Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس (مر 6: 30- 56)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس (مر 3: 1- 19
تفسير مرقس (مر 3: 20- 35
تفسير مرقس (مر4: 1- 20
تفسير مرقس (مر4: 21- 41
تفسير مرقس  (مر 5: 1-20
 تفسير مرقس  (مر 5: 21- 43
تفسير مرقس (مر6: 1- 29
تفسير مرقس (مر 6: 30- 56
تفسير مرقس (مر7: 1- 37
تفسير مرقس (مر 8: 1- 21
 تفسير مرقس  (مر 8: 22-38
تفسير مرقس  (مر 9: 1- 29)
تفسير مرقس (مر 9: 30- 50)
تفسير مرقس (مر 10: 1- 27
تفسير مرقس (مر 10: 28- 52
تفسير مرقس (مر 11: 1- 31
تفسير مرقس (مر 12: 1- 27
تفسير مرقس (مر 12: 28- 44
تفسير مرقس(مر 13: 1- 20
تفسير مرقس (مر 13: 21- 37
تفسير مرقس (مر 14: 1- 21)
تفسير مرقس(مر 14: 22- 42
تفسير مرقس (مر 14: 43- 72
تفسير مرقس (مر 15: 1- 24
تفسير مرقس (مر 15: 25- 47
تفسير مرقس (مر 16: 1- 20
Untitled 8665
خاتمة إنجيل مارمرقس

تفسير إنجيل مرقس على - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل16

تفسير وشرح إنجيل مرقس الإصحاح  السادس (مر 6: 30- 56)
4. التلاميذ والجموع الجائعة (مر 6: 30-40)
5. التلاميذ والأمواج (مر 6: 41-53)
6. التعرف عليه (مر 6: 54-56)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 6

4. اجتماع المسيح مع التلاميذ ومعجزة الخمس خبزات والسمكتين (مرقس 6: 30-44)
تفسير (مرقس 6: 30)  30 واجتمع الرسل الى يسوع واخبروه بكل شيء كل ما فعلوا وكل ما علموا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
رجوع الاثني عشر وإشباع خمسة آلاف (مر 6: 30- 44)  عاد التلاميذ للمسيح بعد إرسالهم فى الآية (مر 6: 13) وأقحم بعدها رواية يوحنا المعمدان وكيفية موته لتحتل من (مر 6: 14- إلى (مر 6: 29) وهكذا عاد إنجيل مرقس ليسرد أعمال يسوع فى قصة غشباع الجموع التى تحتل مكانا بارزا جدا فى كرازة المسيح
٣٠ «وَٱجْتَمَعَ ٱلرُّسُلُ إِلَى يَسُوعَ وَأَخْبَرُوهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، كُلِّ مَا فَعَلُوا وَكُلِّ مَا عَلَّمُوا».
 

ٱلرُّسُلُ :  هذا هو الإستخدام الوحيد للكلمة في إنجيل مرقس. عادة يدعوهم "تلاميذ". وتعنى التعلم  "الرسول" تعنى وظيفة كما تعنى ممارسة ما تعلموه وهذا الإسم يعنى فى المسيحية أنهم أخذوا نعمة الإرسالية كــ"رسل" على أساس أن المسيح وهبهم سلطانا على الأرواح النجسة وأعطاهم نعمة التعليم والشفاء ووصلنا هنا مفهوم "الرسل" كرسل أرسلهم المسيح ليمثلوه ويعملواويبشروا ويشفوا ألأمراض ويخرجون الشياطين بإس المسيح  "وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص»." (أع 4: 12).   وكلمة الرسل تأتي من كلمة يونانية تعني "يرسل" apostellō. يسوع اختار تلاميذه الإثني عشر ليكون معهم بمعنى خاص ودعاهم "رسلا " (لو 6: 13) ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضا «رسلا»:
هذا الفعل غالبا ما يستخدم مع يسوع لكونه مرسل من الآب (مت 10: 40) من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي ارسلني. ( مت 15: 24) فاجاب: «لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة». (مر 9: 37) «من قبل واحدا من اولاد مثل هذا باسمي يقبلني ومن قبلني فليس يقبلني انا بل الذي ارسلني». (لوقا 9: 48) وقال لهم: «من قبل هذا الولد باسمي يقبلني ومن قبلني يقبل الذي ارسلني لان الاصغر فيكم جميعا هو يكون عظيما» (يو 4: 34) قال لهم يسوع:«طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله. ( يو 5: 24و 30 و 37) 23لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب. من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله 24«الحق الحق اقول لكم: ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا ياتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة. 30انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين، ودينونتي عادلة، لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني 37 والاب نفسه الذي ارسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط، ولا ابصرتم هيئته، ( يو 6: 29 و 38 و 39 و 40 و 57)  29اجاب يسوع وقال لهم:«هذا هو عمل الله: ان تؤمنوا بالذي هو ارسله».38لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني. 39وهذه مشيئة الاب الذي ارسلني: ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا، بل اقيمه في اليوم الاخير. 40لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير». 44لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الاب الذي ارسلني، وانا اقيمه في اليوم الاخير. 57كما ارسلني الاب الحي، وانا حي بالاب، فمن ياكلني فهو يحيا بي.(يو 8: 42) فقال لهم يسوع:«لو كان الله اباكم لكنتم تحبونني، لاني خرجت من قبل الله واتيت. لاني لم ات من نفسي، بل ذاك ارسلني. (يو 10: 36)فالذي قدسه الاب وارسله الى العالم، اتقولون له: انك تجدف، لاني قلت: اني ابن الله؟  ( يو 11: 42) وانا علمت انك في كل حين تسمع لي. ولكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت، ليؤمنوا انك ارسلتني». ( يو 17: 3 و 8 و 18 و21 و23و 25) 3وهذه هي الحياة الابدية: ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.8لان الكلام الذي اعطيتني قد اعطيتهم، وهم قبلوا وعلموا يقينا اني خرجت من عندك، وامنوا انك انت ارسلتني.18كما ارسلتني الى العالم ارسلتهم انا الى العالم، 21ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني. 23انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد، وليعلم العالم انك ارسلتني، واحببتهم كما احببتني.25ايها الاب البار، ان العالم لم يعرفك، اما انا فعرفتك، وهؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني.(يو 20: 21) فقال لهم يسوع ايضا:«سلام لكم! كما ارسلني الاب ارسلكم انا».
في المصادر اليهودية، كلمة رسول  كانت تستخدم للإشارة إلى شخص مرسل كممثل رسمي عن شخص آخر، وهي مشابهة لكلمة "سفير". لقد قاموا برحلتهم الإرسالية كنواب عن يسوع. قوتهم وسلطتهم كانت محالة مفوضة.
وَٱجْتَمَعَ ٱلرُّسُلُ بعد أن رجعوا من الجليل حيث أرسلهم يسوع للتبشير. ولم يصرّح مرقس بأن قتل يوحنا كان علة رجوعهم ولكن لا عجب من أنهم حزنوا لتلك الحادثة ورجعوا ليحدثوا يسوع بها وينظروا فيها.
وَأَخْبَرُوهُ : كان هذا جزءا من تدريب يسوع. لقد علمهم  وأظهر لهم كيف يتصرفون، وأرسلهم، وصادقهم. (لوقا ٩: ١٠) ولما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فاخذهم وانصرف منفردا الى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا.
بِكُلِّ شَيْءٍ، كُلِّ مَا فَعَلُوا وَكُلِّ مَا عَلَّمُوا : لقد تجمع التلاميذ بروح مليئة بالحيوية والحماس حول (ربهم) وأخبروه بكل ما فعلوه وبكل ما علّموه وهم ينطلقون من قرية إلى أخرى في الجليل. رأى أنهم كانوا مأخوذين جداً بنجاحهم، وعلاوة على ذلك كانوا إلى حد ما منهكين بسبب الجهد والشد الذي كانوا قد عانوه. ولذلك فقد طلب إليهم أن يتركوا الجموع ويختلوا في موضع هادئ في الريف وأن "يستريحوا قليلاً". كم يحتاج خدامه إلى هكذا فترات من الصحبة الهادئة معه!
تفسير (مرقس 6: 31)  31 فقال لهم تعالوا انتم منفردين الى موضع خلاء واستريحوا قليلا.لان القادمين والذاهبين كانوا كثيرين.ولم تتيسر لهم فرصة للاكل.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣١ «فَقَالَ لَهُمْ: تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَٱسْتَرِيحُوا قَلِيلاً. لأَنَّ ٱلْقَادِمِينَ وَٱلذَّاهِبِينَ كَانُوا كَثِيرِينَ، وَلَمْ تَتَيَسَّرْ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلأَكْلِ».

تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ خبر سجن يوحنا جعل المسيح يترك اليهودية ويذهب إلى الجليل (مر ١: ١٤)14 وبعد ما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ". ونبأ مقتل يوحنا حمله على ترك الجليل والذهاب إلى البرية (متّى ١٤: ١٣)13 فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة الى موضع خلاء منفردا. فسمع الجموع وتبعوه مشاة من المدن. "
وَٱسْتَرِيحُوا كان التلاميذ محتاجين إلى الراحة بعد جولانهم للتشبير. ولعلّ المسيح استغنم هذه الفرصة للراحة اعتزالاً لهيجان الشعب بقتل يوحنا لأنهم كانوا يعتبرونه نبياً ويكرمونه كثيراً ولا ريب في أنهم تأثروا كثيراً بذلك. وسأل الراحة لهم لا لنفسه. المسيح وتلاميذه كانوا فى حاجة ألإنعزال عن وطأة ضغط الجوع (مر 3: 20) الناس كانوا يأتون لكي ينالوالمساعدة على مدى النهار 24  ساعة.اتدريبهم لم يكن مكتملا  بعد كانوا في حاجة إلى بعض الخصوصية وبعض الوقت.
ٱلْقَادِمِينَ وَٱلذَّاهِبِينَ الخ هذا بيان لما وجد الرسل من أحوال المسيح عند رجوعهم إليه. إنه لم يكن منفرداً عن الناس مستريحاً بل كان محاطاً بجموع كثيرة من المشاهدين آياته والمحتاجين إليه والمراقبين إياه للشر وذكر متّى أنه جال يبشر كما جالوا هم (متّى ١١: ١).1 ولما اكمل يسوع امره لتلاميذه الاثني عشر انصرف من هناك ليعلم ويكرز في مدنهم. " ولعلّ من أسباب ذلك الازدحام اقتراب عيد الفصح فكان الناس يأتون إليه وهم ذاهبون إلى أورشليم (يوحنا ٦: ١)1 بعد هذا مضى يسوع الى عبر بحر الجليل، وهو بحر طبرية.
فُرْصَةٌ لِلأَكْلِ كالعادة. فكانوا ينتهزون أقل فرصة ليأخذوا لقمة تسكيناً لجوعهم. العمل كتلاميذ للمسيح وكرسل لم يعطهم فرصة للراحة فالحصاد كثير والفعلة قليلون
تفسير (مرقس 6: 32)  32 فمضوا في السفينة الى موضع خلاء منفردين.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٢ «فَمَضَوْا فِي ٱلسَّفِينَةِ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِدِينَ».

  ٱلسَّفِينَةِ
هذه الكلمة عادة تشير إلى زورق صيد كبير، كان يحمل حتى 13 رجلا (مت 4: 21- 22)  21 ثم اجتاز من هناك فراى اخوين اخرين: يعقوب بن زبدي ويوحنا اخاه في السفينة مع زبدي ابيهما يصلحان شباكهما فدعاهما. 22 فللوقت تركا السفينة واباهما وتبعاه. (مت 8: 23) ولما دخل السفينة تبعه تلاميذه.( أع 21: 2- 3) ولكنها أيضا تُستخدم مع قوارب صغيرة  (مر 3: 9) فقال لتلاميذه ان تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجمع كي لا يزحموه (لو 5: 2)  2 فراى سفينتين واقفتين عند البحيرة والصيادون قد خرجوا منهما وغسلوا الشباك. 
مَوْضِعٍ خَلاَءٍ
يظهر لنا من لوقا أن ذلك الموضع كان من أرض بيت صيدا شرقي بحيرة طبرية (لوقا ٩: ١٠) 10 ولما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فاخذهم وانصرف منفردا الى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا. " وقد حدد العلماء الموضع الخلاء بالشمال الشرقى للبحيرة ولكن يمكن أن يكون الجنوب الشرقى على الرغم من أن نهر الأردن يعترض الجموع الزاحفة حول البخيرة تجاة الشرق والعالم دالمان يحكى أنه فى شهر أكتوبر سنة 1921م زار المكان ورأى أنه يمكن عبور نهر الأردن على أرضية جافة فى بدء إتصاله بالبحيرة .
وآخرون يفولون أنه سميت تلك الأرض الخلاء في الكتب القديمة سهل البطيحة.وتضم منطقة البطيحة جغرافياً جبال وأودية، وسهول، وتلال، وتبلغ مساحتها الكلية 53980 فدان من الأرض، حيث تتألف من قسمين: قسم سهلي منبسط هلالي الشكل طوله 12 كيلومتر، وعرضه 1,5 كيلومتر، وفي أودية الصفا والدالية ووادي الزاكية تجعل من مساحته 18 ألف دونم تروى من قناتي الشيدة والعفريتية. وقسم جبلي تنمو فيه بكثافة الأشجار الحراجية المعروفة، وأشجار الفاكهة المتنوعة. وتروى البطيحة من نهر “الشريعة” نهر الاردن. أرضها قوية الإنبات تزرع فيها الخضروات، والخضروات الباكورية التي يتم إنتاجها قبل موسمها وبعده، الأمر الذي هيأ تربتها لزراعة ونمو أشجار البرتقال، والبلح، والموز، والجوافه، والمانكا، والأكي دنيا، وأشجار الكالكازوارينا، والأوكاليبتس التي تنتج أخشاباً عالية الجودة، إضافة إلى استخدامها كوقود فحمي .
مُنْفَرِدِينَ وفق قصده لا حسب الاتفاق.
تفسير (مرقس 6: 33)  33 فراهم الجموع منطلقين وعرفه كثيرون فتراكضوا الى هناك من جميع المدن مشاة وسبقوهم واجتمعوا اليه.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٣ «فَرَآهُمُ ٱلْجُمُوعُ مُنْطَلِقِينَ، وَعَرَفَهُ كَثِيرُونَ. فَتَرَاكَضُوا إِلَى هُنَاكَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْمُدُنِ مُشَاةً، وَسَبَقُوهُمْ وَٱجْتَمَعُوا إِلَيْهِ».

انظر الشرح (متّى ١٤: ١٣)
تَرَاكَضُوا إِلَى هُنَاكَ لم تكن المسافة طويلة ولعلها لم تزد على ثلاث ساعات. لا نعلم تماماً كم أمضى التلاميذ في صحبةٍ وخِلوة وارتياح مع الرب. ولكن بعضاً ممن رأوا الجهةَ التي كانوا قد ذهبوا إليها نقلوا الخبرَ إلى الآخرين، وسرعانَ ما جاء حشدٌ كبيرٌ من الناس من جميعِ المدن المجاورة وتجمعوا حولَ يسوع. .هل تستطيعون أن تتخيلوا حشدا ضخما من المرضى، والعرج، والناس الفضوليين يتراكضون َ على طول الشاطئ؟ هؤلاء الناس كانوا يائسين. 
وَٱجْتَمَعُوا إِلَيْهِ وجدوا عندما وصلوا إلى هناك نفس الأمر الذي هربوا منه.
تفسير (مرقس 6: 34)  34 فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٤ «فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ رَأَى جَمْعاً كَثِيراً، فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا، فَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيراً». 

لَمَّا خَرَجَ
: هذا يحتمل معنيين وهو أن هذا الخروج كان من السفينة أو من محل الانفراد في البرية. والثاني هو الصحيح لقول يوحنا «فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَلٍ... فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعاً كَثِيراً مُقْبِلٌ إِلَيْهِ» (يوحنا ٦: ٣ و٥). وزاد على ذلك أن وقت العيد كان قريباً وأن الناس كانوا يصعدون إلى أورشليم لأجل ذلك.
انظر الشرح (متّى ١٤: ١٤)
يَسُوعُ رَأَى جَمْعاً كَثِيراً،: يصف إنجيل مرقس منظرا فريدا رآه يسوع فالمدن المحيطة بالبحيرة حينما سعوا عن يسوع أنه متجه إلى هذا المكان ذهبوا مجموعات تجرى وتتجمع فى نقطة تلاقى واحدة صوب السفينة الراسية على الشاطئ التى كان يستقلها المسيح ورأى المسيح من بعيد الجموع المحتشدة أكثر من خمسة ألاف رجل مع نساء وأطفال بلا عدد
فَتَحَنَّنَ : يسوع دائما كان لديه وقت للناس المحتاجين شعر المسيح بمثل هذا الحنوّ سابقاً (متّى ٩: ٣٦).لم يستطع أن يصرِفَهُم ولا أن يرفُضَ أن يعلِمَهُم
ٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ : قال متّى أن المسيح شفى المرضى في الجمع.  ( متى ١٤: ١٤) 14 فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم. " وقال مرقس «ابتدأ يعلمهم» وآثر ذكر التعليم على ذكر الشفاء لأنه الأهم. ولنا من القولين أنه شفى وعلّم.( لوقا ٩: ١١)11 فالجموع اذ علموا تبعوه فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله والمحتاجون الى الشفاء شفاهم."  وشفاء المحتاج من المرض مبنى على الإيمان بيسوع أنه المسيح النبى الآتى من عند الرب وانه قوة الرب (لو 14: 23- 24)23 فقال له يسوع: «ان كنت تستطيع ان تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن». 24 فللوقت صرخ ابو الولد بدموع وقال: «اومن يا سيد فاعن عدم ايماني».  وهذا ألإيمان يحتاج للتعليم والمسيح يقدم التعليم مع تلبيه إحتياج الشخص للشفاء 
وهكذا إندفع المسيح بعاطفة الحب كمعلم الأرواح يبنى نفوسهم بتعاليمه الواعية والتى من صميم حياتهم ومع أن المسيح كان مجهدا هو وتلاميذه إلا أنه ظل يعلمهم كثيرا إلى ساعات كثيرة

إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا.ـ هذه الإستعارة لها أساس في العهد القديم (عد 27: 17)  17 يخرج امامهم ويدخل امامهم ويخرجهم ويدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها. (حز 34: 2- 5) 2 يا ابن ادم تنبا على رعاة اسرائيل تنبا وقل لهم.هكذا قال السيد الرب للرعاة.ويل لرعاة اسرائيل الذين كانوا يرعون انفسهم.الا يرعى الرعاة الغنم. 3 تاكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم. 4 المريض لم تقووه والمجروح لم تعصبوه والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردوه والضال لم تطلبوه بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم. 5 فتشتتت بلا راعي وصارت ماكلا لجميع وحوش الحقل وتشتتت.  (زك 13) قد تكون هذه تلميحا خفيا  يسوع التي في (يوحنا 10)  وقلبهُ الكبير تحركت فيهِ عواطفُ الحنو نحوهم، لذلك بدأ حالاً يعلِمَهُم أشياء كثيرةٍ. بحماسةٍ لا تكلُ ولا تَمل، علَمهُم طوالَ الوقت في ذلك اليوم، ساعياً ليُعَرِفَهُم بالأمور المتعلقةِ بملكوت الله. (متّى ٩: ٣٦ ) 36 ولما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها

تفسير (مرقس 6: 35)  35 وبعد ساعات كثيرة تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء والوقت مضى.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
«٣٥ وَبَعْدَ سَاعَاتٍ كَثِيرَةٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: ٱلْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَٱلْوَقْتُ مَضَى.
 

انظر الشرح (متّى ١٤: ١٥ - ٢١.)
هذه المعجزة الوحيدة التي ذكرها كل من البشيرين وأطال يوحنا الكلام عليها أكثر من غيره. ويظهر من ذلك أنهم رأوها ذات شأن عظيم وكان لها تأثير شديد في الشعب.
 ٱلْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَٱلْوَقْتُ مَضَى.
كان التلاميذ قلقينَ ومهتمينَ بأمر الناس الجياع الذين كانوا مع الرب يسوع طوال النهار، والذي كان كثيرون منهم بعيدين عن منازلهم. وكان الليل على وشك أن يحل َّ( لوقا ٩: ١٢)12 فابتدا النهار يميل. فتقدم الاثنا عشر وقالوا له: «اصرف الجمع ليذهبوا الى القرى والضياع حوالينا فيبيتوا ويجدوا طعاما لاننا ههنا في موضع خلاء».، وبدا أنه من اللطفِ وحكمة التدبير أن يحثّوهم على العودة حالاً إلى مساكنهم المختلفة.
 يشبه كلام التلاميذ كلام موسى مع الرب يتناقشون مع المسيح حول إحتياجات الشعب الجسدية لقد تذكر بنى إسرائيل كيف كان طعامهم فى مصر (عد 11: 4- 5) 4 واللفيف الذي في وسطهم اشتهى شهوة.فعاد بنو اسرائيل ايضا وبكوا وقالوا من يطعمنا لحما. 5 قد تذكرنا السمك الذي كنا ناكله في مصر مجانا والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم. " وقال موسى للرب (عدد 11: 13) 13 من اين لي لحم حتى اعطي جميع هذا الشعب.لانهم يبكون علي قائلين اعطنا لحما لناكل.  " وقال الرب لموسى (عد 11: 18)  18 وللشعب تقول تقدسوا للغد فتاكلوا لحما.لانكم قد بكيتم في اذني الرب قائلين من يطعمنا لحما.انه كان لنا خير في مصر.فيعطيكم الرب لحما فتاكلون. 19 تاكلون لا يوما واحدا ولا يومين ولا خمسة ايام ولا عشرة ايام ولا عشرين يوما 20 بل شهرا من الزمان حتى يخرج من مناخركم ويصير لكم كراهة لانكم رفضتم الرب الذي في وسطكم وبكيتم امامه قائلين لماذا خرجنا من مصر. 31 فخرجت ريح من قبل الرب وساقت سلوى من البحر والقتها على المحلة نحو مسيرة يوم من هنا ومسيرة يوم من هناك حوالي المحلة ونحو ذراعين فوق وجه الارض. 33 واذ كان اللحم بعد بين اسنانهم "
تفسير (مرقس 6: 36)  36 اصرفهم لكي يمضوا الى الضياع والقرى حوالينا ويبتاعوا لهم خبزا.لان ليس عندهم ما ياكلون.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٣٦ اِصْرِفْهُمْ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى ٱلضِّيَاعِ وَٱلْقُرَى حَوَالَيْنَا وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ خُبْزاً، لأَنْ لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ.

( متّى ١٤: ١٥ ) 15 ولما صار المساء تقدم اليه تلاميذه قائلين: «الموضع خلاء والوقت قد مضى. اصرف الجموع لكي يمضوا الى القرى ويبتاعوا لهم طعاما». 
 
 "ﭐِصْرِفْهُمْ لِكَيْ يَمْضُوا .... وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ خُبْزاً".  إن كان عليهم أن يضمنوا طعاماً مناسباً قبل أن يهبط الليل فعليهم أن يهرعوا، إذ لم يتمَّ إعدادِ أي مؤن لهم في ذلك المكان المهجور النائي، وكان هذا رأى التلاميذ. كان رأى بصرف الناس لكى يبتاعوا طعاما ويبيتوا فى القرى المجاورة وإنتظروا رأى المسيح !!!
تفسير (مرقس 6: 37)  37 فاجاب وقال لهم اعطوهم انتم لياكلوا.فقالوا له انمضي ونبتاع خبزا بمئتي دينار ونعطيهم لياكلوا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٣٧ فَأَجَابَ: أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا. فَقَالُوا لَهُ: أَنَمْضِي وَنَبْتَاعُ خُبْزاً بِمِئَتَيْ دِينَارٍ وَنُعْطِيهُمْ لِيَأْكُلُوا؟

 
«أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا»". إن مطلب ربنا لابد أنه قد أدهش تلاميذه. فلم يكن لديهم شيء ليشاركون الآخرين به، وما كانوا يعرفون كيف يحصلون على الطعام. لقد كانت رغبته هو أن يدربهم على تحسس حاجات الناس ومسؤوليتهم فيما يخص ذلك، كما أنه ليود أن نهتم اليوم بالمجاعة الروحية التي تحيط بالجميع 
 إن إطعام الجموع في مناسبتين منفصلتين لابد أنه قد أعاد إلى ذهن ذلك الشعب تلك النبوءات وجعلهم يتساءلون فيما إذا لم يكن يسوع المسيح هو الذي طالما تم التنبؤ عنه لوقت طويل.     عندما أخرج اللهُ اسرائيلَ من مصر رَتّبَ لهم مَائِدَةً فِي الْبَرِّيَّةِ (مز 78: 19). أعطى الرب يسوع الجموع الجائعة، الذين تبعوه وأصغوا إليه طوال النهار، مثلاً عن القدرة الكلية نفسها.
لم ينظر التلاميذ إلى السماء . وعندما بكى بنى إسرائيل فى البرية وإشتهموا قدور اللحم والطعام الذى كانوا ياكلونه فى مصر تحير موسى وقال ( عدد ١١: ١٣ و٢٢ )  13 من اين لي لحم حتى اعطي جميع هذا الشعب.لانهم يبكون علي قائلين اعطنا لحما لناكل 22 ايذبح لهم غنم وبقر ليكفيهم ام يجمع لهم كل سمك البحر ليكفيهم "
ولم يشعروا بعد بمخازن الرب المملوءة خبزا وطعاما وخيرات بلا حصر بل نظروا إلى جيوبهم فوجدوا نحاسا زفضة وذهبا الذى فيها لا يشبع جائعا حسبوها الطعام الأرضى لهذا العدد فةجدوها أنه يلزمهم مئتا دينارا ذهبيا ليعطوا كل واحد كسرة لا تشبع ولا تغنى عن الجوع ودائما حسابات الإنسان وتدبيرة بفكره البشرى بالناقص  " "تقيل، وزنت بالموازين فوجدت ناقصا." (دا 5: 27).
بِمِئَتَيْ دِينَارٍ . وهذا كان أجرة الفاعل في عصر المسيح فى  مئتي يوم (متّى ٢٠: ٢ و٩ و١٣).2 فاتفق مع الفعلة على دينار في اليوم وارسلهم الى كرمه.   9 فجاء اصحاب الساعة الحادية عشرة واخذوا دينارا دينارا. 13 فقال لواحد منهم: يا صاحب ما ظلمتك! اما اتفقت معي على دينار؟ "
قال فيلبس «لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ (بذلك المبلغ) بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئاً يَسِيراً» (يوحنا ٦: ٧). ولم يُذكر هذا القدر من الدنانير لوجوده في خزانه المسيح وتلاميذه بل لبيان ضرورية قولهم اصرف الجموع لكي يبتاعوا في القرى ما يحتاجون إليه. وكان المتكلم فيلبس بين المسيح والرسل في ذلك الأمر(يوحنا ٦: ٣ الخ )  وأراد المسيح امتحان إيمانه بما قاله له (يوحنا ٦: ٦).6 وانما قال هذا ليمتحنه، لانه هو علم ما هو مزمع ان يفعل.
تفسير (مرقس 6: 38)  38 فقال لهم كم رغيفا عندكم.اذهبوا وانظروا.ولما علموا قالوا خمسة وسمكتان.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٨ فَقَالَ لَهُمْ: كَمْ رَغِيفاً عِنْدَكُمْ؟ ٱذْهَبُوا وَٱنْظُرُوا. وَلَمَّا عَلِمُوا قَالُوا: خَمْسَةٌ وَسَمَكَتَانِ.
 
 فَقَالَ لَهُمْ: كَمْ رَغِيفاً عِنْدَكُمْ؟ ٱذْهَبُوا وَٱنْظُرُوا.:
كان قد كُتِبَ عن المسيح  المسيا المنتظر الموعود قبل قرون من مجيئه إلى العالم: "مَسَاكِينَهَا أُشْبِعُ خُبْزاً" (مز 132: 15)، وأيضاً "كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ" (أش 40: 11).  كان اليهود عندما يذهبون لمسافات بعيدة ولمدة طويلة يأخذون معهم طعاما "زادا" حتى يرجعوا لمنازلهم مرة أخرى 
أرسلهم ليروا كم رغيفاً عندهم مع الشعب لا لأنه لم يعلم ذلك بل ليفيد التلاميذ ما يمنعهم وغيرهم من أن يقولوا بعد إشباع الجمع أن ذلك لم يكن معجزة لإمكان توهمهم أنه كان عندهم مؤونة وافرة من الخبز.
"كَمْ رَغِيفاً عِنْدَكُمْ؟"  : نعلم من الروايات الأخرى (الواردة في الأناجيل) أن أندراوس كان قد اكتشف وجود غلامٍ معه خمسة من الأرغفة التي كان الناسُ معتادين عليها، وسمكتين صغيرتين. لقد اقترح أحدهم أن ذاك إنما كان غداءَ الغلام الخاص وإنجيل لوقا يقول أنه صبى صغير دست له أمه فى مخلاته قبل أن يخرج من البيت هذه الخبزات مع سمكتين فالم طيبة فى حنانها على ولدها حددت الرقم فى المعجزة خمس خبزات وسمكتين هما  إفراز حنان أم مع حنان أب من المسيح نحو الشعب ليعطى بعد ذلك غذاءا سريا للعالم ولا ريب أن ألم دست هذه الأرغفة الخمسة والسمكتين لعل أحد يقابله فى الطريق يشارك الصغير فى غذائه ففيض الأم على إبنها قابله فيض المسيح لشعبه - وقد أعطى الصبى كلُّ طعامه لكي يقتات الآخرون عليه هكذا شرب الصبى من أمه لبن افيمان وظهر فى عطاؤه . ورغم ضآلة كميته، أمكن ليسوع المسيح أن يستخدمه بشكلٍ كبيرٍ. في الحالات الطارئة التي نمرُّ بها، عادةً ما نسأل "من أين؟" و"كيف؟" متناسين أنه ما من شيءٍ صعبٌ أمام الرب. فذاك الذي يُكَثِّرُ الحبوب المبذورة في الأرض يمكنه أن يأخذ القليل الذي نأتي به ويجعله كافياً لسدِ حاجات الكثيرين.

 قَالُوا: خَمْسَةٌ وَسَمَكَتَانِ.  :
لم يكن لديهم ما يكفي حتى لأنفسهم. يسوع كان يستغل هذه الفرصة ليظهر لتلاميذه أن ما كان لديهم كان كافيا وأكثر إن أعطي له وإن آمنوا به .. إنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان  إنه ليس بعدد الأرغفة بل ببركة الرب "بركة الرب هي تغني، ولا يزيد معها تعبا." (أم 10: 22).وهنا يقف الفكر عاجزا عن تفسير مجرى الإحداث  ألم يعرف يسوع من معه وجود الأرغفة بمع صبى وعددها ؟ الطبع يعرف ولكنه كنوع من تدريب التلاميذ وحتى يعرف جميع الشعب أن يسوع وتلاميذه أ ليس عندهم طعاما أمر يسوع تلاميذه بالبحث فى وسط الدموع عمن معه طعاما وعرف الشعب أنه كانوا خمسة أرغفة وسمكتين
عندما كان هناك جوعا فى إسرائيل أيام إليشع النبى ( ٢ملوك ٤: ٤٣) 43 فقال خادمه ماذا.هل اجعل هذا امام مئة رجل.فقال اعط الشعب فياكلوا لانه هكذا قال الرب ياكلون ويفضل عنهم. 44 فجعل امامهم فاكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب" ( لوقا ٩: ١٣ )  13 فقال لهم: «اعطوهم انتم لياكلوا». فقالوا: «ليس عندنا اكثر من خمسة ارغفة وسمكتين الا ان نذهب ونبتاع طعاما لهذا الشعب كله».( متّى ١٤: ١٧ ) 17 فقالوا له: «ليس عندنا ههنا الا خمسة ارغفة وسمكتان». 18 فقال: «ائتوني بها الى هنا».
 كانت الأرغفة من دقيق الشعير أتى ولد بها وبالسمكتين (يوحنا ٦: ٩).9 «هنا غلام معه خمسة ارغفة شعير وسمكتان، ولكن ما هذا لمثل هؤلاء؟» 
تفسير (مرقس 6: 39)  39 فامرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٩ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوا ٱلْجَمِيعَ يَتَّكِئُونَ رِفَاقاً رِفَاقاً عَلَى ٱلْعُشْبِ ٱلأَخْضَرِ.

رِفَاقاً رِفَاقاً : هذا المصطلح حرفيا sumpinō sumpinō، (صحبة، رفقة) تدل على المعنى "يستعد لتناول الطعام". يبدو أن يسوع يأمر التلاميذ بأن ينظموا الجمع لأجل توزيع الطعام عليهم بتشكيلة مألوفة
من فعل رفق فى اللغة العربية رفُق الشَّخصُ :صار صديقًا لغيره مصاحبًا له، : مُرافق ومُصاحب أى قسمهم جماعات مترافقين أو متقاربين كأصدقاء أو عائلات أو من بلدة واحدة متعارفين أتى ذاك تسهيلاً لتوزيع الخبز.
أما التنظيم فى جماعات فهو ليجمع الرجال والنساء والأولاد بحسب هويتهم لكل مدينة أو قرية وأما الصفوف فهى لتسهل التوزيع بأسرع ما يمكن دون إغفال أحد فى الخدمة وهذا ا: 9- 10) 9 كنت ارى انه وضعت عروش وجلس القديم الايام.لباسه ابيض كالثلج وشعر راسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة. 10 نهر نار جرى وخرج من قدامه.الوف الوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه.فجلس الدين وفتحت الاسفار "

عَلَى ٱلْعُشْبِ ٱلأَخْضَرِ هذا تفصي ٌل من شاهد عيان وهو بطرس هذا يدل أيضا على وقت قريب من عيد الفصح في الربيع أن عيد الفصح (الذي كان يومئذ قريباً) في 14 نيسان (يوحنا ٦: ٤).4 وكان الفصح، عيد اليهود، قريبا.
تفسير (مرقس 6: 40)  40 فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة وخمسين خمسين.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤٠ فَاتَّكَأُوا صُفُوفاً صُفُوفاً: مِئَةً مِئَةً وَخَمْسِينَ خَمْسِينَ.

"فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوا الْجَمِيعَ يَتَّكِئُونَ".
بسُلْطةٍ، أمر المخلص تلاميذه أن يجلسوا الحشدَ المتجمهر جماعاتٍ على العشب الأخضر، حيث يمكن القيام بخدمتهم على نحوٍ أفضل. وأطاعوا أمرهُ. فَاتَّكَأُوا صُفُوفاً صُفُوفاً: مِئَةً مِئَةً وَخَمْسِينَ خَمْسِينَ"، ومن غير شك كانوا يتساءلون عما سيحدث بعد ذلك، وعن السبب في اعتراضه على إرجاع الناس إلى بيوتهم على عجل. إن الأمر الذي أصدره الرب بأن يجعل الناس يجلسونَ كان له مغزى. فإذ يجلسون على الأرض كانوا يصيرون جميعهم على مستوى واحد. وتختفي الفوارق في المنزلةِ الاجتماعيةِ. لقد كان في ذلك ترسيخٌ لعقيدة "اللا فرق".
تفسير (مرقس 6: 41) 41 فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الارغفة واعطى تلاميذه ليقدموا اليهم.وقسم السمكتين للجميع.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤١ فَأَخَذَ ٱلأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ وَٱلسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ، وَبَارَكَ ثُمَّ كَسَّرَ ٱلأَرْغِفَةَ، وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا إِلَيْهِمْ، وَقَسَّمَ ٱلسَّمَكَتَيْنِ لِلْجَمِيعِ،

قَسَّمَ ٱلسَّمَكَتَيْنِ أحب مرقس التفصيل فذكر توزيع السمكتين دون غيره.
وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ، وَبَارَكَ :
قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية - شرح كلمة " بارك | يبارك | بركة | مبارك " البركة (عكس لعنة)،وهى إعطاء الشكر للرب وأصلها فى العبرية : " مبارك أن ايها الرب إلهنا ملك العالم ، الذى يخرج الخبز من الأرض"
 وتَرِد لفظة "بارك" ومشتقّاتها كثيرًا في الكتاب المقدس. فقد تشير إلى مباركة الناس الله (مز 103: 1؛ 134: 1) "باركي يا نفسي الرب" أي أشكرى الرب واحمدي أعماله وأثنى عليها ومجدّي الرب من أجلها. وقد تشير إلى مباركة الناس (تك 49؛ تث 33) ومعناها نقل البركة إليهم وطلبها من الرب لهم. ومن هذا القبيل بركة هرون وبنيه لبني إسرائيل (عد 6: 23-27). وعماد البركة أن الرب يبارك الناس، أي يمطر عليهم من نعمة، ويزيد غلاتهم ويلطف بعائلاتهم (تك 12: 2، 3). وقد بارك المسيح تلاميذه قبلما صعد (لو 24: 50، 51).
تدل كل السجلات منذ أقدم العصور على أن منح البركة أو النطق بها كان أمرًا مألوفًا. وفى خدمة الهيكل كانت هذه هي مهمة هارون وبنيه، وكانت لهذه الخدمة مكانة خاصة. ونجد صورة هذه البركة في سفر العدد (عد 6: 22-27). وهناك إشارات لهذه البركة في مواضع أخرى (لا 9: 22؛ تث 10: 8؛ 2 أخ 30: 27). ثم أعطيت توجيهات دقيقة بشأن هذه الخدمة، كما كانت هناك تجهيزات خاصة تسبق هذا الجزء من الخدمة.]

وكان الشعب لا يأكل قبل أن ياتى النبى ويبارك الذبيحة ( ١صموئيل ٩: ١٣ )  13 عند دخولكما المدينة للوقت تجدانه قبل صعوده الى المرتفعة لياكل.لان الشعب لا ياكل حتى ياتي لانه يبارك الذبيحة.بعد ذلك ياكل المدعوون.فالان اصعدا لانكما في مثل اليوم تجدانه. " وكالعادة كان المسيح يكسر الخبز ويبارك كما فعل مع تلمبذى عمواس  ( متّى ٢٦: ٢٦) "وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز، وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال: «خذوا كلوا. هذا هو جسدي»."
 إذ أخذ الطعامَ من يدي أندراوس أو من ذلك الغلام المتوقع، قدّم الرب يسوع شكراً، وبدأ يكسر الخبز ويقسمُ الأسماك، مناولاً الزاد إلى التلاميذ، لكيما بدورهم يمررونه إلى الحشد الجائع الذين كانوا ينظرون في عجبٍ ودهشةٍ. عندما كسر الرب يسوع الخبز وأعطاه لتلاميذه لكي يمررونه إلى الجموع،
وترتبط معجزة الخمس خبزات بسر الإفخارستيا " سر الشكر"  نقرأ فى إنجيل يوحنا أن المسيح بعدما صنع معجزة الخمس خبزات (يو 6: 14- 15) والسير على الماء (يو 6: 16- 21) يبدأ المسيح فى الكلام عن سر الإفخارستيا ومفهوم كسر الخبز الجسد (يو 6: 22- 71) ويزداد الطقس وضوحا لن الزمن الذى صنع فيه المسيح هذه المعجزة كان قبل الفصح بقليل وكأنما كان يريد أن يكعمهم جسدةبيديه علنا وجهارا قبل أن ياكلوه بالسر على المائدة
تفسير (مرقس 6: 42)  42 فاكل الجميع وشبعوا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤٢ فَأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا،

خلق الرب آدم وحواء فى جنة بها طعاما لا يتعبون فى إنتاجه وعندما أخطأوا طردهم الرب لأرض الشقاء وبمعجزة إكثار الخمس خبزات والسمكتين زاق الشعب جنة عدن كما ذاق المن والسلوى لقد أراد المسيح أن يعود بالمتعبين الذين تبعوه ليذيقهم يوما من ايام الفردوس فى حضرة إبن الإنسان فأطعمهم خبز الراحة فأكلوا حتى شبعوا أى إمتلأوا لقد زال الشقاء عن الإنسان لقد هزأ المسيح بالحرث والزرع والمبيدات والآفات والحصادات فرغيف الخبز يكفى ألفا ويقينا ولو كانوا خمسين ألفا لكان كفاهم الخمس أرغفة
تبين أن هناك طعام وافر كافي للجميع. لم يحتجْ أحدٌ لأن يذهب جائعاً من تلك المائدة التي أقامها الربُ يسوع المسيح.
تفسير (مرقس 6: 43)  43 ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة ومن السمك.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
43 ثُمَّ رَفَعُوا مِنَ ٱلْكِسَرِ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُّوَةً، وَمِنَ ٱلسَّمَكِ.

لم يكن الجميعُ راضينَ وحسب، بل عندما انتهت الوليمة كانت هناك سلالٌ كثيرةٌ باقية إذ كان هناك التلاميذ، ومع ذلك تساءلَ الإثنا عشر كيف أمكن لذلك الطعام أن يكون كافياً لكلّ ذلك العدد!
بنى إسرائيل عائلة مكونة من أولاد الرب أسحبت العائلة المسيحية فى العهد الجديد وأرض إسرائيل بيت الرب أصبخ العالم كله وحينما قال النبى فى العهد القديم "هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام، وجربوني بهذا، قال رب الجنود، إن كنت لا أفتح لكم كوى السماوات، وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع." (ملا 3: 10). فهو يشمل كنيسة العهد الجديد الذين هم جماعة المؤمنين ولا تقتصر على مبنى الكنيسة ورجال الإكليروس
تفسير (مرقس 6: 44)  44 وكان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤٤ وَكَانَ ٱلَّذِينَ أَكَلُوا مِنَ ٱلأَرْغِفَةِ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل».

خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ : ويضيف متى إلى ذلك: "مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ" (متى 14: 21). لذلك كان العدد فعلياً أكثرَ من خمسةِ آلاف  بلا شك، قد خرجوا إلى تلك البرية ليسمعوا المعلم العظيم في ذلك اليوم. تمت هذه المعجزة فى  مكانا واسعا طويلا (مر 6: 33) . 33 فراهم الجموع منطلقين وعرفه كثيرون. فتراكضوا الى هناك من جميع المدن مشاة وسبقوهم واجتمعوا اليه " ومنعزلا (مر 6: 32) 32 فمضوا في السفينة الى موضع خلاء منفردين.  "
سبق تفسير ذلك كله تفصيلاً في الشرح متّى ١٤: ٢٢ - ٣٣.
وفهمت الجموع قيمة يد المسيح وبركته التى أشبعت الجموع والتى أكثرت الخمس خبزات وجعلتها تكفى لإشباع أكثر من خمسة ألاف ةفاض أثنتى عشر قفة هى حتما يد واهب الحياة والحياة الفائضة بلا حدود هذا فهمته الجموع حسيا فأدركواب الفكر أن يسوع هو المسيا وهذا المسيا كما أنبأهم النبياء لا بد أن يملك عليهم فأمسكوه بالقوة ليملك عليهم (يو 6: 14- 15) 14 فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا:«ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم!» 15 واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف ايضا الى الجبل وحده. "  لماذا؟ لأن المسيح لم يصنع وليمة الخبز المكسور لينتهى به الأمر ليكون  "ملك أرضى " لزمن معين ولأرض معينة وينتهى أمره فى سطور بكتب التاريخ  إنصرف يسوع لأن الجموع خيبت آماله ولما عبر المسيح بخيرة طبرية جروا وراءه على الشاطئ الغربى الاخر للبحيرة القريب من بيت صيدا وبخهم على إدراكهم ألقل ووبخهم بشدة (يو 6: 26 و 35 و 48 و 50 و 51)  26 اجابهم يسوع وقال:«الحق الحق اقول لكم: انتم تطلبونني ليس لانكم رايتم ايات، بل لانكم اكلتم من الخبز فشبعتم. 35 فقال لهم يسوع:«انا هو خبز الحياة. من يقبل الي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا. 48 انا هو خبز الحياة. 50 هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي ياكل منه الانسان ولا يموت. 51 انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم».
بل ليكون مسيا ممسوح  من الرب لتتحقق كلمات نبوءة أشعياء النبى فيه  "روح السيد الرب علي، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق." (إش 61: 1). ليكون ملك من نوع آخر ملك وليس لملكه نهاية  العبارة وردت في بشارة الملاك بميلاده "ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لمُلكه نهاية" (لو33:1).32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه 33 ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية».  وهذا أيضًا ما ورد في نبوءة دانيال النبي (دا 7: 14): "فأعطي سلطانًا ومجدًا وملكوتًا، لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة.
لقد كان يسوع يعرف أن معجزة الخمسة خبزات والسمكتين (تمثير الخبز) سيُساء فهمها. وبما أنه ما كان يريد أن يصبح شافيا ، فلم يرد أن يصير مطعما  (يو 6: 15) 15 واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف ايضا الى الجبل وحده. "
لقد جاء ليعلن اآلآب، ولكن الجمع ما كان يستطيع رؤية ذلك أو لا يريد رؤية ذلك. بمعنى ما كان هذا تحقيقا لتجربة إبليس في البرية في إغواء الناس بالخبز [الإطعام الفائق الطبيعة،(مت 4: 3-4) 3 فتقدم اليه المجرب وقال له: «ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا». 4 فاجاب: «مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله».  ] والتى بعدها جربه الشيطان بإعطاؤه سلطان وملك ممالك العالم وبعد معجزة الخمس خبزات والسمكتين جربة أيضا بالجموع الذين إنتظروه ليصيروه ملكا

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 6

5. المسيح يمشى على بحر طبرية (مرقس 6: 45-53)
تفسير (مرقس 6: 45)  45 وللوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
مشي يسوع على الماء (مر 6: 45- 52)
٤٥ «وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا ٱلسَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوا إِلَى ٱلْعَبْرِ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، حَتَّى يَكُونَ قَدْ صَرَفَ ٱلْجَمْعَ».

 
أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا ٱلسَّفِينَةَ : (متّى ١٤: ٢٢ ) 22 وللوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع.   تحول جذرى فى العلاقة بين المسيح وتلاميذه .. لأول مرة تصير لغة المسيح جافة وذات إتجاه واحد فى الأمر بالإلزام السريع وفى الحال لماذا؟ الحقيقة واضحة للعين المفتوحة فالتلاميذ أرادوا أن ينضموا للدمهور المتظاهر الذى أراد أن يمسك المسيح ويسير به فى مظاهرة لكى يملكه بالقوة فالتلاميذ تأثروا من عجيبة الخمس خبزات ورأوا أن رأى الجمهور فى تنصيب المسيح ملكا ولا شم أن إعتقاد اليهود فى المسيا أنه يملك على بيت يعقوب ولكن ملك المسيح ليس أرضيا فإضطرب الموقف وإضطر المسيح أن يستخدم سلطاته فأسرع وفصلهم عن الشعب وألزمهم فى الخال بالدخول إلى داخل السفينة والإقلاع فى الحال بل عين لهم "بيت صيدا" المكان الذيى سيذهبون إليه لكى لا يكون هناك مماحكة ويتزعم التلاميذ الجمهور حتى يستخدم سلطانه فى أن يصرف الشعب الهائج بقوته
والذى يبرهن على صدق وصحة هذا التفسير  ما أكده إنجيل مرقس الذى كان فاهما هذه الحركة الثورية فذكر فى الآية (مر 6: 52) وهذا يشير إلى جهالة التلاميذ الذين أرادوا أن يسندوا ثورة الخمسة ألاف ويتزعموا الذين شبعوا من الخمسة أرغفة لتنصيب المسيح بالقوة وهذا ما يسمى  تاريخيا "بتمرد أو بثورة الجياع"

الذي حمله على ذلك اقتناع الناس الذين شاهدوا المعجزة بصحة دعواه الإلهية ورغبتهم في أن يجعلوه ملكاً على رغمه (يوحنا ٦: ١٥). واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف ايضا الى الجبل وحده. "
  بيت صيدا :  اسم هذه المدينة يعني "بيت النور". وكذلك اسم أرامي معناه "بيت الصيد" (مت 11: 21) يطلق هذا الاسم على مدينتين: وكانت الأخرى تدعى بيت صيدا الجليل، في الجهة الغربية من نهر الأردن قرب بحيرة طبرية بقرب خان منيه. وهي مدينة أندراوس وبطرس وفيلبس (يو 1: 44؛ 12: 21)،
إِلَى بَيْتِ صَيْدَا أي أمرهم أن يسيروا بحراً في جهة تلك البلدة وكانوا وقتئذ شرقيها في أرض تابعة لها (لوقا ٩: ١٠) على أن يلاقوا يسوع في بيت صيدا ويأخذوه معهم إلى كفرناحوم على شاطئ نهر الأردن الغربي ثم يبحروا فى النهر غلى بحر طبرية ثم كفر ناحوم (يوحنا ٦: ١٧) 17 فدخلوا السفينة وكانوا يذهبون الى عبر البحر الى كفرناحوم. وكان الظلام قد اقبل، ولم يكن يسوع قد اتى اليهم.  "

حَتَّى يَكُونَ قَدْ صَرَفَ ٱلْجَمْعَ».: يحتوى إنجيل (يوحنا 6) الكثير من التفاصيل الأخرى عن رد فعل هذا الجمع. النقاط الرئيسية عند مرقس هي تدريب التلاميذ وحنو يسوع، بينما رواية يوحنا تدون كيف حقق يسوع التوقعات اليهودية عن إطعام المسيا لليهود كما فعل موسى (أي المن). لقد حاولوا أن يجعلوه ملكا . هذا يظهر سوء فهمهم لإرسالية يسوع (كما فعل تلاميذه، وعائلته، ورؤساء الدين).
لدينا هنا صورة زمانية تدبيرية عما سيحتمله تلاميذ المسيح هنا  في بحر الزمان العاصف الهائج بينما الرب يتشفع من أجلهم في العلاء.
تفسير (مرقس 6: 46)  46 وبعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلي.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
«٤٦ وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى ٱلْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ.

 مَضَى إِلَى ٱلْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. كان لدى يسوع أوقات صلوات منتظمة. كعادة المعلمين اليهود وسائر الشعب اليهودى فى الصلاة (متّى ١٤: ٢٣ ) 23 وبعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلي. ولما صار المساء كان هناك وحده."  هذا واضح بشكل خاص في إنجيل يوحنا.  (مت 26: 42) فمضى ايضا ثانية وصلى قائلا: «يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك».(مت 26: 44) فتركهم ومضى ايضا وصلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه.(مر 14: 39) ومضى ايضا وصلى قائلا ذلك الكلام بعينه.(لو 18: 1) وقال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلى كل حين ولا يمل:(لو 22: 41) وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى"
فلم يكن الصراع مع التلاميذ والجموع فحسب بل مع الشيطان أيضا الذى تدخل بالوسوسة فى افكار التلاميذ والشعب بأن هناك فرصة جيدة بإعلان يسوع المسيا الملك الآتى بإسم الرب ليجلس على كرسى أبيه داود ويملك على بيت يعقوب
تفسير (مرقس 6: 47)  47 ولما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر وهو على البر وحده.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٤٧ وَلَمَّا صَارَ ٱلْمَسَاءُ كَانَتِ ٱلسَّفِينَةُ فِي وَسَطِ ٱلْبَحْرِ، وَهُوَ عَلَى ٱلْبَرِّ وَحْدَهُ.


وَلَمَّا صَارَ ٱلْمَسَاءُ وهو المساء الثاني بعد المغرب. لكى تصير السفينة فى وسط البحر عند المساء فهذا يعنى أنهم بدأوا فى الإقلاع والنور باق حيث كان المسيح على البر وحده والمسيح كان على أعلى الجبل حيث ذهب ليصلى والجبل هناك يبلغ إرتفاعه العلو الذى يكفى لأن يكشف حتى نصف البحيرة  ليرى ما يحدث فى البحيرة هذا غير القوة الإلهية التى يتمتع بها وأظهرها فى مواقف أخرى
كَانَتِ ٱلسَّفِينَةُ فِي وَسَطِ ٱلْبَحْرِ
بعد إطعام الجموع أشار يسوع لتلاميذه لكي "يَسْبِقُوا إِلَى الْعَبْرِ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا". لم تكن هذه سوى رحلة قصيرة من ذلك المكان إلى جَنِّيسَارَتَ شمال البحيرة، شرقي كفرناحوم . ولكنهم أبحروا إلى كفر ناحوم فى غرب اليحيرة طبرية بدلا من بيت صيدا شرق البحيرة التى امرهم المسيح بالذهاب إليها  ( يوحنا ٦: ١٦ و١٧) 16 ولما كان المساء نزل تلاميذه الى البحر، 17 فدخلوا السفينة وكانوا يذهبون الى عبر البحر الى كفرناحوم. وكان الظلام قد اقبل، ولم يكن يسوع قد اتى اليهم."
بدلاً من أن تكون في مرفأ بيت صيدا وكانت حينئذ لشدة الريح وهياج البحر على أمد «نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثَلاَثِينَ غَلْوَةً» (يوحنا ٦: ١٨ و١٩).
"كَانَتِ السَّفِينَةُ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ". ولكنها كانت على مرمى النظر، وكان قلبه قلقاً على تلاميذه الذين كانوا يعملون جاهدين، مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ، وهم يسعون للوصول إلى وجهتهم المنشودة، والرياح تعاكسهم. أشار أحدهم إلى أن الكلمة التي تُرجمت "مُعَذَّبِينَ" هي نفسها التي تُرجمت إلى " يُعَذِّبُ" الواردة في (2 بطرس 2: 8). إنها تعني أكثر من العمل العضلي المضني. لقد كان التلاميذ في محنةٍ روحيةٍ ذهنية حقيقية وقلق، إذ كانوا خائفين أن تغرق سفينتهم، ويغرقوا هم أنفسهم معها في البحر المتلاطم الأمواج الذي كان يوشك على ابتلاعهم. ولعلهم كانوا أيضاً يعانون من بعضهم البعض فيحمّل كل منهم الآخر مسؤولية الوضع المتقلقل الخطر الذي وجدوا أنفسهم فيه. يا لها من صورة تعبّر عن الحالة الذهنية التي غالباً ما يجد المؤمنون أنفسهم فيها خلال صراعاتهم مع ظروف الدنيا في غياب الرب يسوع عن هذا العالم.
تفسير (مرقس 6: 48)  48 وراهم معذبين في الجذف.لان الريح كانت ضدهم.ونحو الهزيع الرابع من الليل اتاهم ماشيا على البحر واراد ان يتجاوزهم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤٨ وَرَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي ٱلْجَذْفِ، لأَنَّ ٱلرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ. وَنَحْوَ ٱلْهَزِيعِ ٱلرَّابِعِ مِنَ ٱللَّيْلِ أَتَاهُمْ مَاشِياً عَلَى ٱلْبَحْرِ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَاوَزَهُمْ.


وَرَآهُمْ  لا نعرف بالتأكيد إذا ما كان هذا (1) رؤية بالعيان أو (2) معرفة فائقة الطبيعة. 
مُعَذَّبِينَ فِي ٱلْجَذْفِ، هذه تأتي من اليونانية إلى االإنكليزية بالكلمة "torture". لقد كان تجذيفا ضد اتجاه الريح. كانوا يجدفون بلا طائل والسفينة لا تتحرك لأن الريح المضادة تقذب المركب نحو الشاطئ راجعة بظهرها فالمركب كانت متجهة نحو الغرب
 ٱلْهَزِيعِ ٱلرَّابِعِ مِنَ ٱللَّيْلِ   في التوقيت الروماني كانت هذه تعني الساعة 3 صباحا حتى 6 صباحا
 أَتَاهُمْ مَاشِياً عَلَى ٱلْبَحْرِ كان هذا معجزة طبيعية أخرى من يسوع بهدف تقوية إيمان التلاميذ. لقد شهدوا قوته وقدرته وسلطته بطر ٍق مختلفة كثيرة. ولكنهم كانوا لا يزالون غير فاهمين؛ كانوا لا يزالون خائفين (مر 6: 49- 50) ومتحيرين(مر 6: 51)
ربما كان القصد من هذه المعجزة أن تحقق (أيوب 9: 8) 8 الباسط السموات وحده والماشي على اعالي البحر. ( أي 38: 16) 16 هل انتهيت الى ينابيع البحر او في مقصورة الغمر تمشيت. (مز 77: 19) . 19 في البحر طريقك وسبلك في المياه الكثيرة واثارك لم تعرف.  (أش 43: 16) 16 هكذا يقول الرب الجاعل في البحر طريقا وفي المياه القوية مسلكا " كان يسوع يقوم بأعمال إلهية يتكلم عنها العهد القديم (مر 6: 52)
لما رأى المسيح أن إيمانهم ناقص ولم يكمل بعد حتى أنه بالرغم من رؤيتهم للمسيح ماشيا ظنوه خيالاأراد أن يتجاوزهم ليوبخهم على عجم إيمانهم ولليعرفوا أهم محتاجين لقوته الإلهية تماما كما حدث مع تلميذى عمواس إذ بعد ما وبخهم على عدم إيمانهم وهم سائرين معه على الطريق وإبتدأ يشرح لهما من الكتب والمزامير والنبياء عن أن المسيح يتحتم أن يموت ويقوم وبعد هذا كله فأراد أن يتخطاهما لما قربت قريتهما التى كانا ذاهبين إليها مما جعلهما يمسكان فيه همعجزة السير على الماء هى تسلسل فى إظهار المسيح لقوته الخارقة للطبيعة متحديا جاذبية الأرض ( لو ٨: ١٧ و١٨  ) 17 لانه ليس خفي لا يظهر ولا مكتوم لا يعلم ويعلن. 18 فانظروا كيف تسمعون! لان من له سيعطى ومن ليس له فالذي يظنه له يؤخذ منه».
وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَاوَزَهُمْ (مر 6: 48) أي أن يتركهم وراءه وهذا ظنّ منهم لما رأوه مقترباً منهم وهو يمشي على الماء. وترك مرقس هنا ما ذكره متّى من أمر بطرس حينئذ إذ نزل إلى البحر لملاقاة يسوع ولعلّ سبب ذلك كتابة مرقس إنجيله بإرشاد بطرس وأن بطرس لم يسمح له أن يكتب ذلك لعدم أهمية أعماله بالنسبة إلى أعمال المسيح.( لوقا ٢٤: ٢٨ ) 28 ثم اقتربوا الى القرية التي كانا منطلقين اليها وهو تظاهر كانه منطلق الى مكان ابعد.
. لا يبدو أن هذا يلاءم السياق ما لم يعني ربطه بــ (أيوب 9: 8 و 11)  في الحاشية في TEV يأتي القول "ينضم إليهم". هذا َالفعل لا يحوي هذه الدلالة في (لو 12: 32) (لو 17: 7)
تفسير (مرقس 6: 49)  49 فلما راوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤٩ فَلَمَّا رَأَوْهُ مَاشِياً عَلَى ٱلْبَحْرِ ظَنُّوهُ خَيَالاً، فَصَرَخُوا،
 
مع بزوغ أول أشعة الفجر في الأفق "نَحْوَ الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ"، أي في الساعة بين الثالثة والسادسة صباحاً في توقيتنا الحالي، نزل يسوع من الجبل وجاء ماشياً على وجه المياه.  غظنوه خيالا كان من المفروض أن تأتى هذه ألاية قبل الاية السابقة لأن المسيح لما وحدهم غير قادرين أن يتحققوا من شخصه لعدم إيمانهم وإنغلاق أعينهم عن معرفته أراد أن يتجازهم توبيخا لحالهم حتى وإن كان الظلام ووالضباب قد حال دون الرؤية العينية الواضحة ولكن يقول البعض أن إيمان التلاميذ بالمسيح له دلالة فكان لا بد من طلب المعونة منه وهو سائر على سطح المياة
لا يستوعب العقل البشرى قوة المسيح الفائقة لطبيعة حتى ولو رأوها باعينهم غفقول التلاميذ اهم ظنوه خيالا هو تفسير العقل البشرى لهذه الظااهرة ولم تكن هذه هى المرة الوحيدة لعجز العقل البشرى فى هذه المور الفائقة والخارقة للطبيعة فحدث ايضا مثل هذا عندما رأوا المسيح بعد القيامة (مت 28: 17) 17 ولما راوه سجدوا له ولكن بعضهم شكوا. (لو 24: 36- 40) 36 وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم: «سلام لكم!» 37 فجزعوا وخافوا وظنوا انهم نظروا روحا. 38 فقال لهم: «ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر افكار في قلوبكم؟ 39 انظروا يدي ورجلي: اني انا هو. جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي». 40 وحين قال هذا اراهم يديه ورجليه. 41 وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم: «اعندكم ههنا طعام؟»

 ظَنُّوهُ خَيَالاً، فَصَرَخُوا، خيالا ..  هذه الكلمة حرفيا هي كلمة "شبح" ومنها جائت الكلمة الإنجليزية
ph amtom كما في (مت 14: 26) 26 فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين: «انه خيال». ومن الخوف صرخوا! " هذه كلمة قوية تُستخدم للإشارة إلى "الإهتياج والتشوش العقلي والروحي"
كم كان إدراك التلاميذ ضعيفا ، وهم يصارعون الريح والموج، بأنه طوال الوقت كانت عين الرب ترعاهم وقلبه قلقاً عليهم مهتماً بهم. كم سريعٌ هو تناسينا، وإذ نحن "نصارع خلال وجهتنا إلى السماء" فإن رئيس كهنتنا العظيم صانه الخليقة والمتحكم فى الطبيعة لا ينفك ينظر إلينا من العلاء ويشفع فينا بلا انقطاع.
تفسير (مرقس 6: 50)  50 لان الجميع راوه واضطربوا.فللوقت كلمهم وقال لهم ثقوا.انا هو.لا تخافوا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٥٠ لأَنَّ ٱلْجَمِيعَ رَأَوْهُ وَٱضْطَرَبُوا. فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ: ثِقُوا. أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا.

يبدو أن يسوع كان على وشك أَنْ يَتَجَاوَزَهُمْ عندما صرخ التلاميذ المرتعبون، ظناً منهم أنه خَيَال. فكشف لهم ذاته 
ثِقُوا.: هذا أمر مضارع مبني للمعلوم يستخدمه غالبا يسوع ( مت 9: 2 و 22)  2 واذا مفلوج يقدمونه اليه مطروحا على فراش. فلما راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج: «ثق يا بني. مغفورة لك خطاياك». 22 فالتفت يسوع وابصرها فقال: «ثقي يا ابنة. ايمانك قد شفاك». فشفيت المراة من تلك الساعة.  ( مت 14: 27)  27 فللوقت قال لهم يسوع: «تشجعوا! انا هو. لا تخافوا». (مر 6: 50) ( مر 10: 49) 49 فوقف يسوع وامر ان ينادى. فنادوا الاعمى قائلين له: «ثق. قم. هوذا يناديك». (يو 16: 33) ققد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: انا قد غلبت العالم». (أع 23: 11)  وفي الليلة التالية وقف به الرب وقال:«ثق يا بولس! لانك كما شهدت بما لي في اورشليم، هكذا ينبغي ان تشهد في رومية ايضا»
وقال: "«ثِقُوا. أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا»". واضخ أن المسيح كان يدرك وضعه الفائق فى منظره وفى سيره فوق المياة فتكلم فى الحال ليسمعوا صوته ويتعرفوا عليه ، بقوله اشهر إصطلاح إلهى كان يطلقه على نفسه  والخاص به وحده " أنا هو" فالعلامة علمة من هو التى لا تخطئ عند سماعها  وقد قال المسيح عن نفسه عبارة "أنا هو" أكثر من 40 مرة فى العهد الجديد إشاره إلى أنه الرب يهوه الذى معناه "أنا هو الكائن"
لاَ تَخَافُوا.: . هذا أمر مضارع مبني للمتوسط وجود المسيح ذاته وجوده القلب سلاما وطمأنينة وكان يسوع يقول عبارة  "لا تخافوا" كثيرا ليعطى ثقة فى النفس  ( مت 10: 26) فلا تخافوهم. لان ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف.(مت 10: 28) ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم.(مت 10: 31) فلا تخافوا. انتم افضل من عصافير كثيرة. (مت 14: 27) فللوقت قال لهم يسوع: «تشجعوا! انا هو. لا تخافوا». ( مت 17: 7) فجاء يسوع ولمسهم وقال: «قوموا ولا تخافوا».( مت 28: 10) فقال لهما يسوع: «لا تخافا. اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونني» (لو 1: 30) فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله.ل(.لو 2: 10) فقال لهم الملاك: «لا تخافوا. فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب:( لو 12: 4) ولكن اقول لكم يا احبائي: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر. (لو 12: 7) بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة! فلا تخافوا. انتم افضل من عصافير كثيرة!
وقد تربط عبارة "لا تخافوا" من جديد بموسى (خر 14: 13) 13 فقال موسى للشعب لا تخافوا.قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم.فانه كما رايتم المصريين اليوم لا تعودون ترونهم ايضا الى الابد. (خر 10: 20)20 ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يطلق بني اسرائيل " يسوع كان موسى الجديد أو المتكلم اإلإلهي الجديد (تك 15: 1) 1 بعد هذه الامور صار كلام الرب الى ابرام في الرؤيا قائلا: «لا تخف يا ابرام. انا ترس لك. اجرك كثير جدا».  ( يش 8: 1) 1 فقال الرب ليشوع لا تخف ولا ترتعب.خذ معك جميع رجال الحرب وقم اصعد الى عاي.انظر.قد دفعت بيدك ملك عاي وشعبه ومدينته وارضه.
تفسير (مرقس 6: 51)  51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح.فبهتوا وتعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٥١ فَصَعِدَ إِلَيْهِمْ إِلَى ٱلسَّفِينَةِ فَسَكَنَتِ ٱلرِّيحُ، فَبُهِتُوا وَتَعَجَّبُوا فِي أَنْفُسِهِمْ جِدّاً إِلَى ٱلْغَايَةِ،


 لم يذكر إنجيل مرقس بشكل ملاحظ رواية سير بطرس وغرقه على المياه  التى وردت فى إنجيل (مت 14: 28- 31) . 28 فاجابه بطرس: «يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء». 29 فقال: «تعال». فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء لياتي الى يسوع. 30 ولكن لما راى الريح شديدة خاف. واذ ابتدا يغرق صرخ: «يا رب نجني». 31 ففي الحال مد يسوع يده وامسك به وقال له: «يا قليل الايمان لماذا شككت؟» 
مندهشين فوق العادة، استقبلوه في السفينة وسرعان ما هدأت الريح. ذكرت فى إنجيل متى تفاصيل أكثر ، لكي يتم التركيز على أن مجيئه قد أسكت العاصفة.
تفسير (مرقس 6: 52)  52 لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٥٢ لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِٱلأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً».


لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِٱلأَرْغِفَةِ   ذكر ذلك بياناً لسبب غرابة تعجبهم. وكان يجب عليهم أن يستنتجوا من معجزة الأرغفة أن المسيح قادر على كل معجزة كالمشي على الماء وغيره من المعجزات وعلى إنقاذهم من خطر اضطراب البحر وعلى تسكين الريح.
كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً  هذا اسم فاعل تام مبني للمجهول. هذا مفهوم لاهوتي صعب. هل يدل هذا (مبني للمجهول) على أن الرب أو الروح القدس أقلق أذهانهم؟ على الأرجح أنه عبارة اصطلاحية تدل على تحيزاتهم الذاتية وتقاليدهم اليهودية التي أعمتهم عن الحقائق الواضحة جدا في أعمال وأقوال يسوع (مر 8: 17- 18) هذا "الإنسان" لم يكن يتلاءم مع أي تصنيف يعرفونه (مر 4: 13 و 40) (مر 7: 18) . هذا موضوع متكرر في إنجيل مرقس
غلظة القلب
: وتعنى بلا حساسية insensible, عمى blindnes والعجيب أن المسيح نبههم عن هذا الأمر بقوله "تحرزوا من خمير الفريسيين" فحسبوه يقول خذوا معكم خبز فقال لهم (مر 8: 17- 18)
ورد فعل التلاميذ عما شاهدوه فالسير على الماء أعجوبة فأظاهر شخصة الإلهى بالقول "أنا هو" لكى يدركوا قوته وإخماد العاصفة وتحولها إلى سكون كامل أحدث صدمة فى تفكير التلاميذ وإذا كانت عقولهم لم تستطع تفسير ما شاهدوه إكتملت المشاهد بسكون العاصفة بمجرد دخول المسيح السفينة وبلغ حد إنفعال التلاميذ حد الصمت والذهول ويبدو أن نظرة التلاميذ للمسيح كانت لا تتعدى نظرة الذين أكلوا وشبعوا من الخمس خبزات والسمكتين وذكر إنجيل مرقس يصف حالهم بأنه "غلظة القلب " وتعتبر هذه الغلظة سقطة فى تفكير التلاميذ عن من هو المسيح إذ أنه لم يتعد عندهم مستواه إلا عن أن يكون ملكا وهو أكبر منصب ارضى يمكن أن يعطى لإنسان فهو يوفر لهم خبز الراحة كالمن الذى نزل من السماء أيام موسى النبى يجمعونه ويأكلونه بعد إستيقاظهم من النوم بلا تعب وهذا السبب الذى جعل يسوع يعلن تجليه على وجه المياة بتعريف بلاهوته إذ قال بصريح اللفظ "أنا هو" لكى يدركوا أنه ليس ملكا بل هو يهوه ذاته أى عدم إدراك روحى خالص وتوقف عند حد الإعجاب وإنضموا للخمسة ألاف فى الرأى لكى يملكوا المسيح بالقوة كمسيا الملك فيكسب الجميع فللشعب طعاما مجانا وسلطة ومناصب للتلاميذ كان سيحدث هذا لولا أن المسيح ألزمهم بالبحار إلى بيت صيدا ففصلهم عن الجموع
أي لم تتأثر قلوبهم بسهولة مما شاهدوه من معجزات المسيح وسمعوه من تعليمه. ولكن هذه الحال تبدلت بعد حلول الروح القدس عليهم.
تفسير (مرقس 6: 53)  53 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت وارسوا

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 إ
ظهار المسيح قدرته على شفاء أمراض مختلفة في سهل جنيسارت (مر 6: 53- 56)
٥٣ «فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ وَأَرْسَوْا».

أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ انظر الشرح متّى ١٤: ٣٤. كانت مدينة كفرناحوم في جوار تلك الأرض ولذلك ذكر يوحنا أنهم أتوا إليها (يوحنا ٦: ٢٤ و٢٥). أرض جينسارت هى سهل جينسارت وهو سهل خصيب أهضر يبلغ طوله ثلاثة أميال وعرضة ميلا واحدا وهو يقع جنوب كفر ناحوم بتحقيق يوسيفوس المؤرخ اليهودى  راجع تفسير وشرح (يوحنا 6:  1- 14)
 لم يذهب يسوع معهم. ولكن بعد انطلاقهم مضى إلى الجبل لكي يكون وحده مع الآب ليناجيه في الصلاة.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 6

6. اشفاء كل الذين لمسوه (مرقس 6: 54-56)
تفسير (مرقس 6: 54)  54 ولما خرجوا من السفينة للوقت عرفوه.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
«٥٤ وَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ ٱلسَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ عَرَفُوهُ،


انظر الشرح فى تفسير (متّى ١٤: ٣٥ و٣٦.)
الأمور المذكورة هنا شغلت زمناً ليس بقصير كان المسيح يجول فيه ذاهباً آيباً يشفي مرضى كثيرين. وزاد مرقس على ما ذكره متّى أن المرضى حُملوا على أسرة وأُتي بهم إلى المسيح وأنهم وُضعوا في الأسواق التي كان يمرّ بها لكي يراهم ويعتني بهم. ولنا من ذلك أدلة قاطعة على قوة المسيح العجيبة وحنوه الغريب وإيمان الجموع الكثيرة به. ولم يكن هذا الإيمان خالياً من الأوهام إذ ظنوا أن لمس المسيح ضروري لنوال الشفاء منه ولكن تلك الأوهام لم تحرمهم من إدراك النفع من المسيح.
عندما أرسوا على شواطئ جَنِّيسَارَتَ في نهاية المطاف، كانوا لم يزالوا في السفينة عندما بدأت جموع الناس تُقبل نحو يسوع من كل تلك المنطقة.
تفسير (مرقس 6: 55)  55 فطافوا جميع تلك الكورة المحيطة وابتداوا يحملون المرضى على اسرة الى حيث سمعوا انه هناك.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٥٥ فَطَافُوا جَمِيعَ تِلْكَ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُحِيطَةِ، وَٱبْتَدَأُوا يَحْمِلُونَ ٱلْمَرْضَى عَلَى أَسِرَّةٍ إِلَى حَيْثُ سَمِعُوا أَنَّهُ هُنَاكَ.

"ولما رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها." (مت 9: 36). هذه تظهر الحاجة، والتشوش، وقدرة يسوع. كانت هذه أيضا درسا على الأولوية للناس. يسوع دائما كان لديه وقت لأجلهم.
لم يستطع أن يحتجب: فسمعته وشهرته سبقته إلى هناك. وَابْتَدَأُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى عَلَى أَسِرَّةٍ متضرعين إليه أن يشفيهم. وبينما راح ينتقل من قرية إلى أخرى، ومن مدينة إلى أخرى،
تفسير (مرقس 6: 56)  56 وحيثما دخل الى قرى او مدن او ضياع وضعوا المرضى في الاسواق وطلبوا اليه ان يلمسوا ولو هدب ثوبه.وكل من لمسه شفي

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٥٦ وَحَيْثُمَا دَخَلَ إِلَى قُرىً أَوْ مُدُنٍ أَوْ ضِيَاعٍ، وَضَعُوا ٱلْمَرْضَى فِي ٱلأَسْوَاقِ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا وَلَوْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. وَكُلُّ مَنْ لَمَسَهُ شُفِيَ!».

وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا وَلَوْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. : هذه تشير إلى "شال الصلاة" الخاص به (عد 15: 48- 40 )  38 كلم بني اسرائيل وقل لهم ان يصنعوا لهم اهدابا في اذيال ثيابهم في اجيالهم ويجعلوا على هدب الذيل عصابة من اسمانجوني. 39 فتكون لكم هدبا فترونها وتذكرون كل وصايا الرب وتعملونها ولا تطوفون وراء قلوبكم واعينكم التي انتم فاسقون وراءها 40 لكي تذكروا وتعملوا كل وصاياي وتكونوا مقدسين لالهكم ( تث 22: 12)  12 اعمل لنفسك جدائل على اربعة اطراف ثوبك الذي تتغطى به "
 كان كل من يلمس هدب ثوبة بإيمان أنه يسوع المسيا أى أن يسوع هو المسيح إبن الله الحى يشفى من مرضه (مت 14: 36) وطلبوا اليه ان يلمسوا هدب ثوبه فقط. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء.
(متّى ٩: ٢٠) 20 واذا امراة نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة قد جاءت من ورائه ومست هدب ثوبه "
(مر ٥: ٢٧ و٢٨ ) 27 لما سمعت بيسوع جاءت في الجمع من وراء ومست ثوبه 28 لانها قالت: «ان مسست ولو ثيابه شفيت». ( أعمال ١٩: ١٢) 12 حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل او مازر الى المرضى، فتزول عنهم الامراض، وتخرج الارواح الشريرة منهم.
(مر 6: 56) وحيثما دخل الى قرى او مدن او ضياع وضعوا المرضى في الاسواق وطلبوا اليه ان يلمسوا ولو هدب ثوبه. وكل من لمسه شفي! (لو 8: 44) جاءت من ورائه ولمست هدب ثوبه. ففي الحال وقف نزف دمها.

  بل وحتى إلى الريف الفسيح، كانت تتقاطر من حوله الحشود الذين كانوا يأتون بأصدقائهم وأقربائهم المرضى إليه راجين منه أن يسمح لهم ولو بلمس هدب ثوبه. ويخبرنا الإنجيل أن "كُل مَنْ لَمَسَهُ شُفِيَ". الله المتجسد كان يسير وسط شعبه، وكان يُسرُّ بأن يخفّف آلامهم ومعاناتهم وأن يشفيهم من أمراضهم. وأينما سار كانت تتجلى قدرته على الشفاء. ولكن كل ذلك، وللأسف، لم ينفع في إقناع الرؤساء بأن المسيا الذي طالما انتظروه قد جاء ليحررهم.

     

 


       

 

This site was last updated 01/10/24