Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

  تفسير يوحنا الإصحاح  العشرون ( يو 20: 1- 13)    

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33)
تفسير إنجيل يوحنا ص 17: 1- 16-
تفسير إنجيل يوحنا ص17:  17- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 1-18
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 19- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص 19: 1- 22
تفسير إنجيل يوحنا ص19: 23- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص20 : 1- 13
تفسير إنجيل يوحن ص20-: 14- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت
Untitled 8528

 تفسير يوحنا الإصحاح  العشرون - فى مجمل الأناجيل الأربعة: الفصل29 

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  العشرون
1. السحر: القبر الفارغ  (يوحنا 20: 1- 10)
2. صباحًا: مريم المجدلية والملاكان  (يوحنا 20: 11-13)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  العشرون
1. والظلام باق : القبر الفارغ  (يوحنا 20: 1- 10)

    تفسير / شرح  (يوحنا 20: 1)  1 وفي اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية الى القبر باكرا، والظلام باق. فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

شغل يوحنا الأصحاحين الأخيرين من بشارته بظهور يسوع بعد قيامته، وذكر فيهما ما لم يذكره غيره من البشيرين. والقيامة من جوهريات المسيحية لأنها من أعظم البراهين على أن يسوع هو المسيح الموعود به في نبوات العهد القديم. وهي المعجزة التي أعطاها لليهود إثباتاً لصحة دعواه (متّى ١٢: ٣٩ ) ( يوحنا ٢: ١٩ - ٢١) وهي تصديق الله على تلك الدعوى. وهي كمال عمل الفداء، والبرهان على أن كفارته للخطاة قُبلت، وعلى أنه أوفى الدَّين عنهم (رومية ٤: ٢٥ ) ( ١بطرس ١: ٣). وهي عربون قيامة المؤمنين. وسبق الكلام في البراهين على صحة قيامة المسيح وفي ظهوره عشر مرات لتلاميذه في شرح متّى ٢٨: ١٧.

مضى بين نهاية أصحاح ١٩ وبدء أصحاح ٢٠ ما حسبه الكتاب ثلاثة أيام، وهحسب التقليد فى الكنائس المسيحية يوم كامل وجزءان من يومين. وحسب نظرية حديثة ثلاثة ايام كاملة (ثلاثة ليال وثلاثه نهار أى 72 ساعة ) وكان جسد المسيح في ذلك الوقت مضطجعاً في القبر والعسكر حارساً، والتلاميذ يائسين، واليهود مبتهجين إلى صباح اليوم الثالث(الأخد حسب تقليد الكنائس المسيحية وقبل غروب شمس السبت حسب النزرية الحديثة لقيامة المسيح وهو الوقت الذى يظهر فيه نور القيامة يوم السبت فى كنيسة القيامة بأورشليم ولم يذكر يوحنا ختم القبر ووضع الحراس (متّى ٢٧: ٦٢ - ٦٦) 62 وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى بيلاطس 63 قائلين: «يا سيد قد تذكرنا ان ذلك المضل قال وهو حي: اني بعد ثلاثة ايام اقوم. 64 فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث لئلا ياتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا للشعب انه قام من الاموات فتكون الضلالة الاخيرة اشر من الاولى!» 65 فقال لهم بيلاطس: «عندكم حراس. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون». 66 فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر. " والزلزلة وإتيان النساء ودحرجة الحجر وخوف الحراس (متّى ٢٨: ٢ - ٤).2 واذا زلزلة عظيمة حدثت لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. 3 وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج. 4 فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كاموات.  "


1) " فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ"

 أي يوم الأحد يوم زيارة المريمات والتلاميذ لقبر المسيح وإكتشاف قيامة المسيح اتخذه المسيحيون من ذلك الوقت يوم العبادة، تذكاراً لقيامة المسيح، وسُمي «يوم الرب» (رؤيا ١: ١٠)10 كنت في الروح في يوم الرب، وسمعت ورائي صوتا عظيما كصوت بوق "  والأرجح أنهم فعلوا ذلك طاعةً لأمر المسيح.

 أول الأسبوع يعنى يوم الأحد الذى يلى يوم الفصح  14 نيسان ، وكانت تقدم فيع الباكورات إلى الهيكل .. وكان يسوع هو باكورة قيامة الراقدين من بين الأموات (الذين رقدوا على رجاء القيامة) (1كو 15: 23) إن ظهور يسوع ثلاث آحاد  متتاليين مهد الطريق ليجتمع المسيحيين فى أيام الآحاد كما أن قيامته فجر الأحد جعل ذلك اليوم قيمة كبيرة عند المسيحيين (يو 20 : 19 و 26) (لو 24: 36) (أع 20: 7) (1كو 16: 2)
«وفي أول الأسبوع»: وترجمتها الحرفية: وفي «الأول للسبت»، لأن السبت محسوب أنه تاج الأيام في التعبيرات العبرية، لذلك فكل أيام الأسبوع تُحسب من بعده، أي الأول للسبت يعني (الأحد)، الثاني للسبت يعني (الاثنين). وهكذا. فالسبت يحمل في طياته كل الأسبوع، حتى إن كلمة »السبت» قد تأتي بمعنى الأسبوع كله, ففي قول الفريسي المتفاخر بتقواه: «أصوم مرتين في الأسبوع» (لو18:12) تأتي كلمة «السبت» بمعنى الأسبوع كله، لأنه يحتويه بكرامته.
‏وقد صار هذا الاصطلاح «أول الأسبوع» أي «الأحد» ويسميه الآباء القديسون اليوم «الثامن» أي يوم ما بعد الأسبوع, أي يوم ما فوق الزمان بالحساب الإنساني. لأنه يوم الرب.
‏وهذا التعبير يأتي موازياُ لليوم الأول في الخليقة, الذي سُمى «الأسبوع» أي السبعة ايام للخليقة كلها من خلفه, أي بعده وقياساً عليه. ففي اليوم الاول قبل أن توجد الايام الأخرى بدأ الله الخلقة الاولى مبتدئاً: «ليكن نور» (تك3:1‏). هكذا في «أول» الأسبوع «الأحد» قام المسيح من الموت ليبدأ الخليقة الجديدة: «أنا هو نور العالم (الجديد)».

2) " جَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ إِلَى القَبْر"

 شرح مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث  أن زيارات مريم المجدلية القبر خمس مرات في فجر أحد بعد القيامة.. (ملاحظة :  العلية وهى تابعة الآن للسريان الأرثوذكس ومقرا لمطرانيتهم والتى كان فيها التلاميذ خائفين لا تبعد عن كنيسة القيامة غير 5 - 8 دقائق سيرا على الأقدام )
وقد استغرقت أحداث هذه الزيارات -وبأكثر تحديد الزيارات الأربعة الأولى- الفترة ما بين ظهور أول ضوء في الفجر "إذ طلعت الشمس" (مر16: 2)، وتلاشى آخر بقايا ظلمة الليل "والظلام باق" (يو20: 1). وهي مدة لا تقل عن نصف ساعة في المعتاد يوميًا.
وكانت مريم المجدلية تذهب لزيارة القبر، ثم تعود إلى مدينة أورشليم بمنتهى السرعة، ثم تأتى إلى القبر مسرعة في زيارة تالية وهي تجرى.
ولأن موضع القبر كان قريبًا من أورشليم (أنظر يو19: 20، 41)، لهذا لم تكن المسافة تستغرق وقتًا طويلًا. وبالرغم من أن مريم المجدلية قد قطعت هذه المسافة عشر مرات في زياراتها الخمس، إلا أنها في الزيارات الأربع الأولى، ومنذ وجودها عند القبر لأول مرة في فجر الأحد فإنها قطعت هذه المسافة ست مرات فقط. أي أنها استغرقت حوالي خمس دقائق في كل مرة ما بين القبر وأورشليم وبالعكس.
† "  مريم المجدلية  " ..  شفاها السيد المسيح بأن أخرج منها سبعة شياطين، وكانت إحدى النساء اللاتي كن يخدمنه في الجليل يسوع والرسل (لو 8: 1-2)، وكانت حاضرة عند صلبه وذهبت إلى القبر مع اثنتين آخرتين فوجدن القبر فارغًا. ويقول القديس مرقس في إنجيله أن القديسة مريم المجدليه هي أول من ظهر لهم السيد المسيح بعد قيامته (مر 16: 9)، ويضيف القديس يوحنا أن السيد أعطاها رسالة لتنقلها إلى الإخوة (يو 20: 11-18). ومن جهة أخرى ذكر الإنجيل عن مرأة ولقبها بــ : "المرأة الخاطئة" (لو 7: 37-50) ولم يُذكَر اسمها، وأخرى مريم من بيت عنيا ومرثا أختها (لو 10: 38-43). وبحسب التقليد الشرقي هاتين الأثنتين - بالإضافة إلى المجدلية - يُعتَبَرن ثلاثة أشخاص مختلفين، أما في الغرب فإنهم يتبعون القديس غريغوريوس الكبير في اعتبارهن شخصًا واحدًا (المرأة الخاطئة ومريم أخت مرثا ومريم المجدلية)، إلا أن رأي القديس أمبروسيوس بعد ذلك أن يُترَك هذا السؤال بدون إجابة. وبسبب هذا التقليد الغربي، يُنظَر إلى القديسة مريم المجدلية كنموذج مذهل للإنسان التائب.ومنذ سنة 1969 م. أُخِذ في الاعتبار التقليد الشرقي في التقويم الروماني الجديد، وتُعيِّد لها الكنيسة الغربية في الثاني والعشرين من شهر يوليو.


3) " بَاكِراً، وَالظّلامُ بَاقٍ "

«باكر والظلام باقي»: لم يهدأ لها بال ولم يغمض لها جفن. لقد أعدت الحنوط مع الزميلات المريمات بعد أن انقضى السبت, ثم باتت تنتظر الفجر، أسرعت أكثر من الباقيات, وكانت أول من ولج باب أورشليم الذي يطل على الجلجثة ... كان أملها الوحيد أن تطيب جسد من أسدى إليها الشفاء والمحبة, وما كانت تظن أنها ستسمع اسمها من فمه مرة أخرى، وتراه حياً بل وأكثر حياة. والذي يذوق محبة المسيح يستعذب سهر الليالى, والإسراع إليه والظلام باق. ولكن فوق كل شيء, يا لشجاعة تلك المرأة العجيبة!
‏أين التلاميذ؟ أين بطرس والزمرة كلها؟ ألا يتراءى أحد عند القبر باكرأ إلا هذه المرأة؟ وهل للنساء السير في الظلام, واقتحام المخاطر، والتواجد عند القبر خارج أسوار المدينة؟ منذ أن صُلب الرب، والتلاميذ يلوذون بالصمت، وهم مشلولو الحركة, والخوف يعصف بهم من كل جانب. ولكن هذه النكسة التي تكشف عن فداحة عثرة الصليب، هي هي عينها التي تضاف إلى مجد القيامة «وقوتها»، التي استطاعت أن تغير مثل هذه الرعدة والجبانة إلى قمة الشجاعة والمجاهرة وفصاحة البشارة ، التي هدت أركان أعتى إمبراطورية ظهرت في التاريخ، ومعها سرطان الوثنية التي كانت تنخر في جسم البشرية كلها.

ونظرًا لأهمية ترتيب أحداث القيامة، أورد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بيانًا بالزيارات الخمس لمريم المجدلية عند القبر حسبما أوردها الإنجيليون الأربعة بترتيب حدوثها :


الزيارة الأولى:
أوردها القديس مرقس في إنجيله كما يلي:
"وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنه. وباكرًا جدًا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس. وكن يقلن فيما بينهن: من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر. فتطلعن ورأين أن الحجر قد دُحرج. لأنه كان عظيمًا جدًا. ولما دخلن القبر رأين شابًا جالسًا عن اليمين لابسًا حلة بيضاء فاندهشن. فقال لهن : لا تندهشن. أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه كما قال لكم. فخرجن سريعًا وهربن من القبر لأن الرعدة والحيرة أخذتاهن ولم يقلن لأحد شيئًا لأنهن كن خائفات" (مر16: 1-8).
والدليل على أن هذه الزيارة كانت الأولى أن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب كن يقلن فيما بينهن "من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر" (مر16: 3) إذ لم تكن مريم قد رأت الحجر مدحرجًا بعد.

الزيارة الثانية:
بعد عودة مريم المجدلية من الزيارة الأولى إذ لم تخبر أحدًا بما قاله الملاك في الزيارة الأولى لأنها كانت خائفة، ذهبت مرة أخرى في صُحبة القديسة مريم العذراء لتنظرا القبر. وقد أورد القديس متى في إنجيله هذه الواقعة دون أن يذكر القديسة العذراء مريم بالتحديد مسميًا إياها "مريم الأخرى"(1).

"وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت. لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. فأجاب الملاك وقال للمرأتين : لا تخافا أنتما. فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا لأنه قام كما قال. هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعًا فيه. واذهبا سريعًا قولا لتلاميذه أنه قد قام من الأموات. ها هو يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه. ها أنا قد قلت لكما. فخرجتا سريعًا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه. وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما. فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له. فقال لهما يسوع لا تخافا. اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني" (مت28: 1-10).
في قول القديس متى "إذا زلزلة عظيمة قد حدثت" لا يعنى أن الزلزلة قد حدثت وقت تلك الزيارة، بل سبقتها وسبقت الزيارة الأولى أيضًا.
وقد أورد القديس مرقس هذه الزيارة باختصار في إنجيله، هي التي رأت فيها مريم المجدلية السيد المسيح وهي في صحبة القديسة مريم العذراء. وذكر هذه الواقعة بعد أن ذكر الزيارة الأولى : "وبعدما قام باكرًا في أول الأسبوع، ظهر أولًا لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين. فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون. فلما سمع أولئك أنه حيّ وقد نظرته لم يصدقوا" (مر16: 9-11).
وبهذا ترى كيف أكرم السيد المسيح أمه العذراء والدة الإله: إذ لم يظهر لمريم المجدلية في زيارتها الأولى مع مريم أم يعقوب وسالومة. بل ظهر لها حينما حضرت مع أمه. وفي تلك الزيارة تم تنفيذ رغبة السيد المسيح بسرعة في إبلاغ تلاميذه كما ذكر القديس متى إذ خرجتا من القبر "راكضتين لتخبرا تلاميذه" (مت28: 8).
ليتنا نطلب صُحبة القديسة مريم العذراء في حياتنا الروحية، لنرى السيد المسيح بأعين قلوبنا ونبشر بقيامته بغير تردد. لأن العذراء هي مثال الطاعة والتسليم بين جميع القديسين.


الزيارة الثالثة:
بعد أن أخبرت مريم المجدلية التلاميذ بقيامة السيد المسيح، أرادت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب أن تذهبا مرة أخرى إلى القبر مع مجموعة من نساء عديدات. وقد أورد القديس لوقا في إنجيله هذه الزيارة بعد أن سرد أحداث الدفن يوم الجمعة. وراحة يوم السبت:
"وتبعته نساء كن قد أتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وُضع جسده. فرجعن وأعددن حنوطًا وأطيابًا. وفى السبت استرحن حسب الوصية. ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهن أناس فوجدن الحجر مدحرجًا عن القبر. فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض. قالا لهنَّ : لماذا تطلبن الحيّ بين الأموات. ليس هو ههنا لكنه قام. اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل قائلًا: أنه ينبغي أن يُسلّم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم. فتذكّرن كلامه. ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. وكانت مريم المجدلية، ويونا، ومريم أم يعقوب، والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل. فتراءى كلامهن لهم كالهذيان. ولم يصدقوهن" (لو23: 55 -24: 11).
بعد هذه الزيارة إذ لم يصدِّق الآباء الرسل كلام النسوة بدأ الشك يساور مريم المجدلية فقررت أن تذهب إلى القبر بمفردها. هذه هي الزيارة التالية.

الزيارة الرابعة:
ذهبت إلى القبر بمفردها قبل نهاية بقايا ظلمة الليل. وقد أورد القديس يوحنا الإنجيلي هذه الزيارة كما يلي: "وفى أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرًا والظلام باق. فنظرت الحجر مرفوعًا عن القبر. فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه. فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان الاثنان يركضان معًا. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولًا إلى القبر. وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعًا مع الأكفان، بل ملفوفًا في موضع وحده. فحينئذ دخل أيضًا التلميذ الآخر الذي جاء أولًا إلى القبر ورأى فآمن. لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات. فمضى التلميذان أيضًا إلى موضعهما" (يو20: 1-10).
والعجيب أن مريم المجدلية بعد هذه الزيارة، بدأت تردد كلامًا مغايرًا تمامًا لما سبق أن قالته بعد الزيارتين الثانية والثالثة حينما أخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وبكلامه ثم بكلام الملاكين عن قيامته.
بعد الزيارة الرابعة بدأت تردد عبارة تحمل معنى الشك في قيامة السيد المسيح بالرغم من ظهوره السابق لها وظهورات الملائكة المتعددة.
قالت للقديسين بطرس ويوحنا الرسولين "أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه؟!" (يو20: 2).
بعد هذا الكلام وبعد أن علم الرسل أن الحراس قد انصرفوا من أمام القبر. ذهب بطرس ويوحنا الرسولان إلى القبر وتبعتهما مريم المجدلية. وكانت هذه هي زيارتها الخامسة والأخيرة للقبر في أحد القيامة. وحفلت هذه الزيارة بأحداث هامة غيرّت مجرى حياتها وتفكيرها تمامًا.

الزيارة الخامسة:
أورد القديس يوحنا في إنجيله أحداث هذه الزيارة بعد كلامه السابق مباشرة كما يلي:
"أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكى. وفيما هي تبكى انحنت إلى القبر، فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعًا. فقالا لها يا امرأة لماذا تبكين. قالت لهما إنهم أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه. ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفًا ولم تعلم أنه يسوع. قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين. من تطلبين؟ فظنت تلك أنه البستاني فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه. قال لها يسوع يا مريم. فالتفتت تلك وقالت له ربوني. الذي تفسيره يا معلم. قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبى. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم، فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا" (يو 20: 11-18).

في هذه الزيارة الخامسة والأخيرة للقبر:

 نرى مريم المجدلية وهي في اضطراب وشك وبكاء، تردد قولها السابق الذي قالته للرسولين بطرس ويوحنا. فقالت نفس العبارة للملاكين الجالسين داخل القبر "أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه" (يو 20: 13) (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ثم وصل بها الحال أن قالتها للسيد المسيح نفسه عند ظهوره لها للمرة الثانية "يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه" (يو20: 15). وكانت قد ظنت أنه البستاني ولم تعلم أنه يسوع (أنظر يو20: 15،14).

وحينما ناداها السيد المسيح باسمها قائلًا "يا مريم" (يو20 : 16)، كان يريد أن يعاتبها على كل هذه البلبلة والشكوك التي أثارتها حول قيامته، وعلى ما هي فيه من شك في هذه القيامة المجيدة، ثم رغبتها في الإمساك به لئلا يفلت منها مرة أخرى بعد أن أمسكت سابقًا قدميه وسجدت له في ظهوره الأول لها مع العذراء مريم ( أنظر مت28: 9).
في هذه المرة قال لها مؤنبًا "لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي" (يو20: 17). كان هذا تأنيبًا شديدًا لها لأنها شكّت في قيامته، وتريد أن تمسكه لئلا يختفي مرة أخرى..
إنها بشكها في قيامته تكون في شك من قدرته الإلهية في أن يقوم من الأموات. وكأنه ليس هو رب الحياة السماوي لأبيه السماوي في القدرة والعظمة والسلطان. وبهذا يكون لم يرتفع في نظرها إلى مستوى الآب... كما إنها تريد أن تمنع اختفائه من أمام عينيها لكي لا تشك في القيامة... وبهذا تكون كمن يريد أن يمنع صعوده إلى السماء... وماذا يكون حالها بعد صعوده فعلًا ليجلس عن يمين الآب.
لهذا أمرها بصريح العبارة "اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يو20: 17).
في قوله هذا كان يقصد أن يقول لتلاميذه أن إلهكم (أي الآب) قد صار إلهًا لي حينما أخليت نفسي متجسدًا وصائرًا في صورة عبد، وسوف يصير أبى السماوي (الذي هو أبى بالطبيعة)، أبًا لكم (بالتبني) حينما أصعد إلى السماء، وأرسل الروح القدس الذي يلِدكم من الله في المعمودية.
فبنزولي أخذت الذي لكم، وبصعودي تأخذون الذي لي.
في هذه المرة فهمت مريم المجدلية أنها ينبغي أن تقبل فكرة صعود السيد المسيح الذي لم يكن قد صعد بعد بالرغم من اختفائه عن عينيها بعد قيامته، كما أنه بقى على الأرض أربعين يومًا كاملين بعد القيامة لحين صعوده إلى السماء أمام أعين تلاميذه وقديسيه.
لهذا "جاءت مريم المجدلية، وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب، وأنه قال لها هذا" (يو20: 18).
وكما عالج السيد المسيح شك توما في يوم الأحد التالي لأحد القيامة، هكذا عالج شكوك المجدلية بظهوره لها مرة أخرى في أحد القيامة، في البستان..
كانت السيدة العذراء مريم عجيبة ومتفوقة في إيمانها- فقد آمنت قبل أن ترى السيد المسيح قائمًا من الأموات، وآمنت حينما أبصرته، وآمنت حينما أمسكت بقدميه وسجدت له... وقبلت صعوده في تسليم كامل، لأنها كانت تعرف أنه ينبغي أن يجلس عن يمين أبيه السماوي، ولا يكون لملكه نهاية، حسبما بشرها الملاك قبل حلول الكلمة في أحشائها متجسدًا... لهذا حقًا قالت لها أليصابات بالروح القدس "طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب" (لو1: 45).

 

4) " فَنَظَرَتِ الحَجَرَ مَرْفُوعاً عَنِ القَبْر"

ِ ذكر البشيرون الأربعة أن النساء وجدن الحجر مرفوعاً. والظاهر أن مريم والنساء الباقيات لم يكنَّ يعرفن وضع حراس هناك. ولو عرفن ذلك ما عزمن على الاجتماع عند القبر قبل طلوع الشمس. والأرجح أن مريم لم تبلغ عند القبر بل نظرت بابه مفتوحاً، واستنتجت أن جسد يسوع أُخذ منه فعدلت عن الاقتراب منه.

القديس يوحنا يتميز با ستخدامه الاصطلاح «مرفوعاً» بالنسبة للحجر الموضوع على فوهة القبر، تماما كما وصف فتحة القبر والحجر عليها في قصة لعازر: «وجاء إلى القبر، وكان مغارة، وقد وُضع عليه حجر، قال يسوع ارفعوا الحجر» (يو38:11-39‏). وهذا يوحي أن الحجر الموضوع على فوهة القبر يكون مستديراً، ساقطاً في مجرى محفور له، يلزم إما رفعه، أو دحرجته، حسب الإنسانجيل الأخرى.
‏والحجر عادة يكون ثقيلاً ويلزم أكثر من رجل لدحرجته أو رفعه من مكانه، «من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر ... لأنه كان عظيماً جداً.» (مر3:16-4)

 .. مرفوعا يعنى أنه ليس فى موضعه  كانت القبور فى أورشليم تسد بحجر كبير دائرى  قارن (مت 28: 2) لقد رفع الحجر لا ليخرج يسوغ القائم من بينة الأموات بل  ليدع الشهود يدخلون ! فقد دخل يسوع للعلية والأبواب المغلقة (يو 19:20). ليزيل الخوف من تلاميذه ويثبت إيمانهم
† "فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه،.   " ..  كلمة "يحبة" فى اللغة اليونانية هى "فيليو" وحوالى سنة (300 ق: م - 300 ب. م) أستعملت كلمتى "أغابو" و "فيليو" كمرادفتين (يو 11: 5) قارن (يو 3: 35) مع (5: 20)  ويذكر التقليد أن التلميذ الذى كان يسوع يحبه هو يوحنا (يو 4: 4- 8 & 13: 23) وذكر فى هذه الحادثة
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> وفى أول الأسبوع وهو يوم الأحد "جاءت مريم المجدلية " وتبعتها عن قرب مريم أم يوسى وسالومى ويونا ونساء أخر من الجليل ولذا قال متى ومرقس ولوقا أنهم جئن معها ، وكان مجيئها إلى القبر "باكرا والظلام باق" وأما مجئ النساء الأخر اللواتى جئن بعدها فكان "إذ  كانت  الشمس " كما ذكر مرقس ، ولما جائت مريم المجدلية "نظرت الحجر مرفوعا عن القبر" وكذلك النساء الأخريات لما لحقن بها وجدته أيضا مرفوعا

 تفسير / شرح  (يوحنا 20: 2)  2 فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه، وقالت لهما:«اخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم اين وضعوه!».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " َرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ،"
فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلمِيذِ الآخَرِ أي رجعت مسرعة إلى المدينة تاركة رفيقاتها اللواتي لم يرجعن إلا بعد حين. والمقصود «بالتلميذ الآخر» يوحنا (يوحنا ١٣: ٢٢) وعلة ذهابها إلى بطرس ويوحنا دون غيرهما أنهما متقدمان بين الرسل في الغيرة والإيمان والمحبة، وأنهما أكثر اهتماماً بأمر يسوع من غيرهما. وخرجت مسرعة كأول بشير، كانت لهفتها على زيارتها للقبر قد وصل إلى مستوى الركض تكشف عن مقدار وشدة التأثر. ذهبت أولاً لبطرس، ومن هذا نستدل على أن مركز القديس بطرس لم يهتز بالرغم من السقطة التي وقع فيها قبل صياح الديك منذ 40 ساعة لا غير. وتكرار القول عن ذهاب المجدلية «إلى» سمعان بطرس، و«إلى» التلميذ الآخر يكشف عن أكونها تختار هذين الاثنين من بين التلاميذ، يكشف عن التساوي في المركز الأول بين القديسين بطرس ويوحنا, ولكن من شهادة القديس مرقس الأنجيلي، يبدو أن تعيين اسم «بطرس» كان بواسطة ملاك (مر7:16).7 لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم».

‏ولكن إذا عدنا إلى شهادة بقية النسوة وبقية شهادة المجدلية، ننتهي إلى حقيقة راسخة مرئية رؤى العين، لخصها القديس لوقا عن لسان تلميذى عمواس في إنجيله في آية واحدة: «بل بعض النساء منا حيرننا، إذ كن باكراً عند القبر. ولما لم يجدن جسده، أتين قائلات إنهن رأين منظر ملائكة قالوا إنه حي» (لو22:24-23)؛ ... ثم يكمل شهادة النسوة بشهادة بعض التلاميذ قائلاً: «ومضى قوم من الذين معنا (يقصد بطرس ويوحنا)، إلى القبر، فوجدوا هكذا كما قالت أيضاً النساء، وأما هو فلم يروه.» (لو24:24)

 

2) " أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ القَبْرِ وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ»."

.  يشير إلى زمن الماضى البسيط المينى للمعلوم فى السلوب الخبرى إلى عمل منته ، بمعنى لم يعد يسوع موجودا فى قبره ! وتشير كلمة "أخذوا" فى ذهن مريم إلى إتهام مريم رؤساء الكهنة بانهم أخذوا جسد يسوع  ، من الواضح أن التلاميذ كانوا فى العلية لا يدرون ماذا يفعلون فإن محركهم ومعلمهم وقائدهم قبض عليه اليهود وصلبه الرومان فكانوا فى حالة توهان وعدمو قدرة على التركيز من هول الصدمة .. فماذا يفعلون ألان ؟  إلا أن يخرجوا ويذهبوا إلى قبر سيدهم
أَخَذُوا السَّيِّدَ أي أناس مجهولون. وهي لم تستطع أن ترى علة لرفع الحجر سوى أخذ الجسد وإخفائه. واتضح من كلامها أنه لم يخطر على بالها أن المسيح قام، وأنها لم تنظر الملاك الذي ظهر لغيرها من أولئك النساء وقال «ليس هو ههنا لأنه قام» (متّى ٢٨: ٥، ٦).

† " ولسنا نعلم اين وضعوه! " ..  إنتقلت بشارة يوحنا فى هذه ألاية إلى زيارة أخرى  حيث تكلمت مريم بصيغة الجمع وهذه زيارة من زيارتها الخمسة لقبر يسوع والتى كانت تصحب مريم المجدلية وشقيقة مريم زوجة كلوبا التى كانت البشارات تطلق عليها مريم الأخرى تميزا لها عن العذراء مريم  التى هى كانت عند الفجر (مر 16: 1 و 2) (مت 28: 1)   وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ.
وَلَسْنَا نَعْلَمُ هذا يدل على أنها لم تأت وحدها إلى القبر.
هذا التقرير يكشف عن أن المجدلية، إما اكتفت برؤيتها الحجر مرفوعاً عن فم القبر كدلالة على أن الجسد رُفع أيضاً من القبر، سواء بيد اليهود، أو بيد آخرين ليضعوه في المكان الأليق؛ وإما أنها تحققت وهي عند القبر أن الجسد فعلاً كان مرفوعاً وغير موجود. والاحتمال الأول هو الأكثر توقعاً.
‏وقولها «لسنا نعلم» بالجمع، يفيد أن آخرين يشاركونها هذا التقرير، فربما أن النسوة كن قد حضرن أيضاً وشاركنها فى اكتشاف الحجر مرفوعاً.
‏و يا له من تعبير غاية في الوقار: «أخذوا السيد»، أي الرب, وهو ينم عن احساس عميق بأن المسيح لا يزال, بعد مأساة الصلب والإهانة والموت والدفن, هو السيد الأكرم والمتعالى, انها المحبة الصادقة, هي التي تصور للعين والقلب كل ما هو عظيم ومجيد لمن تحبه النفس؛ والقول الشائع هنا صحيح: «‏وعين الحب (الرضى)، عن كل عيب كليلة».

 الفكر الذي كان طاغياً على كل من بطرس ويوحنا، والذي دعاهما إلى الجري ودخول القبر والفحص, كان بسبب رواية المجدلية أن: «السيد أخذوه». فكان السؤال الذي يفتشون عن جواب له هو: هل الجسد قد أُخذ من القبر فعلاً؟ وكيف؟ ومن هم الذين تجرأوا على ذلك؟
‏ولعل رواية القديس. يوحنا هذه، وكيف ابتدأ بخبر: «أخذوا السيد، ولسنا نعلم أين وضعوه»، بالرغم من أنها جاءت معطلة للتفكير في القيامة، فقصد الروح القدس والوحي منها كان هو فحص القيامة فحصاً متأنياً؛ لا يبدأ من الصفر فقط بل ومن تحت الصفر. فهذا الخبر السلبي: «أخذوا السيد، ولسنا نعلم أين وضعوه»، هو فرض تكذيب القيامة، من هذا المستوى بدأ القديسان بطرس ويوحنا معاً يفحصان موضوع القيامة حتى انتهى بهما الأمر إلى يقين الظهور الإلهي.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>   "فركضت" مريم المجدلية " وجائت مسرعة إلى سمعان بطرس " ولكونه أكبر التلاميذ سنا " وإلى التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه" أى يوحنا الإنجيلى لكون أم يسوع فى بيته فأرادت إحباره أولا لكى يبلغ الخبر أم يسوع أيضا " وقالت لهما" لسمعان ويوحنا " أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه " فلم تفهم أن يسوع قد قام وقولها "لسنا" بضمير الجمع على أنها لم تأت وحدها إلى القبر "

   تفسير / شرح   (يوحنا 20: 3)  3 فخرج بطرس والتلميذ الاخر واتيا الى القبر.
 .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى القَبْرِ»."
تأثر التلميذان من هذا الخبر فأسرعا يفحصان الأمر، لأنهما لا بد سألا مريم: هل نظرت ما بداخل القبر لتعلم هل أُخذ الجسد حقيقة؟ فقالت: لا، فجريا إلى القبر لإزالة كل شك.
 ركض المجدلية لتخبر بطرس ويوحنا، ثم ركض بطرس ويوحنا بالتالي لاستطلاع الأمر، ثم ركض يوحنا بالذات ركضا فائقا ليسبق. هذا الركض اللاهث المتلهف لمعرفة ما حدث، يحمل معنى الأمل الذي كان شبه نائم في أعماق وجدانهم جميعا: هل قام الرب؟ وأين هو؟ القبر الفارغ وحده, أي عدم وجود الجسد لم يقنع المجدلية، ولم يقنع بطرس كدليل على قيامة الرب، إنهم كانوا يبحثون عن دليل آخر للقيامة. فالمجدلية تعلق على ما بعد القبر الفارغ: «أين وضعوه»، إنها تبحث عما سيب الفراغ للقبر. أما بطرس، فبعد أن نظر القبر الفارغ, وحتى الأكفان نفسها موضوعة وحدها, لم يفهم شيئاً، فالقيامة عنده كانت تحتاج إلى دليل أخر: «فقام بطرس وركض إلى القبر، فانحنى، ونظر الأكفان موضوعة وحدها، فمضى متعجبا في نفسه مما كان.» (لو12:24)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>   وهما يركضان أى يسرعان كما قال لوقا (لو 24: 12) وكما أوضح يوحنا فى العدد التالى .

    تفسير / شرح  (يوحنا 20: 4)  4 وكان الاثنان يركضان معا. فسبق التلميذ الاخر بطرس وجاء اولا الى القبر،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَكَانَ الاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعاً.

ركضت المجدلية وركض التلميذان فى إنزعاج يعبر  عن كيف استقبل التلاميذ عمومأ رسالة المجدلية بفتور ممزوج بعدم التصديق، والتقليل من انفعال المجدلية ومن معها إلى درجة الإتهام بالهذيان: «... اللواتي قلن هذا للرسل، فتراءى كلامهن لهم كالهذيان، ولم يصدقوهن.» (لو10:24-11)
‏ولكن يخص إنجيل القديس لوقا بطرس من دون التلاميذ بمراجعة موقفه بسرعة، وقيامه وذهابه للقبر راكضاً، كما جاء في إنجيل القديس يوحنا: «فقام بطرس وركض إلى القبر» (لو12:24). ولكن في موضع آخر من رواية القديس لوقا وحينما يروي بشارة النسوة على لسان تلميذي عمواس، نستشف أن بطرس لم يذهب وحده إلى القبر هكذا: «بل بعض النساء منا حيرتنا، إذ كن باكراً عند القبر ولما لم يجدن جسده، أتين قائلات: إنهن رأين منظر ملائكة قالوا إنه حي. ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر، فوجدوا هكذا، كما قالت أيضاً النساء، وأما هو فلم يروه.» (لو22:24-24)

 

2) "  فَسَبَقَ التِّلمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلا إِلَى القَبْر"

كان يوحنا هو أصغر التلاميذ سنا وكان بطرس أكبرهم سنا
فَسَبَقَ التِّلمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ الأرجح أن يوحنا كان أصغر سناً من بطرس ولذلك سبقه، يسجل القديس يوحنا لنفسه هذا السيق، ومخطىء من يقول بعامل السن، أن هذا شاب وذاك متقدم في السن، فالآيات القادمة تخطىء مثل هذا الزعم , لأن السرعة في الجري لو كانت من رعونة الشباب، ما تأخر يوحنا عامداً ولم يدخل القبر، إذ ترك هذا السبق لبطرس توقيرا واحتراماً للسن.

 فلا يلزم من سبقه أنه كان أكثر غيرة من بطرس، لأن بطرس خرج أولاً من البيت (ع ٣) وكان الأول في دخول القبر (ع ٦).

‏إذاً فالسبب واحد ووحيد هو أن يوحنا هو: «التلميذ الذي يحبه يسوع». وهذا قصد القديس يوحنا أن يوحي به للقارىء ليفهمه. فمحبة المسيح له جعلت له أجنحة يطير بها أكثر من أن يجري, هذا لم ينسه القديس يوحنا قط، فقد كان يومأ فريداً وساعة فريدة في حياته. وليفهم القارىء أن القديس يوحنا أخفى اسمه واستبدله بـ «التلميذ الذي يحبه يسوع»‏، وعلى مستوى إنجيله كله يبرهن على صدق دعواه. وهنا, فأن يسبق يوحنا بطرس فهذه مسألة تعبر عما تفعله المحبة. فالذي يريد أن يجري إلى المسيح ويسبق، تلزمه قوة المحبة. أما لماذا يصر القديس يوحنا أن يسجل لنفسه هذا التفوق على بطرس, فهو لكي يوحي للقارىء أيضاً تلميحا لماذا اختاره المسيح ليسلمه أمه، وليس بطرس.

   أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> " وسبق التلميذ الآخر بطرس" سبق يوحنا بطرس لأنه كان أصغر منه سنا فهو إذا أخف منه وزنا وجسما وأقدر منه على الركض وقيل سبقه لأنه كان أشد رغبة فى أن يرى جسد يسوع " وجاء أولا إلى القبر

    تفسير / شرح   (يوحنا 20: 5)  5 وانحنى فنظر الاكفان موضوعة، ولكنه لم يدخل.
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

 1) "  وَانْحَنَى "

كان قبر المسيح بأورشليم فى داخل كهف كبير قبل أن يهدم الخليفة المسلم الحاكم بأمر الله الفاطمى جزء كبير منه   والكهف له مدخل يسد بحجر دائري وهذا الحجر يحركة رجلين أو أكثر ليغلق او يفتح  فتحة الكهف   وكان الحجر الدائرى مرفوعا أى على جانب الباب وفتحة الكهف مفتوحة وتتألف  قبور الأسر اليهودية فى العادة من فتحة فى الصخور تقود لمكان متسع مثل صالة كبيرة وعلى جوانب هذه الصالة قبور عبارة عن أبواب صغيرة تقود لحجرات صغيرة (وهذا هو الباب الذى إنحنى بطرس ليرى الأكفان الموضوعة على المسطبة ) وبكل حجرة مصطبة يوضع عليها جسد الميت وبعد تحلله تجمع عظامه وتوضع فى صندوق حجرى صغير عليه إسم الميت وهذه الصناديق الحجرية يمكن رؤية مثلها فى قبر جماعى بكنيسة الدمعة على جبل الزيتون حيث بكى هناك يسوع على أورشليم   هدم الخليفة مقدمة الكهف وكسر الحجر الدائرى والحجرة التى بها المصطبة التى وضع عليها جسد المسيح لأنها فيما يبدوا كانت بالقرب من مدخل الكهف وعدة حجرات لمقابر أخرى ولكنه ترك بعض القبور الحجرات التى لم يستطع هدمها لأنها فى داخل صخرة عملاقة وهذه القبور فى أسفل القبر المقدس ملك لأخوتنا السريان الأرثوذكس
وَانْحَنَى لأن الباب كان قصيراً، ومكان قبر يسوع فى كنيسة القيامة وقد بنى الصليبيين مكانة حجرتين بهما بقايا الحجر الذى كان جسد يسوع مسجى عليه وتخرج من هذه الحجرة قطعة من الحجر وهو المكان الذى كان يسوع يسند رأسه فيه وقد اقامت الكنيسة القبطية كنيسة خلف حجرتى القبر المقدس إسمها كنيسة رأس يسوع وما زالت القبور الأخرى فى مكان يملكه السريان خلف القبر المقدس ويطلق على هذه القبور قبر يوسف الرامى وقبر نيقوديموس  .

ما كون يوحنا لم يدخل، فهذا قطعاً ليس لعامل الخوف أو الرهبة أوالنجاسة من لمس القبر, كما يقول بعض الشراح؛ ولكن لأن بطرس كان قد وصل، فأعطاه الفرصة ليكتشف الأمر أولاً. والذي يوضح ذلك، أن فعل «نظر» ‏الذي استخدمه القديس يوحنا في تعبيره عن استطلاعه لما في داخل القبر جاء باليونانية  ويفيد النظرة العابرة البسيطة من بعد. أما الفعل الذي استخدمه لاستطلاع بطرس لما دخل القبر فهو، ويفيد التطلع مع التأمل الفاحص عن قرب. وما نشأ عن اختلاف النظرتين: البسيطة والمتعمقة، أن بطرس استطاع أن يرى منديل الرأس الذي كان داخلا على بعد, أما يوحنا فلم يره.
‏وكل هذه الدقة في وصف القديس يوحنا لحاد‏ث د‏خولهما القبر، كانت بسبب انطباع هذه ‏الحوادث بشدة في ذهن القديس يوحنا وهو يصفها من واقع حضورها في ذهنه، الذي لم يفارقه أكثر من ستين سنة!!

 

2) " فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً"

 فتحقق من ذلك أن الجسد ليس في القبر. رأى الكفان ولم يرى جسد المسيح داخلها وكانت عادة اليهود أن يلفوا جسد الميت بأشرطة كتان وتحتها وفوقها أطياب وحنوط ( يوحنا ١٩: ٤٠) 40 فاخذا جسد يسوع، ولفاه باكفان مع الاطياب، كما لليهود عادة ان يكفنوا. "
 ولا بد أنه تعجب من أن الذي أخذ الجسد لم يأخذ الأكفان وكيف إستطاع أن يفك أربطة الكتان من حول وزراعيه ورجليه والجسد بعد الموت يكون قد تيبس .

3) " لَكِنَّهُ لَمْ يَدْخُل"

 لخوفه أو احترامه أو شدة حزنه لفقدانه سيده، ولعله انتظر وصول رفيقه بطرس قبل أن يدخل.

 أأولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>   وإنحنى فنظر الأكفان موضوعة لكنه لم يدخل " بل إنتظر حتى يأتى بطرس.

    تفسير / شرح  (يوحنا 20: 6)  6 ثم جاء سمعان بطرس يتبعه، ودخل القبر ونظر الاكفان موضوعة،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "  ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ القَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً،"

† "  ثم جاء سمعان بطرس يتبعه، " .. سمعان (صفا) إسم عبرانى (آرامى) بينما بطرس هو إسم يونانى أعطاه له يسوع ، ويعنى فى اليونانية "الحجر المقطوع (مت 16: 18)  

وَدَخَلَ القَبْرَ عُرف بطرس بالسرعة والجسارة ليعرف ماذا حدث ؟  تدفعه اللهفة لمعرفة كيف «سُرق» الجسد، ولكن بدخوله داخل غرفة الدفن, وهي مظلمة بطبيعة الحال, استلزم منه نظرة فاحصة متأملة؛ فأخذ يجول ببصره وبكل انتباه واعمال التفكير والذكاء والملاحظة، فللحال اصطدم بالحقيقة شبه العظمى أن اللفائف التي كُفن بها الجسد هي هى، وموضوعة في مكانها. إذاً فالجسد لم يُسرق؛ هذه هي الحقيقة الأولى التي كانت تهم الراوي في روايته، لتفتح مجرى القيامة قبل استعلانها بظهور المسيح قائماً من الموت. وهنا نفى كل تفكير في أي شيء غير القيامة.
‏وكلمة «اللفائف موضوعة»، وبعد ذلك في الآية القادمة: «والمنديل ... ملفوفاً في موضع وحده»، هو وصف يختص بنفي إمكانية السرقة نفياً قاطعاً، لأن اللفائف كانت بحسب كلمة «موضوعة»، والمنديل بحسب كلمة «ملفوفاً في موضع وحده»، وليس مع اللفائف بل «ملفوفاً وحده»، هذا الوضع في جملته يصور الجسد كيف كان راقداً مسجى، ثم انسحب من داخل اللفائف أو إخترق اللفائف دون أن يفقدها نظامها وترتيبها التي كانت ملفوفة به حول الجسد. ولإقامة العازر تعطينا فكرة عن طريقة لف شرائط الكتان حول الميت كما كان يتبع فى مصر القديمة  ( يوحنا ١١: ٤٤)  44 فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع:«حلوه ودعوه يذهب».  هذا المنظر، بحد ذاته، يذهل العقل الذي عبر عنه في إنجيل القديس لوقا: «فمضى متعجبا في نفسه مما كان».
. فنظر ما لم يره يوحنا، وهو أن المنديل كان ملفوفاً موضوعاً على حدة، دلالة على أن الذي حدث في القبر كان بكل تأنٍ ونظام، وأنه لم يأخذه أصحابه، وإلا أخذوه بأكفانه، ولم يسرقه أعداؤه لأنهم لو سرقوه لأخذوا الأكفان أيضاً. أو لو تركوها ما طووها ووضعوها بالترتيب، كل كفن في مكان. فتحير بطرس من كل ما رأى.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  " ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر " قبل يوحنا " ونظر الأكفان موضوعة" فى جانب

 

   تفسير / شرح    (يوحنا 20: 7)  7 والمنديل الذي كان على راسه ليس موضوعا مع الاكفان، بل ملفوفا في موضع وحده.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 1) " وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعاً مَعَ الأَكْفَانِ بَلْ مَلْفُوفاً فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ." ‏
كان وضع المنديل مكملاً لشكل الجسد كما كان مسجى سابقاً؛ فهو لم يفك من حول الرأس ليُرفع مع اللفائف, ولا اللفائف فُكت من مكانها ومن لفتها حول الجسد. كان المنظر ينطق نطقا بأن الجسد غادر الكفن ... لقد طرح أردية الموت لبني الموت، ليلبس النور كالثوب (مز2:104)، وخلع أثواب الجسد ليلبس الجلال (مز1:93). لم تفكه يد بشر, ولا يد سارق، بل انفك هو من الكفن، كما دخل العلية والأبواب مغلقة!! ألم يقل سابقاً: «أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق» (يو23:8)!! ‏لقد وقف تفكير بطرس عند حد استحالة سرقة الجسد, بدليل الأكفان الموضوعة في مكانها, ولكن لم يتقدم إلى فكر القيامة الذي يحتم الإعتقاد بالحياة التي لا تخضع لقوانين هذه الحياة. وبهذا انحصر في لغز يصعب حلة. وهناك تأمل خاص بوضع المديل ففى أى مأدبة عشاء يهودية كان الضيف يترك منديله على المائدة إذا لم يكن إنتهى من طعامة وأنه راجع للمائدة مرة أخرى ويقول بعض ألاباء أن وجود المنديل بهذه الطريقة يدل على قيامة المسيح وأنه سيعود حيا
 † "  والمنديل الذي كان على راسه ليس موضوعا مع الاكفان،" ..  مومن النص الذى ورد عن لعازر يمكننا أن نعرف أن جسد يسوع كان ملفوفا بأقمطة وكان وجه يسوع مغطى بمنديل قماشى ليغطى الوجه وقفل الفكين لأن يسوع مات مختنقا راجع (يو 11: 44) فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع:«حلوه ودعوه يذهب».
† " بل ملفوفا في موضع وحده   " ..إسم فاعل تام مبنى للمجهول يشير إلى أن أحدهم أولى الأمر عناية خاصة  

لماذا طوى  يسوع المنديل الذى كان مغطيا رأسة ولف  منديل ووضعه فى موضع بمفرده؟
يخبرنا إنجيل يوحنا في فصله العشرين عن المنديل الذي غطى رأس يسوع عندما دُفن عشيّة يوم الجمعة.

وبعد القيامة، عندما وُجد القبر فارغاً، لم يكن هذا المنديل موضوعا مع الأكفان التي لفت جسد المسيح. يخصص الإنجيل مقطعاً كاملاً ليخبرنا كيف ان المنديل كان ملفوفاً في موضع وحده.

لكن، لماذا طوى يسوع المنديل الذي غطى رأسه في القبر عندما قام؟
في وقت مبكر من صباح يوم الأحد ، بينما كانت لا تزال مظلمة ، جاءت مريم المجدلية إلى القبر لتجد أن الحجر قد  دحرج  ومدخل الكهف أصبح مفتوحا . ركضت ووجدت سمعان بطرس والتلميذ الآخر الذي أحبه يسوع. وأخبرتهم بما حصل: “أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ” " ركض بطرس واسمعان بطرس إلى القبر ليرى. يوحنا الذى وصل هناك أولا. انحنى ونظر في ورأى قطعة قماش الكتان ملقاة هناك ، لكنه لم يدخل. ثم وصل سمعان بطرس ودخل إلى الداخل. لاحظ أيضا أن الكُتَف المبطنة موجودة هناك ، في حين أن القماش (المنديل) الذي كان يغطي رأس يسوع كان مطويًا على الجانب.
لكن لماذا خبر المنديل الملفوف في موضع وحده مهمة؟ ن منديل ، الذي وضع على وجه يسوع ، لم يُلقَ جانباً مثل فن القبور. يأخذ الكتاب المقدس آية كاملة ليخبرنا أن المنديل مطوي بشكل أنيق ، يخبرنا إنجيل يوحنا (20: 7)
لفهم ذلك، علينا بالعودة الى التقليد والعادات اليهودية فى عصر المسيح . يتعلق المنديل المطوي ببعلاقة يوميّة كانت قائمة بين السيد والخادم – ويعرف كلّ طفل يهودي هذه العادات . عندما يُحضّر الخادم المائدة لسيده، يتعيّن عليه تحضيرها كما يرغب السيد وبعد تحضير المائدة، يبقى الخادم مراقباً من بعيد سيده بعيدًا عن النظر الى حين انتهائه من الطعام ولا ينزع الطعام عن المائدة قبل ان ينتهي السيد من الطعام. وعندها، ينهض السيد ويغسل اليدَين والفم،وينظف لحيته  يمسح بالمنديل ويقذفة على الطاولة. ويعني وضع المنديل على الطاولة: “لقد انتهيت”. لكن إن نهض السيد وطوى المنديل ووضعه الى جانب الطبق فهذا يعني انه لا يتوجب على الخادم تنظيف المائدة وترتيبها لأن المنديل المطوي يُقصد به القول: “أنا عائد ” [ وما زالت عادة وتقليد المناديل المطوية  التى تضطع بجانب الأطباق التي تشاهد عادة على طاولات الطعام فى جميع المطاعم فى أنحاء العالم وخاصة الأوروبية وعندما ينتهى الأكل يمسح الناس فمهم بالمنديل ويلقوه على المائدة]
لم يجلس الناس  على الكراسي القائمة حول طاولة الطعام مع أرجلهم تحت الطاولة لتناول الطعام في عصر يسوع ومن عادات وتقاليد اليهود ، الفرس ، الإغريق والرومان لم كما يصور اللوحة الشهيرة ليوناردو دافنشي ، "العشاء الأخير ". كانوا اليابانيين يجلس على الأرض حول طاولة منخفضة
على شكل الحرف الإنجليزى  U  لتناول الطعام أو أنهم سوف يتكئون على الأرائك أو الوسائد حول طاولة منخفضة لتناول الطعام. وعادة ما يتكيفون على جانب واحد أثناء تناول الطعام بيد واحدة. لم تكن هناك شوك ولا ملاعق ولا سكاكين على الطاولة وبالتأكيد لم يكن هناك منديل منضدة.
عندما كان أحد يينتهى من لتناول وجبته ، يقوم أولاً بغسل يديه في وعاء من الماء (عادةً ما يحمله خادم). قد يجف أو لا يجف يديه بمنشفة. وبعد الوجبة ، كان من الواضح أنه غسل ​​يديه مرة أخرى.
 إن كلمة “napkin” ، المستخدمة في الكتاب المقدس King James Version ، تعطي صورة خاطئة لما تم وضعه بالفعل حول رأس يسوع المسيح إن الكلمة اليونانية التى وردت فى الأصل اليونانى هي "soudarion" ، من كلمة لاتينية "sudarium". نوع من قماش الكتان مماثل لمنديل اليوم الحديث ، ولكنه أكبر حجما ، مثل المنديل أو "الحجاب" الذي ترتديه النساء اليهوديات. وكلمة "مطوية" الموجودة في يوحنا 20: 7 في العديد من ترجمات الكتاب المقدس يعنى أن "السودريون" كان مطوي مثلما لو طوى منديله أو منشفة.
بعد أن انتهى يسوع على الصليب ، قام يوسف الرامى بنقل جثمانه. وبمساعدة نيقوديموس ، وإعداد الجثة لدفنها. جسد يسوع ملفوف بقطعة قماش نظيفة (متى 27: 57-60 ؛ مرقس 15: 42-46 ؛ لوقا 23: 50-53 ؛ يوحنا 19: 38-41). عمدت بعض الترجمات إلى إعادة صياغة نص يوحنا ليصبح "شرائط من ملابس الكتان" بدلاً من قماش الكتان. قماش الكتان الوحيد - وفقا لمصادر يهودية ، من الميشناه اليهودي الذي يصف الدفن في كفن بسيط ، غير معقود أو مثبت بأي طريقة تقييدية. يتكون الكفن في العرف اليهودي الحالي من عدة ملابس.
قطعة كبيرة من قماش الكتان كانت ملفوفة حول جسد يسوع. تم وضع قطعة أخرى أصغر من قماش الكتان ، منديل ("soudarion" / "sudarium") على وجهه وملفوفة حول رأسه وحولها.
 كتب يوحنا: "وكان المنديل ، الذي كان حول رأسه من الكتان ، بل ملفوفًا في مكان بذاته" (يوحنا 20: 7). كلمة "ملفوفة" ("ملفوفة معا") تأتي من الكلمة اليونانية "entulissō"؛ مما يعني أن تتجول أو تدلف أو لفائف مستديرة وجولة. تم وضع المنديل ("soudarion" / "sudarium") على وجه يسوع ثم لفه حول رأسه.تستخدم الكلمة اليونانية الجديدة "entuliss" في مكانين آخرين فقط."وعندما أخذ يوسف الجسد ، لفه بقطعة قماش جديد" "تجاسر ودخل إلي بيلاطس وطلب منه جسد يسوع" (مر 15: 43).. وأخذه "أنزله، ولفه بكتان نقي" (ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة، ثم دحرج حجرًا كبيرًا علي باب القبر" (مت 27: 57-60) (لو 23: 52، 53).


"فَأَخَذَهُ وَغَفِّلَهُ بِالْكِتْرَةِ وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ حَجَرًا فِي الْحَجَرِ ، كَمَا كَانَ قَبْلُهُ قُدَّامًا" (لوقا 23: 23).

تخبرنا هاتان الآيتان ، أنه مثل رأس يسوع الذي كان ملفوفاً بمنديل أو منديل ("soudarion" / "sudarium") ، كان جسم يسوع ملفوفاً أيضاً (ملتف) بقطعة قماش من الكتان.

في يوم قيامة المسيح ، قرأنا في يوحنا 20: 12 أن مريم المجدلية "رأت ملائكين في جلوس أبيض ، أحدهما على الرأس والآخر عند القدمين ، حيث كان جسد يسوع ممزقاً". مواقف جلوسهم تشير إلينا أن المنطقة الواقعة بينهم تحتوي على الأدلة لإثبات أن يسوع المسيح قام من الموت. في تلك البقعة كان كفن وكيرشيف ("سوداريون" / "سوداريوم") لا يزالان مستلقيان - ملفوفان ("entuliss").

كان بطرس و يوحنا يشاهدان الملابس القبيحة أمام مريم المجدلية. يوحنا 20: 4-8 يقرأ:

"لذلك ركضوا معا معا ، والتلميذ الآخر تجاوز بيتر ، وجاء أولا إلى القبر. وانحدر ، وينظر في ، ورأى ملابس الكتان الكذب ، ولكن ذهب لم يكن في الداخل. ثم جاء سيمون بيتر يتبعه ، وذهب إلى القبر ، وارتدى ملابس الكتان ، وكان المنديل ، الذي كان حول رأسه ، لا يكذب بملابس الكتان ، بل ملفوفًا في مكان بذاته ، ثم ذهب أيضًا إلى ذلك التلميذ الآخر ، الذي جاء أولاً إلى القبر ، ورأى ، وآمن ".

كان جون أول من وصل إلى القبر. انه ينحدر وينظر في ، ورأى الملابس الكتان. لكن ما الذي جعله يتوقف عن الذهاب إلى القبر لإلقاء نظرة عن كثب؟ أعتقد أن يوحنا اهتز مؤقتًا في ما رآه. ربما لا يستطيع أن يصدق عينيه. عندئذ وصل بطرس ودخل القبر. لقد رأى أين تكمن ملابس الكتان (الكفن) وأيضاً منديل ("soudarion" / "sudarium") لرأس المسيح) مستلقياً بذاته وليس مع الكفن. وكانت ملابس القبور لا تزال في حالة ملفوفة. هذا ما يضحك
http://www.propheticrevelation.net/misc/the_folded_napkin.htm

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  
ورأى أن " المنديل الذى كان على رأسه " أى على رأس المسيح" ليس موضوعا مع ألكفان بل ملفوفا فى موضع وحده" بكل نظام وترتيب وهذا يدل على أن جسد يسوع لم يسرق لأنه لو سرق لكان اللصوص أخذوا ألكفان أيضا ولو كانوا تركوها ما كانوا يتركوها بترتيب ونظام بل كانوا يتركونها مبعثرة كيفكا أتفق وترك المسيح الأكفان ليعلمنا أن الأجساد فى القيامة لا تحتاج إلى ثياب إذ تعتاض عنها يالملابس التى لا تفسد ولا تبلى "

   تفسير / شرح  (يوحنا 20: 8)  8 فحينئذ دخل ايضا التلميذ الاخر الذي جاء اولا الى القبر، وراى فامن،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1)  " فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضاً التِّلمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلا إِلَى القَبْرِ،"
سبق التلميذ الآخر الذى هو يوحنا لأنه أصغر سنا التلميذ بطرس ووصل إلى باب القبر ولكه لم يدخل وشجع دخول بطرس القبر أولاً يوحنا ليفعل مثله، فعرف مما شاهده أن جسد الرب لم يُسرق. لا بد أن يوحنا عندما رأى الأكفان ومنديل الراس تذكر كلمات يسوع عن قيامته ولكن الخوف من اليهود والحيرة والتوهان والصدمة كانت لها تأثير أكبر عند التلاميذ قد يكون تفكيرهم يسوعة مات ثم قام وذهب إلى السماء ومن يذهب إلى فوق لا ينزل مرة أخرى ولكن كم كانت دهشتهم أن يكون معهم كما كان يجتمع معهم فى العلية (يو 20: 19)

2) " وَرَأَى فَآمَنَ"

يشبه ما حدث هنا ما حدث فيما بعد لتلميذى عمواس اللذن قالا (لو 24 32)"فقال بعضهما لبعض: «ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب؟»"

 رأى يوحنا ما رأى بطرس، اللفائف الموضوعة والمنديل بعيدا عنها موضوعاً بحرص وحده، وكل شيء في ترتيب ونسق طبيعي، ولا علامة لأي يد تدخلت في خروج الجسد من الكفن. ولكن الصمت عند بطرس والتعجب مما كان، ارتفع عند يوحنا إلى حد «الإيمان» ولكن ليس بالقيامة، وإلا لكان الأنجيل قد ذكر ذلك بوضوح، ولكن «الإيمان» كان بأن شيئاً قد تم!! إنه إعجاز ليس له مثيل ولا يمكن لعقل تصوره أن يخرج ميت من للفائف بدون أن تفك وكل شئ موجود فى مكانه ما عدا جسد المسيح إن تعريف افيمان المسيحى هو (عب 11: 1)  "وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى." وفى هذا الموقف وهذه الحالة رأى يوحنا فىآمن وإن نور فجر هذا الايمان العريض بالمسيح كان يحوى فيه تكميل وعد المسيح. ولكن إلى هنا توقف الإيمان عند يوحنا بانتظار استعلان أكثر. على كل حال,

 بأن يسوع قد قام، وأنه حيّ لا محالة، وأنه هو المسيح ابن العلى  وزالت كل الشكوك التي اعترته مما شاهده من القبض على المسيح وصلبه ودفنه. واتضح مما ذُكر أن يوحنا كان أول من آمن من الناس بقيامة المسيح.
كان يوحنا أمثر فهما من تلميذي عمواس، أو بطيء الايمان بالقلب، فقد تسحبت عليه أنوار القيامة، ولكن من بعد. القديس يوحنا يقدم اختباره للايمان دون أن يرى؛ هو إيمان، ولكن لا يجزم القديس يوحنا أنه إيمان مباشر بالقيامة، بل كان ممهدا لها بكل تأكيد. القديس يوحنا نعرفه بعد ذلك في حادثة صيد السمك بعد القيامة، كيف عرف الرب تلقائياً دون الأخرين، «إنه الرب». هو حدس إلهامي أكثر منه تحقيق رؤيا أو إدراك نظر.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>    فحينئذ" أى بعد أن دخل بطرس " دخل أيضا التلميذ الآخر" يوحنا " الذى جاء اولا إلى القبر" مقتديا ببطرس " ورأى فآمن" بأن المسيح قام حقا "

  تفسير / شرح    (يوحنا 20: 9)  9 لانهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: انه ينبغي ان يقوم من الاموات.
  .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لأنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ"
يعلن البشير سبب جهله وجهل سائر التلاميذ بنبوات الكتاب المقدس المتعلقة بقيامة المسيح
 أي إلى وقت كونه في القبر قبل أن شاهد أحد المسيح بعد قيامته.وهذه الآية مبهمة نوعا ما لأن المسيح ذاته قال لتلاميذه ( يوحنا 39:5) فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية و هي التي تشهد لي"  فهل هم لم يفشوا الكتب  ألن يكونوا حاضرين معه فى مجمع الناصرة (يو  4: 17- 21) 17 فدفع اليه سفر اشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه: 18 «روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية 19 واكرز بسنة الرب المقبولة». 20 ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. 21 فابتدا يقول لهم: «انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم». 

صراحة الأنجيل في سرد نقط ضعف إيمان التلاميذ وبطء قبولهم لحقيقة الإيمان، اتحذه بعض النقاد والهراطقة والمقاومين للايمان المسيحي كمحاولة لمهاجة القيامة ونفي حدوثها. وهكذا يتبين للقارىء، كيف أن نقط القوة في استعلان الحق الإلهي تتحول عند المحرومين من نور النعمة إلى نقط ضعف، وأن أسباب الإيمان الشديدة الصدق تصير عند الفاقدين للبصيرة الروحية، أسباب هزء وتجديف ومقاومة. ما كانوا يجهلونه فى ذلك الوقت عرفوه لاحقا واشار بطرس فى إحدى عظاته إلى المزمور 22: 10 فقال :"  ( أع ١٣: ٣٤، ٣٥) . 34 انه اقامه من الاموات، غير عتيد ان يعود ايضا الى فساد، فهكذا قال: اني ساعطيكم مراحم داود الصادقة. 35 ولذلك قال ايضا في مزمور اخر:لن تدع قدوسك يرى فسادا. "

هنا يقدم القديس يوحنا حقيقة جوهرية، وهي أن الأسفار المقدسة بالرغم من النبوات المرشدة تشير إلى حقيقة المسيح إلا أنها لم تكن هي القائد للتلاميذ للتعرف على القيامة، بل نبوة لمسيح ذاته أن سيحدث له مشابه ليونان النبى فى جوف الحوت ثلاثة ايام يوحنا التلميذ الذى كان المسيح يحبه كان دقيقأ وواضحاً وصريحاً في ذكر ضعف إيمان التلاميذ وتباطؤ ذهنهم في قبول هذه الحقيقة ولكن الحوادث المتتابعة هي التي ألمعت في ذهنهم، وأعطت للأسفار المقدسة فرصةلتكون حقيقة مرأية حاصلة أمام أعينهم : الحجر المرفوع من على القبر، القبر الفارغ، بشارة المجدلية والنسوة، الأكفان الموضوعة بمفردها وبنظام؛ هذا كله في الحقيقة يوضح لنا بأجلى بيان أن التلاميذ لم يكونوا قط مستعدين لتقبل القيامة، نبوات العهد القديم تحققت ولم يكن في ذهنهم أي تمهيد من واقع الأسفار المقدسة، مما يفيد أن القيامة كحدث فائق اقتحمت مجالهم الفكري اقتحاماً، وفرضت ذاتها عليهم كموضوع إيمان.

 

2) " َ يَعْرِفُونَ الكِتَابَ:"

 «يعرفون الكتاب»: القديس يوحنا هنا لا يشير إلى مجمل الأسفار، بل إلى كتاب واحد بالذات، وغالباً يقصد المزمور السادس عشر، وهو الذي استشهد به القديس بطرس الرسول بعد الخمسين: «لذلك فرح قلبي وابتهجت روحي. جسدي أيضاً يسكن مطمئناً. لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع قدوسك يرى فساداً.» (مز9:16-10)

 

3) "  أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ "

أي النبوات المتعلقة بموت المسيح وقيامته، ومنها ما في (مزمور ١٦: ١٠) "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَاداً." (إشعياء ٥٣: ١٠) 9 وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته.على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش 10 اما الرب فسر بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة  "  ( هو 6: 2) لقد فهم أعضاء السنهدرين تنبؤ يسوع بقيامته (مت 27: 62- 66) بينما لم يفهمها التلاميذ .
(انظر شرح لوقا ٢٤: ٢٨، ٤٨). ومنعهم جهلهم بمعنى تلك النبوات من فهم كلام المسيح يوم أنبأهم أنه يقوم في اليوم الثالث، ومنعهم من أن يتوقعوا قيامته حتى أنهم لم ينتبهوا حالاً لذلك لما رأوا القبر مفتوحاً ولم يروا جسده فيه. ولم ينبئنا البشير هل آمن بطرس مما رأى أو لا. الأرجح أنه لم يكن قد آمن، وإلا لذكر ذلك كما ذكر إيمان نفسه على أنه آمن بذلك بعد بضع ساعات من النهار عينه حين ظهر المسيح له (لوقا ٢٤: ٣٤ ) 34 وهم يقولون: «ان الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان!» (١كورنثوس ١٥: ٥).5 وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. "  

‏ويعلق بطرس الرسول في سفر الأعمال على هذا النص، موضحاً أنه نص نبوة القيامة بالدرجة الاول هكذا: «أيها الرجال الإخوة يسوغ أن يُقال لكم جهاراً عن رئيس الآباء داود, إنه مات، ودُفن, وقبره عندنا حتى هذا اليوم، فإذ كان نبياً وعلم أن الله حلف له بقسم أنه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد، ليجلس على كرسيه، سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح, أنه لم تترك نفسه في الهاوية, ولا رأى جسده فساداً. فيسوع هذا، أقامه الله، ونحن جميعاً شهود لذلك (29:2-32)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  لأنهم لم يكونوا يعرفون الكتاب أنه كان ينبغى أن يقوم من بين الأموات " أى أن الرسل جميعهم بما فيهم بطرس (ما عدا يوحنا الذى ىمن) كانوا يجهلون معنى النبوات المتعلقة بموت المسيح وقيامته وجهلهم هذا كان سببا فى عدم فهمهم كلام المسيح بشأن قيامته فى اليوم الثالث وإن علم الرسل كان ناقصا وبعد القيامة كانوا يتدرجون فى الكمال شيئا فشيئا إلى يوم الخمسين وحينئذ علمهم الروح القدس كل شئ وذكرهم بكل شئ ،

    تفسير / شرح   (يوحنا 20: 10)  10 فمضى التلميذان ايضا الى موضعهما.
  
.  . .. .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «فَمَضَى التِّلمِيذَانِ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِهِمَا»."
رجعا معاً إلى مسكنهما في المدينة ولم يكن لبطرس مسكن فى أورشليم وكان يقيم في العلية مع التلاميذ في بيت يوحنا مرقس أما يوحنا الآخر أو التلميذ الذى كان يسوع يحبه حسب ما أطلق على نفسه فيعتقد أنه كان له مسكن خاص وقد أخذ العذراء مريم إلى بيته وكلمة "موضعهما تعنة "خاصته فى اللغة اليونانية التى كتب بها إنجيل يوحنا

وبعد ما تحققا بالمشاهدة ما أنبأتهما به مريم المجدلية من أن القبر مفتوح والجسد مأخوذ، ولم يريا من فائدة لبقائهما هناك. ولعلهما خافا من أن اليهود إذا وجدوهما عند القبر، وعرفوا أن جسد يسوع مأخوذ، يتهمونهما بسرقته. ولا بد أن الرسولين تحاورا على الطريق بما يمكن أن يكون قد حدث ليسوع، .و يعطينا القديس مرقس صورة حزينة يخيم عليها اليأس لهؤلاء التلاميذ المجتعين في العلية مع كل الذين من خاصتهم هكذا: «‏فذهبت هذه، وأخبرت الذين كانوا معه (مع يسوع)، وهم ينوحون ويبكون.» (مر10:16)
هذا هو منظر التلاميذ قبل القيامة. وحتى بعد أن رأوا الحجر مدحرجا والقبر فارغاً واللفائف موضوعة في مكانها، ذهبوا إلى مواضعهم صامتين, وحتى المحبوبة بقيت عند القبر الفارغ تبكي

 "أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  وبعد أن شاهد التلميذان القبر مفتوحا والجسد غير موجود عادا " أيضا إلى موضعهما " أى إلى محل إقامتهما

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  العشرون
2. صباحًا: مريم المجدلية والملاكان
  (يوحنا 20: 11-13)

   تفسير / شرح   (يوحنا 20: 11)  11 اما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت الى القبر،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

 1) " «أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ القَبْرِ خَارِجاً تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى القَبْرِ»."

† " تبكي  " .. زمن ماض متصل مستمر .. إنفردت شعوب منطقة الشرق الأوسط عن شعوب العالم فى بالممارسات العاطفية والحزن الشديد على الميت فى الجنائز   تشير هذه الكلمة إلى صوت مريم المجدلية أثناء حزنها الشديد عند نواحها وعويلها مع بكاء على يسوع الذى مات
أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ القَبْرِ فإذاً لا بد أنها رجعت إلى القبر بعدما أخبرتهما في البيت (ع ٢) لكنها لم تستطع أن تجري، وقد تكون أثناء رجوعها طرأ علي عقلها تفكير أو أن القلق إنتابها فرجعت للقبر ومما يذكر أن مريم المجدلية ذهبت للقبر خمس مرات لأنها لم تقتنع كما اقتنع يوحنا من مشاهدة الأكفان مطويّة والمنديل ملفوفاً وموضوعاً وحده. وبقيت تتوقع معرفة شيء آخر مما يتعلق بجسد المسيح، مع أنها انحنت ونظرت ما نظراه.
‏الإناجيل الثلاثة تتفق في ذكر زيارة واحدة لمريم المجدلية إلى القبر، والقديس يوحنا هو الذى ينفرد بذكر الزيارة الاولى التي تمت باكراً جداً، ثم يذكر الزيارة الثانية ببيانات أوفى؛ والقصد هو توضيح تدرج استعلان القيامة خطوة خطوة، بكل دقة.
‏وهذا التدرج نلاحظه أيضاً في سياق الرواية هكذا:
1- المجدلية ترى الحجر مرفوعأ والقبر فارغاُ، فتقول: «أخذوا السيد».
2- يوحنا يرى أولاً الأكفان موضوعة ولم يدخل.
3- بطرس يرى اللفائف وحدها ومنديل الرأس وحده, فيتقدم خطوة أن الجسد لم يُؤخذ.
4- يوحنا يرى أيضاُ كل هذا، فيؤمن.
‏كذلك نرى التدرج الذي يعتني القديس يوحنا بتسجيله للقيامة في استخدامه ثلا ثة أفعال مختلفة لفعل «يرى»، بالنسبة ليوحنا أولاً, ثم بطرس ثانياً, ثم يوحنا ثالثاً:
1- فيوحنا أولاً نظر الأكفان موضوعة, نظرة بسيطة عابرة.
2- بطرس ثانياُ نظر الأكفان والمنديل، نظرة تأملية فاحصة.
3- ويوحنا ثالثاً رأى فآمن، وهي نظرة تصديق وإيمان.
واضح أن المجدلية بعد أن أخبرت بطرس ويوحنا, تبعتهم هي أيضاً إلى القبر، وربما تركض أيضاً، إذ لما خرج التلميذان من القبر كانت المجدلية خارجاً. أما التلميذان فخرجا من القبر، وذهبا، كل في طريقه، وكأن القبر لم يعد فيه ما يحل لغز المسيح طالما ليس فيه الجسد. أما المجدلية فتشبثت بالقبر ولم تغادره، وكأنها تطالب القبر أن يحل لغز نفسه, وتستعطفه ببكائها أن رجاءها كان لا يزال منعقدا عليه. ويعبر القديس أغسطينوس عن وقفتها هذه هكذا: (إن ضعف طبيعتها والمشاعر الجياشة في قلبها سمرتها في المرضعا).
‏لم تحاول الدخول إلى غرفة الدفن ولكنها تشجعت وانحنت أيضاً لتنظر هي الأخرى. إنه وحي الروح فيها، وقد اجتذبها نور السماء من داخل القبر.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "اما مريم" المجدلية فرجعت بعدما أخبرت بطرس ويوحنا وكانت واقفة عند القبر خارجا ومن فرط حبها كانت " تبكى " لأنها لم تجد جسد يسوع " وفيما هى تبكى إنحنت إلى القبر متفرسة فيه علها تجد ما يرشدها إلى معرفة مكانه

    تفسير / شرح  (يوحنا 20: 12)  12 فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الراس والاخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَنَظَرَتْ ملاكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ "
فَنَظَرَتْ ملاكَيْنِ هما ملاكان حقيقة، ولذلك دعاهما يوحنا كذلك. لكنهما ظهرا في صورة الناس ولذلك سماهما مرقس ولوقا «رجلين». ولا تضارب بين ما ذكره يوحنا بظهور ملاكين لمريم وإنباء متّى بظهور ملاك واحد لغيرها من النساء (متّى ٢٨: ٥) جميع ضهورات الخلائق الروحانية يسمح الرب بها لإنسان حسب ما يريد الرب فنفس المنظر أو الرؤيا فى ظهرو لاك لمجموعة من الناسمثلا واحد يراه ملاكا وآخر رجلا وثالث لا يرى شيئا فالملاكين ظهرا لوحد فى صورتهما الحقيقية وللآخر فى صورة رجلين ذلك حدث وهي غائبة لتنبئ الرسولين، وهذا بعد انصراف أولئك النساء. ومن العجيب أن مريم لم تستغرب رؤية الملاكين، ولم تخف منهما. وعلّة ذلك أن شدة حزنها ورغبتها في الفحص عن جسد المسيح شغلت كل أفكارها ومنعتها أن تنتبه لغرابة ذلك الأمر.
وكان ظهور الملاكين في قبر المسيح، كحراس سمائيين، ردا حاسماً دامغاً على القول أنهم أخذوه ولسنا نعلم أين وضعوه، بل تبكيتا وتقريعا مرا على اليهود الذين حاولوا أن يشيعوا هذا الإدعاء.
‏لقد اعتنى القديس يوحنا أن يوضح، بالبرهان السمائي، إلى أي مدى كان الجسد والقبر في حوزة السماء وحراسة جبابرة الأرواح العليا.
وإن وجود الملاكين في قبر المسيح هو مصداق وفاق لقول المسيح ليبلاطس: «مملكتي ليست من هذا العالم» (يو36:18‏). فهوذا الجنود يحرسون جسد رب الجنود. لقد رافقوه في ميلاده (لو13:2)، وفي تجربته (مت11:4)، وفي جثسيماني (لو43:22‏) )، وفي قبره وفي قيامته وفي صعوده (أع10:1)!!.


2) " جَالِسَيْنِ وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ،."
«يا جالساً على الكروبيم أشرق... أيقظ جبروتك وهلم لخلاصنا.» (مز1:80-2)
‏هذه أول مرة يذكر فيها القديس يوحنا شيئاً عن ظهور فعلي للملائكة. ‏وضع الملاكين هنا في غاية الأهمية اللاهوتية، لأنه يمثل مطابقة لما نصت عليه التوراة في مكان الحضرة الإلهية من الشاروبيم فوق غطاء اتابوت العهد المسمى: «كرسي الرحمة» أو «الغفران»: «فاصنع كروبا واحداً على الطرف من هنا، وكروباً آخر على الطرف من هناك... وأنا أجتمع بك هناك, وأتكلم معك من على الغطاء, من بين الكروبين اللذين على تابوت الشهادة بكل ما أوصيك به.» (خر19:25-22)

 

3) "  حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً»"
‏وهنا وضع الملاكين على طرفي مصطبة القبر حيث كان الجسد موضوعاً، يشير إشارات بليغة إلى مكانة الجسد الإلهي المسجى بمفهوم الحضرة الإلهية، وإلى قداسة المكان على المستوى العالي كموضع الحضرة الإلهية؛ كما يشير إلى أن القبر صار بمفهوم تابوت العهد الجديد بلا نزاع, ليى في مكانه ومظهره، لأنه فارغ، ولكن في معناه. فمن القبر المكان الذى قام منه القيامة التي هي الركن والسند للايمان المسيحي، واستعلن المسيح ابن الله. أما جلوس الملاكين وليس وقوفهما فهو يشير إلى انتهاء نوبتهما في الحراسة، بعد أن قام المسيح وغادر القبر. فمجرد وجودها جالسين عند طرفي القبر هو بمثابة إشارة، أول إشارة, بالقيامة. وبالفعل كان الملاكان, أو الرجلان الإلهيان بحسب إنجيل القديس لوقا, أول من أعلن القيامة: «لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليى هو ههنا لكنه قام» (لو5:24-6)
ولكن في إنجيل القديس يوحنا كان عمل الملاكين هو تحديد مكان وضع الجسد، «واحداً عند الرأس والأخر عند الرجلين». وهذا التحديد الملائكي هو بحد ذاته شهادة فائقة ليقين موت الرب ويقين الدفن. إنه ختم تصديق لكل رواية ما بعد الصليب، وبالتالي إشارة صامتة ولكن دامغة أنه قام. لقد كان عمل الملاكين هو استعلان سر القبر وسر القيامة، الأمور التي فاقت قدرة بطرس والآخرين، ثم تحويل البكاء والعويل إلى بشارة وتهليل.
‏‏السلام للقبر مهبط الملائكة وبيت النور، الموضع الذي انطلقت منه بشرى الحياة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>   وبينما هى كذلك إلتفتت فنظرت " ملاكين بثياب بيض"  نورانيين علامة البهجة التى تحدث لطبيعتنا بقوة المسيح فى القيامة "جالسين واحدا عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعا

   تفسير / شرح  (يوحنا 20: 13)  13 فقالا لها:«يا امراة، لماذا تبكين؟» قالت لهما:«انهم اخذوا سيدي، ولست اعلم اين وضعوه!».
  .. "
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

(لماذا الطيب والنحيب....إن زمن البكاء قد انقضى، لا تبكين، بل بشرن بالقيامة للرسل - الأبصلمودية المقدسة السنوية)

1) " َقَالا لَهَا: يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ "
لِمَاذَا تَبْكِينَ تشتهر النساء بدموعهن العاطفية وبلا شك أن دموع مريم المجدلية سببها عدم فهمها لعدم وجود جسد المسيح فى القبر وظنت أن البعض سرقة «أخذوا سيدي»: لا تزال الفكرة الي تسلطت عليها، أنهم «أخذوا الجسد». ولا تزال هي تبحث وتفكر: «أين وضعوه؟». فالحنوط عل كفها وهي تود أن تحنط الجسد مهما كان وبأي ثمن، والبكاء يقطع نياط قلبها، وقد كفت عيناها عن أن ترى قيمة لأية قيمة، حتى للملاكين اللذين يحدثانها! أنا أريد «سيدي» وحسب.

لم يسألاها الملاجان لجهلهما السبب بل لينبهاها على أن لا داعٍ للبكاء، وأنها يجب أن تفرح لمشاهدتها القبر مفتوحاً، لأنه وجود القبر فارغ من الجسد دليل على قيامة من تبكيه. وكثيراً ما يحق للملائكة أن يسألونا: «لماذا تبكون؟» عندما يروننا ننوح على من نفقدهم من الأصدقاء وهم فى الفردوس .

2) " قَالَتْ لَهُمَا: إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ»"
أَخَذُوا سَيِّدِي جوابها للملاكين كالخبر الذى قالته للرسولين سابقا ( يو 20: 2). فكل ما خطر على بالها أن الجسد أُخذ، وهي تريد أن تراه. والعجيب أن القيامة لم تخطر لها على بال.
«يا امرأة لماذا تبكين؟»: ليس هذا سؤالا بل مراجعة وعتاب. لقد هال الملائكة في يوم ارتفاع الرب بالمجد إلى أعلى السموات, أن يقف البشر في القبر يبكون وينوحون, وعلى أيديهم حنوط للجسد, والجسد قام وصار أعلى العليين!

عجيب في عينيها وفي مسامعها أن يسألها الملاكان: «لماذا تبكين؟» إنه «سيدي»، أخذوه، كيف لا أبكي؟ إن غيبة المسيح عنها ألغت حضرة الملائكة أمامها؛ بل ألغت الخوف والجزع من كل رهبة، فلم تعد للملائكة مكانة بعد غياب «سيدي»، ولسان حالها بالنسبة للملاكين هو: إن كنتما تعرفان أين وضعوه قولا لي وإلا فلماذا الكلام؟

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>قالا بها يا إمرأة لماذا تبكين مع أنه ليس وقت البكاء بل وقت السرور والبهجة والفرح لقيامته فاجابت مريم " فقال لهما أنهما أخذوا سيدى ولست اعلم أين وضعوه" ومن جوابها نستدل أن القيامة لم تخطر على بالها قط .


 

This site was last updated 08/23/21