*
جريدة الأهرام 4/6/2007م السنة 131 العدد عن مقالة بعنوان " باستخدام تحليلDNA اثبات نسب.. للمومياوات الفرعونية!"
تحقيق: مشـيرة مــوسي :
اثار خبر اجراء تحليل(DNA) لمومياء طفل مصري معروضة بمتحف سانت لويس الامريكي وزعم ان امه من اصول اوروبية
فعلي الموقع الخاص بالمتحف المصري الروزيكروشي في سان خوزيه( الروزيكروشي جمعية سرية اشتهرت في القرنين18,17 وزعمت أنها تملك معرفة سرية للطبيعة والدين) جاء فيه ان المومياوات المعروضة بالمتحف خرجت من سجن صناديق العرض لمدة3 أيام في اغسطس1995 لتخضع لفحص مكثف قام به فريق باحثين من جامعة بريجام يانج(BYU) بولاية اوتاه الامريكية برئاسة عالم التاريخ القديم الدكتور ويلفريد جريجز وعالم الاحياء المجهري الدكتور سكوت وودوارد.. العلماء كان هدفهم اجراء تحليلDNA للمومياوات الست المصرية. وجاء بالتقرير ان زائري المتحف وقفوا يراقبون العلماء الذين بدأوا بالكشف علي أسنان المومياوات التي تبلغ من العمر3 الاف عام.. وقام العلماء بخلع ضرس من كل مومياء وتم وضع كل من الضروس في كيس بلاستيك ولصقت عليه بيانات كل مومياء..
بعد العودة الي الجامعة(BYU) في أوتاوا تم تعقيم الاسنان واستخراج اللب( عصب الضرس) لاستخدامه في اجراء تحليل الـDNA الذي يتم ضمن برنامج يموله متحفان من سان خوزيه هما المتحف المصري الروزيكروشي ومتحف تقنيات الابداع..
أوضح العلماء ان هدفهم هو اكتشاف حقائق جديدة عن المومياوات المصرية القديمة يمكن ان تغير الكثير في التاريخ المصري.. واضافوا انهم لا يهدفون إلي اعادة بعث مخلوقات قديمة مثلما حدث في جيروزيك بارك أو حديقة ديناصورات ولكن اكتشاف صفات وراثية أو عرقية وكل ماهو جديد عن الصحة والامراض والعلاقات الاسرية!!
وكانت المفاجأة ما جاء بالخبر ان الدكتور جريجز هو أحد علماء الآثار القلائل الذين سمحت لهم الحكومة المصرية باجراء دراسات مكثفة علي مومياوات ملوك وملكات فهو نجح في تحليلDNA للمومياوات في المتحف المصري بالقاهرة!! وحوالي500 مومياء غير ملكية من جبانة فج الجاموس بمحافظة الفيوم.. وذكر الموقع ان فريقBUY لديه الان أكبر عدد من عينات الDNA التي تم اخذها من المومياوات المصرية من مصر ومختلف متاحف العالم.
وعلي موقعEgyptologyonline جاء عن استخدام تحليلDNA انه سلاح جديد يمكن ان يساعد علماء المصريات في بحثهم لبناء الجدول الكرونولوجي الدقيق( جدول بين التواريخ الدقيقة للاحداث مرتبة بحسب تسلسلها الزمني) للملوك المصريين.
وكان قد تم تطوير هذه الاختبارات وبدأ استخدامها كتكنيك1985 وفي عام1991 تم اكتشاف مايعرف علميا بعمليةPCR والتي يتم بموجبها استنساخ العينات والمعروف ان هناك اختباران أو نوعان من التحاليل أحدهما يسمي بالميتوكوندريال ويورث عن الأم فقط وهو التحليل الذي يستخدم مع المومياوات.
ويؤكد الموقع ان الاسنان هي احسن مصدر لاستخراجDNA نظيف حيث يتم تعقيم الضرس واستخراج العصب غير الملوث وسحقه لاستخدامه في اجراء الاختبارت.. وذكر الموقع ان الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار شكك في نتائجDNA قائلا حسب ما فهمت ان النتائج ليست دقيقة عند التعامل مع المومياوات حتي نتأكد من ذلك لن نستخدمه في أبحاثنا.
وذكر نفس الموقع انه في عام94/1993 نجح البروفيسور الامريكي سكوت وودوارد(BYU) في اثبات فائدة تحليلDNA لست مومياوات من عهد الدولة القديمة بهدف ايجاد مفاتيح انسابهم وانه اكتشف انه تم وضع مومياواين عن طريق الخطأ في توابيت مختلفة وبعد هذا النجاح وجه المتحف المصري الدعوة له في منتصف التسعينات لفحص عينات نسيج من27 مومياء ملكية من عهد الدولة الحديثة اثناء نقلها الي قاعة العرض الجديدة.
ونجح البروفيسور في اخذ عينات صحيحة من7 مومياوات فقط واستطاع تحديد ان أحمس الأول تزوج من شقيقته سخنت رع وأن عينة الميتوكوندريال من امنحتب الأول اختلف عن عينة أحمس الاول مما يرجح ان نفرتاري كانت أم امنحتب الأول والد تحتمس الأول وهو ما يتعارض مع المعروف وترتب علي ذلك بدء اهتمام هؤلاء العلماء بالاسرة18 ورغبتهم الملحة في المقارنة بين تسلسل افرادها والمقارنة بين توت عنخ امون وامنحتب الثالث واخناتون.
مفاجأة جديدة فجرها هذا الموقع هي انه في عام2003 تم الاتصال بالبروفيسور وودوارد وتم منحه اذنا من الجهات الرسمية المصرية لأخذ عينات من مومياء توت عنخ امون.. ومرة اخري تم الغاء التصريح لعدم موافقة جهات الأمن العام!! ولكن في حديث للعالم المصري نصري اسكندر جاء بالموقع ان مومياء توت عنخ أمون بدت في حالة رثة عند تصويرها بالأشعة المقطعية وقال انه في المستقبل سيتم تحليل عينات من الانسجة باستخدامDNA لكشف الغموض. واضاف ان الحكومة المصرية سمحت لوودوارد بأخذ عينات عام2003 من أكبر الأجنة التي تم اكتشافها بمقبرة توت عنخ أمون لأخذ عينة ميتوكوندريال للحصول علي تسلسل الانساب ورغم ذلك لم يتم الأعلان عن أي نتائج حتي الأن!.
ومن موقع آخر عن اسرار الفراعنة جاء عن استخلاصDNA من المومياوات المصرية انها الافضل حيث استطاعت الحفاظ علي بقايا القدماء ورغم ذلك فان البروفيسور سكوت وودوارد من جامعةBYU يعرف اكثر من أي شخص صعوبة الحصول علي البصمة الوراثية فهو وفريق معمله حصلوا علي عيناتDNA من مئات المومياوات المصرية الملكية وغير الملكية! ويؤ كد وودوارد ان ابحاثه تهتم بملوك الاسرة18 ويضيف انه الرغم من عدم اكتمال الابحاث الا انها ساعدت في التحقق من صحة الانساب القديمة المكتوبة وحذر من خطورة عامل التلوث.
وكان زاهي حواس قد اعلن في مارس2006 بمتحف المتروبوليتان بنيويورك عن اكتشاف مومياء حتشبسوت في الطابق الثالث من المتحف المصري.
وفي مصر وبعد اعوام من رفض اجراء اختباراتDNA علي المومياوات المصرية علنا قامت محطة ديسكفري الامريكية يوم25 ابريل الماضي بتصوير فيلم وثائقي لأول عملية لاخذ عينات لتحليلDNA من مومياء ملكية مصرية هي للملكة حتشبسوت ومومياء المرضعة الخاصة بها للمقارنة بينهما في المعمل الذي تم انشاؤه اسفل المتحف المصري.
ومن جانبه اكد الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار ان المصريين فقط سيقومون باجراء التجارب علي المومياوات ورغم ذلك ظهر الخبراء الأجانب الذين حضروا خصيصا لهذه التجارب. القضية شديدة الحساسية عندما يكون هناك من يستهدف انساب المومياوات المصرية! وهو ما يستدعي عدة تساؤلات..
* لماذا يقوم المجلس الأعلي بانشاء أول معملDNA للمومياوات( حتي وان كان هدية من ديسكفري) دون ارسال المصريين الي المعامل التي سبقتنا في التعامل مع المومياوات للاستفادة بخبراتهم واشهرها معامل في استراليا وميونيخ وتقوم احدي الجامعات باونتاريو بكندا بتدريس هذا الكورس مقابل20 الف دولار!
* المومياوات المصرية ليست محل تجارب خاصة الملكية منها فلماذا المخاطرة بأخذ عينات منها وهناك الاف المومياوات غير الملكية التي يمكن بدء التجارب عليها!! علما انه يجب اجراء التحليل في اكثر من معمل للتأكد من صحة النتائج؟
* اذا كنا قد سمحنا لعلماء المورمون بأخذ عيناتDNA من مومياوات المتحف المصري.. فلماذا لم يتم اعلان النتائج حتي الآن؟ ومن المسئول؟
* لماذا تتسابق المحطات الأجنبية علي تقديم الهبات والهدايا.. ويتوقف النشاط بعد اتمام تصوير الفيلم الوثائقي؟