Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة أربع وسبعين وثلاثمائة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة334
سنة335 وسنة336
سنة 337 وسنة338
سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة
سنة340 وسنة341
سنة342 وسنة343 وسنة344 وسنة345
سنة346 وسنة347
سنة348 وسنة349 وسنة350
سنة351
سنة352 وسنة353 وسنة354
سنة355
سنة356 وسنة357
سشنة358
سنة259
سنة360 وسنة361
سنة363
سنة364
سنة365
سنة366 وسنة367
سنة367 وسنة368
سنة369
سنة370 وسنة371
سنة372
سنة373
سنة364 وسنة375
سنة476 وسنة377
سنة378 وسنة379
سنة380 وسنة381

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة أربع وسبعين وثلاثمائة
ذكر عود الديلم إلى الموصل وانهزام باذ

لما استولى باذ الكردي على الموصل اهتم صمصام الدولة ووزيره ابن سعدان بأمره، فوقع الاختيار على إنفاذ زيار بن شهراكويه، وهو أكبر قوادهم، فأمره بالمسير إلى قتاله، وجهزه، وبالغ في أمره، وأكثر معه الرجال والعدد والأموال، وسار إلى باذ، فخرج إليهم، ولقيهم في صفر من هذه السنة، فأجلت الوقعة عن هزيمة باذ وأصحابه وأسر كثير من عسكره وأهله، وحملوا إلى بغداد فشهروا بها، وملك الديلم الموصل. (4/93)
وأرسل زيار عسكراً مع سعد الحاجب في طلب باذ، فسلكوا على جزيرة ابن عمر، وأرسل عسكراً آخر إلى نصيبين، فاختلفوا على مقدميهم، فلم يطاوعوهم على المسير إليه، وكان باذ بديار بكر قد جمع خلقاً كثيراً فكتب وزير صمصام الدولة إلى سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدان، وبذل له تسليم ديار بكر إليه، فسير إليها جيشاً، فلم يكن لهم قوة بأصحاب باذ، فعادوا إلى حلب، وكانوا قد حصروا ميافارقين، فلما شاهد سعد ذلك من عسكره أعمل الحيلة في قتل باذ، فوضع رجلاً على ذلك، فدخل الرجل خيمة باذ ليلاً، وضربه بالسيف، وهو يظن أنه يضرب رأسه، فوقعت الضربة على ساقه، فصاح، وهرب ذلك الرجل، فمرض باذ من تلك الضربة، فأشفى على الموت، وكان قد جمع معه من الرجال خلقاً كثيراً، فراسل زياراً وسعداً يطلب الصلح، فاستقر الحال بينهم، واصطلحوا على أن تكون داير بكر لباذ، والنصف من طور عبدين أيضاً، وانحدر زيار إلى بغداد، وأقام سعد بالموصل.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة قلد أبو طريف عليان بن ثمال الخفاجي حماية الكوفة، وهي أول إمارة بني ثمال.
وفيها خطب أبو الحسين بن عضد الدولة بالأهواز لفخر الدولة، وخطب له أبو طاهر بن عضد الدولة بالبصرة، ونقشا اسمه على السكة.
وفيها خطب لصمصام الدولة بعمان، وكانت لشرف الدولة، ونائبه بها أستاذ هرمز، فصار مع صمصام الدولة، فلما بلغ الخبر إلى شرف الدولة أرسل إليه جيشاً، فانهزم أستاذ هرمز وأخذ أسيراً، وعادت عمان إلى شرف الدولة، وحبس أستاذ هرمز في بعض القلاع وطولب بمال كثير.
وفيها توفي علي بن كامة، مقدم عسكر ركن الدولة.
وفيها أفرج شرف الدولة عن أبي منصور بن صالحان واستوزره، وقبض على وزيره أبي محمد بن فسانجس.
وفيها أرسل شرف الدولة رسولاً إلى القرامطة، فلما عاد قال: إن القرامطة سألوني عن الملك فأخبرتهم بحسن سيرته فقالوا: من ذلك أنه استوزر ثلاثة في سنة لغير سبب، فلم يغير شرف الدولة بعد هذا على وزيره أبي منصور بن صالحان.
وفي هذه السنة توفي أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي، الحافظ المشهور، وقيل في سنة تسع وستين، وكان ضعيفاً في الحديث.


ثم دخلت سنة خمس وسبعين وثلاثمائة
ذكر الفتنة ببغداد

في هذه السنة جرت فتنة ببغداد بين الديلم، وكان سببها أن أسفار بن كردويه، وهو من أكابر القواد، استنفر من صمصام الدولة، واستمال كثيراً من العسكر إلى طاعة شرف الدولة، واتفق رأيهم على أن يولوا الأمير بهاء الدولة أبا نصر بن عضد الدولة العراق نيابةً عن أخيه شرف الدولة.
وكان صمصام الدولة مريضاً، فتمكن أسفار من الذي عزم عليه، وأظهر ذلك، وتأخر عن الدار، وراسله صمصام الدولة يستميله ويسكنه، فما زاده إلا تمادياً، فلما رأى ذلك من حاله راسل الطائع يطلب منه الركوب معه، وكان صمصام الدولة قد أبل من مرضه، فامتنع الطائع من ذلك، فشرع صمصام الدولة، واستمال فولاذ زماندار، وكان موافقاً لأسفار إلا أنه كان يأنف من متابعته لكبر شأنه. فلما راسله صمصام الدولة أجابه، واستحلفه على ما أراد، وخرج من عنده، وقاتل أسفار، فهزمه فولاذ، وأخذ الأمير أبو نصر أسيراً، وأحضر عند أخيه صمصام الدولة، فرق له، وعلم أنه لا ذنب له، فاعتقله مكرماً، وكان عمره حينئذ خمس عشرة سنة.
وثبت أمر صمصام الدولة، وسعي إليه بابن سعدان الذي كان وزيره، فعزله، وقيل إنه كان هواه معهم، فقتل ومضى أسفار إلى الأهواز، واتصل بالأمير أبي الحسين بن عضد الدولة، وخدمه، وسار باقي العسكر إلى شرف الدولة.
ذكر أخبار القرامطة
في هذه السنة ورد إسحاق وجعفر البحريان، وهما من الستة القرامطة الذين يلقبون بالسادة، فملكا الكوفة، وخطبا لشرف الدولة، فانزعج الناس لذلك لما في النفوس من هيبتهم وبأسهم، وكان لهم من الهيبة ما إن عضد الدولة وبختيار أقطعاهم الكثير.
وكان نائبهم ببغداد يعرف بأبي بكر بن شاهويه، يتحكم تحكم الوزراء، فقبض عليه صمصام الدولة، فلما ورد القرامطة الكوفة كتب إليهما صمصام الدولة يتلطفهما، ويسألهما عن سبب حركتهما، فذكرا أن قبض نائبهم هو السبب في قصدهم بلاده، وبثا أصحابهما، وجبيا المال. (4/94)
ووصل أبو قيس الحسن بن المنذر إلى الجامعين، وهو من أكابرهم، فأرسل صمصام الدولة العساكر، ومعهم العرب، فعبروا الفرات إليه وقاتلوه، فانهزم عنهم، وأسر أبو قيس وجماعة من قوادهم، فقتلوا، فعاد القرامطة وسيروا جيشاً آخر في عدد كثير وعدة، فالتقوا هم وعساكر صمصام الدولة بالجامعين أيضاً، فأجلت الوقعة عن هزيمة القرامطة، وقتل مقدمهم وغيره، وأسر جماعة، ونهب سوادهم، فلما بلغ المنهزمون إلى الكوفة رحل القرامطة، وتبعهم العسكر إلى القادسية، فلم يدركوهم، وزال من حينئذ ناموسهم.
ذكر الإفراج عن ورد الرومي وما صار أمره إليه ودخول الروس في النصرانية
في هذه السنة أفرج صمصام الدولة عن ورد الرومي، وقد تقدم ذكر حبسه. فلما كان الآن أفرج عنه وأطلقه، وشرط عليه إطلاق عدد كثير من أسرى المسلمين، وأن يسلم إليه سبعة حصون من بلد الروم برساتيقها، وأن لا يقصد بلاد الإسلام هو ولا أحد من أصحابه ما عاش، وجهزه بما يحتاج إليه من مال وغيره، فسار إلى بلاد الروم، واستمال في طريقه خلقاً كثيراً من البوادي وغيرهم، وأطمعهم في العطاء والغنيمة، وسار حتى نزل بملطية، فتسلمها، وقوي بها وبما فيها من مالٍ وغيره.
وقصد ورديس بن لاون، فتراسلا، واستقر الأمر بينهما على أن تكون القسطنطينية، وما جاورها من شمالي الخليج، لورديس، وهذا الجانب من الخليج لورد، وتحالفا واجتمعا، فقبض ورديس على ورد وحبسه، ثم إنه ندم فأطلقه عن قريب، وعبر ورديس الخليج، وحصر القسطنطينية وبها الملكان ابنا أرمانوس، وهما بسيل وقسطنطين وضيف عليهما، فراسلا ملك الروسية، واستنجداه وزوجاه بأخت لهما، فامتنعت من تسليم نفسها إلى من يخالفها في الدين، فتنصر، وكان هذا أول النصرانية بالروس، وتزوجها وسار إلى لقاء ورديس، فاقتتلوا وتحاربوا فقتل ورديس، واستقر الملكان في ملكهما، وراسلا ورداً وأقراه على ما بيده، فبقي مديدةً ومات، قيل إنه مات مسموماً.
وتقدم بسيل في الملك، وكان شجاعاً عادلاً، حسن الرأي، ودام ملكه، وحارب البلغار خمساً وثلاثين سنة، وظفر بهم، وأجلى كثيراً منهم من بلادهم، وأسكنها الروم، وكان كثير الإحسان إلى المسلمين والميل إليهم.
ذكر ملك شرف الدولة الأهواز
في هذه السنة شرف الدولة أبو الفوارس بن عضد الدولة من فارس يطلب الأهواز، وأرسل إلى أخيه أبي الحسين وهو بها يطبب نفسه، ويعده الإحسان، وأن يقره على ما بيده من الأعمال، وأعلمه أن مقصده العراق، وتخليص أخيه الأمير أبي نصر من محبسه، فلم يصغ أبو الحسين إلى قوله، وعزم على منعه، وتجهز لذلك، فأتاه الخبر بوصول شرف الدولة إلى أرجان، ثم إلى رامهرمز، فتسلل أجناده إلى شرف الدولة ونادوا بشعاره، فهرب أبو الحسين نحو الري إلى عمه فخر الدولة، فبلغ أصبهان وأقام بها، واستنصر عمه فأطلق له مالاً ووعده بنصره.
فلما طال عليه الأمر قصد التغلب على أصبهان ونادى بشعار أخيه شرف الدولة، فثار به جندها وأخذوه أسيراً وسيروه إلى الري، فحبسه عمه، وبقي محبوساً إلى أن مرض عمه فخر الدولة مرض الموت، فلما اشتد مرضه أرسل إليه من قتله، وكان يقول شعراً، فمن قوله:
هب الدهر أرضاني وأعتب صرفه، ... وأعقب بالحسنى، وفكّ من الأسر
فمن لي بأيّام الشباب التي مضت، ... ومن لي بما قد فات في الحبس من عمري
وأما شرف الدولة فإنه سار إلى الأهواز وملكها، وأرسل إلى البصرة فملكها، وقبض على أخيه أبي طاهر، وبلغ الخبر إلى صمصام الدولة، فراسله في الصلح، فاستقر الأمر على أن يخطب لشرف الدولة بالعراق قبل صمصام الدولة، ويكون صمصام الدولة نائباً عنه، ويطلق أخاه الأمير بهاء الدولة أبا نصر، فأطلقه وسيره إليه، وصلح الحال واستقام.
وكان قواد شرف الدولة يحبون الصلح لأجل العود إلى أوطانهم، وخطب لشرف الدولة بالعراق، وسيرت إليه الخلع والألقاب من الطائع لله، فإلى أن عادت الرسل إلى شرف الدولة ليحلفوه ألقت إليه البلاد مقاليدها كواسط وغيرها، وكاتبه القواد بالطاعة، فعاد عن الصلح، وعزم على قصد بغداد والاستيلاء على الملك، ولم يحلف لأخيه.
وكان معه الشريف أبو الحسن محمد بن عمر يشير عليه بقصد العراق، ويحثه عليه، ويطمعه فيه، فوافقه على ذلك. وسنذكر باقي خبره سنة ست وسبعين، إن شاء الله تعالى. (4/95)
ذكر انهزام عساكر المنصور من صاحب سجلماسة
قد ذكرنا استيلاء خزرون وزيري الزناتيين على سجلماسة وفاس، وموت يوسف بلكين لما قصدهما، فلما مات تمكنا من تلك البلاد؛ فلما استقر المنصور سير جيشاً كثيفاً إليهما ليردهما إلى طاعته، فلما صار الجيش قريب فاس خرج إليهم صاحبها زيري بن عطية الزناتي، المعروف بالقرطاس، في عساكره، فاقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزم عسكر المنصور، وقتل منهم خلق كثير، وأسر جماعة كثيرة، وثبت قدمه في ولايته.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة خرج بعمان طائر من البحر كبير، أكبر من الفيل، ووقف على تل هناك، وصاح بصوت عالٍ، ولسان فصيح: قد قرب، قد قرب، قد قرب، ثلاثاً ثم غاص في البحر، ففعل ذلك ثلاثة أيام، ثم غاب ولم ير بعد ذلك.
وفيها جدد صمصام الدولة ببغداد على الثياب الإبرسيم والقطن المبيعة ضريبة مقدارها عشر الثمن، فاجتمع الناس في جامع المنصور، وعزموا على قطع الصلاة، وكاد البلد يفتتن، فأعفوا من ذلك.
وفيها توفي ابن مؤيد الدولة بن بويه، فجلس صمصام الدولة للعزاء، فأتاه الطائع لله معزياً.
وفيها توفي أبو علي الحسن بن الحسين بن أبي هريرة الفقيه الشافعي المشهور؛ وأبو القاسم عبد العزيز بن عبدالله الداركي وكان رئيس أصحاب الشافعي بالعراق، وتوفي في شوال وله نيف وسبعون سنة؛ وأبو بكر محمد بن عبدالله بن محمد بن صالح الفقيه المالكي، ومولده سنة سبع وثمانين ومائتين، وسئل أن يلي قضاء القضاة فامتنع؛ والوليد بن أحمد بن محمد بن الوليد أبو العباس الزوزني الصوفي المحدث، كان من العلماء في الحقائق، وله تصانيف حسنة.

This site was last updated 07/25/11