Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

سلطنة الملك الصالح محمد ابن ططر على مصر 201/11 م.ج

 

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وتبلغ حوالى 30000موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على صفحة الفهرس http://www.coptichistory.org/new_page_598.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر

Home
Up
برقوق بن آنص191/ 1م.ج
حاجى 192/ 2 م.ج
برقوق بن آنص193/ 3م.ج
فرج194/ 4 م.ج
عبد العزيز195/ 5/ م.ج
فرج 196/ 6 م.ج
سلطان وخليفة 197/ 7م.ج
شيخ198/ 8 م.ج
أحمد 199/ 9 م.ج
ططر 200/ 10 م.ج
محمد ططر201/ 11 م.ج
برسباى 202/ 12 م.ج
يوسف203/ 13 م.ح
جقمق204/ 14 م.ج
عثمان 205/ 15 م.ج
إينال 206/ 16 م.ج
أحمد
خشقدم
يلباى
تمبرغا
قايتباى
الغورى

Hit Counter

 

****************************************************************************************

 الجزء التالى عن المماليك الذين حكموا مصر وهم تحت إستعمار الأسرة العباسية السنية الإسلامية من مرجع - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

****************************************************************************************

 

سلطنة الملك الصالح محمد ابن ططر على مصر سنة 824 هـ .


سلطنة الملك الصالح محمد ابن ططر السلطان الملك الصالح ناصر الدين محمد ابن السلطان الملك الظاهر سيف الدين أبي الفتح ططر بن عبد الله الظاهري‏.‏ تسلطن بعد موت أبيه بعهد منه إليه في يوم الأحد رابع ذي الحجة سنة أربع وعشرين وثمانمائة‏.‏
وهو أنه لما مات أبوه حضر الخليفة المعتضد بالله أبو الفتح داود والقضاة والأمراء وجلسوا بباب الستارة من القلعة وطلبوا محمدًا هذا من الدور السلطانية فحضر إليهم فلما رآه الخليفة قام له وأجلسه بجانبه وبايعه بالسلطنة‏.‏
ثم ألبسوه خلعة السلطنة الجبة السوداء الخليفية من مجلسه بباب الستارة وركب فرس النوبة بشعار الملك وأبهة السلطنة وسار إلى القصر السلطاني والأمراء وجميع أرباب الدولة مشاة بين يديه حتى دخل إلى القصر السلطاني بقلعة الجبل وجلس على تخت الملك وقبل الأمراء الأرض بين يديه على العادة وخلع على الخليفة وعلى الأمير الكبير جاني بك الصوفي كونه حمل القبة والطير على رأسه ولقب بالملك الصالح‏.‏
وفي الحال دقت البشائر ونودي بالقاهرة ومصر بسلطنته وسنه يوم تسلطن نحو العشر سنين تخمينًا‏.
وأمه خوند بنت سودون الفقيه الظاهري وهي إلى الآن في قيد الحياة وهي من الصالحات الخيرات لم تتزوج بعد الملك الظاهر ططر‏.‏ والملك الصالح محمد هذا هو السلطان الحادي والثلاثون من ملوك الترك والسابع من الجراكسة وأولادهم‏.‏ وتم أمر الملك الصالح في السلطنة‏.‏ واستقر الأتابك جاني بك الصوفي مدبر مملكته وسكن بالحراقة من الإسطبل السلطاني بباب السلسلة وانضم عليه معظم الأمراء والمماليك السلطانية‏.‏
وأقام الأمير برسباي الدقماقي الدوادار واللالا أيضًا بطبقة الأشرفية بالقلعة في عدة أيضًا من الأمراء المقدمين أعظمهم الأمير طرباي حاجب الحجاب والأمير قصروه من تمراز رأس نوبة النوب والأمير جقمق العلائي نائب قلعة الجبل وأحد مقدمي الألوف المعروفة بأخي جركس المصارع والأمير تغري بردي المحمودي‏.‏
وأما الأمير بيبغا المظفري أمير سلاح والأمير قجق أمير مجلس والأمير سودون من عبد الرحمن وغيرهم من الأمراء فقد صاروا حزبًا وتشاوروا إلى من يذهبون إلى أن تكلم الأمير سودون من عبد الرحمن مع الأتابك جاني بك الصوفي فرد عليه الجواب بما لا يرضى فعند ذلك تحول سودون من عبد الرحمن ورفقته وصاروا من حزب برسباي وطرباي على ما سنذكر مقالتهما فيما بعد‏.‏ وباتوا الجميع بالقلعة وباب السلسلة مستعدين للقتال فلم يتحرك ساكن‏.‏

وأصبحوا يوم الاثنين خامس ذي الحجة وقد تجمع المماليك بسوق الخيل يطلبون النفقة عليهم على العادة والأضحية وأغلظوا في القول وأفحشوا في الكلام حتى كادت الفتنة أن تقوم فلا زال الأمراء بهم يترضونهم وقد اجتمع الجميع عند السلطان الملك الصالح حتى رضوا وتفرق جمعهم‏.‏
ولما كانت الخدمة بت الأتابك الصوفي بعض الأمور وقرىء الجيش وخلع على جماعة وهو كالخائف الوجل من رفقته الأمير برسباي والأمير طرباي وغيرهما‏.‏ وظهر في اليوم المذكور أن الأمر لا يسكن إلا بوقوع فتنة وبذهاب بعض الطائفتين لاختلاف الأراء واضطراب الدولة وعدم اجتماع الناس على واحد بعينه يكون الأمر متوقفًا على ما يرسم به وعلى ما يفعله‏.‏
على أن الأمير برسباي جلس في اليوم المذكور بين يدي جاني بك الصوفي وامتثل أوامره في وقت قراءة الجيش‏.‏ ثم بعد انتهاء قراءة الجيش والعلامة قام بين يديه على قدميه وشاوره في قضاء أشغال الناس على عادة ما يفعله الدوادار مع السلطان غير أن القلوب متنافرة والبواطن مشغولة لما سيكون‏.‏
ثم اثفض الموكب وبات كل أحد على أهبة القتال‏.‏ وأصبحوا يوم الثلاثاء سادسه في تفرقة الأضاحي فأخذ كل مملوك رأسين من الضأن‏.‏ ثم تجمعوا أيضًا تحت القلعة لطلب النفقة وأفحشوا في الكلام على عادتهم وترددت الرسل بينهم وبين الأتابك جاني بك الصوفي وطال النزاع بينهم حتى تراضوا على أن ينفق فيهم بعد عشرة أيام من غير أن يعين لهم مقدار ما ينفقه فيهم فانفضوا على ذلك وسكن الأمر من جهة المماليك السلطانية‏.‏
وانفض الموكب من عند الأتابك جاني بك الصوفي وطلع الأمير برسباي الدقماقي الدودار واللالا إلى طبقة الأشرفية هو والأمير طرباي والأمير قصروه‏.‏ وبعد طلوعهم تكلم بعض أصحاب جاني بك الصوفي معه لما رأوا أمره قد عظم في نزول الأمراء من القلعة إلى دورهم حتى يتم أمره وتنفذ كلمته وحسنوا له ذلك وقالوا له‏:‏ إن لم يقع ذلك وإلا فأمرك غير منتظم فمال الأتابك جاني بك الصوفي إلى كلامهم وكان فيه طيش وخفة فبعث في الحال إلى الأمير برسباي الدقماقي أن ينزل من القلعة هو والأمير طرباي حاجب الحجاب والأمير قصروه رأس نوبة النوب وأن يسكنوا بدورهم من القاهرة ويقيم الأمير جقمق العلائي عند السلطان لا غير‏.‏
فلما بلغ الأمراء ذلك أراد الأمير برسباي الإفحاش في الجواب فنهره الآمير طرباي وأسكته‏.‏ وأجاب برسباي بالسمع والطاعة وأنهم ينزلون بعد ثلاثة أيام‏.‏ وعاد الرسول إلى الأتابك جاني بك الصوفي بذلك فسكت ولم تسكت حواشيه عن ذلك وهم الأمير يشبك الجكمي الأمير آخور الكبير والأمير قرمش الأعور الظاهري وغيرهما وعرفوه أنهم يريدون بذلك إبرام أمرهم وألحوا عليه في أن يرسل إليهم بنزولهم في اليوم المذكور قبل أن يستفحل أمرهم فلم يسمع لكون أن الأمير طرباي نزل في الحال من القلعة مظهرًا أنه في طاعة الأمير الكبير جاني بك الصوفي وأن برسباي وقصروه وغيرهما في تجهيز أمرهم بعده إلى النزول فمشى عليه ذلك‏.‏
وكان أمر الأمير طرباي في الباطن بخلاف ما ظنه جاني بك الصوفي فإنه أخذ في تدبير أمره وإحكام الأمر للأمير برسباي الدقماقي ولنفسه‏.‏ واستمال طرباي في ذلك اليوم كثيرًا من الأمراء والمماليك السلطانية وساعده في ذلك قلة سعد جاني بك الصوفي من نفور الأمراء عنه وهو ما وعدنا بذكره من أمر سودون من عبد الرحمن مع جاني بك الصوفي‏.‏
وقد تقدم أن سودون من عبد الرحمن وغيره ممن تقدم ذكرهم صاروا حزبًا يحضر كل واحد منهم الخدمة ثم ينزل إلى داره ليرى ما يكون بعد ذلك‏.‏ ثم بدا لهم أن يكونوا من حزب جاني بك الصوفي كونه أتابك العساكر ومرشحًا إلى السلطنة بعد أن يكلموه في أمر فإن قبله كانوا من حزبه وإن لم يفعل مالوا إلى برسباي وطرباي والذي يكلموه بسببه هو الأمير يشبك الجكمي الأمير آخور فإنهم لما كانوا عند قرا يوسف بالشرق ثم جاءهم أمير يشبك المذكور أيضًا فارًا من الحجاز خوفًا من الملك المؤيد أكرمه قرا يوسف زيادة على هؤلاء وتعطفًا من الله والذين كانوا قبله عند قرا يوسف هم سودون من عبد الرحمن وطرباي وتنبك البجاسي وجاني بك الحمزاوي وموسى الكركري وغيرهم وكل منهم ينظر يشبك المذكور في مقام مملوكه كونه مملوك خشداشهم جكم فشق عليهم خصوصيته عند قرا يوسف وانفراده عنهم ووقعت المباينة بينهم ولم يسعهم يوم ذاك إلا السكات لوقته‏.‏
فلما مات قرا يوسف وبعده بقليل توفي الملك المؤيد قدموا الجميع على ططروهم في أسوأ حال فقربهم ططر وأكرمهم واختص أيضًا بيشبك المذكور اختصاصًا عظيمًا بحيث إنه ولاه الأمير آخورية الكبرى وعقد عقده على ابنته خوند فاطمة التي تزوجها الملك الأشرف برسباي فلم يسعهم أيضًا إلا السكات لعظم ميل ططر إليه‏.‏ فلما مات ططر انضم يشبك المذكور على وركب الأمير سودون من عبد الرحمن والأمير قرمش الأعور وهو من أصحاب جاني بك الصوفي وشخص آخر وأظنه بيبغا المظفري ودخلوا على جاني بك الصوفي بالحراقة من باب السلسلة ومروا في دخولهم على يشبك الأمير آخور وهو في أمره ونهيه بباب السلسلة فقام إليهم فلم يسلم عليه سودون من عبد الرحمن وسلم عليه قرمش والآخر‏.‏
وعندما دخلوا على الأتابك جاني بك الصوفي وسلموا عليه وجلسواكان متكلم القوم سودون من عبد الرحمن فبدأ بأن قال‏:‏ أنا والأمراء نسلم عليك ونقول لك أنت كبيرنا ورأسنا وأغاتنا ونحن راضون بك فيما تفعل وتريد غير أن هذا الصبي يشبك مملوك خشداشنا جكم ليس هو منا وقد وقع عنه قلة أدب في حقنا ببلاد الشرق عند قرا يوسف ثم هو الآن أمير آخور كبير منزلته أكبر من منازلنا ونحن لا نرضى بذلك‏.‏
ثم إننا لا نريد من الأمير الكبير مسكه ولا حبسه لكونه انتمى إليه غير أننا نريد إبعاده عنا فيوليه الأمير الكبير بعض الأعمال بالبلاد الشامية ثم نكون بعد ذلك جميعًا تحت طاعة الأمير الكبير ونقول قد عاش الملك الظاهر ططر ونحن في خدمته لأننا قد مللنا من الشتات والغربة والحروب فيطمئن كل أحد على نفسه وماله ووطنه فلما سمع جاني بك الصوفي كلام سودون من عبد الرحمن وفهمه حنق منه واشتد غضبه وأغلظ في الجواب بكلام متحصله‏:‏ رجل ملك ركن إلي وانضم علي كيف يمكنني إبعاده لأجل خواطركم‏.‏
ثم أخذ في الحط على خشداشيته الظاهرية برقوق ومجيئهم لإثارة الفتن والشرور فسكت عند ذلك سودون‏.وأخذ قرمش يراجعه في ذلك ويحذره المخالفة غير مرة مدلًا عليه كونه من حواشيه وهو لا يلتفت إلى كلامه‏.‏ فلما أعياه أمره سكت فأراد الآخر أن يتكلم فأشار عليه سودون من عبد الرحمن بالسكات فأمسك عن الكلام‏.‏
فتكلم سودون عند ذلك بباطن بأن قال‏:‏ يا خوند نحن ما قلنا هذا الكلام إلا نظن أن الأمير الكبير ليس له ميل إليه فلما تحققنا أنه من ألزام الأمير الكبير وأخصائه فنسكت عن ذلك ونأخذ في إصلاح الأمر بينه وبين الأمراء لتكون الكلمة واحدة بحيث إننا نصير في خدمته كما نكون في خدمة الأمير الكبير فانخدع جاني بك لكلامه وظنه على جليته وقال‏:‏ نعم أما هذا فيكون‏.‏
وقاموا عنه ورجع قرمش إلى حال سبيله وعاد سودون من عبد الرحمن إلى رفقته الأمراء وذكر لهم الحكاية برمتها وعظم عليهم الأمر إلى أن قال لهم‏:‏ تيقنوا جميعكم بأنكم تكونون في خدمة يشبك الجكمي إن أطعتم جاني بك الصوفي فإن يشبك عنده مقام روحه وربما إن تم له الأمر يعهد بالملك إليه من بعده‏.‏
فلما سمع الأمراء ذلك قامت قيامتهم ومالوا بأجمعهم إلى الأمير برسباي الدقماقي الدوادار الكبير والأمير طرباي حاجب الحجاب وقالوا‏:‏ هذا تركنا ونحن خشداشيته لأجل يشبك فما عساه يفعل معنا إن صار الأمر إليه لا والله لا نطيعه ولو ذهبت ولقد سمعت هذا القول من الأمير سودون من عبد الرحمن وهو يقول لي في ضمنه‏:‏ كان جاني بك الصوفي مجنونًا أقول له‏:‏ نحن بأجمعنا في طاعتك وقد مات الملك المؤيد بحسرة أن نكون في طاعته فيتركنا ويميل إلى يشبك الجكمي وهو رجل غريب ليس له شوكة ولا حاشية ‏"‏‏.‏ انتهى‏.‏
ولما خرج سودون من عبد الرحمن من عند جاني بك الصوفي طلب جاني بك الصوفي يشبك الأمير آخور المذكور وعرفه قول سودون من عبد الرحمن واستشاره فيما يفعل معهم وقد بلغه أن الأمراء تغيروا عليه فاتفق رأيهما على أنه يتمارض فإذا نزل الأمراء لعيادته قبض عليهم وافترقوا على ذلك‏.‏
وباتوا تلك الليلة وقد عظم جمع طرباي وبرسباي من الأمراء والمماليك السلطانية ولم ينضم على جانبي بك الصوفي غير جماعة من المماليك المؤيدية الصغار أعظمهم دولات باي المحمودي الساقي‏.‏ ولما أصبح يوم الأربعاء ثامن ذي الحجة أشيع أن الأمير الكبير جاني بك الصوفي متوعك فتكلم الناس في الحال بأنها مكيدة حتى ينزل إليه الأمير برسباي فيقبض عليه فلم ينزل إليه برسباي وتمادى الحال إلى يوم الجمعة عاشره وهو يوم عيد النحر‏.‏
فلما أصبح نهار الجمعة انتظر الأمير برسباي طلوع الأمير الكبير لصلاة العيد فلم يحضر ولم يطلع فتقدم الأمير برسباي وأخرج السلطان من الحريم وتوجه به إلى الجامع ومعه سائر الأمراء والمماليك فصلى بهم قاضي القضاة الشافعي صلاة العيد وخطب على العادة‏.‏ ثم مضى الأميران برسباي وطرباي بالسلطان إلى باب الستارة فنحر السلطان هناك ضحاياه من الغنم وذبح الأمير برسباي ما هناك من البقر نيابة عن السلطان‏.‏
ثم انفض الموكب ونزل الأمير طرباي إلى بيته هو وجميع الأمراء وذبحوا ضحاياهم وتوجه الأمير برسباي إلى طبقة الأشرفية‏.‏ وبينما هو ينحر ضحاياه بلغه أن الأمير الكبير جاني بك الصوفي لبس السلاح وألبس مماليكه ولبس معه جماعة كبيرة من المؤيدية وغيرهم فاضطرب الناس وأغلق باب القلعة ودقت الكؤوسات حربيًا‏.‏
وكان من خبر جاني بك الصوفي أنه لما تمارض لم يأت إليه أحد ممن كان أراد مسكه فأجمع رأيه حينئذ على الركوب وجمع له الأمير يشبك جماعة من إنياته من المماليك المؤيدية ومن أصحابهم‏.‏ حدثني السيفي جاني بك من سيدي بك البجمقدار المؤيدي وهو أعظم إنيات يشبك الجكمي المذكور قال‏:‏ لبسنا ودخلنا على الأتابك جاني بك الصوفي وعنده الأمير يشبك أمير آخور وكلمناه في أنه يقوم يصلي العيد ثم يلبس السلاح بعد الصلاة فقال‏:‏ صلاة العيد ما هي فرض علينا‏.‏
نتركها ونركب الآن قبل أن يبدأونا بالقتال‏.‏ قال‏:‏ قلت في نفسي‏:‏ بعيد أن ينجح أمر هذا‏.‏ قلت‏:‏ وقد وافق رأي جاني بك البجمقدار في هذا القول قول من قال‏:‏ صل واركب ما تنكب على أنه كان غتيمًا لا يعرف ما قلته فوقع لجاني بك الصوفي أنه لم يصل وركب فنكب‏.‏ ولما بلغ الأمير برسباي ركوب جاني بك الصوفي لبس الأمير برسباي وحاشيته آلة الحرب وتوجه إلى القصر السلطاني‏.‏ وترامت الطائفتان بالنشاب ساعة فلم يكن غير قليل حتى خرج الأمير طرباي من داره في عسكر كبير من الأمراء وعليهم السلاح ووقفوا تجاه باب السلسلة فلم يجدوا بباب السلسلة ما يهولهم من كثرة العساكر‏.‏
فأوقف الأمير طرباي بقية الأمراء وسار هو والأمير قجق أمير مجلس وطلعوا إلى باب السلسلة إلى الأمير الكبير جاني بك الصوفي على أن طرباي في طاعته ودخلا عليه وهو لابس وعنده الأمير يشبك الأمير آخور‏.‏ فأخذ طرباي يلومه على تأخره عن صلاة العيد مع السلطان وما فعله من لبس السلاح وأنه يقاتل من فإن الجميع في طاعة السلطان وطاعة الأمير الكبير‏.‏
فشكا الأمير الكبير جاني بك من الأمير برسباي الدقماقي من عدم تأدبه معه في أمور المملكة وأنه لا يمكن اجتماعنا أبدًا في بلد واحد‏.‏ فقال له طرباي‏:‏ السمع والطاعة‏.‏ كلم الأمراء في ذلك فإنهم في طاعتك‏.‏ فقال‏:‏ وأين الأمراء فقال‏:‏ ها هم وقوف تجاه باب السلسلة انزل أنت والأمير يشبك إلى بيت الأمير بيبغا المظفري أمير السلاح واجلس به واطلب الأمراء إلى عندك وكلمهم فيما تختار‏.‏
فأخذ يشبك يقول له‏:‏ كيف تنزل من باب السلسلة إلى بيت من ليس هو معنا فنهره الأمير طرباي فانقمع‏.‏ ولا زال يخادع الأمير جاني بك الصوفي حتى انخدع له وقام معه هو والأمير يشبك المذكور وركبا ونزلا من باب السلسلة وسارا إلى بيت الأمير بيبغا المظفري وهو تجاه مصلاة المؤمني المعرف ببيت الأمير نوروز وبه الآن جكم خال الملك العزيز فمشى وقد تحاوطه القوم‏.‏ قلت‏:‏ ما يفعل الأعداء في جاهل ما يفعل الجاهل في نفسه‏.‏
فلما وصل الأمير جاني بك الصوفي إلى باب الدار المذكورة ودخله بفرسه صاح الأمير أزبك المحمدي الظاهري‏:‏ هذا غريم السلطان قد دخل إلى عندكم احترصوا عليه‏.‏ وقبل أن يتكامل دخولهم أغلق الباب على جاني بك الصوفي ومن معه‏.‏ فعند ذلك زاغ بصر جاني بك الصوفي وشرع يترقق لهم ويقول‏:‏ المروءة افعلوا معنا ما أنتم أهله‏.‏
ودخلوا إلى الدار المذكورة وإذا بالأمير بيبغا المظفري عليه قميص أبيض ورأسه مكشوف وقد أخرج يده اليمنى من طوق قميصه وهو جالس على دكة صغيرة عند بوائك الخيل وبين يديه منقل نار عليه أسياخ من الفحم تشوى وبكل فيها بوزًا وعلى ركبته قوس تتري وعدة سهام‏.‏ فعندما رأى الأمراء قام إليهم على هيئته وقبل أن يصلوا إلى عنده ركس الأمير أزدمر شايا ثاني رأس نوبة وأخذ خوذة الأمير يشبك الأمير آخور من على رأسه فدمعت عينا يشبك‏.‏
فشق ذلك على الأمير بيبغا وأخذ قوسه بيده واستوفى عليه بفردة نشاب ليقتله فهرب أزدمر ودخل إلى بوائك الخيل بعد أن أوسعه بيبغا المذكور من السب والتوبيخ وهو يقول‏:‏ الملك إذا نكب تروح حرمته ولو مات حرمته باقية حتى سكن غضبه‏.‏ وأنزل جاني بك الصوفي ويشبك الأمير آخور فتقدم الأمراء وقيدوهما في الحال وأخذا أسيرين إلى القلعة‏.‏
وملك الأمير برسباي باب السلسلة من غير قتال ولا مانع فإن الأمير الكبير جاني بك الصوفي تركه ونزل من غير أمر أوجب نزوله على أنه لما ركب وأراد النزول مع طرباي قال له بعض مماليكه أو حواشيه‏:‏ يا خوند هذا باب السلسلة الذي تروح عليه الأرواح أين تنزل وتخليه فقال له‏:‏ لمصلحة نراها ‏"‏ فقال له‏:‏ فاتتك المصلحة بنزولك والله لا تعود إليه أبدًا فلم يلتفت إليه جاني بك وتمادى في غيه لقلة سعادته ولأمر سبق ولمقاساة نالته بعد هروبه من سجن الإسكندرية ونالت أيضًا خلائق بسبب هروبه من سجن الإسكندرية على ما يأتي ذكر ذلك في ترجمة الملك الأشرف برسباي إن شاء الله تعالى‏.‏
ولما ملك الأمير برسباي والأمير طرباي باب السلسلة في الحال نودي بالقاهرة بنفقة المماليك السلطانية‏.‏
فلما سمع المماليك هذه المناداة سكنوا بإذن الله وذهب كل واحد إلى داره‏.‏ وفتحت الأسواق وشرع الناس في بيعهم وشرائهم بعدما كان في ظن الناس أن الفتنة تطول بين هؤلاء أيامًا كثيرة لأن كل واحد منهم مالك جهة من جهات القلعة ومع كل طائفة خلائق لا تحصى فجاء الأمر بخلاف ما كان في ظنهم ويأبى الله إلا ما أراد‏.‏
واستبد من يومئذ الأمير برسباي بالأمر وبتدبير المملكة مع مشاركة الأمير طرباي له في ذلك‏.‏ فلما كان يوم السبت حادي عشر ذي الحجة استدعى برسباي الأمير أرغون شاه النوروزي الأعور وخلع عليه باستقراره استادارًا بعد عزل الأمير صلاح الدين محمد بن نصر الله‏.‏ وكان أرغون شاه المذكور قد قدم إلى القاهرة صحبة الملك الظاهر ططر من دمشق‏.‏
وفيه رسم يحمل الأميرين جاني بك الصوفي ويشبك الجكمي الأمير آخور إلى ثغر الإسكندرية وسجنا بها‏.‏ ثم في يوم الاثنين ثالث عشر ذي الحجة خلع على الأمير آق خجا الحاجب الثاني باستقراره في كشف الوجه القبلي‏.‏
ثم عملت الخدمة السلطانية في يوم الخميس سادس عشرة بالقصر السلطاني وحضر الخليفة والقضاة الموكب فخلع على الأمير برسباي الدقماقي الدوادار الكبير واللالا باستقراره نظام المللك ومدبر المملكة كما كان المالك الظاهر ططر في دولة الملك المظفر أحمد بن المؤيد شيخ عوضًا عن جاني بك الصوفي وخلع على الأمير سودون من عبد الرحمن باستقراره دوادارًا كبيرًا عوضًا عن برسباي الدقماقي وخلع على الأمير قصروه من تمراز رأس نوبة النوب باستقراره أمير آخور كبيرًا عوضًا عن يشبك الجكمي وخلع على الأمير جقمق العلائي نائب القلعة باستقراره حاجب الحجاب عوضًا عن طرباي وعلى الأمير أزبك المحمدي باستقراره رأس نوبة النوب عوضًا عن قصروه‏.‏
ثم فوض الخليفة المعتضد بالله للأمير برسباي الدقماقي نظام الملك أمور الدولة بأسرها ليقوم بتدبير ذلك عن السلطان الصالح محمد إلى أن يبلغ رشده وحكم بصحة ذلك قاضي القضاة زين الدين عبد الرحمن التفهني الحنفي ومع هذا كله تقرر الحال على أن يكون تدبير الدولة وسائر أمور المملكة بين الأمير برسباي وبين الأمير طرباي وأن يسكن الأمير برسباي بطبقة الأشرفية على عادته ويسكن الأمير طرباي الأتابك بداره تجاه باب السلسلة وهو بيت قوصون وأن طرباي يحضر الخدمة عند الأمير برسباي بالأشرفية‏.‏
وانفض الموكب وخرج جميع الأمراء وسائر أرباب الدولة من الخدمة السلطانية بالقصر مشاة في خدمة الأمير برسباي نظام الملك حتى دخل الأشرفية التي صارت سكنه من يوم مات الملك الظاهر ططر وعملت بها الخدمة ثانيًا بين يديه‏.‏ وصرف برسباي أمور الدولة على حسب اختياره ومقتضى رأيه واستمر على هذا فعند ذلك كثر تردد الناس إلى بابه لقضاء حوائجهم وعظم وضخم‏.‏ ولما كان يوم ثامن عشر ذي الحجة المذكورة ورد الخبر بأن الأمير تغري بردي المؤيدي نائب حلب خرج عن طاعة السلطان وقبض على الأمراء الحلبيين واستدعى التركمان والعربان وأكثر من استخدام المماليك‏.‏
وسبب خروجه عن الطاعة أنه بلغه أن الملك الطاهر ططر عزله وأقر عوضه في نيابة حلب الأمير تنبك البجاسي نائب طرابلس فلما تحقق ذلك خرج عن الطاعة وفعل ما فعل‏.‏ فشاور الأمير برسباي الأمراء في أمره فوقع الاتفاق على أن يكتب الأمير تنبك البجاسي بالتوجه إليه وصحبته لعساكر وقتاله وأخذ مدينة حلب عنه وباستقراره في نيابتها كما كان الملك الظاهر ططر أقرة وكتب له بذلك‏.‏ ثم في يوم ثالث عشرين ذي الحجة خلع الأمير برسباي على القاضي صدر الدين أحمد بن العجمي باستقراره في حسبة القاهرة على عادته بعد عزل قاضي القضاة جمال الدين يوسف البساطي‏.‏
ثم في يوم سابع عشرينه ابتدأ الأمير برسباي نظام الملك في نفقة المماليك السلطانية وهو والأمراء على تخوف من المماليك السلطانية أن يمتنعوا من أخذها وذلك أنهم وعدوا المماليك في نوبة الأمير الكبير جاني بك الصوفي لكل واحد بمائة دينار فلم يصر لكل واحد سوى خمسين دينارًا من أجل قلة المال فإن الملك الظاهر ططر فرق الأموال التي خلفها الملك المؤيد شيخ جميعها حتى إنه لم يبق منها بالخزانة السلطانية غير ستين ألف دينار ومع ما فررقه من الأموال زاد في جوامك المماليك بالديوان المفرد في كل شهر ما ينيف على عشرة آلاف دينإر ولذلك استعفى صلاح الدين بن نصر الله من وظيفة الأستدارية بعد أن قام هو وأبوه الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله ناظر الخواص الشريفة بعشرة آلاف دينار في ثمن الأضحية وبعشرين ألف دينار مساعدة في نفقة المماليك السلطانية ثم تقرر على كل من مباشري الدولة شيء من الذهب حتى جمع من ذلك كله من نفقة المماليك‏.‏
ولما جلس السلطان والأمراء لنفقة المماليك أخذ الأمير برسباي نظام الملك الصرة من النفقة بيده وكلم المماليك السلطانية بما معناه أن الملك الظاهر ططر لم يدع في بيت المال من الذهب سوى ما هوت وكيت وأنهم عجزوا في تحصيل المال لتكملة النفقة ولم يقدروا إلا على هذا الذي تحصل معهم ثم وعدهم بكل خير‏.‏ وأمر كاتب المماليك فاستدعى اسم أول من هو بطبقة الرفرف وكانت المماليك قبل أن يدخلوا الحوش السلطاني اتفقوا على أنه إذا استدعى كاتب المماليك اسم أحد فلا يخرج إليه يأخذ النفقة إلا إن كانت مائة دينار وتوعدوا من أخذ ذلك بالقتل والإخراق فلما استدعى كاتب المماليك اسم ذلك الرجل خرج‏.‏
أن سمع كلام الأمير برسباي نظام الملك من العذر الذي أبداه وقال‏:‏ إن أعطانا السلطان كف تراب أخذناه فشكره نظام الملك على ذلك ورمى له الصرة فأخذها وقبل الأرض وخرج ولم يجسر أحد على أن يكلمه الكلمة الواحدة بعد ذلك التهديد والوعيد‏.‏
ثم صاح كاتب المماليك باسم غيره فخرج وأخذ وتداول ذلك منه وكل من استدعي اسمه خرج وأخذ إلى آخرهم فأخذ الجميع النفقة انفضوا بغير شر‏.‏ قلت‏:‏ وهذه عادة المماليك يطلعون من ألف ويزلون إلى درهم وكان الذي أخذ النفقة في هذه النوبة ثلاثة آلاف ومائتي مملوك والمبلغ مائة وستين ألف دينار‏.‏ ثم في يوم الخميس تاسع عشرين ذي الحجة قدم مبشر الحاج وأخبر بسلامة الحاج وأن الوقفة كانت يوم الجمعة‏.‏ ثم في يوم الأحد ثالث المحرم من سنة خمس وعشرين وثمانمائة ورد الخبر إلى الديار المصرية بفرار الأمير تغري بردي المؤيدي المعروف بأخي قصروه نائب حلب منها بعد وقعة كانت بينه وبين تنبك البجاسي المنتقل عوضه إلى نيابة حلب فدقت البشائر لذلك‏.‏
وكان من خبر تنبك البجاسي المذكور أنه لما قدم على الملك الظاهر ططر من بلاد الشرق مع من قدم من الأمراء وقد تقدم ذكرهم في عدة مواضع ولاه نيابة حماة كما كان أولًا في دولة المؤيد شيخ ثم خرج الملك الظاهر ططر من دمشق يريد الديار المصرية بعدما رسم بانتقاله من نيابة حماة إلى نيابة طرابلس‏.‏
فلما بلغ تنبك البجاسي ذلك وهو بحماة ركب الهجن من وقته وساق خلف الملك الظاهر ططر إلى أن أدركه بالغور فنزل وقبل الأرض بين يديه ولبس التشريف بنيابة طرابلس عوضًا عن الأمير أركماس الجلباني ثم خرج وسار إلى جهة ولايته‏.‏ وقبل أن يسافر الأمير تنبك المذكور أسر له الأمير برسباي الدقماقي الدوادار الكبير بأن الملك الظاهر ططر يريد توليته نيابة حلب عوضًا عن تغري بردي المؤيدي وكان بينهما صداقة أعني بين برسباي الدقماقي وبين تنبك البجاسي ثم أمره برسباي أن يكتم ذلك لوقته وكان ذلك في شهر رمضان‏.‏
فاستمر تنبك في نيابة طرابلس إلى يوم عرفة من السنة فورد عليه مرسوم شريف من الملك الظاهر ططر بنيابة حلب عوضًا عن تغري بردي المؤيدي المعروف بأخي قصروه بحكم عصيانه وبالتوجه لقتال تغري بردي المذكور‏.‏ فخرج تنبك من طرابلس بالعساكر في رابع عشر ذي الحجة من سنة أربع وعشرين وثمانمائة إلى ظاهر طرابلس وأقام يتجهز بالمكان المذكور إلى سادس عشر ذي الحجة‏.‏
وبينما هو في ذلك ورد عليه الخبر بموت الملك الظاهر ططر فأمسك عند ذلك الأمير تنبك البجاسي عن المسير إلى حلب حتى ورد عليه مرسوم الملك الصالح محمد ابن الله الملك الظاهر ططر باستمراره على نيابة حلب وصحبة المرسوم الخلعة والتشريف بنيابة حلب وبالمسير إلى حلب فسار إليها لإخراج تغري بردي منها‏.‏ وعند مسيره إلى جهة حلب وافاه الأمير إينال النوروزي نائب صفد بعسكرها وتوجه الجميع إلى حلب‏.‏ فلما سمع تغري بردي بقدومهم فر من حلب قبل أن يقاتلهم وتوجه نحو بلاد الروم وقيل قاتلهم وانكسر‏.‏ وسار الأمير تنبك البجاسي خلفه من ظاهر حلب إلى الباب فلم يدركه ورجع إلى حلب وأقام بها إلى ما يأتي ذكره‏.‏
وفي رابع عشرين المحرم قدم أمير حاج المحمل بالمحمل وهو الأمير تمرباي اليوسفي المؤيدي المشد كان وهو يومئذ من جملة أمراء الألوف بالديار المصرية وقد كثر ثناء الناس عليه بحسن سيرته فيهم فخلع عليه ونزل إلى داره‏.‏ فلما كان يوم الخميس ثامن عشرين المحرم طلع المذكور إلى الخدمة السلطانية فقبض عليه وعلى الأمير قرمش الأعور الظاهري برقوق أحد مقدمي الألوف وكان قرمش أحد أعيان أصحاب جاني بك الصوفي وأخرج هو وتمرباي إلى ثغر دمياط وأنعم على الأمير يشبك الساقي الظاهري الأعرج بإمرته دفعة واحدة من الجندية‏.‏
وكان من خبر قرمش هذا مع الأمير برسباي الدقماقي أن الأمير الكبير جاني بك الصوفي لما صار أمر المملكة إليه بعد موت الملك الظاهر ططر أمره بالجلوس بباب الستارة ليكون عينًا على الأمير برسباي الدقماقي فأخذ الأمير برسباي الدقماقي يستميله بكل ما وصلت القدرة إليه فلم يقدر يحوله عن جاني بك الصوفي واعتذر بأنه رباه في بلاد الجركس وأنه كان يحمل جاني بك الصوفي على كتفه فكيف يمكنه مفارقته فلما وقع من أمر جاني بك الصوفي ما وقع وتم أمر الأمير برسباي الدقماقي التفت إلى قرمش وأخرج إقطاعه ونفاه إلى دمياط لما كان في نفسه منه‏.‏
ثم في يوم الاثنين ثاني صفر أمسك الأمير الكبير برسباي الأمير أيتمش الخضري الظاهري أحد أمراء العشرات ونفاه إلى القدس بطالًا‏.‏ ثم في يوم الأربعاء ثامن عشر صفر جمع الأمير الكبير برسباي الدقماقي الصيارف بالإصطبل السلطاني للنظر في الدراهم المؤيدية فإنه كثر هرش الدراهم منها ومعنى الهرش أن يبرد من الدرهم الذي زنته نصف حتى يخص ويصير وزنه ربع درهم فأضر ذلك بحال الناس فأمر الأمير الكبير بإبطال المعاملة بالعدد واستقرت المعاملة بها وزنًا لا عددًا ورسم بأن يكون وزن الدرهم منها بعشرين درهمًا فلوسًا وأن يكون الدينار الإفرنتي بمائتين وعشرين درهمًا فلوسًا وبأحد عشر درهمًا من الفضة الموازنة فشق ذلك على الناس كونهم كانوا يتعاملون بالفضة معاددة فصارت الآن بالميزان واحتاج كل بائع أن يأخذ عنده ميزانًا‏.‏
وتشكوا من ذلك فلم يلتفت الأمير برسباي إلى كلامهم وهددهم فمشى الحال‏.‏ وفي هذا الشهر ابتدأت الوحشة بين الأمير برسباي الدقماقي نظام الملك وبين الأمير الكبير طرباي أتابك العساكر وتنكر الحال بينهما في الباطن‏.‏ وسببه أن الأمير طرباي شق عليه استبداد الأمير برسباي الدقماقي بأمور المملكة وحده وتردد الناس إلى بابه وخاف إن دام ذلك ربما يصير من أمر برسباي ما أشاعه الناس‏.‏ وكان طرباي يقول في نفسه‏:‏ إنه هو الذي مهد الديار المصرية ودبر على قبض جاني بك الصوفي حتى كان من أمره ما كان ولولاه لم يقدر برسباي على جاني بك الصوفي ولا غيره‏.‏
وكان الاتفاق بينهما أن يكون أمر المملكة بينهما نصفين بالسوية لا يختص أحدهما عن الآخر بأمر من الأمور‏.‏ وكان الأمير طرباي في الأصل من يوم مات الملك الظاهر ططر متميزًا على برسباي ويرى أنه هو الأكبر والأعظم في النفوس وأنه هو الذي أقام برسباي في هذه المنزلة من كونه استمال المماليك السلطانية إليه ونفرهم عن الأمير الكبير جاني بك الصوفي حتى تم له ذلك وأنه هو الذي خدع جاني بك الصوفي حتى أنزله من باب السلسلة وقام مع الأمير برسباي إلى أن رضيه الناس بأن يكون مدبر المملكة كل ذلك ليكون برسباي تحت أوامره ولا يفعل شيئًا إلا بمشاورته‏.‏
فلما رأى طرباي أن الأمر بخلاف ما أمله ندم على ما كان من أمره في حق جاني بك الصوفي حيث لا ينفعه الندم وتكلم مع حواشيه فيما يفعله مع الأمير برسباي وكان له شوكة كبيرة من خشداشيته المماليك الظاهرية برقوق وغيرهم فأشاروا عليه أن ينقطع عن طلوع الخدمة أيامًا لينظروا فيما يفعلونه‏.‏ وكان طرباي مطاعًا في خشداشيته ولهم فيه محبة زائدة وتعصب عظيم له على برسباي فاغتر طرباي بكلامهم وعدى بمماليكه إلى بر الجيزة حيث هو مربط خيوله على الربيع كالمتنزه وأقام به بقية صفر‏.‏
وأما الأمير برسباي لما علم أن الأمير طرباي توغر خاطره منه وعلم أنه لا يتم له أمر مع وجوده أخذ يدبرعليه فيما يفعله معه حتى يمكنه القبض عليه ثم يفعل ما بدا له‏.‏ هذا وقد انضم عليه جماعة كبيرة من أمراء الألوف أعظمهم الأمير سودون من عبد الرحمن الدوادار الكبير والأمير قصروه من تمراز رأس نوبة النوب والأمير يشبك الساقي الأعرج وكان أعظمهم دهاء ومعرفة وله دربة بالأمور والأمير تغري بردي المحمودي الناصري وغيرهم‏.‏
وباقي الأمراء هم أيضًا في خدمة الأمير برسباي في الظاهر غير أنهم في الباطن جميعهم مع طرباي ولكنهم حيثما ما أمكنهم الكلام مع برسباي أو طرباي قالوا له‏:‏ أنت خشداشنا وأغاتنا لأن كليهما من مماليك برقوق‏.‏ بهذا المقتضى صار الأمير برسباي لايعرف من هو معه من خشداشيته الظاهرية ولا من هو عليه غير من ذكرنا من الأمراء فإنهم باينوا طرباي وانضموا على برسباي ظاهرًا وباطنًا‏.‏ فلما علم برسباي أن هؤلاء الأمراء معه حقيقة قوي قلبه بهم وألقى مقاليد أمر طرباي في رقبة الأمير يشبك الساقي الأعرج أن ينزل إليه ويعمل جهده في طلوعه إلى الخدمة السلطانية‏.‏
ثم سلط أيضًا جماعة أخر على الأمير طرباي يحسنون له الحضور من الربيع‏.‏ هذا مع ما يقوي جأشه الأمير تغري بردي يجبن عن ذلك حتى استهل شهر ربيع الأول‏.‏ فلما كان يوم الثلاثاء ثانيه قدم الأمير الكبير طرباي من الربيع ونزل بداره تجاه باب السلسلة‏.‏ وتردد إليه الأمير يشبك الساقي الأعرج وحسن له الطلوع بأن قال له‏:‏ إن كل خشداشيته من الظاهرية برقوق معه وأنهم لا يؤثرون عليه أحدًا وأنه بطلوعه يستفحل أمره وبعدم طلوعه ربما يجبن ويضمحل أمره فإن الناس مع القائم أو إذا حضرت أنت تلاشى أمر برسباي وهون كليه أمر برسباي‏.‏
ولا زال به حتى انخدع له وأذعن بالطلوع‏.‏ فلما أصبح يوم الأربعاء ثالثه أمسك الأمير برسباي الأمير سودون الحموي أحد أمراء الطلبخانات والأمير قانصوه النوروزي أحد أمراء الطبلخانات أيضًا وكانا من جملة أصحاب طرباي فعظم ذلك على طرباي وقامت قيامة أصحابه وحذروه عن الطلوع في غده فإنه كان قرر مع الأمير يشبك الأعرج الطلوع إلى الخدمة في يوم الخميس رابعه‏.‏
فلما وقع مسك هؤلاء نهاه أصحابه عن الطلوع فأبى إلا الطلوع ليتكلم مع الأمير برسباي بسبب مسكه لهؤلاء ويطلقهما منه‏.‏
فألحوا عليه في عدم الطلوع وأكثروا من ذلك وهو لا يصغي إلى قولهم وفي ظنه أن الأمير برسباي لاينهض بأمر يفعله في حقه وأيضًا لا يقابله بسوء لماله عليه من الأيادي قديمًا وحديثًا‏.‏ فلما أصبح نهار الخميس رابع شهر ربيع الأول ركب الأمير الكبير طرباي من داره ومعه جماعة كبيرة من حواشيه وطلع إلى القلعة وكان لقلة سعده غالب من هو معه من خشداشيته رؤوس نوب ليس في أوساطهم سيوف‏.‏
فما هو إلا أن دخل إلى الخدمة واستقر به الجلوس في منزلته وقرىء الجيش على السلطان وانتهت العلامة وأحضر السماط وقام الجميع على أقدامهم ابتدأ الأمير الكبير برسباي الدقماقي نظام الملك بأن قال‏:‏ الحال ضائع والكلمة متفرقة وأحوال الناس متوقفة لعدم اجتماع الناس على كبير يرجع إليه فيما يرسم به ولا بد للناس من كبير يرجع إليه في أمور الرعية فأجابه في الحال قبل أن يتكلم طرباي الأمير قصروه رأس نوبة النوب وقال‏:‏ أنت كبيرنا ومع وجودك من يكون خلافك افعل ما شئت‏.‏
فقال الأمير برسباي عند ذلك‏:‏ اقبضوا على هذا وعنى الأمير الكبير طرباي‏.‏ فلما سمع طرباي ذلك جذب سيفه ليدفع عن نفسه وأراد القيام فسبقه الأمير برسباي نظام الملك وضربه بالسيف ضربة جاءت في يده كادت تبينها وهي على ظاهر كله حيث كان قابضًا بها على سيفه ثم بادره الأمير قصروه وأعاقه عن تمام القيام وتقدم إليه الأمير تغري بردي المحمودي وقبض عليه من خلفه كالمعانق له وحمل من وقته إلى أعلى القصر وقيد في الحال وقد تضمخ بدمه‏.‏
ووقعت الهجة بالقصر وتسللت السيوف من حواشي طرباي بعد أن فات الأمر وقد خطف الأمير برسباي الترس الفولاذ من يد السلطان الملك الصالح محمد وتترس به وأعطى ظهره إلى الشباك وسيفه مسلول بيده فلم يجسر أحد على التقدم إليه لكثرة حاشيته ولقوة شوكته‏.‏ ثم سكتت الهجة في الحال ورد كل واحد من أصحاب طرباي سيفه إلى غمده عندما رأوا أن الأمر فاتهم وقالوا‏:‏ نحن من أصحاب برسباي فعرف برسباي الجميع ولم يؤاخذ أحدًا منهم بعد ذلك‏.‏
وتكسر بعض صيني مما كان فيه الطعام للسماط السلطاني لضيق المكان فإن الحركة المذكورة كانت بالقصر الصغير الوسطاني حيث فيه الشرابخاناه‏.‏ وطلب الأمير برسباي في الحال المزين وأرسله إلى طرباي فخاط جراحه بعدما قيده ثم أصبح من الغد حمله إلى الاسكندرية فسجن بها إلى أن أطلقه في أيام سلطنته حسبما نذكره في محله في ترجمة الملك الأشرف برسباي إن شاء الله تعالى‏.‏ وخلا الجو للأمير برسباي بمسك الأمير طرباي هذا‏.‏
قلت‏:‏ وكان في أمر الأمير طرباي هذا عبرة لمن اعتبر وهو أن طرباي لازال بجاني بك الصوفي حتى خدعه وغدر به عندما أنزله من الحراقة بباب السلسلة وتحيل عليه حتى قبضه وحملة مقيدًا إلى سجن الإسكندرية وسجن بها وقد ظن أن الأمر صفا له وأنه لا يعدل عنه إلى غيره لاستخفافه بالأمير برسباي فأتاه الله من حيث لم يحتسب وعمل عليه الأمير برسباي حتى خدعه وأطلعه إلى القلعة وصار في يده بعدما امتنع ببر الجيزة أيامًا والناس تترقب حركته ليكونوا في خدمته وفي قتال عدوه إلى أن عدى من بر الجيزة ومشى لحتفه بقدميه فكان حاله في ذلك كقول الإمام أبي الفتح البستي حيث قال رحمه الله تعالى‏:‏ أرى قدمي أراق دمي‏.‏
وإن كان طرباي لم يهلك في هذه الموتة المكتوبة فقد مات معنى وحمل إلى الإسكندرية فأدخل به عند أخصامه الأمير الكبير جاني بك الصوفي وغيره‏.‏ قلت‏:‏ لتجزى كل نفس بما كسبت‏.‏ ولما تم أمر الأمير برسباي فيما أراد من القبض على الأمير طرباي والاستبداد بالأمر أخرج الأمير سودون الحموي منفيًا إلى ثغر دمياط‏.‏
ثم أخذ في إبرام أمره ليترقى إلى أعلى المراتب فلم يلق في طريقه من يمنعه من ذلك وساعده في ذلك موت الأمير حسن بن سودون الفقيه خال الملك الصالح محمد هذا في يوم الجمعة ثالث عشر صفر فإنه كان أحد مقدمي الألوف وخال السلطان الملك الصالح وسكناه بقلعة الجبل وكان جميع حواشي الملك الظاهر ططر يميلون إليه فكفي الأمير برسباي همه أيضًا بموته‏.‏
فلما رأى برسباي أنه ما ثم عنده مانع يمنعه من بلوغ غرضه بالديار المصرية خشي عاقبة الأمير تنبك ميق نائب الشام وقال‏:‏ إلا بد من حضوره ومشورته فيما نريد نفعله فندب لإحضاره الأمير ناصر الدين محمدًا ابن الأمير إبراهيم ابن الأمير منجك اليوسفي فحضر وخرج المذكور مسرعًا من الديار المصرية إلى دمشق لإحضار الأمير تنبك المذكور‏.‏ وأخذ الأمير برسباي فيما هو فيه من عمل مصالح الناس وتنفيذ الأمور فرسم بإحضار الأمير أيتمش الخضري من القدس‏.‏
ثم في يوم الاثنين ثاني عشرين شهر ربيع الأول أمسك الأمير الطواشي مرجان الهندي الزمام المعروف بالخازندار وسلمه للأمير أرغون شاه النوروزي الأعور الأستادار ليصادره ويستخلص منه الأموال‏.‏ وطلب الأمير الطواشي كافور الرومي الصرغتمشي وخلع عليه باستقراره زمامًا على عادته أولًا‏.‏ ثم قدم أيتمش الخضري إلى القاهرة فرسم له الأمير برسباي بلزوم داره بطالًا‏.‏ واستمر مرجان عند الأمير أرغون شاه المذكور إلى أن قرر عليه حمل عشرين ألف دينار فحملها وضمنه جماعة أخر في حمل عشرة آلاف دينار أخرى وأطلق في يوم الأربعاء ثامن عشر شهر ربيع الآخر‏.‏
ثم في سادس عشر شهر ربيع الآخر المذكور قدم الأمير تنبك ميق نائب الشام إلى الديار المصرية بعد أن تلقاه جميع أعيان الدولة وطلع إلى القلعة فخرج الأمير الكبير برسباي لتلقيه خارج باب القصر السلطاني ونثر على رأسه خفايف الذهب والفضة وعاد معه إلى داخل القصر بعد أن اعتذر له عن عدم نزوله إلى تلقيه مخافة من المماليك الأجلاب فقبل الأمير تنبك عذره‏.‏ ثم قدمت خلعة جليلة فلبسها الأمير تنبك نائب الشام المذكور وهي خلعة الاستمرار له على نيابة دمشق على عادته‏.‏
ثم خلا به الأمير برسباي وتكلم معه واستشاره فيمن يكون سلطانا لأن الديار المصرية لا بد لها من سلطان تجتمع الناس على طاعته ثم قال له‏:‏ وإن كان ولا بد فيكون أنت فإنك أغاتنا وكبيرنا وأقدمنا هجرة فاستعاذ الأمير تنبك من ذلك وقام في الحال وقبل الأرض بين يديه وقال‏:‏ ليس لها غيرك فشكر له الأمير برسباي على ذلك‏.‏
ثم اتفق جميع الأمراء على سلطنته وخلع الملك الصالح محمد من السلطنة فوقع ذلك في يوم الأربعاء ثامن شهر ربيع الآخر من سنة خمس وعشرين وثمانمائة حسبما يأتي ذكره في أول ترجمة الملك الأشرف برسباي‏.‏ قلت‏:‏ وكما تدين تدان جوزي الملك الظاهر ططر في ولده كما فعل هو بابن الملك المؤيد شيخ الملك المظفر أحمد غير أن الأمير ططر كانت له مندوحة بصغر ابن الملك المؤيد شيخ من أنه كان بقي لبلوغه الحلم سنين طويلة وأما الملك الصالح هذا فكان مراهقًا غير أنهم احتجوا أيضًا بأنه كان في عقله شيء شبه الخلل‏.‏
قلت‏:‏ وإن توقف الأمر على أن كل واحد من هؤلاء يخلع بأمر من الأمور ويكون ذلك حجة لمن خلعه فيلزم الخالع من ذلك أمور كثيرة لا يطيق التخلص منها أبدًا ليس لإبدائها هنا محل‏.‏ وقد دار هذا الدور على أناس أخر بعدهما والكأس ممزوج لمن يشربه من يد ساقيه كما جرت به العادة والعادة لها حكم وهي تثبت عند الشافعية بمرة واحدة‏.‏ انتهى‏.‏
خلع الملك الصالح من السلطنة
أدخل إلى أمه خوند بنت سودون الفقيه ببعض الدور السلطانية ودام بها سنين عديدة من غير ترسيم ولا حرج حتى إنه بعد سنين صار يركب وينزل صحبة الناصري محمد ابن السلطان الملك الأشرف برسباي إلى القاهرة من غير أن يحتفظ به أحد وحضر معه مرة مأتم والدته خوند زوجة الملك الأشرف بالمدرسة الأشرفية بخط العنبريين وجلسا في الملأ بصدر المدرسة فتعجب الناس من ذلك غاية العجب كون الملك الصالح المذكور كان سلطانًا ثم خلع من الملك وبعد مدة يسيرة صار يركب وينزل إلى القاهرة‏.‏
ودام الملك الصالح محمد بقلعة الجبل سنين حتى بلغ الحلم وزوجه الملك الأشرف برسباي بابنة الأتابك يشبك الساقي الأعرج ودامت معه حتى مات عنها في الطاعون بقلعة الجبل في ليلة الخميس ثان عشرين جمادى الآخرة من سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة وهو في حدود العشرين سنة من العمر تخمينًا‏.‏
وكان أهوج وعنده بعض بله وسذاجة مع خفة وسرعة حركة وسلامة باطن وعدم تجمل في ملبسه‏.‏ ولم يكن عنده شيء من الكبر والترفع ولم يتأسف س الملك أبدًا‏.‏ وكان غالب حواشي الملك الأشرف برسباي يسمونه في وجهه سيدي محمد ويصيحون له بذلك‏.‏ ومما ينسب إليه من السذاجة أنه ركب مرة فرسًا ثم طلبه ثانيًا فقال‏:‏ هاتوا فرسي الأبيض فنهره بعض حواشيه وقال له‏:‏ لم لا تقول فرسي البوز ثم أتي بعد ذلك بمشروب من السكر فقال‏:‏ ما أشرب إلا في سلطانيتي البوز فنهره ذلك الرجل بعينه وقال له‏:‏ لم لا تقول سلطانيتي البيضاء فقال‏:‏ والله تحيرت بينكم تارة تقولون لا تقل أبيض وقل بوز وتارة تقولون بالعكس كيف يكون عملي معكم‏.‏
وله أشياء من ذلك كثيرة على أنه كان يحفظ القرآن ويعرف بلسان الجاركسي ولبلوهيته حلاوة وطلاوة مع خفة روح انتهى والله تعالى أعلم‏.‏

 

السنة التي حكم فيها أربعة سلاطين وهي سنة أربع وعشرين وثمانمائة‏.‏
حكم في أولها إلى يوم الاثنين ثامن المحرم الملك المؤيد شيخ

ثم ابنه الملك المظفر أحمد إلى تاسع عشرين شعبان

ثم الملك الظاهر ططر إلى رابع ذي الحجة

ثم ابنه الملك الصالح محمد إلى آخرها وإلى شهر ربيع الآخر من سنة خمس وعشرين وثمانمائة‏.‏
 أمر النيل في هذه السنة :‏ الماء القديم أربعة أذرع وعشرون إصبعًا‏.‏ مبلغ الزيادة تسع عشر ذراعًا وإصبع واحد والله


 

============================================================

 

 

 

 

 

Home | برقوق بن آنص191/ 1م.ج | حاجى 192/ 2 م.ج | برقوق بن آنص193/ 3م.ج | فرج194/ 4 م.ج | عبد العزيز195/ 5/ م.ج | فرج 196/ 6 م.ج | سلطان وخليفة 197/ 7م.ج | شيخ198/ 8 م.ج | أحمد 199/ 9 م.ج | ططر 200/ 10 م.ج | محمد ططر201/ 11 م.ج | برسباى 202/ 12 م.ج | يوسف203/ 13 م.ح | جقمق204/ 14 م.ج | عثمان 205/ 15 م.ج | إينال 206/ 16 م.ج | أحمد | خشقدم | يلباى | تمبرغا | قايتباى | الغورى

This site was last updated 03/29/07