Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن (يو 8: 1- 20)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9
تفسير إنجيل يوحنا ص10
تفسير إنجيل يوحنا ص11
تفسير إنجيل يوحنا ص12
تفسير إنجيل يوحنا ص 13
تفسير إنجيل يوحنا ص 14
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
تفسير إنجيل يوحنا ص20
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8373
ت

تفسير يوحنا الإصحاح  الثامن - فى مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل 19

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن (يو 8: 1- 20)
1-. المرأة التي أمسكت في زنا (يوحنا 8: 1-11)
2. المسيح نور العالم (يوحنا 8: 12-20)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن
1. المرأة التي أمسكت في زنا (يوحنا 8: 1-11)
حاول كثير من المفسريين إقصاء هذه قصة المراة الزانية  بكاملها من إنجيل يوحنا لعدم توافقها مع أسلوب الإنجيل رغم أن إنجيل يوحنا أظهر بوضوح ما كان فى ذهن الكتبة والفريسيين وأن فتواهم فى هذه القضية لم تكن فى مستوى المسيح التشريعى والقضائى وفى حكم المسيح فى هذه القضية يبدوا وكأنه مشرع جديد الذى بحكمة وقضائه صحح إنحراف قادة اليهود بالإستئثار بالمراة ومعاقبتها دونا عن الرجل وفى جملة واحدة غير مباشرة ألغى كل شريعة موسى القضائية القائمة على البيئة والملابسات ووضع المسيح نظاما جديدا بغفران الخطايا مبنى على التوبة وإنتقال الخاطئ من شر الخطية إلى حياة جديدة مملوءة بالعفة والطهارة
وسبب إعتراض العلماء على هذه القصة  ورود كلمات فيها لم ترد فى باقى إنجيل يوحنا ومنها .. ورود إسم الكتبة مع الفريسيينن وهو لقب لم يستخدمة الإنجيلى يوحنا قط وكذلك ورود "جبل الزيتون" وذكر الرب أنه يعلم وهو " جالس" ... ألخ
وأكد الآباء الأولين  صحة ورود هذه القصة ومكانها صحيح فى إنجيل يوحنا أمثال : "جيروم " و " أغسطين" و " أمبروسيوس وكصيرين غيرهم من آباء الكنيسة فى الغرب أوردوا القصة فى الفولجاتا وهى النسخة اللاتينية التى تقول كثير من المخطوطات اليونانية وانها تقرأ فى عيد القديسة بيلاجية فى 8 أكتوبر من كل عام
ولا توجد هذه القصة فى بعض المخطوطات بسبب خوف الآباء الأوائل من إستخدام المؤمنين الجدد من خلفية وثنية كوسيلة لإستمرارهم فى الإنحلال الخلقى  (أغسطين "ضد بيلاجيوس " 2: 17)
وقد وجدت هذه القصة فى المخطوطات الأكثر قدما وهى النسخة الممفيسية Memphitic  version والنسخة الحبشية والنسخ الأرمينية  ويقرر العالم جرايزباخ  Greisbach أنا وجدها بحالها فى مائة مخطوطة ويؤكد العالم ألفورد Alford أنه وجدها فى 300 مخطوطة وخاصة النسخ اللاتينية وهى التى لجأ إليها فى الشرح كل من أمبروسيوس وأغسطين وجيروم
وقد تحفظ  ألاباء الشرقيون على هذه القصة وأمتنعوا عن الخوض فى شرحها أو الرجوع إليها وذكرها بالمرة ولجأ البعض إلى جحد هذه القصة بسبب إعتراضات قد تصيب المجتمع المسيحى آنذاك أو إعتراضات جوهرية أخلاقية والذين جحدوا هذه القصة أو صمتوا آزاءها هم : أوريجانوس ويوحنا ذهبى الفم وكبريانوس ومعروف ان أوريجانوس كان محاربا جنسيا إلى الدرجة التى فيها خصى نفسه بنفسه لذلك حذفها من شرحة لإنجيل يوحنا وله ما يبرره من ظروفه الخاصة ويوحنا ذهبى الفم كان مضطهدا على مستوى إضطهاد المعمدان بسبب تعليقه على الزنا لذلك حذف هذه القصة من تفسيراته بما يتمشى مع ظروف حياته وخدمته أيضا
ولكن الذى يقل بصحة ورودها فى الإنجسل هو ورودها فى كتاب تعاليم الرسل Apost. Const ( 2: 24) وذلك فى سياق صحة وضرورة قبول عودة الخطاة التائبين إلى الكنيسة الأمر الذى كان بعض المتعصبين وضيقى العقل يعلمون ضد رفضهم مما يؤدى إلى تفكيك الكنيسة وقد أورد كتاب تعاليم الرسل القصة كاملة بكلماتها وتفاصيلها
وقد نصب هؤلاء الكتبة والفريسيين فخا للمسيح بحيث أنه لو حكم المسيح بحسب الناموس القائم على الحرف والدنيوية فقتلت المرأة أمام عينية وبحكم منه يكون قد إنحرف مثلهم إنحرافا هائلا عن مستوى الرحمة والحب والفداء وبهذا يكون قد فشل فى أن يرفع الإنسان للحياة الجديدة التى يبشر بها تحتوى على الأخلاق والسلوك والخدمة والتشريع والقضاء فرفع الرحمة فوق العدل وجعل المحبة ينبوع ومصب وأسس عمل التوبة ليرجع الأنسان فيشفى من مرض الخطية المؤدى للموت الأبدى
وإن حكم برسالته الحب والرحمة يكون تجاهل الناموس بنفس جهالة قلوب الفريسيين والكتبة بنظرتهم الجامدة بالتنفيذ الحرفى معتقدين أن الناموس هو الأقدس القائم فى أذهاهم على الحرف القاتل ويكون المسيحح بذلك مستحقا للقتل لأنه خالف الناموس وأمر بغير ما يحكم واضعين المسيح فى مأزق لأنه سبق وقال (مت 5: 17) 17 «لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمل.

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 1)  1 اما يسوع فمضى الى جبل الزيتون.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 1) " أَمَّا يَسُوعُ فَمَضَى إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ"
يعتقد بعض المفسرين أن هذه الآية كان يجب ان تضاف إلى نهاية الإصحاح السابع والبعض الآخر يعتقد أنها يجب أن تكون جزء من الآية التى تخبرنا بأن(يو 7: 53)  53 مضى كل واحد الى بيته. " وتعنى أنه بعد انصراف أعضاء مجلس السنهدرين  والشعب إلى بيوتهم من أعداء يسوع وأصحابه لم يمض المسيح إلى بيته، إذ ليس له بيت، بل ذهب إلى جبل الزيتون شرقي أورشليم حيث إعتاد  يسوع ان يقضى الليل تحت أشجار الزيتون (راجع شرح متّى ٢١: ١).1 ولما قربوا من اورشليم وجاءوا الى بيت فاجي عند جبل الزيتون حينئذ ارسل يسوع تلميذين  "  وكان المسيح يصلى فى البرارى  فربما قضى الليل فى  الصلاة أو كان يذهب للجبال ليصلى منفردا  (لو ٦: ١٢).12 وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلي. وقضى الليل كله في الصلاة لله " وقضى بعض الليل أو كله في بستان جثسيماني غرب الجبل حيث اعتاد التردّد أيضاً (يوحنا ١٨: ٢).1 قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون، حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه. 2 وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع، لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه. " وكان من عادة المسيح أن يصلى فى الليل ويهب للهيكل صباحا يعلم ويصلى (لو 21: 37 و38)  37 وكان في النهار يعلم في الهيكل وفي الليل يخرج ويبيت في الجبل الذي يدعى جبل الزيتون. 38 وكان كل الشعب يبكرون اليه في الهيكل ليسمعوه. "
ويقول بعض المفسرين أنه ربما ذهب إلى بيت عنيا على السفح الشرقي حيث بيت لعازر وأختيه مريم ومرثا، فقد اعتاد التردّد إليه (يوحنا ١١: ١ ولوقا ٢١: ٣٧).   ولكن قول المفسرين هذا غير مرجح لأنه لم يذكر فى الإنجيل أنه ذهب إلى بيت عنيا

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
عرفنا من (بو 7: 53) أن أعضاء مجلس السنهدريم (السبعين) إنصرف كل واح منهم إلى بيته أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون إذ لم يكن له بيت فمضى الليل بالصلاة حسب عادته (لو 6: 12) وجبل الزيتون واقع شرقى أورشليم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 2)  2 ثم حضر ايضا الى الهيكل في الصبح، وجاء اليه جميع الشعب فجلس يعلمهم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 1) " ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الهَيْكَلِ " الأرجح أنه كان ذلك غد اليوم الأخير من العيد.
2) " فِي الصُّبْحِ:"  وذهب المسيح إلى الهيكل فى "الصباح الباكر" والوقت محدد فى الأصل اليونانى فى الصباح الباكر وسقط هذا المعنى فى الترجمة العربية ذهب ً ليعلم الشعب،
3) "  وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ" وأتى الشعب كذلك رغبة في سماع أقواله والاستفادة منها.
جَمِيعُ الشَّعْبِ أي عدد كثير من أهل المدينة وغيرهم ممن أتوا إليها للعيد.وكان تعليمهم يمتد لأوقات طويلة ويشمل قراءات وتفسير وشرح ووعظ وأحيانا أسئلة
4) " فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ " كعادة معلمي اليهود وقت التعليم وكان فى كل مجمع كرسى من الحجر يسمى كرسى موسى (إكتشفت وزارة الآثار الإسرايلية كرسى حجرى فى  مجمع مدينة كاروزين الأثرية ونقلته إلى المتحف ووضعت بدلا منه كرسى نسخة منه طبق الأصل فى المكان الذى وجدته فيه بآثار القرية) يجلس عليه المعلم كما قال يسوع (متى 23: 2)  قائلا: «على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون، " وكان معامى اليهود يجلسون أثناء تعليمهم ويعتقد أنه فى الهيكل كانت تةجد أماكن للمعلمين ليجلسوا ووقت تعليمهم (متّى ٥: ١، ٢ ) 1 ولما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه. 2 فعلمهم قائلا: 3 «طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات. ( متى ٢٦: ٥٥ ) 55 في تلك الساعة قال يسوع للجموع: «كانه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتاخذوني! كل يوم كنت اجلس معكم اعلم في الهيكل ولم تمسكوني. (مرقس ٩: ٣٥ ) 35 فجلس ونادى الاثني عشر وقال لهم: «اذا اراد احد ان يكون اولا فيكون اخر الكل وخادما للكل». ( لوقا ٤: ٢٠ ) 20 ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه.  ( لو ٥: ٣ ) 3 فدخل احدى السفينتين التي كانت لسمعان وساله ان يبعد قليلا عن البر. ثم جلس وصار يعلم الجموع من السفينة. ( أعمال ١٦: ١٣)، 13 وفي يوم السبت خرجنا الى خارج المدينة عند نهر، حيث جرت العادة ان تكون صلاة، فجلسنا وكنا نكلم النساء اللواتي اجتمعن. " ولم يُذكر هنا موضوع تعليم يسوع، والأرجح أنه تحدث عن حقيقة ملكوته وتعليم الكتاب المقدس في شأن المسيح الموعود به.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أتى المسيح باكرا إلى الهيكل فى الصباح الباكر ونستفيد من حياة يسوع لنقتدى بها "وجاء إليه جميع الشعب" يظهر أن كثيرين من الشعب الذين عرفوا وسمعوا يسوع فى اليوم السابق ذهبوا باكرا هم أيضا ليسمعوا كلامه "فجلس يعلمهم " ولا بد أن موضوع تعاليمه كان عن ملكوت السموات ومن هو طريق الحق والحياة .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 3)  3 وقدم اليه الكتبة والفريسيون امراة امسكت في زنا. ولما اقاموها في الوسط

أ
انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الكَتَبَةُ وَالفَرِّيسِيُّون"  الكتبة والفريسيين الجماعتان الأكثر شهرة وتدقيق فى الناموس ودراسته مما يؤلهم ليعطوا فتاوى وقرارات للحكم بين الناس وعليهم وكانوا حفظة الأسفار الإلهية ومفسريها، وحُسبوا علماء الأمة، وكانوا في سمو المقام والسلطة. وأبغضوا يسوع كل البغض فاتفقوا مع الفريسيين عليه.

الكَتَبَةُ لم يذكرهم هذا البشير في إنجيله سوى هذه المرة.  ويشير يوحنا إلى كل من يناصبونه العداء من هؤلاء القادة الدينيين وغيرهم من الصدوقيين والهيروسيين «باليهود» وكانوا يريدون إحراج يسوع بوضع قضايا شائكة ومعقدة أمامه  مثل إعطاء الجزية لقيصر 
2) " امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً " وظنوا يسوع يُسرّ بأن يحكم في مثل هذا الأمر ليثبت دعواه أنه المسيح، وأن له حقاً أن يقضي ويدين. وتوهموا أنهم يستطيعون تملقه بطلبهم نصيحته فيخدعونه ويصطادونه.وهذه القضية التى كانت غالبا جاهزة ومحجوزة لرفعها للجهات الفضائية فأعدوها من الليلة السابقة وأحضروها فى الصباخ الباكر للشوشرة على تعليمه وإستخدامها  كوسيلة للتخلص من المسيح إذا أصدر حكما منافيا للناموس يكون من شمن الإتهامات التى ستقدم ضده وقضية المرأة الزانية قضية ناقصة ومبنتورة فالرجل الفاعل الأصلى مع المرأة غير موجود كما أن الشهود غير موجودين ويجب أن يكونوا أثنين على الأقل ويجب أن يوجد زوج المرأة إذا كانت متزوجة  وأحكام الناموس بمقتضى هذه الحالات هى كالآتى : الأولى والثانية حالتان متساويتان غير ان الثانية تعتبر فعل فاضح

1- (لا 20: 10) 10 واذا زنى رجل مع امراة فاذا زنى مع امراة قريبه فانه يقتل الزاني والزانية.

2- (تث 22: 23 و 24) 23 اذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها 24 فاخرجوهما كليهما الى باب تلك المدينة وارجموهما بالحجارة حتى يموتا الفتاة من اجل انها لم تصرخ في المدينة والرجل من اجل انه اذل امراة صاحبه فتنزع الشر من وسطك

3- (تث 22: 25 و 26) 25 ولكن ان وجد الرجل الفتاة المخطوبة في الحقل وامسكها الرجل واضطجع معها يموت الرجل الذي اضطجع معها وحده. 26 واما الفتاة فلا تفعل بها شيئا.ليس على الفتاة خطية للموت بل كما يقوم رجل على صاحبه ويقتله قتلا هكذا هذا الامر. 

4- (تث 22: 28 و 29) 28 اذا وجد رجل فتاة عذراء غير مخطوبة فامسكها واضطجع معها فوجدا 29 يعطي الرجل الذي اضطجع معها لابي الفتاة خمسين من الفضة وتكون هي له زوجة من اجل انه قد اذلها.لا يقدر ان يطلقها كل ايامه 
3) " وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الوَسَطِ"  أَقَامُوهَا فِي الوَسَطِ أتوا بها إلى حيث كان يسوع يعلّم، ثم أحاطوا به هم وأتباعهم.للتشويش عليه وإحراجه


ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وقضى يسوع ليلته فى الصلاة بينما الكتبة والفريسيين ظلوا يقضين ليوقعوه بسؤال فى الشريعة التى أمر بها هو فذهبوا مبكرين أيضا  وقدموا إليه هذه المرأة ليحاولوا الإيقاع به ليشتكوا به عليه كما سيرد فى )يو 8: 6) " وأقاموها فى الو
سط " حسب عادتهم فى إقامة المدعى عليهم "

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 4)  4 قالوا له:«يا معلم، هذه المراة امسكت وهي تزني في ذات الفعل،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 
1) " قَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ،».يَا مُعَلِّمُ هذا من الألقاب العظيمة عند اليهود، ولم يلقبه أولئك العلماء به إكراماً بل خبثاً ومكرا وخداعاً لينساق إلى خداعهم فيقع فى مصيدتهم فلا يلتفت إلى القضية من كل جوانبها من شهود وحالة القبض عليها ومن كان معها ... ألخ .
2) "  هَذِهِ المَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الفِعْل"
قدموا هذه المرأة ليسوع ليوقعوه في ما يشتكون به عليه وقدموا إليه سندا قانونيا لا يمكن أن يفلت منه القاضى باى حال من الأحوال وهو حدوث القبض على الزانية "فى ذات الفعل" والذى يسمى فى القضاء بالعربية "أمسكت فى ذات الفعل"
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وقالوا له يا معلم" وأرادوا إخفاء خبثهم ومكرهم بإضفاء عليه هذا اللقب الذى يدل على الإكرام ظانين أنه بهذا الخداع بطمئن يسوع إليهم فيصيدونه فقالوا له أن هذه المراة : " أمسكت  وهى تزنى فى ذات الفعل " خشية أن يطالبهم بالبرهان فكأنهم قالوا أن الأمر كان جهارا وأكيدا فلا يحتاج إلى برهان

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 5)   5 وموسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم. فماذا تقول انت؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 1) " مُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ " حكمت الشريعة على الزاني والزانية بالقتل
(لا 20: 10) 10 واذا زنى رجل مع امراة فاذا زنى مع امراة قريبه فانه يقتل الزاني والزانية.  (لاويين ٢٠: ١٠ وتثنية ٢٢: ٢٢) 22 اذا وجد رجل مضطجعا مع امراة زوجة بعل يقتل الاثنان الرجل المضطجع مع المراة والمراة.فتنزع الشر من اسرائيل  " ولم تحدد هاتين الوصيتين طريقة القتل ولكن فهم المفسريين من طريقة قتل فتاة تزوجت ولم يجدها زوجها عذراء تقتل بالرجم (تث 22: 21) وحكم اليهود في عصر المسيح أن يكون قتل الزناة بالرجم، وفي أيام حزقيال النبي بالرجم والقطع بالسيف معاً (حزقيال ١٦: ٣٨، ٤٠) . 38 واحكم عليك احكام الفاسقات السافكات الدم واجعلك دم السخط والغيرة. 39 واسلمك ليدهم فيهدمون قبتك ويهدمون مرتفعاتك وينزعون عنك ثيابك وياخذون ادوات زينتك ويتركونك عريانة وعارية . 40 ويصعدون عليك جماعة ويرجمونك بالحجارة ويقطعونك بسيوفهم.  " ولكن إذا كانت الزانية بنت كاهن أُحرقت (لاويين ٢١: ٩). 9 واذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست اباها.بالنار تحرق  "
2) " فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟ " ادعوا أنه ألغى الوصية الرابعة لأنهم ظنوا أنه كسرها بفعل المعجزات  من الوصايا العشرة (خر 20) "اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. " فسألوه ليحكم بمقتضى السابعة من الوصايا العشرة  "لاَ تَزْنِ. "
 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
حكمت شريعة موسى على الزانية والزانى بالقتل (لا 20: 10) و (تث 22: 22) وفى أيام المسيح كان الحكم بإعدام الزانى والزانية بالرجم) وقالوا : "ماذا تقول انت" أى ما رايك فى هذه الزانية هل ترجم أو تسامح

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 6)  6 قالوا هذا ليجربوه، لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه. واما يسوع فانحنى الى اسفل وكان يكتب باصبعه على الارض.
 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 
1) " قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. "  ليجربوه أى يوقعوه فى تجربة وهذا فعل شيطانى إتصف به المجرب وهو الشيطان
لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ كما فعلوا بعدئذ في أمر إعطاء الجزية لقيصر (متّى ٢٢: ١٧، ١٨). وظنوا أنهم يوقعونه في مخالفة الشريعة اليهودية مهما كان حكمه، (1) حكم بقتل الزانية بمقتضى شريعة موسى شكوه إلى الرومان بأنه اختلس حقوقهم وكسر قانونهم  وتصرَّف تصرُّف ملك، لأن تنفيذ الحكم بالموت لم يكن لأحدٍ من اليهود وقتئذ لأن الرومان كانوا قد أصدروا قانونا بعدم أحقية مجلس السنهدرين أو أى يهودى بتنفيذ حكم الإعدام فى القضايا الدينية لهذا حكم المجلس على المسيح وساقوه لبيلاطس الوالى الرومانى لتنفيذ حكم الموت (يوحنا ١٨: ٣١).31 فقال لهم بيلاطس:«خذوه انتم واحكموا عليه حسب ناموسكم». فقال له اليهود:«لا يجوز لنا ان نقتل احدا». " (2) لم يكن القتل عقاب الزانية حسب شريعة الرومان. فلو حكم بقتلها خالف شريعتهم. (3) إن حكم بإطلاقها شكوه إلى الشعب بأنه خالف شريعة موسى والشريعة الأخلاقية، فتكون دعواه بأنه المسيح باطلة.(4) ليس كل من قبض عليه متلبسا بالزنا يرجم توجد حالتين لا تستحق الرجم واللتان حدثا فيها إغتصاب فإن حَكَمَ المسيح بغير الرجم يكون مخالفاً للناموس ويلقون القبض عليه ويكون مستحقاً القتل.
2) " وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ" هنا يتضح أن المسيح علم مكرهم، وأنهم لم يسألوه بنية صادقة بل لإيقاعه والحصول على دليل لإتهامه فى هذا الحكم مهما كان حكمه بغية الفائدة، وأنه لا يحترم وجودهم ولا سؤالهم.
فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ على الغبار الذي يغشي بلاط الهيكل. والأسئلة الآن التى تتردد على الذهن ماذا كان يكتب المسيح على الأرض ؟ ولماذا أبدى عدم إهتمامه بالقضية وإهتم بالكتابة على الأرض؟ وهناك تأملات كثيرة مثل أنه كان يكتب خطايا المشتكين الذين يتهمون السيدة أو ليهدئ إندفاعهم وتقليل غضبهم أو أنه يكتب أفكارهم الملتوية وغيرها من التاملات أما عن لماذا كان يكتب فقال بعض المفسرين أنه إنشغل باله بأمر من الأمور، وأما قصداً وتصنعا ليظهر عدم الاكتراث بالسائلين وعدم الإهتمام بالتهمة الفظيعة والشنيعة التى يتهمون بها المرأة وعقوبتها أقصى عقوبة وهى الرجم وعدم إرادته الإجابة على الفور. وقصد المسيح هنا بما فعله بيان أنه لم يُرد أن يقوم مقام القاضي ليحكم بذنب تلك المرأة أو ببراءتها أى بعدم إهتمامه بلقب عندما نادوه ب يا  "معلم"، أو نوع عقابها إن كانت مذنبة. فعمله هنا يكون كقوله في موضع آخر «يَا إِنْسَانُ، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» (لوقا ١٢: ١٤) والقاضى يدين ويحكم ومجئ المسيح هو ليخلص العالم وينتقذ الخاطئ من سلطان الخطية ويفديه ويغفر الخطايا أتى المسيح لا لينقض الناموس بل ليكمله. ولم يأتي في مجيئه الأول ليدين العالم بل ليخلص العالم (يو17:3) ( يو 47:12) (  يو 22:5). وهو فى عمله هذا يحمى المراة ويدافع عنها أى هو محامى عن البشرية
 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أرادوا أن يوقعوه فى مخالفة الشريعة فإن قال لا يتبغى رجمعها شكوه للشعب بانه خالف شريعة موسى وشريعة الأدب فتكون دعواه بانه المسيح باطلة وإن قال ينبغى رجمها شكوه إلى الرومانيين بأنه أخذ حقوقهم فى الحكم لأن الأمر بموت شخص فى هذا الوقت يخص الرومان المحتلين فقط ولا يستطيع أحد من اليهود أن يأمر بقتل احد كما أنه لم يكن هناك أى عقاب للزانية عند الرومان فإن حكم بقتلها لخالف حكمهم وبعتبروه مجرما وقاتلا ومتهما " أما يسوع فإنحنى إلى أسفل وكان يكتب على إصبعه على الأرض" إنحنى ليحول وجهه عن الزانية وليشير غلى قول (ارميا 17: 1- 13) خطية يهوذا مكتوبة بقلم من حديد براس من الماس منقوشة على لوح قلبهم وعلى قرون مذابحكم 2 كذكر بنيهم مذابحهم وسواريهم عند اشجار خضر على اكام مرتفعة. 3 يا جبلي في الحقل اجعل ثروتك كل خزائنك للنهب ومرتفعاتك للخطية في كل تخومك. 4 وتتبرا وبنفسك عن ميراثك الذي اعطيتك اياه واجعلك تخدم اعداءك في ارض لم تعرفها لانكم قد اضرمتم نارا بغضبي تتقد الى الابد 5 هكذا قال الرب.ملعون الرجل الذي يتكل على الانسان ويجعل البشر ذراعه وعن الرب يحيد قلبه. 6 ويكون مثل العرعر في البادية ولا يرى اذا جاء الخير بل يسكن الحرة في البرية ارضا سبخة وغير مسكونة. 7 مبارك الرجل الذي يتكل على الرب وكان الرب متكله. 8 فانه يكون كشجرة مغروسة على مياه وعلى نهر تمد اصولها ولا ترى اذا جاء الحر ويكون ورقها اخضر وفي سنة القحط لا تخاف ولا تكف عن الاثمار 9 القلب اخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه. 10 انا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لاعطي كل واحد حسب طرقه حسب ثمر اعماله. 11حجلة تحضن ما لم تبض محصل الغنى بغير حق.في نصف ايامه يتركه وفي اخرته يكون احمق 12 كرسي مجد مرتفع من الابتداء هو موضع مقدسنا. 13 ايها الرب رجاء اسرائيل كل الذين يتركونك يخزون.الحائدون عني في التراب يكتبون لانهم تركوا الرب ينبوع المياه الحية. " فكانه يقول ان أرميا وبخكم أنتم الذين تشتكون هذه الزانية وترتكبون ذنوب أفظع من ذنبها وتستحقون الرجم وجهنم من قبلها .. أما الكتابة فكانت على الغبار الذى يكون طبقة رقيقة على بلاط أو حوائط الهيكل   " من كان بلا خطية فليرمها أولا بحجر" وقيل أنه كتب لماذا تنظر إلى القذى التى فى عين أخيك أما الخشبة التى فى عينك فلا تفطن لها" وقيل أنه كتب عبارة مضمونها أنه علم بمكرهم وأنهم يسألونه ليس بنية الإستفادة من تعاليمع بل ليجربوه ويوقعوه ، وقبل انه لم يكتب احرفا تقرأ بل خط صورا لا تفسير لها كعادة من أطرق إلى الأرض متحيرا

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 7)  7 ولما استمروا يسالونه، انتصب وقال لهم:«من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر!»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ" لم يُرد الكتبة والفريسيون أن يحسبوا سكوت المسيح وعمله دليلاً على رفضه أن يقوم مقام القاضي، بل قصدوا أن يجبروه على الجواب بإلحاحهم.
2) "  انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلا خَطِيَّةٍ "  كان جالسا منحنيا على الأرض يكتب إنتصب أىجلس معتدلا ا ونظر إليهم (رومية ٢: ١) 1 لذلك انت بلا عذر ايها الانسان، كل من يدين. لانك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك. لانك انت الذي تدين تفعل تلك الامور بعينها! "
بِلا خَطِيَّةٍ تدل القرينة على أنه قصد بالخطية الزنا وما شابهه من مضادات العفّة ويبدأ الزنا فى المسيحية بنظرة شهوة لإمرأة (مت 5: 27 و 28)  
27 «قد سمعتم انه قيل للقدماء: لا تزن. 28 واما انا فاقول لكم: ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. "

وليس معنى كلام المسيح هنا أنه يسمح بالزنا ومفهوم الزنا ورد فى قاموس الكتاب المقدس

الزنى (الزنا) خطيئة تلوث حياة الإنسان ونفسه وتنجسه وتستحق عقاب الله الصارم حسب إعلاناته. وهي:
(1) المعنى الموسوي - كل اتصال جنسي غير شرعي. كأن يضاجع رجل امرأة غيره، أو فتاة مخطوبة لرجل آخر، أو فتاة حرة غير مخطوبة، إلخ.. وكان عقاب هذه الخطيئة الرجم والموت (لا 20: 10 وتث 22: 22-29). وهناك تفاصيل عديدة بخصوص هذه الخطيئة وطريقة إظهارها ومعاقبتها في أسفار موسى (عد 5: 11-31).
(2) المعنى المسيحي - كل نجاسة في الفكر والكلام والأعمال. وكل ما يشتم منه شيء من ذلك ولعل هذا المعنى مأخوذ من الوصية السابعة بتفسير المسيح في موعظته على الجبل (خر 20: 14 وتث 5: 18 ومت 5: 27 و28).
(3) المعنى المجازي - الانحراف عن العبادة للإله الحقيقي إلى الآلهة الوثنية. أو كل عدم أمانة بالنسبة للعهد مع الله (ار 3: 8 و9 وحز 23: 37 و43 هو 2: 2-13). وقد وردت هذه اللفظة في الكتاب المقدس كثيرًا للدلالة على خيانة شعلة على خيانة شعب الله ونكثهم للعهود المقدسة وكأن الله يطلب كل قلوبنا المحبة باعتباره زوجًا ينتظر من عروسه كل قلبها.

3) " فَليَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ"  أشار بذلك إلى أمر الشريعة بأن يبدأ الشهود برجم المذنب (تثنية ١٧: ٧).7 ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا فتنزع الشر من وسطك " ومعنى قوله «إني لا أحكم في هذه القضية، فإن كنتم قد تحققتم إثم المرأة كما ادعيتم فأنتم تعلمون ما هو عقابها بمقتضى شريعة موسى، وتعلمون ما تحكم به في شأن الشهود من أنهم هم الذين يبدأون الرجم. فإن كنتم غيورين للشريعة وجب أن تقوموا بما تطلبه. فإذاً حكمي الذي تطلبونه هو أن البريء منكم فكراً أو قولاً أو فعلاً يجب أن يبدأ في رجمها». وحوّل أفكارهم بما قاله عن خطيتها إلى خطاياهم، وأمرهم أن يدينوا أنفسهم أولاً ثم يدينونها. وبهذا الجواب أبكم مجربيه بدون أن يبرر المرأة أو يدينها، وأكرم شريعة موسى باعتبار أنها عادلة لائقة.
يقول الكتاب المقدس ان الله يرحم التائبين الذين يرجعون عن خطاياهم،‏ بما في ذلك الزنى.‏ (‏اعمال ٣:‏١٩؛‏ غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏)‏ وفي الواقع،‏ يأتي على ذكر رجال ونساء كانوا زناة،‏ لكنَّهم غيَّروا مسلكهم وأصبحوا لاحقا اصدقاء الله.‏ (١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏.)


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى أنه لما راى المسيح أنهم إستمروا يسألوه  ويلحون عليه فى إصدار حكمه وقال " من كان بلا خطية فليرمها أولا بحجر" أى أن من خلا منكم من الخطية ولم يتعد الوصايا وخاصة الوصية السابعة فليتقدم الجميع ويرمها بالحجر الول ثم يتبعه الآخرون لأن من مقتضى الشريعة أن الشهود يبتدأون بالرجم / وبهذا الجواب أسكت يسوع مجربيه بدون أن يبرر المرأة أو يدبنها أى بدون أن يوجد لهم سبيلا للشكاية عليه ، وعلمنا أيضا بهذا الجواب أن من أراد أن يدين غيره فليدن نفسه أولا

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 8)  8 ثم انحنى ايضا الى اسفل وكان يكتب على الارض.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 

1) " ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ" كان المسيح ينحنى على الأرض يكتب وهو جالسا  ثم إنتصب وهو جالس ثم عاد لإنحناءه يكمل كتابته على الأرض وهم يلحون فى الحكم على المرأة الزانية قصد المسيح بهذا أنه لا جواب غير ما ذُكر سابقا : " «من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر! ". فهم كانوا قد أشاروا إلى ما كُتب في شريعة موسى بياناً أنه يجب تطبيقها مصرين على رجم المرأة الزانية بشريعة موسى الرجم ولا شئ غير الرجم  والمعنى هنا واضح تماما كأأن المسيح يقول: " أنتم أتيتم بمؤامرة وخطة مسبقا بهذه المراة الخاطئة الزانية لكى أحكم عليها بالرجم وقلتم أن شريعة موسى تأمر بالرجم وأنتم موافقينن على شريعة موسى وأنا جئت لأكمل وليس لأنقض شريعة موسى  تريدون رجمها ولكن " «من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر! " وهكذا أعلن المسيح فى هذه اللخظة "ناموس الكمال" وليس ناموس موسى وصار المسيح فى هذه القضية مشرع شريعة الكمال فلكى يرجم الخاطئ بحسب نص قانون موسى يلزم أن يكون من ينطق بالحكم لم يفعل خطية ويمارسها بدون توبة وإلا يكون هو المستوجب بالرجم والموت

وهنا أشار المسيح إلى الشريعة المكتوبة على صفحات ضمائرهم بإصبع الرب ، وتركهم يدينون أنفسهم بها، ويدينون المرأة كذلك إن شاءوا.(مت 7: 1) "لا تدينوا لكي لا تدانوا"


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إنحنى المسيح هذه المرة إلى أسفل ليعطى لمن أرادوا ترجبته والإيقاع به سبيلا للهروب والإنصراف

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 9)  9 واما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم، خرجوا واحدا فواحدا، مبتدئين من الشيوخ الى الاخرين. وبقي يسوع وحده والمراة واقفة في الوسط.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ،"يوم السبت الموافق 15-10- 2005 بعنوان : "الضمير: صلاحيته ­ عناصره ­ أنواعه ­ تأثراته"   كتب مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث - مقالات متفرقة نشرت في جريدة أخبار اليوم  : [ الضمير هو طاقة أوجدها الله في الإنسان للتمييز بين الخير والشر، والحلال والحرام، و اللائق وغير اللائق وما يجوز وما لا يجوز. لذلك دعي بالشريعة الطبيعية أو بالشريعة الأدبية غير المكتوبة.وقد كان هو الحكم الداخلي في الإنسان قبل زمن الأنبياء، قبل الوحي والشريعة المكتوبة. وبه كمثال تسامي يوسف الصديق عن الخطأ مع امرأة سيده حين طلبت ذلك منه. بينما عاش يوسف قبل موسي النبي بمئات السنين، وقبل أن يأمر الله في الوصايا العشر قائلا 'لا تزن' ولكن كان هناك الضمير..] أ . هـ

لا يوجد مصطلح عبري في العهد القديم يعادل كلمة suneidēsis في العهد الجديد. قد يكون عدم وجود كلمة عبرية لـ "الضمير" راجعاً إلى النظرة اليهودية للعالم، التي هي نظرة جمعية وليست فردية. كان الشخص اليهودي يعتبر نفسه عضو في مجتمع العهد الذي يتصل بصورة جماعية مع الله وناموسه، وليس كأفراد. بكلمات أخرى، كان الشخص اليهودي واثقاً من موقفه أمام الله في حال كون الأمة اليهودية كلها في علاقة جيدة معه.إن مفهوم العهد الجديد للضمير ذو طبيعة فردية بصورة أكبر ويتضمن حقائق أساسية. خى

أولاً، الضمير هو قدرة معطاة من الله للبشر لكي يقيموا بها ذواتهم. يشير الرسول بولس عدة مرات إلى ضميره بأنه "صالح" أو "طاهر" (أعمال الرسل 23: 1؛ 24: 16؛ كورنثوس الأولى 4: 4). لقد فحص الرسول بولس كلماته وأفعاله ووجد أنها متفقة مع مبادئه وقيمه، التي كانت بالطبع مؤسسة على مباديء الله. كان ضميره يؤكد نزاهة قلبه.
ثانياً، يصور العهد الجديد الضمير كشاهد على أمر ما. يقول الرسول بولس أن الأمم لهم ضمائر تشهد على وجود ناموس الله مكتوباً على قلوبهم، رغم أنه لم يكن لهم ناموس موسى (رومية 2: 14-15). كما يلجأ إلى ضميره هو كشاهد على أنه يقول الحق (رومية 9: 1) وعلى أنه سلك بالإستقامة في تعامله مع البشر (كورنثوس الثانية 1: 12). يقول أيضاً أن ضميره يخبره بأن أفعاله ظاهرة أمام الله وشهادة ضمائر الآخرين (كورنثوس الثانية 5: 11).

فى تفسير الرمزي: تفسير القديس أغسطينوس على آية (مت 5: 25) 25 كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضي ويسلمك القاضي الى الشرطي فتلقى في السجن. 26 الحق اقول لك: لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الاخير! "  ويقول أن الخصم هو الضمير.إذًا يجب أن ترضي ضميرك سريعًا. والقاضي هو الله. والسجن هو جهنم، والشرطي هو الملاك الموكل بالهاوية. وعبارة حتى توفي الفلس الأخير = هي تعبير يدل على الاستحالة، يوضع إلى جوارها "ولن توفي" فمستحيل على الإنسان أن يوفي العدل الإلهي مهما قضى في السجن فخطايانا غير محدودة لأننا أخطأنا في حق الله الغير محدود، لذلك تجسد الابن لكي يوفي عنا. هو ناب عن البشرية في دفع ثمن الخطية ووفاء العدل الإلهي فمن لم يؤمن ويقدم توبة لن يستفيد من دم المسيح. وبالتالي سيلقيه القاضي في جهنم التي لا خروج منها، فما دام لم يستفد من دم المسيح، كيف سيوفي وهو مُلقى في السجن. ويكون معنى كلام المسيح أنه من الأفضل أن تصطلح مع أخيك ههنا وأنت في حياتك على الأرض، قبل أن تلقى بسبب ذلك في السجن الذي لن تخرج منه [والخصم قد يكون الوصية الإلهية التي يجب طاعتها، فالوصية الإلهية هي ضد رغبة الإنسان العتيق] الفَلْس: هو أصغر عملة.
ما قيل في هذه الآية يظهر قوة الضمير على تبكيت الإنسان على الإثم. وواضح أن ضمائر أولئك اليهود شهدت عليهم بأنهم ليسوا أبرياء ,ان لهم صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها ، وتبيّن لهم أنهم ليسوا أهلاً لأن يكونوا قضاة على تلك المرأة ومعاقبين لها لأن ضمائرهم أوجعتهم فى مقارنة بين خطاياهم وخطية زنا هذه المرأة  ولا شك أن المسيح أيقظ ضمائرهم ليحكموا على نفوسهم. فجرى عليهم مثل ما جرى على الجنود الذين ذهبوا ليمسكوا يسوع «رَجَعُوا إِلَى الوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْض» حين قال لهم «إِنِّي أَنَا هُوَ» (يوحنا ١٨: ٦).
2) " خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً،" صار الشاكون مشكوين، وانزعجوا من قرار المسيح لأنه عرف أفكارهم وأعمالهم، وخجلوا من الجمع المشاهد لهم إذ عرف بعدم استقامتهم ولم يطيقوا وقوفهم فى المكان الذى تبككتهم فيه ضمائرهم ، فللوا هاربين وإنصرفوا معتقدين أن ضمائرهم سوف تسكت وتصمت عن تأنيبهم . ذهبوا بعد أن كانوا قضاة أصبحوا متهمين من أنفسهم وفشلت  مؤامرتهم كانت عبثاً ولم يبق لهم غرضٌ من بقائهم .
3) " مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ"  إنسحب أولا الشيوخ الذين أعدوا ودبروا المؤامرة بعد حمسوا الشباب - فهموا بخبرتهم فى الحياة وكثرة خطاياهم ما قصده المسيح فغادروا المكان جمعوا الجمع ليحرجوا يسوع فأحرجهم يسوع وكشف لهم من ضمائرهم أخطائهم  ولا يلزم من ذلك أن خطايا الكبار كانت أكبر من خطايا الصغار، ولا أن توبيخات ضمائرهم أشد ورغبتهم في التخلّص من نظر المسيح أوفر.
4) " وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ " ذهب جميع  المشتكيين على الزانية ولم يبق منهم أحدا وكانوا من الكتبة والفريسيين، لكن بقي التلاميذ وبعض الجمع الذين كانوا يسمعون تعليمه قبل مجيء أولئك.
5) " وَالمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الوَسَطِ " فى الوقت الذى كانت ضمائر المستكييين على المراة تؤنبهم كانت المرأة فى حالة توبة وقفت ولم تغادر المكان وبقيت فى وسط التلاميذ والجمع المذكور في (يو 8: 2). لو قصد الكتبة والفريسيون أن تحاكم المرأة بالعدل لكانوا أخذوها وقتئذ إلى مجلس السنهدرين للحكم ولكن كان إتهام المرأة ناقص ، ولكن إذ لم يكن مقصدهم ذلك تركوها.(رومية ٢: ٢٢) 22 اما الاشرار فينقرضون من الارض والغادرون يستاصلون منها


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لما إستيقظت ضمائر هؤلاء القادة الذين تملكت عليهم الخطية بدون أن يطلبون التوبة وأيقظ ضمائرهم جواب المسيح وكان وخذ الضمير وتأنيبة قويا وعرفوا أنهم ليسوا أهلا ليكونوا قضاة على تلك المرأة  ومعاقبين ففضلوا الهروب واحدا بعد ألآخر "مبتدئين من الشيوخ"  لأن ذنوبهم كانت أشد واعظم "وبقى يسوع وحده" أى لم يبق احد من الكتبة والفريسيين الذين إشتكوا المرأة وبقيت " المرا’ واقفة فى الوسط" أى وسط التلاميذ والجمع المحتشد الذين كانوا إلتفوا حول يسوع ليسمعوا تعاليمه .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 10)  10 فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوى المراة، قال لها:«ياامراة، اين هم اولئك المشتكون عليك؟ اما دانك احد؟»
 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ " أي بعد ما كان جالسا ومنحنيا يكتب جلس مستقيما ووجه نظره إليها ً.
2) " وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى المَرْأَةِ،" من الكتبة والفريسيين شيوخا وشبابا الذين أتوا بها. فكان المسيح الملجأ الوحيد لهذه المراة الزانية تابت وقبل توبتها كما حدث مع إمرأة أخرى لاحقا (لوقا ٧: ٣٧).37 واذا امراة في المدينة كانت خاطئة اذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب  "

3) " قَالَ لَهَا: يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ المُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ " هؤلاء الذين يدينون آخريين وهم أيضا هدفا للإدانة مملوئين خبثا وشرا لهم صورة التقوى  وهم قبورا مبيضة من الخارج ولكنهم من الداخل أجساد متحللة عفنة

4) " أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ " قال هذا ليسمع الحاضرون من الجمع لكي لا يلوموه بعد.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قضى يسوع بضع دقائق مطرقا إلى الأرض ثم رفع رأسه فلم يجد  أحد من المشتكيين فقال للمرأة "أما أدانك أحد" أى هل يوجد واحد من جميع المشتكيين عليكى بدون خطية قدر أن يرميكى بحجر

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 11)  11 فقالت: «لا احد، يا سيد!». فقال لها يسوع:«ولا انا ادينك. اذهبي ولا تخطئي ايضا».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " فَقَالَتْ: لا أَحَدَ يَا سَيِّدُ" أجابت على سؤال المسيح إجابة مختصرة فَقَالَتْ لا أَحَدَ وليس فى إجابتها أى عبارة عن طلب رحمة ولا تقديم عذر كما فعل آدم وحواء . ولم تُظهر شيئاً مما كان في ضميرها. ولكن المسيح عرف أفكارها وعاملها بمقتضى حكمته وشفقته على الخطاة. وإذ لم يبق مشتكٍ ولا شهود ولا إثبات، لم يكن هناك ما يدعو للحكم عليها، فسقطت الدعوى والتهم الموجهة لها من تلقاء نفسها.
2) " فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: ولا أَنَا أَدِينُكِ" لم تكن حالة المراة الزانية هى الحالة الوحيدة التى نجت من الرجم ففى العهد القديم حالة الملك داود الذي ارتكب الزنى مع زوجة أوريا الحثى احد جنوده. وأمر بقتله (‏٢ صموئيل ١١:‏٢-‏٤‏)‏ يقول الكتاب المقدس بوضوح ان «ما فعله داود .‏ .‏ .‏ ساء في عيني» الرب‏ (‏٢ صموئيل ١١:‏٢٧‏)‏ ولكن بعدما وبَّخه النبي ناثان،‏ تاب فسامحه الله.‏ لكنَّ فعلته هذه كلَّفته غاليا.‏ (‏٢ صموئيل ١٢:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ ولاحقا،‏ ذكر الملك سليمان ان «الزاني .‏ .‏ .‏ عديم العقل».‏ ( امثال ٦:‏٣٢‏)
جميع المشتكيين قد غادروا المكان عندما عرض المسيح على المشتكين أن يرموها بالحجارة إن كانوا أبرياء فيدينونها بذلك فعلاً فلم يريدوا، وبقى هو القاضى الذى يحكم عليها هو لم يرد أن يدينها بالموت.فغن مجيئة الأول هذا لم يكن للدينونة ولكنه مجئ توبة الخطاة لعفران الخطايا (يوحنا ٣: ١٧ ) 17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. " أما زمن الدينونة فيكون فى مجيئة الثانى (يو 5: 22) لان الاب لا يدين احدا، بل قد اعطى كل الدينونة للابن،يو 5: 27واعطاه سلطانا ان يدين ايضا، لانه ابن الانسان" (2 تي 4: 1) انا اناشدك اذا امام الله والرب يسوع المسيح، العتيد ان يدين الاحياء والاموات، عند ظهوره وملكوته:" (عب 10: 30) فاننا نعرف الذي قال: «لي الانتقام، انا اجازي، يقول الرب». وايضا: «الرب يدين شعبه».

فمعنى قوله للمرأة كمعنى سكوته قبلاً عن جواب الفريسيين، وكقوله لبيلاطس «ملكوتي ليس من هذا العالم» (لوقا ١٢: ١٥). أي أنه لم يرد أن يمارس وظيفة القاضي والملك في الأمور الأرضية.رفض أن يكون قاضيا ومقسما للثروة بين أخين (يو ١٢: ١٤ ) 14 فقال له: «يا انسان من اقامني عليكما قاضيا او مقسما؟»
3) "  اذْهَبِي ولا تُخْطِئِي أَيْضاً"
ولم يبررها المسيح بما ذُكر ويسقط عنها خطية الزنا ، بدليل قوله «لا تخطئي أبداً». لقد أعطاها المسيح فرصة للتوبة  ولم يقل إنها لا تستحق العقاب على إزناها ولم ينكر شريعة موسى ولكنه سيقبل توبتها إذا تابت وصرح لها بغفران  خطيتها (يوحنا ٥: ١٤) 14 بعد ذلك وجده يسوع في الهيكل وقال له:«ها انت قد برئت، فلا تخطئ ايضا، لئلا يكون لك اشر».  إنما أبان أنه لا يريد أن يحكم بما تستحقه من قصاص.
وكلامه لهذه الخاطئة ليس ككلامه لواحدة مثلها أظهرت علامات التوبة، فقال لها «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ.. اِذْهَبِي بِسلامٍ» (لوقا ٧: ٤٨، ٥٠). وأما هذه فلم يقل لها ذلك لأنها لم تظهر علامة التوبة. ولكن في كلامه إشارة إلى أنها تقدر أن تنال المغفرة إذا تابت، لأنه لم يقل لها «لا تزني بعد لكيلا يدينك إنسان» أو "لا تزنى لئلا تموتى ويصيبك اشر" بل قال «لا تخطئي لتنالي الرحمة من الله». ولعل كلمات المسيح أثرت فيها أكثر من كل شكاوى الفريسيين وتهديداتهم.
ولم تذكر الأناجيل هذه المرأة بعد ذلك، ولا نعلم أسمعت من المسيح واستفادت أم لا؟ كما لم تذكر الأناجيل مصير الفريسيون الذين وبحهم ضمائرهم و«خرجوا واحداً فواحداً». ورجاء الخلاص لتلك الخاطئة تبعا لأمر المسيح ليس بأقوى من رجاء الخلاص لأولئك المرائين.كلام المسيح فيه روح وحياة وسوف يدان الإنسان إذا سمع كلام المسيح ولم يتبع وصاياه وينفذها كما قال : " يو 8: 50) انا لست اطلب مجدي. يوجد من يطلب ويدين.(يو 12: 48) من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه. الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الاخير،"
أظهر يسوع حكمة عظيمة بأنه لم يقع في الحفرة التي أخفاها له أعداؤه مكراً وبغضاً، وبإكرامه وتلقيبه بلقب "نعلن" حتى يحكم ب شريعة موسى، فلم يدن المرأة بقوانينها  وبإفحام خصومه وإيقاظ ضمائر المشتكيين من مجلس السنهدرين  وإجبارهم على أن يغادروا المكان في خجل، وتوبيخه على الخطايا الخفية والظاهرة التى فعلووها ضد العفاف، وإعلان عدم رضاة للإثم الذي ارتكبته المرأة، وأمره بحياة التقوى. لهذا يجب علينا أن ندين أنفسنا أكثر مما ندين غيرنا. وأن نجتهد في حفظ أنفسنا من الخطية أكثر مما نجتهد لنرفع حجراً نرجم به غيرنا. أنه ليس للقضاة الشرعيين حق أن يدينوا المذنبين ما لم يكونوا أبرياء من خطايا أولئك، إنما كلامه مقصور على الذين أقاموا أنفسهم مشتكين وقضاة بقصد إدانته هو وإتهامه هو


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"فقالت لا أحد يا سيد" أى لم يبق أحد من المشتكيين ولا من الشهود وحيث أنهم هربوا جميعا فسقطت الدعوى من نفسها "فقال لها يسوع ولا أنا أدينك" أى وحيث أنه لم يوجد أحد سواى معصوم من الخطية ولأنى لم اخطئ فأنا لى الحق فى إدانتك وأنا الديان  فلا أدينك ولا أحكم بعقابك لأنى ما جئت لأدين العالم بل لأخلص العالم "إذهبى ولا تخطئى بعد " أى أنه لم يدينك أحد ونلت غفران الخطايا فلا تعودى إلى نفس الطريق مرة أخرى وأسلكى فى طريق الفضيلة

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن
(1)
أ. الجزء الأول من الحوار "المسيح نور العالم" (يوحنا 8: 12-20)

"المسيح نور العالم"
(إش 9: 2) 2 الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما.الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور.
(مز 107: 10و 14) 10 الجلوس في الظلمة وظلال الموت موثقين بالذل والحديد.. 14 اخرجهم من الظلمة وظلال الموت وقطع قيودهم.
شار المسيح إلى طقوس الكهنة التى يجرونها فى عيد المظال بسكب المياة وقال انه ماء الحياة وعن اضاءة الأنوار قال عن نفسه أنا نو العالم :  في مدة عيد المظال , كل يوم، عند الذبيحة الصباحية والذبيحة المسائية كان كاهن يملأ وعاءً ذهبيًا ماءً من بركة سلوام ويحمله إلى الهيكل حيث كان يستقبل بهتاف البوق وكلمات (أشعياء 12: 3) "فتستقون مياهًا بفرح من ينابيع الخلاص" ولعل يسوع أشار إلى هذا في (يو 7: 37 و38). واعتادوا أيضًا في المساء اللاحق لأول يوم قي العيد وربما في الأمسيات الأخرى أن يضيئوا دار النساء من منارتين عاليتين تحمل كل واحدة منهما أربعة مصابيح كبيرة كانت تلقي نورها ليس فقط على دور الهيكل, ولكن بعيدًا حتى يشمل نورها المدينة. ولعل المسيح أشار إلى هذه العادة في قوله: "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12).


تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 12)  12 ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا:«انا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً " إنفضت الجموع حول يسوع بعد ما حدث  مع المراة الزانية وحديث المسيح التالى إمان جموع جديدة إلتفت حوله لأنه فى الهيكل ويكثر الزوار فى مواسم أعياد اليهود وما زال المسيح فى أورشليم فى العيكل فى عيد المظال أو أن وعظ يسوع كان في وقت غير وقت الحادثة المذكورة (في يو 7: ١ - ٧) ويؤيد بعض الفسرين هذا الرأى مستندين على دليل لأنه في تلك كان الفريسيون قد انصرفوا، وفي هذه كانوا حاضرين (يو 7: ١٣). إلا أنه ليس بالضروروة أن يكونوا هم نفس الفريسيين الذين حضروا قصة المرأة الزانية فمن الصعل عليهم العودة إلى نفس المكان والشخص الذى أيقظ فيه ضمائرهم ولعل الحادثتين كانتا في وقتين مختلفين من يوم واحد.

† " ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا   " ..  لم يذكر البشير أن هذا الكلام موجه للجمع فلا يرد ذكر لكلمة "جمع " إذ يبدو أن عيد المظال اليهودى إنتهى ويبدوا أيضا أن يسوع كان يذهب إلى الهيكل ليتكلم مع الربيون " معلمى الناموس فى أروقة الهيكل وساحاته " وكان يسوع قد إستخدم طقس الماء الذى يجرى فى عيد المظال إستخدم هنا أيضا طقس النور المتعلق بالعيد نفسه
قال بعض المفسرين إن كلام المسيح يأخذ من ممارسات الحياة التى يعيشها اليهود لتكون  مثلا أو لتقريب مفهوم رسالته إليهم إنه معلم يعلم وعليه أن يختار طريقة تعليمهم فإعتمد على طقس النور الذى يجرى في عيد المظال، وكان يجرى بإيقاد أربع منارات مرتفعة جدا داخل الهيكل وكل منها ا{بعة صحون على الظهر يصلون لها عن طريق سلم وفى كل صحن فتيلة مشتعلة مصنوعة من القماش الذى يستخدمة الكهنة كأحزمة لربط الوسط وكانت تخزن فى حجرتين فى دار أو رواق النساء حيث كان المسيح يعلم وفى الوقت الذى قال فيه المسيح هذه العظة كان آخر أيام عيد المظال الثمانية

وكان اليهود يقومون بالإحتفال الطقسى فى رواق النساء - وفى الخزانة التى فى الهيكل - وفى كل المظال التى كانوا يعيشون فيها فى هذه الأيام - وكان إنارة هذه الأنوار تذكرارا لعمود النور الذى ارسلة الرب لهم يقودهم فى برية التية أثناء الليل( خر 13: 21) وهنا يرى المسيح نفسه أنه نور العالم يقود الشعب فى ظلام العالم .  

كما قلنا إن قوله «إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب» مبنيّ على سكب الماء في الهيكل نظراً للصخرة التي خرج منها الماء لبني إسرائيل في البرية. فكلامه عن النور يشير على عادتهم أن يوقدوا في دار الهيكل مصابيح كبيرة من ذهب على أربع منارات غير المنارة التي في قدس الأقداس، وكان علو كل واحدة منها نحو ١٥ متراً لتنشر ضوءها على كل المدينة. وكان الناس يرقصون مسرة في دور الهيكل ويترنمون بالأغاني الروحية ويعزفونها على آلات الطرب تذكاراً لعمود النار الذي كان يتقدم بني إسرائيل في البرية. ويقوّي هذا الظن أن يسوع قال هذا وهو واقف في خزانة الهيكل (يو : 7: 20). وكانت الخزانة في دار النساء في المكان الذي كانت فيه المنارات الأربع تضيء في ليالي العيد.
2) " قَائِلاً: أَنَا هُوَ نُورُ العَالَمِ."  5(يو 9: 5)  ما دمت في العالم فانا نور العالم» ( ١٢: ٣٥، ٣٦، ٤٦)  35 فقال لهم يسوع:«النور معكم زمانا قليلا بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب. 36 ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور». تكلم يسوع بهذا ثم مضى واختفى عنهم.46 انا قد جئت نورا الى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة.  

† " انا هو نور العالم. " ..  الإصحاحات  6 و 7 و 8 تقارن بين تعامل الإله مع بنى إسرائيل وعطاياه لهم فى فترة التيهان البرية  (1) حيث يتكلم يسوع عن "المن " و "خبز الحياة " فى الإصحاح السادس (2)  حيث يتكلم عن " الماء" و " الماء الحى " فى ألإصحاح السابع (3) حيث يتكلم يسوع عن " النور" و "سحابة المجد " ("شكينة") فى الإصحاح الثامن  - كلمة شكينة في العبرية هي؛ " שכינה - Shekinah "، وتعني " سكن "، وتشير إلى لمعان أو مجد محضر الله الساكن في وسط شعبه. وقد استخدمها الترجوم ومعلمو اليهود في الإشارة إلى الله نفسه، لأنهم كانوا لا يستسيغون أن ينسبوا لله صورة أو عاطفة.
ويتكرر إستخدام كلمة "نور" فى بشارة يوحنا (يو 1: 4- 5 ، 8- 9 & 3: 19- 21 & 9: 5 & 12: 46) والنور يشير إلى الإطمئنان والأمان والظلمة تشيع الخوف لهذا : (1) اشار النور إلى طريق الرب والظلمة إلى طريق الشيطان (2) أشار النور إلى لقب من ألقاب الرب فى العهد القديم (مز 26: 1) (اش 62: 20 & ) (1 يو 1: 5) .. (3) خلفية الشعائر الطقسية فى عيد المظال وإشعال الشموع فى ساحة النساء بالهيكل .. (4) سحابة المجد فى فترة تيهان بنى إسرائيل فى البرية التى رمزت إلى حضور الرب الإله الدائم مع شعبه مما كان يعطى إطمئنانا بالرعاية والحماية .. (5) ألقاب مسيانية تخص يسوع فى العهد القديم (إش 42: 6 & 49: 6) ( لو 2: 32)
هذا وقد إستعمل الربيون (معلمى الناموس) كلمة "النور" كلقب للمسيا وفيما سبق أنه من الأرجح هى إرتباط هذه الكلمة بما يجرى من طقوس عيد المظال بإضائة الشموع فى ساحة النساء وهناك إشارة محدده فى (يو 1: 4 و 8) تتطابق مع طقوس الإحتفال فى الهيكل وتسمح ليسوع بالإستمرار بالتكلم عن نفسه وصفاته وهويته وأصله الإلهى 
وفيما يلى التصريحات السبعة التى تبدأ بالعبارة اللاهوتية "أنا هــو"  : (1) أنا هو خبز الحياة (يو 6: 35 و 41 و 46 و 51) .. (2) أنا هو نور العالم (يو 8: 12 & 9: 5 & 1: 4 و 9 & 12: 46) .. (3) أنا هو باب الخراف (يو 10: 11 و 14) .. (4) أنا هو الراعى الصالح (يو 10: 11 و 14) .. (5) أنا هو القيامة والحياة (يو 11: 25) .. (6) أنا هو الطريق والحق والحياة (يو 14 : 60) .. (7) أنا هو الكرمة الحقيقية (يو 15: 1 و 50)

أَنَا هُوَ نُورُ العَالَمِ انظر الشرح في يوحنا ١: ٤، ٩. «العالم» هنا كل نسل آدم، والمسيح هو نوره الحق، لأنه كان منذ بدء العالم معلّم البشر ومرشدهم إلى السماء. وكان في وقت خطابه يضيء بنوره في الهيكل وهو يعلم حقائق الحياة الأبدية، وكان على وشك أن يضيء بنوره ليس في الهيكل فقط ولا في أورشليم ولا في اليهودية، بل في العالم كله. أعلن يسوع نفسه لليهود بهذا التشبيه أنه هو المسيح الموعود به، فقد تنبأ أنبياء التوراة بصفته هذه (إشعياء ٩: ٢ و٤٣: ٦ و٤٩: ٦ وملاخي ٤: ٢). فكما كان عمود النار لبني إسرائيل زمان غربتهم في البرية، صار المسيح كذلك لشعبه، ويكون لهم كذلك إلى الأبد.
3) " مَنْ يَتْبَعْنِي فلا يَمْشِي فِي الظُّلمَةِ " مَنْ يَتْبَعْنِي أي كل من يؤمن أني المسيح. وليس ذلك فقط بل يتمثل بي ويطيعني دائماً. فالاتباع ليس مرة واحدة، بل هو استمرار الإنسان في كل حياته على ما ذُكر. فكما أن المسيح نورٌ لا ينطفئ أبداً، كذلك يجب أن يتبعه المؤمن بلا انقطاع. وهذا الاتباع هو الشرط للتمتع بفوائد ذلك النور.
4) " بَل يَكُونُ لَهُ نُورُ الحَيَاةِ " وهذه الآية ليست مجرد خبر، بل هي وعد أيضاً،( يوحنا ١: ٤، ٥، ٩) 4 فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس، 5 والنور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه. 9 كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم.  "

 الماء هو الرمز المعتاد للحياة الأبدية في الكتاب المقدس. يشير إشعياء إلى إستخراج الماء من "ينابيع الخلاص" بفرح (إشعياء 12: 3) أما معنى " يكون له نور الحياة هو أننور الحياة إستقر في إنسان آمن بالمسيح أى " المسيح يحيا فى " (غل 2: 2) وهذا هو بعينه الذى قاله المسيح فى صلاته للآب " أنا فيهم وأنت فى" (يو 17: 23) أما قوته فقد أوضجها المسيح على المستوى العملى (أنتم الآن أتقياء (مضسئون) لسبب الكلام الذى كلمتكم به إثبتوا فى وأنا فيكم" (يو 15: 3 و 4) و (يو 15: 10 )  ورفع هذا المستوى إلى المستوى الرؤيوى فقد عبر عنه داود " بنورك نرى "نعاين"  نورا" (مز 36: 9)

 أي النور الذي يقود إلى الحياة الأبدية. قال عن نفسه قبلاً إنه هو «ماء الحياة» «وخبز الحياة» وقد وبخ إرميا، نبي العهد القديم، شعب إسرائيل على تركهم الله "نبع الماء الحي" وحفرهم لأنفسهم آبار مشققة لا تضبط ماء (إرميا 2: 13).  وهنا قال إنه «نور العالم». فالمؤمن بالمسيح يتخذه كذلك، ويعرف به طريق الحياة، فيحفظه حضور المسيح في قلبه من الخطية، وينقذه من الهلاك، ويقوده إلى سُبُل القداسة والسعادة (يوحنا ١٢: ٤٦). وهو أن الذي لا يتكل على حكمة نفسه أو إرشاد غيره من البشر بل ينظر إلى المسيح، يقوده المسيح بكلامه وروحه فينجو من الدينونة.(يو ٣: ١٩ ) 19 وهذه هي الدينونة: ان النور قد جاء الى العالم، واحب الناس الظلمة اكثر من النور، لان اعمالهم كانت شريرة.

† " العالم "..  تشير هذه الكلمة إلى شمولية  رسالة يسوع وفدائه وخلاصه  لكل العالم  (يو 3: 16)
† " من يتبعنى " .. أسم فاعل بصيغة حاضر ، المسيحية ليست إيمان بعقيدة أو لاهوت بل هى علاقة حب شخصية فريدة  بين الشخص ويسوع يتبعها حياة التلمذة تحت رجلى يسوع (1 يو 1: 7)
† " فلا يمشي في الظلمة " ..  حقا ماذا يحدث إذا سار إنسان فى طريق ليس فيه حتى بصيصا من نور فى غابات وتلال وأودية إنه بالطبع لن يهتدى إلأى هدفه .. الظلمة تعنى ضد النور وإذا كان النور هو يسوع قلا بد أن يكون الظلمة هو الشيطان الذى "أعمى عيون غير المؤمنين " (2كو 4: 4) فالنور فى العهد القديم هو وصف للرب الذى ينير السبيل (مز 119: 105)
† "  نور الحياة " ..  يملك يسوع الحياة الأبدية حيث هو سيكون نور الملكوت الذى يضئ للإنسان (مت 5: 14) الذين أعطاهم الرب لهم

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع الشرح فى (يو 1: 4و 5) فكما كان عمود النار للإسرائيليين فى زمان غبرتهم فى البرية هكذا المسيح لكل الذين يؤمنون ويكون لهم كذلك إلى الأبد فهو المرشد للسماء وهو النور الحقيقى الذى يقود من يتبعه إلى الحياة الأبدية السعيدة ، وكل من يتبعه لا يمشى فى الظلمة أى لا يمكنه أن يسلك فى طريق الخطية التى نهايته الهلاك بل يقاد إلى سبل القداسة  وقال يوحنا فم الذهب أن المسيح بقوله "أنا هو نور العالم" أعلن أنه ليس نورا لإسرائيل فقط بل لجميع العالم فهو منير للمسكونة كلها وإلهها ومخلصها .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 13)   13 فقال له الفريسيون: «انت تشهد لنفسك. شهادتك ليست حقا».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 
1
) «فَقَالَ لَهُ الفَرِّيسِيُّونَ: أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ.».شاهد وشهد أى راى بعينه حدثا أو شيئا أى عاينه وحضره وفى حالة الشهادة عن يسوع لا يوجد إلا أثنين شهددوا وراوا المسيح يشهد لنفسه أنه الكلمة الذى سار جسدا والذات الإلهية " ألاب" الذى شهد وشاهد تجسد الكلمة كما أن يوحنا المعمدان شهد للمسيح ولم يؤمن بشهادته اليهود   ( يوحنا 5: 37) والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط، ولا أبصرتم هيئته،" وعند المسلمين شهادتين وهم لم يروا شيئا ما يصنفون بأنهم شهود كذبة
 
2)"  شهادتك ليست حقا " ..  
أي لا تُقبل شرعاً لأنها بلا دليل. سعى اليهود وراء برهان _عد 35: 30) (تث 17: 6 & 19: 15- 21) وقد سبق ليسوع أن رد على إعتراضهم (يو 5: 31 وما يليها ) وقد أعطاهم شهادات عديدة ومنها أن الآب نفسه شاهد ( يوحنا 5: 31- 32) 31 «ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا. 32 الذي يشهد لي هو اخر، وانا اعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حق. 33 انتم ارسلتم الى يوحنا فشهد للحق. (يو 5: 36- 40) 36 واما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا، لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها، هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني. 37 والاب نفسه الذي ارسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط، ولا ابصرتم هيئته، 38 وليست لكم كلمته ثابتة فيكم، لان الذي ارسله هو لستم انتم تؤمنون به. 39 فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية. وهي التي تشهد لي. 40 ولا تريدون ان تاتوا الي لتكون لكم حياة.انظر شرح يوحنا ٥: ٣١. تطلب الشريعة شاهدين لإثبات القضية، فلهذا رفض الفريسيون أن يسلموا بقوله لمجرد شهادته لنفسه، وأمكنهم أن يقوّوا اعتراضهم بقول المسيح قبلاً «إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً» (يوحنا ٥: ٣١).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ذكرنا فى تفسير (يو 5: 31) أن شريعة موسى أمرت بوجود شاهدين لإثباد الدعوى (الإتهام) فالفريسين بناء على هذا القانون قالوا للمسيح أننا لا نقبل شهادتك لنفسك لأنها لا تدعم بشاهد سواك

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 14)  14 اجاب يسوع وقال لهم:«وان كنت اشهد لنفسي فشهادتي حق، لاني اعلم من اين اتيت والى اين اذهب. واما انتم فلا تعلمون من اين اتي ولا الى اين اذهب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " أَجَابَ يَسُوعُ: وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌّ، " † "  إن .. إن " ..  جملتنان شرطيتان من الصنف الثالث تشير إلى إمكانية التحقق .. معظم الجمل الشرطية فى الإصحاح الثامن هى من هذا القبيل

هذه العبارة قالها يسوع بعد أن قال "أنا هو نور العالم" ويخبرنا إنجيل يوحنا عن يوحنا المعمدان  شهد للنور أنه (يو 1: 8) 8 لم يكن هو النور، بل ليشهد للنور. 9 كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم.  "

إنهم يطلبون شهادة بانه المسيح إبن الإله الحى وهم يعرفون من نبوات الإسفار المقدسة من هو (يوحنا ٧: ٢٨) 28 فنادى يسوع وهو يعلم في الهيكل قائلا: «تعرفونني وتعرفون من اين انا، ومن نفسي لم ات، بل الذي ارسلني هو حق، الذي انتم لستم تعرفونه." وكانوا دائما يسخرون منه بالرغم من أن قول الأعمىالذى أفحمهم بقوله (يو ٩: ٢٩) 29 نحن نعلم ان موسى كلمه الله، واما هذا فما نعلم من اين هو». 30 اجاب الرجل وقال لهم:«ان في هذا عجبا! انكم لستم تعلمون من اين هو، وقد فتح عيني. "
لا تناقض في ما قاله هنا مع قوله في (يوحنا ٥: ٣١ ) لأنه ليس من المفروض أن الذي يُطلب مرة من الشهادة يُطلب دائماً، فالمرسَل الذي أثبت صحة إرساليته مرة لا يحتاج لأن يثبتها كلما تكلم عنها. فقوله السابق كان قبل أن أثبت دعواه بشهود، ثم أثبت دعوى أنه رسول من الرب بشهادة المعمدان وشهادة الآب له بالآيات التي صنعها على يده، وبالنبوات التي تمت فيه. وأنه لم يطلبمجد نفسه لأنه يطلب مجد الآب  فحقَّ له أن يطلب تصديق ما قاله عن نفسه بمجرد قوله ولا يحتاج إثبات لأنه القدوس  كلمة الآب . ووضع نفسه أولاً موضع سائر الناس بالنظر إلى الشرع (القانون) في الأمور الأرضية تنازلاً وتواضعاً. قال سابقا :(يو 5: 31)  "  «إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً» وبدل القول السابق بقوله ولكن ألأمر ليس كما كان سابقاً، لأن أقواله وما يفعله هنا ليست مما يقبل شهادة الغير لأنها مما يقيِّم هو نفسه به. فقوله «أنا هو نور العالم» متوقف على شعور نفسه بنفسه، فلا يستطيع أحد غيره أن يشعر به ليعرفه ويشهد به، قال «إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق». لأن المسيح هو الحق ويدرك الحقيقة ويضغط عليها بقوله  و"إن" كنت أشهد لنفسى " وهى تعنى باللغة اليونانية " حتى ولو " موضحا بها أنه نوع من التنازل لما قاله سابقا ويلاحظ قارئ الإنجيل - غثباتا لتفسيرنا هنا - أنه فى حالة قول المسيح (يو 5: 31)  "  «إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً» تجئ "أنا" فى اللغة اليونانية مخففة فى وضعها الشخصى كإنسان ولكن فى قوله : (يو 8: 18) أنا الشاهد لنفيى ويشهد لى الآب الذى ارسلنى" تأتى "أنا هو فى اليونانية بثقلها الإلهى "يهوه " أى الذى معناه فى اللغة العبرية" أنا هو الكائن " ومع ذلك كله رضي أن يضع نفسه تحت ذلك القانون (يو 8: 17 و 18) بعد توبيخه إياهم على طلبهم أن يثبت دعواه.
2) " لأنِّي أَعْلَمُ " تطلب الشريعة الموسوية شاهدين لأن واحداً بمفرده قد يخطئ أو يكذب لغرض من الأغراض. فشهادة المسيح ثابتة لأنها ليست شهادة إنسانية بل شهادة إلهية باعتباره الحق المطلق ، فهو لا يخطئ ولا يتكلم بالهوى.
3) " مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ "
أي من عند الآب (يوحنا ١٦: ٢٨) وأتيت إلى هذا العالم لأتجسد فيه. إن شهادة المسيح ودينونة المسيح على السواء إذا نظر إليهما بنظرة بشرية مثل التى نظر بها الفريسييون للمسيح فهى فعلا ليست حسب الحق ولا هى تحسب شهادة لأنه لا يطلب احد شهادة على وجود إله وكذلك الدينونة ولكن يوم أن نعرف من أين جاء المسيح وإلى أين يذهب أى نعرف حقيقة المسيح الإلهية كواحد مع الآب حينئذ نتأكد أن المسيح حق ودينونته حق

† "   لاني اعلم من اين اتيت والى اين اذهب  " ..  يسوع الكلمة عندما يتكلم مع البشر يحاول أن يوصل لهم بطريقة بسيطة وجوده الأزلى مع الآب  من المكان الذى أتى منه ،  إلى المكان الذى سيذهب إليه عبر الصليب يسوع يهذا عرف كل تفاصيل حياته قبل أن يولد بل أنه أوحى بها لأنبياء العهد القديم  (يو 1: 1- 4 ، 14- 18 & 7: 28- 29 & 13: 1 & 16: 5)
4) " وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ" أي السماء بواسطة الموت (يوحنا ٧: ٣٣) وهذا جواب لقولهم السابق «ولكن هذا نعلم من هو، وأما المسيح فمتى جاء لا يعرف أحد من أين هو». فكأنه قال: معرفتكم بي قاصرة على حياتي الجسدية الأرضية، وهي جزئية ناقصة. وأما حياتي الروحية فلا تستطيعون معرفتها إلا بشهادتي، وسلطاني الذي أخذته من الآب، والأوامر التي أوصاني بها.
5
) "  وَأَمَّا أَنْتُمْ فلا تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ آتِي ولا إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ».
" وتعقيبا عن قول " أنا هو نور العالم"  يخبرنا إنجيل يوحنا أن  المسيح نور العالم وأنه أتى لليهود خاصته كشعب مختار وأنه مان فى العالم ولم يعرف العالم ولم تقبله خاصته (يو 1: 9- 11) : " 9 كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم. 10 كان في العالم، وكون العالم به، ولم يعرفه العالم. 11 الى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله.  "

† "  واما انتم فلا تعلمون من اين اتي ولا الى اين اذهب  " ..  يذكرهم يسوع بنقاشاتهم معه سابقا فى عيد المظال (راجع يو 7) لأنهم لم يعرفوا مكان ولادة يسوع (يو 7: 41 و 42) ولم يعرفوا أين هو ذاهب (يو 7: 34 & 8: 21)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال القديس اغسطينوس أن شهادة النور حق ، اشرق النور أم غاب فهكذا شهادة يسوع حق لأنه هو النور الحقيقى ، وقد أثبت يسوع لهم فيما مضى بانه المسيح بشهادة يوحنا المعمدان وبشهادة الاب بصوت مسموع من السماء وبشهادة المعجزات فلا حق أن يطالبوه كل يوم أن يثبت دعواه لأنه لا يلزم أن الذى يطلب مرة الشهادة ويقدمها يطالب دائما بها وقوله " أنى أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب" معناه أنى أتيت من عند الآب وتجسدت من الروح القدس وبعد الموت أصعد إلى السماء وأجلس  فإنكم لا تعرفون إلا حياتى الجسدية أى ناسوتى على الأرض وأما لاهوتى فلا تعرفونه

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 15)  15 انتم حسب الجسد تدينون، اما انا فلست ادين احدا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " أَنْتُمْ حَسَبَ الجَسَدِ تَدِينُونَ"  قارن مع (يو 7: 42)  تكلم في ما سبق عن الشهادة ولم يغيّر الموضوع هنا، إلا أنه بدل لفظة الشهادة بالدينونة بناءً على أنها هدف الشهادة ونتيجتها. أي بقولكم «أنت تشهد لنفسك. شهادتك ليست حقاً». هنا أتهمهم بالإدانة فقولهم "شهادتك .. ليست حقا" هو إتهام مباشر بدون دليل با، يدعى ويزيف ويكذب ولما كان المسيح هو الحق فإنهم بهذا يكونون قد أدانوا الرب نفسه لأنه لا يملكون المعرفة المطلقة غأقاموا أنفسهم ديانبن للحق والرب هنا يفند أقوالهم وحججهم ويكشف لهم أن دينونتهم له باطلة وليس الحق الذى يشهد به هو ويكشف لهم من أين إنخدعوا فيقول لهم : " أنتم حسب الجسد تدينون " لأن الرب روح وليست عندهم معرفة روحية فقد إعتمدوا فى حكمهم على القاييس البشرية : رؤية جسدية ودراسة أنساب ووطن وفهم جسدى وتعاليم جرفية وتقاليد بشرية ظنوا أنه كسائر الناس الذين يخطئون ويكذبون، لأنه ظهر في هيئة إنسان وديعاً متواضعاً، ولا شيء من الظواهر يدل على أنه من السماء إلا معجزاته وكلماته (يوحنا ٧: ٢٤) 24 لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكما عادلا» . ولكن لو أصغيتم إلى كلامه وأدركتم معناه الروحي وحكمتم بمقتضاه لعرفتم أني المسيح نور العالم. فقوله هنا كقوله سابقاً «لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكماً عادلاً». لقد دانوا المسيح حسب رؤيتهم بحسب الجسد بثلاث طرق: (١) النظر إلى المسيح كمجرد إنسان. (٢) حكمهم عليه بأفكار وآراء جسدية لأنهم ينتظرون المسيا / المسيح كقائد حربى وملكا أرضيا يخلصهم من حكم الرومان وليس كما يقول المسيح يخلصهم من حكم إبليس  (٣) إأرادوا أن يحكموا في قضيته وغدعاؤه بانه المسيح بمقتضى القوانين الجسدية المعتادة، كطلب شاهدين الخ. وأخطأوا بالطرق الثلاث كالذين حكموا على المسيح أنه يستحق الصلب مع أن الرب حكم بأنه يستحق المجد.(يو ١٨: ٣٦)  36 اجاب يسوع: «مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود. ولكن الان ليست مملكتي من هنا»

 فهم على هذا المستوى يقيسون الروحيات بالجسديات وحكموا على الإلهيات بالمعرفة البشرية وهى محدودة فكيف يقيس المحدود اللامحدود فعثروا فى المسيح وحتى فى مقياسهم لم يكونوا عادلين لأنه كما يقول المسيح من ثمارهم تعرفونهم فثمار المسيح التى رأوها كانت كثيرة منه المعجزات وإخراج الشياطين وأقواله وغيرها ولأنهم كانوا يعيشون فى الظلمة فلم يقدروا أن يعرفوا المسيح الذى هو نور العالم

2) " أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ أَدِينُ أَحَداً " راجع تفسير وشرح يوحنا ٣: ١٧. ويحتمل قوله هنا ثلاثة معان: (١) أنه لا يدين أحداً إلا مع الآب (ع ١٦). (٢) أنه لا يدين الآن (يو 12: 47)وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه، لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العال " . (يوحنا ٣: ١٧) 17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم.  ولكنه سيدين في مجيئه الثاني، فإنه جاء أولاً فادياً وكلامه يدين الإنسان وسيأتي أخيراً دياناً لا فادياً. (٣) أنه لا يدين كما هم يدينون بالجهل والقساوة والظلم والهوى.

. يرى البعض تناقضا بين هذه ألاية وبين (يو 3: 17 & 9: 39) لم يأت يسوع ليدين أحدا بل ليخلص العالم أتى ليكون فاديا بازلا نفسه فداء عن العالم ولكن أولئك الذين لم يؤمنوا به وسمعوا كلامه فإنهم يدينون أنفسهم بأنفسهم لأن الكلام الذى سمعوه منه هو يدينهم لأنه روح وحياة _يو 3: 18- 21) 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا فم الذهب : أن معنى الدينونة هنا الحكم على المسيح بحسب ميولهم الجسدية لا بمقتضى العدل والإنصاف وقد سبق المسيح وقال لهم : "لا تحكموا حسب الظاهر بل أحكموا حكما عادلا " ولكنهم لم يسمعوا كلامه بل نظروا إليه بعيونهم الجسدية فحسبوه انه مجرد إنسان فطلبوا أن يحكم فى دعواه بمقتضى القوانين العالمية المعتادة كطلب شاهدين وذلك لنهم شاهدوه فى الهيئة كإنسان وديعا ومتواضعا "أما أنا فلست  أدين احدا" لأنى لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم فلا أهتم ألان بدينونتكم على عدم إنص
افكم إياى ولكن سوف أدينكم يوم الدينونة العظيم ولا أدين أحدا إلا مع الآب

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 16)  16 وان كنت انا ادين فدينونتي حق، لاني لست وحدي، بل انا والاب الذي ارسلني.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ" بالرغم من معرف بلا شك أن المسيح وضع اساسا للوصول للحياة الأبدية هذا ألساس هو كلامه المحيئ للروح ألإنسان وهذا الأساس هو خطا فاصلا بين النجاة والعقاب الإفلات من الدينونة أو العقاب بها لأن (إنجيل يوحنا 6: 63) اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ، "  (يو 12: 48) من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه. الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير" 
المسيح لم يُرسَل ليدين (يوحنا ٣: ١٧) 17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. 18 الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد." وصرح هنا بأنه اضطُر أن يدين الذين رفضوا أن يقبلوا خلاصه، كما دان الفريسيين في (متّى ٢٣) وكانت دينونته حقاً وصحيحة لأنها ليست كدينوة البشر ، ولأنه الديان العادل لا مجرد إنسان، فلا يخاف ولا يخطئ ولا يظلم ونلاحظ أن الدينونة ستكون لمن (1) لم يؤمن بالمسيح أنه إبن الله والكلمة  (1) لمن سمع كلام المسيح وقرأة ولم يعمل به لأن كلامه روح وحياة  - فعقاب المخطئ ودينونته أنه سيتمرغ فى وحل الخطية تحت سلطان إبليس ولكن الذى يقبل كلمة الحياة فإنه ينال الحرية   (يو 8: 36) فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا. "
2) " لأنِّي لَسْتُ وَحْدِي " راجع شرح يوحنا ٥: ٣٠. أظهر هنا أن كل أعماله في الدينونة موافقة لإرادة الآب وحقه ومقاصده، فالدينونة وضعت حسب فكر الرب وموازين الحق الإلهى وهى التى أعطيت "كلها للإبن" والرب هو الحق والدينونة ستكون حسب الحق وهى التى ستدان بها الخطية والعالم والشيطان أى دينونة كل الذين ليس فيهم الحق فلا يمكن لهؤلاء الكتبة والفريسيين أن ينكروا صحة حكم الرب ، ولذلك لا يستطيعون أن ينكروا صحة حكم يسوع لتلك الموافقة.

والدينونة أنواع : (أ) جينونة الخطية أوضحها بولس (ر 8: 3 و 4) .. (ب) دينونة العالم فهى أيضا عمل الآب والإبن (يو 13 : 27 و 28 و30 و 31) .. (ج) دينونة الشيطان وهى أيضا من عمل الاب والإبن (يو 16: 7- 11)

وهناك دينونة عامة ليست لها إدانة وهى على مستوى الجهالة والحكم حسب الظاهر والجسد (لو 23: 34) 10 ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد  " ولكن إن كانت مقاومتهم عن معرفة ودراسة فلم يؤمنوا به أو مقاومة وراء الحسد لأنهم (مر 15: 10) ان رؤساء الكهنة كانوا قد اسلموه حسدا. " حفاظا على مراكزهم فى المجتمع وسلطتهم الدينية والإبقاء على إحترام الشعب لهم فهم بهذا إنحازوا للعالم ورئيس هذا العالم ولبسوا الباطل كثوب فإنهم وقعوا تحت دينونة الحق لأنه لم يشهدوا للحق بل شهدوا ضد الحق والضد هو إبليس بهذا أخذ يهوذا دينونة أعظم (يو 19: 11) لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم».  لأن جوهر الدينونة الحق " هو الفص بين الحق والباطل
3) " بَل أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي" هنا شهادة إثنين : " هو والآب" وبذلك تكون صحيحة حسب مقاييس حرفية الناموس الذى يفهمونة (يوحنا ١٦: ٣٢ ) 32 هوذا تاتي ساعة، وقد اتت الان، تتفرقون فيها كل واحد الى خاصته، وتتركونني وحدي. وانا لست وحدي لان الاب معي. " 
بَل أَنَا وَالآبُ الخ أي أن ما يفعله الآب يفعله بي لأني كلمته.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى وإن كنت لا أدين الآن الذين لم يؤمنوا بى فسأدينهم بعدل ودينونتى حق وصحيحة لأنها موافقة لإرادة الآب فأن ما يفعله الاب يفعله بى لأنى كلمته ـ ولكن ليس هذا زمان الدينونة هكذا فسر يوحنا فم الذهب .

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 17)  17 وايضا في ناموسكم مكتوب ان شهادة رجلين حق:

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) "وَأَيْضاً فِي نَامُوسِكُمْ "  نَامُوسِكُمْ نسب الناموس إليهم لأنهم ادعوا أنهم مفسرون وافتوا بفتاويهم البشرية فيه فلوثوا روحانية العهد القديم ولأجل هذا قال المسيح عبارتة الشهيرة (مر 2: 27)  ثم قال لهم: «السبت إنما جعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت. "
عرف قاموس الكتاب المقدس " ناموس " هو اسم يوناني الأصل معناه [شريعة أو قانون]:قد جاء الناموس من يد الله على يد موسى. ومع أن لفظة الناموس، لوحدها، تعني في بعض الأحيان العهد القديم كله (يو12: 34 و1 كو 14: 21) فإنها ترمز إلى ناموس موسى في معظم الأحيان (يش1: 8 ونح8: 2 و3 و14). وهي ليست شريعة موسى إلا بالاسم، لأنها من عند الله، ومن وضع الله. إنما سلمت إلى البشر عن طريق موسى في سيناء (خر20: 19-22 ويش24: 26 ومت15: 4 ويو1: 17 و2 كو 3: 3). وقد كتبت في كتاب (يش1: 7 و8). وحوت الشريعة الموجودة في الخروج واللاويين والعدد والتثنية (قابل مر12: 26 مع خر3: 6 ومر7: 10 مع خر20: 12 ولو2: 22 و23 ويو7: 22 و23 مع لا12: 2 و3 ومت8: 4 مع لا14: 3 ومت19: 8، 22: 24 مع تث24: 1، 25: 5).

 1- يطلق على مبادئ في قلوب البشر متى لم يكن عندهم الناموس الخارجي المعروف (رو2: 14). 2- ناموس الذهن الذي يسبي الإنسان إلى الخطيئة ويحارب الناموس الخارجي المعروف (رو7: 23). 3- ناموس موسى، وهو الشريعة التي وضعها موسى، بوحي من الله، في الحقوق المدنية والاجتماعية والأدبية والطقسية (مت5: 17 ويو1: 17 ورو10: 1-18 وأف2: 15). وسميت شريعة موسى ناموسا لأن فيها صفات الناموس، أي أنها تكون مجموعة قوانين للسلوك تضعها سلطة عليا منفذة وتشرف على تطبيقها ومعاقبة من يخرج عنها. ولما كان من الطبيعي أن تنشأ بعض العادات والتقاليد ضمن المجتمع الواحد وتقوى مع الأيام حتى تصبح من تراث ذلك المجتمع المقدس ويصبح تطبيقها أمرا ضروريا والخروج عنها أمرا مخالفا لمصالح المجتمع. وضمن ناموس موسى الكثير من العادات التي كانت معروفة من قبل موسى، والتي أعطاها موسى الصيغة الرسمية، وجعلها من ضمن القانون، ومن ضمن الشريعة والناموس، مثل قصاص القاتل (تك9: 6) والزانية (تك38: 24) وزواج الأخ من أرملة أخيه (تك38: 8) والتمييز بين الحيوانات الطاهرة والنجسة (تك8: 20) وحفظ السبت يوما للرب (تك2: 3).

2) " مَكْتُوبٌ: أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌّ"  معنى الحق هنا الأمر المثبت بمقتضى مطالب الشرع .ورد هذا القانون فى العهد القديم فى (تثنية ١٧: ٦) 6 على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل.لا يقتل على فم شاهد واحد. و(تث ١٩: ١٥) 15 لا يقوم شاهد واحد على انسان في ذنب ما او خطية ما من جميع الخطايا التي يخطئ بها.على فم شاهدين او على فم ثلاثة شهود يقوم الامر. وفى المسيحية كان قرار المسيح فى حالة الخطأ بين الأخوة فى المسيحية أن يعاتب المخطئ على إنفراد (متّى ١٨: ١٦) 16 وان لم يسمع فخذ معك ايضا واحدا او اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين او ثلاثة. (٢كورنثوس ١٣: ١) 1 هذه المرة الثالثة اتي اليكم.على فم شاهدين وثلاثة تقوم كل كلمة. و(عبرانيين ١٠: ٢٨) 28 من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رافة. 
 استشهدوا على يسوع ليبينوا أنه مذنب وليشتكوا عليه بأنه مخالف له، مع أنه خضع لناموسهم طوعاً واختياراً، بينما هم مكلفون به ومجبرون عليه، ولذلك لم يقل «ناموسنا» دون أن يقصد بذلك إبطال الناموس أو نقضه (متّى ٥: ١٧).

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 18)   18 انا هو الشاهد لنفسي، ويشهد لي الاب الذي ارسلني».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَنَا هُوَ" هنا يظهر يسوع ألوهيته فى عبارة "أنا هو " أى أنا فى الآب والآب فى (يو 14: 10)  ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟ الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال. "

وعبارة "أنا هو" كما يقول الدكتور غالى الشهير ب هولى بايبل تعبير انا هو ( ايجو ايمي ) εγω ειμι Ego eimi تعبير ايجو ايمي لوحده لا يفهم منه لاهوت المسيح ولكن يفهم بوضوح من سياق الكلام ان كان تعبير عن لاهوت او تعبير بشري عادي فهو يعني انا اكون وقد تعني كينونه محدوده للبشر او كينونه مطلقه ازليه ابديه للمسيح وهذا يفهم من سياق الكلام فتعبير ايجو ايمي اتي 305 مره في الكتاب المقدس بعهديه (أش 41: 4) مَنْ فَعَلَ وَصَنَعَ دَاعِياً الأَجْيَالَ مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ " (أش 43: 10) أَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. (أش 53: 6) لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي. لِذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ. هَئَنَذَا». استخدم تعبير ايجو ايمي في انجيل يوحنا 24 مره, 17 مره منهم تبعها مفعول به بعض منهم يؤكد لاهوت المسيح ليس فقط في تعبير ايجو ايمي ولكن في الوصف المضاف اليها

و منهم الكثير استخدم عن البشر في مواقف عاديه ولكن منهم 30 مره اعلان واضح عن لاهوت السيد المسيح في العهد الجديد ويفهم من سياق الكلام معظمهم في انجيل يوحنا

يعنى أنا هو الكائن  "يهوه"  وقد ورد اسم يهوه في اللغة العبرية في العهد القديم 6823 مرة . ومنذ أواخر القرن الرابع ق. م تزايد الخوف من تدنيس اسم يهوه، فمنع الشعب من النطق به. وأصبح لا يستطيع التلفظ به إلا رئيس الكهنة عند تلاوة الصلاة وأعطاها البركة في الهيكل واستعاضوا عن النطق به بأسماء أهمها "اودني" أي الرب والسيد. واستعملت هذه الكلمة أيضا بدلا من يهوه في الترجمة السبعينية (السبتواغنتا Septuagint)، في القرن الثالث قبل المسيح لفظة "كيريوس" κύριος "رب" بدلًا منه.  وكان الرب يكلم موسى ويقول له عن إسمه أهيه / يهوه..  أهية ويهوه الإسمان بمعنى واحد في صيغتين مختلفتين من فعل الكينونة في العبرية هو أو هيا = To BE. فأهية هو صيغة المضارع للمتكلم الفرد أكون أو أنا هو = I AM. وبذلك يكون معنى أهية الذي أهية= أكون الذي أكون. كما أن يهوه هي صيغة المضارع للغائب= HE IS= يكون  / أنا هو الكائن
يوحنا ٥: ٣٧
2) " الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، هذا جواب لقول الفريسيين «أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ. شَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقّاً» (ع ١٣). فالمسيح بعد أن بيّن عدم اضطراره إلى الشهود كالناس، وأن شهادته لنفسه حق وكافية، شاء أن يتنازل إلى إثبات دعواه بالشهود كما يفعل اليهود الذين يتبعوون ناموس موسى  وذلك كما فعل يوم معموديته إذ قال للمعمدان «اسْمَحِ الآنَ، لأنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ» (متّى ٣: ١٥) وكما فعل لبطرس في أمر جزية الهيكل (متّى ١٧: ٢٧).
أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي قال إنه «نور العالم» وشهدت بذلك سيرته وتعليمه. والشمس لا تحتاج إلى دليل على وجودها لأن ضوءها يشهد لها.
3) " وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي" خطأ اليهود بظنهم قول المسيح شهادة شاهدٍ واحدٍ بشريٍ، والحق أن الله هو الذي كان يتكلم بفمه، وكان يجب عليهم أن يروا لاهوته تحت حجاب ناسوته، وأنه نائب عن الآب في كل أعماله.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 19)  19 فقالوا له:«اين هو ابوك؟» اجاب يسوع: «لستم تعرفونني انا ولا ابي. لو عرفتموني لعرفتم ابي ايضا».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
† "  اين هو ابوك؟  " ..  عندما تكلم يسوع الكلمة (ألإبن) تكلم باللاهوتيات وهوذا فوق إدراكهم العقلى والحسى الملموس وقد فهموا أقواله حرفيا وجسديا حسب قدرتهم المعرفية ، واللاهوت فى هذا الوقت وكذلك الأمور المستقبلية التى كان يقولها يسوع لتلاميذه عن صلبه وقيامته لأنها كانت تخص المستقبل فقد كانت عقولهم لا تستوعبها (يو 27)  
 † " لو عرفتموني لعرفتم ابي ايضا " ..  جملة شرطية من الصنف الثالث تدعى " ضد الحقيقة " بمعنى " لو عرفتمونى .. ولكنكم لم تعرفونى لكنتم عرفتم أبى ولكنكم لا تعرفونه" ويتكرر هذا الجزء من الآية فى (يو 5: 37)
1) " فَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ؟" أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ؟ هذا ليس نتيجة الشك، فلم يسأله الفريسييين "من هو أبوك ؟ لأن المسيح أوضح لهم مراراً أن الآب أبوه، إنما هو استهزاء به وإنكار لدعواه، فكأنهم قالوا: أهذا شاهدك؟ أين هو؟ دعه يأتي ليشهد! وهم يحاولون أن ينفوا عن المسيح قدرة هذا " ألاب" على الشهادة لحساب المسيح مدركين أنهم يتعذر على المسيح أن يستحضر شهادة شفوية أو كتابية من هذا الآب
2) " لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا ولا أَبِي"  أي يدل سؤالكم على جهلكم إيانا، وعدم إرادتكم أن تعرفونا، وعلى جهلكم عماكم الروحي، وإلا لما سألتم ذلك وأنا أمامكم. لأنكم كان لتسمعوا وترون شهادته سواء أكانت مكتوبة أو مرأية يجب ان تعرفوا هذا ألاب قبل أن تسألوا عن مكان وجوده وتقولون : أين هو؟(يو 8: 55)  55 ولستم تعرفونه. واما انا فاعرفه. وان قلت اني لست اعرفه اكون مثلكم كاذبا، لكني اعرفه واحفظ قول نعم إن رؤية ألاب بالمسيح بعين الجسد من المحال، إنما يرى ذلك بعين الإيمان (يوحنا 3: 6) 6 المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح. وموضوع رؤية ألاب أعلنه المسيح لفيلبس حينما قال : أرنا الآب وكفانا ..  (يوحنا 14: 9). قال له يسوع: «أنا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس! الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت: أرنا الآب؟
3) " لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً»." لو كنتم أمنتم بى أنا المسيح كلمة الرب لعرفتونى أنا وأبى  جهل أحد الأقنومين يتضمن جهل الآخر، وعدم الإيمان بالمسيح يعنى عدم الأيمان بالآب ايضا  فعدم معرفة المسيح هو عدم معرفة الآب الذي أعلنه المسيح. وعدم معرفة ألاب الحقيقية تمنع معرفة الابن. وعلة عدم معرفتهم الأمرين هو عدم إرادتهم الوقوف على البراهين والأدلة على ذلك، لا نقصان تلك البراهين وضعف الأدلة. (يوحنا ١٤: ٧ ) 7 لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا. ومن الان تعرفونه وقد رايتموه».
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا فم الذهب : تعندما قال اليهود" أين ابوك"  فإنهم تظاهروا بأنهم يريدون أن يتعلموا ويعرفون الحق  حتى إذا قال المسيح ان الله ابوه بشتكون عليه بالتجديف ويرجمونه كما أرادوا أن يفعلوا ذلك قبلا (يو 5: 18) ولكون المسيح يعلم حقيقة خبث تفكيرهم وأنهم أرادوا أن يصيدوه بكلمة قال لهم : "لستم تعرفوننى أنا ولا أبى" وسبب جهل اليهود أن يسوع إبن الله هو عماهم الروحى وحبهم للسلطة الذى طمس عيونهم عن رؤية الحق لأنهم لو تركوا الحسد والكبرياء لعرفوا أن المسيح ليس مجردة إنسان بل هو الكلمة أى كان يجب عليهم أن يروا لاهوته تحت حجاب ناسوته ولو عرفوا ذلك لعرفوا أن اباه ليس فى الأرض وليس يوسف النجار بل هو الله ألآب.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 8: 20)  20 هذا الكلام قاله يسوع في الخزانة وهو يعلم في الهيكل. ولم يمسكه احد، لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخىأ
والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

لشدة أهمية قول المسيح «أنا هو نور العالم» عند يوحنا وتأثيره فيه، ذكر بعد نحو خمسين سنة المكان الذي قاله فيه.
1) " هَذَا الكلامُ قَالَهُ يَسُوعُ فِي الخِزَانَةِ" لم تكن هذه المرة الوحيدة التى يجلس فيها المسيح تجاة الخزانة (مرقس ١٢: ٤١) 41 وجلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقي الجمع نحاسا في الخزانة. وكان اغنياء كثيرون يلقون كثيرا. "  لم تكن الخزانة فى مكان منفصل فى الهيكل والتقاليد الربية تخبنا عن وجود 13 نوعا من الصناديق على شكل أبواق فى ساحة النساء ، خصصت كل منها لغرض محدد (مر 12: 41) وفى عيد المظال تضاء المصابيح الكبيرة خلال إحتفالات الأعياد   فِي الخِزَانَةِ انظر شرح مرقس ١٢: ١٤. كانت الخزانة في أحد أطراف دار النساء، قرب المحكمة الكبيرة التي كان يجتمع فيها أعضاء مجلس السبعين.السنهدرين وهذا المكان المسمى "جازت" gazith  ويقع بين رواق النساء والرواق الداهلى فإن كانوا يمرون للوصول للمجلس أو مجتمعين كان يمكنهم سماع كلامه. وهذا يوضح أن المسيح كان يلقى كلامه وعظاته هلى مسمع من أعضاء مجلس السنهدرين وقد اشار إليه المسيح فى محاكمته : "

(يو 18: 19- 20) 19 فسال رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه. 20 اجابه يسوع:«انا كلمت العالم علانية. انا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما. وفي الخفاء لم اتكلم بشيء. " وكانت في تلك الدار المنارات الأربع التى كانت توقد فى عيد المظال التي ذُكرت في تفسير وشرح (يو 8: 12) . 

الخزانة فى دار / فناء النساء بالهيكل
كانت دار او فناء النساء توجد صف من الأعمدة يحمل سقفا فوق السقف كانت تقف عليه النساء وتشاهد الصلوات بينما فى الفناء ذاته كان اللاويين يترنمون بمزامير داود وصلوات اخرى يقفون على 12 درجة تمثل أسباط بنى إسرائيل أمام الباب المؤدى للهيكل وكان الرجال والنساء يضعن تبرعاتهم ونذورهم وبكورهم وتقدماتهم فى 13  حاوية أو كيس أو صندوق (تسمى الخزانة)  له شكل البوق موضوعة على الحائط الذى يحيط بفناء النساء  .(مر 12: 41) وجلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقي الجمع نحاسا في الخزانة. وكان اغنياء كثيرون يلقون كثيرا.(مر 12: 43) فدعا تلاميذه وقال لهم: «الحق اقول لكم: ان هذه الارملة الفقيرة قد القت اكثر من جميع الذين القوا في الخزانة (لو 21: 1)  وتطلع فراى الاغنياء يلقون قرابينهم في الخزانة (يو 8: 20) هذا الكلام قاله يسوع في الخزانة وهو يعلم في الهيكل. ولم يمسكه احد، لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد." ولم يسمحوا رؤساء الكهنة بوضع الثلاثين من الفضة التى (مت 27: 6) فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: «لا يحل ان نلقيها في الخزانة لانها ثمن دم»
وذكر قاموس الكتاب المقدس تخت عبارة "خزانة الهيكل " خزانة هيكل هيرودس في العهد الجديد:[ أطلق اسم "الخزانة" في هيكل هيرودس على ساحة النساء حيث كان يوجد ثلاثة عشر صندوقًا على شكل البوق لتلقي فيها تقدمات العابدين. وفي ذلك المكان "جلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقي الجمع نحاسًا في الخزانة... فجاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين قيمتهما ربع" (مر 41:12 - 44، لو 1:21-4) وقد أطلق على هذا القسم من الهيكل صراحة "الخزانة" حيث نقرأ: "هذا الكلام قاله يسوع في الخزانة وهو يعلم في الهيكل" (يو 20:8). ولا نعدو الحقيقة إذا استنتجنا من هنا أن هذه الساحة كانت هي المكان المعتاد الذي كان يجلس فيه الرب في الهيكل ليعلِّم.]
2) " وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الهَيْكَلِ." فِي الهَيْكَلِ أي في إحدى دوره أو أورقته  فإذاً اختار أنسب مكان في المدينة ليخاطب الجموع.(يوحنا 7: 8 و 13) 8 لانكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس: غسل الاباريق والكؤوس وامورا اخر كثيرة مثل هذه تفعلون».  13 مبطلين كلام الله بتقليدكم الذي سلمتموه. وامورا كثيرة مثل هذه تفعلون».
3) " وَلَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ، لأنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ»."
  راجع (يو 2: 4) مع أنه في وسط أعدائه وفي بيتهم وتحت سلطانهم. والذي منعهم من ذلك هيبته، وخوف محاماة الشعب عنه، وقوته الإلهية لأن ساعته لم تكن قد أتت، أي الوقت الذي عيَّنه الله لموته فداء.

ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"الخزانة " هى أحد الأماكن فى الهيكل وكانت معدة لحفظ أمتعة الهيكل ودراهمة وكان مسموحا لليهود أن يدخلوها ، وكان يسوع ينتهز فرصة إجتماع الكثيرين منهم ليعلمهم ومع أنه كان غى وسط أعدائه إلا أنه لم يقدر  أحد منهم أن يمسكه لأنه أمسك أيديهم وغلها بقوته لأن ساعة آلامه وصلبه لم تكن قد جائت بعد .

 


This site was last updated 01/29/21