقالوا إذًا نهاجر من مصر فقال وأنا معكم ثم قاموا وذهبوا‏.‏
وفي أواخره وردت الأخبار برجوع البرديسي ومن معه من العساكر وقد كان أشيع أنهم متوجهون الى الاسكندرية ثم ثنى عزمه عن ذلك لأمور الأول وجود القحط فيهم وعدم الذخيرة والعلف والثاني إلحاح العسكر بطلب جماكيهم المنكسرة وما يأخذونه من المنهوبات لا يدخل في حساب جماكيهم والثالث العجز عن أخذ الاسكندرية لوعر الطريق وانقطاع الطرق بالمياه المالحة فلو وصلوها وطال عليهم الحصار لا يجدون ما يأكلون ولا ما يشربون‏.‏
في 1 شهر جمادى الآخر سنة 1218 هـ - 18 سبتمبر 1803 م نقص ماء النيل ووقف ماء الخليج وازدحم السقاؤون على نقل الماء الى الصهاريج والأسبلة ليلًا ونهارًا من الخليج وقد تغير ماؤه بما يصب فيه من الخرارات والمراحيض ولم ينزل بالأراضي التي بين بولاق والقاهرة قطرة ماء وزاد ضجيج الناس وارتفعت الغلات من السواحل والعرصات بالكلية فكانت الفقراء من الرجال والنساء يذهبون بغلقانهم الى السواحل ويرجعون بلا شيء وهم يبكون ويولولون‏.‏
وفي 6 شهر جمادى الآخر سنة 1218 هـ - 23 سبتمبر 1803 م وصل البرديسي ومن معه من العساكر الى بر الجيزة وخرج الأمراء وغيرهم وعدوا لملاقاتهم فلما أصبح يوم السبت عدى محمد علي والعساكر الأرنؤدية الى بر مصر وكذلك البرديسي فخرجت إليهم الفقراء بمقاطفهم وغلقانهم وعيطوا في وجوههم فوعدهم بخير وأصبح البرديسي مجتهدًا في ذلك وأرسل محمد علي وخازنداره ففتحوا الحواصل التي ببولاق ومصر العتيقة وأخرجوا منها الغلال الى السواحل واجتمع العالم الكثير من الرجال والنساء فأذنوا لكل شخص من الفقراء بويبه غله لا غير فكان الذي يريد الشراء يذهب الى خازندار البرديسي ويأخذ منه ورقة بعد المشقة والمزاحمة ويذهب بها فيكيلون له ويدفع ثمنها لصاحب الغلة وما رتبوه عليها فحصل للناس اطمئنان واشترى الخبازون أيضًا وفتحوا الطوابين والخابز وخبزوا وباعوا فكثر الخبز والكعك بالأسواق وجعلوا سعر القمح ستة ريالات الأردب والفول خمسة ريالات وكذلك الشعير إن وجد وكان السعر لا ضابط له منهم من كان يشتريه بثمانية وتسعة وسبعة خفية ممن توجد عنده الغلة في مصر أو الأرياف فعند ذلك سكن روع الناس واطمأنت نفوسهم وشبعت عيونهم ودعوا لعثمان بك البرديسي‏.‏
وفي هذا الشهر تحقق الخبر بجلاء الوهابي عن جدة ومكة ورجوعه الى بلاده وذلك بعد أن حاصر جدة وحاربها تسعة أيام وقطع عنها الماء ثم رحل عنها وعن مكة ورجع الشريف غالب الى مكة وصحبته شريف باشا ورجع كل شيء الى حاله الأول ورد المكوس والمظالم‏.‏
وفي يوم الأحد  8 شهر جمادى الآخر سنة 1218 هـ - 25 سبتمبر 1803 م وصل البرديسي الى بيته بالناصرية وهو بيت حسن كاشف جركس وبيت قاسم بك وقد فرشا له ونقلوا محمد باشا من بيت جركس الى دار صغيرة بجواره وعليه الحرس‏.‏
وفي يوم الاثنين 9 شهر جمادى الآخر سنة 1218 هـ - 26 سبتمبر 1803 م عملوا ديوانًا عند ابراهيم بك فاجتمع فيه هو والبرديسي والألفي وتشاوروا في أمر جامكية العسكر فوزعوا على أنفسهم قدرًا وكذلك على باقي الأمراء والكشاف والأجناد كل منهم على قدر حاله في الإيراد والمراعاة فمنهم من وزع عليه عشرون كيسًا ومنهم عشرة وخمسة وإثنان وواحد ونصف واحد وطلبوا من جمرك البهار قدرًا كبيرًا فعملوا على كل فرقتين مائة ريال وفتحوا الحواصل وأخرجوا منها متاع الناس وباعوه بالبخس على ذلك الحساب وأصحابه ينظرون وأخذوا ابن الحضارمة والينبعاوية بحيث وقف الفرق البن بستة ريالات على صاحبه وأخذوا من ذلك الأصل ألف فرق بن وأخرجت من الحواصل وحملت‏.‏
وفي يوم السبت 14 شهر جمادى الآخر سنة 1218 هـ - 1 أكتوبر 1803 م أنزلوا فردة أيضًا على أهل البلد ووزعوها على التجار وأرباب الحرف كل طائفة قدرًا من الأكياس خمسين فما دونها الى عشرة وخمسة وبثت الأعوان للمطالبة فضج الناس وأغلقوا حوانيتهم وطلبوا التخفيف بالشفاعات والرشوات للوسائط والنصارى فخفف عن البعض وبعد منتصف الشهر انقلب الوضع المشروع في الغلة وانعكس الحال الى أمر شنيع وهو أنهم سعروها كل أردب بستة ريالات بظاهر الحال ولا يبيع صاحب الغلة غلته إلا بإذن من القيم بعدما يأخذ منه نصف الغلة أو الثلث أو الربع على حسب ضعفه وقوته من غير ثمن وإذا أراد ذو الجاه الشراء ذهب أولًا سرًا وقدم المصلحة والهدية الى بيت القيم فعند ذلك يؤذن له في مطلوبه فيكيلون له الغلة ليلًا وصار يتأخر في حضوره الى الساحل الى قريب الظهر فيذهب الناس والفقراء فينتظرونه وإذا حضر ازدحموا عليه وتقدم أرباب المصانعات والوسايط فيؤذن لهم ويؤخذ منهم عن كل أردب ريال يأخذها القيم لنفسه زيادة عن الثمن وعن الكلفة وهي نحو الخمسين فضة خلاف الأجرة ويرجع الفقراء من غير شيء وأطلقوا للمحتسب أن يأخذ في كل يوم أربعمائة أردب منها مائتان للخبازين ومائتان توضع بالعرصات داخل البلد فكان يأخذ ذلك الى داره ولا يضعون بالعرصات شيئًا ويعطي للخبازين من المائتين خمسين أردبًا أو ستين ويبيع الباقي بأغراضه بما أحب من الثمن ليلًا فضج الناس وشح الخبز من الأسواق وخاطب بعض الناس الأمراء الكبار في شأن ذلك واستمر الحال على ذلك الى آخر الشهر والأمر في شدة وتسلط العسكر والمماليك على خطف ما يصادفونه من الغلة أو التبن أو السمن فلا يقدر من يشتري شيئًا من ذلك أن يمر به ولو قل حتى يكتري واحدًا عسكريًا أو مملوكًا يحرسه حتى يوصله الى داره وإن حضرت مركب بها غلال وسمن وغنم من قبلي أو بحري أخذوها ونهبوا ما فيها جملة فكان ذلك من أعظم أسباب القحط والبلاء‏.‏
وفي عشرينه مات محمد بك الشرقاوي وهو الذي كان عوض سيده عثمان بك الشرقاوي‏.‏
 يوم الثلاثاء 1 شهر رجب  سنة 1218 هـ - 17 أكتوبر 1803 م فيه رفعوا خازندار البرديسي من الساحل وقلدوا محمد كاشف تابع سليمان بك الآغا أمين البحرين والساحل ورفق بالأمر واستقر سعر الغلة بألف ومائتين نصف فضة الأردب فتواجدت بالرقع والساحل وقل الخطف وأما السمن فقل وجوده جدًا حتى بيع الرطل بستة وثلاثين نصفًا فيكون القنطار بأربعين ريالًا وأما التبن فصار يباع بالقدح إن وجد وفيه حضر واحد انكليزي وصحبته مملوك الألفي وبعض من الفرنسيس فعملوا لهم شنكًا ومدافع وأشيع حضور الألفي الى سكندرية ثم تبين أن هذا الانكليزي أتى بمكاتبات فلما مر على مالطة وجد ذلك المملوك وكان قد تخلف عن سيده لمرض اعتراه فحضر صحبته الى مصر فأشيع في الناس أن الألفي حضر الى الاسكندرية وأن هذا خازنداره سبقه بالحضور الى غير ذلك‏.‏
وفيه حضر أيضًا بعض الفرنسيس بمكاتبة الى القنصل بمصر وفيها الطلب بباقي الفردة الى بذمة الوجاقلية فخاطب القنصل الأمراء في ذلك فعملوا جمعية وحضر المشايخ وتكلموا في شأن ذلك ثم قالوا إن الوجاقلية الذين كانت طرفهم تلك الفردة مات بعضهم وهو يوسف باشجاويش ومصطفى كتخدا الرزاز وهم عظماؤهم ومن بقي منهم لا يملك شيئًا فلم يقبلوا هذا القول ثم اتفق الأمر على تأخير هذه القضية الى حضور الباشا ويرى رأيه في ذلك‏.‏
وحضر أيضًا صحبة أولئك الفرنسيس الخبر بموت يعقوب القبطي فطلب أخوه الاستيلاء على مخلفاته فدافعته زوجته وأرادت أخذ ذلك على مقتضى شريعة الفرنسيس فقال أخوه إنها ليست زوجته حقيقة بل هي معشوقته ولم يتزوج بها على ملة القبط ولم يعمل لها الإكليل الذي هو عبارة عن عقد النكاح فأنكرت ذلك فأرسل الفرنسيس يستخبرون من قبط مصر عن حقيقة ذلك فكتبوا لهم جوابًا بأنها لم تكن زوجته على مقتضى شرعهم وملتهم ولم يعمل بينهم الإكليل فيكون الحق في تركته لأخيه لا لها‏.‏
وفيه ورد الخبر بوقوع حادثة بالاسكندرية بين عساكر العثمانية وأجناس الإفرنج المقيمين بها واختلفت الرواة في ذلك وبعد أيام وصل من أخبر بحقيقة الواقعة وهي أن علي باشا رتب عنده طائفة من عسكره على طريقة الإفرنج فكان يخرج بهم في كل يوم الى جهة المنشية ويصطفون ويعملون مرش وأردبوش ثم يعودون ذلك مع انحراف طبيعتهم عن الوضع في كل شيء فخرجوا في بعض الأيام ثم عادوا فمروا بمساكن الإفرنج ووكالة القنصل فأخرج الإفرنج رؤوسهم من الطيقان نساء ورجالًا ينظرون ركبهم ويتفرجون عليهم كما جرت به العادة فضربوا عليهم من أسفل بالبنادق فضرب الإفرنج عليهم أيضًا فلم يكن إلا أن هجموا عليهم دخلوا يحاربونهم في أماكنهم والإفرنج في قلة فخرج القناصل الستة ومن تبعهم ونزلوا الى البحر وطلعوا غليون الريالة وكتبوا كتابًا بصورة الواقعة وأرسلوه الى اسلامبول والى بلادهم وأما العسكر أتباع الباشا فإنه لما خرج الإفرنج وتركوا أماكنهم دخلوا إليها ونهبوا متاعهم وما أمكنهم وأرسل الى القناصل خورشيد باشا فصالحهم وأخذ بخواطرهم واعتذر إليهم وضمن لهم ما أخذ منهم فرجعوا بعد علاج كبير وجمع الباشا علماء البلدة وأعيانها‏.‏
وطلب منهم كتابة عرض محضر على ما يمليه على غير صورة الحال فامتنعوا عن الكتابة إلا بصورة الواقع وكان المتصدر للرد الشيخ محمد المسيري المالكي فمقته ووبخه ومن ذلك الوقت صار يتكلم في حقه ويزدريه إذا حضر مجلسه وسكنت على ذلك‏.‏
وفي يوم الجمعة رابعه اجتمع المشايخ وذهبوا الى ابراهيم بك وكلموه بسبب ما أخذوه من حصة الالتزام بالحلوان أيام العثمانيين ثم استولى على ذلك جماعتهم وأمروهم فطمنهم بالكلام اللين على عادته وكلموه أيضًا على خبز الجراية المرتبة لفقراء الأزهر فأطلق لهم دراهم تعطى للخباز يعمل بها خبزًا‏.‏
وفي ثامنه كتبوا مراسلة على لسان المشايخ وأرسلوها الى علي باشا باسكندرية مضمونها طلبه لمنصبه والحضور الى مصر ليحصل الاطمئنان والسكون وتأمين الطرقات ويبطل أمر الاهتمام بالعساكر والتجاريد ولأجل الأخذ في تشهيل أمور الحج وإن تأخر عن الحضور ربما تعطل الحج في هذه السنة ويكون هو السبب في ذلك الى غير ذلك من الكلام‏.‏
وفي عاشره سافر جعفر كاشف الابراهيمي رسولًا الى أحمد باشا الجزار بعكا لغرض باطني لم يظهر‏.‏
وفي هذه الأيام كثرت الغلال بالساحل والعرصات ووصلت مراكب كثيرة وكثر الخبز بالأسواق وفي منتصفه فتحوا طلب مال الميري ومال الجهات ورفع المظالم عن سنة تاريخه وعين لطلبها من البلاد أمراء كبار ووجهت الغربية والمنوفية لعسكر الأرنؤد فزاد على ذلك حق الطرق للمعينين للطلب والاستعجالات وتكثير المغارم والمعينين وكلفهم على من يتوانى في الدفع هذا وطلب الفردة مستمر حتى على أعيان الملتزمين ومن تأخر عن الدفع ضبطوا حصته وأخذوها وأعطوها لمن يدفع ما عليها من مياسير المماليك فربما صالح صاحبها بعد ذلك عليها واستخلصها من واضع اليد إن أمكنه ذلك‏.‏
وفي أواخره نبهوا على تعمير الدور التي أخربها الفرنسيس فشرع الناس في ذلك وفردوا كلفها على الدور والحوانيت والرباع والوكائل وأحدثوا على الشوارع السالكة دروبًا كثيرة لم تكن قبل ذلك وزاد الحال وقلد أهل الأخطاط بعضهم كما هو طبيعة أهل مصر في التقليد في كل شيء حتى عملوا في الخطة الواحدة دربين وثلاثة واهتموا لذلك اهتمامًا عظيمًا وظنوا ظنونًا بعيدة وأنشأوا بدنات وأكتافًا من أحجار منحوتة وبوابات عظيمة ولزم لبعضها هدم حوانيت اشتروها من أصحابها وفردوا أثمانها عن أهل الخطة‏.‏
وفي أواخره أيضًا نجزت عمارة عثمان بك البرديسي في الأبراج والبوابات التي أنشأها بالناصرية فإنه أنشأ بوابتين عظيمتين بالرحبة المستطيلة خارج بيته الذي هو بيت حسن كاشف جركس إحداهما عند قناطر السباع والأخرى عند المزار المعروف بكعب الأحبار وبنى حولهما أبراجًا عظيمة وبها طيقان وبداخلها مدافع أفواهها بارزة تضرب الى خارج ونقل إليها مدافع الباشا التي كانت بالأزبكية فسبحان مقلب الأحوال‏.‏
وفيه نزل ابراهيم بك والبرديسي وحسين بك اليهودي الى بولاق وأخذوا ما وجدوه بساحل الغلة وأرسلوه الى بحري فارتج الناس من ذلك وعزت الغلال وزاد سعرها بعد الانحلال‏.‏
وفى يوم الأربعاء  يوم الأربعاء 1 شهر شعبان سنة 1218 هـ - 16 نوفمبر 1803 م وفيه وصل كاتب ديوان علي باشا الذي يقال له ديوان أفندي وعلى يديه مكاتبة وهي صورة خط شريف وصل من الدولة مضمونه الرضا عن الأمراء المصرلية بشفاعة صاحب الدولة الصدر الأعظم يوسف باشا وشفاعة علي باشا والي مصر وأن يقيموا بأرض مصر ولكل أمير فائظ خمسة عشر كيسًا لا غير وحلوان المحلول ثمان سنوات وأن الأوسبة والمضاف والبراني يضم الى الميري وأن الكلام في الميري والأحكام والثغور الى الباشا والروزنامجي الذي يأتي صحبة الباشا والجمارك والمقاطعات على النظام الجديد للدفتردار الذي يحضر أيضًا فلما قرئ ذلك بحضرة الجمع من الأمراء والمشايخ أظهروا البشر وضربوا مدافع ثم اتفق الرأي على إرسال جواب ذلك الفرمان فكتبوا جوابًا مضمونه مختصرًا أنه وصل إلينا صورة الخط الشريف وحصل لنا بوروده السرور بالعفو والرضا وتمام السرور حضوركم لتنتظم الأحوال وأعظمها تشهيل الحج الشريف وأرسلوه ليلة الاثنين ثانية صحبة رضوان كتخدا ابراهيم بك ومحمود باشجاويش الانكشارية وصحبتهما من الفقهاء السيد محم ابن الدواخلي من طرف الشيخ الشرقاوي‏.‏
وفي هذه الأيام كثر عيث العسكر وعربتهم في الناس فخطفوا ععمائن وثيابًا وقبضوا على بعض أفراد وأخذوا ثيابهم وما في جيوبهم من الدراهم‏.‏
وفيه وصل قاضي عسكر مصر وكان معوقًا بالاسكندرية من جملة المحجوز عليهم‏.‏

وفي ليلة الأربعاء 8 شعبان سنة 1218 هـ - 23 نوفمبر 1803 م حضر الوالي الى قصر الشوك ونزل عند رجل من تجار خان الخليلي يسمى عثمان كجك فتعشى عنده ثم قبض عليه وختم على بيته وأخذه صحبته وخنقه تلك الليلة ورماه في بئر فاستمر بها أيامًا حتى انتفخ فأخرجوه وأخذته زوجته فدفنته وسببه أنه كان يجتمع بالعثمانيين ويغريهم بنساء الأمراء وأن بعضهم اشترى منه أواني نحاسًا ولم يدفع له الثمن فطالب حريمه أيام محمد باشا فلم تدفع له فعين عليها جماعة من عسكر محمد باشا ودخل بها الى دارها وطالبها فقالت ليس عندي شيء فطلع الى داخل الحريم وصحبته العسكر ودخل الى المطبخ وأخذ قدور الطعام من فوق الكوانين وقلب ما فيها من الطعام وأخذها وخرج‏.‏
وفي يوم الجمعة 10 شهر شعبان سنة 1218 هـ - 25 نوفمبر 1803 م وقف جماعة من العسكر في خط الجامع الأزهر في طلوع النهار وشلحوا عدة أناس وأخذوا ثيابهم وعمائمهم فانزعج الناس ووقعت فيهم كرشة وصلت الى بولاق ومصر العتيقة وأغلقوا الدكاكين واجتمع الناس وذهبوا الى الشيخ الشرقاوي والسيد عمر النقيب والشيخ الأمير فركبوا الى الأمراء وعملوا جمعية وأحضروا كبار العساكر وتكلموا معهم ثم ركب الآغا والوالي وأمامه عدة كبيرة من عسكر الأرنؤد وخلافهم والمنادي ينادي بالأمن والأمان للرعية وإن وقع من العسكر والمماليك خطف شيء يضربوه وإن لم يقدروا عليه فليأخذوه الى حاكمه ومثل هذا الكلام الفارغ وبعد مرور الحكام بالمناداة خطفوا عمائم ونساء‏.‏
وفي يوم الأحد 12  شهر شعبان سنة 1218 هـ - 27 نوفمبر 1803 م نبه القاضي الجديد على أن نصف شعبان ليلة الثلاثاء وأخبر أن أتباعه شاهدوا الهلال ليلة الثلاثاء وهم عند البغاز على أن الهلال كان ليلة الأربعاء عسر الرؤية جدًا فكان هذا أول أحكامه الفاسدة‏.‏
وفي يوم الأربعاء 15  شهر شعبان سنة 1218 هـ - 30 نوفمبر 1803 م أشيع أن الأمراء في صبحها قاصدون عمل ديوان ببيت ابراهيم بك ليلبسوا ستة من الكشاف ويقلدوهم صناجق عوضًا عمن هلك منهم وهم سليمان كاشف مملوك ابراهيم بك الوالي الذي تزوج عديلة بنت ابراهيم بك الكبير عوضًا عن سيده وعبد الرحمن كاشف مملوك ابراهيم عثمان بك المرادي الذي قتل بأبي قير الذي تزوج امرأج سيده أيضًا وعمر كاشف مملوك عثمان بك الأشقر الذي تزوج امرأة سيده أيضًا ومحمد كاشف مملوك المنفوخ ورستم كاشف مملوك عثمان بك الشرقاوي ومحمد كاشف مملوك سليمان بك الآغا وتزوج ابنته أيضًا فلما وقع الاتفاق على ذلك تجمع الكشاف الكبار ومماليك مراد بك وآخرون من طبقتهم وخرجوا غضابًا نواحي الآثار ثم اصطلحوا على تلبيس خمسة عشر صنجقًا‏.‏
فلما كان يوم الأحد ت19  شهر شعبان سنة 1218 هـ - 4 ديسمبر 1803 م عملوا ديوانًا بالقلعة وألبسوا فيه خمسة عشر صنجقًا‏.‏
وهم أربعة من طرف ابراهيم بك الكبير وهم صهراه سليمان زوج عديلة هاشم ابنة الأمير ابراهيم بك الكبير عوضًا عن سيده واسمعيل كاشف مملوك رشوان بك الذي تزوج بزوجة سيدة زينب هانم ابنة الأمير ابراهيم بك أيضًا ومحمد كاشف الغربية وعمر تابع عثمان كاشف الأشقر الذي تزوج بامرأته وخليل آغا كتخدا ابراهيم بك ومن طرف البرديسي حسين آغا الوالي وسليمان خازندار مراد بك وشاهين كاشف مراد ومحمد تابع محمد بك المنفوخ المرادي ورستم تابع عثمان الشرقاوي وعبد الرحمن كاشف تابع عثمان الطنبرجي الذي تزوج بامرأته ومن طرف الألفي عثمان آغا الخازندار وحسين كاشف المعروف بالوشاش وصالح كاشف وعباس كاشف تابع سليمان بك الآغا ولبسوا حسن آغا مراد واليًا عوضًا عن حسين المذكور وفيه ورد بوصول طائفة من الانكليز الى القصير وهم يزيدون على الألفين‏.‏
وفي يوم الإثنين 20  شهر شعبان سنة 1218 هـ - 5 ديسمبر 1803 م حضر مكتوب من رضوان كتخدا ابراهيم بك من اسكندرية يخبر فيه أنه وصل الى اسكندرية وقابل الباشا ووعد بالحضور الى مصر وأنه يأمر بتشهيل أدوات الحج ولوازمه وأطلق أربعة وأربعين نقيرة حضرت الى رشيد ببضائع للتجار‏.‏
وفيه حضر جعفر كاشف الابراهيمي من الديار الشامية وقد قابل أحمد باشا الجزار وأكرمه ورجع بجواب الرسالة وسافر ثانيًا بعد أيام‏.‏
وفيه قلدوا سليمان بك الخازندار ولاية جرجا وخرج بعسكره الى مصر القديمة وجلس هناك بقصر المحرمجي فاتفق أن جماعة من عسكره الأتراك الذين انضموا إليهم من العثمانية تشاجروا مع العساكر البحرية جماعة حسين بك اليهودي بسبب امرأة رقاصة في قهوة فقتل من الأتراك ثلاثة ومن البحرية أربعة وانجرح منهم كذلك جماعة فحنق حسين بك وتترس بالمقياس وبالمراكب ووجه المدافع الى القصر وضرب بها عليه وكان سليمان بك غائبًا عن القصر فدخلت جلة داخل القصر من الشباك بين جماعة من الأمراء كانوا جالسين هناك ينتظرون رب المكان ففزعوا وخرجوا من المجلس وبلغ سليمان بك الخبر فذهب الى البرديسي وأعلمه فأرسل البرديسي يطلب حسين بك فامتنع من الحضور والتجأ الى الألفي فأرسل البرديسي خبرًا الى الألفي بعزل حسين بك عن قبطانية البحر وتولية خلافه فلم يرض الألفي بعزله وقال لا يذهب ولا يعزل وترددت بينهم الرسل وكادت تكون فتنة ثم انحط الأمر على أن حسين بك يطلع الى القلعة يقيم بها يومين أو ثلاثة تطبيبًا لخاطر سليمان بك وإخمادًا للفتنة فكان كذلك واستمر على ما هو عليه‏.‏
وفي يوم الأحد 26  شهر شعبان سنة 1218 هـ - 11 ديسمبر 1803 م ألبس ابراهيم بك عثمان كاشف تابع علي آغا كتخدا جاويشان واستقروا به كتخدا جاويشان عوضًا عن سيده وكان شاغرًا من مدة حلول الفرنساوية‏.‏وفي
ج2/ 83
 

This site was last updated 10/21/08