Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة334
سنة335 وسنة336
سنة 337 وسنة338
سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة
سنة340 وسنة341
سنة342 وسنة343 وسنة344 وسنة345
سنة346 وسنة347
سنة348 وسنة349 وسنة350
سنة351
سنة352 وسنة353 وسنة354
سنة355
سنة356 وسنة357
سشنة358
سنة259
سنة360 وسنة361
سنة363
سنة364
سنة365
سنة366 وسنة367
سنة367 وسنة368
سنة369
سنة370 وسنة371
سنة372
سنة373
سنة364 وسنة375
سنة476 وسنة377
سنة378 وسنة379
سنة380 وسنة381

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة
ذكر موت الصيمري ووزارة المهلبي

في هذه السنة توفي أبو جعفر محمد بن أحمد الصيمري، وزير معز الدولة بأعمال الجامدة، وكان قد عاد من فارس إليها، وأقام يحاصر عمران ابن شاهين، فأخذته حمى حادة مات منها.
واستوزر معز الدولة أبا محمد الحسن بن محمد المهلبي في جمادى الأولى وكان يخلف الصيمري بحضرة معز الدولة، فعرف أحوال الدولة والدواوين، فامتحنه معز الدولة، فرأى فيه ما يريده من الأمانة، والكفاية، والمعرفة بمصالح الدولة، وحسن السيرة، فاستوزره، ومكنه من وزارته فأحسن السيرة، وأزال كثيراً من المظالم، خصوصاً بالبصرة، فإن البريديين كانوا قد أظهروا فيها كثيراً من المظالم، فأزالها، وقرب أهل العلم والأدب، وأحسن إليهم، وتنقل في البلاد لكشف ما فيها من المظالم، وتخليص الأموال، فحسن أثره، رحمه الله تعالى.
ذكر غزو سيف الدولة بلاد الروم
في هذه السنة دخل سيف الدولة بن حمدان إلى بلاد الروم، فغزا، وأوغل فيها، وفتح حصوناً كثيراً، وسبى وغنم، فلما أراد الخروج من بلد الروم أخذوا عليه المضايق فهلك من كان معه من المسلمين أسراً وقتلاً، واسترد الروم الغنائم والسبي، وغنموا أثقال المسلمين وأموالهم، ونجا سيف الدولة في عدد يسير.
ذكر إعادة القرامطة الحجر الأسود
في هذه السنة أعاد القرامطة الحجر الأسود إلى مكة، وقالوا: أخذناه بأمر، وأعدناه بأمر.
وكان بجكم قد بذل لهم في رده خمسين ألف دينار، فلم يجيبوه، وردوه الآن بغير شيء في ذي القعدة، فلما أرادوا رده حملوه إلى الكوفة، وعلقه بجامعها حتى رآه الناس، ثم حملوه إلى مكة، وكانوا أخذوه من ركن البيت الحرام سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وكان مكثه عندهم اثنتين وعشرين سنة.

ذكر مسير الخراسانيين إلى الري
في هذه السنة سار منصور بن قراتكين من نيسابور إلى الري في صفر، أمره الأمير نوح بذلك، وكان ركن الدولة ببلاد فارس على ما ذكرناه، فوصل منصور إلى الري وبها علي بن كامة، خليفة ركن الدولة، فسار علي عنها إلى أصبهان، ودخل منصور الري واستولى عليها، وفرق العساكر في البلاد، فملكوا بلاد الجبل إلى قرميسين، وأزالوا عنها نواب ركن الدولة، واستولوا على همذان وغيرها. (4/17)
فبلغ الخبر إلى ركن الدولة، وهو بفارس، فكتب إلى أخيه معز الدولة يأمره بإنفاذ عسكر يدفع تلك العساكر عن النواحي المجاورة للعراق، فسير سبكتكين الحاجب في عسكر ضخم من الأتراك، والديلم، والعرب، فلما سار سبكتكين عن بغداد خلف أثقاله، وأسرى جريدة إلى من بقرميسين من الخراسانيين، فكبسهم وهم غارون، فقتل فيهم، وأسر مقدمهم من الحمام واسمه بجكم الخمارتكيني، فأنفذه مع الأسرى إلى معز الدولة، فحبسه مدة ثم أطلقه. فلما بلغ الخراسانية ذلك اجتمعوا إلى همذان، فسار سبكتكين نحوهم، ففارقوا همذان ولم يحاربوه، ودخل سبكتكين همذان، وأقام بها إلى أن ورد عليه ركن الدولة في شوال.
وسار منصور من الري في العساكر نحو همذان، وبها ركن الدولة، فلما بقي بينهما مقدار عشرين فرسخاً عدل منصور إلى أصبهان، ولو قصد همذان لانحاز ركن الدولة عنه، وكان ملك البلاد بسبب اختلاف كان في عسكر ركن الدولة، ولكنه عدل عنه لأمر يريده الله تعالى، وتقدم ركن الدولة إلى سبكتكين بالمسير في مقدمته، فلما أراد المسير شغب عليه بعض الأتراك مرة بعد أخرى، فقال ركن الدولة: هؤلاء أعداؤنا، ومعنا، والرأي أن نبدأ بهم؛ فواقعهم واقتتلوا، فانهزم الأتراك.
وبلغ الخبر إلى معز الدولة، فكتب إلى ابن أبي الشوك الكردي وغيره يأمرهم بطلبهم والإيقاع بهم، فطلبوهم، وأسروا منهم وقتلوا، ومضى من سلم منهم إلى الموصل، وسار ركن الدولة نحو أصبهان، ووصل ابن قراتكين إلى أصبهان، فانتقل من كان بها من أصحاب ركن الدولة، وأهله وأسبابه، وركبوا الصعب والذلول، حتى البقر والحمير، وبلغ كراء الثور والحمار إلى خان لنجان مائة درهم، وهي على تسعة فراسخ من أصبهان، فلم يمكنهم مجاورة ذلك الموضع، ولو سار إليهم منصور لغنمهم، وأخذ ما معهم، وملك ما وراءهم، إلا أنه دخل أصبهان وأقام بها.
ووصل ركن الدولة، فنزل بخان لنجان، وجرت بينهما حروب عدة أيام، وضاقت الميرة على الطائفتين، وبلغ بهم الأمر إلى أن ذبحوا دوابهم، ولو أمكن ركن الدولة الانهزام لفعل، ولكنه تعذر عليه ذلك، واستشار وزيره أبا الفضل بن العميد في بعض الليالي في الهرب، فقال له: لا ملجأ لك إلا الله تعالى، فانو للمسلمين خيراً، وصمم العزم على حسن السيرة، والإحسان إليهم، فإن الحيل البشرية كلها تقطعت بنا، وأن انهزمنا تبعونا وأهلكونا وهم أكثر منا، فلا يفلت منا أحد؛ فقال له: قد سبقتك إلى هذا.
فلما كان الثلث الأخير من الليل أتاهم الخبر أن منصوراً وعسكره قد عادوا إلى الري وتركوا خيامهم، وكان سبب ذلك أن الميرة والعلوفة ضاقت عليهم أيضاً، إلا أن الديلم كانوا يصبرون، ويقنعون بالقليل من الطعام، وإذا ذبحوا دابة أو جملاً اقتسمه الخلق الكثير منهم، وكان الخراسانية بالضد منهم لا يصبرون، ولا يكفيهم القليل، فشغبوا على منصور، واختلفوا، وعادوا إلى الري، فكان عودهم في المحرم سنة أربعين، فأتى الخبر ركن الدولة فلم يصدقه حتى تواتر عنده، فركب هو وعسكره، واحتوى على ما خلفه الخراسانية.
حكى أبو الفضل بن العميد قال: استدعاني ركن الدولة تلك الليلة، الثلث الأخير، وقال لي: قد رأيت الساعة في منامي كأني على دابتي فيروز، وقد انهزم عدونا، وأنت تسير إلى جانبي، وقد جاءنا الفرج من حيث لا نحتسب، فمددت عيني، فرأيت على الأرض خاتماً، فأخذته، فإذا فصه من فيروزج، فجعلته في إصبعي، وتبركت به، وانتبهت وقد أيقنت بالظفر، فإن الفيروزج معناه الظفر، ولذلك لقب الدابة فيروز.
قال ابن العميد: فأتانا الخبر والبشارة بأن العدو قد رحل، فما صدقنا حتى تواترت الأخبار، فركبنا، ولا نعرف سبب هربهم، وسرنا حذرين من كمين، وسرت إلى جانب ركن الدولة وهو على فرسه فيروز، فصاح ركن الدولة بغلام بين يديه: ناولني ذلك الخاتم؛ فأخذ خاتماً من الأرض فناوله إياه، فإذا هو فيروزج، فجعله في أصبعه وقال: هذا تأويل رؤياي، وهذا الخاتم الذي رأيت منذ ساعة. وهذا من أحسن ما يحكى وأعجبه.
ذكر أخبار عمران بن شاهين وانهزام عساكر معز الدولة (4/18)
وقد ذكرنا حال عمران بن شاهين، بعد مسير الصيمري عنه، وأنه زاد قوة وجرأة، فأنفذ معز الدولة إلى قتاله روزبهان، وهو من أعيان عسكره، فنازله وقاتله، فطاوله عمران، وتحصن منه في مضايق البطيحة، فضجر روزبهان، وأقدم عليه طالباً للمناجزة، فاستظهر عليه عمران، وهزمه وأصحابه، وقتل منهم، وغنم جميع ما معهم من السلاح، وآلات الحرب، فقوي بها، وتضاعفت قوته، فطمع أصحابه في السلطان، فصاروا إذا اجتاز بهم أحد من أصحاب السلطان يطلبون منه البذرقة والخفارة، فإن أعطاهم، وإلا ضربوه واستخفوا به وشتموه.
وكان الجند لا بد لهم من العبور عليهم إلى ضياعهم ومعايشهم بالبصرة وغيرها، ثم انقطع الطريق إلى البصرة إلا على الظهر، فشكا الناس ذلك إلى معز الدولة، فكتب إلى المهلبي بالمسير إلى واسط لهذا السبب، وكان بالبصرة، فأصعد إليها، وأمده معز الدولة بالقواد والأجناد والسلاح، وأطلق يده في الإنفاق، فزحف إلى البطيحة وضيق على عمران، وسد المذاهب عليه، فانتهى إلى المضايق لا يعرفها إلا عمران وأصحابه، وأحب روزبهان أن يصيب المهلبي ما أصابه من الهزيمة، ولا يستبد بالظفر والفتح، وأشار على المهلبي بالهجوم على عمران، فلم يقبل منه، فكتب إلى معز الدولة يعجز المهلبي ويقول: إنه يطاول لينفق الأموال ويفعل ما يريد؛ فكتب معز الدولة بالعتب والاستبطاء، فترك المهلبي الحزم، وما كان يريد أن يفعله، ودخل بجميع عسكره، وهجم على مكان عمران، وكان قد جعل الكمناء في تلك المضايق، وتأخر روزبهان ليسلم عند الهزيمة.
فلما تقدم المهلبي خرج عليه وعلى أصحابه الكمناء، ووضعوا فيهم السلاح، فقتلوا، وغرقوا، وأسروا، وانصرف روزبهان سالماً هو وأصحابه، وألقى المهلبي نفسه في الماء فنجا سباحةً، وأسر عمران القواد والأكابر، فاضطر معز الدولة إلى مصالحته، وإطلاق من عنده من أهل عمران وإخوته، فأطلق عمران من في أسره من أصحاب معز الدولة، وقلده معز الدولة البطائح، فقوي واستفحل أمره.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة، ليلة يوم السبت رابع عشر ذي الحجة، طلع القمر منكسفاً، وانكسف جميعه.
وفيها، في المحرم، توفي أبو بكر محمد بن أحمد بن قرابة بالموصل، وحمل تابوته إلى بغداد.
وفيها توفي أبو نصر محمد بن محمد الفارابي، الحكيم الفيلسوف، صاحب التصانيف فيها، وكان موته بدمشق، وكان تلميذ يوحنا بن حيلان، وكانت وفاة يوحنا أيام المقتدر بالله.
وفيها مات أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي النحوي، وقيل سنة أربعين.

This site was last updated 10/30/11