Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير/ شرح يوحنا الإصحاح  السادس عشر  (يو 16: 1- 15)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33)
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
Untitled 8493
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
Untitled 8428
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
Untitled 8429
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت

تفسير يوحنا الإصحاح  السابع عشر - فى مجمل الأناجيل الأربعة: الفصل25
تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  السادس عشر
1. سهام الحب الجارحة (يوحنا 16:  1- 6)
2. إرسال المعزي (يوحنا 16:  7- 15)  السيد المسيح والروح القدس
الخطاب الوداعي: إنباء يسوع تلاميذه بالاضطهاد وبإرساله الروح القدس وبقيامته وصعوده وإجابة طلباتهم
 الوعد بإستئناف الكلام فيما بعد
‏آيتان  تفيد وعد المسيح باستئناف الحديث فيما بعد, أي بعد تكميل مشيئة الآب.
‏الآية الاولى آية 12: «إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ.
‏الآية الثانية آية25: «قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا بِأَمْثَالٍ وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ حِينَ لاَ أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِأَمْثَالٍ بَلْ أُخْبِرُكُمْ عَنِ الآبِ علاَنِيَةً.
‏من هاتين الآيتين نفهم أن المسيح استأنف حديثه هذا الذي لا يستطيعون الآن أن يحتملوه، والخاص بموته ومعناه، والذي تلقاه بولس الرسول بدقة وعمق فائقين، بإعلان خاص به. والحديث الآخر عن الآب، وهو العلاقة بين الآب والابن، والتي تلقاها القديس يوحنا وسجلها لنا في إنجيله بصورة فريدة.

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  السادس عشر
1. سهام الحب الجارحة (يوحنا 16:  1- 6)

  تفسير وشرح  (يوحنا 16: 1)  1 «قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا "
بِهَذَا : وتعنى فى اللغة العربية اسم إشارة للمفرد المذكَّر، دخلت عليه (ها) التَّنبيه (انظر: ذ ا - ذا، هـ ا - ها) وتعنى بهذا فى الآية إشارة إلى بُغض العالم لكم،( يوحنا ١٥: ١٨ - ٢٨ ) 18 «ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم " وأشار إلى مجيء المعزي. وكرر ذلك هنا للتقرير والإيضاح. حتى يتذكروا وأيضا أعلم تلاميذه قائلا ( مت ٢٦: ٣١)  31 حينئذ قال لهم يسوع: «كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب: اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية. "

 

2) " لِكَيْ لا تَعْثُرُوا"

هذا الجزء من الآية ورد فى نرجمات الإنجيل العربية كما يلى :  اليسوعية :  لئلا تعثرو ..  التفسيرية : لئلا تتزعزعوا .. البوليسية : لكى لا تزلوا فى المحنة .. المشتركة : لئلا يضعف إيمانكم .. الإنجيل الشريف : لكى لا تتراجعوا .. فعل ماض مبنى للمجهول فى الإسلوب المنصوب .. تعنى الكلمة فى اللغة اليونانية فخ إمساك الحيوانات   بما يعنى السقوط فى فخ الشيطان الذى يوسوس بأفكار مضادة ، (يو 6: 61)61 فعلم يسوع في نفسه ان تلاميذه يتذمرون على هذا، فقال لهم:«اهذا يعثركم؟  "ويستعمل يسوع الكلمة فى وصفه لإيمان يوحنا المعمدان (مت 11: 2- 6) 2 اما يوحنا فلما سمع في السجن باعمال المسيح ارسل اثنين من تلاميذه 3 وقال له: «انت هو الاتي ام ننتظر اخر؟» 4 فاجابهما يسوع: «اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران: 5 العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. 6 وطوبى لمن لا يعثر في»

تعنى كلمة عثر فى اللغةالعربية : "زل وسقط"  وتعنى عبارة : " لِكَيْ لا تَعْثُرُوا"  أي لئلا يضعف إيمانكم وتجزعوا عند حلول المصائب بكم. ويتبين من (لوقا ٢٤: ٢١ )21 ونحن كنا نرجو انه هو المزمع ان يفدي اسرائيل. ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة ايام منذ حدث ذلك. "  أنرى هما ان الرسل كاانوا يعتقدون خطأ فى المسيح بأنه قائد ولما صلب ومات عثروا فيه  وقد أوصى المسيح تلاميذه قائلا (مت 11: 6) (لو 7: 23) وطوبى لمن لا يعثر في». تعرض التلاميذ للعثرات من خلافات داخل الكنيسة وإنشقاقات  ( مت ٢٤: ١٠ ) 10 وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا. " وعثرات نتيجة للضيق والإضطهاد (مت 13: 21) ولكن ليس له اصل في ذاته بل هو الى حين. فاذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فحالا يعثر "  نبوءة تحققت فى المستقبل من المسيح ، فأنبأهم بوقوعها لكي لا تقع عليهم بغتة فتغلبهم. وتعريفه لهم بها يمنعهم من الشك فيه، ويؤكد لهم أنه إله يعرف الغيب. وأنبأهم بحلول الروح القدس لأنه أعظم واسطة لوقايتهم من السقوط.
«لكي لا تعثروا»: العثرة كانت محاطة بالتلاميذ من جهة نقاوتهم ومن ججهة إيمانهم بالمسيح إبن الرب وقد رأينا عثره بطرس وظنون تلميذى عمواس فى المسيح وكذلك رؤيتهم لعثرة اليهودد وغيرتهم الكاذبة على الدين اليهودي، ومجد شعب إسرائيل في صورته المادية، جعلت مقاومة اليهود للمسيح (النور) فوق ما يتصور العقل من: البغضة، والعنف، والتنكيل: «لأني أشهد لهم أن لهم غيرة لله, ولكن ليس حسب المعرفة» (رو2:10).وأهل الناصرة فى المسيح ... ألخ ، فقد سبق أن سقط بعض منهم وانطرحوا خارجاً: «فعلم يسوع في نفسه أن تلاميذه يتذمرون عل هذا (أكل الجسد وشرب الدم)، فقال لهم: أهذا يعثركم؟ (يو61:6‏). ولقد تعقب المسيح «العثرة» في أصولها، وعرفها قائلاً: «إن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر, لأنه ينظر نور هذا العالم، ولكن إن كان أحد يمشي في الليل يعثر، لأن النور ليس فيه» (يو9:11-10). وطبعاً هو سبق وقال: «أنا هو نور العالم, من يتبعني فلا يمشي في الظمة» (يو12:8)، فواضح أن معنى العثرة في هذه الآية هو إلقاء نير المسيح والتنكر له‏. وقد حدث ذلك أثناء حديث المسيح من الجسد والدم: «من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه» (يو66:6)، لأن النور انحجز عنهم، فغشيتهم الظلمة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ""قد كلمتكم بهذا " الكلام الذى أنبأتكم فيه أن العالم يبغضكم كما أبغضنى "لكى لا تعثروا " أى لئلا تقعوا فى شكوك

    تفسير وشرح (يوحنا 16: 2)  2 سيخرجونكم من المجامع، بل تاتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ المَجَامِعِ"

" سيخرجونكم من المجامع " ..  كان  نظام المحاكم اليهودية  القديمة  تسمى السنهدرين (مجمع) وهو بمثابة دار الإفتاء والمحكمة  وكان السنهدرين الأعلى هو المحكمة العليا فى إسرائيل  خلال فترة الهيكل المقدس.وكان  هناك سنهدرين  الدينية أيضا أصغر " المجامع " في كل مدينة في أرض إسرائيل  ومن قرائتنا فى الإنجيل أن المجامع اليهودية فى القرى والمدن التى كان يكرز فيها يسوع كانوا أحيانا يطردونه أى (يقطعونه) من المجمع وفى  مجمع الناصرة حكموا على يسوع بأن يلقى من أعلى جبل  (يو 9: 22 و 34 ) ( يو 12: 42) لا نعلم كثيرا عن إجراءات الطرد من المجمع أو فيما يسمى (القطع فى الكنائس الآن) إلا أنه عبارة عن فصل مؤقت أو أحيانا يكون دائم عن الصلاة والعبادة فى المجمع وفى وقت متأخر من القرن ألأول طور اربيون القوانين فيما يعرف بـ "قسم اللعنة" المتعلق بالمسيح فى محاولة منهم لإبعاد اليهود الذين آمنوا بالمسيح عن المجامع ، وقد نتج عن هذا الأمر إنشقاق بين أتباع يسوع وبين المجامع اليهودية المحليه  فضلا عن سنهدرين السياسي الديمقراطي المدني. وجدت هذه السنهدرين (المجامع) حتى إلغاء البطريركية الحاخامية في حوالي 425 C.E. وأول  من  ذكر هذه المجامع "السنهدرين "  كان المؤرخ اليهودى   جوزيفوس الذي كتب من السنهدرين السياسي عقدت من قبل الرومان في 57 قبل الميلاد وهذا ونظام السنهدرين (المجامع) اليهودى  أخذ من مصادر إغريقية أنشأت السنهدرين كمجلس سياسي وقضائي الذي يرأسه الحاكم في البلاد. تصف مصادر Tannaitic السنهدرين العظمى باعتباره التجمع الديني من 71 الحكماء الذين اجتمعوا في غرفة المحفورة الأحجار في الهيكل في القدس. اجتمع السنهدرين الأعلى يوميا خلال النهار، ولم يجتمع يوم السبت والمهرجانات أو الليالي المهرجان. وكانت السلطة النهائية في الشريعة اليهودية وأي باحث الذين ذهبوا ضد قراراتها ونفذ فيهم حكم الاعدام باعتباره "هرطوقى" ممرا زاكين (شيخ المتمرد). وكان على رأس سنهدرين يقوم بها رئيس يسمى ناسي ("الأمير")، ودعا نائب رئيس ضجيج مركبات رهان ( "والد المحكمة"). يجلس 69 الحكماء أخرى في شكل نصف دائرة  تواجه القادة. ومن غير الواضح ما إذا كان القادة فيهم رئيس الكهنة. السنهدرين يحكم على مخالفي القانون الشريعة الموسوية المتهمين، ولا يمكن بدء الاعتقالات. إلا فى وجود اثنين من الشهود لإدانة المتهم. لم تكن هناك المحامين. بدلا من ذلك، ويواجه الشاهد المتهم بالجريمة في حضور المتهم ويمكنه أيضا استدعاء شهود آخرين بالأصالة عن نفسه متهما. اوتستوجب المحكمة المتهم والمشتكين وشهود الدفاع. بتعامل السنهدرين الأعلى مع المسائل العبادية الدينية والشعائرية، أما المسائل الجنائية التي تتبع للمحكمة علمانية، وهناك إجراءات تتم مع اكتشاف جثة، ومحاكمات أخرى للزوجات الزانية، العشور، وإعداد التوراة مخطوطات للملك والهيكل ، ووضع تقويم وحل المصاعب المتعلقة بقانون الشعائر. في حوالي 30 C.E.، فقد السنهدرين عظيم سلطته على تنفيذ عقوبة الإعدام. بعد تدمير الهيكل، لذلك كان السنهدرين ألأعلى. وفاز فريق السنهدرين في يفنيه على كثير من وظائفه، تحت سلطة الربان جمليئيل. الحاخامات في السنهدرين بمثابة القضاة وجذب المعلمين الذين جاءوا لمعرفة تقاليدهم الشفوية والتفسيرات الكتابية. من يفنيه، انتقل السنهدرين إلى مدن مختلفة في الجليل، وإنهاء نهاية المطاف في طبريا. وكان السنهدرين (المجامع) المحلية تتألف من أعداد مختلفة من الحكماء، وهذا يتوقف على طبيعة الجرائم التي يعالج بها. على سبيل المثال، لا يجوز إلا للسنهدرين 71 الحكم على قبيلة بأكملها، نبي كاذب أو رئيس الكهنة. كان هناك سنهدرين 23 لقضايا الإعدام ومن ثلاثة علماء للتعامل مع القضايا الجنائية المدنية أو أقل.

وعندما شفى المولود أعمى كان ابواه يخافان من الحرم من مجمع السنهدرين اليهودى أكبر هيئة دينية عند اليهود وقد حرم خذا المجمع المولود أعمى فعلا  (يوحنا ٩: ٢٢، ٣٤ )  22 قال ابواه هذا لانهما كانا يخافان من اليهود، لان اليهود كانوا قد تعاهدوا انه ان اعترف احد بانه المسيح يخرج من المجمع.  34 اجابوا وقالوا له:«في الخطايا ولدت انت بجملتك، وانت تعلمنا!» فاخرجوه خارجا." وكان المؤمنون بالمسيح كثيريين ومن بينهم رؤساء فى مجمع السنهدرين نفسه  (يو ١٢: ٤٢ )  42 ولكن مع ذلك امن به كثيرون من الرؤساء ايضا، غير انهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به، لئلا يصيروا خارج المجمع، " حكم مجمع السنهدرين على المسيح بالحرم وساقوه ليصلب 

والخروج من المجامع  خص ذلك بالذكر لأنه أعظم الضيقات والإضطهادات وقتئذ، ( قد ذكرنا تلك الأهوال في شرح يوحنا ٩: ٢٢.)

«سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ»: هذه كانت خطة اليهود التي نفذوها في أيام المسيح: «لأن اليهود كانوا قد تعاهدوا، أنه إن اعترف أحد بأنه المسيح, يُخرج من المجمع» (يو22:9). وكلمة «تعاهدوا» تعني أنهم أخذوا قراراً بإجماع السنهدريم فصار قانونا رسمياً. كذلك, فإنه بسبب هذا القرار ظل كبار الشخصيات التي آمنت بالمسيح تحتفظ بإيمانها سراً، خوفا من تطبيق هذا القرار عليهم: «ولكن مع ذلك آمن به كثيرون من الرؤساء أيضاً, غير أنهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به لئلا يصيروا خارج المجمع، لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله.» (يو42:12-43)
‏ولكن بحسب ثُقاة العلماء من المسيحيين المتضلعين في نظام اليهود التشريعي ومن ربيين, يظهر أن اصطلاح «خارج المجمع» إجراء بُدىء في تنفيذه في أيام المسيح فقط، فكان يحسب مثل هذا الشخص غير مسموح له بحضور الصلوات أو الاحتفالات الرسمية, وهذا الإجراء أقل قليلاً من إجراء الحرمان الكلي من شركة رعوية إسرائيل, أي الانفصال الكلي عن شعب الله.
«خارج المجمع» هو حكم يحرم الشخص أيضأ من حق حماية التصاريح الدينية التي يتمتع بها اليهودي العادي. ويقول العالم بولتمان في نفس الموضع أن هذا الاجراء ظل معمولاً به منذ أيام بولس الرسول حتى الشهيد يوستين أي حتى سنة 165 م.
‏وكان رد القديس بولس الرسول على إخراجه من المجمع أنه اعتبر أن الكنيسة هي إسرائيل الجديد «الحقيقي» ووضع قانونه الجديد المضاد: «لأنه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئاُ، ولا الغرلة, بل الخليقة الجديدة، فكل الذين يسلكون بحسب هذا القانون عليهم سلام ورحمة وعلى إسرائيل الله.» (غل15:6-16)وذكر وقوعه ومحاولة تلفيق تهم كاذبة على المؤمنين بالمسيح حتى صار مجرد الإيمان باالمسيح تهمة يعاقب عليها بالحرم والقتل في (أعمال ٦: ١٣، ١٤ ) 13 واقاموا شهودا كذبة يقولون:«هذا الرجل لا يفتر عن ان يتكلم كلاما تجديفا ضد هذا الموضع المقدس والناموس، 14 لاننا سمعناه يقول: ان يسوع الناصري هذا سينقض هذا الموضع، ويغير العوائد التي سلمنا اياها موسى». ( أع ٩: ٢٣، ٢٤ )23 ولما تمت ايام كثيرة تشاور اليهود ليقتلوه، 24 فعلم شاول بمكيدتهم. وكانوا يراقبون الابواب ايضا نهارا وليلا ليقتلوه. ( أع ١٧: ٥ )  5 فغار اليهود غير المؤمنين واتخذوا رجالا اشرارا من اهل السوق، وتجمعوا وسجسوا المدينة، وقاموا على بيت ياسون طالبين ان يحضروهما الى الشعب.  ( ٢١: ٢٧ - ٣١) 27 ولما قاربت الايام السبعة ان تتم، راه اليهود الذين من اسيا في الهيكل، فاهاجوا كل الجمع والقوا عليه الايادي 28 صارخين:«يا ايها الرجال الاسرائيليون، اعينوا! هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضدا للشعب والناموس وهذا الموضع، حتى ادخل يونانيين ايضا الى الهيكل ودنس هذا الموضع المقدس». 29 لانهم كانوا قد راوا معه في المدينة تروفيمس الافسسي، فكانوا يظنون ان بولس ادخله الى الهيكل. 30 فهاجت المدينة كلها، وتراكض الشعب وامسكوا بولس وجروه خارج الهيكل. وللوقت اغلقت الابواب. 31 وبينما هم يطلبون ان يقتلوه، نما خبر الى امير الكتيبة ان اورشليم كلها قد اضطربت "
‏ولما حدث حرم كامل للمسيحيين الذين من أصل يهودي, بدأت الكنيسة تصير في المقابل للمجمع, حيث تجرى فيها العبادة بالروح كاملة.


2) " بَل تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا "
سَاعَةٌ أي وقت. ويعبّر في الكتاب بالساعة ربما إحدى ساعات النهارالأربع أو إحدى ساعات الليل الأربع حسب التوقيت اليهودى أو وقت قصير عينه الرب  أو أنبأ به.

بل تأتي ساعة: ‏تعبير عن تدرج أعمال النقمة والتنكيل با لمسيحيين، من حرمان العبادة في المجامع اليهودية، إلى الحرمان الكامل من الانتساب إلى العبادة اليهودية، ثم تزداد إلى درجة سفك الدماء,

 

3) " يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ "

لا بُغض كالبغض المبين على اختلاف الدين، ولا اضطهاد كالاضطهاد الذي يأتيه المضطهِد ظناً أنه من فروض الدين اعتبار أن سفك دماء المسيحي هو خدمة لله، أي بنوع «الذبيحة البشرية » التي تقدم للاله المزيف، سواء لدى اليهود الذين ضلوا تماما عن معرفة الرب الصحيحة: «لم يعرفوا الآب ولا عرفوني» (يو3:16)» أو عند الوثنيين الذين بلا إله جملة.وقد زاد عليه الوثنيون ادعاءات كاذبة، بأن المسيحيين يقترفون جرائم، وهي من صنع خيالهم طبعاً، وذلك لكي يوقعوهم تحت عقوبات القوانين بدون وجه حق.

فيقسو قلبه حتى لا يشفق على المضطهَد، ويحسب نفسه نائب الله في الانتقام والمحاماة عن الحق. وعلى هذا اضطهد شاول الطرسوسي كنيسة المسيح بدليل قوله «فَأَنَا ارْتَأَيْتُ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُوراً كَثِيرَةً مُضَادَّةً لِاسْمِ يَسُوعَ النَّاصِرِيّ» (أعمال ٢٦: ٩ - ١١). وعليه اضطهد اليهود المسيحيين إذ حسبوا قولهم إن المسيح ابن الله تجديفاً وتعليمه منافياً لتعليم موسى ومهيناً للهيكل والعبادة فيه (أعمال ٦: ١٣، ١٤ ) 13 واقاموا شهودا كذبة يقولون:«هذا الرجل لا يفتر عن ان يتكلم كلاما تجديفا ضد هذا الموضع المقدس والناموس، 14 لاننا سمعناه يقول: ان يسوع الناصري هذا سينقض هذا الموضع، ويغير العوائد التي سلمنا اياها موسى». ( أع ٢١: ٢٨ - ٣١).28 صارخين:«يا ايها الرجال الاسرائيليون، اعينوا! هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضدا للشعب والناموس وهذا الموضع، حتى ادخل يونانيين ايضا الى الهيكل ودنس هذا الموضع المقدس». 29 لانهم كانوا قد راوا معه في المدينة تروفيمس الافسسي، فكانوا يظنون ان بولس ادخله الى الهيكل. 30 فهاجت المدينة كلها، وتراكض الشعب وامسكوا بولس وجروه خارج الهيكل. وللوقت اغلقت الابواب. 31 وبينما هم يطلبون ان يقتلوه، نما خبر الى امير الكتيبة ان اورشليم كلها قد اضطربت.  "  وما جاء في يوحنا ١٥ في هذا الشأن بيّن شدة بُغض المضطهِدين، وأظهر شدة آلام المضطهَدين.
«كل من يقتلقم»: «كل» هنا توضح انتشار الروح العدائية إلى ما هو خارج اليهود أيضاً. فاليهود هم الذين ‏بدأوا بهذا السلوك الشيطاني وسلموا المسيح للوثنيين. وقد وصف المسيح مجمعهم في سفر الرؤيا بأنه صار مجمع الشيطان بالفعل: «وتجديف القائلين إنهم يهود وليسوا يهوداً، بل هم مجمع الشيطان» (رؤ9:2)، «ها أنذا أجعل الذين من مجمع الشيطان من القائلين إنهم يهود وليسوا يهوداً بل يكذبون، ها أنذا أصيرهم يأتون ويسجدون أمام رجليك، ويعرفرن أني أنا أحببتك.» (رؤ9:3‏)

 

4) " َنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً لِلَّهِ"

«يقدم خدمة لله»: واضح من النص اليونانى أن كلمة «خدمة» هي الخدمة الطقسية العبادية، وكلمة «يقدم» هي الكلمة المخصصة لتقديم الذبائح في الطقس اليهودي في عبادة الرب . وهذا واضح غاية الوضوح في تقديم المسيح نفسه عدنما ذبحوه على الصليب في عيد فصحهم، باعتباره ثائراً عل عبادتهم، كذبيحة استرضاء لإلههم، حتى تنجو الأمة من أيدي الرومان: «إنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب, ولا تهلك الأمة كلها.» (يو50:11)

وقد صار بمد ذلك تقليداً عرفياً صارت عليه المجامع في اعتبار أن المسيحيين ثائرون على يهوه، لذلك يحل دمهم استرضاء لوجه هذا «اليهوه». وهذا ما صنعوه باستفانوس أول شهداء الكنيسة( أعمال ٨: ١ ) 1 وكان شاول راضيا بقتله. ( أع ٩: ١ ) 1 اما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا وقتلا على تلاميذ الرب، فتقدم الى رئيس الكهنة ( ٢٦: ٩) 9 فانا ارتايت في نفسي انه ينبغي ان اصنع امورا كثيرة مضادة لاسم يسوع الناصري. (أع57:7-58‏): «وأخرجره خارج المدينة ورجموه». وكان شاول الفريسي الضليع في الناموس، شاهداً عل صحة قتله حسب الناموس. وكان لا يصعب عليهم أن يقيموا شهوداً كذبة، كالذين أقاموهم ضد المسيح، ليتمموا ذبيحتهم مثل الشهود الذين أقاموهم ضد القديس إستفانوس: «وأقاموا شهودا كذبة يقولون أن هذا الرجل لا يفتر عن أن يتكلم كلاماً تجديفاً ضد هذا الموضع المقدس والناموس.» (أع13:6)

فقتل المسيحيين, حسبما سبق وقال المسيح, صار عند اليهود المتعصبين الغيورين، عن جهل وجهالة، نوعا من التقوى ترضي الله! وهذه الحقيقة المخزية مسجلة في كتاب المدراش اليهودي، حيث أخذوا حادثة العهد القديم أيام موسى وما صنعه فينحاس الكاهن (عد6:25-15)، عندما قتل الرجل الإسرائيلي الذي اقتنى زانية من المديانيين علنا، فقتله مع الزانية، فاعتبر ذلك تكفيراً عن ما صنعه الآخرون: «فكلم الرب موسى قائلاً: فينحاس بن أليعاز بن هررن الكاهن قد رد سخطي عن بني إسرائيل، بكونه غار غيرتي في وسطهم, حتى لم أفن بني إسرائيل بغيرتي» (عد10:25-11). ويقول المدراش تعقيباً على هذا: [هل هذا قيل على أساس أنه قدم قرباناً؟ لا, ولكن ليعلمهم أن كل واحد يسفك دم إنسان شرير فكأنه قدم تقدمة (ذبيحة)] _ المدراش على سفر العدد 13:25.
‏وبولس الرسول يشهد على هذا التعليم وهذا السلوك الجاهل بقوله: «فأنا ارتأيت في نفسي أنه ينبغي أن أصنح أموراً كثيرة مضادة لاسم يسوع الناصري، وفعلت ذلك أيضاً في أورشليم؛ فحبست في سجون كثيرين من القديسين، أخذاً السلطان من قبل رؤساء الكهنة. ولما كانوا يقتلون ألقيت قرعة بذلك. وفي كل المجامع كنت أعاقبهم مراراً كثيرة، وأضطرهم إلى التجديف، وإذ أفرط حنقي عليهم، كنت أطردهم أو المدن التي في الخارج.» (أع9:26-11)
‏وبولس الرسول أيضاً يوضح لنا صلة هذه الجرائم التي كان يرتكبها بالغيرة على الناموس هكذا: «فإنكم سمعتم بسيرتي قبلاً في الديانة اليهودية، إني كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها، وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي، إذ كنت أوفر غيرة في تقليدات آبائي.» (غل13:1-14)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>وذلك أن اليهود "سيخرجونكم من المجامع"  أى يحرمونكم من الحقوق الدينية وسيطاردونكم ليحرموكم من الحقوق المدنية "بل تأتى ساعة" وقت "يظن من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله " لكونه بحسب أنكم أعداء الدين وأعداء الله فيقسوا فلوبهم عليكم لأن فروض دينهم وشريعته تبيح لهم وتأمرهم بالإنتقام منكم ليحموا يدنهم ويظنون أنهم يفعلون الحق وسيفعل ذلك بكم ليس اليهود فقط بل الوثنيون والأمم من اصحاب الأديان الأخرى

   تفسير وشرح  (يوحنا 16: 3)  3 وسيفعلون هذا بكم لانهم لم يعرفوا الاب ولا عرفوني.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَسَيَفْعَلُونَ هَذَا بِكُمْ"
إشارة إلى سبب ما ارتكبوه من الاضطهاد، وقد كرر المسيح ماقاله في ( يوحنا ١٥: ٢١) 21 لكنهم انما يفعلون بكم هذا كله من اجل اسمي، لانهم لا يعرفون الذي ارسلني. "  فراجع الشرح هناك وانظر أيضاً (لوقا ٢٣: ٣٤ )  34 فقال يسوع: «يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون». واذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها." ( ١كورنثوس ٢: ٨ )  8 التي لم يعلمها احد من عظماء هذا الدهر، لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد." 

في هذه الآية يكشف الرب الأساس الذى يقوم عليه اضطهاد العالم للمسيحيين خاصة، وهو عدم انكشاف حقيقة الآب وحقيقة رسالة الابن التي هي موضوع شهادتهم بالدرجة الاولى، والتي هي نفسها مصدر خلاص وغنى بل وفرح وسلام الإنسان المسيحي. فإن كان قد قيل عن المسيح أنه تعلم الطاعة مما تألم به: «مع كونه ابنا، تعلم الطاعة مما تألم به، وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي» (عب8:5-9‏)؛ فقد صارت اضطهادات العالم بكل صنوفها فرصة للشركة فيما تألم به المسيح على نفس المنوال: «إن كانوا قد اضطهدوني، فسيضطهدونكم.‏» (يو20:15).( أعمال ٣: ١٧). وقال بولس عن نفسه إنه اضطهد المسيحيين لجهالته (١تيموثاوس ١: ١٣).

 

2) " لأنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ ولا عَرَفُونِي "

† " لانهم لم يعرفوا الاب ولا عرفوني  " ..  تعنى كلمة "يعرف" إلى علاقة  قريبة شخصية حميمة مستمره  مدة  الزمن (تك 4 : 1) (إر 1: 5)  كلمات يسوع هذه كلمات قوية تؤكد أن رفض يسوع  هو رفض للآب "الذات الإلهية" وقد أوضحها يسوع فى عبارة "أنا والآب واحد" " ومن رآنى فقد رأى الآب"  (يو 8: 19 & 15: 21) (1يو 5: 9- 12) وهنا يظهر جهل العالم بيسوع وعماه الروحى (يو 1: 10 & 8: 19 و 55 & 15: 21 & 16: 3 & 17: 25 ) كما أكد أن رسالة مجئ ألإبن هو خلاص العالم (يو 3: 16) وقد أعلن الإبن عن الآب ليعرفه العالم (يو 17 23) بواسطة المسيح

هذه عبارة منطقية فلو عرفوا الآب حق المعرفة لعرفوا الابن أيضاً. وأن يسوع مرسَل منه، وأن تعليمه حق. ولو عرفوهما لعرفوا أن ما ارتكبوه من الاضطهاد كان مقاومة لكليهما، وأنه لا يُرضي الآب ولا الابن،واضح أن كل خطأ جاهل نصنعه بإرادتنا، يكون نتيجة حتمية لجهلنأ بالله: «أنا الذي كنت قبلاً مجدفاً ومضطهداً ومفترياً. ولكنني رُحمت، لأني فعلت بجهل في عدم إيمان.» (1تى13:1)(ورومية ١٠: ٢ ) 2 لاني اشهد لهم ان لهم غيرة لله، ولكن ليس حسب المعرفة." وأن إضطهاد المسيحيين مضاد لإرادة المسيح فى الأرض والرب يهوه قى السماء وهذا هو يعقوب رئيس المجمع الأول تلميذ المسيح ويوحنا الذى كان يسوع يحبه وهما من الحلقة الضيقة التى كان الممسيح حول المسيح مع بطرس لم يفهما مجئ المسيح الأول (لوقا ٩: ٥٤ - ٥٦).54 فلما راى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا: «يا رب اتريد ان نقول ان تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل ايليا ايضا؟» 55 فالتفت وانتهرهما وقال: «لستما تعلمان من اي روح انتما! 56 لان ابن الانسان لم يات ليهلك انفس الناس بل ليخلص». فمضوا الى قرية اخرى.

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> " والسبب فى إضطهادكم هو "لأنهم لم يعرفوا ألاب ولا عرفونى " فإنهم لو عرفوا الآب حق المعرفة لعرفوا إبنه فجهلهم يزيد جرمهم فظاعة ويجعل لكم فى ألإضطهاد أيها التلاميذ تعزية لأنكم تتألمون من أجلى ومن أجل أبى

  تفسير وشرح   (يوحنا 16: 4)  4 لكني قد كلمتكم بهذا حتى اذا جاءت الساعة تذكرون اني انا قلته لكم. ولم اقل لكم من البداية لاني كنت معكم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

المقصود من هذه هذه الآية كالمقصود من  الآية الأولى، وهي حماية التلاميذ من العثرات.† ..  هدف نبواءات يسوع هنا هى تشجيع التلاميذ إذا واجهوا إضطهاد ورفض فقد سبق وعرفهم (يو 13: 19 & 14: 29)

1) " لَكِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا "

«لكن»: وكأنما يسترجع الرب الحديث من أوله، متأسفاً للغاية أنه ربما يكون قد أحزنهم بهذا السبق في الإعلان عما سيعانونه، ولكن الضرورة حكمت بذلك، حتى إذا جاءت ساعة الاضطهاد يكونون على بينة تماما مما يحدث لهم: أولاً أن ذلك هو من أجل اسمه؛ ثانياً لأن هؤلاء المضطهدين لا يعرفون الآب ولا الابن، فهم عن جهل يصنعون كل ما يصنعونه بهم. وهكذا إذ يتذكر المؤمنون كلام الرب, يدركون أن ما يحدث لهم وأمامهم هو معروف تماماً ومكشوف أمام الله، وحينشذ يتشجعون أن عين الله عليهم.

كان المسيح يبدأ عظته وكلامه مع التلاميذ بهذه العبارة أو " قد قلت لكم" حينما يقول كلاما يريد أن يتذكروه ومن ناحية أخرى كان يكرر عبارات معينة حتى تثبت فى عقولهم فلا ينسوها  والآية التاليو تعتبر مثلا لهذا ( ويوحنا ١٨: ٨)  8 اجاب يسوع:«قد قلت لكم: اني انا هو. فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون».
بِهَذَا : أي وقوع الاضطهاد ومجيء المعزي.
 

2) " حَتَّى إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلتُهُ لَكُمْ"

المسيح يخبر تلاميذه أنه ماضى إلى الآب ولن يروه, وحينما كان معهم لم يكن من المناسبه أن يتكلم معهم لأنه حديث الساعة هو للساعة، فإنهم لما كانوا في حضنه كان يحفظهم من الذئاب؛ ولكن يتحتم الآن، وبعد أن تعلموا كيف يجاهدون الجهاد الحسن أن يتركهم لخوض المعركة لنوال النصرة: «أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده» (لو26:24). والمسيح ضامن لهم هذه النصرة الأن، بسبب عطية الروح القدس الذي سيعطيهم القوة والمعرفة والشهادة، والحق كل الحق.
تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلتُهُ لَكُمْ لأنهم عندما تخرجوا للتبشير بالمسيحية وانتظروا أن العالم يرحب بهم ويكرمهم لشكوا في صدق دعوتى زرسالتى  المسيح عند وقوع الاضطهاد. ولكن بذكرهم أن المسيح سبق وأنبأهم بذلك الاضطهاد يتقوى إيمانهم لأنه يعرف الغيب، ويذكرون بذلك مواعيد التعزية لهم (يوحنا ١٣: ١٩ ) 19 اقول لكم الان قبل ان يكون، حتى متى كان تؤمنون اني انا هو. ( يو١٤: ٢٩). 29 وقلت لكم الان قبل ان يكون، حتى متى كان تؤمنون. 
 

3) " وَلَمْ أَقُل لَكُمْ "

مِنَ البِدَايَةِ أي من بدء خدمته. نعم إنّه أخبرهم بشيء من تلك الاضطهادات في (متّى ٥: ١٠ )  10 طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات.  ( متى ٩: ١٥ )15 فقال لهم يسوع: «هل يستطيع بنو العرس ان ينوحوا ما دام العريس معهم؟ ولكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون.  (مت ١٠: ١٦.) 16 «ها انا ارسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام. " ولكن لم يوضحه كما أوضحه هنا، ولم ينبئهم بها مع إنبائه بذهابه عنهم. وهذا مما زاد الاضطهاد هولاً. ولم يخبرهم من البدء بمجيء الروح القدس ليقويهم ويعزيهم.
 

4) " لأنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ "

المعنى أن المسيح لم يشغل وقته قبلاً بأن ينبئ الرسل بالاضطهادات وذهابه عنهم ومجيء الروح القدس، لأنهم كانوا فى فترة تدريب وتعليم وكان فى الوقت متسع لذلك وكان المسيح معهم لأنهم كانوا محتاجين إلى ما هو أهم منه حينئذٍ، ولم يكونوا مستعدين لهذا، ولم تكن أحوالهم تقتضيه. فما دام معلمهم معهم يكونون غير محتاجين إلى أن يسمعوا نبأ مجيء معلم آخر، فهو معهم يعزيهم ويقويهم فلا يحتاجون إلى معزٍّ آخر.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ""لكنى قد كلمتكم لهذا حتى إذا جائت الساعة تذكرون إنى قلته لكم " أى أننى أنبأتكم ألان بأنكم ستواجهون المصائب والشدائد حتى لا تفادأوا فتسبب لكم عند مواجهتها الإنزعاج والشكوك " ولم اقل من البداءة لأنى كنت معكم" وإن سالأتمونى لماذا لم تنبئنا من بداءة إختيارك لنا بأن ستأتى ساعة فيها يظن كا من بقتلنا أنه يقدم خدمة لله أى قربانا وأنك سترسل لنا الروح القدس ليقوينا ويقودنا ويعزينا فأجيبكم لأننى كنت معكم أدبر الأمور  فى كل شئ فلم تكونوا حينئذ محتاجين إلى معز آخر  "

    تفسير وشرح  (يوحنا 16: 5)  5 «واما الان فانا ماض الى الذي ارسلني، وليس احد منكم يسالني: اين تمضي؟

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " وَأَمَّا الآنَ فَأَنَا مَاضٍ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي"

أنه فترة قصيرة سيقضيها المسيح مع تلاميذه ورسله قبل صلبه ولعلمه بالغيب والمستقبل( يو ١٣: ٣ )  3 يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه، وانه من عند الله خرج، والى الله يمضي، "

بدأ المسيح يخبر تلاميذه أنه ماض إلى الآب (يوحنا ٧: ٣٣ )  33 فقال لهم يسوع:«انا معكم زمانا يسيرا بعد، ثم امضي الى الذي ارسلني.  وأحيانا كان يخبرهم بموته ثلاثة أيام وثلاثة ليال  (مت 12: 40) ثم كان يخبرهم بإرسال المعزى أى إرسال الروح القدس  ( يو ١٤: ٢٨ وع ١٠، ١٦)  28 سمعتم اني قلت لكم: انا اذهب ثم اتي اليكم. لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الاب، لان ابي اعظم مني.  10 الست تؤمن اني انا في الاب والاب في؟ الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال. 16 وانا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد،  "
 

2) "  وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَسْأَلُنِي أَيْنَ تَمْضِي"

ولكن المسيح يعتب على التلاميذ المغمورين والمهمومين في حزنهم, سواء من جهة الفراق الحتمي الذي أدركوا حقيقته أو بسبب ما حدثهم عنه المسيح من جهة المصير الذي ينتظرهم في العالم من بغضة وعداوة ومطاردة وقتل! هذا وذاك ابتلع تفكيرهم كلية فلم ينتبهوا أن يسألوا المسيح إلى أين سيمضي: «وليس أحد منكم يسألني أين تمضى»!! التلاميذ في حزنهم لم يدركوا: «أين تمضي» الذي كان ينبغي أن يكون سؤالهم الملح, الأمر الذي يعنيهم بالدرجة الأولى أكثر ألف مرة من التفكير في مصيرهم بعد ذهاب المسيح. ثم يعود المسيح يعاتبهم:

ولكن لا يجب أن نغفل ان قال له بطرس في أول الخطاب «يَا سَيِّدُ، إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟» (يوحنا ١٣: ٣٦).36 قال له سمعان بطرس:«يا سيد، الى اين تذهب؟» اجابه يسوع:«حيث اذهب لا تقدر الان ان تتبعني، ولكنك ستتبعني اخيرا».  لكن المسيح لم يهتم بالإجابة، لأن بطرس أراد بسؤاله أن يقنعه بالعدول عن المضي، أو أن يأذن له في الذهاب معه. فلم يقصد معرفة المكان الذي قصد الذهاب إليه ليشارك المسيح في فرحه برجوعه إلى مجده. أو أنه قصد أنه لم يسأله أحد ذلك في الوقت الذي تكلم فيه بهذا.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول : قد أخبرتكم أننى سأفارقكم وأذهب إلى الذى أرسلنى فلماذا لم يسألنى "أحد منكم أين تمضى" وما هو الفرح والمجد الذى ستحصل عليه وما هو الثواب الذى ستمنحه لنا ،

   تفسير وشرح  (يوحنا 16: 6)  6 لكن لاني قلت لكم هذا قد ملا الحزن قلوبكم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لَكِنْ لأنِّي قُلتُ لَكُمْ هَذَا قَدْ ملَأ الحُزْنُ قُلُوبَكُمْ"

† "  لكن لاني قلت لكم هذا قد ملا الحزن قلوبكم.  " .. فعل تام مبنى للمعلوم بصيغة الإسلوب الخبرى ، كان خوف التلاميذ وإختبائهم فى العلية إختبارا حزينا بلا شك بل أنه كان صدمة لأنهم فقدوا معلمهم صاحب القوة والقدرة الإعجازية فكيف يقبض عليه ويصلب ويموت (يو 14: 1 & 16: 6 و22) وكلمة "القلب" تشير فى الفكر العبرى إلى إحساس الإنسان كاملا فكرا ومشاعر وإرادة  
انتهت رسالة المسيح بالنسبة لهم، أما بالنسبة لنفسه, فأمامه الرحلة الخالدة من الصليب إلى السماء من حيث أتى؛ رحلة تبدأ حينما تبلغ الآلام ذروتها، «لأنه لاق (يليق) بذاك الذي من أجله الكل، وبه الكل, وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد, أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام» (عب10:2)
انتبهوا لإنبائه بالذهاب عنهم وما يصيبهم من بعد وفراق بذلك، فاشتد عليهم الحزن ولم يلتفتوا إلى التعزية التي يستطيعون نوالها من معرفة المكان الذي هو ذاهب إليه، ومعرفة غايته من ذلك الذهاب.( يوحنا ١٤: ١، ٢٢) 1 «لا تضطرب قلوبكم. انتم تؤمنون بالله فامنوا بي. 22 قال له يهوذا ليس الاسخريوطي:«يا سيد، ماذا حدث حتى انك مزمع ان تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟»   ولم يظنوا أنه ذاهب إلى حضرة أبيه في السماء ليتمجد بمجده الأصلي، وليرسل إليهم الروح القدس.

لم يتخيل التلاميذ ولو للحظة موت المسيح بهذه الطريقة هل تخيلوا ان الذى يقيم الموتى سيموت فى سن الـ 33 سنة أو الذى كان يشفى الأمراض ويقيم الموتى سيموت بالصليب بين المجرمين أنه شئ غير قابل للتصديق ان من يتحكم فى الرياح ومن يسير على الماء ومن يهدى بنى إسرائيل سيموت  كانوا مبهورين بأيام ابن الإنسان على الأرض. كانت فرحة دخوله وخروجه معهم قد جعلت من الأرض ملكوتاً منظوراً ملموساً ومُعاشاً. التلاميذ كانوا على حق؛ كيف يفرطون بمصدر فرحتهم العظمى؟ لقد رأوا فيه الحياة الأبدية التي عند الآب وقد أُظهرت, لقد عاشوها مضاعفاً، لمسوها، وشاهدوها عن قرب: «كلام الحياة الأبدية عندك» (يو68:6‏)، إلى من نذهب بعد أن تذهب؟ لهذا كان المسيح يكرر عبارة أنا ماض إلى أبى على من الحزن؟ التلاميذ كانوا يتشبثون بوجود المسيح معهم بالجسد المنظور.قد انحصر التلاميذ في مسرة العشرة الحلوة التي أسسها المسيح معهم، لأنه كان قد أحبهم جداً: «إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى...» (يو1:13)
‏ولكن كل مضمون أفراح التلاميذ كان, في الحقيقة, بسبب استعلاناته الخفية الشخصيه وعلاقته بالآب، فإن كانت هذه قد تسبتت في تعلقهم به وحبهم له، فذهابه إلى الآب سيحقق لهم هذا الاستعلان نفسه أضعاف أضعاف

مع أنهم لو عرفوا حقيقة الآب وحقيقة ذهابه إل الآب، لكان لهم الفرح عوض الحزن. ولكن لأنهم لم يعرفوا بعد ماذا بعد ذهابه، ماروا متشبثين بوجوده، وفضلوا عدم ذهابه.

 ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> " إن السبب الذى يجعلكم لا تسألونى عن ذلك ظاهر وهو " لأنى قلت هذا قد ملأ الحزن قلوبكم" أى لأن الحزن والغم قد إشتد بكم  فأنساكم أن تسألونى عن المكان الذى أنا ذاهب إليه وهدفى من الذهاب

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  السادس عشر
2. إرسال المعزي
(يوحنا 16:  7- 15)  السيد المسيح والروح القدس

   تفسير وشرح  (يوحنا 16: 7)  7 لكني اقول لكم الحق: انه خير لكم ان انطلق، لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي، ولكن ان ذهبت ارسله اليكم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الحَقَّ :

أتبع يسوع عبارات معينة ليبدأ بها كلامه وعظاته وتبشيره وخطاباته وهذه العبارة من ضمن عبارات أخرى منها «الحق الحق أقول لكم» وسبب ذلك لكى يثير إنتباههم لأهمية أقوالة أو لإتذكيرهم بأقوال سابقة قالها لهم سابقا أو ليزيل الشكوك من قلوبهم ويجعل كلامه مؤثراً فيهم، وذلك ليبدِّل حزنهم على مفارقته إيّاهم بالفرح. وهذه العبارة فى هذه الآية لا يقصد بها التأكيد وحسب, بل وينبه الأذهان، أنه يستعلن حقيقة أساسية ينبغي أن تصير قاعدة للايمانوذكر طرق ذلك أمرين: (١) في آية ٧، إرساله المعزى  و(٢) في آيات ٨ - ١١.وأن المعزى يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة  .. وقد رأينا تأثيرهما بما نالوه بعد صعود المسيح إلى السماء، في القول أنهم «رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ» (لوقا ٢٤: ٥٢).

2) " إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ،"

خير : ( أفسس ٤: ٨) 8 لذلك يقول:«اذ صعد الى العلاء سبى سبيا واعطى الناس عطايا».

 كلمة "خير" قد أستخدمت فى (يو 11: 50 & 18: 14) فى سياق موت يسوع

لاحظ أن قول المسيح: «إنه خير لكم»، هو تنبيه لذهن التلاميذ أن تكميل مشيئة الآب (يو 4: 34)"قال لهم يسوع: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله." ةأنه بعد أن تمم عمله فى الأرض سعد للسماء بعد صللبه وموته وقيامته  ولكن ينبغي أيضا أن يكون هذا محل رضى مشيئة التلاميذ ، فمسرة الآب يلزم أذ توافق مسرتنا . فالخير كل الخير هو د‏ائماً في اتباع رأي الرب ومشيئته .

خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ وذلك لما يلى : (١) أن ذهابه ضروري لإرساله الروح القدس. (٢) أن عمله الفدائى لخلاص العالم قد تم بواسطة ذهابه أي موته وتعليم الروح القدس في شأن ذلك يفهم التلاميذ ما لم يفهموه قبلاً من المقصود من مجيء المسيح وغاية ملكوته. والانطلاق المذكور هنا هو ذهابه إلى أبيه بموته وصعوده ليتمجد هناك (يوحنا ١٤: ٢، ٣، ١٢، ٢٨ ) 2 في بيت ابي منازل كثيرة، والا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا، 3 وان مضيت واعددت لكم مكانا اتي ايضا واخذكم الي، حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا،  12 الحق الحق اقول لكم: من يؤمن بي فالاعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضا، ويعمل اعظم منها، لاني ماض الى ابي. 28 سمعتم اني قلت لكم: انا اذهب ثم اتي اليكم. لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الاب، لان ابي اعظم مني. ( يوحنا ١٦: ٢٨). 28 خرجت من عند الاب، وقد اتيت الى العالم، وايضا اترك العالم واذهب الى الاب».
فذهاب المسيح إلى الآب عن طريق الصليب هو لحسابنا وخير لنا , لذلك فحزن التلاميذ ورغبتهم في عدم انطلاق المسيح، معناه خسارة جسيمة لهم، لأن رسالته معهم بلغت نهايتها, وتكميلها إنما سيكون بالروح القدس.

والروح القدس  حقق وجود المسيح الدائم معا وإلى منتهى الدهر، وكأن المسيح لم يغادر الأرض: «ها أنا معكم كل الأيام، إلى انقضاء الدهر» (مت20:28). وهكذا صار انطلاق المسيح سببا في بقاء حضوره وسط الكنيسة على الدوام بالروح القدس.وبالتالى بدل الروح القدس حزن التلاميذ بفرح دائم واضح تماما وردت كثمرة من ثمار الروح القدس (غل 5: 22). 22 واما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام، طول اناة لطف صلاح، ايمان  "

عمل المسيح مع تلاميذه، وتدريبه لهم فى حقل الكرازة وكذلك ليريهم اتضاعه في الإعداد لصليبه، في استعلان الأمور الآنية فقط دون تحقيقها، كالخلاص والفداء وحب الآب والتبني والمجد العتيد. ولكن انطلاق المسيح عبر تحقيق الصليب, وهو قمة أعمال طاعته واتضاعه، حيث قاعدة انطلاقه إلى الآب محملا بمصالحة العالم وعلى يديه ذبيحة الخلاص؛ محققا بالفعل كل ما كان يخبرهم عنه ويستعلنه لهم.
‏انطلاق المسيح يحقق دخوله في المجد الذي له,(يوحنا ٧: ٣٩ ) 39 قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه، لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد، لان يسوع لم يكن قد مجد بعد."  حينئذ لا يعود يخبر تلاميذه بالخبر أو يستعلن لهم بالمعرفة، بل يحقق لهم العطاء نفسه، عطاء الخلاص والفداء والحب الأبوي والتبتي والمجد، وهذا العطاء يتم لهم بالروح القدس الذق يأخذ مما للمسيح الممجد ويخبرهم ويعطيهم. فانطلاق المسيح أنتج عملين: الأول أنه حقق للبشرية كل ما سبق واستعلنه بالإنجيل، والثاني إرسال الروح القدس الذي يسلمهم غنائم الابن الممجد: «وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني» (يو22:17). وباختصار نقول إن المسيح حقق كل ما قاله، وحقق ذاته كابن الله، وحقق سلطانه بانطلاقه، أي بقيامته وصعوده إلى الآب: «وتعين ابن الله بقوة, من جهة روح القداسة, بالقيامة من الأموات.» (رو4:1)

ومنظر التلاميذ الحزانى والمسيح أمامهم يحكي لهم عن انطلاقه وهو في غاية السرور: «الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب, مستهينا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله» (عب). هذا الموقف هو المثيل المطابق للأب الذي سمح بأن يسحق ابنه بالحزن وهو مسرورر، بسبب المجد الذي سيجوزه والصلح الذي سيقيمه! «أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن، إن جعل نفسه ذبيحة إثم، يرى نسلاً تطول أيامه (كنيسة الدهور) ومسرة الرب بيده تنجح» (إش10:53). على هذا الأساس المتين، شبه المسيح حزن التلاميذ بامرأة ماخض قربت على الولادة، فحزنها سيولد سروراً، لذلك لا يلتفت أحد إليها وهي تصرخ متوجعة!!

 

3) " لأنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لا يَأْتِيكُمُ المُعَزِّي "

جملتان شرطيتان من الصنف الثالث تفيدان إمكانية التحقق ، إن مرحلة تجسد الكلمة هو وجود إلهى دائم مكثف بين البشر  يرجع بنا إلى العهد القديم حيث كان الوجود الإلهى حول بنى إسرائيل فى البرية أربعين سنة بعمود من النار ليلا وغمام من السحاب نهارا فكان الشهب مطمئن وفى المسيحة حل الوجود الإلهى بالروح القدس على التلاميذ والرسل ثم على جميع المؤمنين بالصلاة وبوضع اليد  أستخدمت كلمة "باراقليطوس" ليسوع فى (1يو 2: 1) وللروح القدس فى (يو 14: 26 : 7- 14) وللآب (2كو 1: 3- 11) وتعنى أصل هذه الكلمة : من يقف قرب المتهم" لمساعدته ، وبالتالى ترجمت الكلمة لتعمى " المحامى" أو "المدافع " أو "الشفيع" وكل هذه الكلمات ترجمة جيدة  دُعي الروح القدس "الباركليت"، وهي كلمة يونانية قديمة "بارا" تعني الملازمة، و"كليت" تعني الدعوة للمعونة، فهو الملازم المعين، أو القائد المعزي، الشفيع المدافع. وتترجم "الباراكليت" في اللاتينية "أفوكاتوس"، وفي الفرنسية "أفوكات"، أي المحامي أو الشفيع المدافع. هذا هو أساس شركتنا مع الثالوث القدوس، إنه شفيع عنا أمام الآب، يقدم حجته، ليخرج قضيتنا بالبراءة، ويصير لنا حق الشركة والتمتع بالأحضان الإلهية. ودفاع الروح القدس، دفاع قوي قادر ومجيد. لكنه دفاع بحقٍ، لا يتقدم في القضية مدافعًا عنّا زورًا أو بهتانًا، لأنه روح الحق، الذي يشهد للحق، بل هو الحق ذاته. فهو عادل في دفاعه،لا يتستر على خطايانا أو أخطائنا. في مؤازرته للخطاة (في20:1)، لا يستر خطايانا أو يخفي آثارها بأوراقٍ من التين كما فعل آدم ويفعل بنوه، ولا يحابي الوجوه، ولا يطلب شركة بين النور والظلمة، أو البرّ والنجاسة، إنما هذا هو عمله، وهكذا يكون دفاعه عنا: إنه ينخس قلب الإنسان قبل أن يؤمن أو يسكن فيه مغيرًا طبيعته، ليعطيه الإيمان، ويهيئه لقبول عطية الروح القدس، وذلك كما حدث يوم الخمسين. "فلما سمعوا نُخسوا في قلوبهم، وقالوا لبطرس وسائر الرسل... توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس" (أع37:2-39). تشير لعمل الروح فى ألايات يو 16: 8- 11) فى تبكيت العالم .. أما فى الآيات (يو 16: 12- 15) فهو يقف بجانب المؤمنين

كلمة " أنطلق " فهى تشمل :ل أحداث الإسبوع الأخير الذى يسمى فى الكنيسة الآن أسبوع الألام والذى فى آخره قبض عليه  وحوكم ثم صلب ومات وقبر وقام من بين الأموات.  ( أعمال ٢: ٣٣ ) 33 واذ ارتفع "المسيح" بيمين الله، واخذ موعد الروح القدس من الاب، سكب هذا الذي انتم الان تبصرونه وتسمعونه. ( يو ١٤: ١٦، ٢٦ )  16 وانا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد، 26 واما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الاب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم. "  ( يو ١٥: ٢٦ ) 26 «ومتى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب، روح الحق، الذي من عند الاب ينبثق، فهو يشهد لي." 

ما قاله هنا له علاقة بـ تمجيده بمجيء الروح القدس مثل ما ذُكر في (يوحنا 7: 37- 39) 37 وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا:«ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. 38 من امن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه انهار ماء حي». 39 قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه، لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد، لان يسوع لم يكن قد مجد بعد. " ولا يفهم ن ذلك أن الروح القدس لم يأت الكنيسة قبلاً، ولكنه يقصد أن الروح القدس سيكون عمله هو التبشير بإسم المسيح (يو 14: 26)وأما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم. " وكان عمل الروح محدود فى الأنبياء ولم يكن قد وُهب بمقدار ما وُهب بعد موت المسيح وصعوده. فحلول الروح القدس بعد ذلك جعل للكنيسة عصراً جديداً. ووقت ذلك الحلول بدء «الأيام الأخيرة» التي أنبأ بها يوئيل النبي (يوئيل ٢: ٢٨ - ٣٠).26 فتاكلون اكلا وتشبعون وتسبحون اسم الرب الهكم الذي صنع معكم عجبا ولا يخزى شعبي الى الابد. 27 وتعلمون اني انا في وسط اسرائيل واني انا الرب الهكم وليس غيري ولا يخزى شعبي الى الابد. 28 ويكون بعد ذلك اني اسكب روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم احلاما ويرى شبابكم رؤى. 29 وعلى العبيد ايضا وعلى الاماء اسكب روحي في تلك الايام 30 واعطي عجائب في السماء والارض دما ونارا واعمدة دخان "
 إن قيمة «الانطلاق» الذي ركز عليه المسيح، تكمن غة أن يكون للتلاميذ مصدر الفرح، وليس الحزن. وخيرٌ لكل المسيحيين أن ينطلق المسيح لأنه لو لم ينطلق لم يكن حبرهم العظيم في السماء يشفع فيهم كما يشفع الآن.

حزن التلاميذ كان بسبب تعلقات جسدية وقتية زائلة ، أما انطلاق المسيح فهو امتداد مجده من الأزل إلى الأبد , وهو المستقبل الحي، الذي سيبقى هو كما هو, "فرح لا يُنطق به ومجيد" (1بط 1: 8)

كان من المفروض أن يفرح التلاميذ لإنطلاق المسيح بدل الحزن لأن الملك الذى يخوض الحرب يرجع منتصرا مكللا بالمجد فكان عليهم يفرحون بإنطلاق المسيح مكللا بالمجد منتصرا على الموت وعلى الهاوية  : اين شوكتك يا موت وأين غلبتك يا هاوية  (1كو 15: 55)  وهزم إبليس رئيس هذا العالم  على أرضه   (يو 14: 30)  "لا أتكلم أيضا معكم كثيرا، لأن رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء."
المسيح رأس الكنيسة وأسسها وخيرٌ للكنيسة، وقد ظن الشيطان واليهود أنه بضرب الراعى تتبدد الرعية (  زكريا 13: 7 ) فحكم رؤساء اليهود على المسيح بالقتل وصلبه بيلاطس البنطى ولكنه مات وقام وأرسل لنا روحا قدوسا لا يطوله الحكام ليقتلوه ويعمل فى المؤمنين  لأنه لو بقي على الأرض إلى أن تتسع الكنيسة وتمتد إلى أقاصي الأرض لاحتاجت إلى حضوره بالجسد في كل من تلك الأقاصي في وقت واحد، وذلك محال. وأما الروح القدس فيمكنه ذلك لأنه ليس بمادة. والخلاصة أنه خير للكنيسة أن تنال حضور الروح القدس الذي هو في كل مكان غير منظور من أن يدوم المسيح معها متجسداً منظوراً، وأنه لا بد من إكمال عمل المسيح قبل أن يبدأ الروح القدس عمله المبني على ذلك.
 

4) "  وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ»."

    الروح القدس من عند الآب ينبثق ويشترك الآب والإبن بإراسل الروح القدس (يو 14: 26)

لم يوضح المسيح أن ذهابه ضروري لإتيان المعزي، ولعلها مجرد إرادة الآب، أو لعلها أن العالم لا يكون مستعداً لقبول المعزي إلا بعد إتمام المسيح لعمل الفداء من تجسده وتعليمه وموته وصعوده. وأنه كان صعباً أن يرجع اليهود عن توقعهم أن المسيح يكون ملكاً أرضياً ما لم يمُت فييأسوا من ذلك. وكان حلول الروح القدس جزءاً عظيماً من تمجيد المسيح، وهذا لا يتم إلا بعد نهاية تواضعه وموته. وكان خيراً للتلاميذ أن يذهب المسيح عنهم، لأنه لو بقي معهم لظلوا متكلين على حضوره الظاهر وناسوته، فلا يتقدَّمون في سبيل الإيمان.

نحن الأن نرتبط بالمسيح بالإيمان، لا باليد ولا بالعيان. تأكيد الإيمان لا يوازيه تأكيد على الأرض, إنه النعيم المقيم. بالإيمان نحصل عليه (على المسيح) داخل قلوبنا كحقيقة لا تفارقنا: «ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم» (أف17:3). بالإيمان نمتلىء بروحه القدوس: «امتلئوا بالروح» (أف18:5‏). وذا حل المسيح في القلب وامتلأ بالروح القدس, يتحرر الانسان من الجسد، من الفكر، من الناس، من الزمن ومن العالم. لا بد أن نمارس أحزان الترك والفراق، إن كنا نود أن نزوق الفرح الدائم الذي لا يُنزع منا. الروح القدس يسر بأحزاننا الأرضية، بل يشجعنا على اقتحامها، لأنه سيؤسس في موضعها أفراحه الدائمة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "" لكنى اقول الحق خير لكم أن أنطلق " أى أنكم تحزنون لأجل مفارقتى إياكم لكنكم على خطأ عظيم لأن إنطلاقى خير لكم وأكثر نفعا وذلك " لأنه إن لم انطلق " بعد موتى وقيامتى وصعودى "لا يأتيكم المعزى ولكن إن ذهبت أرسله لكم" لأن مجئ الروح القدس بمواهبه الفائقة هو ثمرة آلامى وصعودى وإنتصارى ولأنه قبل إنطلاقى لا حاجة إليكم إلى تعزية > "

  تفسير وشرح   (يوحنا 16: 8)  8 ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة:

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

في هذخ الآية شرح لعمل الروح، وأن ذهاب المسيح خير من بقائه لأنه وسيلة لمجيء الروح وعمله فى المؤمنين .
1) " مَتَى جَاءَ "

ليس المقصود من هذه العبارة أن الروخ القدس  لم يكن في العالم قبلاً بل أنه عمل مع الأنبياء ، أو لأنه لا يتوب خاطئ ويؤمن إلا بواسطة تأثيره. لكنه حل بعد صعود المسيح على كل من يؤمن بالمسيح ويعتمد بإسم ألاب والإبن والروح القدس بقوة أعظم من ذي قبل، وبعلامات ظاهرة كما كان في يوم الخمسين.
الروح القدس يلهب ويشعل هذا اللهيب الذي لا ينطفىء، حتى يأتي الرب الديان: «جئت لالقي ناراً على الأرض (العالم كله)، فماذا أريد لو اضطرمت.‏» (لو49:12‏)

 

2) " يُبَكِّتُ العَالَمَ "

معنى «يبكت» فى اللغة العربية  يوبخ أو يلوم، والمقصود منه أنه ينبه ضمائر الناس ويقنعهم بخطئهم في حكمهم على يسوع، ويحثهم على تغيير ذلك الحكم. وتكون نتيجة ذلك إيمان بعض الناس وخلاصهم، وقسوة قلوب بعضهم وهلاكهم (٢كورنثوس ٢: ١٥، ١٦). 15 لاننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون. 16 لهؤلاء رائحة موت لموت ولاولئك رائحة حياة لحياة.ومن هو كفؤ لهذه الامور.  "

أي أن الروح القدس سيبكت ضمير أهل العالم المقاومين للمسيح أى يوبخهم على أعمالهم الشريرة حتى يخجلون من أفعالهم (يوحنا ١: ١٠ )  10 كان في العالم، وكون العالم به، ولم يعرفه العالم. ( يو ١٢: ٣١).31 الان دينونة هذا العالم. الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا.  "  وأشار بالعالم هنا إلى اليهود خاصة، لكنه أطلق بعد ذلك على أكثر الأمم. ولم يُشر المسيح هنا إلى فعل الروح القدس في أفراد الناس، لأن ذلك فعله على الدوام. إنما أشار إلى تأثيره العظيم في الجماعات التي رفضت المسيح وقاومته. وهذا التأثير حجز مقاومة الأعداء والتحذير من عاقبة تلك المقاومة وتغيير آرائهم في أمر دعواه. وكان هذا التأثير سبب نجاح الإنجيل بين اليهود أولاً، ثم بين الأمم، ويسجل لنا سفر أعمال الرسل تاريخ ذلك.
‏«يبكت»: ذكر الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا : [ الترجمة العربية لهذه الكلمة اليونانيةلا تفي بالمعنى الذي يقصده الإنجيل. لذلك لزم شرح المواضع التي جاءت فيها هذه الكلمة في العهد الجديد والقديم لتوضيح المعنى المقصود.
‏في العهد الجديد: تأتي دائمأ مع المفعول به كشخص، وتعني تماماً التوضيح للشخص بشأن خطيئته ودعوته إلى التوبة. وغالباً ما يكون ذلك سراً وفي الخفاء بين اثنين كما جاءت في (مت15:18‏): «وان أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما، إن سمع منك فقد ربحت أخاك»... كذلك جاء ذلك في (أف11:5): «ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها»، طبعاً يقصد توبتهم وليس التشهير بهم، ولكن قد يكون ذلك في وسط الجماعة ولكن بفم المدبر لها، كما جاء في (اتي20:5): «الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف». كذلك كما في (تي9:1): «ملازمأ للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم، لكي يكون قادراً أن يعظ بالتعليم الصحيح، ويوبخ المناقضين»، هذا في أمر تعيين الأسقف. ومن الأمور الهامة أن يأتي هذا المعنى كعمل للرب الممجد بالنسبة لأعضاء جسده ‏على الأرض:«إني كل من أحبه، أوبخه وأؤدبه، فكن غيوراً وتب.» (رؤ19:3)
‏ويأتي هذا الفعل بمعنى يستذنب بالنسبة للمسيح كديان حينما يأتي في مجده: «ليصنع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها، وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار.» (يهوذا 15)
‏فصحة ترجمة هنا ليس «يعاقب», ولكن «يسبت عليه الجريمة» أي «يستذنبه ويقنعه بجريمته أولاً قبل أن يدينه»، (بالإنجليزية convict)، لأن كلمة «يدين» جاءت أولاً واضحة وعامة في أول الآية.
‏وقد استخدم المسيح نفسه هذه الكلمة بهذا المعنى على نفسه، بمعنى أنه يستحيل على أحد أن يستذنبه، أي يثبت عليه خطية واحدة: «من منكم يبكتني على خطية» (يو46:8). وهنا كلمة «يبكتني» لا تفى بالمعنى، لأنها في دائرة الحديث عن المحاكمة، فقد حكم المسيح على اليهود هنا أولاً بأنهم: «أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا» (يو44:8)، ثم بعد ذلك تحداهم: «من منكم يبكتني عل خطية». والكلمة بصيغة المبني للمجهول تأتي بمعنى قبول التوبيخ الشديد إزاء مواجهة الشخص واستذنابه وشدة وقع ذلك عليه: «أما هيرودس رئيس الربع، فإنه قد توبخ منه (من المعمدان) لسبب هيرود ...» (لو19:3). وأيضا بصيغة المبني للمجهول: «ولكن إن كنتم تحابون تفعلون خطية، موبخين من الناس كمتعدين.» (يع9:2)
‏وهكذا نرى أن الفعل  «يبكت العالم» لا يعني فقط «يبكت» أو«يوبخ», أو «يعير» أو «يستذنب» بمعنى إثبات خطية فقط، ولا حتى يفيد معنى كشف الخطة واعلان الخاطىء، ولا فضح الخطة وعرضها، ولكن يفيد توضيح الخطية على أساس إيجابي لغاية هي أن يقف صاحبها موقفاً صحيحاً، أو بمعنى أوضح ليتقل صاحبها من الخطية للتوبة. فهو يهدف مباشرة إلى «تلمذة تعليمية», أو «تعليم تهذيبي وتأديبي». وهذا المعنى يأتي متكاملاً تقريباً في الآية (2تي16:3): «كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ, للتقويم والتأديب الذي في البر». وهكذا اضطر بولس الرسول لكي يعطي كلمة «التوبيخ» كل مضمونها وضعها بين التعليم والتقويم والتأديب.
‏فهذه الكلمة خصبة جداً وغنية بالمضمون التعليمي الهادف للتصحيح، وتعتبر إحدى الكلمات الهامة جداً في العهد القديم التي تبرز حرباً إيجابية على الخطية والتعدي والجهالة.
‏وفي هذا المعنى تأتي هذه الكلمة في الآية التي نحن بصددها، لتفيد أن الروح القدس له دور كبير وخطير في العالم قبل أن تأتي الدينونة الأخيرة. و«العالم» هنا المقصود به ليس الأفراد أو الهيئات، ولكن الروح العامة لمضمون كلمة «العالم».
‏وفي سياق هذه الآية, فإن الروح القدس له دور أساسي في إدخال معايير جديدة على معايير العالم القديم، سواء كان عالم اليهود المحدود الضيق, أو عالم اليونان التائه وراء الفكر الفلسفي المتخبط في ظلمات الجهالة الوثنية التي بلا حدود.] أ . هـ

 

3) " عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ "

هذه ثلاثة أمور يبكت الروح القدس الناس عليها. ولا يستطيع أحد أن يحكم في هذه الأمور بالصواب إلا بواسطة فعل الروح القدس فيه. وأساس تبكيت الروح الناس عليها ما جرى في عمل الفداء.
«يبكت العالم على خطية»: وكلمة «الخطية» تأتي هنا بدون تعرف بـ الـ: «على خطية»؛ هذا يفيد أن العالم حتى مجىء الروح القدس إليه، لم يكن لديه معيار صحيح عن «الخطية» المعرفة بـ الـ « كخطية معلومة يُحاكم عليها ويُحاكم بمقتضاها. ولكن هنا، فإن الروح القدس، كمدع عام، يُدخل لأول مرة في تاريخ العالم المعيار أو الميزان الأساسي للخطية التي سيُحاكم ويُدان عليها العالم أمام ديان الأرض كلها وهي: «عدم الإيمان بابن الله»، كما جاء من فم الرب الديان د«... لأنهم لا يؤمنون بي.» (يو9:16)

الروح القدس له دور فعال في كل أنحاء العالم بالنسبة لخطية واحدة, وهي: «عدم الإيمان بأن يسوع هو المسيح ابن الرب». وبالتالى عدم الإيمان كلامه بالإنجيل والذى هو روح وحياة لأن وصاياه تضع الخط الفاصل بين النور والظلمة بين الخير والشر ومن يتخاه يقع فى كل الخطايا، لأنه يميت ضميرة ويتبع شهوات العالم  وفيسقط فى يد الشرير الذ هو رئيس هذا العالم ,
«يبكت العالم على بر»: ‏تعنى كلمة بر فى اللغة العربية : "خير واتساع في الإحسان، فَضْل، صدق، طاعة، صلاح، عطاء،البر كلمة جامعة لكلِّ صفات الخير كالتَّقوى والطَّاعة والصِّلة والصِّدق " وهذه كلها شملها المسيح فى عظاته وأم المرمنين به بالقيام بها وأكثر مما ورد فى معنى كلمة بر باللغة العربية إذا الروح القدس سيبكت العالم اى الذين لا يؤمنون به بعدم فعلهم البر ويوبخ ضمائرهم حتى ولو لم يعرفوا المسيح أو ما قاله  (رو 2: 14) "لأنه الأمم الذين ليس عندهم الناموس، متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس، فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس هم ناموس لأنفسهم،"

الروح القدس هو الميزان الذى سيوزن به المسيح قلوب الناس عنما يدينهم فى اليوم الأخير

‏والآن, وقد ثبت ثبوتاً قاطعاً بواسطلة الإنجيل عدم نفع بر الناموس اليهودى الذى كله ممارسات بدنية ودينية وقصوره عن أن يُبريء إنساناً في ساحة القضاء أمام الرب ، بل على النقيض رأينا إنساناً فريسياً متضلعاً في الناموس، مهذباً ومتدرباً بالفكر والضمير على ما هو البر بالناموس، غيوراً فيما هو للرب بالنسبة لقضاء بر الناموس، وهو شاول، وجدناه يحكم بقتل إنسان بريء ويشهد عليه وهو مرتاح الضمير، وهو إستفانوس الذي يظهر بعد ذلك أنه شهيد المسيح، أي شهيد البر الأبدي! وبذلك يكون الناموس قد حكم على نفسه بعدم نفعه، وبطلانه لتبرئة الإنسان لم يفعل جرما .

‏أما العالم الوثني فلم يكن له بر, ولم يعرفه, لأن عبادة الأوثان كانت تُمجد بالزنا والفجور.

† " ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة:  " ..  يعمل الروح القدس فى المؤمن بالمسيح  وورد فى كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث أن  عمل الروح القدس في حياتنا الروحية  يتم بالطريقة التالية  أ) إن الإنسان تتولى روحه البشرية قيادة جسده. .. ب) إن روحه البشرية تكون تحت قيادة روح الله. (ملاحظة أن الروح الإنسانية أيضا نفخة من روح الله ) .. وكلمة يبكت  يثير فى الإنسان عدم الراحة لأنه سمع الكلمة ولم يؤمن بيسوع فهو وحده يقدر أن يدخل القلب ويمرر الخطية ويفضحها أمامه، كما أن له أن يقنع القلب والفكر وكل أعماق الإنسان أن سعادته وسلامه وفرحه وخلوده وعدم فساده يكمن في الالتصاق بالمخلص لا بالخطية، وأن لذة العشرة مع الله لا تُقارن بأية لذة للخطية.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "ومتى جاء المعزى " الروح القدس المعزى "يبكت" أى يوبخ توبيخا مفحماً "العالم" يهودا كانوا أو وثنيين فيظهر لهم خطأهم على ثلاثة أمور وهى "على خطية وعلى بر وعلى دينونة" وقد شرح المسيح كيف يبكت الروح القدس الناس على تلك الأمور الثلاثة

   تفسير وشرح   (يوحنا 16: 9)  9 اما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ بِي"

عدم الإيمان بالمسيح يعنى عدم الإيمان بيهوه أى فى الأساس عدم الإيمان بقوة الرب فى المسيح  ( يو ١٢: ٤٤ ) 44 فنادى يسوع وقال:«الذي يؤمن بي، ليس يؤمن بي بل بالذي ارسلني. ( ١يوحنا ٥: ١٠ - ١٢). 10 من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله، فقد جعله كاذبا، لانه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. 11 وهذه هي الشهادة: ان الله اعطانا حياة ابدية، وهذه الحياة هي في ابنه. 12 من له الابن فله الحياة، ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة. " وعم الإيمان من أكبر الخطايا وأساسها لأنه يقود لخطايا أخرى كثيرة تؤدى لهلاك الإنسان فخطية الإنسان لا تمحى إلا بسفك دم (عب 9: 22) "وكل شيء تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة!"  وصار حكم الموت على البشرية وهذا ما ورثناه من الخطية الجدية من أبوينا الأولين عندما خالفا أمر الرب (تك 2: 17) و اما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتا تموت " لأن أجرة الخطية موت فلكى يحيا الإنسان يضحى بذبيحة فداءا عنه للتكفير فيما يسمى عهد الدم بيم الرب والإنسان (لا 1: 4) وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْمُحْرَقَةِ، فَيُرْضَى عَلَيْهِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهُ " وصار سفك الدم علامة لهذا ورد هذا التحذير بعدم أكل الدمفى (تث 12: 23) لكِنِ احْتَرِزْ أَنْ لاَ تَأْكُلَ الدَّمَ، لأَنَّ الدَّمَ هُوَ النَّفْسُ. فَلاَ تَأْكُلِ النَّفْسَ مَعَ اللَّحْمِ. " ووضح ان الذبائح تقدم لجميع الخطايا (لا 4: 27- 29) و (لا 5: 3- 6 & 17- 19) (لا 6: 6- 7) ويشرح أكثر عندما يقول ذبيحة يوم الكفارة هي لكل الخطايا (اللاويين 16 ؛ 15- 34) فالذبائح هي عن تطهير كل خطايا شعب إسرائيل ونجاساتهم وذنوبهم والعدد الواضح جدا الذي يؤكد ان الذي يكفر عن نفس الإنسان هو الدم (لا 17: 11) والإنسان ولد بالخطية الجدية بخطأ أدم وحواء ومعصيتهما بالإيمان بالمسيح والموت معه والدفن بالمعمودية نولد ولادة جديدة (مرقس ١٦: ١٦ ) 16 من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن " أما أخطاء الإنسان الأخرى فيغفرها دم المسيح وجسدة بذبيحة الخبز والخمر

ويسوع المسيح صار خلاصا لنا لأنه دمه يخلصنا من كل خطية "لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا." (مت 26: 28). النور الذى هو العالم قد جاء الى العالم، واحب الناس الظلمة اكثر من النور، لان اعمالهم كانت شريرة. " (يو 3: 36)  36 الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله  " لقد إنتدت الكنيسة القبطية فى العالم كله ورأينا أتباع الأديان الأخرى يمكث عليهم الغضب الإلهى لأنهم يعيشون بالخطية ويشربون الإثم كالماء وهذا هو الفرق بين المسيحى وغيره (أعمال ٢: ٢٢ - ٢٧ ) 22 «ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وايات صنعها الله بيده في وسطكم، كما انتم ايضا تعلمون. 23 هذا اخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبايدي اثمة صلبتموه وقتلتموه. 24 الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت، اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه. 25 لان داود يقول فيه: كنت ارى الرب امامي في كل حين، انه عن يميني، لكي لا اتزعزع. 26 لذلك سر قلبي وتهلل لساني. حتى جسدي ايضا سيسكن على رجاء. 27 لانك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادا.

 أي أن الروح القدس يقنع الناس ( ١كورنثوس ١٢: ٣ )  3 لذلك اعرفكم ان ليس احد وهو يتكلم بروح الله يقول: «يسوع اناثيما». وليس احد يقدر ان يقول:«يسوع رب» الا بالروح القدس."   بأنهم ارتكبوا أعظم الخطايا برفضهم أن يسوع هو ابن يهوه الحى . وخطية عدم الإيمان تتضمن سائر الخطايا لأنها رفض يهوه الذي أرسله،( ١يوحنا ٥: ١٠) 10 من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله، فقد جعله كاذبا، لانه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. "  ولأنها بيَّنت شر قلوبهم فإن رفضهم ليسوع رفضٌ لنور العالم وتفضيلٌ للظلمة على النور 

ولم يزل رفض المسيح أعظم الآثام على كل إنسان لأنه يمنعه من نوال مغفرة خطاياه، فالإيمان بالمسيح شرطُ كل مغفرة. ورفض المسيح رفض للنعمة، يبطل كل ما فعله الآب والابن والروح القدس لأجل خلاص من يرفض.
وتبكيت الروح القدس للناس ضروري لإقناعهم بأن عدم إيمانهم بالمسيح خطية عظيمة لأنهم يحسبون تعدي إحدى الوصايا العشر إثماً فظيعاً يوجب الدينونة، وأما ذلك فيعدونه خطأ زهيداً لا يُعبأ به.

† " على خطية فلانهم لا يؤمنون بي. " ..  إن محتوى الإنجيل هو الوصول إلى راحة البشرية وسلامها وفرحها  وهذا لكن لن يتم  هذا ما دام يوجد معوقات  مثل الخطية والإرادة البشرية ورغبات الجسد (رو 9: 3- 18 و23) وليست الخطية وحدها معوق لعدم الإيمان ولكن عوامل اخرى تتدخل (يو 3: 6- 12) قبول الإيمان يتضمن عناصر فكرية وعاطفية وإجتماعية ولكنه أمر يتوقف على إرادة الإنسان ورغبته فى الطريق المستقيم ومن ثم توبته وتجاوبه مع مواعيد العهد الجديد  ويبدأ الإيمان هو محبته ليسوع  وحسب درجة محبته سينموا فى الفضائل (رو 3: 21- 30)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "فقال " إما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بى " إن عدم الإيمان بالمسيح أنه إبن .. هو أعظم الخطايا لأنه بعدم إيمان المسلمين وسائر الأمم ألأخرى بأن المسيح صلب ومات وقام هو عدم الإيمان بأن دم المسيح الذى سفك على الصليب إنا سفك غفرانا للخطايا لكل من يؤمن به لهذا فهؤلاء غير المؤمنين لا يقدرون الحصول على مغفرة لأنه بدون سفك دم لا تحدث مغفرة  والروح القدس يقدم تبكيتا وتوبيخا لهذه الأمم لأن عدم الإيمان يؤدى إلى عدم المغفرة وبالتالى الوقوع تحت الدينونة فيؤدى بهم  إلى  الهلاك  وهذا ما فعله رئيس هذا العالم الذى هو إبليس وجنودة الشريرة الذى وضع أساس المعتقدات التى لا تؤمن بصلب المسيح فأوقعهم فى الخطايا التى بدون مغفرة ومن هنا أطلق لهم الشرير العنان لفعل الشرور من قتل وسرقة وزنى وخبث وطمع وقال لهم أن هذه هى فطرة الإنسان  كأن الإنسان ولد شريرا وليس فيه خير البتة

   تفسير وشرح  (يوحنا 16: 10)  10 واما على بر فلاني ذاهب الى ابي ولا ترونني ايضا.
 
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ "

† "  على بر  " ..  تعنى كلمة " بر"   توسّع في طاعته برّ خالقَه : أطاعه  ما لا شبهة فيه ولا كذب ولا خيانة لا يخالطه شيءٌ من المآثم ،حُسْنُ الْخُلُقِ  ، أجابه إلى ما أقسم عليه  - وهذا يعنى أن يسوع تمم عملة محبة فى البشر وأطاع ألاب (يو 16: 10) كثيرون يعتمدون على علومهم وغناهم وأسلوبهم المعيشى ويعتقدون أنهم أبرار بتنفيذ وصايا حرفية بدون عمق يفتقدون ألإيمان بيسوع ، بينما  المسيح هو البار الوحيد هو الحق  وحده أمام الرب وبدون بره لا يستقيم بر الناس امام الإله لأننه من خلال بره ندخل إلى مواعيد الرب

 (رومية ٣: ٢٥، ٢٦)  25 الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه، لاظهار بره، من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله. 26 لاظهار بره في الزمان الحاضر، ليكون بارا ويبرر من هو من الايمان بيسوع. "

هذا فعل الروح القدس إلى العالم ليستذنب العالم على بره الكاذب, أو على عدم وجود «بر» له على وجه الإطلاق, ثم وليقوده إلى «البر» الحقيقي الذي أسسه المسيح بموته دافعاً ثمن خطايا العالم كله بسفك دمه، الذي بروحه الأزلي برأ كل خطاة الأرض, وهيأهم للوقوف أمام محكمة الدينونة الأخيرة بلا لوم.

أي سبب برّ يسوع المسيح.وأطلق على المسيح "بر الله" فإن اليهود اتهموه بأنه مخادع وخاطئ ومجدف (يوحنا ٩: ٢٤).24 فدعوا ثانية الانسان الذي كان اعمى، وقالوا له:«اعط مجدا لله. نحن نعلم ان هذا الانسان خاطئ».  وحكموا عليه بأنه مجدف (مرقس ١٤: ٦٤). وشكوه إلى بيلاطس مدعين أنه مستوجب الموت (يوحنا ١٨: ٣٠، ٣١) 30 اجابوا وقالوا له:«لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه اليك!» 31 فقال لهم بيلاطس:«خذوه انتم واحكموا عليه حسب ناموسكم». فقال له اليهود:«لا يجوز لنا ان نقتل احدا»  فالروح القدس بكّتهم بعد صعود المسيح على برّه، كما بكتهم على خطيتهم. ولا شك أن الروح القدس كان يقنع اليهود أن البرّ الذي اتكلوا عليه (أي بر الناموس) غير كافٍ للخلاص، وهو يقنع جميع الناس أن تبريرهم بالأعمال الصالحة محال، وأن الجميع يهوداً وأُمماً يحتاجون إلى الإيمان ببرّ المسيح. ولكن هذا غير المقصود في هذه الآية. وقد أوضحه بولس الرسول في رومية ٣: ٢٠ - ٢٦ ) 20 لانه باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه. لان بالناموس معرفة الخطية. 21 واما الان فقد ظهر بر الله بدون الناموس، مشهودا له من الناموس والانبياء، 22 بر الله بالايمان بيسوع المسيح، الى كل وعلى كل الذين يؤمنون. لانه لا فرق. 23 اذ الجميع اخطاوا واعوزهم مجد الله، 24 متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، 25 الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه، لاظهار بره، من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله. 26 لاظهار بره في الزمان الحاضر، ليكون بارا ويبرر من هو من الايمان بيسوع.  ( رو ٤: ١ - ٢٥.)

 
2) " فَلأنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي "

قال المسيح إن الروح القدس يقنع اليهود ببره بعد ذهابه إلى أبيه في السماء.( يوحنا ٣: ١٤ ) 14 «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان ( يو ٥: ٣٢ ) 32 الذي يشهد لي هو اخر، وانا اعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حق.  ( أعمال ٢: ٣٢ ) 32 فيسوع هذا اقامه الله، ونحن جميعا شهود لذلك."  ونجد ذلك في المعجزات التي حدثت عند موته فجعلت القائد الروماني يقول «بِالحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!» (لوقا ٢٣: ٤٧). كما نجده في قيامته التي هي أعظم المعجزات، ونجده في المعجزات التي صنعها رسله إثباتاً لبره. ونجده في تأثيره في قلوب الذين سمعوا وعظ الرسل وهم يتكلمون عن بره وخطيتهم (أعمال ٢: ٢٢ - ٢٤ ) 22 «ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وايات صنعها الله بيده في وسطكم، كما انتم ايضا تعلمون. 23 هذا اخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبايدي اثمة صلبتموه وقتلتموه. 24 الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت، اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه.  ( أع ٣: ١٤ ) 14 ولكن انتم انكرتم القدوس البار، وطلبتم ان يوهب لكم رجل قاتل. ( أع ٧: ٥٢ ) 52 اي الانبياء لم يضطهده اباؤكم؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فانباوا بمجيء البار، الذي انتم الان صرتم مسلميه وقاتليه،  ( أع ١٧: ٣١ ) 31 لانه اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل، برجل قد عينه، مقدما للجميع ايمانا اذ اقامه من الاموات» ( رومية ١: ٤ ) 4 وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة، بالقيامة من الاموات: يسوع المسيح ربنا. ( ١بطرس ٣: ١٨).18 فان المسيح ايضا تالم مرة واحدة من اجل الخطايا، البار من اجل الاثمة، لكي يقربنا الى الله، مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح

3) " ولا تَرَوْنَنِي أَيْضاً "

لا يرونه ثانية على الأرض إلا يوم الدين عند مجيئه ثانيةً فى نهاية العالم والقيامة من الأموات  وأما حضور الروح القدس فيقنع الناس بخطيتهم وبره أكثر مما يقنعهم المسيح بحضوره في الجسد وبتعليمه اللفظي

.أما أساس البر الذي بالمسيح فهو ليس بالعيان: «ولا ترونني أيضاً»، بل بالإيمان وحده «إيمان ابن الله»، الإيمان الذي له القوة والفاعلية، بما هو في غير مقدور العيان بالمرة. فقوة عمل الإيمان تنقل الجبال. لذلك، فالبر الذي بإيمان ابن الله هو قوة العالم الجديد التي تفوق كل قوة عرفها العالم حتى الأن أو سيعرفها, والذي يوم أن تستعلن للعالم حقيقة الإيمان ببر ابن الله، فسوف يدخل (العالم) في أمجد أحقابه التاريخية، أو بالحري سوف يرتفع فوق التاريخ.

ولكي يظهر «بر ابن الله» وتظهر قوته الأزلية على تبرئة كل من آمن به أمام الله الآب، وذلك لما قام من الأموات وصعد أمام أعين تلاميذه كشهود، ذاهباً إلى الآب ليبقى إلى الأبدد شفيعاً في المذنبين مبرئاً كل من آمن بدمه؛ وضع المسيح قانون عمل الروح في العالم على هذا الأساس: أنه «يبكت على بر»، «لأني ذاهب إلى الآب», «وبالإجماع عظم هو سر التقوى الله ظهر في الجد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كُرز به بين الامم، أومن به في العالم، رُفع في المجد.» (1تى16:3)
‏وارتفاع المسيح في المجد وعدم رؤيته بعد، هو بعد ذاته برهان غلبته على العالم، كما هو برهان على أن ليس لرئيس العالم تي مأخذ على المسيح، وهذا دلالة عل بره الكامل والكلي

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "" وأما على بر فلأنى ذاهب إلى أبى ولا تروننى أيضا " فيقنع الروح القدس العالم ببر المسيح فى أعماله بأسرها إذ قد ظهر بره بالمعجزات التى حصلت بعد موته حتى جعل القائد الرومانى يقول " بالحقيقة كانهذا الإنسان بارا" وبالمعجزات التى صنعها رسله وبالمواهب التى نالوها بعد حلوله عليهم فى يوم الخمسين بهيئة ألسنة نارية ، وقيل أيضا أنه يبكت العالم على بره الكاذب أما اليهود فلإعتبارهم أن البر مؤسس على تنفيذ الطقوس فى الشريعة الموسوية وفى عسل الجسد الذى لا ينقى النفس وأما الأمم فلطلبهم البر فى ألعمال الجيدة طبيعيا وبمقتضى إعتبار الناس فيقنعهم أن هذا البر الذى إتكلوا عليه يهودا كانوا أو أمما غير كاف للخلاص وأن الجميع يحتاجون إلى بر الإيمان بالمسيح المصحوب بالحب 

   تفسير وشرح  (يوحنا 16: 11)  11 واما على دينونة فلان رئيس هذا العالم قد دين.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ "

 لم يأتى يسوع ليدين العالم أثناء مكوثة فى الأرض ولكن الذى سيدين العالم هى الكلمات التى نطق بها سيأتى اليوم وستقف البشرية كلها لتحاسب ومعهم الملائكة الساقطين فى يوم الدينونة (فى 2: 6- 11) لقد أعطى العالم للشيطان  يستعمل قوته لأغواء بنى البشر (يو 12: 31 & 14: 30) (2كو 4: 4) (أف 2: 2) (1يو 5: 19) لأنه عدو مغلوب لأن يسوع قال عنه "قد دين" بصيغة الزمن التام المبنى للمجهول فى الأسلوب الخبرى - وسيدان اأتباعه لأنهم تركوا الإله الحى وذهبوا وراء الشرير فإستنزفوا فرصهم على الأرض (يو 8: 44) (مت 13: 38) (1يو 3: 8- 10)
الذي يوضح معنى هذا الكلام قول المسيح سابقاً «اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا العَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا العَالَمِ خَارِجاً» [( يوحنا ١٢: ٣١ )  31 الان دينونة هذا العالم. الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا.    " انظر شرحها] كان الشيطان هو الذي يحث العالم على رفض المسيح وقتله (يوحنا ٨: ٤٠، ٤١) 40 ولكنكم الان تطلبون ان تقتلوني، وانا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. هذا لم يعمله ابراهيم. 41 انتم تعملون اعمال ابيكم». فقالوا له:«اننا لم نولد من زنا. لنا اب واحد وهو الله». فتبرير المسيح دينونة الشيطان.

 

2) " فَلأنَّ رَئِيسَ هَذَا العَالَمِ قَدْ دِينَ"

رئيس هذا العالم الشيطان دين لأنه كان السبب فى سقوط آدم وحواء فى خطية فسقطت البشرية فى الموت الروحى وطلب الرب دم ذبيحة لغفران الخطايا ولما تجسد الكلمة فقام الشيطان بمؤامرة أجانته لأنها كانت السبب فى صلب المسيح  فكان سفك دم المسيح على الصليب إدانه لرئيس هذا العالم وخلاصا للبشرية من سلطتة( عبرانيين ٢: ١٤.) 14 فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم والدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، اي ابليس، "
كان موت المسيح على الصليب واسطة فداء العالم أضعف سلطان مملكة الشيطان لأنه ما زال يعمل فى أبناء المعصية (أفسس ٢: ٢ ) 2 التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الان في ابناء المعصية،" ونطلب من الرب أن يعمل الروح القدس فى هؤلاء ايضا ( أعمال ٢٦: ١٨ ) 18 لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور، ومن سلطان الشيطان الى الله، حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين. "
 ( لوقا ١٠: ١٨ )  18 فقال لهم: «رايت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء. " وإقامة ملكوت المسيح الروحي، لأن الروح القدس جعل التبشير بذلك الموت وسيلة إلى تلك الأعمال العظيمة. ونجاح الإنجيل منذ يوم الخمسين إلى الآن كان دينونة للشيطان وإبطالاً لقوته، ( كولوسي ٢: ١٥ ) 15 اذ جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهارا، ظافرا بهم فيه. " وهو دينونة لكل من يشاركه في مقاومته للمسيح، وهو مقدمة الدينونة الأخيرة حين يُغلب الغلبة التامة.

ويبكت العالم على دينونة, لأن رئيس هذا العالم قد دين»: ‏إن أعظم محكمتين في العالم عراهما المسيح وفضحهما أمام التاريخ هما:
* محكمة اليهود: المنعقدة على لواء السنهدريم، برئاسة أعظم حكماء اليهود ودارسي قانون التوراة وحرفية قضاء الناموس.
* ‏محكمة روما: ومن ذا الذي لا يعرف القانون الروماني الذق أخذت به كل دساتير العالم، وصار النواة الاولى لكل تشريع معروف لدى العالم كله. فالقانون الفرنسي وليده والقانون الإنجليزي ابنه الأصغر.
‏لقد انضم صوت قضاة محكمة السنهدريم إلى صوت قضاة محكمة الرومان، وأدانوا ابن الله أنه خاطىء، ومذنب, ومجدف، ومضلل, وحكموا عليه بإجماع الأراء أنه مستوجب الموت صلباً.
‏ولكن قام المسيح من الموت ناقضاً حكم الموت, كاشفاً بطلان أحكام اليهود، موضحا خروجها عن الحق وموجباً إيقافها إلى الأبد. كما كشف بطلان أحكام الرومان وخروجها عن الحق، ونحاها من أن تصلح للحكم على مصير العالم وضمائر الناس.
‏وهكذا دخل الروح القدس إلى العالم، ليستذنب العالم أولاً على ما فعل، وعلى دينونته الكاذبة القائمة بتحريض من رئيس عالم الكذب والضلال، الذى أدانه المسيح بالصليب وعلى الصليب، إذ فضح كذبه وأنه قتالا للناس منذ البدء؛ إذ ضبطه متلبسأ بالحكم بالقتل على إنسان أنه خاطىء ومذنب بحسب أحكامه الكاذبة والمزورة, وهو في حقيقته ابن الله الذي بلا خطية ولا لوم، والذي لم يوجد في فمه غش!!


‏«يبكت» يأتى بمعنى الدينونة : الترجمة العربية لهذه الكلمة اليونانية لا تفي بالمعنى الذي يقصده الإنجيل.
‏في العهد الجديد: تأتي دائمأ مع المفعول به كشخص، وتعني تماماً التوبيخ للشخص بشأن خطيئته ودعوته إلى التوبة. وغالباً ما يكون ذلك سراً وفي الخفاء بين اثنين كما جاءت في (مت15:18‏): «وان أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما، إن سمع منك فقد ربحت أخاك»... كذلك جاء ذلك في (أف11:5): «ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها»، طبعاً يقصد توبتهم وليس التشهير بهم، ولكن قد يكون ذلك في وسط الجماعة ولكن بفم المدبر لها، كما جاء في (اتي20:5): «الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف». كذلك كما في (تي9:1): «ملازمأ للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم، لكي يكون قادراً أن يعظ بالتعليم الصحيح، ويوبخ المناقضين»، هذا في أمر تعيين الأسقف. ومن الأمور الهامة أن يأتي هذا المعنى كعمل للرب الممجد بالنسبة لأعضاء جسده ‏على الأرض:«إني كل من أحبه، أوبخه وأؤدبه، فكن غيوراً وتب.» (رؤ19:3)
‏ويأتي هذا الفعل يبكت بمعنى يستذنب بالنسبة للمسيح كديان حينما يأتي في مجده: «ليصنع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها، وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار.» (يهوذا 15)
‏فصحة ترجمة يبكت هنا ليس «يعاقب», ولكن «يسبت عليه الجريمة» أي «يستذنبه ويقنعه بجريمته أولاً قبل أن يدينه»، (بالإنجليزية convict)، لأن كلمة «يدين» جاءت أولاً واضحة وعامة في أول الآية.
‏وقد استخدم المسيح نفسه هذه الكلمة بهذا المعنى على نفسه، بمعنى أنه يستحيل على أحد أن يستذنبه، أي يثبت عليه خطية واحدة: «من منكم يبكتني على خطية» (يو46:8). وهنا كلمة «يبكتني» لا تفى بالمعنى، لأنها في دائرة الحديث عن المحاكمة، فقد حكم المسيح على اليهود هنا أولاً بأنهم: «أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا» (يو44:8)، ثم بعد ذلك تحداهم: «من منكم يبكتني عل خطية». والكلمة بصيغة المبني للمجهول تأتي بمعنى قبول التوبيخ الشديد إزاء مواجهة الشخص واستذنابه وشدة وقع ذلك عليه: «أما هيرودس رئيس الربع، فإنه قد توبخ منه (من المعمدان) لسبب هيرود ...» (لو19:3). وأيضا بصيغة المبني للمجهول: «ولكن إن كنتم تحابون تفعلون خطية، موبخين من الناس كمتعدين.» (يع9:2)

( يوحنا ٣: ١٩)  19 وهذه هي الدينونة: ان النور قد جاء الى العالم، واحب الناس الظلمة اكثر من النور، لان اعمالهم كانت شريرة.  " وهذه الخطية أدت بهم إلى قتلهم مسيحهم، ووضعهم دم ابن الله على نفوسهم. وجعل الرسل هذه الخطية موضوع تعليمهم وتوبيخهم اليهود. واتخذها الروح القدس منخساً ينخس به قلوبهم، ووسيلة إلى توبة كثيرين منهم وفق القول «فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ، وَسَأَلُوا بُطْرُسَ وَسَائِرَ الرُّسُلِ: «مَاذَا نَصْنَعُ» (أعمال ٢: ٣٧ انظر أيضاً أعمال ٣: ١٣ - ١٥ ) 13 ان اله ابراهيم واسحاق ويعقوب، اله ابائنا، مجد فتاه يسوع، الذي اسلمتموه انتم وانكرتموه امام وجه بيلاطس، وهو حاكم باطلاقه. 14 ولكن انتم انكرتم القدوس البار، وطلبتم ان يوهب لكم رجل قاتل. 15 ورئيس الحياة قتلتموه، الذي اقامه الله من الاموات، ونحن شهود لذلك. ( أع ٤: ١٠، ٢٦ - ٢٨).10 فليكن معلوما عند جميعكم وجميع شعب اسرائيل، انه باسم يسوع المسيح الناصري، الذي صلبتموه انتم، الذي اقامه الله من الاموات، بذاك وقف هذا امامكم صحيحا. 26 قامت ملوك الارض، واجتمع الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه. 27 لانه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع، الذي مسحته، هيرودس وبيلاطس البنطي مع امم وشعوب اسرائيل، 28 ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يدك ومشورتك ان يكون.  "  وفي ذلك تحقيق النبوة في قوله «وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ» (زكريا ١٢: ١٠).

† "  واما على دينونة فلان رئيس هذا العالم قد دين. " ..

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين" أى أن الروح القدس يبكت العالم على حكمه بشأن عجائب المسيح إذ إدعوا  أنه صنعها ببعلزبول ولكنهم عندما يرون الشيطان مطرودا من المسيح ومشجوبا ويرون إنهيار مملكته ويشاهدون الرسل يطردونه بدعوة إسم المسيح حينئذ يتحققون أنهم إرتكبوا أفظع إثم بنسبتهم المعجزات التى صنعتها إلى الشيطان ، قال أحد العلماء أن كل خاطئ يعترف ويتوب بالمسيح يدين الشيطان ويجحده بتركه خدمته وأعماله الشريرة ، ويسحق بأعماله وفضيلته فينهى عبوديته للشر ويتناقص الشر وكل هيكل وثنى أو ديانة اقامها الشيطان تهدم ويشاهد أن رئيس هذا العالم قد دين . "

  تفسير وشرح   (يوحنا 16: 12)  12 «ان لي امورا كثيرة ايضا لاقول لكم، ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الان.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأقُولَ لَكُمْ،" :

لقد سبق المسيح وأعلن لتلاميذه أنه قد عرفهم بكل ما عند الآب: «لكني قد سميتكم أحباء، لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي» (يو15:15) موضحا بذلك اكتمال تعاليمه الخاصة باستعلان مشيئة الآب من جهة الإيمان بالآب والابن، والميلاد الجديد للانسان، والصلاة بالروح والحق، والدينونة التي أعطيت له، وأنه بالإيمان بالآب والابن يعتق من الدينونة والانتقال من الموت إلى الحياة؛
أُمُوراً كَثِيرَةً تعنى فى اللغة العربية حمع أمر - أى تعاليم كثيرة كان المسيح يستخدم طرق تعليمية عديدة منها الأمثلة (مرقس ٤: ٣٣ ) 33 وبامثال كثيرة مثل هذه كان يكلمهم حسبما كانوا يستطيعون ان يسمعوا  وقصص العهد القديم ونبواته وتعاليم فى صورة جمل بسيطة مثل الموعظة على الجبل .. وغيرها من الطرق البسيطة التى تدخل فى وجدان الشعب وفكره بسرعة وبتنافلها الناس بعد ذلك وشبهها بولس باللبن الذى يرضعه الطفل ( ١كورنثوس ٣: ٢ ) 2 سقيتكم لبنا لا طعاما، لانكم لم تكونوا بعد تستطيعون، بل الان ايضا لا تستطيعون،  ( عبرانيين ٥: ١٢) 12 لانكم ­اذ كان ينبغي ان تكونوا معلمين لسبب طول الزمان­ تحتاجون ان يعلمكم احد ما هي اركان بداءة اقوال الله، وصرتم محتاجين الى اللبن، لا الى طعام قوي. " وكان المسيح فى كل مرحلة من حياته يعطيهم تعاليم مناسبة فى سيره معه وحياتهم وفى السفينه وفى حقول القمح وفى البيوت والمجامع وفى نهر الأردن وفى الليل والنهار وفى الهيكل ألخ .. وعلى العشاء الأخير كشف لهم سر موته القادم، الذي به سينال المؤمنون غلبة الموت في سر جسده وسر دمه, وسيقبلون سر القيامة لتسكن فيهم. وكثيرا لم يكنالتلإميذ يفهمون ما يقول ومثل الزارع يثبت لنا هذا لأن التلاميذ سأل المسيح أن يفسر لهم هذا المثل ، ومن الملاحظ أنهم قبلوا كلامه عن المستقبل وحفظوه وتذكروه عندما حدث ، لأن تفسيره قبل حدوثه صعب عليهم لا يحتملونه وعسير عليهم غاية العسر، الأمر الذي نفهمه نحن الآن، وبعد أن تم، يكون بمنتهى اليسر.

الأمور هي ما أشار إليه في الآية بقوله «جميع الحق». وكُتبت في أعمال الرسل وفي رسائلهم لأنها نتيجة تعليم الروح القدس إيّاهم المبني على أقوال المسيح نفسه، ولا سيما موعظته على الجبل. وأمثلة تلك الأمور التي لم يستطع الرسل أن يحتملوها في وقتها بإيقاف الذبائح الموسوية الدموية والكهنوت اللاوي، وإبدال السبت بالأحد، ورفض الله أمة اليهود أن تكون شعبه الخاص، وإدخال الأمم إلى المشاركة في حقوق الإنجيل. والأرجح أن المسيح جعل تلك الأمور وأمثالها موضوع تعليمه لرسله في الأربعين يوماً التي صرفها معهم بين صعوده وقيامته وهو «يتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله».
 

2) "  وَلَكِنْ لا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ" :

كلمة "يحمل" تستعمل على حيوان بحمل اخمالا ,, تنبأ يسوع نبوات كثيرة ولم يستطع التلاميذ فهمها كلها عندما سمعوها تنبأ عن : (1) القبض عليه .. (2) صلبه وموته .. (3) دفنه  .. (4) قيامته  .. (5) خراب الهيكل .. (5) انتهاء العالم .. (6) حلول الروح القدس يوم الخمسين .. وغيرها - ينبغى على قراء العهد الجديد الإنتباه إلى أنه يمثل فترة إنتقالية  من قبلية العهد القديم إلأى كنيسة لكل الأمم فلم يعد الرب إلها خاصا بأمه بل لكل إنسان فى العالم مهما كانت لغته أو لونه أو جنسه أو سنه والعهد الجديد هو بشارة خاصة لكل فرد فى العالم ليست مرتبطة بزمن معين بل أصبحت مفتوحة حتى إنقضاء الدهر
لا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ معظم سبب ذلك آراؤهم ونشأتهم اليهودية في شأن المسيح وملكوته التي لا يمكن استئصالها إلا بموته وصعوده عنهم، وسكبه الروح القدس عليهم. ويتضمن قوله «لا تستطيعون الآن» أى صعوبة احتمال ما يريد أذ يقوله بأنه «لآن»، وذلك لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد، وهو العامل الأول لشرح وتوضيح ما صعب من الأقوال.وعداً بأنهم يستطيعون ذلك بعد حلول الروح القدس الذي سيعلمهم كل ما هو ضروري للكنيسة في كل حين، فلا تبقى حاجة إلى تعليم جديد في عصورها الآتية ولا يُنتظر.
وختم على أحاديث تعاليمه، التي هي كلها بشارة الإنجيل؛ وأبقى منها أسرار موته وقوته، وأسرار قيامته وقوتها, وشركة المؤمنين فيها. وقد خص بولس الرسول بشرحها واستعلان كل أسرارها في رسائله, والتي جاءت تتمة لتعاليم المسيح في الأناجيل وشرحاً لكل أسرارها: «... أنه بإعلان عرفني بالسر، كما سبقت فكتبت بالايجاز, الذي بحسبه حينما تقرأونه تقدرون أن تفهموا درايتي بسر المسيح، الذي في أجيال أخر لم يُعرف به بنو البشر كما قد أُعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح. ... الذي صرت أنا خادما له، حسب موهبة نعمة الله المعطاة لى, حسب فعل قوته, لى أنا أصغر جميع القديسين أُعطيت هذه النعمة, أن أبشر بين الأمم بغنى المسيح الذي لا يُستقصى، وأنير الجميع فيما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور فى الله, خالق الجميع بيسوع المسيح, لكي يُعرف الآن عند الرؤساء والسلاطين في السماويات بواسطة الكنيسة.» (أف3:3-10)

«واعرفكم، أيها الإخوة، الإنجيل (البشارة المفرحة) الذي بشرت به، أنه ليس بحسب ‏إنسان, لأني لم أقبله من عند إنسان ولا عُلمته, بل بإعلان يسوع المسيح. ... لكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي، ودعاني بنعمته, أن يُعلن ابنه فّي لابشر به بين الأمم, للوقت لم أستثير لحماً ودماً، ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقت ... ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يوماً، ولكنني لم أر غيره من الرسل، إلا يعقوب أخا الرب.» (غل11:1-19)
‏وكلام بولس الرسول الذي تلقاه بإعلان خاص من الرب يسوع، الذي ظهر له, والذي فسر فيه سر الإيمان, وسر الخلاص, وسر الشركة، وسر التبني، وسر الميراث الأبدي للمؤمنين، كل ذلك في موت المسيح وقيامته، ظل أيضاً كلاماً صعباً, كما وصفه المسيح تماما حتى في أيام الرسل أنفسهم. وهذه هي شهادة بطرس الرسول: «كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضاً بحسب الحكمة المعطاة له, كما في الرسائل كلها أيضا متكلما فيها عن هذه الأمور التي فيها أشياء عسرة الفهم, يحرفها غير العلماء وغير الثابتين كباقي الكتب (الأناجيل) أيضاً لهلاك أنفسهم.» (2بط15:3-16)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> " كأن يقول أنكم أيها التلاميذ نظرا لآرائكم اليهودية فى شأن ملكوتى ونظرا للحزن المستحوذ عليكم لا تستطيعون ألان أن تدركوا ما اقوله لكم بشأن أسرار الإيمان وتأسيس الكنيسة وتدبيرها "

   تفسير وشرح  (يوحنا 16: 13)  13 واما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم الى جميع الحق، لانه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بامور اتية.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ،"

ذَاكَ : تعنى فى اللغة العربية  (اِسْم إِشارَةٍ لِلْمُتَوَسِّطِ الْمُذَكَّرِ) ويشير إلى مجئ الروح القدس ( يو ١٥: ٢٦ ) 26 «ومتى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب، روح الحق، الذي من عند الاب"  ينبثق، فهو يشهد لي.

 

2) " رُوحُ الحَقِّ ":

† " واما متى جاء ذاك، روح الحق،  " .. بما يعنى أن الروح القدس يعلن ألاب (يو 14: 17 و 26 & 15: 26 & 16: 13) قال يسوع أنه الجق (يو 14: 6)

«روح الحق» يرشدكم إلى «جميع الحق», كما نلاحظ أن الحق هنا مُعرفة بـ «أل»؛ فهو يتجه مباشرة إلى المسيح!

هو إسم الروح القدس لأنه الروح الإلهية روح الحق (انظر شرح يوحنا ١٤: ١٧).17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله، لانه لا يراه ولا يعرفه، واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم.  المسيح هو «الحق» (يوحنا ١٤: ٦) 6 قال له يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي.  "  فالروح القدس يأخذ مما للمسيح ويخبر الناس به (ع ١٤).
 

3) "  يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الحَقِّ"

† " فهو يرشدكم الى جميع الحق،  " .. لا تشير هذه العبارة أن الروح القدس يرشد إلى كل الأمور بل فى تلك المتعلقة بالحقائق الروحية الخاصة بيسوع ، ويشير بطريقة فريدة إلى ما فعله الروح القدس كوحى يقودهم لكتابه العهد الجديد فخرج بالصورة الرائعة الغريبة والعجيبة يقرأه الطفل فيفهمه ويحتار الفيلسوف فى فلسفته والعالم يغوص فيه والباحث يخرج منه اللالئ .. وكان أهمها بالنسبة لليهود حملة التنوير بتفسير نبوات العهد القديم التى وردت عن يسوع

أعلن المسيح الحق الإلهى لتلاميذة فى حياته على الأرض

ايرشد المسيحيين بالروح للنمو بالفضائل داخليا والتبشير خارجيا كما يرشد مما يجب أن تقبلوه وتعلّموه لغيركم. وفي ذلك وعد لهم بأن يكونوا مُلهَمين ليؤسسوا كنيسته ويضعوا لها القوانين الضرورية لعقيدتها وأعمالها مما علمهم هو، فالروح القدس يقدرهم على أن يذكروها ويفهموها ويعلّموها. فإذاً لا حقَّ للكنيسة أن تتوقع تعليماً جديداً بعد الرسل لأنهم وُعدوا «بجميع الحق».

«والحق» الذي يقصده ‏المسيح هنا ليس هو الحق العقلى المجرد, عند اليونايين، بل الحق الفعال بالروح في القلب والفكر، العامل في النفس لمعرفة المسيح واستعلان كل ما قال وعمل .
‏كذلك الحق في قول المسيح هنا ليس كالحق في العهد القديم كما جاء في المزامير مراراً وتكراراً،(مز 19: 9) خوف الرب نقي ثابت الى الابد.احكام الرب حق عادلة كلها "  فالحق في العهد القديم هو الناموس والسلوك بحسب أوامر الناموس حرفيا.(مز 119: 160) راس كلامك حق والى الدهر كل احكام عدلك "  أما الحق، عند المسيح فهو معرفة الآب والابن، هو الله ذاته، هو استعلان الابن وارساليته من عند الآب. فان كان الحق عند اليونانىين يحرر الفكر من الجهل, والحق عند اليهود يحرر الجنس كشعب غير مستعبد للأمم, فالحق عند المسيح يحرر من الخطية والشيطان والعالم.(يو 8: 32) وتعرفون الحق، والحق يحرركم».

يدأ المسيح ليوضح عمل الروح القدس بالنسبة للتلاميذ لكي يعدهم للمستقبل. لقد سبق المسيح في الأصحاح الرابع عشر وحدد أعمال الروح القدس كالأ تي:
+ «معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد» (16:14) بعى تكميل عزاء المسيح لكنيسته على مدى الدهور.
+ روح الحق الذي يعرفه التلاميذ: «لأنه ماكث معكم، ويكون فيكم» (17:14). وهذا حال الكنيسة أيضاً.
+ «يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم» (26:14). وهذا أيضاً يستمر مع الكنيسة إلى الدهور.
‏وفى الأصحاح الخامس عشر, وبالاضافة الى ما سبق، حدد أعمالاً أخرى:
+ أن الروح القدس يشهد للمسيح في التلاميذ، والتلاميذ يشهدون بواسطته أيضاً (26:15-27)
‏ثم في الأصحاح السادس عشر، يضيف المسيح على الأعمال السابقة أعمالاً أخرى:
+ «يرشدكم إلى جميع الحق.» (13:16‏)
+ «يخبركم بأمور آتية» (13:16‏)، مثلما حدث مع القديس يوحنا عندما كان في الروح في جزيرة بطمس وأملاه سفر الرؤيا بأصحاحاته الاثنين والعشرين.
+ «يأخذ مما لى ويخبركم» (14:16)، وبذلك «يمجدني»، «وكل ما للآب هو لى»، بمعنى أن الروح القدس يستعلن للتلاميذ كل ما للآب وما للابن، وهذا ما حدث مع القديس يوحنا في إنجيله.

من مضمون هذه العطايا والمواهب الغنية، بدا المستقبل بالنسبة للتلاميذ، والكنيسة من بعدهم، مشرقاً حقاً من جهة الروح والحياة مع الرب. وفي أحاديث المسيح عن الفراق، جاء هذا الحديث أقواهم وأكثرهم عزاء بالنسبة لعزائمهم الخائرة من هول الموقف الغامض المجهول أمامهم.

الواقع أن هذه العطايا المكثفة، والموعود بها للتلاميذ، حدثت بالفعل, وكان من نتيجتها العملية كتابة الأناجيل الأربعة والرسائل كلها وسفر الرؤيا مع سفر الأعمال, وبشارة المسكونة!!

 

4) " لأنَّهُ لا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ "

أي لا يأتي بتعليم ليس من تعليم الآب والابن، فإنه موافق لهما في الرأي والكلام. وكلام المسيح عن الروح ككلامه عن نفسه،( يوحنا ١٤: ٢٦ ) 26 واما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الاب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم. "  أي لم يعلّم إلا ما علّمه الآب (يوحنا ٧: ١٦ ) 16 اجابهم يسوع وقال:«تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني. ( يو ١٢: ٤٩ ) 49 لاني لم اتكلم من نفسي، لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية: ماذا اقول وبماذا اتكلم. ( يو ١٤: ٢٤). 24 الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي. والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للاب الذي ارسلني. "
 † " لانه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بامور اتية.  " ..  يعطى الروح القدس موهبة التنبؤ  بأحداث تحدث فى المستقبل (سفر أعمال الرسل 2: 17) يقول الله: ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلاما.

 

5) "  بَل كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، ."
كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ السمع هنا كناية عن نقل الحديث، فالمعنى أن الروح يأخذ تعليمه من الآب والابن في ما يختص بعمل الفداء (انظر شرح يوحنا ٥: ٣٠).
 فهو سيرشدهم إلى جميع الحق الذي قاله المسيح، كلمة كلمة، لذلك أكمل المسيح القول كالآتي:
«لأنه لا يتكلم من نفسه» بل كل ما يسمع يتكلم به»: ‏أي أن الروح القدس لا يضيف تعاليم جديدة، بل يرشد إلى كل تعاليم المسيح. والمسيح سيتولى الكلام والروح القدس ينقله إلى القلب كما هو, فالابن كما كان يسمع من الآب ويتكلم, كذلك الروح القدس كما يسمع من المسيح ينطق في القلب, فكما أن الابن كان عمله استعلان «الآب» بالكلمة، كذلك الروح القدس سيتولى استعلان المسيح «الابن» في ذات الكلمة, لذلك يقول المسيح بعد ذلك: «كل للآب هو لى». والعجيب أن بالروح القدس يصير كل ما للمسيح مستعلنا أيضاً لنا. هنا تمام وكمال الإستعلان الإلهى بالرب!
‏ولكن من الوجهة العملية الاختبارية, فإن الروح القدس لا ينقل كلام المسيح كما هو بالحرف, بل يكشف النور الذي فيه، ليس من زاوية واحدة بل من ألف زاوية إن شئت. فالآية الواحدة يشرحها الروح القدس مرات ومرات, وكل مرة بنور جديد. هذا معنى «يرشدكم إلى جميع الحق» ينير بها القلب كل مرة جديداً, ولكن الحق لا ينتهي أبداً ولا يُحد. ولكن حذار من مزج التأمل الشخصي بادعاء أنه استعلان الروح القدس, ولا حتى الإلهام الخاص الذاتي الذي ينبع من مزاج الإنسان وفكره. فإلهام الروح القدس لا يحيد عن حق المسيح, واستعلان الروح القدس يشهد به الحق الذي يختزنه الإنجيل ككل.

 

6) " وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" :

 أي بما يحدث في الكنيسة بعد تعليمه لهم. ( ١يوحنا ٢: ٢٠، ٢٧ )20 واما انتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء. 21 لم اكتب اليكم لانكم لستم تعلمون الحق، بل لانكم تعلمونه، وان كل كذب ليس من الحق. 22 من هو الكذاب، الا الذي ينكر ان يسوع هو المسيح؟ هذا هو ضد المسيح، الذي ينكر الاب والابن. 23 كل من ينكر الابن ليس له الاب ايضا، ومن يعترف بالابن فله الاب ايضا. 24 اما انتم فما سمعتموه من البدء فليثبت اذا فيكم. ان ثبت فيكم ما سمعتموه من البدء، فانتم ايضا تثبتون في الابن وفي الاب. 25 وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به: الحياة الابدية. 26 كتبت اليكم هذا عن الذين يضلونكم. 27 واما انتم فالمسحة التي اخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم الى ان يعلمكم احد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء، وهي حق وليست كذبا. كما علمتكم تثبتون فيه.  " ومن أمثلة ذلك أن الروح يبيِّن لهم الغاية من موت المسيح، وسبب التغييرات في الكنيسة اليهودية من إلغاء الذبائح وغيرها من الطقوس، ومن دعوة الأمم، وتشتّت اليهود (انظر أفسس ٤: ٧ - ١٦). وألهم الروح القدس الرسل علاوة على ذلك أن يتنبأوا بأمور مستقبليَّة تتعلق بالكنيسة والعالم (أعمال ١١: ٢٨ ) 28 وقام واحد منهم اسمه اغابوس، واشار بالروح ان جوعا عظيما كان عتيدا ان يصير على جميع المسكونة، الذي صار ايضا في ايام كلوديوس قيصر. ( أع ٢٠: ٢٩ ) 29 لاني اعلم هذا: انه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية.  ( أع ٢١: ١١ )11 فجاء الينا، واخذ منطقة بولس، وربط يدي نفسه ورجليه وقال:«هذا يقوله الروح القدس: الرجل الذي له هذه المنطقة، هكذا سيربطه اليهود في اورشليم ويسلمونه الى ايدي الامم».   ( ١تيموثاوس ٤: ١ - ٣ ) 1 ولكن الروح يقول صريحا: انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان، تابعين ارواحا مضلة وتعاليم شياطين، 2 في رياء اقوال كاذبة، موسومة ضمائرهم، 3 مانعين عن الزواج، وامرين ان يمتنع عن اطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق.  ( ٢تيموثاوس ٣: ١ - ١٣ ) 1 ولكن اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستاتي ازمنة صعبة، 2 لان الناس يكونون محبين لانفسهم، محبين للمال، متعظمين، مستكبرين، مجدفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين، 3 بلا حنو، بلا رضى، ثالبين، عديمي النزاهة، شرسين، غير محبين للصلاح، 4 خائنين، مقتحمين، متصلفين، محبين للذات دون محبة لله، 5 لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها. فاعرض عن هؤلاء. 6 فانه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت، ويسبون نسيات محملات خطايا، منساقات بشهوات مختلفة. 7 يتعلمن في كل حين، ولا يستطعن ان يقبلن الى معرفة الحق ابدا. 8 وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى، كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق. اناس فاسدة اذهانهم، ومن جهة الايمان مرفوضون. 9 لكنهم لا يتقدمون اكثر، لان حمقهم سيكون واضحا للجميع، كما كان حمق ذينك ايضا. 10 واما انت فقد تبعت تعليمي، وسيرتي، وقصدي، وايماني، واناتي، ومحبتي، وصبري، 11 واضطهاداتي، والامي، مثل ما اصابني في انطاكية وايقونية ولسترة. اية اضطهادات احتملت! ومن الجميع انقذني الرب. 12 وجميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون. 13 ولكن الناس الاشرار المزورين سيتقدمون الى اردا، مضلين ومضلين.  ( سفر الرؤيا كله).( رؤيا ١: ١ - ١٠ ) 10 كنت في الروح في يوم الرب ( رؤ ٢٢: ١٦، ١٧)16 «انا يسوع، ارسلت ملاكي لاشهد لكم بهذه الامور عن الكنائس. انا اصل وذرية داود. كوكب الصبح المنير». 17 والروح والعروس يقولان:«تعال!». ومن يسمع فليقل:«تعال!». ومن يعطش فليات. ومن يرد فلياخذ ماء حياة مجانا.
«ويخبركم بأمور آتية»: «ويخبركم» هذه الكلمة تستخدم دائماً في معنى البشارة والاعلان أيضاُ. لذلك, فالآية هنا محصورة في دائرة البشارة, أي عمل الروح القدس بالبشارة، بالأمور الخاصة بالمسيح، سواء في الأعمال التي ستتم قريباً أي القيامة والصعود, أو التي ستتم في المستقبل البعيد أي المجيء الثاني، والذي تلقى القديس يوحنا رؤيته حينما كان سجيناً في جزيرة بطمس: «فإن شهادة يسوع هي روح النبوة.» (رؤ10:19)
‏ولكن, ليحذر الإنسان من أن يظن أن للروح القدس عملاً في العهد الجديد مثل الذي كان في القديم، أي التنبؤ بمستقبل الخلاص؛ فالخلاص قد أكمل، ولم يعد له تكميل على الأرض. لذلك لم يعد للروح القدس عمل فيما يختص بتمليك أراضى أو دفاع في الحروب أونصرة على أعداء الجسد، فالإنسان المسيحي أصبحت سيرته في السماويات. مع ملاحظة أن كلام المسيح كله يختص دائماً بمستقبل الإنسان الروحي؛ فكل كلمة تحمل ضوءا يلقيه الروح القدس في قلب الإنسان ليتعرف به على ماذا ينبغي أن يعمل في مستقبله. فعلى المستوى العملي للانسان المسيحي، فإن الروح القدس يلقنه أولاً بأول من خلال كلمة الإنجيل عن كل ما هو قادم بالنسبة له، وما ينبغي أن يفعله في كل ساعة قادمة, فحياتنا بالروح القدس هي ممتدة إلى قدام, وتسبق الزمن: «أنسى ما هو وراء، وأمتد إلى ما هو قدام.» (في13:3)
‏ولكن حتى عمل الروح القدس في أن يخبرنا بأمورنا القادمة بالنسبة لما يجب أن نعمله روحياً، سواء أعمال توبة، من صوم وصلاة، أو من أعمال خدمة ومحبة وبذل، فهي في دائرة المسيح والإنجيل, ولا تخرج قط عما هو للمسيح، لأن اختصاص الروح القدس هو أن يأخذ مما للمسيح ويخبرنا؛ ومن ذاته لا يخبر بشيء: «أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً.» (1يو6:2‏)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "وأما متى جاء ذاك روح الحق" أى الروح القدس " فهو يرشدكم إلى جميع الحق" فيعلمكم السرار السامية لتؤسسوا الكنيسة وتسنوا لها القوانين اللازمة لإعتقادها وأعمالها وسيرها وتدبيرها ولكن لا يكون ذلك مرة واحدة بل شيئا فشيئا والروح القدس " لأنه لا يتكلم عن نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به" أى لا يعلم بغير ما كلمتكم وعلمتكم به بل تعاليمه تكون موافقة تمام الموافقة لتعليمى وتعليم ألآب لأننا جوهر واحد ولاهوت واحد وليس ذلك فقط بل هو  "يخبركم بأمور أتية " فتصيرون أنبياء أيضا تخبرون بالمستقبلات

( تفسير وشرح  يوحنا 16: 14)  14 ذاك يمجدني، لانه ياخذ مما لي ويخبركم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " ذَاكَ يُمَجِّدُنِي "

( ٢كورنثوس ٣: ١٧، ١٨) 17 واما الرب فهو الروح وحيث روح الرب هناك حرية. 18 ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مراة نتغير الى تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح "

هذا وعد بعمل ثالث من أعمال الروح (الأول فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الحَقِّ، لأنَّهُ لا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَل كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، والثاني وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ في(يو 16: 13) .

المجد هنا هو إظهار حقيقة المسيح الإلهية كابن الله الوحيد، وهذا يدخل في عمل الروح القدس فى المؤمنين بالمسيح : «يرشدكم إلى جميع الحق». وهنا تمجيد الروح القدس لشخص المسيح, لا يُفهم على أنه يزيد على حقيقة المسيح شيئاً، بل إن إظهار حقيقة المسيح بما يليق من مكانته الإلهية وعمل الروح القدس في تمجيد الابن هو المقابل والمكمل لتمجيد الابن للآب. بهذا نفهم أن الذات ‏الإلهية آب وابن وروح قدس مجيدة حقاً، فهي تقبل المجد وتعطيه لذاتها.، فالله لا يحتاج إلى تمجيد أحد، لا ملائكة ولا بشر، فهو ممجد في ذاته بذاته، وكامل مكمل في المجد!

والتمجيد المقصود هنا هو تمجيد المسيح أمام عيون الناس على الأرض، لأن مجده في السماء ظاهر لا يحتاج إلى إظهار الروح إيّاه. والمعنى أن الروح القدس يبرئ اسم المسيح مما وقع عليه من العار والتهم الباطلة التى أطلقها اليهود عليه ومذكرة بالإنجيل ، ويرفع شأنه وصيته، وشأن تعليمه وعمله. فكل تعليم ديني لا يعظم يسوع بأنه مخلّص إلهي ووسيط وحيد ورئيس أحبار ليس من الروح القدس.
فحينما نقول «المجد لله» أي الذكصا الكبرى، فنحن ننطق بما هو حاصل، لا نضيف شيئاً للرب بل نُسبح بمجده! لذلك فإظهار الإيمان بالمسيح بتطبيق تعاليمه ووصاياه في قلب الإنسان، هو اشتراك فعلي في تمجيده. واستعلان الروح القدس للرب  كآب وابن، لا يكون من محيط إدراكات الإنسان المادية، بل هو دخول حقيقي إلى دائرة ما فوق الطبيعة، إلى ما لله. فكلمة «يغبركم» = «يعلن إعلاناً فائقاً» (declare)، أي يكشف كشفاً إنجيلياً مفرحاً, فكل إعلان يعلنه الروح للانسان، هو دخول حقيقي في حق المسيح، في فكره الإلهي، في حبه «الفائق المعرفة» (أف19:3)، في علاقته السرية بالآب.

 

2) " لأنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ" :

عمل الروح القدس بعد إنسكابه على البشر هو ألإخبار عن يسوع (يو 16: 15) فيتمجد يسوع بمعرفة الناس عن أعماله  يوجه ألنظار  يسوع إلى يسوع  (يو 14: 26)
يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ هذا وعد بعمل رابع من أعمال الروح القدس. ومعنى قوله «مما لي» كلامي وتبشيرى  وعملي لفداء العالم. فكما أن الرسول يأخذ التعليم عن مرسِله، كذلك يأخذ الروح عن المسيح لإجراء مقاصد المسيح في سبيل الخلاص. وينتج من ذلك أن موضوع تعليم الروح القدس الخاص هو يسوع المسيح. فيجب على الواعظين أن يكون هو موضوع تعليمهم.
وَيُخْبِرُكُمْ : أي يفهمكم معنى ما يأخذه عني ويجعله يؤثر فيكم، إذ يأخذ الروح القدس ما في إنجيل المسيح من مواعيد وإنذارات وتعاليم ويجعلها مؤثرة في قلوب الناس، تأتي بهم إلى الإيمان والتوبة والقداسة ( ١كورنثوس ١٢: ٣). وكان هذا الوعد للرسل وتحقق في يوم الخمسين، إذ اتسعت معرفتهم الروحية كثيراً. وهذا الوعد هو للمسيحيين في كل عصر، لأن الروح ينير عقولهم، ويقيهم من الضلال، ويقدِّرهم على معرفة الحق والتبشير به.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ""ذاك " أى الروح القدس "يمجدنى" فيظهر للعالم أجمع أنى إبن الله المسيح كخلص العالم ويبرهن لليهود ولغيرهم أننى برئ من كل التهم التىنسبوها إلى وخاصة من قولهم الفضيع أننى أخرج الشياطين ببعلزبول ، فالروح القدس يمجدنى "لأنه يأخذ مما لى" أى من تعليمى المختص بالخلاص " ويخبركم" ويعلمكم أى أن موضوع تعليم الروح القدس يكون ان الرب يسوع هو المسيح المنتظر مخلص العالم وأن تعاليمه حق فيأخذ هذا التعاليم   ويجعلها مؤثرة فى قلوب الناس فتأتى بهم إلى الإيمان بالمسيح ،

    تفسير وشرح (يوحنا 16: 15)  15 كل ما للاب هو لي. لهذا قلت انه ياخذ مما لي ويخبركم.
 
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

  أنه تصريح مدهش يؤكد أن ألاب والإبن والروح القدس عملهم واحد (يو 3: 35 &ى 5: 20 & 13/ 3 & 12: 10) (مت 11 : 27) قارن (مت 28: 18) (أف 1: 20 - 22) (كو 2: 10) (1بط 3: 22) إنه عمل واحد إشترك فيه الأقانيم الثلاثة

 

1) " كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. ».":
عندما تجسد المسيح دفع الآب أو وكله العمل مع البشر ( متّى ١١: ٢٧ )27 كل شيء قد دفع الي من ابي وليس احد يعرف الابن الا الاب ولا احد يعرف الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له  ( يوحنا ٣: ٣٥ ) 35 الاب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده.   ( يو ١٣: ٣ ) 3 يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه، وانه من عند الله خرج، والى الله يمضي"

هُوَ لِي : قال هذا تفسيراً لقوله «مما لي» في الآية السابقة (يو 16: 14) والعكس ايضا صحيح قال المسيح عن المؤمنين بالمسيح هم مؤمنين بالآب أيضا لأن كل مهو للمسيح هو للآب  ( يو ١٧: ١٠) 10 وكل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي، وانا ممجد فيهم. "
‏المسيح ينبه أذهاننا، أن مجده هو مجد الآب، وأن كل ما يخبرنا به الروح القدس عن المسيح فهو عن الآب أيضاً. أي أن الروح القدس يمدنا باستمرار بمعرفة الآب والابن، أي الله في خصائص ذاته الجوهرية،

 

2) "  لِهَذَا قُلتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ"

وإعلانا لاتفاقهما في العمل والتعليم، وأن كل ما للواحد هو للآخر، فكلاهما منبع واحد . ويصح أن يعني أن مجد الابن هو مجد الآب ومجد الآب هو مجد الابن، بحسب القول (كو 2: 2و 3) «2 لكي تتعزى قلوبهم مقترنة في المحبة لكل غنى يقين الفهم، لمعرفة سر الله الاب والمسيح، 3 المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم. » (كولوسي1: 15- 17) 15 الذي هو صورة الله غير المنظور، بكر كل خليقة. 16 فانه فيه خلق الكل: ما في السماوات وما على الارض، ما يرى وما لا يرى، سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين. الكل به وله قد خلق. 17 الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل أيضاً ". ولنا في هذه الآية ما يُثبت سر التثليث، وفيها أن الآب معلَنٌ بالابن، وأن الروح القدس يقدِّر الناس أن يفهموا ويقبلوا هذا الإعلان.
«كل ما للآب هو لي»، هو أصل وقوة قوله: «يأخذ مما لي ويخبركم»، فهو السماح للروح القدس أن يأخذ كل ما للمسيح ويخبرنا، يعني أن يستعلن لنا كل ما للآب, وهذا في الحقيقة تكميل سري ورائع لقوله لتلاميذه: «لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي» (يو15:15). وهذا الاستعلان الإخباري الإنجيلي للمسيح الابن وللآب هو بعينه الذي يدخلنا في السر الرهيب الأعظم: «أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد» (يو23:17). بمعنى أن الروح القدس سيتولى إدخالنا في سر الآب والابن، بالاستعلان المتواصل. هذا السر عينه هو المدخل الوحيد إلى كمال الوحدة التي نحن مدعوون إليها معاً في الله: «مكملين إلى واحد»، والتي عبر عنها بولس الرسول «إلى أن ننتهي جيعنا إلى وحدانية الإيمان، ومعرفة ابن الله، إلى إنسان كامل، إلى قياس قامة ملء المسيح.» (أف13:4)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> " وبيانا وبرهانا لإتفاق الثالوث الأقدس فى التعليم وأن كل ما للواحد هو للآخر وأن مجد كل منهم هو مجد الآخر بالمساواة التامة قال المسيح "كل ما للآب هو لى ، بهذا قلت أنه ياخذ مما لى ويخبركم "


 

 

This site was last updated 07/04/21