Home Up فهرس الحرب العالمية الثانية أستقالة وزير البنات ووراثة العرش عمارة الإيموبيليا فاروق يصبح ملكاً التجديد النصفى لمجلس الشيوخ الموائد الرمضانية للملك فاروق فاروق يغادر مصر حرب فلسطين 1948 أحمد ماهر باشا نادى الضباط الحافة الوفدية وفاروق مسلسل عن الملك فاروق ديوان المراقبة أغرب إنتخابات على ماهر باشا حريق القاهرة إنفراج الأزمة الوزارية الملك فاروق والملك سعود طفولة الملك فاروق بداية حكم الملك فاروق فاروق والدول العربية فلول الأسرة المالكة فاروق والأمراء والملوك النشاط الإجتماعى لفاروق الإنضمام لعصبة الأمم صور نادرة بمكتبة الأسكندرية الملك فاروق والإسلام مجزرة الإسماعيلية وحريق القاهرة حصار الإنجليز لعابدين أحمد حسين معشوق النساء إحياء ذكرى الملك الملك فاروق ومظاهرات الطلبة الإقتصاد المصرى القوى الملك وإنتخابات نادى الضباط Untitled 176 الصحافة وتوريث الحكم أرض الملك فاروق إضراب العمد الإنجليز يحاصرون عابدين رؤساء وزارات الحكم الملكى البوم صور معاهدة 1936 حاشية الملك الفاسدة البرلمان تنازل الملك عن العرش مبارك وقصور فاروق موت فاروق بالسم Untitled 2661 Untitled 2662 Untitled 2663 Untitled 2664 Untitled 2665 Untitled 2666 Untitled 2667 Untitled 2668 Untitled 2669 Untitled 2670 
| |
النص التالى هو نص استقالة وزارة صاحب المقام الرفيع محمد محمود باشا الرابعة والأخيرة, والتي نشرتها الأهرام في يوم14 أغسطس عام1939, والذي اشتهر خلال وزارته الأولي التي شكلها عام1928 بصاحب' اليد القوية'.وعاش بعدها أقل من ثمانية عشر شهرا قضي أغلبها علي سرير المرض حتي انتقل إلي رحاب الله( توفي في أول فبراير1941)!مولانا صاحب الجلالة أتشرف أن أنهي إلي جلالتكم أن الأطباء حتموا علي الراحة التامة فترة من الزمن, غير أن دقة الظروف الدولية تفرض علي جهدا متصلا لم تعد صحتي تطيقه, لذلك أتشرف أن أرفع استقالتي إلي جلالتكم العلية, راجيا التفضل بقبولها, ولن أنسي ما لقيته من جلالتكم طوال مدة وزارتي من آيات العطف والرضا, ومن مظاهر الثقة والتعضيد, ولن يفتر قلبي ولساني عن ترديد أصدق الحمد وتأكيد أخلص الولاء لذاتكم الكريمة, وإني لوطيد الأمل بأن البلاد في ظل جلالتكم وبفضل حبكم لها وسهركم علي خيرها ستمضي قدما في سبيل الرقي والمجد, وأدعو الله أن يبقيكم.. الخ. ولد محمد محمود باشا في أسرة سياسية بمفهوم العصر, فقد كان أبوه محمود باشا سليمان وكيل مجلس شوري القوانين, ومن كبار ملاك الأراضي الزراعية في الصعيد, بساحل سليم بأسيوط, حتي أنه ورث عنه1600 فدان, وقد أصبح رئيسا لـ' حزب الأمة' لدي تشكيله عام1907. ثم تلقي بعد ذلك تعليما متميزا, وبينما كان الأعيان من أبناء العصر يبعثون بأبنائهم لاستكمال تعلميهم إلي الجامعات الفرنسية في العادة, حيث حظيت السوربون ومونبلييه, خاصة في كليات الحقوق, بأكبر عدد من هؤلاء, فقد أرسل كبير وجهاء الصعيد, سليمان باشا, بابنه إلي جامعة أكسفورد حيث تلقي تعليمه في كلية باليولBaliol, وتخصص في التاريخ!! وعقد الشاب الصغير أوثق العلاقات مع رجال الإدارة الاستعمارية البريطانية في مصر; عمل مساعدا للمستشارين الإنجليز في كل من وزارتي المالية والداخلية, قفز ليصبح مديرا للبحيرة, غير أنه لم ينجح في التعاون مع المسئولين الإنجليز في المديرية فلم يلبث أن فقد منصبه, مما كان إيذانا ببداية تاريخه السياسي. نضم ابن رئيس حزب الأمة إليهم, الأمر الذي تأكد من أنه كان من ضمن الأربعة الذين تم نفيهم في مارس عام1919 مع سعد زغلول إلي مالطة, مما كان من أهم أسباب تفجر أحداث الثورة , وفي فاليتا عاصمة الجزيرة, وعلي الرغم من أن فترة النفي لم تتجاوز شهرا, بدت علامات التفرد علي محمد محمود, ساعده علي ذلك أنه كان الأصغر, فلم يكن قد تجاوز الأربعين إلا بعامين, بينما كان إسماعيل صدقي يكبره بعامين, وكان حمد الباسل أكبر بسبع سنوات, أما الفارق في العمر بينه وبين زغلول فقد قارب العشرين عاما. كما ساعده أيضا أنه كان الأكثر ثراء وعراقة اجتماعية. وسجل سعد زغلول في مذكراته عن بعض تصرفاته , مثل تصميمه علي أن ينام في حجرة منفردة, أو يكون له غذاء مخصوص, وما إلي ذلك من التصرفات اليومية التي تنم عن الشعور بالتمايز, والذي زاد منه إجادته للإنجليزية, علي عكس زغلول وصدقي المثقفين ثقافة فرنسية, والباسل شيخ العرب, الذي لا ينتمي لأي من الثقافتين.. هذا الشعور الذي بدا في أنه كان مصدر المعلومات الوحيد عن العالم الخارجي من خلال إطلاعه علي الجريدة التي كانت تصدر في مالطة باللغة الإنجليزية. ثم سمحت السلطات البريطانية للزعماء الأربعة بالسفر إلي باريس, بعد أن كان مؤتمر الصلح قد اعترف بالحماية علي مصر, وهو الاعتراف الذي شارك فيه الرئيس الأمريكي ولسون, الذي كان المصريون قد علقوا آمالا كبيرة علي مبدئه في' حق تقرير المصير', الأمر الذي دفع الوفد إلي أن يبعث بمحمود إلي الولايات المتحدة الأمريكية, ليشارك القاضي الأمريكي' المستر فولك' في الدعاية للقضية المصرية. ومرة أخري تبدو أهمية خريج باليول عندما وافق اللورد ملنر علي فتح باب المفاوضات مع الوفد المصري, مما أدي بالوفد إلي استدعاء م حمود من أمريكا ليأتي إلي باريس ويشارك في هذه المفاوضات. ثم لا يلبث أن كان علي رأس الأربعة الذين أرسلهم الوفد لمصر لمعرفة رأي المصريين في المقترحات البريطانية, مما كان سعد زغلول قد رتب لرفضها من خلال اتصالاته مع سكرتير الوفد في القاهرة عبد الرحمن فهمي بك. لم يعجب هذا الحال محمود وصحبه, الذين خرجوا عن وفد زغلول وكان أول انشقاق في تاريخ الحزب الكبير, وهو الانشقاق الذي مهد فيما بعد لقيام حزب الأحرار الدستوريين, خاصة بعد أن تفاقم الخلاف بين زغلول وعدلي يكن علي رئاسة الوفد الذي يفاوض الإنجليز. الصورة المقابلة صفحة الاهرام فى19/8/1939م
ولقد ظل محمود أقوي الشخصيات في الحزب الجديد حتي وإن لم يتول رئاسته إلا في وقت متأخر(1929), وخلال الفترة التي امتدت بين صدور دستور1923, وما تبعه من انتخابات فاز فيها الوفد فوزا ساحقا,وبين عام1939 حين جاء انسحابه النهائي من الحياة السياسية, والتي تولي فيها محمود رئاسة الوزارة لفترتين, قام السياسي الصعيدي بما لم يقم به أحد من قبله, ولا حتي إسماعيل صدقي بكل ما اشتهر به من خروج عن قواعد اللعبة الدستورية. فهو الوحيد من رجال الوفد القدامي الذي سعي بكل جهد في الاستيلاء علي الوفد من الداخل, وقد انتهز فرصة وفاة سعد زغلول1927 والصراع الذي حدث في أعقاب ذلك علي رئاسة الحزب الكبير, وكان يري أنه أولي برئاسته من أي من المتصارعين, إلي أن فاز بها مصطفي النحاس. وهو الوحيد من رجال الحكم الذين تملكوا الجرأة أن يعطل الدستور بالكامل ويعلن أنه سوف يحكم بـ' اليد القوية' ليلغي الأوضاع المهترئة التي نجمت عن الحكم الحزبي,وتنم مجموعة الخطب التي كان يلقيها خلال هذه الفترة, والتي جمعت في كتاب بعد ذلك يحمل نفس العنوان, عن تصميم الرجل علي إهمال الحكم الدستوري, وهو ما حدث خلال عامي1928 ـ1929. ومثل هذا العمل لم يجرؤ عليه الملك من خلال رجله أحمد زيوار(1924 ـ1926), كل ما فعله في عهد وزارات هذا الأخير أن قام بتعطيل الانتخابات تحت دعاوي إدخال بعض التعديلات الدستورية, كما لم يجرؤ عليه إسماعيل صدقي(1930 ـ1934) الذي بدأ عهده بمحاولات لتعديل دستور1923, انتهت بإحلال دستور بديل, ولكنه لم يلغ أبدا الدستور. تولي محمود وزارته الثالثة في مستهل عام1938 تدخل الإدارة في الانتخابات, كان أخطرها ما حدث في انتخابات1925 حين كان إسماعيل صدقي وزيرا للداخلية, ومارس كل الضغوط الممكنة لإفشال مرشحي الوفد, وهي المحاولة التي لقيت الفشل, غير أن محمود يتفرد مرة أخري بعد توليه الوزارة المذكورة, واستخدم الإدارة لإجراء التزوير الصريح لإسقاط مرشحي الوفد, مما شكل السابقة الأولي في تزوير الانتخابات البرلمانية في مصر, والتي اتبعتها حكومات عديدة بعدئذ! =================المــــــــــــــراجع (1) الأهرام بتاريخ 9/11/2006 م السنة 131 العدد 43802 عن مقالة بعنوان نهايـــة أســطورةاليـد القويـة!! بقلم:الأستاذ العلامة د. يونان لبيب رزق |