Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

خزى الأباطرة الرومان الطغاة قبل موتهم

  إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأمير تادرس الشطبى
بورتيرات الفيوم / الرومان
الأمبراطور كاراكالا
الإمبراطور ماكرينوس
الإمبراطور إيلاجابالوس
الإمبراطور سيفيروس الكسندر
الإمبراطور ماكسيمينوس
الإمبراطور جورديانوس الثالث
النظام الرومانى
البابا ديمتريوس1 الـ 12
الإمبراطور فيلبس العربى
البابا ياراكلاس الـ 12
أنقسام الأمبراطورية الرومانية
الأمبراطور الرومانى مكسنتيوس
الإمبراطور دقليديانوس
دقليديانوس وعصر الشهداء
توقف الأضطهادات
الأمر الإمبراطورى بوقف الإضطهاد
هدنة مزعومة بالشرق
إساءة سمعة المسيحية
مقابر البجاوات
أمر أمبراطورى بالأضطهاد
لى النقمة أنا أجازى
مشاهير القرن الثالث ج1
أنتصار المسيحية
خزى الطغاة قبل موتهم
موت الأباطرة الأشرار
أنتشار المسيحية وبناء الكنائس
القوانين الأمبراطورية
تمرد ليسينيوس
إنتصار قسطنطين

 

ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) عن إلطغاة وما قالوه قبل موتهم  تحت عنوان " أنقلاب الطغاة , والكلمات التى نطقوا بها قبل موتهم "

1 - أما الظروف التى دفعته لسلوك هذا الطريق فكانت كالآتى : أنه إذ لم يعد بعد قادراً بعد على أبقاء عظمة الحكم الذى أوكل إليه بغير أستحقاق , نظراً لأفتقاره للحكمة والفهم , أدار الشئون بطريقة منحطة , وأفتخر بكل الأشيائ وكبرياء وغطرسة دون أى مبرر , بل أفتخر حتى على أقرانة فى المبراطورية الذين كانوا أسمى منه من كل وجه , من ناحية الأصل والنسب والتعليم والثقافة والذكاء , وفوق الكل من ناحية الأعتدال والتقوى نحو الإله الحق , ولذا بدأ يتصرف بجرأة ووقاحة , وينتحل لنفسه أسمى مرتبة .؟

2 - وإذ جن فى حماقته نقض المعاهدات التى أبرمها مع ليسينيوس وشن حرباً شعواء , وفى وقت وجيز سبب الفوضى والأرتباك فى كل الأمور , وأهاج كل مدينة , وجمع كل قواته المتضمنة عدداً وفيراً جداً من الجند , وذهب لمحاربته معتمداً على ثقته فى الشياطين التى ظنها آلهة , وعلى عدد جنودة .

3 - ولما دخل الحرب (2) حرم من بعد النظر الإلهى , وأعطيت النصرة إلى ليسينيوس الذى كان يحكم وقتئذ بمساعدة الإله الواحد إله الجميع .

4 - فأولاً أبيد الجيش الذى كان يعتمد عليه , وإذ تنحى عنه كل حرسه , وتركوه وحيداً , وهربوا للظافر , فخلع سراً وبأسرع ما يمكن الملابس الملكية التى لم تكن فى الواقع خليقة به , وأندس بالجمع بمنتهى النذالة والجبن , ثم هرب وأختبأ فى الحقول والقرى , وبالرغم من حرصه على أنقاذ نفسه فإنه لم ينج من أيدى أعدائه إلا بشق الأنفس , وأعلن بأفعاله صدق وأمانة الأقوال الإلهية القائلة :

5 - " لن يخلص الرجل بقوة الجيش , الجبار لا ينقذ بعظم القوة , باطل هو الفرس لأجل الخلاص وبشدة قوته لا ينجى , هوذا عينا الرب على خائفية على الراجيين رحمته لينجى من الموت أنفسهم (مز 23 : 16- 19)

6 - وهكذا ذهب الطاغية إلى بلاده يغطيه الخزى , وفى ثورته الجنونية قتل أولاً الكثيرين من كهنة وأنبياء الآلهة التى سبق وأن أعجب بها , والتى أستشارها وأوحت أليه بالدخول فى حرب , فخدعته وضللته وفوق الكل خانته من جهة سلامته , وإذ أعطى المجد لأله المسيحيين , وسن قانوناً كاملاً فى سبيل حريتهم , أصيب فى الحال بمرض قاتل وفارق الحياة دون أبطاء , أما القانون الذى أصدره فهو كالآتى :

7 - صورة الأمر الأمبراطورى الذى أصدره الطاغية فى مصلحة المسيحيين مترجماً عن اللغة الرومانية .

" الأمبراطور قيصركايوس فالريوس مكسيمينوس , جرمانيكوس , سارماتيكوس , بيوس , فليكس , انفكتس , اوغسطس . نعتقد أنه من الواضح أن لا أحد يجهل , بل بالأحرى كل من يتطلع إلى الماضى يعلم ويدرك أننا من كل ناحية نعنى دواماً خير مواطنيناً , ونتمنى أن نمدهم بكل ما يعود بالخير لمواطنينا , ونتمنى أن نمدهم بكل ما يعود بالخير على الجميع , والنفع العام , وكل ما يؤدى إلى المصلحة العامة ويتفق مع آراء كل واحد .

8 - لذلك فإنه عندما أتضح لنا قبل الآن أنه تحت ستار أوامر أبوينا الجليلين دقلديانوس ومكسيميانوس , التى كانت تحرم عقد أجتماعات المسيحيين , أرتكب الموظفةن حوادث كثيرة للسلب والنهب , وأن تلك الشرور كانت فى تزايد مستمر لخراب مواطنينا , الذين نود دواماً أن نبذل معهم عناية كاملة , وأن ممتلكاتهم كانت تتبدد نتيجة لهذا , أرسلت رسائل فى العام الماضى إلى حاكم كل مقاطعة , أمرنا فيها أنه إن أراد أحد تأدية أى نوع من الشعائر الدينية يجب السماح له بإتمام غايته من دون مناقصة ويجب أن تمنح الحرية للجميع ليتصرفوا كما يريدون دون خوف أو شك .

9 - على أننا لا نطيق أن نرى بعض القضاة يحرفون أوامرنا , ويعطون  شعبنا فرصة للشك فى معنى تدبيراتنا ويجعلونهم يتلكأون فى تأدية الشعائر الدينية التى يستريحون لها .

10 - فلأمكان أنتزاع كل أثر للشك أو الخوف فى المستقبل , أمرنا بإذاعة هذا الأمر الملكى , لكى يتضح للجميع أن كل من أراد أعتناق هذا المذهب وهذه الديانة سمح له ببناء على منحتنا هذه , وإن كل واحد مصرح له بأعتناق الديانة التى يختارها , وفقاً لعادته كما يريد , وكما يحلوا له , ومصرح لهم كذلك ببناء بيوت للرب .

11 - ولكى تزداد منحتنا هذه عظمة رأينا أنه من المناسب أن نأمر أيضاً بأنه إن كانت هنالك بيوت أو أراض تملكها المسيحيون شرعاً قبل الآن ولكنها صارت ملكاً للحكومة بناء على أوامر أبوينا , أو صودرت فى أى مدينة , سواء كانت قد بيعت أو قدمت هدية لأى واحد , وجب إعادتها إلى ملاكها الأصليين المسيحيين , لكى يعرف كل واحد فى هذه أيضاً تقواناً أو عنايتنا"

12 - هذه هى كلمات الطاغية التى أذاعها بعد سنة تقريباً من ألاوامر التى سبق أن أصدرها ضد المسيحيين ونقشها على أعمدة (3) وذلك الذى كنا فى عينيه قبل ذلك بقليل فجاراً وكفاراً وقتلة , حتى لم يسمح لنا بالأقامة فى أى مدينة , أو حتى قرية أو صحراء , هو بنفسه أصدر الأوامر دفاعاً عن المسيحيين الذين كانوا منذ فترة وجيزة يقتلون بالنيران والسيف , بالوحوش الكاسرة والطيور الجارحة , بحضور الطاغية نفسه , وعانوا كل أنواع التعذيب والقصاص , وأشر أنواع الموت كمخلوقات تعسة , وكفجار أثمة , ولكنه الآن أسبح يعترف بهم كأصحاب ديانة , ويسمح لهم ببناء الكنائس , وقد أعترف الطاغية نفسه وشهد بأن لهم بعض الحقوق .

13 - وإذ أعترف هذه الأعتراف , كأنه قد نال شيئاً من المنفعة بسببهم , تحمل آلاماً لعلها أقل مما كان يستحق , وإذ ضربه الرب ضربة مفاجئة هلك فى الحملة الثانية الحربية .

14 على أن موته لم يكن موت أبطال الحرب الذين إذ يحاربون بشجاعة من أجل الفضيلة والأصدقاء كثيراً ما يموتون موتاً مجيداً , لأنه إذ كان جيشه لا يزال فى ساحة القتال , ولبث هو فى البيت مختبئاً ، نال القصاص الذى أستحقة كعدو الرب , لأن الرب ضربه ضربة مفاجئة فى كل جسمه , وحلت به ألام مبرحة , فسقط على الأرض منطرحاً , وأضناه الجوع , وذاب جسمه بنار غير منظورة أرسلها الرب , حتى تغير كل منظرة ولم يترك سوى شبح تحول بمرور الزمن إلى هيكل من العظام الجافة , حتى أن كل الذين كانوا ينظرون إليه يعتقدون أن جسمه لم يكن إلا مقبره  لنفسه التى دفنت فى جسم مات فعلاً وذاب وفنى عن آخره .

15 - وإذ أفنته الحرارة بعنف فى أعماق نخاعه , تفجرت عيناه وسقطتا من وقبيهما فصار أعمى , وعندما كانت أنفاسة لا تزال تتردد أعترف بالرب , ثم تمنى الموت , وأخيراً أسلم الروح , بعد أعترافه أنه كابد هذه الأمور بسبب أضطهادة للمسيح .

===========================

المـــــــراجع

(1)  تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب التاسع الفصل 10 (ك9 ف 10)

(2) نشبت الحرب بين ليسينيوس ومكسيكينيوس فى 30 أبريل سنة 313 فى أدرنة .

(3) راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك9 ف 7)

This site was last updated 12/01/13