Home Up المقريزى يصف القاهرة خراب القاهرة المقريزى والقاهرة والأيوبيين قصور الفاطميين بالقاهرة عيد الغدير المكتبه دار الوزارة والحكم دار سك العملة مناظر وحدائق القاهرة الخلفاء وأسطول مصر الأعياد والفاطميون سجون مدينة مصر الصناعات الحربية دار سك العملة ترميم ابواب القاهرة الأثرية حمام السلطان الأشرف اينال وكالات وقصور إسماعيل وتخطيط القاهرة حلوان سبيل أم محمد على New Page 6440 New Page 6441 إنارة القلعة وترميم المساجد 
| | قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 92 من 167 ) : " منظرة المقس: وكان من جملة مناظرهم أيضًا: منظرة بجوار جامع المقس الذي تسميه العامة اليوم: جامع المقسي وكانت هذه المنظرة بحري الجامع المذكور وهي مطلة على النيل الأعظم وكان حينئذ ساحل النيل بالمقس وكانت هذه المنظرة: معدة لنزول الخليفة بها عند تجهيز الأسطول إلى غزو الفرنج فتحضر رؤساء المراكب بالشواني وهي مزينة بأنواع العدد والسلاح ويلعبون بها في النيل حيث الآن الخليج الناصري تجاه الجامع وما وراء الخليج من غربيه. قال ابن المأمون: وذكر تجهيز العساكر في البر عند ورود كتب صاحبي دمشق وحلب في سنة سبع عشرة وخمسمائة ما يحث على غزو الفرنج ومسيرها مع حسام الملك وركب الخليفة الآمر بأحكام الله وتوجه إلى الجامع بالمقس وجلس بالمنظرة في أعلاه واستدعى مقدم الأسطول الثاني وخلع عليه وانحدرت الأسطايل مشحونة بالرجال والعدد والآلات والأسلحة واعتمد ما جرت العادة به من الإنعام عليهم وعاد الخليفة إلى البستان المعروف بالبعل إلى آخر النهار وتوجه إلى قصره بعد تفرقة جميع الرسوم والصدقات والهبات الجاري بها العادة في الركوبات. وقال ابن الطوير: فإذا تكملت النفقة وتجهزت المراكب وتهيأت للسفر ركب الخليفة والوزير إلى ساحل المقس وكان هناك على شاطئ البحر بالجامع منظرة يجلس فيها الخليفة برسم وداعه يعني الأسطول ولقائه إذا عاد فإذا جلس هو والوزير للوداع جاءت القواد بالمراكب من مصر إلى هناك للحركات في البحر بين يديه وهي مزينة بأسلحتها ولبوسها وفيها المنجنيقات تلعب فتنحدر وتقلع بالمجاذيف كما يفعل في لقاء العدو بالبحر الملح ويحضر بين يدي الخليفة المقدم والرئيس فيوصيهما ويدعو للجماعة بالنصرة والسلامة ويعطي المقدم مائة دينار والرئيس: عشرين دينارًا وتنحدر إلى دمياط وتخرج إلى البحر الملح فيكون لها ببلاد العدو صيب وهيبة فإذا وقع لهم مركب لا يسألون عما في سوى الصغار والرجال والنساء والسلاح وما عدا ذلك فللأسطول. واتفق مرة أن قدم على الأطول سيف الملك الجمل فكسب بطشة عظيمة فيها ألف وخمسمائة شخص. بعد أن بعث عليهم بالقتال وقتل منهم نحوًا من مائة وعشرين رجلًا وحضر إلى القاهرة ففرح الخليفة وركب إلى المقس وجلس بالمنظرة للقائهم وأطلقوا الأسرى بين يديه تحت المنظرة من جانب البر فاستدعيت الجمال لركوبهم وشق بهم القاهرة ومصر وهم كل اثنين على جمل ظهر الظهر وعاد الخليفة إلى القصر فجلس في إحدى مناظره لنظرهم في جوازهم فلما عادوا بهم من مصر صاروا بهم إلى المناخات فصح منهم ألف رجل فانضافوا إلى من في المناخ وأما النساء والصبيان فإنهم دخلوا بهم إلى القصر بعد أن حمل منهم للوزير نصيب وافر وأخذ الجهات والأقارب بقيتهن فيستخدمونهن ويعلمونهن الصنائع ويتولى الأستاذون تربية الصبيان وتعليمهم الخط والرماية ويقال لهم: الترابي ومن استريب به من الأسرى ونبه عليه بقوة أوقع به والشيخ الذي لا ينتفع به يمضي فيه حكم السيف بمكان يقال له: بئر المنامة في الخراب قريب مصر ولم يسمع على الدولة قط أنها فادت أسيرًا بمال ولا بأسير مثله وهذه الحال في كل سنة آخذة في الزيادة لا النقص وقدم على الأسطول مرة أمير يقال له: حرب بن فور صاحب الحاجب لؤلؤ فكسب بطشة حصل فيها: خمسمائة رجل انتهى. وقد خربت هذه المنظرة وكان موضعها برج كبير صار يعرف في الدولة الأيوبية بقلعة المقس مشرف على النيل فلما جدد الصاحب الوزير شمس الدين عبد الله المقسي جامع المقس على ما هو عليه الآن في سنة سبعين وسبعمائة هدم هذا البرج وجعل مكانه جنينة شرقي الجامع وتحدث الناس أنه وجد فيه مالًا والله أعلم. |