Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

 سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة334
سنة335 وسنة336
سنة 337 وسنة338
سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة
سنة340 وسنة341
سنة342 وسنة343 وسنة344 وسنة345
سنة346 وسنة347
سنة348 وسنة349 وسنة350
سنة351
سنة352 وسنة353 وسنة354
سنة355
سنة356 وسنة357
سشنة358
سنة259
سنة360 وسنة361
سنة363
سنة364
سنة365
سنة366 وسنة367
سنة367 وسنة368
سنة369
سنة370 وسنة371
سنة372
سنة373
سنة364 وسنة375
سنة476 وسنة377
سنة378 وسنة379
سنة380 وسنة381

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة خمس وخمسين وثلاثمائة
ذكر ما تجدد بعمان واستيلاء معز الدولة عليه
(4/39)
قد ذكرنا في السنة التي قبل هذه خبر عمان ودخول القرامطة إليها، وهرب نافع عنها، فلما هرب نافع، واستولى القرامطة على البلد، كان معهم كاتب يعرف بعلي بن أحمد ينظر في أمر البلد، وكان بعمان قاضٍ له عشيرة وجاه، فاتفق هو وأهل البلد أن ينصبوا في الإمرة رجلاً يعرف بابن طغان، وكان من صغار القواد بعمان، وأدناهم مرتبةً، فلما استقر في الإمرة خاف ممن فوقه من القواد، فقبض على ثمانين قائداً، فقتل بعضهم، وغرق بعضهم.
وقدم البلد ابنا أخت لرجل ممن قد غرقهم، فأقاما مدة، ثم إنهما دخلا على طغان يوماً من أيام السلام، فسلما عليه، فلما تقوض المجلس قتلاه، فاجتمع رأي الناس على تأمير عبد الوهاب بن أحمد بن مروان، وهو من أقارب القاضي، فولي الإمارة بعد امتناع منه، واستكتب علي بن أحمد الذي كان مع الهجريين، فأمر عبد الوهاب كاتبه علياً أن يعطي الجند أرزاقهم صلة، ففعل ذلك، فلما انتهى إلى الزنج، وكانوا ستة آلاف رجل، ولهم بأس وشدة، قال لهم علي: إن الأمير عبد الوهاب أمرني أن أعطي البيض من الجند كذا وكذا، وأمر لكم بنصف ذلك؛ فاضطربوا وامتنعوا، فقال لهم: هل لكم أن تبايعوني فأعطيكم مثل سائر الأجناد ؟ فأجابوه إلى ذلك، وبايعوه، وأعطاهم مثل البيض من الجند، فامتنع البيض من ذلك، ووقع بينهم حرب، فظهر الزنج عليهم، فسكنوا، واتفقوا مع الزنج، وأخرجوا عبد الوهاب من البلد، فاستقر في الإمارة علي بن أحمد.
ثم إن معز الدولة سار إلى واسط لحرب عمران بن شاهين، ولإرسال جيش إلى عمان، فلما وصل إلى واسط قدم عليه نافع الأسود الذي كان صاحب عمان، فأحسن إليه، وأقام للفراغ من أمر عمران بن شاهين، على ما نذكره إن شاء الله تعالى.
وانحدر من واسط إلى الأبلة، في شهر رمضان، فأقام بها يجهز الجيش والمراكب ليسيروا إلى عمان، ففرغ منه، وساروا منتصف شوال، واستعمل عليهم أبا الفرج محمد بن العباس بن فسانجس، وكانوا في مائة قطعة، فلما كانوا بسيراف انضم إليهم الجيش الذي جهزه عضد الدولة من فارس نجدةً لعمة معز الدولة، فاجتمعوا وساروا إلى عمان، ودخلها تاسع ذي الحجة، وخطب لمعز الدولة فيها، وقتل من أهلها مقتلة عظيمة، وأحرقت مراكبهم، وهي تسعة وثمانون مركباً.
ذكر هزيمة إبراهيم بن المرزبان
في هذه السنة انهزم إبراهيم بن المرزبان عن أذربيجان إلى الري وسبب ذلك أن إبراهيم لما انهزم من جستان بن شرمزن، على ما ذكرناه سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، قصد أرمينية، وشرع يستعد ويتجهز للعود إلى أذربيجان، وكانت ملوك أرمينية من الأرمن والأكراد، وراسل جستان ابن شرمزن، وأصلحه، فأتاه الخلق الكثير.
واتفق أن إسماعيل ابن عمه وهسوذان توفي، فسار إبراهيم إلى أردبيل فملكها، وانصرف أبو القاسم بن مسيكي إلى وهسوذان، وصار معه، وسار إبراهيم إلى عمه وهسوذان يطالبه بثأر إخوته، فخافه عمه وهسوذان، وسار هو وابن مسيكي إلى بلد الديلم، واستولى إبراهيم على أعمال عمه، وخبط أصحابه، وأخذ أمواله التي ظفر بها.
وجمع وهسوذان الرجال وعاد إلى قلعته بالطرم، وسير أبا القاسم بن مسيكي في الجيوش إلى إبراهيم، فلقيهم إبراهيم، فاقتتلوا قتالاً شديداً، وانهزم إبراهيم، وتبعه الطلب فلم يدركوه، وسار وحده حتى وصل إلى الري، إلى ركن الدولة، فأكرمه ركن الدولة وأحسن إليه، وكان زوج أخت إبراهيم، فبالغ في إكرامه لذلك، وأجزل له الهدايا والصلات.
ذكر خبر الغزاة الخراسانية مع ركن الدولة
في هذه السنة، في رمضان، خرج من خراسان جمع عظيم يبلغون عشرين ألفاً إلى الري بنية الغزاة، فبلغ خبرهم إلى ركن الدولة، وكثرة جمعهم، وما فعلوه في أطراف بلاده من الفساد، وأن رؤساءهم لم يمنعوهم عن ذلك، فأشار عليه الأستاذ أبو الفضل بن العميد، وهو وزيره، بمنعهم من دخول بلاده مجتمعين، فقال: لا تتحدث الملوك أنني خفت جمعاً من العزاة؛ فأشار عليه بتأخيرهم إلى أن يجمع عسكره، وكانوا متفرقين في أعمالهم، فلم يقبل منه، فقال له: أخاف أن يكون لهم مع صاحب خراسان مواطأة على بلادك ودولتك؛ فلم يلتفت إلى قوله. (4/40)
فلما وردوا الري اجتمع رؤساؤهم، وفيهم القفال الفقيه، وحضروا مجلس ابن العميد، وطلبوا مالاً ينفقونه، فوعدهم، فاشتطوا في الطلب وقالوا: نريد خراج هذه البلاد جميعها، فإنه لبيت المال، وقد فعل الروم بالمسلمين ما بلغكم، واستولوا على بلادكم، وكذلك الأرمن، ونحن غزاة، وفقراء، وأبناء سبيل، فنحن أحق بالمال منكم؛ وطلبوا جيشاً يخرج معهم، واشتطوا في الاقتراح، فعلم ابن العميد حينئذ خبث سرائرهم، وتيقن ما كان ظنه فيهم، فرفق بهم وداراهم، فعدلوا عنه إلى مشاتمة الديلم، ولعنهم، وتكفيرهم، ثم قاموا عنه، وشرعوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويسلبون العامة بحجة ذلك، ثم إنهم أثاروا الفتنة، وحاربوا جماعة من الديلم إلى أن حجز بينهم الليل، ثم باكروا القتال ودخلوا المدينة، ونهبوا دار الوزير ابن العميد، وجرحوه، وسلم من القتل.
وخرج ركن الدولة إليهم في أصحابه، وكان في قلة، فهزمه الخراسانية، فلو تبعوه لأتوا عليه وملكوا البلد منه، لكنهم عادوا عنه لأن الليل أدركهم، فلما أصبحوا راسلهم ركن الدولة، ولطف بهم، لعلهم يسيرون من بلده، فلم يفعلوا، وكانوا ينتظرون مدداً يأتيهم من صاحب خراسان، فإنهم كان بينهم مواعدة على تلك البلاد.
ثم إنهم اجتمعوا وقصدوا البلد ليملكوه، فخرج ركن الدولة إليهم فقاتلهم، وأمر نفراً من أصحابه أن يسيروا إلى مكان يراهم، ثم يثيروا غبرة شديدة، ويرسلوا إليه من يخبره أن الجيوش قد أتته، ففعلوا ذلك.
وكان أصحابه قد خافوا لقلتهم، وكثرة عدوهم، فلما رأوا الغبرة وأتاهم من أخبرهم أن أصحابهم لحقوهم قويت نفوسهم، وقال لهم ركن الدولة: احملوا على هؤلاء لعلنا نظفر بهم قبل وصول أصحابنا، فيكون الظفر والغنيمة لنا؛ فكبروا، وحملوا حملة صادقة، فكان لهم الظفر، وانهزم الخراسانية، وقتل منهم خلق كثير، وأسر أكثر ممن قتل، وتفرق الباقون، فطلبوا الأمان، فأمنهم ركن الدولة، وكان قد دخل البلد جماعة منهم يكبرون كأنهم يقاتلون الكفار، ويقتلون كل من رأوه بزي الديلم، ويقولون هؤلاء رافضة، فبلغهم خبر انهزام أصحابهم، وقصدهم الديلم ليقتلوهم، فمنعهم ركن الدولة وأمنهم، وفتح لهم الطريق ليعودوا، ووصل بعهم نحو ألفي رجل بالعدة والسلاح، فقاتلهم ركن الدولة، فهزمهم وقتل فيهم، ثم أطلق الأسرى، وأمر لهم بنفقات، وردهم إلى بلادهم، وكان إبراهيم بن المرزبان عند ركن الدولة، فأثر فيهم آثاراً حسنة.
ذكر عود إبراهيم بن المرزبان إلى أذربيجان
في هذه السنة عاد إبراهيم بن المرزبان إلى أذربيجان واستولى عليها.
وكان سبب ذلك أنه لما قصد ركن الدولة، على ما ذكرناه، جهز العساكر معه، وسير الأستاذ أبا الفضل بن العميد ليرده إلى ولايته، ويصلح له أصحاب الأطراف، فسار معه إليها، واستولى عليها، وأصلح له جستان بن شرمزن، وقاده إلى طاعته، وغيره من طوائف الأكراد، ومكنه من البلاد.
وكان ابن العميد لما وصل إلى تلك البلاد، رأى كثرة دخلها، وسعة مياهها، ورأى ما يتحصل لإبراهيم منها، فوجده قليلاً لسوء تدبيره، وطمع الناس فيه لاشتغاله بالشرب والنساء، فكتب إلى ركن الدولة يعرفه الحال، ويشير بأن يعوضه من بعض ولايته بمقدار ما يتحصل له من هذه البلاد، ويأخذها منه، فإنه لا يستقيم له حال مع الذين بها وإنها تؤخذ منه، فامتنع ركن الدولة من قبول ذلك منه، وقال: لا يتحدث الناس عني أني استجار بي إنسان وطمعت فيه؛ وأمر أبا الفضل بالعود عنه وتسليم البلاد إليه، ففعل وعاد، وحكى لركن الدولة صورة الحال، وحذره خروج البلاد من يد إبراهيم، وكان الأمر كما ذكره، حتى أخذ إبراهيم وحبس، على ما نذكره.
ذكر خروج الروم إلى بلاد الإسلام
وفي هذه السنة، في شوال، خرجت الروم، فقصدوا مدينة آمد، ونزلوا عليها، وحصروها، وقاتلوا أهلها، فقتل منهم ثلاثمائة رجل، وأسر نحو أربعمائة أسير، ولم يمكنهم فتحها، فانصرفوا إلى دارا، وقربوا من نصيبين، ولقيهم قافلة واردة من ميافارقين، فأخذوها، وهرب الناس من نصيبين خوفاً منهم، حتى بلغت أجرة الدابة مائة درهم. (4/41)
وراسل سيف الدولة الأعراب ليهرب معهم، وكان في نصيبين، فاتفق أن الروم عادوا قبل هربه، فأقام بمكانه، وساروا من ديار الجزيرة إلى الشام، فنازلوا إنطاكية، فأقاموا عليها مدة طويلة يقاتلون أهلها، فلم يمكنهم فتحها، فخربوا بلدها ونهبوه وعادوا إلى طرسوس.
ذكر ما جرى لمعز الدولة مع عمران بن شاهين
قد ذكرنا انحدار معز الدولة إلى واسط لأجل قصد ولاية عمران بن شاهين بالبطائح، فلما وصل إلى واسط أنفذ الجيش مع أبي الفضل العباس بن الحسن، فساروا، فنزلوا الجامدة، وشرعوا في سد الأنهار التي تصب إلى البطائح.
وسار معز الدولة إلى الأبلة، وأرسل الجيش إلى عمان، على ما ذكرناه، وعاد إلى واسط لإتمام حرب عمران وملك بلده، فأقام بها، فمرض، وأصعد إلى بغداد لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة ست وخمسين وهو عليل، وخلف العسكر بها، ووعدهم أنه يعود إليهم، فلما وصل إلى بغداد توفي، على ما نذكره، فدعت الضرورة إلى مصالحة عمران والانصراف عنه.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة خرجت بنو سليم على الحجاج السائرين من مصر والشام، وكانوا عالماً كثيراً، ومعهم من الأموال ما لا حد عليه لأن كثيراً من الناس من أهل الثغور والشام هربوا، من خوفهم من الروم، بأموالهم وأهليهم، وقصدوا مكة ليسيروا منها إلى العراق، فأخذوا، ومات من الناس في البرية ما لا يحصى، ولم يسلم إلا القليل.
وفيها عظم أمر أبي عبدالله الداعي بالديلم، ولبس الصوف، وأظهر النسك والعبادة، وحارب ابن وشمكير، فهزمه وعزم على المسير إلى طبرستان، وكتب إلى العراق كتاباً يدعوهم فيه إلى الجهاد.
وفيها تم الفداء بين سيف الدولة والروم، وسلم سيف الدولة ابن عمه أبا فراس بن حمدان، وأبا الهيثم ابن القاضي أبي الحصين.
وفيها انخسف القمر جميعه ليلة السبت ثالث عشر شعبان، وغاب منخسفاً.
وفيها توفي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سالم المعروف بابن الجعابي الحافظ البغدادي بها، وكان يتشيع؛ وأبو عبدالله محمد بن الحسين بن علي ابن الحسين بن الوضاح الوضاحي، الشاعر الأنباري.وراسل سيف الدولة الأعراب ليهرب معهم، وكان في نصيبين، فاتفق أن الروم عادوا قبل هربه، فأقام بمكانه، وساروا من ديار الجزيرة إلى الشام، فنازلوا إنطاكية، فأقاموا عليها مدة طويلة يقاتلون أهلها، فلم يمكنهم فتحها، فخربوا بلدها ونهبوه وعادوا إلى طرسوس.
ذكر ما جرى لمعز الدولة مع عمران بن شاهين
قد ذكرنا انحدار معز الدولة إلى واسط لأجل قصد ولاية عمران بن شاهين بالبطائح، فلما وصل إلى واسط أنفذ الجيش مع أبي الفضل العباس بن الحسن، فساروا، فنزلوا الجامدة، وشرعوا في سد الأنهار التي تصب إلى البطائح.
وسار معز الدولة إلى الأبلة، وأرسل الجيش إلى عمان، على ما ذكرناه، وعاد إلى واسط لإتمام حرب عمران وملك بلده، فأقام بها، فمرض، وأصعد إلى بغداد لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة ست وخمسين وهو عليل، وخلف العسكر بها، ووعدهم أنه يعود إليهم، فلما وصل إلى بغداد توفي، على ما نذكره، فدعت الضرورة إلى مصالحة عمران والانصراف عنه.

This site was last updated 07/25/11