Home Up أول وثيقة من وثائق ثورة ١٩١٩ عبد الرحمن فهمى وعد بلفور بوطن لليهود النحاس باشا ورمضان الأقباط ودستور 23 مولد السنهورى حمد باشا شيخ العرب الشيخ امين الخولى الأستقبال الشعبى بعد النفى خلاف بين الملك وسعد عيد الجهاد وسعد زغلول خلاف بين النحاس وعبيد صفية هانم زغلول الملك أحمد فؤاد وسعد زغلول إستقبال سعد زغلول سعد زغلول رئيساً للوزارة اغتيال السير لى ستاك حياة سعد زغلول سعد زعيماً بلا معارض2 سعد زعيماً بلا معارض1 سعد زعيماً بلا معارض3 تسعون عاما الثوار ضريح سعد زغلول ثورة الألف شهيد سعديين أم عدليين مظاهرة المرأة من هو سعد زغلول نتائج ثورة 19 الإجتماعية يا عم حمزة إحنا التلامذة Untitled 4290 Untitled 4291 | | الأهرام 7/2/2009م السنة 133 العدد 44623 عن خبر بعنوان [ ثورة1919.. تسعون عاما ـ الثوار1 ـ3 ] بقلم : د. رفعت السعيد منذ هزيمة الثورة العرابية بدأت مصر في الاستعداد لثورة جديدة. وقد رأينا في مقالين سابقين كيف صنع سعد زغلول نفسه كزعيم لهذه الثورة, وهكذا كان الثوار يصنعون أنفسهم, وفي الطليعة كان الطلاب والعمال والفلاحون, ويمكن القول إن القيادة الوفدية ومعها سعد قد ارتكبت إبان الثورة أخطاء عدة لكن الشعب كان قادرا علي أن يغفر لها وأن يصحح بعضا من هذه الأخطاء, ونبدأ بالطلبة وكانت مدرسة الحقوق هي البداية حيث ماجت بتحرك وطني عارم دفع الاحتلال الي وضع نظام للدراسة يستهدف شغلهم عن أي مساهمة في أي نشاط آخر, فأضرب الطلاب( الأهرام ـ12 ـ1ـ1906) وشاركهم في الاضراب طلاب المدارس العليا بما دفع الوزارة الي التراجع عن قرارها( الأهرام13 ـ1ـ1906) وفي عام1908 لجأ الطلاب الي الشيخ الغاياتي ليعد لهم نشيدا وطنيا يرددونه في تحركهم السياسي, وتغنوا به طويلا هاتفين.. نحن للمجد نسير.. ولنا الله نصير ليس يثنينا نذير.. عن بلاد تستجير ورويدا رويدا تجهز جيش الثورة الطلابي, ويمكن القول إنه حتي سعد زغلول كان لا يتوقع عملا ثوريا مباشرا بعد نفيه في عام1919 ونقرأ أن سعدا كان رأيه أن الثورة عمل شاق علي بلد مرهق بالأعباء مشحون بالجند والسلاح, لكن الطلاب فعلوها ونواصل القراءة هذه الثورة المفاجئة لم يقع فيها تنظيم ولم تكن فيها رئاسة مدبرة, ومظاهرة الطلبة التي أشعلت الثورة وقعت علي غير علم سابق من الوفد, بل علي خلاف النصيحة التي سمعها الطلبة من بعض قادة الوفد, فوفد الطلاب ذهب الي بيت الأمة حيث التقوا بعبدالعزيز فهمي الذي انتهرهم انتهارا شديدا وقال لهم دعونا نعمل في هدوء ولا تزيدوا نار غضب القوم اشتعالا, ثم قال إن المسألة ليست لعب أطفال لكن الطلبة أثبتوا قدرتهم علي إشعال الثورة( عباس العقاد ـ سعد زغلول سيرة وتحية ـ ص239), لكن الجميع وقفوا ضدهم, وحتي قيادة الوفد هاجمتهم وتنصلت منهم, وكذلك أغلب الصحف, ونطالع عددا من المقالات. ـ الوطن انها عملية شغب وهو فعل غير شرعي لايمكن أن يحقق شيئا للبلد(10 مارس1919), ثم ان رجال مصر العقلاء لا يوافقون علي ما فعله الطلاب وعلي الطلبة أن يدركوا عاقبة شغبهم(11 مارس1919). ـ المقطم: ان كل من تتبع هذه المظاهرات يتأسف لوقوعها, ويجدر بالآباء أن ينصحوا الطلاب بالتفرغ لدروسهم(11 مارس). ـ وادي النيل إن المظاهرات جلبت مشاركة الرعاع فبدرت من المظاهرات مظاهر شر(11 مارس). ـ الوطن: ان مصر لا تسعد باختلاط الطلاب بالغوغاء وعلي الطلاب أن يتركوا الأمر للرجال الذين حنكتهم التجارب ليقودوا سفينة الوطن(13 مارس). وتواصل الهجوم لكن الثورة اشتعلت فصمت الجميع خجلا, وما إن انتصرت المرحلة الأولي للثورة بالإفراج عن سعد حتي انهال المديح بدلا من النقد. ـ وادي النيل: أيها الطلاب لقد بيضتم وجه مصر الحديثة, وأعليتم منار شرفها, ان الوطنية لو كان لها هيكل مجسم لكنتم أنتم هذا الهيكل(8 ابريل). وعندما يصل سعد الي باريس يلتف حوله الطلاب المصريون بالخارج ممثلين في جمعياتهم في برلين وفرنسا, وقد استخدم طلاب مصر في ألمانيا علما ذا رقعة حمراء وعليه هلال وثلاثة نجوم( رمزا للديانات الثلاث), أما طلاب باريس فقد صنعوا علما صممه النحات مختار: رقعة حمراء وهلال وصليب والنجمة اليهودية( محمود أبوالفتح مع الوفد المصري ـ ص29), وقد نجح الطلاب المصريون في فتح أبواب اليسار الفرنسي أمام الوفد, فأقام الحزب الاشتراكي الفرنسي حفل تكريم للوفد حيث وقف مارسيل كاشان القائد الاشتراكي متحدثا اذا كنتم قد طرقتم أبواب الاستعماريين فأغلقوها في وجوهكم فإن الشعب الفرنسي يفتح أبوابه أمامكم( المقطم1 ـ12ـ1919), وينتهز خصوم سعد الفرصة ليشنوا حملة علي سعد متهمين إياه بأنه يرتمي في أحضان اليسار والبلشفيك ويفزع ويرسل الي اللجنة المركزية الوفد غير راض عن النشرات التي تفيد اعتماد المصريين علي الألمان أو الانتصار للبلشفيك, فإن هذه المنشورات يستفيد منها أعداؤنا وتضر قضيتنا( د. محمد أنيس ـ وثائق ثورة1919 ـ المراسلات السرية بين سعد وعبدالرحمن فهمي ـ ص56). وبرغم أن أحد الطلاب وهو عصام الدين حفني ناصف نشر في الأهرام مقالا يقول فيه إن بلدا كمصر تقف فيه دائما موقف المصارعة لعدوها أي الاحتلال, يجب أن تستجمع كل قواها لدفعه ثم تتفرغ بعد ذلك لبحث النظم الاجتماعية(16 ـ8ـ1919), فإن سعدا كان قد قرر وبشكل نهائي الابتعاد عن هؤلاء الطلاب, وكانوا خليطا من أعضاء الحزب الوطني الذي يحركهم محمد فريد ومن اليساريين, الأمر الذي دفع عصام حفني ناصف الي مجابهة زعيم الأمة في لقاء مفتوح في باريس قائلا اننا نسحب منك الثقة فرد سعد بامتعاض: أنا أمثل الأمة وليس حفنة من الطلبة( الأفكار20 ـ8ـ1919) لكن المواقف الطلابية المتشددة سرعان ما انتقلت الي مصر, ولقيت تعاطفا كبيرا ورفرفت أعلامهم علي المظاهرات, وأرسل سعد الي القاهرة غاضبا يظهر أن مسألة جمعية الطلبة قد اتسعت أخيرا لعطف البلاد عليهم ومساعدتهم بالأموال ووجود لجنة لهم بمصر, وهذا يتنافي مع وحدة العمل, فانهم مهما يكن شعورهم عظيما يقعون في الأغلاط ولا يؤمن لهم من غير إشراف الوفد, لذلك يكون الأولي ألا تهتم بهم الصحف( د. محمد أنيس ـ ص61). ويرد عبدالرحمن فهمي, علي سعد زغلول سبق أن لاحظنا ما لاحظتموه علي نشر مقالات مجدالدين حفني ناصف بجريدة مصر وألزمنا صاحبها بالكف عن نشرها وبالفعل توقف( المرجع السابق). وتبقي حركة الطلبة دوما تتحرك وفق نبض الوطن.. تهدأ ما هدأ وتنفجر ما تفجر وتكون في الأغلب هي بداية تفجره. |