Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس (مر4: 1- 20)

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس (مر 3: 1- 19
تفسير مرقس (مر 3: 20- 35
تفسير مرقس (مر4: 1- 20
تفسير مرقس (مر4: 21- 41
تفسير مرقس الفصل14
Untitled 8667
تفسير مرقس الفصل9
تفسير مرقس الفصل16
تفسير مرقس الفصل17
تفسير مرقس الفصل18
تفسير مرقس الفصل21
تفسير مرقس الفصل22
تفسير مرقس الفصل23
تفسير مرقس الفصل24
تفسير مرقس الفصل25
تفسير مرقس الفصل26
تفسير مرقس الفصل27
تفسير مرقس الفصل28
تفسير مرقس الفصل29
خاتمة إنجيل مارمرقس
Untitled 8662
Untitled 8663
Untitled 8664
Untitled 8665

  تفسير إنجيل مرقس على - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل15

  تفسير وشرح  إنجيل مرقس الإصحاح الرابع
1. التقاؤه مع الشعب عند البحر (مر 4: 1)
2. عمله الإلهي كبذورٍ حية (مر 4:  2-20)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 4

 1. التقاؤه مع الشعب عند البحر (مرقس 4: 1)
تفسير (مرقس 4: 1) 1 وابتدا ايضا يعلم عند البحر.فاجتمع اليه جمع كثير حتى انه دخل السفينة وجلس على البحر والجمع كله كان عند البحر على الارض

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
مثل الزارع (مر 4: 1- 9)
هذا المثل أول الأمثال وأطولها ويمتاز بأن المسيح فسره
الأناجيل الآزائية اى المتشابهة مرقس ولوقا ومتى إشتركت فى وصف لقاء المسيح مع الجموع على شاطئ بحر طبرية  أن المسيح خرج من بيته فى كفر ناحوم التى تقع على شاطئ بحر طبرية وجلس على الشاطئ فلما عرف شعب المدينة أن المسيح على الشاطئ ذهبوا وإجتمعوا حوله  ومن كثرة الإزدحام وقف ودخل سفينة إحدى سفن صيد السمك الراسية على الشاطئ ربما كان يمتلكها أحد من تلاميذة حدث هنا مثل ما حدث قبلاً (مر ٣: ٩) 9 فقال لتلاميذه ان تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجمع كي لا يزحموه  " وجلس فيها مواجها الجموع بينما الجمع واقف على الشاطئ ينتظر أن يكلمه فكانت كلمات المسيح هو مثل الزارع الذى خرج ليزرع (مر 4: 1) و (متّى 13: 1- 3 ) 1 في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر 2 فاجتمع اليه جموع كثيرة حتى انه دخل السفينة وجلس. والجمع كله وقف على الشاطئ. ( لوقا ٨: ٤) 4 فلما اجتمع جمع كثير ايضا من الذين جاءوا اليه من كل مدينة قال بمثل: " وقد بنى المسيح أمثاله على المناظر المحيطة به وطريقة الحياة فى ذلك العصر التى كان يعيشها الناس ولا بد من أنه كان وراء الناس المستمعين إليه حقول مزروعة بينها مسالك للمرور. وربما كان بين زروعها شوك وزوان وبعض نبات الخردل مرتفعاً على غيره وكان زرع بعض المحال قليلاً لأن تربته محجرة وزرع البعض كثيراً لخصب تربته وأسراب من الطيور تطير فوقها (متّى ١٣: ١ و٢).
  
*** (1) وَٱبْتَدَأَ أَيْضاً يُعَلِّمُ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ،
 فإن الجموع الكثيرة ازدحمت عليه فاضطر إلى أن ينزل إلى السفينة ويخاطبهم منها وهم على الشاطئ.  كعادة المسيح جلس عى سفينة وبدأ يكلم الجموع التى تقف على الشاطئ (مر 2: 13 ) 13 ثم خرج ايضا الى البحر واتى اليه كل الجمع فعلمهم. (مر 3: 7) 7 فانصرف يسوع مع تلاميذه الى البحر وتبعه جمع كثير من الجليل ومن اليهودية  " بعد أن صار غير مرغوبا فى المجمع لأنه فعل معجزات بالمجمع يوم السبت يوم الراحة   فقد استمر في خدمات التعليم في الهواء الطلق هذه. لقد كان يسوع يريد للشخص العادي أن يصل إليه وإلى تعاليمه.
   *** (2)  فَٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمْعٌ كَثِيرٌ حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ ٱلسَّفِينَةَ وَجَلَسَ عَلَى ٱلْبَحْرِ، وَٱلْجَمْعُ كُلُّهُ كَانَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ عَلَى ٱلأَرْضِ».
كان هناك حشدٌ كبير، ولكن المثل يدل على أن بضعة فقط تجاوبوا ،  وجود جمع كبير والإزدحام حول المسيح  هو موضوع متكرر في إنجيل مرقس ( مر 2: 13) ( مر 3: 9) ( مر 4: 1 و 36) ( مر 5: 31) ( مر 7: 33) ( مر 8: 1 و 2) ( مر 9: 14 و 17) ( مر 14: 34) ( مر 15: 8)
 السفينة :  هذه الكلمة اليونانية كانت تشير إلى قارب شراعي. في ( مرقس 3: 9) طلب يسوع قارب انتظار في حالة صار هناك  حشد كبير من الناس يمنعه من الجلوس والتكلم  فعندئذ يصبح القارب منصة أو منبر للتكلم  . كل مريض كان يريد أن يلمسه . يا له من ضغٍط كان ليشكل ذلك عليه. الجموع.
 جلس :  جلوس يسوع كمعلم تبعا للعادة  عند المعلمين اليهود  الرابيون يجلسون لكي يعلموا  وقال عنهم المسيح  "قائلا: «على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون،" (مت 23: 2).
على الأرض :  ربما كان يسوع يستخدم تضاعف الصوت بشكل طبيعي في الماء لكي يتكلم إلى هكذا حشدٍ كبير العدد.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
 كما لاحظنا سابقاً، لا يتبع مرقس نظام تسلسل زمني مباشر في سرده للأعمال والتعاليم التي أعطاها الرب يسوع أو قام بها. هذا الجزء، الذي يرتبط بـ متى 13 يعطينا وصفاً للتعليم بالمثل الذي أعطاه يسوع على شاطئ بحر الجليل في صيف عام 28 م تقريباً بحسب أحدث التقديرات التاريخية.
 "دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ عَلَى الْبَحْرِ".
كانت الأرض مرتفعة قليلاً في مكان معين من شاطئ بحر الجليل حيث جرى هذا الحادث؛ وهكذا أمكن للرب يسوع أن يجلس في قارب صيادي السمك ويواجه الجمهور أو الحشد الواقف أمامه والذين كانوا يجلسون بشكل مريح أو يقفون وكأنهم في مدرج طبيعي، وهكذا يتمكن الجميع من سماع صوت المعلم، الذي اجتذبتهم فيه رسالته وشخصيته.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 4

 2. عمله الإلهي كبذورٍ حية - مثل الزارع وتفسيره (مر 4: 2- 20)

تفسير (مرقس 4: 2) 2 فكان يعلمهم كثيرا بامثال وقال لهم في تعليمه

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1)  فَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيراً بِأَمْثَالٍ.
 "المثل" هو كلمة مركبة في اليونانية بمعنى "يلقي جانبا ". أحداث الأمثال مستقاة من الحياة العامة اليومية كانت تستخدم لإيضاح حقائق روحية. ولكن يجب أن نتذكر أنه بالنسبة إلى كتاب الأناجيل هذه الكلمة اليونانية كانت تعكس الكلمة العبرية mashal 605 BDB، والتي كانت تعني "أحجية" أو "مثل"، وهي كلمة تدل على الحكمة. يجب أن يكون المرء على استعداد ألن يعيد التفكير في القضايا والنتائج المتوقعة على ضوء الطبيعة المدهشة لملكوت الرب الذي هو حاضٌر الآن في يسوع. بالنسبة إلى بعض المستمعين الأمثال تخفي الحقيقة
أ- الإصحاحات العديدة التالية من مرقس تسجل المعارضة المتنامية عند معلمى اليهود من الفريسيين والكتبة وغيرهم . يظهر إنجيل مرقس بوضوح زيادة شعبية يسوع مع الجموع مقارنة مع شعبية باقى معلمى الدين اليهودى
ب- كان يسوع قد انتقل من الكرازة في مجمع كفر ناحوم إلى اللقاءات في الهواء الطلق وهنا هلى شاطئ بحر طبرية. كانت هذه إحدى الطرق لتقليص تأثير رؤساء الدين واستغلال الفرصة للقاء عامة الشعب ليسمعوا كلماته.
ج- فهم األمثال كان ولا يزال حتى الآن متعلق بالتزام إيماني مسبق حيث يستخرج منها تأملات كثيرة جدا . حتى الرسل لم يفهموا لأول وهلة التعاليم المجازية ليسوع. بشكٍل ما الفهم يعتمد على
-1 الإختيار
-2 قوة تنوير الروح القدس
-3 الإستعداد للتوبة والإيمان
 الفهم يتطلب تقوية من هللا وتجاوبا بشريا إيمانيا
الجزء التالى منقول من بحث كتبه الأستاذ /  جورج بشاي .. يدرس حاليًا درجة الدكتوراة في الفلسفة (.Ph.D) في العهد الجديد من كليّة موور للاهوت، بأستراليا. كما عمل في السابق كمدرس لمواد اللاهوت الكتابي والعهد الجديد في كلية اللاهوت الأسقفية بمصر.
[ تميز تعليم الرب يسوع باستخدامه العديد من الأمثال والقصص التي تعد وسيلة تعليمية فعالة. فقصص الأمثال قريبة جدًا من حياة المستمعين اليومية. كما أن اللغة التصويرية للأمثال قادرة على تجسيد المعاني الروحية بشكل يَعلَق بالذهن أكثر من الحقائق المجرّدة.
ولهذه الفوائد التي لا يمكن إنكارها للتعليم بالأمثال يعتقد البعض أن ما نقرأه عن الرب يسوع: “وَبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ” (مرقس٣٤:٤أ) كان هو السمة الغالبة لتعليمه للجميع وفي أغلب أو كل أوقات خدمته.
على أن المثير للانتباه حقًا، هو الجزء الثاني من نفس الآية والذي يضفي خصوصية لاستخدام الأمثال: “وَأَمَّا عَلَى ٱنـْفِرَادٍ فَكَانَ يُفَسِّرُ لِتَلاَمِيذِهِ كُلَّ شيء.” (مرقس٣٤:٤ب).
الانتباه للجزء الثاني من الآية يوضح كيف أنفرد التلاميذ فقط بامتياز تفسير الرب يسوع لمضامين الأمثال لهم على انفراد، بينما ظلت الأمثال ألغازًا مغلقة بالنسية للآخرين. للإيضاح، نقدم النقاط التالية بخصوص استخدام الرب يسوع للأمثال في تعليمه.
متى بدأ الرب يسوع في استخدام الأمثال؟
لم يكن تعليم الرب يسوع لشعب إسرائيل دائمًا من خلال أمثال. تحديدًا، لم يستخدم الرب يسوع الأمثال في الجزء الأول من خدمته. بل أن الموعظة على الجبل في متى ٥-٧ التي شكلت دستور حياة التلمذة لم تحتو على أمثال بالمعنى المتعارف عليه في متى ١٣. لكن توقيت استخدام الأمثال، ولاسيما في إنجيلي مرقس ومتى، يشكل نقطة تحول محورية يجب الانتباه إليها.
ولأول مرة نقرأ عن تعليم يسوع “كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيراً بِأَمْثَالٍ” (مرقس 4: 2؛ أيضاً متى 13: 3). وتحيَّر التلاميذ من تغير أسلوب المسيح في التعليم، فشرح لهم المسيح سبب إستخدامه للأمثال في التعليم: “لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَأَمَّا لِأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ…مِنْ أَجْلِ هَذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ” (متى 13: 11، 13).
باختصار بدأ المسيح يحجب الحقائق الروحية لمن احتقرها ورفضها من خلال أمثال يستحيل فهمها إلا لمن يهتم ويأتي إليه طالبًا الإيضاح. وهم في سياق الإنجيل تلاميذه المؤمنين.
ما هو مدلول استخدام الرب يسوع للأمثال؟
انطلاقًا من النقطة السابقة، وحين سأله تلاميذه قائلين: “لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟” (متى 13: 10)، أوضح يسوع أن استخدامه للأمثال كان لتوضيح الحقائق الروحية لأولئك الذين أرادوا أن يعرفوها، وحجبها عن أولئك الرافضين غير المبالين. وهم في هذا السياق الفريسيون المجدفون على الروح القدس. أدرك يسوع المسيح أن في جيله تمت نبوة إشعياء النبي (إشعياء 6: 9-10). وكانت الأمثال لهم علامة دينونة إلهية على الجيل اليهودي الذي رفض المسيا. أما للتلاميذ فكانت مزيدًا من الاستنارة والفهم بشكل تصويري. وهي كذلك للقارئ في يومنا هذا لأنها ببساطة مصحوبة بالتفسير، وهو أمر لم يتمتع به الفريسيون لعدم إيمانهم. لذلك، فإن رد الرب يسوع أوضح بما لا يدع مجال للشك في رده هذه الحقيقة:
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «لأَنـَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا لأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ. ‎فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَـٱلَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ. مِنْ أَجْلِ هَذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ، لأَنـَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. ‎فَقَدْ تَمَّتْ فِيهِمْ نـُبُوَّةُ إِشَعْيَاءَ ٱلقَائِلَة: تَسْمَعُونَ سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُونَ، وَمُبْصِرِينَ تـُبْصِرُونَ وَلاَ تَنْظُرُونَ. ‎لأَنَّ قَلْبَ هَذَا ٱلشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ. ‎وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنـَّهَا تـُبْصِرُ، وَلآذَانِكُمْ لأَنـَّهَا تَسْمَعُ. (متى ١١:١٣-١٦)
نعم، من له الإيمان بالرب يسوع كالمسيا (التلاميذ) سيعطى ويزاد فهمًا وإدراكًا لحقائق الملكوت. وأما من ليس له هذا الإيمان (الفريسيون) فالذي عنده من استيعاب لرسالة المسيح وتعليمه سيؤخذ منه لأنه سيسمع أمثال تكون له بمثابة ألغاز
هذا هو تأثير الأمثال المزدوج في سياق البشائر، ولهذا علمهم بأمثال!]
لمزيد من المعلومات عن أنقر على  تفسير الأمثال
 
  *** (2) وَقَالَ لَهُمْ فِي تَعْلِيمِهِ:
المعلم "رابي" يهودي/ المسيح معلم
كانت الشريعة تسيطر سيطرة تامة على الحياة الدينيّة في العالم اليهودي الذي بعد المنفى (587 ق.م.). لهذا نفهم أن الذي اوكلوا عليها كانوا موضوع اكرام عظيم. فسمّوهم "رابي" أي "سيدي" . وتضمّن هذا الاسمُ الوظيفةَ التعليمية. ففي ( يو 1: 38) نقرأ نداء التلميذين إلى يسوع(مر ١٢: ٣٨،) 38 وقال (المسيح) لهم في تعليمه: «تحرزوا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة والتحيات في الاسواق 39 والمجالس الاولى في المجامع والمتكات الاولى في الولائم. 40 الذين ياكلون بيوت الارامل ولعلة يطيلون الصلوات. هؤلاء ياخذون دينونة اعظم».
"فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم أين تمكث." يوحنا 1:38
رابي أو ربي= لقب يطلق على أعظم علماء اليهود ومعلميهم. وكان هذا اللقب يحمل اسمي عبارات التقدير والاحترام بين اليهود في مخاطبتهم معلمًا دينيًا. ويوحنا يترجمها بكلمة "معلم" (يوحنا 1:38).
يسوع المسيح كان يعلم في طريقة مالوفة عند كتاب اليهود او علمائهم. فغالبا ما كان الرسل يجتمعون حوله كذلك الجموع التي كانت تتبعه، لهذا السبب دعي بالمعلم (مرقس 5,9). فهو معلم يتكلم في الجماعة (مرقس 1,4)، مثلما كان يعمل معلموا اليهود.
المعلم اليهودي ينال اعجاب وانتباه الاخرين والاحترام من قبل طلابه. و كان يستثنى من التعليم الذين كانوا يمارسون مهنة غير شرعية (غير طاهرة حسب التعليم اليهودي). كان الطالب يختار معلمه ويبرك عند قدميه وهو يسمعه كما كان يفعل رابي شاول الذي عرف ببولس الرسول تلميذ الحاخام غامالائيل «أنا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية، ولكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الأبوي. (اعمال الرسل 3,22)

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
 لقد كان استخدام الرب للأمثال له هدف مضاعف. لقد أوضح عدة حقائق عميقة وهامة بهذا الشكل لكي يختبر صدق واهتمام سامعيه. فإن كانوا فعلاً مهتمين سيسعون ليحصلوا على معنى القصة، وهكذا يصبحون باحثين جديين عن الحقيقة. وإن كانوا لا مبالين فإنهم سوف لن يُبدوا المزيد من الانتباه، وهكذا سيستمرون في حياتهم اللا مبالية المهملة، مقسّين قلوبهم ضد الحق (متى 13: 11- 15؛ لوقا 8: 10). ولكن عندما تقلق أو تتحرك ضمائر مستمعيه فإنها ستجد أن هذه الأمثلة التوضيحية الحيوية قد ثبَّتَت في أذهانهم الحقائقَ العظيمة التي كان يسوع يعلّمها، تاركةً انطباعاً يتعذّر محوه عليهم (متى 13: 16، 17). لقد كان ربنا أمير الكارزين والوعّاظ، ونعلم أنه "بِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ" (متى 13: 34). إن الفكر البشري مركب بطريقة تجعله يتلقى التعليم بيسر أكثر إذا كان من خلال أمثلة توضيحية ملائمة أكثر منها من مجرد بسط للفرضيات والجدليات والتعاريف. لقد أحسن سبيرجن القول بأن "العظة هي البيت؛ والأمثلة التوضيحية هي النوافذ التي تجعل النور يدخل". أولئك الذين يعتمدون كلياً على الحقيقة المجردة أو النظرية لكي يصلوا إلى قلوب مستمعيهم ويحركوا ضمائرهم هم على الأرجح سيخفقون في تحقيق رغباتهم الجدية أكثر من أولئك الذين يجعلون أحاديثهم وخطبهم تشرق أو تسطع من خلال استخدامهم لحوادث ملائمة منيرة تنزع إلى إيضاح العقائد التي يحاولون إيضاحها أو إرسائها. وفي هذا السياق، كما في كل مكان آخر، نرى أن يسوع المسيح هو المثال الأعظم لنا؛ وأتباعه الأوائل، الذين دُوِّنَت أقوالهم ورسائلهم في العهد الجديد استخدموا نفس الطريقة.
إن أمثال الرب يسوع المسيح كانت لافتة بسبب دقتها وأمانتها إلى الطبيعة والواقع والحياة البشرية. لقد استمد أمثلته التوضيحية من تلك الأشياء التي كان مستمعوه على أُلفة بها بشكل كامل، وبهذا أمكنهم أن يتبعوه بكل طيب خاطر، والحوادث المروية ستتثبت وترسخ في أذهانهم مع العبر التي يوضحها طالما أن هناك رغبة حقيقية في معرفة ذلك الحق الذي يحرر (يوحنا 8: 32).
"
كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيراً بِأَمْثَالٍ".
هذه الأمثال كانت صورة توضيحية مستمدة من الأشياء التي كان يألفها المستمعون بشكل كامل، وقد استخدمها لكي يستطيعوا أن يتبعوه بيسر وعن طيب نفس إن استمالهم إليه على هذا النحو.
تفسير (مرقس 4: 3)  3 اسمعوا.هوذا الزارع قد خرج ليزرع.
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) ٱسْمَعُوا.
. هذا أمر مضارع مبني للمعلوم.  من المعروف أن الأمثال كانت تُعطى شفاهية  المعلمون من  اليهود الرابيون كانت طريقة تعليمهم هو عرض الموضوع ثم يوضحونه ثم يلخصونه والمسيح يتبع نفس الطريقة William L. Blevins' Birth of a New Testament, pp. 1-13
يجذب المسيح إهتمام الجموع بكلمة إسمعوا  وهذه الكلمة بمثابة أمر أى إفتحوا قلوبكم لتقبلوا الروح أو ليكن لكم الآن اذن روحية لتمييز قوة الروح فى الكلام لتقبلوا السر وهذه الكلمة "إسمعوا" فيه سر مفتاح المثل بما يعنى "يسمع لكى يفعل "
المثل بجملته يتعلق اساسا بالسامع "مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ." (مت 11: 15)  (مز 11 : 15 )…  .وقد ركز على الأذن الروحية التى تتقبل "سر" للحياة من خلال السامع وقد قالها بصراحة (رؤ 2: 7) ن له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فساعطيه ان ياكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله». والمسيح الكلمة هو بذور شجرة الحياة التى تتلقاها الأرض فى جوفها الذى يعيد سفر الرؤيا بإعطاؤها سرها الإلهى : "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ»." (رؤ 3: 6).
من المهم أن يفهم القارئ للإنجيل الصلة بين العهدين الجديد والقديم أن كلمة "إسمع" هى صيغة يهوه فى العهد القديم وفى موقف آخر أوضح ضرورة السمع بتأكيد (مر 7: 14) 14 ثم دعا كل الجمع وقال لهم: «اسمعوا مني كلكم وافهموا. " ولكن يقولها المسيح هنا لأنه يقصد أن يتكلم عن سر ملكوت الرب فالسمع والعمل مطلوبان بشدة لأنه أخفى السر عمدا داخل المثل وهذا هو واقع الإنجيل لأن (عب 4: 12) "لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته."
السمع / "الشمع" س الصلاة العبرية، Shema (تث 6: 4) هو قلب التوراه وروحها وهى بداية الفرائض والأحكام التى أملاها الرب على شعب إسرائيل (تث 4: 1)  1 فالان يا اسرائيل اسمع الفرائض والاحكام التي انا اعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الارض التي الرب اله ابائكم يعطيكم. "
وكذلك "الشمع" الكبرى التى يتلوها الشعب الإسرائيلى ثلاث مرات يوميا سواء فى الهيكل أو المجمع (تث 6: 4 و 5)   4 اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد. 5 فتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك. "
وأشعياء يعود ويذكر بها شعب إسرائيل لفتح الذن والقلب بالمودة لتمثر كلمة الرب فى قلوبهم (إش 55: 3 و 10- 11)  3 اميلوا اذانكم وهلموا الي.اسمعوا فتحيا انفسكم واقطع لكم عهدا ابديا مراحم داود الصادقة. 10 لانه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان الى هناك بل يرويان الارض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعا للزارع وخبزا للاكل 11 هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي.لا ترجع الي فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما ارسلتها له. "
ومعنى القول الإلهى " إسمع يا إسرايل " أو قول المسيح " إسمعوا" هى دعوة اليهود للإستعداد للأخذ (مت 25: 29) أى الإستعداد للسمع بقلب مستعد لقبول التعليم وتنفيذ وصاياة فمن يلوم الرب بعد هذا العمل فى الكرازة والتبشير بنثر بذور الكلمة على أرض الناس أن البعض يأخذ ويزداد والآخر لا يأخذ وينقص ؟
ولا يزال الشماس فى قداس صلوات الكنيسة القبطية يقول بصوت عالى للشعب قبل قراءة الإنجيل يقول : " إسمعوا" أو أصغوا بخوف الرب لسماع الإنجيل المقدس ثم يبدأ الكاهن القراءة!!! وبسماع القراءة تلتقط الأذن المفتوحة الكلمة المرسلة الحاملة لسر الحياة . .. وهذه الكلمة جعلتها الكنيسة القبطية فى صميم روح الكنيسة وطقسها .
وفى إنجيل متى أعطى طوبى (مت 13: 16) 16 ولكن طوبى لعيونكم لانها تبصر ولاذانكم لانها تسمع. " الأمر الذى إشتهاه الأنبياء والأبرار فى القديم ولم ينالوه لأن الذى ينظرونه هو هو المسيا الذى ظهر وتشتهيه الجيال السابقة (مت 13: 17)17 فاني الحق اقول لكم: ان انبياء وابرارا كثيرين اشتهوا ان يروا ما انتم ترون ولم يروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا. "  وقد تمسكت الكنيسة بهذا الوعد المحقق والطوبى الممنوحة لأجيال الخلاص وتقولها الكنيسة فى أول قراءة الإنجيل   لعل تنفتح القلوب وتسمع الاذان لما يقوله الروح اللكنائ الذين هم جماعة المؤمنين  لهذا وضعت الكنيسة القبطية قول المسيح "طوبى لعينكم لأنها تبصر " فيقف الشماس وراء المذبح رافعا الصليب قائلا بأعلى سوته : " أيها افكلليروس وكل الشعب بطلبة وشكر بهدوء وسكوت إرفعوا أعينكم إلى ناحية المشرق لتنظروا المذبح وجسد ودم عماوئيل إلهنا موضوعين عليه الملائكة ورؤساء الملائكة قيام السيرافيم ذوو الستة أجنحة والشيروبيم الممتلئون أعينا يسترون وجوههم من بهاء عظمة مجده غير المنظور ولا منطوق به" وهكذا بالسمع لكلمة الإنجيل والنظر لصاحب الإنجيل
 ملكوت الرب استعلن للأطفال وهم تلاميذة والمؤمنين به (مت 18: 3) "وقال: «الحق أقول لكم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات." ويخبرنا إنجيل لوقا عن المسيح أنه يتهلل بالروح  (لو 10: 21- 24) 21 وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال: «احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت (اسرار ملكوت السموات) هذه عن الحكماء (الكتبة) والفهماء (والفريسيين) واعلنتها للاطفال (التلاميذ). نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك». 22 والتفت الى تلاميذه وقال: «كل شيء قد دفع الي من ابي. وليس احد يعرف من هو الابن الا الاب ولا من هو الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له». 23 والتفت الى تلاميذه على انفراد وقال: «طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه 24 لاني اقول لكم: ان انبياء كثيرين وملوكا ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون ولم ينظروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا». وكما أعلن الرب أننا أولادا له ودعانا نخاطبه بقولنا يا ابانا الذى فى السمووت أعلن المسيح أيضا أن أخوته وأمه هم من يسمعون كلامه (لو 8: 21)  21 فاجاب: «امي واخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها».
وإنجيل لوقا يشدد جدا على كلمة " السمع" التى وردت فى  بداية مثل الزارع  فى ألآيات التالية (لو 8: 8) ( لو 8: 10) 0لو 8: 12) ( لو 8: 13) (لو 8: 14 ) ( لو 8: 15) ( لو 8 : 18) (لو 8: 21)
 
  *** (2) هُوَذَا ٱلّزَارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ،
هذا وافق ما سجلة إنجيل متّى (متّى ١٣: ٣ - ٩).
ٱلّزَارِعُ : . كان وصف مثل الزاره  مشهدا مألوفا جدا  في الجليل. هذا المثل يعطي معننى كبيرا عندما يرى المرء بعينه فى كل الأرض المحيطة بقراهم فى سهل بنى عامر . هذه البذار كان الزارع يلقيها فيقع بعضها على الطرقات، وبين األعشاب الضارة، الخ. ثم كانوا يبذرون كل الحقل بيدهم. استخدم يسوع هذه الممارسة الشائعة لكي يوضح الإستقبال الروحي لأربع أنواع من التربة (الأرض) .
يبدأ الفلاح (المزارع)  فى أرض إسرائيل  الزراعة قبل موسم هطول الأمطار فى فصل الخريف وبدأ الشتاء فيحرث الأرض أول حرثة ثم يسير فوقها يبذر بذوره دون أن ينتبه إلى ما يقع منها على المدقات الضيقة (الطريق) أو الذى يقع على بعض الأحجار او بينها ولكن هدفه الأرض كلها  يبذر بذاره ثم يعود يحرثها حرثة سطحية ليغطى البذار بإنتظار ماء المطر 
ومن هو الزارع الذى خرج ليزرع إلا المسيح فهو يقول (يو 16: 28) 28 خرجت من عند الاب، وقد اتيت الى العالم، وايضا اترك العالم واذهب الى الاب». " حاملا بذار الملكوت (يو 12: 49)  49 لاني لم اتكلم من نفسي، لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية: ماذا اقول وبماذا اتكلم. " فالمسيح الذى بدأ بذراعة الكلمة هو الزارع الأول ومب بعده تلاميذه والمؤمنين به

هذا المثل الذى عنوانة "خرح الزارع ليزرع" هو مفتاح تفسير الكرازة وبداية تبشير المسيح الذى خرج ليعلم خاصته   وبهذا المفتاخ اى بهذا المثل يمكن فتح وفهم باقى الأمثال لأنه حامل لكل المعانى التى تصل إلى ملكوت الرب فى الأرض
والكنيسة القبطية قدمت مثل الزارع فى قراءاتها الليتورجية فى الأحد الأول والثانى على التوالى من شهر هاتور وهما آخر حدين قبل صوم الميلاد كإستعداد إستقبال ميلاد "الكلمة" اللوغس هو إبن الرب إذ يذكر إنجيل لوقا إن (لو 8: 11) "الزرع هو كلمة الله" الذى زرع زرعا سماويا فى تربة الإنسان  المختلفة السيئة والصالحة  فلا يغيب عن ذهن الفلاح القبطى أن شهر هاتور الذى يذكر فيه مثل الزارع هو شهر زراعة القمح حيث المثل الشعبة يقول : " هاتور ابو الذهب المنثور " الذى هو كلمة المسيح الذهب المزروع هو بدء تقابل الأرض مع بذور الكلمة اللوغس أى ألإنجيل 
كما أخذت الكنيسة القبطية مثل الزارع وأوصلته بالأقوال الأخرى المشابهة منها التى فيها سقطت الحبة وماتت فى الأرض (يو 12: 24) 24 الحق الحق اقول لكم: ان لم تقع حبة الحنطة في الارض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن ان ماتت تاتي بثمر كثير. " ثم قامت وإستقامت حية بجسم وصورة أخرى كقول بولس الرسول فى (1 كو 15: 36- 38) 36 ياغبي! الذي تزرعه لا يحيا ان لم يمت. 37 والذي تزرعه، لست تزرع الجسم الذي سوف يصير، بل حبة مجردة، ربما من حنطة او احد البواقي. 38 ولكن الله يعطيها جسما كما اراد. ولكل واحد من البزور جسمه. " لتعطى معنى القيامة من الأموات
وموسم الزرع هو موسم التعب لأنه بعد الزرع يبدأ الرعاية حيث هناك أملا الرجاء بحثول على محصول جيد (مز 126: 5 و 6) 5 الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج. 6 الذاهب ذهابا بالبكاء حاملا مبذر الزرع (الإنجيل) مجيئا يجيء بالترنم (إلى الملكوت) حاملا حزمه (إش 51: 11)  11 ومفديو الرب يرجعون وياتون الى صهيون (السماوية) بالترنم وعلى رؤوسهم فرح ابدي.ابتهاج وفرح يدركانهم.يهرب الحزن والتنهد.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

 "ﭐسْمَعُوا. هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ". من المحتمل أن الجمهور كان بمقدورهم أن يروا شخصاً مثل هذا الزارع الذي يتحدث عنه يسوع على مقربة منهم أو ربما كانوا يرونه في تلك اللحظة أمام أعينهم. إن الزارع يرسم صورة المسيح نفسه في المقام الأول، رغم أن التطبيق يصح على كل كارز بالكلمة.      

تفسير (مرقس 4: 4)  4 وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجاءت طيور السماء واكلته.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى ٱلطَّرِيقِ، فَجَاءَتْ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ.
عَلَى ٱلطَّرِيقِ : أرض مدوسة من الناس حيث يعبرون عليها منتقلين من مكان لآخر  هذه تشير إلى وقع أقدام العامة عبر الحقول المتجمعة في القرى. عندما كانت هذه الحقول تُحرث كانت تختفي الممرات ولكنها سرعان ما كانت تعود للظهور مع استخدامها من جديد.
خرج الزارع الذى يزرع فألقى بذور الكلمة فى الأرض الذى تمثل قلوب الناس الكلمة هو سر "ملكوت  الله داخلكم" (لو 17: 21)  أصبحت فى الداخل أى قبلتها الأرض وهنا الأرض هى الطريق
 ولا يوجد طرق بالمعنى الصحيح فى وسط الحقول ولكن مجرد مدقات كثيرة ومدكوكة بين الحقل والآخر من كثرة  السير عليها وأصبحت صلبه ليس فيها تربة صالحة للزراعة

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ فَجَاءَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ".
 لا حاجة لأن نُثَبَّط أو نُخيَّب إذا ما كان الكثير من البذار يبدو ضائعاً، إذ حتى عندما كان أعظم الزارعين هنا، كان هناك عديدون لم ينتبهوا إلى كلمات النعمة التي تلفظت بها شفاهه المقدسة. لقد كانت قلوبهم قاسية كلياً وفاقدة الإحساس مثلها مثل قارعة الدروب المطروقة بكثرة.
تفسير (مرقس 4: 5)  5 وسقط اخر على مكان محجر حيث لم تكن له تربة كثيرة.فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى مَكَانٍ مُحْجِرٍ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ.
تكثر  الحجارة فى أرض إسرائيل فالتربة فى أى مكان لا تخلوا من الحجارة وعلى الفلاح أن ينقب الأرض يستخرج الحجارة منها وينظف التربة ولكن هناك بقع يصعب عليه إقتلاع الحجارة ورميها بعيدا  هذه الأرض كانت تشير إلى بنية صخرية، تحت بضعة بوصات من التراب، وليس إلى حجارة متقلقلة في الحقل. ضحالة التربة واضحة للناظر
بالمقارنة بما ذكرة إنجيل متى أن إنجيل مرقس ذكر طلوع الشوك وخنقه الزرع كما ذكر متّى زاد قوله (مر 4: 7) «فَلَمْ يُعْطِ ثَمَراً» (كولوسي ١: ٦) 6 الذي قد حضر اليكم كما في كل العالم ايضا، وهو مثمر كما فيكم ايضا منذ يوم سمعتم وعرفتم نعمة الله بالحقيقة." (يوحنا ١٥: ٥ ) 5 انا الكرمة وانتم الاغصان. الذي يثبت في وانا فيه هذا ياتي بثمر كثير، لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا.  وقوله في الزرع الذي وقع على الأرض الجيدة «يَصْعَدُ وَيَنْمُو» (ع ٨).

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

  "وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى مَكَانٍ مُحْجِرٍ حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ".

إن التربة في هذا المثال قد تبدو مواتية في الظاهر، ولكن لم يكن لها عمق كبير في الأرض. فثمة طبقة من تربة طينية صلبة كانت هناك مما يدل على النقص أو الحاجة إلى التوبة والتمرس في الخبرة أمام الله.

تفسير (مرقس 4: 6)  6 ولكن لما اشرقت الشمس احترق.واذ لم يكن له اصل جف.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَلٰكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ ٱلشَّمْسُ ٱحْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. .
وفى بعض الأراضى الحجارة ليست ظاهرة لأنها تتغطى بطبقة خفيفة من التراب لا تكفى لنمو النبات وبالرغم من أن المسيح كان نجارا ولكنه تحدث المسيح الزارع بخبرته فى أنواع الأرض وسلوك البذور عندما إمتلأت البذور بمياة المطر فإنها تنبت حالا مثلها مثل باقى البذر المزروعة فى الأرض الجيدة ولكن عندما أشرقت شمس الإضطهاد والضيقات ذبلت لأنه لم يكن له جذر يعطيها قوة يقاوم هذه الشمس الحارقة

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

  "وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ".

حيث لا يكون هناك إيمان راسخ بالله لن يكون هناك تأثيرات دائمة تتبع أو تلي استثارة العواطف المؤقتة.

تفسير (مرقس 4: 7)  7 وسقط اخر في الشوك.فطلع الشوك وخنقه فلم يعطي ثمرا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَسَقَطَ آخَرُ فِي ٱلشَّوْكِ، فَطَلَعَ ٱلشَّوْكُ وَخَنَقَهُ فَلَمْ يُعْطِ ثَمَراً.
 
في الشوك : كانت هذه تشير إلى بقع من األرض فيها أشواك
حينما أخطأ آدم كان من ضمن لعنات الرب للأرض (تك 4: 18) " شوكا وحسكا تنبت لك" الشوك والحسك رمز للعنة وصورة غضب إلهى متجسدة فى نبات الأرض تصاحب الإنسان ما دامت توجد حياة على الأرض تذكره بتعدية على الرب وتعديه على وصيته وطموحة المجنون أن يكون كالرب عارفا الخير والشر وعندما أكل من الثمرة المحرمة فنبتت له الأرض شوكا وحسكا فإقتلاع الحشائش أسهل من إقتلاع الشوك فهو لعين يأخذ  عافية الإنسان ويأكل تعبه ويبتلع زرعه وينغرس فى لحمه ليذكره دوما بأن الخطية خاطئة جدا  (رو 7: 13)."فهل صار لي الصالح موتا؟ حاشا! بل الخطية. لكي تظهر خطية منشئة لي بالصالح موتا، لكي تصير الخطية خاطئة جدا بالوصية."
ويصعب على الزارع إقتلاع الشوك وجذورةه فيقطع الظاههر منه فوق الأرض فيتبقى جذوره التى تكون موجودة متحفزة أن تؤدى رسالتها العدائية فالحبة التى تسقط وسط الشوك فينموا الشوك بقدر ما ينموا البذور فيضرب بجذوره حولها لأنه يسرق نصيبها من الشمس والهواء والماء والغذاء بالتربة  فإنا أن تموت أو تخرج صفراء عليلة لا تعطى محصولا

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
 "وَسَقَطَ آخَرُ فِي الشَّوْكِ .... فَلَمْ يُعْطِ ثَمَراً". على المزارع الحريص أن يتبع النصيحة التي تقول: "احْرُثُوا لأَنْفُسِكُمْ حَرْثاً وَلاَ تَزْرَعُوا فِي الأَشْوَاكِ" (إرميا 4: 3؛ هوشع 10: 12). هذا يتحقق على أفضل وجه في التعامل مع نفوس الأفراد. عند مخاطبة الناس في الجماعة بالضرورة سيكون هناك كثيرون منشغلين جداً بالقضايا الدنيوية ولذلك لن تجد البذرة الجيدة مكاناً ولو صغيراً لتستقر فيه عندهم.
تفسير (مرقس 4: 8)  8 وسقط اخر في الارض الجيدة.فاعطى ثمرا يصعد وينمو.فاتى واحد بثلاثين واخر بستين واخر بمئة.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) وَسَقَطَ آخَرُ فِي ٱلأَرْضِ ٱلْجَيِّدَةِ،
الإرادة الصالحة وإستعداد القلب لفعلها اسماها الرب فى (لو 8: 15) " قلب جيد صالح" هى عماد الذى يسمع ويفعل ما يقوله الروح للكنائس الذين هم جماعة المؤمنين
  *** (2) فَأَعْطَى ثَمَراً يَصْعَدُ وَيَنْمُو".
إن الأرض الجيدة تدل على القلوب التي أعدها الله لتتلقى بذرة الإنجيل، رغم أن النفوس لم تكن جميعاً لتثمر على نفس النحو. الكثير يعتمد على كلٍّ من عُمق عمل الروح في الإقناع وزرع الإيمان قبل الاهتداء والزمن الذي تستغرقه حراثة النفس فيما بعد.

  
*** (3) فَأَعْطَى ثَمَراً يَصْعَدُ وَيَنْمُو، فَأَتَى وَاحِدٌ بِثَلاَثِينَ وَآخَرُ بِسِتِّينَ وَآخَرُ بِمِئَةٍ.
أنواع مختلفة من الأراضى التربة فيها قوية تحتوى على عناصر ومعادن جيدة للنبات  كانت تنتج محصولا يختلف فى إنتاجيته من الثمار تبعا لقوة الأرض هكذا يختلف التلاميذ عن بعضهم البعض فى التبشير والكرازة تبعا لعوامل تكوينهم والنعمة المعطاة لهم . هناك عدة تغايرات ِفي المخطوطات تتعلق بحرف الجر en.  ولكن التنوع في تغايرات المخطوطات اليونانية لا يبدل فعليا  معنى النص. على الأرجح أن الثلاثة يجب أن تكون en، والتي ستتماشى مع التأثير الأرامي
 
تفسير (مرقس 4: 9)   9 ثم قال لهم من له اذنان للسمع فليسمع

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!»
هذا مصطلح سامي. إنه يظهر الحاجة إلى تفكير متأن وتطبيق ضخصى بمعنى "السمع الذى يقود للعمل" (مت 11: 15) ( مت 13: 9 و 43) (لو 8: 8) ( لو 14: 35) ( رؤ 2: 7 و 11 و 17 و 29) (رؤ 3: 6 و 13) ( رؤ 13: 9)  على األرجح أن هذه تعكس الصالة العبرية، Shema (تث 6: 4)  والتي كانت تعني "يسمع لكي يفعل". الإصغاء يجب أن ينتج عنه فعل (يع 2: 14- 26)
الأذن الروحية هى التى تسمع وتلتقط الإشارات الروحية الصادرة من كلمات الرب ولا تكتفى بالإنفعال اللحظى والفرح والتهليل فقط بل تمتد بالعمل وحينما يسأل المسيح من له أذنان للسمع فايسمع؟ نجيبه قائلين مثل صموئيل النبى قائلين تكلم يارب فإن عبدك سامع  (1 صم 3: 9). "فقال عالي لصموئيل: «اذهب اضطجع، ويكون إذا دعاك تقول: تكلم يا رب لأن عبدك سامع». فذهب صموئيل واضطجع في مكانه."  وكما قالت العذراء للملاك  (لو 1: 38). "فقالت مريم: «هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك». فمضى من عندها الملاك."

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
  "«مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!»".
وهكذا بهذه الطريقة الجليلة
، يسترعي الرب انتباهنا. من السهل أن نصغي فقط بآذاننا الظاهرة الخارجية وهكذا نخفق في أن إيصال الرسالة إلى القلب. بالنسبة لأولئك الذين لديهم آذان للسمع ويرغبون أن يفهموا مثال يسوع بيسر وسهولة أعطى الرب نفسه شرحاً كاملاً لما قاله.
تفسير (مرقس 4: 10)  10 ولما كان وحده ساله الذين حوله مع الاثني عشر عن المثل.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
إظهار الحق للبعض وإخفاؤه على البعض (مر 4: 10- 12)
 
 *** وَلَمَّا كَانَ وَحْدَهُ سَأَلَهُ ٱلَّذِينَ حَوْلَهُ مَعَ ٱلاثْنَيْ عَشَرَ عَنِ ٱلْمَثَلِ».
كان التلاميذ يناقشون المسيح ليس بمعنى التحدى ولكن كان بغرض الإستفهام والتعلم ( متّى ١٣: ١٠ ) 10 فتقدم التلاميذ وقالوا له: «لماذا تكلمهم بامثال؟» ( لوقا ٨: ٩ الخ
وَحْدَهُ : أي منفرداً مع تلاميذه بعد انصراف الجموع.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
على الأرجح أكثر أن ذلك كان في المساء الهادئ بعد انتهاء نشاطات النهار، حيث أن التلاميذ وبعضاً من الآخرين الذين كانوا يتفكرون في قلوبهم بقصة الزارع جاؤوا إلى يسوع على انفراد وسألوه أن يُعطيهم بصيصَ ضوء على معناه. فشرح لهم في الحال المثل مؤكداً لهم أن الرسالة التي كان ليعلنها لم تكن محتجبة عن أولئك الذين أُعطي لهم أن يعرفوا أسرار ملكوت الله؛ أما بالنسبة لأولئك الذين كانوا راضين وقانعين بأن يبقوا في جهل فهو سيعلّمهم بالأمثال دونما شرح لمعناها لعلهم بذلك يمضون في الطريق الذي اختاروه بأنفسهم من العمى واللامبالاة بالحقائق الروحية. فإن لم تكن لديهم رغبة بالتعليم سوف يُتركون في جهلهم. كانت هذه هي دينونة الله العادلة على أولئك الذين يرفضون أن يتحولوا إليه ويجدون بذلك غفراناً لخطاياهم.
تفسير (مرقس 4: 11)  11 فقال لهم قد اعطي لكم ان تعرفوا سر ملكوت الله.واما الذين هم من خارج فبالامثال يكون لهم كل شيء.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ
قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ : هذا تام مبني للمجهول إشاري. نحن وكالء مسؤولون عن الحقائق الروحية التي لدينا.(لو 12: 48) " من يعطى كثيرا يطلب منه كثيرا"  بالمقارنة بـ (مت 13: 12)  فان من له سيعطى ويزاد واما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه.
هذا التعليم الخاص الإنفرادي، والذي يبدو أنه عادة مألوفة، قد يفسر الفروقات بين الأناجيل الآزائية (متى ومرقس ولوقا) وإنجيل يوحنا. يسوع يتكلم بشكل مختلف في  إنجيل يوحنا من الممكن أن تكون التعاليم المجازية، الشائعة جدا في الأناجيل الأزائية، قد قُدمت أمام الجموع وأن الأسلوب المختلف كليا يوحنا. "عبارة أنا" كانت قد قيلت في جلسات خاصة مع التلاميذ وهذا ما يد ونه إنجيل يوحنا.
ربما كان الحال أن المسألة كلها من التعليم الخصوصي للأثني عشر ربما ساهم في الكنيسة الأولى كطريقة لتثبيت وتعزيز السلطة الرسولية. فهم، وهم وحدهم، كانوا يعرفون التفسير "الصحيح" لكلمات وأقوال يسوع. كل الإعلان يأتي من خلال هؤالء التلاميذ المختارين والملهمين.
ووردت هذه الاية فى إنجيل متى (مت 13: 11)  11 فاجاب: «لانه قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السماوات واما لاولئك فلم يعط. 12 فان من له سيعطى ويزاد واما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه. 13 من اجل هذا اكلمهم بامثال لانهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون. 14 فقد تمت فيهم نبوة اشعياء: تسمعون سمعا ولا تفهمون ومبصرين تبصرون ولا تنظرون. "
انظر شرح إنجيل متّى (متّى ١٣: ١٠ - ١٧)
فى إنجيل متى وإنجيل لوقا يجمع المسيح التلاميذ الأثنى عشر حوله وكذلك تلاميذة السبعين الآخرين الذي عينتهم فى مضمون هذه الآية (مر 4: 11) نجد أن الجزء الأول من المثل (مر 4: 3- 8) يكون هو المقصود من التعليم بالمثل حيث ذكرت أصناف الأراضى والمشكلات الت تعيق نمو البذور والطقس وغيرها
من ألاية (مر 4: 15) حتى الآية (مر 4: 21) هو الجزء الهاص بسر الملكوت الذى خصص للتلاميذ فقط ولكن كان المسيح يتوقع أن لا يسأله التلاميذ مفترضا أنهم قد فهموا المثل فى كل نقاطه وهو فعلا واضح لكل قلب مستعد ويحس بالملكوت الإلهى بداخله
  *** (2) أَنْ تَعْرِفُوا سِرَّ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.
 سِرَّ :  . هذه هي الكلمة اليونانية mustērion. تستخدم في العهد الجديد بمعا ن مختلفة متنوعة. في هذا السياق إنها تعلن الحقيقة التي ما كان يستوعبها الرؤساء والجموع ( أش 6: 9- 10) 9 فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعا ولا تفهموا وابصروا ابصارا ولا تعرفوا. 10 غلظ قلب هذا الشعب وثقل اذنيه واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع باذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى. "

سِرَّ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ أي الحق المكتوم إلاّ لمن أعلنه المسيح لهم وأنارهم الروح القدس. وموضوع هذا السر الخلاص بيسوع المسيح.

السر فى الأناجيل .. MYSTERY IN THE GOSPELS
أ- "السر" في الأناجيل الآزائية (متى ومرقس ولوقا)  يُستخدم لأجل التبصرات الروحية التي تم فهمها من خلال أمثال يسوع.
-1 (مر 4: 11)
-2 (مت 13: 111)
-3 (لو 8: 10)
ب- يستخدم بولس هذه الكلمة بطرق عديدة مختلفة.
-1 التقسي الجزئي عند بني إسرائيل لرفضهم السماح لليونانيين بأن يدخلوا. تدفق اليونانيين سيكون بمثابة آلية لليهود لقبول يسوع على أنه
مسيح النبوءة (رو 11: 25- 32)
 -2 عن الإنجيل وقد ُجعل معروفا للأمم ، مخبرا إياهم بأنهم جميعا مشتملون في المسيح وبالمسيح  (رو 16: 25- 27) (كول 2: 2)
-3 الأجساد الجديدة للمؤمنين في المجيء الثاني  (1كور 15: 50 57) ( 1تس 4: 13- 17) .
-4 تجميع كل الأشياء في المسيح (أف 1: 8- 11)
-5 اليونانيون واليهود كشركاء في الميراث (أف 2: 11 - 3: 13) 
-6 قوة العلاقة بين المسيح والكنيسة التي توصف في كلمات مرتبطة بالزواج  (أف 5: 22- 33)
-7 اليونانيون مشتملين ضمن شعب العهد وهم سكنى روح المسيح ليكونوا على شبه المسيح في النضج، أي لإستعادة صورة الرب المشوهة في الإنسان  (تك 1: 26- 27) ( تك 5: 11- 13) ( تك 8: 21) ( تك 9: 6) ( كول 1: 26- 28)
-8 ضد المسيح الذي في نهاية الزمان ( 2تس 1- 11)
-9 تسبيحة من الكنيسة األأولى عن سر اإلنجيل نجدها في (1تيم 3: 16)
ج- في رؤيا يوحنا، تُستخدم الكلمة حول معنى الرموز الرؤيوية عند يوحنا.
1) (رؤ 1: 20)
2) رؤ 10: 7)
3) رؤ 17: 5 و 6)
د- هذه حقائق ال يستطيع البشر اكتشافها؛ يجب أن يعلنها الرب لهم. هذه التبصرات حاسمة لأجل فهم حقيقي لمخطط الرب الأبدي في فداء كل البشر (تك 3: 15)
****
 مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. : في العھد القديم كانوا يرون أن الرب/يھوه ھو ٌ ملك إلسرائيل (انظر ١ صم ٨ :٧؛ مز 10: 16 ) ( مز 24: 7- 9) (مز 29: 10) ( مز 44: 4) ( مز   89: 18) ( مز 95: 3) (أش 43: 15) (أش 44: 4 و 6)  والمسيا كملك مثالي (انظر مز ٢ :٦ ٩؛ أش : ٦ - ٧؛ ١١ :١ - ٥ .(مع ولادة يسوع في بيت لحم (٦ - ق٤ . م.) دخل ملكوت الله إلى تاريخ البشر بقوة وفداء جديدين (عھد جديد، انظر إر 31: 31- 34) ) (حز 27- 36) 
بنى إسرائيل يرفضون ملك الرب عليهم ويطلبون ملك من البشر عليهم فى الأرض
سمي شعب بني إسرائيل مملكة كهنة (خر 19: 6) وسمي يسوع ملكًا (مز 2: 6-9) وقد كثرت النبوات المنبئة بتأسيس مملكة المسيح وامتدادها (اش ص 2 ومي ص 4 وار 23: وحز 34: 22-31 وغيرها) وأتى يوحنا ليبشر بها (مت 3: 2) وأخبر بها المسيح (مت 4: 17) وأوضح ما يختص بها وبالدخول إليها (مت 25: 34 ومر 9: 47 واع 14: 22) ودخل المسيح أورشليم بصفة ملك (لو 19: 38 قابل 1: 32) وأرسل المسيح تلاميذه ليبشروا بهذا الملكوت على أو وقت ظهوره كان معروفًا عند الآب وحده (مت 24: 36 واع 1: 7). ووضع حجر أساسه يوم الخمسين بفيضان الروح القدس ومن ثم بشر به التلاميذ (اع 8: 12 و20: 25 و28: 23) غير أنه لا يظهر تمامًا إلى أن يأتي المسيح ثانية (2 تي 4: 1 ودا 7: 13 ومت 13: 43 ولو 22: 29 و30).

  
  *** (2) وَأَمَّا ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ فَبِٱلأَمْثَالِ يَكُونُ لَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ، .
وقد قسم المسيح الذين يسمعون كلامه لقسمين أولا الذين يسمعون ولا يعملون واسماهم الذين فى الخارج أى غير المؤمنين به والرافضين له ولتعليمه والثانى : هم من يسمعون ويعملون وأسماهم الذين فى الداخل أى فى داخل حظيرة الإيمان 
 (١كورنثوس ٥: ١٢ ) 12 لانه ماذا لي ان ادين الذين من خارج؟ الستم انتم تدينون الذين من داخل؟ 13 اما الذين من خارج فالله يدينهم.  ( كولوسي ٤: ٥ ) ( ١تسالونيكي ٤: ١٢ )  5 اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج، مفتدين الوقت. (اتيموثاوس ٣: ٧) 7 ويجب ايضا ان تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج، لئلا يسقط في تعيير وفخ ابليس. "
ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ اعتاد اليهود أن يسموا الأمم بذلك وأراد به المسيح الذين ليسوا من تلاميذه وعلة كونهم من خارج إرادتهم لأن المسيح لم يمنع أحداً من الإيمان به ليكون داخل دائرة المؤمنين
. الروح القدس واالقبول الشخصي كلاهما مطلوبان لفهم الحق الروحي. أولئك الذين يرفضون الروح القدس يرتكبون ِالخطيئة التي يتكلم عنها (مرقس 3: 29)  الأمثال كان لها هدف مزدوج في إخفاء الحقيقة بغرض البحث عن الحقيقة (مت 11: 25- 27) وإعلانها بوضوح ( لو 10: 29)  والمثل الذي يليه. قلب المستمع هو المفتاح الرئيسي.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
" سر ملكوت الله "
من التعبير "سِرَّ مَلَكُوتِ اللَّهِ" يجب أن نفهم الأسرار المتعلقة بالأيام الآتية عندما سيعود الملك المرفوض إلى السماء، ولكن بما أن مبادئ مُلكه قد انتشرت في كل أصقاع الأرض فسوف يكون هناك نظام أرضي حيث سيتعرف الجميع على المسيح على أنه الملك الشرعي الحق، وسيتم الإقرار بكلمته على أنها دستور ملكوته. هذا هو عالم الاعتراف أو الإقرار الذي يدعى عامة باسم العالم المسيحي، والذي يعني، حرفياً، ملكوت المسيح. وفيه يوجد أولئك المؤمنون الحقيقيون وغير الحقيقيين، الذين يقرون بالخضوع لسلطته، سواء أكانوا مولدين حقاً من الله أم لا.
تفسير (مرقس 4: 12)  12 لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) لِكَيْ يُبْصِرُوا مُبْصِرِينَ وَلاَ يَنْظُرُوا، وَيَسْمَعُوا سَامِعِينَ وَلاَ يَفْهَمُوا،
 هذه ألاية مقتبسة  من الترجوم الأرامي من(أش 6: 9)  الموازاة عند متى هي من الإقتباسات السبعينية التي في كل من ( أش 6: 9 و.10 ) كرازة أشعياء كان قد رفضها بنو اسرائيل القساة القلوب الذين كان يخاطبهم في القرن الثامن قبل الميلاد. المستمعون إلى يسوع في القرن الأول الميلادي رفضوا تعليمه على نفس المنوال. الأفعال الشرطية تسيطر على هذا الإقتباس، ما يظهر الإحتمالية الإرادية الإختيارية من جهة المستمعين. رغم أن إنجيل مرقس مكتوب لأمميين، وعلى الأرجح للرومان، إلا أنه غالبا ما كان يلمح إلى نصوص من العهد القديم (مر 1: 2- 3) ( مر 2: 25- 26) ( مر 4: 12) ( مر 10: 6- 8) ( مر 12: 26 و 29- 31 و 36)
لم يقصد المسيح بقول الأمثال أن يحجز الإيمان عن من هم فى الخارج أى خارج دائرة التلاميذ ولكنه يسرد الأمثال بصورة يمكن فهمها بقلب مستعد وسماعها بأذن روحية فمثل الزارع يوضح بجلاء أن البذور التى هى الكلمة الحية تلقى على جميع الأراضى الصالحة والطالحة بدون تفرقة ألقيت على التلاميذ وغيرهم   من الشعب اليهودى التلاميذ قبلوا المسيح
وسألوا المسيح عما لم يفهموه من مثل الزارع أما الآخرين فقد حجبوا المسيح عن أنفسهم بإرادتهم وطبيعى إنحجب عنهم نور المسيح وبالتالى سر معرفته الذى هو سر الملكوت أى سر مملكته وكمحصلة مباشرة لرفضهم المسيح حسب القانون ... الذى لا  يسير فى النور يبقى فى الظلمة ... أى يصير أعمى  ... وهذا العمى ليس عقابا من المسيح ولكنه حدث نتيجة رفضهم النور .. رفضوا النور لكى يمارسوا خطاياهم وتمسكوا بها رفضوا غفران الخطايا الذى قدمه المسيح بدمه الذى سفك على الصليب  رفضوه ويرفضوه بإختيارهم المسيح واقف على أبوابهم سنتظر أن يفتحوا له ليعطيهم إكسير الحياة ويقدم لهم الخلاص ولكنهم يسمعون طرقة على البابا ويرفضون فتح باب قلوبهم يسكنون فى ظلام دامس ويرفضون فتح الباب حيث النور فى الخارج

لِكَيْ يُبْصِرُوا مُبْصِرِينَ الخ هذا من نبوءة إشعياء (إشعياء ٦: ٩ و١٠) وتم هذا بعض التمام في يهود عصر النبي الذين أغلقوا قلوبهم عن قبول كلامه وتم كل التمام في يهود عصر المسيح. وأورد المسيح هذه النبوة بياناً لعلة مخاطبته أولئك الناس بأمثال وهي أمران إظهار الحق وإخفاؤه، فالإظهار لمحبي الحق والمستفيدين منه والإخفاء على مبغضي الحق ورافضيه. وأعلن بذلك شريعة ملكوته وهي أن إثابة الإصغاء إلى الحق وقبوله وطاعته هي زيادة الإنارة والمعرفة الفضلى والإدراك الافضل والإعلان الأكمل. وأن عقاب إغماض العيون عن الحق ومقاومته هو إزالة النور ومنع الفرص وترك الناس في الظلمة التي اختاروها والسماح بأن تزداد قلوبهم قساوة إلى أن يدركهم الهلاك. وهذا العقاب يأتي بعضه طبعاً وبعضه من قضاء الله لقساوة تلك القلوب.
  
*** (2)  لِئَلاَّ يَرْجِعُوا فَتُغْفَرَ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ
كانت هذه هي كلمة من العهد القديم ( 996 BDB ,shub )التي تعني التوبة
(إشعياء ٦: ٩ )9 فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعا ولا تفهموا وابصروا ابصارا ولا تعرفوا.   ( متّى ١٣: ١٤ ) 14 فقد تمت فيهم نبوة اشعياء: تسمعون سمعا ولا تفهمون ومبصرين تبصرون ولا تنظرون (لوقا ٨: ١٠ ) 10 فقال: «لكم قد اعطي ان تعرفوا اسرار ملكوت الله واما للباقين فبامثال حتى انهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يفهمون.  (يوحنا ١٢: ٤٠ ) 40 «قد اعمى عيونهم، واغلظ قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم، ويشعروا بقلوبهم، ويرجعوا فاشفيهم». ( أعمال ٢٨: ٢٦ )26 قائلا: اذهب الى هذا الشعب وقل: ستسمعون سمعا ولا تفهمون، وستنظرون نظرا ولا تبصرون.  ( رومية ١١: ٨)8 كما هو مكتوب: «اعطاهم الله روح سبات، وعيونا حتى لا يبصروا، واذانا حتى لا يسمعوا الى هذا اليوم» 

تفسير (مرقس 4: 13)  13 ثم قال لهم اما تعلمون هذا المثل.فكيف تعرفون جميع الامثال.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
شرح مثل الزارع ( مر 13- 20)
   *** ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَمَا تَعْلَمُونَ هٰذَا ٱلْمَثَلَ؟ فَكَيْفَ تَعْرِفُونَ جَمِيعَ ٱلأَمْثَالِ؟
هذا القول ينفرد به مرقس، ولكن يظهر أن يسوع كان يتوقع من التلاميذ أن يفهموا.
عائلته لم تفهم، والجموع لم يفهموا، ورؤساء الدين لم يفهموا، وحتى التلاميذ، بدون انتباه خاص وتفسير، لم يفهموا. (متّى 13: 18) )18 «فاسمعوا انتم مثل الزارع:
هذا المثل هو نموذج للآخرين. ها هنا عدة مبادئ أساسية لتفسير الأمثال:
-1 البحث رؤوس فقرات للسياق التاريخي والأدبي
-2 ثم تحديد الحقيقة المركزية
-3  الأمثال بسيطة فى مضمونها فلا تح مل التفاصيل أكثر مما تحمل
-4 تحقق من التوازيات الإنجيلية
 -5 البحث فى المثل عن النعطاف غير المتوقع والقول المدهش ثقافيا والذي سيكون دعوة إلى التصرف استناداإلى أخلاق الملكوت الجديدة.
مثل الزارع هو الطريق لفهم باقى الأمثال وهذا يعنى أن بعض الإلمام الروحى يمن فهم هذا المثل الذى يقود لفهم باقى أمثال المسيح فلا يجب أن نرتبك بشرح دقائق المثل كبقية غير الفاهمين للروح وألا يتوه عن السر فسر الملكوت فى مثل الزارع ليس فى شرحة أوضاع سقوط البذور بل سر الملكوت فيه هو فى جملة واحدة : "إنفتاح السمع لقبول السر "  وهذا ما قصدة المسيح فى مثل الزارع فلتفتح الشعوب أذنها لسماع الروح فى الإنجيل
راجع بيان ذلك في شرح إنجيل متّى (متّى ١٣: ١٨ - ٢٣).
نستفيد من هذا المثل أن مقدار الخصب كان متوقعاً على كيفية التربة لأن الزرع كان جيداً في الكل والزارع أميناً في عمله وكانت الشمس تشرق على الكل والمطر يقع كذلك. كذلك تأثير الإنجيل يتوقف على استعداد القلوب إلى قبوله. فالأرض الجيدة هي القلب الذي يقبل الحق ويحبه ويطيعه وكل إنسان مطالب بتأثير الإنجيل في نفسه. وطرق سمع الحق بلا فائدة كثيرة ذُكر ثلاث منها هنا. وأما سمع الحق للنفع فله طريق واحدة وهو أن تأتي بثمرّ للتوبة والإيمان والتواضع والقداسة والمحبة.
تفسير (مرقس 4: 14)  14 الزارع يزرع الكلمة.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** اَلّزَارِعُ يَزْرَعُ ٱلْكَلِمَةَ.
 البذار تشير إلى إعلان لإلنجيل. الموازاة عند متى تستدعي أنها "كلمة الملكوت".(مت 13: 19) "كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم، فيأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه. هذا هو المزروع على الطريق."
  
تفسير (مرقس 4: 15)  15 وهؤلاء هم الذين على الطريق.حيث تزرع الكلمة وحينما يسمعون ياتي الشيطان للوقت وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَهٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلَّذِينَ عَلَى ٱلطَّرِيقِ: حَيْثُ تُزْرَعُ ٱلْكَلِمَةُ، وَحِينَمَا يَسْمَعُونَ يَأْتِي ٱلشَّيْطَانُ لِلْوَقْتِ وَيَنْزِعُ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمَزْرُوعَةَ فِي قُلُوبِهِمْ.
فى هذه ألاية يظهر ما يخ يه سر المثل وهو افلبذور هى الكلمة وفى المقابل طيور السماء إذ جعلها هى الشيطان نفسه كذلك ان الطريق مكانا تدوسه  الناس مكشوف الرائح والغادى فجعله قلب الإنسان وسقوط البذار على هذه الأرض يعنى أن الزارع (المسيح) لا يفرق بين أنواع  الأراضى الصالحة والسيئة
أرض الطريق  : هى أرض قلب خال من التربة الصالحة مكشوف عريان تدوسه أقدام الناس والذى يعنى الإستهانة والإحتقار أو الهبوط إلى مستوى صداقات أهل الهزء والمجون من كل صنف أى أهل السير والجلوس والمنادمات على قارعة الطريق أو ما هو دون الطريق بالطبع لن تدخل بذور الكلمة إلى قلب هذا الإنسان   كيف تدخل الكلمة بسرها ونعمتها لقلب هذا الإنسان  وتصبح الكلمة مرئية على السطح تخطفها طيور الشر
وضح إنجيل متى أن بذور الكلمة المزروعة فى أرض الطريق هو يقبل الكلمة قبول سطحى سريع ولكن لا يفهمها : (مت 13: 19) 19 كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فياتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه. هذا هو المزروع على الطريق. "
يستمر إنجيل مرقس فى تسجيل أقوال وتعاليم المسيح حتى يأتى الإصحاح (مر 8: 27)27 ثم خرج يسوع وتلاميذه الى قرى قيصرية فيلبس. وفي الطريق سال تلاميذه: «من يقول الناس اني انا؟»   وهنا يعطى تعليما عن الذى سقط على الطريق (مر 8: 27 و 31- 33) 31 وابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة ايام يقوم. 32 وقال القول علانية فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره. 33 فالتفت وابصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلا: «اذهب عني يا شيطان لانك لا تهتم بما لله (الزرع الجيد) لكن بما للناس (الطريق) ».
ٱلشَّيْطَانُ :  هذه السرقة للحقيقة يتم التعبير عنها بشكل واضح في (2كور 4: 4) 4 الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله. "الموازاة عند متى (مت 13: 19)  19 كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فياتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه. هذا هو المزروع على الطريق. " تضيف "لا يفهمونها"، وبالتالي إبليس يأخذها من الفكر والقلب لئلا يفكروا أكثر بها.
وهنا تفسر اليات السابقة كما يلى أن : " يسوع خرج - وفى الطريق - بدأ يعلم تلاميذ ومنهم بطرس - ا شيطان" !! بمعنى أن الشيطان الذى هو طيور السماء خطف الكلمة من بطرس وتصرف بطرس فى قيصرية فيلبس نموذجا للبذور (الكلمة)  التى سقطت فى الطريق
 يَنْزِعُ :  . هذه الكلمة اليونانية airō يمكن أن تعني(1) أن يدمر(يو 11: 48) 48 ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به، فياتي الرومانيون وياخذون موضعنا وامتنا». ... (2)  أن ينتزع حياة شخص (لو 23: 18) 18 فصرخوا بجملتهم قائلين: «خذ هذا واطلق لنا باراباس!» (أع 12: 19)  إن لم تكن هناك كلمة ال تكون هناك حياة.
تعنى نزع فى اللغة العربية نَزَّعَهُ مِنْ مَكَانِهِ : أَقْلَعَهُ، جَذَبَهُ

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
   إنه يشرح المثل فيقول أن حبة الحنطة تشير إلى الكلمة- أي الحق الذي جاء ليعلنه. المستمعون على قارعة الطريق هم أولئك الذين لم يختبروا أبداً الأمور الروحية. إنهم يسمعون الكلمة بأذنهم الخارجية، ولكنهم تحت سيطرة الشيطان لدرجة أنه يزيلُ كلَّ اعتبار للحبة المزروعة في قلوبهم.
تفسير (مرقس 4: 16)  16 وهؤلاء كذلك هم الذين زرعوا على الاماكن المحجرة.الذين حينما يسمعون الكلمة يقبلونها للوقت بفرح.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَهٰؤُلاَءِ كَذٰلِكَ هُمُ ٱلَّذِينَ زُرِعُوا عَلَى ٱلأَمَاكِنِ ٱلْمُحْجِرَةِ: ٱلَّذِينَ حِينَمَا يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ يَقْبَلُونَهَا لِلْوَقْتِ بِفَرَحٍ،
تختلف هذه الأرض عن أرض الطريق حيث تغطت البذرة بالتربة وسقيت ماءا ونمت ويقول المسيح أن "حينما يسمعون الكلمة يقبلونها بفرح " أى تاثير وقتى فيظهرون قوة إيمانهم ولكن الكلمة تصدم بالحجارة  والأرض تعطى البذرة المكان الملائم للنمو والخدمة لعمل إرادة الآب كما ورد فى مثل الإبنين فى (مت 21: 28- 32)  "«مَاذَا تَظُنُّونَ؟ كَانَ لإِنْسَانٍ ابْنَانِ، فَجَاءَ إِلَى الأَوَّلِ وَقَالَ: يَا ابْنِي، اذْهَب الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي. فَأَجَابَ وَقَالَ: مَا أُرِيدُ. وَلكِنَّهُ نَدِمَ أَخِيرًا وَمَضَى. وَجَاءَ إِلَى الثَّاني وَقَالَ كَذلِكَ. فَأَجَابَ وَقَالَ: هَا أَنَا يَا سَيِّدُ. وَلَمْ يَمْضِ. فَأَيُّ الاثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ الأَبِ؟»
القبول الأولي السريع للحقيقة ليس هو المعيار الوحيد (مر 4: 17 و 19) . الإيمان الكتابي لآ يستند على قرار عاطفي سابق، بل على علاقٍة متنامية. الخالص ليس بوليصة تأمين ضد الحريق أو بطاقة سفر إلى السماء، بل هو "صورة الرب" تتشكل وتتكون فى الإنسان لعلاقة تحمل ثمر (مر 4: 20)  20 وهؤلاء هم الذين زرعوا على الارض الجيدة: الذين يسمعون الكلمة ويقبلونها ويثمرون واحد ثلاثين واخر ستين واخر مئة».
كان الجمهور اليهود يزدحمون حول المسيح وينصتون لتعاليمه ويقبلونها حتى أنه كان يعلم فى الهيكل ولكن قلووبهم الحجرية قست على الكلمة فإحترقت داخلهم وماتت ولم تنبت لأنه لم يكن لها أصل (مر 14: 49- 52) ويمكن قراءة هذه ألايات كما يلى : " كل يوم كنت معكم فى الهيكل ولم تمسكونى ! ولكن لكى تكمل الكتب ، فتركه الجميع (بما فيهم التلاميذ) وهربوا " هذه القلوب الحجرية تتغير بالإيمان فيقول كما ورد فى حزقيال  (حز 36: 26). "وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ."
حتى مرقس نفسه (مر 14: 51) " وتبعه شاب لابسا ازارا على عريه فامسكه الشبان"  وتصرف التلاميذ ومرقس نفسه لم يكونوا فى ذلك الوقت فى ضربت الكلمة بجذورها فى أرضهم بعد ويمن القول أيضا أن الخوف يخنق الكلمة فلا يبشر بها وهذا حدث للتلاميذ عندما صلب المسيح ولو لم يقم المسيح من بين الأموات ويهبهم روح الحياة الأبدية لما نجوا وهلكوا
تفسير (مرقس 4: 17)  17 ولكن ليس لهم اصل في ذواتهم بل هم الى حين.فبعد ذلك اذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فللوقت يعثرون.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    *** (1) وَلٰكِنْ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فِي ذَوَاتِهِمْ، بَلْ هُمْ إِلَى حِينٍ.
هذه توازي استخدام يوحنا للفعل يؤمن بمعنى الإيمان السريع في (يو 8: 30) 30 وبينما هو يتكلم بهذا امن به كثيرون. "
 ومن هؤلاء أيضا من يظهر انه مسيحى ويخفى عدم تعمقة فى الإيمان بالعبادة الصورية فى الكنيسة بالتناول الصورى والإعتراف الصورى لإرضاء من حوله من الناس ويظهر بصورة التقوى (2 تي 3: 5). "لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ."
ومن ثم تتحول الكنيسة أى جماعة المؤمنين إلى كنيسة مظهرية كما حدث مع كنيسة اللاودكيين (رؤ 3: 14- 18) 14 واكتب الى ملاك كنيسة اللاودكيين:«هذا يقوله الامين، الشاهد الامين الصادق، بداءة خليقة الله: 15 انا عارف اعمالك، انك لست باردا ولا حارا. ليتك كنت باردا او حارا! 16 هكذا لانك فاتر، ولست باردا ولا حارا، انا مزمع ان اتقياك من فمي. 17 لانك تقول: اني انا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي الى شيء، ولست تعلم انك انت الشقي والبئس وفقير واعمى وعريان. 18 اشير عليك ان تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني، وثيابا بيضا لكي تلبس، فلا يظهر خزي عريتك. وكحل عينيك بكحل لكي تبصر. "
هذه الأرض أو هذه الكنيسة مضروبة بضربة اللاودكيين يظهر غنيا ولاحاجة له لشئ وهو فى الحقيقية فى خطر "مزمع أن أتقيأك" بائس بؤس الذى لا يعلم أنه ذاهب إلى الموت وفقير فقر الإيمان الذى لا يقوى على جحد الشيطان وأعمى عمى الذى يتعاجب بحسم حاله وهو على بؤس الحال وعريان عرى الذى يعتقد أنه كامل ولا أحد يراه فى عريه ولكنه مكشوف لكل ذى عين
 
  *** (2) فَبَعْدَ ذٰلِكَ إِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ ٱلْكَلِمَةِ فَلِلْوَقْتِ يَعْثُرُونَ.
هذا يعنى عدم الثبات فى الإيمان لأنه ضعيف لايشعر هذا الإنسان بالفرق بين المسيح والعالم الإثنين متساويين عنده ففى زمن الإضطهاد وإشتدارد حرارة الشمس يترك المسيح فيعثر ويذبل ويسقط خاردد الإيمان ويتعفن
 مِنْ أَجْلِ ٱلْكَلِمَةِ   الحظوا أن االضطهاد يتعلق بالإنجيل   (مت 5: 10 - 12) ( 1بط 2: 11- 12) (1بط 3: 14- 17) ( 1بط 4: 12- 16)   بإبن الله وكلمة الله وشعب الله هم أهداف في عالم ساقط.
***
الحاجة إلى المثابرة/الصبر  THE NEED TO PERSEVERE
العقائد الكتابية المرتبطة بالحياة المسيحية يصعب شرحها لأنها مقدمة في ثنائيات جدلية مشرقية على نحو نمطي )انظر الموضوع الخاص: [الأدب الشرقي ] (مفارقة كتابية)
. هذه الثنائيات تبدو متناقضة، ومع ذلك فهي جميعا كتابية. المسيحيون الغربيون كانت لديهم نزعة لأن يختاروا حقيقة ويتجاهلوا الحقيقة المقابلة أو ينتقصوا من أهميتها. دعوني أوضح الأمر:
أ- هل الخلاص قرار أولي بالإيمان بالمسيح والثقة به أم هو تعهد والتزام بالتلمذة طوال الحياة؟
ب- هل الخلاص اختيار بواسطة النعمة من قِّبل الرب السيد أم تجاوب عند البشر على العرض لإلهي يتمثل بالإيمان والتوبة؟
ج- هل الخلاص، الذي ُحصل عليه مرة ، يستحيل أن يُفقد، أم أن هناك حاجة إلى كد واجتهاد مستمرين؟
مسألة المثابرة كانت باعثة على النزاع طوال تاريخ الكنيسة. تبدأ المشكلة بالمقاطع من العهد الجديد التي تظهر كأنها متناقضة مع بعضها البعض.
أ- نصوص عن اليقين
-1 أقوال يسوع  (يو 6: 37) ( يو 10: 28- 29)
-2 أقوال بولس  (رو 8: 29- 35) ( أف 1: 13) ( أف 2: 5 و 8- 9) ( فيل 1: 6) ( فيل 13: 2) ( 2 تس 3: 3) ( 2تيم 1: 12) ( 2تيم 18: 4)
-3 أقوال بطرس (1 بط 1: 4- 5)
ب- نصوص عن الحاجة إلى المثابرة:
-1 أقوال يسوع (مت 10: 22) ( مت 13: 1- 9 و 24- 30)  (مر 13: 13) (يو 8: 31) ( يو 15: 4- 10) (رؤ 2: 7 و 17 و 20) (رؤ 3: 5 و 12 و 21)
-2 أقوال بولس (رو 11: 22) ( 1كور 15: 2) ( 2كور 15: 5) (غل 1: 6) ( غل 5: 4) (فيل 2: 12) فيل 3: 18- 20) ( كو 1: 23)
-3 أقوال كاتب الرسالة إلى العبرانيين  (عب 2: 1) ( عب 3: 6 و 114) ( عب 4: 14) ( عب 6: 11)
-4 أقوال يوحنا  (1 يو 2: 6) ( 2يو 9)
-5 أقوال الآب (رؤ 21: 7) 
الخالص الكتابي ينتج عن محبة ورحمة ونعمة  الرب الثالوث القدوس السيد. ما من إنسان يمكن أن يخلص بدون مبادرة الروح القدس  (يو 6: 44 و 65) الرب يأتي أوال ويضع برنامج العمل، ولكن يتطلب من البشر وجوب التجاوب في إيمان وتوبة، أوليا وبشكل مستمر بآن معا
. يعمل الرب مع البشر في علاقة عهد. وهناك امتيازات ومسؤوليات.
الخلاص مقدم لكل البشر. موت يسوع علاج مشكلة خطيئة البشرية الساقطة. وأمن الرب طريقة ويريد لجميع الذين ُخلقوا على صورته أن يتجاوبوا مع محبته وعنايته وتدبيره في يسوع.
يتناول الكتاب المقدس مشكلتين مختلفتين في هذا المجال: (1) اتخاذ اليقين كرخصة لحياةٍ أنانية ال ثمار فيها و(2) تشجيع أولئك الذين إلى مقاطع كيتصارعون مع الخدمة والخطيئة الشخصية. المشكلة هي أن الجماعات الخطأ تأخذ الرسائل الخطأ وتبني أنظمة لاهوتية استنادا تابية محدودة. يحتاج بعض المسيحيين بشكل ما س إلى رسالة اليقين، بينما يحتاج آخرون إلى تحذيرات صارمة.
تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
أما المستمعون في الأرض الصخرية فيبدو أنهم أظهروا برهاناً على إيمان حقيقي ولكنهم مثل السيد "بليابل" في كتابات "بنيان"، اقتنعوا بسهولة بأن يقدموا اعترافاً مسيحياً ثم تخلوا عن ذلك بسهولة عندما نشأت الصعوبات أمامهم. إنهم يزلون ويتعثرون لأنهم ليس لديهم أصل في أنفسهم.
تفسير (مرقس 4: 18)  18 وهؤلاء هم الذين زرعوا بين الشوك.هؤلاء هم الذين يسمعون الكلمة

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَهٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلَّذِينَ زُرِعُوا بَيْنَ ٱلشَّوْكِ: هٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ،
تتكلم هذه الآية عن النوع الثالث من التربة يشير إلى أولئك الذين يسمعون الكلمة، ولكن المشاكل الخارجية (مر 4: 19) تجعلها (البذرة - الكلمة) تموت. لاحظوا الفرق الواضح بين النمو  وحمل الثمار. البداية الجيدة لا تضمن الفوز في السباق، بل النهاية الجيدة هي كذلك
يسمعون كلمة الرب وهم بين الأشواك يحتفظون بالغنى وغرور العالم ويجترون الحزن وهموم العالم لا يستطيعون التملص منها فتسيطر على أفكارهم وتمتلك عقولهم وأحيانا يحيط بهم الخوف فلا يوجد مكانا للكلمة لويحسون بافحباط بأنهم هالكين لا محالة فيبتعدون عن الرجاء فى المسيح  لهذا يقول الشماي فى القداس بعد القراءات عبارة لا تحبوا العالم ولا الأشياء التى فى العالم (1 يو 2: 15). "لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ."

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
المستمعون في الأرض ذات الأشواك هم الذين يتلقّون ظاهرياً الكلمة ولو بسرور وفرح، ولكن السعي إلى الثروة والرغبة بالأشياء المادية الدنيوية تخنق الكلمة فتصبح عقيمة الثمر.
تفسير (مرقس 4: 19)  19 وهموم هذا العالم وغرور الغنى وشهوات سائر الاشياء تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    *** (1) وَهُمُومُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ
 من صلاة الغروب / صلوات الاجبية / واحة الصلوات | الكنيسة الارثذوكسية : [ انهضوا من بعد جلوسكم يا آكلي الخبز بالهموم، فإنه يمنح أحباءه نوما. البنون ميراث من الرب ]
من ذا الذى لا يهتم  بشئ من هموم العالم؟ فالكل ساقط تحته إلى أذنيه والبعض ما فوق ذلك
لاتخلوا الحياة من االإهتمام بأحوالنا وأولادنا وأملاكنا ... ألخ فهىى جزء من حياتنا ولكن إذا إتحرفت وصارت أثرا سيئا على النفس صارت هموما   ، ووردت فى إنجيل متى بـ كلمة "هم" لأن المفرد يؤكد شدة الضغط على النفس حتى يصل للمستوى المرضى حيث تتملك على الإنسان فيصاب بالحيرة والقلق والإكتئاب  وإذا طغت الهموم على حياتنا من كل جانب فلن يتبقى مكانا لكلمة الحياة لتنموا وتثمر وهنا صح قول الرب "تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر" وهنا يصبح إنسان هذه الأرض مثل شجرة التين الملعونة التى بلا ثمر
قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية -
شرح كلمة : "الهم | الهموم"  cares
الهم: الحزن والغم. [ ويقول المرنم أن المؤمن : يـ "ألق على الرب همك فهو يعولك" (مز 55: 22)، وهو ما يردده الرسول بطرس قائلًا: "ملقين كل همكم عليه لأنه يعتني بكم" (1 بط 5: 7).
ويقول سليمان الحكيم: "القليل مع مخافة الرب، خير من كنز عظيم مع هم" (أم 15: 16). كما يقول المرنم: "عند كثرة همومي في داخلي، تعزياتك تلذذ نفسي" (مز 94: 19).
ويقول الرب يسوع المسيح، في مَثَل الزارع: "همّ هذا العالم وغرور الغنى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر" (مت 13: 22؛ ارجع أيضًا إلى لو 8: 14). ولذلك يقول الرسول بولس: "أريد أن تكونوا بلا هم" (1 كو 7: 32). ويوصى المؤمنين في فيلبي: "لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله"، وتكون النتيجة أن "سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (في 4: 6، 7).
  
*** (2) وَغُرُورُ ٱلْغِنَى   The deceit of wealth 
وتعنى "خداع أو مخادعات الغنى" وفى الترجمة العربية  "أباطيل" ويراها الأقدمون "فخاخا" يسقط فيها غير الحكماء لأن فيها نوع من المتعة الغاشة الكاذبة
وهنا يفرق المسيح بين الغنى وغرور الغنى .. فالغنى قد يؤول إلى فقير وينتهى ليد الرب أنا غرور الغنى فخو أن ينتهى الغنى ليد الشيطان .
ويسقط الإنسان فى فخ الغرور عندما يعتمد الإنسان على قوة المال فى التحكم فى الآخرين وجره للهو والملذات ويصبح سندا دون الرب وتتعظم نفسه ويتحدى ويشترى بماله ذمم الآخرين فيوقعهم فى الشرور وبماله يتشبث برأية ويتحدى مشئة الرب فلا يعبأ بوصاياة (رؤ 3: 17)  17 لانك تقول: اني انا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي الى شيء، ولست تعلم انك انت الشقي والبئس وفقير واعمى وعريان. "  لهذا قال الرب (مر 10: 23) 23 فنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه: «ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله!»  (مر 10: 25) 25 مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله!»   ويقول بولس (1 تى 6: 9- 10) 10 لان محبة المال اصل لكل الشرور، الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان، وطعنوا انفسهم باوجاع كثيرة. "
إن الكنيسة إكليروسا وشعبا لم يحدث لها أبدا منذ نشأتها على يد التلاميذ أن جرت وراء الغنى وسعت وراء كنز الأموال فى البنوك حتى أتخمت من الملايين مثل ما حدث فى  بعض الإيبارشيات القبطية فى خارج مصر فحدثت فجوه بين غنى الكنيسة وحال الشعب الفقير أما الشعب فإنقسم بين حاملى ألقاب الملايين وحاملى ألقاب القديسيين فى هذه الكنائس كلمة الرب لا تنمو وإذا نمت سرعان ما تذبل وتموت لأنها إختنقت من شوك غرور الغنى
وبتعاليم الرب يسوع أنشأ الرسل أول مجتمع يعيش على مستوى الشركة الحقيقية إذ نفضوا ايديهم من المال وإقتناءه ووزعوا ما يمتلكوه على كل من يحتاج وفى هذا المجتمع تساوى الجميع فى الحقوق والواجبات والميراث  وكان الجميع بنفس واحدة يأكلون معا ويفرحون بإبتهاج وبساطة قلب

الغنى والشهوات من ضمن اشواك العالم وهذا شرحه المسيح فى (مر 10: 17- 23)  17 وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وساله: «ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟» 18 فقال له يسوع: «لماذا تدعوني صالحا؟ ليس احد صالحا الا واحد وهو الله. 19 انت تعرف الوصايا: لا تزن. لا تقتل. لا تسرق. لا تشهد بالزور. لا تسلب. اكرم اباك وامك». 20 فاجاب: «يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي». 21 فنظر اليه يسوع واحبه وقال له: «يعوزك شيء واحد. اذهب بع كل ما لك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب». 22 فاغتم على القول ومضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة.( = الأشواك) 23 فنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه: «ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله!»
  
*** (3) وَشَهَوَاتُ سَائِرِ ٱلأَشْيَاءِ تَدْخُلُ وَتَخْنُقُ ٱلْكَلِمَةَ فَتَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ.
وتعنى الشهوة هنا : الإنحراف النفسى والعاطفى والجسدى معا ..  وهناك أنواع من هذه الشهوة مثل شهوة التملك وشهوة الإقتناء شهوة الأكل وشهوة  الجسد lust وغيرها
فيما يلى مقالة لمثلث الرحمات لقداسة البابا شنودة الثالث - نشرت في جريدة أخبار اليوم يوم السبت الموافق 01-09-2007 - بعنوان : " الشهوة: أنواعها وخطورتها"

 فإن حارب إنسان شهواته الخاطئة وانتصر عليها، يكون قد انتصر على خطايا عديدة.
هنا وتحضرني عبارة عميقة في معناها، قالها مرة الأستاذ مكرم عبيد، وهي: "افرحوا لا لشهوة نلتموها، بل لشهوة أذللتموها".
** من أكثر العيوب أن يقال عن شخص ما إنه "شهواني" أي أنه يقاد بواسطة شهواته، وليس بضميره أو عقله...
** والشهوة إن بدأت، لا تستريح حتى تكمل. وما دام الأمر هكذا، فالهروب منها أفضل. فلماذا تدخل معها في صراع أو في نقاش؟! إنك كلما أعطيتها مكانًا في ذهنك، أو تهاونت معها واتصلت بها، حينئذ تقوى عليك، وتتحول من مرحلة الاتصال، إلى الانفعال، إلى الاشتعال، إلى الاكتمال. وتجد نفسك قد سقطت...
فتتدرج من التفكير فيها إلى التعلق بها، إلى الانقياد لها، إلى التنفيذ، إلى التكرار، إلى الاستعباد لها. وقد يلجأ الشخص إلى طرق خاطئة لتحقيق شهواته: إلى الكذب أو الخداع أو الاحتيال. وربما إلى أكثر من هذا...
** وقد يظن البعض -إذا ما أرهقته أفكار شهوة ما- إنه إذا ما أكملها بالفعل، سيستريح من أفكارها الضاغطة!! كلا، فهذا خداع للنفس. فإن الشهوة لا يمكن أن تشبع... وكلما يمارس الإنسان الشهوة، يجد فيها لذة. واللذة تدعوه إلى إعادة الممارسة. والقصة لا تنتهي...
إن إشباع الشهوة لا ينقذ الإنسان منها، بل يزيدها...
إنسان مثلًا يشتهى المال. وكلما يجمع مالًا يشتاق إلى مال أكثر. وموظف طموح يشتهى الترقي. فكلما يصل إلى درجة يشتهى درجة أعلى. ويعيش طول عمره في جحيم الشهوات التي لا تنتهي، ولا يشبعه شيء...
وصدق سليمان الحكيم حينما قال: "العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع. كل الأنهار تجرى إلى البحر، والبحر ليس بملآن"...
** فلا تظن إذن أن الإشباع ينقذك من الشهوة. لأنه لا ينقذك منها سوى ضبط النفس، والهروب. سواء الشهوة التي تأتيك من الحواس أو من الفكر والقلب، أو التي تأتيك من الغير...
وقد يعالج الإنسان شهوة رديئة، بأن يجعل شهوة مقدسة تحل محلها. فالجسد يشتهى ضد الروح، والروح تشتهى ضد الجسد. الجسد قد يشتهى الخطية، والروح تشتهى حياة البر والفضيلة. فإن أشبعت الروح فيما تشتهيه، حينئذ تنجو من شهوات الجسد...
** ما أجمل ما قاله أحد الروحيين عن التوبة، "إنها استبدال شهوة بشهوة". فبدلًا من شهوة الخطيئة، تحل محلها شهوة الفضيلة والقرب إلى الله. وأيضًا شهوة الكرامة والعظمة والعلو، يمكن أن تعالجها شهوة الاتضاع. وشهوة الضجيج تحل محلها محبة الهدوء. وهكذا دواليك.
** من الأساطير التي تقال عن بوذا Buddha مؤسس الديانة البوذية: إنه جلس في يوم ما تحت شجرة المعرفة. فعرف أن كل الناس يبحثون عن السعادة، وأن الذي يريد السعادة عليه أن يتخلص من الشقاء. ووجد أن للشقاء سبب واحد، وهو وجود رغبة أو شهوة لم تتحقق. وهكذا علّم الناس أن يبتعدوا عن الشهوات والرغبات لكي يعيشوا سعداء...
على أن تعليم بوذا هذا، غير ممكن عمليًا. لأنه من المستحيل أن يعيش إنسان بدون أية رغبة أو شهوة. إنما الحل المعقول أن تكون له رغبات وشهوات غير ضارة، أو هي تتفق من وصايا الله...
** ذلك لأن هناك شهوات مؤذية ومدمرة. ولعل في أولها شهوة الشيطان في أن يدمر حياة البر مع جميع الأبرار... وأعوانه يفعلون مثله...
إن الذي يدمن المخدرات، إنما بشهوة الإدمان يدمر نفسه، وقد يؤذى غيره أيضًا. والذي يقع في شهوة الخمر والمسكر، بلا شك يدمر معنوياته وكرامته. والذي تسيطر عليه شهوة الزنى، يدمر عفته وأخلاقياته، ويدمر أيضًا من يشاركه في الخطيئة أو من يكون فريسة له...
وشهوة الحقد أيضًا شهوة مدمرة، وكذلك شهوة الانتقام. وجميع الشهوات التي يقع فيها البشر، تدمرهم خلقيًا واجتماعيًا. وإن لم يحسوا هذا التدمير على الأرض، فإن شهواتهم ستدمر مصيرهم الأبدي.
** إن الشيطان حينما يقدم للإنسان شهوة تشبعه، فإنه لا يفعل ذلك مجانًا أو بدون مقابل!! إنما في مقابل تلك الشهوة، يسلب روحياته منه، ويسلب إرادته، ويضيّع مستقبله في الأرض والسماء. لذلك علينا أن نهرب من شهواته ومن إغراءاته، واضعين في أذهاننا نتائجها وأضرارها.
** والشهوات التي بها يضر الإنسان غيره، عليه أن يضع أمامه احترام حقوق الغير، وسمعته، وعفته. ويقول لنفسه: واجبي هو أن أنفع غيري. فإن لم أقدر على منفعته، فعلى الأقل لا أضره...
أما الشهوات التي يضر بها نفسه، فعليه أن يتمسك بكل القيم والمثاليات (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)، شاعرًا أن الخضوع لأية شهوة إنما هو ضعف لا يليق بمن يحترم شخصيته، ويرتفع بها عن مستوى الدنيا.
** والشهوات الخاطئة ليس من نتائجها فقط أن يضر الإنسان نفسه، أو أن يضره غيره، إنما هي أيضًا تفصل الشخص عن الحياة مع الله، وتدفعه إلى كسر وصاياه. وهذا أمر خطير...
لذلك نصيحتي لك: اسلك ايجابيًا في حياة النزاهة والعفة. عالمًا أن الإيجابيات تنجيك من السلبيات. وأيضًا اعرف ما هي المصادر التي تجلب لك الشهوة بكافة أنواعها، وتجنبها... فهذا أصلح بكثير من تترك الباب مفتوحًا فتدخل منه الشهوة، ثم تقاومها.
تفسير (مرقس 4: 20)  20 وهؤلاء هم الذين زرعوا على الارض الجيدة.الذين يسمعون الكلمة ويقبلونها ويثمرون واحد ثلاثين واخر ستين واخر مئة

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) وَهٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلَّذِينَ زُرِعُوا عَلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجَيِّدَةِ:
البذور التى ألقيت على الطريق أكلتها طيور السماء قبل أن تثمر والبذور التى ألقيت على الأرض الحجرية نمت قليلا ولكنها ذبلت وماتت لأنه لم يكن لها أصل فى التربة والبذور التى وقعت بين الشوك نمت ولكنها كانت ضعيفة لأن الشوك خنقها فلم تعطى ثمرا وهنا أشار المسيح إلى البذور التى وقعت فى الأرض الجيدة 
إن قصد الزارع فى هذا المثل وعمله هو المحصول الذى سينتج فى الأرض الجيدة الارع يرمى البذور لتدخل جميع القلوب ولكن القلوب المستعدة هى التى تقبل الكلمة وتعطى ثمارا أى تعمل بها وتنشرها هذه هى الثمار المتصاعفة والمتكاثرة لحساب الملكوت فزارع الكلمة لا يهمه إلا سامع الكلمة والعامل بها  
 
  *** (2) ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ وَيَقْبَلُونَهَا، وَيُثْمِرُونَ وَاحِدٌ ثَلاَثِينَ وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ مِئَةً».
ونوضح هنا أن نمو البذور لا يعتمد على الوسائط الروحية التى يتمتع بها الإنسان فقط ولكن هناك عمل إلهى آخر يتم وهو النمو الذى هو الفهم لكلمات الرب فأول عمل عمله الرب مع تلاميذة قبل الصعود هو " فتح ذهنهم ليفهموا الكتب " (لو 24: 45) حيث الفهم هنا هو التفاعل مع كلمة الرب لحساب كنيسة المؤمنين
البذور كائن حى التى ترمز لكلمة الرب الحية  (عب 4: 12)."لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته."  وكما أن البذور تحتاج لوسط أى تربة جيدة ومناخ جيد وخدمة الزارع لتعطى ثمارها هكذا أيضا كلمة الرب تحتاج إلى  أذن روحية وقلب مستعد كما قال بطرس (1 بط 1: 23) 23 مولودين ثانية، لا من زرع يفنى، بل مما لا يفنى، بكلمة الله الحية الباقية الى الابد. "
أما النكوذج الإلهى الفائق الوصف والعالى السر هو ما فعلته كلمة الرب فى العذراء حيث الكلمة المرسلة للعذراء التى دخلت وتغلغلت فى أحشائها فصاغت الكلمة إبنا من دمها فحملت العذراء بالكلمة اللوغس وولدت لنا الكلمة متجسدا بشبه إنسان فى صورة عبد وهو هو الله الظاهر فى الجسد

الأراض الجيدة الثلاثة التى أنتجت
 الثلاثون والستون والمائة هى صورة زخرفية ثلاثية جميلة فى مقابل ثلاثية الأراضى المرزوللة أرض الطريق والأرض الحجرية وارش الشوك
الأراضى الجيدة هى أراض خصبة بعيدة عن أرجل الناس قابلة لأن يعمل فيها الفلاح ولكن جودتها تكتمل بتفليحها بشقها بالمحراث وتسويتها وشق قنوات للرى أو يتخطيها لتستقبل المطر  وغيرها من عمل الزارع

  تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside     

المستمعون في الأرض الجيدة هم ليس فقط أولئك الذين يسمعون الكلمة بل أيضاً يتلقونها بإيمان في قلوبهم؛ وهؤلاء يأتون بثمر لله، وبذلك يُظهرون حقيقية اعترافهم. صحيح أنهم ليسوا جميعاً يُثمرون بنفس الدرجة؛ ولكن الجميع يحملون ثمراً إلى حد ما: وَاحِدٌ ثَلاَثِينَ وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ مِئَةً.

          في تأملنا لعمل الكرازة بالإنجيل علينا أن نأخذ بعين الاعتبار هدف الله المبارك في النعمة وحالة قلوب الناس الذين تأتي إليهم الرسالة. بالنسبة للبعض إنها مسألة ليست في محلها. فهم لا مبالين بها من البداية ولن يهتموا بالمسألة أبداً. والبعض يهتمون لفترة من الزمن. فتتحرك عواطفهم ولكن ليس من عمقِ اختبارٍ لديهم. آخرون أيضاً لديهم درجة من الاهتمام، ولكنهم أناس ذوي فكر مزدوج. إنهم يودون أن يستفيدوا على أكمل وجه من كلا العالمين، ولذلك فإنهم لا يعطون الأمور الروحية الأهمية الأولى. آخرون، وقد أعدهم الروح القدس بعلمه الإقناعي الإيماني، يتشوقون لمعرفة طريق الحياة، وبذلك يقتبلون "بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ" (يعقوب 1: 21)، ويثمرون لله.

 

This site was last updated 11/23/23