Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح الأول (يو 1: 19- 51)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
Untitled 8492
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
Untitled 8490
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
Untitled 8493
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
Untitled 8428
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
Untitled 8429
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت

تفسير يوحنا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل 5

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الأول  (يو 1: 19- 51)
1. الكلمة الإلهي اللوغوس (يوحنا 1: 1-13.)
2. الكلمة صار جسدًا (يوحنا 1: 14-18) شهود للكلمة المتجسد
3. شهادة يوحنا المعمدان له (يوحنا 1: 19-34) ماذا يُقصد بالعالم؟
4. شهادة تلاميذه الأولين له (يوحنا 1: 35-51) دعوة فيلبس ونثنائيل

تفسير انجيل يوحنا الاصحاح 1

3. شهادة يوحنا المعمدان له (يوحنا 1: 19-34) ماذا يُقصد بالعالم؟

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 19) 19 وهذه هي شهادة يوحنا، حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسالوه:«من انت؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

 1) "  وَهٰذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا،"  وتعنى كلمة شهد أنه يدلى بكل ما يعرفه بصدق ويخبرر بما رأى أو علم عن موضوع الشهادة  (يو ٥: ٣٣) انتم ارسلتم الى يوحنا فشهد للحق.
2) " حِينَ أَرْسَلَ ٱلْيَهُودُ " حِينَ أَرْسَلَ الأرجح أن ذلك الوقت كان بعد وقت المعمودية ورجوع المسيح من تجربته أربعين يوماً في البرية.
بعد انقسام الأسباط الاثناعشر عام ٩٢٢ ق.م انقسمت مملكة بني إسرائيل إلى مملكتين ،اولآ مملكة يهوذا بالجنوب وأحتويت اسم الأسباط الجنوبية التلاتة. يهوذا وبنيامين ولاوى  وعاصمتها أورشليم، وأول ملوكها هو رحبعام، وقد تعاقب عليها من بعده عشرون ملكاً، واستمرت حتى سنة 586 ق م حيث سقطت في هذه السنة في يد بخنتصر البابلي، فتكون قد عمرت زهاء أربعة قرون ثانيا مملكة إسرائيل في الشمال، وكانت عاصمتها في معظم أيامها شكيم أي نابلس، وأول ملوكها هو بريعام، وقد تعاقب عليها من بعده حوالي تسعة عشر ملكاً، عمرت زهاء مائتين وخمسين سنة، وكانت نهايتها على يد سرجون ملك آشور سنة 721ق م وقد استمرت الحروب والمنازعات بين المملكتين معظم أيام قيامهما، ووصل الحال بهما أن كل واحدة منهما كانت تستعين بدولة أو بدول أخرى؛ لتقضى على أختها ولكنهم كانوا في بعض الأحايين يتعاهدون ويسيرون معاً بجيوشهم إلى الحرب، على أن روح المنافسة لم يزل دأبها بينهم، لأن ملوك إسرائيل كانوا يخشون أن ترتد رعاياهم عنهم إلى ملوك يهوذا، بذهابهم للعبادة في هيكل أورشليم؛ فاتخذ بعضهم جميع الوسائل لحملهم على اطراح تلك العبادة، فكانوا تارة ينصبون لهم الأوثان ليعبدوها، وطوراً يمنعونهم عن تأدية فريضة العبادة جبراً وهكذا تناثرت عرى الاتحاد والوئام بين الأسباط، وازداد الشقاق فكانت النتيجة ضعف المملكتين وتغلب الأعداء والغزاة عليهما الواحدة بعد الأخرى ،وكذلك كانت علاقة الدولتين بغيرهما من الدول ، في مجموعها ،علاقة عداء وحرب  إسرائيل ويهوذا تعرضوا للسبي، بس عدد قليل، معظمهم من يهوذا رجعوا تحت مرسوم كورش عام ٥٣٨ ق.م.لْيَهُودُ اختص هذا الاسم أولاً بسبط يهوذا ثم أُطلق بعد رجوع الإسرائيليين من سبي بابل على كل الأسباط. لأن المملكة الشمالية ضعفت جدا  واليهود هنا وفي سائر هذه البشارة الذين قاوموا المسيح من اليهود. واصطلح يوحنا على ذلك لأن أكثر تلك الأمة ولا سيما رؤساؤها قاوم يسوع وأما سائر البشائر فذكروا مقاومي المسيح باسم فرقتهم كالفريسيين والصدوقيين أو باسم وظيفتهم كرؤساء الكهنة ونحو ذلك. واستعماله لفظة اليهود بهذا المعنى من الادلة على أن يوحنا كتب إنجيله بعد خراب أورشليم بزمن طويل وأن اليهود كانوا عند كتابته ملة دينية فقط لا أمة سياسية وأنه تقضت عليه مدة طويلة وهو ساكن بين الأمم.

 اليهود " تشير هذه الكلمة عامة إلى سبط يهوذا ويهوذا إبن من أبناء يعقوب (إسرائيل) وقبيلة يهوذا كانوا يسكنون فى إقليم اليهودية ومنه أتى أسمهم يهودا ولكن من المرجح أنها تشير إلى مجلس السنهدرين أعلى سلطة دينية يهودية أ(يوحنا ٢ : ْا "١٩ :١ ١٨؛ ٥ :١٠؛ ٧ :١٣؛ ٩ :٢٢؛ ١٢ :٤٢؛ ١٨ :١٢؛ ١٩ :٣٨؛ ٢٠ :١٩ ) رسلوا كهنة وكتبة وهم من إتخذوا موقفا عدائيا مع يسوع .. ولكن كثير من الشعب اليهودى كان متعاطفا مع يسوع وظهر ذلك من تهليلهم ليسوع يوم أحد الشعانين ويصف الإنجيل هذا الحدث بقوله إرتجت المدينة - ومما يذكر أن مقاومة اليهود للمسيحية إشتدت بعد إنعقاد مجمع جامينا اليهودى سنة 90 ميلادية  ( بعض الكتابات اليهودية تقول أنه عقد 90 م والبعض 95 م لكن المرجح هو 90 م في مدينة جامنيا  Jamnia  وتنطق بطرق مختلفة يامنيا او يمنيا او جابنيا او يابريا او يافني )  وهي اسم مدينة يهودية شمال غرب اورشليم بين يافا واشدود علي الشاطئ  اسباب انعقاد هذا المجمع 1 مقاومة انتشار المسيحية وبخاصه الانتشار القوي للمسيحية بين اليهود ودخول كثير من اليهود الي الايمان المسيحي فكان هدف هذا المجمع وضع قواعد لمهاجمة هذا الفكر عن طريق التشكيك في الفكر المسيحي وطهارة المسيحيين وايضا التشكيك في الاسفار التي يستخدمها المسيحيين ( العهد القديم ) وهذا يعتمد علي التشكيك في الترجمه السبعينية وهي الترجمه اليونانية للعهد القديم لانها هي الترجمه التي يستخدمها المسيحيين وهي المنتشره عند كل الناطقين باليونانية من المسيحيين 2 ايجاد قائمه للاسفار القانونية للعهد القديم التي بدا يحدث عليها خلاف بين الراباوات بسبب مناقشاتهم مع المسيحيين 3 تحديد التقليد اليهودي لعدم وجود معايير واضحه للتقليد اليهودي الذي قد يضيع بسهوله بعد تدمير الهيكل وهذا امر خطير لهم لاهمية التقليد 4 ايجاد حل للذين يريدون ان يقراؤا العهد القديم ولكن لا يجيدوا اللغة العبريه في الشتات
3)  " مِنْ أُورُشَلِيمَ" كان الذين أتوا من هذه المدينة لجنة مختارة أرسلها مجلس السبعين منل قادة البلاد الدينيين الذين كانوا لهم علاقات سياسية بالرومان  وغاية إرساله إياها الفحص عن دعاوي ذلك النبي أي المعمدان الذي جمع إليه الجموع العظيمة وحمل كثيرين على ظنهم إياه المسيح (لوقا ٣: ١٥) وإرسال تلك اللجنة دليل جليّ على شدة تأثير ما أتاه يوحنا المعمدان من المواعظ.
4) " كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ " اللاويين سبط من الأسباط الـ 12 خصصه الرب لخمته أى أنهم من خدم الهيكل. والكهنة فرقة من اللاويين أي أولاد هارون وكان أكثر الكتبة من اللاويين. والمجلس الكبير مؤلف من الشيوخ والكتبة والكهنة. وكان الكهنة فى عصر المسيح من طائفة الصدوقيين

 كهنة ولاويين " من المعروف أن يوحنا المعمدان إبن زكريا الكاهن أى أنه من أصل كهنوتى (لو 1: 5 وما بعدها ) وهذه هى الآية الوحيدة التى وردت فيها كلمة " اللاويين " فمنهم كان حراس الهيكل (جنود الهيكل) ومنهم من كانوا يرتلون المزامير على دراجات امام باب الهيكل ولهم وظائف أخرى كما عينتهم السلطات لجلب المعلومات (لو 1: 24) كان البعض من  الكهنة من طائفة الصدوقيين اللاويين هم الطبقى الدنيا بينما كان الكتبة من الفريسيين (لو 1: 14)  وقد ارسل المجمع هاتين الطائفتين المختلفتين فى تطبيق الشريعة للتحقيق مع يوحنا المعمدان وبعده عملت هذه الجهات الدينية على مقاومة يسوع وأتباعه
5) " لِيَسْأَلُوهُ: مَنْ أَنْتَ؟" مَنْ أَنْتَ لا ريب ان الذين سألوه عرفوا أنه لاوي وأنه ابن الكاهن زكريا فالذي أرادوا معرفته هو ماهية الوظيفة التي ادّعى أنه نالها من السماء. والمسيح اشار إلى هذا في خطابه بعد ذلك (ص ٥: ٣٣).
 "من أنت " ؟؟ لقد سأل يسوع هذا السؤال نفسه فى (يو 8: 25 وقد أجاب كل من المعمدان ويسوع بطرق جعلت هؤلاء القادة الدينيين غير مرتاحين لإجابتهما لأنهم لاحظوا أنهم يحققون أمورا وردت بالنص فى العهد القديم ويرتبط هذا السؤال بمجئ المسيح وتوقعات نهاية الزمان وغيرها من النبوات
 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن المعمدان شهد ليسوع مرات عديدة ذكرها البشيرون الآخرون ولم يذكر يوحنا البشير إلا شهاداته بعد إعتماد سيد الكل ، وسبب هذا السؤال أن رؤساء الكهنة كانوا رأوا يوحنا يسير سيرة ملائكية ويصنع مالم يصتعه غيره من الأنبياء فإفترضوا أن وظيفتهم تحتم عليهم أن يسألوا هذا السؤال وخاصة لعلمهم أنه قد زال القضيب من يهوذا وإنقضت اسابيع دانيال فلا بد من ظهور المسيح وقد عرفنا من (لو 3: 15) أنهم كانوا يظنون أن يوحنا هو المسيح ، ولكون الأمر دينى لم يرسلوا له إلا كهنة ولاويين أى من خدم الدين ، فسألوه قائلين : " من أنت" ويظهر من جوابه أنهم قصدوا بهذا السؤال : " هل هو المسيح؟ وكان السؤال ضروريا لأننا قد علمنا من (لو 3: 15)   أن الشعب كان ينتظر والجميع يفكرون فى قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح ومع أنهم كانوا يعرفون أنه لاوى أنه إبن الكاهن زكريا وأن المسيح يجب أن يكون من سبط يهوذا   ومن بيت داود إلا أن بغضهم للمسيح وإحتقارهم لفقره ونسبته إلى يوسف النجار دفعهم ليرسلوا الوفد إلى يوحنا حتى إذا قال أنه المسيح ينصرفون عن إكرام الرب يسوع إعتمادا علىسيقةله يوحنا المعمدان لذلك أرسلوا إليه كهنة ولاويين لتكون الشهادة أمامهم ولما كان المعمدان عارفا بمكرهم أجاب كما نرى فى العدد التالى .  

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 20) 20 فاعترف ولم ينكر، واقر:«اني لست انا المسيح».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1)  " فَٱعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ،"  فإعترف ولم ينكر  ، وأقر " ..  فى هذه الآية إعترف يوحنا المعمدان بأنه  ليس هو المسيح المسيا المنتظر الموعود به فى التوراة والعهد القديم ( أعمال ١٣: ٢٥ ) ولما صار يوحنا يكمل سعيه جعل يقول:من تظنون اني انا؟ لست انا اياه، لكن هوذا ياتي بعدي الذي لست مستحقا ان احل حذاء قدميه.
 2) "
وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا ٱلْمَسِيحَ"

 " المسيح " .. كلمة المسيح هى ترجمة للكلمة العبرية "مسيح""māšîah وتعنى الممسوح ، وأستعملت هذه الكلمة فى العهد القديم لتعنى دعوة إلهية خاصة لشخص معين وإعدادة للقيام بعمل معين تنفيذا لمهمة أعدها الرب له ، وكانت هذه الكلمة تستعمل لمسح الملوك والكهنة والأنبياء .. ثم إتخذت هذه الكلمة مفهوما آخرا حينما أطلق عليها لقب " المسيا " أى المسيح المعرفة بالألف واللام وعرف أنه مسيا منتظر أى تنتظرة الأجيال وتعنى شخص معين مميز سيبدأ دهرا جديدا  ، وإعتقد كثير من اليهود أن يوحنا المعمدان لشهرته وتقواه وبره أنه هو المسيا  الموعود به (لو 3: 15)  واذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح " لأنه كان هو الناطق الوحيد بإسم يهوه بعد صمت مطلق دام 400 سنة لم يكلم فيه يهوه إنسانا ليصبح نبيا
ما في هذا العدد من تكرار المعنى للتأكيد وبيان أهمية الشهادة. فرفض يوحنا كل دعوى في أنه هو المسيح وأبى الإكرام الذي استعد الناس أن يقدموه له باعتبار كونه المسيح.
الصعوبة في تفسير الآية دي هي بسبب المعاني الممكنة المحتملة المرتبطة بكلمة المسيا أو الممسوح (603 BDB :)
١ -استُخدمت للإشارة إلى الملوك اليهود (مثال ١ صم ٢ :١٠؛ ١٢ :٣ )
٢ -استُخدمت للإشارة إلى الكهنة اليهود (مثال لا ٤ :٣ ،٥ )
٣ -استُخدمت للإشارة إلى كورش (أش ٤٥ :١ )
٤ -البندين ١ و٢ مندمجين في  (مز ١١٠ وزك ٤)
٥ -استُخدمت للإشارة إلى الملك الداودي الخاص الإلهي الآتي عشان يحقق الدهر الجديد من البر
أ- نسل يهوذا (تك ٤٩ :١٠ )
ب- بيت ي ّسى (٢ صموئيل ٧ )
ج- الحكم الملكي الكوني (المزمور ٢؛ أش ٩ :٦؛ ١١ :١ -٥؛ مي ٥ :١ -٤ )
إويتطابق "الممسوح" مع يسوع الناصري للأسباب التالية.
١ -إدخال الملكوت الأبدي في دانيال ٢ من خلال الإمبراطورية الرابعة
٢ -إدخال "ابن الإنسان" في دانيال ٧ :١٣ لأنه أعطيت له ملكوت أبدي
٣ -الجمل الافتدائية في دانيال ٩ :٢٤ اللي بتشير إلى ذروة تاريخ العالم الساقطة
٤ -استخدام يسوع لسفر دانيال في العهد الجديد (مت ٢٤ :١٥؛ مر ١٣ :١٤ )
 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كان من إصطلاح العبرانيين إذا أرادوا تأكيد أمر كرروا الألفاظ الدالة على معنى واحد كقوله .. إعترف .. ولم ينكر .. وأقر .. فإن هذه الألفاظ الثلاثة معناها واحد وهو أن المعمدان رفض كل دعوى فى أنه هو المسيح وأبى الإكرام الذى إستعد الناس أن يقدموه له بإعتبار كونه المسيح فلما رأى الوفد إعترافه سألوه الأسئلة الآتية : 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 21)  21 فسالوه:«اذا ماذا؟ ايليا انت؟» فقال:«لست انا». «النبي انت؟» فاجاب:«لا». 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " فَسَأَلُوهُ: إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟" اليهود ينتظرون المسيا "المسي" الذى تكلمت عنه كتب الأنبياء ومن علامات مجيئة هو مجئ إيليا  قبله حتى أن تلاميذ المسيح سألوه (متّى ١٧: ١٠) وساله تلاميذه: «فلماذا يقول الكتبة ان ايليا ينبغي ان ياتي اولا؟»   نيابة عن الشعب اليهودى أرسل قادتهم مجلس السنهدرين أعلى هيئة دينية فى عصر المسيح ويوحنا المعمدان وكان مكون من 70 شخصا يمثلون جميع طوائف اليهود فكان سؤالهم التالى

إِيلِيَّا أَنْتَ : لم يمت إيليا النبي بل أصعد  إلى السماء قبل ذلك بنحو ٩٠٠ سنة.   صعد إيليا إلى السماء فى عاصفة ولم يمت (2 مل 2: 1)بريح دوامية فكان متوقع انو يجي قبل المسيا (ملا ٣ :١؛ ٤ : 5) وعندما ظهر يوحنا المعمدان مثل إيليا من خلال مظهره وتصرفاته (زك ١٣ :٤ ) ذهبوا وسألوه

 وقال ملاخي منذ ٤٠٠ سنة قبل ذلك باسم الرب «هَئَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا ٱلنَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ ٱلرَّبِّ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ وَٱلْمَخُوفِ» (ملاخي ٤: ٥). فتوقع اليهود مجيء إيليا حقيقة من السماء قبل مجيء المسيح. ثم مسيره مع المسيح على الأرض ومسحه إياه وتعميد الناس عموماً وفقاً لقوله تعالى في (حزقيال ٣٦: ٢٥ و٢٦ وفي زكريا ١٣: ١).

 وساد إعتقاد اليهود أن إيليا سيجئ قبل مجئ المسيا المنتظر (المسيح)  (مل 3: 1  & 4: 5) ولما كان وجه الشبة كثيرا بين يوحنا المعمدان وبين إيليا كبيرا قالوا إيليا أنت (زك 13: 4)
2) " فَقَالَ: لَسْتُ أَنَا."  لم يرى يوحنا نفسه إيليا بنفس فهمهم عن طريقة مجئ إيليا فقال لهم لَسْتُ أَنَا أي لست إيليا ذلك النبي فعلاً.
فقال " لست أنا " كان يوحنا المعمدان له إسما مختلفا عن إيليا فعندما قيل له أنت إيليا فقال لست أنا ، ولكنه جاء فعلا بروح إيليا ورآه يسوع يحقق نبوة ملاخى ( مت 11: 14 & 17: 12) ولكن حسب وصف المسيح بروح النبوة نعم .. يوحنا المعمدان أتى «بروح إيليا وقوته» (لوقا ١: ١٧) وشبهه وهو الذي قصده ملاخي بنبؤته (ملاخي ٣: ١ ومتّى ١١: ١٤ و١٧: ١٢ و١٣).
3) " أأَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟ فَأَجَابَ: لاَ " كان اليهود ينتظرون المسيا "المسي" وكانوا يطلقون عليهه النبى أو "النبى ألاتى" وهو الذي أشار إليه موسى في (تثنية ١٨: ١٥ و١٨) 15 يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي.له تسمعون. 18 اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به  " 
(أع 3: 22) وقد أستعمل هذا التعبير "النبى" فى العهد الجديد للإشارة إلى 1- المسيا (المسيح) (أع 3: 22) 2- إرتبط هذا الأسم بالمجد (يو 7: 40- 41) فإن بعض اليهود فسر تلك النبوءة بأنها إشارة إلى المسيح وهو "النبى الآتى" (يو ٦: ١٤) فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا:«ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم!» . وبعضهم فسرها بأنها إشارة إلى غيره من الأنبياء يقترن مجيئه بمجيء المسيح (بو  ٧: ٤٠ و٤١).فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا:«هذا بالحقيقة هو النبي». 41 اخرون قالوا:«هذا هو المسيح!». واخرون قالوا:«العل المسيح من الجليل ياتي؟  "  وبعضهم ظنه إرميا أو أحد الأنبياء القدماء قام من الأموات (متّى ١٦: ١٤) فقالوا: «قوم يوحنا المعمدان واخرون ايليا واخرون ارميا او واحد من الانبياء».  (مرقس ٦: ١٥) قال اخرون: «انه ايليا». وقال اخرون: «انه نبي او كاحد الانبياء».   فأنكر يوحنا أنه أحد هؤلاء.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كان اليهود يتوقعون مجئ النبى إيليا بذاته من السماء قبل مجئ المسيح وأنه يسير مع المسيح فى الأرض وتعميد الناس عموما وفقا لما أشار إليه (حز36: 25 و 26) وفى (زك 13: 1) فسألوا المعمدان قائلين هل : " إيليا أنت" غأجاب وقال : " لست أنا" أى أنى لست إيليا حقيقة كما تزعمون .. نعم يوحنا أتى بروح إيليا وقوته (لو 1: 17) وهو الذى قصده ملاخى بنبةته (مل 3: 1)  فسألوه قائلين هل : " ألنبى أنت" أى الذى أشار إليه موسى فى (تث 18: 15) فإن بعض اليهود فسر تلك النبوة بأنها إشارة إلى المسيح وبعضهم فسرها بأنها إشارة إلى غيره من الأنبياء يقترن مجيئه بمجئ المسيح وقد رأينا فى (مت 16: 14) و(مر 6: 15) أن بعض اليهود ظنه أرميا أو أحد الأنبياء القدماء قام من الأموات فإعترف يوحنا المعمدان أنه ليس النبى المقصود فى نبوة موسى على أى تفسير كان أى أنه ليس المسيح ولا أحد الأنبياء قام من الأموات

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 22) 22 فقالوا له:«من انت، لنعطي جوابا للذين ارسلونا؟ ماذا تقول عن نفسك؟»

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "«وَكَانَ ٱلْمُرْسَلُونَ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ»" . مجلس السنهدرين أعلى هيئة دينية فى زمن يوحنا المعمدان مكون ن 70 شخصا منهم رؤساء الكهنة المفروض انهم من نسل هارون  واللاويين  الذين من سبط لاوى وكانت مهمتهم دينية أى ا،هم ليس لهم نصيب فى أرض الموعد وكان من اللاويين طوائف تعلم العهد القديم يفتون الفتاوى لتفسير الشريعة الموسوية وكان منهم الفريسيين والكتبة والهيرودسيين والصدوقيين وألاسينيين وكان فى المجلس ايضا علمانيين مثل يوسف الرامى ونبقوديموس ويقول إ. يوحنا فى ألاية التالية ان المرسلين كانوا كهنة وهم  من طائفة الصدوقيين واللاويين (يو 1: 19)  وهذه هي شهادة يوحنا، حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسالوه:«من انت؟» ولم يحدد طائفتهم إلا أن هذه ألاية (يو 1: 24) حددت أن اللاويين هم من طائفة الفريسيين

   مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ هم طائفة دينية من فرق اليهود الثلاث التي انقسموا إليها والباقيتان هما الصدوقيون والاسينيون. وكان الفريسيون غيورين جداً في حفظ شريعة موسى وتقاليد الشيوخ ولذلك فحصوا بكل تدقيق عن كل شيء فى الشريعة الموسوية خارج عن مجراهم العادي في الدين كفحصهم عن سبب تعميد يوحنا المعمدان. ولم تكن غايتهم من السؤال الآتي الوقوف على الحق بل المقاومة كعادتهم مع يسوع فكانوا يريدون الإمساك به (لوقا ٧: ٣٠) فطلبوا ان يمسكوه، ولم يلق احد يدا عليه، لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد." وذكر يوحنا أن المرسلين فريسيون لئلا يظن أحد أنهم أتوا ذلك بهدف المعرفة والوصول للحقيقة ولكن الأمر كان غير ذلك.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لما رأى أعضاء الوفد أن المعمدان نفى الفروض الثلاثة التى أرادوا توضيحا من المعمدان

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 23) 23 قال:«انا صوت صارخ في البرية: قوموا طريق الرب، كما قال اشعياء النبي».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " . قَالَ: أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ"  (يو ٣: ٢٨ ) انتم انفسكم تشهدون لي اني قلت: لست انا المسيح بل اني مرسل امامه. 

 أنا صوت صارخ فى البرية " .. هذا الجزء من ألآية إقتباس من سفر أشعيا فى الترجمة السبعينية اليونانية من ( إش 40: 3) 3 صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب.قوموا في القفر سبيلا لالهنا.  ومن تلميح ورد فى (ملا 3: 1) 1 هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي وياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود.

وقد أوردت الأناجيل الأربعة هذا الأقتباس من ( أشعيا 40: 3) (متّى ٣: ٣ ) فان هذا هو الذي قيل عنه باشعياء النبي: صوت صارخ في البرية: اعدوا طريق الرب. اصنعوا سبله مستقيمة». (مرقس ١: ٣ ) صوت صارخ في البرية: اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة».  (لوقا ٣: ٤ ) كما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي: «صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة.
أفى تواضع أجاب يوحنا على أسئلة لجنة السنهدرين وبهذا الجواب ألأخير أعلن شعوره بأهمية مرسليته لأنه لم يجب اللجنة حسبما سألت كأن الجواب عن نفسه مما لا يوضح بصورة مباشرة كهادة انبياء العهد القديم . لكن الأمر المهم هو رسالته للشهادة للمسيح فلم يكن في هذا إلا مثل صوت صارخ لأبناء أرض الميعاد يعلن تلك الشهادة. وأظهر بجوابه هذا أنه أتى لإتمام النبوءة المذكورة في إشعياء ٤٠: ٣. وبهذا حوّل بأجوبته إهتمام الشعب به إلى موضوع مناداته فى كل مكان إلى الملك الآتي الذي هو سابقه كما يخدث عندما يتولى ملك جديد يعلن للشعب فى الأسواق والأماكن العامة اعلن يوحنا عن يسوع بداية العهد الجديد بعد أن أكمل العهد القديم
2) "  قَوِّمُوا طَرِيقَ ٱلرَّبِّ، كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ ٱلنَّبِيُّ" " أعدوا طريق الرب " .. وهذا الجزء من ألآية إقتباس أيضا من وحدة أدبية (أش  ص 40 - 54 ) من (أش 40: 3) حيث وردت أغانى العبد المتألم (أش 42: 1- 9& 49: 1- 7 & 50: 4- 11 & 52 : 13 & 53: 12) والعبد المتألم هو شعب بنى إسرائيل ولكن فى (أش 52: 13 - 53: 12) تأخذ هذه الأغانى أو الأناشيد صورة المفرد بدلا من الجمع - اما تعبير " إعداد أو " تهيئة" الطريق فقد أستخدم خصيصا ليشير إلى تحضير لزيارة ملك الملوك له  ، وبلا شك أن يوحنا كاتب هذا الإنجيل بالوحى ذكر هذا المقطع لحقق عدفا لاهوتيا  وهو وضع شخص يوحنا المعمدان فى وضعها الحقيقى وقد حطم بذلك أفكار لمجموعات هرطوقية إنتشرت فى القرن الأول الميلادى وقد إعتبروا يوحنا المعمدان قائدا روحيا لهم أو تابعا لطائفتهم
قد أشار إشعياء إلى مجيء المسيح بإنبائه من ص ٤٠ إلى ص ٤٦ فاتخذ يوحنا المعمدان مجيء نفسه وتبشيره ومناداته إتماماً لأول ذلك الإنباء وأشار بذلك أن كله على وشك التمام أي أنه قد اقترب قدوم المسيا  المنتظر والملك على القلوب أو الموعود به وأنه هو نفسه يعد الطريق قدامه. فإذاً اساس إجابته أنه سابق المسيح وظهور ذلك المسبوق قريب جداً.
 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وصرح المعمدان بحقيقة أمره فقال : " انا صوت صارخ .. ألخ " فأظهر بجوابه هذا أنه أتى لإتمام النبوة المذكورة فى (أش 40: 3) وفى نفس الإصحاح يتكلم عن مجئ يسوع المسيح (أش 40: 46) "هوذا السيد الرب بقوة ياتي وذراعه تحكم له.هوذا اجرته معه وعملته قدامه. كراع يرعى قطيعه.بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات " وراجع من ص 40 إلى ص 46) فإتخذ المعمدان مجئ نفسه وتبشيره ومناداته إتماما لأول ذلك النبوات وأشار بذلك إلى أنه أقترب قدوم الملك المنتظر أو الموعود به وأنه هو نفسه يعد الطريق قدامه ، فكأنه قال أنا سابق المسيح وظهور ذلك المسبوق قريب جدا .  

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 24)   24 وكان المرسلون من الفريسيين،

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "«وَكَانَ ٱلْمُرْسَلُونَ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ»" . مجلس السنهدرين أعلى هيئة دينية فى زمن يوحنا المعمدان مكون ن 70 شخصا منهم رؤساء الكهنة المفروض انهم من نسل هارون  واللاويين  الذين من سبط لاوى وكانت مهمتهم دينية أى ا،هم ليس لهم نصيب فى أرض الموعد وكان من اللاويين طوائف تعلم العهد القديم يفتون الفتاوى لتفسير الشريعة الموسوية وكان منهم الفريسيين والكتبة والهيرودسيين والصدوقيين وألاسينيين وكان فى المجلس ايضا علمانيين مثل يوسف الرامى ونبقوديموس ويقول إ. يوحنا فى ألاية التالية ان المرسلين كانوا كهنة وهم  من طائفة الصدوقيين واللاويين (يو 1: 19)  وهذه هي شهادة يوحنا، حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسالوه:«من انت؟» ولم يحدد طائفتهم إلا أن هذه ألاية (يو 1: 24) حددت أن اللاويين هم من طائفة الفريسيين
مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ هم طائفة دينية من فرق اليهود الثلاث التي انقسموا إليها والباقيتان هما الصدوقيون والاسينيون. وكان الفريسيون غيورين جداً في حفظ شريعة موسى وتقاليد الشيوخ ولذلك فحصوا بكل تدقيق عن كل شيء فى الشريعة الموسوية خارج عن مجراهم العادي في الدين كفحصهم عن سبب تعميد يوحنا المعمدان. ولم تكن غايتهم من السؤال الآتي الوقوف على الحق بل المقاومة كعادتهم مع يسوع فكانوا يريدون الإمساك به (لوقا ٧: ٣٠) فطلبوا ان يمسكوه، ولم يلق احد يدا عليه، لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد." وذكر يوحنا أن المرسلين فريسيون لئلا يظن أحد أنهم أتوا ذلك بهدف المعرفة والوصول للحقيقة ولكن الأمر كان غير ذلك
 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ذكر البشير أن المرسلين فريسيون بيانا لسبب سؤالهم الآتى أى أنه لم يكن هدفهم معرفة الحقيقة بل قصدوا المقاومة كعادتهم (لو 7: 30)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 25) 25 فسالوه وقالوا له:«فما بالك تعمد ان كنت لست المسيح، ولا ايليا، ولا النبي؟»

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "
فَسَأَلُوهُ: فَمَا بَالُكَ تُعَمِّدُ"  فما بالك تعمد " ... إنتشرت معمودية الدخلاء (وهى معمودية تجرى عند إعتناق الأممى الإيمان اليهودى ) وكانأمرا معتادا فى الديانة اليهودية القديمة - ولكن الجديد أن اليهود أتوا ليوحنا المعمدان طالبين منه أن يعمدهم بمعمودية التوبة فقد كثرت خطاياهم - وكان فى نفس الوقت يمارس يهود قمران المعموديات الشخصية وهذه الآية تحتوى تطبيقات مسيانية وردت فى (إش 52: 15) (حز 36: 25) (زك 13: 1)
 2) " إن " تبدأ بها جملة شرطية
 3) "
ُ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ ٱلْمَسِيحَ، وَلاَ إِيلِيَّا، وَلاَ ٱلنَّبِيَّ؟"

" لست المسيح ، ولا إيليا ، ولا النبى " ..  هؤلاء الثلاثة أشخاص مسيانية أى متعلقة بالمسيا  أى بثلاثة أشخاص مسيانيين مختلفين كان عقيدة الأسيتييت الذين كانوا يعيشون بالقرب من البحر الميت وتركوا لنا وثائق تعرف الآن بمخطوطات وادى قمران  ومن جهة أخرى إعتقد اليهود وما زالوا أن إيليا سيأتى جسديا قبل مجئ المسيح الثانى
كان أنتشار معمودية يوحنا المعمدان وكرازته محل تساؤل من هو يوحنا المعمدان فظنوه أحد هؤلاء الأشخاصالثلاثة وهنا تسائل الفريسيين وهم من اللاويين الذين أتوا مع الكهنة ليسألوا يوحنا من أنت ؟ لو كان أحد أولئك الثلاثة الذين ذكروهم لحق له أن يعمد بناء على قول (حزقيال ٣٦: ٢٥ و٢٦ وقول زكريا ١٣: ١). ولم يستغربوا المعمودية كأنها أمر جديد في العقيدة اليهودية لأنها نوع من التطهير الطقسى الذى إشتهرت به الديانة اليهودية ومارسها كل يهودي لنفسه وتُعرف عندهم بالمعمودية (مرقس ٧: ١ - ٤) واعتادوا أيضاً تعميد الدخلاء أي الذين تهودوا من الأمم لكنهم تعجبوا من تعميد يوحنا لأبناء أمته اليهودية وهم أمة مقدسة طاهرة لا تحتاج إلى معموديته.مع نفيه أنه ليس أحد أولئك الثلاثة المفروضين.  والأرجح أن سؤالهم لم يكن إلا عن سلطانه.
 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى لو كنت أحد هؤلاء الثلاثة لحق لك أن تعمد بناء على قول حزقيال 36: 5و 26) وقول زكريا 13: 1) أنظروا إلى الحسد كيف يخرج صاحبة عن العقل والفضل والأخلاق الكريمة ويجعله يخلط ويخبط ويغلظ فى كلامه ، أما   يوحنا المعمدان فأجابهم بكل تواضع

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 26)  26 اجابهم يوحنا قائلا:«انا اعمد بماء، ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " َأجَابَهُمْ يُوحَنَّا: أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ"  وكان يوحنا يهئ الطريق للرب يسوع حسب ما ورد فى نبوة ملاخى (ملاخي ٣: ١ ) هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي وياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود" لهذا لم يجبهم يوحنا عن سؤالهم مباشرة بل بالتورية حسب اقوال الأنبياء ومن كلامه يتضح أنه سابق المسيح وأن عمله إنما هو تهيئة الطريق أمامه إن المسيح أتى وفعل يوحنا ما فعله بسلطان ذلك إذاً حق له أن يعمد كما أوضح أيضاً في ع ٣٣.
أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ زاد يوحنا المعمدان على ذلك في بعض الأحيان قوله «هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَنَارٍ» (يو 1: 33)وانا لم اكن اعرفه، لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء، ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس.  ( متّى ٣: ١١)،انا اعمدكم بماء للتوبة ولكن الذي ياتي بعدي هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احمل حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار."

" أنا أعمد بـماء " .. يغسل كل الجسم فى الماء أى يغطس كل الجسم فى الماء  معنى يعمد في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي : عَمَدَ الْوَلَدَ ( عند المسيحيين ) : غَسَلَهُ بِمَاءِ الْمَعْمُودِيَّةِ ، أَيْ غَسَلَهُ بِمَاءٍ  - وكانت معمودية يوحنا خالية من الروح القدس "الروح" (يو 1: 33)

2) "  وَلٰكِنْ فِي وَسَطِكُمْ قَائِمٌ " هناك عدة تغايرات نصية تتعلق بزمن الفعل "يقف/قائم". UBS 4 تعطي الزمن التام نسبة أرجحية متوسطة الزمن التام مميز عند يوحنا وبيعني ضمناً مصطلح عبري بان "هناك شخص اتخذ موقفه في وسطكم"

فِي وَسَطِكُمْ قَائِمٌ :  أي هو الآن بينكم في الأرض المقدسة . ومعنى ذلك أن المسيح قد أتى وأن يوحنا يفعل ما يفعله بسلطانه. وتبين الآية التاسعة أن المسيح لم يكن قدام يوحنا عندما قال هذا الكلام.
3) " ٱلَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ"  ٱلَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ اي لم تتحققوا أنه المسيح.
 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول أن يهوه أرسلنى لأعمدكم بالماء وأستحثكم على التوبة

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 27) 27 هو الذي ياتي بعدي، الذي صار قدامي، الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1
) " هُوَ ٱلَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، ٱلَّذِي صَارَ قُدَّامِي" هُوَ ٱكلمة هو تشير ضمنيا إلى إله العهد القديم العبرى " يهوه " .. الذى يأتى بعده يعقصد المسيح (أعمال ١٩: ٤ ) فقال بولس:«ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة، قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذي ياتي بعده، اي بالمسيح يسوع» الَّذِي يَأْتِي أشار بهذا إلى شهادته السابقة في (يو 1: 15) يوحنا شهد له ونادى قائلا:«هذا هو الذي قلت عنه: ان الذي ياتي بعدي صار قدامي، لانه كان قبلي» .
أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ كان الحذاء يومئذ نعلاً يربط إلى الرجل بسيور من جلد. وكان حل تلك السيور من الأعمال الخاصة بالعبيد (انظر الشرح متّى ٣: ١١).
"الذى لست أهلا أن أحل سيور حذائة " .. كانت العادة على العبد أن يحل سيور حذاء (صندل ) سيده لدى دخوله المنزل وتخزينه فى مكانه المناسب فكان أن يفعل رجلا هذا العمل لرجل حرا آخر دلالة على التواضع الكامل وبسيادة يسوع المسيح على كل البشر كإله ، وكان هذا العمل الأقل شأنا وقيمة فى الأعمال المنزلية بالنسبة لإنحناء الإنسان تحت أرجل إنسانا آخرا  ، ولهذا علمت اليهودية الريبية أن التلميذ لا بد له من القيام بما يطلبه معلمه منه  ما عدا حل سيور حذاء معلمه الربى وهذا تصريح من يوحنا المعمدان ليس بالتواضع كما يراه معظم المفسرين ولكن بأن منزلته لا تقارن بمنزلة المسيح كلمة الرب

وبهذا يكون إعلان يوحنا قد سمعه اليهود وكذلك قاتهم الدينيين من مجلس السنهدرين فى ثلاثة أمور (1) أن المسيح قد أتى. (2) أن الناس جهلوه.(3) أنه عظيم جداً. وأظهر فوق ذلك والفرق بينه وبين كلمة الرب بالرغم من أن شهادة المسيح عنه لم «يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان». ومع ذلك لم يحسب نفسه أهلاً لأن يخدم المسيح كعبد. وفي ذلك مثالاً لكل خدم الدين فعلى كل منهم أن يقتدي به في التواضع.

 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وأنا أجعلكم تستعدون لمعمودية المسيح الذى هو الآن بينكم لا تعرفونه المعرفة الصحيحة بل تظنون أنه مجرد إنسان عادى مع إنه الإله الأزلى وأنا لا أستحق أن أخدمه أحقر خدمة يؤديها العبيد

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 28)   28 هذا كان في بيت عبرة في عبر الاردن حيث كان يوحنا يعمد.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1
) " هٰذَا كَانَ فِي بَيْتِ عَبْرَةَ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ" .
" بيت عبرة " .. قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية .. شرح كلمة .. بيت عَبْرة .. اسم عبري معناه "بيت المخاضة" وهو اسم مدينة كانت مبنية على الشاطئ الشرقي من نهر الأردن حيث يظن أنه موضع المخاضة التي عبر فيها العبرانيون النهر أيام يشوع. وفي بيت عبرة هذا كان يعمد يوحنا المعمدان (يو 1: 28) وقد ورد اسمها في بعض المخطوطات القديمة باسم بيت، عنيا أما موضع المخاضة المشار إليها آنفًا مخاضة الحجلة. بيت عبرة مكان أو بلدة تكونت حول بحيرة مائها قادم من قناة صغيرة متصلة بنهر الأردن وطول القناة حوالى 500 م عن نهر الأردن وهذا المكان إعتمده لافاتيكان بأنه المكان الذى تعمد فبه المسيح من يوحنا المعمدان - وبيت عبرا بالقرب من مكان على النهر يسمى المخاضة ويسمى اليوم قصر اليهود أو كسر اليهود وهو المكان الذى إنكسر فيه النهر اى توقف جريانه وعبر أسباط / قبائل بنى أسرائيل نهر الأردن من ضفة النهر الشرقية للضفة الغربية
فِي بَيْتِ عَبْرَة الشهادة التي أداها يوحنا هنالك لا ريب في أنه أداها مراراً كثيرة قبل أن عمّد المسيح كما في (لوقا ٣: ١٦) وبعد ذلك كما هنا.
ترجمة الكتاب المقدس طبعة Version James King فيه الاسم "بيت عبرة" (هذه البلدة عبر أريحا، عبر نهر الأردن (الجانب الشرقي من نهر الأردن ). (المخطوطة 2 C ،א 2 ). وكانت بناء على اعتمادالمترجمين في KJV على سوء الفهم اللي كان عند Origen) والمجاز من اسم المكان) بما يتعلق بموقع المدينة. القراءة الصحيحة هي بيت عنيا P و ، Bodmen المخطوطات (66 ) مش اللي في جنوب شرق أورشليم (يوحنا ١١ :١٨)


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى أن الشهادة التى أقر بها المعمدان لم تكن فى الخفاء بل على جموع من الناس بجانب الأردن قريبا من أورشليم ، وبيت عبرة معناه محل العبور وبهذا المحل عبر بنو إسرائيل عند مجيئهم إلى أرض كنعان وإختار يوحنا المعمدان هذا المكان للتعمبد لكثرة المياة فيه ولأنه مكان يجتمع فيه  الناس ليتذكروا عبور أسلافهم منه لإحياء ذكرى عبور بنى إسرائيل إلى أرض الميعاد  
تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 29)  29 وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال:«هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 1) "   وَفِي ٱلْغَدِ َ " فِي ٱلْغَدِ أي غد اليوم أى صباح اليوم التالى الذي أدى شهادته فيه قدام لجنة اليهود التي أُرسلت من مجلس السنهدرين فى أورشليم.
2) " نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ،"  ذهب يسوع إلى يوحنا الذى هو إبن زكريا كاهن فى الهيكل فى العهد القديم وأعطى يوحنا فرصة ليشهد له. ولعل يوحنا كان في تلك المدة يتأمل في نبوات العهد القديم المتعلقة بالمسيح من جهة كونه عرضة للمصائب وحمل آثام البشر ولا سيما النبوة المذكورة في ص ٥٣ من إشعياء حتى استعد أن يؤدي الشهادة للمسيح على الوجه الذي أداها عليه.
4) " فَقَال "  الأرجح أنه قال ذلك على مسامع الجمع الذي اجتمع إليه ولا نعرف ما إذا كان اللجنة المبعوثة من السنهدرين شاهدت هذا الحدث أم أنهم غادروا المكان ورجعوا أمس .
5) " هُوَذَا حَمَلُ ٱللّٰهِ " تعبير  "حمل الله" وقد إستعملة يوحنا مرات قليلة (يو 1: 29 و 36) والذى يرمز إلى حمل الفصح (خروج ١٢: ٣ ) كلما كل جماعة اسرائيل قائلين في العاشر من هذا الشهر ياخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الاباء شاة للبيت" والتحيرير من العبودية والخروج من أرض مصر (خر 12)  ولم يستعمله بولس الرسول فى رسائله كما إستعمل يوحنا العبارة اليونانية التى تعنى " الخروف الصغير " فى ( يو 21: 15 ) وأستعمله 28 مرة فى سفر الرؤيا  وفى هذا السفر أيضا أتت عبارة الحمل الديان والمذبوخ فى الوقت ذاته (رؤ 5: 5- 6 و 12- 13) وكلمة "حمل " أستخدمت فى الفترة ما بين العهدين  بمعنى المحارب المنتصر
عندما قيل هذا الجزء من الآية لم يكن الفصح اليهودى ببعيد (لو 2: 11) لذلك فهى تشير الى الخروف الذى أمسك بقرونة  والذى قدمه الله ليذبح بدلا من إسحق عندما إختبر إيمان إبراهيم  و الذى يطلق عليه تعبير الذبيح العظيم (تك 22 : 8) وتشير أيضا إلى حمل الفصح الذى يرمز إلى الحرية والخلاص من عبودية المصريين (خر 12) ويشير أيضا إلى ذلك العبد المتألم الذى ورد فى (إش : 53 : 7)  أو قد تشير إلى الذبيحة التى كانت تذبح يوميا فى الهيكل والتى تعرف بــ " المحرقة الدائمة " (خر 29: 38- 46)

هُوَذَا حَمَلُ ٱللّٰهِ تشير تسمية المسيح حملاً إلى كونه ذبيحة الخطية (إشعياء ٥٣: ٧ ).ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه.  (أعمال ٨: ٣٢ 32 ) واما فصل الكتاب الذي كان يقراه فكان هذا:«مثل شاة سيق الى الذبح، ومثل خروف صامت امام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه. و(١بطرس ١: ١٩ ) 19 بل بدم كريم، كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح، 20 معروفا سابقا قبل تاسيس العالم، ولكن قد اظهر في الازمنة الاخيرة من اجلكم، ( رؤيا ٥: ٦ الخ ) 6 ورايت فاذا في وسط العرش والحيوانات الاربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كانه مذبوح،"  وأنه المرموز إليه بكل الذبائح التي قُدمت في العهد القديم كفارة عن الإثم. فإن الحملان أكثر ما تُقدم لذلك (لاويين ٥: ٦) والمسيح هو الحمل الحق المشار إليه بخروف الفصح ( ١كورنثوس ٥: ٧) وهو تمم نبوءة إشعياء المذكورة في ص ٥٣ ولا سيما الآية السابقة من ذلك الأصحاح وهي قوله «كشاة تساق إلى الذبح» (انظر أيضاً رومية ٥: ٦ و١٣: ٨) ولاق بالمسيح أن يكون ذبيحة لأنه كان «حَمَلاً بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ» (١بطرس ١: ١٩).
وهو «حمل الله» بسبب  أ - تعيين الله إياه منذ الأزل ذبيحة إثمٍ. ب - وعد الله بأنه يكون كذلك في النبوءات والرموز التي هو عيّنها. جـ - إرسال الله إياه من السماء إلى العالم ليكون ذبيحة فاستحق أن يسمى حمل الله تمييزاً له عن سائر الحملان التي هي حملان الناس (رومية ٣: ٢٥ و٨: ٣٢). د - قبول الله إياه ذبيحة إثم بدل عالم الأثمة. 
6) " ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَم " ِ" الذى يرفع خطية العالم " ..  المفهوم الخاص والمحدود لــ "كبش المحرقة " الذى يرفع الخطية بذبحه أصبح فى صلب يسوع على خشبة عاما لكل الناس ي يصنع كفارة تامة عن الخطية (١يوحنا ٢: ١٢ وعبرانيين ٩: ٢٦). ولأنه كلمة الرب فهو ذبيحة لا نهائية غير محدودة لتسع البشرية كلها لمن مات على رجاء القيامة قبل صلبه وموته وقيامته ومن يعيش مؤمنا به ومنتظرا خلاص الرب وفاءا لخطاياه لينال غفرانا عندما يحتاجه (سفر اللاويين 8: 18) " ثُمَّ قَدَّمَ كَبْشَ الْمُحْرَقَةِ، فَوَضَعَ هَارُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِ الْكَبْشِ. "  يسوع المسيح هو الحمل حامل خطية العالم
 أولاً  حمل الخطية الجدية الأصلية المولود بها الإنسان وورثها عن آدم وحواء  وحمل الخطية الفعلية التى يفعلها الإنسان فى حياته  بعد توبته  (إشعياء ٥٣: ١١) من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها.   (١كورنثوس ١٥: ٣ ) فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا: ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب،  (غلاطية ١: ٤ ) الذي بذل نفسه لاجل خطايانا، لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب ارادة الله وابينا،
ثانياً: جرم الخطية وقصاصها. ( 1 بط ٣: ١٨) فان المسيح ايضا تالم مرة واحدة من اجل الخطايا، البار من اجل الاثمة، لكي يقربنا الى الله، مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح، (١يوحنا ٢: ٢ ) وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم ايضا.  (1 يو ٣: ٥ ) وتعلمون ان ذاك اظهر لكي يرفع خطايانا، وليس فيه خطية.
ثالثاً: دنس الخطية وسلطتها عليهم. وقد رفعها عن غيره بوضعه إياها على نفسه وفق نبوءة إشعياء وهي قوله «جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ ... وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا» (إشعياء ٥٣: ١٠ و١١) وقول الرسول «ٱلَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ» (١بطرس ٢: ٢٤). وهو يرفع خطايا العالم أيضاً بشفاعته على يمين الآب في الخطأة المؤمنين به. (عبرانيين ١: ٣)  الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الاعالي، (عب ٢: ١٧ 17 من ثم كان ينبغي ان يشبه اخوته في كل شيء، لكي يكون رحيما، ورئيس كهنة امينا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب. 
ٱلْعَالَمِ أي كل البشر لا اليهود فقط كما زعموا أن يفعل المسيح المنتظر. ومعنى «حمل المسيح خطية» العالم تقديمه ذبيحة تجعل خلاص كل البشر ممكناً. والفداء الذي قام به كاف للجميع وما افتقر إليه الكل. وقدم ذلك الفداء مجاناً لكل إنسان بدليل قول الرسول «إِنَّ ٱللّٰهَ كَانَ فِي ٱلْمَسِيحِ مُصَالِحاً ٱلْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ» (٢كورنثوس ٥: ١٩) وقول الآخر «وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ ٱلْعَالَمِ أَيْضاً» (١يوحنا ٢: ٢) ومع هذا كله لم يقبله العالم كله فالذين استفادوا بذلك (من الراشدين) إنما هم المؤمنون به.
(عب ٩: ٢٨ هكذا المسيح ايضا، بعدما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه. و١بطرس ٢: ٢٤  الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم.(1 يو ٤: ١٠  في هذا هي المحبة: ليس اننا نحن احببنا الله، بل انه هو احبنا، وارسل ابنه كفارة لخطايانا. ورؤيا ١: ٥ ومن يسوع المسيح الشاهد الامين، البكر من الاموات، ورئيس ملوك الارض: الذي احبنا، وقد غسلنا من خطايانا بدمه، 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"فى الغد" أى غد اليوم الذى أدى فيه الشهادة قدام الوفد (كهنة ولاويين) المرسل من أورشليم كما عرفنا " نظر يوحنا يسوع مقبلا إليه " إن الرب يسوع بعد ما إعتمد ذهب إلى البرية لكى يجرب من إبليس فصام أربعين يوما وأربعين ليلة ،والوقت المذكور هنا هو الزمن الذى رجع فيه يسوع من البرية أو بعده بقليل ، وكان مجئ يسوع وقتئذ القصد يعطى يوحنا المعمدان فرصة ليشهد له "فقال" المعمدان على مسمع من الجماهير المحتشدة لسماع وعظه وللإعتماد منه " هوذا حمل الله" وتشير تسمية المسيح حملا إلى كونه ذبيحة الخطية وأنه المرموز إليه بكل الذبائح التى قدمت فى العهد القديم كفارة عن الإصم فإن الحملان كانت تقدم لذلك (لا 5: 6) والمسيح هو الحمل الحقيقى المشار إليه بخروف الفصح (1كو 5: 7) وهو تمم نبوة أشعيا المذكورة فى (ص 53) كشاه تساق إلى الذبح .. وهو الحمل الذى بلا عيب (1بط 1: 19) وسمى "حمل الله" لأنه تعين من الله منذ الأزل بذبح فداء عن الناس ، ولأنه قدم نفسه ذبيحة عن خطايا العالم ولأن الله وعد بأن يكون كذلك فى النبوات والرموز التى هو عينها وسمى أيضا حمل الله تميزا عن سائر الحملان التى هى حملان الناس وقوله " الذى يرفع خطية العالم" يفيد أنه مات عن جميع البشر لا عن اليهود فقط .
تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 30)   30 هذا هو الذي قلت عنه: ياتي بعدي، رجل صار قدامي، لانه كان قبلي.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي "  أشار يوحنا المعمدان بهذا إلى شهادة أدّاها قبلاً (يو 1: 15 و 27)  وكان قد أشار إلي  المسيح على أنه الآتي وهنا عينه حسياً وهو في حضوره قائلاً «هذا هو».
 لأنه كان قبلى " .. هذا الجزء من ألاية الذى قاله يوحنا هو تكرار لما قاله فى (يو 1: 15 )  وهو تأكيد لأزلية يسوع المسيا وألوهيته ( يو 1: 1 و 15 & 8: 58 & 16 : 28 & 5: 17 و 24 ) ( 2كو 8: 9 ) (فى 1: 17) (عب 1: 3)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فى هذه الاية أشار المعمدان إلى الشهادة التى أداها قبلا فى (يو 1: 15) وكان قد اشار إليه أنه الآتى وهنا عينه حسيا وهو فى حضرته بقوله "هذا هــــو" وإسم الإشارة هو  تشير إلى الوهية الرب يسوع "أنا هو"

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 31)  31 وانا لم اكن اعرفه. لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت اعمد بالماء».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ" قصد يوحنا بهذه الكلمات أن يبيّن لليهود أن شهادته بأن يسوع هو المسيح مبنية على إعلان إلهى أى وحى لا على معرفته الشخصية به.(ملاخي ٣: ١) هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي وياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود." وكان يوحنا قد أختطف وعاش فى البرية بعيدا عن الناس وكان طعامه جرادا وعسلا فلم يسمع عنن المسيح شيئا حتى بدأ فى تعميد اليهود بمعمودية التوبة   (متّى ٣: ٦ ) واعتمدوا منه في الاردن معترفين بخطاياهم." ولا نعرف ما إذا كان سمع خبر ولادة المسيح غير المعتادة فلم يكن المسيح بدأ خدمته بعد ولكنه كنبى قال بروح النبوة يوم أتاه ليعتمد منه «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ»» (متّى ٣: ١٤). وقوله «لم أكن أعرفه» لم يقصد أن يجهله كل الجهل إنما قصد أنه لم يعرفه معرفة شخصية بل قصد التمهيد بإعلان كيف عرفة عن طريق المعرفة التامة المعلنة له من الرب اوبهذه المعرفة بالوحى أعلن شهادته الصريحة العامة وأنه لم يكن له سلطان على التصريح قبل نزول العلامة الموعود هو بها من السماء. ونستنتج مما قيل هنا مع القرابة بين أم يسوع وأم يوحنا (لوقا ١: ٣٦) أن الرب قضى بأن لا يجتمع يوحنا بيسوع قبل معموديته إذ سكن أحدهما في الناصرة والآخر في البرية قرب حبرون (لوقا ١: ٨٠) وغاية الرب من ذلك هو سبب قد يجعل الناس يفكرون أن هناك مؤامرة أو تمثيلية محبوكة بين يسوع ويوحنا.

2) " لٰكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذٰلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِٱلْمَاءِ" " لكن ليظهر لإسرائيل " .. هذا الجزء من ألاية مألوف وكرره يوحنا  (يو 2: 11 & 3: 21 & 7: 4 & 9: 3 & 17: 6 & 21: 14 ) ولكنها نادرة فى الأناجيل الآزائبة (متى ومرقس ولوقا) لأنها وردت مرة واحدة فى مرقس (مر 4: 22)  - وإرتبطت كلمة "يظهر بالكلمة العبرية "يعرف " وتعمى كلمة يظهر وجود ظهر فى وجود آخر "  "الزهور ظهرت في الأرض، بلغ أوان القضب، وصوت اليمامة سمع في أرضنا" (نش 2: 12).وكانت معمودية يوحنا بالماء هامة لتحضير الشعب لمعمودية الماء والروح وليتقدم أمام المسيح بروح إيليا
لٰكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ الخ أي ليعلن أن يسوع هو المسيح فلم ينكر يوحنا أنه أتى ليبشر بالتوبة ويعمد بالماء إشارة إلى التطهير الجسدى(لوقا ١: ١٧ و٧٨ ) 17 ويتقدم امامه بروح ايليا وقوته ليرد قلوب الاباء الى الابناء والعصاة الى فكر الابرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا». 76 وانت ايها الصبي نبي العلي تدعى لانك تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه."  ليبدأ المسيح معموديته بالتطهير الروحى وأنه يهيء بما أتاه الطريق للمسيح فوضع أساس المعمودية بالماء والمسيح أكمله بالماء والروح القدس إنما صرح بأن تقديم هذه الشهادة أمر جوهري في إعلان رسالته.(لو ٣: ٣ و٤ ) 3 فجاء الى جميع الكورة المحيطة بالاردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا 4 كما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي: «صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. "

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وأنا لم أكن أعرفه أى لا تظنوا أيها اليهود أن شهادتى بأن يسوع هو المسيح صادرة عن صداقة أو قرابة (المعمدان قريب ليسوع ولكنه أختطفه ملاك وظل فى البرية لحين ظهوره فى إسرائيل)  فأقول لكم أنى لم أكن أعرفه   ولا رأيته ولا خاطبته قبل أن يأتى ويعتمد  وحالما رأيته عرفته بإلهام من الله " ولكن ليظهر لإسرائيل لذلك جئت أعمد بالماء؟ أى أن الله عرفنى بوحى منه أن أعرف المسيح لكى أظهره لبنى إسرائيل الذى وعدهم الله به ليخلصهم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 32)  32 وشهد يوحنا قائلا:«اني قد رايت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه.
 
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَشَهِدَ يُوحَنَّا:" راى يوجنا رؤية عجيبة السماء تنفتح وصوت من السماء والروح نازل على هيئة حمامة وهذه شهادة يوحنا النبوية بالوحى عن رؤيته الروح نازلا ومستقرا على يسوع  وأما يسوع فقد إهتم فقد  بشهادة السماء بالرغم من شهادة يوحنا المعمدان له (يو 5: 32- 33)  32 الذي يشهد لي هو اخر، وانا اعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حق. 33 انتم ارسلتم الى يوحنا فشهد للحق. 34 وانا لا اقبل شهادة من انسان، ولكني اقول هذا لتخلصوا انتم. 

وقد سجلت الأناجيل الأربعة جميعها ما رؤية يوحنا المعمدان وشهادته كما يلى ( متّى ٣: ١٦) 16 فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء واذا السماوات قد انفتحت له فراى روح الله نازلا مثل حمامة واتيا عليه 17 وصوت من السماوات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت». (مرقس ١: ١٠ ) 10 وللوقت وهو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه. 11 وكان صوت من السماوات: «انت ابني الحبيب الذي به سررت!». (لوقا ٣: ٢٢ ) 22 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت من السماء قائلا: «انت ابني الحبيب بك سررت!». ا(راجع متّى ٣: ١٦ ومرقس ١: ١٠ و١١.)
2)  " إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ٱلرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱسْتَقَرَّ عَلَيْهِ"
فَٱسْتَقَرَّ عَلَيْهِ أي بقي عليه ولم يذكر هل غادره أم بقى عليه  مدة أم حل عليه ولكن عموما هو إشارة إلى أن الروح مكث فيه.
" الروح نازلا مثل حمامة من السماء " .. يوضح أشعياء فى الإصحاحات (أش من 40 - 66)  كل ما هو متعلق بمجئ يسوع المسيح  وحدد الرب أن هذا العبد وضع روحه عليه  وهو الذى كان نازلا عليه فى شبه حمامة  (اش 42: 1) " هوذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سرت به نفسي.وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم." وهذه الروح كانت عهدا جديدا مع البشرية ( أش 59 : 21) " 21 اما انا فهذا عهدي معهم قال الرب.روحي الذي عليك وكلامي الذي وضعته في فمك لا يزول من فمك ولا من فم نسلك ولا من فم نسل نسلك قال الرب من الان والى الابد" وهذا هو عمل الروح (أش 61: 1) " 1 روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق." ولا يعنى ما قاله يوحنا أن الروح القدس لم تكن فى المسيح لأن الروح فى يسوع المسيح منذ بشارة الملاك إلى العذراء مريم  (لو 1: 35 ) " فاجاب الملاك: «الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله "  ولكن كان الروح علامة ليوحنا المعمدان ليشهد ليسوع أمام العالم وكان اليهود يعتقدون بدهرين الدهر الحاضر الشرير ودهر البر الآتى وكانوا يسمونه بدهر الروح وقد أكدت الرؤيا التى رآها يوحنا المعمدان وشهد بظهور الروح على شكل حمامة أن المسيح هو المسيا الموعود به هو الذى يقود البشرية من دهر حاضر شرير إلى دهر نقى طاهر بالروح القدس
 " حمامة " .. ١ . كرمز رابّي لإسرائيل (يعني، هو ٧ :١١)
٢ .كتلميح إلى الروح القدس كحمامة أنثى "ترفرف" على الخليقة في (تك ١ :٢) في الترجوم
٣ .عند فيلو رمز للحكمة
٤ .كانت استعارة للطريقة اللي نزل بيها الروح القدس (الروح القدس مش طير بل على شكل أو هيئة نورانية على شكل حمامة وأحيانا نار منقسمة وهى التى حلت على الرسل فى يوم الخمسين وقد يكون إنقسام النار يعطى إنطباعا شكل حمامة )

3) " أستقر" راجع موضوع "السكنى" في كتابات يوحنا على ١ يوحنا ٢ :١٠

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وقوله : " فإستقر عليه"  يفيد أنه يخص المسيح أن يحصل على نعمة الروخ القدس كلها حصولا مستمرا لا فى وقت دون آخر ، أما الباقون فتحل فيهم المواهب الضرورية لتقديسهم كما قال القديس إيرنيموس

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 33) 33 وانا لم اكن اعرفه، لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء، ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لٰكِنَّ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي " كان ظهور يوحنا المعمدان (لوقا ٣: ٢، ) .2 في ايام رئيس الكهنة حنان وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية

هذه ألآية تكرار لما قيل في آخر ألاية (يو 1: 31) وكُرر للتأكيد والأيضاح. ويوحنا لم يستنتج من نفسه أن حلول الروح القدس على يسوع علامة كونه المسيح لأن تلك العلامة وتعيين المراد بها كليهما من الرب إذ أوحى إليه أن يعطيه علامة بها يعرف المسيح ويكون له سلطان إلهي على أن يشهد له.

 " وأنا لم أكن أعرفه " ..  بالرغم من يوحنا المعمدان كان قريبا ليسوع إلا أن يوحنا إختطف من صغره وعاش فى البرية طول حياته ولم يلتقى بيسوع إلل فى بيت عبره عبر الأردن فلم يرى يسوع من قبل ولم يعرف أنه المسيا إلا من الوحى النبوى الذى أرشده أن من يعمده ويرى الروح نازلا عليه هو الذى سيعمد الناس بالماء والروح القدس
" فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس " .. يبدوا من (1 كو 12: 13) " 13 لاننا جميعنا بروح واحد ايضا اعتمدنا الى جسد واحد يهودا كنا ام يونانيين عبيدا ام احرارا وجميعنا سقينا روحا واحدا. "  أن المسيحية ألغت التفرقة بين أمة وأخرى وبين المناصب الإجتماعية العليا والدنيا وبين الغنى والفقير وأصبح المسيحيين جسدا واحدا يفرح بفرح جزء فيه ويحزن ويتألم بألم جزء فيه هذا الجسد ينتمى للمسيح يسوع الذى يفرح فى السماء بفرح الجسد المسيحى ويساعد الجسد المتألم  (يو 16: 8- 13)

2) " لأُعَمِّدَ بِٱلْمَاءِ،"  (أعمال ١: ٥ ) لان يوحنا عمد بالماء، واما انتم فستتعمدون بالروح القدس، ليس بعد هذه الايام بكثير».  " ( متّى ٣: ١١ ) انا اعمدكم بماء للتوبة ولكن الذي ياتي بعدي هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احمل حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.
ويُستفاد من هذه الآية : 1- أن الرب أمر يوحنا أن يعمد. 2- أنه وعده بأن يعرّفه بالمسيح.3- أن يعيّنه له بالعلامة. 4- أنه أمره بالشهادة للمسيح.
3) "  ذَاكَ قَالَ لِي: ٱلَّذِي تَرَى ٱلرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهٰذَا هُوَ ٱلَّذِي يُعَمِّدُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ"  أى الرب قال أى أوحى
يُعَمِّدُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ هذا عمل يسوع الخاص وهو مميز عن معمودية يوحنا التي هي معمودية الماء المشيرة إلى معمودية الروح القدس ويذكر أن يوحنا المعمدان ذكر مصطلح القدس بخصائصة وقد اشير غلى الروح القدس بأنه روح السيد الرب فى العهد القديم (إشعياء ٦١: ١ ) روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق. " ( لوقا ٤: ١٨).«روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية "  وظهر عمل الروح القدس واشحا فى العد الجديد (أع٢: ٤ ) وامتلا الجميع من الروح القدس، وابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا. ( أع ١٠: ٤٤ )  فبينما بطرس يتكلم بهذه الامور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة ( أع ١٩: ٦ ) 6 ولما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم، فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنباون. " وبهذه المعمودية يهب المسيح حياة روحية لنفس الإنسان المؤمن به. 
 " الذى أرسلنى لأعمد قال لى " ..  هذه كانت كلمات الوحى الإلهى ليوحنا  المعمدان كما فعل يهوه مع أنبياء العهد القديم وقد إستطاع يوحنا أن يعلن للعالم كله عن ظهور المسيا المنتظر من علامة حددها الوحى له والتى حدثت وقت معمودية يسوع ، وكانت معمودية يوحنا لها سلطان دينى معروف عند السلطة الدينية اليهودية والتى بمقتضى معرفتهم لها أرسلوا بعثه له من أورشليم (يو 1: 19- 28 )  وقد جول يوحنا سلطته إلى يسوع المسيح متنبئا بالمعمودية بالروح وأكد أن معمودية يسوع أرفع شأنا من معموديتة والتى كان اليهود فى ذلك الوقت يعتبرونها هامة جدا وبمعمودية يسوع بالماء والروح دخلت البشرية دهرا ونالت المواعيد فى هذا العهد الجديد

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كيف يقول المعمدان " وأنا لم اكن أعرفه" وهو القائل للمسيح عندما جاء ليعتمد منه " أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتى إلى" (مت 3: 14)
والجواب أنه لم يكن يعرفه غى الوقت الذى كان فيه فى البرية ولكن عندما جاء إلأى الأردن ليهمد وجاء الرب يسوع ليعتمد منه عرفه بإلهام الله ونستقيد من قوله : " لكن الذى أرسلنى لأعمد بالماء ذلك قال لى الذى ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذى سيعمد بالروح القدس" إن الله أمر يوحنا أن يعمد وأنه أيضا وعد يحنا بأن يعرفه المسيح وأن يعينه له بعلامة وأنه تعالى أمره بالشهادة للمسيح ، ونتعلم من قوله أنه " يعمد بالروح القدس" أنه له المجد بهذه المعمودية يهب المؤمنين به حياة روحية لتجديدة ، ويسأل سائل ويقول كبف مع حلول الروح القدس على المسيح ورؤية اليهود ذلك وشهادة يوحنا المعمدان لم يؤمنوا به .. والجواب : أن اليهود لم يشاهدوا فقط حلول الروح القدس نازلا ومستقرا مثل حمامة على المسيح بل رأوا معجزاته الفائقة وإقامة الموتى ولم يؤمنوا به وذلك من فرط الحسد الذى طمس عيون قلوبهم .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 34) 34 وانا قد رايت وشهدت ان هذا هو ابن الله».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "وأنا قد رأيت وشهدت " .. الفعلان "رأيت وشهدت " بصيغة الزمن التام الذى يجئ بصورة الزمن الماضى الذى تم وما زال مستمرا راجع ( 1يو 1: 1- 4)
1 الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رايناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته ايدينا، من جهة كلمة الحياة. 2 فان الحياة اظهرت، وقد راينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا. 3 الذي رايناه وسمعناه نخبركم به، لكي يكون لكم ايضا شركة معنا. واما شركتنا نحن فهي مع الاب ومع ابنه يسوع المسيح. 4 ونكتب اليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا. "
 2) " أن هذا هو إبن الله " ..  إستعمل  يوحنا عبارة "إبن الله " فى (يو 1: 34) وإستعمل نثنائيل هذه العبارة نفسها فى (يو 1: 49) كما إستعملها الشيطان (مت 4: 3) والجدير بالذكر أن مخطوطة يونانية  MSS P5 ٓ إستبدلت عبارة " إبن الله"  بـ عبارة "المختار من الله " فى (يو 1: 34)   بالرغم  من عبارة إبن الله تكررت فى إنجيل يوحنا ولم يتم تغييرها فى باقى المواقع فمن الممكن إعتبار أن قول يوحنا المعمدان  لا يقترب من مفهوم اللاهوت المسيحى ولكنه تكلم عن المسيانية الواردة فى أسفار العهد القديم مثل (مز 2: 7) (أش 42: 1)  على أساس أن يسوع هو المختار ليكون حمل الله (يو 1: 29) " 29 وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال:«هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!  "

يمكن الشخص يتساءل إذا كانت الكلمة اليونانية paīs ، واللي بتترجم عادة ب "خادم"، بتعكس الكلمة العبرية ( ebed ،' 2 BDB (في السبعينية، وانها تكون خلفية "الابن". إن كان الأمر كذلك، تبقى الآية أش ٥٣) كما "حمل" الله في يوحنا يوحنا ١ :٢٩ (تلميح الابن والعبد. هيحول المؤمنين إلى "أبناء"، مش إلى "عبيد". في العهد القديم بدلاً من دا ٧ :١٣ .يسوع هو بآن معاً اللقب ده نفسه بيستخدمه نثنائيل في يوحنا ١ :٤٩ .بيستخدمه إبليس أيضا في مت ٤ :٣ .هناك تغاير مخطوطات يونانية لافت الانتباه نلاقيه في و *א، اللي بتحوي عبارة "مختار الله" بدلاً من "ابن الله" ( UBS 5 المخطوطة P 4 يعطي "ابن الله" نسبة احتمال متوسطة). عبارة "ابن الله" شائعة في يوحنا.  :

"في يوحنا ١ :٣٤ ،يوحنا المعمدان، قال "هذا هو ابن الله" (KJV ،RSV ) أو قال "هذا هو مختار الله" (NEB ،JB)؟ الدليل المخطوطاتي منقسم، حتى وسط الرموز النصية المبكرة. ، P 66" الابن" موجودة في الشهادات الاسكندرية الرئيسية ( P 75 L cop ،C ،B ، )، وكمان في عدة مخطوطات لاتينية bo 5 قديمة (aur ،c، flg ) والشهادات السريانية اللاحقة، بينما "المختار" بتفترضها المخطوطات الاسكندرية بتاعة P ، א، و cop sa ff ،e ،b ،a القديمة اللاتينية المخطوطات وكمان ، 2 ، والنص السرياني القديم. "السؤال لازم يتحسم في النهاية على الأسس الداخلية. بحسب الأرجحية المخطوطاتية، هناك أمر واضح: التغاير ،The Orthodox Corruption of Scriptur بعنوان اللي Bart D. Ehrmanكتاب (بالصدفة ومش، مقصود الصفحات ٦٩ -٧٠ .) ولكن هل جي كاتب أو ناسخ من القرن التاني وبدل النص عشان يأيد نوع من الخريستولوجيا التبنوية أو ان الناسخ كان عنده حس أرتودكسي بيرجح ان التسمية "المختار" كان لازم تستخدم لدعم التبنوية، وعشان كده بدلها لأسباب أرتودكسية؟ من حيث الأرجحية، الاحتمال الأخير يبدو انو محتمل أكتر، وخاصة ان "الابن" ما بتتبدلش في أي مكان آخر في الإنجيل عشان تلائم وجهات النظر التبنويين. "ولكن القرار النهائي لابد يشتمل على التأويل. بما ان اللي قاله يوحنا المعمدان كان تقريباً مقصود بشكل محدد عشان يكون مسياني ومش عبارة أو بيان مسيحي لاهوتي، السؤال هو فيما إذا كان بيعكس المسيانية اللي في مقطع زي مز ٢ :٧ أو اللي في أش ٤٢ :١ .على ضوء الآلام، أو موضوع الحمل الفصحي اللي في يوحنا ١ :٢٩ ،بالتأكيد هو أمر قابل للجدال ان "المختار" تلائم سياق الإنجيل" (الصفحات ٤٣١ -٤٣٢ .)
هذا تأكيد وتسجيل رسمى لشهادة شاهد شاف بعينية فكأنه قال رأيت جلياً وأيقنت كل الإيقان ومنذ ذلك شهدت علانية أن يسوع هو المسيح الكلمة المتجسد بل شهد بلاهوته وأنه إبن العلى ومما حققه أن لا أحد يُعمد بالروح القدس ويهب للناس المواهب الروحية ما لم يكن هو الرب الإله . وعلم أنه ابن الآب أيضاً بسمعه شهادة الآب له (متّى ٣: ١٧).وصوت من السماوات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت».

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه قال قد رأيت جليا وأيقنت كل الإيقان أن يسوع هو الكلمة المتجسد وتحققت ذلك من أنه لا أحد يعمد بالروح القدس ويهب الناس المواهب الروحية ما لم يكن هو الله 

تفسير انجيل يوحنا الاصحاح 1

4. شهادة تلاميذه الأولين له (يوحنا 1: 35-51) دعوة فيلبس ونثنائيل

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 35) 35 وفي الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه،

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَفِي ٱلْغَدِ أَيْضاً " وَفِي ٱلْغَدِ أَيْضاً أي في غد اليوم الذي فيه أدى شهادته للجمع وهو اليوم الثالث من تأدية شهادته لتلك
اللجنة..كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفاً الأرجح أنه وقف في ساحة بيت عبرة حيث اعتاد أن يقف ويبشّر.هذه شهادة ثالثة خاصة أدّاها يوحنا. الأولى للجنة الفريسية والثانية للجمع الذي حضر وعظه والثالثة وهي المذكورة هنا لبعض تلاميذه.
2) "كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفاً هُوَ وَٱثْنَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ" " إثنان من تلاميذه " .. غير معروف مدى العلاقة بين يسوع وتلاميذه قبل دعوته لهم ويحدثنا إنجيل مرقس عن دعوة يسوع الفجائية للتلاميذ وإستجابتهم الفورية له  (مر 1: 16- 20) " وفيما هو يمشي عند بحر الجليل ابصر سمعان واندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر فانهما كانا صيادين " وحدث هذا مع لاوى "متى" وكان فى مكان الجباية فترك المكان وذهب وراء يسوع وغيرة  - وتذكر المصادر الربية  المراحل المتعددة لتدريب التلميذ للرباى فى زمن يسوع المسيح ، ولكن لم تذكر البشائر إتباع يسوع هذه المراحل وَٱثْنَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ لنا أن نظن أنه كان له تلاميذ كثيرين.  بالنسبة للتلميذان المشار إليهما وهما أندراوس (يو 1: 40) ويوحنا (الذى لا يشير إلى إسمه فى البشارة)(ص ١٣: ٣٣ و١٨: ١٥ و١٩: ٢٦ و٢٠: ٣ و٢١: ٢٠)
" تلميذ" .. معنى تلميذ في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي ، تِلميذ: ( اسم )  الجمع : تلامِذة و تلاميذُ  ، طالب العلم أو صبيّ يتعلَّم صنعة أو حرفة التَّلْمِيذُ : خادم الأُستاذ من أَهل العلم أَو الفن أَو الحرفة  (وكان التلميذ فى الأزمنة القديمة يخدم معلمة ونصت الشريعة اليهودية على التلميذ يخدم معلمه فى أمور عديدة ما عدا أن يحل سيور حذاء معلمه )  أسس يسوع نظام التلمذة وكان يطلق عليه رباى أى معلم وإستمرت التلمذة قائمة بعد موته على الصليب وقيامته بإعتباره المسيا الموعد به وأطلق إسم تلميذ على المؤمنين الآوائل نظرا لإمتداد التلمذة فى القرون الأولى المسيحية  ومن الملاحظ أن العهد الجديد تأسس على التلمذة وهى إستمرارية التعليم والتعلم وليس لقرار إيمانى واحد وإنتهى الأمر (راجع متى 13 وكيف كان يسوع يعلم تلاميذه بأمثال ) فالإيمان بالمسيح هو مبنى على التوبة وقبول حياة جديدة هذه الحياة تنموا بالتلمذة المبنية على الطاعة والمثابرة ، ليست المسيحة مجرد صك يذهب الإنسان بموجبة إلى السماء ولكنها روح وح
ياة

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس 112
ذكر الإنجيلى ثلاث شهادات أداها يوحنا فى ثلاثة أيام متتابعة .. الأولى أمام الوفد الفريسى المرسل من أورشليم  .. والثانية فى حضور المسيح ومعلنه أمام الجمع .. والثالثة هذه فقوله " وفى الغد أيضا" أى غد اليوم الذى أدى فيه الشهادة الثانية ، غفوله " كان واقفا" الأرجح أنه كان واقفا فى بيت عبرة حيث إعتاد أن يقف ويبشر وكان أحد "الأثنين من تلاميذه" هو إندراوس كما فهمنا من (يو 1: 40) ولا ريب أن الآخر هو يوحنا كاتب هذه البشارة ولم جريا على عادته فإنه لتواضعه لا بذكر أسمه فى البشارة 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 36) 36 فنظر الى يسوع ماشيا، فقال:«هوذا حمل الله!».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ " تفرس فيه أى حدق فيه قصد لفت ألأنظار إليه  كما لو أشار إليه بغية أن يوجه نظر التلميذين إليه.
2) " مَاشِياً " أي ماراً بين بقية الناس غير معروف .
3) " فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ ٱللّٰهِ»"  اقتصر على هذه النظرة وهذا القول دون تفسيره لأنه فسره قبل ذلك بيوم. وقد أعاده لينبه التلميذين إلى يسوع  ولم يكن هذا الكلام مجرد شهادة للمسيح بل دعوة للتلميذين إلى اتباعه أيضاً. والأرجح أن هذين التلميذين سمعا ذلك القول في اليوم الأول وأثر فيهما وسمعهما إياه ثانية حملهما على أن يتبعا المسيح.
ترك المعمدان بعض تلاميذه  وتبعا يسوع ع ٣٧ إلى ٥١ وكان هذا بمساعدة يوحنا كما سبق وما فعله يوحنا أنه عرف تماما رسالته وأنه وجوده فى أن يمهد الطريق ليسوع وعملا بقوله الذى قاله لا حقا  : "  ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص." (يو 3: 30)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن هذا القول ليس مجرد شهادة لبسوع بل هو أيضا دعوة للتلميذين أن يتبعا يسوع فكأنه يقول لماذا تتبعانى وأنا لست المسيح هوذا حمل الله فإتبعاه .. وقد تم ذلك فإن التلميذين فهما كلام يوحنا المعندان ةذهبا ليتبعا يسوع كما سنرى

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 37)  37 فسمعه التلميذان يتكلم، فتبعا يسوع.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 
1) «فَسَمِعَهُ ٱلتِّلْمِيذَانِ يَتَكَلَّمُ، »." فسمعة التلميذان " .. لقد وجه يوحنا المعمدان نظر تلاميذه إلى المسيح (يو 3: 30) فهو الذى قال عن المسيح أنه ينبغى أن هذا يزيد وأنا أنقص

2) " فَتَبِعَا يَسُوعَ " فَتَبِعَا يَسُوعَ لا بمعنى أنهما تركا كل شيء وصارا له تلميذين كما فعلا بعدئذ (لوقا ٥: ١٠ و١١) ولكنهما اقتفياه.

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن إتباع التلميذين الرب يسوع هذه المرة ليس بمعنى أنهما تركا كل  شئ وصارا له تلميذين كما فعلا بعد ذلك (لو 4: 10 و 11) بل إقتفيا أثره لأنهما لم يكونا بعد قد دعيا

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 38) 38 فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان، فقال لهما:«ماذا تطلبان؟» فقالا:«ربي، الذي تفسيره: يا معلم، اين تمكث؟»
 
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 1) " فَٱلْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: مَاذَا تَطْلُبَانِ؟ " مَاذَا تَطْلُبَانِ علم يسوع أفكارهما ومقاصدهما وإنما سألهما هذا السؤال ليشجعهما ويمهّد لهما طريق المعرفة والمحادثة فالظاهر أنهما تبعاه ولم يجسرا على مخاطبته أو خجلا من التكلم معه ورغبتهم فى التلمذه له .
2) " فَقَالاَ: رَبِّي، (ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ)  "
 " ربى الذى تفسيره يا معلم " .. لقب "معلم " كان شائعا عند اليهود فى القرن الأول الميلادى وأطلق  على الذين تمكنوا من تفسير تطبيقات شريعة موسى والتقليد الشفوى (التلمود) وكلمى "ربى " و " معلم " تعنى حرفيا  "سيدى" وإستعملها يوحنا كمرادف لكلمة معلم (يو 11: 6 و 28 & 13: 13- 14 & 20 10) كان أحيانا يشرح يوحنا معانى التعبيرات اليهودية حتى يفهما القارئ الأممى إذا حدث وقرأ الإنجيل الذى كتبه بالوحى  (يو 1: 38 و 41 ز 42)
رَبِّي، (ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ) تفسير يوحنا لهذه الكلمة من الأدلة على أنه لم يكتب بشارته في اليهودية أو للعبرانيين فقط. ودعوة التلميذين يسوع «يا معلم» دليل آخر بعد إتباعهم له بل على إرادتهم أن يتتلمذا له ويتعلما منه .
3) " أَيْنَ تَمْكُثُ؟"
 " أين تمكث " .. هذه هى بداية خدمة التلاميذ لمعلمهم أى "سيدهم" وهذه هى العلاقة التى كانت بين التلميذ ومعلمه (الرباى) عند اليهود فى ذلك الوقت وهى أنه بالتقرب من يسوع وخدمتهم له وقربهم منه طوال الوقت يتعلمان منه طريقة معيشته وتبشيره وعلمه وليس لمجرد توجيه عدة أسئله بعض الوقت ، التلمذة هى علاقة تعنى زمنيا طول الوقت تمثل المدرسة الداخلية التى يعيش فيها  التلميذ متلقيا العلم طوال الوقت ، أو الجيش الذى يتعلم فيه المجند أصول العسكرية فى معسكرات التجنيد طوال الوقت 
أَيْنَ تَمْكُثُ أظهرا بهذا السؤال إرادتهما أن يتحدثوا معه على انفراد في بعض الأوقات فى المستقبل أو لأجل خدمته إذا إحتاجهما .

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن سؤال يسوع لهما بقوله " ماذا تطلبان " ليس معناه لأنه ليس عالما أفكارهما ومقاصدهما أحسن معرفة بل ليشجعهما وبمهد لهما طريق المعرفة أو المحادثة معه لأنه لو لم يسألهما لما تجاسرا على مخاطبته " غفالا ربى" وقد فسر البشير كلمة "ربى " بـ " المعلم" فدعوه التلميذين يسوع بالمعلم  دليل على إرادتهما أن يكون معلمهما وأن يكونا من تلاميذه وبقولهما "أين تمكث"  أظهرا أنهما يريدان أن يقابلاه على أنفراد لكى يخاطباه سرا للإسترشاد منه فى المور الإلهية والحياة الأبدية .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 39)  39 فقال لهما:«تعاليا وانظرا». فاتيا ونظرا اين كان يمكث، ومكثا عنده ذلك اليوم. وكان نحو الساعة العاشرة.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَقَالَ لَهُمَا: تَعَالَيَا" تَعَالَيَا وَٱنْظُرَا هذه دعوة لهما أن يأتيا إليه في الحال. أى قبلتكما للتلمذة
2) "  وَنَظَرَا أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ، وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ"
أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ كان فى المكان الذى يمكث فيه في بيت عبرة حيث كان قد مضى حوالى ثلاثة أيام منذ شهادة يوحنا المعمدان فبلا شك أن المسيح كان يمكث فى مكان ما فى بيت عبرة
3) " وَكَانَ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلْعَاشِرَةِ"  نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلْعَاشِرَةِ أي قبل المغرب بساعتين ولأن ما بقي من النهار كان غير كاف للمخاطبة شغلا بخطابه الوقت ما بين المغرب والنوم وباتا عنده.
 " وكان نحو الساعة العاشرة " .. كان فى زمن يسوع توقيتان ، الأول رومانى الذى يبدأ من (1) تقسيم الليل (الفترة بين غروب الشمس وشروقها) إلى 12 ساعة  أو (2) وتقسيم النهار (الفترة من الفجر  حتى غروب الشمس) إلى 12 ساعة .. وقد إستعمل يوحنا هذا التوقيت فى هذه الآية أى أن الساعة كانت حوالى الرابعة ظهرا .. ثانيا التوقيت اليهودى الذى يبدأ من الساعة السادسة مساء (عند مغيب الشمس ) وعند مقارنة (يو 19: 14) مع (مر 15: 25) يرجح إستعمال التوقيت الرومانى ، وأستعمل التوقيت اليهودى فى (يو 11: 9) وقد إستعمل يوحنا كليهما بإعتبارهما شائعين فى ذلك الوقت ويمكن التفرقة بينهما عند قراءة الإنجيل للقارئ فى ذلك الوقت

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112 
لم يقل المسيح للتلميذين كما قال لغيرهما أنه ليس له مكان يستد رأسه ولم يقل لهما لقد أدرككما المساء إنصرفا إلى الغد بل : " قال لهما " تعاليا وأنظرا" وبذلك دعاهما أن يتبعاه فى الحال " فأتيا ونظرا أين كان يمكث" أى فأطاعا نعمة دعوته لهما ، أما المكان الذى كان يقيم فيه فيرجح أنه كان وقتئذ بيت عبرة .. وقوله " تحو الساغة العاشرة " معناه أنه كان مضى من النهار عشر ساعات وكان باقيا على المغيب ساعتين ، وذكر الإنجيلى ذلك ليشير إلى محبة المسيح لهما غذ لم يؤجل إجابة طلبهما إلى اليوم التالى وإلى غيره ، لرغبة التلميذين الحارة لسماع تعاليمه إذ آثرا السهر مع المسيح والتحدث بأمر الخلاص على الراحة فى النوم وعليه كان معنى قوله " ومكثا عنده ذلك اليوم" أى أنهما أستمرا معه البوم الطبيعى كله المنطوى على الليل أيضا .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 40) 40 كان اندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 1) " كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ" أندراوس هو الشخص الأول أو التلميذ الأول من تلاميذ يوحنا الذى سمع ما قاله وإقتنع به فترك يوحنا ليتتلمذ ليسوع   واحد من التلميذين اللي سمعوا يوحنا المعمدان هو من أعلنه وهو يوحنا، ابن زبدي (يعني، مت ٤ :٢١؛) ( مر ١ :١٩) .
ذُكر اسم أحد تلاميذ يوحنا المعمدان وهو أندراوس الذي صار تلميذاً للمسيح قبل بطرس وأما التلميذ الآخر فاتفق كل المفسرين على أنه يوحنا الرسول لأنه لم يذكر اسمه قط في إنجيله (يو 21: 2) وكان يوحنا متواضعا لم يكن يريد أن يسند أمراً إلى نفسه كما حدث في سبع آيات غير هذه ألآية  (يو١٣: ٣٣ و١٩: ٢٦ و٣٥ و٢٠: ٢ - ٨ و٢١: ٧ و٢٠ و٢٤).
أما أندراوس وسمعان وبطرس(متّى 4: 18) 18 واذ كان يسوع ماشيا عند بحر الجليل ابصر اخوين: سمعان الذي يقال له بطرس واندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر فانهما كانا صيادين. 19 فقال لهما: «هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس».  يمكنك مراجعة شرح وتفسير (متّى ١٠: ٢). ولم يذكر يوحنا اسم بطرس قبلاً في بشارته ولكنه كتب ما يتعلق به كان كل قارئ لبشارته يعرفه.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ذكر البشير أحد التلميذين الذين تبعا الرب يسوع بناء على كلام المعمدان وقال انه أندراوس الذى تبع المسيح قبل بطرس وأما التلميذ الثانى فقد أجمع المفسرون أنه يوحنا الذى لم يذكر أسمه قط فى إنجيله تواضعا  

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 41)  41 هذا وجد اولا اخاه سمعان، فقال له:«قد وجدنا مسيا» الذي تفسيره:المسيح.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "  هٰذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ"  هناك تغاير في المخطوطات أثر بالتالى على الترجمات. الاحتمالات هي: ١ -أول حاجة فعلها اندراوس ٢ -أول شخص التقاه ٣ -اندراوس كان أول شخص ذهب ويخبر

2) "َوَّلاً :" لم يتضح ما هو المعنى من أولا فقد تعنى أن التلميذين أندراوس ويوحنا الحبيب  تركا المسيح وقتاً قصيراً ووجدا بطرس ثم رجعا معه إلى المسيح. أو ذهب آخر إلى أن أندراوس ويوحنا ذهبا ليفتشا عن بطرس في طريقين مختلفتين وأن أندراوس وجده أولاً لأنه أخوه فيعرف أين يوجد. أو أن كل واحد منهما ذهب لكي يجد أخاه أي أن أندراوس ذهب ليجد بطرس ويوحنا ذهب ليجد يعقوب فنجح أندراوس في مقصده أولاً.
3) "  فَقَالَ لَهُ: قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا (ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: ٱلْمَسِيحُ)"
قَدْ وَجَدْنَا هذه الكلمة هى هتاف الفرح وهو كهتاف من وجد كنزاً ثميناً لأن المسيا هو مطلب الأمة اليهودية كلها وتنتظرة من جيل إلى جيل . وفيه إشارة إلى أنه كان يفحص بانتباه عن نبوات العهد القديم المتعلقة بالمسيا "المسيح" ليعرف على من تصدق. وأنه كان متوقعاً مجيء المسيح الذي انتظره العالم أربعين قرناً. وما قاله هنا نتيجة مخاطبته ليسوع وتصديقه أنه المسيح فلا يستطيع أحد أن يقول «وجدت المسيح» ما لم يكن المسيح نفسه قد وجده قبلاً بروحه (متّى ١٨: ١١ و١٢)..
مَسِيَّا (ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: ٱلْمَسِيحُ) يدل هذا التفسير على أن يوحنا الإنجيلي لم يكتب لمجرد إفادة اليهود الذين لم يكونوا في حاجة إلى هذا التفسير. ومعنى المسيح ممسوح من الروح القدس ليكون نبياً وكاهناً وملكاً (أعمال ١٠: ٣٨).
وقد أعلن يسوع أنه المسيا أى أنه الممسوح من قبل الرب (يو ٤: ٢٥) قالت له المراة:«انا اعلم ان مسيا، الذي يقال له المسيح، ياتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء». 26 قال لها يسوع:«انا الذي اكلمك هو». (لو 4: 17- 21) فدفع اليه سفر اشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه: 18 «روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية 19 واكرز بسنة الرب المقبولة». 20 ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. 21 فابتدا يقول لهم: «انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم»
شهد يوحنا المعمدان بأنه «حمل الله» وبأنه «ابن الله» أما أندراوس فعرف أن يسوع هو المسيح إما استنتاجاً من عبارتي يوحنا المذكورتين وإما تحققاً مما سمعه من يسوع نفسه والنبوات الموجودة فى العهد القديم .

نالبحث التالى عن كلمة مسيح مصدره Peter Ben Yeshua

الدَّهن أو المِسحة،،،،ܡܫܺܝܚܳܐ-מְשִׁיחָא،، بحسب الآرامي أو ،،מְשִׁיחָה،، بحسب العبري تعني ،،الدَّهن أو المِسحة،، >>> ،،مسيحة،، والاثنان يلفظان نفس اللفظ ،،مِشِيخا،، على الرغم من اختلاف الحرفين الأخيرين ولكن ماذا عن كلمة ،،מָשִׁיחַ ماشِييَخ،،؟ تم أخذ تلك الصورة لصيغة المبالغة من اللغة العبرية وتم وضعها مع تجميعة صيغ المبالغة المأخوذة من اللغة الأم السامية وأبنائها والتي وُضعت كلها في اللغة العربية فيما بعد (صيغ المبالغة الخمسة للشخص الفاعل) وهي: فَعّال،مِفعال، فَعيل، فَعول، فَعِل سنقتبس ما يهمنا وهي صيغة ،،فَعيل،، التي أُخذت من العبرية الآرامية حيث تطابق بشكل كبير ،،ماشِييَخ،، أو ،،مَسيح = فَعيل،، بالعربية والتي تعني في ثناياها ،،ماسِح،، >>> ،،أي رئيس الكهنة ومن يكرسهم بزيت همشيخا أو المسحة،، وغالب الظن أنه كان هناك كلمة ،،ܡܳܫܺܝܚܐ-ماشِيخا،، والتي تعني ،،المسيح،، في اللغة الآرامية بحسب الوزن ،،فَعيلا أو فَعيل،، وتلاشت مع الوقت لتقاربها الشديد مع ،،مشيخا،، التي تعني ،،المِسحة،، وهذا ما جعل الناس يختلط عليهم الأمر وجعلهم لا يميزون بين ،،مسيح،، و،،مسحة،،! *ملحوظة: هناك كلمة أخرى تعني ،،مِسحة،، وهي المستعملة حاليًا وتشابه اللفظ بالعربية بشكل دقيق هي ،،מִשׁחָה-مِيشخا،،.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
الصورة الجانبية صموئيل النبى يمسح شاول ملكا
إختلف المفسرون فى المقصود من قوله " أولا" فقيل أن التلميذين تركا المسيح وقتا قصيرا ووجدا بطرس صم رجعا معه للمسيح وقيل أن أندراوس ويوحنا ذهبا ليفتشا على بطرس فى طريقين مختلفين وأن أندراوس وجده أولاً ، وقيل أن كل واحد ذهب ليفتش على أخيه فنجح أندراوس فى العثور على بطرس أولاً ـ ونستفيد من قوله لأخيه    " لقد وجدنا مسيا الذى تفسيره المسيح " أنهم كانوا يتوقعون مجئ المسيح ويترقبونه وأنهم كانوا يفحصون بإنتباه نبوات العهد القديم المتعلقة بالمسيح ويترقبونه وأنهم كانوا يفحصون بتدقيق نبوات العهد القديم التى تشير إلى المجئ المسيح ليعرفوا على من تنطبق ، ويستدل من تفسير الإنجيلى لكلمة (مسيا)   أنه الوحى أرشده لكتابة إنجيله ليس لفائدة اليهود الذين لم يكونوا فى حاجة إلي هذا التفسير ، ومعنى المسيح الممسوح من الروح القدس يكون نبيا وكاهنا وملكا   (أع 10: 38) ويتعجب فم الذهب من الدرجة التى وصل إليها أندراوس من الفضيلة فى ليلة واحدة إجتمع فيها مع المخلص حتى أنه بمجرد معرفته بالمسيح أحب إشتراك أخيه فى النعمة التى وصل إليها فعلينا جميعا أن نقتدى بأندراوس ونجتهد فى إرشاد إيرنا إلى المسيح لنفع نفوسهم .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 42)  42 فجاء به الى يسوع. فنظر اليه يسوع وقال: «انت سمعان بن يونا. انت تدعى صفا» الذي تفسيره: بطرس.

 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 
1) " فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ:" الأرجح أن الأخوين أندراوس وسمعان كانا قد تكلما مع بعضهما في شأن المسيح وأن كلا منهما كان مثل الشيخ «المنتظر تعزية إسرائيل» (لوقا ٢: ٢٥).
نَظَرَ إِلَيْهِ : لم يقتصر على التفرس في وجهه بل هى نظرة مركزة كان يرى خفايا قلبه أيضاً فعلم كيف يكون بعد وسماه اسماً يشير إلى صفاته وعمله حين يصير رسولاً.
2) "  أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا."  أَنْتَ سِمْعَانُ معنى سمعان أي السامع.

بْنُ يُونَا.: ويونا كلمة يونانية تعنى يوحنا  واسم المدينة التى ولد فيها بيت صيدا وكان عمله صيادا هناك  وهناك بعض الإختلاف في العهد الجديد فيما يتعلق باسم والد بطرس. أسمه "يونا" في (مت ١٦ :١٧) فقال له يسوع: «طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات.  بطرس "ابن يونا" (Iōnas،) ولكن بيسمى "ابن يوحنا" (Iōannēs ) 'الاسم يوحنا تجده في المخطوطة P 3 مع "ن" (Iōanēs ) .'اسم يونا ب" تجده في المخطوطة A ،B ، K ،ومعظم المخطوطات اليونانية اللاحقة. وهذا يبدو انه جواب واضح على سؤال التغاير في اللفظ وهذا مسألة شائعة فى حالة نقل اللفظ عن الآرامية ان "يونا" و"يوحنا" يمكن يكونو البدائل اليونانية في اللفظ لنفس الاسم العبري، مثل "سمعان" و"شمعون" / "مسيا" و " مشيحا"
3) " أَنْتَ تُدْعَى صَفَا (ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ)" تُدْعَى صَفَا : الكلمة صفا هي كلمة آرامية بتعني صخرة ( كيبا ) (kepa ) وفي اليونانية kephas
 بيتروس ومنها بطرس (يو 1: 42 ومت 16: 18) . لقد ورد اسمه 154 مَرّة مع لقب "بيتروس" (بطرس) أي الصخرة، وهي الترجمة اليونانيّة للإسم الآرامي الذي أعطاه إيّاه يسوع بنفسه، "كِيفا"، المذكور تسع مرّات، خاصةً في رسائل بولس؛ ثم يجب إضافة اسم سِمعان المُتَكرِّر 75 مرّة وهي الصيغة اليونانيّة لاسمه اليهودي الأصلي "شِمعون" (مرّتين: أعمال الرسل 15 ،14 ؛ ورسالة بطرس الثانية 1،1). كان سمعان بِن يوحَّنا (يو1،42) أو حَسب الصيغة الآرامية بار يونا، ابن يونا (مت 16: 17) من بيت صيدا (راجع يو 1،44)، وهي بلدة تقع شرقي بحر الجليل، ومنها أتى أيضاً فيليبُّس وأندراوس طبعاً، أخو سمعان. وكانت طريقة كلامِه تُبَيّن اللهجة الجليليّة. الاسم  يعنى الاستقرار، والقوة، والقدرة على التحمل.هو ترجمة بطرس في السريانية ولقبه بذلك إشارة إلى شجاعته وثباته فهو إنباء من المسيح بصفات بطرس في المستقبل.  وهذه إحدى التعليقات الكتيرة التى يمليها الوحى فى الإنجيل ليساعد فيها على شرح بعض الكلمات  وتفسير حياة وتعاليم يسوع للقراء الأمميين في يوحنا ١ :٣٨ ) فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان، فقال لهما:«ماذا تطلبان؟» فقالا:«ربي، الذي تفسيره: يا معلم، اين تمكث؟»  . من اللافت ان الكلمتين التقنيتين اللي ظهروا لاحقا ً (أفعال)
وفي الكتاب المقدس كان الرب يغير الأسماء دليلاً على منح مواهب أو مواعيد جديدة كتبديل ساراي بسارة وأبرام بإبراهيم (تكوين ١٧: ٥) ويعقوب بإسرائيل (تكوين ٣٢: ٢٨). ودل المسيح بعد مدة على سبق هذا التغيير (متّى ١٦: ١٨). وما حدث هنا بين المسيح والأخوين استعداد لدعوته إياهما بعدئذ في الجليل ليكونا تلميذين ورسولين (متّى ٤: ١٨ - ٢٤).


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لا بد أن سمعان واندراوس كانا قد تكلما مليا فى شأن المسيح المنتظر وأنهما كانا مثل سمعان الشيخ ينتظران تعزية إسرائيل حتى ان بطرس بمجرد أن سمع كلام أخيه جاء معه للمسيح وقبل أن يتكلم سمعان أو يقترب عرف المسيح من هو وإبن من هو وما أسمه وما سوف يدعى وهذا برهان على لاهوته ، لأنه لا يعرف خفايا القلوب وما سيكون إل الله ، وكلمة "صفا" سريانية معناها صخر إشارة إلى شجاعة بطرس وإيمانه الشيديد وثباته فهو نبوة من المسيح بصفات بطرس فى المستقبل .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 43)  43 في الغد اراد يسوع ان يخرج الى الجليل، فوجد فيلبس فقال له:«اتبعني».

 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فِي ٱلْغَدِ " أي اليوم الرابع بعد شهادة المعمدان للجنة اليهود (يو 1: 19) .ضم إنجيل يوحنا عبارات تشير إلى الزمن بتدقيق (يو 1: 29 ، 35 ، 43 & 2: 1)
2) " أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ" أي قصد أن يترك بيت عبرا بعد أن مكث فيها أربعة أيام والذهاب إلى الجليل أو عزم عليه.
يدون يوحنا بداية خدمة يسوع التبشيرية بإنتقائه (إختياره) تلاميذه الأمر الذى لم تذكره الأناجيل الآزائية ، ويركز إنجيل يوحنا على خدمة يسوع فى اليهودية وخاصة فى أورشليم
3) " فَوَجَدَ فِيلُبُّسَ" أي وجده على وشك السفر وهو لم يزل في اليهودية.
4) " فَقَالَ لَهُ: ٱتْبَعْنِي" قد يكون فيلبس فهم من هذا ان يرافقه فى السفر إلى الجليل فقط لأنهم كانوا يسافرون جماعة أو فى قوافل أو فى السفن ولكن يسوع كان قد إختاره تلميذا  وكان نتيجة هذه المرافقة اتباعه إيمانياً إلى الأبد ومشاركته له في الهدمة التبشيرية . ولا بد من أن يسوع رأى في قلب فيلبس استعداداً لتلبية هذه الدعوة قبل أن دعاه ولا ريب في أن ذلك الاستعداد فعل روح الله.
" إتبعنى " .. فعل بصيغة الأمر المبنى للمعلوم ، وهى كلمة كان يستعملها معلمى اليهود لدعوة تلميذ طائم ، وقد وضع معلمى اليهود القواعد لتحديد هذه العلاقة


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وفى الغد أى فى اليوم الرابع من شهادة يوحنا المعمدان أمام الوفد المرسل من أورشليم وفى البوم التالى لقبول أندراوس ورفيقه ، فى ذلك اليوم قصد الرب يسوع ان يذهب إلى الجليل وبينما هو متأهب " وجد فيلبس فقال له أتبعنى" ولا بد أن يسوع رأى فى قلب فيلبس إيتعدادا لتلبية هذه الدعوة قبل أن دعاه ، وقال أكليمنضس السكندرى : أن فيلبس هو الذى قال للمسيح أئذن لى يا سيد أن أمضى وأدفن ابى فقال له يسوع لأابعنى وده الموتى يدفنون موتاهم (متى 8: 22 و 44)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 44) 44 وكان فيلبس من بيت صيدا، من مدينة اندراوس وبطرس.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَكَانَ فِيلُبُّسُ مِنْ بَيْتِ صَيْدَا،" ‘سم أرامي معناه "بيت الصيد" (مت 11: 21) يطلق هذا الاسم على مدينتين: وكانت الأخرى تدعى بيت صيدا الجليل، في الجهة الغربية من نهر الأردن قرب بحيرة طبرية بقرب خان منيه. وهي مدينة اندراوس وبطرس وفيلبس (يو 1: 44) أما "طمسن" فيظن أن ليس إلا بيت صيدا واحدة، وأنها عند أبي زاني الحالية، بجانب مصب الأردن في بحيرة طبرية وذلك لأن الكلمات "لمدينة صيدا" محذوفة من بعض النسخّ. وهى المدينة التي عاش فيها فيلبس وإندراوس وبطرس (يو 1: 44، 12: 21)، وربما عاش فيها أيضا يعقوب ويوحنا.

2) "   مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ"  ويبدو أن منزل أندراوس وبطرس لم يكن يبعد كثيرًا عن مجمع كفر ناحوم، ولعل بيت صيدا كانت قرية الصيد لمدينة كفر ناحوم. ولكنا لا نعلم موقعها على وجه التحديد. وتوجد قرية على قمة جبلية صخرية إلي الشرق من بلدة "خان منيا" تسمى "الشبخ على الصيادين" (أو على شيخ الصيادين) وهى كما يبدو من الاسم تحمل في شقها الأول اسم أحد الأولياء، وتحتفظ في شقها الثاني بما يدل على أنها "بيت الصيادين" (أي بيت صيدا). ويوجد بالقرب منها موقع "عين التبغة" التي يظن كثيرون انها "بيت صيدا الجليل". وتندفع المياه الدافئة من العيون الغزيرة نحو خليج صغير في البحيرة، حيث تتجمع الأسماك بأعداد هائلة، وهو ما ينشده الصيادون. فان كانت كفر ناحوم عند "خان منيا" فمعنى ذلك أنهما كانتا متجاورتين.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا ذهبى الفم : إن سكان بيت صيدا كانوا فظى الأخلاق همجيين حتى قال عنها المسيح " ويل لك يا كوروزين الويل لك يا بيت صيدا   (مت 11) فأراد الإنجيلى أن يمدح إيمان فيلبس وأندراوس وبطرس على إتباعهم المسيح قبل الجميع مع أنهم من هذه المدينة النائية التى لم تقبل يسوع بالرغم من المعجزات التى فعلها هناك (يو 5: 46) ( لو 9: 10)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 45)  45 فيلبس وجد نثنائيل وقال له:«وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1)  "  فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ" أظهر فيلبس الرغبة في إرشاد غيره إلى المسيح كما فعل أندراوس.
 " نثنائيل " .. أسم من الأسماء العبرية التى لها معنى ومعناه "الله أعطى"  لم تذكر الأناجيل الآزائية هذا الأسم ولكن لأن فى عصر يسوع كان لبعض الأسماء العبرية أسماء أخرى يونانية وكذلك الأماكن مثل كورة الجدرييين التى ذكرت بإسم الجرجسيين وغيرها وقد أشار العلماء ومفسرى الكتاب المقدس ألى أن نثنائيل هو برثلوماوس

نَثَنَائِيلَ : لفظة عبرانية معناها عطية الله وهو من قانا الجليل (يو ٢١: ٢ ) وهو برثولماوس المذكور في (راجع شرح متّى ١: ٣ ) وبرثولماوس كنيته لا اسمه ومعناه ابن ثولماوس ولفظه العبراني «بن تلماي».وإسم نثنائيل لا يذكر فى الأناجيل السينابتية

2) "  وَجَدْنَا ٱلَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي ٱلنَّامُوسِ وَٱلأَنْبِيَاءُ:"  " الناموس والأنبياء " .. هذه العبارة تشير إلى قسمين من الأقسام التلاتة من القانون العبري: الناموس، الأنبياء، والكتب (وكانت موضع مناقشة حتى قبلها اليهود فى مجمع جامينا فى عام 90 م)

كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى: كان أول وعد إلهى لحواء كإمرأة (تكوين ٣: ١٥) واضع عداوة بينك وبين المراة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق راسك، وانت تسحقين عقبه».ثم كان وعد الرب خاصا  لإبراهيم (تكوين ١٧: ٧) واقيم عهدي بيني وبينك، وبين نسلك من بعدك في اجيالهم، عهدا ابديا، لاكون الها لك ولنسلك من بعدك." وكرر العهد بعد سمع كلام الرب وقدم أبنه إسحق ذبيحة وفداه الرب بذبح عظيم (تك ٢٢: ١٨) 18 ويتبارك في نسلك جميع امم الارض، من اجل انك سمعت لقولي».  وليعقوب (تكوين ٥٩: ١٠) لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى ياتي شيلون وله يكون خضوع شعوب. " ولموسى  (تثنية ١٨: ١٨) اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به " وأشار إليه أشعياء  ( إشعياء ٤: ٢) في ذلك اليوم يكون غصن الرب بهاء ومجدا وثمر الارض فخرا وزينة للناجين من اسرائيل. "

ولرموز الطقوس والذبائح الموسوية ولا سيما ما كتُب في تثنية الاشتراع ١٨: ١٥.وَٱلأَنْبِيَاءُ في أماكن كثيرة.

يسوع نفسه فسر لتلميذى عمواس بعد قيامته ما ورد فى كتب الأنبياء والناموس ( لوقا 24: 25- 27)25 فقال لهما: «ايها الغبيان والبطيئا القلوب في الايمان بجميع ما تكلم به الانبياء 26 اما كان ينبغي ان المسيح يتالم بهذا ويدخل الى مجده؟» 27 ثم ابتدا من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به في جميع الكتب. " 

3) " يَسُوعَ ٱبْنَ يُوسُفَ ٱلَّذِي مِنَ ٱلنَّاصِرَةِ" "   وعن نبوة ميلاد يسوع المسيح من نسل المرأة فقط (أش ٧: ١٤ ) ولكن يعطيكم السيد نفسه اية.ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل. " وفى العذراء مريم التى ولدت المسيح بدون زرع بشر تحققت النبوة التى وردت فى سفر التكوين  (تكوين ٣: ١٥) واضع عداوة بينك وبين المراة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق راسك، وانت تسحقين عقبه».(اش ٩: ٦ ) لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام.  " (أش ٥٣ كل الإصحاح)
 " يسوع إبن يوسف الذى من الناصرة " ..كان يوسف النجار خطيب مريم يقيم فى الناصرة فى إقليم الجليل
  ( متّى 3: 13) حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه." ولكن كان يسوع ويوسف من سبط يهوذا فى أرض اليهودية التى تمتد من أورشليم حتى البحر الميت ومن مدينة بيت لحم ( ميخا ٥: ٢ )  اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل. " لوقا ٢: ٤) فصعد يوسف ايضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته  ونبوة عند دخولة أورشليم فى أحد الشعانين ( زك ٩: ٩) ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم.هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان "

 تتفق هذه العبارة مع عادات اليهود وتقاليدهم بحفظ الأنساب والإنتماء للمكان حيث يعرف منها إلى القبيلة أو السبط الذى ينتمى إلأيه فقد عاش يسوع فى الناصرة ورب البيت دعى يوسف بالرغم من ولادة يسوع فى بيت لحم  مسقط رأس السبط الذى ينتمى إليه وهو سبط يهوذا  (مى 5: 2) أو ولادته من عذراء (إش 7: 14)  

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
" فيلبس وجد نثنائيل " ولم يجده إتفاقا بل بحث عنه حتى وجده لأنه كان صديقا ونسيبه فوجده ، ونثنائيل لفظة عبرانية معناها "عطية الله" والأرجح أنه برتلماوس  الرسول وأستدل المفسرون على ذلك بان الإنجيليين ذكروا دائما برتلماوس بعد فيلبس كما ذكره يوحنا هنا بعده وأنه لا توجد لبرتلماوس فى غنجيل يوحنا لا دعوة نثنائيل هذه وان باقى الإنجيليين ذكروا برتلماوس ولم يذكروا نثنائيل ويوحنا ذكر نثنائيل ولم يذكر برتلماوس ويذكر المفسرين أنهما واحد فنثنائيل اسمه برتلماوس كنيته وقوله " وجدنا الذى كتب عنه موسى والأنبياء " يدل على أن نثنائيل كان رجلا حكيما عارفا بالكتب ولا يقبل إلا ما سطعت براهينه ، وأشار فيلبس بقوله " الذى كتب عنه موسى" إلى وعد الله لإبراهيم (تك 7: 17) وليعقوب (تك 59: 10) والرموز والطقوس والذبائح ولا سيما ما كتب فى (تث 18: 15)   وبقوله " والأنبياء" تشير إلى النبوات العديدة وهى لا تحصى ، وقوله " يسوع إبن بوسف الذى من الناصرة" تكلم به حسب رأى العامة إذ كانوا يظنون أنه كذلك (لو 3: 23) ويظهر من هذا أن فيلبس لم يكن عرف حينئذ إلا بعض الحق من جهة المسيح فذكر أن البشير الذى قاله فيلبس لا الذى كان يجب أن يعرفه من امره ويقوله

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 46) 46 فقال له نثنائيل:«امن الناصرة يمكن ان يكون شيء صالح؟» قال له فيلبس:«تعال وانظر».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فقال له نثنائيل  " ..  من الواضح معرفة فيلبس ونثنائيل بالعهد القديم فقد أشارا من خلال حديثهما إلى معرفتهما بأن المسيا سيأتى من بيت لحم (مى 5: 2) وليس من الناصرة التى تقع فى جليل الأمم  (ربما لم يهتموا بما ورد فى (أش 9: 1- 7) "

2) " أَمِنَ ٱلنَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ"  معنى الصالح هنا أمر جليل ومشهور. شكك بعض اليهود فى مسيانية يسوع لأنه سكن فى الجليل بينما هو من سبط يهوذا ومكان سبطه فى بيت لحم لأنه إبن داود (يو ٧: ٤١ و٤٢ و٥٢  41 ) اخرون قالوا:«هذا هو المسيح!». واخرون قالوا:«العل المسيح من الجليل ياتي؟ 42 الم يقل الكتاب انه من نسل داود، ومن بيت لحم ،القرية التي كان داود فيها، ياتي المسيح؟»  .. 52 اجابوا وقالوا له:«العلك انت ايضا من الجليل؟ فتش وانظر! انه لم يقم نبي من الجليل»
كانت الناصرة قرية حقيرة في الجليل وكانت الجليل عينها أقل اعتباراً من سائر الأراضى المقدسة لوجود يونانيين "أممين"  فيها وليس للناصرة من ذكر في العهد القديم (راجع متّى ٢: ٢٣) واستفهام نثنائيل يراد به التعجب والشك لا الاستخبار فكأنه قال من العجب أن تكون هذه القرية الصغيرة مولد المسيح النبي والملك العظيم والنبوءة تصرح بكون مولده بيت لحم لا الناصرة. وقال آخرون بعد ذلك مثل قول نثنائيل هنا «أَلَعَلَّ ٱلْمَسِيحَ مِنَ ٱلْجَلِيلِ يَأْتِي؟
3) " تَعَالَ وَٱنْظُرْ " سلك فيلبس أحسن طريق لإزالة شكوك نثنائيل فلم يجادله في الدعوى بل دعاه ليرى يسوع بعينيه ويفحص الدليل الحى أمامه المسيا فكأنه قال له أنا أتيت ونظرت وصدقت فتعال أنت وافعل كما فعلت.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كانت الناصرة قرية صغيرة فى الجليل ، وكانت الجليل أقل إعتبارا من أرض إسرائيل  ، وإستفهام نثنائيل يراد به التعجب والشك لا إعلان خبر لأنه كان متحققا من مولد المسيح يكون فى بيت لحم لا فى الناصرة ، فكأنه قال أن الناصرة محل صغير فى الجليل  وقد كتب ان المسيح يأتى من يهوذا وعشيرة داود وبولد فى بيت لحم فكيف تقول أنه من الناصرة ، ولقد أحسن فيلبس وسلك الطريف المستقيم لإزالة شكوك نثنائيل بقوله " تعال وأنظر" فلم يجادله لأنه لم يكن عرف أن المسيح ولد حقا فى بيت لحم وتربى فقط فى الناصرة فكأنه قال أتيت ونظرت وصدقت أنه المسيح فتعال أنت وأبصره كما فعلت .
 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 47)  47 وراى يسوع نثنائيل مقبلا اليه، فقال عنه:«هوذا اسرائيلي حقا لا غش فيه».


 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
"1) " وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ"  من نظرته تفحص الرب نثنائيل وهو مقبل إليه
وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ أي نظر وجهه ونفسه ايضاً كما رأى بطرس (يو 1: 42)  وكما عرف كل ما يتعلق بالمرأة السامرية (يوحنا ٤: ١٧ و١٨). ووجه المسيح كلامه إلى كل الناس الواقفين حوله.
2) " فَقَالَ عَنْهُ: هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقّاً "  أى إنسان صريح ومباشر ليس عنده دوافع خفية كما انه ليس مرائيا يقول ما فى فكره وقلبه  (مز ٣٢ :٢ ،) يعني نموذج يمثل الشعب المختار، إسرائيل. وأنطبق عليه المزمور (مزمور ٣٢: ٢ ) طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا في روحه غش  " ( مز٧٣: ١ )انما صالح الله لاسرائيل لانقياء القلب " ويعمل ا‘مال إبراهيم ( يو ٨: ٣٩ ) .اجابوا وقالوا له:«ابونا هو ابراهيم». قال لهم يسوع:«لو كنتم اولاد ابراهيم، لكنتم تعملون اعمال ابراهيم!
إِسْرَائِيلِيٌّ حَقّاً معنى إسرائيلي في الأصل جندي الله وصفات نثنائيل كانت موافقة لهذا الاسم فعنى المسيح أنه صادق وتقيٌّ. ولم يقصد المسيح بذلك أن نثنائيل كان بلا خطية لأنه ليس كذلك إلا واحد (١بطرس ٢: ٢).
3) " لاَ غِشَّ فِيهِ" هذا تفسير لقوله «إسرائيلي حقاً».( رومية ٢: ٢٨ و٢٩ ) لان اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديا، ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانا، 29 بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي، وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان، الذي مدحه ليس من الناس بل من الله. ( رو ٩: ٦) ولكن ليس هكذا حتى ان كلمة الله قد سقطت. لان ليس جميع الذين من اسرائيل هم اسرائيليون،

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ورأى يسوع نثنائيل مقبلا إليه : لم ينظر يسوع وجهه فقط بل رأى قلبه وما يكنه ضميره ن فوجه المسيح كلامه إلى الواقفين حوله بحيث يتمكن نثنائيل من سماعه وقال : هوذا غسرائيلى حقا لا غش فيه : " أى صادق نقى سالك حسب سلوك إسرائيل فى القداسة ولم يقصد المسيح بذلك أن نثنائيل كان بلا خطية لأنه ليس كذلك إلا واحد فقط (2 بط 2: 2)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 48)  48 قال له نثنائيل:«من اين تعرفني؟» اجاب يسوع وقال له:«قبل ان دعاك فيلبس وانت تحت التينة، رايتك»

.  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
" 1) " قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟"مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي سمع نثنائيل المسيح يمدحة وشعر بأنه يقول الحق فقال هذا عجباً وحيرة من علم المسيح وهو لم يعرفه من قبل ولم يواجهه إلا في تلك الدقيقة وما ذلك إلاّ لأنه لم يعرف قوة المسيح الفائقة الطبيعة لمعرفة القلوب ومعرفة الغيب قأظهر المسيح له بجوابه.
2) " أَجَابَ يَسُوعُ: قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ ٱلتِّينَةِ، رَأَيْتُكَ" "  ا هنا وفى هذا الجزء من الآية تظهر قوة يسوع الفائقة للطبيعة التى تعنى معرفته بأشياء خاصة هل عرف سر من أسرار نثنائيل بقراءة أفكاره ؟ بالطبع لا .. إن كلماته تفيد أنه كان حاضرا هذا السر أو الحدث وأنه رآه مما يؤكد ألوهيته الفائقة للطبيعة 
وَأَنْتَ تَحْتَ ٱلتِّينَةِ، رَأَيْتُكَ تقتضي القرينة أن محل التينة لم يكن من هناك ويلزم منها أنه حدث لنثنائيل حادثة اثرت فيه وفى مجرى حياته تحت تلك الشجرة حتى خصها المسيح بالذكر ولعله كان يصلي هنالك أو يعترف بإثم أو ينذر نذراً أو شئ ما فإشارة المسيح إلى تلك الحادثة أقنعت نثنائيل إقناعاً تاماً أن للمسيح معرفة خارقة العادة وبمثل هذا اقتنعت المرأة السامرية أن الذي كان يخاطبها هو المسيح ص ٤: ١٩ و٢٩.
ولم يعن المسيح بقوله «رأيتك» أنه نظره بالعين الجسدية بل بتلك العين بها الرب  كل ما حدث ويحدث وما سيحدث في السماء وما على الأرض.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
شعر نثنائيل بأن قول المسيح عنه حق فتعجب وتحير وقال له " من أين تعرفنى" وأنت لم ترى وجهى إلا فى هذه الدقيقة فأظهر يسوع من جوابه على سؤال نثنائيل قوة معرفة لمعرفة القلوب فقال : " وأنت تحت التبنة رأيتك " فكأنه يقول له انك يا نثنائيل  لما كنت تحت التينة تظن أن احدا لا يراك رأيتك أنا لا بالعين الجسدية بل باللاهوت التى أعلم بها كل ما فى السماء وما على الأرض ، ومما قاله يسوع أنه حدث تحت التينة حادث كبير وذو شأن حتى خصها يسوع بذكره فقال المفسرون أنه كان يصلى هناك معترفا بإثم عظيم وقيل أن نثنائيل قتل شخصا ودفنه تحت التينة ولم يره وقتئذ أحد فأذكره المسيح بهذا الأمر ليعرفه انه عالم بالخفيات  ويقال أن أمه أخفته تحت التينة حينما أراد جنود هيرودس قتل كل أطفال بيت لحم ونواحيها حتى يموت من بينهم الطفل يسوع ..  إلا أن كل هذه القصص ليس لها دليل أو برهان على حدوثها

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 49) 49 اجاب نثنائيل وقال له:«يا معلم، انت ابن الله! انت ملك اسرائيل!»

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 
ناداه نثنائيل بثلاثة ألقاب : الأول : يا معلم .. ثانيا : أنت إبن الله ... ثالثا : أنا ملك إسرائيل . هنا يؤمن نثنائيل بيسوع ويصرح بإيمانه بذكره لقبين هما أن يسوع هو / إبن الله .. وملك إسرائيل وهذا هو محتوى الإيمان المسيحى وهاذين اللقبين يحتويان مفهوما مسيانيا وهذا يعنى فهم بعض من تلاميذ يسوع المفاهيم اليهودية حسب معلوماته ودراسته فى العهد القديم  وقد فهم نثنائيل هذا لأن يسوع أراده أن يفهم من هو ؟ ألا أنه من الواضح تماما أن موت يسوع وصلبه ظل مختوما أى لم يفهمه التلاميذ زعمله كالعبد المتألم (إش 53) بالرغم من قوله لهم مسبقا لما سيحدث له ولكنه مع ذلك ظل مختوما أى أن أذهانهم لم تتقبل موته بهذه الطريقة وهو الذى تحكم فى الرياح والموج وشفى مرضى وبرصا وعرف الغيب وغفر الخطايا وطرد الشياطين إلا بعد قيامته

هنا نرى التحول فى رأى نثنيائيل عن يسوع فقد آمن في الحال إيماناً ثابتا والدليل على ذلك أنه في أول مشاهدته يسوع خاطبه بدون لقب يدل على الاحترام (يو 1: 38) ولكنه بعد قليل سماه معلماً وابن الله وملك إسرائيل.

1) : فَقَالَ نَثَنَائِيلُ: يَا مُعَلِّمُ،" مُعَلِّمُ،أحد ألقاب يسوع (مت 22: 16 و24: 36 ولو 6: 40). وكانت وظيفة المعلم الديني وظيفة شريفة جدًا عند اليهود هكذا كان الكل يلقبون يسوع : "أيها المعلم الصالح" (مت 19: 16). والسيد المسيح نفسه قال لتلاميذه حينما غسل أرجلهم: "أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا. وحسنا تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت. وأنا السيد والمعلم - قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض" (يو 13: 13، 14) فعلى الرغم من أن السيد المسيح هو العلم، وعلى الرغم من قوله لرسله ولخلفائهم -وليس لكل الشعب- "لا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد، المسيح" (مت 23: 10).. على الرغم من كل هذا: "أعطى البعض أن يكونوا رعاة ومعلمين" (أف 4: 11)..

2) " أَنْتَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ " قال فيلبس أنه ابن يوسف ولكن نثنائيل تحقق أن الذي يعرف ما عرفه يسوع لا يكون إلا إلهاً وسماه ابن الله فمعرفته الفائقة الطبيعة هي المعجزة التي انقاد بها إلى التسليم بصحة دعواه الإلهية. وكان التلاميذ جميعه يعلنون أن يسوع هو إبن الرب (متّى ١٤: ٣٣) والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: «بالحقيقة انت ابن الله!».
3) " مَلِكُ إِسْرَائِيلَ! " مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!و ملك اليهود عرف به يسوع منذ ولادته حينما أتى ملوك / مجوس من المشرق يحملون الهدايا يبحثون عن مولود ملك فذهبوا إلى هيرودس وقالوا له : " أين هو المولود ملك اليهود" ُوعرف المسيح المنتظر عند اليهود بابن الله باعتبار نسبته إلى الآب وبملك إسرائيل باعتبار نسبته إلى شعب الله المختار فيكون نثنائيل قد أقرّ بأن يسوع هو المسيح. فكأنه قال أنت عرفتني إسرائيلياً وأنا عرفتك ملك إسرائيل واتخذتك ملكاً لي.وقد شاهده يدخل أورشليم ملكا ( متّى ٢١: ٥ ) «قولوا لابنة صهيون: هوذا ملكك ياتيك وديعا راكبا على اتان وجحش ابن اتان».  وإعترف ولم ينكر أمام بيلاطس الوالى وكانت تهمته على الصليب مكتوبة فوق رأسه "يسوع ملك اليهود " ( مت ٢٧: ١١ و٤٢ ) 11 فوقف يسوع امام الوالي. فساله الوالي: «اانت ملك اليهود؟» فقال له يسوع: «انت تقول».42 «خلص اخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلصها». ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الان عن الصليب فنؤمن به!   ( يو ١٨: ٣٧ ) 37 فقال له بيلاطس: «افانت اذا ملك؟» اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي» وكانوا يسخرون منه وهو على السليب ( يو ١٩: ٣ وكانوا يقولون:«السلام يا ملك اليهود!». وكانوا يلطمونه.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
تحقق نثنائيل أن الذى يعرف ما عرفه يسوع لا يكون إلا إلها فإنقاد بمعجزة الرب يسوع هذه فقال له : " أنت إبن الله الطبيعى المساوى للآب فى الجوهر وقال فم الذهب وأوتيموس وغيرهما أن نثنائيل لم يعرف  حينئذ أن المسيح إله بل غبن الله بالتبنى لفضل النعمة التى حازها أكثر من باقى الأنبياء والقديسين فالأنبياء أيضا يستطيعون أن يكشفوا ما فى القلوب كما كشف إليشع عن ذنب جحزى الخفى ، والأرجح أن نثنائيل آمن فى الحال إيمانا وطيدا بأنه أبن الله المساوى للآب فى الجوهر بدليل قوله التالى وهو : " أنت ملك إسرائيل " بإعتبار نسبته إلى شعب الله المختار وبإعتباره إبن داود الوارث لكرسيه ألأبدى

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 50)  50 اجاب يسوع وقال له:«هل امنت لاني قلت لك اني رايتك تحت التينة؟ سوف ترى اعظم من هذا!»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " أَجَابَ يَسُوعُ: هَلْ آمَنْتَ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَحْتَ ٱلتِّينَةِ؟" عرف يسوع سبب إيمانه فى الحال ولعله قصد أن يقول له عن التبنة .. مدحه يسوع لأنه آمن به ولم يقف على سوى برهان واحد على قوته الإلهية.
2) "  سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هٰذَا!" إذا كان ما أخبره يسوع عن التينة معجزة فإيمانه
 سيجعله أنه يرى معجزات كثيرة على توالي الأوقات لكي تزيد ثقته بأن يسوع هو المسيح ابن الله. وهذا من الأدلة على أن نثنائيل كان بعد ذلك ممن انتخبهم يسوع رُسلاً مع أنه لم يذكر بينهم بهذا الاسم.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
معناه أنك يا نثنائيل آمنت بمجرد برهان واحد وهو أنى عرفت حادثك تحت التينة فجزاء لك ما اظهرته من الإيمان سوف ترى أعظم من هذا أى معجزاتى الكثيرة لكى تزيد ثقتك بأن يسوع هو المسيح إبن الله  

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 1: 51)  وقال له:«الحق الحق اقول لكم: من الان ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الانسان».


 

 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " وَقَالَ لَهُ: ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: "ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ : حرفياً "آمين. آمين" هذا تكرار للتأكيد ولفت النظر إلى أهمية ما سيقوله المسيح وعبارة الحق القحق ولم يرد فى باقى الأناجيل الوحيد الذى ذكر أن المسيح قال هذه العبارة يوحنا وذكره في إنجيله خمساً وعشرين مرة.
أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ ٱلآنَ تَرَوْنَ كان أول الخطاب لنثنائيل وحده ثم وجهة بصيغة الجمع إلى بقية التلاميذ بما وعده به.

 " الحق الحق اقول لكم: "  تعنى أقول لكم الحقيقة .. وأقول لكم الصدق وقد إستخدم يسوع كلمة الحق بشكل مزدوج ووردت فى بشارة يوحنا 25 مرة وكلمة حق تعنى آمين والكلمة مشتقة من الأصل العبرى " إميت " (emeth ) ومعناها الثبات ، وقد وردت فى العهد القديم لتعنى الإستقرار والثقة ، وأحيانا تترجم بمعنى " إيمان " أو أمانة " وأستعملت فيما بعد بغرض التشديد والتوكيد ، وبهذا المعنى كان يسوع يبدأ بها أقواله والتى هى موضع ثقة ( يو 1: 51 & 3: 3 و 5 و11 & 5: 19 و 24 و 25 & 6: 26 و 32 و 47 و 53 & 8: 34 و 41 و 58 & 10: 1 و7 & 12: 24 & 13: 16 و 20 و 21 و 38 & 14: 12 & 16: 20 و 23 & 21: 18) وكان يسوع ينتقل فى كلامه من صيغة المفرد إلى الجمع "لكم" لأن يسوع كان يخاطب كل فرد فى المكان
معنى حق في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي : حَق: ( اسم )  .. الحَقّ : اسمٌ من أسمائه الله تعالى  .. الحَقُّ يُقَالُ إِنَّهُ عَادِلٌ فِي أَحْكَامِهِ : فِي الحَقِيقَةِ ، فِي الوَاقِعِ .. حقَّ الأمرُ : صحّ وثبت وصدق
معنى آمين في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي .. آمِينُ: ( اسم )  اِسْمُ فِعْلِ أمْرٍ مَبْنِيّ عَلَى الفَتْحِ بِمَعْنَى اِسْتَجِبْ ، تَأْتِي فِي خَاتِمَةِ الدُّعَاءِ يراد به : اللَّهُمّ استجب .

2) " مِنَ ٱلآنَ تَرَوْنَ ٱلسَّمَاءَ مَفْتُوحَةً،"  " السماء مفتوحة " .. مفتوحة بصيغة إسم الفاعل التام الذى يشير إلى ظهور كائنات روحية أو تغيير فى شكل السحب السماء نفتوحة تعنى حضور إلهى ونشاط روحى  وكلمة "السماء" وردت هنا بصيغة الجمع وقد تعنى الغلاف الجوى فوق الأرض (تك 1)

هذه العبارة فيها معنى ظهور في العهد القديم.

1-  (حزقيال 1: 1).. 2- يسوع (مت 3: 16) (مر 1: 10) ( لو 3: 21) .. 3- أستيفانوس ((أع 7: 56) ..

4- بطرس ( (أع 10: 11) .. 5- المجئ الثانى (الرؤيا 16: 11)
ده اسم فاعل تام مبني للمعلوم بيعني ضمنا (
انها بقيت مفتوحة. كلمة "السماء" هي بالأصل جمع لأنها جمع في العبرية. وده ممكن يشير إلى (1) الغلاف الجوي فوق الأرض زي ما منشوف في تك ١ أو (٢ (حضور الله نفسه

ده تلميح إلى الرؤيا التى رآها يعقوب في بيت إيل (تك ٢٨ :١٠ ) يسوع بيؤكد انه مثل ما وعد الله بأنه يأمن كل احتياجات يعقوب، سيأمن الرب احتياجاتنا

لسَّمَاءَ مَفْتُوحَةً : لعل المسيح أشار هنا إلى مجيئه بالمجد في اليوم الأخير الذي سيكون أعظم برهان على لاهوته كما ذكر في (متّى ٢٦: ٥٤ وأعمال ٧: ٥٦) والأرجح أن كلامه هنا مجاز بُني على ما رآه يعقوب في الحلم (تكوين ٢٨: ١٠ - ١٧) ومعناه أنه يصير بواسطة المسيح اتصال دائم بين السماء والأرض أي بين الله والإنسان ليحصل الإنسان على النعمة والمعونة والإرشاد. وورد انفتاح السماء بهذا المعنى في (إشعياء ٦: ١ و٦٤: ١ و٦ وحزقيال ١: ١ وملاخي ٣: ١٠) وكان انفتاح السماء كذلك عند معمودية المسيح (متّى ٢: ١٦) وعند صعوده (أعمال ١: ٩) فكما كان نزول الملائكة وصعودهم على السلم الذي رآه يعقوب في الحلم وعداً له بالحماية السماوية والعناية الإلهية على الدوام كذلك وُعد التلاميذ بالمسيح الذي هو بمنزلة ذلك السلم بالاتصال بين الله والإنسان (كولوسي ١: ٢٠) وأنه بواسطته تصعد من الأرض إلى السماء التضرعات والتسبيحات والصلوات وتنزل منها إلى الأرض البركات والمواهب الروحية وأن الله يرسل ملائكته إلى الناس برسائل المحبة والعناية والحفظ والتعزية (أعمال ١٢: ٧ و٢٧: ٢٣ وعبرانيين ١: ١٤ ورؤيا ٨: ٣ و٤).
" ، وملائكة الله يصعدون وينزلون " ..  لقد كان يسوع هو الوسيط بين الإله والإنسان وهو السلم الذى رآه يعقوب فى بيت إيل (تك 28: 10 وما يليها ) وفى هذا إشارة إلى أنه كما ساعد الله يعقوب وأمن كل إحتياجاته هو أيضا يؤمن  ويساعد يسوع إبنه فى مهمته وإتمامه الخلاص

إبن الإنسان : التسمية التى اختارها يسوع لنفسه. ودي كانت عبارة عبرية بتشير إلى كائن بشري (مز ٨ :٤؛ حز ٢ :١ ) ولكن بسبب استخدامها في (دا ٧ :١٣) صارت تاخد مواصفات إلهية.هذه  الكلمة لم تكن لها أي معنى قومي أو عسكري لأن الرابيين لم يكونوا بيستخدموها. يسوع اختارها حتى بتمزج الجانبين في طبيعته البشرية والإلهية،(١ يوحنا ٤ :١ -٣ ) يوحنا ذكر ان يسوع بيستخدمها للدلالة على نفسه ١٣ مرة.

3) " وَمَلاَئِكَةَ ٱللّٰهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ٱبْنِ ٱلإِنْسَانِ"  هذه الآية التى قالها المسيح شرحها بولس الرسول فى (1تيم 2: 5)   لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح،
 " على ابن الانسان "  ..  كان يسوع يطلق على نفسه هذا اللقب ، وهى عبارة عبرية تعنى كائنا بشريا (مز 8: 4) (حز 2: 1) وقد ورد هذا اللقب فى (دا 7: 13) وإتخذ صقات إلهية ، تجاهل معلمو اليهود لقب إبن الإنسان ولم يشيروا إليه فى كتاباتهم لعدم وجود تأثير قومى يهودى وعسكرى وقيادى له  ، وقد إختاره يسوع ليوضح أنه إبن الإنسان وإبن الله (1يو 4: 1- 6)

إشعياء ٦٤: ١ وحزقيال ١: ١ وملاخي ٣: ١٠، تكوين ٢٨: ١٢ ودانيال ٧: ١٣ ومتّى ٤: ١١ ولوقا ٢: ٩ و١٣ و٢٢: ٤٣ و٢٤: ٤ وأعمال ١: ١٠
عَلَى ٱبْنِ ٱلإِنْسَانِ هذا كنية المسيح وهي مبنية على ما قيل في (دانيال ٧: ١٣) فتكنى به المسيح في البشائر نحو ثمانين مرة ولم يستعمله أحد من كتبة العهد الجديد إلا من لفظه أو مما نُقل من كلماته سوى أن استفانوس استعمله مرة في أثر خطابه ويوحنا مرتين في سفر الرؤيا. وعنى المسيح به الكلمة متجسداً وأنه إنسان تام (كما أنه إله تام) ونائب البشر وآدم الثاني ونسل المرأة الذي يسحق رأس الحية (تكوين ٣: ١٥) انظر تفسير ذلك في الشرح (متّى ٨: ١٨ و٢٠ ولوقا ٥: ٢٤).
ورد في هذا الأصحاح تسعة عشر اسماً للمسيح: (١) الكلمة. (٢) الله. (٣) الحياة. (٤) النور. (٥) النور الحقيقي. (٦) وحيد الآب. (٧) المملوءة نعمة وحقاً. (٨) يسوع المسيح. (٩) جسد. (١٠) رب. (١١) حمل الله. (١٢) يسوع. (١٣) إنسان. (١٤) ابن الله. (١٥) ربي أو معلم. (١٦) المسيح. (١٧) يسوع الناصري ابن يوسف. (١٨) ملك إسرائيل. (١٩) ابن الإنسان
.

 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن إنفتاح السماء ليس معناه إنشقاقها وظهور باب فيها بل المعنى أنه من إنحدار الملائكة وصعودهم يظهر أن السماء مفتوحة ، وقال قوم أن كلام المسيح عن نزول الملائكة وصعودهم مبنى على ما رآه يعقوب فى الحلم (تك 28: 10- 17) ومعناه أنه يصير بواسطة المسيح إتصال دائم بين السماء والأرض ليحصل افنسان على النعمة والمعونة والإرشاد وورد إنفتاح السماء بهذا المعنى فى ( أش 6: 1 & 64: 1 و 6) (خز 1: 1) (مل 3: 10) وقال أخرون إن المسيح أكد بذلك أنه ليس رئيس إسرائيل والناس فقط بل رئيس السماء والملائكة أنه إله تخدمه الملائكة وقد حدث كذلك بعد تجربته وعندما كان عرقه نازلا كقطرات دم (لو 22: 44) ، ولما ظهر الملائكة للنساء عند قيامته ، وحدث قبل كل شئ وقت ميلاده ووقت عماده - وقال آخرون لعل المسيح اشار بهذا أيضا إلى مجيئه بالمجد فى اليوم الأخير الذى سيكون أعظم برهان على لاهوته كما ذكر فى (مت 26: 54) (أع 7: 56) ولكن الراآ الأول أرجح
ودعى المسيح " إبن ألإنسان" لأنه الكلمة المتجسد ولأنه نسل المرأة الذى يسحق رأس الحية (تك 3: 15) وهذه التسمية مبينية على ما قيل فى (دا 7: 13)  

 

 

 

 

 

This site was last updated 05/28/21