Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 ا

  هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
ظهور محمد على
New Page 1794
New Page 1795
New Page 1796
New Page 1464
New Page 1459
New Page 1460
New Page 1461
New Page 1462
New Page 1463
New Page 1802
New Page 1801
New Page 1803
New Page 1804
New Page 1805
New Page 1806
New Page 1807
New Page 1808
New Page 1809
New Page 1810
New Page 1811
New Page 1812
New Page 1813
New Page 1814
New Page 1815
محمد على والأقباط
زوجات وجوارى محمد على
محمد على والدولة الحديثة
قصر محمد على بالسويس
محمد على وتحديث مصر
سرقة مقبرة محمد على
Untitled 1918
Untitled 1919
Untitled 1920
مشاهير اللأقباط وقديسهم ومحمد على

Hit Counter

على أغا الشعراوى والياً على مصر

 يوم الثلاثاء 1 شهر ذي الحجة الحرام سنة 1218 هـ - 13مارس 1804 م فيه تقلدوا علي آغا الشعراوي واليًا على مصر‏.‏ وفيه نهبوا بيت محمد آغا المحتسب وقبضوا عليه وحبسوه‏.‏

( الصورة الجانبة : أحد بيوت الأمراء والأعيان التى كانوا ينهبونها فى هذا العصر)
وفي ليلة الأربعاء 2 شهر ذي الحجة الحرام سنة 1218 هـ - 14مارس 1804 م أنزلوا محمد باشا خسرو وابراهيم باشا الى بولاق وسفروهما الى بحري ومعهما جماعة من العسكر وكانت ولايته هذه الولاية الكذابة شبيهة بولاية أحمد باشا الذي تولى بعد قتل طاهر باشا يومًا ونصفًا وكان قد اعتقد في نفسه رجوعه لولاية مصر حتى أنه لما نزل من القلعة الى بيت محمد علي نظر الى بيته من الشباك مهدومًا منخربًا فطلب في ذلك الوقت المهندسين وأمرهم بالبناء وذلك من وساوسه يقال إن السبب في سفره إخوة طاهر باشا فإنهم داخلهم غيظ شديد ورأى محمد علي نفرتهم وانقباضهم من ذلك وعلم أنه لا يستقيم حاله معهم وربما تولد بذلك شر فعجل بسفره وذهابه‏.‏
ومن الاتفاقات العجيبة أيضًا أن طاهر باشا لما غدر بمحمد باشا أقام بعده اثنين وعشرين يومًا وكذلك لما غدر المصرلية بالألفي لم يقيموا بعد ذلك إلا مثل ذلك‏.‏ وفيه صعد عابدي بك أخو طاهر باشا بالقلعة وأقام بها‏.‏
وفي ليلة الخميس 3 شهر ذي الحجة الحرام سنة 1218 هـ - 15مارس 1804 م أطلقوا عثمان بك يوسف وسافر الى جماعته جهة قبلي يقال إنه افتدى نفسه منهم بمال وأطلقوه ومعه خمسة مماليك وأعطوه خمسة جمال وأربعة هجن وخيلًا‏.‏
وفيه أفرجوا عن محمد آغا المحتسب وأبقوه في الحسبة على مصلحة عملوها عليه وقام بدفعها وركب وشق في المدينة وعمل تسعيرة ونادى بها في الشوارع والأسواق وأما الأمراء فإنهم باتوا أول ليلة جهة البساتين وفي ثاني يوم ذهبوا الى حلوان وحضر إليهم حسين بك الوالي ورستم بك من الشرقية ومروا من تحت القلعة وانفصلوا من العسكر الذين كانوا معهم في المطرية وتركوا لهم الحملة ووصل إليهم أيضًا يحيى بك من ناحية رشيد وأحمد بك من دمياط وذهبوا إليهم ووصل يحيى بك من ناحية الجيزة وأحضر معه عربانًا كثيرة من الهنادي وبني علي وغيرهم ونزلوا بإقليم الجيزة ونهبوا البلاد وأكلوا المزروعات واستمروا على ذلك وانتشروا الى أن صارت أوائلهم بزاوية المصلوب وأواخرهم بالجيزة‏.‏
وفيه كتبوا مكاتبات من نساء الأمراء المصرلية بأنهم لا يتعرضون لأحد من العساكر الكائنة بقبلي وإن قتل منهم أحد اقتصوا من حريمهم وأولادهم بمصر‏.‏
وفي يوم الجمعة 4 شهر ذي الحجة الحرام سنة 1218 هـ - 16مارس 1804 م حضر محمد بك المبدول بأمان ودخل الى مصر‏.‏
وفي يوم الأحد 6 شهر ذي الحجة الحرام سنة 1218 هـ - 18 مارس 1804 م أصعدوا عمر بك وبقية الكشاف وبعض الأجناد المصرية الى القلعة‏.‏ وفي عدى كثير من العسكر الى بر الجيزة ووقع بينهم وبين العرب بعض مناوشات وقتل أناس كثيرة من الفريقين‏.‏
وفي يوم الأثنين 7 شهر ذي الحجة الحرام سنة 1218 هـ - 19مارس 1804 م ظهر محمد بك الألفي الكبير من اختفائه وكان متواريه بشرقية بلبيس برأس الوادي عند شخص من العربان يسمى عشيبة فأقام عنده مدة هذه الأيام وخلص إليه صالح تابعه بما معه من المال وكان البرديسي استدل على مكانه وأحضر أناسًا من العرب وجعل لهم مالًا كثيرًا عليه وأخذوا في التحيل عليه فحصلت هذه الحوادث وجوزي البرديسي بنيته وخرج من مصر كما ذكر وكانوا في تلك المدة يشيعون عليه إشاعات مرة بموته ومرة بالقبض عليه وغير ذلك فلما حصل ما حصل وانجلت الطرق من المراصدين اطمأن حينئذ‏.‏ وركب في عدة من الهجانة وصحبته صالح بك تابعه ومروا من خلف الجبل وذهب الى شرق اطفيح ونزل عند عرب المعازة وتواتر الخبر بذلك‏.‏
وفي يوم الأربعاء 9 شهر ذي الحجة الحرام سنة 1218 هـ - 21مارس 1804 م وصل أحمد باشا خورشيد الى منوف فتقيد السيد أحمد المحروقي وجرجس الجوهري بتصليح بيت ابراهيم بك بالداودية وفرشه‏.‏
وفي ليلة الاثنين 14 شهر ذي الحجة الحرام سنة 1218 هـ - 26مارس 1804 م وصل الباشا الى ثغر بولاق فضربوا شنكًا ومدافع وخرج العساكر في صبحها والوجاقلية وركب ودخل من باب النصر وأمامه كبار العساكر بزينتهم‏.‏
ولم يلبس الشعار القديم بل ركب بالتخفيفة وعليه قبوط مجرور وخلفه النوبة التركية ودخل الى الدار التي أعدت له بالداودية وقدموا له التقادم وعملوا بها تلك الليلة شنكًا وسواريخ‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 15 شهر ذي الحجة الحرام سنة 1218 هـ - 27مارس 1804 م  مر الوالي وأمامه المنادي وبيده فرمان من الباشا ينادي به على الرعية بالأمن والأمان والبيع والشراء‏.‏
وفي منتصفه حضر عبد الرحمن بك الابراهيمي وكان في بشبيش بناحية بحري فطلب أمانًا وفي يوم الجمعة تحول الباشا من الداودية الى الأزبكية وسكن ببيت البكري حيث كان حريم محمد باشا فركب قبل الظهر في موكب وذهب الى المشهد الحسيني وصلى الجمعة هناك‏.‏ ورجع الى الأزبكية‏.‏ وفيه فتحوا طلب مال الميري من السنة القابلة لضرورة النفقة فاغتنم الملتزمون لذلك لضيق الحال وتعطل الأسباب وعدم الأمن وتوالى طلب الفرد من البلاد فلو فضل للملتزم شيء لا يصل إليه إلا بغاية المشقة وركوب الضرر لوثوب الخلائق من العربان والفلاحين والأجناد والعساكر على بعضهم البعض من جميع النواحي القبلية والبحرية ثم أن الوجاقلية وبعض المشايخ راجعوا في ذلك فانحط الأمر بعد ذلك على طلب نصف مال الميري من سنة تسعة عشر وبواقي سنة سبعة عشر وثمانية عشر وكذلك باقي الحلوان الذي تأخر على المفلسين ( الصورة المقابلة : أحد الأعراب من القبائل العربية  الذين وطنهم العرب فى مصر  عاثوا فى مصر فساداً منذ أن جاء بهم العرب إلى مصر ) ‏.‏
وكتبوا التنابيه بذلك وقالوا من لم يقدر على الدفع فليعرض تقسيطه على المزاد هذا والأجناد والعرب محيطة ببر الجيزة والعسكر من داخل الأسواد لا يجسرون على الخروج إليهم‏.وحجزوا المراكب الواردة بالغلال وغيرها حتى لم يبق بالسواحل شيء من تلك الغلة أبدًا‏.‏ ووصل سعر الأردب القمح إن وجد خمسة عشر ريالًا‏.‏
وفي يوم الأحد 20  شهر ذي الحجة الحرام سنة 1218 هـ - 27مارس 1804 م وصل العسكر الذين كانوا صحبة سليمان بك حاكم الصعيد فدخلوا الى البلدة وأزعجوا كثيرًا من الناس وسكنوا البيوت بمصر القديمة بعدما أخرجوهم منها وأخذوا فرشهم ومتاعهم وكذلك فعلوا ببولاق ومصر عندما حضر الذين كانوا ببحري‏.‏
وفيه قلدوا الحسبة لشخص عثمانلي من طرف الباشا وعزلوا محمد آغا المحتسب وكذلك عزلوا علي آغا الشعراوي وقلدوا الزعامة لشخص آخر من أتباع الباشا وقلدوا آخر أغات مستحفظان‏.‏
وفي ليلة الثلاثاء 22  شهر ذي الحجة الحرام سنة 1218 هـ - 3 أبريل 1804 م خرجت عساكر كثيرة وعدت الى البر الغربي ووقعت في صبحها حروب بينهم وبين المصرلية والعربان وكذلك في ثاني يوم ودخلت عساكر جرحى كثيرة وعملوا لهم متاريس عند ترسة والمعتمدية وتترسوا بها والمصرلية والعربان يرمحون من خارج وهم لا يخرجون إليهم من المتاريس واستمروا على ذلك الى يوم الأحد سابع عشرينه‏.‏
وفي ذلك اليوم ضربوا مدافع ورجع محمد علي والكثير من العساكر وأشيع ترفع المصرلية الى فوق ووقع بين العربان اختلاف وأشاعوا نصرتهم على المصرلية وأنهم قتلوا منهم أمراء وكشافًا ومماليك وغير ذلك‏.‏
وفي ذلك اليوم شنقوا شخصًا بباب زويلة وآخر بالحبانية وهما من الفلاحني ولم يكن لهما ذنب قيل إنه وجد معهما بارود اشترياه لمنع الصائلين عليهم من العرب فقالوا إنكم تأخذونه وفيه نزل جماعة من العسكر جهة قبة الغوري ومعهم نحو ثلاثين نفرًا بجمالهم فقرطوا القمح المزروع وكان قد بدا صلاحه فطارت عقول الفلاحين واجتمعوا وتكاثروا عليهم وقبضوا على ثلاثة أشخاص منهم وهرب الباقون فدخلوا بهم المدينة ومعهم الأحمال وصحبتهم طبل وأطفال ونساء وذهبوا تحت بيت الباشا فأمر بقتل شخص منهم لأنه شامي وليس بأرنؤدي ولا انكشاري فقتلوه بالأزبكية فوجدوا على وسطه ستمائة بندقي ذهب وثلثمائة محبوب ذهب والله أعلم وانقضت السنة وما حصل بها من الحوادث‏.‏
وفى يوم الخميس 1 المحرم 1219 هـ   13 أبريل 1804 م فيه ركب الوالي العثملي وشق من وسط المدينة فمر على سوق الغورية فأنزل شخصًا من أبناء التجار المحتشمين وكان يتلو في القرآن فأمر الأعوان فسحبوه من حانوته وبطحوه على الأرض وضربوه عدة عصي من غير جرم ولا ذنب وقع منه ثم تركه وسار الى الأشرفية فأنزل شخصًا من حانوته وفعل به مثل ذلك فانزعج أهل الأسواق وأغلقوا حوانيتهم واجتمع الكثير منهم وذهبوا الى بيت الباشا يشكون فعل الوالي‏.‏
وسمع المشايخ بذلك فركبوا أيضًا الى بيت الباشا وكلموه فأظهر الحنق والغيظ على الوالي ثم قاموا وخرجوا من عنده فتبعهم بعض المتكلمين في بيت الباشا وقال لهم‏:‏ إن الباشا يريد قتل الوالي والمناسب منكم الشفاعة فرجعوا الى الباشا وشفعوا في الوالي وأرسل سعيد آغا الوكيل وأحضروا له المضروب وأخذ بخاطره وطيب نفسه بكلمات ورجع الجميع كما ذهبوا وظنوا عزل الوالي فلم يعزل‏.‏
وفيه رجع المصرلية والعربان وانتشروا بإقليم الجيزة حتى وصلوا الى انبابة وضربوها ونهبوها وخرج أهلها على وجوههم وعدوا الى البر الشرقي وأخذ العسكر في أهبة التشهيل والخروج لمحاربتهم‏.‏
وفي يوم الجمعة 2  المحرم 1219 هـ   14 أبريل 1804 م سافر السيد علي القبطان الى جهة رشيد وخرج بصحبته جماعة كثيرة من العساكر الذين غنموا الأموال من المنهوبات فاشتروا بضائع وأسبابًا ومتاجر ونزلوا بها صحبته وتبعهم غيرهم من الذين يريدون الخلاص والخروج من مصر فركب محمد علي الى وداع السيد علي المذكور ورد كثيرًا من العساكر المذكورة ومنعهم عن السفر‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 6  المحرم 1219 هـ   18 أبريل 1804 م خرج محمد علي وأكابر العسكر بعساكرهم وعدوا الى بر انبابة ووصلوا ونصبوا وطاقهم وعملوا لهم عدة متاريس وركبوا عليها المدافع واستعدوا للحرب فلما كان يوم الأحد حادي عشره كبس المماليك والعربان وقت الغلس على متاريس العسكر وحملوا على متراس حملة واحدة فقتلوا منهم وهرب من بقي وألقوا بأنفسهم في البحر فاستعد من كان بالمتاريس الأخرى وتابعوا رمي المدافع وخرجوا للحرب ووقع بينهم مقتلة عظيمة أبلى فيها الفريقان نحو أربع ساعات ثم انجلت الحرب بينهم وترفع المصرلية والعربان وانكفوا عن بعضه وفي وقت الظهر أرسلوا سبعة رؤوس من الذين قتلوا من المصرلية في المعركة وشقوا بهم المدينة ثم علقوها بباب زويلة وفيهم رأس حسين بك الوالي وكاشفين ومنهم حسن كاشف الساكن بحارة عابدين ومملوكان وعلقوا عند رأس حسين بك الوالي المذكور صليبًا من جلد زعموا أنهم وجدوه معه وأصيب اسمعيل بك صهر ابراهيم بك ومات بعد ذلك ودفن بأبي صير‏.‏
وفي يوم الأثنين  12  المحرم 1219 هـ   24 أبريل 1804 م حصلت أعجوبة ببيت بالغربية به بغلة تدور بالطاحون فزنقوها بالإدارة فأسقطت حملًا ليس فيه روح فوضعوه في مقطف ومروا به من وسط المدينة وذهبوا به الى بيت القاضي وأشيع ذلك بين الناس وعاينوه‏.‏
وفي يوم السبت 17  المحرم 1219 هـ  - 29 أبريل 1804 م حضر علي كاشف المعروف بالشغب بثلاث معجمات وتشديد الشين وفتح الغين وسكون الباء رسولًا من جهة الألفي ووصل الى جهة البساتين وأرسل الى المشايخ يعلمهم بحضوره لبعض أشغال فركب المشايخ الى الباشا وأخبروه بذلك فأذن بحضوره فحضر ليلًا ودخل الى بيت الشيخ الشرقاوي فلما أصبح النهار أشيع ذلك وركب معه المشايخ والسيد عمر النقيب وذهبوا به الى بيت الباشا فوجدوه راكبًا في بولاق فانتظروه حصة الى أن حضر فتركوا عنده علي كاشف المذكور ورجعوا الى بيوتهم واختلى به الباشا حصة وقابله بالبشر ثم خلع عليه فروة سمور وقدم له مركوبًا بعدة كاملة وركب الى بيته وأمامه جملة من العسكر مشاة وقدم له محمد علي أيضًا حصانًا‏.‏ وفي شرعوا في عمل شركفلك للحرب بالأزبكية‏.‏
وفي يوم الاثنين 19 المحرم 1219 هـ  - 1 مايو 1804 م ورد ططري وعلى يده بشارة الباشا بتقليده ولاية مصر ووصول القابجي الذي معه التقليد والطوخ الثالث الى رشيد وطوخان لمحمد علي وحسن بك أخي طاهر باشا أحمد بك فضربوا عدة مدافع وذهب المشايخ والأعيان للتهنئة‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 20 المحرم 1219 هـ  - 2 مايو 1804 م قتل الباشا ثلاثة أشخاص أحدهم رجل سروجي وسبب ذلك أن الرجل السروجي له أخ أجير عند بعض الأجناد المصرلية فأرسل لأخيه فاشترى له بعض ثياب ونعالات وأرسلها مع ذلك الرجل فقبضوا عليه وسألوه فأخبرهم فأحضروا ذلك الرجل السروجي وأحضروا أيضًا رجلًا بيطارًا متوجهًا الى بولاق معه مسامير ونعالات فقبضوا عليه واتهموه أنه يعدي الى ابر الآخر ليعمل لأخصامهم نعالات للخيل فأمر الباشا بقتله وقتل السروجي والرجل الذي معه الثياب فقتلوهم ظلمًا‏.‏
وفي يوم الأربعاء 21 المحرم 1219 هـ  - 3 مايو 1804 م حضر القابجي الذي على يده البشرى وهو خازندار الباشا وكان أرسله حين كان بسكندرية ويسمونها المجسدة ولم يحضر معه أطواخ ولا غير ذلك فضربوا له شنكًا ومدافع‏.‏
وفيه خلع الباشا على السيد أحمد المحروقي فروة سمور وأقره على ما هو عليه أمين الضربخانة وشاه بندر وكذلك خلع على جرجس الجوهري وأقره باش مباشر الأقباط علي ما هو عليه‏.‏ وفيه تحقق الخبر بموت يحيى بك وكان مجروحًا من المعركة السابقة‏.‏
وفي يوم الخميس 22 المحرم 1219 هـ  - 4 مايو 1804 م  عمل الباشا الديوان وحضر المشايخ والوجاقلية وقرأوا المرسوم بحضرة الجمع ومضمونه‏:‏ إننا كنا صفحنا رضينا عن الأمراء المصرلية على موجب الشروط التي شرطناها عليهم بشفاعة علي باشا والصدر الأعظم فخانوا العهود ونقضوا الشروط وطقوا وبغوا وظلموا وقتلوا الحجاج وغدروا علي باشا المولى عليهم وقتلوه ونهبوا أمواله ومتاعه فوجهنا عليهم العساكر في ثمانين مركبًا بحرية وكذلك أحمد باشا الجزار بعساكر البرية للانتقام منهم ومن العسكر الموالين لهم فورد الخبر بقيام العساكر عليهم ومحاربتهم له وقتلهم وإخراجهم فعند ذلك رضينا عن العسكر لجبرهم ما وقع منهم من الخلل الأول وصفحنا عنهم صفحًا كليًا وأطلعنا لهم السفر والإقامة متى شاؤوا وأينما أرادوا من غير حرج عليهم ولينا حضرة أحمد باشا خورشيد كامل الديار المصرية لما علمنا فيه من حسن التدبير والسياسة ووفور العقل والرئاسة الى غير ذلك وعملوا شنكًا وحراقة وسواريخ بالأزبكية ثلاث ليال ومدافع تضرب في كل وقت من الأوقات الخمسة من القلعة وغيرها‏.‏ وفيه تواترت الأخبار بأن الأمراء القبالي عملوا وحسات وقصدهم التعدية الى البر الشرقي‏.‏
وفي يوم الأحد 25 المحرم 1219 هـ  - 7 مايو 1804 م  عدى الكثير منهم على جهة حلوان وانتقل الكثير من العسكر من بر الجيزة الى بر مصر فخاف أهل المطرية وغيرها وجلوا عنها وهربوا الى البلاد وحضر كثير منهم الى مصر خوفًا من وصول القبالي‏.‏
وفي يوم الخميس حادي عشرينه سافر الشيخ الشرقاوي الى مولد سيدي أحمد البدوي واقتدى به كثير من العامة وسخاف العقول وكان المحروقي وجرجس الجوهري مسافرين أيضًا وشهلوا احتياجاتهم واستأذنوا الباشا فأذن لهم فلما تبين لهم تعدية المصرلية الى الجهة الشرقية امتنعوا من السفر ولم يمتنع الشيخ الشرقاوي ومن تابعه‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 27 المحرم 1219 هـ  - 9 مايو 1804 م وصل فريق منهم الى جهة قبة باب النصر والعادلية من خلف الجبل ورمحوا خلف باب النصر من خارج وباب الفتوح ونواحي الشيخ قمر والدمرداش ونهبوا الوايلي وما جاوره وعبروا الدور وعروا النساء وأخذوا دسوتهم وغلالهم وزروعهم وخرج أهل تلك القرى على وجوههم ومعهم بعض شوالي وقصاع ودخل الكثير منهم الى مصر‏.‏
وفي يوم الأربعاء 28 المحرم 1219 هـ  - 10 مايو 1804 م جمع الباشا ومحمد علي العسكر واتفقوا على الخروج والمحاربة وأخرجوا المدافع والشركفلكات الى خارج باب النصر وشرعوا في عمل متاريس وفي آخر النهار ترفع المصرلية والعرب وتفرقوا في إقليم الشرقية والقليوبية وهم يسعون في الفساد ويهلكون الحصاد فما وجدوه مدروسًا من البيادر أخذوه أو قائمًا على ساقه رعوه أو غير مدروس أحرقوه أو كان من المتاع نهبوه أو من المواشي ذبحوه وأكلوه وذهب منهم طائفة الى بلبيس فحاصروا بها كاشف الشرقية يومين ونقبوا عليه الحيطان حتى غلبوه وقتلوا من معه من العسكر وأخذوه أسيرًا ومعه إثنان من كبار العسكر ثم نهبوا البلد وقتلوا من أهلها نحو المائتين وحضر أبو طويلة شيخ العائد عند الأمراء ولامهم وكلمهم على هذا النهب وقال لهم‏:‏ هذه الزروعات غالبها للعرب والذي زرعه الفلاح في بلاد الشرق شركة مع العرب وأن هبود العرب المصاحبين لكم ليس لهم رأس مال في ذلك فكفوهم وامنعوهم ويأتيكم كفايتكم وأما النهب فإنه يذهب هدرًا فلما سمع كبار العرب المصاحبين لهم من الهنادي وغيرهم قوله‏.‏
هبود العرب اغتاظوا منه وكادوا يقتلونه ووقع بين العربان منافسة واختلاف وكذلك حصروا كاشف القليوبية فدخل بمن معه جامع قليوب وتترس به وحارب ثلاث ليال وأصيب كثير من المحاربين له ثم تركوه ففر بمن بقي معه الى البحر ونزل في قارب وحضر الى مصر وأخذوا حملته ومتاعه وجبخانته وطلبوا مشايخ النواحي مثل شيخ الزوامل والعائد وقليوب وألزموهم بالكلف وفردوا على القرى الفرد والكلف الشاقة مثل ألف ريال وألفين وثلاثة وعينوا بطلبها العرب وعينوا لهم خدمًا وحق طرق خلاف المقرر عشرين ألف فضة وأزيدز ومن استعظم شيئًا من ذلك أو عصى عليهم حاربوا القرية ونهبوها وسبوا نساءها وقتلوا أهلها وأحرقوا جرونهم وقل الواردون الي المدينة بالغلال وغيرها فقلت من الرقع وازدحم الناس على ما يوجد من القليل فيها واحتاج العسكر الى الغلال لأخبازهم لأنهم لم يكن عندهم شيء مدخر فأخذوا ما وجدوه في العرصات فزاد الكرب ومنعوا من يشتري زيادة على ربع من الكيل ولا يدركه إلا بعد مشقة بستين نصفًا وإذا حضر للبعض من الناس غلة من مزرعته القريبة لا يمكنه إيصالها الى داره إلا بالتجوه والمصانعة والمغرم لقلقات الأبواب وأتباعهم فيحجزون ما يرونه داخل البلد من الغلة متعللين بأنهم يريدون وضعها في العرصات القريبة منهم فيعطونها للفقراء بالبيع فيعطونهم درهم ويطلقونهم‏.‏
وفي أواخره طلبوا جملة أكياس لنفقة العسكر فوزعوا جملة أكياس على الأقباط والسيد أحمد المحروقي وتجار البهار ومياسير التجار والملتزمين وطلبوا أيضًا مال الجهات والتحرير وباقي مسميات المظالم عن سنة تاريخه معجلة‏.‏
وفي يوم الخميس 29 المحرم 1219 هـ  - 11 مايو 1804 م خرج الكثير من العسكر ورتبوا أنفسهم ثلاث فرق في ثلاث جهات وردوا الخيول إلا القليل ووقع بينهم مناوشات قتل فيها أنفار من الفريقين‏.‏
فى 1 شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 12 مايو 1804 م استهل بيوم الجمعة فيه نادوا على الفلاحين والخدامين البطالين بالخروج من مصر وكل من وجد وفي ثانيه طاف الأعوان وجمعوا عدة من الناس العتالين وغيرهم ليسخروهم في عمل المتاريس وجر المدافع‏.‏
وفي 5 شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 16 مايو 1804 م قبض الوالي على شخص يشتري طربوشًا عتيقًا من سوق العصر بسويقة لاجين‏.‏ واتهمه أنه يشتري الطرابيش للأخصام من غير حجة ولا بيان ورمى رقبته عند باب الخرق ظلمًا‏.‏
وفي 7 شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 18 مايو 1804 م نزل الأرنؤد من القلعة وتسلمها الباشا وطلع إليها وضربوا لطلوعه عدة مدافع ورجع الى داره آخر النهار‏.‏ وفيه أشيع قدوم سليمان بك حاكم جرجا ووصوله الى بني سويف وفي عقبه الألفي الصغير أيضًا‏.‏
وفيه هجم طائفة من الخيالة في طلوع الفجر على المذبح السلطاني وأخذوا ثورين أحدهما من المذبح والآخر من بعض الغيطان وهرب الجزارون‏.‏
وفي يوم السبت 9 شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 20 مايو 1804 م طلع الباشا الى القلعة وسكن بها وضربوا له عدة مدافع‏.‏
وفيه حضر كاشف الشرقية المقبوض عليه ببلبيس ومعه إثنان وقد أفرج عنهم الأمراء المصرلية وأطلقوهم فلما وصلوا الى الباشا خلع عليهم وألبسهم فراوي جبرًا لخاطرهم‏.‏
وفيه وصل الخبر بوقوع حرب بين العسكر والمصرلية والعربان وحضر عدة جرحى وكانت لواقعة عند الخصوص وبهتيم وجلا أهل تلك القرى وخرجوا منها وحضروا الى مصر بأولادهم وقصاعهم فلم يجدوا لهم مأوى ونزل الكثير منهم بالرميلة‏.‏
وفيه حضر أناس من الذين ذهبوا الى مولد السيد البدوي وفيهم عرايا ومجاريح وقتلى وقد وقفت لهم العرب وقطعت عليهم الطرق فتفرقوا فرقًا في البحر والبحر وحصر العرب طائفة كبيرة منهم بالقرطيين وحصل لهم ما لا خير فيه وأما الشيخ الشرقاوي فإنه ذهب الى المحلة الكبيرة وأقام بها أيامًا ثم ذهب مشرقًا الى بلده القرين‏.‏
وفيه حضر مصطفى آغا الأرنؤدي هجانًا برسالة من عند الألفي وفيها طلب أتباعه الذين بمصر فلم يأذنوا لهم في الذهاب إليه واحتجوا بعدم تحقق صداقته للعثمانية‏.‏
وفيه ورد الخبر بتوجه سليمان بك الخازندار حاكم جرجا الى جهة بحري وأنه وصل الى بني سويف وأن الألفي الصغير في أثره بحري منية ابن خصيب والألفي الكبير مستقر بأسيوط يقبض في الأموال الديوانية والغلال وأشيع صلحه مع عشيرته سرًا ومظهر خلاف ذلك مع العثمانية‏.‏
وفي يوم الأحد 10 شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 21 مايو 1804 م أحضروا جماعة من الوجاقلية عند كتخدا الباشا فلما استقروا في الجلوس كلموهم وطلبوا منهم سلفة وحبسوا رضوان كاشف الذي بباب الشعرية وطلبوا منه عشرين كيسًا وكذلك طلبوا من باقي الأعيان مثل مصطفى آغا الوكيل وحسن آغا محرم ومحمد أفندي سليم وابراهيم كتخدا الرزاز وخلافهم مبالغ مختلفة المقادير وعملوا على اأقباط ألف كيس وحلف الباشا أنها لا تنقص عن ذلك وفردوا عن البنادر مثل دمياط ورشيد وفوة ودمنهور والمنصورة وخلافها مبالغ أكياس ما بين ثمانين كيسًا ومائة كيس وخمسين كيسًا وغير ذلك لنفقة العسكر وأحضر الباشا الروزنامجي واتهمه في التقصير‏.‏
وفي يوم الاثنين 11 شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 22 مايو 1804 م أرسل الباشا الوالي والمحتسب الى بيت الست نفيسة زوجة مراد بك وطلبها فركبت معهما وصحبتها امرأتان فطلعا بهن الى القلعة وكذلك أرسلوا بالتفتيش على باقي نساء الأمراء فاختفى غالبهن وقبضوا على بعضهن وذلك كله بعد عصر ذلك اليوم فلما حصلت الست نفيسة بين يديه قام إليها أجلها ثم أمرها بالجلوس وقال لها على طريق اللوم يصح أن جاريتك منور تتكلم مع صادق آغا وتقول له يسعى في أمر المماليك العصاة وتلتزم له بالمكسور من جامكية العسكر فأجابته إن ثبت أن جاريتي قالت ذلك فأنا المأخوذة به دونها فأخرج من جيبه ورقة وقال لها وهذه وأشار الى الورقة فقالت‏:‏ وما هذه الورقة أرنيها فإني أعرف أن أقرأ لأنظر ما هي فأدخلها ثانيًا في جيبه ثم قالت له أنا بطول ما عشت بمصر وقدري معلوم عند الأكابر وخلافهم والسلطان ورجال الدولة وحريمهم يعرفوني أكثر من معرفتي بك ولقد مرت بنا دولة الفرنسيس الذين هم أعداء الدين فما رأيت منهم إلا التكريم‏.‏
وكذلك سيدي محمد باشا كان يعرفني ويعرف قدري ولم نر منه إلا المعروف وأما أنت فلم يوافق فعلك فعل أهل دولتك ولا غيرهم فقال ونحن أيضًا لا نفعل غير المناسب فقالت له وأي مناسبة في أخذك لي من بيتي بالوالي مثل أرباب الجرائم فقال أنا أرسلته لكونه أكبر أتباعي فإرساله من باب التعظيم ثم اعتذر إليها وأمرها بالتوجه الى بيت الشيخ السحيمي بالقلعة وأجلسوها عنده بجماعة من العسكر وأصبح الخبر شائعًا بذلك فتكدرت خواطر الناس لذلك‏.‏
وركب القاضي ونقيب الأشراف والشيخ السادات والشيخ الأمير وطلعوا الى الباشا وكلموه في أمرها فقال لا بأس عليها وإني أنزلتها ببيت الشيخ السحيمي مكرمة حسمًا للفتنة لأنها حصل منها ما يوجب الحجز عليها فقالوا نريد بيان الذنب وبعد ذلك إما العفو أو الانتقام فقال‏:‏ إنها سعت مع بعض كبار العسكر تستميلهم الى المماليك العصاة ووعدتهم بدفع علوفاتهم وحيث أنها تقدر على دفع العلوفة فينبغي أنها تدفع العلوفة فقالوا له إن ثبت عليها ذلك فإنها تستحق ما تأمرون به فيحتاج أن تتفحص على ذلك فقام إليها الفيومي والمهدي وخاطباها في ذلك‏.‏
فقالت هذا كلام لا أصل له وليس لي في المصرلية زوج حتى أني الخاطر بسببه فإن كان قصده مصادرتي فلم يبق عندي شيء وعلي ديون كثيرة فعالوا إليه وتكلموا معه وراددهم فقال‏:‏ الشيخ الأمير للترجمان قل لأفندينا هذا أمر غير مناسب ويترتب عليه مفاسد وبعد ذلك يتوجه علينا اللوم فإن كان كذلك فلا علاقة لنا بشيء من هذا الوقت أو نخرج من هذه البلدة وقام قائمًا على حيله يريد الذهاب فأمسكه مصطفى آغا الوكيل وخلافه وكلموا الباشا في إطلاقها وأنها تقيم ببيت الشيخ السادات فرضي بذلك وأنزلوها ببيت الشيخ السادات وكانت عديلة هانم ابنة ابراهيم بك عندما وصلها الخبر ذهبت الى بيته أيضًا‏.‏
وفيه شنقوا شخصًا على السبيل بباب الشعرية شكا منه أهل حارته وأنه يتعاطى القيادة ويجمع بين الرجال والنساء وغير ذلك‏.‏
وفي يوم الخميس 14 شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 25 مايو 1804 م كتبوا أوراقًا وألصقوها بالأسواق بطلب ميري سنة تاريخه المعجلة بالكامل وكانوا قبل ذلك طلبوا نصفها ثم اضطرهم الحال بطلب الباقي وعملوا قوائم بتوزيع خمسة آلاف كيس استقر منها على طائفة القبطة خمسمائة كيس بعد الألف وجملة على الملتزمين خلاف ما أخذ منهم قبل ذلك وعلى الست نفيسة وبقية نساء الأمراء ثمانمائة كيس‏.‏ خطف العرب جراية العسكر من عند الزاوية الحمراء
وفيه وصل سليمان بك الخازندار وعدى إلى جهة طرا ( الصورة الجانبية : منظر لقلعة طرا سنة 1804 م ) فخرج عدة من العسكر خلاف المرابطين هناك قبل ذلك من العسكر والمغاربة فقصد المرور من خلف الجبل واللحوق بجماعته جهة المشرق في آخر الليل فوقف له العسكر وضربوا عليه بالمدافع الكثيرة واستمر الضرب من الفجر إلى عصر يوم الجمعة ونفذ بمن معه على حماية وقتلوا منه مملوكًا واحدًا وحضروا برأسه إلى تحت القلعة‏.‏
وفيه رجع الكثير من عسكر الأرنؤد وغيرهم ودخلوا إلى المدينة يطلبون العلوفة واستمر من بقي منهم ببهتيم وبلقس ومسطرد وقد أخرجوا أهاليها منها ونهبوها واستولوا على ما فيها من غلال وأتبان وغير ذلك وكرنكوا فيها ونقبوا الحيطان برمي بنادق الرصاص من الثقوب وهم مستترون من داخلها ونصبوا خيامهم في أسطحة الدور وجعلوا المتاريس من خارج البلدة وعليها المدافع فلا يخرجون إلى خارج ولا يبرزون إلى ميدان الحرب وكل من قرب منهم من الخيالة المقاتلين رموا عليه بالمدافع والرصاص ومنعوا عن أنفسهم واستمروا على ذلك‏.‏
وفيه وردت مكاتبات إلى التجار من الحجاز وأخبروا بأن الحجاج أدركوا الحج والوقوف بعرفة ودخلوا قبل الوقوف بيومين وأخبروا أيضًا بوفاة شريف باشا إلى رحمة الله تعالى وكان من خيار الدولة العثمانيين ووردت أخبار أيضًا من البلاد الشامية بوفاة أحمد باشا الجزار في سادس عشرين المحرم‏.‏
وفي يوم السبت 16 شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 27 مايو 1804 م أرسلوا تنابيه إلى أرباب الحرف والصنائع بطلب دراهم وزعت عليهم مجموعها خمسمائة كيس فضج الناس وتكدروا مع ما هم فيه من وقف الحال وغلاء الأسعار في كل شيء وأصبحوا على ذلك يوم الأحد فلم يفتحوا الحوانيت وانتظروا ما يفعل بهم محضر منهم طائفة إلى الجامع الأزهر ومر الآغا والوالي ينادون بالأمان وفتح الدكاكين فلم يفتح منهم إلا القليل‏.‏
وفيه سرح سليم كاشف المحرمجي إلى جهة بحرى وأشيع وصول الألفي الصغير إلى المنية

وأصبح يوم الاثنين 18 شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 29 مايو 1804 م اجتمع الكثير من غوغاء العامة والأطفال بالجامع الأزهر ومعهم طبول وصعدوا إلى المنارات يصرخون ويطلبون وتحلقوا بمقصورة الجامع يدعون ويتضرعون ويقولون يا لطيف وأغلقوا الأسواق والدكاكين ووصل الخبر إلى الباشا بل سمعهم من القلعة فأرسل قاصدًا إلى السيد عمر النقيب يقول أننا دافعنا عن الفقراء فقال له أن هؤلاء الناس وأرباب الحرف والصنائع كلهم فقراء وما كفاهم ما هم فيه من القحط والكساد ووقف الحال حتى تطلبوا منهم مغارم لجوامك العسكر وما علاقتهم بذلك فرجع الرسول بذلك وحضر الآغا ومعه عدة من العسكر وجلس بالغورية وهو يأمر الناس بفتح الحوانيت ويتوعد من يتخلف فلم يحضر أحد ولم يسمعوا لقوله وفي وقت العصر رجع القاصد ومعه فرمان برفع الغرامة عن المذكورين ونادى المنادي بذلك فاطمأن الناس وتفرقوا وذهبوا إلى بيتهم وخرج الأطفال يرمحون ويصرخون ويفرحون‏.‏
وفي ذلك اليوم عدى محمد علي وجمع كثير من العسكر والمغاربة إلى بر الجيزة وبرزوا إلى خارج فنزل عليهم جملة من العرب فحاربوهم فقتل بينهم أنفار وانجرح منهم كذلك ثم ترفعوا عنهم فرجعوا ومعهم رأس من العرب ومع المغاربة قتيل منهم في تابوت وهم يقولون طردناهم وخطفوا بعض مواش وأغنام في طريقهم من الرعيان فقتلوهم وأخذوها منهم‏.‏
وفي الثلاثاء شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 30 مايو 1804 م حضر كتخدا الباشا كاتب البهار وأمره بإحضار ستمائة فرق بن فاعتذر إليه بعدم وجود ذلك فقال إنما نأخذها بأثمانها فقال له ليس علي إلا التعريف وقد عرفتك أن هذا القدر لا يوجد وإن أردت فأرسل معي من تريد وتكشف على حواصل التجار والخانات فطافوا على الخانات وفتحوا الحواصل فلم يجدوا إلا سبعين فرقًا وأكثرها عليه نشانات كبار العسكر من مشترواتهم فرجعوا من غير شيء ثم نودي في إثر ذلك بالأمان‏.‏
وفيه وقعت معركة بسوق الصاغة بين بعض العسكر الذين يتحشرون في أيام الأسواق في الدلالين والباعة ويعطلون عليهم دلالتهم وصناعتهم ومعايشهم وضربوا على بعضهم بالرصاص ففزع الناس وحصلت كرشة وظن من لا يعلم الحقيقة من العسكر أنها قومة فهربوا يمينًا وشمالًا وطلبوا النجاة والتواري ووافق مرور آغات الإنكشارية في ذلك الوقت فانزعج هو ومن معه وطلب الهرب ثم انكشف الغبار وظهر شخص عسكري مطروح وبه رمق وآخر مجروح فرجع الآغا وأمر بحمله في تابوت ونادى بالأمان‏.‏
وفي يوم الجمعة 22 شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 2 يونية 1804 م قبل المغرب ضربوا مدافع كثيرة من القلعة وكذلك في صبحها يوم السبت ولم يظهر لذلك سبب سوى ما يقولونه من التمويهات من وصول الأطواخ وعساكر ودلاة برية تارة بحرية أخرى‏.‏
وفيه أشيع وقوع معركة بين المصرلية والعثمانية وأخذوا منهم متاريس بلقس ومدافع ووصل منهم جرحى دخلوا ليلًا وحضر من المصرلية طائفة ناحية شلقان وقطعوا الطريق على السفار في البحر وأخذوا مركبين وأحرقوا مراكب وامتنع الواصلون والذاهبون وارتفعت الغلال من الرقع والعرصات وغلا سعرها فخرج إليهم مراكب يقال لها الشلنبات وضربوا عليهم بالمدافع وأجلوهم عن ذلك الموضع ووصل بعض مراكب من المعوقين‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 16 شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 6 يونية 1804 م أرسل الباشا إلى المشايخ فذهبوا إليه فاستشارهم في خروجه إلى الحرب وخروجهم صحبته مع الرعية فلم يصوبوا رأيه في ذلك وقالوا له إذا انهزم العسكر تأمر غيرهم بالخروج وإذا كانت الهزيمة علينا وأنت معنا من يخرج بعد ذلك وانفض المجلس على غير طائل‏.‏
وفي  يوم الأربعاء ويوم الخميس أواخر شهر صفر سنة المحرم 1219 هـ  - 8 , 9 يونية 1804 م وقع بينهم مساجلات ومحاربات ومغالبات واحترقت جبخانة العثمانيين وقيل أخذ باقيها رجع منهم قتلى ومجارح وانجرح عابدي بك أخو طاهر باشا واحترق أشخاص من الطبجية ودخل سلحدار الباشا والوالي وأمامهما رأس واحدة بشوارب كأنه من المماليك‏.‏
وفي عصرية ذلك اليوم وأخرجوا عساكر ومعهم مدافع وجبخانة أيضًا محملة على نيف وثلاثين جملًا‏.‏
وفيه ضيقوا على نساء الأمراء في طلب الغرامة وألزموا بقبضها وتحصيلها الست نفيسة وعديلة هانم ابنة إبراهيم بك فوزعتاها بمعرفتهما على باقي النساء وأرسلوا عساكر يلازمون بيتهن حتى يدفعن ما التزمن به فاضطر أكثرهن لبيع متاعهن فلم يجدن من يشتري لعموم المضايقة والكساد

وانقضى هذا الشهر والحال على ما هو عليه من استمرار الحروب والمحاصرات بين الفريقين وانقطاع الطرق برًا وبحرًا وتسلط العربان واستغنامهم تفاشل الحكام وانفكاك الأحكام وكذلك تسلط الفلاحين المقاومين من سعد وحرام على بعضهم البعض بحسب المقدرة والقوة والضعف وجهل القائمين المتآمرين بطرائق سياسة الإقليم ولا يعرفون من الأحكام إلا أخذ الدراهم بأي وجه كان وتمادى قبائح العسكر بما لا تحيط به الأوراق والدفاتر بحيث أنه لا يخلو يوم من زعجان ورجفات وكرشات في غالب الجهات إما لأجل امرأة أو أمرد أو خطف شيء أو تنازع وطلب شر بأدنى سبب مع العامة والباعة أو مشاحنه مع السوقة والمتسببين بسبب إبدال دنانير ذهب ناقص بدراهم فضة كاملة المصارفة من صيارف أو باعة أو غير ذلك وتعطل أسباب المعايش وغلو الأسعار في كل شيء وقلة المجلوب ومنع السبل ووصل سعر الأردب القمح ستة عشر ريالًا والفول والشعير أكثر من ذلك لقلته وعزته وإذا حضر منه شيء أخذوه لاحتياج العليق قهرًا بأبخس الثمن عند وصوله المأمن وأجرة طحين الويبة من القمح ستة وأربعون نصفًا مع ما يسرقه الطحانون منها ويخلطونه فيها وأجرة خبيزها عشرون نصفًا بحيث حسب ثمن الأردب بع غربلته وأجرته ومكسه وكلفته وطحينه وخبيزه إلى أن يصير خبزًا أربعة وعشرون ريالًا فسبحان اللطيف الخبير المدبر ومن خفي لطفه كثرة الخبز وأصناف الكعك والفطير في الأسواق وسعر الرطل من اللحم الجفط بما فيه من العظم والكبد تسعة أنصاف والجاموسي سبعة أنصاف الرطل والراوية الماء ثلاثون نصفًا والسمن القنطار بألفين وأربعمائة نصف وشح الأرز وقل وجوده وغلا ثمنه ووصل سعر الأردب إلى خمسة وعشرين ريالًا والجبن القريش بثمانية عشر نصفًا للرطل وأما الخضات فعز وجودها وغلا ثمنها بحيث أن الرطل من البامية بما فيها من الخشب الذي يرمى من وقت طلوعها إلى أن بلغت حد الكثرة بثمانية أنصاف كل رطل والرطل قباني اثنتا عشرة أوقية وعز وجود البن وغلا سعره حتى بلغ في هذا الشهر الرطل سبعين ونصفًا والسكر العادة الصعيدي خمسة وأربعون نصفًا الرطل الواحد والعسل الأبيض الغير الجيد ثلاثون نصفًا والعسل الأسود خمسة عشر نصفًا والعسل القطر عشرون نصفًا الرطل والصابون أربعة وعشرون نصفًا كل ذلك بالرطل القباني الذي عمله محمد باشا فلا جزاه الله خيرًا والشيرج بألفين فضة القنطار وورد الكثير من الحطب الرومي ورخص سعره إلى مائة وعشرين نصفًا الحملة بعد ثلاثمائة نصف وأما أنواع البطيخ والعبدلاوي فلم يشتره أكثر الناس لقلته وغلو ثمنه فإنه بيعت الواحدة بعشرين نصفًا فأقل فأكثر والخيار بخمسة أنصاف الرطل من وقت طلوعه إلى أن بلغ حد الكثرة وبقي بحال لا تقبله الطبيعة البشرية فعند ذلك بيع بنصفين وأما الفاكهة فلا يشتريها إلا أفراد الأغنياء أو مريض يشتهيها أو امرأة وحمى لغلوها فإن رطل الخوخ بخمسة عشر نصفًا والتفاح الأخضر كذلك وقس على وذلك لقلة المجلوب وخراب البساتين وغلو علف البهائم وحوز المتسببين وأخذ الرشوات منهم وتركهم وما يدينون وأما الإتيان فإنها كثرت انحل سعرها عما كانت‏.‏
 فى يوم السبت شهر ربيع الأول سنة 1219 هـ  - 10 يونية 1804 م فيه وقع هرج ومرج وإشاعات ثم تبين أن طائفة من العربان والمماليك وصلوا إلى خارج باب النصر وظاهر الحسينية وناحية الزاوية الحمراء وجزيرة بدران جهة الحلى ورمحوا على من صادفوه بتلك النواحي وحالوا بين العسكر الخارجين وبين عرضيهم وأخذوا ما معهم من الجراية والعليق والجبخانة فنزل الباشا ومعه عساكر وذهب إلى جهة بولاق ثم إلى ناحية الزاوية الحمراء وأغلقوا أبواب المدينة ثم رجع الباشا بعد العصر ودخل من باب العدوي وطلع إلى القلعة وهو لابس برنسًا ثم تكرر بينهم وقائع وخروج عساكر ودخول خلافهم ونزول الباشا وطلوعه‏.‏
وفي   حضر الشيخ عبد الله الشرقاوي من غيبته بالقرين بعد ذهابه إلى المحلة من طندتا‏.‏
وفي يوم الخميس 6 شهر ربيع الأول سنة 1219 هـ  - 10 يونية 1804 م حضر هجانة بمكاتبة من عند الألفي الكبير للباشا وفيها الأخبار بعزمه على الحضور إلى مصر هو وعثمان بك حسن ويلتمس أن يخلوا له الجيزة وقصر العيني لينظر في هذا الأمر والفساد الواقع بمصر فكتب له الباشا جوابًا ملخصه على ما نقل إلينا أنك في السابق عرفتنا أنك مذعن للطاعة وأرسلنا لك بالإذن والإقامة بجرجا وما عرفنا موجب هذا الحضور فإن كنت طائعًا وممتثلًا ما كنت ولك الولاية والحكم بالإقليم القبلي وأرسل المال والغلال ونحو ذلك من الكلام وسافروا بالجواب يوم السبت ثامنه‏.‏
وفى يوم السبت 8 شهر ربيع الأول سنة 1219 هـ  - 17 يونية 1804 م وفيه ترفع الأمراء المصرلية إلى ناحية مشتهروينها وانتقلوا من منزلتهم وأشاع العسكر ذهابهم وهروبهم‏.‏
وفيه وردت مكاتبات من الحجاز وأخبروا فيها بموت محمود جاويش الذي سافر بالمحمل وكذلك الحاج يوسف صير في الصرة وأن طائفة من الوهابيين حاصروا جدة ولم يملكوها وأن ببلاد الحجاز غلاء شديدًا لمنع الوارد عنهم والأردب القمح بثلاثين ريالًا فرانس عنها من الفضة العددية خمسة آلاف وأربعمائة‏.‏
وفيه يوم السبت ثامنه أرسلوا فعلة وعمالًا لعمل متاريس وأبنية بناحية طرا وكذلك بالجيزة وأرسلوا هناك مراكب حربية يسمونها الشلنبات‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 11 شهر ربيع الأول سنة 1219 هـ  - 20 يونية 1804 م خرج محمد علي وحسن بك أخو طاهر باشا إلى جهة القليوبية وصحبتهم عساكر كثيرة وأدوات وعدى طائفة من الأمراء إلى بر المنوفية وهرب حاكم المنوفية من منوف‏.‏
وفي يوم الخميس 13 شهر ربيع الأول سنة 1219 هـ  - 22 يونية 1804 م ورد الخبر بوصول مراكب داوات من القلزم إلى السويس وفيها حجاج والمحمل وأخبروا بمحاصرة الوهابيين لمكة والمدينة وجدة وأن أكثر أهل المدينة ماتوا جوعًا لعزة الأقوات والأردب القمح بخمسين فرانسًا إن وجد والأردب الأرز بمائة فرانسًا وقس على ذلك‏.‏
وفي يوم السبت 15 شهر ربيع الأول سنة 1219 هـ  - 24 يونية 1804 م وصلت مراكب وفيها طائفة من العسكر وهم الذين يسمونهم النظام الجديد الذين يقلدون محاربة الإفرنج وأشاعوا أنهم خمسة آلاف وعشرة آلاف ووصل صحبتهم الآغا الذي كان حضر بالمجدة والبشارة للباشا بالتقليد والأطواخ ورجع إلى إسكندرية فحضر أيضًا وضربوا لوصوله مدافع وشنكا جهة بولاق وأرسلوا له خيولًا ويرقًا وطبلخانات وأركبوه من بولاق وشق من وسط المدينة وأمامه وخلفه أتباع الباشا والوالي والجنبيات وعسكر النظام الجديد وهم دون المائة شخص والآغا المذكور ( الصورة المقابلة : موكب الأغا ) ومعه أوراق في أكياس حرير ملون وخلفه آخر راكب ومعه بقجة يقال أن بداخلها خلعة برسم الباشا وآخر معه صندوق صغير وعليه دواة كتابة منقوشة بالفضة وخلفهم الطبلخانات فلما وصولا إلى القلعة ضربوا لوصولهم مدافع كثيرة من القلعة وعمل الباشا ديوانًا في ذلك الوقت بعد العصر وقرؤوا التقليد المذكور‏.‏
وفي ذلك اليوم وصلت طائفة من العربان إلى جهة بولاق وجزيرة بدران وناحية المذبح وخطفوا ما خطفوه وذهبوا بما أخذوه‏.‏
وفيه ورد الخبر بوصول الألفي الكبير إلى ناحية بني سويف وعثمان بك حسن في مقابلته بالبر

وفي يوم الاثنين 17 شهر ربيع الأول سنة 1219 هـ  - 26 يونية 1804 م وصل قاصد من الألفي بمكتوب خطابًا للمشايخ العلماء مضمونه أنه لا يخفاكم أننا كنا سافرنا سابقًا لقصد راحتنا وراحة البلاد ورجعنا بأوامر وحصل لنا ما حصل ثم توجهنا إلى جهة قبلي واستقرينا بأسيوط بعد حصول الحادث بين إخواننا الأمراء والعسكر وخروجهم من مصر وأرسلنا إلى أفندينا الباشا بذلك فأنعم علينا بولاية جرجا ( الصورة الجانبية : جانب من بلدة جرجا بصعيد مصر ) ونكون تحت الطاعة فامتثلنا ذلك وعزمنا على التوجه حسب الأمر فبلغنا مصادرة الحريم والتعرض لهم بما لا يليق من الغرائم وتسليط العساكر عليهم ولزومهم لهم فثنينا العزم واستخرنا الله تعالى في الحضور إلى مصر لننظر في هذه الأحوال فإن التعرض للحريم والعرض لا تهضمه النفوس وكلام كثير من هذا المعنى فلما وصلتهم المكاتبة أخذوها إلى الباشا وأطلعوه عليها فقال في الجواب أنه تقدم تركوا نساءهم للفرنسيس وأخذوا منهم أموالًا وأني كنت أعطيت جرجا ولعثمان بك قنًا وما فوق ذلك من البلاد وكان في عزمي أن أكاتب الدولة وأطلب لهم أوامر ومراسيم بما فعلته لهم وبراحتهم فحيث أنهم لم يرضوا بفعلي وغرتهم أمانيهم فليأخذوا على نواصيهم‏.‏ وفيه شرعوا في حفر خندق قبلي الإمام الليث بن سعد ومتاريس‏.‏
وفي ذلك اليوم أرسل محمد علي إلى مصطفى آغا الوكيل وعلي كاشف الصابونجي فلما حضرا إليه عوقهما إلى الليل ثم أرسلهما إلى القلعة بعد العشاء ماشيين ومعهما عدة من العسكر وفي يوم الخميس عشرينه عمل الباشا ديوانًا وحضر المشايخ والوجاقلية وأظهر زينته وتفاخره في ذلك الديوان وأوقف خيوله المسومة بالحوش وخيول شجر الدر واصطفت العساكر بالأبواب والحوش والديوان ووقفت أصناف الديوان باختلاف أشكالهم والسعاة بالطاسات المذهبة على رؤوسهم وخرج الباشا بالشعار والهيبة وعلى رأسه الطلخان بالطراز إلى الديوان الكبير المعروف بديوان الغورى وقد أعدوا له كرسيًا بغاشية جوخ أحمر وبساط مفروشًا خلاف الموضع القديم فجلس عليه وزعقت الجاويشية وأحضر التقليد فقرأه ديوان أفندي بحضور الجمع الكبير ثم قرأ فرمانين آخرين مضمون أحدهما أكثر كلامًا من الثاني ملخصه الولاية وحكاية الحال الماضية من ولاية علي باشا وشفاعته في الأمراء المصرية بشرط توبتهم ورجوعهم ثم عودهم إلى البغي والفجور وغدر علي باشا المذكور وظلمهم الرعية بمعونة العسكر ثم قيام الرعية والعسكر عليهم حتى قتلوهم وأخرجوهم من مصر فعند ذلك صفحنا عن العسكر وعفونا عما تقدم منهم وأمرناهم بأن يلازموا الطاعة ويكونوا مع أحمد باشا خورشيد بالحفظ والصيانة والرعاية لكافة الرعية والعلماء وإبعاد أهل الفساد والمعتدين وطردهم وتشهيل لوازم الحج والحرمين من الصرة والغلال ونحو ذلك من الكلام المحفوظ المعتاد المنمق ولما انقضى أمر قراءة الأوراق قام الباشا إلى مجلسه الداخل وخل إليه المشايخ فخلع عليهم فراوى سمور وكذلك الوجاقية والكتبة والسيد أحمد المحروقي ثم عملوا شنكًا ومدافع كثيرة وطبولًا وأحضر في ذلك الوقت المعلم جرجس وكبار الكتبة وعدتهم اثنان وعشرون قبطيًا ولم تجر عادة بإحضارهم فخلع عليه أيضًا ثم نزلوا إلى بيت المحروقي فتغدوا عنده ثم عوقهم إلى العصر ثم طلبهم الباشا إلى القلعة فحبسهم تلك الليلة واستمروا في الترسيم وطلب منهم ألف كيس‏.‏
وفي يوم السبت 22 شهر ربيع الأول سنة 1219 هـ  - 1 يولية 1804 م أفرجوا عن مصطفى آغا الوكيل وعلي كاشف الصابونجي على ثلاثمائة كيس‏.‏
وفيه حضر محمد علي وحسن بك أخو طاهر باشا وطلعا إلى القلعة فخلع عليهما الباشا وهنأه بالولاية واستقر بمحمد علي والي جرجا وحسن بك والي الغربية وضربوا لذلك مدافع كثيرة وشنكًا وعملوا تلك الليلة حراقة وسواريخ من الأزبكية وجهة الموسكي والحال أنهم لا يقدرون أن يتعدوا بر الجيزة ولا شلقان فإن طوائف عسكر الألفي وصلوا إلى بر الجيزة وأخذوا منها الكلف والأمراء البحرية منتشرون ببر الغربية والمنوفية‏.‏
وفيه هرب شخص من كبار الأرنؤد يقال له إدريس آغا كان بجماعته جهة برشوم التين فركب إلى المصرلية ولحق بهم وتبعه جماعته وهم نحو المائة وخمسين شخصًا‏.‏
وفيه أرسل الباشا آغاة الإنكشارية ليقبض على علي كاشف من أتباع الألفي من بيته بسوق الأنماطيين فأرسل إلى الأرنؤد فأرسلوا له جماعة منعوا الآغا من أخذه وجلسوا عنده فأرسل الباشا من طرفه جماعة أقاموا محافظين عليه في بيته ثم أن سليمان آغا كبير الأرنؤد الذي التجأ إليهم المذكور حضر إليه وأخذه إلى داره بالأزبكية وصحبته الأمير مصطفى البردقجي الألفي أيضًا‏.‏
وفي يوم الاثنين 24  شهر ربيع الأول سنة 1219 هـ  - 3 يولية 1804 م وصل شخص رومي بمراسلة من عند الألفي إلى الباشا فعندما قرأ الباشا المراسلة أمر بقتله حالًا فرموا عنقه برحبة القلعة وحضر أيضًا مملوك بمراسلة من عند عثمان بك حسن يذكر فيها حضوره مع الألفي وأنه غتر بكلامه وتمويهاته عليه وأن بيده أوامر شريفة من الدولة ومن حضرة الباشا بالحضور وأمثال ذلك فكتب له جوابًا وخلع على ذلك المملوك ورجع سالمًا‏.‏
وفي يوم الأربعاء 26  شهر ربيع الأول سنة 1219 هـ  - 5 يولية 1804 م أفرجوا عن النصارى الأقباط بعد ما قرروا عليهم ألف كيس خلاف البراني وقدره مائتان وخمسون كيسًا ونزلوا إلى بيوتهم بعد العشاء الأخيرة في الفوانيس‏.‏
وفيه وصل الألفي الصغير وانتشرت خيوله إلى بر أنبابة فرموا عليهم مدافع من المراكب وبولاق ورفعوا الغلة من الرقع وأشيع أن الألفي الكبير وصل إلى الشوبك وعثمان بك حسن وصل إلى حلوان ورجع إبراهيم بك والبرديسي وباقي الأمراء إلى ناحية بنها بعدما طافوا المنوفية والغربية وقبضوا الكلف والفرد وخرج كثير من العسكر إلى معسكرهم ناحية شلقان وما وازاها إلى الشرق وخرج أيضًا عدة من العسكر إلى ناحية طر والجيزة‏.‏
وفيه أرسل الألفي الصغير ورقة لشخص من كبار العسكر مقطوع الأنف كان من أتباعه حين كان بمصر يطلبه للحضور إليه ويعده بالإكرام ولن يكون كما كان في منزلته عنده فأخذ الورقة والرسول إلى الباشا فأمر بقتل المرسال وهو رجل فلاح فقطعوا رأسه بالرميلة وأنعم على مقطوع الأنف بعشرين ألف نصف فضة وشكره وقبل ذلك بأيام وصلت هجانة من العريش وأخبروا بورود عساكر من الدلاة وغيرهم معونة لمن بمصر واختلفت الروايات في عدتهم فالمكثر من كذابي العثمانية يقولون عشرة آلاف والمقل من غيرهم يقولون ألفان أو ثلاثة‏.‏
وفي يوم الأربعاء تواترت الأخبار بقربهم من الصالحية وانتقل الأمراء البحرية إلى بلبيس وركب منهم عدة وافرة لملاقاة العسكر الواردين وخرج كثير من العسكر الخيالة والرجالة إلى جهة الشرقية ببلبيس ونقلوا عرضيهم من ناحية البحر وردوا الكثير من أثقالهم إلى المدينة‏.‏
وفي يوم الخميس 27  شهر ربيع الأول سنة 1219 هـ  - 6 يولية 1804 م أحضر الباشا طائفة من اليهود وحبسهم وطلب منهم ألف كيس واستمروا في الحبس‏.‏
وفيه رجع الألفي الصغير من ناحية أنبابة إلى جهة الشيمي باستدعاء سيده وأشاع العثمانية أنهم ذهبوا ورجعوا من حيث أتوا لعجزهم وعدم قدرتهم عليهم وكان في ظنهم أمور لا تتم لهم كما ظنوا ولحقتهم جميع العساكر من الجهة الشامية‏.‏
وفيه أرسلوا ملاقاة للعساكر الواردين وفيها قومانية وجبخانة ولوازم على ستين جملًا ومعهم هجانة فعندما توسطوا البرية أحاط بهم العربان وأخذوهم‏.‏
وفيه تسحب أشخاص من كبار العسكر بأتباعهم وذهبوا إلى المصريين وانضموا إليهم فمنهم من ذهب إلى قبلي ومنهم من ذهب إلى بحري‏.‏
وفيه عدي الألفي الكبير والصغير إلى البر الشرقي عند عثمان بك وترفعت مراكبهم إلى قبلي‏.‏
وفيه حضر عابدي بك وحسن بك من البحر إلى بولاق وانتقل محمد علي إلى طنط جهة براشيم التين بعد مقتلة وقعت بينهم وبين المصرلية وانهزموا وذهبوا إلى تلك الجهة‏.‏
وفي يوم الأحد غايه  شهر ربيع الأول سنة 1219 هـ  - 9 يولية 1804 م أفرجوا عن طائفة اليهود بعد أن قرروا عليهم مائتي كيس خلاف البراني‏.‏ وفيه حضر خازندار الباشا من الديار الرومية إلى ساحل بولاق وصحبته أمتعة ولوازم للباشا وأشياء في صناديق‏.‏
وفى يوم الاثنين 1 شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 10 يولية 1804 م  فيه ركب الخازندار المذكور وطلع إلى القلعة من وسط المدينة ونزل لملاقاته أغوات الباشا والجاويشية والشفاسية وحضر صحبته نحو خمسين عسكريًا مشوا أمامه وخلفه والصناديق التي حضرت معه خلفه محملة على الجمال والجاويشية أمامه يضربون على طبلات حكم العادة في ركوباتهم ومعه عدة كبيرة من أتباع الباشا وأمامه الجنبيات والخيول‏.‏
وفيه وصلت مراكب من الديار الحجازية إلى السويس وفيها حجاج ومغاربة ولم يصل منهم إلا القليل وأكثرهم قتله العسكر الذي بقي بمكة بعد موت شريف باشا ومن انضم إليهم من أجناسهم وقد حصل منهم غاية الضرر والفساد والقتل حتى في داخل الحرم لأن الشريف غالبًا ضمهم إليه ورتب لهم جامكية واستمروا معه على هذا الحال الفظيع‏.‏
وفيه أنبهم أمر العسكر الدلاة القادمين من الجهة الشامية واضطربت الروايات عن أخبارهم فمنهم من قال أن المصرلية وقفوا لهم بالطرق وقاتلوهم ورجع من نجا منهم بنفسه ومنهم من قال أنهم لما بلغهم قطع الطريق عليهم رجعوا من حيث أتوا وبعضهم طلب الأمان وانضم إليهم ومنهم من قال أن فرقة منهم ذهبت من فم الرمانة من طريق دمياط وقيل أنهم حضروا بثمانين رأسًا منهم إلى بلبيس‏.‏
وفي يوم الأربعاء 3  شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 12 يولية 1804 م خرج الوالي بعدة من العسكر وصحبته مدافع وجبخانة واستقر بزاوية وفي يوم الخميس رابعه هجم الأمراء القبالي وهم الألفي وأتباعه وعثمان بك حسن ومن انضم إليهم من طرا وملكوا منها البرج الذي من ناحية الجبل بعد ما ضربوا عليه من أعلى الجبل وتعدوا إلى ناحية البساتين وتركوا ومن فيها خلف ظهورهم وتحاربوا من طوابير العسكر وكانوا أنفارًا قليلة ونظرهم الباشا من قلعته فزعق على السلحدار فركب في عدة من الشفاسية وخرج إليهم فعندما واجهوهم لم يثبتوا وولوا بعدما سقط منهم أنفار‏.‏
وفيه وصل جواب من الأمراء القبالي إلى المشايخ يذكرون فيه أنهم يخاطبون الباشا في إخماد الحرب وصلحه معهم فإن ذلك أصلح له ويكونون معه على ما يحب وما يأمر به ويرتاح من علوفة العسكر التي أوجبت له المصادرات وسلب الأموال وخراب الإقليم وأن يختار من العسكر طائفة معلومة معدودة يقيمون بمصر ويأمر الباقي بالسفر إلى بلادهم فلما خاطبوه بذلك وأطلعوه على المكاتبة أبي وقال ليس لهم عندي إلا الحرب‏.‏
وفي يوم الجمعة 5  شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 14 يولية 1804 م حصلت أيضًا بينهم محاربة وأصيب من المراكب الحربية التي يسمونها الشلنبات اثنتان غرقت إحداهما وأحرقت الثانية واتهم الباشا الطبجية فقتل منهم خمسة اثنان بالقلعة وثلاثة بالرميلة‏.‏
وفي يوم السبت 6  شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 15 يولية 1804 م حضر محمد علي من بحري وذهب إلى جهة القرافة فأقام بمقام عقبة بن عامر وفي يوم الأحد أشيع حضور الأمراء القبالي إلى ناحية بهتيم وأنهم أرسلوا إلى المطرية بالجلاء عنها ورمحت العرب نواحي بولاق والجهات البرانية وضربوا عليهم مدافع وفي ذلك اليوم نظر الباشا وكبار العسكر إلى جهة البساتين فلم يروا أحدًا من المصرلية فركب محمد علي وأخذ معه عدة وافرة ودخلوا تلك الجهة فلم يروا أمامهم أحدًا فلم يزالوا سائرين وإذا بكمين خرج عليهم من جانب الجبل فأوقع معهم وقعة قوية حتى أصخنوهم وقتل منهم من قتل حتى لحقوا بالمشاة الرجالة فضربوا عليهم طلقًا وولوا مدبرين فصار محمد علي يستحثهم ويردهم ويحرضهم فلم يسمعوا له ورجعوا وفيهم جرحى كثيرة طلعوا بطائفة منهم إلى القلعة ودخل الباقون إلى المدينة وطلبوا طائفة المزينين لمداواة الجرحى بالقلعة وأخذوا في ذلك اليوم برج الدير الذي كان بأيدي العسكر جهة البحر بطرا وقتلوا من به من العسكر وأعطوا لمن بقي الأمان وهم نحو الثلاثين شخصًا‏.‏
وفي يوم الاثنين 8  شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 17 يولية 1804 م وصل المصرلية الذين كانوا جهة المشرق ووصلت مقدماتهم إلى جهة العادلية وناحية الشيخ قمر بل وعند الكيمان خارج باب النصر فأغلقوا باب النصر وباب الفتوح والعدوى وهربت سكان الحسينية وحصلت كرشة بالجمالية ولم يخرج إليهم أحد من العسكر بل أخذوا يضربون المدافع من أعلى السور ودخل محمد بك المنفوخ إلى الحسينية وجلس بمسجد البيومي وانتشر المماليك والأتباع على الدكاكين والقهاوى واستمر ضرب المدافع إلى بعد الظهر ثم أن المصرلية ترفعوا عن الحسينية إلى اليشبكية فبطل الرمي ودخل الوالي وأمامه ثلاثة رؤوس تبين أنها رؤوس مغاربة من مقاطيع الحجاج المرضى كانوا مطروحين خارج القاهرة‏.‏
وفيه طلب جماعة المماليك السيد بدرا المقدسي فخرج إليهم من داره خارج باب الفتوح فأخذوه عند البرديسي وإبراهيم بك فأسر إليه إبراهيم بك بأن يكون سفيرًا بينهم وبين الباشا في الصلح معهم وأنه لا يستقيم حاله مع العسكر ولا يرتاح معهم وليعتبر بما فعلوه مع محمد باشا وأما نحن فنكون معه على ما ينبغي من الطاعة والخدمة وحضر في أواخر النهار فلما أصبح يوم الثلاثاء ركب وطلع إلى الباشا وبلغه ذلك فقال له الباشا على سبيل الاختبار والمسايرة قولك صحيح ومن يرجع إليهم بالجواب فقال أنا فحقدها عليه ثم قام من عنده فأرسل خلفه وعوقه عند الخازندار فذهب إليه في ثاني يوم شيخ السادات والسيد عمر النقيب وترجوا في إطلاقه فامتنع وقال أخاف عليه أن يقتله العسكر ولا بأس عليه ولا يصلح إطلاقه في هذا الوقت وبعد خمسة أيام يكون خيرًا فإنه مقيم عند الخازندار في إكرام وفي مكان أحسن من داره وهذا رجل اختيار يفعل هذه الفعال يخرج إلى المخالفين متنكرًا ويرجع من عندهم بكلام ثم يطلب العود إليهم ثانيًا‏.‏

محمد على والحرب خدعة

وفي ليلة الثلاثاء 9 شهر ربيع الثاني سنة 1219 هـ  - 18 يولية 1804 م المذكورة حضر محمد على الباشا
بعد الغروب وقبض منه خمسين كيسًا وقيل ثمانين ورجع إلى معسكره فجمع العسكر وتكلم معهم وفرق عليهم الدراهم واتفق معهم على الركوب والهجوم علي من بطرا في تلك الليلة على حين غفلة وكان كاتبهم قبل ذلك يلاطفهم ويظهر العجز ويطلب معهم الصلح وأمثال ذلك وفي ظن أولئك صدقه وعدم قدرتهم على مقاومتهم وملاقاتهم فلما مضى نحو خمس ساعات من الليل ركب محمد علي في نحو أربعة آلاف فراسانًا ورجالًا فلما قربوا من الحرس في آخر السادسة ترجلوا وقسموا أنفسهم ثلاثة طوابير ذهب قسم منهم جهة الدير والثاني جهة المتاريس والثالث جهة الخيل والجماعة وهم صالح بك الألفي ومن معه في غفلتهم ونومهم مطمئنين وكذلك حرسهم فلم يشعروا إلا وقد صدموهم فاستيقظ القوم وبادروا إلى الهرب والنجاة فملكوا منهم الدير وأبراج طرا ( الصورة المقابلة : برج الدير فى طرا )وكان بها عسكر العثمانيين إلى هذا الوقت محصورين وقد أشرفوا على طلب الأمان وأخذوا مدفعين كانا بالمتراس وبعض أمتعة وثمان هجن وثلاثة عشر فرسًا وقتل بينهم بعض أشخاص وانجرح كذلك ورجع محمد علي والعسكر على الفور من آخر الليل ومعه خمسة رؤوس فيها رأس واحدة لم يعلم رأس من هي والباقي رؤوس عربان أو سياس أو غير ذلك وزعموا أن تلك الرأس هي رأس صالح بك وأرسلوا المبشرين آخر الليل إلى الأعيان ليأخذوا البقاشيش وأشاعوا أنهم قبضوا على الألفي الصغير وأحضروه معهم حيًا والباقي رموا بأنفسهم إلى البحر ولما طلع محمد علي إلى الباشا خلع عليه الفروة التي حضرت هل من الدولة وعلقوا تلك الرؤوس على السبيل بالرميلة وضربوا شنكا من القلعة ومدافع وأظهروا السرور وداروا بالأسواق يضربون بالطنابير وشمخ المغرضون بآنافهم على المغرضين للمصرلية ثم تبين عدم صحة تلك الإشاعة وأن تلك الرأس رأس بعض الأجناد ولم يمسك الألفي كما قالوا‏.‏
ج3 / 88

 

This site was last updated 03/02/09