Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

  mummification -  التحنيــط

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات و

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مومياء الحيوانات
ضفة النيل الغربية للجبانات
أدوات التحنيط والأثاث الجنائزى
أنواع التوابيت
كتاب الموتى
قبطي يبتكر طريقة للتحنيط

 

التحنيط  mummification
قام قدماء المصرييين بإجراء عمليات التحنيط بعد موت الجسد لحفظة من التحلل والعفن والبكتريا ويطلق على الجسد المحنط أسم مومياء، والمومياء "Mummy"عبارة عن بقايا جسد بشرى أو حيوانى أو حتى طيور وحشرات محفوظة والتي أجريت عليها عملية وقايتها من التحلل إما بطرق طبيعية أو إصطناعية - حافظت على شكلها العام. وكلمة التحنيط مشتقة من اللغة الفارسية، وتعني" قار" والمراد بها هو حفظ الجسد سليماً بعد الموت
وتتم عملية الحفظ عموما إما بالتجفيف التام، التبريد الشديد ، وغياب الأكسجين أو إستخدام الكيماويات.
والتحنيط عرفته حضارات أخرى غير حضارة المصريين القدماء ويكون موجودا في كل قارة لكن  طريقة تحنيط  الدقيقة والماهرة التى بهرت علماء الآثار هى طريقة قدماء المصريين لهذا ينسب إليهم التحنيط .وكانت أول دراسة للمومياوات كانت في القرن 19.
لماذا قام القدماء بتحنيط أجسادهم ؟
الصورة الجانبية  يقوم المحنط الأكبر الإله " أنوبيس" بمصاحبة الميت أثناء التحنيط  يظهر إله التحنيط و الدفن المصريّ "أنوبيس" على شكل إنسان برأس ابن آوى، ويظهر الإله أنوبيس في شكل ابن أوى أو على شكل إنسان براس ابن أوى، وهو مسئول عن أجسام المتوفين، وهو الذي يتابع الميزان عند محاسبة أرواح المتوفين و هو يساعد أيضا المومياء عند الاحتفال بطقوس فتح الفم، ومن ألقابه:الكلب الحارس، سيد الأرض المقدسة، الذي في خيمة التحنيط، الذي يعتلى جبله، و من الطريف أن نجد ايضا أنه على الكاهن المحنط ان يرتدى قناع هذا الإله أثناء عملية التحنيط.  ويبدو أن ربط اقدماء المصريين  لإبن آوى بالموت و الأموات يعود إلى عادة تواجد  بنات آوى تدائماً في المقابر إنتشار رائحة جيفة الموتى بها وفي الأماكن المخصصة للجنائز  وحيوان ابن آوى أكل للجيف ويعتبر مفترساً ثانوياً، حيث تساعده قوائمه الطويلة و أنيابه المعقوفة لصيد الطرائد الصغيرة من شاكلة الثديات الصغيرة، الطيور، و الزواحف.

وقد اعتقد المصريون القدماء فى بعث و حياة أخرى بعد الموت، وأن الحياة كلها ما هى إلا دورات متكاملة من ولادة و طفولة و شباب وهرم و وفاة ثم ولادة أخرى و هكذا. ويرتبط التحنيط بعقائد دينية  آمن المصريون القدماء بها فقد كانوا يعتقدون بأن الجسد هو منزل الكا ، احد العناصر الخمسة التي تشكل الروح ، فهى بيوت دائمة للأرواح. الأمر الذي جعل من حفظ الجسد ضروريا من أجل الحياة الأخرى التي كان المصريون يؤمنون أن الإنسان ينتقل إليها عند وفاته. وحفظ الجسد من التحلل لكى تعود إليه الروح يعرف بإسم موميات وترتبط الموميات بالأساطير والمحنطات المصرية. وأشهر المومياوات هي تلك التي حنطت بشكل متعمد بغرض حفظها لفترات طويلة، وخاصة تلك المومياوات التي تعود لفراعنة المصريين القدماء
كيف قام الفراعنة بإبقاء الأجساد دون تحلل آلاف السنين؟
عرف المصريون الكثير من العلوم و برعوا فيها و أتقنوها و من هذه العلوم التحنيط، فقد أشتهر المصري القديم ببراعته و معرفته بعلم التحنيط الذي لم يتوصل العلماء المعاصرون إلى طريقتة كاملة حتى الآن
كانت أول المجهودات للحفاظ على أجساد الموتى هي تركها للجفاف الطبيعي الذي توفره رمال الصحراء ومناخ مصر .. لأن حفظ الجسد من التحلل ليكون فى شكله قبل الموت هو من الأمور المهمة في نظر العقيدة المصرية القديمة حيث يجب حفظ الجسد حتى تعود له الروح مرة أخرى ليكمل حياتة في سعادة في الحياة الأخرى.
وكانت عمليات التحنيط تستغرق حوالى سبعين يوماً، وهنا كان جسد المتوفى ينظف ويطهر لكى يبدأ رحلة العالم الآخر. بعد تنظيف الجسد مرتين يملح الجسم بالنطرون (وهو إحدى المواد التي تتوافر بوادي النطرون والملاحات التي توجد بغرب الفيوم  وفى وادى النطرون وكان يستخدم أيضاً في تنظيف المنازل)، تغسل الجثة و تلف بأربطة مقصوصة من نسيج الكتان ومشبعة بالصمغ.
الأواني الكانوبية Canopic Jars
وكانت  تستخرج الأحشاء الداخلية والقلب، وتعالج على حدة بمواد خاصة وتوزع على 4 أواني سميت بالأواني الكانوبية التي كانت تتخذ شكل الأربع أبناء لحورس  وهذه الأوانى أغطيتها لها أشكال مختلفة  نجد ان كل إناء من هذه الأوانى مسئول عن عضو من الأعضاء واخيرا وكان يوضع مكان هذه الأعضاء بعض مواد التحنيط.وهم:-
1 - "إمست " IMSET, "إمستى" برأس أدمى مسئول عن الكبد،
2 - "حابي" HAPY"، و"حابى" برأس قرد مسئول عن الرئتين،
3 - "دواموتف" DAAMTEF ،"دواموتف" برأس ابن أوى مسئول عن المعدة،
4 -  وقبح سنوف KEBEHSENOF. "قبح سنوّف" برأس صقر مسئول عن الأمعاء.
ولكى تجف هذه الأحشاء ولمنع تآكلها كانت توضع فى النطرون، وهو نوع من الملح الصحراوى يستعمل فى التجفيف. وقد كانت الأجساد تلف في الجلود الحيوانية و هذه الجلود ضرورة لحفظ الأجسام من الحيوانات المتوحشة،
ثم توضع الجثث في صناديق خشبية أو توابيت، وكان فى بداية معرفتهم بالتحنيط يضعون الميت فى وضع القرفصاء. ويعتقد أن الميت كان يوسد في وضع القرفصاء ليكون إلي أقرب الأوضاع الطبيعية للنوم وهذا يدل على اعتبارهم الموت ضرباً من ضروب النوم والراحة يستيقظ بعدها الميت ليعيش مرة اخرى فى حياة ما بعد الموت  وتدرجت عندهم عمليات التحنيط وخطواتها حتى وصلوا إلي كامل والخبرة هي نزع المخ من الجمجمة وأيضاً كل أعضاء الداخلية والقلب،  وكان هذا العمل يحتاج لمواد كثيرة: شمع النحل لتغطية الآذان والعيون وفتحة الأنف والفم والقطع الذي أجراه الجراح لفتح البطن، وخيار شمبر والدار الصيني وزيت خشب وثمار العرعر والبصل ونبيذ النخيل ونشارة الخشب والزفت والقطران والنطرون الذي كان المادة الأساسية في التحنيط، وبعض هذه المواد تجلب من الخارج.
شكل المتوفى النهائى
وبعد الانتهاء من هذه الخطوات يصبح الجسد هيكلاً عظمياً مكسواً بجلد أصفر اللون ولكن يظل الوجه محتفظ بشكله الذي استخرج منه الأعضاء ويوضع قناع على الوجه من الذهب أو من بعض المواد الأخرى، كما يوضع كتاب الموتى بين ساقي الجسد و تتم هذه العملية في شهرين و نصف. وهناك طريقة أخرى للتحنيط لا تختلف عن الطريقة الأولى كثيراً حيث تنزع الأعضاء الرخوة القابلة للتآكل ويغمر الجسد في ملح النطرون وينقع ويغطى بالزيوت والدهون والعطور ويوضع عليه مختلف أنواع التمائم. ثم يوضع بدلاً من الأحشاء كرات من الكتان، ولكن القلب يبقى مكانه وتحفظ الأحشاء في أربع أواني هي "الأواني الكانوبية"، وكان المخ ينزع من خلال الخياشيم بخطاف معدني.
وكان يوضع بعض من الرمل والطفلة تحت الجلد للحفاظ على الشكل الأصلي. وقد استخدم المصريون القدماء في التحنيط بعض المواد الأخرى مثل كربونات الصوديوم والشمع والمر وزيت الأرز والبخور والعسل والكتان لعمل الأربطة واللفائف التي تلف بها المومياء وزيت الزيتون.

This site was last updated 07/01/11