Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة  سنة خمسين وثلاثمائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة334
سنة335 وسنة336
سنة 337 وسنة338
سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة
سنة340 وسنة341
سنة342 وسنة343 وسنة344 وسنة345
سنة346 وسنة347
سنة348 وسنة349 وسنة350
سنة351
سنة352 وسنة353 وسنة354
سنة355
سنة356 وسنة357
سشنة358
سنة259
سنة360 وسنة361
سنة363
سنة364
سنة365
سنة366 وسنة367
سنة367 وسنة368
سنة369
سنة370 وسنة371
سنة372
سنة373
سنة364 وسنة375
سنة476 وسنة377
سنة378 وسنة379
سنة380 وسنة381

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة
في هذه السنة، في المحرم، تم الصلح بين سيف الدولة ومعز الدولة، وعاد معز الدولة إلى العراق، ورجع ناصر الدولة إلى الموصل.
وفيها أنفذ الخليفة لواء وخلعة لأبي علي بن إلياس صاحب كرمان.
وفيها مات أبو الحسن محمد بن أحمد المافروخي، كاتب معز الدولة، وكتب بعده أبو بكر بن أبي سعيد.
وفيها كانت حرب شديدة بين علي بن كامة، وهو ابن أخت ركن الدولة، وبين بيستون بن وشمكير، فانهزم بيستون.
وفيها غرق من حجاج الموصل في الماء بضعة عشر زورقاً.
وفيها غزت الروم طرسوس والرها، فقتلوا، وسبوا، وغنموا، وعادوا سالمين.
وفيها سار مؤيد الدولة بن ركن الدولة من الري إلى بغداد، فتزوج بابنة عمه معز الدولة، ونقلها معه إلى الري، ثم عاد إلى أصبهان.
وفيها، في جمادى الأولى، وقعت حرب شديدة بين عامة بغداد، وقتل فيها جماعة، واحترق من البلد كثير.
وفيها توفي أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن، الفقيه الحنبلي المعروف بالنجاد، وكان عمره خمساً وتسعين سنة؛ وجعفر بن محمد بن نصير الخلدي الصوفي، وهو من أصحاب الجنيد، فروى الحديث وأكثر.
وفيها انقطعت الأمطار، وغلت الأسعار في كثير من البلاد، فخرج الناس يستسقون في كانون الثاني في البلاد، ومنها بغداد، فما سقوا، فلما كان في آذار ظهر جراد عظيم، فأكل ما كان قد نبت من الخضراوات وغيرها، فاشتد الأمر على الناس.


ثم دخلت سنة تسع وأربعين وثلاثمائة
ذكر ظهور المستجير بالله

في هذه السنة ظهر بأذربيجان وجل من أولاد عيسى بن المكتفي بالله، وتلقب بالمستجير بالله، وبايع للرضا من آل محمد، ولبس الصوف وأظهر العدل، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وكثر أتباعه.
وكان السبب في ظهوره أن جستان بن المرزبان، صاحب أذربيجان، ترك سيرة والده في سياسة الجيش، واشتغل باللعب، ومشاورة النساء، وكان جستان بن شرمزن بأرمية متحصناً بها، وكان وهسوذان بالطرم يضرب بين أولاد أخيه ليختلفوا.
ثم إن جستان بن المرزبان قبض على وزيره النعيمي، وكان بينه وبين وزير جستان بن شرمزن مصاهرة، وهو أبو الحسن عبيدالله بن محمد بن حمدويه، فاستوحش أبو الحسن لقبض النعيمي، فحمل صاحبه ابن شرمزن على مكاتبة إبراهيم بن المرزبان، وكان بأرمينية، فكاتبه، وأطمعه في املك، فسار إليه، فقصدوا مراغة واستولوا عليها، فلما علم جستان بن المرزبان بذلك راسل ابن شرمزن ووزيره أبا الحسن، فأصلحهما، وضمن لهما إطلاق النعيمي، فعاد عن نصرة إبراهيم، وظهر له ولأخيه نفاق ابن شرمزن، فتراسلا واتفقا عليه. (4/29)
ثم إن النعيمي هرب من حبس جستان بن المرزبان، وسار إلى موقان، وكاتب ابن عيسى بن المكتفي بالله، وأطمعه في الخلافة، وأن يجمع له الرجال، ويملك له أذربيجان، فإذا قوي قصد العراق فسار إليه في نحو ثلاثمائة رجل، وأتاه جستان بن شرمزن فقوي به، وبايعه الناس، واستفحل أمره، فسار إليهم جستان وإبراهيم ابنا المرزبان قاصدين قتالهم، فلما التقوا انهزم أصحاب المستجير، وأخذ أسيراً فعدم فقيل إنه قتل وقيل بل مات.
ذكر استيلاء وهسوذان على بني أخيه وقتلهم
وأما وهسوذان فإنه لما رأى اختلاف أولاد أخيه، وأن كل واحد منهم قد انطوى على غش صاحبه، راسل إبراهيم، بعد وقعة المستجير، واستزاره، فزاره، فأكرمه عمه، ووصله بما ملأ عينه، وكاتب ناصراً ولد أخيه أيضاً، واستغواه، ففارق أخاه جستان وصار إلى موقان، فوجده الجند طريقاً إلى تحصيل الأموال، ففارق أكثرهم جستان وصاروا إلى أخيه ناصر، فقوي بهم على أخيه جستان، واستولى على أردبيل.
ثم إن الأجناد طالبوا ناصراً بالأموال، فعجز عن ذلك، وقعد عمه وهسوذان عن نصرته، فعلم أنه كان يغويه، فراسل أخاه جستان، وتصالحا واجتمعا، وهما في غاية ما يكون من قلة الأموال واضطراب الأمور، وتغلب أصحاب الأطراف على ما بأيديهم، فاضطر جستان وناصر ابنا المرزبان إلى المسير إلى عمهما وهسوذان مع والدتهما، فراسلاه في ذلك، وأخذا عليه العهود، وساروا إليه، فلما حصلوا عنده نكث، وغدر بهم، وقبض عليهم، وهم جستان وناصر ووالدتهما، واستولى على العسكر، وعقد الإمارة لابنه إسماعيل، وسلم إليه أكثر قلاعه، وأخرج الأموال وأرضى الجند.
وكان إبراهيم بن المرزبان قد سار إلى أرمينية، فتأهب لمنازعة إسماعيل، واستنقاذ أخويه من حبس عمهما وهسوذان، فلما علم وهسوذان ذلك ورأى اجتماع الناس عليه بادر فقتل جستان وناصراً ابني أخيه وأمهما، وكاتب جستان بن شرمزن، وطلب إليه أن يقصد إبراهيم، وأمده بالجند والمال، ففعل ذلك، واضطر إبراهيم إلى الهرب والعود إلى أرمينية، واستولى ابن شرمزن على عسكره وعلى مدينة مراغة مع أرمية.
ذكر غزو سيف الدولة بلاد الروم
في هذه السنة غزا سيف الدولة بلاد الروم في جميع كثير، فأثر فيها آثاراً كثيرة، وأحرق، وفتح عدة حصون، وأخذ من السبي والغنائم والأسرى شيئاً كثيراً، وبلغ إلى خرشنة، ثم إن الروم أخذوا عليه المضايق، فلما أراد الرجوع قال له من معه من أهل طرسوس: إن الروم قد ملكوا الدرب خلف ظهرك، فلا تقدر على العود منه، والرأي أن ترجع معنا؛ فلم يقبل منهم، وكان معجباً برأيه يحب أن يستبد ولا يشاور أحداً لئلا يقال إنه أصاب برأي غيره، وعاد في الدرب الذي دخل منه، فظهر الروم عليه واستردوا ما كان معه من الغنائم، وأخذوا أثقاله، ووضعوا السف في أصحابه فأتوا عليهم قتلاً وأسراً، وتخلص هو في ثلاثمائة رجل بعد جهد ومشقة وهذا من سوء رأي كل من يجهل آراء الناس العقلاء، والله أعلم بالصواب.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة قبض عبد الملك بن نوح، صاحب خراسان، وما وراء النهر، على رجل من أكابر قواده وأمرائه يسمى نجتكين، وقتله، فاضطربت خراسان.
وفيها استأمن أبو الفتح، المعروف بابن العريان، أخو عمران بن شاهين، صاحب البطيحة، إلى معز الدولة بأهله وماله، وكان خاف أخاه، فأكرمه معز الدولة وأحسن إليه.
وفيها مات أبو القاسم عبدالله بن أي عبدالله البريدي.
وفيها أسلم من الأتراك نحو مائتي ألف خركاة.
وفيها انصرف حجاج مصر من الحج، فنزلوا وادياً وباتوا فيه، فأتاهم السيل ليلاً فأخذهم جميعهم مع أثقالهم وجمالهم فألقاهم في البحر.
وفيها سار ركن الدولة من الري إلى جرجان، فلقيه الحسن بن الفيرزان، وابن عبد الرزاق، فوصلهما بمال جليل.
وفيها كان بالبلاد غلاء شديد، وكان أكثره بالموصل فبلغ الكر من الحنطة ألفاً ومائتي درهم، والكر من الشعير ثمانمائة درهم، وهر أهلها إلى الشام والعراق.
وفيها، خامس شعبان، كان ببغداد فتنة عظيمة بين العامة، وتعطلت الجمعة من الغد لاتصال الفتنة في الجانبين، سوى مسجد براثا فإن الجمعة تمت فيه، وقبض على جماعة من بني هاشم اتهموا أنهم سبب الفتنة، ثم أطلقوا من الغد.
وفيها توفي أبو الخي الأقطع التيناتي، أو قريباً من هذه السنة، وكان عمره مائة وعشرين سنة، وله كرامات مشهورة مسطورة.(4/30)
لتيناتي بالتاء المكسورة المعجمة باثنتين من فوق، ثم الياء المعجمة باثنتين من تحت، ثم بالنون والألف ثم بالتاء المثناة من فوق أيضاً.
وفيها مات أو إسحاق بن ثوابة كاتب الخليفة ومعز الدولة، وقلد ديوان الرسائل بعده إبراهيم بن هلال الصابي.
وفيها، في آخرها، مات أنوجور بن الإخشيد صاب مصر، وتقلد أخوه علي مكانه.


ثم دخلت سنة خمسين وثلاثمائة
ذكر بناء معز الدولة دوره ببغداد

في هذه السنة، في المحرم، مرض معز الدولة، وامتنع عليه البول، ثم كان يبول بعد جهد ومشقة دماً، وتبعه البول، والحصى، والرمل، فاشتد جزعه وقلقه، وأحضر الوزير المهلبين والحاجب سبكتكين، فأصلح بينهما، ووصاهما بابنه بختيار، وسلم جميع ماله إليه.
ثم إنه عوفي، فعزم على المسير إلى الأهواز لأنه اعتقد أن ما اعتاده من الأمراض إنما هو بسبب مقامه ببغداد، وظن أنه إن عاد إلى الأهواز عاوده ما كان فيه من الصحة، ونسي الكبر والشباب، فلما انحدر إلى كلواذى ليتوجه إلى الأهواز أشار عليه أصحابه بالمقام، وأن يفكر في هذه الحركة ولا يعجل، فأقام بها، ولم يؤثر أحد من أصحابه انتقاله لمفارقة أوطانهم وأسفاً على بغداد كيف تخرب بانتقال دار الملك عنها، فأشاروا عليه بالعود إلى بغداد، وأن يبني بها له داراً في أعلى بغداد لتكون أرق هواء، وأصفى ماء، ففعل، وشرع في بناء داره في موضع المسناة المعزية، فكان مبلغ ما خرج عليها إلى أن مات ثلاثة عشر ألف ألف درهم، فاحتاج بسبب ذلك إلى مصادره جماعة من أصحابه.
ذكر موت الأمير عبد الملك بن نوح
في هذه السنة سقط الفرس تحت الأمير عبد الملك بن نوح، صاحب خراسان، فوقع إلى الأرض، فمات من سقطته، وافتتنت خراسان بعده، وولي بعده أخوه منصور بن نوح، وكان موته يوم الخميس حادي عشر شوال.
ذكر وفاة عبد الرحمن الناصر صاحب الأندلس وولاية ابنه الحاكم
في هذه السنة توفي عبد الرحمن بن محمد بن عبدالله صاحب الأندلس، الملقب بالناصر لدين الله، في رمضان، فكانت إمارته خمسين سنة وستة أشهر، وكان عمره ثلاثاً وسبعين سنة، وكان أبيض، أشهل، حسن الوجه، عظيم الجسم، قصير الساقين، كان ركاب سرجه يقارب الشبر، وكان طويل الظهر، وهو أول من تلقب من الأمويين بألقاب الخلفاء، وتسمى بأمير المؤمنين، وخلف أحد عشر ولداً ذكراً، وكان من تقدمه من آبائه يخاطبون ويخطب لهم بالأمير وأبناء الخلائف.
وبقي هو كذلك إلى أن مضى من إمارته سبع وعشرون سنة، فلما بلغه ضعف الخلفاء بالعراق وظهور العلويين بإفريقية، ومخاطبتهم بأمير المؤمنين، أمر حينئذ أن يلقب الناصر لدين الله، ويخطب له بأمير المؤمنين؛ ويقول أهل الأندلس إنه أول خليفة ولي بعد جده، وكانت أمه أم ولد اسمها مزنة، ولم يبلغ أحد ممن تلقب بأمير المؤمنين مدته في الخلافة غير المستنصر العلوي صاحب مصر، فإن خلافته كانت ستين سنة.
ولما مات ولي الأمر بعده ابنه الحاكم بن عبد الرحمن، وتلقب بالمستنصر، وأمه أم ولد تسمى مرجانة، وخلف الناصر عدة أولاد منهم عبدالله، وكان شافعي المذهب عالماً بالشعر والأخبار وغيرهما، وكان ناسكاً.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة سار قفل عظيم من إنطاكية إلى طرسوس ومعهم صاحب إنطاكية، فخرج عليهم كمين للروم فأخذ من كان فيها من المسلمين، وقتل كثيراً منهم، وأفلت صاحب إنطاكية وبه جراحات.
وفيها، في رمضان، دخل نجا غلام سيف الدولة بلاد الروم من ناحية ميافارقين غازياً، وإنه في رمضان غنم ما قيمته قيمة عظيمة، وسبى، وأسر، وخرج سالماً.
وفيها مات القاضي أبو السائب عتبة بن عبدالله، وقبضت أملاكه، وتولى قضاء القضاة أبو العباس بن عبدالله بن الحسن بن أبي الشوارب، وضمن أن يؤدي كل سنة مائتي ألف درهم، وهو أول من ضمن القضاء، وكان ذلك أيام معز الدولة، ولم يسمع بذلك قبله، فلم يأذن له الخليفة المطيع لله بالدخول عليه، وأمر بأن لا يحضر الموكب لما ارتكبه من ضمان القضاء، ثم ضمنت بعده الحسبة والشرطة ببغداد.
وفيها وصل أبو القاسم أخو عمران بن شاهين إلى معز الدولة مستأمناً.
وفيها توفي القاضي أبو بكر أحمد بن كامل، وهو من أصحاب الطبري، وكان يروي تاريخه.

This site was last updated 07/25/11