Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  التاسع عشر (يو 19: 23- 42)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33)
تفسير إنجيل يوحنا ص 17: 1- 16-
تفسير إنجيل يوحنا ص17:  17- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 1-18
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 19- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص 19: 1- 22
تفسير إنجيل يوحنا ص19: 23- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت
Untitled 8528

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع عشر
4. توزيع ثيابه (يوحنا 19:  23- 24)
5. اهتمامه بأمه (يوحنا 19:  25- 29)
6. تقديم خل له (يوحنا 19:  28- 29)
7. تسليم الروح (يوحنا 19:  30)
8. طعنه بالحربة (يوحنا 19:  31- 37)
9. دفنه  (يوحنا 19:  38- 42)

شرح وتفسير    (يوحنا 19: 23)  23 ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع، اخذوا ثيابه وجعلوها اربعة اقسام، لكل عسكري قسما. واخذوا القميص ايضا. وكان القميص بغير خياطة، منسوجا كله من فوق.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† " اخذوا ثيابه وجعلوها اربعة اقسام  " ..   اقتسام ثيابه وإلقاء قرعه على لباسه :وردت نبوة عنها النبوّة : ” يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون ” (مز18:22) .الإتمام : ” ثم أن العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع أخذوا ثيابه وجعلوها أربعه أقسام لكل عسكري قسماً ، ربما قصد البشير أن المقصود من ثيابة هو (صندله ، غطاء الصلاة ، حزامه "منطقته" ورداءه الخارجى) ولا نعلم ما إذا كان هناك عمامة على رأسه أو انه فقدها ، لا شك أن العرى كان معيبا جدا فى الفكر اليهودى


سجلت الأناجيل الآزائية الصلب وتقسيم الثياب بين عسكر الرومان والإقتراع على اروب أو الرداء او القميص متّى ٢٧: ٣٥ ) 35 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها لكي يتم ما قيل بالنبي: «اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي القوا قرعة». (مرقس ١٥: ٢٤)24 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها: ماذا ياخذ كل واحد؟  (لوقا ٢٣: ٣٤ )  34 فقال يسوع: «يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون». واذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها. ( مزمور ٢٢: ١٨)18 يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون 

1) " ثُمَّ إِنَّ العَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ، أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ، لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْماً."
انظر شرح قسمة ثياب يسوع في شرح متّى ٢٧: ٣٥. وأنجيل يوحنا بذلك أوضح من باقى ألأناجيل الزائية إذ ظهر منه أن الذين صلبوه كانوا أربعة، وأن الثياب كانت أربع قطع بالإضافة إلى القميص، فأخذ كل واحد قطعة، ولم يقسموا القميص بل اقترعوا عليه. وذلك تحقيقاً للنبوة «يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ» (مزمور ٢٢: ١٨). وكانت ثياب المصلوب عند الرومان من نصيب الصالبين.

2- المرافقون للصليب (يو 23:19-27)‏
«إلهى إلهي لماذا تركتني ...، كل الذين يرونني يستهزئون بي. يفغرون الشفاه، ويغضون الرأس، قائلين، اتكل على الرب، فلينجه، لينقذه لأنه سر به....., ‏كالماء انسكبت. انفصلت كل عظامي، صار قلبي كالشمع، قد ذاب في وسط أمعائي. يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي ...، جماعة من الأشرار اكتنفتني، ثقبوا يدي ورجلتي، أحصى كل عظامي، وهم ينظرون ويتفرسون في، يقسمون ثيابي بينهم, وعلى لباسي يقترعون» (مز1:22-18)
«العسكر»: هم عساكر الرومان، الذين تحت إمرة بيلاطس خاصة. بعد أن  خرجوا بالمسيح من باب أورشليم يدعى الباب القديم أو باب الزاوية كانت تلة الجلجثة بالقرب من هذا الباب طلعوا عليها ودقوا المسامير فى يدى ورجلى المسيح ورفعوا خشبة الصليب فى نقرة بالصخر وثبتوا حولها إقتسموا ثيابه وكانت أربعة

ملابس المسيح

 ملابس الرجل في منطقة إسرائيل في ذلك الحين هي الثوب الخارجي والثوب الداخلي وغطاء الرأس وحزام والنعلين وملابسه الداخلية إلخ.
 

(1) كيناة "، إذ أنّ تغطية الرأس كان أمراً شائعاً بين الرجال والنساء اليهود في العهد القديم ، فكانوا يغطون الرأس بعصابة أى قطعة قماش كبيرة مربعة الشكل مطوية قطرياً إلى نصفين في مثلث. يتم ارتداء الطية على جبهته (1 مل 20: 38 و 41). ويبدو من التكوين (24 : 65) ونشيد الأنشاد أنّ العروس عند زفافها كانت تضع برقعاً أو نقاباً على وجهها من قبيل الإحتشام. إنّ عدم تغطية المرأة لرأسها يبيح الطلاق" ... هكذا أوصت "المشنا" اليهودية

(2) طاليت أو الطيلسان (بالعبرية: טַלִּית) وتعني بالعربية شال الصلاة وهو أحد ثياب الطقوس الدينية اليهودية إذ يرتديه  اليهود أثناء الصلاة ويرتديه معلمى اليهود بصفة دائمة فى عصر المسيح ويرتدية اليهود الأرثوذكس أو الحريديم في حياتهم اليومية كلها الآن والتالّيت هو قطعة قماش مستطيلة كانت تصنع من الصوف، ولكن تصنع الآن من القطن أو الحرير. وهو قطعة قماش مستطيلة حوالي من 120 × 45 إلى 200 × 120 سم. عادة ما يكون لونه أبيض فاتح أو أبيض مصفرنسيجها مزين بشرائط سوداء أو زرقاء  أسود أو أزرق على مسافات غير منتظمة.وتدلى من التاليت شراشيب تسمى  التزيتزيت (بالعبرية: ציצית).وهى شراشيب تتدلى فى نهاية شال الصلاة  هي أربع حبال طويلة من الصوف الأبيض، التي عادة ما تكون مفتولة وبها عقد منظمة. في كل ركن من أركان التاليت الأربعة يتدلى أحد حبال التزيتزيت الأربعة بعقدها المميزة ُعلق شرابات إلى الأركان الأربعة من الملابس، حتى إذا ما رآها كل مرة، تذكر بها وصايا الله، حتى يتسنى له الوفاء بها   (الأعداد 15: 37-41. 37 ) وكلم الرب موسى قائلا 38 كلم بني اسرائيل وقل لهم ان يصنعوا لهم اهدابا في اذيال ثيابهم في اجيالهم ويجعلوا على هدب الذيل عصابة من اسمانجوني."

(3) الجلباب : مصنوع من الكتان النقي ، تغطي الجسم بأكمله من الرقبة إلى القدمين ، مع الأكمام تصل إلى المعصمين. (خروج 28: 40) 

(4) الحذاء na’alayim يرتدى اليهود الصنادل (نعليايم) من الجلود لحماية القدمين من حرق الرمل والرطوبة. قد تكون الصنادل أيضًا من الخشب ، مع أحزمة جلدية (تكوين 14: 23 ، إشعياء 5: 27). لم يكن يرتدي الصنادل في المنزل ولا في الهيكل (خروج 3: 5) ، (يشوع 5:15). كان السير على الأقدام بدون الصنادل علامة أخرى على الفقر المدقع (تثنية 25:19) أو الحداد (2 صموئيل 15:30 ، حزقيال 24: 17،23).

الملابس الداخلية

انتهوا من رفع المسيح، جلسوا تحت الصليب يقتسمون الغنيمة. ومن النص يبدو أن الجو كان بارداً، إذ أن المسيح كان يلبس أربعة أنواع من الثياب، منها ما كان على الرأس وحول الكتف, ومنها ما يدثر به فوق الجسد، ومنها الملابس الداخلية : السراويل الكتان التى أشتهر بصنها قدماء المصريين وكانت  تصل من الخصر إلى الركبتين (خروج 28: 42).

وكان الرومان قد اعتادوا أن يصلبوا ضحاياهم عرايا تماما (كما نرى تماثيلهم التي نحتها أشهر مثاليهم)، إلا أنه في الشرق، وعند اليهود، كان محظورا حسب الناموس أن يُعرى المحكوم عليه من كل ملابسه.

 

2) " وَكَانَ القَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ، مَنْسُوجاً كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ. "

العباءة أو القميص الذى ألقى العسكر القرعة عليه لأنه غير مخيط  - . الأب دوناسيان ملا اليسوعيّ يقول : إنّ النص العبريّ لا يميّز بين الثوب والقميص ، ولكن قرار الجنود ، بعدم شق القميص،
‏ويصف العلامة اليهودي المتنصر إدرزهايم بشيء من التفصيل، ومع ذكر الأسماء كل أنواع هذه الملابس.

ثيابه بعد أن صلبه العساكر ، كانت ملقاة على الأرض، اقتسمها الجنود الأربعة الذين نفذوا الحكم، وبقي القميص الذي بغير خياطة. وهو منسوج كله من فوق، ألقوا عليه قرعة حتى لا يشقوه. صار كمن لا يملك شيئًا حتى القميص الذي يُحسب كجلدٍ ثانٍ للشخص. كانت ثيابه ملقاة كمن لا صاحب لها، لأن المحكوم عليه بالموت لا رأي له بعد، ولا حقوق، حتى بالنسبة لثيابه. كانت
يرى فيلون اليهودي السكندري أن قميص رئيس الكهنة في هيكل أورشليم كان دائمًا منسوجًا كله من فوق بغير خياطة بموجب فريضة طقسية. ورأى البعض أن ذلك رمزًا إلى كهنوت المسيح. يرى البعض أن هذا القميص كان مشابهًا لقميص رئيس الكهنة، وقد وصفه المؤرخ اليهودي يوسيفوس أنه غير مخيط، بل هو قطعة واحدة على الكتفين والجانبين، وكان طويلًا، له فتحة للرقبة وله فتحتان لليدين(1833). قيل أن هذا القميص كان من صنع يدي والدته وهو طفل، وأنه لم يتمزق ولا قدم، وذلك كما حدث مع ثياب شعب بني إسرائيل في البرية.

 حصّة ، وأخذوا القميص أيضا ” يو 19 : 23 .  إنّ ما تنفرد به رواية التمليذ – الشاهد ، بالمقارنة مع ألأناجيل الازائية ، هو ما يتعلّق بالقميص الذي كان ” منسوجــــًا كلّه من أعلاه إلى أسفله ” . إنه يريد التأكيد على مرحلتي الإقتسام ، مفسّرا الآية (مز 22: 19) حيث جاء : “يقتسمون ثيابي بينهم ، وعلى لباسي يقترعون ” . كان من الممكن أن تــُفهَم هذه الآية تصفُ عملا واحدًا . ولكن الإنجيليّ ، وبتوضيح دقيق جدّا ، مستندًا ولا شكّ إلى تقليد تاريخيّ ، ميّز بين إقتسام الثياب ، وبين الإقتراع على القميص ، ومضيفا شرحا : لما كان القميص غير مخيّط ، فلم يكن من المعقول تمزيقه  

يعني ليوحنا أن يظلّ قميص يسوع كاملا ، فيوحنا يرى فيه ، سرّا إلهيّا مخبّأ . إلى معلومة أوردها المؤرّخ فيلافيوس يوسيفوس  ، قال فيها :  ” إنّ رداء عظيم الكهنة كان منسوجًا من خيط واحد غير منقطع ” . هكذا من خلال ملاحظة الإنجيليّ الخافتة هذه ، يمكن أن نجد تلميحا إلى كرامة رئيس الكهنة ، يسوع ، وهي كرامة كان يوحنا قد صوّرها بإسهاب ، من وجهة نظر لاهوتيّة ، وذلك في صلاة يسوع الكهنوتيّة . إنّ الذي يموت هنا ليس ملك إسرائيل الحقيقيّ فحسب ، بل هو رئيس الكهنة ايضا ، الذي في هذه الساعة خزيه ، يكمّل وظيفته الكهنوتيّة . إنّ آباء الكنيسة يظنّون أنّ لهذا الإلحاح على القميص بدون خياطة معنى عميق . ولكن تصعُب رؤيته بنوع مقنع للجميع . ومن جهة أخرى ، نرى عكس هذا الحدث فى من أحداث يوم الجمعة المقدسة " يوم صلب المسيح " أنه عند محاكمة السيد المسيح أن مزق رئيس الكهنة ثيابه ( مت 26 ) "فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلًا قد جدف ما حاجتنا بعد إلى شهود ها قد سمعتم تجديفه.

تمزيق رئيس الكهنة لثيابه علامة يهودية تشير للحزن والغيرة على الله لأن اسمه قد جُدِّفَ عليه. وهنا نرى علامة على نزع الكهنوت اللاوي ليظهر كهنوت جديد على طقس ملكي صادق. ولكن رئيس الكهنة فعل ذلك ليثير الموجودين كلهم فيؤيدوه على قراره بقتل المسيح.
أما بالنسبة للمؤمنين بالرب يسوع فأن تمزيق رئيس الكهنة ثيابه يعني انتهاء الكهنوت الهاروني وبدء الكهنوت المسيحي
وقد أسلم السيد المسيح الروح في الساعة الثالثة وذلك في نفس ميعاد ذبح خروف الفصح الذي صنعه اليهود ليكون الفصح الحقيقي الألهي
وعندما أسلم الروح انشق حجاب الهيكل من فوق الى أسفل ( مت 27 ) وهذا يعني انتهاء العبادة اليهودية بالهيكل وذبائحه ومحرقاته الحيوانية وبدء العبادة الروحية والصلاة في الكنائس المسيحية في جميع أنحاء العالم
بعد أن كانت قاصرة على هيكل اورشليم فقط كما تنبأ ملاخي النبي ..........( ليست لي مسرة بكم قال رب الجنود ولا أقبل تقدمة من يديكم لأنه من مشرق الشمس الى مغربها أسمي عظيم بين الأمم وفي كل مكان يقرب لأسمي بخور وتقدمة طاهرة لأن أسمي عظيم بين الأمم قال رب الجنود " ملاخي 1 " )

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> راجع (مت 27: 35 ) و (مر15: 24) و (لو 23: 34) وقد تعلمنا من رواية يوحنا ان ثياب المسيح كانت اربع قطع ما عدا القميص فأخذ كل عسكرى قطعة

شرح وتفسير  (يوحنا 19: 24)  24 فقال بعضهم لبعض:«لا نشقه، بل نقترع عليه لمن يكون». ليتم الكتاب القائل:«اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي القوا قرعة». هذا فعله العسكر.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لا نَشُقُّهُ، بَل نَقْتَرِعُ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ. لِيَتِمَّ الكِتَابُ القَائِلُ: اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي أَلقَوْا قُرْعَةً. هَذَا فَعَلَهُ العَسْكَرُ»"

† " ثيابى " ..  يقصد بالثياب هو رداء يسوع الخارجى أى عبائته (هيماتيا"  بللغة اليونانية" ) اما القميص الداخلى فيسمى باللغة اليونانية "شيتون" ويمكنك أيها القارئ معرفة الفرق بينهما بمقارنة  (مت 5: 40) مع (لو 6: 29) وكانت عزالى تنسج هاذين النوعين من الثياب (أع 9: 39) وبالإضافى إلى ذلك كان اليهود يرتدون قطعة من الثياب الداخلية يغطون بها العورة بلفونها بطريقة خاصة

فقال العسكر لبعضهم البعض ، "دعونا لا نمزقها ، بل ألقي عليها الكثير ، لنرى من يحصل عليها." لقد فعلوا هذا لإتمام النبوءة التى وردت فى (مز 222: 18)
كان الصلب هو العار المطلق ، وكان يعتبر لعنة ليس فقط بسبب وصمة العار الاجتماعية ، ولكن أيضًا وكان يعرى الجزء العلمى من الملابس ويترك السروال فى المناطق الشرقية من الإمبراطورية الرومانية بينما يصلب العبيد عراه فى المناطق الغربية من الإمبراطورية كان الشخص اليهودي فى العادة يرتدي عدة قطع من الملابس. هذه الملابس هى:
العمامة : التي كانت تغطي الرأس. كان مطلوبا من النساء.** شال صلاته ** جلباب : ثوبه الداخلي الطويل ** حزام ** سترة / عباءة ./ قميص / رداء : كان هذا الثوب عبارة عن ثوب باهظ الثمن من قطعة واحدة موصوف أدناه. ** صندل (قلة من الناس يرتدون الأحذية) ** السروال : ملابس داخليه مصتوع من الكتان   كان يغطى من الحقوين حتى الركبة
وتشير هذه الآية إلى العادة القديمة المتمثلة في الإدلاء بالقرعة لتسوية النزاعات أو اتخاذ قرارات مهمة (اقرأ يش 1: 7). قد نقارن الممارسة بقلب عملة فى المباريات الرياضيى أو سحب قش في العصر الحديث.
راهن الجنود الرومان بانتظام على ملابس المصلوبين. نظرًا لأن الملابس كانت باهظة الثمن


سترة / عباءة ./ قميص / رداء :
 كان يسوع يرتدي ثوبًا باهظًا ،يلبسه ليهود فى الأعياد خاصة عيد الفصح كما جرت عادة أهل الشرق الأورسط فى لبس ملابس جديدة فى الأعياد كل سنة  وهو من النوع الذي كان يرتديه أفراد الطبقة العليا فقط (انظر 15.02.09.Q1). واشار إنجيل يوحنا إليه لأن هذا الثوب الذى لبسه المسيح  كان رمزًا لكونه رئيس كهنة عالميًا وروحيًا للبشرية ، حيث كان رئيس الكهنة هو نفسه بالنسبة لليهود. بحسب الشريعة الموسوية ، كان على رئيس الكهنة في المسكن ، ولاحقًا في كلا الهيكلين ، أن يرتدي ثوبًا من قطعة واحدة من القماش (خر 28: 31-43) ؛ الثوب الثمين المعروف باسم سترة أو بما أن هذا الثوب الذى إرتداه يسوع كان نسيجًا مستمرًا ، فإن تمزيقه كان سيقضي على قيمته المادية من ناحية وكذلك فى ناحيته الرمزية . لذلك ألقى عليها الجنود قرعة. [كان هذا العمل تحقيقًا للنبوة المسيانية الموجودة في ( مزمور 22: 18). وصف يوسيفوس الثوب الكهنوتي بهذه الطريقة:
الآن لم يكن هذا الثوب مكونًا من قطعتين ، ولم يتم خياطته معًا على الكتفين والجوانب ، ولكنه كان ثوبًا طويلًا منسوجًا بحيث يكون به فتحة للرقبة ؛ ليس مائلًا ، ولكنه مفترق على طول الثدي والظهر. (المؤرخ يوسيفوس ، الآثار 3.7.4 (161)
ذكر إنجيل يوحنا أن الجنود الأربعة الذين سخروا من يسوع وراهنوا على ثوبه. كما ذكر أربع نساء كن يبكين عندما أدركن أن يسوع على وشك الموت. الرقم المتطابق لم يكن من قبيل الصدفة. بالتأكيد كان هناك غيرهم الكثير حزانى وينوحون  (زك 12: 10) 10 وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون الي الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره.  "  ومع ذلك ، استخدم إنجيل يوحنا هذا كأداة أدبية لزيادة توتر الحدث.

آثار حجر القرعة فى قلعة انطونيا

تم تدمير قلعة أنطونيا واليوم يقوم دير راهبات صهيون على مكانها حيث يوجد في الطابق السفلي من الدير أرضية رصيف حجرية تعود إلى القرن الثاني (بعد الميلاد) ، يعتقد العلماء أنها بناها الإمبراطور هادريان في إعادة إعمار المدينة. توجد على أحد أحجار الرصيف لعبة منقوشة ، ويبدو أن لها أوجه تشابه مع لعبة النرد في السرد التوراتي. ولكن يعتقد أن اللعبة كانت هي نفسها عندما كان الحراس يسلون أنفسهم على حسابه. كانت اللعبة وسيلة ترفيهية شهيرة في جميع أنحاء الإمبراطورية.

هذا الحجر مرسوم عليه اللعبة التى لعبها الجنود الرومان عندما ألقوا القرعة على ثياب السيد المسيح الحجر موجود فى أرضية دار الولاية الذى أصبح كنيسة دير حبس المسيح التابع للرهبنة الفرنسيسكانية وهذا الحجر وجد فى دار الولاية لعله حجر آخر أو أنهم رسموا الشكل على الأرض تحت الصليب(يو19: 23- 24) ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع اخذوا ثيابه وجعلوها اربعة اقسام لكل عسكري قسما.واخذوا القميص ايضا.وكان القميص بغير خياطة منسوجا كله من فوق. 24 فقال بعضهم لبعض لا نشقه بل نقترع عليه لمن يكون.ليتم الكتاب القائل اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي القوا قرعة.هذا فعله العسكر


القرعة فى الكتاب المقدس بعهدية

عند التعذر فى إتخاذ قرار يرضى جميع الأطراف كانت القرعة توحى بأنها قرار إلهى وكانت عادة واسعة الانتشار في العالم القديم، وبخاصة بين اليهود لمعرفة إرادة الله أو لضمان الحياد وعدم الانحياز.( أمثال ١٨: ١٨) ـ ـ القرعة تبطل الخلافات ، وتتعلق بين الأقوياء. "

ولا ندري -على وجه اليقين- الوسائل التي كانوا يستخدمونها في هذا الصدد. كن يمكننا التكهن بأن الأحجار الملونة التي تحمل علامات خاصة،أو قطع الخشب أو حتى العظام أو قواقع أو نرد عليه أرقام (زهر) ... وغيرها وربما وُضعت في كيس أو إبريق. أو وعاء أو فى اليد ثم ترج عدد من هذه العناصر داخل الحاوية وتلقى على الأرض. قد يحدد الترتيب الذي تصطف به الحجارة أو قطع الخشب مسار العمل أو القرار الذي يجب اتباعه.

و كانوا يستخدمون عصيًا أو سهامًا (حز 22:21 هو 12:4). وكان بنو إسرائيل يستندون في إلقاء القرعة، على أساس هيمنة الله على كل شيء،" لأن القرعة تُلقى في الحضن، ومن الرب كل حكمها" (أم 33:16). وكانت القرعة تبطل الخصومات "( أم 18:18).
والقُرعة هي النصيب (انظر مز 16، 5، إش 34: 17، 57: 6، إرميا 13: 25،أع 8: 21) وقد استخدمت القرعة في:-
1- اختيار أحد التيسين في يوم الكفارة ليكون أحدهما ذبيحة خطية (لا 8:16).
2- تقسيم ارض كنعان بين الأسباط (عدد 26: 55و 56، 23: 54، يش 13: 6.. إلي قض 3:1،أع 13: 19).
3- اختيار أفراد الجيش من أسباط إسرائيل لمحاربة سبط بنيامين (قض 3:20).
4- تقسيم البلاد على بني هرون (1 أخ54:6-61).
 يشوع بن نون يلقي القرعة لأسباط بني إسرائيل (يشوع 18)
5- تقسيم داود لفرق الكهنة واللاويين (1 أخ 5:54و7، انظر أيضًا لو 9:1).
6- تقسيم حراسة المقادس (1أخ25: 8و9 ) والبوابين (1أخ26: 13و14).
7- ألقى النوتية في السفينة التي كان فيها يونان، قرعة لمعرفة السبب في الكارثة (يونان 7:1).
8- ألقى هامان بن همداثا الأجاجي "فورًا" أي قرعة لتحديد اليوم المناسب لإهلاك اليهود (أس 7:3، 24:9).
9- في أيام نحميا بعد العودة من السبي، ألقوا قرعا على قربان الحطب لمعرفة من يقدمه (أع 34:10).كما ألقوا قرعًا ليأتوا بواحد من كل عشرة من العائدين من السبي للسكنى في أورشليم (نح 1:11).
10- اقتسم الجنود الرومان ثياب الرب عند الصليب بالقرعة (مز 22: 18، مت 27: 35، مرقس 15: 24، لو 23: 24، يو 19: 24).
11- يقول الرسول بولس إنه عندما كان المؤمنون بالرب يسوع يقتلون، ألقى هو قرعة "بذلك" (أع 10:26) أي أبدى موافقته على قتلهم.
12-عند اختيار التلاميذ لمن يحل محل يهوذا الإسخريوطي، ألقوا قرعة بين تلميذين وصلوا، فوقعت القرعة على متياس ( أع 24:1-26).ولا نجد ذِكرًا بعد ذلك في العهد الجديد، لاستخدام القرعة. 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ولم يقسموا القميص أربعة أقسام بل إقترعوا عليه ليتم ما قيل فى (مز 22: 18) وهو يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى أل يقترعون " وقيل أنه لم يكن لثيابه قيمة ما ينافس فيه الجنود ولكن لما شاهدوه من آيات أخذوها على سبيل الشئ الذى يتبارك به ويستعان به فى وقت الشدة ، وقيل أن قسمة ثيابة على أربعة علامة على إستنارة العالم ببشارته فى أربعة أقطار الأرض .  .  .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع عشر
5. اهتمامه بأمه
(يوحنا 19:  25- 27)

شرح وتفسير  (يوحنا 19: 25)  25 وكانت واقفات عند صليب يسوع، امه، واخت امه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ."

لم يذكر أحد من كتبة البشائر ما قيل في هذا الفصل سوى يوحنا.† " وكانت واقفات عند صليب يسوع، امه، واخت امه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية. " .. إختلف المفسرون حول ما إذا كان فى هذه الاية أربع نساء أم ثلاثة ، وأغلبية المفسرون أجمعوا أنهن ثلاثة لعدم وجود واو العطف بعد أخت مريم فالتقليد المسيحى يقول انه بعد أن نذرت حنة مريم للهيكل ولدت بنت أسمتها مريم  وكان لمريم العذراء أخت واحدة (يوحنا 19: 25) هي زوجة كلوبا (حلفى كما يظن البعض).مما يعنى ان يعقوب ويوحنا ويسوع هم أبناء خالات ، "زوجة كلوبا " ويشير تقليد من القرن الثانى الميلادى (Hegesippus) أن كلوبا هو شقيق يوسف النجار - أما مريم المجدلية وسميت بالمجدلية لأنها من بلدة مجدل القريبة من بحيرة طبرية هى التى أخرج منها يسوع سبعة شياطين ، وهى الأولى التى ظهر لها يسوع بعد قيامته (يو 20: 1- 2 و 11- 18) (لو 24: 1- 10) 

كان الذين يحيطون بالصليب نوعين من الناس: نوع العسكر الذين يقومون بوظيفتهم الكريهة، ومعهم رؤساء الكهنة والمعيرون، ومعهم جوقة الهتافة الملازمين لهم, يرددون أصواتهم، وربما بالثمن‏. .
‏أما النوع الثاني، فكانوا واقفين على بعد، في بدء عملية الصلب، ولكن بعد أن خفت جدة العملية وتفرق رؤساء الكهنة ومن معهم, لأن الساعة التاسعة كانت بالنسبة لهم التي يتحتم عليهم أن يكونوا فيها داخل الهيكل يؤدون وظائفهم من جهة الصلوات واعداد خراف الفصح. فلما ابتعد الأعداء، اقترب الأحباء, وهن النسوة اللاتى أحضرهن يوحنا ووقف معهن يحرسهن.
‏وكن مجموعتين: المجموعة الأقرب للمسيح، وهن مريم الأم العذراء القديسة، وأختها. والمجموعة الثانية، مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية. هذا الترتيب والتفصيل بين الأسماء، أخذ به أكثر المفسرين
‏ويوضح لنا هذا الترتيب بالنسبة للنسوة الثلاث القديس متى هكذا: «وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد، وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل، يخدمنه، وبينهن مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب ويوسى، وأم ابني زبدي, (مت55:27-56‏).

الذين كانوا تحت الصليب وحول الصليب (يو 19: 25- 27)

صُلب السيد المسيح من الشخصيات التى كانت موجودة تحت الصليب أو حوله : -
أولا: قائد المئة ومن معه (متى 27: 54).54 واما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما راوا الزلزلة وما كان خافوا جدا وقالوا: «حقا كان هذا ابن الله».   التراث يفيد بأنَّ لونجينوس وإثنين من رفاقه، جرى تكليفهم أيضاً بحراسة القبر، فشهدوا الأحداثَ التي سبقت قيامة السيد وتلتها.أراد اليهودُ رشوتَهم ليقولوا انَّ تلاميذَ يسوع أتَوا ليلاً وسرقوا جثته، ورفضوا ذلك، فتركوا الجنديةَ وإنتقلوا سراً الى بلاد الكبادوك، مسقط لونجينوس، بعدما إقتبلوا المعمودية على أيدي الرسل. وخاف اليهودُ أنْ يعمَدَ لونجينوس الى نشر أخبارٍ عن يسوع تسيء إليهم، فحرّضوا بيلاطسَ عليه فكتب الى طيباريوس قيصر، فأمر البحث عنه هو ورفيقيه وإعدامهم بتهمة الفرار من الجندية.
ثانيا: اللصان.( مرقس 15). اللص الذي كان يمينه الذي قال له اذكرني يارب متى جئت في ملكوته ونرتلها في المناولة. واللص الذي كان على يساره.( لوقا ٢٣: ٤٠ ) 39 وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلا: «ان كنت انت المسيح فخلص نفسك وايانا!» 40 فانتهره الاخر قائلا: «اولا انت تخاف الله اذ انت تحت هذا الحكم بعينه؟
ثالثا مريم المجدلية: ربما دلّ هذا اللقب على أنّها كانت مِن مجدلة ومكانها اليوم المجدل على الشاطىء الغربي من بحر الجليل وعلى بعد ثلاثة أميال شمالي طبرية ولا إثبات للرأي الشائع أنَّها كانت امرأة زانية لأنها كانت ذات ثروة وصيت حسن وإنما كانت قد ابتليت بسبعة شياطين أخرجهم منها المسيح فتبعته ( لو 8: 2 ) وثبتت إلى المنتهى فكانت معه وقت الصلب( يو 19: 2)، والدفن ( مر47:15).47 وكانت مريم المجدلية ومريم ام يوسي تنظران اين وضع.  وكانت من جملة اللواتي أتين لتحنيطه.( مر 1:16). 1 وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا لياتين ويدهنه. " وكانت من الاوليات عند القبر معَ مريم أم يعقوب ( مر 9:16).9 وبعدما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين. " وشرّفها المسيح بحديثه معها بعد قيامته.( يو 18: 11- 20).
رابعا: مريم زوجة كلوبا وهو كليوباس المذكور في (لوقا 18:24) 18 فاجاب احدهما الذي اسمه كليوباس: «هل انت متغرب وحدك في اورشليم ولم تعلم الامور التي حدثت فيها في هذه الايام؟» أحد تلميذّي عمواس اللذين ظهر لهما الربُّ بعد قيامته من الأموات والمعتقد أنه هو نفسه أيضًا حلفي لأنَّ الإنجيل في ذكره النساء اللواتي كنَّ واقفات عند صليب ربنا يسوع يقول تارة:"بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي

وَأُخْتُ أُمِّهِ هى أم ابني زبدي هي سالومة.: الأرجح أنها سالومي أم يوحنا الإنجيلي، و سالومي (مر 15: 40)،40 وكانت ايضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب الصغير ويوسي وسالومة " وطورًا يقول: "وكانت واقفات عند صليب يسوع أمّه لكنه لم يذكر اسمها كما امتنع عن ذكر اسمه في بشارته. والذي يقوي أرجحية أنها سالومي ذكر متّى أنها أم ابني زبدي (متّى ٢٧: ٥٦).

 مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا : ويسمى حلفى أيضاً (متّى ١٠: ٣) وهي أم يعقوب الصغير ويوسي. أظهرت النساء الأربع محبتهن ليسوع وأمانتهن وشجاعتهن، لأنهن عرضن أنفسهن بحضورهن لإهانة اليهود وقساوة الرومان. وأظهروا ما لم يظهره سوى واحد من التلاميذ وهو يوحنا.وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية "( يو 19: 25). ثانيا: يقول النص الانجيلي أنَّ نساء كثيرات كنَّ ينظرن من بعيد وهن قد تبِعن يسوع من الجليل يخدمنه. وبينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب ويوسي وام ابني زبدى.( متّى ٢٧: ٥٦ ) 56 وبينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب ويوسي وام ابني زبدي.( مرقس15)، (لوقا 23)،( يوحنا 19). فتكون زوجة كلوبا هي نفسها أم يعقوب الصغير (وهو يعقوب بن حلفي) ويوسي. والقديسة مريم زوجة كلوبا هي أيضًا المقصودة بعبارة مريم الاخرى، وكتبت هذه العبارة لأجل تمييزها عن القديسة مريم العذراء والدة الاله، وعن القديسة مريم المجدلية.

‏فإذا طابقنا هذه الأسماء على الأسماء الواردة في إنجيل القديس مرقس: «وكانت أيضاً نساء ينظرن من بعيد، بينهن مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب الصغير، ويوسي وسالومة» (مر40:15). بهذه المقارنة يتبين لنا أن أم ابني زبدي هي سالومة. وهي التي جاء ذكرها في إنجيل القديس يوحنا مع القديسة مريم هكذا: «واختها», ونحن نعلم أسلوب القديس يوحنا في ذكر الأسماء، فهو يمتنع نهائيا في إنجيله عن ذكر اسمه أو اسم أمه، أو حتى اسم أم المسيح.
‏والأمر المحير للعلماء هو أن ذكر «مريم المجدلية» يجىء هنا مفاجأة باعتبارها شخصية معروفة دون إشارات سابقة! أو أي تفسير.
‏و وصف مريم أنها زوجة كلوبا, بدل أن يقول مريم أم يعقوب ويوسي, لئلا يظن من جهة «يعقوب» أنه أخو القديس يوحنا. كذلك نجد أن القديس مرقس حرس أن يصف يعقوب بالصغير، لئلا يُظن أنه يعقوب أخو القديس يوحنا. لأنه كان يوجد شخصان باسم «يعقوب», واحد منهما، وهوالأكبر سناً هو يعقوب ابن زبدي، أخو القديس يوحنا. كذلك، ولأن القديس متى أورد اسم «ابني زبدي»، فلم يجد ضرورة أن يصف يعقوب بـ «الصغير».
‏والملاحظ كذلك أن القديس يوحنا يسلك في ترتيبه لذكر الأسماء سلوكاً إنجيلياً واعياً، فيجعل القديسة مريم الأساس, ويضيف إليها «أختها» إضافة دون أن يذكر اسمها لأنها أمه, ولأنه يبدو أن القديسة مريم العذراء لم يكن لها إلا أخت واحدة, هي أم يوحنا.
‏وبعد ذلك، يذكر مريم الأخرى زوجة كليوباس، وآخر الكل يضع مريم المجدلية، مع أن كلا من القديس متى والقديس مرقس يضعها في المقدمة لما كان يبدو أنها ذات أهمية وتقوى كثيرة بين النسوة.
‏و كلوبا أو كليوباس، هو حلفائوس أو «حلفى» الذي ورد اسمه في إنجيل القديس متى، كوالد لأحد التلاميذ المدعو يعقوب، المدعو هنا بالصغير: «فيلبس وبرثولماوس توما ومتى العشار يعقوب بن حلفى ولباؤس الملقب تداوس.» (مت3:10‏)
‏أي أن المريمات الثلاث اللاتي كن عند الصليب، هن: مريم القديسة العذراء أم المسيح، ومريم أم يعقوب الصغير أحد التلاميذ وهي زوجة كلوبا أو كليوباس، ومريم المجدلية.
‏وفي نهاية عملية الصلب وانفضاض معظم الملتفين حول الصليب، تسنى للعذراء مع القديس يوحنا الاقتراب من الصليب فصارا في مواجهة المسيح.
خامسا ًيوسف الرامي:( متى 27) أصله من الرامة. نبيل. تقوي. عضوٌ في مجمع اليهود. تلميذُ يسوع في السرّ ليسوع. نال من بيلاطس البنطي الإِذن بأخذ جسد يسوع، فأنزله عن الصليب ودفنه، بمساعدة نيقوديموس، في قبر جديدٍ سبق أنْ حفره في الصخر غير بعيد عن المكان. قيل إنَّ اليهود أوقفوه وسجنوه، وأنَّ الربّ ظهر له ليأتي به الى الايمان بالقيامة. فلما أُطلق سراحه ذهب، كما ورد في التراث فكرزّ بالإنجيل في الغرب. قيل حطَّ في مرسيليا، وجال ببلاد الغال مبشراَ بالقيامة وأنّه بلغ إنكلترا.وثمة تقليد آخر يجعله مؤسس كنيسة اللد.
 أُمُّهُ : أي مريم وكانت حينئذ في نحو الثامنة والأربعين.مريم والدة الاله والتلميذ الذي كان يحبه. اغلب الاعتقاد انه يوحنا الحبيب كاتب الانجيل الرابع الذي لم يشأ ان يذكر اسمه تواضعا. تذكرنا بذلك الكنيسة بوضع المصلوب على اعلى الايقونسطاس وبجانبه مريم والدة الاله ويوحنا الانجيلي.
سابعا: اليهود. راوا المصلوب ولم يؤمنوا بان هذا حقا ابن الله. بل شمتوا به قائلين لينزل عن الصليب ان كان راضيا عنه الله. اجعلنا يا رب مؤمنين بان خلف الصليب القيامة. تذكرنا الكنيسة بجعل على وجه الانجيل من خارج على غلافه من جهة الصليب ومن جهة المقابلة القيامة. وكذلك على صليب البركة وعلى الصليب الذي يحمل في الكنائس بمختلف المناسبات لنقول ان المسيح صلب على الصليب وقام من بين الاموات في اليوم الثالث.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> كانت النساء اللواتى حضرن عند صليب  يسوع ثلاث وهن أم يسوع أى سيدتنا مريم وأخت أمه التى قيل أنها سالومى أم يوحنا الإنجيلى ويستدل المفسرون ذلك من كونه لم يذكر إسمها كما أنه لم يذكر أسمه .. أما مريم زوجة كلوبا المسمى أيضا حلفا (مت 10: 3) فهى أم يعقوب ويوسى وقد أظهرت بحضورهن شجاعة لم يظهرها التلاميذ سوى "التلميذ الذى كان يحبه" وهو يوجنا الإنجيلى فإنه كان حاضرا معهن ولم يخف من  إهانة اليهود  ولا من قساوة الرومانيين " ولما رأى يسوع أمه والتلميذ الذى كان يحبه واقفا

 شرح وتفسير  (يوحنا 19: 26)  26 فلما راى يسوع امه، والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، قال لامه:«يا امراة، هوذا ابنك».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً،"

 وقفت العذراء القديسة مريم تحت الصليب, لا يستطيع أحد أن يصف شعورها واحاسيسها بمنظر إبنها والآلام المبرحة التى يعانى منها على الصليب !! والتعبير الوحيد الذى ينطبق عليها يجوز فى نفسها سيف , كما سبق وأنبأت به نبوة سمعان الشيخ, حينما كانت تحمل ابنها طفلاً، وهي تدخل الهيكل لتكمل عنه القرابين!! «وباركهما سمعان، وقال لمريم أمه: ها إن هذا قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل، ولعلامة تقاوم، وأنت أيضاً يجوز في نفسك سيف، لتعلن أفكار من قلوب كثيرة» (لو34:2-35)

 لقد كانت على علم سابق بما هو حادث أمامها الآن, فالمسيح سبق ووعاها بكل ما سيحدث له، كما قال لتلاميذه، لم تكن آلام المسيح غريبة عنها، فلحمه من لحمها ودمه من دمها، ولم نسمع أنها صرخت، كما لم نسمع أنه صرخ. فالآلام امتصها الجسد, والروح هيمنت، فكان الصمت وكان الهدوء.
‏هذه هي الأم، هذه هي المرأة الوحيدة من بين كل الناس التي شاركت المسيح آلام صليبه! حول الصليب تجمع الشامتون والحاقدون, ولم يكن أحد يذرف دمعة إلا هذه الأم، التي بكت بالدمع المتواصل! لقد نابت عن البشرية في وداع فاديها.
‏والأناجيل ألآزائية الثلاثة يلخصون موقف النسوة في نهاية مشهد الصليب باختصار، ويتفقون على أنهن كن ثلاثا فقط، وكن واقفات على بعد يشاهدن فقط، ولم يذكروا حضور العذراء القديسة مريم؛ نجد أن إنجيل يوحنا ينفرد بالعدد أربع من النسوة، ويقسمهن إلى قسمين: اثنتان منهن قريبات وأخصاء للمسيح، أمه وأخت أمه، واثنتان ذوات صلة التلمذة فقط وهما مريم أم أحد التلاميذ, يعقوب الملقب بالصغير, ومريم المجدلية.
‏كذلك ينفرد إنجيل يوحنا بذكر العذراء مريم, وبذكرنفسه التلميذ المحبوب, وكيف اقتربا من الصليب، فكانا على مستوى النظر والسماع والكلام للمسيح المرتفع على الصليب. وظهور القديسة مريم العذراء فجأة مع القديس يوحنا، يوضح ببيان أن القديس يوحنا ترك مشاهد الصلب الاولى، وأسرع بإحضار الأم الحزينة، لإحساسه الذي لم يخب قط بما يريد المسيح أن يقوله لأمه، ككلمة وداع أخيرة يستودع بها أنبل وأقدس قلب بعد قلبه. إن الإنسانية، في المسيح، تؤدي دور بنوتها المخلصة للأمومة. ‏وهذا لم تسجله الأناجيل الثلاثة، لأن القديس يوحنا وحده فقط كان هو الحاضر، وهو وحده الذي سجل هذا الحضور.

 

«التلميذ الذي كان يحبه»: إن وضع هذه الصفة لهذا التلميذ في هذا المكان والزمان يئبىء في الحال بما سيكلفه به المسيح.

† "  والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، " ..  لم يذكر القديس يوحنا تلميذ المسيح  إسمه فى بشارة يوحنا  ويذكر التقليد أنه لمحبة يسوع ليوحنا ترك أمه فى رعايته وقد كرر عبارة التلميذ الذى كان يسوع يحبه كثيرا فى هذه البشارة منكرا إسمه مفضلا محبة يسوع له ( يوحنا ١٣: ٢٣ ) 23 وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه، كان يسوع يحبه. ( يو ٢٠: ٢ ) 2 فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه، وقالت لهما:«اخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم اين وضعوه!». ( يو ٢١: ٧، ٢٤ ) 7 فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس:«هو الرب!». 24 هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم ان شهادته حق " فى كل هذه ألايات يستخدم يوحنا الكلمة اليونانية "أغابو" أما فى (يو 20: 3) إستخدم كلمة " فيلو" فى ايام يوحنا إستخدمت كلمتى "أغابو" و" فيليو" كمرادفتين فى اللغة اليونانية (قارن (يو 3: 35) مع (يو 5: 20 & 11: 3) "فيليو" (يو 11: 5) أغابو)


  2) "  قَالَ لأُمِّهِ: يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ."
هُوَذَا ابْنُكِ الإشارة إلى يوحنا وقصد أنه بمنزلة ابنها يعتني بها ويقوم بكل ما تحتاج إليه بناء على محبة يوحنا له. ونستنتج من ذلك أن يوسف خطيبها كان قد تُوفي منذ سنين. وعمل المسيح هذا نموذجٌ لكل الأبناء، يعلّمهم القيام بما يجب عليهم لوالديهم، لأنه لم يغفل مستقبل أمه، في وقت يحتمل فيه أشد الآلام، ويكفر عن خطايا العالم ويواجه الموت فعهد بأمخ للتلميذ الذى يحبه .


«يا أمرأة»: المسيح يرفع البشرية, التي منها أُخذ, من صفتها الخاصة به كأمه، وأعطى المسيح لأمه صفتها الاولى: «يا امرأة», والكلمة في العبرية هي "إيششا" אִשָׁה. فلما خلق الرب حواء من أحد أضلاع آدم وأحضرها إليه، قال آدم: "هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعي امرأة "إيششا" لأنها من إمرء "إيش" أخذت" (تك 2: 23). وبري بعض العلماء أن كلمة "إيششا" تتضمن معني الرقة واللين، بينما تتضمن كلمة "إيش" معني القوة

وأرجعها المسيح إلى مستواها العام للانسان ككل،أمنا. لأنها ام كل حى فهي، بموته، تأخذ صفة الأمومة للتلميذ، وبالتالى للكنيسة كلها. فالمسيح هنا لا يسلم أمه باعتبارها الخاص به وحده، بل يسلم, فيها, البشرية التي قبلت, من أجله, قوة العلي وتقدست بحلول الروح القدس فيها ليأخذ منها ابن الله الوحيد القدوس جسده المعلق الآن على الصليب، والمزمع أن يحتل يمين العظمة لله. فكما أن الجسد المقدس صار جسدنا، هكذا ينبغي أن الأم التي حملت به وولدته, تصير أمنا.
‏المسيح هنا يرد الأم, المرأة المولود منها, إلى صفتها الطبيعية «امرأة»، ولكن في وضعها الجديد، الذي يعلو فوق حواء الأولى علو المسيح عن آدم .
‏نحن لا نولد الآن من مريم العذراء, نحن نولد بالروح من المسيح, ونعيش بالروح من الجسد الإلهي بدمه الإلهي والروح الأزلى الذي فيه. ولكن كل من يولد من المسيح بالروح، يحمل في ولادته الروحية الجديدة علاقة المسيح بالأم التي ولدته بالجسد حتماً.
‏إذ كان كل ابن لآدم يولد الآن، وله علاقة متسلسلة حتمية «بحواء»، فهذه «المرأة حواء» هي أم عامة لأجسادنا، فكيف نولد الآن من المسيح ولا تكون لنا علاقة «بالأم العذراء،» التي ولدته. هذه «المرأة مريم» هي أم عامة لأرواحنا. والمسيح بقوله لمريم العذراء أمه: «يا امرأة» يضعها في مستواها الروحي العام للإنسان عامة؛ كأم ليوحنا التلميذ المحبوب أولاً، وكأم لكل من أحب المسيح وأحبه المسيح بالتالى.


«هوذا ابنك»: إن العذراء القديسة مريم لم يكن لها أبناء قط إلا المسيح, وهوذا المسيح يهبها يوحنا ابناً ‏بالتبتى، عوضاً عنه، يسند قلبها المكسور.
‏المسيح لم يختر العذراء مريم لتكون أما له، بل لقد تعينت أما له من السماء بقوة يمين العلي وروحه القدوس. فمن السماء، اتخذها أماً، وتعينت لذلك مسبقاً بوعود, وتقديس، ونبوات, رآها إشعياء النبي: «ها العذراء تحبل، وتلد ابنا، وتدعو اسمه عمانؤئيل» (إش14:7). إنها ثمرة قسم إلهي صدر من فم العلي، أن تخرج من نسل داود في الميعاد ليملك الخارج من أحشائها ملكه الأبدي. والذي بشرها بالحبل الإلهي ملاك، والذي حضر الولادة ملاك.
‏وإن كان المسيح، بهذه اللفتة: ‏هوذا ابنك»، قد رفع القديس يوحنا إلى مرتبة الاخوة بالنسبة لنفسه, أي للمسيح: «لا يستحي أن يدعوهم إخوة» (عب11:2)، فكيف نستحي أن ندعى أمه أمنا؟
‏كذلك لا ننسى أن القديسة مريم الذ راء هي من أصل يسى، من جذر داود, التي بواسطتها يستمد المسيح علاقته بداود والأبا، كابن له: «أوصنا لابن داود» (مت9:21‏)، ومنها يستمد المسيح علاقته بالقسم إلذي أقسم به الله لداود من جهة مملكته الأبدية: «أقسم الرب لداود بالحق لا يرجع عنه، من ثمرة بطنك أجعل على كرسيك» (مز11:132)، «حيذ كلمت برؤيا تقيك... وجدت داود عبدي، بدهن قدسي مسحته... أنا أيضاً أجعله بكرا أعلى من ملوك الأرض... وكرسيه مثل أيام السموات... والشاهد في السماء أمين.» (مز19:89-37)
‏معنى هذا، أن القديسة مريم العذراء هي الصلة القائمة والدائمة بالجسد بالأباء والأنبياء والسماء، التي يستمد المسيح عبرها كل وعود الله لداود والأنبياء كافة. فكأنما تسليم القديسة العذراء مريم «ام» المسيح إلى يوحنا ليكون هو ابنها ولتكون هي «أما» له، هو بمثابة تسليم العهد القديم بمواعيده الصادقة والأمينة التي تحققت في المسيح ليوحنا، وبالتالي للكنيسة» لتكون للكنيسة، كما كانت مريم العذراء للمسيح، صلة حية ثابتة ودائمة بكل ميراث وتراث الآباء والأنبياء، وتكون الكنيسة الجديدة بمثابة الابن بالتبني (للعهد القديم)، الابن الذي ورث من أمه أمجادها وتراثها وهي محفوظة ومصونة في كنفه.
‏إن وصية المسيح كآخر وصية، وهو على الصليب، هي ومضة النور التي ربطت العهدين.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  قال لأمه يا امرأة هوذا إبنك " والمراد أنه يكون لها بمنزلة إبنها يعتنى بها ويقوم بحاجتها " ثم قال للتلميذ هوذا أمك" ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته "  أى إلى بيته ومن هنا يتضح أن يوسف خطيبها كان قد توفى لأنه لو كان حيا لما اخذها يسوع إلى بيته

 شرح وتفسير   (يوحنا 19: 27)  27 ثم قال للتلميذ:«هوذا امك». ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته.
  . .  .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "  ثُمَّ قَالَ لِلتِّلمِيذِ: هُوَذَا أُمُّكَ. وَمِنْ تِلكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ"

هُوَذَا أُمُّكَ أوصى أمه أن تعتبر يوحنا ابناً لها كما أوصى يوحنا أن يعتبرها أماً له، يعتني بها. وأظهر بذلك ثقته بيوحنا.
«أخذها التلميذ إلى خاصته»: ‏إلى صميم رسالته، إلى علية صهيون ويوم الخمسين، إلى الكرازة منذ لحظتها الأولى.
كان القديس يوحنا مرتبطاً بالقديسة مريم أم المسيح برباط الدم, فهو ابن أختها سالومة. فكان أقرب إليها بالروح وبالجسد من إخوة الرب الذين كانوا إخوة من يوسف خطيب مريم , أي إخوة ليس بالدم ولا حتى بالنسب، لأن يوسف لم يتزوج العذراء بل ظل خطيبها فقط, يرعاها حتى مات. وهوذا القديس يوحنا يأخذ دور يوسف في الرعاية مرة أخرى.
‏الله يرفع الأمومة والبنوة بارتفاع المسيح على الصليب من مستوى الدم واللحم، إلى مستوى الوحدة الروحية لبناء الكنيسة، الكنيسة التي بنُيت على الأمومة الإلهية والبنوة الرسولية. والملاحظ أن المسيح لما ارتاح إلى هذا الإجراء الذي صنعه، وكان آخر إجراء من إجراءات الخلاص، قال: «قد أكمل».
‏القديس أفرام السرياني يتغثن بأشعاره, في القرن الرابع, وهو يتأمل العذراء القديسة تحت أرجل المسيح المصلوب واقفة، فيراها صورة متجلية للكنيسة. ويضيف قائلأ: كما أن موسى عين يشوع ليرعى الشعب من بعده، هكذا، وبصورة ما, عين المسيح يوحنا، ليرعى أمه العذراء، أي الكنيسة، من بعده.


«ومن تلك الساعة, أخذها التلميذ إلى خاصته»:أي من ذلك الوقت إلى يوم وفاتها. ‏كان للقديس يوحنا منزل في أورشليم، ولو أن إقامته كانت في الجليل؛ وذلك حسب تحقيق كثير من العلماء. ولقد نفذ التلميذ الوصية في الحال، فلم تحضر العذراء الساعة الأخيرة ولا يوحنا، وذلك عن قصد، لأنها كانت ساعة لا تطيقها مشاعر الأم. لقد أسرع بها يوحنا إلى بيته، ولهذا نجد أن وصف القديس يوحنا للساعات الأخيرة للصلب مختصر، فهو كان غائباً في البداية، ولم يحضر عند إنزال الجسد.

 لقد اخذ يوحنا العذراء مريم  إلى بيته فورا بدليل غياب إسم مريم أم يسوع عن قائمة النسوة الواردة فى (مت 27: 56) (مر 15: 40) ويخبرنا التقليد أن يوحنا إعتنى بمريم حتى موتها ،فالتقاليد القديمة كلها توضح بقائه في أورشليم حتى نياحة العذراء مريم وبعدها انطلق إلى آسيا ومدنها الشهيرة وجعل إقامته في مدينة أفسس العظيمة متابعًا ومكملًا عمل بولس وأبلوس الكرازي في آسيا الصغرى (أع 18: 24 – 28، 19 : 1-12)... وأخذ يشرف من تلك العاصمة الشهيرة على بلاد آسيا الصغرى ومدنها المعروفة وقت ذاك من أمثال ساردس وفلادلفيا واللاذقية وأزمير وبرغاميس وثياتيرا وغيرها، وهي البلاد التي وردت إشارات عنها في سفر الرؤيا.  حيث بشر هناك ونجح فى جذب الكثيريين للمسيحية ، وقد كتب يوحنا مذكراته (بشارة يوحنا) بناء على طلب شيوخ كنيسة أفسس
‏يلاحظ هنا أهمية هذا التسجيل بالنسبة لعقيدة الكنيسة بخصوص عذراوية القديسة مريم أم المسيح، فهنا يمعن الآباء العظام القديسون أثناسيوس وابيفانيوس وإيلاريون، في اتخاذ تسليم العذراء ليوحنا البتول وليس لإخوة الرب أو لأي أحد أخر، برهانأ واضحأ هادئاً رزيناً كون العذراء لم يكن لها أولاد سوى المسيح ابنها وابن الله.
‏والمعروف بحسب التقليد، أن القديسة مريم العذراء بقيت مع القديس يوحنا تمارس حياة التقوى والشهادة في أورشليم مدة إحدى عشرة سنة بعد موت الرب، وتنيحت عن 59 سنة. ومكان قبر القديسة العذراء مريم يقع في وادي قدرون. ولما جاءت الملكة هيلانة، بنُت عليه كنيسة. والكنيسة الموجودة الآن بناها الصليبيون.
‏كما يوجد تقليد أخر، أن العذراء رافقت القديس يوحنا في سفره إلى أفسس وعاشت ودُفنت هناك، لأنه يوجد حتى الآن, في تركيا الحديثة, على أحد التلال الواقعة على بعد خمسة أميال من سلقوك, وهى أزمير أصلاً، واسم التل بانايا كابيولو، قبر للعذراء القديسة يحكي في صمت وإصرار أن العذراء رافقت يوحنا في كل مكان ذهب إليه.
****

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> يقول يوحنا فم الذهب : أن وصاية المسيح ليوحنا بأمه تدل على شجاعته وقله تفكيره وعدم مبالاته ممكا كان فيه وأنه بإرادته صلب .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع عشر
6. تقديم خل له
(يوحنا 19:  28- 29)

شرح وتفسير  (يوحنا 19: 28)  28 بعد هذا راى يسوع ان كل شيء قد كمل، فلكي يتم الكتاب قال:«انا عطشان».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

  من غير المؤكد من خلال تركيب هذه ألاية فى أصل المخطوطات اليونانية فى ما غذا كانت عبارة "فلكى يتم الكتاب" يقصد بها القول " أنا عطشان" أم إلى "كل شئ قد أكمل" ولكن التقليد المسيحيى يقول أنها تشير إلى عبارة " أنا عطشان " تحقيقا للنبوة التى وردت فى (مز 69: 21)


3- النهاية: قد أكمل (يو 28:19-30)
مات المسيح بإرادته وبسلطاانه فقال لبيلاطس (يو 19: 11)"أجاب يسوع: « لم يكن لك علي سلطان البتة، لو لم تكن قد أعطيت من فوق. لذلك الذي أسلمني إليك له خطية أعظم»." وأكد شل

انه فى الآيو التالية على نفسه تدبير للفداء ( يوحنا ١٠: ١٨) 17 لهذا يحبني الاب، لاني اضع نفسي لاخذها ايضا. 18 ليس احد ياخذها مني، بل اضعها انا من ذاتي. لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي».  فلم يمت إلا بعد أن أكمل كل ما هو ضروري للفداء.

1) " بَعْدَ هَذَا "

بَعْدَ هَذَا أي بعد ثلاث ساعات الظلمة وسكوت المسيح، إذ لم يتكلم إلا بقوله لأبيه «إلهي إلهي، لماذا تركتني؟» (انظر متّى ٢٧: ٤٥ - ٥٠ ومرقس ١٥: ٣٣ - ٥١ ولوقا ٢٣: ٤٤ - ٥١). ثم نحو الساعة التاسعة زالت الظلمة وحدث ما ذكر في هذا الفصل.

 

2) " رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ"
رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ أشار بهذا إلى كل حوادث حياته من بداية معموديته من يوحنا ودعوته للتلاميذ وتبشيره حتى الصليب التي اقتضتها الكفارة عن خطايا العالم. وذكر البشير هذا مقدمةً لذكر موته. وكان موت المسيح باختياره وسلطانه حسب قوله «لي سلطان أن أضعها» (أي حياته)

إذ أكمل المسيح رغبته في تسليم أمه إلى يوحنا, وبعد أن أكمل الإطار الكلي للخلاص حسب الترتيب الذي بدأه: «وهو عالم بكل شيء» ، والآن رأى, وصحتها علم, أن كل شيء قد كمل.
«كل شيء قد كمل»: ‏يلاحظ المقابلة بين قول القديس يوحنا «قد كمل»، وقول المسيح بعد ذلك «قد أُكمل»، وهي نفس اللفظة. وقد اهتم القديس يوحنا، منذ البدء، بمقابلة كل أحداث الآلام بما جاء عنها. في النبوات، حاسباً ذلك شهادة ذات وزن إنجيلي عال للغاية. والآن، يؤكد أنه لكي يتم الكتاب، يورد هنا قمة الآلام ونهايتها: أي قول المسيح:«أنا عطشان».

 

3) " لِكَيْ يَتِمَّ الكِتَابُ "

أي كان ذلك على وفق ما قاله الكتاب. من نبوات «لصق لسانى بحنكى» (مز15:22)«وفى عطشى يسقوننى خلاً» (مز21:69)
 

4) " قَالَ أَنَا عَطْشَانُ "

لم يقل ذلك على قصد أن يتم الكتاب، بل لأنه كان عطشان حقاً، لأن جسده كان كسائر أجساد البشر يتألم كغيره من المصلوبين. والمصلوب يعاني من حمى شديدة وعطش شديد. وبإظهاره عطشه وبشربه فعلاً تم الكتاب

.قال الحكيم ( ام 25: 21) ان جاع عدوك فاطعمه خبزا وان عطش فاسقه ماء " طلب الممسيح ماءا فأعطوه خلا وهو ليس عدوا .. ونتذكر أنه عندما عطش بنى إسرائيل فى البرية طلب من موسى ماءا (خر 17: 3) وعطش هناك الشعب الى الماء.وتذمر الشعب على موسى وقالوا لماذا اصعدتنا من مصر لتميتنا واولادنا ومواشينا بالعطش" فضرب موسى الصخرة فتفجرت ماءا (.تث 8: 15) الذي سار بك في القفر العظيم المخوف مكان حيات محرقة وعقارب وعطش حيث ليس ماء.الذي اخرج لك ماء من صخرة الصوان" والمسيح يعطى العطشان الماء الروحى  (.يو 6: 35) فقال لهم يسوع:«انا هو خبز الحياة. من يقبل الي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا " وللسامرية (يو 4: 13) اجاب يسوع وقال لها:«كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا.(يو 4: 14) ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد، بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية».(يو 4: 15) قالت له المراة:«يا سيد اعطني هذا الماء، لكي لا اعطش ولا اتي الى هنا لاستقي»

والقديس يوحنا هو الوحيد الذي سجل هذا القول للمسيح، الذي به يدرك العالمون ببواطن الأمور، وخاصةىالأطباء، ماذا يعني: «أنا عطشان» بالنسبة للمسيح الذي لم يتأوة أو يشتكي من أي ألم سابق في أنواع العذاب التي صادفها، بل يصفه الواصف كما تنبأ عنه النبي، أنه «كشاة سيق للذبح، ولم يفتح فاه». ولكنه هنا لم يستطع، بل فتح فاه اضطراراً، كإنسان بلغ به العذاب ما بعد أقصاه، لأنها لحظة الاحتضار الحتمي، لفقدان كل الدم، حيث بلغ الإحساس بالعطش إلى مراكز المخ العليا، التي لا يمكن لإنسان التحكم فيها. وهنا، العطش يحمل داخله قمة «كل شيء», أي كل التعذيب اللائق بالخلاص, الذي يوازنه «قد أكمل»، لأن وراء العطشى القاتل لا يتبقى إلا تسليم الروح.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  راجع ( مت 27: 34- 50) و (مر 15: 33- 51) و (لو 23: 44- 51)

  شرح وتفسير   (يوحنا 19: 29)   29 وكان اناء موضوعا مملوا خلا، فملاوا اسفنجة من الخل، ووضعوها على زوفا وقدموها الى فمه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعاً مَمْلُوّاً خَلا،فَمَلَأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ"
إِنَاءٌ مَوْضُوعاً مَمْلُوّاً خَلاً (ع ٢٩) الأرجح أن ذلك الإناء كان للعسكر، فيه شيء مما اعتادوا شربه وهو خمر ردئ الصنع فسد واصبح حامض، ولذلك كانوا يسمونه «خلاً».
جرت العادة بوضع الجنود إناء من الخل حتى غذا عطشوا يسقونهم منه ليطلول أمد صلبهم  ويجب التمييز بين هذا الخل والخل الذي أعطوه إيّاه في أول الصلب ممزوجاً بمرارة لتسكين الألم، وأبى أن يشربه (متّى ٢٧: ٣٤).   لم يقبل يسوع الخل الممزوج بالمرارة والذى يقوم بتسكين الألام (مر 15: 23) (مت 27: 34) ولكنه شرب الخل ليتمم ما ورد فى (مز 22: 15) والزائر لبيت قيافا يرى مكان تعذيب المتهميد بمخالفة الشريعة حيث يوجد نقر فى الصخر كان يوضع به الحل لأنه مكان مغلق ويستعمل بإستمرار بينما وضعوا الخل فى إناء ليحفظوه على تلة الجلجثة لأنه من معرض للشمس والرياح
 

2) "  وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ."

هذه أسهل طريقة إلى سقيه في تلك الحال.ومن ألايتين (يو 19: 29) ( متّى ٢٧: ٤٨ )  48 وللوقت ركض واحد منهم واخذ اسفنجة وملاها خلا وجعلها على قصبة وسقاه." يعتقد أنهم وضعوا الزوفا والإسفنجه على قصبه وسقوه بهما كرة واحدة أو مرتين

 † "   ووضعوها على زوفا وقدموها الى فمه" ..  يرى بعض المفسرين أن "الزوفا" لها معنى رمزى لأنها تستخدم فى خدمة الفصح (خر 12: 22) أما العض الآخر فيعتقدون أن أصل الكلمة يشير إلى "عصا الحربة" أو "عصا" أو (قصبة كما ورد فى (مت 27: 48) (مر 15: 36)  وينبغى أن نتذكر أن الصلبان لا ترتفع كثيرا بشكل عال على الأرض فنظرتنا التقليدية لصليب عال قد تكون مبنية على سوء فهمنا لما ورد فى (يو 3: 14) " وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان، "  فالصليب أساسا  كان فى مستوى مرتفع حوالى 7 م فوق تلة صخرية تدعى الجلجثة  وكل من يخرج ويدخل إلى أورشليم كان يراه ، وقدما يسوع فى الأرجح لم تكن أعلى من 20 سم أو 40 سم عن سطح التلة وباقى الصليب فى نقرة محفورة خصيصا بها

زُوفَا

 انضح عليَّ بزوفاك فأطهر: "طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَطْهُرَ" (مز 51: 7)  
الزوفا هو اسم نبات ذُكر عدة مرات في العهد القديم ولم يستطع علماء من القطع بشيء نهائي بخصوصه. والرأي التقليدي بين اليهود أنه الزعتر `krimabwn أو السعتر واسمه باللاتينية Origanum inaru وبالإنكليزية Marjoram أو Thyme ويظهر من الكتاب المقدس أن هذا النبات استعمل استعمالات متنوعة فاستعمل للتطهير من البرص (لا 14: 4 و6) ومن الخطيئة (مز 51: 7) ومن الأوبئة (لا 14: 49 و51) وللطهارة الطقسية (عد 19: 6 و18) كما استعمل واسطة لرش الدم ( خروج ١٢: ٢٢ ) 22 وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومسوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست.وانتم لا يخرج احد منكم من باب بيته حتى الصباح.  ( لاويين ١٤: ٤ )  4 يامر الكاهن ان يؤخذ للمتطهر عصفوران حيان طاهران وخشب ارز وقرمز وزوفا.(خر 12: 22 وعب 9: 19) كما استعمل لرفع الإسفنجة المملوءة خلًا للمسيح على الصليب (يو 19: 29). والزوفا أيضًا نبات عطري الرائحة، له طعم حار في البداية ثم يحدث برودة في الفم لذلك يروي ويبرد أكثر من الماء وينبت في الجدران وفي الصخور، وأوراقه مشعرّة صغيرة، ويستخدم في شكل حزم صغيرة يمكن أن تحمل السوائل في داخلها للرش وربما كانت إضافة الزوفا أو أوراقها إلى الخل في إسفنجة يخفف آلام المخفف آلام المصلوبين.
‏هذا الإناء يذكره فقط القديس يوحنا، كذلك نوع هذا الخل، وهو نوع من النبيذ الفاسد، يشربه العسكر لرخصه. ولكن وجود إسفنجة وقصبة أو زوفا خاصة لرفعها، يعني تمامأ أنها جزء من ترتيبات الصلب كلها، كانت موجودة ومعدة لمثل ذلك العمل. فالوعاء للاسفنجة، والإسفنجة للوعاء، لأنه يستحيل إعطاؤه كأساً ليشرب . وقد اشتركت الأناجيل كلها في ذكر هذا المشهد، ولكن القديس يوحنا هو الوحيد الذي يقول أنه قبل أن يشرت. وواضح أن تقديم الخل كان عملاً فيه نوع من الرحمة، وليس المقصود به المضايقة.

الزوفا :  تنضح علي بزوفاك فأطهر " ؟؟ جملة بنقولها في المزمور الخمسين في مقدمة كل صلاة ... بنلاقي كلمة ( تنضح ) و كلمة ( زوفاك ) يمكن مش بنفهمها ... ببساطة في " نبات " إسمه ( الزوفا ) هو نبات عشبي .. النبات كان بيستخدم في العهد القديم في ( نضح ) أو ( رش ) الدم .. و أشهر استخدام ليه كان في طقس تطهير الأبرص (  يعتبر ملعون في العهد القديم ) ... " يأمر الكاهن ان يؤخذ للمتطهّر عصفوران حيّان طاهران وخشب ارز وقرمز و زوفا . ويأمر الكاهن ان يذبح العصفور الواحد في اناء خزف على ماء حيّ.اما العصفور الحيّ فياخذه مع خشب الارز والقرمز والزوفا ويغمسها مع العصفور الحي في دم العصفور المذبوح على الماء الحيًّ. وينضح ( يرش ) على المتطهر من البرص سبع مرات فيطهره ثم يطلق العصفور الحي على وجه الصحراء. " ( لاويين 14 : 4 - 7 ) و من استخدامات ( الزوفا ) لما ربنا قال لشعب اسرائيل لما كانوا في عبودية فرعون في مصر : "وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومسوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست.وانتم لا يخرج احد منكم من باب بيته حتى الصباح. فان الرب يجتاز ليضرب المصريين.فحين يرى الدم على العتبة العليا والقائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب. فتحفظون هذا الامر فريضة لك ولاولادك الى الابد"" ( خروج 12 ) إذن ( الزوفا ) كانت مقترنة دايما بالدم ... في العهد القديم كانت مرتبطة بدم ( الذبائح ) .. أما في العهد الجديد اصبحت مرتبطة بدم ربنا يسوع المسيح الذي سفك عنا ( لمغفرة الخطايا )
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع عشر
7. تسليم الروح
(يوحنا 19:  30)

شرح وتفسير  (يوحنا 19: 30)  30 فلما اخذ يسوع الخل قال:«قد اكمل». ونكس راسه واسلم الروح.
 . .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الخَلَّ قَالَ: قَدْ أُكْمِلَ"

 " ..فعل تام مبنى للمجهول فى الإسلوب الخبرى ، ومقرأ فى الأناجيل الآزائية أن يسوع نطق بصوت عال (مر 15: 37) (لو 23: 46) (مت 27: 50) ويشير هذا القول أن ما طلب منه فى سر الفداء قد اكمله وكلمة "أكمل فى اللغة اليونانية "تيليوس" وردت فى الورق البردى المصرى كمصطلح تجارى يعنى "سدد الثمن كاملا" 

‏  وإن كان المسيح قد طلب هنا أن يشرب، فلكي يستطيع أن ينطق الكلمة الأخيرة, بصوت عال كما جاء في الأناجيل الأخرى، لهذا قيل: «فلما أخذ ... قال».هنا يذكر الكتاب أن المسيح رضي أن يشرب من الخل. أما في بداية الصلب، كما جاء في إنجيل القديس متى (34:27)،  ذاق الخل ليستطيع أن ينطق الكلمة الأخيرة: «قد أكمل»، ويكمل الكتاب القائل: «وفي عطشي، سقوني خلاً.» (مز21:69) ونذكر رفض المسيح المشروب المخدر حينما قدموه إليه، وكان خلاً ممزوجا بمرارة، ليلطف من آلام الجسد المبرحة، ولكن المسيح جاء «ليذوق الآلام لأجل الكل» وقد «لاق ... أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام» (عب10:2)، و«ينبغي أن المسيح يتألم بهذا» (لو26:24). وأخيراً،
قَالَ قَدْ أُكْمِلَ (يو 19: 30) انظر شرح متّى ٢٧: ٥٠. هذا قول المسيح السادس وهو معلق على الصليب. قارنه بقوله في (يو 19: 28)

وكل شيء قد أكمل, في نظر المسيح, يعني أن كل ما يلزم لذبيحة الخلاص وتقديمها أمام الآب قد استوفاه لقيام حياة جديدة للانسان. فقد أُكملت خيلقة السماوات الجديدة والأرض الجديدة ليسكن فيها البر، على نمط ما صنعه الله بالكلمة في البدء حينما «أُكملت السموات والأرض وكل جندها. وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل» (تك1:2-2)، وهوذا المسيح قد فرغ للتو, في اليوم السادس, ليدخل راحته في اليوم السابع أيضاً ليستريح من كل أعماله التي عمل.

والآن، يليق بنا أن نسترجع من إنجيل القديس يوحنا والثلاثة الأناجيل الأخرى، ما قاله المسيح على الصليب. هي سبع كلمات:
‏ما قبل الظلمة التي جاءت على الأرض:
1- «يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.» (لو34:23)
2- «الحق الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس.» (لو43:23‏)
3- «يا امرأة هوذا ابنك ... هوذا أمك.» (يو26:19)
‏أثناء الظلمة:
4- «إيلي إيلي لما شبقتني.» (مت46:27؛ مر34:15‏)
‏بعد الظلمة:
5- «أنا عطشان» (يو28:19)
6- «قد اكمل» (يو30:19)
7- «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي.» (لو46:23)
هي سبع كلمات لم يحوها إنجيل واحد بأكملها، ولكن الأربعة معاً احتووها، لتخرج لنا هكذا، باتحاد الأصوات، كما من قيثارة بيد داود!

«قد أكمل»: «العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته.» (يو4:17), إنها صرخة النصر الأخيرة، فقد أكمل عملاً، يشق على أي كاتب ماهر أن يصفه، بل يشق على أي تصور أن يصفه. لم يستطيع القديس يوحنا، بكل ما كان له من وعى إنجيلي ورؤيوي أن يزيد على هذا كلمة،قد يكون من ضمن معناها أنه أكمل شريعة الكمال

«رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ» وبقوله للآب في (يوحنا ١٧: ٤) «العَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأعْمَلَ قَدْ أَكْمَلتُهُ».والذي أُكمل سبعة أمور: (١) حياته الجسدية فإنه تجسد وقضى على الأرض نحو ٣٣ سنة، وكان حينئذ على وشك أن يترك العالم. (٢) عمل الفداء العظيم. وإلى هذا أشار النبي بقوله «سَبْعُونَ أُسْبُوعاً قُضِيَتْ.. لِتَكْمِيلِ المَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الخَطَايَا، وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ، وَلِيُؤْتَى بِالبِرِّ الأَبَدِيِّ، وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ القُدُّوسِينَ» (دانيال ٩: ٢٤). (٣) قصد الله الأزلي. (٤) إتمامه الشريعة نائباً عن الإنسان وطاعته إيّاها طاعة كاملة. وبذلك تم قول الكتاب أنه «يُعَظِّمُ الشَّرِيعَةَ وَيُكْرِمُهَا» (إشعياء ٤٢: ٢١) وبموته أمكن أن يظهر بر الآب، ويتبرر الخاطئ. (٥) كل رموز وشعائر النظام الموسوي. (٦) كل نبوات العهد القديم المتعلقة بالفداء من التكوين بخصوص نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية (تكوين ٣: ١٥)، ومجيء ملاك العهد القديم الذي تنبأ به ملاخي (ملاخي ٣: ١). (٧) كل آلام المسيح وعاره وتعبه.

2) " وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ"

† " ونكس راسه واسلم الروح. " ..  أستخدمت عبارة "نكس رأسه" كمرادف لكلمة "نام" كان موت يسوع لحظة ينتظرها لعمل آخر للكلمة فهى فى الوقت موجودة فى ذلك الجسد المنكس الرأس والذى إنفصلت الروح منه وأيضا صحبت روح المسيح وذهب بها إل الجحيم ليخلص الذين ماتوا على رجاء فداء يسوع وبعد هذا العمل أرجع الكلمة الروح على جسد يسوع وقام يسوع منتصرا على الموت واهبا الحياة للذين فى القبور (2كو 5: 1) (1تي 4: 13- 18) ونقرأ فى (مر 15: 37) و (لو 23: 46) أن يسوع "أسلم الروح " أو "لفظ أنفساه الأخيرة؟ لأن "كلمة روح" و "نفس" هما كلمة واحدة فى اللغة العبرية وتشير عبارة "نفسه الأخير" فيما يبدو أنه كان بمثابة مغادرة روحه لجسده (تك 2: 7)
نَكَّسَ رَأْسَهُ (يو 19: 30) هذه شهادة يوحنا شاهد عيان أثر فيه ما شاهده ويصفه ، وبقي في ذاكرته فشهد به. وتنكيس الرأس من نتائج الموت الطبيعية للمصلوب، لأن الرأس يُنصب بالاختيار. ولكن متّى انتهت سلطة الإرادة على عضلات الجسد تتنكس رأس المصلوب.
«وأسلم الروح»: رآه إشعياء، بالنبوة، في هذا المنظر عينه: «أنه سكب للموت نفسه» (إش12:53). لم تؤخذ ‏روحه منه كبشر؛ بل سكب هو، بنفسه، روحه بإرادته, كمن يذبح ذبيحة ويسكب روحها مع دمها. هكذا المسيح قبل سفك دمه بيد الذابحين، أما روحه فسكبها بيده في يد الآب سكبياً. فأسلمها له تسليماً، كمن يستودع وديعة، هو وشيك أن يستردها: «يا أبتاه في يديك أستودع روحي.»» (لو46:23)
أَسْلَمَ الرُّوحَ عبّر بهذا عن الموت لأنه انفصال الروح عن الجسد ونحيط علم القراء أن اللاهت (الكلمة) لم تفارق الروح ولا الجسد اللذان تفارقا فكان الكلمة مع الروح والجسد فى حياة المسيح وكان مع الروح المنفصلة عن الجس  ومع الجسد المنفصل عن الروح بعد موت المسيح ، ولأنه مات باختياره
‏وواضح في إنجيل ايوحنا، أن المسيح أسلم الحياة وهو في ملء الحياة، ومالكاً لكل قواه. وتم قوله:(يوحنا ١٠: ١٨).18 ليس احد ياخذها مني، بل اضعها انا من ذاتي. لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي».  وأسلم روحه إلى يدي أبيه (لوقا ٢٣: ٤٦).  46 ونادى يسوع بصوت عظيم: «يا ابتاه في يديك استودع روحي». ولما قال هذا اسلم الروح " وذكر لوقا حينئذ قول المسيح السابع والأخير على الصليب وهو «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي».
فإن سُئل: إلى أين ذهبت نفس المسيح؟ قلنا: الفردوس (لوقا ٢٣: ٤٣). 43 فقال له يسوع: «الحق اقول لك: انك اليوم تكون معي في الفردوس». ولم يذكر يوحنا في بشارته الظلمة التي كانت من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة، ولا الزلزلة، ولا انشقاق حجاب الهيكل، لأسباب لا نعلمها.

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  وقوله "نكس رأسه " يدل على أن المسيح قد مات حقا لأن من نتائج الموت الطبيعية أن العضلات ترتخى ولا يقدر أى عضو من الأعضاء أن يكون منتصبا أى لا يقدر أن يسند نفسه أى يرفع رأسه وقوله "أسلم الروح" يدل على انه مات  بإختياره وأنه اسلم روحه ليدى أبيه ولم يذكر يوحنا الظلمة التى كانت من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة ولا الزلزلة ولا إنشقاق الحجاب .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع عشر
8. طعنه بالحربة
(يوحنا 19:  31- 37)

  شرح وتفسير  (يوحنا 19: 31)  31 ثم اذ كان استعداد، فلكي لا تبقى الاجساد على الصليب في السبت، لان يوم ذلك السبت كان عظيما، سال اليهود بيلاطس ان تكسر سيقانهم ويرفعوا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ،"
اسْتِعْدَادٌ : يوم الإستعداد هو يوم الفصح 14 نيسان يأكل فيه اليهود ذبيحة الفصح وسمى يوم افستعداد لأنه إستعدادا لأسبوع الفطير الذى ياكل فيه اليهود فطيرا يوم الإستعداد يأتى فى أى يوم من أيام الإسبوع (احد اثنيين ثلاثاء ... جمعة) أى لا يشترط ان يأتي سبتا يسبقه جمعه ويلين أحد [ مثله مثل يوم عيد الميلاد يأتى فى أى يوم من أيام السبوع ] واليوم التالى 15 نيسان له يسمى سبتا عظيما حتى ولو كان ليس سبت "سبت عظيما يعنى محفلا عظيما أى عيد ( مرقس ١٥: ٤٢ ) 42 ولما كان المساء اذ كان الاستعداد - اي ما قبل السبت " ( حسب تقليد الطوائف المسيحية)  هو يوم الجمعة  الذي كان اليهود يستعدون فيه للسبت. وقول دارسين آخرين أنه كان يوم الأربعاء

وكلمة «الاستعداد» تجوز على يوم ما قبل السبت كما تجوز على يوم ما قبل العيد, فالثلاثة الأناجيل أخذوها بمعنى الاستعداد للسبت, أما القديس يوحنا فأخذها بالاعتبارين, أي اعتبار السبت، ولأن هذا السبت هو المحسوب أول أيام أسبوع الفطير وهو «عيد الفطير» اعتبر يوم هذا السبت عظيماً: «سبعة أيام تأكلون فطيراً, اليوم الأول تعزلون الخمير من بيوتكم. فإن كل من أكل خميرا من اليوم الأول إلى اليوم السابع تُقطع تلك النفس من إسرائيل. و يكون لكم في اليوم الأول محفل مقدس. وفي اليوم السابع محفل مقدس. لا يُعمل فيهما عمل ما, إلا ما تأكله كل نفس، فذلك وحده يُعمل منكم.» (خر15:12-16)

 

2) " فَلِكَيْ لا تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ،"
فَلِكَيْ لا تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ كان الرومان يتركون المصلوبين على الصلبان حتى يموتوا ويفسدوا مهما استغرق هذا من وقت. وأما اليهود فحسبوا بقاء أجساد المصلوبين على صلبانهم بعد غروب الشمس تنجيساً لأرضهم، بحسب ما جاء في ( تثنية ٢١: ٢٢، ٢٣) 22 واذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلق ملعون من الله.فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا "  فمنعاً لذلك سألوا بيلاطس أن يتخذ وسيلة لإماتة المصلوبين سريعاً حتى يمكن تنزيل أجسادهم قبل غروب الشمس.

3) " لأنَّ يَوْمَ ذَلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيماً "  

«االسبت العظيم »: اليوم الذى يلى يوم لأستعداد / عيد الفصح الذى يأتتى دائما يوم فى 14 نيسان وسنة اليهود قمرية دعى بالسبت العظيم ويقع فى يوم 15 نيسان (أى اليوم الذى يلى يوم الإستعداد) ولا يشترط فيه ان يكون سبتا ( لا يشترط يسبقه الجمعة ويليه الأحد) ولا يشترط فيه ان يكون سبتا الشرط الوحيد أنه يلى يوم الإستعداد فإذا أتى يوم الإستعداد الأحد يكون السبت العظيم يوم الإثنين وإذا أتى يوم الأثنين يكون السبت العظيم يوم الثلاثاء وكذا يأتى فى أى يوم من أيام الأسبوع العظيم  تمييزا له عن السبت الأسبوعى اليوم السادس من الأسبوع في العادة. ( يسبقه الجمعة ويليه الأحد)
كان اليهود يطلقون تسمية السبت ( Sabbath) على ثلاثة حالات :

(1)السبت الأسبوعى : كيوم من ايام الاسابيع ( وهو الذي يسبقه جمعه ويليه أحد)

(2) كيوم عيد متميز يحدده يوم الشهر ولا يشترط فيه ان يكون سبتا ( لا يسبقه الجمعة ويليه الأحد) ، ولكن يطلق عليه سبتا عظيما ( أو محفلا ) تمييزا له عن السبت الأسبوعى لان "سبث" تعني ايضا عيدا في العرف اليهودي  هذا يوم لا يشترط ان يأتي سبتا يسبقه جمعه ويلين أحد ولكنه يسمى سبتا،بالمناسبة هذا هو اليوم الذي يعيده المسلمون باسم عاشوراء تقليدا لليهود ,(لاويين 16 : 29- 31) ( 29 ويكون لكم فريضة دهرية انكم في الشهر السابع في عاشر الشهر تذللون نفوسكم وكل عمل لا تعملون الوطني والغريب النازل في وسطكم. 30 لانه في هذا اليوم يكفر عنكم لتطهيركم.من جميع خطاياكم امام الرب تطهرون. 31 سبت عطلة هو لكم وتذللون نفوسكم فريضة دهرية."  وايضا ( لاويين 23: 27 و 32)27 اما العاشر من هذا الشهر السابع فهو يوم الكفارة محفلا مقدسا يكون لكم تذللون نفوسكم وتقربون وقودا للرب. 28 عملا ما لا تعملوا في هذا اليوم عينه لانه يوم كفارة للتكفير عنكم امام الرب الهكم. …. 32 انه سبت عطلة لكم فتذللون نفوسكم.في تاسع الشهر عند المساء من المساء الى المساء تسبتون سبتكم  ».) .

(3) يطلق على السنة السابعة سبتا ، وكذلك تكرار سبعة من هذه الاحتفاليات ( وهو العيد الذهبي في السنة الخمسين ) السنة السابعة من سنين زراعة الارض يطلق عليها سبتا (لاويين 25 : 3 – 4)  3 ست سنين تزرع حقلك وست سنين تقضب كرمك وتجمع غلتهما. 4 واما السنة السابعة ففيها يكون للارض سبت عطلة سبتا للرب.لا تزرع حقلك ولا تقضب كرمك. 5 زريع حصيدك لا تحصد وعنب كرمك المحول لا تقطف.سنة عطلة تكون للارض. )
وسنة اليوبيل تسمى سبتا ( السنة الخمسون ) (وَتَعُدُّ لَكَ سَبْعَةَ سُبُوتِ سِنِينَ. سَبْعَ سِنِينَ سَبْعَ مَرَّاتٍ. فَتَكُونُ لَكَ أَيَّامُ السَّبْعَةِ السُّبُوتِ السَّنَوِيَّةِ تِسْعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً) (لاويين 25: 8 )

عيد الباكورة
ويعتبر أول الأعياد الزراعية. عيد يهودي يأتى فى أيام حصاد القمح والشعير فيه اعتاد الشعب اليهودي ممارسة طقوس بهيجة للغاية غلتقديم الشكر ليهوه واهب الخيرات. وقد ارتبط عيد الباكورة مع عيدي الفصح والفطير وعيد الخمسين. فعيد الباكورة يحتفل به خلال أيام عيد الفطير ويأتي عيد الخمسين بعده بخمسين يومًا.  (لا9:23-11)«وكلم الرب موس قائلاً: كلم بني إسرائيل، وقل لهم: متى جئتم إلى الأرض التي أنا أعطيكم وحصدتم حصيدها, تأتون بحزمة أول حصيدكم إلى الكاهن، فيردد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم, في غد السبت يرددها الكاهن» وقد حدث خلاف في تفسير عبارة في غد السبت. وتفسير الفريسيين  ان حصد الباكورة يتم ليلة الفصح ويوم 14 كان الفصح (كانوا يحتفلون به مساءً) ويوم 15 كان عيداً ويسمى سبت فهو يوم راحة وعطلة (خر12: 16) ويوم 16 كان غد العيد أو غد السبت وفيه يتم ترديد أول عُمُر. وهذا اليوم هو ثانى أيام الفطير. فأول أيام أسبوع الفطير هو 15 أبيب. ، أما الصدوقيين فكانوا يرون أنه يجب أن ينتظروا حتى يأتي أول سبت بعد الفصح ويرددوا الباكورة بعده. ونلاحظ أن الشعب احتفل بعيدي الفصح والفطير في البرية ولكن عيد الباكورة احتفلوا به لأول مرة بعد أن دخلوا أرض كنعان. ونلاحظ أن الباكورة كانت تقدم من القمح الذى يصنع منه الخبز

4) "  سَأَلَ اليَهُودُ بِيلاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا"

طلب اليهود  أن تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ ليموتوا سريعاً. وكان الرومان قد اعتادوا مثل هذه الوسيلة لتلك الغاية. وكانت أداة ذلك الكسر غالباً عصا ثقيلة. وكان سؤال اليهود ذلك واسطة لما لم يقصدوه، وهو إتمام النبوة القائلة " فيت بيت واحد يؤكل لا تخرج من اللحم من البيت إلى خارج وعظماً لا تكسروا منه " (خروج 46:12). وإن المسيح لا يرى فساداً (مزمور ١٦: ١٠). 10 لانك لن تترك نفسي في الهاوية.لن تدع تقيك يرى فسادا. "
الآن «اليهود»، أعضاء السنهدريم, وهم لا يزالون يناورون، وقد تمموا شهوة حقدهم، واكملوا تزييف قضية القتل حتى النهاية؛ سبقوا وذهبوا إلى بيلاطس يطالبون بضرورة إنزال الجسد من على الصليب تتميماً لحرفية الناموس: «واذا كان على إنسان خطية حقها الموت، فقُتا، وعلقته على خشبة. فلا تبت جثته على الخشبة، بل تدفنه في ذلك اليوم. لأن المعلق ملعون من الله. فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيباً.» (تث22:12-23)ولأن في ظنهم، لن يموت المسيح سريعاً، وهكذا يدخل (السبت) اليوم التالي للصلب فتتنجس به الأرض وهو معلق، طلبوا مسبقاً بكسر سيقان الكل, أي المسيح واللصين، ليعجلوا من الآن بموته. وواضح من هذاء الإتجاه إلى مزيد من التشفي لكسر ساقيه وهو حي!! بالإضافة إلى الاطمئنان إلى أنه يموت أيضاً ميتة لا قيام منها حينماتُكسر ساقاه! وكان الطلب، ولو أنه لا يدخل في صلاحية القانون الروماني ويمكن رفضه، إلا أن بيلاطس وافق عليه.

‏ويلاحظ أن كلا من إنجيلي القديس مرقس والقديس يوحنا يتفقان، كل واحد مع الأخر، في كون المسيح صُلت يوم الجمعة، وهو يوم الاستعداد: «ولما كان المساء، إذ كان الاستعداد, أي ما قبل السبت, جاء يوسف الذي من الرامة مشير شريف، وكان هو أيضاً منتظراً ملكوت الله، فتجاسر ودخل إلى بيلاطس، وطلب جسد يسرع» (مر42:15-43). ويتفق إنجيل القديس متى مع القديس لوقا في أن ذلك اليوم التالى يوم ذبح الخروف، وتفسير ذلك أن يوم 14نيسان يوم افستعداد كان يبدأ من عشية اليوم السابق لأن اليوم عند اليهود من مساء /عشية يوم وينتهى قبل شروق شكس اليوم التالى أى من مساء يوم 13 لنهار يوم 14 نيسان وإنجيل يوحنا يؤكد في مواضح كثيرة، كما سبق وذكرنا، أن المسيح يوم الفصح 14 نيسان.
«لكي لا تبقى الأجساد على الصليب»: ‏كان القانون الروماني يمعن في التشهير بالمجرمين، فكان يُبقي على أجسادهم معلقة على الصلبان ربما لأيام، وحتى لكي تفتك بها طيور السماء، وذلك عبرة للمجرمين، ولزيادة هيبة القانون. ولكن الناموس اليهودي يمنع ذلك، باعتبار أن من عُلق على خشبة هو ملعون من الله، فإذا بقي على الخشبة لثاني يوم فإنه ينجس الأرض، أي أرض إسرائيل! «فلا تبت جثته على الخشبة, بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المعلق ملعون من الله. فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيباً.» (تث23:21)
«أن تُكسر سيقانهم»: كانت الآلة التي تكسر بها السيقان مطرقة خشبية ثقيلة. وكانت هذه العملية بحد ذاتها عملاً وحشياً، لا يطيق الإنسان النظر إليها، وكانت الآلام الناتجة لا يمكن وصفها. وكان هذا الإجراء عقوبة قائمة، بحد ذاتها، عند الرومان، والآن أرفقوها بالمصلوب. ولكنهم بالنسبة للمصلوب المعلق الذي تتعذب روحه من طول فترة النزع الأخيره ربما كان يُحتسب هذا عمل رحمة (أعتقد أنها حتى للحيوان لا تعتبر رحمة). والمعروف أن المصلوب قد يمكث على الصليب في نزعه الأخير ربما إلى أيام. لهذا نجد أن بيلاطس، في إنجيل القديس مرقس، يتعجب كثيراً من سرعة موت الرب على غير العادة.
‏وفي العادة، لم تكن تكمل الوفاة بتكسير السأقين، فكان يجري على المصلوب ما هو معروف في القضاء بالضربة القاضية من أجل الرحمة بحد السيف، أو بضربة عنيفة تحت الإبط والذراع ممدودة أو بطعنة حربة مصوبة للقلب لتقضى في الحال على المتألم. وهذه كانت تعتبر ملحقات لعقوبة الصلب ، لتقليل زمن النزع للموت.
‏واليهود اختاروا سحق العظام للساقين. ولكن احتراسهم الشديد جداً للقضاء على المسيح، جعلهم حتى وبعد موته يستوثقون من غرضهم بطعنة الحربة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> راجع شرح (مر 15: 42) أما خروج الدم والماء من جنب يسوع عندما طعنه العسكرى فدليل على أنه مالت لأن إنحلال الدم دليل قاطع على حدوث الموت

شرح وتفسير  (يوحنا 19: 32)  32 فاتى العسكر وكسروا ساقي الاول والاخر المصلوب معه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَأَتَى العَسْكَرُ "

أي الذين امرهم بيلاطس بكسر ساقى المصلوبين الثلاثة حتى يسرعوا بموت المصلوبين الثلاة المسيح واللصين وهم غير الحساكر الذين قاموا بالصلب .

 

2) "  وَكَسَرُوا سَاقَيِ الأَوَّلِ وَالآخَرِ المَصْلُوبَيْنِ مَعَهُ"
سَاقَيِ الأَوَّلِ وَالآخَرِ هذا يحتمل أن العسكر كانوا فرقتين أخذت إحداهما تكسر ساقي من على أحد جانبي المسيح وأخذت الأخرى تكسر ساقي من على الجانب الآخر حتى أتتا إلى يسوع أخيراً. وتم بذلك وعد المسيح لأحد اللصين بقوله «اليَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الفِرْدَوْسِ» (لوقا ٢٣: ٤٣).
وهناك مفسرين يقولون أن ‏العسكر كانوا أربعة, فكان لكل مصلوب العسكرى المنوط بتنفيذ الأمر . بهذا تفهم لماذا ذكر اللصان أولاً مع أن المسيح في الوسط. فكل حارس كمل الأمر الصادر إليه، فلما جاء الحارس المنوط بتنفيذ المر غلى  المسيح، رأى أنه مات، فامتنع عن إجراء الكسر. وهكذا كُسرت ساقا اللص المجدف والتائب كليهما.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  وكان ما فعله العسكرى يدحض أى شك فى حقيقة موت المسيح ثم فى حقيقة قيامته ،  أن عظما من عظام المسيح لم تكسر ورد فى سفر الخروج (يو 12: 46) أن خروف الفصح لا يكسر عظم منه ولما كان ذلك الخروف رمزا للمسيح كان هاما أن ما قيل على الرمز يصدق على المرموز إليه وقد تم ذلك بالتدبير الإلهى

شرح وتفسير  (يوحنا 19: 33)  33 واما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه، لانهم راوه قد مات.
 .   .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لأنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ»."
 إتماما وتحقيقا للنبوة التى قيلت فى العهد القديم عن حروف الفصح التى وردت فى (خر 12: 46) 46 في بيت واحد يؤكل.لا تخرج من اللحم من البيت الى خارج.وعظما لا تكسروا منه.  (عد 9: 12)12 لا يبقوا منه الى الصباح ولا يكسروا عظما منه.حسب كل فرائض الفصح يعملونه.  (مز 34: 20) 12 لا يبقوا منه الى الصباح ولا يكسروا عظما منه.حسب كل فرائض الفصح يعملونه.
عرفوا ذلك من اصفرار لونه، وتنكيس رأسه، ولعلهم لمسوه أيضاً. ووثقوا بشهادة قائد الحراس أنه مات (متّى ٢٧: ٥٤). ولنا مما قيل هنا البرهان الأول على أن المسيح مات يقيناً.
«لأنهم رأوه قد مات»: الرب مات سريعاً! لهذا تعجب بيلاطس، الذي أراد أن يستوثق من هذه الحقيقة، فاستدعى قائد المائة، وسأله وتحقق فعلاً أنه مات: «فتعجب بيلاطس أنه مات كذا سريعاً، فدعا قائد المائة، وسأله: هل له زمان قد مات؟» (مر44:15)
‏ بعد هذا العذاب المرير، ولما كان الموت بيده كما كانت الحياة مات سريعا بعد أن تجرع كأس الألام كاملا ، فلما استوفى متطلبات الموت وعلاماته، وأكمل نزيف الذبيحة بالقدر الذي يكفي لخلاص العالم، اكتفى الرب بهذا الحد وانطلق: طالبا الخير للبشرية بالصليب «إنه خير لكم أن أنطلق» (يو7:16)، فلماذا التأخير في إتيان الخير؟ مات للذين يطلبون موته وقام للذين يطلبون حياة
‏مات بد أن اكمل طعامه وعمله  «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله» (يو34:4)، «العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (يو4:17‏)، «قال قد أكمل ونكس رأسه وأسلم الروح.» (يو39:19)
‏وكل إنسان يسلم الروح، تتنكس رأسه عن غير إرادة. أما يسوع فنكس رأسه أولاً، ثم أسلم الروح، هذه بإرادته وتلك بإرادته، ليبقى سيدا على الموت لما يستقبله. فقد استدعى المسيح الموت، ومات، كما يستدعي الإنسان النوم وينام: «لى سلطان أن أضعها»، «ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي» (يو18:10). فالموت، فى اعتبار الرب، ليس أكثر من نوم تعقبه اليقظة: «لعازرحبيبنا قد نام, لكني أذهب لاوقظه... وكان يسوع يقول عن موته، وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم. فقال لهم يسوع حينئذ علانية: لعازر مات» (يو11:11-14‏). وذهب، وبالفعل أيقظه!... وداود في المزمور لم ير في موت الرب وقيامته معاً إلا كنائم ثمل من الخمر استيقظ فجأة: «فاستيقظ الرب كنائم كجبار معيط (ملتهب) من الخمره فضرب أعداءه إلى الوراء، جعلهم عاراً أبدياً» (مز65:78-66)، «لماذا تطلبن الحي بين الأموات، ليس هو ههنا، لكنه قام.» (لو5:24-6)
‏وبعدما سلم المسيح أمه لتلميذ سبق فأحبته، وسلم الجسد لفريسى سبق وولده مع غنى له قبر، سبق فأعدوه، حينئذ انسل من الجسد الميت، لمهمة أخرى كانت تنتظره, إذ ‏«ذهب فكرز للأرواح التي في السجن.» (1بط19:3)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

>  قال العسكر كسروا سيقان اللصين " ولما يسوع لما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه "لأنهم را,ه قد مات" فتحقق بذلك القل المذكور فلم يكسر عظم من عظامه وورد أيضا فى (زك12: 10) سينظرون إلى الذين طعنوه" فتمت هذه النبوة أيضا ف بطعن العسكرى جنب يسوع فخرج دم وماء فإن الجميع سينظرون إلى جنب المسيح فيتوب البعض عن خطيته وينوح الآخر عندما يحاسب يوم الدين

شرح وتفسير  (يوحنا 19: 34)  34 لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء.
 "
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

(١يوحنا ٥: ٦، ٨) 6 هذا هو الذي اتى بماء ودم، يسوع المسيح. لا بالماء فقط، بل بالماء والدم. والروح هو الذي يشهد، لان الروح هو الحق. 7 فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الاب، والكلمة، والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد. 8 والذين يشهدون في الارض هم ثلاثة: الروح، والماء، والدم. والثلاثة هم في الواحد.


1) " لَكِنَّ وَاحِداً مِنَ العَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ"

. لم تكن ضربة الحربة هى لتى تسببت فى موت المسيح لأن مظاهر الموت على جسد المسيح عرفها جنود الرومان من خبرتهم فى صلب المحكوم عليهم عندما ذهبوا ليكسرا ساق الثلاثة المحكوم عليهم بالصلب فكسروا ساقى اللصان وعندما أتوا للمسيح وجدوه قد مات وكان الطعن بالحربة إحدى الوسائل القانونية للاجهاز على المحكوم عليهم بالموت للتعجيل بموتهم . ولكن يد النبوة كانت هي التي حركت هذا الشك في قلب ذلك العسكري ليجيب على اسئلة المشككين فى كل زمان على السؤال هل المسيح مات أم لم يمت؟ ليتم ما كان مقضياً به على الأرض.(زك10:12) «فينظرون إلي الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له.» (زك6:14-9) «ويكون في ذلك اليوم أن لا يكون نور... ويكون في ذلك اليوم أن مياهاً حية تخرج من أورشليم, نصفها إلى البحر الشرقي ونصفها إلى البحر الغربي... ويكون الرب ملكاً على كل الأرض»
في هذه الآية البرهان الثاني على موت المسيح يقيناً. كان هدف الجندي الذي طعن جنب المسيح أن يتأكد من موته، وأن ما شاهده ليس إغماءً ولا خداعاً، فكأنه قال في نفسه: إن لم يكن قد مات فطعن جنبه كافٍ أن يذهب بباقي حياته.أسباب موت المسيح :

(1) الإستدلال على سبب موت المسيح من آيات العهد الجديد ومطابقتها بنبوات العهد القديم 

لا يزال السبب الذى أدى في موت يسوع المسيح موضع نقاش واسع.ولكن يمكن تقرير الوفاة من خلال المقارنة الوثيقة بين ما ورد في الكتاب المقدس (خاصة الأناجيل الأربعة والفقرات النبوية من العهد القديم)

حيث هماك العديد من المقاطع من نبوات العهد القديم في إشارة إلى كل من الحالة الجسدية والمعنوية للمسيح التى أدت إلى موته توقع إشعياء أن كل جزء من جسد المخلص سوف يصاب و / أو يتعرض للرضوض (أشعيا 1: 6) 6 من اسفل القدم الى الراس ليس فيه صحة بل جرح واحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت. " ، ولا سيما الرأس كله سيصاب (أشعيا 1: 5) 5 على م تضربون بعد.تزدادون زيغانا.كل الراس مريض وكل القلب سقيم. " والظهر سيصاب من قبل ضرب الجلادين وسيهزأون بالمسيح ويلطمونه (أش 50 : 6).6 بذلت ظهري للضاربين وخذي للناتفين.وجهي لم استر عن العار والبصق "  وتتنبأ المزامير أيضًا بأن الحرثيين حرثوا ظهر الرجل البار (مز 129 :3)."على ظهري حرث الحراث. طولوا أتلامهم»."
تشير نفس مزامير داود النبى إلى حالة المسيح أثناء الصلب ؛ وثُقبت قدماه ويديه (مز 22 ، 17 - 18) 17 احصي كل عظامي.وهم ينظرون ويتفرسون في. 18 يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون " ، وكان عطشانًا (مز 69 ، 4) ، ولذلك أُعطي الخل (مز 69 ، 22)21 ويجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقونني خلا 22 لتصر مائدتهم قدامهم فخا وللامنين شركا."  ؛ أصبح قلبه مثل الشمع يذوب في صدره (مز 22 ، 15).  14 كالماء انسكبت.انفصلت كل عظامي.صار قلبي كالشمع.قد ذاب في‏ وسط امعائي. 15 يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي والى تراب الموت تضعني.  " هذه النقطة الأخيرة أكدها إشعياء (أشعيا 1 ، 5).5 على م تضربون بعد.تزدادون زيغانا.كل الراس مريض وكل القلب سقيم. " ووفقًا لسفر الخروج ، نرى أيضًا أنه لم يتم كسر أي عظم (خروج 12 ، 46).46 في بيت واحد يؤكل.لا تخرج من اللحم من البيت الى خارج.وعظما لا تكسروا منه.  "  ويضيف زكريا أنه قد ثُقب [طعنوه برمح] (زك 12 ، 10) 10 وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون الي الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره.  " وحزقيال أن بعض "الماء" يتدفق من ذلك الجرح (حز 47 ، 1).1 ثم ارجعني الى مدخل البيت واذا بمياه تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق لان وجه البيت نحو المشرق.والمياه نازلة من تحت جانب البيت الايمن عن جنوب المذبح.
في إشارة إلى الآلام الأخلاقية والنفسية للمسيح يسوع ، تشير مزامير داود النبى إلى أن المخلص سيعاني من الخزي (مز 69 ، 8) 7 لاني من اجلك احتملت العار.غطى الخجل وجهي. 8 صرت اجنبيا عند اخوتي وغريبا عند بني امي. " والإهانات التي من شأنها أن تحطم قلبه (مز 69 ، 21). 20 العار قد كسر قلبي فمرضت.انتظرت رقة فلم تكن ومعزين فلم اجد 21 ويجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقونني خلا  " يستنتج إشعياء أن المسيح سوف يُجرح من أجل خطايانا ويسحق من أجل خطايانا (أشعيا 53 ، 5)."وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا."

(2) الإستدلال على سبب موت المسيح من كفن تورينو

وما يمكن ملاحظته على كفن تورينو (TS). من الواضح أن أصالة هذا الأخير يجب أن تُقبل هنا بمعنى أنها كانت ملفوفة بجثة يسوع الناصري.

(TS)  يحتوي على الكثير من المعلومات العلمية حول موت يسوع ولكن هذه المعلومات ليست دائمًا سهلة التفسير من وجهة نظر علمية. انظر الشكل عبارة عن قماش كتاني يبلغ طوله 4.4 مترًا وعرضه 1.1 مترًا ، ويُظهر الصورة المزدوجة لرجل ميت مجروح ومتوج بشوكة وطعن جانبه وصلب. لا يمكن تفسير الصورة البشرية المؤثرة بشكل دائم على TS بالعلم ولا يمكن إعادة صناعة مثلها .
يجب أن تأخذ المعايير المستخدمة لدعم أو تجاهل العديد من الفرضيات المسببة فيما يتعلق بالحدث النهائي الذي تسبب في موت يسوع: حقيقة حادة ، وضوح وصراخ يسوع قبل موته مباشرة. نستنتج أن أسباب الوفاة هي:
السبب النهائي: احتشاء عضلة القلب ، تمزق القلب ودموية القلب.
الأسباب المساهمة والمتسارعة وذلك بترتيب زمني: 1. الإجهاد العاطفي الشديد والتعرق مع التعرق الدموي ، 2. فقدان السوائل دون شرب ، 3. الضرب والجلد ، 4. تاج الأشواك ، 5. صدمة حادة في الرقبة والصدر بعد السقوط مع خلع الكتف الأيمن ، شلل في الضفيرة العضدية اليمنى بالكامل ، كدمة رئوية مع مدم صدري وكدمة قلبية ، 6. تسمير ، 7. شلل زندي قريب محتمل من التمدد أثناء الصلب ، 8. خلع محتمل للقدم اليمنى من التمدد أثناء الصلب ، 9. سببية ، 10. فرط التهوية ، 11. الصدمة النزفية - نقص حجم الدم - الصدمة المتعددة والصدمة المعلقة.

يعتقد الكثيرون أن كفن تورينو TS هي قطعة قماش الدفن التي لف بها يسوع المسيح منذ حوالي 2000 عام وهناك بعض الدلائل على أن TS كانت في فلسطين في القرن الأول بعد الميلاد ثم نُقلت إلى الرها (سانليورفا الحالية في تركيا). إن تزامن وجه كفن تورينو TS مع وجه المسيح على العملات البيزنطية (خاصةً  الذهبية) ، التي وزعت في القرن السابع الميلادي ، يدل على أن TS كانت معروفة خلال الإمبراطورية البيزنطية [6].
بعد نهب القسطنطينية عام 1204 ظهر "كفن المسيح" في أوروبا عام 1353 في ليري بفرنسا وتضرر في عام 1532 في شامبيري بفرنسا. في عام 1988 ، بعد نتائج الدراسات الحديثة [12 ، 13] التي تؤكد التطابق العديدة بين النتائج الجديدة لـ TS مع ما هو موصوف في الكتاب المقدس المسيحي ، يعتبر المؤلفون أن يسوع الناصري هو رجل TS.
يعتقد المؤلفون في صحة TS. مصادر المعلومات في أيديهم هي تلك التي تأتي من TS ، والأناجيل الأربعة والفقرات النبوية من العهد القديم. لذلك ، تؤسس هذه الورقة المناقشة العلمية لأسباب موت المسيح على الفرضيات التالية:

 

ما هو معنى خروج دم وماء ؟

في كثير من الأحيان ، يطرح السؤال حتمًا في المسلسلات الإنجيلية ؛ "ما معنى" الدم والماء "كما هو موصوف في ( يوحنا 19: 34)؟
إن الأجابة على هذا السؤال قد يعطي إجابة ضعيفة أو ليست فى معنى النص إذا فسرناه بالعاطفة وحدها أو بغضفاء روحانية على يبعد المعنى بعيدًا حتى يضيع المعنى الحقيقي للنص.
وتفسير الآية من خلال تقرير الطبيب وليس اللاهوتي على رؤيته من زاوية جديدة وإعطاء معنى حي للمقطع. بما أن اهتمامنا لاهوتي ، فلنبدأ بتفسير النص.
يذكر الإنجيل أنه عندما أتوا إلى يسوع ، ورأوا أنه قد مات بالفعل ، لم يكسروا ساقيه: لكن أحد الجنود بحربة طعن جنبه ، وعلى الفور خرج دم وماء (يوحنا 19: 33-34).
عندما ننظر إلى المقطع في سياقه (الآية 33) ، نرى أن أفعال الجنود الرومان هي في سياق موت المسيح بالفعل. هذا يعطينا فكرة عن المعنى. يوحنا يصرح بهذا المفهوم بما لا يدع مجالاً للشك فيما يتعلق بمعناه في الآية 35. والشخص الذي رآه سجل ، وسجله صحيح: وهو يعلم أنه يقول حقًا لكي تؤمنوا (يوحنا 19: 35).35 والذي عاين شهد، وشهادته حق، وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم. 
ويريدنا إنجيل يوحنا أن تؤمن أن يسوع قد مات حقًا - البرهان الأول عدم كسر رجلى المسيح والثانى الدم والماء هما !

الآن نفتقد "التفاصيل" على وجه الدقة التى أدت إلى موت المسيح لكثرة التعذيب والأحداث التى واجهها لأننا لسنا على دراية بالصلب وكيف تم ممارسته حقًا وما هي الإجراءات الشائعة في تنفيذ حكم الإعدام. لكن إنجيل يوحنا يتحدث إلى جمهور على دراية بهذه الممارسة الوحشية. كان الصلب هو تنفيذ حكم الإعدام ، ومثل كل عملية إعدام ، يجب تقديم دليل على الموت. من الطريقة التي يكتب بها يوحنا ، يمكننا أن نستنتج أن ثقب جانب السجين كان معروفًا جيدًا للناس في القرن الأول ، واختبارًا قياسيًا للموت بالصلب.
اندهش الكهنة والحكام ليجدوا أن المسيح قد مات. كان موته على الصليب سريعة لم تشفى غليل الكهنة فى إنتقامهم ؛ كان من الصعب تحديد متى توقفت حياتة . لم يسمع أحد أن يموت شخص في غضون ست ساعات من صلبه. رغب الكهنة في التأكد من موت يسوع ، وبناءً على اقتراحهم ، ألقى جندي بحربة في جنب المخلص. من الجرح الناتج على هذا النحو ، كان هناك تياران غزيران ومتميزان ، أحدهما من الدم والآخر من الماء. هذا ما لاحظه جميع الناظرين ، ويذكر إنجيل حدوثه بكل تأكيد. يقول: "طعن أحد الجنود جنبه بحربة ، وفي الحال خرج دم وماء. والذي رآه شهد وشهادته حق وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا. لأن هذه الأشياء كانت ليتم الكتاب القائل: عظم لا يكسر منه. ومرة أخرى يقول كتاب آخر: سينظرون إلى من طعنوه ". (يوحنا 19: 34-37)
بعد القيامة ، نشر الكهنة والحكام تقريرًا مفاده أن المسيح لم يمت على الصليب - أنه أغمي عليه فقط وتم إحياؤه بعد ذلك. وأكد رواية أخرى أنها لم تكن جسداً حقيقياً من لحم وعظم ، بل هي شبه جسد موضوع في القبر. عمل الجنود الرومان يدحض هذه الأكاذيب. لم يكسروا ساقيه ، لأنه مات بالفعل ، ولكن لإرضاء الكهنة ، اخترقوا جنبه. وتأكد العالم وليس الكهنة فقط بموت المسيح فقد إخترقت حربة قلبه وخرج دما وماءا
لكن لم يكن دفع الرمح ، ولم يكن ألم الصليب هو الذي تسبب في موت يسوع. تلك الصرخة ، التي أُطلقت "بصوت عالٍ" (متى 27:50 ؛ لوقا 23:46) ، في لحظة الموت ، أعلن تيار الدم والماء المتدفق من جنبه ، أنه مات متأثرًا بقلب مكسور. انكسر قلبه بسبب الكرب النفسي. لقد قُتل بسبب خطيئة العالم

«الحربة»: وهي الحربة التي نراها الآن في أيدي الجنود الخيالة. وطعنة الحربة تخترق الجسم بسرعة شديدة، فهي مدببة الطرف، حادة إلى أتصى حد. ويقول العلماء أنه لكي تصل إلى القلب وتمزقه، وهذا هو الفرض الأساسي من الطعن، يلزم أن تأتي الضربة من اليمين إلى اليسار. وهذا هو ما تسلمناه بالتقليد تماماً، فالمتوارث عند الآباء أنه طُعن في جنبه الأيمن.«وللوقت خرج دم وماء»: «الذى أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه.» (رؤ5:1‏)؛ «وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف.» (رؤ14:7)

 

2) "  وَلِلوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ "

ونستنتج مما قيل في (يوحنا ٢٠: ٢٧) 27 ثم قال لتوما:«هات اصبعك الى هنا وابصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا».  أن الجرح كان واسعاً وعميقاً. ونستدل من خروج الدم والماء من جنبه أن الحربة بلغت شغاف قلبه. وانحلال الدم إلى ما ذُكر دليل قاطع على وقوع الموت، وأن علته انهيار القوة الجسدية. وكان ما فعله العسكر دفعاً لكل شك في حقيقة موت المسيح، ثم في حقيقة قيامته.
إن المؤمن بالله يرى للرب يداً في تحريك حربة ذلك الجندي الروماني، كما يرى له يداً في تحريك قلم يوحنا البشير في تسجيل خبر هذه الحادثة.

الآن بعد أن فهمنا من الكتاب المقدس وروح النبوة ما يعنيه يوحنا عندما يتحدث عن الدم والماء ، دعونا نلقي نظرة على البيان في ضوء الطب الحديث و. سأبدأ بالتعريف المعياري الذهبي لموت الدماغ. إذا ثبت أن تدفق الدم إلى الدماغ قد توقف لأكثر من 5-10 دقائق ، فإن الموت الدماغي مؤكد. وهل "الدم والماء" يدل على هذه الحالة؟ نعم!
 كيف يتم توضيح ذلك القلب عندما يتوقف عن العمل يشبه إذا أخذت بعض الدم ووضعته في أنبوب تمت إضافة مادة كيميائية إليه لمنعه من التجلط ، والسماح له بالوقوف منتصباً ، بعد مرور بعض الوقت ، ستستقر خلايا الدم الحمراء في القاع. هناك اختبار معملي يسمى "معدل الترسيب" والذي يقيس في الواقع الوقت الذي يستغرقه الدم ليستقر. عادة ما يستغرق إجراء هذا الاختبار ساعة. إذا تم اهتزاز الدم وخلطه مرة أخرى في أي وقت ، فسيؤدي ذلك إلى إعادة اختبار معدل الترسيب إلى الصفر وستبدأ عملية الترسيب من جديد. إذا كان على المرء أن يسحب  سائلًا من قاع أنبوب الترسيب الكامل - فإن أول ما يتم إطلاقه من الأنبوب هو خلايا الدم الحمراء المستقرة. بعد إزالة جميع كريات الدم الحمراء ، يتم عندئذ خروج بلازما الدم المتبقية (أو السائل الدموي المصلي "كما يُعرف باسمها التقني) ؛ الدم والماء!
عندما يتم احتجاز السجين المصلوب في وضع مستقيم أثناء الصلب وبطانة الأوعية الدموية المعروفة باسم البطانة تمنع الدم من التجلط. لذلك ، بعد حوالي ساعة من انتهاء قلب السجين من الضربات الأخيرة ، إذا تم النقر على قاع عمود الدم المستقر بواسطة رمح ، سترى كتلة خلايا الدم الحمراء المستقرة متبوعة بالبلازما. يوضح هذا الاختبار بوضوح أن القلب قد توقف عن النبض لأكثر من ساعة وأن الدورة الدموية قد توقفت تمامًا لتلك الفترة الزمنية وبالتالي استوفت بوضوح معايير موت الدماغ والتعريف السريري للموت ، توقف الدورة الدموية. حتى الشخص العادي سيفهم هذا أيضًا على أنه موت مؤكد.
لا يوجد سوى مكان في الجسم حيث يمكن للحربة أن تثبت باستمرار ما إذا كان الدم قد استقر أم لا. سيكون قطعًا أو ثقبًا للأوعية الكبيرة (الشريان الأورطي والوريد الأجوف السفلي) حيث تنقسم. يحدث هذا على مستوى الفقرة القطنية الرابعة ،إن إدخال الرمح مباشرة فوق قمة الحرقفة (الجزء العلوي من عظم الحوض في الجانب). هذا هو المعلم الذي يوضح مستوى القرص بين الفقرة القطنية الرابعة والخامسة
سوف يندفع الرمح حتى يلامس العمود الفقري. ثم "يمشي" إلى الأمام حتى ينزلق من مقدمة جسم الفقرة. بعد ذلك ، سيؤدي الدفع السريع للأمام وإزالة الرمح فورًا إلى اختراق الشريان الأورطي والوريد الأجوف السفلي وسيخرج عمود الدم المستقر ويرى الجندي "الدم والماء".
الآن ما معنى كل هذا؟ يوحنا يقدم لنا شهادة مكتوبة كشهادة عيان عن موت المسيح. الأدلة المادية التي يقدمها - عندما يتم فهمها بشكل صحيح - تفي بالمعيار الذهبي لموت الدماغ من العلوم الطبية الحديثة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  وأن العسكرى طعن جنبه فخرج دم وماء وأنه مات حقا كفارة عن الخطاة وأنه بالتالى قام حقا وأنه قد تمت بموته وقيامته كل النبوات بأنه المسيح (المسيا) المنتظر . . . وقال القديس كيرلس الكبير أن الماء يشار به إلى المعمودية والدم يشار إليه إلى الإفخارستيا - وقيل أن كلا من الدم والماء خرج ممتازا عن الآخر وهذا لا يمكن ألأن يكون طبيعيا لأن الدم يجمد فى الموتى فلا يسيل كما قال الأطباء والإختبار " والذى عاين" وهو يوحنا كاتب هذه البشارة وقد تكلم عن نفسه بضمير الغائب " شهد وشهادته حق" وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا

شرح وتفسير  (يوحنا 19: 35)  35 والذي عاين شهد، وشهادته حق، وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "«وَالَّذِي عَايَنَ شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ» ".
تلميذ المسيح يوحنا هو التلميذ الوحيد الذى كان قريبا من قلب المسيح  وقد تبع يوحنا المسيح بعد القبض عليه فى بيت قيافا وحضر محاكماته الدينية الثلاث وكان موجودا فى محامته الأولى أمام بيلاطس والثانية أمام هيرودس وأمام بيلاطس الثالثة وذهب وراء المسيح فى الطريق للجلجثة وكان واقفا تحت الصليب مع المريمات مما يدل على أنه كانت له علاقات واسعة بين اليهود وبين الرومان ايضا ويعبر يوحنا عن علاقته الخاصة بالمسيح بصورة الجمع فى (1يو 1: 1)  1 الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رايناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته ايدينا، من جهة كلمة الحياة. 2 فان الحياة اظهرت، وقد راينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا."  فهو بلا شك شاهدا أينا وثقل شهادته عبر الأجيال من خلال الإنجيل ورسائله

.. تشير هذه ألآية إلى ما ورد فى (يو 20: 30- 31) والمقارنه تؤكد القصد الكرازى المتعدد الأهداف الذى ورد فى هذه البشارة (يو 21: 24)   هذه ألاية هى من شاهد عيان لتأكيد كبيعة المسيا البشرية وبا، يسوع مات حقا ، وقد أوردت البشارة التى رواها يوحنا ردودا كثيرة على بعض الهرطقات التى ظهرت فى ذلك الوقت ومنها الهرطقة الغنوسية الذى قبل بألوهية يسوع ولكنه أنكر بشريته وهناك أقوال مجازية وتاملية حول موضوع نزول دم وماء ولكنها مجرد تأملات وإستعارات مجازية بعيدة عن الواقع
وكلمة «شهد» تفيد هنا أنه سجلها في إنجيله، وهو نفسه يختم على هذا التسجيل أنه حق, لسيب هام وخطير، لا يستطيع أن يبوح به علنا، وهو لا يخرج عن أن الروح القدس كان يوضح له الحقائق التي يرى بالإلهام والفهم، ويؤكد له بالروح صحة ما يمليه عليه ويكتبه.وعبّر يوحنا هنا عن نفسه بضمير الغائب، وقد اعتاد في هذه البشارة أن لا يذكر اسمه واشار عن نفسه بعبارة " التلميذ الذى كان يسوع يحبه". وقال هنا ثلاثة علن صراحة أنه كان شاهد عيان, وليس بالمشاهدة العابرة. بل إنه «عاين» أي تحقق من الرؤيا, (١) إن ساقَي المسيح لم تُكسرا. (٢) إن أحد جنود الرومان طعن جنبه. (٣) إنه خرج من جنبه دمٌ وماءٌ. وغايته من تقديم هذه الشهادة إثبات أن المسيح مات يقيناً، لأن عمل الفداء متوقِّف على موته، فقد مات كفارة عن الخطاة، وعليه تتوقف حقيقة القيامة وأكثر عقائد المسيحية. وهدفه أيضاً إثبات أن يسوع هو المسيح، لأن النبوات تمّت بحوادث موته، فهو الموعود به فيها كما أوضح في ع ٣٦، ٣٧.
ثم يعود القديس يوحنا يختم على صدق روايته ومعاينته لهذه المعجزة فيقول، إنه يعلم أنه يقول «الحق» بمعنى أنها ليست رواية شخصية من رؤيا شخصية, إنه في كمال إدراكه ووعيه المسيحي وليس عن دهش أو منظر معقول أو غيبة. بمعنى أن الإملاء الروحي من الروح القدس لم يأته وهو في غيبوبة, بل وهو في صحو الذهن وكمال ملكة الإدراك والتمييز. أما لماذا هذا الإثبات لصحة ما كتب، فهو ليؤمن القارىء. ليس مجرد الإيمان بخروج الدم والماء فقط بل بكل ما كتبه. فغاية القديس يوحنا من إنجيله هي الإيمان الكلي بالمسيح!

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

 شرح وتفسير   (يوحنا 19: 36)  36 لان هذا كان ليتم الكتاب القائل:«عظم لا يكسر منه».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أنَّ هَذَا كَانَ لِيَتِمَّ الكِتَابُ القَائِلُ:" 

القديس يوحنا بقوله: «هذا كان ليتم الكتاب» يجمع بين حادثة عدم كسر عظام الساقين مع حادثة طعن جنبه بالحربة, لأن الأولى تسببت في الثانية. وهنا موضع التدبير العجيب، فلأنهم وجدوه قد مات, فلم يجدوا ضرورة لكسر الساقين, وهكذا تحاشى التدبير الإلهي أن تمس عظام المسيح بأذى، وذلك بحسب الطقس والنبوة معاً. ولكن لكي يتأكدوا من موته بالأكثر لجأوا إلى طعن جنبه بالحربة، فكان هذا بدوره تدبيراً آخر لتتم النبوة، وفي نفس الوقت لتستعلن قوة الحياة النابعة من ذبيحة الموت.

 

2) " عَظْمٌ لا يُكْسَرُ مِنْهُ."

أوردنا معظم نبوات العهد القديم ومنها  ( مزمور ٢٢: ١٦، ١٧ ) 16 لانه قد احاطت بي كلاب.جماعة من الاشرار اكتنفتني.ثقبوا يدي ورجلي. 17 احصي كل عظامي.وهم ينظرون ويتفرسون في. تتميم النبوة (مز19:34-20) «كثيرة هي بلايا الصديق، ومن جميعها ينجيه الرب، يحفظ جميع عظامه, واحد منها لا ينكسر.» (مز 69: 21)."ويجعلون في طعامي علقَمًا، وفي عطشي يسقُونني خلًا" وغيرها التى تنبأت عن الأيام الأخيرة للسيم المسيح وصلبه فى تفسير ألاية ويمكنك الرجوع إليها فى(يو 19: 34) وسجل يوحنا هنا الأمور الثلاثة التي حققت ما يتعلق بالمسيح من رمز ونبوة.

  ونبوة عَظْمٌ لا يُكْسَرُ مِنْهُ تشير إلى ما أمرت به الشريعة في شأن حمل الفصح (خروج ١٢: ٤٦ )  46 في بيت واحد يؤكل.لا تخرج من اللحم من البيت الى خارج.وعظما لا تكسروا منه. ( عدد ٩: ١٢).12 لا يبقوا منه الى الصباح ولا يكسروا عظما منه.حسب كل فرائض الفصح يعملونه. "  ولعل الأمر المشدد عليه بأن «لا يبقى منه إلى الصباح»، هو الذي كان وراء سرعة إنزاله من على خشبة الصليب لتكتمل فيه ملامح الفصح، ظهر يسوع لتلاميذه لمدة اربعين يوما قبل حلول الروح القدس (عيد العنصرة ) وشرح لهم جميع النبوات التى وردت فى أسفار وكتب العهد القديم (لو 24: 27) (أع 1: 2- 3) وسفر ألعمال هو عبارة عن تحقق جميع نبوات العهد القديم فى العهد الجديد

وكان ذلك الحمل رمزاً ليسوع كما يظهر من قول يوحنا المعمدان (يوحنا ١: ٢٩) 29 وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال:«هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم! " ومن قول بولس الرسول في (١كورنثوس ٥: ٧).7 اذا نقوا منكم الخميرة العتيقة، لكي تكونوا عجينا جديدا كما انتم فطير. لان فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا. "  وما صدق على الرمز صدق على المرموز إليه وتم ذلك بالعناية الإلهية.
وهل كان المسيح يجوز هذه الحوادث المحددة ليتم المكتوب عنه في النبوات؟

والجواب على هذا هو العكس تماماً، فأنه سبق وأنبأ بالروح على فم الأنبياء على مدى عصور مختلفة ومتباعدة ما سيلاقيه المسيح عند مجيئه. والسبب في ذلك هو غاية في الأهمية والخطورة، وهو لكي حينما يتمم المسيح المكتوب عنه, يتعرف عليه حفظة الناموس والأنبياء، ولا يكون عذر البتة لمن ينكره أن يتنكر له: «لو لم أكن قد جئت وكلمتهم, لم تكن لهم خطية، وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم» (يو22:15)، «لو كنتم تصدقون موسى، لكنتم تصدقونني، لأنه هو كتب عني. فأن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك, فكيف تصدقون كلامي» (يو46:5-47‏)، «فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية, وهي التي تشهد لى.» (يو39:5)

† "  لان هذا كان ليتم الكتاب القائل:«عظم لا يكسر منه». " ..
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

  شرح وتفسير  (يوحنا 19: 37)  37 وايضا يقول كتاب اخر:«سينظرون الى الذي طعنوه».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَأَيْضاً يَقُولُ كِتَابٌ آخَرُ: سَيَنْظُرُونَ إِلَى الَّذِي طَعَنُوهُ»."

والكتاب الذى ذكرته الآية هو سفر زكريا (زك 12: 10) وهو أحد العهود العظيمة بأن : (1) إسرائيل سوف تقبل يوما بيسوع المسيا (رؤ 1: 7) أو .. (2) كثيرا ممن آمن بيسوع من اليهود حزنوا لموته .. من الجدير بالذكر أن الإقتباس (الإستشهاد) من سفر زكريا هو إقتباس من النص المازورى العبرى وليس من الترجمة السبعينية اليونانية التى عادة ما يقتبس منها البشيرون .. وردت هذه الكلمة فى النص السبعينى بــ "إستهزأوا به" بينما أورد النص العبرى   كلمة "طعنوه" سَيَنْظُرُونَ إِلَى الَّذِي طَعَنُوهُ هذا من نبوة زكريا ( زكريا ١٢: ١٠ ) 10 وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون الي الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره. " وقد عدل إنجيل يوحنا ما جاء في السبعينية في قول النبي من : «فينظرون إلى» بصيغة المتكلم، إلى «ينظرون إلى الذي طعنوه» بصورة الغائب ‏ويقال أن هذا هو الأصح. والمقصود منه أن الذين ينظرونه ليسوا هم العسكر ويوحنا والذين كانوا وقوفاً حول الصليب فقط، بل اليهود الذين قالوا ده علينا وعلى اولادنا والذين كانوا يدحلون ويخرجون لباب المدينة مارين بتلة الجلجثة كلهم الذين سيذكرون بعد ذلك أنهم كانوا السبب الوحيد لطعنه (وإن كان الطاعن غيرهم) ويتوبون عن خطيتهم، أو ينوحون لذلك يأساً في يوم الدين .( رؤيا ١: ٧)7 هوذا ياتي مع السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الارض. نعم امين."

وهكذا، كما جاءت الطعنة لتكميل نبوة سابقة، هكذا أيضاً جاءت الطعنة كعلامة مرافقة لجنب المسيح، حيث ستكون علامة تبكيت مر للذين طعنوه, كالذي ذاقه بطرس عند صياح الديك بعد أن أنكر من أحبه.
والمقصود أيضاً من تلك النبوة أن المؤمنين في كل عصر ينظرون بالإيمان إلى جنب المسيح المجروح لأجلهم، برهاناً على محبته لهم محبة تفوق الوصف، وعلى كمال الفداء الذي أتى به لأجلهم.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع عشر
9. دفنه
  (يوحنا 19:  38- 42)

شرح وتفسير  (يوحنا 19: 38)  38 ثم ان يوسف الذي من الرامة، وهو تلميذ يسوع، ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود، سال بيلاطس ان ياخذ جسد يسوع، فاذن بيلاطس. فجاء واخذ جسد يسوع.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ تِلمِيذُ يَسُوعَ، وَلَكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الخَوْفِ مِنَ اليَهُودِ"
سبق الكلام على دفن يسوع في شرح متّى ٢٧: ٥٧ - ٦١ ومرقس ١٥: ٤٢ - ٤٧.
 يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ،:  يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ،  اسم عبري معناه "يزيد" 
يُوسُفَ كان رجلاً غنياً وتلميذاً للمسيح (متّى ٢٧: ٥٧) 57 ولما كان المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف - وكان هو ايضا تلميذا ليسوع " ومشيراً شريفاً ينتظر ملكوت الله (مرقس ١٥: ٤٣) 43 جاء يوسف الذي من الرامة مشير شريف وكان هو ايضا منتظرا ملكوت الله فتجاسر ودخل الى بيلاطس وطلب جسد يسوع.  " وصالحاً باراً لم يوافق اليهود في رأيهم وعملهم (لوقا ٢٣: ٥٠، ٥١). 50 واذا رجل اسمه يوسف وكان مشيرا ورجلا صالحا بارا - 51 هذا لم يكن موافقا لرايهم وعملهم وهو من الرامة مدينة لليهود. وكان هو ايضا ينتظر ملكوت الله. " وزاد يوحنا على ما قاله سائر البشيرين أنه كان تلميذ يسوع خفية.ووكان عضوًا في مجلس السنهدريم.
 

2) "  سَأَلَ بِيلاطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلاطُسُ. فَجَاءَ وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ»"
سَأَلَ بِيلاطُسَ أظهر شجاعة ومحبة بهذا الفعل.حركة صحوة بين تلاميذ خاملين كانوا في الظل، أو بحسب تعبير إنجيل يوحنا : «خفية لسبب الخوف»، هذا من جهة هذا الرجل المقدام يوسف الرامي. أما من جهة نيقوديموس، فيسرع القديس يوحنا ويعرفنا بزيارة الليل والظلام، هناك في البداية! وهنا يظهر الولاء والشجاعة فى أرربعو شخصيات فى وقت صلب المسيح يوحنا الذى رافق المسيح فى كل أخداث اليوم الأخير وبعد الأخير منذ القبض عليه حتى دقنه وبعدقياكته .. ويوسف الرامى ونبقوديموس تلميذى المسيح جاء وقت ظهورهم بعمل إيجابى وهو إنزال المسيح ودفنه أما التلاميذ فصاحبهم الخوف فى العلية
لموت الذي شتت صف تلاميذ النهار، ورحلات الحب ودروس الجبل، جذب الصف الثاني من تلاميذ الخفاء والخوف وزيارات الليل؛ لأن جلال الموت لمعلم محبوب، يشعل نار الجرأة في بعض القلوب النبيلة. والعرفان بالفضل والجميل، له عشاقه ورواده في وقت المحنة وزمن الملمات. والمحبة الصادقة لا تهاب المخاطر، وان كان يُحسب لها الحساب.ولم يكن عناه وبره ومكانته الإجتماعية مانعا فى أن يصير تلميذا للمسيح «الغني», المشير, الصالح, البار, المتجاسر» كتلميذ ولكن في السر، إلى الميعاد الذي جُهز له، بل وربما وُلد من أجله، ليتسلم الجسد المقدس الذي للابن الوحيد من فوق خشبة الصليب، الأمر الذي لم يتجاسر عليه لا تلميذ من التلاميذ ولا حتى قريب من المقربين. ولا شك أن هذه الصفات الخمس أهلته لهذه المهمة الجليلة والخطيرة والحرجة جداً بآن واحد!

فَأَذِنَ بِيلاطُسُ بعد أن تحقق موت يسوع من القائد (مرقس ١٥: ٤٤، ٤٥).
‏ه«الرامة»: يختلف على موقعها العلماء  والأرجح مدينة الرامة | رامتايم صوفي,ىراء المفسرين كما يلى :
‏1. قرية الرامة: إنها المدينة المعروفة باسم «رام الله»، واخرون «الرملة»
2. مدينة الرامة | رامتايم صوفيم بلد صموئيل النبي. وكون يوسف هذا من الرامة أصلاً، يعني أنه كان مستوطناً في أورشليم بداعي وظيفته التي عُين فيها كـ «مشيرا» في السنهدريم، مما اضطره للاقامة في أورشليم. وأن يذكر أن له «قبراً جديداً» بجوار سور المدينة في بستان، يعني أنه مستوطن حديثاً مما كلفه أن يكون له ملك أرض، وأن يحفر له فيها قبرا: «فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي، ووضعه في «قبره الجديد» الذي كان قد نحته في الصخرة.» (مت59:27-60)
3. مدينة الرامة، على حدود سبط أشير
4. مدينة الرامة، في سبط نفتالي
5. الرامة | راموت جلعاد
6. قرية الرامة، في سبط شمعون | راموت الجنوب

† " يوسف .... ونيقوديموس " ..  شخصان غنيان وفعالان من أعضاء مجلس السنهدرين كانا تلميذان سرا ليسوع ولكنهم خرجا فى العلن فى وقت الخطر على يسوع ويقول التقليد أنهما قاوما مؤامرة رؤساء الكهنة لقتل يسوع فى نقاشهم أثناء محاكمته وأعلنا عن نفسهما بعد موت يسوع وقيامته
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  راجع (مت 6: 57- 61) ومر 15: 42 - 47)
 

شرح وتفسير  (يوحنا 19: 39)  39 وجاء ايضا نيقوديموس، الذي اتى اولا الى يسوع ليلا، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَجَاءَ أَيْضاً نِيقُودِيمُوسُ،"
نِيقُودِيمُوسُ : اسم يوناني معناه "المنتصر على الشعب" وهو فريسي وعضو في السنهدريم، وكان واحدًا من رؤساء اليهود، كان نيقوديموس رئيسًا لليهود ومعلمًا لإسرائيل (يو 3: 1 و10)، أي أنه كان عضوا في السنهدريم -المجلس الأعلى لليهود- حيث يوصف بأنه "واحد مهم" (يو 7: 50)... انظر شرح (يوحنا ٣: ١ ) ( يو ٧: ١٠.)  ولم يذكره ويذكر مشاركته ليوسف في دفن المسيح سوى يوحنا.«فأخذا جسد يسوع ولفاه بأكفأن مع الأطياب، كما لليهود عادة أن يكفنوا»، وهي نفس كلمة «يحنطوا» كما جاءت في سفر التكوين في تكفين إسرائيل ملى أيدي أطباء يوسف : «وأمر يوسف عبيده الأطباء أن يحنطوا أباه».

2) " الَّذِي أَتَى أَوّلا إِلَى يَسُوعَ لَيْلا،"
الَّذِي أَتَى أَوَّلاً أي في بدء خدمة المسيح جاء إلى المسيح في الليل (حتى لا يراه أحد) ليشاوره ويباحثه في أمر الولادة الثانية الروحية. وقد اقتنع بكلام يسوع (يو 3: 1-21) وكان زيارة نيقوديموس للرب يسوع، فرصة لكي يتحدث معه عن "الولادة من فوق"، أو الولادة الثانية من "الماء والروح" (يو 3: 3 - 5). ودافع نيقوديموس عن يسوع في السنهدريم لما هاجمه الفريسيون (يو 7: 50)

ثم بعد أن أسلم الرب يسوع الروح على الصليب، وأذن بيلاطس ليوسف الرامي "وهو تلميذ ولكن خفية بسبب الخوف من اليهود" أن يأخذ جسد يسوع، جاء أيضًا نيقوديموس (علانية الآن) الذي أتى أولا إلى يسوع ليلًا، ومن الواضح أن نيقوديموس تذكر كلمات المسيح عن رفع إبن الإنسان  : أنه كما رفع موسى الحية في البرية، هكذا - ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية، لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.." (يو 3: 14 - 21).

أتى فى الليل ليتكلم مع يسوع وأتى فى الليل ليكفن يسوع

ومع أن اسم نيقوديموس كان شائعاُ بين يهود القرن الأول، فإن العهد الجديد لا يذكر شخصًا آخر بهذا الاسم. ولكن التلمود اليهودي يذكر شخصًا باسم "نيقوديموس بن جوريون" «نيقوديموس» هو المعروف في التلمود باسم نيقوديموس بن جوريون، وأنه كان غنياً جداً، ويقال أنه في حفل زواج ابنته قدم لها عريسها صداقاً قيمته مليون دينار ذهبي. وفي التقليد القديم يذكر أنه تنصر وصار مسيحياً. وفي روايات التاريخ يُقال أنه مات في حصار أورشليم. وكان نيقوديموس كان أخا ليوسيفوس المؤرخ اليهودي، وكان غنيا جدًا وعضوا في السنهدريم في القرن الأول الميلادي، مما جعل البعض يقولون إنه هو نفسه نيقوديموس الذي جاء للمسيح ليلا (يو 3: 1)، ولكن ليس ثمة دليل قاطع على ذلك.

 

3) " وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرٍّ وَعُودٍ "

ثم بعد أن مات يسوع  ذهب نيقوديموس وعمل على تطييب جسده بالمر، ودفنه (يو 19: 39).
مُرٍّ وَعُودٍ الأول راتينج والثاني خشب، وكلاهما طيّب الرائحة، غالي الثمن، يحنط بهما لمنع الفساد (مزمور ٤٥: ٨). وكانت طريقة استعمالهما في التحنيط أنهم يسحقونهما ويضعون مسحوقهما على جثة الميت ويلفونها بلفائف تحيط بالجسد كله (٢أيام ١٦: ١٤).
«كل ثيابك مر وعود وسلخة» (مز8:45)؛ «بسلام تموت، وبإحراق (أطياب الدفن) آبائك الملوك الأولين الذين كانوا قبلك، هكذا يحرقون لك ويندبونك قائلين: آه يا سيد.» ( إر5:3)

«مر وعود»: أما المر فهو المادة الراتنجية المستخرجة من سيقان شجرة معروفة باسم «كوميفورا مولمول»، وتنمو في شبه الجزيرة العربية. واسم المادة بالعبرانية كالعربية «مر». وقد أخذ الأوربيون الاسم كما هوMyrrh وقد ذُكر كثيراً في مواضع عديدة من العهد القديم.
‏والمر له مفعول مطهر، ويستخدم في الطب على هذا الأساس, وهو معروف منذ القدم، من أكثر من ألفي سنة، وقد استخدمه قدماء المصريين في التحنيط (هيرودوت68:2) كما استخدمه بنو إسرائيل في عمل المسحة المقدسة (خر22:30). ويضرب به الأمثال في التعطير. وكان أحد مكونات الهدايا التي قدمها المجوس للمسيح في بيت لحم (مت11:2)، كما قُدم للمسيح على الصليب ممزوجاً بخل (مر23:15).
«العود»: هو غالباً المادة المستجرجة من شجرة تسمى بشجرة الفردوس، وخشبها يسمى خشب السنر، واسمها العلمي ( )، وتنمو نواحي آسيا الإستوائية. وهو أيضاً ثمين للغاية يوزن بوزن الذهب، ورائحته نفاذة تبقى لسنين عديدة. وهو أيضاً مذكور في الكتاب المقدس. يُضرب به المثل «كشجرات عود غرسها الرب» (عد6:24‏)، «كل ثيابك مر وعود وسلخة (قرفة).» (مز8:45)
أتى نيقوديموس وهو حامل هذه الهدية التذكارية الثمينة جداً سواء في قيمتها المالية العالية التي يقدرها العلامة إدرزهايم بمقدار ما يساوي الان مئتين وخسين جنيها إنجليزيا، آنئذ، او فى قيمتها بالنسبة للجسد المقدس, بحد ذاته, أو قيمتها بالنسبة للبشرية ككل وهي تستودع جسد ابن الله سر مجدها وخلاصها، جسد إكليلها وفخرها كابن الإنسان, أو قيمتها في المقابل بالنسبة لما صنعه اليهود عامة والرؤساء الذين أهانوا اسمهم، واسم اليهود، واسم إسرائيل، واسم شعب الله المختار، بل واسم الإنسانية جميعاً بما فعلوه بهذا الجسد الطاهر.
‏والمزيج منهما هو أبسط ما يمكن أن يسمى بمواد للتحنيط، أي لحفظ الجسد من الفساد، حسب العادة التي اكتسبوها من فراعنة مصر بتحنيط أجساد عظمائهم؛ لأن المزيج الكامل للتحنيط يتعدى العشرات من الأصناف.
‏ 

4)  " نَحْوَ مِئَةِ مَناً»."
مِئَةِ مَناً أي لتراً (يوحنا ١٢: ٣) وهو وزن يوناني روماني يعدل نحو ١١٥ درهماً، فمبلغ المئة نحو تسع وعشرين أقّة.   هذه أطياب يدفن بها جسم الميت اليهودى فى ذلك العصر ، المنا هى الرطل ويبلغ نحو 327 جراما وبالتالى فالكمية كبيرة جدا ، ويعتقدو أنه أعد هذه الكمية لنفسه ، ويرى بعض المفسرين أنها رمز لدفن يسوع كملك (2 أخ 16: 14)

والكمية التي ذكرها القديس يوحنا ليست في الحقيقة مبالغاً فيها، لأن لف الجسد كله يحتاج إلى مثل هذه الكمية التي يساوي وزنها بالموازين الحالية ما يقرب من 36 كجم.
‏ونحن نقرأ في تحنيط جسد «آسا» الملك: »اثم اضطجع آسا مع ابائه ... فدفنوه في قبوره التي حفرها لنفسه في مدينة داود, وأضجعزه في سرير كان مملوا أطيأباً وأصنافاُ عطرة حسب صناعة العطارة، وأحرقوا له حريقة عظيمة جداً.» (2أى13:16-14)
‏ويحكى في التلمود اليهودي: (إنه عند دفن غمالائيل الأكبر، عملوا له حريقاً من الأطياب والعطور بلغ80 رطلاً (الرطل 360 جراماً تقريباً) فلما سألوا أونكيلوس (أحد الربيين) عن سبب هذه الكثرة رد قائلاً: أليس غمالائيل أفضل من مائة ملك مثل آسا؟)
‏واضح، إذاً، أن الكثرة التي حملها نيقوديموس من الأطياب هي في الحقيقة تعبير رائع وصامت عن التوقير الملكي الذي كان يكنه هذا الفريسي المتمرس في تاريخ ملوك أبائه.
‏ولكن لا يفوتنا أن هذه الأطياب الحلوة، ذات الرائحة اللذيذة والمسرة، هي أيضأ تعبير آخر عن صنف الذبيحة المقدمة، كما رتب لها, ليس الأنبياء وحسب، بل والمسيح نفسه كان يرى أن ذبيحة حبه لا بد أن تكون عطرة الرائحة عند أحبائه كما هي عند أبيه: «فأخذت مريم مناً (واحداً بـ 300 دينار) من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعرها. فامتلأ البيت من رائحة الطيب ... فقال يسوع: اتركوها، إنها ليوم تكفيني قد حفظته.» (يو3:12 و7)
‏ولقد اختزنت الكنية المرتشدة بالروح أطيأب الرب وعطوره التي تركها مح أكفانه في القبر الفارغ واعتبرتها ذخيرة حياة أو مسحة موت لقيامة، عجنتها بالزيت الطيب وصنعت منها دهن ميرونها واوقفته على مسح المعمدين الخارجين من من جرن المعمودية، الذين دفنوا مع الرب لشركة موته، فتمسحهم بهذا الميرون عينه، كمسحة قيامة من الأموات لشركة الرب فى قيامته. وظلت هذه الذخيرة تتناقلها أيدى الأساقفة الأمناء على مر الأجيال، وحتى زماننا هذا. وصدر في ذلك قول بولس الرسول: «لأننا رائحة المسيح الذكية لله» (2كو15:2)، وكأن بولس الرسول يرى مفدى الرب ذبائح سرور تفوح منها رائحة ذبيحة المسيح: «اسلكوا فى المحبة، كما أحبنا المسيح أيضاً، وأسلم نفسه لأجلنا، قرباناً وذبيحة لله، رائحة طيبة.» (أف2:5)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  وزاد يوحنا فى روايته أن نيقوديموس الذى ورد ذكره فى (يو 3: 1) شارك يوسف الرامى فى دفن المسيح وأن الأطياب كانت مئة منا (أو ما يقرب من نحو 29 أقه)

 شرح وتفسير   (يوحنا 19: 40)  40 فاخذا جسد يسوع، ولفاه باكفان مع الاطياب، كما لليهود عادة ان يكفنوا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "  فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ،"

 كانت توضع هذه الأطياب للقضاء على الرائحة وتثبيت الأكفان فى مكانها ومن المرجح أن بنى غسرائيل نقلوا عذع العادة من قدماء المصريين

كلمه (لفاه) وكلمة (اكفان) لم يكتبا هكذا لمجرد التوضيح بل بالاحري هو وصف دقيق مفصل مقصود منه اظهار العادات اليهوديه في التكفين واتمام هذه العادات اولا :{لفاه} έδησαν وهي لا تعني مجرد لف الاكفان حول الجسد المسجي وانما تعني الربط باحكام مع ضم هذا الرباط جيدا ثانيا:{اكفان} لم تاتي بالمفرد كفن بل اكفان جمع όθονίοις فالكفن مقسم الي اجزاء حيث يتم لف الكفن حول كل ذراع علي حدة وحول كل ساق علي حده والجزع وحده علي حده والراس بمفرده دعنا نتكلم عن اعجازيه القيامه في ترك هذه الاكفان في مكانها دون فك اي منهما حين نتكلم عن قيامته المقدسه ثالثا:مع الاطياب المر كما تكلمنا عليه في البوست السابق هو ماده راتنجيه تستخرج من ساق شجره توجد بندره في صحراء الخليج العربي والسعوديه والاسم (المر) متداول كما هو Myrrh والعود ايضا ذكرناه بالامس يستخرج من شجره تسمي شجره الفردوس اما خشب هذه الشجره فيسميه العطارين خشب النسر فتخلط الماده الراتنجيه (المر) مع مسحوق العود اولا ثم يطيب بها جسد مخلصنا الصالح لذا يعبر عنها بولس الرسول [2 كو 2: 15] {لاننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون.} وبولس الرسول يقول ذلك لان الكنيسه احتفظت بهذه الذخيره المقدسه وطبختها بزيوت ثمينه لتصبح الميرون المقدسμύρον المسحه المقدسه للمعمدين
طيبوا الجسد، وهو منبع الطيب، وعطروه، وهو الذى «يجعل البحر كقدر عطارة.» (أى31:41)
‏لفوه بالكتان، وهو اللابس النور كالثوب، وكفنوا بالدموع ، من هو مصدر الفرح والابتهاج
قدم المجوس الهدايا من الذهب والأطياب الثمينة للمسيح ليكرموه عند ميلاده. وقدم له غني ومشير الكتان والأطياب والخدمة والقبر ليكرماه عند دفنه.
لَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ من كتّان اشتراه يوسف (مرقس ١٥: ٤٦ ) فاشترى كتانا فانزله وكفنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتا في صخرة ودحرج حجرا على باب القبر.  ( لوقا ٢٣: ٥٣).53 وانزله ولفه بكتان ووضعه في قبر منحوت حيث لم يكن احد وضع قط. "
تبادلا ألإثنين إحكام الرباط، «والكلمة» بين أيديهما بلا حراك، وهو يعد لجسده القيامة!
‏«ولفاه بأكفان»: القديس يوحنا يستخدم كلمة «لفاه» في إعداد الجسد للدفن، وتأتي بمعنى «ربط»‏. كذلك يستخدم كلمة «الأكفان» بالجمع، بمعنى أن القماش مقسم لكل عضو بمفرده.( أعمال ٥: ٦)
‏أما كل من القديس متى والقديس مرقس والقديى لوقا، فيستخدمون كلمة مشابهة تُرجمت بالعربية «لفة» ‏أيضاً، وتأتي بمعنى «لفة» صحيحا. كما تأتي كلمة «الكفن» بالمفرد بدون اصطلاح الدفن، كمجرد قماش «لفه بكتان نقي» (مت59:27‏).
‏والفارق في المعنى يبدو وكأن في إنجيل يوحنا أن يوسف ونيقوديموس أجريا عملية التكفين الأصولية, وهي ربط كل ذراع وكل ساق بأشرطة من الكفن، كذلك لفا ‏الجسد كله والرأس بمفرده.
‏أما في الأناجيل الأخرى، فتبدو العملية وكأنها مجرد لف الجسد بثوب واحد من الكتان على سبيل التكفين المبدئي، ليتم تكفينه حسب الأصول، بعد انقضاء السبت.
‏«مع الأطباب»: يبدو أن المر والعود كانا على هيئة مسحوق، وقد أضيف إليهما بعض الزيوت العطرة، فتكرن مزيج سائل يمكن دهن الجسد به قبل ربطه.

وهذا ما قاله المسيح قد تحقق فى الحال والتو، إذ لما ارتفع، جذب إليه أكثر التلاميذ بعدا وأشدهم خوفا، وأقلهم إيمانا، عربون «للجميع»!! «وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلي الجميع» (يو32:12)
‏وإن كان الملائكة قد خلقوا لأعمال وخدمات تعينوا لها وتعينت لهم، فيوسف ونيقوديموس وُلدا, معينين في المقاصد الإلهية، لخدمة الجسد المصلوب وتكريم جروح الرب.
‏لقد تبدد خوف يوسف وتحول إلى جسارة ما بعدها جسارة، وليل نيقوديموس الذي كانت تحلو له فيه الزيارة، والظلام حالك، تحول له إلى نهار ومجاهرة. لقد أفاض عليهما الجسد تباشير من أنوار العهد الجديد. وكأن الروح الذى أسلمه يسوع على الصليب اتخذ طريقه فى الحال، وتوزع على قلوب الزين كانوا ينتظرون ملكوت الله!
«فأخذا جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب»: حملوا الذي يحمل المسكونة كلها على كفه؛ وأنزلوا الذى علقوه على خشبة، وهو الذي «يعلق الأرض على لا شيء‏» (أي7:26). كنز الحياة حملوه ميتاً على الأذرع، وأسندوا الرأس التي تسند الأكوان، وتقيم الجبال الرواسي، فلا تميد!

 

2) " كَمَا لِليَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا "

«كما لليهود عادة أن يكفنوا»: عادة اليهود هذه سبق أن وصفها القديس يوحنا في دفن لعازر: «فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل، فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب.» (يو44:11)
‏الساقان اللتان سارتا على الماء ولم تميدا، ربطوها بقماط! والذراع التي فكت أسر شعب إسرائيل (مز15:77‏)، قمطوها برباط! والرأس مع الوجه بمنديل لفوه، وحجبوه، وأنت الذي «تحجب وجهك، فترتاع (كل خليقة).» (مز29:104‏)
‏لقد تعلم اليهود من المصريين كيف يحنطون الجسد. ولكن احتفظ اليهود بتمسكهم أن لا يفضل من الجسد شيء. في حين أن المصريين كانوا ينزعون الأعضاء الأكثر تحللاً مثل المخ والأحشاء، فكانت توضع فى قوارير خاصة بجوار التابوت، بعد أن يجروا عليها أصولاً أخرى للتحنيط.
‏والمصريون كانوا يحنطون برجاء عودة الروح من العالم الآخر, وأما اليهود فكانوا يحنطون لمجرد تكريم الجسد.

(يوحنا ١١: ٤٤). هذا من الأدلة على أن يوحنا كتب بشارته لكل أمة، وكثيرون منهم يجهلون عوائد اليهود.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

 شرح وتفسير (يوحنا 19: 41)  41 وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان، وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه احد قط.
.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَكَانَ فِي المَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ،
انظر شرح متّى ٢٧: ٦٠. اقتضت الحال أن يكون القبر قريباً لينتهوا من دفنه قبل المغرب، واقتضت أن يكون القبر لأحد المهتمين بدفنه ليحق لهم أن يدفنوه فيه. وبيّنت لنا بشارة يوحنا قرب القبر، وبيّن غيره من كاتبي البشائر أن القبر كان ليوسف. وزاد بعضهم أن القبر كان منحوتاً في صخرة (كهف) به العديد من القبور له مدخل واحد (متّى 27: 60). 60 ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ثم دحرج حجرا كبيرا على باب القبر ومضى. " فلم يكن له إلا مدخل واحد هو الباب الذي كان في حراسة الحراس.

2) " وَفِي البُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ»"

إسم فاعل تام مطول مبنى للمجهول وقد أوردت بشارة بحسب متى أن القبر كان ليوسف (مت 27: 6) وتحققت نبوة (إش 53: 9) والمقتبسة فى (مت 27: 57)
قَبْرٌ جَدِيدٌ هذا يوافق قول لوقا «وَضَعَهُ فِي قَبْرٍ مَنْحُوتٍ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ وُضِعَ قَطُّ» (لوقا ٢٣: ٥٣). وهذا يمنع توهّم أن الذي قام غير يسوع. وهو يليق بمقام يسوع الملكي.
41:19 وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ.
‏أنزلوا جسد المسح من على الصليب وحملوا الجسد بين أيديهم، ونزلوا به من على تلة الجلجثة اوساروا فى البستان (البستان حوالى من 30- 40 متر) وكلن فى آخر البستان كهف قديم  به قبور عديدة ونحت فيه يوسف الرامى قبراً (منطقة الجلجثة والقبر كانت محجر بطل إستخدامه وقطعت الأحجار منه ليناء سور أورشليم والمنازل وغيرها وفى زمن المسيح كان بكل إستخدامه  وكانت خارج أورشليم ثم بنت القديسة هيلانة كنيستين أحداها على تلة الجلجثة والثانية على مهف القبر المقدس الذى دفن فيه المسيح وتركت البستان بينهم وبه عده أشجار زيتون فيما يبدوا ثم هدمت هذه الكنائس بعد الغزو الفارسى ثم أقيمت مرة أخرى ثم قام الخليفة الحاكم بامر الله الفاطمى بهدم قبر المسيح الذى كان فى مقدمة الكهف وترك باقى القبور التى مازالت موجودة فى المكان الذى يملكه السريان فى كنيسة القيامة وكنيسة القيامة الحالية بناها الصليبيين ككنيسة واحدة مقامة على تلة الجلجثة والقبر معا )  بوحي من الروح و بإلزام. ولم يدر آنئذ أنه وضع الأساس لأقدس بقعة على الأرض، لتبنى عليها أعظم كاتدرائيات العالم عبر كل العصرم والأزمان، ليؤمها شعوب الأرض طراً، وحيث يطرح على أعتابها الملوك تيجانهم، ويحنون الرؤوس والركب. لقد أراد يوسف قبراً لدفن موتاه! فصار قبرا لإعلان القيامة والحياة! وسواء في بستان جثيماني، حيث تألم متوجعاً، أو في بستان الجلجثة, حيث حمل لعنة الخطية في الجسد حتى القبر،
«قبر جديد لم يوضع فيه أحد»: ‏مضادة كبرى، أن يستودع جسد الابن الوحيد في قبر, ليس لدى الإنسان وحسب، بل ولدى الملائكة، إذ حسبوها أيضاً مضادة أعظم من أن تحل: «لماذا تطلبن الحى بين الأموات.» (لو6:24)
‏فإن كان ولا بد أذ يٌسند الجسد القدوس في قبر، فلا بد أذ يُخلى القبر من معناه، فلا يكون قبرا قط فيما كان وفيما سيكون، لأن الذي توسده هو قاهر الموت ومقيم الحياة ! وبعد أن كان القبر مصدر حزن وبكاء ووداع احباء اصبح بعد القيامة مصدر فرح وتهليل ولإبتهاج وتسبيح  وفى القبر هزم المسيح فيه ظلمة الموت، وخرج النور ليضىء طريق الخلود.خرج الذى قال عن نفسه "أنا هو نور العالم"
‏‏والجسد، بالرؤيا العتيقة، هو قسط المن، وهو هو لوحا العهد! فجسد «الكلمة» لا يعتريه لحد؛ وإن احتواه، فهو تابوت عهد الله الذي مقره السماء: «وانفتح هيكل الله في السماء، وظهر تابوت عهده فى هيكله.» (رؤ19:11)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>وأن القبر كان قريبا ليفرغوا من دفنه قبل المغرب  

 شرح وتفسير (يوحنا 19: 42)  42 فهناك وضعا يسوع لسبب استعداد اليهود، لان القبر كان قريبا.
  .  .  .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «فَهُنَاكَ وَضَعَا يَسُوعَ لِسَبَبِ اسْتِعْدَادِ اليَهُودِ، لأنَّ القَبْرَ كَانَ قَرِيباً»."
إشعياء 53: 9 و 12) 9 وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته.على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش  12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين "
لآية اعتذارية عن عدم تقديم كل واجبات التكفين أو التجنيز. فعامل السرعة هو الذي حتم اختصار الإجراءات في تكريم الجسد، من جهة؛ وعامل السرعة بسبب اقتراب السبت، من جهة أخرى، هو الذي حتم اختيار هذا القبر الخاص بيوسف، كونه قريباً من الجلجثة، حيث الصليب.
اسْتِعْدَادِ اليَهُودِ أي يوم الجمعة (انظر شرح يو 19: 14 و 31)  ويلزم من هذا القول أن الدفن كان بسرعة، وقبل غروب شمس يوم الإستعداد أى يوم الفصح أى يوم 14 نيسان لأنه بعد غروب الشمس يبدأ يوم 15 نيسان أول أيام اسبوع الفطير والذى يسمى سبت عظيم  وأنه كان مقدمة لعمل آخر بعد مرور السبت 15 نيسان أول أيام أسبوع الفطير حيث يمنع البيع والشراء وفى ثانى ايام اسبوع الفطير 16 نيسان   (كما يتبيّن من مرقس ١٦: ١ )1 وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا لياتين ويدهنه." وحسب ما ورد فى إنجيل لوقا أن المسح أنزل من على الصليب ودفن فى نهاية يوم الإستعداد 14 نيسان أى قبل غروب الشمس وبعد غروب الشمس بدأ يوم جديد هو يوم السبت العظيم أول ايام أسبوع الفطير حيث استرحن المريمات ( لوقا ٢٣: ٥٦). 53 وانزله ولفه بكتان ووضعه في قبر منحوت حيث لم يكن احد وضع قط. 54 وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح. 55 وتبعته نساء كن قد اتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وضع جسده. 56 فرجعن واعددن حنوطا واطيابا. وفي السبت استرحن حسب الوصية. "

والدافع على تلك السرعة يتبيّن من اعتبارنا أن المسيح مات الساعة التاسعة، فاضطروا أن يكملوا دفنه قبل الساعة الثانية عشرة (السادسة مساءً بتوقيتنا) التي هي أول يوم السبت. فإذا عرفنا أن يوسف يحتاج أن يذهب إلى بيلاطس ويستأذنه في دفن يسوع، وأن يهيئ الكتان والأطياب مع نيقوديموس، ثم يُنزل الجسد ويلفه بالأكفان ويحمله إلى القبر، ويدحرج الحجر على بابه. وإذا رأينا أن الوقت كان قصيراً بالنظر إلى إتمام ذلك، فاقتضت الحال أن يسرعوا. كان دفن يسوع في القبر نهاية تواضعه الذي احتمله لأجلنا، وهذا تنازل عظيم ممن هو رب الحياة.

«هناك وضعا يسوع»: في سفر الأعمال يبرز «فعل الوضع في القبر» كمرادف حتمي لفعل القتل! فالموت لا يصبح موتاً إلا إذا أصبح الجسد موضوعاً في قبر: «... إذ حكموا عليه، ومع أنهم لم يجدوا علة واحدة للموت، طلبوا من بيلاطس أن يُقتل, ولما تتموا كل ما كُتب عنه, أنزلوه عن الخشبة, ووضعوه فى قبر» (أع27:13-29)
‏بالرغم من أنه تم وضع الجسد في القبر، بيدين حانيتين لصديقين مؤمنين التلميذين : يوسف ونيقوديموس؛ إلا أن فعل الوضع في القبر كان في نظر القديس لوقا كاتب سفر الأعمال، عملاً جحودياً وعدائياً من أمة اليهود التي خانت عريسها وقتلته، ثم دفنته بيديها! وكأن دفنه هو التكميل لشماتة موته. ولكن الدفن، في الوجه اللاهوتي، أعطى توكيداً لموته، وبالتال لاكتمال موجبات الفدية.
‏لقد شدد المسيح على أن تكون هذه آيته التي يعطيها لجيل فاسق وشرير: «جيل شرير وفاسق، يطلب آية، ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام, وثلاث ليال, هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال» (مت39:12-40). ليى جزافا أن يقول المسيح «قلب الأرض»، لم يقل «تحت التراب» ولا «في باطن قبر» بل في «قلب الأرض» مشيراً إلى المركز الأعمق الذي يحتجز الأرواح، والذي انطلق هو إليه ليقوم برسالته التبشيرية في عالم الأرواح المحبوسة، على مستوى يونان الذي اتخذه المسيح مثلاً, عن قصد, بسب إرساليته بالمناداة لخلاص أهل نينوى.
نزع مكث يسوع في القبر ظلمة القبر وهوله، لأنه وإن دخله أسيراً للموت فقد قام منه منتصراً على الموت انتصاراً ليس لنفسه فقط، بل لكل شعبه أيضاً (١كورنثوس ١٥: ٥٦). 56 اما شوكة الموت فهي الخطية، وقوة الخطية هي الناموس. 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> وأنه لسبب إستعداد اليهود ليوم   السبت الذى يبتدئ من غروب يوم الجمعة تماما إضطروا أن يسرعوا بدفن  يسوع لأنه لا يجوز دفنه بعد غروب شمس ذلك اليوم حيث يبدأ السبت ولا يجوذ فيه ان يعملوا عملا أو يدفنوا ميتا لأن الوقت الذى يلى الساعة الثانية عشر يحسب أول السبت
وقد إقتدى المسيحيون بدفن المسيح فى وضع الطيب والحنوط على موتاهم وقد أخذ النصارى هذه العادة من اليهود واليهود عن المصريين





 .


 

 

This site was last updated 08/18/21