تفسير / شرح (يوحنا 21: 15) 15 فبعد ما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس: «ياسمعان بن يونا، اتحبني اكثر من هؤلاء؟» قال له:«نعم يارب انت تعلم اني احبك». قال له: «ارع خرافي».
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا "
«فبعد ما تغدوا»: تماما وعلى نمط ما تم بعد الإفخارستيا الكبرى التي قدم لهم فيها جسده ودمه، حيث بعد أن قام عن العشاء وغسل أرجلهم، وجلس وأعطاهم وصية المحبة، «قال له بطرس: يا سيد، لماذا لا أقدر أن أتبعك الأن, إني أضع نفسي عنك. أجابه يسوع: أتضع نفسك عني؟ الحق الحق أقول لك، لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات.» (يو37:13-38)
وبعد العشاء أيضاً: «قال لهم يسوع كلكم تشكون في في هذه الليلة، لأنه مكتوب أني أضرب الراعي، فتتبدد خراف الرعية، ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل. فأجاب بطرس وقال لو: وان شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً. قال له يسوع: الحق أقول لك، إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات. قال له بطرس: ولو اضطررت أن أموت معك, لا أنكرك.» (31:26-35)
أي بعد الأكل وبعد ما إطمأنوا إليه وسكن اضطرابهم بأكله معهم كأحد الأصدقاء، أخذ يخاطبهم بأمور هامة تتعلق بأحوالهم وخدمتهم في المستقبل. وبلا شك أن المسيح كلمهم فى مواضيع كثيرة وأن ما ذُكر هنا من كلام المسيح ليس كل ما خاطبهم به وقتئذ.
2) " قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا،"
لاحظ أن يسوع كان قد غير إسم بطرس وأطلق عليه إسم بطرس أو سمعان بطرس (بالسريانية: ܫܡܥܘܢ ܟܐܦܐ، نقحرة: شمعون كيفا؛ باليونانية: Πέτρος، نقحرة: بيتروس) وسيفاس في الأرامية ، اسم عبري معناه "صخرة" أو "حجر" وكان هذا الرسول يسمى أولًا سمعان واسم أبيه يونا (مت 16: 17) واسم أخيه أندراوس، واسم مدينته بيت صيدا. فلما تبع يسوع سمي "كيفا" وهي كلمة آرامية معناها صخرة، يقابلها في العربية صفا أي صخرة وقد سّماه المسيح بهذا الاسم. والصخرة باليونانية بيتروس ومنها بطرس (يو 1: 42 ومت 16: 18) وكانت مهنة بطرس (يو 1: 42 ومت 16: 18) وكانت مهنة بطرس صيد السمك التي كان بواسطتها يحصل على ما يكفي عائلته المقيمة في كفر ناحوم كما يستدل من عيادة يسوع لحماته وشفائها من الحمّى. (مت 8: 14 و15 ومر 1: 29-31 ولو 4: 38-40).
وكان المسيح يحذر بطرس هكذا: «وقال الرب: سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة، ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك. وأنت متى رجعت ثبت إخوتك. فقال له: يا رب إني مستعد أن أمضي معك حتى إلى السجن، وإلى الموت. فقال أقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل أن تنكر ثلاث مرات أنك تعرفني.» (31:22-34)
يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا خصّ يسوع بطرس بالكلام وخاطبه دون الستة الباقين، خاطبه بإسمه القديم "يا سمعان" لأنه ادَّعى أنه يحب المسيح أكثر من سائر التلاميذ، وأنه أكثر ثباتاً منهم في الإيمان، مع أنه كان أقل ثباتاً من الجميع. وخاطبه المسيح ثلاث مرات باسمه الأول ولقب ابيه وعائلته
وكان المسيح قد أعطى «بطرس» لقبا وأسما جديدا الصخر، أي «الصخرة» = «بترا» باليوناية، أو «كيفا» أو «كيفاس» أو «الصفا»: «فجاء به إلى يسوع، فنظر إليه يسوع، وقال: أنت «سمعان بن يونا, أنت تدعى «صفا» الذي تفسيره بطرس» (يو42:1) ،إلا أنه هنا خاطبه بإسمه القديم «يا سعمان بن يونا»: «يونا» تأتي في اليونانية وهي تماما «يوحنا»، وهو نفس اللقب الذي خاطب به المسيح سمعان أول ما ما قابله لأنه بإنكاره يسوع أعلن أنه لا يستحق أن يسمى بذلك الإسم وبطرس هو الصخرة كيف يتشابه ع أسمه الذى أطلقه عليه المسيج "بطرس أى الصخرة" والصخرة ثابته لا تتزعزع بينما هو إهتز إيمانه وأنكر أنه يعرف المسيح وهذا يعنى أنه لا يحبه ، وناداه بذلك ثلاثاً لأنه أنكره ثلاثاً.
و نذكر أن الرب لم يخاطب سمعان بن يونا هذا باسمه الجديد المضاف «بطرس» قط. كما أن القديس بولس لم يذكره باسمه الجديد منطوقاً باليوناية, ولكن ذكره منطوقاً بالعبرانية «صفا» في حين أن الأناجيل الأخرى تذكره باسمه اليوناني بطرس، إما وحده أو ضافا لاسمه الآخر سمعان. وهذه المعلومة هامة للغاية خاصة عند العلماء الذين يفحصون بتدقيق في صحة تسجيلات روايات الأناجيل، فهذه المعلومة كما ذكرناها لم تتبدل قط على مدى الأناجيل كلها.
وكون المسيح يخاطب القديس بطرس باسمه واسم والده، أي بلقبه الجسدي الطبيعي، فهذا فيه لفت نظر إلى طبيعة بطرس البشرية, التي ظهر بها حتى الآن, كإنسان عادي لتمييزه عن الرسول
3) "أَتُحِبُّنِي؟ "
يظهر محبة سمعان بن يونا التلقائية عندما سمع من يوحنا ان الرجل الذى يقف على الشاطئ هو المسيح ومن محبته للمسيح ألقى نفسه ليصل للمسيح سريعا قبل وصول السفينة بالتجديف للبر وعندما قال المسيح له "أتحبنى" في هذا شيء من اللوم لبطرس على إنكاره ليسوع فلا بيت قيافا قائلا لا أعرف الرجل وقد شكَّك في محبته. وفيه تذكير له بذلك الإنكار، وفيه سؤال عن عواطف قلبه وقت السؤال. وسأله المسيح ذلك أمام الستة ليكونوا شهوداً بإقرار بطرس، وبمغفرة المسيح له، وقبوله رسولاً أيضاً. ولم يسأل المسيح بطرس عن إيمانه أو معرفته أو توبته أو مقاصده في المستقبل، إنما سأله عن محبته لأنها الشرط الضروري لقبول المسيح إيّاه ثانية، ولأنها تتضمن سائر الفضائل.
وهنا يستعيد ذهن بطرس ما سبق وقاله مدعيأ محبته الفائقة عن محبة بقية زملائه، كما جاء في إنجيل القديس متى: «وان شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً» (مت33:26)، بل إن في قوله في إنجيل القديس يوحنا ما يستشف أنه يدعي لنفسه «الحب الأعظم» بقوله: «إني أضع نفسي عنك» قياسا على قول المسيح: «ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه.» (يو13:15)
وهنا نلاحظ، كما سبق وأجملنا في مقدمة الأصحاح، كيف يضع المسيح أساس الرسولية على المحبة, جاعلاً المحبة الشرط الأساسي للكنيسة لاختيار مرسليها وخدامها: رؤساء أساقفة وأساقفة وكهنة وكل مصاف خدامها. وهنا تُقدم المحبة على الإيمان, على أساس أن المحبة الصادقة تحوي حتماً إيماناً صادقاً: «أما الآذ فيثبت الايمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة.» (اكو13:13)
كان الرب قد أبدى رفضه فيما سبق لأية محاولة للتسابق على لمركز والمكانة والسلطة أيهم أكبر: «وكانت بينهم أيضاً مشاجرة، من منهم يظن أنه يكون أكبر. فقال لهم: ملوك الأمم يسودونهم، والمتسلطون عليهم يدعون محسنين. وأما أنتم فليس هكذا، بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر، والمتقدم كالخادم.» (لو24:22-26)
4) " أَكْثَرَ مِنْ هَؤُلاءِ "
† " اتحبني اكثر من هؤلاء؟» " .. هذا هو سؤال يسوع لبطرس وهو ليس واضحا ما قصد به يسوع لبطرس ، هل أحب بطرس التلاميذ وأخذهم ليصدوا سمكا ليأكلوا مهملا عرض يسوع للتلاميذ بأن يسبقوه إلى الجليل أم أنه تذكيرا لبطرس بأنه يحب يسوع أكثر من باقى التلاميذ (مت 26: 33) (مر 14: 29) (يو 13: 37) أو أن يكون خادما للكل (لو 9: 46- 48 & 22: 24- 27)
أي أكثر مما يحبني هؤلاء التلاميذ. وغاية المسيح من هذه الزيادة امتحانه ليظهر إن كان قد تواضع بعد سقوطه وإعتترافه أمام المسيح بخطأه فى إنكار معرفته ، فلا يعود يفتخر كما افتخر قبلاً بأن إيمانه به ومحبته له أعظم من إيمان سائر إخوته الرسل ومحبتهم، بقوله «وَإِنْ شَكَّ الجَمِيعُ فَأَنَا لا أَشُكُّ» (مرقس ١٤: ٢٩).
قول المسيح: «أكثرمن هؤلاء» فهذا بالنسبة للوضع الرسولي أو للخدام على وجه العموم، ولكن الرب هنا يضع شرطاً للتقدم في الخدمة أو الرئاسة، فالأكثر حباً يُستأمن للخدمة الأكثر، وهذا حق, فالمحبة وحدها هي التي تتسع للعمل الأكثر.
5) " قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ."
أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ أظهر بطرس بهذا الجواب يعلن محبتة للمسيح فى تواضع وإنسحاق ، لأنه صرّح بمحبته دون أن يدّعي زيادتها على محبة سائر إخوته له، واستشهد بعِلم المسيح بذلك. فكأنه قال: نعم، إن عملي يدل على أني لا أحبك، لكنك أنت تعلم ما في قلبي من المحبة لك. وأظهر تواضعه بأمرين: (١) عدم ادعائه زيادة محبته للمسيح على محبة غيره من الرسل له. (٢) نوع المحبة التي صرح بها، لأن سؤال المسيح «أتحبني؟» في اليونانية غير جواب بطرس «أحبك» فيها. فالكلمة الأولى تتضمن أعظم المحبة، كمحبة الملائكة والقديسين في السماء لله، فلم يدّع بطرس أن محبته تستحق أن تُحسب كتلك المحبة، وبيّن أنها كمحبة الصديق للصديق.
«نعم يا رب أنت تعلم أني أحبك»: يوافق القديس بطرس على سؤال الرب أنه كان يحبه، ولكن تأتي الموافقة خلوا من ادعاء الأكثرية في المحبة، فلقد تعلم بطرس أن لا يقدم نفسه على الآخرين، وهذا تصحيح مليح لمواقفه السابقة. وهذا يلزم أيضاً أن يكون منهاجاً لكل مرسل وخادم. فليس لإنسان قط, كان من كان، قديساً أو نبياً, أن يدعي لنفسه الحب الأكثر للمسيح.
كذلك يأتي رد القديس بطرس مسنوداً بالتسليم لمعرفة الرب، فمحبة بطرس حتماً يعرفها المسيح، وهو لا يدعي لنفسه محبة إلا بالقدر الذي يعرفه الرب. لقد تنازل القديس بطرس عن غلواء مشاعره الخاصة التي فضحته وأخرجته عن حقيقة ما له وما فيه. وهذا أيضاً يتحتم أن يكون منهاجا لكل مرسل وخادم في كنيسة الرب، أن لا يشهد لنفسه إلا بالقدر الذي شهد به الآخرون له وعنه!!
† " اتحبنى .. اتحبنى .. اتحبنى " .. فى هذه الفقرة يكرر يسوع كلماته ثلاثة مرات تبدأ بكلمة أتحبنى . وهذا التكرار متساوى مع إنكار بطرس ليسوع ثلاث مرات فى بيت قيافا ، وهناك الكثير من الترادف والتضاد فى هذا المقطع : (1) أتحبنى "فيليو" .. أتحبنى "أغابو" .. (2) " حمل" .. "خروف" .. (3) تعرف باللغة اليونانية "غينوسكو" .. تعلم "اويدا" .. يعض المفسرين يقولون أن هذا أسلوبا أدبيا تميزت به هذه البشارة والبعض الآخر يقول أن هذا الإسلوب هو إسلوب مقصود للإشارة إلى دلالات معينة ، وفى هذه البشارة وردت ترادفات أخرى لكلمات (غلمان ، قارب ، سمك )
6) " ارْعَ خِرَافِي "
أشار بذلك أنه أوكل إليه ثانية الخدمة الرسولية. وحين دعاه أولاً لأن يكون رسولاً شبَّه خدمته بالصيد إذ قال له «مِنَ الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ النَّاس» (لوقا ٥: ١٠). وشبهها هنا بالرعاية. والتشبيه الأول يشير إلى إدخال الناس في الكنيسة، والثاني يشير إلى تعليمهم كلمة الله لتقويتهم ونموهم. وخراف المسيح التي أمر بطرس برعايتها هم تلاميذه أي المؤمنون به. ولا نعرف بالضبط ما أراده المسيح بتسميته بعض التلاميذ «خرافاً» وبعضهم «غنماً» (ع ١٦)، فقال البعض أنه قصد «بالخراف» الأحداث والضعفاء و «بالغنم» البالغين والأقوياء. وما أمره به هنا يوافق ما أمره به قبل سقوطه بقوله «وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ» (لوقا ٢٢: ٣٢).
وعلينا أن نلاحظ هنا أن المسيح لم يسمِّ كنيسته الخراف، ولا خراف بطرس بل «خرافي» (خراف المسيح) لأنها له، وهو رئيس الكنيسة وراعيها الأعظم ورئيس الكهنة الراعي الحقيقي العظيم، وغيره من خدام الدين وكلاؤه. وأن في قوله «ارع» بيان لمسؤولية الرعاة، فهُم لا يترأسون على الكنيسة، ولا يقصدون الربح من رعايتها، بل أن يغذوها بكلمة الحياة. وأن المسيح لم يوكل إلى بطرس رعاية شعبه إلا بعد ما فحص عن محبته، كأن تلك الفضيلة صفة ضرورية للراعي. وأن المسيح يحب خرافه، ولا يكلف أحداً برعايتها إلا إن كان يحبه فيعتني بخراف المسيح بالأمانة. وأن المسيح جعل خدمة بطرس للخراف برهاناً على محبته له، ويتوقع منه تلك العلامة في المستقبل. فالمحبة بالكلام دون العمل لا تستحق أن تُسمى محبة. رغب بطرس في الماضي أن يُظهر محبته للمسيح بأعمال غريبة كمشيه على الماء ليلاقيه، وبما يشبه التواضع مثل رفضه أن يغسل يسوع رجليه، وبافتخاره بثبوته وقت الخطر، وبسلِّ سيفه للمحاماة عن المسيح. ولم يسأله المسيح عن ذلك، بل سأله أن يُظهر محبته له بخدمته لشعبه.
«أرع غنمي»: «أرع»، معناها الدقيق: «أطعم»، لأن «أرع» جاءت بعد ذلك بالنسبة للقطيع، و«غنمي» تجىء بمعنى «حملاني» في اليونانية. ولكن في عدة أبحاث عميقة قام بها علماء مدققون في أصول اللغة اليونانية واستخدامها، اتفقوا على أن بالرغم من تعدد الكلمات المعبرة عن المحبة مثل: «أغابي»، و«فيلي»، أو أفعال الإطعام والرعاية مثل «بوسكين» و«بويمينين»، أو أسماء القطيع بين «حملان» و«خراف» و«غنم» ، إلا أنها جميعا لا تختلف في معناها، فهي كلها «محبة», وهي كلها «رعاية» وهي كلها «غنم» وذلك في الثلاثة أسئلة التي طرحها المسيح على القديس بطرس.
وفي قول المسيح «أرع غنمي»، يرجع المسيح القديس بطرس إلى موضع الرسولية الصحيح مرة أخرى بعد أن فقدها بإنكاره المسيح فى بيت قيافا ثلاثا. وهنا يشدد القديس أغسطينوس جداً على قول المسيح «غنمي» باعتبارها غنم الرب، مكرراً مرات ومرات أن يلتفت المرسل أو الخادم المؤتمن على الرعية إلى أنها غنم الرب، وليست غنمه هو، معطياً نصائح نافعة وجيدة وكثيرة جداً لمن يطلع عليها.
والملاحظ أن كلمة «غنمي» يقابلها في إنجيل القديس متى «كنيستي»: «وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي, وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.» (مت18:16)
فإذا أضفنا إلى هذه التصريحات ما قاله الرب لبطرس في إنجيل القديس لوقا : «وأنت متى رجعت، ثبت إخوتك» (لو32:22)، يتبين لنا مدى سخاء الرب المنقطع النظير في تشجيع القديس بطرس: «ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك» (لو32:22), لكي يعود ويتبوأ مركزه بين التلاميذ، بل وفي الكنيسة على مدى الدهور. ولكن تشجيع المسيح لم يبلغ أبداً حد منحه الرئاسة على كل الرعية أو التلاميذ. فليتذكر القارىء جيدا أن الرب شجب المشاجرة بينهم حول من فيهم يكون أكبر!!! فلماذا تكرس الكنيسة «المشاجرة» عينها لتكون جزءا من إيمان الكنيسة؟؟؟
أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "فبعدما تغدوا " وزال إضطرابهم بأكله معهم كأحد الأصدقاء " قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا " ناداه بإسمه الأول إشعارا له بأن إنكاره صار لا يستحق أن يدعى بطرس " أتحبنى أكثر من هؤلاء" أى أكثر من التلاميذ الآخرين فكأنه يقول له : أنت يا سمعان إفتخرت قبلا أنك تحبنى أكثر من الجميع وأنك مستعد أن تقدم نفسك عنى لكنك أنكرتنى ثلاث مرات بعد ذلك ولم ينكرنى منهم أحد غيرك فأظهرت بذلك أنك أقل منهم إيمانا وأضعف ثباتا فما قولك ألآن ، فأجاب سمعان وقال له " نعم يارب أنت تعلم إنى أحبك" وبهذا الجواب أظهر بطرس تواضعه ولم يقل أنى أحبك أكثر من هؤلاء كما قال قبلا لأن السقوط جعله أكثر حكمة وحذرا فى الكلام وإستشهد بطرس على محبته بعلم المسيح ما فى قلبه من المحبة له " فقال له إرع خرافى " أى من حيث أنك أنك قد إتضعت وتركت الإتكال على ذاتك وإعترفت أنك تحبنى وأنا أعلم أنك حقا تحبنى فقد غفرت لك إثمك بإنكارك إياى وأعدتك ثانية للخدمة الرسولية فإرع خرافى أى المؤمنين بى ،