يقول الأنبا ساويرس عن البابا ياركلاس فى تاريخ الكنيسة (1) : " وكان مستحقاً لخدمة الهيكل وجعل النظر فى الأحكام بالأسكندرية إلى ديونسيوس وفوض إليه جميع امور البطريركية , وكان هذا من جنس جليل ( من الأشراف والأغنياء وعلية القوم فى مدينة الأسكندرية ) ومعلماً مقدساً وقد نشأ بالأسكندرية وكان السبب فى دعوته ودخولة إلى المسيحية ما ياتى : " كان ديونيسيوس رجلاً يعبد الأوثان تابعاً لطائفة الصابئة ومن قادة هذه الجماعة وكان حكيماً , وفى يوم من الأيام وبينما هو جالس عبرت أمامه أرملة عجوز ومعها مخطوط مكتوب فيها رسائل بولس الرسول فقالت له : أتشترى هذه منى " فأخذها وقرأ بعض منها فأعجبته , ثم صار يقرأ أكثر ووقعت فى نفسة موقعاً عظيماً وحلت فى قلبه محلاً جليلاً , ولما فهمها أعجب بكلمات بولس جداً وفرح بها فرحاً شديداً ثم قال للأرملة العجوز : " كم نطلبين فيها فقالت قيراط ذهب فدفع لها ثلاثة قراريط , وقال لها : " أمضى وفتشى المكان الذى وجدت فيه هذا المخطوط فيه وأى شئ ستجديه أحضريه إلى وأنا ادفع لك أكثر من ثمنه , فمضت العجوز وعادت إليه بثلاث مخطوطات فأخذها ديونسيوس ودفع لها تسعة قراريط , وعندما قرأها علم أن بقى من الكتاب شئ آخر , فقال لها إن وجدت بقية هذا الكتاب دفعت لك ستة دنانير , ولما رأت العجوز أمانته وشوقة للمعرفة وعلمت أن قلبه مستعد لقبول نعمة الروح القدس بعد قرائته المخطوطات التى أشتراها منها فقالت له : " أذهب إلى البيعة ( الكنيسة ) وأطلب الكتاب كاملاً من الكهنة فهم سيعطونه لك لتقرأة , أنا أنا وجدت هذه المخطوطات فى كتب ىبائى , وكانوا قراء ويصلون بالمزامير " فقال لها : " وأهل البيعة ( الكنيسة ) يؤمنونى على هذا الكتاب " .. فقالت له : " نعم .. أنهم لا يمنعون أحداً من العلم والمعرفة إذا طلبه بل يدفعون لكل من طلبه مجاناً " فقام ديونيسيوس ومضى إلى البيعة ( الكنيسة ) وتكل مع رجلا أسمه أغسطس وهو أحد خدام الكنيسة فأعطاه رسائل بولس الرسول كلها كاملة فقرأها وسريعاً ما حفظها لأنه كان له مقدرة عجيبة على الحفظ وكان ذو ذكاء خارق , ثم ذهب إلى البابا ديمتريوس قبل أن يتنيح وطلب منه أن يتعمد ويحصل على ميلاده الثانى , فقبله وعمده وأعطاه النعمة , ومن محبته له صار ملازما للبطريرك مقيماً فى الكنيسة , وبعد أن كان معلماً للصابئة الوثنيين صار معلماً فى الكنيسة وصار له تلاميذ كثيرين , وبدلاً من تعليمة بأجر فانى عندما كان صابئياً نقله الرب يسوع إلى الكرسى العظيم بعد ذلك عوضاً من تعبه وجعل بيته بيعة (كنيسة) وهى إلى ألان بإسمه , وكان أسماء تلاميذه الذين علمهم الحكمة البرانية ( الفلسفة الوثنية) تاودروس وأغريغوريوس وأثناضوروس وبعد ان أصبح مسيحي نقل تلاميذه إلى حكمة الكنيسة وفلسفتها وعلومها , حتى أنهم أمتلأوا من نعمة الروح القدس , وظلوا معه خمسة سنين بعد تقدمته , ثم نالوا رتبة الكهنوت , وكان له تلميذ آخر أسمه أفريقينوس كتب خمسة كتب وتعب فيها فلما سمع عن حكمة ياركلاوس البطرك ذهب إلى الإسكندرية ليتعلم منه , وكان يقول له ديونيسيوس : " أعلم أن كل دابة تأكل البرونيا لا تنفع بها ولا تنجح , وكا أنسان لا يأكل الطعام الروحانى فهو هالك , وقد كنت أنا مشغولاً بالطعام الفانى وغافلاً عن خبز الحياة الباقى حتى هدانى الرب وأستجذب التلميذ بهذا الكلام إلى التعاليم السمائية حتى أنه من فضلة عرف حتى النسبتين فى أنجيل متى ولوقا ولم يجد فيهما خلافاً بالجملة
أحداث تاريخية حدثت فى عصره
وفى أيامه ملك أردشير بابل وكان من نسل ساسان وهو أول ملوك الفرس فى سنة 541 للأسكندر
شهداء فى عصر البابا ياركولاوس
وفى أيامه أستشهدوا قديسين وممن أستشهدوا سرجيوس وواخس أخيه (2)