Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير يوحنا الإصحاح  الثامن عشر (يو 18: 1- 18) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33)
تفسير إنجيل يوحنا ص 17: 1- 16-
تفسير إنجيل يوحنا ص17:  17- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 1-18
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 19- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص 19: 1- 22
تفسير إنجيل يوحنا ص19: 23- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص20 : 1- 13
تفسير إنجيل يوحن ص20-: 14- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت
Untitled 8528

تفسير يوحنا الإصحاح  الثامن عشر - فى مجمل الأناجيل الأربعة: الفصل26 

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن عشر (يو 18: 1- 18) 
تسليم يسوع والقبض عليه والمحاكمة
1. تسليم نفسه للجند (يوحنا 18:  1- 9)
2. قطع أذن ملخس (يوحنا 18:  10 - 12)
3. محاكمة المسيح الدينية الأولى أمام حنان (يوحنا 18:  13- 14)
4. إنكار بطرس (يوحنا 18:  15- 18)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن عشر
1. تسليم نفسه للجند (يوحنا 18:  1- 9)

  شرح وتفسير  (يوحنا 18:  1)   1 قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون، حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " قالَ يَسُوعُ هَذَا وَخَرَجَ مَعَ تلامِيذِهِ "

«خَرَجَ»:مَعَ تلامِيذِهِ  ‏لأول وهلة, يفهم من كلمة خرج أن المسيح خرج بعد إنتهاء الفصح والعشاء من العلية التي كانوا مجتمعين فيها إلى وادى قدرون ومنه إلى جبل الزيتون ولكن تسلسل الأحداث تم كما يلى أنه بعد العشاء فى العلية فى مدينة أورشليم  نسمع الرب يقول: «قوموا ننطلق من ههنا» (يو31:14)،ولكن ليفهم العالم اني احب الاب، وكما اوصاني الاب هكذا افعل. قوموا ننطلق من ههنا. " أى أن المسيح ترك العلية أما كلمة خرج فى هذه الآية تفيد خروجه من مكان آخر غير العلية قال فيه عظة أو كلاما لتلاميذه قاله ما بين خروجه من العلية وبين مجيئة إلى بستان جسثيمانى وقد أجمع معظم المفسرين أن هذا المكان الذى قال فيه عظته هو أحد أروقة الهيكل حيث أنهم أنهم رتلوا قبل خروجهم وبلا أدنى شك إن المكان الأمثل لإلقاء عظة وللتسبيح هو الهيكل والذى يمر به كل من يقصد جبل الزيتون عليه ولهذا قيل أنهم سبحوا (متّى ٢٦: ٣٠).30 ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون." والباب الذهبىى هو الباب الوحيد الذى يخرج منه اليهود من أورشليم إلى وادى قدرون ومنه إلى بستان جسثيمانى على جبل الزيتون 

2) "  إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ،"

خرج المسيح من أورشليم ثم عبر وادى قدرون إلى بستان جيثسمانى أسفل جبل الزيتون   كان هذا الوادي شرق أورشليم، بينها وبين جبل الزيتون
عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ : اسم عبري ربما كان معناه "أسود" أو من "الأرز"  وأسمه الحالي وادي ستّي مريم 

يقع هذا الوادى بين جبل المريا وجبل الزيتون  وطول هذا الوادى حوالى 4 كم  - السبعينية (2صم 15: 23) ( 2مل 23: 4 و6 و 12) (2 أخ 15: 16 & 29: 16 & 30: 14) (إر 31: 40)  كانت تجرى المياة فى هذا الوادى وتجف صيفا وفى نهاية هذا الوادى كانت تلقى فيه بقايا الذبائح اليومية التى كانت تذبح فى الهيكل وربما كان هذا هو سبب تسميته بــ قدرون "الأسود" ورد هذا الوادى فى المخطوطات الأصلية اليونانية كما يلى :  "الأرز " ("قدرون") فى المخطوطات B, C , L .. - "أرزه" ("قدرو") فى المخطوطتين D, W .. -  "قدرون " ("قدرون") فى المخطوطتين A. S

وهو وادٍ يبتدئ على بعد ميل ونصف إلى الشمال الغربي من أورشليم ويسير إلى الجنوب الشرقي إلى أن يصل إلى زاوية السور الشمالية الشرقية ثم ينحدر شرقي المدينة وهو بين سورها من الجانب الغربي وجبل الزيتون وتل المعصية من الجانب الشرقي ينحدر إلى مار سابا حيث يسّمى وادي الراهب ومن ثم يمتد إلى بحر لوط وهناك يسمّى وادي النار.
ويوسيبيوس في كتابة انوماستكون يدعو هذا الوادي "وادي يهوشافاط" ثم اقترح جيروم في تفسيره لنبوءة يوئيل الوادي المذكور في (يوء 3: 2، 12) باسم وادي يهوشافاط لأن معنى يهوشافاط يهوه يقضي.
والآن يعتقد السكان في فلسطين من مسيحيين ومسلمين ويهود أن الدينونة الأخيرة عندما يدخل المسيح من الباب الذهبى فى اليوم الأخير إلى الهيكل ستكون في وادي يهوشافاط الذي يقصدون به وادي قدرون. ولمنع دخول المسيح من الباب الذهبى دفن المسلمون موتاهم أمامه لأنهم يعتقدون أن هذا يمنع قيامة الددينونة لأن اليهود يتنجسون من القبور وهذه القبور المجسة ستمنع المسيح من الدخول
وفي وادي قدرون أربعة قبور قديمة اسم أحدها قبر يهوشافاط ولكننا نعلم من (1 مل 22: 50 و2 أخبار 21: 1) أن يهوشفاط لم يدفن هناك بل في مدينة داود.

 

3) " حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ دَخَلَهُ هُوَ وَتلامِيذُهُ"

حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ كان هذا البستان في سفح جبل الزيتون غرباً وسمّي «جثسيماني» (مر 14: 32) (متّى ٢٦: ٣٦) حينئذ جاء معهم يسوع الى ضيعة يقال لها جثسيماني فقال للتلاميذ: «اجلسوا ههنا حتى امضي واصلي هناك». " والأرجح أن صاحب البستان كان من أصدقاء يسوع. ولم يذكر يوحنا صلاة المسيح وآلامه هناك. ولعل سبب ذلك أن الكنيسة كانت عارفة به عندما كتب يوحنا.
جثسيماني (وليس جثيماني - جسيمانى) كلمة أرامية معناها "معصرة الزيت" (مت 26: 36) وكان بستانًا فيه أشجار الزيتون ومعصرة لعصره وهو يقع شرق أورشليم فيما وراء وادي قدرون قرب سفح جبل الزيتون (مت 26: 30 ومر 14: 26 و32 ويو 18: 1) كان المسيح يتردد إليه كثيرًا  (لو 22: 39 ويو 18: 2).

لم ترد فى البشارة كما رواها يوحنا معاناة يسوع فى جسثيمانى ولكنها أوردت حادثة القبض على يسوع فى هذه الحديقة كان هذا هو المكان المفضل ليسوع ليستريح فيه (يو 18: 2) (لو22: 39) ويبدو أن يسوع ذهب كثيرا إلى هذا المكان خلال الأسبوع ألأخير من حياته حيث كانت تمتلئ أورشليم بالزوار من جميع أنحاء البلاد (أكثر من 500 ألف زائر) ليقضوا أسبوع الفصح فيها حسب شريعة موسى فقد كان الهيكل على جبل المريا قبلتهم وكان اليهود الذين ليس لهم اماكن فى أورشليم التى تزدحم بالزوار فى هذا الأسبوع يقضون لياليهم على جبل الزيتون المقابل لأورشليم وينظرون إلى قبلتهم يشعلون النار ويستدفئون عليها فترى منظر جبل الزيتون منيرا فى الليل من كثرة الناس الذين يقضون لياليهم هناك

«... حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه»:  ورد أسمه بستان «جثسيمانى» فى إنجيل متى ومرقس.وهو الاسم الذي كان معروفا به آنذاك وكلمة «جثسيماني» من مقطعين «جاث _ شماي» وتعني «معصرة الزيت»:ويحكي لنا المؤرخ يوسيفوس اليهودي، أن مثل هذه البساتين الصغيرة كانت منتشرة عل جبل الزيتون، وكانت تدعى بالبراديسوى, أي «الجنات»
وهو الآن مكان مقدس. لأنه كان مكان ألمه وتسليمه والقبض عليه (مت 26: 36-56 ومر 14: 32-52 ولو 22 : 39-53 ويو 18: 1-12).

‏ولكن يبدو أن إنجيل يوحنا اعتنى أن يقدم لنا هذا الوصف التفصيلي للرحلة الحزينة للمسيح، وهو خارج من المدينة صوب جبل الزيتون، مُطارداً من التلميذ الخائن والشعب الأحمق، ليعطينا نفس الصورة النبوية لداود «ملك إسرائيل»، وهو خارج باكياً حافي القدمين، هارباً من وجه «أبنه» أبشالوم الطامع في ملك أبيه، متسلحاً بمشورة أخيتوفل، وبجيش من الشعب الأحمق الذي أغواه ضد أبيه:
+ «وكانت جميع الأرض تبكي بصوت عظم، وجميع الشعب يعبرون، وعبر الملك في وادي قدرون, وعبر جميع الشعب نحو طريق البرية.» (2صم23:15)
+ «وأما داود فصعد في مصعد جبل الزيتون، كان يصعد باكياً، ورأسه مغطى، ويمشي حافياً، وجميع الشعب الذين معه غطوا كل واحد رأسه، وكانوا يصعدون وهم يبكون.» (2صم30:15‏)
‏أما أبشالوم الابن الجاهل، فأصابه سهم في ظهره وعُلق عل شجرة ميتاً. وأما أخيتوفل، صاحب المشورة، فذهب وخنق نفسه (2صم23:17)!!
‏+ «من ذا الآتي من أدوم بثياب حمر من بصرة، هذا البهي بملابسه، المتعظم بكثرة قوته؟ أنا المكتم بالبر، العظيم للخلاص. ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة؟ قد دست المعصرة وحدي، ومن الشعوب لم يكن معي أحد. فدستهم بغضبي، ووطئتهم بغيظي، فرش عصيرهم على ثيابي، فلطخت كل ملابسي. لأن يوم النقمة في قلبي، وسنة مفديي قد أتت.» (إش1:63-4)
‏كثير من الشراح والقديسين الأوائل تغنوا ببستان جثسيماني كبستان، أو بالتعبير الإنجيلي الصحيح جنة، وبتعبيرنا «جنينة» أي تصغير «جنة» ، وذلك في مقابل جنة عدن، فكما فقد الإنسان الأول فيها هويته، إذ طغى عليه الشيطان وأغواه وأحدره إلى الأرض عرياناً, مفضوحاً، ميتاً بجهله؛ جاء ابن الإنسان ودخلها مصلياً، وانتقم للانسان، بأن أسقط الشيطان من السماء كالبرة المنطفىء، وأحدره إلى الهاوية، مكبلاً بقيود الظلام، وأعاد آدم إلى رتبته الأولى حياً، غالباً الموت، لميراث نعيم الحياة الأبدي .
‏وربما يكون إنجيل يوحنا قد وضع موضوع المقابلة في أمر جنة عدن والبستان = الجنة ضمن اعتباره، إذ يكرر مرة أخرى أن موت الرب وقيامه كانا في بستان (جنة) أيضاً: «وكان في الموضع الذي صُلب فيه بستان, وفي البستان قبر جديد لم يدفن فيه أحد قط» (يو41:19). بل وأمعن في أمر البستان، أذ مريم توهمت أن المسيح القائم من الموت أنه هو «البستاني»: «فظنت تلك أنه البستاني، فقالت له: يا سيد إن كنت أنت قد حملته، فقل لى أين وضعته وأنا آخذه» (يو15:20). ولم تعلم مريم أنه «البستاني» الحقيقي، الذي فلح لنا الفردوس الجديد، عوض آدم الذي أفقدنا الفردوس الأول.
«دخله هو وتلاميذه»: واضح أن البستان له أسوار وباب. لقد كان مكاناً مختاراً للرب والتلاميذ لقضاء أوقات وأيام للراحة والصلاة والتأمل. هنا يذكر الإنجيل التلاميذ بكامل عددهم: «تلاميذه»، بعد أن أسقط يهوذا، فتلاميذ المسيح لا يجمعهم عدد، بل يجمعهم الحب والإيمان اللذين فقدها يهوذا، ففقد نفسه, ولم يفقد التلاميذ شيئاً بفقده.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  . ( راجع مت 26: 36- 47) (مر 14: 36- 43) و (لو 22: 39- 47)
وادى قدرون هو الوادى الواقع شرقى أورشليم ويوجد فيه بستان جسثيمانى

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  2)  2 وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع، لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ المَوْضِعَ"

كان زوار اورشليم لقضاء عيد الفصح وهو أسبوع عيد الفطير يرتبون مكان إقامتهم فى هذه الأيام ولا شك أن المسيح ويتبعه تلاميذه تردد كثيرا على هذا البستان بدليل وذكره يوحنا لتأكد يهوذا أنه يجد المسيح هناك كما تحقق أعداء دانيال أنهم يجدونه يصلي وقت الصلاة في موضعه المعتاد (دانيال ٦: ١٠، ١١).10 فلما علم دانيال بامضاء الكتابة ذهب الى بيته وكواه مفتوحة في عليته نحو اورشليم فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلى وحمد قدام الهه كما كان يفعل قبل ذلك. 11 فاجتمع جميع حينئذ هؤلاء الرجال فوجدوا دانيال يطلب ويتضرع قدام الهه.  "

كان المسيح يتدنب القبض عليه أحيانا ولكن كما قال يسوع أن ساعته حانت (يو 16: 4) لكني قد كلمتكم بهذا حتى اذا جاءت الساعة تذكرون اني انا قلته لكم. ولم اقل لكم من البداية لاني كنت معكم. " هوذا يهوذا اثناء الفصح ذهب ليكمل حيانته والمسيح يعرف وقال فى عشاء الفصح "إن واحدًا منكم سيسلمني" (مت 26: 21، مر 14: 18، لو 22: 21، يو 13: 21). ومع معرفة المسيح المستقبل وما سيحدث له لم يخرج من المدينة هروبا إلى مكان لا يعرفه يهوذا بل يذهب إلى ظلال شجر جبل الزيتون المكان الذى يعرفه  يهوذا والمطاردين، فإنجيل يوحنا يؤكد أنه المكان المختار الذي كان يلجأ إليه المسيح كثيراً . والمسيح، كيوحنا، يعلم أن يهوذا يعرف الموضح جيداً، فكأنه ذهب إلى هناك لا هروبا من التسليم بل تسهيلاً للخائن أن يكمل مشورته: «ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة» !!! فوقت الاختباء قد ولى، والآن هي ساعة العلانية.

..  تكثر التكهنات حول دوافع يهوذا لتسليم يسوع بعضها يبرئه والبعض يدينه وقد ورد إسم يهوذا مرارا فى هذه البشارة (يو 6: 71 & 12: 4 & 13: 2 و26 و39  & 18: 2 و3 و5) وفى سيدنى بأستراليا عرضت مسرحية Jesus Christ Superstar والتى تصور يهوذا شخص مرتبك بين إيمانه اليهودى عن المسيا كقائد حربى والإعلان الذى سمعه من يسوع عن المحبة والسلام وإعطاء قيصر جزيته فذهب يهوذا إلى الكهنة ليسلم يسوع إليهم حتى يجبر يسوع على إستعمال قوته الإعجازية كمسيا لليهود وقائدا حربيا لهم يقودهم ليحرر أرض إسرائيل من إستعمار الرومان  ومعاقبتهم وإعلان أورشليم عاصمة أبدية لهم أما الأناجيل ومن ضمنها البشارة كما رواها يوحنا صورت دوافع جشع يهوذا وخبثه وأنه كان يأخذ مما يلقى فى الصندوق الذى كان أمينا عليه  إن ما فعله يهوذا من خيانة بتسليم  يسوع للكهنة سيحدث حتما من يهوذا لشخص آخر غير يسوع إذا لم يتجسد يسوع فى هذا العصر إن خيانة البعض فى الثورات أو حتى فى حياتنا أمر عادى يتبعه بعض البشر نتيجة لدوافع عدبدة بعض هذه الدوافع كانت فى فكر يهوذا وهو محبته للمال فقد كان سارقا ولصا

2) " لأنَّ يَسُوعَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيراً مَعَ تلامِيذِهِ "

(لوقا ٢١: ٣٧ ) ( لو٢٢: ٣٩ ) 39 وخرج ومضى كالعادة الى جبل الزيتون وتبعه ايضا تلاميذه. ( يوحنا ٨: ١) وقصد المسيح ذلك المكان على سفح جبل الزيتون للانفراد عن الجموع للصلاة، ولتعليم تلاميذه. واعتاد يهوذا أن يسمع هناك الصلاة والتعليم، ولكن ذلك لم يمنعه عن تسليم معلمه هناك.

 «اجتمع»: واضح من اللفظة اليونانية أن البستان كان مخصصا لاجتماع المسيح مع تلاميذه، بمعنى اجتماع للصلاة والتعليم والقيادة الروحية أكثر منه مكان راحة وعزلة  «خرج إلى الجبل ليصلي، وقضى الليل كله في الصلاة» (لو12:6)», «وكان في النهار يعلم في الهيكل، وفي الليل يخرج ويبيت في الجبل، الذي يدعى جبل الزيتون» (لو37:21). وربما إذ كان التلاميذ قد تعودوا النوم هناك, أنهم بمجرد أن تركهم المسيح ليصلي فإنهم ناموا جميعاً! بل وربما على هذا الأساس، اعتقد يهوذا أنه سيداهم الرب والتلاميذ وهم نيام، كما اعتادوا في الأيام السابقة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> لم يذكر يوحنا صلاة المسيح وآلامه هناك كما أنه لم يذكر إتفاق يهوذا مع اليهود على أن يسلم لهم المسيح بثلاثين من الفضة ولكن ذكر يوحنا أن يهوذا مسلمه كان يعرف الموضع الذى خرج إليه يسوع مع تلاميذه بيانا لتأكده أنه يجد سيده هناك ،

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  3)  3 فاخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين، وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح.
...
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّاماً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ."
راجع / تفسير وشرح ( متّى ٢٦: ٤٧ ) 47 وفيما هو يتكلم اذا يهوذا احد الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب."  ( مرقس ١٤: ٤٣ ) 43 وللوقت فيما هو يتكلم اقبل يهوذا واحد من الاثني عشر ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ. "( لوقا ٢٢: ٤٧ ) 47 وبينما هو يتكلم اذا جمع والذي يدعى يهوذا - احد الاثني عشر - يتقدمهم فدنا من يسوع ليقبله. ( أعمال ١: ١٦) 16 «ايها الرجال الاخوة، كان ينبغي ان يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود، عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع

 لم يذكر يوحنا اتفاق يهوذا مع اليهود على أن يسلم يسوع إليهم بثلاثين قطعة فضة، (مت 26: 15)وقال: «ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم؟» فجعلوا له ثلاثين من الفضة. " وكان الجمع كثيراً خوفاً من أن يقاومهم تلاميذ المسيح وأصحابه الجليليين. وأتوا بمشاعل ومصابيح والقمر بدر (لأنه كان الفصح) إما لأن السماء غامت وعم الظلام ، أو لظنهم أن المسيح يقد ختبئ بين أشجار البستان أو في مكان مظلم فيبحثون عنه .

قال بعض المفسرين :أن الذين جاءوا مع يهوذا كان بعضهم من جند الرومان والبعض من اللاويين حراس الهيكل وخدام رؤساء الكهنة ، وكان منهم بعض رؤساء الكهنة للمراقبة.

إعتقد بعض المفسرين أن يهوذا أخذ "جند"  من جنود الرومان من إحدى الفرق الرومانية وهم عشر فرق ، تضم ما يقرب من 600 جندى متمركزين فى قلعة أنطونيو هذه الفرق كانوا يحضرونها من مركزهم فى قيصرية عبر البحر ،قلعة انطونيا كانت قرب الهيكل وأعلى من الهيكل فى البناء  (أع 21: 31 و 33) وقد بنيت قلعة انطونيا ملاصقة للهيكل وأعلى بناءا منها لتشرف على الهيكل وتسيطر سريعا على أى تمرد يحدث فى الهيكل خاصة فى أيام إحتفالات الأعياد وأهمها الفصح ، وفى باقى الترجمات العربية ترجمت كلمة جنود كما يلى : (1) اليسوعية : "السرية" .. (2) التفسيرية "فرقة من الجنود " .. (3) الوليسية : "الكتيبة " .. (4) المشتركة : "جنود" ... (5) الإنجيل الشريف : فرقة من العسكر "

† " وسلاح   " ..  حمل جنود الرومان السيوف (يو 6: 64 & 13: 1و 11) كما حمل حراس الهيكل الهراوات والعصى (مت 26: 43) (مر 14: 43) (لو22: 52)

وليس من المحتمل أن يكون يهوذا قد أحضر هذا العدد الكبير من جنود الرومان للقبض على يسوع  ، ويكثيرين يفسرون كلمة جند على أنهم جند الهيكل كانت مهمتهم القبض على كل من يخالف الناموس وتقديمه لمجلس السنهدرين أعلى محكمة فى إسرائيل فى ذلك الوقت لعقابة بالجلد إلا أنهم لم يكن يملكون الحق فى قتل أى شخص من المحكوم عليهم بالموت طبقا لشريعتهم   

وراح هؤلاء المفسرين يتاملون فى لإتخاد هذه القوى الثلاث على يسوع فقالوا :تلميذ من الخاصة الاثني عشر المختارين؛ ورؤساء كهنة وفريسيون, حكماء صهيون, مختفين وراء خدامهم؛ ثم سفارة عن هيئة هذا العالم، والكل بقيادة الشيطان: فبالنسبة للتلميذ، قال المسيح بخصوصه: «فغمس اللقمة، وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي. فبعد اللقمة، دخله الشيطان, فقال له يسوع: ما أنت تعمله، فاعمله بأكثر سرعة.» (يو26:13-27)
‏وبالنسبة لرؤساء الكهنة والفريسين، حكماء إسرائيل، فقد خصهم المسيح بالقول: «أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالاً للناس من البدء.» (يو44:8)
أما عن هيئة هذا العالم، فقد سخرها رؤساء الكهنة لخدمة أغراضهم وهم أبرياء. هؤلاء خرجوا بمشاعل يفتشون عن النور الحقيقي الذي ينير كل العالم مسلحين، يتسترون بالسلاح خلف رعبتهم. وعند أول مواجهة سقطوا على الأرض، وسيوفهم في أيديهم

وإعتمد هؤلاء المفسرين على الآية التى وردت فى نفس الإصحاح  (يو 18: 12)  12 ثم ان الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع واوثقوه، "وقالوا أن كلمة "جند" باللغة اليونانية مقابلها وباللاتينية ، وتعني الاورطة، وتعدادها حوالى 200 جندي. وهي ثلث الفرقة المكلفة أصلاً بحراسة الهيكل ، ومقرها قلعة أنطونيا شمال شرقي الهيكل.
«والقائد»، وهو كما يتضح من اليونانية رئيس ألف، وهى رتبة كبيرة.
أما كلمة «خداماً» من عد رئيس الكهنة التي جاءت في الأية (12) تحت «خدام اليهود» فهي تعنى في اللغة اليونانية ، وترجمتها «ضباطاً». وهؤلاء بعضهم ضباط رومانيون مكلفون بخدمة حراسة الهيكل، ولكنهم كانوا يأتمرون بأمر أعضاء السنهدريم لحفظ الأمن، بالنسبة لخدمة الهيكل، خاصة في أيام الأعياد.

وهذا كله لا يمكن أن يجري بهذه الضخامة والسهولة, بدون ترتيب مسبق مع الحكومة الرومانية. واذا لاحظنا مجريات الحوادث بدقة، نجد أن دورة الفحص لقضية المسيح انتهت عند قيافا بعد منتصف الليل، ثم في الحال رحلوا المسيح إلى دار الولاية، أي مقر الحكومة الرومانية.
وقال آخرين من المفسرين أن الجند وقائدهم هم جند الهيكل من اللاويين فقط وقائدهم لأن الاية تقول الجند وخداما تابعين لرؤساء الكهنة وكذلك الفريسيين فلم يرد صراحة ان هؤلاء الجند من الرومان وقد ذكر سفر أعمال الرسل فى موضع آخر أن هؤلاء الجنود هم جند الهيكل عند القبض على بطرس ويوحنا ( أعمال ٤: ١ ) 1 وبينما هما يخاطبان الشعب، اقبل عليهما الكهنة وقائد جند الهيكل والصدوقيون، " عموما يعتقد أن حراس (جند) الهيكل رافقهم بعض جنود الرومان ، وكانوا قد أخفقوا فى إلقاء القبض على يسوع فى مرة سابقة (يو 7: 32 و 45) .. أما كلمة "خداما" فهذه توضح كلمات بعض منهم لبطرس فى بيت قيافا الكاهن أثناء محاكمة يسوع

هذا الجمهور من الجند والفريسيين والخدام يحملون المشاعل والسلاح يظهر رعب هذا الجمهور من قوة كلمة يسوع وسلطانه ‏كذلك من قول المسيح في إنجيل القديس متى: «أتظن أني لا أستطيع الأن أن أطلب إلى أبي، فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة، فكيف تكمل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون» (مت53:26-54)، نستشف أن المسيح كان يهدىء من روع بطرس، الذي ارتاع من كثرة الجند، وخرج من هدوئه وبدأ يضرب بالسيف.
‏‏ويقول إنجيل يوحنا: «ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية وكان صبح» (يو28:18). كلمة «صبح» هنا، ترجمة غير معبرة تماما، فهي باليوناية تعني «مبكراً جداً». وتكميل الكلام: «فخرج بيلاطس إليهم... » (يو29:18)
‏هذا الاهتمام من جانب بيلاطس وخروجه باكراً جداً، حوالى الساعة الخامسة صباحاً لمقابلة المشتكين، وقبوله فحص القضية في الحال أمر يسير الدهشة، ويخفي وراءه سعاية ضخمة من رؤساء الكهنة إذ لم تكن مؤامرة مدبرة مع بيلاطس نفسه. إلى هذا الحد بلغ تدبير رؤساء الكهنة، أو بلغة العصر «التكتيك»، الذي يحوطه الشك في ذمة هؤلاء وهؤلاء!
‏ومن جهة أخرى لا تخلو من الأهمية، فهناك ما جاء في إنجيل القديس متى من جهة بيلاطس: «واذ كان جالساً على كرسي الولاية، أرسلت إليه امرأته قائلة: إياك وذلك البار، لأني تألمت اليوم كثيراً في حلم من أجله» (مت19:27). ولكنه ضرب بتحذير امرأته عرض الحائط. ويعلق القديس متى على ذلك بقوله: «ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على أن يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع» (مت20:27). يتضح من هذا ثقل الضغط الذي مارسه رؤساء الكهنة بوسائلهم على الحاكم الروماني المهزوز.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> وقد أتى الجند وخدام رؤساء اليهود بمشاعل ومصابيح مع أن القمر كان بدرا خوفا من أن يختبئ المسيح بين الأشجار . 

   شرح وتفسير  (يوحنا 18:  4)   4 فخرج يسوع وهو عالم بكل ما ياتي عليه، وقال لهم: «من تطلبون؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَخَرَجَ يَسُوعُ "

كان أولاً داخل البستان يصلي مع ثلاثة من تلاميذه والباقيين كانوا نياما . ولما جاء يهوذا ومعه الحند وقائدهم وبعض الخدام والفريسين يحملون السلاح والمشاعل فلم يتركهم المسيح ليقتحموا أسوار البستان، بل خرج إليهم. لقد شعر السيح بضرورة الملاقاة خطتهم الشريرة بالقبض عليه  لم يصبر إلى أن يطلبوه ، إذ لم يكن ممكناً أن يعطي للشر فرصة لمباغتة ابن الله. والعكس في اللاهوت صحيح، إذ أن عمل الله في الأساس، هو أن يباغت الشرير في عقر داره: لذا خرج للمباغتة،  وذهب لملاقاتهم إما إلى مدخل البستان أو إلى خارجه. وهو عالم بكل ما سيأتي عليه, لأنه أراده, بل لأنه نزل من السماء ليلاقيه!

 

2) " وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ "

هذا اصطلاح فريد، يوضح أن الآلام أتت عليه من فوق، ولم تقتحم إرادته، كان يعلمها مسبقاً، بل أعد نفسه لها منذ ما قبل التجسد. لم يسقها عليه أحد مهما كان: «لم يكن لك علىّ سلطان البتة، لو لم تكن قد أعطيت من فوق.» (يو11:19)

عرف يسوع بسابق علمه كل ما سيحدث،  كان يعرف سبب مجيئهم واقترابهم قبل أن يكتشفوا هم وجوده. «هوذا ابن الإنسان يُسلم إلى أيدي الخطاة. قوموا لنذهب (للملاقاة)، هوذا الذي يسلمني قد اقترب» (مر41:14-42). لقد تمت المقابلة داخل البستان، لأنه يبدو أن المسيح فتح لهم الباب، بدليل أن نسيب «ملخس» الذي قطع بطرس أذنه اليمنى قال لبطرس متعرفاً عليه: «أما رأيتك أنا معه فى البستان» (يو11:19) فزادته معرفته بذلك ألماً.

  كان يمكنه لو أراد بتلك المعرفة أن ينجو منهم بأن يترك البستان قبل وصولهم.- لقد جعل الرب خبر موت إنسان مخفيا عنه ولكن المسيح عرف ماذا سيحدث قبل موته وطريقة موته وآلامه ولهذا نزل إبن افنسان من السماء - بل أن كل حياته كان أنبياء العهد القديم تنبأوا بها
 

3) "  وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ تَطْلُبُونَ؟"
هذا السؤال يشبه السؤال الذى سأله الرب لآدم : أين أنت ؟ (تك 3: 9) هذا الجزء من ألاية يوضح بلا مجال للشك  علىى تأكيد قوى على معرفة يسوع السابقة على أحداث إعتقاله ومحاكته وصلبه وسيطرته على مجريات الأمور فى هذه الحواطث طبقا لخطة الفداء المسبقة (يو 10: 11 و15 و17 و18) لم يكن صلب يسوع من قبيل الصدفة ولكنه أمر مخطط له من قديم ألأزمان أخبرت به نبوات الأنبياء فى العهد القديم (مر 10: 45) (أع 2: 23 & 3: 18 & 14: 29) 

 سؤال مضمونة ‏مبادرة، بل مباغتة غير متوقعة,أظهر يسوع بذلك كل الهدوء والاطمئنان. وعرّض نفسه باختياره للقبض والتقييد والموت على خلاف ما فعل يوم أراد الناس أن يخطفوه ويقيموه ملكاً (يوحنا ٦: ١٥).

لم يكن يخطر لهم على بال أن الرب نفسه سيلاقيهم. لقد ظنوا, على أقصى تقدير, أنه أحد التلاميذ، لم يتعرفوا عليه على أضواء مشاعلهم الخافتة, ولم يسعفهم ضوء القمر وهو في اكتمال استدارته، فالليلة ليلة الرابع عشر من نيسان. لقد أدرك المسيح عجزهم عن التعرف عليه، فتقدم بسؤال من هو مشفق على جهلهم، وقد أعد لهم المفاجأة, إذ نوى أن يعلن لهم عن «شخصه», لا عن اسمه فحسب!

وقصده بسؤاله إيّاهم كان واضحا ظاهرا عندما قال المسيح لهم:«اني انا هو»، (يو 18: 6و 7)  8 اجاب يسوع:«قد قلت لكم: اني انا هو. فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون».  وهو أن يجعل جوابه على سؤاله سبباً ليتركوا تلاميذه.

   أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> لما حضر الجند وخدام رؤساء المهنة كان يسوع داخل البستان يصلى فخرج حالا إلى ملاقاتهم " وهو عالم بكل ما يأتى عليه " فكان فى إمكانه إذا أن يهرب وهذا دليل على أنه سلم نفسه بإختياره بل فقد عرض نفسه للقبض والهانة والموت بإرادته أيضا فقال لهم : " من تطلبون

  شرح وتفسير  (يوحنا 18:  5)   5 اجابوه: «يسوع الناصري». قال لهم:«انا هو». وكان يهوذا مسلمه ايضا واقفا معهم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَجَابُوهُ: يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ "

أن الذين أجابوه هم رؤساء العسكر الرومان، ويعتقد أن الآوامر صدرت لهم بالقبض على الإنسان الذى يحمل إسم يسوع الناصرى  ولم يعرفوا أن الذي يكلمهم هو الذي يطلبونه. والظاهر أن يهوذا لم يكن قد أظهر لهم العلامة المتفق عليها، وهي القُبلة لأن المسيح تقدم إليهم بغتة. وتبيّن مما في متّى ٢٦: ٥٥ أن بعض القوم قد عرفه.

كان اليهود يستهزأون بالذين يعيشون فى الناصرة لأن كثير من اليوانيين والروومان كانوايعيشون فى مدنهم ولهذا (يو 1: 46) فقال له نثنائيل: «امن الناصرة يمكن ان يكون شيء صالح؟» قال له فيلبس:«تعال وانظر». لهذا ‏اللقب فيه استهزاء، فهو الذي يدور على السنة غير المؤمنين به، لأنه فرق أن يُقال: «يسوع الناصرى»، وأن يقال «يسوع الذي من الناصرة»,   تصف كلمة "الناصرى" شخصا من بلدة الناصرة (مت 2: 23) أو نذيرا (يو 18: 6)  يربط البعض الأحرف العبرية "نصر" باللقب المسيانى "غصن ("نيصير" بالعبرية (إش 11: 1 & 14: 19 & 60 : 21)

 

2) " قَالَ لَهُمْ: أَنَا هُوَ "

لا بدّ من أنهم تعجبوا بهذا الإقرار لوضوحه وشجاعتة التى ليس  لها مثيل .
«أنا هو»: بحسب الفهم البسيط، فإن المسيح هنا يعلن عن نفسه باعتباره أنه هو الذي يطلبونه، يسوع الناصري. ولكن كان مصاحباً لهذا النطق، استعلان فائق لشخصه، أراده المسيح إرادة، لكي يستخدمه كمساومة لفك الطوق عن التلاميذ الحاضرين!

† " قال لهم:«انا هو». " ..  حرفيا باللغة اليونانية "إيغو إيمى " (يو 4: 26 & 8: 24 و 28 و 54 - 59 & 13: 19 & 18: 5- 6) وهو إسم الإله فى العهد القديم وهو بعيد تماما عن إسم الإله العربى الوثنى "الله" الذى يرمز له بالقمر ، إن إله العهد القديم إسمه "يهوه"  وهو إسم عبرى وكل الأسماء فى اللغة االعبرية لها معنى يهوه فى (خر3: 12- 15) ويعنى "أنا هو الكائن" وفى هذه ألاية يقول يسوع عن نفسه "أنا هو" أى "أهيه" أو "يهوه" المنظور ، يسوع هو الإعلان الكامل ليهوه الذى ظهر قديما فى عليقة وفى جبال سيناء اليوم هو الكلمة المتجسد "اللوغوس" الإبن الوحيد الحق تكررت هذه العبارة ثلاث مرات بقصد التأكيد (يو 18: 6 و 8)  “إيغو إيمي”.هذا اسم الإله إذًا، إذا كان يسوع هو الكائن، فهذا يعني أنه هو خارج الزّمن، وقد دخل الزّمن. وإذا كان خارج الزّمن، فهذا معناه أنّ له حياة في ذاته. لقد قال، في غير مكان، إنّ الآب أعطاه حياة في ذاته. “كما أنّ الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أن تكون له حياة في ذاته”. حين جاء اليهود ليقبضوا عليه، قال: “مَن تطلبون؟ فقالوا: يسوع النّاصريّ. فقال: أنا هو”. لهذا السّبب، رجعوا إلى الوراء وسقطوا أرضًا. لا شيء يبرّر ردّة الفعل هذه إلاّ اليقين أنّ اليهود قد سمعوا اسم "يهوه" إلههم سمعوا يسوع عندما تلفّظ قائلا "أنا هو" وقال عن نفسه إنّه هو الكائن: “أنا هو” أو “أنا الكائن”.

 

3) " وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضاً وَاقِفاً مَعَهُمْ "

المفروض أن يكون يهوذا الخائن هو فى مركز القيادة وهو أول من يقابل يسوع ولكن لماذا كان بين الصفوف الخلفية لهذا الجمع بالرغم من أنه أخذهم للبقبض على معلمه فلم يره يسوع ولكنه راى الجمع قادم عليه فقال لهم من تطلبون

وقف يهوذا، فوقف مشدوهاً، من المفاجأة والقبلة ميتة على فمه، فقد ألغى المسيح تديره، وأفقده قيمة المبادرة التي قام بها، إذ أعلن المسيح عن نفسه, بل عن شخصه الإلهي.

وهدف البشير يوحنا من ذكره هذا، إظهار شر يهوذا وقساوة قلبه ووقاحته، فإن الذي وقف أكثر من ثلاث سنين مع تلاميذ المسيح لم يستحِ أن يقف حينئذ مع أعدائه. أو لعلها تبيّن أنه كان ليهوذا برهان آخر على عظمة المعلم الذي جاء ليسلمه، وهو ما ذكره في الآية االتالية

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> فقالوا يسوع الناصرى " /

  شرح وتفسير  ( يوحنا 18:  6)   6 فلما قال لهم:«اني انا هو»، رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) «فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: إِنِّي أَنَا هُوَ رَجَعُوا إِلَى الوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ».

 لم يرجعوا للوراء فقط بل رجعوا وسقطوا على الأرض  لم يرجعوا خوفا أو إحتراما بل لأنهم من سبط لاوى ويخدمون الهيكل والكهنة ويعرفون ماذا تعنى كلمة "أنا هو" إنها تعنى إسم "يهوه"  والذى معناه "أنا هو الكائن"
هذا نتيجة تأثير منظر المسيح وقوة كلامه فيهم .واضح هنا أيما وضوح، أن المسيح رفح الحجاب عن شخصه، فظهر بمجده إلى لحظة، ربما كانت ثوانى  فكان ذلك أشد مباغتة، تدافعوا على الأثر إلى الوراء: القائد والجند وفرقة الحرس، وسقطوا على الأرض، وسيوفهم وعصيهم ومصابيحهم ومشاعلهم بأيديهم أمام المسيح، وهو واقف بقامته في جلال مهيب. كان هذا هو صورة مصغرة لقول الكتاب: «عندما يأتي العدو كنهر، فنفخة الرب تدفعه» (إش19:59). وكانت هذه من المرات القليلة جداً التي استخدم المسيح فيها سلطانه، الآن علم القائد وأعضاء فرقته والحرس من هو الذي يطلبون القبض عليه، والآن أصبح من السهل على المسيح أن يطلب، وكأنه على مستوى الأمر, أن يطلق سراح تلاميذه. وكان هدف المسيح الوحيد في ذلك لا أن ينجو من أيديهم بل أن ينجي تلاميذه، في سبيل أن يتمم لهم مسعاهم، ويسلم نفسه لهم بحرية إرادته: «فلما رأيته، سقطت عند رجليه كميت, فرفع يده اليمنى علي قائلاً لي: لا تخف، أنا هو الأول والآخر.» (رؤ17:1)

وهذا التأثير يشبه تأثيرة عندما منع باعة الهيكل من مقاومته لما طردهم منه (يوحنا ٢: ١٣ - ١٦) ومثل ما حدث مع جند الهيكل يوم أرسلهم الرؤساء ليقبضوا عليه (يوحنا ٧: ٤٥، ٤٦). 45 فجاء الخدام الى رؤساء الكهنة والفريسيين. فقال هؤلاء لهم:«لماذا لم تاتوا به؟» 46 اجاب الخدام:«لم يتكلم قط انسان هكذا مثل هذا الانسان!».

 ولو انتبه العسكر لذلك الأمر لاستنتجوا أنه لا قوة لهم على القبض عليه لو أراد هو أن يستعمل قوته لمنعهم.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  فلما قال لهم " أنا هو " بكل شجاعة " رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض "  ولا ريب أن هذا يدل على قوته الإلهية وأنه لو أراد أن ينجو منهم لإستأصلهم فى الحال

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  7)   7 فسالهم ايضا: «من تطلبون؟» فقالوا:«يسوع الناصري».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) "«فَسَأَلَهُمْ أَيْضاً: مَنْ تَطْلُبُونَ؟ فَقَالُوا: يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ»."
نن المحتمل انهم لم يقدروا أن يروا وجهه من خشيتهم فكرر السؤال ليرفعوا وجوههم ويروه كرر يسوع السؤال وهم كرروا الجواب،  وكان تكرار السؤال محاولة من المسيح لتلطيف الجو، وإعطائهم فرصة لاسترجاع وعيهم وشجاعتهم. كما كأن تكرار السؤال بمثابة تذكيرهم بواجبهم المكلفين بتنفيذه . ولكن بعد سقوطهم أمامه، عرفوا تماماً كيف يلتزمون حدود القبض, وفي الحدود الواجبة، بل ويصغون تماماً لما يقول.

والأرجح أن سقوط هذا الحشد المكون من جنود وقائدهم وخداما وفريسيين ويهوذا حينئذ كان وقتياً، وأنهم قاموا خجلين من ارتعابهم بغتة، ولم يزالوا عازمين على تنفيذ قصدهم.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ولما افاقوا أعادوا السؤال فأعادوا هم عليهم الجواب

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  8)   8 اجاب يسوع:«قد قلت لكم: اني انا هو. فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون».
..
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «أَجَابَ: قَدْ قُلتُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوْا هَؤُلاءِ يَذْهَبُونَ»."

† " فإن " ..  جملة شرطية من الصنف الأول .. كان الجند ومعهم يهوذا يبحثون عن يسوع † "  كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون " ..  فعل امر مبنى للمعلوم وهى نبوة من (زك 13: 7) (مت 26: 31) (يو 16: 32)
«استيقظ يا سيف على راعي، وعلى رجل رفقتي، يقول رب الجنود. اضرب الراعي، فتتشتت الغنم، وأرد يدي على الصغار.» (زك7:13)
أظهر يسوع في ساعة الخطر الشديد حبه لتلاميذه وعنايته بهم. فهم مستقبل الكنيسة المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات والأرجح أن العسكر كان وقتئذٍ محيطاً بتلاميذه ليقبض عليهم كرهينة لحين القبض على المسيح ، ولم يُبقِ لهم يسوع حجة للقبض على تلاميذه، فقد سلم نفسه اختياراً، وسألهم: من تطلبون؟ فأجابوا أنهم لا يطلبون سواه، وطلب منهم أن يتركوا التلاميذ. وفي ذلك سمح المسيح للتلاميذ أن يمضوا إذا شاءوا.فإن كانوا قد جاءوا يطلبون المسيح فقط، وهذا من واقع إجابتهم مرتين، وبهذا فإن المسيح بتنفيذ الأمر الواقع عليهم فقط بأن يقبضوا عليه فقط ؛ أي أن لا يقبضوا على التلاميذ!

أملي المسيح شروطه, على الجمع الذى جاء يقبض عليه فلم يتوسل المسيح, بل كان يأمر، وذلك من موقع التفوق على القائد والجند, ولم يكن أمامهم إلأ قبول الشرط.

هدف المسيح لم يكن فقط أن يحافظ عل أرواح تلاميذه، بل بالأكثر أن يجمل آلامه في حدودها الخاصة به وحده، ولا يضار بسببها أحد. فدور الآلام بالنسبة لتلاميذه لم يكن قد حان بعد. وموتهم الآن ربما يعترض تكميل خلاصهم: «ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير.» (مت13:6)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  ثم قال " دعوا هؤلاء " أى تلاميذى " يذهبون" ولا تلقوا عليهم الأيادى فإنى أسمح لكم القبض على ولكن لا أبيح لكم القبض عليهم / وبذلك أظهر المسيح حبه الشديد لتلاميذه فى ساعة الخطر وأباح لهم أن يمضوا حيث شاؤوا ليتخلصوا من الخطر

  شرح وتفسير  (يوحنا 18:  9)  9 ليتم القول الذي قاله: «ان الذين اعطيتني لم اهلك منهم احدا».
.  ....
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "«لِيَتِمَّ القَوْلُ"

 تشير هذا الجزء من ألاية إلى (يو 16: 32) 32 هوذا تاتي ساعة، وقد اتت الان، تتفرقون فيها كل واحد الى خاصته، وتتركونني وحدي. وانا لست وحدي لان الاب معي " ولكنه مقتبس من صلاته (يو 17: 12) 12 حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك. الذين اعطيتني حفظتهم، ولم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب."

 

2) " الَّذِي قَالَهُ: إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَداً»."
يعلق الوحى على لسان يوحنا أن ما حدث من المسيح فى إنقاذ تلاميذه مثالا لما قاله في (يوحنا ١٧: ١٢) 12 حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك. الذين اعطيتني حفظتهم، ولم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب." على أن المسيح لم يقصد مجرد الحفظ الجسدي بل أراد الحفظ الروحي أيضاً. فلو سمح أن يمسكهم العسكر ويأتي بهم إلى حضرة قيافا وبيلاطس لكان ذلك سببا لإهتزاز إيمانهم، فمنع عنهم بذلك تجربة لا يستطيعون حملها لكي لا تهلك نفوسهم. وقد حدث من  القديس بطرس الرسول، وهو مقدام الرسل أن واجه هذا الموقف ،ولم يستطع قبل قيامة المسيح أن يشهد للمسيح مجرد شهادة, بل حينما سُئل عن علاقته بالمسيح، أنكر: «إني لا أعرف هذا الرجل», وزاد بأن «أخذ يحلف ويلعن»!! ولكن، وفي الوقت المحدد, وبعد أن مات من أجله المسيح وقام, استطاع بطرس أن يموت عن المسيح وعلى ذات الصليب!! وقد أرسل لهم المسيح الروح القدس ليثبتهم ويكون فى داخلهم عندما يواجهون مضطهديهم فى مثل هذه المواقف

واضح أنه من غير الممكن أن يموت أحد عن المسيح، قبل أن يموت المسيح نفسه، لأنه بدون قيامة المسيح يكون الموت هلاكأ بالفعل: «وإن لم يكن المسيح قد قام, فباطل إيمانكم، أنتم بعد في خطاياكم، إذاً، الذين رقدوا في المسيح (بدون قيامة المسيح)، أيضاً, هلكوا.» ( اكو17:15-18)

والأرجح أنه في هذا الوقت أظهر لهم يهوذا العلامة المتفق عليها فقبّله بياناً أن الذي سلم نفسه هو الذي أتوا ليقبضوا عليه (متّى ٢٦: ٤٩).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> وذلك " ليتم القول الذى قاله فى (يو 17: 12) ومحتواه " أن الذين أعطيتنى لم أهلك منهم أحدا " إلا يهوذا الإسخريوطى - والمراد بالهلاك هنا هلاك الجسد والنفس معا لأنه لو سمح أن يلقى العسكر القبض عليهم ويأتوا بهم إلى المحاكمة لتلاشى إيمانهم ولهلكوا جسدا ونفسا

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن عشر
2. قطع أذن ملخس
(يوحنا 18:  10 - 12)

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  10)  10 ثم ان سمعان بطرس كان معه سيف، فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة، فقطع اذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «ثُمَّ إِنَّ سِمْعَانَ بُطْرُسَ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ، فَاسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذُنَهُ اليُمْنَى. وَكَانَ اسْمُ العَبْدِ مَلخُسَ»."
 جرد بطرس سيفه  من غمده وضرب عبد رئيس الكهنة وهو بالطبع لم يكن يقصد قطع أذنه بل ضرب راس العبد ولكنه إما أخطأها أو أن العبد أمال رأسه فقطع السيف أذنه ، وهذه الحادثة تصور إلى أى مدى كان بطرس يحب يسوع وعلى إستعداد فى هذه اللحظة أن يموت من أجل سيده يسوع ربما نتج هذا التصرف عن سوء فهم قول يسوع فى (لو 22: 36- 38) وتخبرنا  البشارة  كما رواها لوقا : أن يسوع بلمسته شفى أذن العبد (لو 22: 51)  كان من المفروض أن يقبضوا على بطرس أيضا ولكن من الواضح أنهم كانوا يريدون القبض على يسوع فقط ولا يريدون إثارة القلاقل
راجع تفسير (متّى ٢٦: ٥١.) واذا واحد من الذين مع يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه. " ( مرقس ١٤: ٤٧ ) فاستل واحد من الحاضرين السيف وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه. ( لوقا ٢٢: ٤٩، ٥٠)  49 فلما راى الذين حوله ما يكون قالوا: «يا رب انضرب بالسيف؟» 50 وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى.

 وذكر يوحنا وحده اسم الضارب " بطرس " والمضروب. "ملخس"  ولا شك أن كليهما كان قد مات قبل أن يكتب يوحنا بشارته بزمن طويل. وما فعله بطرس هنا وفق ما عُهد من أخلاقه وأعماله لأنه كان يفعل ما يخطر بباله من كلام وأفعال سريعا فى رد فعله ، لأنه كان سريعاً في الكلام والعمل بدون التأمل في العواقب، وسريع الانتقال من الشجاعة إلى الجبن. ولم يذكر شفاء ملخس إلا لوقا (لوقا ٢٢: ٥١).51 فقال يسوع: «دعوا الى هذا!» ولمس اذنه وابراها " والسؤال الذى يطرح نفسه هو : هل عمى قلب رئيس الكهنة بعد أنن عرف أن عبده قطعت أذنه وأرجعها لمكانها المسيح سليمة ؟

مَلْخُس العَبْد | عبد رئيس الكهنة : الصيغة اليونانية للاسم العبري "ملك" الذي معناه "مَلِك" (ترجمة أخرى أو خطأ: ملخوس)، وهو خادم رئيس الكهنة (عبد رئيس الكهنة) الذي قطع بطرس أذنه عندما قبض على يسوع في البستان (يو 18: 10).
وكان مرافقًا للجنود الذين جاءوا لإلقاء القبض على يسوع في بستان جثسيماني، فاستل بطرس سيفًا كان معه، وضرب به ملخس فقطع أذنه اليُمْنَى (يو 18: 10و11). ولا يذكر اسم هذا العبد في نفس الحادثة في الأناجيل الثلاثة الأخرى (مت 26: 51، مرقس 14: 47، لو 22: 50و51). فاستدعاه الرب يسوع "ولمس أذنه وأبرأها" (لو 22: 51). وكانت هذه آخر معجزة أجراها الرب يسوع قبل موته على الصليب.
وقد شهد "واحد من عبيد رئيس الكهنة، وهو نسيب الذي قطع بطرس أذنه: أما رأيتك أنا معه في البستان؟ فأنكر بطرس أيضًا. وللوقت صاح الديك" (يو 18: 26و27). ولا نعرف شيئًا عن ملخس بعد ذلك.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> سبق شرحه فى (مت 26: 50 52* و (مت 20: 22) ولم يذكر أحد من البشيريين إسمى الضارب والمضروب إلا يوحنا ، أما شفاء ملخس المضروب فلم يذكره سوى لوقا (لو 22: 51) وقد شفى المسيح أذن العبد ليعلمنا أن نحسن لمن يسئ إلينا ،

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  11)  11 فقال يسوع لبطرس:«اجعل سيفك في الغمد! الكاس التي اعطاني الاب الا اشربها؟».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "  «فَقَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ: اجْعَل سَيْفَكَ فِي الغِمْدِ. الكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ ألا أَشْرَبُهَا؟»."
" الكاس  " ..   هذا إصطلاح ورد فى العهد القديم يشير إلى مصير  سلبى للشخص  (مز 11: 6 & 60 : 3 & 75: 8) (إض 51 : 17 و 22) (إر 25: 15- 16 و 27- 28) يشير التركيب النحوى لسؤال يسوع هذا إلى إجابة إيجابية ، تصرف بطرس وكأنه يدافع عن معلمه معتقدا أن هذا هو التصرف الذى يريده يسوع (مت 16: 22) (يو13: 8)

 راجع شرح (متّى ٢٠: ٢٢) . 22 فاجاب يسوع: «لستما تعلمان ما تطلبان. اتستطيعان ان تشربا الكاس التي سوف اشربها انا وان تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها انا؟» قالا له: «نستطيع». "  أظهر المسيح بذلك استعداده لشرب كأس الألم كاملا بدون نقصان والذى أعدة الآب للإبن الذي يقتضيه خلاص البشر، واستعار له كأساً مرة، وكان قد صلى قائلاً «يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس». ثم قال مسلماً بقضائه «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الكَأْسُ إلا أَنْ أَشْرَبَهَا فَلتَكُنْ مَشِيئَتُكَ» (متّى ٢٦: ٤٢).42 فمضى ايضا ثانية وصلى قائلا: «يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك». "  وأظهر هنا تمام رضاه أن يشربها. والكلام هنا مرتبط بصلاته في البستان، ولم يذكره يوحنا بناءً على أنه كان معلوماً عند قرّاء بشارته.وذكرته الأناجيل اليتى كتبت قبله  وفي هذه الآية وبخ المسيح بطرس على مقاومته للعسكر لمقابلة قرار السلطة بالعنف ، ومنع له عن الاستمرار في المقاومة.
«السيف والكأس» لقد وضع المسيح، بهذه الآية، الإختيار بين ضدين ، أو المُعلى، للايمان المسيحي. فالمسيحي لا يمد يده بالسيف إزاء الخطر، بل يتقبل كأس الموت طواعية! معلنا إيمانه

فالدفاع عن النفس، عمل غير مشروع على حملة الصليب! فالذي يحمل الصليب، لا يحمل الخنجر. ولماذا السيف، والموت ربح؟ «لأن لى الحياة هي المسيح، والموت هو ربح» (في21:1). لقد صلى المسيح في جثسيماني، منذ لحظات، بحسب البشرية التي فيه: «أجز عني هذه الكأس» (مر36:14). ثم عاد المسيح، بعد أن أكمل الصلاة وسلم الإرادة ليد الآب: «ولكن, ليكن لا ما أريد أنا, بل ما تريد أنت» (مر36:14)؛ وبهذا جعل الكأس، إذا تحتم بكل ما يحمله من خطر، «عطية» مباشرة من يد الآب: «الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها؟» (يو11:18)
‏بطرس أراد أن يحمي المسيح ويدافع عنه بسيفه ليعطله عن الصليب!! وعجبا كيف لإنسانا يحمى إلهها .. إنها عقيدة اليهود فى الثورة والتمرد ضد الإحتلال وكان  فى زمن الإحتلال الرومانى لأمتهم وكانوا يعتقدون أن المسيح سيقودهم فى حرب ويملك عليهم فكرر غلطته الكبرى التي نال عليها توبيخاً مرا! «حاشاك يا رب، لا يكون لك هذا، فالتفت وقال لبطرس: اذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لى، لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس.» (مت22:16-23)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  12)  12 ثم ان الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع واوثقوه،
 . .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " «ثُمَّ إِنَّ الجُنْدَ وَالقَائِدَ وَخُدَّامَ اليَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَأَوْثَقُوهُ»."
«إلهي إلهي لماذا تركتني ... لا تتباعد عني لأن الضيق قريب ... أحاطت بي ثيران كثيرة ... فغروا علي أفواههم, كأسد مفترس مزمجر... لأنه قد أحاطت بي كلاب، جماعة من الأشرار اكتنفتني ... أنقذ من السيف نفسي» (مز23). ‏«فيا رب الجنود، القاضي العدل! فاحص الكلى والقلب، دعني أرى انتقاقك منهم، لأني لك كشفت دعواي. لذلك, هكذا قال الرب، عن أهل عناثوث، الذين يطلبون نفسك, قائلين: لا تتنبأ باسم الرب فلا تموت بيدنا ...، هأنذا أعاقبهم. يموت الشبان بالسيف، ويموت بنوهم وبناتهم بالجوع، ولا تكون لهم بقية, لأني أجلب شراً على أهل عناثوث، سنة عقابهم.» (إر20:11-23)

لم يذكر يوحنا قبلة يهوذا الخائن للمسيح كعلامة لتسليمه .. راجع  شرح (متّى ٢٦: ٥٠.) 50 فقال له يسوع: «يا صاحب لماذا جئت؟» حينئذ تقدموا والقوا الايادي على يسوع وامسكوه. " يعتقد أن الذين أوثقوه وقادوه إلى بيت قيافا كانوا من جند الهيكل وقائدهم لأنهم ذهبوا غلى بيت قيافا وقد ورد ذكرهم فى (أع 3: 1) (يو 18: 3)  3 فاخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين، وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. " يظهر من هذا أن كل فرقة من فرق ذلك اللفيف اشتركت في تقييد يسوع، كأنهما حسبا إفلاته خطراً عظيماً يجب كل الحذر منه. ولم يظهر أدنى تأثير من معجزة شفاء ملخس فيهم.
† " واوثقوه " ..  يدل هذا ألإجراء أن المفروض أن يسلم يسوع لرئيس الكهنة وقد وردت كلمة "أوثقوه فى الكتاب المقدس عن شمشون (قض 15: 13) ( .قض 16: 21) وقيلت أيضا عن يوخنا الذى أويقه هيرودس وطرحه فى السجن (.مت 27: 2) (مت 14: 3) (مر 6: 17)ثم ان الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع واوثقوه،( يو 18: 12)

«وأوثقوه»: كان يطيب لجميع الأباه القديسين الأوائل الذين شرحوا هذا الإنجيل، أن يقفوا عند هذه الكلمة كثيراً ويتذكروا معها كيف أمسك إبراهيم ابنه إسحق وأوثقه: «فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله، بنى هناك إبراهيم المذبح، ورتب الحطب وربط (أوثق) إسحق ابنه, ووضعه على المذبح فوق الحطب.» (تك9:22‏)
والملاحظ، سواء في موضوع ربط إسحق أو المسيح، أن الاثنين يشتركان معاً في عدم المقاومة، بل كانا في صورة خضوعية مذهلة. ولكن ما كان لإسحق أن يقاوم وهو تحت يد أبيه، إذ لم يكن معقولاً قط أن يبدي أية مقاومة، وهو واثق من شدة رحمة أبيه الذي يحبه حباً كنفسه. وينسحب الأمر نفسه على المسيح، وهو في الظاهر واقع بين أيدي جماعة أشرار هربت الرحمة من قلوبهم، وتحرقت أسنانهم لافتراسه بسيوف وعصي، لكنه وقف موقف إسحق عينه، إذ كان في الحقيقة وائقاً أنه تحت يدي أبيه السماوي الذي أحبه كوحيد له: «الكأس التي أعطاني الأب، ألا أشربها؟» (يو11:18)
‏وهكذا لما لم يجد القائد والجند والخدام أية مقاومة، مدوا أيديهم عليه وأوثقوه، هذا الذي أعطى للانسان أن يربط ما في السماء ويحله، ربطوه بحبل!!، هذا الذي كسر مصاريع النحاس وقطع حديد الهاوية وفك أسرى الجحيم، ربطوه بحبال!... اليد التي ضمدت جراحهم، ولمست حنانها قلوبهم, وشفت مرضاهم، وأقامت موتاهم, ربطوها بحبال!...
‏هذا الذي فك قيود خطاياهم، وحل رباط الشيطان عنهم, وأطلقهم أحراراً، قبضوا هم عليه وأوثقوه.!
‏لقد صدق موسى حيما خاطبهم بالقول: «الرب تكافئون بهذا، يا شعباً غبيا غير حكيم، أليس هو أباك ومقتنيك، هو عملك وأنشأك.» (تث6:32)
‏لسنا ندري لماذا أوثقوه، وهو الذي قدم نفسه طواعية، ولكن ليتم القول الذي قيل في هذا المقام: «أؤثقوا الذبيحة بربط إلى قرون المذبح.» (مز27:118)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>وأوثق الجند والقائد وخدام رؤساء الكهنة اليهود المسيح ليتم مثاله بإسحق الذى أوثقه إبراهيم ليقدمه ضحية لله .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن عشر
3.
محاكمة المسيح الدينية الأولى أمام حنان  (يوحنا 18:  13- 14)

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  13)  13 ومضوا به الى حنان اولا، لانه كان حما قيافا الذي كان رئيسا للكهنة في تلك السنة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

المحاكمة الدينية الأولى كانت أمام حنان رئيس الكهنة المعزول وقال بعض الدارسين أنها كانت مجرد تحقيق لم يذكر هذه المحاكمة أحد من كتبة البشائر سوى يوحنا.

متّى ٢٦: ٥٧ ) 57 والذين امسكوا يسوع مضوا به الى قيافا رئيس الكهنة حيث اجتمع الكتبة والشيوخ. 58 واما بطرس فتبعه من بعيد الى دار رئيس الكهنة فدخل الى داخل وجلس بين الخدام لينظر النهاية.( لوقا ٣: ٢ ) 

 

1) " وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ أَوَّلا، لأنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا "
«حنان»: ‏وهو حنان بن شيث، حسب تسمية المؤرخ يوسيفوس. كان واحداً من أكبر الشخصيات اليهودية. ولقد تبوأ عرش رئاسة الكهنوت من سنة 7م. حتى السنة 14-15م. حينما عزله فاليريوس جراتوس الحاكم السابق على بيلاطس، ومن بعده تقلد الرئاسة الكهنوتية ابنه ألعازر إلى سنة 16-17م، أي سنة واحدة، ومن بعده جاء يوسف قيافا نسيبه, الذي تزوج ابنته, والذي بقي في الرئاسة حتى سنة 35-36م. ومن بعد قيافا تولى الرئاسة ابن آخر لحنان، هو يوناثان سنة 36-37م، ومن بعده توالى على الرئاسة ثلاثة آخرون من أولاده، أي أولاد حنان، ثاوفيلس سنة 37-41م، متياس 41-44م، وكان آخرهم حنان الصغير سنة 62م (؟) الذي حمل اسم أبيه، أي كان اسمه حنان بن حنان، وهو الذي مد يده وقتل يعقوب أخا الرب. والمعروف عن هذه العائلة أنها عائلة الرشوة والدسائس الدينية.
وبالرغم من أن الرومان عزلوا حنان وولوا قيافا صهره بدلا منه إلا أن حنانظزل رئيس الهنة الشرعى فى نظر اليهود بينما كان قيافا الرئيس الدينى أمام السلطة الحاكمة الرومانية (لوقا ٣: ٢.)  2 في ايام رئيس الكهنة حنان وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية .. انظر شرح يوحنا ١١: ٤٩ )  49 فقال لهم واحد منهم، وهو قيافا، كان رئيسا للكهنة في تلك السنة:«انتم لستم تعرفون شيئا، ( متّى ٢٦: ٣ ) 3 حينئذ اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب الى دار رئيس الكهنة الذي يدعى قيافا
تبدو الآية (يو 18: 24) بمثابة ملاحظة هامشية ولكنها جوهرية فى البشائر ألازاية (متى ومرقس ولوقا) (مت 26: 57) (مر 14: 53) لم يكن فى الديانة اليهودية غير رئيس كهنة واحد ولكن أصبح فى عهد الرومان  مركز سياسيا يتنافس عليه وتتوارثه مجموعة من العائلات الغنية وقد غضب الرومان على حنان رئيس الكهنة وعزلوه وأعطوا المنصب لواحد من عائلته زوج إبنته قيافا ثم توارثه أبناؤه قيافا بعد ذلك  -كان حنان رئيس الكهنة من عام 6- 14 ق. م جسب ما ورد فى كتابات المؤرخ اليهودى يوسيفوس ، وقد عينه كيرينيوس والى سوريا وأقاله فاليرويوس غارتوس ، فخلفه خمسة من أولاده وحفيده ـ أما قيافا صخر حنان (18ك 36) (يو 18: 13) كان حنان فيما يبدوا القوة الحقيقية فى بيت قيافا ويمارس سلطته خلف قيافا ولهذا ورد فى هذه البشارة أنه الشخص الأول الذى إقتيد إليه يسوع (يو 18: 13 و 19- 22)
أَوَّلاً قال ذلك تمييزاً لوقوفه ثانية أمام قيافا. وقد ذُكر في ع ٢٤ وفي سائر البشائر. قال يوسيفوس المؤرخ اليهودي إن سلطان رئيس الكهنة كان يبقى له بعد عزله. ولذلك كان يُسمى أحياناً برئيس الكهنة (أعمال ٤: ٦ ) 6 مع حنان رئيس الكهنة وقيافا ويوحنا والاسكندر، وجميع الذين كانوا من عشيرة رؤساء الكهنة.  ( لوقا ٣: ٢).2 في ايام رئيس الكهنة حنان وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية " وكان حنّان شريكاً لصهره وسائر رؤساء الكهنة في مؤامراتهم على المسيح، وكان متقدماً في الشرف والسلطة حتى حق له أن يحاكم المسيح أولاً في الوقت الذي كان فيه قيافا يرسل رسله إلى سائر أعضاء المجلس يدعوهم للاجتماع إن لم يكونوا قد اجتمعوا. والأرجح أن حنّان كان ساكناً في جزء من قصر رئاسة الكهنة الذي كان يسكنه قيافا، وأن ساحة القصر كانت مشتركة.
وقد وردت إشارات في التلمود، أن رؤساء الكهنة في أيام حنان وبقيادته كانت عبارة عن عصابة لها الصفة الدينية شكلاً فقط، وكانت غير وطنية، يحتكرون الزمنيات، وأغلبهم دخلاء، أي ليسوا ممن فولدوا فى ارض الميعاد أصلاًُ، وحنان يقال أنه من الإسكندرية، وقد استدعاه هيرودس ليعاونه في خططه، وكانت الحكومة تناصرهم. وكان حنان محور النشاط السياسي للسنهدريم الذي كان شبه معطل رسمياً (انظر فارار، «حياة المسيح»، ص 722-723).

وفي التلمود (كتاب سجلات وتواريخ وعلوم اليهود)، يذكر المؤلف بلا احتياط أنه تمت اللعنة على بيت حنان وعلى سيرتهم التي أسموها «فحيح الأفعى»، ولم يكن قول المعمدان عنهم إلا مصدقاً لسيرتهم: «يا أولاد الأفاعي، من أراكم أن تهربوا من الغضب الأتي.» (مت7:3)

"حنان" ذكره إنجيل يوحنا دون أن يذكر انه كان رئيس كهنة، فهو ينبه القارىء أنه يمارس الرئاسة خلسة وبالقوة الشخصية التي فرضها على نسيبه. كما يلاحظ القارىء أنه يذكر تقديم المسيح للمحاكمة أمام حنان قبل قيافا، مع أن قيافا هو رئيس الكهنة الرسمي, ولكن القديس يوحنا ضرب عرض الحائط بكل محاكمة حنان، ولم يورد منها أي نص، بحسب ما كانت تستحق في نظره.
‏وقد ورث ابن حنان الأصغر نفس هذا العداء والحقد, واستطاع أن ينفثه في يعقوب الرسول المدعو أخا الرب، فتجرأ على قتله هو وكثيرين معه, مجازفاً بوظيفته، بتحديه للسلطة الرومانية التي لم تكن تسمح أبداً بهذا التعدي على حقوقها السياسية، فيما يخص حياة أو موت الأفراد الذين تحت حكمها، ومستغلاً أيضأ غياب الحاكم الروماني، وكان ذلك حوالي سنة 62‏م. ولم يرد ذكر هذه الحادثة إلا في تاريخ يوسيفوس. ويعقوب هذا غير يعقوب أخي يوحنا، الذي قتله هيرودس مبكراً جداً كما جاء في سفر الأعمال (أع1:12-2).
‏ولكن من الواضح جداً أن هذا كان هو التدبير المتفق عليه مع بيلاطس، لأنه من غير المعقول أن يأمر القائد الروماني بأخذ يسوع إلى منزل حنان وهو ليس رئيس كهنة في اعتبار الحكومة الرومانية. فالأصول الواجبة هي أن يؤخذ إلى دار الولاية أولاً، ثم على أسوأ الفروض إلى دار رئيس الكهنة الرسمي. ولكن أن يذهب به أولاً إلى دار حنان / قيافا ، فهذا إجراء غير قانوني مكشوف، يكمن وراءه عوامل غير عادية، تخل إخلالاً شديداً بحياد المحاكمة والوالي ورئيس الكهنة. وليس عبثاً أن يضع إنجيل يوحنا هذه الكلمة: «أولاً» في هذا الموضع، إلا لينبه القارىء إلى هذا الخلل فى النظام السياسى والدينى .
‏كما يلاحظ القارىء أن الحامية العسكرية الكبيرة العدد (200جندي على الأقل)، وبقيادة القائد «رئيس ألف»، انسحبت فوراً بعد تسليم المسيح لحنان هذا إجراء عسكري يتعجب منه! وكأن الحامية العسكرية كانت تعمل لحساب حنان!!!

 

2) " «الذي كان رئيسا للكهنة في تلك السنة»:"

 كان رئيس الكهنة إذا اختير مرة، يبقى إلى نهاية حياته حاملاً الرتبة وكرامتها، حتى ولو تنحى عن العمل لأي سبب أو نُحي عنها. ولكن إذا نُحى عن القيام بمهام وظيفته رسمياً، فكان لا بد أن يخله آخر, كما في حالة حنان الذي خلفه قيافا في إدارة الشئون الدينية للبلاد، والتكلم رسمياً باسم الأمة اليهودية, فهو الناطق بلسانها لدى الجهات الرسمية الرومانية. أما قول القديس يوحنا: «كان رئيساً للكهنة في تلك السنة»، فهو لا يعني أن رئاسة الكهنوت كانت بالمناوبة سنوياً. ولكن بلغة القديس يوحنا الروحية فإن «هذه السنة» تعني سنة خيبة أمال اليهود ونهاية مجدهم، وبداية تعاستهم؛ ولكنها في نفس الوقت هي «سنة الرب المقبولة» أو سنة الخلاص الأبدي للعالم. فهي «سنة» وليس «كل السنين», إذ استعلن فيها الأول والآخر, البداية والنهاية, وهي التي عرفت في القديم بكلمة «هذا اليوم»، «وتلك الأيام», «وآخر الزمان».

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> أخذ  الجند والقائد وخدام رؤساء الكهنة اليهود المسيح إلى حنان أولا وكان الأولى أن يأخذوه إلى قيافا لأن الأول كان معزولاً  من الرياصة التى تولاها (وكان قيافا وحنان يعيشان فى بيت واحد هو بيت رئيس الكهنة ) والسبب فى ذهابهم به اولا إلى حنان أنه كان أكبر سنا وكان لهذا مقدما فى الشرف والسلطة - كما أن الذين عزلوه هم الرومان فقد كان تقليديا وعرفيا هو الرئيس الفعلى لليهود ولكن الذى كان يرأس المجمع ويتعامل مع الرومان فى القضايا اليهودية والدينية هو قيافا  قال يوسيفوس المؤرخ  أن سلطان رئيس الكهنة كان يبقى له بعد عزله " وأن قيافا كان صهرا لحنان " ولذا كان حماه شريكا لصهره فى الرياسة ، .

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  14)  14 وكان قيافا هو الذي اشار على اليهود انه خير ان يموت انسان واحد عن الشعب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " «وَكَانَ قَيَافَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى اليَهُودِ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ».
"

 أشار يوحنا إلى ما قاله قيافا سابقاً بعد إقامة يسوع لعازر (يوحنا ١١: ٤٩، ٥٠) . 49 فقال لهم واحد منهم، وهو قيافا، كان رئيسا للكهنة في تلك السنة:«انتم لستم تعرفون شيئا، 50 ولا تفكرون انه خير لنا ان يموت انسان واحد عن الشعب ولا تهلك الامة كلها!». ليبيّن أن لا رجاء لحكم مثل ذلك القاضي بالعدل، إذ رأى قبلاً وجوب أن يموت المسيح لخدمة الأمة سواء كان بريئاً أو مذنباً.
‏هذه ألاية تعليق موحى به للقديس يوحنا يعلن بها مسبقاً ماذا ننتظره من الحكم الذي يصدره إنسان له هذا التفكير وهذه المعرفة وهذا المستوى من إستعمال السلطة الكهنوتية للقتل بلا سبب، والغاية الكاذبة عنده تبرر الواسطة الدنيئة. وهذا الإعلان القضائي المقدم من القديس يوحنا هو بمثابة «رد المحكمة»، وإعلان لفساد ذمة القاضي، وبالتال سقوط الدعوى والقضية، لأن القاضي قيافا سبق وأعلن مقدماً عن الحكم الذي سيبرمه والذي في سبيل إبرامه, حتماً, سيلفق التهم المناسبة ويزور الشهود ليبلغ قصده المبيت في نفسه، والذي أعلنه على مسامع مجمع السنهدريم.
‏ولكن لم يفت على بيلاطس أن يكتشف هذا السلوك المبيت، ولا هذه الأساليب السفلى، فقد أظهر من كلامه ومن مشاعره, سواء تجاه زمرة رؤساء الكهنة أو تجاه المتهم المبرأ، ما جعل الإنجيليين يسجلون للقاضي هذه اللفتة: «فأجابهم بيلاطس قائلاً: أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود، لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسداً.» (مر9:15-10؛ مت18:27)
‏ويلاحظ أنه سواء في عملية القبض, أو في بدء المحاكمات, أم في حضور الصلب, لا نجد أي ذكر للفريسيين على الإطلاق. ويبدو أنهم انسحبوا من هذه العمليات وتركوا لزمرة رؤساء الكهنة ( الصدوقيين ) وكل من يتبعهم، القيام بهذه المهمة. ومن المعتقد أنهم كانوا غير متفقين فيما بينهم: «انظروا إنكم لا تنفعون شيئاً، هوذا العالم قد ذهب وراءه» (يو19:12)، «واذا رجل اسمه يوسف وكان مشيراً ورجلاً صالحاً باراً (سنهدريمي أي فريسي، بحسب تحقيق كثير من العلماء) هذا لم يكن موافقاً لرأيهم وعملهم» (لو50:23-51‏). «وجاء أيضأ نيقوديموس (فريسي بحب رواية إنجيل يوحنا1:3) الذي أتى أولاً إلى يسوع ليلاً وهو حامل مزيج مر وعود، نحو مائة مناً» (يو39:19)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ثم أشار الإنجيلى إلى قيافا بقوله " وكان قيافا هو الذى أشار على اليهود  أنه خير أن يموت إنسان واحد عن الشعب "  راجع ( يو 11: 49و 50) .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثامن عشر
4. إنكار بطرس
(يوحنا 18:  15- 18)

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  15)  15 وكان سمعان بطرس والتلميذ الاخر يتبعان يسوع، وكان ذلك التلميذ معروفا عند رئيس الكهنة، فدخل مع يسوع الى دار رئيس الكهنة.
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ"
انظر شرح (متّى ٢٦: ٥٧، ٥٨) 57 والذين امسكوا يسوع مضوا به الى قيافا رئيس الكهنة حيث اجتمع الكتبة والشيوخ. 58 واما بطرس فتبعه من بعيد الى دار رئيس الكهنة فدخل الى داخل وجلس بين الخدام لينظر النهاية. " تلميذان بطرس ويوحنا كانا من الحلقة المقربة من المسيح مع يعقوب دونا عن باقى التلاميذ وهو إختارهم ليشاهدوا تجليه على جبل طابور .. بلا شك أن التلاميذ جميعهم ما عدا واحدا كانوا يحبون المسيح ولكن بدرجات محتلفة وهذه ألاية تسجل لنا محبة يوحنا وبطرس  للمسيح وعدم تركه بعد القبض عليه واحدا وهو يوحنا كان قريبا منه ودخل دار حنان وقيافا والآخر بطرس كان يسير وراؤه من بعيد . ولم يذكر إنجيل يوحنا أن الرسل هربوا جميعاً بعد القبض على يسوع، واقتصر على ذكر أنه هو وبطرس تبعاه ليعرفا ما سيجري له.

2) " وَالتِّلمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ "

(ع ١٥) هذا التلميذ كان يوحنا وأشار إلى نفسه بمثل ذلك "التِّلمِيذُ الآخَرالذي كان يسوع يحبه،  " (يو 20: 2 و3 و 4 و8 )  وإكتفى فى آيات أخرى أن يشير إلى نفسه بقوله "التلميذ الذي كان يسوع يحبه " (يو 19: 26) (يو 21: 7) (يو 21: 20)   ( يوحنا ٢١: ٧ و٢٤)  7 فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس:«هو الرب!». ... 24 هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم ان شهادته حق.  "
هو ابن زبدي، وشقيق الرسول يعقوب الكبير... هو التلميذ الذي كان يسوع يحبه (يو 19: 26).
وهو الذي اتكأ على صدره في العشاء الأخير هو الرسول الذي جمع في شخصه بين حب البتولية والعظمة الحقيقية، والبساطة القلبية، مع المحبة الفائقة العجيبة. هو الذي انفرد من بين التلاميذ في سيره بدون خوف وراء المخلص في الوقت العصيب الذي تركه الجميع وانفضوا من حوله...
كان هو واسطة إدخال بطرس حيث حكم الرب يسوع نظرا لأنه كان معروفا عند رئيس الكهنة (يو 18: 15، 16) وهو الوحيد الذي رافق الرب إلى الصلب فسلمه أمه العذراء مريم. ومن تلك الساعة عاشت معه (يو 19: 25-27).
كان أبوه زبدي يحترف مهنه الصيد، ويبدو أنه كان في سعه من العيش، ويغلب الظن أن أسرة يوحنا الإنجيلي كانت تقيم في بيت صيدا. يبدو أنه تتلمذ بعض الوقت ليوحنا المعمدان وكان يتردد عليه (يو1: 35-42) دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يعقوب فتبعه -وقيل- بناء عن رواية القديس جيروم – أن يوحنا في ذلك الوقت كان في الخامسة والعشرين... كانت أمه واحدة من النسوة القديسات اللواتي تبعن وكن يخدمنه (مت 27: 55، مر 10: 40-41) كان يوحنا واحدًا من التلاميذ المقربين من الرب يسوع مع يعقوب أخيه وبطرس. كان هو مع أندرواس أول من تبعه في بشارته (يو 1: 40) وآخر من تركه عشية آلامه من قبل موته... هو الذي سجل لنا خطاب الرب يسوع الرائع عن الافخارستيا (يو 6) وهو الذي انفرد بين الإنجيليين بذكر لقاء الرب مع السامرية (يو 4) وموقفه مع المرأة الزانية التي أمسكت في ذات الفعل (يو8) وشفاء المولود اعمي (يو 9) وإقامة اليعازر من الموت (يو 11) وصلاته الوداعية (يو 17).

† "وكان سمعان بطرس والتلميذ الاخر يتبعان يسوع " ..  ورد فى هذا الجزء من الآية عبارة "التلمبذ االآخر " والتقليد المسيحية والكنيسة القبطية تؤمنان أن هذا التلميذ الآخر هو التلميذ الذى كان يسوع يحبه هو يوحنا الرسول ابن زبدي وأمه شقيقة مريم وهذا يعنى انه كان لاويا وبالتالى كاهنا (شهادة بوليكاربوس) وكان يعمل صيادا بالجليل صاحب سفينة صيد السمك والذي كان يعرفه رئيس الكهنة في أورشليم والذي تجول مع السيد المسيح مدة أكثر من ثلاث سنوات في معظم مدن فلسطين وبراريها وطرقها العامة.وهناك بحث هام على شبكة الإنترنت فى موقع الأنبا تكلا عنوانه " كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟ - القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير  104- برهان من داخل إنجيل يوحنا على كاتبه " توجد به دراسة غن أن يوحنا و (1) معرفته الدقيقة بالعادات اليهودية: .. (2) معرفته الدقيقة بالتاريخ اليهودي المعاصر:.. (3) معرفته الدقيقة بجغرافية فلسطين: .. (4) أسلوب الكاتب ولغته يدلان على أصله الآرامي:.. (5) استخدام الكاتب لنص العهد القديم العبري:.. ولكن هناك قلة يعتقدون أن التلميذ الآخر قد يكون واحدا مثل نيقوديموس أو يوسف الرامى بسبب إرتباطه برئيس الكهنة وعائلته (يو 18: 15 و 16) وهؤلاء القلة يفتقرون للأدلة والبراهين القوية التى أوردها التقليد الكنسى السابق ذكره

 

3) " وَكَانَ ذَلِكَ التِّلمِيذُ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الكَهَنَةِ."

لا نعرف سبب تلك المعرفة. فهو، وإن لم يكن ذا قرابة برئيس الكهنة, فهوعلى الأقل يحمل المؤهلات الدينية والروحية والتقليدية التي تتناسب مع إنسان معروف لدى رئيس الكهنة، وله من الدالة والجرأة أن يدخل داره بلا استئذان، وأن يدخل رفيقاً لمتهم على أعلى مستوى من العداوة والخطورة بالنسبة لرئيس الكهنة وكل عشيرته؟ بل وله من الدالة أن يأمر البوابة ‏أن تسمح بدخول شخص أخر غريب ومشكوك في أنه أحد أتباع المتهم.

وذكر يوحنا ذلك ليبين سبب الإذن له في الدخول، حيث كان يوحنا معروفاً لدى الخدام والبوابين الذين يخدمون فى قصر قيافا . وهذا الجزء من ألاية يوضح فيها الإنجيل أن يوحنا دخل فى داخل بيت قيافا و حنان وكان  شاهد عيان لكل ما سيرويه، فهو والقديس بطرس، دون جميع التلاميذ الذين آثروا الهروب، تبعا يسوع. وأن بطرس سُئل عن علاقته بيسوع، ولم يُسأل يوحنا عن ذلك.
هذه المعرفة الخاصة عند رئيس الكهنة هي التي جعلته يعرف العلاقة الأسرية بين حنان وقيافا، وهي التي آهلته أن يعرف عبد رئيس الكهنة بالاسم، الذي قطع بطرس أذنه بالسيف, كذلك جعلته يتعرف على نسيب ملخس أيضاً من بين الخدام!! وهي التي أهلته أن يدخل دار رئيس الكهنة في أخطر المواقف دون حرج، بل وهي التي أهلته أن يطلب من البوابة أن تسمح لبطرس بالدخول، بل هذه المعرفة الخاصة أيضأ هي التي جعلته يوضح لنا أن الجارية التي أنكر بطرس المسيح أمامها في الثلاثة الأناجيل هي البوابة!
‏والسؤال هو كيف أن البوابة والخدم لم يتصرفا تجاه القديس يوحنا, كما تصرفا مع بطرس، بالرغم من علمهم الأكيد أن القديس يوحنا أحد تلاميذ المسيح؟ اللهم إلآ إذا كان القديس يوحنا يمت بقرابة، وليس مجرد معرفة لرئيس الكهنة؟
‏ولكن, وبصورة غير مؤكدة، يقص لنا المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري أن القديس يوحنا والقديس يعقوب البار أخا الرب كانا يلبسان أثناء الخدمة في عهدهما الميمي تاجاً من نفس النوع الذي يلبسه رؤساء الكهنة, وعليه القلادة الذهبية الخاصة برئيس الكهنة. وهذا يكشف عن أن أسرة كل منهما كانت تمت بصلة أكيدة إلى الكهنوت. ونحن لا ننسى أن القديس يوحنا كان هن تلاميذ المعمدان الأوائل، ويقيناً أنه كان قبل تعرفه على المعمدان يلتمس النور من مصادره التقليدية، أي من الهيكل ومن علمائه. وأخيراً باع كل شيء واشترى اللؤلؤة!!

 

4) "  دَارِ رَئِيسِ الكَهَنَةِ."

«دار رئيس الكهنة»: بحسب تحقيقات بعض العلماء، ومنهم هنجستنبرج ووستكوت، يبدو أن قصر حنان كان ‏مكان اجتماع «رئاسة الكهنة»؛ خاصة وأنه توالى على رئاسة الكهنة, كما علمنا, أولاده من بعده . وهذا قيافا أيضاً، وقد تزوج بنت حنان, فقد كان من الطبيعي أن يبقى مقر اجتماع رئاسة الكهنة كما هو في دار حنان حميه. وهذا يوضح لنا كيف تمت المحاكمة الأولى والمحاكمة الثانية، دون أن ينتقل المسيح خارج الدار. كما يتضح لنا بالأكثر كيف أن بطرس بقي في موضعه في الطابق السفلي، حتى أكمل إنكاره المعهود إلى ثلاث مرات، دون أن ينتقل خارج الدار. ‏والمعروف في التاريخ اليهودي، أن السنهدريم وهو الجهة القضائية العليا المنوط بها الفحص والحكم في القضايا الكبرى التي تختص باليهود، قد توقف عن العمل أربعين سنة قبل خراب أورشليم، أي في أيام المسيح. وقد مُنع من الاجتماع في الدار المخصصة بالسنهدريم المسماة جازيت. كذلك فإنه بحسب التقليد اليهودي، كان لا يجوز لمجمع السنهدريم أن يحكم بالموت إلا داخل داره الرسمية هذه المسماة جازيت. لذلك اجتمع اجتماعاً غير قانوني في دار حنان المتسعة, بناء على استدعاء رؤساء الكهنة، وذلك بعد منتصف الليل للتصديق الشكلي على أحكام رؤساء الكهنة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> راجع (مت 26: 57 و 58) و (مر 14: 54 ) و (لو 22: 54) والمراد بالتلميذ الآخر يوحنا الإنجيلى كاتب هذه البشارة وقوله عن نفسه أنه "كان معروفا عند رئيس الكهنة " يدل على أن هذه المعرفة كانت سببا فى التصريح له بالدخول

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  16)  16 واما بطرس فكان واقفا عند الباب خارجا. فخرج التلميذ الاخر الذي كان معروفا عند رئيس الكهنة، وكلم البوابة فادخل بطرس.
..
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفاً عِنْدَ الْبَابِ خَارِجاً."

((متّى ٢٦: ٥٨) 58 واما بطرس فتبعه من بعيد الى دار رئيس الكهنة فدخل الى داخل وجلس بين الخدام لينظر النهاية."

 دخل التلميذ يوحنا مع معلمة المسيح الذى كان موثقا بالحبال  داخل بيت حنان وقيافا رئيس الكهنة ، وعن قرب من سيده، ( لوقا ٢٢: ٥٤ ) 54 فاخذوه وساقوه وادخلوه الى بيت رئيس الكهنة. واما بطرس فتبعه من بعيد." ووضعوه فى جب سفلى (مز 88: 6) 6 وضعتني في الجب الاسفل في ظلمات في اعماق.  " والزائر لكنيسة صياح الديك المقامة على بيت قيافا فى إسرائيل يرى ثقب فى أرض الكنيسة أنزلوا منه المسيح لسفل فى الجب لحين محاكمته الصورة  هذه الفتحة فى أرضية الكنيسة مغظاه بالزجاج لتحمى حفرة فى الصخر حيث أنزل يسوع وهو مقيد بالحبل منها إلى جب سفلى كان يستعمل كمكان تخزين الحبوب وغيرها حيث سجن واهين وضرب 

 

2) " فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ."
‏عاد يوحنا إلى باب بيت قيافا ليدخل بطرس . أما بطرس فكان راضياً وربما متوجسا أو خائفا بوقوفه خارج الباب أو فد يكون منع من الدخول لأنه غير معروف لدى رئيس الكهنة ، وقد ظن ان الاساءة التي ارتكبها في حق عبد رئيس الكهنة ملخس الذى قدع أذنه كانت تقلقه خوفاً من أن يكتشف أمره، إضافة إلى لمسة من الرعبة سرت في أوصاله، وقد تسائل نفسه لماذا كل هذا ولماذا أنا هنا؟ أنه عنصر المفاجأة
‏وأخيرا فتحت البوابة بعد كلمها يوحنا لتدخل بطرس . هنا يمدنا القديس يوحنا للمرة الثانية، وبشيء من التأكيد, بصورة صادقة واثقة عن شجاعته الهادئة الثابتة، ويكرر على مسامعنا مرة أخرى معرفة رئيس الكهنة له، ليمهد لحديثه مكاناً واثقأ في إيماننا، كمن يتكلم عن سماع ورؤيا.
‏بينما اتجه بطرس إلى جماعة الخدم والعبيد، واندس بهدوء بينهم، راضياً أن يكون كأحد المتفرجين، أو عل الأقل من الذين لا يعنيهم أمر«هذا الرجل». كان هذا قد استقر في قرارة نفسه، كقرار لم يستطع أن يخفيه،( مرقس ١٤: ٥٤ )  54 وكان بطرس قد تبعه من بعيد الى داخل دار رئيس الكهنة وكان جالسا بين الخدام يستدفئ عند النار

†  .. تشير كلمة "معروفا " إلى وجود علاقة قد تكون صداقة قريبة جدا لرئيس الكهنة وعائلته (لو 2: 44 & 23: 49) قد تكون هذه العلاقة القوية هو أن يوحنا كان لاويا أى من سبط لاوى سبط الكهنة أو أنه كان يورد لبيت رئيس الكهنة الأسماك لأنه كان يمتلك مركب صيد حيث يحضر الأسماك لأورشليم بإنتظام فقد كان بيت رئيس الكهنة مكانا للإجتماعات والزوار والضيوف الذين يحضرون موائد الطعام فى بيته
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "كان معروفا عند رئيس الكهنة " يدل على أن هذه المعرفة كانت سببا فى التصريح له بالدخول 

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  17)  17 فقالت الجارية البوابة لبطرس:«الست انت ايضا من تلاميذ هذا الانسان؟» قال ذاك:«لست انا!».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " َقَالَتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضاً مِنْ تلاَمِيذِ هَذَا الإِنْسَانِ؟»

. يشير التركيب النحوى إلى جوابا سلبيا كما هو فى الاية (يو 18: 25) لم تذكر هذه الجارية إسم يسوع ربما أنها لم تكن تعرف أسمه أو أنها تجنبت ذكر إسمه عن قصد وربما سألت بطرس لإرتباطه بيوحنا وربما كانت تعرف أن يوحنا تلميذ ليسوع أو أنها عرفت من مظهر بطرس ولهجته "لكنته" أن بطرس من الجليل 

دخل بطرس داخل الدار بعد أن سمحت له البوابة بالدخول وهو مطأطئ رأسه كمن يريد أن يخفي شخصيته، ولكن البوابة تفرست فيه في ضوء مصباحها الخافت, وتطلعت إلى شكله وعينيه، وكانت على شي ء كثير من الذكاء والفراسة، فخمنت، وأصابت الحقيقة. وفي تساؤل غير وائق بادرته بسرعة: «ألست أنت أيضأ من تلاميذ هذا الإنسان؟. لم تقصد البوابة شيئاً غير وضعه في موضعه، إنها مجرد بوابة. فقولها «أيضاً» يفيد أنها كانت قد تعرفت على القديس يوحنا أولأ أنه تلميذ «هذا الإنسان».

 

2) "  قَالَ ذَاكَ: «لَسْتُ أَنَا»."

من الغريب ا، بطرس الذى كان مستعدا للموت رافعا سيفه من أجل يسوع ويقطع أذن العبد ملخس لم يصمد أمام سؤال هذه الجارية ربما كان منتظرا من يسوع فى بستان جسثيمانى  أن يفعل معجزة ويبيد الجنود الذين قبضوا عليه ولكن رجاؤه خاب واليوم نراه يكذب أمام جارية  وردت وقد وردت إنكارات بطرس الثلاثة معا فى البشائر الازائية ، ولكن تتخللها تحقيقات حنان مع يسوع فى بشارة يوحنا (يو18: 24)

وها هي ترى القديس يوحنا يترفق بزميله، فكيف لا يكون تلميذ هذا الإنسان أيضاً؟ هنا خانت بطرس شجاعته وغمض عليه الأمر, بحث فلم يجد في خزانة إيمانه حبة خردل. ولمح من بعيد صورة ملخس بين العبيد الواقين، أو تصور ذلك، فأخذته الرعدة، وبسرعة أراد أن ينفي عنه كل شيء: «لست أنا». وكأنه التقط الاستنكارمن فم البوابة: «ألسث أنث؟»، وحوله إلى جواب: «لست أنا». لقد سهلت عليه الرد، كالحية التي أغوت حواء.
«لست أنا»: في لغة إنجيل يوحنا، هذا القول هو النقيض البغيض للقول المحبوب المُهاب لاسم المسيح ووجوده «أنا هو». لقد ألغى القدير بطرس بقوله هذا وجوده وكيانه, لأنه فقدهما في الحقيقة لما أنكر تلمذته لذاك الذي يستمد منه وجوده وكيانه!!!
‏أما القديس يوحنا فتجاسر ودخل ليكون بجوار الرب ولم يهتم لقول جارية تؤمر فتطيع ، فكان كمن ارتكن إل حصن؛ وأما القديس بطرس فاكتفى أن يكون بعيداً بين البعداء فزل، ولكن أن يتبع بطرس المسيح ولو من بعيد، أفضل من أن يظل بعيداً ولا يتبعه!!! وكان ممكناً بعد أن تعرفوا على بطرس أنه كان في البستان، ولولا قليل لعرفوا أنه هو صاحب السيف، أن يوقعوا به أذية ومهانة، ولكن: «ولكني طلبت من أجلك ...» (لو32:22)، كانت صلاة المسيح من أجله حصناً حصيناً ومجنا وسراً.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>ومن ذكر الجارية لفظة " أيضا " فى قولها لبطرس "ألست أنت أيضا من تلاميذ هذا الإنسان " نستدل أنها عرفت أن يوحنا كان هناك من تلاميذ المسيح . .

   شرح وتفسير (يوحنا 18:  18)   18 وكان العبيد والخدام واقفين، وهم قد اضرموا جمرا لانه كان برد، وكانوا يصطلون، وكان بطرس واقفا معهم يصطلي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَكَانَ الْعَبِيدُ وَالْخُدَّامُ وَاقِفِينَ وَهُمْ قَدْ أَضْرَمُوا جَمْراً لأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ وَكَانُوا يَصْطَلُونَ وَكَانَ بُطْرُسُ وَاقِفاً مَعَهُمْ يَصْطَلِي".
لاحظ الدقة فى وصف التفاصيل والمكان الذى حدثت فيه هذه التفاصيل الآيتان (يو 18: 18 و 25) وردتا فى الزمن الماضى المطول

اختلاف تفاصيل قصة إنكار بطرس بين الأناجيل، 

الإنكار الأول: يوجد اتفاق عام على شخص السَّائِل، فهي جارية بوابة (في حراسة الباب)، وجميع الخدم والجواري بالطبع يعملون في خدمة رئيس الكهنة ومَنْ معه. ويتناوبون العمل على مكان واحد وأماكن أخرى (متى 26: 69) جارية .. (مر 14: 66) إحدى جوارى رئيس الكهنة .. (لوقا  22: 56) .. (يوحنا 18: 17)
الإنكار الثاني: يبدو أن الجارية الأولى قالت لجارية أخرى وأحد الحضور حول الأمر، فذهبوا جميعًا لمواجهة بطرس بالأمر، وفي حالة من الهرج كان الكل يتكلَّم، فاتهمتهُ نفس الجارية مرة أخرى، مما أثار الجارية التي معها فبدأت في اتهامه، ثم دخل الرجل ليؤمِّن على الاتهامات. وقد اتضح هذا من إنجيل يوحنا حينما قال أن السائِل كان مجموعة أشخاص "فَقَالُوا لَهُ". (مت 26: 71) أخرى .. (مرقس 14: 69) الجارية ايضا ... (لوقا 22: 58) آخر .. (يوحنا 18: 25) مجموعة ..
الإنكار الثالث: انتشر خبر وجود التلميذ وسط الحضور، وهذا يقول لذاك، إلى أن رآه قريب ملخس (ملخس هو عبد رئيس الكهنة الذي قطع بطرس أذنه في بستان جثسيماني)، فقاد مجموعة من الموجودين في الاتهام الثالث (أو كان مجرد واحد منهم).(مت 26: 73) القيام .. (مرقس 14: 70) الحاضرون .. (لوقا 22: 59) آخر .. (يوحنا 18: 26)   وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبُ الَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذْنَهُ
‏لقد انسحب القائد والجند ولم يتبق إلا عبيد رؤساء الكهنة وضباط الحراسة اليهود، هؤلاء تجمعوا معاً في فسحة الدار في الدور الأرضي، وأضرموا جمراً، أي أوقدوا فحماً وليس خشباً. ومعروف أنه في أيام القمح في 14 نيسان، غالباً يكون الجو دافئاً إلا في بعض السنين. حيث يكون الفصح قريبا من شعر مارس أى أول إبريل لهذا يقول الوحى على لسان القديس يوحنا: «لأنه كان برد» ، معتبراً أن ذلك كان على غير المعتاد.
‏أما ذكر الجمر المتقد وهو يتلألأ ويرسل وهجه المنير هنا وهناك، فلأنه هو الذي فضح بطرس في الحقيقة. وكان يوحنا دخل إلى مقر المحاكمة ولم يعد يعرف ماذا حدث كشاهد عيان، ولكن هنا يعطينا القديس لوقا ما سمعه من شهود عيان هكذا: «ولما أضرموا ناراً في وسط الدار وجلسوا معاً، جلس بطرس بينهم، فرأته جارية (البوابة عند القديس يوحنا) جالساً عند النار (أي في مواجهة نور الجمر). فتفرست فيه، وقالت: وهذا كان معه» (لو56:22). لقد ساعد نور الجمر على التعرف على شخصية بطرس. 
‏ويكتل لنا القديس مرقس في إنجيله، على لسان القديس بطرس نفسه, حسب التقليد: «فلما رأت بطرس يستدفىء، نظرت إليه وقالت: وأنت كنت مع يسوع الناصري. فأنكر قائلاً: لست أدري ولا أفهم ما تقولين. وخرج خارجاً إلى الدهليز» (الطرقة الخارجية بين الفسحة الوسطى والباب), فصاح الديك. فرأته الجارية أيضاً وابتدأت تقول للحاضرين: إن هذا منهم، فأنكر أيضاً. وبعد قليل أيضاً قال الحاضرون لبطرس: حقاً أنت منهم، لأنك جليلي أيضاً، ولغتك تشبه لغتهم، فابتدأ يلعن ويحلف أني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه. وصاح الديك ثانية، فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع: إنك قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات. فلما تفكر به بكى.» (مر67:14-72).
‏واضح من رواية القديس مرقس أن بطرس لم يغادر دار رئيس الكهنة، بل كان أسفل الدار يصطلي، والمسيح فوق يُحاكم، أولاً عند حنان، ثم عند رئيس الكهنة قيافا وبالتال السنهدريم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  


 

This site was last updated 08/03/21