Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

كلمة الإله إذناً إلهياً

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
أخبار الوطن وأشهر الحوادث
تجريم الإساءة للأديان
Untitled 1191
كلمة ألإله إذناً إلهياً
الحكومة والأديرة
الإعتداء على دير أبو فانا
إعتداءات أخرى على الأقباط
الصراع بين الحضارة والتخلف
الكفرة أعداء الله
مسيرة دير أبو فانا
بناء الكنائس بمصر
إستشهاد سعودية
أبانا الأنبا توماس
موائد الرحمن
رهبان ابو فانا والكذب
عبيد الله بن جحش
ماريو وأندرو
القبيض على كاهن
قمعستان
هيكل سليمان
حمار قرية الطيبة
كنيسة عين شمس
وفديناة بذبح عظيم
آلام الأقباط وافراح الميلاد
الشيخ يوسف البدرى والرقية
New Page 5393
فتوى طاعة المرأة بالفراش
حكومة مصر تهدر حقوق
New Page 5396
أطفال الشوارع فى مصر
البروباجاندا الإسلامية والإعلام المسيحى
فهرس رسائل الحكمة
القضاة -
لو كنت مسيحى
البابا شنودة  وحكم محكمة
أبونا زكريا بطرس وقناه
صلوات القداس
مياة النيل وصلوات القداس
نجلاء الإمام
العهدة العمرية ومحافظ المنيا
الضربات العشر وآلهة المصريين
جماعة الأمة القبطية
دير مكاريوس الصغير
محمد سليم العوا
تورط الحكومة بالزاوية الحمراء
الحملة الفرنسية
Untitled 2266
Untitled 2267
الأمن وك. العذراء بالعمرانية
كنيسة العمرانية
أشلاء أجساد المسيحيين تتطاير
حادث القطار

Hit Counter

 

كلمة الإله إذناً إلهياً

السيد المسيح كلمة الإله التى صارت بشراً هو المتفوه الإلهى 

مجمع خلقيدونية الذى قسم المسيحية وأضعفها

 

نرجوا من القراء الإهتمام بقراءة هذا الموضوع لأن هذا المجمع تسبب فى تقسيم المسيحية وإضعافها

المجامع وشروطها   

هناك عشرات المجامع التى عقدت الكثير منها محلية والباقى مسكونية أى عالمية وتعترف الكنيسة القبطية بثلاثة فقط هى  1 - مجمع نيقية المنعقد سنة 325 م . 2 - مجمع القسطنطينية المنعقد فى عام 381 م . 3 - مجمع أفسس الأول المنعقد سنة 431 م

وشروط عقد المجامع المسكونية :- 1- تنعقد بسبب ظهور بدعة أو أنشقاق يؤثر على الإيمان الكنسى . 2 - يتم عقد المجمع المسكونى بدعوة من الإمبراطور المسيحى . 3 - يتم حضور غالبية أساقفة الكنيسة - شرقاً وغرباً , حتى يتم تمثيل كامل للكنيسة الجامعه ككل . 4 - تقرر حكماً دينياً جديداً أو تستقر على رأى لم يتفق عليه من قبل من واقع الإنجيل . ونحيط القارئ علماً أنه هناك مجامع مسكونية حضرها مئات الأساقفة عقدت تحت الإرهاب وأصدرت قوانين وحرمان للأساقفة ولكن لم تعترف بها الكنيسة القبطية بها كالتى إنعقدت فى زمن تسلط الهرطقة الأريوسية ، ومجمع خلقيدونية 451م الذى نقدمه للقارئ اليوم يعتبر مثلاً من أمثلة المجامع التى لا تعترف بها الكنيسة القبطية وسبب كتابتنا لهذا المجمع هو أنه سبب تقسيم المسيحية وإضعافها .

*********************************  

البابا المظلوم والكنيسة المظلومة

الأنبا ديسقوروس البابا القبطى عاصر مجمعين هما مجمع أفسس الثانى ومجمع خلقيدونية وكان يرأس الأول وكان متهماً فى الثانى ، كان هذا البابا عنيداً فى التمسك برأيه لأنه هو إيمانه ، كانت له شخصية حادة الطبع سريع البديهة فى الرد شديد اللوم والتوبيخ بالنية المتقدة والشجاعة المتناهية ، لم يكن يحابى أو يتملق أحداً ‏لايفرط‏ ‏فيها‏ ,وقال المتنيح الأنبا غريغوريوس عن تمسك الآباء المصريين بإيمانهم فيقول " ‏لأنه‏ ‏وكيل‏ ‏مؤتمن‏ ‏علي‏ ‏وديعة‏ " ‏ياتيموثيئوس احفظ‏ ‏الوديعة‏ ‏بالروح‏ ‏القدس‏ ‏الساكن‏ ‏فيك‏2‏تيمو‏1:14" ‏فوديعة‏ ‏الإيمان‏ ‏هذه‏ ‏ليست‏ ‏لنا‏ ‏لا‏ ‏نتساهل‏ ‏فيها‏ ‏ولانتسامح‏ ‏التسامح‏ ‏في‏ ‏الحق‏ ‏الخاص‏ ‏أما‏ ‏التسامح‏ ‏في‏ ‏الإيمان‏ ‏فخيانة‏ ‏وعدم‏ ‏أمانة‏ ‏وتفريط‏ ‏وإهمال‏ ‏في‏ ‏المقدسات‏.‏وذلك‏ ‏له‏ ‏دينونة‏ ‏مخيفة‏ ‏ورهيبة‏ ‏ومرعبة‏.‏خصوصا‏ ‏بالنسبة‏ ‏للوكلاء‏ ‏من‏ ‏هو‏ ‏الوكيل‏ ‏الأمين‏ ‏الحكيم‏ ‏الذي‏ ‏يقيمه‏ ‏سيده‏ ‏علي‏ ‏عبيده؟ هي‏ ‏وكالة‏ ‏رجل‏ ‏الدين‏ ‏ليس‏ ‏صاحب‏ ‏الوكالة ‏رجل‏ ‏الدين‏ ‏وكيلا‏ ‏علي‏ ‏أمانة‏ ‏ليس‏ ‏من‏ ‏حقه‏ ‏أن‏ ‏يفرط‏ ‏فيها‏ ‏ولايتنازل‏ ‏عن‏ ‏شيء‏ ‏منها‏ ‏هذا‏ ‏تساهلا‏ ‏علي‏ ‏حساب‏ ‏الله‏ ‏وعلي‏ ‏حساب‏ ‏الإيمان‏ ‏هكذا‏ ‏كان‏ ‏الآباء‏ ‏العظماء‏ ‏يفهمون‏ ‏رسالتهم‏ ‏أنها‏ ‏رسالة‏ ‏الوكيل‏ ‏الأمين "

ومن المؤسف أن الأنبا ديسقوروس لم يخطط لتحركاته كما كان يفعل باباوات الإسكندرية السابقين ، فإستهان بمن ينتقده كتابتاً ولم يرد عليه فى حينه ، وقبل المجامع خسر البابا القبطى ديسقوروس صداقة لاون أسقف روما وبطريرك انطاكية وأساقفة آخرين وبلا شك كان بطريرك القسطنطينية على خلاف مع بطاركة الإسكندرية بسبب مواقفهم السابقة من بطاركة القسطنطينية يوحنا ذهبى الفم ونسطور وغيرهم ، وكان البابا ديسقوروس أيضاً حاداً مع زوجة الإمبراطور مرقيان ، ولا ننسى أيضاً موضوع الرئاسة فى المجامع الكنسية حيث أرادوا جميعاً إقصاء الإسكندرية من رئاسة المجامع وتحطيم الكنيسة القوية فى الإيمان الأرثوذكسى ذات التاريخ الطويل فى المسيحية ، وفى إعتقاد شخصى أن البابا ديسقوروس قد أزعجه إنتشار الهرطقة أو البدعة النسطورية بالعالم القديم بعد حرمان نسطور بطريرك القسطنطينة فى مجمع أفسس الأول ، فقد إنتشرت النسطورية بشكل مفزع من شرق القسطنطينية حتى بلغت الهند فلم يكن أمام ديسقوروس إلا تجريم كل من يشعر أنه نسطورى فى مجمع أفسس الثانى ،  ، وأيضاً ذهب البابا ديسقوروس إلى مجمع نيقية ومعه 17 أسقفاً مصريا فقط فى حين كان الآباء السابقين يذهبون إلى هذه المجامع المسكونية السابقة ومعهم مجموعة كبيرة من الأساقفة تقدر بما لا يقل عن 50 أسقفاً فكانوا يمثلون ثقلاً فيها ، ومن جهة أخرى أنه أمر بقراءة طومس (رسالة) لاون مرتين ولكنه لم يقرا فى مجمع أفسس ، ويعيب عليه المؤرخين أنه لم يصر على قرائته وتفنيده فى وقته مما كان له ضرر عليه وعلى الكنيسة القبطية فيما بعد ، واليوم عند قرائة طومس لاون تكتشف أنه يركز على الطبيعتين تركيزاً كبيراً بعد التجسد وهذا يعد أقرب إلى النسطورية بالرغم من أن العالم كله سمع صوت االآب القادم من السماء يقول : " هذا هو أبنى الحبيب به سررت " ولم يشر الصوت الإلهى إلى طبيعتين يعد التجسد . 

وكانت الرياح فى مجمع أفسس الثانى المسكونى حينئذ مواتية له لصداقة الإمبراطور البيزنطى ثيؤودوسيوس الثانى له ، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن وكأن خيوط عنكبوتية كلها تجمعت ضده فقد مات الإمبراطور  ثيؤودوسيوس سنة450م وتولى الإمبراطور مرقيان مكانه وكانت له ميول نسطورية ، وواجه البابا ديسقوروس عداء الحيات الملونة من الأساقفة فى مجمع خلقيدونية البعض منهم تلون بتقليص سلطة وشهرة كنيسة الإسكندرية والبعض يريد أن تكون للقسطنطينية الرئاسة على ولايات الإمبراطورية الشرقية ، والبعض يريد أن يثأر من الكنيسة القبطية لأنهم عزلوا بعض بطاركة عاصمة الإمبراطورية ،  والبعض كان نسطورياً فتجمعوا معا ليضعوا الكنيسة القبطية فى بئر مظلم ومن ثم بيعت للإسماعيليين .  

*************************************

كيف عرفنا ماحدث بخلقيدونية؟

أنه من المرارة أن نتكلم عن خلاف الأشقاء ولكنه التاريخ يجب أن يقال ويعرفه الجميع , وكما ظلم يوسف من اخوته ظلم البابا ديسقوروس من اخوته أساقفة العالم وظلمت معه الكنيسة القبطية من جميع كنائس العالم فى مجمع خلقيدونية ، وكان هذا المجمع سبب خراب ودمار وإنقسام مخجل ومعيب للمسيحية فأضعفها ، ولم يؤثر على الناحية الدينية فقط بل تعدتها إلى الناحية الإجتماعية والسياسية ، مما أدى فى النهاية إلى سقوط مصر ودول الشرق الأوسط تحت سنابك خيل المسلمين ، وفى النهاية سقطت القسطنطينية نفسها عاصمة الإمبراطورية البيزنطية ، أنه لا أمل أمام المسيحية الآن إلا أن توحد صفوفها مبتعدة عن الخلافات الطائفية والفكرية التى حسمت فى القرون الأولى المسيحية لمواجهة فكر التطرف الإسلامى والعلمانى ليشع نور المسيح من جديد بالحب للعالم .

إن إثبات الظلم يتم عن طريق تقديم أصول الوثائق والمستندات الأصلية ، وقد فقدت الكنيسة القبطية هذه الوثائق التى كتبها الكاتبين اللذان إصطحبا البابا الأنبا ديسقوروس لمجمع خلقيدونية نتيجة لتشتيت الكنيسة القبطية فى العصور المسيحية التالية لمجمع خلقيدونية وأيضاً نتيجة للإضطهاد الإسلامى ، وإحقاقاً للحق حامى صاحبى الأقلام والباحثين الأقباط عن هذا البابا القبطى المظلوم ولكن تقدمهم القبطى السورى الأصل الأنبا إيسوذوروس المؤرخ صاحب كتاب الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 و ج2 الذى قدم أدلة دامغة لا تقبل الطعن وهى :-

1 -  مجمع خلقيدون ترجمة إلى العربية عن ألأصل اللاتينى المحفوظ بمكتية الفاتيكان الراهب فرنسيس ماريا وصادق عليه ثلاثة كرادلة - مطبوع فى رومية سنة 1694م وهى ثيقة التاريخ الغربى المطبوع فى روما 1694م بأمر من كنيسة روما الكاثوليكية لهداية مخالفيها وقد ندمت على هذا الفعل فجمعت النسخ المطبوعة وأعدمتها ، ويوجد منها نسختان فى مكتبة البطريركية أحدهما بخط اليد ، ولا شك أن صدور هذه الوثيقة التى ترجمتها الكنيسة الكاثوليكية من وثائق المحاضر الأصلية التى يحتفظ به الفاتيكان فى مكتبته تعتبر تبرئة للبابا القبطى ديسقوروس ، خاصة أن لاون أسقف روما فى ذلك الوقت كان من المعاديين للبابا القبطى بالرغم من الصداقة الفريدة التى كانت تجمع البابا القبطى وبابا روما على مدى التاريخ القديم والمعاصر.

2 - نسخة أخرى باللغة السريانية وجدت فى المتحف البريطانى ترجمت إلى اللغة الإنجليزية سنة 1867م وإلى الفرنسية سنة 1875م

3 - تاريخ الإنشقاق لجراسيموس مسرة المطبوع سنة 1891م - وتاريخ المجامع (باللغة الفرنسية ) للكاردينال هيفيليه ج2

وقد ذكرت هذه المراجع أن اساقفة مجمع خلقيدونية أنه فى الجلسة الأولى لم يستطع أحداً أن يثبت تهمة على البابا ديسقوروس وقد أفحمهم فى كل إتهام ولم يستطيعوا مقاومة كلمات الروح القدس الخارجة من فم هذا البابا ، وقد فض القضاة الجلسة الأولى فى 8 أكتوبر عام 451م على أن يجتمعوا فى الجلسة التالية بعد خمسة أيام ولكن بخداع الحيات الماكرة حددوا إقامة البابا ديسقوروس وسجنوه فى منزلة وكلما حاول الخروج منعه الجند ، ثم عقدوا الجلسة الثانية فى يوم 10 أكتوبر عام 451م أى بعد يومين فقط بالرغم من تحديد القضاة خمسة أيام فى غير وجود البابا ديسقوروس الذى كان تحت الإقامة الجبرية ، وفى غير وجود القضاة وفى غير وجود ممثل الإمبراطورية ، وحكموا عليه غيابياً وتصنعوا أنهم أرسلوا إليه ثلاث مرات ولم يحضر ليكون طرفاً فى تمثيلية هزيلة ورخيصة لا يرتقى إليها الأفاقين واللصوص .

وبهذا ضرب فكر الأنبا إيسوذوروس المؤرخين فى مقتل الذين يتهمون الكنيسة القبطية بالأوطاخية أو بتهم اخرى هى براء منها .

********************************

مجمع خلقيدونية المشئوم

إذا كانوا قد أطلقوا على مجمع أفسس الثانى مجمع اللصوص فإنه يمكن أن نطلق على مجمع خلقيدونية المجمع المشؤوم فقد أراد الجندى الرومانى أن يقسم ثوب المسيح ولكنهم إقترعوا عليه فلم يحدث أن إنقسم الثوب ولكن اتى رومانى آخر وقسم الكنيسة فقد إنقسمت الكنيسة الشرقية البيزنطية إلى قسمين قسم يؤمن بمجمع خلقيدونية وقراراته وقسم آخر لاخقيدونيين أى لا يتبعون لمجمع خلقيدونية ، كما حدث إنقسام بسبب الرئاسة بين روما والقسطنطينية بسبب القانون رقم 28 الذى أصدره مجمع خلقيدونية المجمع المشؤوم فساوى أسقف القسطنطينية مع أسقف روما وهذا القانون لم توافق عليه الكنيسة الكاثوليكية ، وهكذا إنحدرت المسيحية وضعفت وتفككت ما بين الشرق والغرب ، وفى داخل الكنيسة الشرقية إنقسمت إلى كنائس خلقيدونية وكنائس غير خلقيدونية ، وإنهارت الإمبراطورية الشرقية تحت غزوات الفرس ثم العرب أما الجزء الغربى فقد إستكان واليوم تواجه أوربا جحافل المسلمين فى غزو سلمى للمهاجرين الغير شرعيين المسلمين من شمال أفريقيا كلها جنوباً ومن تركيا شرقاً قاصدين إيطاليا ومن ثم الفاتيكان نفسه ، أنه لا مناص لنا من إتحاد العالم المسيحى والكنائس المختلفة بأى طريقة كانت وإلا سيسقط العالم كله فى هوه الظلام الشيطانى ، وهناك مجال واسع للتبشير مليارات من البشر لا يؤمنون بالمسيحية لكل كنيسة عمل إذهبوا وأكرزوا للعالم أجمع ، بعيداً عن خطف أتباع الكنائس الأخرى وفى النهاية هذا هو عمل الرب يسوع وبشارته المفرحة للنفوس أخرج ايها المسيحى من كنيستك وإذهب وبشر ونفذ أمر مسيحك .

إن حقيقة ما حدث فى خلفيدونية هو أمر يعتبر اليوم تافهاً وليس ذى قيمة فجميع الكنائس المشتركة فيه لها إيمان واحد  ولكنهم إختلفوا فى الحقيقة على الصيغة ألإيمانية ، أو بالمعنى الذى ذكرة نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى هو  وسوء فهم للأطراف الأخرى نتيجة إختلاف فى الترجمة ولكن لحنيننا لآراء آبائنا فنميل إلى أن الرأى ألأرثوذكسى المصرى القبطى هو أصح مبدأ كان يمكن أن تسير عليه الكنائس وهو عبارة " طبيعة واحدة للكلمة المتجسد " وهذه العبارة تعنى أننا نؤمن بـ كلمة و جسد قد صارا طبيعة واحدة بعد التجسد أى يعنى إتحاد الطبيعتين ، ثم تضاف إليها عبارة اخرى هى أن " لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين " ثم عبارة ثالثة هى " إتحد الكلمة بالجسد هو بغير إمتزاج أو تغيير أو إستحاله أو إنفصال أو تحول أو ذوبان أو تلاشى  " وبالنسبة للاهوتيين يمكن أن نقول أن هذا الإتحاد بين اللاهوت والناسوت هو إتحاد أبدى لم ينفصم أو ينفصل حتى بموت السيد المسيح على الصليب فالاهوت (الكلمة) لم يفارق الجسد الميت وأيضاً اللاهوت (الكلمة) لم يفارق الروح التى إنفصلت عن جسد المسيح على الصليب ، ويجب أن ننوه للقراء أن الكنائس الأرثوذكسية بجميع طوائفها والكنيسة الكاثوليكية والكنائس البوتستانتية يؤمنون بإيمان الكنيسة القبطية حول اللاهوت وأن المسيحيين فى العالم كله عندهم كتاب مقدس واحد ولكنه مترجم بلغات مختلفة والكنيسة القبطية فى المهجر تعتمد ترجمة الملك جيمس الإنجليزية ولا أعرف أى ترجمة تعتمد الكنيسة القبطية فى هولندا أو ألمانيا أو فى أفريقيا ولكنه فى النهاية كتاب مقدس واحد نؤمن به جميعنا ولكنه مترجم بلغات مختلفة

*********************************

الإسلام والهرطقات والعقيدة المسيحية

   من السهل جداً إثبات العقيدة المسيحية حول اللاهوت وحتى من داخل الآيات القرآنية بالرغم من أن بعض الرعاة فى الكنائس المسيحية المختلفة يبثون الخوف فى نفوس شعوبهم خوفاً من الإنزلاق فى هرطقة أو بدعة ولكن الأمر بسيط جداً وليس عسيراً لشرحه لأى أنسان فنقول : يتفق الجميع فى القول بأن " المسيح كلمة الإله "  وهذا ما عبر به الإنجيل " الكلمة صار جسدا" وقال عنه القرآن أن المسيح "  كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه" أى أن جسد المسيح إتحد به كلمة الإله  ويقول الأقباط أن كلمة الإله لم تفارق جسده لحظة واحدة ولا طرفة عين ، أى أنه منذ حلول الكلمة فى أحشاءء مريم فصاغ من دمها جسداً وإتحد (حل أو سكن) فى هذا الجسد وولد السيد المسيح ، ولما كان جسد المسيح مثل جسد أى إنسان آخر فيكون به روح إنسانية كسائر البشر وبهذا فإن الأتحاد لم يكن إتحاداً بالجسد فقط ولكنه إتحد بالروح الإنسانية أيضاً وللتبسيط يمكن أن نصيغ ما قلناه فى معادلة وهى أن المسيح = [(جسد + روح) إنسان أو ناسوت كما يطلق عليه المسيحيين] + بالأضافة إلى [(كلمة ألإله) اللاهوت] أى جسد إنسانى وروح وكلمة لهذا تميز المسيح عن سائر البشر والأنبياء بوجود كلمة الإله فيه بينما سائر البشر مكونين من جسد وروح فقط .. 

***********************************

الكلمة هو إذن الإله فى المسيح

مما سبق نجد أن السيد المسيح بالرغم من كونه إنساناً كاملاً فهو إله كاملاً أيضاً لأنه الكلمة الإلهية ففعل معجزات لا يقدر على فعلها إلا الرب الإله وعندما قام بالخلق مثلا فمن أين أتى بالأذن ؟ إن الإذن بالخلق بلا أدنى شك فى داخله فهو كلمة الإله الخالقة  لأن الرب بكلمته خلق العالمين فليس إذا بمستغرب أن يكون له القدرة الخالقة يخلق الطير وغيره كما ذكر القرآن ويفسر الإنجيل  قدرة الخلق عند المسيح فيقول عنه بالإنجيل " الذي به أيضا ( أى أن الرب بالكلمة التى فى السيد المسيح) عمل العالمين الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته " (عب2:1ـ3) ويقول القرآن عن الكلمة أن الله قال للشئ كن فكان ، ولكن وقع ألإسلام فى بدعة نسطور التى هى تفرق المسيح الإنسان عن الإله فقال أن المسيح ألإنسان عمل كل هذه المعجزات بإذن الله وهم لا يدرون أن هذا هو الفكر النسطورى الذى يفرق بين المسيح كإنسان والمسيح كإله ، إن الإذن الإلهى هو كلمة الإله متحدة وموجود بصفة دائمة ومستمرة وفعاله فى المسيح منذ ولادته وحتى موته هذا الإذن الإلهى (كلمة الإله) لم يفارق ناسوته (جسده) لحظة واحدة ولا طرفة عين ، وهذا ألإذن الإلهى الذى هو الكلمة هو الذى كان يفعل المعجزات التى فعلها المسيح ، وكما أن الروح الإنسانية لا تمتزج بالجسد أو تغيره فهى تعمل عملها فى إستمرار الحياة أما الجسد أيضاً يعمل عمله من أكل وشرب فى إستمرار نموه وإكمال الطبيعة البشرية .. ألخ أيضاً كلمة الإله المتحدة بالمسيح له عمل يعمله من خلال إتحاده بالإنسان يسوع .

 والمسيحيين لا يفصلون الجسد عن الروح الإنسانية عن الكلمة فى السيد المسيح  ولكن فى الإسلام أهمل الكلمة المتحدة بالمسيح أو لم يلاحظونها أو أخفوا معناها أو تجاهلوها ولكنها وردت واضحة فى سورة آل عمران 46  ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم وجيها في الدنيا و الآخرة ومن المقربين 45 وفى سورة النساء ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم و لا تقولوا علي الله إلا الحق إنما المسيح عيسي ابن مريم رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه  171 . ) هكذا قال القرآن وأكد معناها فى عدة آيات قرآنية أن المسيح كلمة الله - وإتجاه الشيوخ بتفسير آخر دعى المستشرقين إلى إعتبار أن الإسلام ما هو إلا هرطقة مسيحية !! .

********************************

الإله لا يموت يا مسلم

وهناك عبارة يرددها المسلمين هى : إلهكم مات على الصليب ؟ يقصدون بالطبع المسيح وهذه العبارة تدل على عدم فهم المسيحية أو حتى الإسلام فالمسيح بالإسلام هو كلمة الله وروحه .. فهل كلمة الإله المتحدة بجسد المسيح ماتت يا مسلم!! ؟؟ وهل الروح التى هى نفخة الإله تموت يا مسلم !! ؟؟.. فموت الإنسان العادى هو عبارة عن إنفصال الروح عن الجسد ، ولما كان المسيح هو جسد وروح وكلمة الإله ، فهو كإنسان مات أى إنفصلت روحه عن جسده ، ولكن المسيح خاصة عن دون البشر يتميز بإتحاد كلمة الإله بجسده وإتحاد الكلمة بروحه ، فكلمة الإله لم تنفصل لا عن جسده ولا عن روحه بالرغم من موته بإنفصال جسده عن روحه ، بل بقى كلمة الإله ملازما لجسده وروحه فأعادهما إلى بعض مرة أخرى وهذا ما نقول عنه فى المسيحية بقيامة السيد المسيح من بين الأموات وقيامة المسيح ذكرها ألإنجيل واضحة وقال عنها باكورة الراقدين أى أنه بعث من الموت وهذا ما يذكره القرآن بأن المسيح بعث أى قام من الموت لى فقال عيسى فى القرآن { والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا} مريم 33. وأيضاً إذ قال الله : يا عيسى، ابن مريم، إني متوفيك، ورافعك إ لي ! ومطهرك من الذين كفروا، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يـ وم القيامـة )) ( آل عمران ). ٥٥ ومن الملاحظ فى هذه الاية ترتيب زمنى هو الولادة والموت والبعث وهو نفس الترتيب وهو لم يخلف الترتيب فى الثلاثة مراحل التى يمر بها بنى البشر وذكر النص القرآنى كلمة إنى متوفيك ورافعك أى أن الرفع تم بعد الموت والوفاة أى بعد القيامة فالله لا يرفع لنفسه ميتاً  ونفس الآية القرآنية وردت عن يحى الذى هو يوحنا المعمدان { وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} مريم 15، ويوحنا المعمدان مات وينتظر البعث أى القيامة والمسيح مات وبعث حياً لأنه هو الديان هو القيامة والسيد المسيح قال عن نفسه فى الإنجيل "أنا هو القيامة والحياة" (11: 25-26)

 فاللاهوت أى كلمة الإله فى المسيح لا تموت ، وحتى الروح الإنسانية لا تموت لأنها نفخة من الإله ، والحمقى الذين يسألون هذا السؤال نرد عليهم بسؤال تعجبى .. وهل يوجد إله يموت؟ أو بالمعنى الآخر هل ماتت كلمة الإله فى المسيح .. حاشا .. وهناك أسئله حمقاء أخرى لا ترتقى لأن تأخذ مساحة للإجابة عليها فى هذه الجريدة .

      

 

This site was last updated 11/08/10