مكرم عبيد باشا

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

العدالة الإجتماعية بين الأقباط فى دستور سنة 1923م

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
أول وثيقة من وثائق ثورة ١٩١٩
عبد الرحمن فهمى
وعد بلفور بوطن لليهود
النحاس باشا ورمضان
الأقباط ودستور 23
مولد السنهورى
حمد باشا شيخ العرب
الشيخ امين الخولى
الأستقبال الشعبى بعد النفى
خلاف بين الملك وسعد
عيد‏ ‏الجهاد‏ وسعد زغلول
خلاف بين النحاس وعبيد
صفية هانم زغلول
الملك أحمد فؤاد وسعد زغلول
إستقبال سعد زغلول
سعد زغلول رئيساً للوزارة
اغتيال السير لى ستاك
حياة سعد زغلول
سعد زعيماً بلا معارض2
سعد زعيماً بلا معارض1
سعد زعيماً بلا معارض3
تسعون عاما الثوار
ضريح سعد زغلول
ثورة الألف شهيد
سعديين أم عدليين
مظاهرة المرأة
من هو سعد زغلول
نتائج ثورة 19 الإجتماعية
يا عم حمزة إحنا التلامذة
Untitled 4290
Untitled 4291

Hit Counter

 

دســـتـور ســــنـة 1923

 لخص  سعد زغلول زعيم الأمة عن العلاقة بين المسلمين والأقباط  فى دستور سنة  1923 فقال : "

أن الجميع يتمتع بحقوق واحدة وعليهم واجبات واحدة وأن الجميع المصريين فى نظر القانون سواء وأن التقدم والترقى لا يناله إلا أقدر الرجال الذين يستحقونه عن جدارة وإستحقاق دون تمييز بين أحد وآخر

حزب الأحرار يلقى بذار التفرقة العنصرية بين شقى الأمة

 إستمر برلمان الإئتلاف بين حزبى الوفد والأحرار حتى سنة 1928 وكان سعد زغلول قد توفى سنة 1927 .

وفى سنة 1929 تكونت وزارة برئاسة عدلى يكن للإشراف على الإنتخابات التى جرت فى 21 أكتوبر 1929 وقرر الأحرار مقاطعة الإنتخابات وأدت مقاطعته إلى فوز الوفد فوزاً ساحقاً وكان من أهم ما أثير فى المعركة الإنتخابيه مسألة التفرقة والنزعة الطائقية وتذكية روح التعصب والتفرقة بين شقى الأمة .

حزب الأحرار يثير نار التعصب فى حملة شرسة تستهدف أقباط مصر

 أولا : اثار الأحرار إتهاما للوفد ملخصة أن الأقباط يسيطرون على الوفد ويعملون من خلاله على صبغ مصر بالصبغه القبطية – وأن قادة الوفد المسلمين يستسلمون لفئة قليله من القبط أو ما شابه ذلك و وعلى هذا الأساس ألغى وتناسى حزب الأحرار جميع القضايا السياسيه الموجودة فى ذلك الوقت ووجه أنظار المجتمع إلى قضية واحدة فقط فى أن الوفد يسيطر عليه الأقباط والمسلمين لا حول ولا قوة لهم وأن الأحرار هو  فقط المتحدث بإسم المسلمين

ثانياً : وبدأت المعركة الإنتخابية وأعلن الوفد عن مرشحية فهاج وماج حزب الأحرار وأعلنوا أن القبط إستولوا على الترشيح وكان هذا كذباً لأن قوائم الوفد كان نسبتهم 10 % من عدد مقاعد مجلس النواب – وأثار الأحرار النعرة الطائفية وهيجوا الناس فى كل دائرة رشح الوفد فيها قبطياً  وقام الأحرار بتوزيع منشورات صريحة ضد المسيحين وتدعوا إلى التفرقة دينية .

ثالثاً : وإنتهت الإنتخابات بفوز الوفد الساحق وشكل الوفد وزارته , ولكن لم تهدأ حملة الحقد من الأحرار الدستوريين عليه وعلى القبط وإستخدموا إسلوب الإثارة الدينية ضد الأقباط لينالوا من حزب الوفد منها :-

§              الطراز الفرعونى لضريح سعد .

§              إدعوا أن الإسلام فى خطر وأن الهجوم علية يشتد .

§              القبط فى الوفد إما متملقون فى الدين أو مفسحون للطعن عليه والإستخفاف به .

§              عملوا على تعبئة الطوائف الدينية ودعوه رجال الدين إلى التحرك ضد الأقباط .

رابعاً : هاجم الأحرار الوزارة الوفدية عندما قررت الإستغناء عن عدد من كبار الموظفين المؤيدين للحكومة السابقة – وهو إجراء روتينى تتخذه كل حكومة جديدة لتضمن تناسق الجهاز الإدارى مع سياستها المعلنه من خلال الإنتخابات وأعلن حزب الأحرار فى خبث فى تفسير هذا الإجراء على أنه طرد للمسلمين وإبقاء للأقباط .

 خامساً : تطور هجوم الأحرار على سياسة الوفد والنيل منه الى درجه أعلى فى إثارة الفتنة الطائفية وتحريك عاطفة المسلمين الدينية على المطالبة بصياغة مؤسسات الدولة وأجهزتها على أساس وجود أقلية قبطية وأكثرية مسلمة أى أقلية وأكثرية دينيتين لا بالنسبة للتمثيل السياسى النسبى فى البرلمان فقط ولكن بالنسبة لأجهزة الدولة المختلفة أيضاً ومحاولة دفع الدولة وهيكلها الوظائفى إلى هوه الخلافات الدينية – والعجيب أن حزب الأحرار حاول أن يطرح من جديد مطلب التمثيل النسبى للأقباط – وكان الأقباط قد تبنوه من قبل سنة 1922- ولكن فى هذه المرة تبناة المسلمون أنفسهم وتحدث الأحرار كثيراً عن الأغلبية المهضوم حقها تلتهمها الأقلية القبطية وكان كل هذه الأقاويل ليس إلا لتنال من حزب الوفد وقوته البرلمانية والشعبية حيث كان رئيسة سعد زغلول زعيم الأمة .

 وكان النحاس باشا سكرتير الوفد وكان مكرم عبيد مقرباً من سعد زغلول  وعندما مات سعد أصبح النحاس خليفة لسعد وزعيما لحزب الوفد وصار مكرم عبيد سكرتيراً للوفد .

ومما يذكر أن مكرم عبيد كان مسيحياً بروتسانتى وليس قبطياً وتقدم إلى فتاة قبطية إسمها عايدة كريمة مرقس حنا فرفضته لأنه ليس قبطياً معتزه بدين الآباء  فقال له سعد زغلول: " ما هذا يإبنى ؟  لقد نشأنا طول عمرنا لانعرف كاهناً غير الذى يرتدى العمامة السوداء فهو إبن مصر الصميم فلماذا تركته "  وكانت هذه الكلمات كافية لينضم مكرم عبيد للأقباط للأقباط ويرجع إلى عقيدة آباءه وأجداده ولكنيسته القبطية وتزوج من الفتاة القبطية عايدة مرقس حنا

الوفد رد على هذه الحملة الشرسة من الأحرار ضد مصر موضحاً سياستة:- -----------------صورة الزعيم سعد زغلزل والنحاس باشا

  §       سخرت جميع الجرائد السياسية والحزبية من تحويل مسألة الطراز الفرعونى لضريح سعد إلى مسألة دينية إسلامي قال الأحرار أن حكومة الوفد أقالت " إستغنوا عن" كثير من كبار الموظفين المسلمين وليس بينهم قبطى واحد وعقٌبت جريدة مصر الناطقة بلسان الوفد فقالت " أن السبب فى أن جميع الذين إستغنوا عنهم من المسلمين مديرين ( محافظين)  هو عدم وجود مدير  ( محافظ قبطى ) شغل أو يشغل هذا المنصب .                                                             

§       وواجه الوفد بشجاعة ومرشحوه فى الإنتخابات الدعاية الدينية ضد الأقباط حيثما وجدت فى دوائر الأقاليم , وكانوا يوزعون منشورات تواجه دعاية الأحرار الدينية

                                                                                                      ضريح سعد زغلول

§       ومن مواقف الوفد الشهيرة أن الوفد كان يواجه آثار التفرقة الدينية سواء أكان سياسة حزب معاد له , أو يمثل موقفاً فردياً من أحد المرشحين أو كتاب او صحفين أو غيرهم – أو حتى إثارة عصبية فى منطقة – على أساس أن هذا الموقف ضد حزب الوفد وليس ضد القبط 

تغيير الدستور

 وعن مقالة بعنوان تاريخ الاعتداء علي الدستور المصري‏!‏ بقلم ‏:‏ حماد عبد الله حماد فى جريدة الأهرام بتاريخ 18/10/2006م السنة 131 العدد 43780 قال : " دستور إبريل‏1923‏ وهو الدستور الذي نادي به كل قوي الوطنيين في ذلك الوقت وإلغاءه سنة‏1930‏ علي يد إسماعيل صدقي وعودته مرة أخري في سنة‏1936‏ علي يد حكومة الوفد أثر معاهدة النحاس باشا مع الإنجليز عقب تولي الوفد الحكم في‏10‏ مايو‏1936‏ وتوقيع الاتفاقية في‏24‏ أغسطس‏1936(‏ وهي معاهدة الصداقة والتحالف بين مصر وبريطانيا‏)!!‏
وتولي الملك فاروق لسلطته الدستورية يوم‏29‏ يوليو‏1937‏ بعد أن بلغ الثامنة عشرة من عمره وانتهاء سلطة مجلس الوصاية وأصبحت سلطات العرش كلها في يد فاروق الأول وبدأ التصادم بين القصر والحكومة المنتخبة من خلال التعدي علي الدستور وإقصاء مواده عن الحياة الدستورية والسياسية‏.‏
ولعل الرصد التاريخي للاعتداءات المتكررة علي دستور المصريين تدرج فبعد صدور دستور‏1923‏ كان الاعتداء الأول في نوفمبر‏1924‏ واستمر الاعتداء حتي سنة‏1926‏ حيث عادت الحياة الدستورية السليمة‏!!‏
‏*‏ وقع الاعتداء الثاني في سنة‏1928‏ وعاد الدستور في أواخر سنة‏1929.‏
‏*‏ ووقع الاعتداء الثالث في سنة‏1930‏ وكان أضخم وأوسع مدي‏,‏ لأنه ألغي دستور‏1923‏ إلغاء تاما كاملا وأحل محله دستورا آخر بعيدا كل البعد عن الشعب‏!!‏
‏*‏ ووقع الاعتداء الرابع في سنة‏1938‏ واستمر أربع سنوات‏.‏
‏*‏ ووقع الاعتداء الخامس في سنة‏1944‏ واستمر خمس سنوات‏.‏
ومما سبق يتبين أن الحكام أستهانوا بالدستور والشعب نتيجة لضعف المشاركة الشعبية الجادة ‏(‏ قواه السياسية‏)‏ وهي الأحزاب وزادت قوة وشراسة السرايا‏(‏ القصر أو الملك‏)!!‏
توريث الحكم فى النظام الجمهورى
هكذا كان توريث الحكم وعلاقة الملك أو‏(‏ الحاكم الفعلي‏)‏ بالدستور المصري‏!!‏ ولكن في ظل نظام جمهوري بدأ في الجمهورية الأولي برئاسة محمد نجيب ثم الجمهورية الثانية برئاسة جمال عبدالناصر ثم تولي نائبه محمد أنور السادات الرئاسة للجمهورية الثالثة‏1970‏ ثم تولي نائبه محمد حسني مبارك الرئاسة للجمهورية الرابعة كل هذا تم من خلال دستور للمصريين حدد الحقوق والواجبات ورسم سياسات البلاد‏!!‏
و دستور‏1971‏ وتعديله في‏1981‏ هو ما نتعامل معه حتي يوم‏26‏ فبراير‏2005‏ حينما أعلن الرئيس سلطاته الدستورية مطالبا مجلسي الشعب والشوري بتعديل المادة‏76‏ من الدستور والخاصة بتعيين أو الاستفتاء علي منصب رئيس الجمهورية وتعديلها إلي انتخاب مباشر بين أكثر من مرشح لرئاسة الدولة‏!‏
وما استتبع ذلك من إجراءات دستورية حتي تم ترشيح أكثر من‏10‏ متنافسين لهذا المنصب الرفيع‏!!‏
وفوز الرئيس مبارك‏(‏ وهذا شيء طبيعي‏)‏ في ظل هذه الظروف بأغلبية ساحقة‏!!‏
ولكن هذا التعديل‏(‏ رغم ما شاب صياغته‏)‏ قابل أيضا للتعديل حسب ما جاء في تصريحات سواء من السيد الرئيس أو من رئيس مجلس الشعب أو من خلال مؤتمر الحزب الوطني‏(‏ حزب الأغلبية‏)‏ في مؤتمره الرابع‏!!‏
هذا التعديل قد أسس من وجهة نظري بداية الجمهورية الخامسة في الوطن‏..‏ ولعل ما يستتبع هذا التغيير الجذري في الحياة السياسية المصرية سوف تستتبعه تعديلات أخري في مواد كثيرة بالدستور وأهمها المادة‏(76)‏ والخاصة بفترات‏(‏ مدد‏)‏ الرئاسة‏..‏
 

أضاع الأقباط حقوقهم الوطنية لأنهم لم يعترفوا بحقيقة وضعهم بأنهم أقلية عددية مسيحية فى وسط أغلبية مسلمة

أضافت هذه السياسة (1) قيمة وشهرة لحزب الوفد فإنتمى الأقباط إلى هذا الحزب وأصبح له شعبية لأنه يجمع نسيج الأمة فى تكوينة فى إنسجام تام وتوافق هرمونى عجيب فكان نجم الوفد يسطع كلما زاد نصيب الأقباط فى الوظائف الحكومية , وكان المزايا التى يحصلون عليها بعد نجاحه بالرغم من أن نسبتهم فيه تصل إلى 10 % تشعرهم بأنه جزء من الكيان الوطنى للمجتمع يشاركون في أعباءه وآلامه . ومن الأمور التى تؤكد صدق وطنية الوفد فى محاربة أية نعرة طائفية أو عصبية عائلية أنه رشح ويصا واصف وهو من الصعيد – فى دائرة المطرية دقهلية التى لا يوجد فيها قبطى واحد ,ومع ذلك فاز مكتسحاً منافسة المسلم . وقد وقف بعد ذلك ويصا واصف فى إحدى دوائر المنيا يقول :" إننى أمثل فى البرلمان دائرة لا قبطى فيها غير نائبها " (2)

وعندما نالت مصر إستقلالها رفض الأقباط بشدة فى اللجنه العامة المشكلة لوضع دستور سنة 1923 أن يتضمن الدستور أى نص على تمثيل نسبى فى البرلمان للأقباط , ومن الغريب أن المسلمين هم الذين طالبوا بهذا التمثيل النسبى .كما رفض معظم الأقباط فى اللجنة هذا الإقتراح بحجة أن فكرة تمثيل الأقليات هادمة للوحدة الوطنية وموجبة للتفريق بين أبناء الشعب (3) وفى يوم الجمعة 19 مايو سنة 1922عقد إجتماع كبير فى الكنيسة البطرسية ضم بضع فئات من الأقباط وقرروا بالإجماع رفض الإقتراح وأرسلوا برقيات بذلك إلى جميع المسؤولون بالدولة (4)

وتحدث فى الأجتماع سلامة ميخائيل , وأنطون جرجس , وويصا واصف , والشيخ مصطفى القاياتى , كما أحتج مطران أسيوط , وراعى كنيسة الروم وكثير من الجهات ةالهيئات بالقاهرة والأقاليم وأعلنوا تضامن الأقباط مع المسلمين والرغبة فى " فناء الإختلافات الدينية فى الجنسية المصرية (5) "

وبرز إسم القمص سرجيوس الذى ولد بجرجا سنة 1882 ورسم قساً على بلدة ملوى بإسم القس ملطى سرجيوس  وسط الثائرين مع المسلمين ضد الإنجليز فأصدر مجلة المنارة المرقسية فى سبتمبر 1912 فى مدينة الخرطوم عندما كان وكيلاً لمطرانيتها وكان هدف المجلة دعوة الأقباط   والمسلمين إلى التضامن والتآخى وتقويم الإعوجاج الذى تأصل فى الأقباط ككنيسة وأضرب على العادات التى أضلت الشعب وأفسدت ما ورثناه من الآباء القديسين – فغضب عليه الإنجليز وأمروا بعودته إلى مصر فى 24 ساعة وكانت آخر كلماته للمدير الإنجليزى : " إننى سواء كنت فى السودان أو فى مصر – فى بلادى – ولن أكف عن النضال وإثارة الشعب ضدكم إلى أن تتحرر بلادى من وجودكم (6)

 

كما برز دوره فى ثورة سنة 1919وكان الزعيم سعد زغلول يطلق علية خطيب الثورة أو خطيب مصر الأول – ولأول مرة فى تاريخ الأزهر ظل يعيش قساً قبطياً فى الأزهر لمدة ثلاث شهور كاملة وكان يخطب فى الليل والنهار مرتقياً منبر الأزهر معلناً أنه مصرى أولاً ومصرى ثانياً ومصرى ثالثاً وأن الوطن لا يعرف مسلماً ولا قبطياً بل مجاهدين (7)

وفى 28 سنة 1922 أعلن الإنجليز تصريحا فيه تحفظاتهم الأربعة ومنها بقاءهم فى مصر لحماية الأقليات وكان القمص سرجيوس يجول فى كل مكان يخطب ضد الإنجليز فى المساجد والأندية والمحافل فى الشوارع والميادين

وعندما كان يخطب فى ميدان الأوبرا تقدم أحد جنود الإنجليز مصوباً نحوه مسدساً فهتف الجميع مسلمين ومسيحيين : " حاسب يا ابونا – حايموتك " وفى هدوء أجاب ابونا سرجيوس : " ومتى كنا نحن المصريين نخاف الموت دعوه يقتلنى ليشهد العالم كله كيف يعتدى الإنجليز على رجال

 القس القبطى سرجيوس وهو يخطب عقب الأفراج هن سعد زغلول

 الدين " وأمام ثباته تراجع الجندى عن قتله (8) ومن العبارات التى قالها من على منبر الأزهر قوله : " إذا كان الإنجليز متمسكون ببقائهم فى مصر بحجة حماية القبط فأقول ليمت القبط وليحيا المسلمون أحراراً " .. وقال أيضاً : " بأنه إذا كان إستقلال مصر يحتاج إلى التضحية بمليون قبطى فلا بأس من هذه التضحية " ومن أشهر العبارات التى قالها " فليحيا الهلال مع الصليب "

ويذكر التاريخ أن القمص سرجيوس خطيب ثورة 1919المفوه (*) ، بعد انكسار الحركة الوطنية ، أنه حرم بضغط من القوى السياسية وألإسلامية لمقالاته وكتبه ضد الإسلام  في عهد البابا يؤنس فأقترب من الارساليات الأجنبية وتجدد الحرم في عهد الأنبا يوساب وعندما وجد القمص سرجيوس أنه محروم من الكنيسة قام بتأسيس كنيسة في القللى وتم رسم قس عليها على الطريقة البروتستانتية وكان أسمه د. تودري ولكن الظاهرة لم تستمر إلا عدة سنوات وعاد الأخ تودري مرة أخرى إلى وضعه العلماني، وقد مات القمص سرجيوس محروما عام 1964 م

 وعندما تنيح القمص سرجيوس فى 5 سبتمبر سنة 1964 حملت جماهير مصر نعشة على الأعناق ورفضت أن تحمله العربه وإعترافاً بجهاده الوطنى أطلقت حكومه عبد الناصر إسمه على أحد شوارع مصر الجديدة .

 

وفى إنتخابات سنة 1925 نجح مرشح الوفد "بطرس حكيم " فى دائرة المراغة وهى بلدة أسرةالشيخ المراغى – وإعتاد حزب الوفد أن يرشح غالى إبراهيم فى دائرة الدلنجات بالبحيرة وهى دائرة يسكنها قبائل بدو عربية حديثة

 التوطن , وهو ليس من أهل الدائرة وكان دأئما يفوز فى الإنتخابات وأغرب من هذا فقد رشح راغب إسكندر فى دائرة أشمون ضد عيسوى باشا حيث عائلتة وعصبيته هناك (9)

 

عدد الأقباط

العدد الكلى لمجلس النواب

السنة

رقم الإنتخابات

16

214

1924م

1

15

214

1925م

2

17

214

1926م

3

23

235

1929م

4

4

150طبقا لدستور أسماعيل صدقى

1931م

5

20

232 بعد إعادة العمل بدستور  1923

1936م

6

4

264لم يفز الوفد إلا بـ 12 مقعدا

1938م

7

27

264

1942م

8

12

قاطعها الوفد وإنشق مكرم عبيد عنه وكان معه أحمد قاسم جودة , وجلال الدين الحمامصى وكونوا حزب الكتلة الوفدية
264

1945م

9

10

319

 

1950

10

جدول يبين عدد النواب الأقباط  فى الإنتخابات العشرة التى أجريت فى ظل دستور سنة 1923 ( منه إنتخاب واحد لدستور إسماعيل صدقى 1931 ) ولاحظ المستشار طارق البشرى أنه فىالإنتخابات التى كان يحصل فيها الوفد على أغلبية ( بإستثناء الإنتخابات الأخيرة 1950 )

 

كان الأقباط يحصلون على نسبة عالية , والعكس بالعكس (10)

وفى عام 1938 رفض الأقباط مرة أخرى أن يعترفوا أنهم أقليات تطلب الحماية من الدول الأجنبية – فذهب ممثلا مصر فى عصبة الأمم وكانا آنذاك الوزيران القبطيان مكرم عبيد وواصف بطرس غالى فعارضا أن يقرن دخول مصر بين أعضاء هذه المنظمة الدولية بتعهد من الحكومة المصرية يكفل حماية الأقليات تعهداً قد تحاسب عليها الحكومة المصرية أمام العصبة(11)

 

 أحزاب الأقلية وسياسة " فرق تسد "

 صوره هونادرة لقطت فى جزيرة سيشل سعد زغلول فى وسط الجيل القانى من حزب الوفد الذى تم نفيهم

 هناك عن يمينه مصطفى النحاس وسينوت حنا وعلى يساره مكرم عبيد وفتح الله بركات وحلفه عاطف بركات

كانت تصل إلى السلطة بين الحين والآخر أحزاب هشة ليست لها أكثرية عددية فى البرلمان تستطيع أن تفرض سياستها من خلالها وكانت تسعى فى إرضاء مصالح الإستعمار فى مصر , وتعطيه صورة أنها قادرة على توجية الحكومة من خلال أغلبية مسلمة بإرضائها على حساب الأقليات فى التعينات والترقيات والبعثات , وتكرر الإعتداء على الدستور وهذا يعنى أنه فى كل مرة كان يعتدى على الدستورالمصرى كان يقرن بالإساءة إلأى الأقباط والحط من دينهم وكرامتهم ومعنويتاهم وماكان الأقباط يأبهون بهذه الصغائر التى تنم عن عقول مصدريها أكثر مما تتسم عن سياسة مرسومة  كما أن وطنيتهم كانت أعلى من أن تحفل بهذه الصغائر (12)

عزوف الأقباط عن المشاركة فى العمل السياسى وتوالت القرارات والسياسات التى تتبعها أحزاب الأقلية فى محاوله منها لهدم الوفد وذلك بالتفريق والتمييز بين المسلمين والأقباط فىالمدارس والوظائف والتعيينات الإدارية والحكومية والعسكرية , وراى الأقباط أن العمل السياسى أصبح ملوثاً بالأطماع العنصرية فإنصرفوا عنه وأضرب معظمهم عن الإشتراك فى الإنتخابات وإلتفوا حول الكنيسة القبطية فدعموها ونهضوا بها لما فيها من ديمقراطية مما جعلها قوة يأملون منها أن تعيد وضعها القديم فى العالم الحر .

عودة سيادة النعرة الدينية قبل52 وما زال التعصب الدينى مستمراً حتى الآن

حدث سنة 1940 صدر قرار وزارى بمنع المدرسين من الأقباط من تدريس اللغة العربية حتى وإن كانوا متخرجين متخرجين من كليات متخصصة مثل قسم اللغة العربية لكلية الآداب فدفعوا بعدد كبير من الأقباط إلى التعطل دون ذنب سوى أنهم يدينون بالقبطية

صدر قرار بندب مدير مسلم للمتحف القبطى مع أن هذا القرار يخالف المرسوم بقانون رقم 14 لسنة 1931 الخاص بإلحاق المتحف القبطى إلى أملاك الدولة (13)

---------------------------------------------------------------------------------------------------

المراجــــــــــــــــــــــــــع

(1) وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها من بعد الآباء الرسل حتى عصر الرئيس الراحل السادات منذ عام 150 إلى عام 1981 إعداد الراهب القمص أنطونيوس الأنطونى – دار الطباعة القومية بالفجالة – رقمالإيداع 9836/95 ص 428- 437

(2)  سميرة بحر - الأقباط فى الحياة السياسية المصرية – الطبعة الثانية سنة  1984 , عبد التواب يوسف – الهلال والصليب – مكتبة روز اليوسف – سنة 1980   , جمال بدوى – الفتنة الطائفية فى مصر – جذورها وأسبابها – منشورات المركز العربى للصحافة – سنة 1980 , ص 52 , رمزى ميخائيل جيد – الوحدة الوطنية فى ثورة 1919 – إصدار الهيئة العامة للكتاب سنة 1980   ص 56

(3) نشر الأهرام الإقتصادى – العدد 953 فى 20 ابريل سنة 1987 هذه المناقشات بالتفصيل فى موضوع قيم أعدة د/ أحمد عامر بعنوان الفتنة الطائفية بين الأمن القومى وأمن المجتمع "

(4) زاهر رياض – المسيحيون والقومية المصرية – سنة 1979  ص 167 , راجع أيضا رمزى ميخائيل جيد – الوحدةالوطنية فى ثورة 1919 – سنة 1980 ص 68

(5) رمزى ميخائيل – الوحدة الوطنية – ص 68 

(6) مجلة المصور 7/ 3/ 1969 بمناسبة مرور 50 عاماً على ثورة 1919

(7) فقط دون تميييز بين عمامه بيضاء وعمامه سوداء وقدم الدليل على ذلك للمستمعين إليه بوقفته أمامهم بعمامته السوداء جريدة وادى النيل 22 أبريل 1922 وقد إعتقله الإنجليز من كثرة خطاباته ضدهم وضد الإحتلال وظل فى المعتقل لمدة 80 يوماً  ثم أفرج عنه

(8) قصة الكنيسة القبطية ج5 - د/ أيريس حبيب المصرى ص 105

(9) طارق البشرى – المسلمون والأقباط فى إطار الجماعة الوطنية – سنة 1980 ص 220 

(10) طارق البشرى – المسلمون والأقباط فى إطار الجماعة الوطنية – سنة 1980

(11) جريدة مصر 14/ 2 / 1952

(12) المسيحيون والقوميةالمصرية – د/  زاهر رياض ص 176
(
13) راجع المسيحيون والقومية المصرية – د/ زاهر رياض ص 177

(14) ‏الأقباط‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏السياسية‏ ‏المصرية‏-‏سميرة‏ ‏بحري‏- ‏إصدار‏ ‏مكتبة‏ ‏الأنجلو‏ ‏المصرية‏-1984‏

(15) ‏الوحدة‏ ‏الوطنية‏ ‏في‏ ‏ثورة‏ 1919-‏رمزي‏ ‏ميخائيل‏-‏إصدار‏ ‏الهيئة‏ ‏العامة‏ ‏للكتاب‏-1980
(*)القمص الثائر ...‏ ‏القمص‏ ‏سرجيوس‏ ‏- ولد‏ ‏القمص سرجيوس‏ ‏في‏ ‏جرجا‏ ‏عام‏ 1882 ‏ورسم‏ ‏قسا‏ ‏علي‏ ‏بلدة‏ ‏ملوي‏ ‏باسم‏ ‏القس ملطي‏ ‏سرجيوس‏,‏وأصدر‏ ‏مجلةالمنارة‏ ‏المرقسية‏ ‏في‏ ‏سبتمبر‏ ‏عام‏ 1912 ‏في‏ ‏مدينة‏ ‏الخرطوم‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏وكيلا‏ ‏لمطرانيتها‏,‏وكان‏ ‏هدف‏ ‏المجلة‏ ‏دعوة‏ ‏الأقباط‏ ‏والمسلمين‏ ‏إلي‏ ‏التضامن‏ ‏والتآخي‏.‏
غضب‏ ‏عليه‏ ‏الإنجليز‏ ‏وأمروا‏ ‏بعودته‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏في‏ 24 ‏ساعة‏ ‏فرد‏ ‏علي‏ ‏المدير‏ ‏الإنجليزي‏ ‏الذي‏ ‏أعلمه‏ ‏بهذا‏ ‏القرار‏ ‏قائلا‏: ‏سواء‏ ‏كنت‏ ‏في‏ ‏السودان‏ ‏أو‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏فأنا‏ ‏في‏ ‏بلادي‏ ‏فلن‏ ‏أكف‏ ‏عن‏ ‏النضال‏ ‏وإثارة‏ ‏الشعب‏ ‏ضدكم‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏تتحرر‏ ‏بلادي‏ ‏من‏ ‏وجودكم‏.‏
وهب‏ الرب يسوع ‏ ‏القمص‏ ‏سرجيوس‏ ‏لسانا‏ ‏فصيحا‏ ‏يهز‏ ‏أوتار‏ ‏القلوب‏ ‏حتي‏ ‏أطلق‏ ‏عليه‏ ‏لقب خطيب‏ ‏الثورة‏ ‏الأولي‏ ‏وكان سعد‏ ‏زغلول‏ ‏يلقبه‏ ‏خطيب‏ ‏مص روبرز‏ ‏دوره‏ ‏في‏ ‏ثورة‏ 1919 ‏حيث‏ ‏توجه‏ ‏إلي‏ ‏الأزهر‏ ‏وظل‏ ‏يعيش‏ ‏فيه‏ ‏ثلاثة‏ ‏أشهر‏ ‏كاملة‏ ‏يخطب‏ ‏في‏ ‏المنبر‏ ‏معلنا‏ ‏أن‏ ‏الوطن‏ ‏لله‏ ‏وحب‏ ‏الوطن‏ ‏من‏ ‏عبادة‏ ‏الله‏,‏وأنه‏ ‏في‏ ‏سبيل‏ ‏مصر‏ ‏ينسي‏ ‏أنه‏ ‏مسيحيا‏ ‏لأن‏ ‏مصر‏ ‏لاتعرف‏ ‏مسيحيا‏ ‏ولامسلما‏,‏ويجب‏ ‏أن‏ ‏يقفوا‏ ‏معا‏ ‏صفا‏ ‏واحدا‏ ‏ليحموها‏ ‏من‏ ‏العدو‏ ‏الإنجليزي‏ ‏المحتل‏ ‏أرضها‏.‏
وفي‏ ‏ذات‏ ‏مرة‏ ‏ظل‏ ‏يخطب‏ ‏هو‏ ‏والشيخ‏ ‏القاياتي‏ ‏أربع‏ ‏ساعات‏ ‏متواصلة‏ ‏علي‏ ‏منبر‏ ‏جامع ابن‏ ‏طولون‏,‏ونتيجة‏ ‏لذلك‏ ‏قبض‏ ‏عليه‏ ‏ونفي‏ ‏إلي‏ ‏رفح‏ ‏مع‏ ‏الشيخ‏ ‏القاياتي‏ ‏ومحمود‏ ‏فهمي‏ ‏النقراشي‏ ‏وأبو‏ ‏شادي‏ ‏المحامي‏ ‏وآخرون‏ ‏من‏ ‏رجال‏ ‏الثورة‏.‏
وكان‏ ‏من‏ ‏عاداته‏ ‏إلقاء‏ ‏خطبه‏ ‏في‏ ‏الشوارع‏ ‏والميادين‏ ‏وهو‏ ‏راكب‏ ‏في‏ ‏عربة‏ ‏وكان‏ ‏المواطنون‏ ‏يتجمعون‏ ‏حوله‏ ‏مما‏ ‏يترتب‏ ‏عليه‏ ‏تعطل‏ ‏حركة‏ ‏المرور‏ ‏بسبب‏ ‏الزحام‏ ‏الشديد‏ ‏وكان‏ ‏القمص سرجيوس‏ ‏هو‏ ‏صاحب‏ ‏العبارة‏ ‏الشهيرة " يحيا‏ ‏الهلال‏ ‏مع‏ ‏الصليب‏ "‏
وذات‏ ‏مرة‏ ‏كان‏ ‏يخطب‏ ‏في‏ ‏ميدان‏ ‏الأوبرا‏,‏وتقدم‏ ‏أحد‏ ‏جنود‏ ‏الإنجليز‏ ‏مصوبا‏ ‏نحوه‏ ‏مسدسا‏ ‏فهتف‏ ‏الجميع‏ ‏مسلمين‏ ‏ومسيحيينحاسب‏ ‏يا‏ ‏أبونا‏..‏هايموتك‏ ‏فأجاب‏ ‏القمصسرجيوس‏ ‏في‏ ‏هدوء‏:‏ومتي‏ ‏كنا‏ ‏نحن‏ ‏المصريين‏ ‏نخاف‏ ‏الموت‏,‏دعوه‏ ‏يقتلني‏ ‏ليشهد‏ ‏العالم‏ ‏كله‏ ‏كيف‏ ‏يعتدي‏ ‏الإنجليز‏ ‏علي‏ ‏رجال‏ ‏الدين‏..‏وأمام‏ ‏ثباته‏ ‏تراجع‏ ‏الجندي‏ ‏عن‏ ‏قتله‏.‏
وفي‏ ‏عام‏ 1922 ‏أعلن‏ ‏الإنجليز‏ ‏بقاءهم‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏لحماية‏ ‏الأقليات‏..‏فقال‏ ‏من‏ ‏علي‏ ‏منبر‏ ‏الأزهر‏,‏إذا‏ ‏كان‏ ‏الإنجليز‏ ‏متمسكون‏ ‏ببقائهم‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏بحجة‏ ‏حماية‏ ‏القبط‏ ‏فأقول‏ ‏ليمت‏ ‏القبط‏ ‏وليحيا‏ ‏المسلمون‏ ‏أحرارا‏,‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏استقلال‏ ‏مصر‏ ‏يحتاج‏ ‏إلي‏ ‏التضحية‏ ‏بمليون‏ ‏قبطي‏ ‏فلا‏ ‏بأس‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏التضحية‏.‏
توفي‏ ‏القمص سرجيوس‏ ‏في‏ 5 ‏سبتمبر‏ ‏عام‏ 1964 ‏وحملت‏ ‏جماهير‏ ‏مصر‏ ‏نعشه‏ ‏علي‏ ‏الأعناق‏,‏ورفضت‏ ‏أن‏ ‏تحمله‏ ‏العربة‏ ‏وأطلقت‏ ‏حكومة‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏اسمه‏ ‏علي‏ ‏أحد‏ ‏شوارع‏ ‏مصر‏ ‏الجديدة‏ ‏اعترافا‏ ‏بجهاده‏ ‏الوطني‏.‏
المصادر‏:‏ ( جريدة وطنى
  22/10/2006م السنة 48 العدد 2339 )
 

This site was last updated 03/08/10