Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

المقريزى يصف القاهرة بعد استيلاء الدولة الأيوبية عليها

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
المقريزى يصف القاهرة
خراب القاهرة
المقريزى والقاهرة والأيوبيين
قصور الفاطميين بالقاهرة
عيد الغدير
المكتبه
دار الوزارة والحكم
دار سك العملة
مناظر وحدائق القاهرة
الخلفاء وأسطول مصر
الأعياد والفاطميون
سجون مدينة مصر
الصناعات الحربية
دار سك العملة
ترميم ابواب القاهرة الأثرية
حمام السلطان الأشرف اينال
وكالات وقصور
إسماعيل وتخطيط القاهرة
حلوان
سبيل أم محمد على
New Page 6440
New Page 6441
إنارة القلعة وترميم المساجد

Hit Counter

 

     المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 72 من 167 )  : "ما صارت إليه القاهرة بعد استيلاء الدولة الأيوبية عليها

قد تقدم أن القاهرة إنما وضعت منزل سكنى للخليفة وحرمه وجنده وخواصه ومعقل قتال يتحصن بها ويلتجأ إليها وإنها ما برحت هكذا حتى كانت السنة العظمى في خلافة المستنصر ثم قدم أمير الجيوش بدر الجمالي وسكن القاهرة وهي يباب دائرة خاوية على عروشها غير عامرة فأباح للناس من العسكرية والملحية والأرمن وكل من وصلت قدرته إلى عمارة بأن يعمر ما شاء في القاهرة مما خلا من فسطاط مصر ومات أهله فأخذ الناس ما كان هناك من أنقاض الدور وغيرها وعمروا به المنازل في القاهرة وسكنوها فمن حينئذ سكنها أصحاب السلطان إلى أن انقرضت الدولة الفاطمية باستيلاء السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شادي في سنة سبع وستين وخمسمائة‏.‏
قلعة الجبــل
فنقلها عما كانت عليه من الصيانة وجعلها مبتذلة لسكن العامة والجمهور وحط من مقدار قصور الخلافة وأسكن في بعضها وتهدم البعض وأزيلت معالمه وتغيرت معاهده فصارت خططًا وحارات وشوارع ومسارك وأزقة ونزل السلطان منها في دار الوزارة الكبرى حتى بنيت قلعة الجبل فكان السلطان صلاح الدين يتردد إليها ويقيم بها وكذلك ابنه الملك العزيز عثمان وأخوه الملك العادل أبو بكر فلما كان الملك الكامل ناصر الدين محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب تحول من دار الوزارة إلى القلعة وسكنها ونقل سوق الخيل والجمال والحمير إلى الرميلة تحت القلعة وسكنها ونقل سوق الخيل والجمال والحمير إلى الرميلة تحت القلعة فلما خرب المشرق والعراق بهجوم عساكر التتر منذ كان جنكيزخان في أعوام بضع عشرة وستمائة إلى أن قتل الخليفة المستعصم ببغداد في صفر سنة ست وخمسين وستمائة كثر قدوم المشارقة إلى مصر وعمرت حافتي الخليج الكبير وما دار على بركة الفيل وعظمت عمارة الحسينية فلما كانت سلطنة الملك الناصر محمد بن قلاوون الثالثة بعد سنة إحدى عشرة وسبعمائة واستجد بقلعة الجبل المباني الكثيرة من القصور وغيرها حدثت فيما بين القلعة وقبة النصر عدة ترب بعدما كان ذلك المكان فضاء يعرف‏:‏ بالميدان الأسود وميدان القبق وتزايدت العمائر بالحسينية حتى صارت من الريدانية إلى باب الفتوح وعمر جميع ما حول بركة الفيل والصليبة إلى جامع ابن طولون وما جاوره إلى المشهد النفيسي وحكر الناس أرض الزهري وما قرب منها وهو من قناطر السباع إلى منشأة المهراني ومن قناطر السباع إلى البركة الناصرية إلى اللوق إلى المقس فلما حفر الملك الناصر محمد بن قلاون الخليج الناصري اتسعت الخطة فيما بين المقس والدكة إلى ساحل النيل وأنشأ الناس فيها البساتين العظيمة والمساكن الكثيرة والأسواق والجامع والمساجد والحمامات الشون وهي من المواضع التي من باب البحر خارج المقس إلى ساحل النيل المسمى ببولاق ومن بولاق إلى منية الشيرج ومنه في القبلة إلى منشأة المهراني وعمر ما خرج عن باب زويلة يمنة ويسرة من قنطرة الخرق إلى الخليج ومن باب زويلة إلى المشهد النفيسي وعمرت القرافة من باب القرافة إلى بركة الحبش طولًا ومن القرافة الكبرى إلى الجبل عرضًا حتى أنه استجد في أيام الناصر بن قلاون بضع وستون حكرًا ولم يبق مكان يحكر واتصلت عمائر مصر والقاهرة فصارا بلدًا واحدًا يشتمل على البساتين والمناظر والقصور والدور والرباع والقياسر والأسواق والفنادق والخانات والحمامات والشوارع والأزقة والدروب والخطط والحارات والأحكار والمساجد والجوامع والزوايا والربط والمشاهد والمدارس والترب والحوانيت والمطابخ والشون والبرك والخلجان والجزائر والرياض والمنتزهات متصلًا جميع ذلك بعضه ببعض من مسجد تبر إلى بساتين الوزير قبلي بركة الحبش ومن شاطئ النيل بالجيزة إلى الجبل المقطم وما زالت هذه الأماكن في كثرة العمارة وزيادة العدد تضيق بأهلها لكثرتها وتختال عجبًا بهم لما بالغوا في تحسينها وتأنقوا في جودتها وتنميقها إلى أن حدث الفناء الكبير في سنة تسع وأربعين وسبعمائة فخلا كثير من هذه المواضع وبقي كثير أدركناه فلما كانت الحوادث من سنة ست وثمانمائة وقصر جري النيل في مده وخربت البلاد الشامية بدخول الطاغية تيمورلنك وتحريقها وقتل أهلها وارتفاع أسعار الديار المصرية وكثرة الغلاء فيها وطول مدته وتلاف النقود المتعامل بها وفسادها وكثرة الحروب والفتن بين أهل الدولة وخراب الصعيد وجلاء أهله عنه وتداعى أسفل أرض مصر من البلاد الشرقية والغربية إلى الخراب واتضاع أمور ملوك مصر وسوء حال الرعية واستيلاء الفقر والحاجة والمسكنة على الناس وكثرة تنوع المظالم الحادثة من أرباب الدولة بمصادرة الجمهور وتتبع أرباب الأموال واحتجاب ما بأيديهم من المال بالقوة والقهر والغلبة وطرح البضائع مما يتجر فيه السلطان وأصحابه على التجار والباعة بأغلى الأثمان إلى غير ذلك مما لا يتسع لأحد ضبطه ولا تسع الأوراق حكايته كثر الخراب بالأماكن التي تقدم ذكرها وعم سائرها وصارت كيمانًا وخرائب موحشة مقفرة يأويها البوم والرخم أو مستهدمة واقعة أو آيلة إلى السقوط والدثور سنة الله التي قد خلت في عباده ولن تجد لسنة الله تبديلًا‏.‏

طرف مما قيل في القاهرة ومنتزهاتها قال أبو الحسن عليّ بن رضوان الطيب‏:‏ ويلي الفسطاط في العظم وكثرة الناس القاهرة وهي في شمال الفسطاط وفي شرقيها أيضًا الجبل المقطم يعوق عنها ريح الصبا والنيل منها أبعد قليلًا وجميعها مكشوفًا للهواء وإن كان عملًا فوق ربما عاق عن بعض ذلك وليس ارتفاع الأبنية بها كارتفاع الفسطاط لكن دونها كثيرًا وأزقتها وشوارعها بالقياس إلى أزقة الفسطاط وشوارعها أنظف وأقل وسخًا وأبعد عن العفن وأكثر شرب أهلها من مياه الآبار إذا هبت ريح الجنوب أخذت من بخار الفسطاط على القاهرة شيئًا كثيرًا وقرب مياه آبار القاهرة من وجه الأرض مع سخافتها موجب ضرورة ان تكون يصل إليها بالرشح من عفونة الكتف شيئًا ما وبين القاهرة والفسطاط بطائح تمتلئ من رشح الأرض في أيام فيض النيل ويصيب فيها بعض خرارات القاهرة ومياه البطائح هذه رديئة وسخة أرضها وما يصيب فيها من العفونة يقتضي أن يكون البخار المرتفع منها على القاهرة والفسطاط زائدًا في رداءة الهواء بهما ويطرح في جنوب القاهرة قذر كثير نحو حارة الباطلية وكذلك يطرح في وسط حارة العبيد إلا أنه إذا تأملنا حال القاهرة كانت بالإضافة إلى الفسطاط أعدل وأجود هواء واصلح حالًا لأن أكثر عفوناتهم ترمى خارج المدينة والبخار ينحل منها أكثر وكثير أيضًا من أهل القاهرة يشرب من ماء النيل وخاصة في أيام دخوله الخليج وهذا الماء يستقى بعد مروره بالفسطاط واختلاطه بعفوناتها‏.‏

قال‏:‏ وقد اقتصر أمر الفسطاط والجيزة والجزيرة فظاهر أن أصح أجزاء المدينة الكبرى‏:‏ القرافة ثم القاهرة والشرف وعمل فوق مع الحمراء والجيزة وشمال القاهرة أصح من جميع هذه لبعده من بخار القسطاط وقربه من الشمال وأرقى موضع في المدينة الكبرى هو ما كان من الفسطاط حول الجامع العتيق إلى ما يلي النيل والسواحل وإلى جانب القاهرة من الشمال الخندق وهو في غور فهو يتغير أبدًا لهذا السبب فأما المقس فمجاورته للنيل تجعله أرطب‏.‏

وقال ابن سعيد في كتاب المعرب في حلي المغرب عن البيهقي‏:‏ وأما مدينة القاهرة فهي الحالية الباهرة التي تفنن فيها الفاطموين وأبدعوا في بنائها واتخذوا وطنًا لخلافتهم ومركزًا لأرجائها فنسي الفسطاط وزهد فيه بعد الاغتباط‏.‏
ما معنى القاهرة ؟
قال‏:‏ وسميت القاهرة لأنها تقهر من شذ عنها ورام مخالفة أميرها وقدروا أن منها يملكون الأرض ويستولون على قهر الأمم وكانوا يظهرون ذلك ويتحدثون به‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ هذه المدينة اسمها أعظم منها وكان ينبغي أن تكون في ترتيبها ومبانيها على خلاف ما عاينته لأنها مدينة بناها المعز اعظم خلفاء العبيديين وكان سلطانه قد عم جميع طول المغرب من أول الديار المصرية إلى البحر المحيط وخطب له في البحرين من جزيرة عند القرامطة وفي مكة والمدينة وبلاد اليمن وما جاورها وقد علت كلمته وسارت مسير الشمس في كل بلدة وهبت الريح في البئر والبحر لاسيما وقد عاين مباني أبيه المنصور في مدينة المنصورية التي إلى جانب القيروان وعاين المهدية مدينة جده عبيد الله المهدي لكن الهمة السلطانية ظاهرة على قصور الخلفاء بالقاهرة وهي ناطقة إلى الآن بألسن الآثار ولله در القائل‏:‏ هم الملوك إذا أرادوا ذكرها من بعدهم فبألسن البنيان إن البناء إذا تعاظم شأنه أضحى يدل على عظيم الشأن واهتم من بعد الخلفاء المصريون بالزيادة في تلك القصور وقد عاينت فيها إيوانًا يقولون‏:‏ إنه بني على قدر إيوان كسرى الذي بالمدائن وكان يجلس فيه خلفاؤهم ولهم على الخليج الذي بين القسطاط والقاهرة مبانٍِ عظيمة جليلة الآثار وأبصرت في قصورهم حيطانًا عليها طاقات عديد من الكلس والجبس ذكر لي أنهم كانوا يجددون تبيضها في كل سنة والمكان المعروف في القاهرة بين القصرين هو من الترتيب السلطاني لأن هناك ساحة متسعة للعسكر والمتفرجين ما بين القصرين ولو كانت القاهرة عظيمة القدر كاملة الهمة السلطانية ولكن ذلك أمد قليل ثم تسير منه إلى أمد ضيق وتمر في ممر كدر حرج بين الدكاكين إذا ازدحمت فيه الخيل مع الرجالة كان ذلك ما تضيق منه الصدور وتسخن منه العيون ولقد عاينت يومًا وزير الدولة وبين يديه أمراء الدولة وهو في موكب جليل ولقد لقي في طريقه عجلة بقر تحمل حجارة وقد سدت جميع الطرق بين يدي الدكاكين ووقف الوزير وعظم الازدحام وكان في موضع طباخين والدخان في وجه الوزير وعلى ثيابه وقد كان يهلك المشاة وكدت أهلك في جملتهم‏.‏
المقريزى يعدد عيوب القاهرة‏
وأكثر دروب القاهرة ضيقة مظلمة كثيرة التراب والأزبال والمباني عليها من قصب وطين مرتفعة قد ضيقت مسلك الهواء والضوء بينهما ولم أر في جميع بلاد المغرب أسوأ حالًا منها في ذلك ولقد كنت إذا مشيت فيها يضيق صدري ويدركني وحشة عظيمة حتى أخرج إلى بين القصرين‏.‏

ومن عيوب القاهرة‏:‏ أنها في ارض النيل الأعظم ويموت الإنسان فيها عطشًا لبعدها عن مجرى النيل لئلا يصادرها ويأكل ديارها واحتاج الإنسان إلى فرجة في نيلها مشى في مسافة بعيدة بظاهرها بين المباني التي خارج السور إلى موضع يعرف‏:‏ بالمقس وجوهًا لا يبرح كدرًا بما تثيره الأرجل من التراب الأسود وقد قلت فيها حين اكثر علي رفاقي من الحض على العود فيها‏:‏ يقولون سافر إلى القاهرة وما لي بها راحة ظاهره زحام وضيق وكرب وما تثير بها الأرجل السائره وعندما يقبل المسافر عليها يرى سورًا أسود كدرًا وجوًا مغبرًا فتنقبض نفسه ويفر أنسه وأحسن موضع في ظواهرها للفرجة أرض البطالة لا سيما أرض القرط والكتان فقلت‏:‏ سقى الله أرضًا كلما زرت أرضها كساها وحلاها بزينته القرط تجلت عروسًا والمياه عقودها وفي كل قطر من جوانبها قرط وفيها خليج لا يزال يضعف بين حضرتها حتى يصير كما قال الرصافي‏:‏ ما زالت الأنحال تأخذه حتى غدا كذؤابة النجم وقلت في نوار الكتان على جانبي هذا الخليج‏:‏ أنظر إلى النهر والكتان يرمقه من جانبيه بأجفان لها حدق رأته سيفًا عليه للصبا شطب فقابلته بأحداق بها أرق وأصبحت في يد الأرواح تنسجها حتى غدت حلقًا من فوقها حلق وأعجبني في ظاهرها بركة الفيل لأنها دائرة كالبدر والمناظرة فوقها كالنجوم وعادة السلطان أن يركب فيها بالليل وتسرج أصحاب المناظر على قدر همتهم وقدرتهم فيكون بذلك لها منظر عجيب وفيها أقول‏:‏ انظر إلى بركة الفيل التي اكتنفت بها المناظر كالأهداب للبصر كأنما هي والأبصار ترمقها كواكب قد أداروها على القمر ونظرت إليها وقد قابلتها الشمس بالغدو فقلت‏:‏ انظر إلى بركة الفيل التي نحرت لها الغزالة نحرًا من مطالعها وخل طرفك مجنونًا ببهجتها تهيم وجدًا وحبًا في بدائعها والفسطاط أكثر أرزاقًا وأرخص أسعارًا من القاهرة لقرب النيل من الفسطاط فالمراكب التي تصل بالخيرات تحط هناك ويباع ما يصل فيها بالقرب منها وليس يتفق ذلك في ساحل القاهرة لأنه بعيد عن المدينة والقاهرة هي أكثر عمارة واحترامًا وحشمة من الفسطاط لأنها أجل مدارس وأضخم خانات وأعظم دثارًا لسكنى الأمراء فيها لأنها المخصوصة بالسلطنة لقرب قلعة الجبل منها فأمور السلطنة كلها فيها أيسر وأكثر وبها الطراز وسائر الأشياء التي تتزين بها الرجال والنساء إلا أن في هذا الوقت لملا اعتنى السلطان الآن ببناء قلعة الجزيرة التي أمام الفسطاط وصيرها سرير السلطنة عظمت عمارة الفسطاط وانتقل إليها كثير من الأمراء وضخمت أسواقها وبنى فيها للسلطان أمام الجسر الذي للجزيرة قيسارية عظيمة تنقل إليها من القاهرة سوق الأجناد التي يباع فيها الفراء والجوخ وما أشبه ذلك‏.‏
المقريزى يصف الزنار حول أوساطهم الملابس التى فرضها المستعمر المسلم عليهم
ومعاملة القاهرة والفسطاط بالدراهم المعروفة بالسواداء كل درهم منها ثلث من الدرهم الناصري وفي المعاملة بها شدة وخسارة في البيع والشراء ومخاصمة مع الفريقين وكان بها في القديم الفلوس فقطعها الملك الكامل فبقيت إلى الآن مقطوعة منها وهي في الإقليم الثالث وهواءها رديء لا سيما إذا هب المريسي من جهة القبلة وأيضًا رمد العين فيها كثير والمعايش فيها متعذرة نزرة لا سيما أصناف الفضلاء وجوامك المدارس قليلة كدرة وأكثر ما يتعيش بها اليهود والنصارى في كتابة الخراج والطب والنصارى بها يمتازون بالزنار في أوساطهم واليهود بعلامة صفراء في عمائمهم ويركبون البغال ويلبسون الملابس الجليلة

غذاء المصريون فى القاهرة

ومآكل أهل القاهرة الدميس والصير والصحناة والبطارخ ولا تصنع النيدة وهي حلاوة القمح إلا بها وبغيرها من الديار المصرية وفيها جوار طباخات أصل تعليمهن من قصور الخلفاء الفاطميين لهن في الطبخ صناعة عجيبة ورياسة متقدمة ومطابخ السكر والمطابخ التي يصنع فيها الورق المنصوري مخصوصة بالفسطاط دون القاهرة ويصنع فيها من الأنطاع المستحسنة ما يسفر إلى الشام وغيرها ولها من الشروب الدمياطية وأنواعها ما اختصت به وفيها صناع للقسي كثيرون متقدمون ولكن قسي دمشق بها يضرب المثل وإليها النهاية ويسفر من القاهرة إلى الشام ما يكون من أنواع الكمرانات وخرائط الجلد والسيور وما أشبه ذلك وهي الآن عظيمة آهلة يجبى إليها من الشرق والغرب والجنوب والشمال ولا ترسيمًا وعذابًا ولا يطلب برفيق له إذ مات فيقال له‏:‏ ترك عندك مالًا فربما سجن في شأنه أو ضرب وعصر والفقير المجرد فيها مستريح من جهة رخص الخبز وكثرته ووجود السماعات والفرج في ظواهرها ودواخلها وقلة الاعتراض عليه فيما تذهب إليه نفسه يحكم فيها كيف شاء من رقص في السوق أو تجريد أو سكر من حشيشة أو غيرها أو صحبة المردان وما أشبه ذلك بخلاف غيرها من بلاد المغرب وسائر الفقراء لا يعترضون بالقبض للأسطول إلا المغاربة فذلك وقف عليهم لمعرفتهم بمعاناة البحر فقد عم ذلك من يعرف من معاناة البحر منهم ومن لا يعرف وهم في القدوم عليها بين حالين إن كان المغربي غنيًا طولب بالزكاة وضيقت عليه أنفاسه حتى يفر منها وإن كان مجردًا فقيرًا حمل إلى السجل حتى يجيء وقت الأسطول وفي القاهرة أزاهير كثيرة غير منقطعة الاتصال وهذا الشأن في الديار المصرية تفضل به كثيرًا من البلاد وفي اجتماع النرجس والورد فيها أقول‏:‏ أما ترى الورد غدًا قاعدًا وقام في خدمته النرجس وأكثر ما فيها من الثمرات والفواكه‏:‏ الرمان والموز والتفاح وأما الإجاص فقليل غال وكذلك الخوخ وفيها الورد والنرجس والنسرين واللينوفر والبنفسج والياسمين والليمون الأخضر والأصفر وأما العنب والتين فقيل غال ولكثرة ما يعصرون العنب في أرياف النيل لا يصل منه إلا القليل ومع هذا فشراؤه عندهم في نهاية الغلاء وعامتها يشربون المزر الأبيض المتخذ من القمح حتى أن القمح يطلع عندهم سعره بسببه فينادي المنادي من قبل الوالي بقطعه وكسر أوانيه ولا ينكر فيها إظهار أواني الخمر ولا آلات الطرب ذوات الأوتار ولا تبرج النساء العواهر ولا غير ذلك مما ينكر في غيرها من بلاد المغرب وقد دخلت في الخليج الذي بين القاهرة ومصر ومعظم عمارته فيما يلي القاهرة فرأيت فيه من ذلك العجائب وربما وقع فيه قتل بسبب السكر فيمنع فيه الشرب وذلك في بعض الأحيان وهو ضيق عليه في الجهتين مناظر كثيرة العمارة بعالم الطرب والتهكم والمخالفة حتى إن المحتشمين والرؤساء لا يجيزون العبور به في مركب وللسرج في جانبيه الليل منظر فتان وكثيرًا ما يتفرج فيه أهل الستر بالليل وفي ذلك أقول‏:‏ لا تركبن في خلج مصر إلا إذا أسدل الظلام فقد علمت الذي عليه من عالم كلهم طغام يا سيدي لا تسر إليه إلا إذا هوم النيام والليل ستر على التصابي عليه من فضله لثام والسرج قد بددت عليه منها دنانير لا ترام وهو قد امتد والمباني عليه في خدمة قيام لله كم دوحًا جنينا هناك أثمارها الآثام انتهى‏.‏
 

 

This site was last updated 10/11/08