| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history بقلم عزت اندراوس أشعة الليزر ورسم آثار مصر |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلفأنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htmلم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل |
الليزر.. يرسم خريطة مخاطر لآثار مصر! الأهرام 19/12/2009م السنة 134 العدد 44938 بقلم : د. زاهي حواس في الماضي كان كل ما نكتشفه من الآثار يسجل إما وصفا, فما تراه العين تكتبه اليد, وإما رسما ويتم بأكثر من طريقة, منها الأسلوب القديم وهو أسلوب عمل الطابعات عن طريق مادة سائلة كان يتم توزيعها علي الجدار الذي يحمل نصا أو رسما, ثم تترك لتجف وبعدها تزال ويكون قد طبع عليها ما علي الأثر وخطورتها تتجلي في أثرها السيئ علي الألوان. أما الطريقة الأخري للرسم, فهي عن طريق استعمال مادة خاصة من البلاستيك يتم فرشها علي الأثر وشف النقش أو الرسم بأقلام ذات أحبار خاصة, وبعدها يتم تحبير هذا البلاستيك علي ورق كلك وتعرض هذه الطريقة أيضا الأثر للخطورة نتيجة ملاصقة يد الرسام الأثري للأثر. وهناك نوع ثالث يعرف بالتسجيل الفوتوجيومتري وهو وإن كان من أدق أساليب التسجيل, إلا أنه عملية صعبة جدا ومكلفة للغاية وتستغرق سنوات وسنوات في حالة الآثار الكبيرة مثل الأهرامات والتماثيل الضخمة مثل أبي الهول.. ويعتمد هذا الأسلوب علي تسجيل كل حجر سواء صغر أم كبر. ومن أهم ما تم في هذا المجال, هو ما قام به العالم الأثري مارك لينر بالتعاون مع المعهد الألماني للآثار بالقاهرة في عام1980 بتسجيل تمثال أبي الهول وعمل خريطة فوتوجرامتية للتمثال, وفيها تسجيل علمي دقيق لكل كبيرة وصغيرة بالتمثال, وعن طريقها أمكن دراسة أحجار الترميم سواء القديمة أو الحديثة في جسم أبي الهول, وتحديد نوع الحجر المستخدم في الدولة القديمة والدولة الحديثة والعصر الصاوي, وكذلك أحجار العصر الروماني. وعندما سقط حجر من كتف أبي الهول الأيمن في عام1988, ومن قبلها كان التمثال قد تعرض إلي جريمة كادت أن تدمره تماما, ونقصد بها الترميمات الخاطئة التي أجريت علي جسد أقدم مريض في العالم ـ أبي الهول ـ وخلالها تمت إزالة الكثير من أحجار الترميمات القديمة وجاءوا بأحجار ضخمة لتلصق بجسد التمثال وتضيع معالمه ونسبه التشريحية! ولم يكتف المدمرون ولا نقول المرممون بذلك, بل قاموا بإضافة كميات ضخمة من الأسمنت التي كادت أن تخنق جسم التمثال المنحوت من الحجر الجيري وتمنعه من أن يتنفس, ولم يتحمل الجسد المريض ما ألقي عليه فقام بلفظه بعد جريمة استمرت فصولها سبعة أعوام كاملة دون أن يستطيع أحد أن يقول لا لهذه الجريمة..! ولقد كان سقوط كتف أبي الهول إنذارا وراية حمراء لوقف هذه الجريمة والبدء في عمل دراسة علمية شاملة لإنقاذ أبي الهول. وكانت الخريطة الفوتوجراميتية التي نفذها مارك لينر وفريق عمله هي الدليل الأقوي لدينا لكي نعيد إلي أبي الهول صحته وشبابه, وهذا دليل واضح لا يحتاج إلي شك أو تشكيك في أهمية أعمال التسجيل الأثري. وشتان الفارق بين الأمس واليوم, لقد خطت التكنولوجيا الحديثة أميالا وليس مجرد خطوات إلي الأمام وصار لدينا اليوم علم جديد وتقنية راقية تعرف بـ التسجيل باستخدام الليزر, أو بمعني أصح المسح الضوئي باستخدام الليزرLaserScanning. أول ما تمتاز به هذه التقنية هي الدقة المتناهية ووصول نسبة الخطأ فيها إلي أجزاء من النصف في المائة, وثاني الامتيازات هي كونها أسلوبا آمنا تماما ولا يسبب أي ضرر علي الأثر, ولازلت أذكر هذا المهندس الشاب الدكتور ولاء عندما قام بعمل مسح بالليزر لنفسه وهو واقف لكي يثبت للجميع أن هذه التقنية آمنة تماما, ولا تمثل أي خطر سواء علي الأثر أو الأشخاص. كذلك تتيح تقنية المسح بالليزر عمل صور وخرائط ثلاثية الأبعاد تستخدم في أعمال النشر العلمي ويستفيد منها كل من الأثري والمرمم والمسجل. ومن أخطر الأهداف التي تحققها هذه التقنية الحديثة عند العمل بها علي آثار مهددة مثل معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري, والذي تهدده صخرة كبيرة في أعلي الجبل الذي تم نحت جزء كبير من المعبد به, ويمكن عن طريق استخدام تقنية الليزر عمل خرائط بالأماكن المهددة والأماكن الضعيفة, وكذلك وضع تصور لأفضل الحلول للقضاء علي مسببات الخطر. و أعتقد أن السنوات المقبلة سوف تشهد تقدما مذهلا في استخدامات الليزر في مجال الآثار, والتي يمكن عن طريقها عمل نماذج طبق الأصل من الآثار المهمة, وبالتالي نستطيع إغلاق هذه الآثار وعدم السماح بزيارتها, والسماح فقط بزيارة النموذج المصمم منها.. وقد سبقتنا في ذلك دول مثل فرنسا, وإن كانت التقنية المستخدمة هناك قديمة. لقد حاولت, بل وسعيت إلي الاستفادة من هذا العلم الحديث عندما قررنا ترميم الهرم المدرج أول الأهرامات المصرية وأقدم بناء حجري في العالم كله, بناه المهندس العبقري إيمحوتب, وقد تقدم مجموعة من علماء اليابان لتسجيل الهرم المدرج من الداخل والخارج وباستخدام تقنية الليزر, وتم الحصول علي صور ثلاثية الأبعاد للأثر الفريد قبل البدء في أعمال الترميم لكي يتم حفظها والاستفادة بها في أثناء عمليات الترميم, وبعد الانتهاء من ترميم هذا الأثر, سنقوم بعمل مسح باستخدام الليزر مرة أخري, وذلك لكي نبرز حجم أعمال الترميمات التي تمت, والتي لا يمكن معرفتها بكل دقة سوي بمقارنة الصور والخرائط ثلاثية الأبعاد التي أخذت للأثر قبل وبعد أعمال الترميم. المهم أن هذا المشروع أدي إلي حصولنا علي فريق مصري متكامل يعمل علي أعلي مستوي من الحرفية والإتقان في هذا المجال, وكانت البداية أن سمع هذا الفريق الذي يعمل بمعهد البحوث المعلوماتية بمدينة مبارك للأبحاث العلمية بما نقوم به من أعمال المسح الأثري باستخدام الليزر في الهرم المدرج, فحضر إلي شاب هو الدكتور ولاء محمد شتا, عميد معهد البحوث المعلوماتية بمدينة مبارك للأبحاث العلمية, لمق ابلتي وسألني مباشرة: لماذا يا دكتور لم تستعينوا بنا في هذا العمل ونحن نقوم باستخدامات الليزر ولنا بحوث موثقة في هذا المجال؟. وكانت إجابتي تحمل نوعا من التشكيك في وجود مثل هذه التقنية عندنا, لذا رد علـي الدكتور ولاء قائلا: ولماذا لا تجربوننا وتمنحوننا الفرصة؟.. ولقد كان لزاما علـي بعد أن ثبت لي عدم وجود أي ضرر في استخدامات الليزر علي الآثار أن نمنح هذا الفريق المصري الفرصة الكاملة لعمل تسجيل لتمثال أبي الهول, خاصة أن هذا العمل لا يتطلب لمس الأثر بأي حال من الأحوال. ولم أكن أتوقع أن أري هذا العمل العلمي الجبار ويتم تسجيل أبي الهول بالليزر وبدقة فائقة وفي وقت وزمن قياسي لا يتعدي أسابيع قليلة, وفي النهاية وجدت أمامي عملا جبارا انحني له الأجانب والمصريون من علماء الآثار, وعندما نظرت إلي الصور والخرائط ثلاثية الأبعاد للتمثال, وجدت كل شيء مسجلا وبدقة متناهية كصورة طبق الأصل يمكن تحريكها في كل الاتجاهات وتكبير أي جزء منها مع الحفاظ علي درجة الجودة للصورة, وبالتالي مشاهدة ما لا يمكن للعين البشرية رؤيته, وأصبح أبوالهول بين أيدينا موثقا ومحفوظا بطريقة حديثة للأجيال المقبلة. أول ما ورد إلي ذهني عندما شاهدت المسح ثلاثي الأبعاد لأبي الهول هو القرار الذي اتخذناه بعدم ترميم صدر التمثال, لأن ذلك سيؤدي إلي تغيير النسب التشريحية للتمثال, وكان قرارنا هو أن نقوم بترميم صدر التمثال كل عام بطبقة رقيقة لحفظ الصدر, وتقوم الرياح وعوامل التعرية الأخري بإزالة هذه الطبقة, وبالتالي نقوم بإضافاتها وتجديدها كل عام, لكي لا نسمح بأي عوامل تعرية تحدث لمنطقة الصدر. وسوف تساعد بدون شك نتائج أعمال التسجيل لتمثال أبي الهول المرممين والأثريين المسئولين عن التمثال, وأي دراسات مستقبلية ستتم لهذا التمثال. وحاليا نقوم بإعداد مشروع قومي يهدف إلي تسجيل كل آثار مصر باستخدام تقنية الليزر وحفظها موثقة لتكون قاعدة لأي عمل يتم بمناطقنا الأثرية وعلي رأسها مشروع إدارة الموقع الذي بدأنا في تنفيذه منذ سنوات, ويأتي كل يوم بثمار جديدة, أهمها الحفاظ علي تراثنا الحضاري. إن المشروع القومي لتسجيل آثار مصر باستخدام تقنية الليزر سيفتح أمامنا مجالا جديدا لعمل خريطة مخاطر نضع عليها كل مواقعنا الأثرية المهددة سواء بعوامل طبيعية أو عوامل بشرية لكي نبدأ في وضع الخطط العملية لحفظها وصيانتها. وسوف نقوم بتدريب فريق مصري من شباب الأثريين والمرممين علي استخدام هذه التقنية مع المتخصصين بمعهد البحوث المعلوماتية بمدينة مبارك للأبحاث العلمية لكي لا نقع تحت رحمة الأجانب الذين يأتون إلي مصر ويحصلون علي موافقات بعمل هذه الأبحاث باستخدام التقنيات الحديثة ثم يبخلون علينا بالمعلومات, بل ويغادرون البلد دون ترك نسخة من أبحاثهم للاستفادة بها بدعوة حفظ حقوق الملكية الفكرية! وقد صدر أخيرا قرار بإعادة النظر في أعمال البعثات الأجنبية وضرورة أن نكون فاعلين وليس متفرجين علي أعمال هذه البعثات.. وضرورة القيام بأعمال النشر العلمي الكاملة في مدة أقصاها خمس سنوات منذ بدء العمل, إضافة إلي الكثير من الأعمال المنظمة للبعثات الأجنبية. وبالفعل بدأ الأجانب يأخذوننا مأخذ الجد, ويتقدمون إلينا بمشاريع أعمال حقيقية ومفيدة, ليس لهم فقط, بل لآثارنا, ونتعاون ونعمل معهم يدا بيد.. وسيكون لنا عودة ـ بإذن الله ـ نتحدث فيها عن الاكتشافات الأثرية التي تتم باستخدام تقنية المسح بالليزر. |
This site was last updated 12/20/09