Home Up المقريزى يصف القاهرة خراب القاهرة المقريزى والقاهرة والأيوبيين قصور الفاطميين بالقاهرة عيد الغدير المكتبه دار الوزارة والحكم دار سك العملة مناظر وحدائق القاهرة الخلفاء وأسطول مصر الأعياد والفاطميون سجون مدينة مصر الصناعات الحربية دار سك العملة ترميم ابواب القاهرة الأثرية حمام السلطان الأشرف اينال وكالات وقصور إسماعيل وتخطيط القاهرة حلوان سبيل أم محمد على New Page 6440 New Page 6441 إنارة القلعة وترميم المساجد | | سبيل «أم محمد على».. المبنى الأثرى تحول إلى «ورشة بامبو» ومنفذ توزيع صحف.. و٤ شقق إيجار بـ١٠ جنيهات المصرى اليوم كتب سحر المليجى ١/ ٨/ ٢٠١٠ يوجد سبيل «أم محمد على الصغير» خلف مسجد الفتح فى القاهرة، وهو على شكل نصف دائرة ملىء بالنقوش واللوحات الرخامية والنحاسية، ويعمل المجلس الأعلى للآثار الآن على تنظيفه وإعادة تلميع رخامه الأبيض الذى أخفى الزمن لونه، وبث الحياة فى الأشكال الهندسية التى تشكلت منها أبوابه ذات الزخارف الإسلامية، والنقوش الموجودة على حوائطه، ولوحتين كبيرتين من النحاس يسجلان تاريخ السبيل، الذى اختفى مدخله خلف مكتب توزيع صحف وكتب تابع لإحدى المؤسسات القومية، ومحال أقمشة. فى الجانب الأيمن من الباب الرئيسى للسبيل، يوجد ممر يصل إلى داخله، كما يصل إلى باب ورشة «الحاج على البدرى وأولاده لصناعة البامبو»، والموجودة داخل السبيل، وهى الورشة التى يعمل بها عم يحيى منذ ٣٠عاماً، يروى بعض ذكرياته عنها بقوله: «هذا المكان قريب من قلبى، لأنه شاهد معى أياماً كثيرة من حياتى، ورغم أنه مكان أثرى، إلا أن ما يربطنى به ليس قيمته، وإنما حياتى التى عشتها فيه، خاصة أننى لا أتركه إلا بعد انتهاء العمل والذى قد يمتد إلى منتصف الليل». الحال نفسها عند عم هلال الذى يعمل فى الورشة منذ عام ١٩٨٧، لكنه تأثر بالفترة الطويلة التى قضاها بداخله، ويشرح ذلك بقوله: «كل مكان يعيش فيه الإنسان يأخذ منه بعض الصفات الإنسانية، وقد اكتسبت من المساحة الكبيرة والحوائط الطويلة فى المكان، الهدوء النفسى، رغم ازدحام الحياة خارجه». وأضاف عم هلال: «عندما جئت للعمل بهذه الورشة كنت أجلس مع غفير السبيل الذى أخبرنى أنه سبيل أم محمد على، وأن الدور الأول الذى توجد به الورشة، كان خزاناً كبيراً للمياه يتصل بالنيل، حيث لم تكن هناك بيوت أو شوارع تفصل بين منطقة رمسيس والنيل، وكان السبيل مسؤولاً عن مد سكان المنطقة بالمياه، ومع دخول المياه إلى المساكن تم ردمه، وأغلق السبيل نفسه، وانتقلت تبعيته إلى وزارة الأوقاف والتى قررت فى خمسينيات القرن الماضى، تأجير شققه الأربع، بالإضافة إلى عدد من الشركات والمحال». وأوضح عم هلال أن السبيل يتميز بمساحته التى تصل إلى ٥٠٠ متر، واعتدال جوه الداخلى لارتفاع حوائطه، إلى جانب وجوده فى قلب العاصمة، فضلاً عن الإيجار الزهيد الذى يصل إلى نحو ١٠ جنيهات شهرياً، مشيراً إلى أن ما يخيف سكانه الآن هو صدور قرار بإخلائه، ولذلك لا يقومون بأى أعمال ترميم. قال محمد محمود الحضرى، أحد سكان السبيل: «أنا أعيش هنا منذ عام ١٩٥٠، وكان عمرى وقتها ١٨ سنة، وهذا السبيل كان منزل محمد على باشا نفسه، ثم تركه وانتقل للسكن فى القلعة، ووقتها توفى ابنه فقرر تحويل القصر إلى سبيل، وبعد وفاته، تم نقل ملكيته إلى وزارة الأوقاف، والتى قررت تأجيره كشقق سكنية ومحال، وأشار علىّ أحد أصدقائى أن نستأجر شقتين، وعندما زرت المكان أحببته، وقررت أن أعيش فيه، بسبب مساحته الواسعة، وقربه من ميدان رمسيس، وفيه أنجبت أولادى الخمسة الذين تزوجوا وانتقلوا إلى أماكن أخرى لكننى مازلت أعيش فيه مع زوجتى». وأضاف الحضرى: «البيت رغم أنه أثرى، لكننى لا أراه كذلك، أنا أعيش فيه لأنه بيتى، كم أن السائحين لا يدخلون شقتى، ويكتفون برؤية السبيل من الخارج، أو الدخول إلى صحن البيت، وأكبر مشكلة تواجهنا هى أن كل شقق الأوقاف يتم تملكها بعد ٢٠ أو ٣٠ سنة، لكننا نعيش هنا منذ ٦٠ سنة دون أن أتمكن من تملكها، أو حتى تغيير شكلها، رغم دهانها منذ نحو ٣ سنوات بعد استئذان وزارة الأوقاف، ونحن ليس لنا علاقة بهيئة الآثار التى تهتم بشكل المبنى من الخارج فقط». |