| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم عزت اندراوس م |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
قمصان صحابة رسول الإسلام المخضبة بالدماء الإسلام والحلم الجنونى باستعمار العالم دينيا وفكريا وفعليا إعلان تأسيس جمهورية قبطية الحلم بإستعمار العالم وحصد الرؤوس راود حلم إستعمار العالم وإمتلاكه الكثير من البشر ومنهم الإسكندر المقدونى ذو القرنين وأدولف هتلر النازى الألمانى والإسلام كدين سياسى وضع فى شريعته الأساس لغزو العالم والسيطرة عليه حيث قال رسول الإسلام: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهور) وطلب الله من المسلمين فى القرآن أن يعلنوا الجهاد بقتل الأبرياء والقتال وإحتلال أرضهم وإغتصاب بناتاهم حتى تدين الأرض كلها بالإسلام (آية السيف : سورة التوبة 29) وهذا ما يطلق عليه المسلمون أسم "الفتح" والجنود الذى يحققون هذا المشروع الخيالى الجنونى هم المجاهدين الذين يجاهدون فى سبيل الله ورسوله الذين يطمعون فى االذهب وبنات الأصفر إذا عاشوا وإذا ماتوا يفوزون بالجنة التى بها أيضا الحوريات والولدان المخلدون ونهر الخمر واللبن والعسل والماء وقد ترك الإسلام مكان القيادة خاليا لمن يمتطى جواده الأخضر هذا القائد أو الخليفة تتوفر فيه صفات معينة هو أن يكون سفاحاً دمويا لصاُ مغتصب الأرض والعرض ليحصد الرؤوس تطبيقاً لقول الحجاج بن يوسف الثقفي الذى وقف على منبر الجامع ليخطب فى أهل العراق فقال : "والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها" وفى فتح مكة : قال (محمد) يا معشر الأنصار هل ترون أوباش قريش (يقصد أهله) قالوا نعم قال انظروا إذا لقيتموهم غدا أن تحصدوهم حصدا وأخفى بيده ووضع يمينه على شماله وقال موعدكم الصفا قال فما أشرف يومئذ لهم أحد إلا أناموه (أي قتلوه) قال وصعد محمد الصفا وجاءت الأنصار فأطافوا بالصفا فجاء أبو سفيان فقال يا محمد أبيدت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم (راجع صحيح مسلم) ولكن من المستحيل عمليا تطبيق حلم سيطرة المسلمين على العالم فقد أنقسمت أمة محمد إلى العديد من ألأقسام وراح كل منها يحارب الآخر بل أنه فى بعض العصور التاريخية رأينا خليفة فاطمى شيعى فى مصر وخليفة عباسى سنى فى العراق وثالث فى الأندلس كما لم تحقق الخلافة الإسلامية فى إستعمار الأرضى ما حققه الإسكندر الأكبر أو الإمبراطورية الرومانية الوثنية وبعدها المسيحية أو الإمبراطورية الفارسية وفى العصر الحديث الإمبراطورية الفرنسية أو الإمبراطورية الإنجليزية التى قالوا عنها أنها الإمبراطورية التى لا تغرب الشمس عن أملاكها وفى النهاية : وفى نفس الوقت لا يمكن التقليل من خطورة هذا الحلم لأنه حلم خيالى مجنون ولكن يصدقة المسلمون ومن يقرأ صفحات مراجع تاريخهم الإسلامى الذى كتبوه بأيديهم مثل البداية والنهاية لأبن كثير وغيره يكتشف أن سطورة لم تكتب بحبر ولكنها كتبت بدم البشر الذين سقطوا قتلى وجرحى من البلايين من المسلمين والكفرة الذين يحاربونهم لحماية أراضيهم وأعراضهم من فكرة غزو الإسلام للعالم والسيطرة عليه وقد تجمع هؤلاء المجاهدين فى أفغانستان ثم العراق فكانت وبالاً وإنهياراً وخرابا لهذه الدول واليوم نراهم يتجمعون فى مصر بل أنهم يجاهرون للمطالبة بحكم دينى إسلامى يحكمه الهلوسة الدينية ولما كان المسلم المصرى هم أكثر الناس جهلاً وميلا للدين بدون تفكير حتى ولو كان متعلماً كما أنه تربى لينظر إلى غير المسلم حقداً وكرها وبغضاً وأقل برهان يمكن أن نذكره هو كرهه لأمريكا التى تطعمه فى فترة طولها أكثر من 40 سنة - فإلى أين إذاً تتجه مصر؟! ************************** عائشة وقميص رسول الإسلام تولى عثمان بن عفان الخلافة وكان ثالث الخلفاء الراشدين فثار عليه الجنود العرب المسلمين الذين غزوا مصر وإستوطنوها وإعتاد المؤرخون المسلمون إطلاق أسم المصريين أو أهل مصر عليهم مع أنهم لم يكونوا مصريين ولا من أهل مصر كما سرد هؤلاء المؤرخون حوالى ستة أسباب لثورتهم وإنقلابهم عليه أهمها أنه حرق 26 قرآنا كتبت تحت إشراف نبى الإسلام (موجود أسمائها فى الساجستانى وكتاب الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى) وغير كلام الله فى القرآن والقرآئين الـ 26 كانت بها إختلافات مما أدى لخلاف بين المسلمين فى الأمصار بينهم وبين بعض وجمعها فى قرأن واحد أسماه قرآن عثمان وحرق الـ 26قرآناً وكان إحداها قرآن أسمه قرآن عائشة زوجة رسول الإسلام فحرضت عائشة على قتله وتزعم أخوها قتله وكانت تدعوه نعثلاً ونعثل كان يهودى من المدينة كثيف اللحية والجسد مثل عثمان وكانت تقول أقتلوا نعثلاً لقد كفر وفى قول آخر لقد فجر وأخرجت قميص الرسول وقالت هذا قميص رسول الله لم يبلى وقد أبلى عثمان سنته والجملة الأخيرة التى صاحت بها عائشة محرضة لمقتله موجودة فى أكثر من تسعة مراجع إسلامية لا يتسع المجال لذكرها ومحمد أبن أبى بكر إتهم الخليفة عثمان بن عفان بتحريف القرآن صراحة حينما دخل ليقتل عثمان بن عفان فقال أنت غيرت كلام الله حيث [ روى الحافظ ابن عساكر: أن عثمان لما عزم على أهل الدار في الانصراف ولم يبق عنده سوى أهله تسوروا (أى تسلقوا السور)عليه الدار، وأحرقوا الباب ودخلوا عليه وليس فيهم أحد من الصحابة ولا أبنائهم إلا محمد بن أبي بكر وسبقه بعضهم فضربوه حتى غشي عليه وصاح النسوة: فانزعروا وخرجوا ودخل محمد بن أبي بكر وهو يظن أنه قد قتل فلما رآه قد أفاق قال: على أي دين أنت يا نعثل ؟قال: على دين الإسلام ولست بنعثل ولكني أمير المؤمنين. فقال: غيـــ،رت كتـــاب الله ؟ فقال: كتاب الله بيني وبينكم، فتقدم إليه وأخذ بلحيته وقال: إنا لا يقبل منا يوم القيامة أن نقول: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}[الأحزاب: 67] [راجع أيضا ابن كثير كتاب البداية والنهاية المجلد7ص 166-168] ************************** نائلة وقميص عثمان المخضب بدمائه وأصابعها لما دخل الجنود العرب المسلمين (الذين غزوا مصر وأستوطنونها) من دار خوخة إلى دار عثمان فنزلوا بالحبال من سور الدار ومعهم سيوف فلما رأت نائلة ذلك منهم نشرت شعرها فقال عثمان خذي خمارك فلعمري لدخولهم علي أعظم من حرمة شعرك ثم أهوى رجل إلى عثمان بالسيف فانكبت عليه واتقت السيف بيدها فقطع أناملها فقالت: يا رباح وكان معه سيف أعن عني هذا. فضربه رباح فقتله. ثم دخل آخر معه سيف فقال: افرجوا لي فوضع سن السيف في بطن عثمان فأمسكت نائلة السيف فحز أصابعها ومضى السيف في بطن عثمان فقتله وأخذه والمصحف ليتحرم به فتلطخت صفحاته بدمه وكانوا يريدون قطع راسه ولكن خرجت نائلة وهي تصيح وخرج القوم هاربين من حيث دخلوا بعد أن نهبوا البيت وخرجوا ونهبوا بيت المال ثم صعدت نائلة إلى الناس فقالت: إن أمير المؤمنين قد قتل فدخل الحسن والحسين ومن كان معهما فوجدوا عثمان مقتولاً قد مثّل به فأكبوا عليه يبكون وخرجوا فدخل الناس فوجدوه مقتولاً فبلغ علياً الخبر وطلحة والزبير وسعداً ومن كان بالمدينة فخرجوا وقد ذهبت عقولهم فدخلوا عليه واسترجعوا وأكبوا عليه يبكون وكانوا يريدون أن يدفنوه فقالوا : إنا لا نقدر أن نخرج به نهاراً وهؤلاء المصريون (الجنود العرب المسلمين الذين أستوطنوا مصر) على الباب فأمهلوا حتى كان بين المغرب والعشاء فدخل القوم فحيل بينهم وبينه. فقال أبو جهم: والله لا يحول بيني وبينه أحد إلا مت دونه احملوه إلى البقيع. فحملوه وتبعتهم نائلة بسراج استسرجته بالبقيع وغلام لعثمان حتى انتهوا إلى نخلات عليها حائط فدقوا الجدار ثم دفنوه فى مدافن اليهود حش كوكب وصلى عليه جبير بن مطعم. ثم كتبت نائلة إلى معاوية بن أبي سفيان تصف دخول القوم على عثمان وأرسلت بقميص عثمان مضرجاً بالدم ممزقاً وبالخصلة التي نتفها محمد بن أبي بكر من لحيته فعقدت الشعر في زر القميص وبعثت بإصبعين من أصابعها المقطوعة مع شيء من الكف وإصبعين مقطوعتين من أصولهما ونصف الإبهام ثم دعت النعمان بن بشير الأنصاري وسلمته كتابها والقميص والأصابع. فمضى النعمان حتى أتى على يزيد بن أسيد الذي بعثه معاوية ممداً في أربعة آلاف فأخبره النعمان بقتل عثمان فانصرفوا إلى الشام. فكان معاوية يضع القميص على المنبر ويعلق منه الأصابع ويشنع به. ثم خطبها معاوية بن أبي سفيان فأبت. وكانت من أحسن الناس ثغراً فأخذت فهراً فدقت به أسنانها فسال الدم على صدرها. فبكى جواريها وقلن لها: ما صنعت بنفسك؟ قالت: إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب وإني خفت أ، يبلى حزني على عثمان فيطلع مني رجل على ما اطلع عثمان وذلك ما لا يكون أبداً. *************************************** عائشة وقميص أخيها محمد بن ابى بكر إتفق معظم العرب المسلمين على قتل الخليفة عثمان ولكن بعد موته وخلا كرسى الخلافة تغير رأيهم حتى عاشة التى حرضت على قتله كانت تريد المطالبة بدم عثمان ففي شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد ج 6 ص 217 : (قال أبو مخنف : جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان ... فقالت أم سلمة : إنك كنت بالامس تحرضين على عثمان ، وتقولين فيه أخبث القول ، وما كان اسمه عندك إلا نعثلا) كما قال عبد بن أم كلاب لعائشة : منك البداء ومنك الغير ومنك الرياح ومنك المطر وأنت أمرت بقتل الامام عثمان بن عفان وقلت لنا إنه قد كفر فهبنا أطعناك في قتله ـ وفي الامامة والسياسة لأبن قتيبة الدينوري ، ج1 ص47 : (وخرجت عائشة باكية تقول قتل عثمان رحمه الله فقال لها عمار : بالامس تحرضين عليه الناس واليوم تبكينه) ! وبايع العرب على بن أبى طالب بالخلافة الذى قام بعُزل قيس بن سعد عن ولاية مصر وعيّن محمد بن أبي بكر (أخو عائشة) والياً عليها ولبث شهراً كاملاً مدبّراً أمور الولاية حتى بعث إلى قوم من أهالي « خرِبْتا » البلدة التى بها جنود مواليين لعثمان ومعارضة لخلافة الإمام علي فقال لهم محمد بن أبي بكر: « إما أن تدخلوا في طاعتنا وإمّا أن تخرجوا من بلادنا، فأجابوه : إنا لا نفعل فدعنا حتّى ننظر إلى ما يصير إليه أمرنا فلا تعجل لحربنا فأبى عليهم فامتنعوا منه وأخذوا حذرهم وكانت وقعة (حرب) صفين فلما صارت هدنه بين عليّ ومعاوية وصار الأمر إلى التحكيم طمعوا ببمحمد أبن أبى بكر وأظهروا له االعداء فأرسل لهم محمدَ ابن الحرث بن جهمان الجعفي ليؤدبهم فوصل إلى « خرِبْتا » وكان فيها يزيد بن الحرث مع بني كنانة ومن معه من قبائل أخرى مختلفة فقاتلهم الحرث فقتلوه فأرسل محمد إليهم ابنَ مضاهم الكلبي فقتلوه كذلك وكان محمد ثم أرسل إليهم عمرو بن بديل بن الورقاء الخزاعي ولكن الذي قلب الموازين هو إرسال معاوية عمرَو بن العاص في جيش كثيف إلى مصر بعد توجه الإمام عليّ إلى العراق ولما بلغ الخليفة الإمام عليّ اضطراب الأمر في ولاية مصر سارع إلى إرسال القائد مالك الأشتر وذلك قبل أن تستشري الفتنة ولكن معاوية استطاع بحيلة منه أن يدسّ السم للوالي الجديد وهو في طريقه إلى تسلم ولايته مستعيناً بأحد رجال الخراج في مكان يقال له القلزم وهو السويس حالياً فشرب الأشتر وهو لا يشك في مضيّفه شربة ماء ممزوجة بالسم والعسل وأشتهر قول معاوية بن سفيان :الله له جنود من عسل" وبذلك أصبح محمد بن أبي بكر وجهاً لوجه مع اثنين من الدهاة معاوية وعمرو بن العاص.. أقبل عمرو بن العاص قاصداً مصر باتجاه محمد بن أبي بكر الذى انتدِب كنانة بن بشر قائداً لنحو ألفي رجل وتخلّف محمد في ألفين وبعد معارك بين الطرفين وقتل من قتل وتفرّق الآخرين عنه استطاع معاوية بن حديج وهو من أصحاب عمرو بن العاص أن يظفر بمحمد ابن أبي بكر وهو يكاد يموت عطشاً فقال محمد: اسقوني قطرة من الماء فقال له معاوية بن حديج: لا أسقاني الله إن سقيتك قطرة أبداً والله لأقتلنّك يا ابن أبي بكر وأنت ظمآن ويسقيك الله من الحميم والغسلين فقال له محمد: يا ابن اليهودية النسّاجة ليس ذلك اليوم إليك إنما ذلك إلى الله يسقي أولياءه ويظمئ أعداءه وهم أنت وقرناؤك ومَن تولاك وتولّيته والله لو كان سيفي في يدي ما بلغتم مني ما بلغتم فقال له معاوية بن حديج: أتدري ما أصنع بك ؟ أدخلك جوف هذا الحمار الميت ثم أحرقه عليك بالنار وكان في المغارة جيفة حمار ميت فقدّمه وضرب عنقه ثم ألقاه في جوف حمار وأحرقه بالنار وكان ذلك فى مطلع سنة 38هـ، وكان له من العمر ثمان وعشرون سنة فلمّا بلغ ذلك الخبر عائشة أخته جزعت عليه جزعاً شديداً وصارت تقنت في كلّ صلاة تدعو على معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج ولما أتى تحريض نائلة زوجة عثمان بنتائجه بعثتوا لها من مصر بقميص محمد بن أبى بكر الذى قتل فيه إلى المدينة ( فوصل إلى دار عثمان وإجتمع رجال عثمان ونساؤه وأظهروا السرور ولبست نائلة بنت الفرافصة القميص ورقصت به وأرسلت أم حبيبة أخت معاوية بكبش شواء إلى عائشة ، وقالت : هكذا شوى أخوك بمصر ، فحلفت ألا تأكل شواء حتى تلقى الله ، ودخلوا على أسماء بنت عميس أم محمد بن ابى بكر فقيل لها : قتل محمد بمصر وأحرق بالنار فى جوف حمار ، وكانت فى مصلاها فعضت شفتيها وكظمت غيظها فشخبت ثدياها دماً ) [ أبن ظهيرة : الفضائل الباهرة ، فى محاسن مصر والقاهرة ، ص 278] ولم تكتف نائلة بأن تلبس قميص محمد بن أبى بكر وترقص به ، بل أنها حينما حج معاوية بن حديج عقب قتله لمحمد بن أبى بكر وإحراقه بالنار (لقيته نائلة وقبلت رجليه وقالت شفيت نفسى من أبن الخثعمية ) [ أبن ظهيرة : الفضائل الباهرة ، فى محاسن مصر والقاهرة ] ومثل هذه القصص التاريخية الدموية تعكس طبيعة الصراع الدائر بين العرب حينما تمتوج النعرات القبلية بالرغبة فى الحفاظ على المكانة والسيادة ولو كان الثمن جريان بحور من الدم ************************************** فى هذا الشهر ذكرى هدم القاعدة لبرجى التجارة فى أمريكا الموافق 11/9 وقد إختار المسلمون هذا اليوم الذى يوافق ذكرى أول السنة القبطية (النيروز) الذى يطلق عليه الأقباط عيد الشهداء حيث يحتفلون به فى كنائسهم وفى هذه الذكرى ننقل ما كتبه الأستاذ علاء بيومي فى جريدة المعرفة ألإلكترونية 12/1/2008 من مكة المكرمة قال أن : " الصورة الراهنة للإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة هي نتاج تراكمات ثقافية وحضارية تكونت عبر قرون مضت بالإضافة إلى تبعات أحداث 11 سبتمبر/أيلول الخطيرة على صورة الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة ويوضح ديفد بلانكس ومايكل فراستو في مقدمة كتاب لهما صدر عام 1999 عن "رؤية الغرب للإسلام في العصور الوسطى" حيث يرى دانيال فيتكس -وهو أستاذ آداب بجامعة ولاية فلوريدا الأميركية- أن نظرة الغرب الحديثة للإسلام ولدت في فترة كانت علاقة أوروبا بالإسلام فيها علاقة خوف وقلق مما دفع الأوروبيين لتعريف الإسلام تعريفا "ضيقا كاريكاتوريا" كدين يملؤه "العنف والشهوة" يقوم على "الجهاد العنيف" في الحياة الدنيا و"الملذات الحسية الموعودة" في الآخرة كما إعتقدوا أن الرسول فى أحسن تقدير على أنه واحد من اثنين: إما "قس كاثوليكي فشل في الترقي في سلم البابوية" فقرر الثورة ضد المسيحية، أو "راعي جمال فقير تلقى تعليمه على يد راهب سوري" ليشكل دينا جديدا من "قشور العقيدتين المسيحية واليهودية" كما نظر الأوروبيون إلى حياة المسلمين الأخلاقية نظرة مزدوجة إذ نظروا إلى حجاب المرأة المسلمة كتعبير عن "السرية والقهر" والفصل بين الرجل والمرأة وفي نفس الوقت نظروا إليه على أنه مصدر "فجور واستباحة أخلاقية مستترة" خلف الحواجز والأسوار وأصبحت صورة الإسلام في أميركا والعالم بعد 11/9 حيث كتب إدوارد سعيد يوم 2 أغسطس/آب 2003 في جريدة ذي غارديان البريطانية يقول "قد أتمنى أن أقول إن الفهم العام للشرق الأوسط وللعرب وللإسلام في أميركا قد تحسن (بعد 11/9)، ولكنه في الحقيقة لم يتحسن"، وأضاف أن رفوف المكتبات الأميركية بعد 11 سبتمبر/أيلول امتلأت بكتب عن الإسلام ولكنها كتب سيئة "مليئة بعناوين رئيسية صارخة عن الإسلام والإرهاب والتهديد العربي والخطر الإسلامي" أما الإدارة الأميركية –كما يرى سعيد- فقد أعطت آذانها لبعض أشهر المستشرقين الغربيين مثل برنارد لويس الذي استدعته الإدارة لعرض أفكاره عن الإسلام على العاملين في البيت الأبيض. ويروج لويس لفكرة أن نظرة المسلمين للغرب والولايات المتحدة في الفترة الراهنة يحكمها شعورهم بالمهانة الدولية بعد سقوط حضارتهم وحقدهم على الغرب المسيحي المتقدم، وهي نظرية ضمنها في كتابه الواسع الانتشار في الفترة الحالية "ماذا حدث خطأ؟ الصراع بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط" 2003 وأثناء رئاسة جورج دبليو بوش"أن قيادات اليمين الأميركي المتدين الذين يمثلون أقوى القواعد الجماهيرية المساندة لبوش شعروا بغضب شديد تجاه موقف بوش من الإسلام والمسلمين في أعقاب أحداث سبتمبر/أيلول لأن بوش وصف الإسلام بأنه "دين سلام" فرفض فرانكلين غرام وصف الإسلام بأنه دين مسالم ووصف جيري فالويل رسول الإسلام بأنه "إرهابي" وقال بات روبرتسون إن الإرهابيين لا "يحرفون الإسلام!! إنهم يطبقون ما في الإسلام" كما امتلأت الأسواق الأميركية بكتابات عدد من أكثر الكتاب الأميركيين تطرفا في موقفهم من المسلمين والعرب مثل دانيال بايبس مؤلف كتاب "الإسلام المسلح يصل أميركا" الصادر عام 2003، وستيفن إمرسون مؤلف كتاب "جهاد أميركي.. الإرهابيون الذين يعيشون وسطنا" الصادر في العام نفسه. فهؤلاء روجوا لنظرية أن المسلمين والعرب المقيمين في أميركا والغرب هم أعداء مقيمون في الولايات المتحدة يتحينون الفرص للانقضاض عليها، ومن ثم يجب السعي لمراقبتهم والتضييق عليهم وتهميش منظماتهم كما ظهرت مجموعة أخرى من الكتابات الساعية إلى خدمة جهود مؤسسات السلطة الأميركية في حربها على الإرهاب بالتنظير لفكرة تدخل أميركا لإعادة تشكيل العالم الإسلامي عن طريق دعمها المباشر لأطراف مسلمة ترى أنها أكثر تعاطفا تجاهها. ************************************** *********************** |
This site was last updated 09/08/11