Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير إنجيل مرقس - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل26

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس الفصل2
تفسير مرقس الفصل4
تفسير مرقس الفصل6
تفسير مرقس الفصل7
تفسير مرقس الفصل8
تفسير مرقس الفصل9
تفسير مرقس الفصل14
تفسير مرقس الفصل15
تفسير مرقس الفصل16
تفسير مرقس الفصل17
تفسير مرقس الفصل18
تفسير مرقس الفصل21
تفسير مرقس الفصل22
تفسير مرقس الفصل23
تفسير مرقس الفصل24
تفسير مرقس الفصل25
تفسير مرقس الفصل26
تفسير مرقس الفصل27
تفسير مرقس الفصل28
تفسير مرقس الفصل29
Untitled 7348

تفسير إنجيل مرقس على - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل26

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 14

9. القبض عليه (مرقس14: 43-52)
تفسير (مرقس 14: 43) 43 وللوقت فيما هو يتكلم اقبل يهوذا واحد من الاثني عشر ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

إن السلوك الشائن ليهوذا في تسليمه يسوع إلى القادة في إسرائيل يملؤنا بالسخط لأن شخصاً كان يتمتع بحظوة أمكنه أن يتصرف على ذلك النحو الرديء. ولكن ذلك لم يكن سوى مثال عما هو في قلوبنا دون كبح من النعمة الإلهية. لقد احتمل يسوع ذلك السلوك بوقار هادئ وبدون أي غضب أو ضغينة نحو ذاك الذي كان يعامله بذلك الشكل السيئ للغاية.

 

تفسير (مرقس 14: 44) 44 وكان مسلمه قد اعطاهم علامة قائلا الذي اقبله هو هو.امسكوه وامضوا به بحرص.
تفسير (مرقس 14: 45) 45 فجاء للوقت وتقدم اليه قائلا يا سيدي يا سيدي.وقبله.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وإذ جاء يهوذا وهو يقود الجمع إلى مكان اللقاء الذي كان يعرفه جيداً، قال لهم بأنه سيدلهم على من يسعون وراءه بأن يحييه بقبلة. وإذ اقترب من المكان الذي كان ينتظرهم فيه يسوع بهدوء، وثب يهوذا متقدماً نحو يسوع وقال: "يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي"، أي "يا معلّم يا معلّم"، وقبّله تكراراً، كما يشير النص الأصلي.
تفسير (مرقس 14: 46)  46 فالقوا ايديهم عليه وامسكوه.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وهنا وضع الجنود أيديهم على يسوع وقيدوه لكي يأخذوه بعيداً معهم. لدى رؤية معلمه يتعرض للخيانة هكذا ويُعامل بهذا الشكل السيئ، ثارت ثائرة بطرس، وراح يشرط من حوله بسيفه، ولكن لم ينجح إلا في قطع أذن مالكوس، عبد رئيس الكهنة- هذا الفعل الذي قد يكلف بطرس حياته فيما بعد. ونعلم أن يسوع، في موضع آخر من الكتاب، (لوقا 22: 51)، قد مد يده وشفى الرجل الجريح.
تفسير (مرقس 14: 47) 47 فاستل واحد من الحاضرين السيف وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه


تفسير (مرقس 14: 48) 48 فاجاب يسوع وقال لهم كانه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتاخذوني.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

والتفت يسوع نحو الحشد المسلّح وسألهم: "كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي؟" وذكّرهم أنه كان يعلّم علانيةً في الهيكل. فلماذا لم يقبضوا عليه في إحدى تلك المناسبات؟ ولكن كل شيء كان بسماح من الله لكي تتحقق النبوءات في الكتاب المقدس.

تفسير (مرقس 14: 49) 49 كل يوم كنت معكم في الهيكل اعلم ولم تمسكوني.ولكن لكي تكمل الكتب.
تفسير (مرقس 14: 50) 50 فتركه الجميع وهربوا.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

إذ استشعر التلاميذ بخطورة الموقف لاذوا بالفرار جميعاً وقد أصابهم الذعر، وتركوا يسوع وحده مع معتقليه.

وكان هناك شاب لا يُذكر اسمه تبع الجموع عن كثب، وكان مئتزرا بقطعة قماش قد لفّها على جسده. وإذ حاول البعض من الحشد أن يمسكوا به أيضاً، فرَّ هارباً، تاركاً الإزار، ومختفياً وهو عارٍ بين أشجار البستان. من كان هذا الشاب؟ أكان يوحنا مرقس نفسه، كاتب هذا الإنجيل؟ اعتقد كثيرون ذلك لأن مرقس هو الوحيد الذي يذكر هذه الحادثة ودون أن يحدد هوية هذا الشاب. سوف لن نستطيع معرفة ذلك بشكل مؤكد إلى أن نقف عند كرسي الدينونة أمام المسيح.

تفسير (مرقس 14: 51) 51 وتبعه شاب لابسا ازارا على عريه فامسكه الشبان.
تفسير (مرقس 14: 52) 52 فترك الازار وهرب منهم عريانا

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 14

10. محاكمته دينيًا (مرقس14: 53-65)
تفسير (مرقس 14: 53) 53 فمضوا بيسوع الى رئيس الكهنة فاجتمع معه جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة.
تفسير (مرقس 14: 54) 54 وكان بطرس قد تبعه من بعيد الى داخل دار رئيس الكهنة وكان جالسا بين الخدام يستدفئ عند النار.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
تلاشى الذعر الأول، وتلميذان على الأقل- يوحنا وبطرس- رجعا فتبعا الحشد إلى بيت رئيس الكهنة، حيث كان أمام يسوع أول جلسة استماع، إذا صح تسميتها هكذا. مرقس الإنجيلي لا يذكر يوحنا الذي كان من أقارب عائلة قيافا، والذي تجرأ على دخول البيت. أما بطرس فقد تبع الجمع عن بُعد إلى أن صاروا داخل القصر أو في الرواق.
تفسير (مرقس 14: 55) 55 وكان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"مَضَوْا بِيَسُوعَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ".
القبض على الرب يسوع المسيح ليلاً، وجره إلى دار رئيس الكهنة قبل الفجر كان غير قانوني، ولكن هؤلاء الرجال، الذين هم في العادة دقيقون للغاية في إتباع تقاليد الشيوخ، أمكنهم أن يتناسوا هكذا تفاصيل لرغبتهم في التخلص من يسوع المسيح.
تفسير (مرقس 14: 56) 56 لان كثيرين شهدوا عليه زورا ولم تتفق شهاداتهم.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
عبثاً حاول الرؤساء إيجاد دليل على أية مكيدة عند يسوع. ورغم أنه كان لديهم شهود كاذبون يشهدون زوراً وبدون ضمير لاتهامه، إلا أن شهادتهم كانت متناقضة جداً لدرجة أنه ما كان يمكن استخدامها لتكذيبه وإضعاف الثقة به.
تفسير (مرقس 14: 57) 57 ثم قام قوم وشهدوا عليه زورا قائلين.
تفسير (مرقس 14: 58) 58 نحن سمعناه يقول اني انقض هذا الهيكل المصنوع بالايادي وفي ثلاثة ايام ابني اخر غير مصنوع باياد.
تفسير (مرقس 14: 59) 59 ولا بهذا كانت شهادتهم تتفق.
تفسير (مرقس 14: 60) 60 فقام رئيس الكهنة في الوسط وسال يسوع قائلا اما تجيب بشيء.ماذا يشهد به هؤلاء عليك.
تفسير (مرقس 14: 61) 61 اما هو فكان ساكتا ولم يجب بشيء.فساله رئيس الكهنة ايضا وقال له اانت المسيح ابن المبارك.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

وأخيراً سأل قيافا يسوع معترضاً عن السبب في أنه لم يردّ أو يحاول أن يبرر نفسه من تلك التهم الزائفة، ولكن لم يلقَ جواباً.

وبارتباك، ولكن بتصميم على إيجاد سببٍ ما يدينون به أسيرهم، سأل رئيس الكهنة:

"«أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟»"

فأجاب يسوع على هذا السؤال قائلاً في منتهى الهدوء:

 "أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً فِي سَحَابِ السَّمَاءِ".

ودلّ هذا ضمناً على أنه كان ابن الإنسان الذي تحدث عنه دانيال 7، الذي سيتلقى الملكوت من الْقَدِيم الأَيَّامِ.

تفسير (مرقس 14: 62) 62 فقال يسوع انا هو.وسوف تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا في سحاب السماء.
تفسير (مرقس 14: 63) 63 فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال ما حاجتنا بعد الى شهود.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
ممتلئاً سخطاً، وقد أصابه الذعر، على ما يبدو، نسي قيافا الناموس الذي كان يحظر على رئيس الكهنة أن يشق ثوبه، ومزّق رداءه وهو يعلن أنه ما من حاجة إلى مزيد من الشهود، لأن الجميع سمعوا التجديف الذي نطقته شفتا يسوع. فما الذي يستحقه مثل هكذا شخص؟ لقد حكموا عليه بالموت بالإجماع.
تفسير (مرقس 14: 64) 64 قد سمعتم التجاديف.ما رايكم.فالجميع حكموا عليه انه مستوجب الموت.
تفسير (مرقس 14: 65) 65 فابتدا قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له تنبا.وكان الخدام يلطمونه

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
لا ذلك مشهدٌ مخزٍ كان ليلحق العار بأي محكمة يكون فيها السجين مداناً للغاية. لقد بصق البعض على سيمائه المقدسة. وآخرون عصبوا عينيه، ثم، وهم يلطمونه بإهانة براحة يدهم، راحوا يصرخون به هازئين: "«تَنَبَّأْ»"، وهم يطلبون منه أن يحدد اسم أولئك الذين كانوا يسيئون معاملته. ولكن فمه المقدس لم ينبس ببنت شفة.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 14

11. إنكار بطرس (مرقس14: 66-72)   
تفسير (مرقس 14: 66) 66 وبينما كان بطرس في الدار اسفل جاءت احدى جواري رئيس الكهنة.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
في هذه الأثناء، كان بطرس يواجه اختباره العظيم وفشل فيه، كما حذّره يسوع مسبقاً قبل ساعات فقط من ذلك.
"كَانَ بُطْرُسُ قَدْ تَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ .... وَكَانَ جَالِساً بَيْنَ الْخُدَّامِ يَسْتَدْفِئُ عِنْدَ النَّارِ".
 امتعاض بطرس المهذب كان قد بدأ قبل أشهر، عندما تجرأ على لوم الرب يسوع (متى 16: 22). لعله بدأ يشعر بالرفعة والتعظيم بسبب إطراء يسوع الشديد لهم قبل قليل (متى 16: 17، 18). منذ ذلك الوقت وصاعداً نرى دليلاً تلو الآخر على خذلانه وإخفاقه. والآن، ذاك الذي تبجح بأنه لن يتخلى عن ربه تبعهم على مبعدة، وجلس مع حفنة الأشرار.
"كَانَ بُطْرُسُ فِي الدَّارِ أَسْفَلَ".
مكانه الحق كان يجب أن يكون وسط الجماعة مع الرب، ولكن الخوف أبعده عن أن يطابق نفسه بالمخلص علانيةً في ساعة الامتحان تلك.
تفسير (مرقس 14: 67) 67 فلما رات بطرس يستدفئ نظرت اليه وقالت وانت كنت مع يسوع الناصري.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"أَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ".
كانت هذه إحدى الجواري أو الخادمات التي اتهمته على هذا النحو. من الواضح أنها رأته وسط جماعة الرب يسوع في مناسبة ما سابقة.
تفسير (مرقس 14: 68)  68 فانكر قائلا لست ادري ولا افهم ما تقولين.وخرج خارجا الى الدهليز.فصاح الديك.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"فَأَنْكَرَ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي وَلاَ أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ!»".
لقد كان هذا إنكاراً كاملاً لأي معرفة له بالرب يسوع المسيح، وخرج هذا النكران من شفاه ذاك الذي أبدى إعلانات تأكيدية عظيمة بالإخلاص والولاء.
تفسير (مرقس 14: 69) 69 فراته الجارية ايضا وابتدات تقول للحاضرين ان هذا منهم.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

"فَرَأَتْهُ الْجَارِيَةُ أَيْضاً وَابْتَدَأَتْ تَقُولُ لِلْحَاضِرِينَ: «إِنَّ هَذَا مِنْهُمْ!»".

إذ عرفته جارية أخرى، دلت الآخرين عليه في الحال على أنه أحد أتباع يسوع. 

تفسير (مرقس 14: 70) 70 فانكر ايضا.وبعد قليل ايضا قال الحاضرون لبطرس حقا انت منهم لانك جليلي ايضا ولغتك تشبه لغتهم.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"فَأَنْكَرَ أَيْضاً".
وها هي المرة الثانية التي ينكر فيها التلميذ الخائف كل معرفة له بالمسيح. ثم اتهمه الآخرون، وقد قادهم أحد أقارب مالكوس، الذي قطع بطرس أذنه وهو يشرط بالسيف (يوحنا 18: 26)، بأنه واحدٌ من الجماعة التي كانت تُعرف بأنها جماعة تلاميذ المسيح.
تفسير (مرقس 14: 71) 71 فابتدا يلعن ويحلف اني لا اعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

"فَابْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَقُولُونَ عَنْهُ!»".

بدافع الخوف والذعر، ارتد بطرس إلى لغة أيامه قبل اهتدائه وحلف بأغلظ الأيمان بأنه لم يعرف الرب يسوع المسيح على الإطلاق. يا للدركات التي يمكن للمؤمن أن يسقط إليها إذا ما قطع الشركة مع الرب.

تفسير (مرقس 14: 72) 72 وصاح الديك ثانية فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع انك قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات.فلما تفكر به بكى

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوعُ". صياح الديك (للمرة الثانية في ذلك الصباح الباكر) قد أعاد بطرس إلى رشده، وتذكر بحزنٍ كلمات الرب يسوع، الذي كان قد نبهه مسبقاً إلى هذا الإخفاق.

الفرق بين الارتداد وفتور الإيمان:

لاحظ أن الفرق قد أُظهر بشكل واضح في الروايات المتعلقة بيهوذا وسمعان بطرس. الارتداد هو رفض كامل للحق، وبالتالي لذاك الذي جاء ليعلنه والذي هو نفسه الطريق والحق والحياة. قد يقر المرء بالإيمان بالمسيح ويبدي التزاماً خارجياً ظاهرياً لتعليمه دون أن يولد من جديد. وفي ساعة التجربة المريرة، إذ قد يرتد المرء، فإنه يتبرأ كلياً من كل ما كان قد أقر بأنه يؤمن به سابقاً. هذا معنى أن يصبح المرء مرتداً، ولأجل هكذا شخص ليس من وعد بالتجديد أو الاستعادة. فتور الإيمان، من جهة أخرى، هو ضعف في خبرة المرء الروحية يودي به في ساعة التجربة والامتحان إلى أن يفقد القدرة على الصمود والثبات، وهكذا يأتي الإخفاق فيشوه شهادة المرء. إلا أن الرب يقول أنه مقترن بالعاصي، وسوف يسترجعه في نهاية الأمر (إرميا 3: 14). كان بطرس فاتر الإيمان. ورغم أنه وقع في خطيئة فاحشة ثقيلة الوطأة، إلا أنه أدرك سريعاً حالته المأساوية البائسة وعاد إلى الرب الذي كان قد أنكره في توبة عميقة.

نأتي الآن إلى المحنة الكبيرة التي لم يتعرض فكر ربنا لمثلها منذ بداية إقامته المؤقتة هنا على الأرض، والتي نقلته في الواقع من المجد الذي كان له مع الآب قبل إنشاء العالم إلى هذه الدنيا حيث كانت الخطيئة قد شوهت الخليقة الجميلة قبل زمن طويل.

هناك تفاصيل واردة في الأناجيل الأخرى غفل عنها هذا الإنجيل. ونجد المشهد يتحرك سريعاً من مجلس رؤساء اليهود إلى قاعة محكمة بيلاطس ثم إلى الصليب. ليس من ذكر لبلاط هيرودس، ولا للأمور الأخرى التي قاد روح الله بقية الكُتَّاب إلى أن يتوسعوا فيها.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 15

1. محاكمته مدنيًا (مرقس 15: 1-5) 
تفسير (مرقس 15: 1) 1 وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله فاوثقوا يسوع ومضوا به واسلموه الى بيلاطس

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
في وقت باكر من الصباح دعا رئيسُ الكهنة السنهدريمَ إلى الاجتماع، وبموافقتهم أُوثِقَ يسوع واقتيد كمجرم خطير، وحالما صار بيلاطس مستعداً لعقد محكمة أسلموه له لكي يُحاكَم بحسب القانون الروماني ويُعدَم كزعيم عصيان مسلح، لأنهم عرفوا أن تهمة التجديف الملفقة لن يكون لها معنى أو أهمية بالنسبة للوالي الحاكم الذي يتصرف بالنيابة عن الحكومة الإمبراطورية.
تفسير (مرقس 15: 2) 2 فساله بيلاطس انت ملك اليهود.فاجاب وقال له انت تقول.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
ماكراً، أنانياً، قاسياً بوحشية عادمة الشفقة، كان بيلاطس سياسياً محنكاً لم يكن ليأخذ بالاعتبار حقوق أي إنسان إن كان ذلك سيشكل إحراجاً له. إذ كان مقتنعاً كلياً براءة يسوع والكراهية وراء الاتهام الذي وجهه له رؤساء إسرائيل، جبن بيلاطس أمام التهديد المتمثل في قولهم له: "إِنْ أَطْلَقْتَ هَذَا فَلَسْتَ مُحِبّاً لِقَيْصَرَ" (يوحنا 19: 12). وإذ خشي أن يقدّم أعداؤه السياسيون صورةً سيئة عنه أمام الإمبراطور، اختار أن يضحّي بالرب يسوع، الذي كان في نظره مجرد حِرَفيّ جليلي بسيط، قد صار معلّماً، وذلك لكي يُبقي على الحظوة التي له في روما. وبنتيجة ذلك، غرق اسمُه في وحل العار عبر القرون والأجيال، كما تمثل في كلمات دستور الإيمان: "تألم على عهد بيلاطس البنطي".
تفسير (مرقس 15: 3) 3 وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيرا.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
إذ أعلن الرؤساء أن يسوع قد قال أنه الملك الشرعي لليهود وأنه جمع حوله زمرة من الساخطين بهدفٍ معلنٍ صراحةً هو تحرير بني إسرائيل من نير الرومان، طرح بيلاطس السؤال مباشرة على السجين:
"«أََنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟»" فأجاب يسوع: "«أَنْتَ تَقُولُ»"،
أي كأنه يقول: "أنت قلت ما هو عين الصواب". فمن ناحية القول أنه ملك اليهود، فقد كان حقاً كذلك، رغم أن الوقت لم يكن قد أتى بعد ليعتلي عرش داود.

باتقاد وحماس أطلق رؤساء الكهنة الاتهام تلو الآخر ضد يسوع، وهو لم يَرُدّ على أي منها.
تفسير (مرقس 15: 4) 4 فساله بيلاطس ايضا قائلا اما تجيب بشيء.انظر كم يشهدون عليك.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
متعجباً من هدوء وسكون هذا الإنسان المتواضع الذي وقف بخنوع وصبر أمامه، سأله بيلاطس: "أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟" ثم أضاف قائلاً: "انْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ!". ولكن يسوع، وكما سبق أشعياء وتنبّأ، "لم يفتح فاه".
تفسير (مرقس 15: 5) 5 فلم يجب يسوع ايضا بشيء حتى تعجب بيلاطس.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
احتار بيلاطس في أمره. لقد أدرك القلق أو الاهتمام المزعوم المرائي عند الكهنة والكتبة على كرامة وشرف الإمبراطورية، وأدرك أنهم إنما كانت تحركهم روح الحسد من هذا الإنسان الذي أسر مخيلة كثيرين من عامة الشعب. في الواقع، ما من شك في أن بيلاطس كان قد سمع من الأقاويل والأخبار عن معجزات يسوع. فعملاؤه كانوا في كل مكان في كل أرجاء الأرض. وكان يعرف جيداً سبب كراهية رؤساء إسرائيل للناصري.

 

 

 

 

 

 

 

This site was last updated 08/18/14