Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الأعياد والمواسم التى كان يحتفل بها الخلفاء الفاطميون فى مصر

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
المقريزى يصف القاهرة
خراب القاهرة
المقريزى والقاهرة والأيوبيين
قصور الفاطميين بالقاهرة
عيد الغدير
المكتبه
دار الوزارة والحكم
دار سك العملة
مناظر وحدائق القاهرة
الخلفاء وأسطول مصر
الأعياد والفاطميون
سجون مدينة مصر
الصناعات الحربية
دار سك العملة
ترميم ابواب القاهرة الأثرية
حمام السلطان الأشرف اينال
وكالات وقصور
إسماعيل وتخطيط القاهرة
حلوان
سبيل أم محمد على
New Page 6440
New Page 6441
إنارة القلعة وترميم المساجد

Hit Counter

 

 ذكر المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 94 من 167 )  : " الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعيادًا ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة‏:‏ أعياد ومواسم وهي‏:‏ موسم رأس السنة وموسم أول العام ويوم عاشوراء ومولد النبي صلى الله عليه وسلم ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومولد الحسن ومولد الحسين عليهما السلام ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام ومولد الخليفة الحاضر وليلة أول رجب وليلة نصفه وليلة أول شعبان وليلة نصفه وموسم ليلة رمضان وغرة رمضان وسماط رمضان وليلة الختم وموسم عيد الفطر وموسم عيد النحر وعيد الغدير وكسوة الشتاء وكسوة الصيف وموسم فتح الخليج ويوم النوروز ويوم الغطاس ويوم الميلاد وخميس العدس وأيام الركوبات‏.‏موسم رأس السنة‏:‏ وكان للخلفاء الفاطميين اعتناء بليلة أول المحرم في كل عام لأنها أول ليالي السنة وابتداء أوقاتها وكان من رسومها في ليلة رأس السنة أن يعمل بمطبخ القصر عدة كثيرة من الخراف المقموم والكثير من الرؤوس المقموم وتفرق على جميع أرباب الرتب وأصحاب الدواوين من العوالي والأدوان أرباب السيوف والأقلام مع جفان اللبن والخبز وأنواع الحلواء فيعم ذلك سائر الناس من خاص الخليفة وجهاته والأستاذين المحنكين إلى أرباب الضوء وهم المشاعلية ويتنقل ذلك في أيدي أهل القاهرة ومصر‏.‏

موسم أول العام‏:‏ وكان لهم بأول العام عناية كبيرة فيه يركب الخليفة بزيه المفخم وهيئته العظيمة كما تقدم ويفرق فيه دنانير الغرة التي مر ذكرها عند ذكر دار الضرب ويفرق من السماط الذي يعمل بالقصر لأعيان أرباب الخدم من أرباب السيوف والأقلام بتقرير مرتب خرفان شواء وزبادي طعام وجامات حلواء وخبر وقطع منفوخة من سكر وأرز بلبن وسكر فيتناول الناس من ذلك ما يجل وصفه ويتبسطون بما يصل إليهم من دنانير الغرة من رسوم الركوب كمال شرح فيما تقدم‏.‏

يوم عاشوراء‏:‏ كانوا يتخذونه يوم حزن تتعطل فيه الأسواق ويعمل فيه السماط العظيم المسمى‏:‏ سماط الحزن وقد ذكر عند ذكر المشهد الحسيني فانظره‏.‏

وكان يصل إلى الناس منه شيء كثير فلما زالت الدولة اتخذ الملوك من بني أيوب يوم عاشوراء يوم سرور يوسعون فيه على عيالهم ويتبسطون في المطاعم ويصنعون الحلاوات ويتخذون الأواني الجديدة ويكتحلون ويدخلون الحمام جريًا على عادة أهل الشام التي سنها لهم الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان ليرغموا بذلك آناف شيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الذين يتخذون يوم عاشوراء يوم عزاء وحزن فيه على الحسين بن علي لأنه قتل فيه وقد أدركنا بقايا مما عمله بنو أيوب من اتخاذ يوم عاشوراء يوم سرور وتبسط وكلا الفعلين غير جيد والصواب ترك ذلك والاقتداء بفعل السلف فقط‏.‏

وما أحسن قول أبي الحسين الجزار الشاعر يخاطب الشريف شهاب الدين ناظر الأهراء وكتب بها إليه ليلة عاشوراء عندما أخر عنه ما كان من جاريه في الأهراء‏:‏ قل لشهاب الدين ذي الفضل الندي والسيد بن السيد بن السيد أقسم بالفرد العلي الصمد إن لم يبادر لنجاز موعدي لأحضرن للهناء في غد محكل العينين مخضوب اليد يعرض للشريف‏:‏ بما يرمي به الأشراف من التشيع وإنه إذا جاء بهيئة السرور في يوم عاشوراء غاظه ذلك لأنه من أفعال الغضب وهو من أحسن ما سمعته في التعريض فلله دره‏.‏

عيد النصر‏:‏ وهو السادس عشر من المحرم عمله‏:‏ الخليفة الحافظ لدين الله لأنه اليوم الذي ظهر فيه من محبسه ويفعل فيه ما يفعل في الأعياد منن الخطبة والصلاة والزينة والتوسعة في النفقة وكتب فيه أبو القاسم علي بن الصيرفي إلى بعض الخطباء‏:‏ عيد النصر وهو أفضل الأعياد وأسناها وأعلاها وأدلها على تقصير الواصف إذا بلغ وتناهى ونحن نأمرك أن تبرز في يوم الأحد السادس عشر من المحرم سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة على الهيئة التي جرت العادة بمثلها في الأعياد وتوعد بأن تقرأ على الناس الخطبة التي سيرناها إليك قرين هذا الأمر بشرح هذا اليوم وتفصيله وذكر ما خصه الله به من تشريفه وتفضيله وتعتمد في ذلك ما جرى الرسم فيه كل يعيد وتنتهي فيه إلى الغاية التي ليس عليها مزيد فاعلم هذا واعمل به إن شاء الله تعالى‏.‏

المواليد الستة‏:‏ كانت مواسم جليلة عمل الناس فيها ميزان من ذهب وفضة وخشكنانج وحلواء كما مر ذلك‏.‏

ليالي الوقود الأربع‏:‏ كانت من أبهج الليالي وأحسنها يحشر الناس لمشاهدتها من كل أوب وتصل إلى الناس فيها أنواع من البر وتعظم فيها ميزة أهل الجوامع والمشاهد فانظره في موضعه تجده‏.‏

موسم شهر رمضان‏:‏ وكان لهم في شهر رمضان عدة أنواع من البر منها‏:‏ كشف المساجد قال الشريف الجواني في كتاب النقط‏:‏ كان القضاة بمصر إذا بقي لشهر رمضان ثلاثة أيام طافوا يومًا على المشاهد والمساجد بالقاهرة ومصر فيبدأون بجامع المقس ثم بجوامع القاهرة ثم بالمشاهد ثم بالقرافة ثم بجامع مصر ثم بمشهد الرأس لنظر حصر ذلك وقناديله وعمارته وإزالة شعثه وكان أكثر الناس ممن يلوذ بباب الحكم والشهود والطفيليون يتعينون لذلك اليوم والطواف مع القاضي لحضور السماط‏.‏

إبطال المسكرات‏:‏ قال ابن المأمون‏:‏ وكانت العادة جارية من الأيام الأفضلية في آخر جمادى الآخرة من كل سنة‏:‏ أن تغلق جميع قاعات الخمارين بالقاهرة ومصر وتختم ويحذر من بيع الخمر فرأى الوزير المأمون لما ولي الوزارة بعد الأفضل بن أمير الجيوش أن يكون ذلك في سائر أعمال الدولة فكتب به إلى جميع ولاة الأعمال وأن ينادى بأنه من تعرض لبيع شيء من المسكرات أو لشرائها سرًا أو جهرًا فقد عرض نفسه لتلافها وبرئت الذمة من هلاكها‏.‏

ومنها غرة رمضان‏:‏ وكان في أول يوم من شهر رمضان يرسل لجميع الأمراء وغيرهم من أرباب الرتب والخدم لكل واحد طبق ولكل واحد من أولاده ونسائه طبق فيه حلواء وبوسطه صرة من ذهب فيعم ذلك سائر أهل الدولة ويقال لذلك غرة رمضان‏.‏

ومنها ركوب الخليفة في أول شهر رمضان‏:‏ قال ابن الطوير‏:‏ فإذا انقضى شعبان اهتم بركوب أول شهر رمضان وهو يقوم مقام الرؤية عند المتشيعين فيجري أمره في اللباس والآلات والأسلحة والعرض والركوب والترتيب والموكب والطريق المسلوكة كما وصفناه في أول العام لا يختل ومنها سماط شهر رمضان‏:‏ وقد تقدم ذكر السماط في قاعة الذهب من القصر‏.‏

سحور الخليفة‏:‏ قال ابن المأمون‏:‏ وقد ذكر أسمطة رمضان وجلوس الخليفة بعد ذلك في الروشن إلى وقت السحور والمقرئون تحته يتلون عشرًا ويطربون بحيث يشاهدهم الخليةف ثم حضر بعدهم المؤذنون وأخذوا في التكبير وذكر فضائل السحور وختموا بالدعاء وقدمت المخاد للوعاظ فذكروا فضائل الشهر ومدح الخليفة والصوفيات وقام كل من الجماعة للرقص ولم يزالوا إلى أن انقضى من الليل أكثر من نصفه فحضر بين يدي الخليفة أستاذ بما أنعم به عليهم وعلى الفراشين وأحضرت جفان القطائف جرار الجلاب برسمهم فأكلوا وملأوا أكمامهم وفضل عنهم ما تخطفه الفراشون ثم جلس الخليفة في السدلا التي كان بها عند الفطور وبين يديه المائدة معبأة جميعها من جميع الحيوان وغيره والقعبة الكبيرة الخاص مملوءة أوساطه بالهمة المعروفة وحضر الجلساء واستعمل كل منهم ما اقتدر عليه وأومأ الخليفة بأن يستعمل من القعبة فيفرق الفراشون عليهم أجمعين وكل من تناول شيئًا قام وقبل الأرض وأخذ منه على سبيل البركة لأولاده وأهله لأن ذلك كان مستفاضًا عندهم غير معيب على فاعله ثم قدمت الصحون الصيني مملوءة قطائف فأخذ منها الجماعة الكفاية‏.‏

وقام الخليفة وجلس بالباذهنج وبين يديه السحورات المطيبات من لبئين رطب ومخض وعدة أنواع عصارات وأفطلوات وسويق ناعم وجريش جميع ذلك بقلوبات وموز ثم يكون بين يديه صينية ذهب مملوءة سفوفًا وحضر الجلساء وأخذ كل منهم في تقبيل الأرض والسؤال بما ينعم عليه منه فتناوله المستخدمون والأستاذون وفرقوه فأخذه القوم في أكمامهم ثم سلم الجميع وانصرفوا‏.‏

ومنها الختم في آخر رمضان‏:‏ وكان يعمل في التاسع والعشرين منه‏.‏

قال ابن المأمون‏:‏ ولما كان التاسع والعشرون من شهر رمضان خرج الأمر بأضعاف ما هو مستقر للمقرئين والمؤذنين في كل ليلة برسم السحور بحكم أنها ليلة ختم الشهر وحضر الأجل الوزير المأمون في آخر النهار إلى القصر للفطور مع الخليفة والحضور على الأسمطة على العادة وحضر إخوته وعمومته وجميع الجلساء وحضر المقرئون والمؤذنون وسلموا على عادتهم وجلسوا تحت الروشن وحمل من عند معظم الجهات والسيدات والمميزات من أهل القصور ثلاجي وموكبيات مملوءة ملفوفة في عراضي ديبقي وجعلها أمام المذكورين لتشملها بركة ختم القرآن الكريم واستفتح المقرئون من الحمد إلى خاتمة القرآن تلاوة وتطريبًا ثم وقف بعد ذلك من خطب فأسمع ودعا فأبلغ ورفع الفراشون ما أدوه برسم الجهات ثم كبر المؤذنون وهللوا وأخذوا في الصوفيات إلى أن نثر عليهم من الروشن دنانير ودراهم ورباعيات وقدمت جفان القطائف على الرسم مع البسندود والحلواء فجروا على عادتهم وملأوا أكمامهم ثم خرج أستاذ من باب الدار الجديدة بخلع خلعها على الخطيب وغيره ودراهم تفرق على الطائفتين من المقرئين والمؤذنين‏.‏
 ذكر المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 95 من 167 )  : "  قافلة الحج‏:‏ قال في كتاب الذخائر والتحف‏:‏ إن المنفق على الموسم كان في كل سنة تسافر فيها القافلة‏:‏ مائة ألف وعشرين ألف دينار منها‏:‏ ثمن الطيب والحلواء والشمع راتبًا في كل سنة‏:‏ عشرة آلاف دينار ومنها‏:‏ نفقة الوفد الواصلين إلى الحضرة‏:‏ أربعون ألف دينار ومنها في ثمن الحمايات والصدقات وأجرة الجمال ومعونة من يسير من العسكرية وكبير الموسم وخدم القافلة وحفر الآبار وغير ذلك‏:‏ ستون ألف دينار وإن النفقة كانت في أيام الوزير البازوري‏:‏ قد زادت في كل سنة وبلغت إلى مائتي ألف دينار ولم تبلغ النفقة على الموسم مثل ذلك في دولة من الدول‏.‏

موسم عيد الفطر‏:‏ وكان لهم في موسم عيد الفطر عدة وجوه من الخيرات منها‏:‏ تفرقة الفطرة وتفرقة الكسوة وعمل السماط وركوب الخليفة لصلاة العيد وقد تقدم ذكر ذلك كله فيما سبق‏.‏

عيد النحر‏:‏ فيه تفرقة الرسوم من الذهب والفضة وتفرقة الكسوة لأرباب الخدم من أهل السيف والقلم وفيه ركوب الخليفة لصلاة العيد وفيه تفرقة الأضاحي كما مر ذلك مبينًا في موضعه من هذا الكتاب‏.‏

عيد الغدير‏:‏ فيه تزويج الأيامى وفيه الكسوة وتفرقة الهبات لكبراء الدولة ورؤسائها شيوخها وأمرائها وضيوفها والأستاذين المحنكين والمميزين وفيه النحر أيضًا وتفرقة النحائر على أرباب الرسوم وعتق الرقاب وغير ذلك كما سبق بيانه فيما تقدم‏.‏

كسوة الشتاء والصيف‏:‏ وكان لهم في كل من فصلي الشتاء والصيف كسوة تفرق على أهل الدولة وعلى أولادهم ونسائهم وقد مر ذكر ذلك‏.‏

موسم فتح الخليج‏:‏ وكانت لهم في موسم فتح الخليج وجوه من البر منها‏:‏ الركوب لتخليق المقياس ومبيت القراء بجامع المقياس وتشريف ابن أبي الرداد بالخلع وغيرها وركوب الخليفة إلى فتح الخليج وتفرقة الرسوم على أرباب الدولة من الكسوة والعين والمآكل والتحف وقد تقدم تفصيل ذلك‏.‏

النوروز وكان النوروز القبطي في أيامهم من جملة المواسم فتتعطل فيه الأسواق ويقل فيه سعي الناس في الطرقات وتفرق فيه الكسوة لرجال أهل الدولة وأولادهم ونسائهم والرسوم من المال وحوائج النوروز‏.‏

قال ابن زولاق‏:‏ وفي هذه السنة يعني سنة ثلاث وستين وثلثمائة منع المعز لدين الله من وقود النيران ليلة النوروز في السكك ومن صب الماء يوم النوروز‏.‏

وقال‏:‏ في سنة أربع وستين وثلثمائة‏:‏ وفي يوم النوروز زاد اللعب بالماء ووقود النيران وطاف أهل الأسواق وعملوا فيلة وخرجوا إلى القاهرة بلعبهم ولعبوا ثلاثة أيام وأظهروا السماجات والحلي في الأسواق ثم أمر المعز بالنداء بالكشف وأن لا توقد نار ولا يصب ماء وأخذ قوم فحبسوا وأخذ قوم فطيف بهم على الجمال‏.‏

وقال ابن ميسر‏:‏ في حوادث سنة ست عشرة وخمسمائة‏:‏ وفيها أراد الآمر بأحكام الله أن يحضر إلى دار الملك في النوروز الكائن في جمادى الآخرة في المراكب على ما كان عليه الأفضل بن أمير الجيوش فأعاد المأمون عليه أنه لا يمكن فإن الأفضل لا يجري مجراه مجرى الخليفة وقال ابن المأمون‏:‏ وحل موسم النوروز في التاسع من رجب سنة سبع عشرة وخمسمائة ووصلت الكسوة المختصة به من الطراز وثغر الإسكندرية مع ما يبتاع من المذاب المذهبة والحريري والسوادج وأطلق جميع ما هو مستقر من الكسوات الرجالية والنسائية والعين والورق وجميع الأصناف المختصة بالموسم على اختلافها بتفصيلها وأسماء أربابها وأصناف النوروز البطيخ والرمان وعراجين الموز وأفراد البسر وأقفاص التمر القوصي وأقفاص السفرجل وبكل الهريسة المعمولة من لحم الدجاج ولحم الضأن ولحم البقر من كل لون بكلة مع خبز بر مارق‏.‏

قال‏:‏ وأحضر كاتب الدفتر‏:‏ الإثبابات بما جرت العادة به من إطلاق العين والورق والكسوات على اختلافها في يوم النوروز وغير ذلك من جميع الأصناف وهو أربعة آلاف دينار وخمسة عشر ألف درهم فضة والكسوات عدة كثيرة من شقق ديبقي مذهبات وحريريات ومعاجر وعصائب مشاومات ملونات وشقق لاذ مذهب وحريري ومشفع وفوط ديبقي حريري‏.‏

فأما العين والورق والكسوات فذلك لا يخرج عمن تحوزه القصور ودار الوزارة والشيوخ والأصحاب والحواشي والمستخدمون ورؤساء العشاريات وبحارتها ولم يكن لأحد من الأمراء على اختلاف درجاتهم في ذلك نصيب وأما الأصناف من البطيخ والرمان والبسر والتمر والسفرجل والعناب والهرائس على اختلافها فيشمل ذلك جميع من تقدم ذكرهم ويشكرهم في ذلك جميع الأمراء أرباب الأطواق والأقصاب وسائر الأماثل وقد تقدم شرح ذلك فوقع الوزير المأمون على جميع ذلك بالإنفاق‏.‏

وقال القاضي الفاضل في تعليق المتجددات لسنة أربع وثمانين وخمسمائة‏:‏ يوم الثلاثاء أربع عشر رجب يوم النوروز القبطي وهو مستهل توت وتوت أول سنتهم وقد كان بمصر في الأيام الماضية والدولة الخالية يعني دولة الخلفاء الفاطميين من مواسم بطالاتهم ومواقيت ضلالاتهم فكانت المنكرات ظاهرة فيه والفواحش صريحة في يومه ويركب فيه أمير موسوم‏:‏ بأمير النوروز ومعه جمع كثير ويتسلط على الناس في طلب رسم رتبه على دور الأكابر بالجمل الكبار ويكتب مناشير ويندب مترسمين كل ذلك يخرج مخرج الطير ويقنع بالميسور من الهبات ويتجمع المؤنثون والفاسقات تحت قصر اللؤلؤة بحيث يشاهدهم الخليفة وبأيديهم الملاهي ويتراش الناس بالماء وبالماء والخمر وبالماء ممزوجًا بالأقدار فإن غلط مستور وخرج من داره لقيه من يرشه ويفسد ثيابه ويستخف بحرمته فإما فدى نفسه وإما فضح ولم يجر الحال في هذا النوروز على هذا ولكن قد رش الماء في الحارات وأحيى المنكر في الدور أرباب الخسارات‏.‏

وقال‏:‏ في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة‏:‏ وجرى الأمر النوروز على العادة من رش الماء واستجد فيه هذا العام التراجم بالبيض والتصافع بالأنطاع وانقطع الناس عن التصرف ومن ظفر به في الطريق رش بمياه نجسة وخرق به‏.‏

قال مؤلفه رحمه الله تعالى‏:‏ إن أول من اتخذ النوروز‏:‏ جمشيد ويقال في اسمه أيضًا‏:‏ جمشاد أحد ملوك الفرس الأول ومعناه‏:‏ اليوم الجديد وللفرس فيه آراء وأعمال على مصطلحهم غير أنه في غير هذا اليوم‏.‏

وقد صنف علي بن حميرة الأصفهاني كتابًا مفيدًا في أعياد الفرس‏.‏

وذكر الحفاظ أبو القاسم بن عساكر من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال‏:‏ كان اليوم الذي رد الله فيه إلى سليمان بن داود خاتمه يوم النوروز فجاءت إليه الشياطين بالتحف وكانت تحفة الخطاطيف أن جاءت بالماء في مناقيرها فرشته بين يدي سليمان فاتخذ الناس رش الماء من ذلك اليوم‏.‏

وعن مقاتل بن سليمان قال‏:‏ سمي ذلك اليوم‏:‏ نيروزًا وذلك أنه وافق هذا اليوم الذي يسمونه النيروز فكانت الملوك تتيمن بذلك اليوم واتخذوه عيدًا وكانوا يرشون الماء في ذلك اليوم ويهدون كفعل الخطاف ويتيمنون بذلك ولله در القائل‏:‏ فناره كلهيب النار في كبدي وماؤه كتوالي دمعتي فيه وقال آخر‏:‏ نورز الناس ونورز - ت ولكن بدموعي وذكت نارهم والن - ار ما بين ضلوعي وقال غيره‏:‏ ولما أتى النوروز يا غاية المنى وأنت على الإعراض والهجر والصد بعثت بنار الشوق ليلًا إلى الحشى فنورزت صبحًا بالدموع على الخد الميلاد‏:‏ وهو اليوم الذي ولد فيه عبد الله ورسوله المسيح عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم والنصارى تتخذ ليلة يوم الميلاد عيدًا وتعمله قبط مصر في التاسع والعشرين من كيهك وما برح لأهل مصر به اعتناء وكان من رسوم الدولة الفاطمية فيه‏:‏ تفقة الجامات المملوءة من الحلاوات القاهرية والمتارد التي فيها السمك وقرابات الجلاب وطيافير الزلابية والبوري فيشمل ذلك أرباب الدولة أصحاب السيوف والأقلام بتقرير معلوم على ما ذكره ابن المأمون في تاريخه‏.‏

الغطاس‏:‏ ومن مواسم النصارى بمصر عمل الغطاس في اليوم الحادي عشر من طوبة‏.‏

قال المسعودي في مروج الذهب‏:‏ ولليلة الغطاس بمصر شأن عظيم عند أهلها لا ينام الناس فيها وهي ليلة إحدى عشرة من طوبة ولقد حضرت سنة ثلاثة وثلثمائة ليلة الغطاس بمصر والإخشيد محمد بن طفج في داره المعروفة بالمختار في الجزيرة الراكبة على النيل والنيل مطيف بها وقد أمر فأسرج من جانب الجزيرة وجانب الفسطاط ألف مشعل غير ما أسرج أهل مصر من المشاعل والشمع وقد حضر النيل في تلك الليلة‏:‏ مئو ألوف من الناس من المسلمين والنصارى منهم‏:‏ في الزواريق ومنهم في الدور الدانية من النيل ومنهم على الشطوط لا يتناكرون كل ما يمكنهم إظهاره من المآكل والمشارب وآلات الذهب والفضة والجواهر والملاهي والعزف والقصف وهي أحسن ليلة تكون بمصر وأشملها سرورًا ولا تغلق فيها الدروب ويغطس أكثرهم في النيل ويزعمون أن ذلك أمان من المرض ونشرة للداء‏.‏

وقال المسبحي‏:‏ في سن ثمان وثمانين وثلثمائة‏:‏ كان غطاس النصارى فضربت الخيام والمضارب والأشرعة في عدة مواضع على شاطئ النيل فنصبت أسرة للرئيس فهد ابن إبراهيم النصراني كاتب الأستاذ برجوان وأوقدت له الشموع والمشاعل وحضر المغنون والملهون وجلس مع أهله يشرب إلى أن كان وقت الغطاس فغطس وانصرف‏.‏

وقال‏:‏ في سنة خمس عشرة وأربعمائة وفي ليلة الأربعاء رابع ذي القعدة كان غطاس النصارى فجرى الرسم من الناس في شراء الفواكه والضأن وغيره ونزل أمير المؤمنين الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم لقصر جده العزيز بالله بمصر لنظر الغطاس ومعه الحرم ونودي أن لا يختلط المسلمون مع النصارى عند نزولهم إلى البحر في الليل وضرب بدر الدولة الخادم الأسود متولي الشرطتين خيمة عند الجسر وجلس فيها وأمر الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله بأن توقد المشاعل والنار في الليل فكان وقيدًا كثيرًا وحضر الرهبان والقسوس بالصلبان والنيران فقسسوا هناك طويلًا إلى أن غطسوا‏.‏

وقال ابن المأمون‏:‏ إنه كان من رسوم الدولة أنه يفرق على سائر أهل الدولة الترنج والنارنج والليمون المراكبي وأطنان القصب والسمك والبوري برسوم مقررة لكل واحد من أرباب السيوف والأقلام‏.‏

خميس العهد‏:‏ ويسميه أهل مصر من العامة‏:‏ خميس العدس ويعمله نصارى مصر قبل الفصح بثلاثة أيام ويتهادون فيه وكان من جملة رسوم الدولة الفاطمية في خميس العدس ضرب خمسمائة دينار ذهبًا عشرة آلاف خروبة وتفرقتها على جميع أرباب الرسوم كما تقدم‏.‏أيام الركوبات‏:‏ وكان الخليفة يركب في كل يوم سبت وثلاثاء إلى منتزهاته بالبساتين والتاج وقبة الهواء والخمس وجوه وبستان البعل ودار الملك ومنازل العز والروضة فيعم الناس في هذه الأيام من الصدقات أنواع ما بين ذهب ومآكل وأشربة وحلاوات وغير ذلك كما تقدم بيانه في موضعه من هذا الكتاب‏.‏

صلاة الجمعة‏:‏ وكان الخليفة يركب في كل سنة ثلاث ركبات لصلاة الجمعة بالناس في جامع القاهرة الذي يعرف بالجامع الأزهر مرة وفي جامع الخطبة المعروف‏:‏ بالجامع الحاكمي مرة وفي جامع عمرو بن العاص بمصر أخرى فينال الناس منه في هذه الجمع الثلاث رسوم وهبات وصدقات كما ستقف عليه إن شاء الله تعالى عند ذكر الجامع الأزهر‏.‏

This site was last updated 10/11/08