Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  الثانى عشر (يو 12 : 1- 26)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
Untitled 8492
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
Untitled 8490
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
Untitled 8493
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
Untitled 8428
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
Untitled 8429
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت

 
 تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثانى عشر (يو 12: 1- 26)
1. سكب الطيب على قدمي يسوع (يوحنا 12:  1- 11)
2. دخوله أورشليم منتصرًا  (يوحنا 12:  12- 19)
3. تكريم اليونانيين ليسوع (يوحنا 12:  20 - 26)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثانى عشر
1. سكب الطيب على قدمي يسوع (يوحنا 12:  1- 11)

 تفسير / شرح ( يوحنا 12:  1)   1 ثم قبل الفصح بستة ايام اتى يسوع الى بيت عنيا، حيث كان لعازر الميت الذي اقامه من الاموات.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 † "  ثم قبل الفصح بستة ايام  " ..  يختلف الترتيب الزمنى فى البشارة عما زرد فى بشارة متى (مت 26: 2) من المعروف ان تركيز البشائر الأربعة لم يكن على الترتيب الزمنى للأحداث بل على أعمال يسوع وتعاليمه ومعجزاته ومناقشاته  مع  طوائف اليهود الدينية مثل الفريسيين والكتبة ورؤساء الكهنة والشيوخ والصدوقيين والهيودسيين  كما ركزت أيضا على شخصة وأشخاص كثيريين حوله   

1) " ثُمَّ قَبْلَ الفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ "
قَبْلَ الفِصْحِ (أى قبل 14 نيسان) بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أ أى أن المسيح وصل غلى بيت عنيا قادما من آفرايم حيث كان معتكفا ي الثامن من أبريل (نيسان) وهو أول اليوم التاسع منه.(ملاحظى يوقل بعض المفسرين أن 8 نيسان يقع يوم جمعة قبل غروب الشمس وغروب الشمس يوم الجمعة هو بداية يوم السبت الذى لا عمل فيه فإستراح يوم السبت وربما خضر المجمع المحلى (الكنيس) أو غيرها من النشطة ولكن لم يذكر إنجيل يوحنا تفاصيل أحداث المسيح فى أفرايم إلا أنه فى عشاء يوم السبت الذى هو بداية يوم الأحد حضر وليمة العشاء وهذا يوافق ان مرثا كانت تخدم وتعمل فى البيت لأنه لا يحل الخدمة يوم السبت (فى تفسيرنا هذا نذكر ما قاله المفسسريين بتحديد اليوم من ايام السبوع لأنها كلها إجتهادات تحتمل الصح والخطأ

إختار المسيح بيت عنيا قبل الفصح ليعتزل هناك لأنه فى طقس خروف الفصح أن يعزل الخروف قبل الفصح بخمسة أيام بعيدا عن الحظيرة - وهذا يوضح سبب ذكر إنجيل متى عن الأيام الستة قبل الفصح وهذه اليام الخمسة هى أيام تكريس الخروف وإعداده للفصخ (خر 12: 3- 6) 3 كلما كل جماعة اسرائيل قائلين في العاشر من هذا الشهر ياخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الاباء شاة للبيت. 4 وان كان البيت صغيرا عن ان يكون كفوا لشاة ياخذ هو وجاره القريب من بيته بحسب عدد النفوس.كل واحد على حسب اكله تحسبون للشاة. 5 تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة.تاخذونه من الخرفان او من المواعز. 6 ويكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر.ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية. "  (عب 12: 3- 6) 3 فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم. 4 لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية، 5 وقد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين:«يا ابني لا تحتقر تاديب الرب، ولا تخر اذا وبخك. 6 لان الذي يحبه الرب يؤدبه، ويجلد كل ابن يقبله». 

سبق في شرح متّى ٢١: ١ جدول حوادث آخر أسبوع من حياة يسوع على الأرض.
2) "   أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ المَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ"

نعلم من أقوال البشائر الأخرى أن يسوع التقى بالقافلة الآتية التى تضم حجاج هذا الإقليم من بيرية إلى أورشليم لحضور العيد وسار معها إلى أريحا أولاً، وهنالك فتح عيون أعميين، وجدد قلب زكا، وتكلم بمثل «الشريف وعشرة الأمناء» (متّى ١٩: ١٧، ٢٩ ) ( مزمور ١٠: ٣٢، ٤٦ ) ( لوقا ١٨: ٣١، ٣٥ ) ( لو ١٩: ١).
بَيْتِ عَنْيَا انظر شرح متّى ٢٦: ٦. ولعل يسوع قضى فيها مع تلاميذه كل يوم السبت.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"قبل الفصح بستة أيام" أى يوم الجمعة من الأسبوع السابق على أسبوع الألام وقبل أحد السعف فتكون الستة أيام هى السبت والأحد والأثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس " أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الميت الذى أقامه من الأموات "  لكى يعتزل إورشليم وقتا من الزمان 

  تفسير (يوحنا 12:  2)  2 فصنعوا له هناك عشاء. وكانت مرثا تخدم، واما لعازر فكان احد المتكئين معه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً "

 يبدو أن أهل قرية بيت عنيا أقاموا مأدبة عشاء كبيرة بمناسبة إحياء لعازر خاصة أن المكان إزدحم بالجماهير الذى أتوا من أورشليم وأنحاء اخرى ليروا لعازر الذى مات وقام من بين الأموات وهذه المأدبة أو الوليمة غير الوليمة التى ذكرت فى (مت 26: 6) والتى أقيمت فى بيت سمعان ألأبرص

 أراد كثير من المفسرين أن يجمعوا بين ما جاء هنا وما جاء بالناجيل الثلاثة وإفترضوا أن بيت سمعان الأبرص الوارد فى إنجيل متى )26: 2) وفى إنجيل مرقس (مر 14: 3) غير بيت مرثا ومريم ولعازر بدليل ان لعازر كان مدعوا كضيف ولكن جرت العادة عند اليهود إكرام الضيف وإظهار كامل الإحترام وإظهاراً لسرورهم بزيارته. وذكر واكن من يقومون بهذه الولائم الأغنياء فقط لأن يسوع كان يذهب من مكان لآخر ومعه 12 تلميذا والنساء اللاتى كم يخدمنهم وذكر متّى ومرقس أن ذلك العشاء كان في بيت سمعان الأبرص ( متّى ٢٦: ٦ ) 6 وفيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص ( مرقس ١٤: ٣)3 وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص وهو متكئ جاءت امراة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن. فكسرت القارورة وسكبته على راسه.  الأبرص." ولم يكن فقط الضيوف الغرباء عن بيت عنيا فكان فى العادة بستضيفون عليه القوم فكان لعازر من هؤلاء الضيوف .. وجرت العادة أيضا أنه لا يستطيع بيت الغنى أن يصنع طعاما وتخدم هذا العدد الكبير فكانت نساء القرية تشارك نساء بيت سمعان فى إعداده ونتذكر كيف كانت عرفت مريم فى عرس قانا الجليل عن نقص الخمر -  وكان أيضا فى العادة يجتمع أهل القرية حول المنزل لمشاهدة المسيح والإستماع إليه

ويقال ان سمعان الأبرص هو أحد العشرة البرص الذى شفاهم المسيح ولكن لم يرد تأكيد لذلك فى الأناجيل
2) " وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ "

لم تذكر الناجيل الازائية إسم مريم ومرثا ولعازر خوفا عليهم من اليهود بينما ذكروا فى إنجيل يوحنا فقط حتى يكمل سرد القصة ومرة أخرى يقدم لنا إنجيل يوحنا صفات الأختين مرثا العاملة الخادمة والثانية تتأمل وتحب وحياة النذر الرهبانى الذى يسمى التصوف فى المسيحية يأخذ أسلوبه ومنهجه وفلسفته من مريم ومرثا وقيل فى هاذين الإثنين إن " مريم بمرثا مدحت" فلولا شكوى مرثا لما مدح المسيح مريم 

كما فعلت منذ ستة أشهر حين تعشى يسوع في بيت عنيا (لوقا ١٠: ٣٨ - ٤٢).38 وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امراة اسمها مرثا في بيتها. 39 وكانت لهذه اخت تدعى مريم التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه. 40 واما مرثا فكانت مرتبكة في خدمة كثيرة فوقفت وقالت: «يا رب اما تبالي بان اختي قد تركتني اخدم وحدي؟ فقل لها ان تعينني!» 41 فاجاب يسوع: «مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة 42 ولكن الحاجة الى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها».
3) " وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ المُتَّكِئِينَ "

مَعَهُ ذكر البشير اتكاء لعازر مع يسوع تأكيداً لصحة قيامته

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 "فصنعوا له هناك عشاءا " إكراما له وإظهار لسرورهم بزيارته وهذا العشاء هو الذى ذكره البشيران متى ومرقس فى (مت 26 ) و (مر 14)  فأخذت مريم منا من طيب ناردين خالص الثمن ... ألخ قال متى ومرقس أنها دهنت رأسه وزاد يوحنا أنها دهنت أيضا قدميه ،

  تفسير (يوحنا 12:  3)  3 فاخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعرها، فامتلا البيت من رائحة الطيب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ "

، كانت عادة العذارى اليهوديات أن يحتفظن بهذا العطر حتى يوم زواجهن يتعطرن به ، كما أن المتزوجات أيضا كن يضعن باقى قارورة (زجاجة ) العطر الثمثن كقلادة حول رقابهن ، لقد حققت مريم أخت لعازر بمحبتها للسيد المسيح وبإرشاد من روح الله، تلك النبوءات الرائعة عن رائحة الناردين في مجلس الملك "أفاح نارديني رائحته" (نش1: 12) كان هذا العطر يأتى عن طريق القوافل ناتج من جذور نبات فى الهملايا لهذا كان غالى الثمن

هي التي اقتصر متّى ومرقس على أنها امرأة. ولعل سبب ذلك خوفهما عليها من اليهود.ولكن ورد أسمهما فى أماكن أخرى ( لوقا ١٠: ٣٨، ٣٩ ) 38 وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امراة اسمها مرثا في بيتها. 39 وكانت لهذه اخت تدعى مريم التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه.  ( يوحنا ١١: ٢) 2 وكانت مريم، التي كان لعازر اخوها مريضا، هي التي دهنت الرب بطيب، ومسحت رجليه بشعرها.
2) " مَناً "

المن هوو الرطل الرومانى ويساوى 327 جراما وربع جرام أى ما يساوى ثلث لتر هو وذكر متّى ومرقس قارورة بدل من «مناً».
١ملوك ١٠: ١٧ ) 17 وثلاث مئة مجن من ذهب مطرق.خص المجن ثلاثة امناء من الذهب.وجعلها سليمان في بيت وعر لبنان. (عزرا ٢: ٦٩ ) 69 اعطوا حسب طاقتهم لخزانة العمل واحدا وستين الف درهم من الذهب وخمسة الاف منا من الفضة ومئة قميص للكهنة. (نحميا ٧: ٧١، ٧٣ )71 والبعض من رؤوس الاباء اعطوا لخزينة العمل ربوتين من الذهب والفين ومئتي منا من الفضة. 72 وما اعطاه بقية الشعب ست ربوات من الذهب والفي منا من الفضة وسبعة وستون قميصا للكهنة. 73 واقام الكهنة واللاويون والبوابون والمغنون وبعض الشعب والنثينيم وكل اسرائيل في مدنهم  ( حزقيال ٤٥: ١٢ ) 12 والشاقل عشرون جيرة.عشرون شاقلا وخمسة وعشرون شاقلا وخمسة عشر شاقلا تكون منكم.

3) " مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ"

أشتهرت مصر بتصدير العطور والزيوت والروائح لبلاد الشرق الأوسط وروما منذ زمن قدماء المصريين والصورة الجانبية صندوق فيه أدوات تجميل عثر عليه فى إحدى مقابر الملكات وألأميرات وبه قوارير مختلقو الحجم وفرشاة فى قارورة رفيعة صنعت خصيصا لوضع الكحل على العينين وغيرها
نَارِدِين هو من الأطياب الثمينة التي تنافس بها القدماء (نشيد الأناشيد ١: ١٢ ) 12 ما دام الملك في مجلسه افاح نارديني رائحته. ( نش ٤: ١٣، ١٤). 13 اغراسك فردوس رمان مع اثمار نفيسة فاغية وناردين. 14 ناردين وكركم.قصب الذريرة وقرفة مع كل عود اللبان.مر وعود مع كل انفس الاطياب."

  الناردين Spikenard: Nardostachys grandiflora أو Nardostachys jatamansi; ويطلق عليه أيضًا nard, nardin, وmuskroot نوع من الطيوب، يسمى أيضًا النرد، يستخلص من نبات صغير الحجم ينبت بكثرة في جبال حملايا على ارتفاع عالٍ. وهو سائل استعمله الهنود في الأزمنة القديمة دواء لبعض الأمراض: كما استعملوه طيبًا لأنه طيب الرائحة، وتاجروا به وصدروه إلى دول الشرق التي كانت تتولى توزيعه في العالم القديم. وقد دهنت مريم (أخت لعازر) قدمي يسوع به (يو 12: 3) وسكبت هي، أو غيرها، شيئًا منه على رأسه، وذلك قبل الفصح بستة أيام (مر 14: 3). وكان عملها دليلًا على حسن ضيافتها ليسوع الذي أقام أخاها من الأموات. وذكر الناردين بين الأطياب التي حملتها عروس سليمان (نش 1: 12 و4: 13 و14). والناردين غالي الثمن.
4) " وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا،».

لم يذكر إنجيل متى إسم المرأة التى دهنت رجلى يسوع وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ قال متّى ومرقس إنها دهنت رأسه (متى 26/ 6) (مر 14: 3)  وكان ذلك الغالب في الدهن بالطيب (مزمور ٢٣: ٥ ) 5 ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي.مسحت بالدهن راسي.كاسي ريا. ( لوقا ٧: ٤٦).46 بزيت لم تدهن راسي واما هي فقد دهنت بالطيب رجلي.  "  ونستفيد من رواية يوحنا أنها زادت على ما ذكراه أنها دهنت قدميه أيضاً، فأظهرت تواضعها كما أظهرت سخاءها ووفرة شكرها بوفرة الطيب الذي دهنته به.

خالص : أى مركز وفى مفهوم العقاقير تعنى أنه نقى أى غير مضاف غليه أى مادة أخرى من شموع أو راتينجات التى تغي قوامه إلى مرهم أو دهان 
5) "  فَامْتلأ البَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ"
فَامْتلأ البَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ ذكر ذلك بياناً لحسن الطيب ووفرته. وصح قول نشيد الأنشاد (نش 1: 12)  12 ما دام الملك في مجلسه افاح نارديني رائحته.  "

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فقامت اولا بالأمر الذى يحصل غالبا وهو دهن رأسه ثم زادت ودهنت قدميه إظهارا لسخائها ووفرة شكرها / وقوله " ومسحت قدميه بشعر رأسها "  لا يفيد أنها مسحتهما بهد الدهن بالطيب لأنها قد تكون مسحت شعرها لا قدمى يسوع بل المراد أنها مسحت قدمى يسوع أولا من الغبار إذ كان يسير كعادة اليهود بالنعل وحده ثم دهنتخما بالطيب "فإمتلأ البيت من رائحة الطيب " لكثرة الطيب وجودته
 

  تفصير (يوحنا 12:  4)  4 فقال واحد من تلاميذه، وهو يهوذا سمعان الاسخريوطي، المزمع ان يسلمه:

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 1) " فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تلامِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ،"
 إسمه من أصل عبرى والأسخريوطى إسم مأخوذ من بلدة "خريوط" أو "قريوط" (يش 15: 25) فإذا كان يهوذا فعلا من هذه البلدة فإن يهوذا يكون هو الوحيد من خارج منطقة الجليل ، وقد يكون الإسم من أصل يونانى ، وإسمه فى اللغة اليونانية يشير إلى السكين الذى كان يستخدمه اليهود الغيارى فى الإغتيالات
وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ انظر شرح متّى ١٠: ٤. ذكر متّى ومرقس تذمر التلاميذ (متّى ٢٦: ٨ ) 8 فلما راى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين: «لماذا هذا الاتلاف؟ ( مرقس ١٤: ٤)  وكان قوم مغتاظين في انفسهم فقالوا: «لماذا كان تلف الطيب هذا؟ 5 لانه كان يمكن ان يباع هذا باكثر من ثلاثمئة دينار ويعطى للفقراء». وكانوا يؤنبونها. " ولم يذكر أيّهم بدأ وهيّج الباقين. أما يوحنا فذكره وذكر أيضاً أن ذلك ما يتوقع من محب المال مثله.
2)   المزمع ان يسلمه:  " ..
  أستعملت هذه الكلمة فى القضاء لإستعاء شخص ما أو بمعنى وضع الثقة فى ضخس ما ، وكلمة يسلمة لا تحمل معنى سلبيا

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع شرح (متى 26: 8) و (مر 14: 4) وأقتصر متى ومرقس على أن التلاميذ تذمروا ولكنهما لم يصرحا أيهم كان البادئ أما يوحنا فذكره بالإسم ثم أوضح السبب بقوله أنه كان أمين الصندوق  

 تفسير (يوحنا 12:  5)  5 «لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمئة دينار ويعط للفقراء؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 1) "  لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هَذَا الطِّيبُ بِثلاثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلفُقَرَاءِ؟ "
ثلاثَمِئَةِ دِينَارٍ كان الدينار يومئذ أجرة الفاعل في اليوم (متّى ٢٠: ١٠) 10 فلما جاء الاولون ظنوا انهم ياخذون اكثر. فاخذوا هم ايضا دينارا دينارا.  " فتكون قيمة ذلك الطيب ما يعدل أجرة العامل في كل أيام العمل من السنة.ه

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
الذى يحفظ المال الزهيد الذى كان يكرم به المؤمنون يسوع وتلاميذه وأنه كان خائنا فأظهر غيرته على الفقراء برياء لأن يده لم تصل إلى ثمن ذلك الطيب فيختلس منه   

 تفسير (يوحنا 12:  6)  6 قال هذا ليس لانه كان يبالي بالفقراء، بل لانه كان سارقا، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 1) " قَالَ هَذَا لَيْسَ لأنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالفُقَرَاءِ، بَل لأنَّهُ كَانَ سَارِقاً، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلقَى فِيهِ"
† "  وكان الصندوق عنده،   " .. وردت هذه العبارة فى ترجمات الأناجيل المختلفة  : اليسوعية : صندزق الدراهم ، المشتركة : وكان أمين الصندوق ، البوليسية : الكيس ،  وكان أمين الصندوق ، الإنجيل الشريف : وكان صندوق النقود معه  .. كلمة الصندوق إستعملت فى القديم لتصف الصندوق الخشبى الذى يوضع فيه المزمار لحفظه لحين إستعماله
هذه الآية توضيح وتعليق من يوحنا ليعطى للقارئ فكرة عن أعمال يهوذا بعد اختباره بنفسه أحوال يهوذا الإسخريوطي. والظاهر مما ذُكر هنا وفي ( يوحنا ١٣: ٢٩ )29 لان قوما، اذ كان الصندوق مع يهوذا، ظنوا ان يسوع قال له: اشتر ما نحتاج اليه للعيد، او ان يعطي شيئا للفقر "  أن يهوذا كان قد عُيّن أميناً للصندوق ليحفظ المال االتبرعات الذي ليسوع وتلاميذه مما أكرمهم الناس به وذكر بعضهم فى لوقا (لوقا ٨: ٣) 3 ويونا امراة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة واخر كثيرات كن يخدمنه من اموالهن. " وأنه كان خائناً. والأرجح أن التلاميذ لم يعرفوا خيانته إلا بعد ذلك، وإلا ما أبقوه في تلك الوظيفة. وأظهر يومئذ غيرته للفقراء رياءً، تغطية لما شعر به من الغيظ على أن يده لم تصل إلى ثمن ذلك الطيب ليختلس منه."   
 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ونتعلم من وجود صندوق أن المسيح مدبر الكون وأنه يجوز للكنيسة أن يكون لها صناديق ومقتنيات ولا يخالف الكمال الحصول على املاك للكنيسة للنفقة المعتدلة .    

  تفسير (يوحنا 12:  7)  7 فقال يسوع:«اتركوها! انها ليوم تكفيني قد حفظته،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَ يَسُوعُ: اتْرُكُوهَا. إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ."

كان يسوع يتكئ على طاولة منخفضة حسب عادة الناس فى زمانه  فكانت قدمية تمتدان للخلف ظاهرتين  فدهنت مريم رجلى يسوع بالطيب وهنا أستعمل العطر لأجل تكفين جسد يسوع وتحضيرة للدفن (يو 19: 40) وتطييب الجسد بالطيب والعطر هو أمر منتشر فى الشرق الأوسط يعتقد أنها عادة قادمة من التحنيط الذى كان يمارسه قدماء المصريين عند دفن موتاهم وما زالت هذه العادة تجرى على أجساد القديسيين فى كنائس الأقباط  .. ويعتقد أن مريم قد فهمت بطريقة ما الأمور المتعلقة بموته أكثر من بقية التلاميذ لأنها كانت دائما تجلس تحت رجلية والكلام الذى كان يدور بينهما لم يسجل فى البشائر الأربعة 

لأول مرة فى تاريخ البشرية يفضل إنسانا أن يكفن وهو حى أنه بلا شك نبوءه عما سيحدث له فإنه سيصلب ثم يدفن بسرعة ثم يذهب المريمات لتشترى حنوطا ولكنهن يجدن ان المتاجر مغلقة فى  يوم السبت ثم يشترين الحنوط وعندما يذهبن للقبر فجر الحد يجدن القبر فارغا لأنه كان قد قام .. لقد سبق وقامت مريم أخت لعازر بتكفينه - هل مريم فعلت هذا الأمر بفعل محبتها ام بفعل وحى إلهى ؟!!!

2) " لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ"

وتتعنى هذه الجملة باللغة اللاتينية هكذا : " ut in die sepulture mae servet illud " حيث كلمة "تكفينى " تعنى " يوم االقبر" لا نعرف كيف حصلت مريم على هذه الكمية من العطر وكم ضحت لتحصل عليه وهى لم تكفن أخوها لعازر به عندما مات وإنجيل مرقس يشرح بالتفصيل (مر 14: 6- 9)  6 اما يسوع فقال: «اتركوها! لماذا تزعجونها؟ قد عملت بي عملا حسنا. 7 لان الفقراء معكم في كل حين ومتى اردتم تقدرون ان تعملوا بهم خيرا. واما انا فلست معكم في كل حين. 8 عملت ما عندها. قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين. 9 الحق اقول لكم: حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها».يصرح يسوع علانية أن مريم فهمت رسالة الفداء وربطت بين فعل التكريس والتكريم وفضيلة العطاء فى علامة التحضير لدفن يسوع (يو 19: 40) هذه هى عمق البشارة بحسب يوحنا   

إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ أي لتحنيطي ميتاً، وذلك بحسب احترام يسوع لعملها. أما هي ففعلت ذلك إكراماً له حياً. فلا شك أن كلامه حينئذ عن التكفين كان بالنسبة إليها وإلى التلاميذ وسائر الحاضرين لغزاً. ومخاطبة يسوع للجميع بقوله «اتركوها» يدل على أن التذمر كان من الكل، لا من يهوذا وحده.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

راجع شرح (مت 26: 11و 12) وظهر من قول يسوع أتركوها إن التذمر كان عاما من كل التلاميذ وأن الذى إبتدأ بتهيجهم هو يهوذا   

تفسير (يوحنا 12:  8)  8 لان الفقراء معكم في كل حين، واما انا فلست معكم في كل حين».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
   1) "  لأنَّ الفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، ."
تكررت هذه الاية فى (متّى ٢٦: ١١ )  11 لان الفقراء معكم في كل حين واما انا فلست معكم في كل حين. ( مرقس ١٤: ٧) 7 لان الفقراء معكم في كل حين ومتى اردتم تقدرون ان تعملوا بهم خيرا. واما انا فلست معكم في كل حين "
وهنا فى هذه الآية يرد المسيح على ما قاله يهوذا الإسخريوطى وعلى التلاميذ مرددين كلامه أنه ينبغى ان تقدم التبرعات اولا للمسيح الذى عاش بينهم ثم بعد ذلك الفقراء وإذا حدث الخلاص وقام المسيح حينئذ نعتبر الفقير هو المسيح نفسه (مت 25: 35- 40) 35 لاني جعت فاطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فاويتموني. 36 عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فاتيتم الي. 37 فيجيبه الابرار حينئذ: يارب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك؟ 38 ومتى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك؟ 39 ومتى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك؟ 40 فيجيب الملك: الحق اقول لكم: بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم. "
انظر شرح متّى ٢٦: ١١، ١٢.
تشير هذه ألاية إلى ما ورد فى (تث 15: 4و 11) وهى ليست ملاحظة لعدم إعطاء الفقراء وإعطاء الكنيسة بل هى أمر وقتى فى حضور المسيا وفى حادثة خاصو بمريم ويسوع والتكفين ، ولكن يركز يسوع كثيرا فى تعاليمه على العطاء للفقراء وواجب الإهتمام بهم  2) " وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ"
وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ في الجسد، لأنه يهوه المالئ السماء والأرض في الروح معنا في كل حين .
هكذا قال لنا فى (مت 28: 20)   19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. 20 وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر». امين."
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى أن الفقراء معكم إهتموا بهم ولكن ليس فى هذه الحالة لأنها إهتمت بالذبيحة الذى هو أنا

 تفسير (يوحنا 12:  9)  9 فعلم جمع كثير من اليهود انه هناك، فجاءوا ليس لاجل يسوع فقط، بل لينظروا ايضا لعازر الذي اقامه من الاموات.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَعَلِمَ جَمْعٌ كَثِير"
كان الحجاج يأتون لأورشليم فى قوافل من جميع مدن وقرى إسرائيل (يوحنا ١١: ٥٥).55 وكان فصح اليهود قريبا. فصعد كثيرون من الكور الى اورشليم قبل الفصح ليطهروا انفسهم. " حيث يتقابل الأقارب والمعارف والأصحاب خلال مدة السفر فَعَلِمَ جَمْعٌ كَثِير أن المسيحٌ أتى مع ألوف من الذين قدموا من أريحا إلى أورشليم ليحضروا العيد، وانفصل عنهم إلى بيت عنيا، وهؤلاء أخبروا الذين كانوا يطلبونه ويرغبون في مشاهدته عن مجيئه
2) " مِنَ اليَهُودِ" 

هنا وردت فى البشارة بحسب يوحنا إسم اليهود   إلى أمة اليهود عامة،وأيضا كانت تشير إلى أهل اورشليم وهذه الكلمة فى العادة وأستخدمت للإشارة إلى الرؤساء الدينيين لليهود  ، وورد أيضا فى (يو 11: 19 و 45 & 12: 17) كما أشار يوحنا «باليهود» هنا وفي (يو 12:  11)لتشير إلى أهل اورشليم الذين كانوا يعرفون لعازر وحضروا جنازته وآخرين جائوا ليروا لعازر الذى قام من الموات ويسوع الذى أقامه    لا إلى أعداء يسوع خاصة.
3) " أَنَّهُ هُنَاكَ، فَجَاءُوا لَيْسَ لأجْلِ يَسُوعَ فَقَطْ، بَل لِيَنْظُرُوا أَيْضاً لِعَازَرَ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَات»."
فَجَاءُوا سهُل ذلك عليهم لقصر المسافة، لأنها كانت أقل من سفر ساعة. فازدحمت لأن بعضهم رغب في مشاهدة إنسان قام من الموت وأصبح حيا بعد أن مكث أربعة أيام في القبر وكذلك المسيح الذى أقامة صاحب المعجزة وبرهان المعجزة ( يوحنا ١١: ٤٣، ٤٤ ) 43 ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم:«لعازر، هلم خارجا!» 44 فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع:«حلوه ودعوه يذهب».


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لا عجب فى حضور اليهود عموما سواء أكانوا من أعداء يسوع أو أصدقائه لرؤسة لعازر لأن قيامته بعد أربعة أيام من موته أمر لا نظير له ،    

 تفسير وشرح (يوحنا 12:  10)  10 فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر ايضا،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَتَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الكَهَنَةِ "
وفى بيت عنيا كان المسيح الذى فعل المعجزة ولعازر الذى كان ميتا وأقامه المسيح  فكان الدليل علي صدقها فكان وجودهم معا فرصة كبيرة إغتنمها الحجاج الذين أتوا أورشليم ليتطهروا مبكرا  وهكذا تشكل أمام الرؤساء خطروجود لعاور كبينه لا تدحض أمام قوة المسيح وألوهيته فلم يكن أمام فكرهم البشرى إلى التخلص من الأثنين وهكذا أضاف مجلس السنهدرين اليهودى أعلى هيئة قضائية دينية يهودية (مت 26: 3)  حينئذ اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب الى دار رئيس الكهنة الذي يدعى قيافا " وكانوا يجتمعون إما فى بيت قيافا أو فى الهيكل  قرار قتل لعازر إلى القرار السابق بقتل المسيح 
رُؤَسَاءُ الكَهَنَةِ أكثر هؤلاء الرؤساء صدوقيون (أعمال ٥: ١٧) 17 فقام رئيس الكهنة وجميع الذين معه، الذين هم شيعة الصدوقيين، وامتلاوا غيرة " اتفقوا مع الفريسيين على يسوع (يوحنا ١١: ٤٧)47 فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعا وقالوا:«ماذا نصنع؟ فان هذا الانسان يعمل ايات كثيرة. " .
2) " لِيَقْتُلُوا لِعَازَرَ أَيْضاً"
لِيَقْتُلُوا لِعَازَرَ هذا يدل على عظمة شرهم وشدة غيظهم وحقدهم ومكرهم ، فإنهم خططوا لقتل إنسان بريء للتخلص من شهادته بصحة دعوى يسوع  ياهوهشوع ومعنى أسمه الرب يخلص أنه المسيح ، لأنه ما دام لعازر حياً يتبين فساد تعليمهم في الناموس وللصدوقيين فى إنكار القيامة (أعمال ٢٣: ٨).8 لان الصدوقيين يقولون انه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح، واما الفريسيون فيقرون بكل ذلك. "
† "   فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر ايضا،  " ..  خططوا مسبقا لقتل يسوع ولكن عندما أقام لعزر وذهب كثيرين ليروا يسوع ولعازل أرادوا قتل لعازر حتى يختفى دليل المعجزة والشاهد الحى عليها الذى كان ميتا فعاش ، وكانت لهم دوافع أخرى منها الخوف وذهاب سلطانهم وإنتهاء أمتهم .. ألخ (يو 18: 48) والغيرة (يو 11: 48 & 12: 11) أنه بلا شك كانت هذه المعجزة عملا نادرا وخارق للطبيعة بجميع المقاييس فذهب اليهود ليروا يسوع ولعازر بعكس قادتهم الذى كانوا يريدون قتل الأثنين  أرادوا إخفاء الدليل

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فإغتاظ رؤساء الكهنة من هذه المعجزة وأرادوا قتل لعازر ليتخلصوا من شهادته الحية بصحة ألوهية يسوع وأنه المسيح وقدرته ـ لأنه ما دام حيا لا بد أن تذهب الجماهير لمشاهدته والتحدث إليه خاصة ما رأى بعد موته وهذا كان سبب فى إيمان كثيريين بيسوع ،

 تفسير وشرح  (يوحنا 12:  11)  11 لان كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون ويؤمنون بيسوع.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "لأنَّ كَثِيرِينَ مِنَ اليَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ "
 كان الحجاج عندما يذهبون لأورشليم يتلاقون فى الهيكل بأورشليم مع الكهنة ورؤساء الكهنة والفريسيين والكتبة وغيرهم من الرؤساء الدينيين لسماع فتاويهم ولكن يوضح إنجيل يوحنا هنا أن كثيريين من اليهود القادمين للحج كانوا يذهبون لبيت عنيا التى تبعد 2كم عن أورشليم ليروا يسوع ولعازر الميت الذى قام فأصبحت بيت عنيا نقصدا للحج لأن يسوع صاحب الهيكل هناك (يو 11: 18)  18 وكانت بيت عنيا قريبة من اورشليم نحو خمس عشرة غلوة. 
يَفلم يذهبوا فى هذه السنة ليعلنوا الخضوع لرؤساء الكهنة كما كانوا يفعلون سابقاً، وأصبحوا لا يحترمون تعاليم وفتاوى الكتبة والفريسيين كما اعتادوا. لأن يسوع قدم لهم عمق الناموس وليس كما يقدم الفريسيين الناموس لهم بوصايا الناس (
2) " وَيُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ"

 منذ أن فعل يسوع معجزة إقامة لعاور من الموت بعد موته بأربعة أيام واليهود كانوا يؤمنون به فى صمت تام من قادة الجين اليهودى فكان اليهود يؤمنون أن يسوع أنه هو المسيح. يوحنا ١١: ٤٥ ) 45 فكثيرون من اليهود الذين جاءوا الى مريم، ونظروا ما فعل يسوع، امنوا به." ونعتقد أن إيمانهم كان مجرد اقتناع عقلي، وأنه كان وقتياً، زال يوم قُبض على يسوع وحُكم عليه بالموت، وهو لم يفعل شيئاً حتى ينقذ نفسه. وهذا يشير إلى أن الإنفعال الجماهيرى بالإيمان يكون وقتى يزول سريعا بإنفضاض الجماهير ومضى الوقت

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

قال مار إغسطينوس : ما أحمق أفكار رؤساء الكهنة وما أقسى قلوبهم وما أشد عماهم وجهالتهم فالمسيح الذى إستطاع أن يقيم لعازر بعد موته ألا يقدر أن يقيمه بعد قتله ، فإذا قتلتم لعازر هل تسلبون من المسيح قوته ، فغن كان الميت عندكم غير القتيل فهوذا الرب فعل الأمرين فأقام لعازر بعد موته وأقام نفسه بعد قتلكم إياه .          

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثانى عشر
2. دخوله أورشليم منتصرًا
  (يوحنا 12:  12- 19)

 تفسير وشرح  (يوحنا 12:  12)  12 وفي الغد سمع الجمع الكثير الذي جاء الى العيد ان يسوع ات الى اورشليم،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فِي الغَدِ "

وصل المسيح لبيت عنيا قبل عيد الفصح بستة أيام كما جاء فى بداية الإصحاح (يو 12: 1) 1 ثم قبل الفصح بستة ايام اتى يسوع الى بيت عنيا، حيث كان لعازر الميت الذي اقامه من الاموات.  " ولم يذكر الإنجيل إسم اليوم وتعتقد الكنائس المسيحية أن دخول المسيح أورشليم بإختفال عظيم كان يوم الأحد والقيامة الأحد التالى

راجع شرح الاحتفال فى تفسير (متّى ٢١: ١ - ١١ ) ( مرقس ١١: ١ - ١١). فعل يسوع في ذلك اليوم غير كل ما فعله في كل أوقاته السابقة، لم يذهب لأورشليم مباشرة بل ذهب إلى بيت عنيا فى البلدة التى فعل فيها أشهر معجزة وهى إقامة لعازر من الموت بعد دفنه فى القبر بأربعة ايام وفى بيت عنيا ذهب الألالاف ليروا المسيح ولعازر وهناك عرفت الجموع أنه ذاهب لأورشليم ولما كان الذاب لرسليم من بيت عنيا عن طريق جبل الزيتون وهناك فى جبل الزيتون يجتمع عشرات بل ألوف من الن اليهود الذين يبيتون فى خيام على جبل الزيتون حيث تضيق اورشليم بهم ودخل المسيح لأورشليم كملك فقد كان يأبى قبول إكرام الناس أو تنصيبه ملكاً (متّى ١٢: ١٩). ولكن لما أتت ساعة موته كفارة عن خطايا الشعب أراد أن يجذب إليه الجميع ليسألوه عن غاية موته، ثم يؤمنوا به مصلوباً.

2) " سَمِعَ الجَمْعُ الكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى العِيدِ "
الجَمْعُ الكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى العِيدِ من الجليل وبيرية ليتطهروا فى أورشليم قبل الفصح بستة أيام حيث رأى يسوع وعرفه..  من المفروض على جميع الذكور اليهود حضور ثلاثة أعياد سنوية فى أورشليم حيث كان الهيكل (لا23) (1) الفصح .. (2) يوم الخمسين .. (3) عيد المظال وكان أكبر أمنية لليهود فى الشتات المجئ إلأى أورشليم فى هذه ألأعياد الثلاثة  هذا غير اليهود الذين كانوا فى أنحاء إسرائيل فكان عدد سكان مدينة أورشليم يزداد كثيرا فى مواسم هذه الأعياد الثلاثة
3) "  أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ"
أَنَّ يَسُوعَ آتٍ كانت الأخبار تتناقل بسرعة فى العيد سمع ذلك من اليهود الذين أتوا من بيت عنيا لينظروا يسوع ولعازر (يو 12: 19) ومن القافلة التي صحبها من أريحا.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع (مت 21: 1- 11 و (مر 1: 11) و (لو 19: 28 - 39) نجد شرح هذا الإحتفال بالتفصيل الوافى وقد إختلف البشيرون فى روايته لفظا لكنهم إتحدوا فى المعنى ، فذكرها يوحنا بالإجمال ، وأما البشيرون الآخرون فذكروها بالتفصيل وقوله إن التلاميذ لم يفهموا هذه الأمور أى لم يفهموا أن دخول المسيح أورشليم بهذا الإستقبال

 تفسير وشرح  (يوحنا 12:  13)  13 فاخذوا سعوف النخل وخرجوا للقائه، وكانوا يصرخون: «اوصنا! مبارك الاتي باسم الرب! ملك اسرائيل!»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ،"

 هى اوراق النخل البيضاء التى فى قلب النخلة أو الأوراق الخضراء الخارجية وفى الغالب الأوراق البيضاء الداخلية وذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودى " أنها كانت تنمو على منحدرات جبل الزيتون"  ولكنها كان يتم إستيرادها من أريحا واليوم عندما تذهب من أورشليم إلى أريحا سترى مئات الألاف من أشجار النخيل على مسافات هندسية على جانبى الطريق ويذكر إخوتنا العراقيين أنه أثناء اثناء غزو امريكا للعراق للقضاء على صدام حسين أرسل اليهود سفن وأخذت أجود أنواع النخيل من العراق وزرعتها فى الطريق إلى أريحا .. لقد كانت سعوف النخل رمزا للإنتصار (رؤ 7: 9) وتستعمل سنويا فى عيد المظال وعيد الفصح 

 يستعمل اليهود سعف النحيل فى إحتفالاتهم الدينية في عدة مناسبات منها "عيد البهجة" و"عيد الغفران" الذي يواكب إحياء ذكرى "خيمة السعف" التي يعتقد اليهود أنها آوت العبرانيين في العراء أثناء رحلة الخروج من مصر وتعتمد جميع المعابد اليهودية علي سعف النخيل المصري حيث تصدر مصر سعف النخيل لليهود فى جميع أنحاء العالم 500 ألف سعفه نخيل من السعف الأبيض وليس من السعف الأخضر بينما تستورد إسرائيل التي تستأثر بنحو 450 ألف سعفة خلال مواسم الأعياد، ثم فرنسا التي تستأثر بنحو 370 ألف سعفة، تليها انجلترا وبلجيكا وكندا وجميع دول أمريكا اللاتينية وباقي دول الاتحاد الأوربي. وتعتمد جميع المعابد اليهودية علي سعف النخيل المصري وتتخذه رمزا للبركة والقداسة في جميع المناسبات والأعياد الدينية ويأتي هذا التقديس لسعف نخيل سيناء دون غيرها ظنا منهم أن سيناء هي أرض الميعاد المباركة التي وعدهم بها الرب.  وتتخذه رمزا للبركة والقداسة في جميع المناسبات والأعياد الدينية ويأتي هذا التقديس لسعف نخيل سيناء دون غيرها ظنا منهم أن سيناء هي أرض الميعاد المباركة التي وعدهم بها الرب.
فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ إكراماً له باعتبار أنه نبي، وإشارة إلى سرورهم. وفوق هذا أن بعضهم خلعوا أثوابهم قدامه في الطريق (متّى ٢١: ١٨).8 والجمع الاكثر فرشوا ثيابهم في الطريق. واخرون قطعوا اغصانا من الشجر وفرشوها في الطريق. ( مرقس 11: 8 - 10) 8 وكثيرون فرشوا ثيابهم في الطريق. واخرون قطعوا اغصانا من الشجر وفرشوها في الطريق. 9 والذين تقدموا، والذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين:«اوصنا! مبارك الاتي باسم الرب! 10 مباركة مملكة ابينا داود الاتية باسم الرب! اوصنا في الاعالي!».  ( لوقا ١٩: ٣٥ الخ ) 35 واتيا به الى يسوع وطرحا ثيابهما على الجحش واركبا يسوع. 36 وفيما هو سائر فرشوا ثيابهم في الطريق. 37 ولما قرب عند منحدر جبل الزيتون ابتدا كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم لاجل جميع القوات التي نظروا 38 قائلين: «مبارك الملك الاتي باسم الرب! سلام في السماء ومجد في الاعالي!».

ولم تقتصر جمهور الشعب بالتلويح بسعف النخيل لأن الأعداد تعد بمئات الألاف فقد قطع الآخرين فروع أشجار الزيتون من على جبل الزيتون وسجلت الناجيل هذا المنظر البعض يحمل السعف والآخرون فروع الأشجار وفرشوا ثيابهم فى الطريق
2) " وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ، مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!»"

.† "  يصرخون " ..  فعل فى الزمن الماضى يشير إلى عمل يتكرر فى الماضى ، أو إلى بداية عمل  الماضى
† "  اوصنا!  " ..  تعنى "خلص الآن " أو "رجاء خلصنا" (مز 118: 25- 26) كان الشعب يردد المزامير من (113 - 118)  خلال عيد الفصح بينما الحجاج يسيرون بإتجاة الهيكل يبدوا أن الجموع الكثيرة وجدوا فى يسوع معنى هذه المزامير هذه السنة التى كانوا يرددونها كل سنة  بدون إدراك معناها
† " مبارك الاتي باسم الرب! " ..  هذا ما كان يسوع سقوله دائما .. لقد ألغى اليهود كلمة النبى قبل الآتى .. هذا هو يهوه الظاهر فى الجسد
† " ملك اسرائيل " .. ليس هذا الجزء من الآية مقتبس من (مز 118) ولكن يبدو انه إشارة مباشرة إلى يسوع كملك .. وكان معروف أن الملوك والقادة حينما يعودون منتصرين من مواقع معاركهم كان اليهود يستقبلوهم بسعف النخيل راجع المكابيين (1مكا 13: 51)
51 ودخلها في اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثاني في السنة المئة والحادية والسبعين بالحمد وبالسعف والكنارات والصنوج والعيدان والتسابيح والأناشيد لانحطام العدو الشديد من إسرائيل، (2مكا 14: 4) اتى ديمتريوس الملك في السنة المئة والحادية والخمسين واهدى اليه اكليلا من ذهب وسعفة واغصانا من زيتون مما يختص بالهيكل وبقي في ذلك اليوم ساكتا  ومما يؤكد أهمية النخل  عند اليهود أنهم جعلوا النخلة شعارهم وتوجد عملا مسكوكة أيام سمعان المكابى سنة 141 - 135 ق. م زعليها سعف النخيل رمز النصرة .. وإستقبلوا المسيح بسعق النخيل على أنه المسيا المنتظر (2 صم 7) (مر 11: 10)   
أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي الخ هذا مقتبس من ( مزمور ١١٨: ٢٥، ٢٦ ) 25 اه يا رب خلص.اه يا رب انقذ. 26 مبارك الاتي باسم الرب.باركناكم من بيت الرب. ( متّى ٢١: ٩) 9 والجموع الذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون: «اوصنا لابن داود! مبارك الاتي باسم الرب! اوصنا في الاعالي!». واعتبر اليهود أن هذا المزمور يشير إلى المسيح، وكانوا يرتلونه وينشدونه جموعاً في عيدي المظال والفصح. ولا شك أن ترانيم المحتفلين كانت متنوعة فكل جماعة ومجموعة أنشدت أناشيد دينية مختلفة كما يححدث فى موالد وإختفالات اليوم حول كنائسنا ومن هنا اختلفت شهادة البشيرين لفظاً، ولكن المعنى واحد. ولا يُستنتج أن كل ذلك الجمع اعتقد أن يسوع هو المسيح اعتقاداً حقيقياً كما تدل عليه كلمات الترنيمة الاحتفالية، ولكن لا شك أن بعضهم اعتقد ذلك، وإنقاد بسبب الشعور الحماسى الزائد الذى يسرى فى الوجدان الجماهير .
يشبه اللفظ العربي في اللفظ اليوناني للكلمة العبرية "هوشعنا" ωσαννά الواردة في مز 118: 25 ومعناها "خلّص". وقد هتف الجمهور بهذه الكلمة تحية ليسوع المسيح عند دخوله الانتصاري إلى أورشليم يوم أحد الشعانين أو أحد السعف. وقد وردت هذه الكلمة بمفردها مرتين (مز 11: 9 ويو 12: 13) ووردت مرتين وجاء بعدها "لابن داود" (مت21: 9 و15) ووردت مرتين أيضًا وجاء بعدها "في الأعالي" (مت 12: 9 ومر 11: 10). ويقول التلمود أن مز 118: 25الذي يشمل هذه الكلمة كان ينطلق من أفواه الشعب ضمن هتافهم وهم يهزون الأغصان في أيديهم أثناء عيد المظال. وقد ورد بعد هذه الكلمة في الأناجيل اقتباس من مز 118: 26 وكان هذا اللفظ في المبدأ صلاة، وقد أصبح يستعمل فيما بعد كتعبير عن الفرح أو للترحيب بقادم.

وفى سفر الرؤيا نجد موكب أحد السعف / الشعانين يتكرر بكل بهائه فى منظر المسيح آت وهو مكلل بالمجد بخلاصه لتستقبله كل شعوب الأرض التى قبلت افيمان به (رؤ 7: 9- 10) 9 بعد هذا نظرت واذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده، من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة، واقفون امام العرش وامام الخروف، متسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل 10 وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين:«الخلاص ( = أوصنا ) لالهنا الجالس على العرش وللخروف».
* معنى أوصنا في الأعالي.. مبارك الآتي باسم الرب: المعروف بأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه ابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: "لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن". وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مُقتبسة من المزمور 118: "آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ" (مزمور 118:25). (أما معنى بقية التحية، "مبارك الآتي باسم الرب" فهي أيضًا اقتباس من المزمور 118 "مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم" (مزمور 118:26).
 

وما زال الأقباط يحتفلون بأحد السعف / الشعانين ويتبارى كل بيت وبلا إستثناء فى إقتناء عدة أقسام منها ويستمرون السبت مساء (عشية الأحد 9 فى جدل الخوص بمناظر وأشكال مختلفة غاية فى الإبداع ويملأونها يزهور الربيع ويصنعون ن الجريدة جيوبا يضعون فيها قربانة ويحتفظون بخا على مطار السنة كما يصنعون بأوراق الزعف جحشا وصلبانا وتيجانا وأشكال اخرى لا خصر لها

 تفسير وشرح   (يوحنا 12:  14)  14 ووجد يسوع جحشا فجلس عليه كما هو مكتوب:

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشاً فَجَلَسَ عَلَيْهِ " أرسل المسيح سابقاً تلميذين ليُحضروه له (متّى ٢١: ٧ ) 4 فكان هذا كله لكي يتم ما قيل بالنبي: 5 «قولوا لابنة صهيون: هوذا ملكك ياتيك وديعا راكبا على اتان وجحش ابن اتان». 6 فذهب التلميذان وفعلا كما امرهما يسوع 7 واتيا بالاتان والجحش ووضعا عليهما ثيابهما فجلس عليهما."

.وذكر إنجيل مرقس قول المسيح  لتلميذيه: "تَجِدَانِ جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ" (مر 11: 2)، وكذلك سجل لوقا الإنجيلي: "اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ. فَحُّلاَهُ وَأْتِيَا بِهِ" (لو 19: 30) 

جَحْشاً : أى "حمارا" والكلمة الآرامية حيمور hemor واليونانية هيبوزيجيون hypozgion (زك 9: 9) ومعناه "حيوان للحمل" والحمار (أو الآتان)وقد ذكر إنجيل يوحنا الكلمة من أصلها  (جحش إبن أتان) المكتوب فى سفر زكريا(زك 9: 9) 9 ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم.هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان. "
2) " كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ"
لم يذكر إنجيل يوحنا تفاصيل دخول المسيح أورشليم من منحدر جبل الزيتون وذكرها مختصرة ، بينما ذكرها سائر البشيرين الأناجيل الآزائية)  بالتفصيل (مت 21: 1-16؛ مر 11: 1-11؛ لو 19: 29-48). .إلا انه أوضح أنها إتمام نبوة فكتب الوحى عبارة "كما هو مكتوب "

 "   كما هو مكتوب  " .. 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 كان إتماما للنبوة  زكريا

تفسير وشرح   (يوحنا 12:  15)  15 «لا تخافي يا ابنة صهيون. هوذا ملكك ياتي جالسا على جحش اتان».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

 1) «لا تَخَافِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِساً عَلَى جَحْشِ أَتَانٍ».
انظر شرح وتفسير  (متّى ٢٤: ٥)  نطق بها زكريا النبي قبل ذلك بنحو ٥٠٠ سنة. ولم يذكر يوحنا من كلام هذه البنوة ما ذكره متّى، لأنه اهتم بنقل المعنى أكثر من اهتمامه بنقل اللفظ.
لا تَخَافِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ.: جاءت فى أصل هذه نبوة  ( زكريا ٩: ٩)9 ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم.هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان. "  وفى إنجيل مرقس وردت "قولوا لإبنة صهيون" أما فى إنجيل يوحنا فقد أضاف فيما يبدوا نصا آخر على نص نبوة زكريا من نبوة صفنيا النبى (صف 3: 16 و17 و 15) 15 قد نزع الرب الاقضية عليك ازال عدوك.ملك اسرائيل الرب في وسطك.لا تنظرين بعد شرا. 16 في ذلك اليوم يقال لاورشليم لا تخافي يا صهيون لا ترتخ يداك. 17 الرب الهك في وسطك جبار.يخلص.يبتهج بك فرحا.يسكت في محبته.يبتهج بك بترنم.  "  وواضح جدا أن إنجيل يوحنا إستعار تعبير "ملك إسرائيل" فى تسبحة الهتاف "أوصنا ، مبارك الآتى بإسم الرب ملك إسرائيل"

† "  جحش اتان  " .. هذا الإقتباس ورد فى (زك 9: 9) لا يشير الجحش إلى ملوكية المسيا ، بل إلى وداعته أيضا ، لم يأتى يسوع قائدا عسكريا متقلدا سلاحا راكب على فرس وفق التوقعات اليهودية بل أتى كعبد متألم (إش 53)

إعتاد ملوك إسرائيل قديما ركوب الجحش (1مل 1: 13 و 38 و 44) حيث كان الملك وحده يركب على جحشه وتسير الناس وراءه أو يقفون على الصفين وهو داخل أورشليم فى الأعياد ، ولذلك كان يسوع يطبق النبوءة التى وردت عنه فى العهد القديم وهذا الجحش لم يركب عليه إنسان قط (مر 11: 2)  

وكلمة "لا تخافى" المضافة إلى ركوبه الجحش تشير إلى التواضع مالمسكنة هوذا الرب ملك إسرائيل راكب على جحش إبن أتان وليس ملك راكب على حصان يحمل سيفا يحكم بالخوف والقهر والغزو والإستبداد لم يحم آلات الحرب فسرائيل ولا لأعدائهم من الأمم بل ليجمع ذاك وهؤلاء فى حظيرة واحدة لراع واحد يجمعهم السلام والحب 

وبقيت بقية نبوة زكريا مستقرة فى وجدان المسيح ومقاصدة (زك 9: 9- 10) 9 ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم.هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان. 10 واقطع المركبة من افرايم والفرس من اورشليم وتقطع قوس الحرب.ويتكلم بالسلام للامم وسلطانه من البحر الى البحر ومن النهر الى اقاصي الارض. "

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وإن ما قاله زكريا فى المسيح وملكوته لم يدل على ما ظنوه أنه ملك أرضى بل إن ملكه روحى

 تفسير وشرح  (يوحنا 12:  16)  16 وهذه الامور لم يفهمها تلاميذه اولا، ولكن لما تمجد يسوع، حينئذ تذكروا ان هذه كانت مكتوبة عنه، وانهم صنعوا هذه له.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " وَهَذِهِ الأُمُورُ لَمْ يَفْهَمْهَا تلامِيذُهُ أَوَّلاً، "

 راجع (يو 2: 22 & 10: 6 & 16: 18) (مر 9: 32) (لو 2: 50 & 9: 45 & 18: 34)
لَمْ يَفْهَمْهَا تلامِيذُهُ أَوَّلاً أي في وقت الاحتفال بدخول المسيح من على جبل الزيتون للهيكل راكبا على جحش إبن أتان فى موكب الشعانين . والذي لم يفهموه هو أن دخول يسوع على ذلك المنوال كان إتماماً للنبوة، (لوقا ١٨: ٣٤ ) 34 واما هم فلم يفهموا من ذلك شيئا وكان هذا الامر مخفى عنهم ولم يعلموا ما قيل" .والنبوة كما ذكرنا سابقا تعتبر كلاما غير مفهوما غير منطقيا فى فكر المستمع أو من المستحيل حدوثة كلاما عن المستقبل قد لا يفهم معناه أو مقصده أو إشاراته إلا إذا سمح الرب بفهمه قبل تحقيقه ونعطى هنا مثى عن نبوة الرب لفرعون عن البقر والسنابل فى حلمين لم يفهمها احد لأنها عن المستقبل إلا أن الرب ا‘طى يوسف فى السجن تفسيرها وهناك مثل ىخر عن النبوة حينما تنبأ المسيح عن إرسال الروح القدس ليحل فى المؤمنين حينما يتمجد المسيح ( يوحنا ٧: ٣٩ ) 39 قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه، لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد، لان يسوع لم يكن قد مجد بعد. " وهذا الروح القدس سيقوم بتذكره المؤمنين بالنبوات والتعاليم والوصايا التى قالها المسيح ( يوحنا ١٤: ٢٦)26 واما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الاب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم. "

وأن ما قاله زكريا في المسيح وملكوته لم يدل على ما ظنوه من أنه ملك أرضي يملك مملكة أرضية زمنية، لكن كان هو روحياً وملكوته كذلك. .
2) "  وَلَكِنْ لَمَّا تَمَجَّدَ يَسُوعُ حِينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أَنَّ هَذِهِ كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَنْهُ، وَأَنَّهُمْ صَنَعُوا هَذِهِ لَهُ"
اعترف يوحنا بجهله وجهل التلاميذ وقتئذ ما هو حادث أمامهم ولكنهم إشتركوا فى الموكب وهللوا مع المهللين ( لوقا ١٩: ٣٧، ٣٨) . 37 ولما قرب عند منحدر جبل الزيتون ابتدا كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم لاجل جميع القوات التي نظروا " وظلوا غير مدركين للنبوات التى قالها المسيح التى تقوم عليها الحوادث واللأسس التى قامت عليها المسيخية خينما تحققت هذه النبوات ومنها قيامة المسيح مع أن هذه الأحداث والنبوات كانت تجرى أمامهم

معنى النبي لَمَّا تَمَجَّدَ يَسُوعُ أي قام من الموت وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب (انظر شرح يوحنا ٧: ٣٩).
تَذَكَّرُوا حل الروح القدس على التلاميذ ففهموا معنى النبوات المتعلقة بيسوع التي لم يفهموها قبلاً، وتذكروا ما كان يظهر لهم غير ذي شأن، فعلموا أنه إتمام نبوات مهمة.ولما تمجد السيد المسيح بعد قيامته أرسل الروح القدس ليذكر التلاميذ بجميع النبوات التى قالها وكذلك تعاليمه ووصاياه ( يو١٧: ٥ )  5 والان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم.

  † "  ولكن لما تمجد يسوع، حينئذ تذكروا  " ..  هذا هو عمل الروح القدس (يو 14: 26 & 2: 22) تظهر هذه الآية   أن البشيرين الأربعة أوحى إليهم بكتابة إختباراتهم الشخصية والأحداث التى أثرت فيهم وحفرت فيهم مجرى يجرى فيه يسوع ينبوع المياة  الحية ، رتبت البشائر الآزائية (متى ومرقس ولوقا) ما عرفوه عن يسوع بتطور تاريخى يخدم عقول الأمم التى يتحدثون إليها ولكن بشارة يوحنا قدمت للعالم كله المسيا الممجد ، كما أنها أوردت شعور التلاميذ والمؤمنين وإحتتياجاتهم  بعد قيامة يسوع وبهذا قدمت هذه البشارة تاريخين موحى بهم (واقع يسوع تاريخيا وواقعهم كتابعين له قبل وبعد القيامة)
† "   تمجد  " ..  راجع (يو 1: 14)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 وقوله "لما تمجد يسوع" معناه لما قام من الموت وصعد إلى السموات جلس عن يمين الآب فى العظمة وقوله " تذكروا" معناه فهموا معنى النبوة المتعلقة بيسوع على الحقيقة

 تفسير وشرح  (يوحنا 12:  17)  17 وكان الجمع الذي معه يشهد انه دعا لعازر من القبر واقامه من الاموات.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَكَانَ الجَمْعُ الَّذِي مَعَهُ "
الجَمْعُ الَّذِي مَعَهُ أي اليهود بصفة عامة  من  كافة طبقاته الدينية ومنهم بلا شك الذين آمنوا به «فكثيرون من اليهود الذين جاءوا إلى مريم ونظروا ما فعل يسوع، آمنوا به.» (يو45:11), والفئات الإجتماعية , ليس الجليليون فقط الذين رافقوه في رحلته بل واليهود عامة الذين أتوا لأورشليم بسبب عيد الفصح والحج حتى من سكان أورشليم ذاتها، وهذا على غير العادة، وذلك بسبب معجزة إقامة لعازر من الموت، وهي الآية التي صنعها الرب قبل مجيئه مباشرة إلى أورشليم: يهود أورشليم (متّى ٢١: ١٠ و١١ ) . 10 ولما دخل اورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة: «من هذا؟» 11 فقالت الجموع: «هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل».
2) "  يَشْهَدُ أَنَّهُ دَعَا لِعَازَرَ مِنَ القَبْرِ وَأَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ"
يَشْهَدُ بصحة المعجزة وبأن الذي صنعها هو يسوع وكان بين الجمع الذين شهدوا معجزة إقامة لعازر :.الذين ذهبوا إلى بيت عنيا وشاهدوا إقامة لعازر (يوحنا ١١: ٣١، ٤٥) وربما كان منهم بعض أهل بيت عنيا الذين شاهدوا تلك الإقامة

  تفسير وشرح  (يوحنا 12:  18)  18 لهذا ايضا لاقاه الجمع، لانهم سمعوا انه كان قد صنع هذه الاية.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لِهَذَا أَيْضاً "

أي بسبب شهادة أولئك الشهود التي شاعت بين الناس،(يو 12: 11)  11 لان كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون ويؤمنون بيسوع."
2) " لاقَاهُ الجَمْعُ، لأنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هَذِهِ الآيَةَ"
لاقَاهُ الجَمْعُ أي الناس الكثيرون الذين أتوا إلى أورشليم لحضور العيد وخرجوا لمشاهدة يسوع والترحيب به بالفرح والإحترام

وفى الأناجيل ألازائية الثلاثة االأخرى مرقس ومتى ولوقا لم توضح لماذا لاقاه الشعب بالسعف والهتاف في دخوله أورشليم، بل ذكروا حادثة دخوله أورشليم منفصلة عما قبلها وعما بعدها. ‏ولكن يوضح إنجيل يوحنا أن إقامة لعازر من الموت كانت هي السبب المباشر فى إحتفال الجموع بالمسيح فى يوم الشغانين وكان إقامة لعازر ودخول المسيح لأورشليم وسط هتاف الشعب وطلبهم منه أن يسكت تلاميذه وهتاف الشعب"فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!»."(لو 19: 40)  فإغتاظ عظماء الشعب ورؤساء الكهنة مماي فعل يسوع وعدم خضوعه لأوامرهم فكان هذا  هو السبب الرئيسى الذي جعل رؤساء الكهنة والفريسيين يجمعون مجمعهم السنهدرين الأخير والخطير ويتخذون قرارهم بالقتل المسبب: «فكثيرون من اليهود الذين جاءوا إلى مريم ونظروا ما فعل يسوع، أمنوا به. وأما قوم منهم فمضوا إلى الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع. فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً، وقالوا: ماذا نصنع فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة؟ إن تركناه هكذا، يؤمن الجميع به، فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا... إنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب... » (يو45:11-50). ‏«فمئ ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه» (يو53:11)؛ بل ويؤكد إنجيل يوحنا أن آية إقامة لعازر من الموت هي التي أنهت على كل أمل الفريسيين في محاولة محاصرته سلمياً, وبدأوا يخططوا لقرار قتله

 تفسير وشرح  (يوحنا 12:  19)   19 فقال الفريسيون بعضهم لبعض: «انظروا! انكم لا تنفعون شيئا! هوذا العالم قد ذهب وراءه!».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَ الفَرِّيسِيُّونَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا! "
هذا كلام المغتاظين المتحيرين الآسفين على أنهم فقدوا ثقة الشعب وإحترامهم فالجميع ذهب وراء يسوع لقد حاولوا أن يناقشوا يوسع ولكنهم فشلوا فى جميع المناقشات التى أجروها معه فلم يجدوا إلا أن يتخلصوا منه (يوحنا ١١: ٤٧، ٤٨ ) 47 فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعا وقالوا:«ماذا نصنع؟ فان هذا الانسان يعمل ايات كثيرة. 48 ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به، فياتي الرومانيون وياخذون موضعنا وامتنا» ، فكانوا مثل هامان إذ شاهد مردخاي مكرَّماً بعد بغضه إياه وسعيه في قتله (أستير ٦: ١١)

.† "  فقال الفريسيون بعضهم لبعض  " ..  كثير من النبوات وردت عن يسوع (يو 11: 48 & 12: 11) وللأمم (يو 12: 20- 23)  
انْظُرُوا! إِنَّكُمْ لا تَنْفَعُونَ شَيْئاً لم ينجح تكليفهم للعسكر أن يقبضوا عليه (يوحنا ٧: ٣٢ ،٤٥ و٤٦)32 سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا من نحوه، فارسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداما ليمسكوه.45 فجاء الخدام الى رؤساء الكهنة والفريسيين. فقال هؤلاء لهم:«لماذا لم تاتوا به؟» 46 اجاب الخدام:«لم يتكلم قط انسان هكذا مثل هذا الانسان!».)  وكذلك حكمهم بقتله (يوحنا ١١: ٥٣) 53 فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه. " وإصدار أمرهم بأن كل من يعرف أين هو يدل عليه ليقبضوا عليه (يوحنا ١١: ٥٧).57 وكان ايضا رؤساء الكهنة والفريسيون قد اصدروا امرا انه ان عرف احد اين هو فليدل عليه، لكي يمسكوه." ومع ذلك كله أكرمه الشعب أحسن إكرام. وزاد خوفهم من هياج الشعب إذا شرعوا في القبض عليه.
2) "  إِنَّكُمْ لا تَنْفَعُونَ شَيْئاً! هُوَذَا العَالَمُ قَدْ ذَهَبَ وَرَاءهُ!"
هُوَذَا العَالَمُ قَدْ ذَهَبَ وَرَاءهُ في هذه الكلام مبالغة اعتاد المغتاظون أن يقولوها، لكن فيه إشارة إلى إنجذاب عظيم للمسيح في مدينة أورشليم من الساكنين فيها سواء من الحجاج القادمين إليها من أنحاء سرائيل أو من خارجها من يهود الشتات ، وأن جموعاً كثيرة احتفلوا به. وخاف الفريسيون أن يبتعد الجمهور عنهم بسبب ذلك وعدم رجوعهم إليهم.

يظهر من هذه الجملة أنهم فسلوا فى توصيل رسالتهم للشعب وإنقطعت علاقتهم بالشعب مما رأوا من ذهاب الجموع وراء المسيح هذه آخر مقارنة وردت بالإنجيل يعترف فيها الفريسيين بفشلهم , وظهر الفرق بي أبناء النور وأبناء الظلمة والموت والقيامة والحياة؛ بين الجمع الذي شاهد وآمن وشهد بحماس, وبين الفريسيين الذين رفضوا, وأخيراً شهدوا ليأسهم. وفي كلام اليأس الذي عبروا به عن عدم نفعهم، وعن ذهاب العالم وراء يسوع, كانت آخر نبوة من فم الأعداء عما سيكون حتماً: «هوذا العالم قد ذهب وراءه», وإنهم لن ينفعوا شيئاً وأبداً

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قوله الفريسيين بعضهم لبعض " أنظروا إنكم لا تنفعون شيئا " يدل على شدة غيظهم من خيبة كل الوسائل والطرق التى إتبعوها لإبعاد  الشعب عن يسوع وكانت سببا فى ذهاب الجماهير وراءه وتسارعهم فى إكرامه حتى خاف الفريسيون أن تكون العاقبة ضياع سطلتهم تماما .
   

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثانى عشر
3. تكريم اليونانيين ليسوع
(يوحنا 12:  20 - 26)

 تفسير وشرح  (يوحنا 12:  20)   20 وكان اناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي العِيدِ"

† "  من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد.  " ..  زمن الآية الزمن الحاضر ويشير إلى أنهم كانوا يذهبون فى العادة للعيد ، وقد يكونوا إما "خائفى الرب" الذين كانوا يتعبدون فى المجامع المنتشرة فى بلادهم أو من الأمم الذين تهودوا ويسمونهم "دخلاء"
يُونَانِيُّونَ ورد إسم الونانيين  في الإنجيل بثلاثة معانٍ: (١) اليهود الذين سكنوا في غير اليهودية وتكلموا باليونانية (أعمال ٦: ١ )1 وفي تلك الايام اذ تكاثر التلاميذ، حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين ان اراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية. " وعندما تكلم بولس الرسول مع اليهود اليونانيين وناقشهم ( أع ٩: ٢٩)  29 وكان يخاطب ويباحث اليونانيين، فحاولوا ان يقتلوه. . (٢) الوثنيون من اليونان الذين تهودوا وسُموا دخلاء (متّى ٢٣: ١٥).15 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلا واحدا ومتى حصل تصنعونه ابنا لجهنم اكثر منكم مضاعفا!  (٣) كل الوثنيين الذين يتكلم أكثرهم باليونانية (يوحنا ٧: ٣٥ ) ( أعمال ١١: ٢٠ ) 20 ولكن كان منهم قوم، وهم رجال قبرسيون وقيروانيون، الذين لما دخلوا انطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع. ( رومية ١: ١٦ ) 16 لاني لست استحي بانجيل المسيح، لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن: لليهودي اولا ثم لليوناني. ( رو ٢: ٩ ،١٠ ) 9 شدة وضيق، على كل نفس انسان يفعل الشر: اليهودي اولا ثم اليوناني. 10 ومجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح: اليهودي اولا ثم اليوناني. 11 لان ليس عند الله محاباة. ( رو ٣: ٩). 9 فماذا اذا؟ انحن افضل؟ كلا البتة! لاننا قد شكونا ان اليهود واليونانيين اجمعين تحت الخطية، "

كانت الثقافة اليونانية تؤثر على جميع شعوب منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ويشير أسم يونانيون إلى ألأمم عموما لأنهم كانوا يتكلمون اليونانية بجانب لغتهم المرجح أن اليونانيين المذكورين فى هذه الآية هم المتهودون من الوثنيين، كالوزير الحبشي ( أعمال ٨: ٢٧) 27 فقام وذهب. واذا رجل حبشي خصي، وزير لكنداكة ملكة الحبشة، كان على جميع خزائنها. فهذا كان قد جاء الى اورشليم ليسجد. " و «اليونانيين المتعبدين» ( أعمال ١٧: ٤ ) 4 فاقتنع قوم منهم وانحازوا الى بولس وسيلا، ومن اليونانيين المتعبدين جمهور كثير، ومن النساء المتقدمات عدد ليس بقليل.وإلا لم يأتوا ليسجدوا في العيد.

«دار الأمم» أو فناء الأمم :

وكان بعض الوثنيين الذين يعبدون آلهة كثيرة يكرمون إله اليهود «يهوه» ويرسلون هدايا إلى هيكله ويأتون إلى أورشليم ليعبدوه كأحد الآلهة. ولذلك عُينت خصص اليهود إحدى أفنية وساحات الهيكل لاجتماعهم منذ عهد سليمان وسُميت «دار الأمم» أو فناء الأمم ( ١ملوك ٨: ٤١، ٤٢ ) 41 وكذلك الاجنبي الذي ليس من شعبك اسرائيل هو وجاء من ارض بعيدة من اجل اسمك. 42 لانهم يسمعون باسمك العظيم وبيدك القوية وذراعك الممدودة.فمتى جاء وصلى في هذا البيت ( راجع  شرح متّى ٢١: ١٢).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

"اليونانيون" هم الوثنيون عموما الذى يطلق عليهم فى العهد القديم لفظ "الأمم" أما اليهود الذين تغربوا عن اليهودية وتكلموا باللغة اليونانية فيطلق عليهم إسم "يهود الشتات"  أو الوثنيين الذين تهودوا أى إعتنقوا اليهودية ويطلق عليهم إسم "دخلاء" ..  ويدل على صعود هؤلاء اليهود ليسجدوا فى العيد أنهم إما كانوا من يهود الشتات أو من الدخلاء وليسوا من الأمم الذين يعبدون الأوثان ، أما رغبتهم فى رؤية يسوع تدل على أنهم سمعوا تعاليمه وعجائبه وراوا دخوله بإحتفال إلى أورشليم ولم يستطيعوا أن يذهبوا ويروا يسوع مباشرة لأن اليهود كانوا يشمئزون منهم ويعتبروهم طبقة أدنى  

  تفسير وشرح  (يوحنا 12:  21)  21 فتقدم هؤلاء الى فيلبس الذي من بيت صيدا الجليل، وسالوه قائلين: «يا سيد، نريد ان نرى يسوع»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَتَقَدَّمَ هَؤُلاءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ بَيْتِ صَيْدَا الجَلِيلِ،"
فَتَقَدَّمَ هَؤُلاءِ إِلَى فِيلُبُّسَ انظر شرح (متّى ١٠: ٣) ولا نعرف سبب تقدمهم إلى فيلبس دون غيره من التلاميذ، ولعله يفهم اللغة اليونانية أو بعض مفرداتها  أو كان حينئذ في دار الأمم، أو أنه  ويسوع وسائر التلاميذ في دار أخرى لا يجوز للأمم أن يدخلوها، فأتى اليونانيون إلى هناك ووجدوا فيلبس وسألوه.
مِنْ بَيْتِ صَيْدَا : (يوحنا ١: ٤٤ ) 44 وكان فيلبس من بيت صيدا، من مدينة اندراوس وبطرس. (راجع شرح متّى ١١: ٢١)
لم يذكر إنجيل يوحنا  وقت ذلك السؤال ولا مكانه ولكن الأرجح أنهم كانوا فى دار أو فناء أو ساحة الأمم وهناك حجر مكتوبا عليه بثلاثة لغات أن من يتعدى هذه الساحة من الأمم يقتل  ومن المعروف أن يسوع أمضى الثلاثة الأيام الأولى من الأسبوع الأخير من حياته على الأرض يعلّم الشعب في الهيكل. والأرجح مما قيل في ع ٣٦ أنه كان  آخر تلك الأيام الثلاثة. ولعل يسوع كان حيئنذٍ في إحدى أفنية الهيكل التي لا يجوز أن يدخلوها. ولم يذكر هذه الحادثة أحد من البشيرين سوى يوحنا. والدلائل واضحة على أنه ذكرها ليصل إلى ذكر الخطاب الذي بُني عليها. ولم يذكر يوحنا من كل الحوادث التي جرت منذ مجيء المسيح إلى أورشليم بالاحتفال يوم الأحد إلى أكله الفصح ليلة الجمعة سوى هذه الحادثة. ومما تركه من الحوادث: تطهير الهيكل وتيبيس التينة وضربه خمسة أمثال (هي مثل الابنين، ومثل رب الكرم، ومثل عرس ابن الملك، ومثل العشر العذارى، ومثل الوزنات) وإسكاته الفريسيين والصدوقيين الذين جربوه بالأسئلة، ونبوته بخراب أورشليم وبيوم الدين.


2) " وَسَأَلُوهُ: يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ"

† "  وسالوه  " ..  فعل فى الزمن الماضى المتصل ويعنى أنهم إستمروا فى سؤالهم أو أنهم بدأوا يسألونه ، أرادوا مقابلة شخصية مع يسوع قبل تنتهى نبوته فى ما يخص موته الفدائى (يو 12: 34) 
نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ على انفراد لتكون لنا فرصة للحديث معه، وسماع تعليمه، ومعرفة حقيقة ملكوته. والأرجح أنهم شاهدوا دخوله بالاحتفال إلى أورشليم، وسمعوا ما قاله أعداؤه وأصدقاؤه، فمالوا كثيراً لأن يسمعوا منه عن أمره. وتساوت رغبتهم مع رغبة زكا العشار فى رؤية المسيح (لوقا ١٩: ١ - ٩).1 ثم دخل واجتاز في اريحا. 2 واذا رجل اسمه زكا وهو رئيس للعشارين وكان غنيا 3 وطلب ان يرى يسوع من هو ولم يقدر من الجمع لانه كان قصير القامة. 4 فركض متقدما وصعد الى جميزة لكي يراه لانه كان مزمعا ان يمر من هناك. 5 فلما جاء يسوع الى المكان نظر الى فوق فراه وقال له: «يا زكا اسرع وانزل لانه ينبغي ان امكث اليوم في بيتك». 6 فاسرع ونزل وقبله فرحا. 7 فلما راى الجميع ذلك تذمروا قائلين: «انه دخل ليبيت عند رجل خاطئ». 8 فوقف زكا وقال للرب: «ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف». 9 فقال له يسوع: «اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم 
ن الشرق ومن الغرب ومن كل الأمم ومن كل القبائل ‏وهكذا يصور لنا إنجيل يوحنا بداية تبشير الأمم الأجانب والغرباء الذين جاءوا الشرق ليرووا الصبى ويقدموا هداياهم إلى المولود ملك اليهود وإسرائيل  واليوم اليونانيين الذين يردون أن يروا المسيح  ، أولئك أتوا لتحية «المولود ملك اليهود» (مت2:2)؛ وهؤلاء لتحية «المصلوب ملك اليهود»، لكي يجمع المسيح في حياته ومماته الشرق بالغرب، وليحمل له الكل الشهادة والعبادة والسجود والتمجيد.
‏المجوس قالوا: «أتينا لنسجد له»، واليونانيون «صعدوا ليسجدوا في العيد»، والاثنان كانا طلائع الخراف اللأُخر التي ليست من هذه الحظيرةهكذا أشار المسيح إليهم فقال :(يو 10: 16) "ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراع واحد."   جاءوا ليفتتحوا عصر الأمم. ولكن كانت بعثة شرف الشرق مبكرة للغاية إذ سجلت نفسها في نفس محل الميلاد، لتحفظ حقها بأولوية الانضمام لرعية القديسين فى الكنيسة الأولى، وهذه سمة النشاط في أهل الشرق, أما بعثة الغرب فتأخرت للغاية، ولكها لحقت الساعة الحادية عشرة، فأخذوا وعداً, من خلف الباب, بنصيبهم الكامل من الثمر الكثير: «وأنا إن ارتفعت عن الأرض، أجذب إلي الجميع» (يو32:12). ولكن هذا كله يتم بعد أن تقع حبة الحطة وتموت أولاً، لكي تملأ حقول الغرب كلها، مبشرين وقديسين ومعلمين وعلماء!!
‏كان صوت هؤلاء اليونانيين الأتقياء, بالنسبة لصخب هذا الموكب الزاخر، يبدو في المظهر خافتاً وغير ملفت للنظر إزاء هتاف الآلاف. ولكن كان صوت هؤلاء اليونانيين كالرعد كما في بلاد الغرب, كصوت مياه كثيرة، كصوت الله نفسه الذي تراءى لبولس في الحلم على هيئة الرجل المكدوني (يوناني) يطلب المعونة (أع9:16‏)؛ أو بلغة أحد الخوص: «هوشعنا خلصنا»!...

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 وقال يوحنا فم الذهب : أو لإزدحام الجمع كما قال آخرون والسبب فى إختيارهم فيلبس دون غيره هو معرفتهم السابقة به أو لأنه أول من إلتقى بهم أو لنه كان فى دار الأمم وأما يسوع وتلاميذه فكانوا فى دار اخرى لا يجوز للأمم أن يدخلوها ، و

    

تفسير وشرح  (يوحنا 12:  22)  22 فاتى فيلبس وقال لاندراوس، ثم قال اندراوس وفيلبس ليسوع.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَأَتَى فِيلُبُّسُ وَقَالَ لأنْدَرَاوُسَ، ثُمَّ قَالَ أَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ لِيَسُوعَ "
† "   فاتى فيلبس وقال لاندراوس،  " ..  فيلبس وأندراوس أسمان يونانيان ، ربما يعرفان اللغة اليونانية فكان أسمهما ومعرفتهما السبب فى طلب اليونانيون منهما  لأنْدَرَاوُسَ راجع شرح متّى ١٠: ٢، وكان أندراوس من مدينة فيلبس (يوحنا ١: ٤٤)  44 وكان فيلبس من بيت صيدا، من مدينة اندراوس وبطرس." وقد  يكون السبب مجيئه إلى أندراوس أولاً ليشاوره شكه في رضى يسوع أن يواجه اليونانيين، لأن ربانيي اليهود كانوا يستنكفون تعليم الأمم الدين اليهودي لأنهمم يعتبروهم نجسين بمعنى انهم يعبدون آلهة وثنية ، ولعل يكوون هذا هو مفهوم معلمى اليهود ولا نستثنى يسوع كمعلم إسرائيل الذى قال إنه لم يُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة (متّى ١٥: ٢٤). وكانت نتيجة مشاورة فيلبس وأندراوس اتفاقهما على إخبار يسوع بطلب أولئك الناس.
قَالَ.. لِيَسُوعَ لم يقل البشير هل قابل المسيح اليونانيين أو لا؟ والأرجح أنه قابلهم بسبب لطفه ورغبته في قبول جميع الذين يطلبونه. ويمكن تحديد المكان الذى قابلهم فهيه هو أن المسيح ذهب إليهم فى ساحة الأمم
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ذهاب فيلبس لأندراوس لأنه كان أقدم منه دعوى وأكبر سنا  

تفسير وشرح   (يوحنا 12:  23)  23 واما يسوع فاجابهما قائلا:«قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا "

وافق يسوع على أن يراه اليونانيون فكلم أولاً إلى التلميذين. ويعتقد أنه ذهب معهم إلى الساحة المخصصة للأمم هو وتلاميذه أنهام شعب غريب يبحث عنه ويريد أن يراه  إنها فرصة أيضا لتعليم تلاميذة كيف يتحدثون مع اليونانيين وباقى الأمم ولعل جوابه كان لِما علمه من أفكارهم التي تيقظت بمناسبة دخوله أورشليم بالمجد والإكرام من الجميع، ومن رغبة هؤلاء اليونانيين ليطلبوا أن يروه . واستنتجوا من ذلك أن يسوع على وشك أن يقيم ملكوتاً (ملكا) أرضياً مجيداً. أما هو فاتخذ تلك الفرصة لإصلاح أفكارهم ، وتذكيرهم بما قاله لهم مراراً من أنباء موته. وقد اتخذ مجيء أولئك الناس الأمميين إليه علامة على قرب موته الذي هو سبب خلاص الأمم، وتمهيد السبيل إلى دعوة الأمم  للإيمان بالمسيح .
2) " قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لتمجيدي "

  الفعل فى الزمن التام ، تكررت كلمة "ساعة " فى بشارة يوحنا للإشارة إلى وقت الصلب والقيامة كحدث هو ذروة البشارة وهدف يسوع (يو 12: 27 & 13 : 1 و 32 & 17: 1)

«قد أتت الساعة»: كان هذا طلب المسيح من الآب ( يو ١٧: ١)1 تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال:«ايها الاب، قد اتت الساعة. مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا، " بعد مقابلة المسيح لليونانيين تنتهى خدمتة العامة في الرواقات الخارجية للهيكل اليهودى بل وفى كل إسرائيل ، وبدء خدمته الخاصة أمام أبيه في قدس الأقداس، كرئيس كهنة ينضح بدمه سرا على العالم من فوق الصليب. لقد إنتهى زمن  والحديث مع الناس التعليم والتبشير والمعجزات وتبقى معجزة واحدة فقط ألا وهى قيامته من بين الموات، ولكنها الآن ساعة معصرة الدم، وينبغي أن أدوسها وحدي: «قد دست المعصرة وحدي، ومن الشعوب لم يكن معي أحد» (إش3:63). لذلك حينما سمع باليونانيين (الشعوب)، علم أن المعصرة قد أُعدت.
‏فى أثناء خدمة المسيح وتبشيره كان يقول أن ساعته لم تأت بعد، وحينئذ لم يقو عليه الفريسيين والكتبة وغيرهم , لا بالتهديد ولا بالوعيد، ولا حتى برفع الحجارة، ولا رفع الأيادي، إذ كان يعبر من وسطهم دون أن يروه . ولكن هذه ساعتهم وسلطان الظلمة (لو53:22)، 53 اذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا علي الايادي. ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة».

 لم يأتجسد المسيح لينشئ ملك أرضى ولكن لمملكة روحية سمائية وكان موته هو الطريق إليها فأتت تلك الساعة التي عينها الله بقضائه. وكانت من ضمن علامات تلك الساعة مجيء اليونانيين الأمم كما أعلنت النبوات، فإن الأمم هم الخراف الأخرى التي لأجل جمعها قبل الراعي أن يبذل حياته (يوحنا ١٠: ١٦ - ١٩).16 ولي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي ان اتي بتلك ايضا فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراع واحد. 17 لهذا يحبني الاب، لاني اضع نفسي لاخذها ايضا. 18 ليس احد ياخذها مني، بل اضعها انا من ذاتي. لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي». 19 فحدث ايضا انشقاق بين اليهود بسبب هذا الكلام. "  واليونانيون باكورة الحصاد العظيم لنفوس الأمم الذين يأتون إلى المسيح طلباً للخلاص.
3) " لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ"

† "  إبن ألإنسان " ..  من ضمن الألقاب التى أشار بها يسوع عن نفسه  ، وهو عبارة عبرية تعنى كائنا بشريا (مز 8: 4) (حز 2: 1) ةلكن عندما ورد هذا اللقب أستخدم متخذا صفات إلهية فى (دا 7: 13) ولهذا أستخدم يسوع هذا الإسم ليطلقة على نفسه لأنه يجمع العنصر البشرى والإلهى معا (1 يو 4: 1- 6) لم يعترض اليهود عى هذا ألأسم لأنه فهموه بالمعنى البشرى  ولم هتموا به لأنه لم يشير إلى نفاعيل قومية عسكرية له
† "  ليتمجد  " ..  يشار إلى موت وقيامة يسوع بانه "مجد" وقد وردت كلمة "مجد" مرات عديدة بهذا المعنى (يو 8: 32 ، 33)
  

 لأن المسيح بتجسدة (فى 2: 7) " أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس."  ويتمجد برجوعه إلى مجده الأول في السماء، (يوحنا ١٣: ٣٢ )  32 ان كان الله قد تمجد فيه، فان الله سيمجده في ذاته، "

وينشر ملكوته بين جميع قبائل الأرض، وقبولهم خلاصه (مزمور ٢: ٨ ) 8 اسالني فاعطيك الامم ميراثا لك واقاصي الارض ملكا لك. ( إشعياء ٥٣: ١١).11 من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها. " وبعد أن كانت أمة واحدة تعبد يهوه فتح المسيح الباب لجميع الأمم وعمل المسيح يستحق تمجيدنا وتسبيحنا ، أولاً بالموت على الصليب والنزول إلى القبر، لا بجلوسه على كرسي داود الأرضي كما ظنوا. فأصابوا برأيهم أن يسوع يتمجد، وأخطأوا في كيفية ذلك (انظر شرح يوحنا ٧: ٣٩).أحنى المسيح رأسه للصليب وعلى الصليب برضاه، لأنه كان يرى السرور الموضوع أمامه (عب2:12)، 2 ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع، الذي من اجل السرور الموضوع امامه، احتمل الصليب مستهينا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله."  والمجد الذي كان ينتظره. لأنه بالصليب غلب الموت، وقام مكللاً بالمجد، وظهر «يسوع قائماً عن يمين الله.» (أع55:7)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 وكانت نتيجة مشاورتهما إتفاقهما على إخبار يسوع بذلك  فأجابهما يسوع بذلك قائلا : " لقد أتت الساعة ليتمجد إبن الإنسان" أى ليصلب ويموت ويقوم من الأموات ويصعد إلى السماء فيعود إلى مجده ويتمجد أيضا بإمتداد ملكوته على جميع قبائل الأرض من اليهود والأمم على السواء فكأنه قال لقد أتى الوقت الذى يبطل فيه منع الأمم من المجئ إلى قد أتت الساعة التى يتمجد فيها إبن الإنسان لا من اليهود فقط بل من ألأمم أيضا فقد جائت ساعة موتى  وقيامتى وصعودى وإرسال الروح القدس فأتمجد من كل العالم .  

  تفسير وشرح  (يوحنا 12:  24)  24 الحق الحق اقول لكم: ان لم تقع حبة الحنطة في الارض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن ان ماتت تاتي بثمر كثير.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " ٱلحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ"
ٱلحَقَّ الحَقَّ إتاد المسيح إستعمال هاتين الكلمتين كان المسيح يلفت نظر مستمعية لأهمية ما سوف يقوله 
2) " لَكُم"ْ

التفت المسيح من توجيه كلامه من التلميذين إلى مخاطبة الجميع من التلاميذ واليونانيين وغيرهم.فى ساحة الأمم  بالهيكل
3) " إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ"

† "  إن " ..  عدة جمل شرطية من الصنف الثالث تفيد غمكانية التحقق (يو 12: 24 و 26 و 32 و 47)
إ† "  ان لم تقع حبة الحنطة في الارض وتمت  " ..  كان يسوع دائما يشير إلى الفكرة التى يريدها أن تصل لمستمعية بالتصوير لأشياء محسوسة حول السامع أو يعرفها  مثل "حبة واحدة تنتج حبات كثيرة" (1كو 15: 36) وهكذا يفهم السامع أنه بموت يسوع على الصليب يعطى الحياة الحقيقية لكثيريين (مر 10: 45)   أي تُزرع في التربة وتُدفن لتأخذ منها الرطوبة الضرورية للنمو.
4) " وَتَمُتْ "

عن صورتها وصفاتها الأصلية. ويُعبَّر بالموت ويشبه المسيح دفن حبوب القمح فى الأرض وما يخدث في داخلها من التغيير العظيم الذي يحدث في الحبوب عندما تتحول من بزور إلى نبات.( ١كورنثوس ١٥: ٣٦)36 ياغبي! الذي تزرعه لا يحيا ان لم يمت. " فتدب في فى بذرة القمح الحياة الساكنة فى البذرة لتنموا وتتغير هيئتها تماما لتعطى فى النهاية ثمارا

هكذا المسيح الحامل للحياة عليه أن يضع نفسه أولاً لكي يأخذها ثانياً، ( 1 كو 15: 43 ) يزرع في هوان ويقام في مجد. يزرع في ضعف ويقام في قوة."  ولكن الموت كان فريضة على الواحد (يسوع), أما القيامة فصارت عطاءً للجميع.
‏«حبة الحنطة»: يلاحظ القارىء أن إجابة المسيح على سؤال اليونانيين بخصوص رؤيته والتمتع به وبالتالي التلمذة له, تأتي على ثلاثة مستويات:
‏المستوى الأول: التشبيه بالطبيعة، وهو سقوط حبة الحنطة، وأنه بالرغم من أنه فيها الحياة إلا أن موتها الظاهري هو الذي يحولها إلى ثمر كثير.
‏المستوى الثاني: التطيق على مستوى النفس، على أساس إماتة الذات عن وفي هذا العالم، فهو الذي يُقيمها ويُحييها إلى حياة أبدية، حيث العالم هنا هو بمثابة الأرض بالنسبة لحبة الحنطة.
‏المستوى الثالث: الإلتصاق بالنموذج الإلهي، فالمسيح مات بإرادته وقام. فإذا اتبعناه تماما, نصير مثله، ونأخذ تجربته، فنموت معه ونقوم معه، إذ نأخذ قوة موته وقوة حياته: «وهم غلبوه ‏(أي غلبوا المشتكى علينا) بدم الخروف, وكلمة شهادتهم, ولم يحبوا حياتهم حتى الموت.» (رؤ11:12)
‏والنتيجة التي نخرج بها من طرح هذه المستويات الثلاثة هي:
‏أولاً: أن المسيح سيموت ليعبر إلى اليونانيين والى العالم كله، بل والى ملء السموات والأرض.
‏ثانياً: ليس مجرد رؤية المسيح وسماعه يحولنا إلى تلاميذه بل يتحتم من جانبنا أن نكون مثل حبة الحنطة نموت عن ذواتنا التي تحدنا وتربطنا بالأرض والعالم، وذلك حتى نرى المسيح والحياة.
ثالثاً: موت المسيح وقيامته سيكون النموذج الفعال الذي إذا التصقنا به وخدمناه, نأخذ قوته ونشترك في نتائجه، وهذا متوفر لدى كل إنسان في العالم.
5) " فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا"
من المعروف إذا م نزرع خبة الخنطى فتعطيق القليل من الدقيق وومنفعتها تكون ضئيلة لصغر حجمها  بلا منفعة ولا زيادة. أما إن زُرعت في الأرض ودُفنت في التربة تظهر أنها ماتت من جهة صورتها الأولى وصفاتها الأصلية، ولكن تنشأ فيها حياة لها شكل جديد لأن هذه الخياة فى البذرة ذاتها ولكنها فى حالة كمون حتى تتوفر لها ظروف التربة والدفن والرطوبة والغذاء فيتغير شلكها وتظهر في صورة أخرى هى النبات ثم في السنبل ثم في القمح.
6) " وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ "

اتخذ المسيح من الطبيعة مثلا من عالم النبات صورة إيضاحية تدخل لعقل السامع وينقله إلى لعالم الروح، وهو أن الموت استعدادٌ لحياة أسمى من الأولى وأنفع منها. وقصد المسيح من ذلك أن موته وسيلة إلى حياة العالم. وكان التلاميذ يحزنون كلما أخبرهم بموته، ولم يريدوا الإقتناع بأن ذلك ممكن. أما هو فأكد لهم أنه إن لم يحدث ذلك بقي هو كحبة الحنطة غير المزروعة. وإن مات كقمحة مزروعة تعطي حصاد نفوس مفديَّة لا تُحصى. ويكون موت المسيح سبب تمجيده بخلاص شعبه المذكور هنا، وبإثابة الله إياه على موته كما وعده (أفسس ١: ٢٠ - ٢٣ ) 20 الذي عمله في المسيح، اذ اقامه من الاموات، واجلسه عن يمينه في السماويات، 21 فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل ايضا، 22 واخضع كل شيء تحت قدميه، واياه جعل راسا فوق كل شيء للكنيسة، 23 التي هي جسده، ملء الذي يملا الكل في الكل. ( فيلبي ٢: ٨ ، ٩ )  8 واذ وجد في الهيئة كانسان، وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب. 9 لذلك رفعه الله ايضا، واعطاه اسما فوق كل اسم  ( عبرانيين ٢: ٩ ) 9 ولكن الذي وضع قليلا عن الملائكة، يسوع، نراه مكللا بالمجد والكرامة، من اجل الم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لاجل كل واحد. ( عب١٢: ٢).2 ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع، الذي من اجل السرور الموضوع امامه، احتمل الصليب مستهينا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

كأنه يقول : كما أن حبة الحنطة أى بذة القمح إذا لم تذرع وحفظت فى المخزن فوق سطح  الأرض حيث لن تمتص رطوبة او ماء تبقى صحيحة ولكن بلا كنفعة ولا زيادة أى لا تأتى بثمر ولكن إن زرعت فى الأرض ودفنت فى التربة وماتت ستتغير وتترك صورتها الأولى وخاصها ألصلية فتنشأ من موتها حياة جديدة تظهر فى النبتة فى السنبلة تم فى القمح الذى هو الثمر فتأتى بثمر ثلاثين وستين ومائة حبة هكذا أنا فقد إتحدرت من السماء لأموت فداء عن العالم لأن موتى هو الوسيلة الوحيدة لتعطى حياة لنفوس لا تحصى تفدى بى فإن لم أمت أظل كحبة الحنطة غير المزروعة أى لا أفدى العالم ، فموتى لازم وضرورى ليصدر منه ومن إستحقاقى ونموذجى ثمار وافرة وكذا الذين يؤمنون بى فقد حدث أنه عندما كان يقتل أحد الشهداء يؤمن كثيرون بسببه حتى قال ترتوليانوس فى ختام محاماته " إن دم الشهداء بذار المسيحيين"

 تفسير وشرح   (يوحنا 12:  25)   25 من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها الى حياة ابدية.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

تكررت هذه الآية في (متّى ١٠: ٣٩ )39 من وجد حياته يضيعها ومن اضاع حياته من اجلي يجدها."فانظر شرحها هناك (مت ١٦: ٢٥ ) 25 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي يجدها.  ( مرقس ٨: ٣٥ ) 35 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الانجيل فهو يخلصها. ( لوقا ٩: ٢٤ ) 24 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي فهذا يخلصها.  ( لو ١٧: ٣٣) 33 من طلب ان يخلص نفسه يهلكها ومن اهلكها يحييها. 


1) " مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا "

† "   من يحب نفسه يهلكها " .. تشير كلمة "نفسه"  ("سايكي" باللغة اليونانية) إلى جوهر الشخصية  الإنسانية أو قوة الحياة (مت 10: 39 & 16: 25)  عندما يؤمن الشخص بيسوع فإنه سيدخل إلى حياة جديدة منفصلة عن حياته السابقة أنها ولادة جديدة ، هدية من الرب حتى نصير خليقة جديدة ويموت فينا إنسان الخطية المؤمنون هم صورة هذه الحياة للآخرين لقد أعتقوا من عبودية الخطية  ليصبحوا خداما للكلمة (رو 6: 1 حتى 7: 6)

† " يهلكها،   " ..  فعل حاضر فى الأسلوب الخبرى وهذه الكلمة عكس عبارة "الحياة الأبدية" فالهلاك هو نصيب كل من لا يؤمن بيسوع كلمة الإله وليس هذا الهلاك يعنى فناء أو ملاشاة بل هو عذاب لا يطاق للإبتعاد عن روح الرب

هذا هو قانون الحياة المسيحية، فكل ارتقاء إلى مستوى أعلى يحتاج أو يتم على أساس التضحية بالمستوى الأقل ترك الشرور لكسب الخير ترك الخطية لكسب الملكوت : «إن كنتم قد سمعتموه، وعُلمتم فيه، كما هو حق في يسوع (الموت الطبيعي بالجسد)، أن تخلعوا (الموت أو الإماتة للنفس)، من جهة التصرف السابق، الإنسان العتيق الفاسد (أهواء وشهوات النفس) بحسب شهوات الغرور، وتتجددوا بروح ذهنكم، وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله (الحياة الأعلى) في البر وقداسة الحق» (أف21:4-23). وهذا هو هدف مثل حبة الحنطة ويشرحه القديس بولس الرسول عملياً لأنه ترك مكانته كفريسى ومعلم إسرائيل «لكن ما كان لي ربحاً (فريسي ومعلم إسرائيل), فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة. بل إني أحسب كل شيء أيضأ خسارة، من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي, الذي من أجله خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح» (في7:3-8). وواضح هنا أن الربح الروحي هو على أساس الخسارة المادية والمعنوية، والخسارة أصابت الذات والربح هو الحصول على المسيح عوض الذات: «فأحيا، لا أنا، بل المسيح يحيا في.» (غل20:2)
نَفْسَهُ أي حياته، لأنه لما خلق الله الإنسان «وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْساً حَيَّةً» (تكوين ٢: ٧).

بعد نزول المسيح من على جبل الزيتون ودخوله دخول الملك المنتصر وهتاف اليهود له توقع التلاميذ والمؤمنين بالمسيح  الخير الأعظم من المكانة والملك الزمنى والشرف والغنى الأرضيين في المملكة الدنيوية التي انتظروها كسائر اليهود أن المسيح المنتظر ينشئها هنا.ولكن فى الحقيقة أن المسيحية  في كل عصرهدفهم هو نوال الحياة الأبدية، وأنه يجب علي المسيحيين أن يستعدوا لخسران كل شيء لأجلها، حتى حياتهم الجسدية إذا اقتضى الأمر، متمثّلين بسيدهم الإلهي الذي بذل حياته ليعد لهم حياة الأبد.


2) " وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هَذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّة"

† "  يبغض  " ..  مصطلح عبرى يعنى المقارنة ، الرب فى ‘ختياراتنا يكون أولا ثم شخص آخر أو شيئ آخر (زوجات يعقوب .. تك 29: 30 و 31) (تث 21: 15 عيسو ويعقوب) (مل 1: 2- 3) (رو 10- 13) (عائلة الشخص لو 14: 26)
† "  حياة  " ..  كلمة حياو باليونانية "زةى" ووردت كثيرا فى ابشارة بحسب يوحنا لتشير إلى (الحياة الروحية .. (2) الحياة الأبدية .. (3) حياة العصر الجديد .. (4) حياة القيامة .

يُبْغِضُ نَفْسَهُ أي لا يعتبر حياته الجسدية شيئاً بالنسبة إلى فرط محبته للحياة الروحية، لأن الحياة الجسدية مبنية على محبة العالم والأشياء التى فى العالم ولكنها كلها سراب لا تشبع الروح (1يو 2: 15) "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب."  أو أنه يفعل ما يظهر أنه يبغض الحياة الجسدية إن خُيّر بينهما، أو أنه يبغضها حقيقة حين يكون شرط حفظها إنكار المسيح وفقدان الحياة الأبدية. وقليلون من الناس يبغضون أنفسهم، وأكثرهم يحبونها ولا يهتمون إلا بها، ولا يبالون بالحياة السماوية.

وفى هذه الآية المسيح يضع المحبة الخاطئة في مقابل البغضة الممدوحة بالنسبة للذات والتى هى
1- محبة الظلمة 2- محبة العالم 3- محبة المجد بين الناس 4- محبة الجسد 5- محبة المال
‏وهذه الخمسة هي المداخل المتوازية لمملكة الشر أو الشيطان. والانحياز لأي اتجاه أو مجال من هذه المجالات يظهر عدم رغبة في محبة المسيح والله.
1- والظلمة, هي الضد لـ «نور» الكلمة: «وهذه هى الدينونة إن النور قد جاء إلى العالم, وأحب الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة.» (يو19:3)
2- والعالم هو الضد للمسيح ولله: «مملكتي ليست من هذا العالم» (يو26:18)، «محبة العالم عداوة لله.» (يع4:4‏)
3- ومجد الناس, هو الضد لمجد الله. «كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم من بعض. والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه.» (يو44:5)
4- والجسد هو ضد لله: «لأن اهتمام الجسد هو موت ... هو عداوة لله.» (رو6:8-7)
5- والمال, هو ضد الإيمان بالله: «لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان.» (1تى10:6)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع شرح (مت 10: 39 & 16: 25) (مر 8: 35) (لو 9: 24 & 17: 23)  وخلاصة القول أن المؤمنين يجب عليهم أن يكونوا مستعدين لخسران كل شئ حتى حياتهم الجسدية لنوال الحياة الأبدية ممتلئين بسيدهم الإلهى الذى بذل حياته ليعطيهم حياة للأبد أما الذين ينكرون إيمانهم ولا يمكنهم أن يرضوا بخسران شئ من غناهم أو قمع شهواتهم الجسدية فهؤلاء يفقدون الحياة الأبدية إذ سيكون مصيرهم جهنم .

   تفسير وشرح (يوحنا 12:  26)  26 ان كان احد يخدمني فليتبعني، وحيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي. وان كان احد يخدمني يكرمه الاب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

 1) "  إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَليَتْبَعْنِي "

† " فليتبعنى  " ..  فعل أمر مستمر يشير إلى العلاقة المستمرة (يو 15) هذا هو التعليم المنسى الذى لا يوضحة الوعاظ للشعب ، الإيمان هو التبعية المستمرة ليسوع تبعية لا تنقظع يلتصق به فى كلماته وأعماله وتبشيرة لالآخرين أى يفعل كما فعل وعمل يسوع فيسوع يقول إتبعنى هو الذى يبادر (يو 6: 44 و 65) ولكنه حدد علاقته بالبشر فى عهدا جديدا وثيقة بين يسوع والبشر أن يتجاوبوا ويستمروا فى السير فى الطريق لأنه هو الطريق  متبعين الإرشادات التى على الطريق وهى تعاليمه وتؤكد بشارة يوحنا أن اليقين هو لأولئك الذين يستمرون فى علاقتهم العاملة مع يسوع (مر 1: 15) (أع 20: 21) وكلمة " يتبعنى"  تعنى الإلتصاق بيسوع فى حياة التلمذة كقائدا روحيا نتعلم منه كل تعاليمه الكاملة كنمط للحياة (مت 10: 22 & 13: 20- 21 ) (غل 6: 9) (1يو 2: 19) (رؤ 2: 7 و 11 و 17 و 26 & 3: 5 و 12 و 21) تمكن المشكلة أننا نتفاعل بسرعة مع الإيمان ولكن لا يوجد عمق فى داخلنا ونظن أنه بمجرد الإيمان غير العامل قد خلصنا به هنا أشار الإنجيل على نوعية هؤلاء الناس فيقول عنهم لهم صورة التقوى ولكنهم عير مدركين قوتها يواجهون الرب بالوجوه وليس بالقلوب (عبرانيين ، يعقوب ، 1 يو) 
كثيرون ممن أرادوا أن يخدموا المسيح فقبل الخدمة يجب إتباعه أولا هو وتعاليمه ووصاياه  قال هذا بما يعنى  أي إن أراد أن يكون مسيحياً حقيقياً وتلميذاً أميناً لخدمته يجب أن يتبعه أولا وهذا ما أراد أن يوضحه المسيح لمرثا التى كانت تخدم فى العالم ظنا منها انها تخدم المسيح

 قال المسيح هذا عظة اليونانيين أولاً ثم لكل من يريدون أن يكونوا له تلاميذ. لقد أتى أولئك اليونانيون ليروا يسوع ويسألوه عن شروط التتلمذ له، فأعلن لهم الشروط التي سبق وأعلنها لرسله حين دعاهم، وهي إنكار النفس، واتخاذ يسوع معلّماً ومخلّصاً، والاقتداء به. وهذا هو قانون خلاص اليهود والأمم.
والحدمة وتبعيه المسيح تعنى  إنكار الذات، وعدم الالتفات إلى شرف هذا العالم وغناه ومجده، متمثلاً بي. وهذا كقول الرسول «إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه» (انظر شرح متّى ١٦: ٢٤).

وأمامنا مثل هو  التلاميذ الذين ساروا على درب المعلم: «يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه» (مت25:10). هؤلاء خدموا المسيح، حيثما سار بهم المسيح في مشارق الأرض ومغاربها، وهؤلاء كرمهم الآب السماوي «فأجاب بطرس حينئذ وقال له: ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك, فماذا يكون لنا؟ فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً عل اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر... وكل من ترك ... من أجل اسمي، يأخذ مئة ضعف، ويرث الحياة الأبدية.» (مت27:19-29)
‏وعن الذين أحبوا وصمموا أن يخدموا المسيح, قدم المسيح عنهم صلاة خاصة للآب: «أيها الآب، أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني، يكونون معى حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني ...» (يو24:17‏)
2) "  وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي."
وعد المسيح به تلميذه الذي يتبعه بأمانة على الأرض أنه يكون معه في ملكوت مجده، يشاركه في كل ما يناله من السعادة والإكرام  (يوحنا ١٤: ٣ ) 3 وان مضيت واعددت لكم مكانا اتي ايضا واخذكم الي، حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا،  ( يو ١٧: ٢٤ ) 24 ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء العالم.  ( ١تسالونيكي ٤: ١٧) 17 ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب.( رؤيا ٣: ٢١).21 من يغلب فساعطيه ان يجلس معي في عرشي، كما غلبت انا ايضا وجلست مع ابي في عرشه. "  وفي هذا العدد تعزية للمسيحيين في أوقات الضيق والاضطهاد.

‏الملاحظ هنا في طلب المسيح من الآب: «يكونون معي حيث أكون أنا», أنها ليست هي نفس الطلبة التي طلبها من التلاميذ: «حيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي», لأن طلبة المسيح من الآب هي النتيجة: «الينظروا مجدي» أما طلبة المسيح من التلاميذ فهي المنهج, أي شركة الآلام والموت: «في العالم سيكون لكم ضيق» (يو33:16), «يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه» (مت25:10). والذي يتبع المسيح, يتحتم أن يحمل صليبه حتى يستطيع أن يتبعه, ولكن الذي يتبع المسيح حاملاً الصليب، فهو حتماً سيبلغ القيامة والحياة والمجد. فخدمة المسيح، هي بحد ذاتها تبدأ بالموت وتنتهي بالمجد، أي بتكريم الآب, كالمسيح وفي المسيح. ولكن لا كرامة من الآب لإنسان ما بدون المسيح، كما أنه لا كرامة مع المسيح بدون الصليب!! من أجل هذا يقول بولس الرسول عن خبرة ويقين: «لأن لى الحياة هي المسيح، والموت هو ربح.» (فى21:1)
3) "  وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ "
وهذا الأمر الثاني الذي وعد به المسيح تلميذه الأمين وهو لمن لم ينالوا الإكرام من الناس. ويوافق هؤلاء أن يخسروا الإكرام العالمي الوقتي القليل القدر لينالوا الإكرام السماوي غير المحدود قدراً وزماناً. فكان المسيح كلما قطع رجاء تلاميذه في الخير الأرضي من خدمتهم له قوَّى أملهم في المجد السماوي إثابة على كل ما يخسرونه في تلك الخدمة.

     أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول لهم : إن من أراد أو يحب أن يكون لى تلميذا أمينا يجب عليه أن يقتدى بى فى إنكار الذات وعدم الجرى وراء ملذات وسلطة العالم وغناخ ومجده ويقتدى بأمانتى وإتضاعى وأعمالى الصالحة فالذى يفعل هكذا يكون معى فى الملكوت وفى المجد حيث السعادة والفرح الدائم يكرمه ألاب وهذا الإكرام لا يستطيع اللسان أن يعبر عنه 
 

 


 

This site was last updated 06/13/21