Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث عشر (يو 13: 18- 38)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص 14
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
Untitled 8428
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
Untitled 8429
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت

تفسير يوحنا الإصحاح  السابع عشر - فى مجمل الأناجيل الأربعة: الفصل25
تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث عشر
2. حديثه عن مسلمه  (يوحنا 13:  18- 30)
3. مجد ابن الإنسان  (يوحنا 13:  31- 33)
4. المحبة الأخوية  (يوحنا 13:  34- 35)

5. إنذار بطرس منكر المسيح  (يوحنا 13:  36- 38)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث عشر
2. حديثه عن مسلمه
  (يوحنا 13:  18- 30)

شرح وتفسير  (يوحنا 13:  18) 18 «لست اقول عن جميعكم. انا اعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب: الذي ياكل معي الخبز رفع علي عقبه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لَسْتُ أَقُولُ عَنْ جَمِيعِكُمْ " أي لستم كلكم مغسولين قلباً ومطوّبين."

 

2) "  أَنَا أَعْلَمُ الَّذِينَ اخْتَرْتُهُمْ."
الَّذِينَ اخْتَرْتُهُمْ تلاميذ لي ليكونوا أنقياء القلب وورثة الحياة الأبدية. ويترتب على ذلك أن واحداً منهم (هو يهوذا) يختلف عن الأحد عشر الباقين. وهذا لا يناقض قوله «أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاثْنَيْ عَشَرَ؟» (يوحنا ٦: ٧٠) حدد إرساليته بالمختارين فقط الذين سبق وأعلن عن عددهم مستثنياً منهم من تقمصه الشيطان واستولى على شخصيته واسمه: «أليس إني أنا اخترتكم الاثني عشر، وواحد منكم شيطانا. قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي، لأن هذا كان مزمعاً أن يسلمه، وهو واحد من الاثني عشر.» (يو70:6-71) لأن الاختيار هنا للتلمذة الحقيقية ، وهناك للوظيفة الرسولية بالتبشير بعد قيامة المسيح وصفات يهوذا لا تناسب ولا تنطبق ولا توافق أن تصبح رسولا مبشرا لأنه أحب المال وكان سارقا ولصا . فمن ضمن تعاليم المسيح (مت 6: 24) "«لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال." فأحب يهوذا المال أكثر من المسيح  والإنجيل يحذر من محبة الأشياء فى العالم (1يو 2: 15) "لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. "  وحتى فى الشعور الإنسانى نعم نحب أقرباؤنا ومعارفناوأصدقاؤنا وحتى أعداؤنا ولكن ليس أكثر من المسيح (مت 10: 37) "من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني، ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني،"  (متى 5: 44) "وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم،"
ما عن السؤال: كيف اختار الرب يهوذا بين الاثني عشر وقد ظهر انه «شيطان»‏؟ فللرد على ذلك نقول: إن اختيار الرب هو اختيار الله لا يقوم قط على سبق العلم, وإلا ينعدم مفهوم الحرية والإرادة عند الإنسان, كما ينعدم مفهوم الجزاء والاجتهاد.
‏ولكن الاختيار لدى المسيح كان يقوم على اللياقة الفردية للعمل المطوب أداؤه، بهذا تتوطد أسس العدل الإلهي؛ ثم يترك لكل فرد أن يسلك بمقدار مقوماته الشخصية، من مواريث، واجتهاد في التعلم وإرادة، واختيار، وحرية، وبالأكثر جداً مقدار الإلتصاق بالرب وطاعة وصاياه, التي تأتي كإكليل على رأس كل المقومات؛ على أن كل نقص في المقومات الشخصية للفرد، يمكن أن يعترضه اللهه بآلاف الأضعاف إن هو كان أميناً ومحباً وخائفاً من اسمه القدوس: «لأن قوتي في الضعف تكمل.» (2كو9:12)

 

3) " لَكِنْ لِيَتِمَّ الكِتَابُ" يشير قول يسوع إلى يهوذا الإسخريوطى (يو 17: 12 & 18: 24 و 36 & 15: 25 & 18: 32)

 أي النبوة التى وردت فى ( مزمور ٤١: ٩ ) 9 ايضا رجل سلامتي الذي وثقت به اكل خبزي رفع علي عقبه"  ولم تكن هذه النبوة سبب هلاك يهوذا ، بل خيانته. وسبب خيانته حبه المال. وكانت خيانة يهوذا حققت تلك النبوة.

 

4) " اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ "

 رفع على عقبه أى رفسه هذا الجزء من قول يسوع مقتبس من (مز 41: 9) يعتبر تناول الطعام الجماعى أو لصداقة فى التقليد الشرقى علامة على الشراكة والمعرفة الهاصة والصداقة 

قيل هذا أولاً على معاملة أخيتوفل لداود وأخيتوفل هذا هو القائد الفعلي لحركة تمرد أبشالوم ضد داود أبيه، وقد نجحت جزء من مخططاته، ولكنه الرب أرسل حوشاي الأركي البار، وقابلت مشورة أخيتوفل الرديئة هذه مشورة حوشاي مشير داود الملك (مستشار الملك).فسمع أبشالوم لمشورته وهكذا تقول الكنيسة بدد يارب مشورة أخيتوفل الذين ضد المسيح .(٢صموئيل ١٥: ٣١ ) 31 واخبر داود وقيل له ان اخيتوفل بين الفاتنين مع ابشالوم.فقال داود حمق يا رب مشورة اخيتوفل. ( 2 صم ١٦: ٢٣). 23 وكانت مشورة اخيتوفل التي كان يشير بها في تلك الايام كمن يسال بكلام الله.هكذا كل مشورة اخيتوفل على داود وعلى ابشالوم جميعا "

" وصحَّ على يهوذا من هو أشر من أخيتوفل لمن هو أعظم وأقدس من داود. فكانت خيانة أخيتوفل رمزاً لخيانة يهوذا. وفى الشرق الأوسط يعتبر أكل الخبز الملخ مثلا يقوله الأصدقاء من العامة لقوة  رابطة الضدلقه وشدتها والعلامة الشاهدة على ذلك أنهم أكلوا خبزا وملحا معا ده إحنا واكلين عيش وملح مع بعض" وهو مثل مجازى لأن العيش يوجد على أى مائدة شرقية ولا يخلوا طعام من ملح ..  وفى الكتاب المقدس يُحسب أكل الناس الخبز معاً علامة صداقة وعهد (تكوين ٤٣: ٣٢ ) 32 فقدموا له وحده، ولهم وحدهم، وللمصريين الاكلين عنده وحدهم، لان المصريين لا يقدرون ان ياكلوا طعاما مع العبرانيين، لانه رجس عند المصريين.  ( ٢صموئيل ٩: ١١ ) 11 فقال صبيا للملك حسب كل ما يامر به سيدي الملك عبده كذلك يصنع عبدك.فياكل مفيبوشث على مائدتي كواحد من بني الملك  ( متّى ٩: ١١). 11 فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه: «لماذا ياكل معلمكم مع العشارين والخطاة؟» 

ورفع العقب استعارة للشروع في الإضرار المباغت ممن يُنتظر منه النفع، تشبيهاً له برفس البغل أو الفرس لصاحبه وهو يطعمه.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول : إنى أعطيتكم الطوبى أيها التلاميذ ولكن ستثنى منكم واحد فإنه لخينته وحبه للمال سيؤدى به إلى الهلاك ولذا قد علم النبى داود بروح النبوة فأنبأ عنه فقال "آكل خبزى رفع على عقبه" (مز 41: 9) أى أن الذى غمرته بإحساناتى وتوقعت منه الخير كان أكثر الناس سعيا فى الإضرار بى ،

 شرح وتفسير   ( يوحنا 13:  19) 19 اقول لكم الان قبل ان يكون، حتى متى كان تؤمنون اني انا هو.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ "
قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ما أنبأت به من خيانة يهوذا.الرب هنا يشير إلى قيامته التي ستكون، وحينئذ سيفهم تلامينذه، فعلاً، أن خيانة يهوذا العنيفة التي بلا رحمة ولا لياقة («رفع على عقبه» = رفسني)، تمت كما قالها الله على لسان دواد عن المسيح، فتبين لهم أن الرب هو حقاً المسيح «أنا هو».

 

2) " حَتَّى مَتَى كَانَ "

تسليمه إيّاي.نجده مطابقاً لقول الله عل لسان حزقيال النبي: «إذا جاء هذا تعلمون أني أنا السيد (يهوه) الرب.» (حز24:24)
‏وكذلك ما جاء في إشعياء النبي: «أنتم شهودي، يقول الرب, وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا أني أنا هو. قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون، أنا أنا الرب, ‏وليس غيري مخلص» (إش10:43-11).

 

3) " تُؤْمِنُونَ"

 هذا لا يعني أنهم لم يؤمنوا به، بل لدفع الشك الذي يطرأ على قلوبهم من جراء تسليم يهوذا المسيح كأنه مجرد إنسان ضعيف يمكن أن يُخدع.
 

4) " أَنِّي أَنَا هُوَ"

(يو 18: 6)  ( يو 8: 24)

 أني المسيح كما أعلنت لكم، فأنا أعرف ما يكون في المستقبل ليس عن طريق وحى ولكنى انا هو يهوه ، وأن تسليم يهوذا إيّاي لم يقع لعدم معرفتي به، أو لعجزي عن منعه. فى هذه ألاية يشجع المسيح الرسل الأحد عشر ويقوي إيمانهم، وهقد يكون قصده أيضاً تنبيه ضمير يهوذا ليعدل عن تسليمه ويبعده من الشر. وقد شرحنا قوله «أنا هو» في تفسير يوحنا ٨: ٥٨.

الجزء التالى من كتاب ابونا عبد المسيح بسيط هل المسيح هو الله؟ أم إبن الله؟ أم هو بشر؟ القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد

 أَنَا هُو : عبارة "أنا هو " هو المعنى الأصلى لإسم الرب يهوه الذى ينبغى أن نناديه به ونصلى له والذى قاله الرب لموسى النبى (خر 3: 15) وقال الله ايضا لموسى هكذا تقول لبني اسرائيل يهوه اله ابائكم اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب ارسلني اليكم.هذا اسمي الى الابد وهذا ذكري الى دور فدور " ويفسر هذه الاية العلامة الدكتور غالى المشهور بإسم مستعار "هولى بايبل" فيقول : اسم يهوه واهيه اشير اهيه في مظهر كلمة يهوه هو من فعل كون هوه הוה ( اكون )يعني هو كائن وهو سيستمر وهو حي يتنفس ويحيا كما جاء في خروج 3 : 14 Exo 3:14 فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «اهْيَهِ الَّذِي اهْيَهْ» ( اكون الذي اكون ). אהיה אשׁר אהיה وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي اسْرَائِيلَ: اهْيَهْ ارْسَلَنِي الَيْكُمْ». ويؤخذ منها וה وهو ايضا من الشخص الاول انا هو היה وهو من استخدام قديم جدا יה وبهذا تعني اهيه اشير اهيه هو الموجود بذاته كاف بذاته الحي ولايوجد هناك خلاف ان فكرة الحياه مرتبطه باسم يهوه من قديم الزمن هو الله الحي وليس مثل الالهة الغير حية وهو مصدر وخالق الحياه وهو هيه يهوه اي يهوه الحي ( اسم يهوه יהוה من مقطعين יה وايضا וה فهو يعني اهيه اشير اهيه اهيه الذي اهيه او اكون الذي اكون ايجو امي اهون Ἐγώ εἰμι ὁ ὤν· فمن يسال عن نطق يهوه هو الاربع حروف יהוה اختصار لكلمتين بالعبري اهيه اشير اهيه يوناني ايجو امي ايهون او اكون الذي اكون او بالانجليزي I AM THAT I AM "أنا هو الكائن" من ما تقدم سابقا مصدر نطق يهوه هو من ياه יה وايضا من هوه יהו وهو اضافة الجزء الاول ياه יהו الي الجزء الثاني هوه יהו ( وهذا هو المقطع الاول ) وهو اهيه הוה ( اكون ) اي الخالق وهو بهذا يهوه יהוה

 

أنا.. أنا يهوه : فحينما يقول المسيح عن نفسه : " أنا " أو "أنا هو " أو  "هو "  "أنا الذى أكلمك هو (Ego Eimi)(يو 26: 4.)، أو "أنا كائن"  قبل إبراهيم يعنى انه الرب الإله الخالق وهو الإسم هوه "أهيه" الذى وردد فى العهد القديم أن تعبير "أنا هو= أنا أكون= أنا يهوه= أكون الذى أكون= أنا هو الرب أو أنا أكون الرب. وهذا ما توضحه الآيات التالية: "أنا أنا هو وليس إله معى.. أنا أميت وأحيى. سحقت وأنى أشفى وليس من يدى مخلص. أن أرفع إلى السماء يدى وأقول حى أنا إلى الأبد(تث 39: 32و40.).المتكلم هو يهوه، الإله الواحد، الذى يحيى ويميت القادر على كل شىء الحى القيوم الدائم الوجود، السرمدى، الخالق، والاسم المستخدم هو ضمير المتكلم "أنا" وضمير المتكلم وضمير الغائب "أنا هو"، أى أنا الذى أكون، الكائن، الوحيد، المحيى والمميت، الخالق، الحى القيوم.


أولاً – أنا:
أستخدم الرب الإله ضمير المتكلم "أنا" وهذا الضمير ، يعلن الرب عن ذاته وعن سلطانه المطلق وعن وحدانيته وعن كونه الخالق الوحيد للكون، الفاعل الذى لا يمكن أن يكون مفعولاً، حر الارادة فيما يفعل ويقول ولا راد له ولا من يدرك أفكاره، فلا إله غيره ولا مثيل له ولا شبيه ولا شريك وفى هذا المعنى نورد الآيات التالية من العهد القديم :  "أنا يهوه وليس آخر. لا إله سواى"(اش 4: 45.). "أنا أنا يهوهوليس غيرى مخلص"(اش 11: 43.).  "أنا يهوه صانع كل شىء ناشر السموات وحدى وباسط الأرض من معى"(اش 6: 43.)  "من اليوم أنا هو ولا منقذ من يدى. أفعل ومن يرد"(اش 13: 43).  "أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب"(حز 15: 3.). "أنا الله وليس آخر الإله وليس مثلى"(اش 9: 46).

ثانياً: أنا هو:
وتعبير "أنا هو"، أنا + ضمير الغائب "هو"، "أنى هو" بالعبرية عندما يتكلم المسيح ويتفوه بهذه الكلمات يعبر عن كينونة الذات الإلهية "يهوه"، أى الكائن، ومع "اهيه الذى اهيه"، أى أكون الذى أكون، وتعنى "أنا، أنا الإله، أنا الاعلى، أنا الذى يستطيع وحده أن يقول أنا كالخالق والمبدع والموجود الدائم عله كل وجود، وهو "هو" أى الذى يكون، "الكائن، أنا هو الإله ، أنا هو الكائن. وقد فهم ذلك علماء اليهود، الخبراء بالعهد القديم واللغة العبرية، فترجموا "أنا هو، مساوية ل "أنا يهوه" ومساوية ل "اهيه الذى اهيه، فى اللغة اليونانية:
1- فترجموا "أنا هو" "أنى هو" إلى "Ego Eimi – I am" أى "أنا أكون= أنا هو= أنا يهوه".

2- وترجموا "أنا يهوه" مرتين "Ego Eimi – I am" أى "أنا أكون= أنا يهوه= أنا هو".- فى الآية " أنا يهوه "I am – Ego Eimi" وليس آخر"(اش 8: 45.).والآية " "أنا يهوه (Ego Eimi Ego Eimi Kyrios) متكلم بالصدق ومخبر بالاستقامة"(اش 16: 45).وفى الآية الأولى ترجموا "أنا يهوه" أنا أكون، أنا هو، وفى الثانية ترجموا "أنا يهوه" أنا أكون، أنا أكون الرب" أى أنا هو، أنا هو الرب.
3- كما ترجموا "اهيه الذى اهيه" (I am – Ego Eimi) أى "أنا هو الكائن".(خر 3: 14) "فقال الله (الرب) لموسى: «أهيه الذي أهيه». وقال: «هكذا تقول لبني إسرائيل: أهيه أرسلني إليكم».

2- يسوع يقول عن نفسه "أنا هو":
أستخدم الرب يسوع تعبيرات "أنا" و "أنا هو" و "انى هو" بنفس الطريقة والأسلوب والمعانى التى أستخدمت بها فى العهد القديم مع فارق واحد هو أن الله تكلم فى القديم بصورة مباشرة بإعتباره الرب يهوه المتكلم، بينما فى العهد الجديد الذى تكلم هو يسوع، يسوع المسيح، الرب يسوع المسيح، الإله المتجسد والذى كان مستمعيه يجهلون ألوهيته والتى كان يحاول أن يعلن عنها بشكل غير مباشر من خلال نسب صفات وأسماء وألقاب وأعمال الله إلى ذاته.

أولاً – المسيح قال عن نفسه "أنا " :
أستخدم الرب يسوع المسيح ضمير ال "أنا" بنفس القوة والمعانى التى أستخدمت بها فى العهد القديم، ومن أقوى الأمثلة هو وقوفه بالمقابلة مع أقوال الله فى العهد القديم، اذ يقول "قيل لكم"، "أما أنا فأقول لكم" والقائل فى القديم هو الله، وهو يضع نفسه فى مقابلة مع الله ويضع أقواله فى مقابلة مع أقوال يهوه ولا يجرؤ على ذلك سوى يهوه نفسه ليؤسس شريعة الكمال وعهدا جديدا مع البشر .: "قيل للقدماء لا تقتل... وأما أنا فأقول لكم... قيل للقدماء لا تزن. وأما أنا فأقول لكم كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه.. قيل للقدماء لا تحنث... أما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة... قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بالشر... قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم"(متى 21: 5-47 مع خر 20.).أنه يقابل الجديد بالقديم وأقواله بأقوال يهوه ويعدل هذا القديم ويضيف إلى أقوال يهوه ، فيعدل الشريعة القديمة ولعطى شريعة جديدة "قيل للقدماء... وأما أنا فأقول لكم" أنه يساوى نفسه بالله والكتاب يقول أن هذه المساواة هى حق له وليست أختلاساً "الذى اذ كان فى صورة الله لم يحسب مساواته لله أختلاساً"( فى 6: 2.)
ويستخد فوة الإله ويقول للروح النجس: " أنا آمرك. أخرج منه ولا تدخله أيضاً"(مر 25: 9.). يكلمه بلهجة الأمر وبضمير "أنا" الإلهى الخالق، مع أنه يقول لتلاميذه: هذا النجس لا يمكن أن يخرج بشىء إلا بالصلاة والصوم"(مر 29: 9.) والرسل والانبياء صلوا فى القديم وصاموا( أنظر 1 مل 21: 17) ولكن الرب يخرج الشياطين بكلمة الأمر والشياطين تصرخ أمامه معترفة بألوهيته قائلة "مالنا ولك يايسوع ابن الله. أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا"(متى 29: 8.).
ويستخدم الرب يسوع المسيح ضمير ال"أنا" كالحى القيوم، السرمدى، الموجود فى كل زمان ومكان، الغير محدود والغير المحوى، غير الزمنى، وكمعطى الحياة ومرسل الروح القدس، رب العرش، رب السماء والأرض، العالم بالغيب، الحى القيوم:  "أنا أرسلتكم كغنم وسط ذئاب"(متى 16: 10)، أى مرسل النبياء والرسل الذى قال عنه الكتاب: -  "الذى نزل هو الذى صعد أيضاً فوق جميع السموات لكى يملأ الكل، وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين"(أف 6: 4و7.). - "أنا يسوع أرسلت ملاكى لاشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس"( رؤ 16: 22.). فهو مرسل الملائكة "فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه"(متى 31: 24.).- "ها أنا أرسل لكم موعد أبى"( لو 29: 24.) مرسل الروح القدس "ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا اليكم من الآب روح الحق من عند الآب ينبثق فهو يشهد لى"(يو 15: 26).
وهنا يطلب الايمان به ويعلن "أنه" مقيم الموتى، معطى الحياة فى الدنيا والحياة الأبدية.

وهنا مقابلة بينه وبين المخلوق، بين الخالق والمخلوق الذى من فوق والذى من أسفل، السمائى والأرضى.وليس من هذا العالم : "أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق"( يو 40: 6.)."أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم"(يو 23: 8.).
 العليم بالخفايا.-  "أنا أعلم الذين أخترتهم"(يو 18: 13.) العالم "يا رب أنت تعلم كل شىء"( يو 17: 21.)

 الحى القيوم.: "أنا حى فأنتم ستحيون"(يو 19: 14.)، "وفيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس"( يو 4: 1.)
 ولما سأل المولود أعمى الذى فتح الرب يسوع عينيه عن نفسه قال "أنا هو" (Ego Eimi) أى أنا الذى تسألون عنه (يو 9: 9).

ثانياً – قال المسيح عن نفسه " أناهو" :
أستخدم الرب يسوع المسيح ضميرى "أنا هو" كما أستخدمها الرب يهوه فى العهد القديم وخرجا من الفم الألهى وأن كان قد أستخدمهما بثلاثة معانى هى:
1- المسيح قال : أنا هو الذى تطلبونه:

أنا هو الشخص المطلوب أو المتحدث عنه أو المقصود.
عندما جاء اليهود للقبض على يسوع فى بستان جسيمانى قال لهم "من تطلبون؟ أجابوا يسوع الناصرى، قال لهم: أنا هو (Ego Eimi)(يو 18: 5) ) أى أنا أكون هو الذى تطلبونه - لكن الشىء غير المتوقع أنهم "رجعوا للوراء وسقطوا على الأرض"(يو 6: 18-10.) وبرغم أنه كرر عليهم عبارة "أنا هو" "أنى أنا هو" ومع ذلك وقف الجميع فى خوف وهيبة ورهبة أمام شخصه الألهى "أنا هو" ولم يجرؤ أحد منهم أن يقترب إليه أو يلمسه بل سقطوا على الأرض. فقدم نفسه وأسلم ذاته بنفسه.


2- المسيح قال :أنا هو المسيح المنتظر:

أنا هو المسيا، المسيح الموعود أو المنتظر.وعندما تساءلت المرأة السامرية عن المسيا، المسيح المنتظر والموعود قال لها "أنا الذى أكلمك هو (Ego Eimi)(يو 26: 4.)، فهو يعلن لها أنه هو المسيح المنتظر، المسيا، ولكن يتعدى إلى حقيقة وعمق تجسده ويكشف عن ذاته الإلهية، يكشف عن كونه الإله المتجسد، معطى الحياة الأبدية "لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذى يقول لك أعطينى لأشرب لطلبت أنت منه ماء حياً... من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد"(يو 13: 4و14.)، أنه الرازق والمعطى، معطى الحياة، ومعطى ماء الحياة الأبدية، الكائن، "يهوه".


3- أنا هو، الكائن، يهوه، اهيه، الحى القيوم.

(يو 11: 25) قال لها يسوع:«انا هو القيامة والحياة. من امن بي ولو مات فسيحيا، " (ر 1: 4) وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة، بالقيامة من الاموات: يسوع المسيح ربنا. "

أستخدم الرب يسوع لعبارة "أنا هو" هو أستخدامها بمعنى أنا هو المسيا، أنا يهوه، أنا الكائن، أنا هو الذى يكون الكائن المبارك إلى الأبد، أنا هو القدير، النازل من السماء، نور العالم، الرب، صورة الله غير المنظورة:


1- فال المسيح : أنا هو.. ابن الله
سأل رئيس الكهنة الرب يسوع وقال له "هل أنت المسيح ابن الله؟" فقال له يسوع "أنا هو (I am – Ego Eimi) وسوف تبصرون ابن الانسان جالساً عن يمين القوة وآتياً فى سحاب السماء"(مر 63: 4. فأعتبره رئيس الكهنة مجدفاً "فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلاً قد جدف"(متى 64: 26.). وهنا نجد حقيقتين:

1- أنه "ابن الله" وابن الله كما فهم اليهود وأكد الكتاب المقدس هو مساوى ومعادل لله، أى أنه إله من نفس جوهر الآب "قال أن الله أبوه مساوياً نفساً بالله"(يو 18: 5.)، لأنك وأنتا أنسان تجعل نفسك الهاً"(يو 30: 10.). ولهذا مزق قيافا رئيس الكهنة ثيابه وظن أنه مجدفاً لأنه ينسب لنفسه الأولهية والمساواة مع الله. والمسيح ذاته يؤكد هذه المساواة ولكن فى وحدة اللاهوت والذات الألهية لله الواحد بقوله "أنا والآب واحد"(يو 10: 14)، "أنا فى الآب والآب فى"، "من رآنى فقد رأى الآب"(يو 14: 9) .

2- يؤكد بتعبيره "أنا هو" المعنى الالهى للتعبير بتأكيد أنه ابن الله وأنه الجالس على العرش الألهى، رب العرش، والآتى على السحاب كالديان ورب الكون.


المسيح قال :  أنا هو.. لا تخافوا (القدير)
وأستخدم الرب يسوع المسيح تعبير "أنا هو" مقترناً بإستخدام قدرته الكلية كرب الكون والطبيعة. كل تلاميذه مع آخرين فى السفينة، والسفينة كانت فى وسط البحر معذبة فى الامواج والرياح المضادة وكان هو على الجبل يصلى فجاءهم ماشياً على الماء فى الهزيع الرابع من الليل تخافوا"(متى 27: 14). ولكى يطمئن بطرس الرسول أنه الرب طلب منه أن يأمره أن يمشى على الماء ونزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ولما دخل السفينة سكنت الريح "والذين فى السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله"(متى 32: 14.) وفى هذا الموقف تظهر لنا أربع حقائق:
1- علم وهو على الجبل وحده بما صارت إليه السفينة والخطر الذى يتعرض له تلاميذه فهو العليم، العالم بكل شىء علام الغيوب.
2- مشى على الماء مسافة طويلة وهذا يدل على أنه فوق الطبيعة ونواميسها، فهو رب الطبيعة، ثم هدأ الريح التى كانت مضادة للسفينة وهذا تأكيد أنه رب الطبيعة.
3- جعل بطرس أيضاً يمشى على الماء، أعطاء قوة للتغلب على نواميس الطبيعة.
4- جعل الذين فى السفينة يعترفون بأنه ابن الله لما رأو ما لا يمكن لبشر أن يفعله

 

المسيح يخترق الحوائط والأبواب وهى مغلقة :
وبعد قيامته من الموت دخل على تلاميذه والأبواب مغلقة أختترق الحوائط والحواجظ والجدران بالرغم من أتخاذه لجسد مادى ووقف فى وسط تلاميذه مما جعلهم مرة أخرى يظنوه أنه روح أو خيال أو شبح فهدأهم قائلاً "أنا هو I am – Ego Eimi"(لو 36: 24-42.)، وهذا يبين سلطانه على الطبيعة مرة أخرى وبشكل عجيب جداً اذ تخطى الحواجظ والجدران- دخل ووقف فى وسط التلاميذ بالرغم من عدم وجود أى فتحة ينفذ منها، تخطى نواميس الطبيعة كرب الطبيعة، ثم قال لتلاميذه "أنا هو". بدد خوفهم سابقاً فى السفينة. أنه يقول لهم أنا هو يسوع، أنا هو الرب، رب الطكبيعة، أنا هو مبدد الخوف، القدير، فلا تخافوا كما قال يهوه فى القديم لموسى "لا تخف"(عدد 43: 21.) وكما قال ليعقوب "أنا الله إله أبيك. لا تخف من النزول إلى مصر"(تك 3: 46.) وكما قال فى سفر أشعياء النبى "لا تخاف لأنى معك. لا تتلفت لأنى الهك.." أنا يهوه الهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا أعينك"( اش 10: 41و13).
المسيح قال للقديس يوحنا الانجيلى والرائى عندما سقط عند رجليه كميت:
"لا تخف أنا هو الأول والآخر والحى وكنت ميتاً وها أنا حى إلى أبد الأبدين أمين"(رؤ 17: 1و18.) أى أنا الذى لا إله غيرى، الواحد، الحى، القيوم، رب الحياة والموت.

3- أنا هو.. النازل من فوق (الرازق)
المسيح أشبع خمسة الاف رجل ومن كان معهم من نساء وأطفال بخمسة أرغفة وسمكتين وفاض عنهم اثنتا عشرة قفة مملؤة من الكسر( يو 11: 6-13) نزل تلاميذه فى السفينة فى المساء فهاج البحر وهبت عليهم ريح عظيمة فجاءهم يسوع ثانية ماشياً على الماء فخافوا وطمأنهم قائلاً "أنا هو" I am(يو 16: 6-21.) Ego Eimi لا تخافوا" وللوقت صارت السفينة على البر إلى الأرض التى كانوا ذاهبين إليها"(يو 21: 6.).
وفى الغد كلمهم قائلاً: "أنا هو خبز الحياة من يقبل إلى فلا يجوع ومن يؤمن بى فلا يعطش أبداً.. أنا هو I am – Ego Eimi خبز الحياة... أنا هو I am – Ego Eimi الخبز الحى الذى نزل من السماء"(يو 35: 6-51).
وهنا نجد عدة حقائق:
1- أنه الرازق، المعطى، الواهب، الخالق، فقد خلق من خمسة أرغفة وسمكتين ما يكفى أكثر من خمسة آلاف نسمة وفاض عنهم، أثنتا عشرة قفة مملؤة من الكسر.
2- قدرته الكلية، القادر على كل شىء، وسلطته على الطبيعة فقد مشى على الماء واختصر الزمن.
3- أنه ليس من العالم ولكنه نزل من السماء ونزوله يدل على وجوده السابق، كالأزلى الذى لا بداية له أنه "الرب من السماء"(1 كو 47: 5.). رب السماء والأرض، ونزوله من السماء هذا تعبير مجازى يدل على تجسده ولكنه موجود فيها معاً، فى السماء وعلى الأرض بلاهوته:  "وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الانسان الذى هو فى السماء"(يو 13: 3.). "وكما نقول فى القداس الالهى "وعند صعودك إلى السموات جسدياً اذ ملأت الكل بلاهوتك"( القداس الغريغورى، صلاة الصلح).
4- أنه خبز الحياة، الخبز الحى، فهو الحى القيوم، الحى إلى أبد الأبدين،واهب الحياة ومعطيها. الحياة فى الدنيا، والحياة فى الآخرة فيه كانت الحياة"(يو 4: 1.).  "لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة العالم"(يو 33: 6.).  "أنا هو I am – Ego Eimi" الطريق والحق والحياة"(يو 6: 14.). "أما أنا فقد أتيت ليكون لهم حياة وليكون لهم أفضل"(يو 10: 10.). "هكذا تملكت النعمة بالبر للحياة البدية بيسوع المسيح ربنا"(رو 21: 5.). "ومن له الابن له حياة ومن ليس له ابن الله فليست له حياة"(2 تى 10: 1).

5 - أنا هو.. نور العالم وقف الرب يسوع المسيح أمام الجموع ونادى بأعلى صوته:  "أنا هو I am – Ego Eimi" نور العالم من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة".

1- يقول أنه نور العالم، هو النور، نور العالم، يهوه نورى وخلاصى"(مز 1: 27.). "الرب نور لى"(ميخا 8: 7.) والقديس يوحنا يقول بالوحى "الله نور"(1 يو 5: 1)، والسيد المسيح يقول عن نفسه:  "أنا هو نور العالم"، "أما أنا فقد جئت نورا إلى العالم"(يو 46: 12.). "أنا أصل وذرية داود كوكب الصبح المنير"(رؤ 16: 22.). يهوه هو النور والسيد المسيح هو النور، أنا هو، أنا أكون النور= من فوق= أنا يهوه النازل من السماء


2- ويقول أنه من فوق وليس من هذا العالم، أنا هو، أنا أكون من فوق= أنا يهوه النازل من السماء.
"أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق (Ego – Eimi). أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم". "لأنكم أن لم تؤمنوا أنى أنا هو I am – Ego Eimi تموتون فى خطاياكم". "فقالوا له من أنت؟ فقال لهم أنا من البدء ما أكلمكم أيضاً به". "متى رفعتم ابن الانسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو I am – Ego Eimi". "من منكم يبكتنى على خطية".

3- يطلب الإيمان أنه هو "تفهمون أنى أنا هو، أى أنا الذى أكون. ولما سألوه من أنت؟ قال "أنا الذى من البدء أنا، الزلى، أنا الكائن، أنا يهوه. وإن كان قوله "إن لم تؤمنوا أنى أنا هو" يحتمل أن يكون "أنا هو" أى المسيا، المسيح المنتظر" أنا هو الشخص الآتى كسؤال تلاميذ يوحنا له "أنت هو الآتى أم ننتظر آخر"(متى 3: 11.)، إلا أن نسبة الصفات الألهية لذاته وتعبيراته فى هذه الآيات وأستخدامه لفعل الكينونة مع الضمير "أنا" وقوله "أنا هو" مع أطلاق الصفات الألهية على ذاته، يدل بما لا يدع مجالاً للشك أنه هو، يهوه، اهيه، الكائن، الله، فهو على الأقل يعنى معنى مناظر ومساوى ليهوه، اذ ينسب إلى نفسه كل ما ليهوه، الله، كقوله "كل ما للآب هو لى"(يو 15: 16.)، ولا يساوى الله أو يناظره سوى ذاته، هو وحدة الذى يساوى ويناظره ذاته.

4- ثم يقول صراحة وبجلاء ووضوح "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن"(يو 58: 8.) ويستخد تعبير "أنا هو، I am – Ego Eimi أنا أكون، أى أنا موجود قبل إبراهيم وهذا يدل على أزليته ويستخدم الزمن الحاضر، المضارع، وليس الماضى "قبل أن يكون إبراهيم أنا أكون" أى أنا موجود دائماً فى الماضى والحاضر والمستقبل، الأزلى، الحاضر الآن، الأبدى، الدائم الوجود فى كل زمان، الذى فوق الزمان، غير الزمنى السرمدى."الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن فرفعوا حجارة ليرجموه"(يو 12: 8و23-58.).
وفى هذا الخطاب الالهى يستخجدم تعبير أناهو خمس مرات مقترنة بكثير من صفاته الألهية التى تعبر عن لاهوته وكونه الله، يهوه، الكائن على الكل، رب الكون.
وقوله "أنا أكون I am – Ego Eimi= أنا هو" يساوى قول موسى لـ يهوه
"منذ الأزل وإلى الأبد أنت الله"(مز 2: 90.) وترجمت إلى اليونانية "You are-su ei" "أنت تكون". وأستخدم المرنم بالوحى الألهى نفس التعبير:
"أما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور... وأنت يا رب فى البدء أسست الأرض والسموات هى عمل يديك كلها تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى وكرداء تطويها فتتغير ولكن أنت أنت (You are)" وسنوك لن تفنى"(عب 6: 1،12.)
مما يؤكد أن ماطبق على يهوه طبق على الرب يسوع. وما نسب ليهوه نسب للرب يسوع، أن يسوع المسيح هو يهوه، رب الكل، رب العالمين.

5- أنا هو.. الواحد مع الآب
بعد أن فتح عينى المولود الاعمى وخلق له عينين من الطين قال للجموع: "أنا I am – Ego Eimi باب الخراف... أنا هو I am – Ego Eimi الباب... أنا هو (I am – Ego Eimi) الراعى الصالح... أما أنا فأنى الراعى الصالح"( يو 7: 10و10.).

"أنا والآب واحد. فتناول اليهود حجارة ليرجموه.. قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف. فأنك وأنت انسان تجعل نفسك الهاً"(يو 30: 10-33.).
وهنا ينسب لنفسه الصلاح الذى لا يكون لغير الله وحده "ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله"( متى 17: 19.)، كما ينسب لنفسه أنه الباب الوحيد إلى السماء كما قال أيضاً "أنا هو I am – Ego Eimi" الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى"(يو 16: 14.). أنه الصالح والباب الوحيد، أنه الحياة ذاتها، الطريق القويم، الصراط المستقيم المؤدى إلى الحياة الأبدية. أنه الراعى، الراعى الصالح الذى يبذل نفسه عن الخراف والراعى الصالح هو الله نفسه.
"هوذا السيد الرب (أدوناى يهوه) بقوة يأتى وزراعه تحكم له. هوذا أجرته معه وعملته قدامه. كراع يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان وفى حضنه يحملها ويقود المرضعات". ويقول المرنم: "يهوه راعى فلا يعوزنى شىء"(مز 1: 33.).
ثم يقول "أنا والآب واحد" مؤكداً وحدته فى الذات الألهية، وحدته فى الجوهر الألهى والطبيعة الألهية التى لله الواحد. ولما فهم اليهود أنه يقول عن نفسه أو يجعل نفسه الهاً" حاولوا رجمه ظانين أنه مجدف: "فأنك وأنت انسان تجعل نفسك الهاً" والعجيب أنه يلومها على أفكارهم وعدم إيمانهم بهذه الألوهية فيقول لهم: "أتقولون لى أنك تجدف لأنى قلت أنى ابن الله، أن كنت لست أعمل أعمال أبى فلا تؤمنوا بى. ولكن أن كنت أعمل فأن لم تؤمنوا بى فآمنوا بالأعمال لكى تعرفوا أن الآب فى وأنا فيه"( يو 31: 10و39.).
من أجل ذلك طلبوا أن يمسكوه ويرجموه لأنه صرح بألوهيته وساوى نفسه بالله.

6- أنا هو.. الرب (الكائن)
قال الرب يسوع المسيح لتلاميذه "أنتم تدعوننى معلماً وسيداً (رباً Kyrios) وحسناً تقولون لأنى (Ego Eimi) كذلك"(يو 13: 13.)، ثم يعلن عن حقيقة كينونته الألهية "أقول لكم" الآن قبل أن يكون حتى متى كان ترمنون أنى أنا هو I am – Ego Eimi"(يو 19: 13.).
وفى هاتين الآيتين يعلن بوضوح أنه الرب فعلاً، الكائن أنه "الرب" كما أنه هو "أنا هو يهوه، آهيه، الكائن الذى يكون.

7- أنا هو.. صورة الآب وبهاء مجده
قال السيد لتلاميذه معزياً بعد العشاء الربانى ومعلناً لاهوته ووحدته مع الآب فى الجوهر. "أنا هو (I am – Ego Eimi) الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتى إلى ألاب إلا بى. لو كنتم عرفتمونى لعرفتم أبى أيضاً. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه. قال له فيلبس ياسيد أرنا الآب وكفانا. قال له يسوع أنا معكم زمانا هذا مدته ولم تعرفنى يا فيلبس الذى رآنى فقد رأى الآب. فكيف تقول أنت أرنا الآب. ألست تؤمن إلى فى الآب والآب فى... صدقونى أنى فى الآب والآب فى. وإلا فصدقونى بسبب الأنعمال نفسها"(يو 6: 4-12.).
وهنا حديث صريح عن لاهوت المسيح، أنه هو، الذى يكون، هو الكائن، هو الطريق الوحيد والحق الوحيد والحياة الدنيا والآخرة. ولا يمكن لأحد أن يأتى إلى الآب إلا به. لأنه كلمة الله، الله متكلماً، صورة الله غير المنظور، الذى رآه فقد رأى الآب لنه واحد مع الآب "أنا والآب واحد"(يو 20: 10) وأنه فى الآب والآب فيه، لاهوت واحد، جوهر واحد، طبيعة الهية واحدة، إله واحد لا سواه ولا شريك له. فهو "بهاء مجده ورسم جوهره"(عب 2: 1.)، الله معلناً، الله متجلياً، الله ظاهراً "أنا معكم زماناً هذا مدته ولم تعرفنى يا فيلبس الذى رانى فقد رأى الآب. فكيف تقول أنت أرنا الآب؟" فهو يلوم على فيلبس لأنه طلب أن يرى الآب بينما هو معهم، ويقول لتلاميذه ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه فهم قد رأو الرب يسوع "الابن الوحيد الذى فى حضن الآب هو خبر"، فهو الله ناطقاً وظاهراً "الله ظهر فى الجسد"(1 تى 16: 3.)، صورة الله وبهاء مجده ورسم جوهره، الذى رآه فقد رأى الآب لأنه والآب واحد، فهو أهيه، الكائن الذى يكون، يهوه، الله معنا، الله الظاهر فى الجسد، الله ناطقاً، كلمة الله، نطق الله العاقل، عقل الله الناطق، هذا هو الأله الحق والحياة الأبدية"(1 يو 30: 5.)، "الكائن على الكل الأله المبارك إلى الأبد"(رو 5: 9.).

"أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 وقد سبقت فأنبأتكم عن خيانة هذا التلميذ " حتى متى كان" وأسلمنى لرؤساء اليهود "تؤمنون" إيمانا لا شك فيه "إنى أنا هو " المسيح المنتظر لأن تسليم يهوذا إياى ليس لعدم معرفتى به أو لعدم قدراى على منعه

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  20) 20 الحق الحق اقول لكم: الذي يقبل من ارسله يقبلني، والذي يقبلني يقبل الذي ارسلني».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «اَلحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي، وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي»."

 † "  والذي يقبلني يقبل  " ..  أوردت البشارة بحسب يوخنا عبارة "يؤمن" أو "يؤمن بـ " ولكن كثيرا ما كانت البشارة تستعمل كلمة "يقبل " (يو 1: 12 ) ( يو  5: 43 ) ( يو 13: 20) يسوع واقف على باب القلب يقرع وينتظر ان تقبله فى بيتك وتفتح له بابك هذا هو الإيمان بقبول
ظن بعض المفسرين أن هذه ألاية ليست فى مكانها الصحيح لأنه تخرج عن سياق الكلام وغير متوافقة مع تسلل الكلام حتى قال معظمهم بأن هذه الآية دخيلة والمفروض أن يكون المسيح قالها فى مكان وزمان آخر ، ولكننا مازلنا فى الفصح وما لبث المسيح غسل أرجل تلاميذه تمهيدا لإرسالهم لتبشير العالم كله فهو يعطيهم فكرة عما سيقابلهم من قبول الناس لهم بمثابة قبوله المسيح وقبول المسيح يعنى قبول ألاب  ( متّى ١٠: ٤٠ )  40 من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي ارسلني.وهذا يبرهن ان المسيح والآب واحد المعنى الحقيقي «لغسل الأرجل». ولكن بعد ما أوضحنا أن هذا الطقس هو روحي وسري، وهو خاص جداً بالإرسالية للتبشير بالإنجيل، يصبح المعنى والموقع لهذه الآية غاية في الإحكام. فهي تأتي في ختام التوجيهات الخاصة بالمرسلين أو الرسل، وهي هنا تخص المرسل إليهم، فكل جماعة أو مدينة أو شعب يقبل رسول البشارة، أي العامل بإنجيل الكلمة،( مت ٢٥: ٤٠ )  فيجيب الملك: الحق اقول لكم: بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم."   يحسب كل تعد عليهم تعدياً عليه. وفي ذلك عزاء لهم زمن الاضطهاد. ( لوقا ١٠: ١٦)16 الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي ارسلني».  وكذلك حسبوه بعد إذ قيل «وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ المَجْمَعِ، لأنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ» (أعمال ٥: ٤١)

للتلاميذ الذين سيخرجون بالبشارة، لأنه يعطيهم حق التكلم باسم المسيح وقوته بكل جرأة, كما يعطيهم الشعور بالسلام وسط ضيقات الكرازة، وكأنما يعيشون تحت سمعه وبصره.
‏وكأنما لم يكن على التلاميذ حينما تتعب أرجلهم من المشي، وتتسلخ أقدامهم من وعورة طرق البشارة، إلا أن يفكروا في يدي الرب اللتين غسلتا أرجلهم، ويتحسسون أصابع المسيح التي مرت فوق أقدامهم، حتى يجددوا قوة لمزيد من السير ومزيد من الكرازة.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ر
اجع شرح (متى 10: 20)   فكأن المسيح يقول الذى يقبلكم ويكرمكم يقبلنى ويكرمنى  والذى يهينكم ويضطهدكم يهيننى ويضطهدنى كما أن الذى يقبلنى يقبل الاب الذى أرسلنى .. ألأخ لأنكم أيها الرسل كنواب عنى فأنا  أحسب كل تعد عليكم تعد على وفى ذلك القول عزاء جميل للرسل ورؤساء الكنائس من بعدهم فى زمن الإضطهاد  وفيه تلميح لفظاعة ما إرتكبه الي يهوذا بتسليمه سيده فإنه تعدى بذلك على الذات الإلهية "الآب"

شرح وتفسير  (يوحنا 13:  21)  21 لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح، وشهد وقال:«الحق الحق اقول لكم: ان واحدا منكم سيسلمني!».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

هَذَا أي ما سبق من إنبائه بتسليم أحد التلاميذ إيّاه. وورد ذكر النبوة بخيانة يهوذا في كل البشائر (متّى ٢٦: ٢١ - ٢٥ ) 21 وفيما هم ياكلون قال: «الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمني». 22 فحزنوا جدا وابتدا كل واحد منهم يقول له: «هل انا هو يا رب؟» 23 فاجاب: «الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني. 24 ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد». 25 فسال يهوذا مسلمه: «هل انا هو يا سيدي؟» قال له: «انت قلت». ( مرقس ١٤: ١٨ - ٢١ ) 18 وفيما هم متكئون ياكلون قال يسوع: «الحق اقول لكم: ان واحدا منكم يسلمني. الاكل معي!» 19 فابتداوا يحزنون ويقولون له واحدا فواحدا: «هل انا؟» واخر: «هل انا؟» 20 فاجاب: «هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة. 21 ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد!». ( لوقا ٢٢: ٢١ - ٢٣).21 ولكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة. 22 وابن الانسان ماض كما هو محتوم ولكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه». 23 فابتداوا يتساءلون فيما بينهم: «من ترى منهم هو المزمع ان يفعل هذا؟».

 

ولم يذكر يوحنا ما ذكره متّى من أن يهوذا سأل المسيح «هل أنا هو؟» وأن المسيح أجابه «أنت قلت». وذكر ما لم يذكره غيره من الإنجيليين، وهو أن يهوذا خرج من بينهم بعدما أخذ اللقمة ولم يعلم أحد منهم ذلك.


1) " لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هَذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، "

إضطرب المسيح لأنه النور ورأى الظلمة فى قلب تلميذه لدرجه البغض للمسيح لأنه أحب مال العالم  إنزعج من إحساسة بوجود شيطان يتقمص يهوذا فى حضرته ( ١يوحنا ٢: ١٩) 9 من قال: انه في النور وهو يبغض اخاه، فهو الى الان في الظلمة." شعر المسيح بان يهوذا يفكر فى خطية تسليمه  سيسود عليها كما قال الرب لقيين يحذرة من قتل أخاه (تك 4: 7) ان احسنت افلا رفع؟ وان لم تحسن فعند الباب خطية رابضة، واليك اشتياقها وانت تسود عليها». وهكذا فعل المسيح عندما حذر يهوذا قائلا لتلاميذه واحد منك سيسلمنى
اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ تعنى فى اللغة العربية إنزعج وإرتبك وتردد (يوحنا ١١: ٣٣ ) فلما راها يسوع تبكي، واليهود الذين جاءوا معها يبكون، انزعج بالروح واضطرب، (يوحنا ١٢: ٢٧ ) 27 الان نفسي قد اضطربت. وماذا اقول؟ ايها الاب نجني من هذه الساعة؟. ولكن لاجل هذا اتيت الى هذه الساعة " علة هذا الاضطراب تأمله في خيانة يهوذا التي شرع في الكلام عليها وما فيها من الكفر بالنعمة وسماع التعليم باطلاً، وإضرار للخائن نفسه، وفظاعة خطيته التي جعلت طبيعة المسيح المقدسة تقشعر من التأمل فيها وقرب الخائن منه.
علم المسيح أن كل التلاميذ سيتركونه في تلك الليلة ويهربون، وأن أحدهم ينكره بحلف وأقسام. لكنه لم يضطرب من التأمل في ذلك كما اضطرب من التأمل في خيانة يهوذا، لأن إثمه أعظم، وهو الوحيد بين تلاميذه الذي لم يسأل المغفرة فهلك في خطيته.

† " اضطرب بالروح، " ..  لا يكون سهلا على أى إنسان أن يعرف ان صديقة خانه فقد أزعجت خيانة يهوذا يسوع بشدة (يو 12: 27) إختار يسوع يهوذا لما رأى من إمكانية روحية وأعطاه الصندوق بالرغم من أن متى كان جابيا للضرائب أى أن يهوذا كان له منزلة خاصة مغلفة بيقة يسوغ فيه  ولكن هذه الإمكانيات والمهارات التى كانت عنده لم ستفاد بها يهوذا ولم تثمر معه ثمارا روحية بل أثمرت نبتا شيطانيا (بو 13: 18)


 2) " وَشَهِدَ وَقَالَ: الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي»."
الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ هذا بداية تصريح للتلاميذ بعيداً عن إحتمال حدوثه . وقد ردد المسيح هذه النبوة كعبارة فى سياق كلامه قى مناسبات مختلفة حتى ترسخ وتثبت فى أذهان  تلاميذه ليتذكروها عندما تحدث فى المستقبل
المسيح هنا ناظر ما لا يُنظر، والروح ترى بالروح ما وراء الحجب والضمائرالمسيح يعرف ما فى القلوب والأفكار وما سيحدث فى المستقبل لأن(يو 3: 35) «ا"الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده." » هكذا ورد فى العهد القديم عن ألاب فى السماء  (إر 17: 10) "أنا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لأعطي كل واحد حسب طرقه، حسب ثمر أعماله." 
إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي ذكر قبلاً أنه يُسلَّم (متّى ١٧: ٢٢ ) 22 وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع: «ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس  ( متى ٢٠: ١٨ ) 18 «ها نحن صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ( متى ٢٦: ٢).2 «تعلمون انه بعد يومين يكون الفصح وابن الانسان يسلم ليصلب».  وأخبرهم هنا أول مرة بأن المسلِّم واحد منهم.

إضطراب المسيح كلمات المحبة كانت تتساقط من فم الرب، والنفس تتلقى ضربات الغدر، كيف لا يتداعى لها الجسد؟ ‏يد المسيح امتدت بلقمة البركة، ويد يهوذا تتحسس موضع الطعنة، كيف لا تجفل الروح؟ بالروح هو ما طفا على السطح من مصارعة النور مع الظلمة، كيف لا ترتعب لها السماء؟ فما بالك بالطبيعة البشرية التي تعاين معركة الة مع الشيطان ومركزها جسد ابن الإنسان؟
‏الباطل رفح قرنه على «الحق»، واستغل الجسد ليسدد فيه الطعنات، فكيف لا يهتز

تهلل الشيطان لما اضطرب المسيح بالروح، ولكن أخفي عنه أن المسيح إنما يسير بقدميه نحو الصليب: «ولى صبغة أصطبغها، وكيف أنحصر حتى تكمل؟» (لو50:12). كانت ضربات الشيطان بيد يهوذا أعظم مأساة واجهتها البشرية تمت نور الشمس، قابلتها ضربة المسيح عل الصليب لقوات الظلمة، كأعظم نعمة انسكبت على بني الإنسان.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
هذا الفصل فيه الإنباء بخيانة يهوذا فى تسليمه سيده وذكر النبوة بخيانته وحيرة التلاميذ وتوقعهم أن الجانى لا بد أن تظهل عليه علامات الخزى على وجهه وإعطاء المسيح العلامة لمعرفته .. ألخ ذكره البشيرون الآخرون راجع شرح (مت 26: 21- 25) (مر 14: 18- 21) (لو 22: 21- 23) ولم يذكر إنجبل يوحنا ما ذكره إنجيل متى من أن يهوذا سأل المسيح "هل أنا هو" وأن المسيح أجابه "أنت قلت" ولكنه ذكر مالم يذكره غيره من الأناجيل فذكر (1) أنه كان يتكئ فى حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه ولا ريب ان هذا المحبوب هو يوحنا الإنجيلى ولم يذكر غسمه تواضعا (2) أن سمعان أومأ إلى التلميذ المحبوب أن يسأل يسوع وأن يسوع أجاب على السؤال بعلامة بدلا من التصريح بإسم الخائن و (3) أن المسيح اذن إلى يهوذا بالذهاب بقوله "ما أنت فاعله فإعمله بأكثر سرعة " أى لا تكن مرائيا بل بادر بإنقاذ قصدك متى شئت بمشيئتك وإختيارك فإنى مستعد ولا شئ يضرنى أو يكرهنى أو يحزننى لأنى اسلم نفسى بإختيارى (4) إن التلاميذ لم يفهموا ما قصد يسوع بذلك القول مع يهوذا لأنهم زنوا أنه كلفه بيشترى شيئ لوازم العيد أو أن يعطى صدقة للفقراء أو لأنه كان أمين الصندوق و (5) أن يهوذا خرج للوقت وكان ليلا فكانت ظلمة فى قلب يهوذا خرج ليتمم خيانته فى ظلام الليل ،

شرح وتفسير  ( يوحنا 13:  22) 22 فكان التلاميذ ينظرون بعضهم الى بعض وهم محتارون في من قال عنه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَكَانَ التّلامِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْض"
يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ من الدهشة والإستغراب ، ونظر بعضهم إلى بعض علامة الحيرة، وتوقعهم أن الجاني لا بد أن تظهر على وجهه إمارات الخزي والخجل لظهور شره .

 

2) "  وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ"
وَهُمْ مُحْتَارُونَ الخ لم يشكوا في أن واحداً منهم سيسلمه،أتى تصريح المسيح كالصاعقة المباغتة على نفوس التلاميذ، فلم يستطع الإنجيليون الثلاثة أن يصفوا صورة واقعية ملموسة لهذا المشهد الحزين، وسجلها الوحى عن طريق القديس يوحنا. ربما لأنه كان يشعر بنفس شعور المسيح وكان ملتصقاً بحضنه،

إنما احتاروا في أي منهم يقدم على هذه الجناية الفظيعة. وبعد أن سكتوا وقتاً ونظر كل إلى غيره «ابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ المُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟» (لوقا ٢٢: ٢٣). وبعد هذا سأل كل واحد منهم يسوع «هل أنا هو يا رب؟» (متّى ٢٦: ٢٢ ) ( مرقس ١٤: ١٩). ولم يتهم أحد منهم غيره إنما نفسه في الحال. ويهوذا نفسه حتى لا يظن أحد أنه هو الذى قصده المسيح ، وسمع الجواب من المسيح سراً. ومن العجب أن يهوذا استطاع أن يكتم شره عن سائر التلاميذ في كل تلك المدة حتى لم يظن أحد منهم أنه المراد
ولكن  إذ يقول إن التلاميذ أخذتهم الحيرة وهم ينظرون بعضهم لبعض، فالأمر جد خطير إستطاع الشيطان أن يتسلل عن طريق تقمصة لأحد من التلاميذ ، فهوذا ذئب داخل الحظيرة!.

    أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع تفسير ألآية  (يوحنا 13:  21) 

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  23) 23 وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه، كان يسوع يحبه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَكَانَ مُتَّكِئاً فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تلامِيذِهِ،"
أمر موسى بني إسرائيل أن يأكلوا الفصح بعجلة وأحقاؤهم مشدودة وأحذيتهم في أرجلهم وعصيهم في أيديهم (خروج ١٢: ١١).11 وهكذا تاكلونه احقاؤكم مشدودة واحذيتكم في ارجلكم وعصيكم في ايديكم.وتاكلونه بعجلة.هو فصح للرب. "  وغير رؤساء اليهود هذا الطقس الإلهى وأفتوا أن ذلك كان موافقاً لحال بني إسرائيل وهم يرحلون في البرية، وأنهم بعد ما استراحوا في أرض الميعاد لم تبقَ حاجة لهذا. وقد قلدوا الشعوب الغريبة وأخذوا عاداتهم فى الاتكاء عند الأكل عن البابليين وقت كانوا مسبيين في بابل، وقبل ذلك كانت الإتكاء من عادات اليونانيين والرومان. (راجع الاتكاء في شرح متّى ٢٣: ٦ ) و (مت ٢٦: ٢٠). وفيه يكون الواحد متكئاً أمام الآخر مستنداً على يده اليسرى، وهو يأكل باليمنى، ورجلاه ممدودتان إلى الوراء. ويُستدل من القرينة أن يوحنا كان على يمين يسوع أمامه، أي تجاه حضنه. ولعل يهوذا كان على يساره، بدليل أنه كلمه سراً وهو على المائدة، وأنه ناوله اللقمة فتناولها.


2) " كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ "
كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يرجح جميع المفسرين بلا أدنى شك أن هذا المحبوب هو يوحنا الإنجيلي ولم يذكر اسمه تواضعاً، ولكنه أشار إلى نفسه بهذه العبارة خمس مرات في بشارته (يوحنا ١٣: ٢٣ ) وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه، كان يسوع يحبه. ( يو ١٩: ٢٦ ) 26 فلما راى يسوع امه، والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، قال لامه:«يا امراة، هوذا ابنك». ( يو٢٠: ٢ ) فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه، وقالت لهما:«اخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم اين وضعوه!»  ( يو 21: 20- 23).فالتفت بطرس ونظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه، وهو ايضا الذي اتكا على صدره وقت العشاء، وقال:«يا سيد، من هو الذي يسلمك؟»
( يو ٢١: ٧،) فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس:«هو الرب!». فلما سمع سمعان بطرس انه الرب، اتزر بثوبه، لانه كان عريانا، والقى نفسه في البحر.  ولم يدّع بذلك الفضل على سائر التلاميذ بل أشار إلى تنازل يسوع إلى محبته وهو يشعر بعدم استحقاقه لتلك المحبة. ومما يثبت محبة المسيح الخاصة لهذا التلميذ أنه كان من الحلقة المقربة منه هو أحد الثلاثة الذين أدخلهم معه إلى مخدع ابنة يايرس يوم إقامتها من الموت،( مت ٢٦: ٣٧ ) 37 ثم اخذ معه بطرس وابني زبدي وابتدا يحزن ويكتئب.  وكان أيضا الذين شاهدوا تجليه على جبل طابور (متّى ١٧: ١ ) 1 وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا اخاه وصعد بهم الى جبل عال منفردين. والذين انفرد بهم في بستان جثسيماني، وأنه اتكأ على حضن المسيح في العشاء الأخير، ( يوحنا ١٣: ٢٣) . 23 وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه، كان يسوع يحبه وأن المسيح وكل إليه أمّه وهو على الصليب   ( يو ١٩: ٢٦، ٢٧).  فلما راى يسوع امه، والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، قال لامه:«يا امراة، هوذا ابنك». لم يذكر يوحنا فى البشارة التى على إسمه وكانت العبارة التى كان يشير بها إلى نفسه هى "التلميذ الذى كان يسوع يحبه" لا يظهر إسم يوحنا فى بشارة يوحنا أبدا وكنه كان يعتز بأن يسوع يحبه .. يسوع يحب الكل ولكن ما هى درجة محبتنا له؟  

 

ولعل سبب ذلك أنه كان يشبه المسيح في الصفات أكثر من سواه من التلاميذ وكان يحب المسيح خافظا وصاياه . وأعظم إكرام يمكن الإنسان نواله أن يحبه المسيح. واشتهر إبراهيم بمثل ذلك بأن سُمي «خليل الله» (2 أيام 20: 7 ) 7 الست انت الهنا الذي طردت سكان هذه الارض من امام شعبك اسرائيل واعطيتها لنسل ابراهيم خليلك الى الابد. ( إشعياء ٤١: ٨).8 واما انت يا اسرائيل عبدي يا يعقوب الذي اخترته نسل ابراهيم خليلي"
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع تفسير ألآية  (يوحنا 13:  21) 

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  24) 24 فاوما اليه سمعان بطرس ان يسال من عسى ان يكون الذي قال عنه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ " .
نستنتج من ذلك أن بطرس كان بعيداً عن المسيح حتى لم يستطع أن يسأله سراً، فأشار إلى يوحنا بوجهه أو بيده دون أن يراه أحد غيره إلى أن يسأل المسيح عمَّن يكون الخائن.

من حركة بطرس يتبين لنا ترتيب التلاميذ. فكان المتبع في جلوس الأسرة أن الابن الأكبر يجلس عن يمين رب البيت، ثم بالتدريج يجلس باقي الأسرة حتى تنتهي بالصغير ليجلس في حضن رب البيت على شماله، أقرب مكان إلى قلبه. وبطرس لأنه لم يكن بجوار المسيح، إذ جلس بحسب ترتيب الكبر في السن بعد يهوذا، اضطر أن يتحاشى الكلام المسموع في مخاطبته ليوحنا, فأومأ إليه، أي أعطاه إشارة بالعين وهز الرأس، مما يفيد أن يهوذا هو الذي كان على يمين الرب مباشرة بصفته الأكبر سناً، ويليه بطرس. وهذا يفيد سبب لماذا حدث شجار بين التلاميذ من منهم أكبر (لو24:22) لكي يجلس عن يمين الرب، وغالباً كان الشجار بين بطرس ويهوذا. فبطرس يشعر بالقيادة والأولوية، ولكن يهوذا كان يعتمد على سنه وحيازته للصندوق، وبلغة العصر، أنه سكرتير الجماعة.

    أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع تفسير ألآية  (يوحنا 13:  21) 

شرح وتفسير  (يوحنا 13:  25) 25 فاتكا ذاك على صدر يسوع وقال له: «يا سيد، من هو؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟"
الاتكاء هنا في الأصل غير الاتكاء الذي ذُكر في (يو 13: 23)  فإن ذلك عام يشغل مدة العشاء، وهذا خاص وقتي، وهو ميل رأس يوحنا إلى أن يقرب من رأس يسوع ليستطيع أن يحادثه سراً.

" فاتكا ذاك على صدر يسوع   " ..  تظهر هذه الآية عادة تناول الطعام وفى القرن الأول الميلادى فى الأراضى المقدسة وهم بتكئون على أرائك (طاولة) مرتفعة عن الأرض حول مائدة   مستندين على مرافقهم اليسرى ، ويتناولون الطعام بأيديهم اليمنى ، كان يوحنا يتكئ على يمين يسوع ويهوذا على يساره (مركز التكريم ) فهمس يوحنا إلى يسوع القريب منه وسأله سؤالاً 
 
 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع تفسير ألآية  (يوحنا 13:  21) 

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  26) 26 اجاب يسوع:«هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة واعطيه!». فغمس اللقمة واعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَجَابَ يَسُوعُ: هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ. "

كان من السهل على التلميذ يوحنا الحبيب أن يقترب من صدر المسيح ويُسر إليه بسؤاله. فهو أصغر التلاميذ وأقربهم فى المجلس لقلبه والمسيح أيضأ أعطاه إشارة كيف يعرف مسلمه، ثم أليس هذا عجباً أن يتحاشى المسيح حتى إلى هذه اللحظة أن يجرح إحساسات يهوذا؟ وكأنه يقول له " أنا عارف باعمالك إذكر من أين سقطت وتب وإعمل الأعمال الأولى " ثم ألا ترى معي يا قارئي العزيز أن رقة المسيح كانت فائقة الوصف؟ لقد أعطى المسيح ليهوذا تحذيرات عديدة
بعلامة أوضح المسيح ليوحنا من هو الذى يسلكه بدلاً من التصريح باسمه، ولم يفهم المقصود من تلك العلامة حينئذ سوى يوحنا.
الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ   كانت هذه هى علامة التكريم (را 2: 14)  ولما يهوذا فى مركز الكرامة إلى يسار يسوع إستمر يسوع يمد يده ويعطي يهوذا مما أمامه    

من عادة أهل الشرق قديماً وحديثاً أن رب البيت يكرم الضيف وأيضا هو تقليد فصحي كان يٌكرم به رب البيت دائماً الابن الأكبر! وهو على المائدة بأن يناوله بيده بعض اللقم. ويغلب ذلك في عيد الفصح، فإن رئيس المتكإ يأخذ لقمة خبزٍ أو لحم ويغمسها بخليط من تمر وزبيب ولوز في خمر(أو الخل عند الفقراء)  ويعطيها لأحد المتكئين معه (انظر الكلام على الفصح في شرح متّى ٢٦: ٢). والأرجح أن المسيح أعطى مثل هذه اللقمة لغير يهوذا قبلاً، وكان على وشك أن يعطي يهوذا عندما سأله يوحنا فجعله له علامة معينة للمسؤول عنه.

أما عن مزيج الخل والفواكه والتغميس فيه تحية بالمكرمين فنقرأ عنه في سفر راعوث: «فقالت (راعوث لبوعز): ليتني أجد نعمة في عينيك يا سيدي, لأنك قد عزيتني، وطيبت قلب جاريتك، وأنا لست كواحدة من جواريك. فقال لها بوعز عند وقت الأكل تقدمي إلى ههنا وكلي من الخبز, واغمسي لقمتك في الخل.» (راعوث13:2-14)

2) " فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ"

لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الخ انظر شرح يوحنا ٦: ٧١. إعطاء يسوع اللقمة ليهوذا كان آخر علامات محبة المسيح وصداقته ورحمته له، وهي كدعوة له للتوبة، فأخذ اللقمة بدون انسحاق قلب ولا تغيير، فأغلق دونه باب الرجاء إلى الأبد، وفتح قلبه للشيطان ليمكث فيه إلى النهاية.

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع تفسير ألآية  (يوحنا 13:  21) 

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  27) 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع: «ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ."
دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ هذا علاوة على ما قيل في ع ٢ من أنه «قد ألقى الشيطان في قلب يهوذا». والمعنى أنه سلم نفسه للشيطان طوعاً واختياراً ليستخدمها كما شاء. وذكر لوقا أن الشيطان دخل يهوذا قبل ذلك (لوقا ٢٢: ٣).3 فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر. "  ودخول الشيطان وتسلطه على نفس الإنسان درجات متنوعة.( يوحنا ٦: ٧٠) 70 اجابهم يسوع:«اليس اني انا اخترتكم، الاثني عشر؟ وواحد منكم شيطان!»
الجميع يُحارَب من الشيطان، حتى القديسين والأبرار.. وقد رأينا مئات الأمثلة لذلك في الكتاب المقدس وفي تاريخ الكنيسة وسير القديسين عبر العصور.. وبالطبع لا يعني أن شخصًا يُحاربه الشيطان بخطايا أو ضيقات أو مشاكل أن به شيطان.. هذا أمر آخر.
والسؤال متى دخل الشيطان يهوذا؟ فى ( يو 13: 26- 27)   " لكن فى (لوقا 22: 1) 1 وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح. 2 وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلونه لانهم خافوا الشعب. 3 فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر. 4 فمضى وتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه اليهم. 5 ففرحوا وعاهدوه ان يعطوه فضة. 6 فواعدهم. وكان يطلب فرصة ليسلمه اليهم خلوا من جمع. " ـ وفي متّى كان يهوذا يخون المسيح دون ما حاجة لشيطان (متى 26: 14)14 حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الاسخريوطي الى رؤساء الكهنة 15 وقال: «ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم؟» فجعلوا له ثلاثين من الفضة. 16 ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه. "

 أجاب العلامة د/ غالى المشهور بإسم مستعار هولى بايبل : [ الحقيقه لا يوجد اي تناقض فمن يقراء بداية الاصحاح 13 من انجيل يوحنا يعرف ان الشيطان دخل يهوذا بالفعل سابقا اي قبل مجيؤه للعشاء الاخير بفتره واثناء العشاء باغته مره اخري وهو بدأ يستسلم للشيطان علي مراحل ويقبله اكثر حتي سيطر عليه تماما 

 ولتوضيح ذلك اكثر ندرس حادثه اخري شرحها الكتاب المقدس بالتفصيل لمباغتة الشيطان للانسان وهو المذكور في سفر صموئيل عن شاول الملك الشرير (1 صم 16: 14- 17)  14 وذهب روح الرب من عند شاول وبغته روح رديء من قبل الرب. 15 فقال عبيد شاول له هوذا روح رديء من قبل الله يبغتك. 16 فليامر سيدنا عبيده قدامه ان يفتشوا على رجل يحسن الضرب بالعود ويكون اذا كان عليك الروح الرديء من قبل الله انه يضرب بيده فتطيب. 17 فقال شاول لعبيده انظروا لي رجلا يحسن الضرب واتوا به الي. "  ويكمل  فى (1صم 16: 23) 23 وكان عندما جاء الروح من قبل الله على شاول ان داود اخذ العود وضرب بيده فكان يرتاح شاول ويطيب ويذهب عنه الروح الردي "  فالروح الشرير كان يباغت شاول عدة مرات فهو ليس في حاله سيئة باستمرار ولكن تنتابه نوبات متفرقه من مباغتة الشيطان له   (1صم 18: 10)  10 وكان في الغد ان الروح الردي من قبل الله اقتحم شاول وجن في وسط البيت وكان داود يضرب بيده كما في يوم فيوم وكان الرمح بيد شاول.  "

وبالطبع باختلاف الروح الشرير وعمله في الانسان الغير مؤمن ولكن هجمات الروح الشرير غير مستمره    وندرس معا انجيل يوحنا في موضوع الشيطان ويهوذا يبدأ اولا يوحنا يعلن ان الشيطان كان له مداخل مع يهوذا من من قبل الخيانة   (يو 6: 70- 71) 70 اجابهم يسوع:«اليس اني انا اخترتكم، الاثني عشر؟ وواحد منكم شيطان!» 71 قال عن يهوذا سمعان الاسخريوطي، لان هذا كان مزمعا ان يسلمه، وهو واحد من الاثني عشر. "  فالمسيح يعرف ان يهوذا يخضع للافكار الشيطانية والشيطان بدأ يسيطر عليه من فتره ولكن بالتدريج وهو بافكاره الشريره ثم سرقته من صندوق العطايا.  واخطر من ذلك انه يرفض الاعتراف والتوبه يفتح الباب اكثر للشيطان  (يوحنا 12 : 3- 6)  3 فاخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعرها، فامتلا البيت من رائحة الطيب. 4 فقال واحد من تلاميذه، وهو يهوذا سمعان الاسخريوطي، المزمع ان يسلمه: 5 «لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمئة دينار ويعط للفقراء؟» 6 قال هذا ليس لانه كان يبالي بالفقراء، بل لانه كان سارقا، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه. " وبالطبع هذا خضوعا للشيطان ولهذا يوحنا وضح ان يهوذا خضع للشيطان تدريجيا علي مراحل وبمرور الوقت صار يدخله الشيطان ويسيطر عليه اكثر فأكثر (يو 13: 1- 2) 1 اما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب، اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم، احبهم الى المنتهى. 2 فحين كان العشاء، وقد القى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي ان يسلمه،  "

يوحنا الحبيب يخبر ان حين العشاء كان الشيطان بالفعل القي في قلب يهوذا فهو لا يقول بدا يلقي ولكن الق اي تسلل الشيطان الي قلب يهوذا كان قبل العشاء ولهذا استخدم الفعل الماضي. تام مباشر مضاف مفرد مذكر. فهذا يؤكد انه لا يوجد تناقض لان الشاهدين سواء يوحنا او لوقا الاثنين وضحوا ان الشيطان دخل في يهوذا قبل ليلة العشاء الاخير. فيوحنا يخبرنا ان الشيطان بالفعل بدأ يسيطر علي قلب يهوذا سابقا عندما بدأ يفكر في ان يخون المسيح لان الشيطان لا يقدر أن يسيطر على يهوذا الا لان يهوذا تجاوب مع الشيطان وذهب وإتفق مع رؤساء الكهنة من قبل، والشيطان لن يكف عن محاولاته مع يهوذا طالما هو يقبل منه ويخضع له أكثر فأكثر. وهذا يعني أنه يظل يقترح عليه الأسوأ فالاسوأ دائماً ويسيطر عليه اكثر فأكثر ليفعل الاشر. 

 ولهذا يوحنا وضح ان الشيطان بالفعل سيطر علي يهوذا بمراحل فيمكن أن يُقال عن يهوذا إنه كلما كانت تدبّ في قلبه فكرة الخيانة لسيده، كان الشيطان يدخله أكثر. ويقول القي في الماضي فيخيل الينا ان قلب يهوذا مثل تربه شريره صالحه لبزور الشيطان فعندما دخله الشيطان كزارع فساد وشر والقي في قلبه افكار شريره نمت بسرعه في قلب يهوذا واصبح قلب يهوذا ملك للشيطان لاستسلام يهوذا برغبته اولا للشيطان واثمر اثمار شريرة كثيرة  حتي وصل الي  (يوحنا 13 : 27) 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع: «ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة» وهنا اضاع يهوذا اخر فرصه له لكي يتوب وبرفضه التام للتوبه وقبوله للشر دخله الشيطان بقوه لانه قبله بالتدريج واستسلم له علي مراحل واضاع كل الفرص التي اعطاها له المسيح ليتوب بل هو اختار الشيطان بدل المسيح وبعد اعلان المسيح له وهو رفض ان يتوب فتملكه الشيطان  وهنا المسيح يوجه حواره للشيطان ويهوذا بقول ما انت فاعله فافعله باكثر سرعه 

يبدو أن يهوذا بدأ يفكر في الخروج وقبل أن يستأذن سمح له المسيح بذلك، هو أعطاه سؤل قلبه. (مز4:20).4 ليعطك حسب قلبك ويتمم كل رايك.  "  وموافقة المسيح على ذلك هي موافقة على الصليب فهو له سلطان أن يضعها (يو18:10).18 ليس احد ياخذها مني، بل اضعها انا من ذاتي. لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي».  ما أنت تعمله أي تكميل خيانته. هذه العبارة ربما بها يراجع يهوذا ضميره. ولكن هذه العبارة تشير أن ما يحدث من يهوذا هو بسماح السيد المسيح. وقوله هنا دخله الشيطان أي أحكم القبضة على إرادته. فهو جلس مع الرب للأكل وقبل اللقمة بشكل ودي والقلب مملوء خبثاً وهذا فتح أخر مرحلة من باب قلبه للشيطان ليدخل ويمتلك القلب.   ولكن لوقا البشير ركز فقط علي الموقف السابق وهو سماحه للشيطان بان يسيطر علي فكره ودخل اليه اثناء تفكيره في خيانة المسيح (لوقا 22 : 1- 5) 1 وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح. 2 وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلونه لانهم خافوا الشعب. 3 فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر. 4 فمضى وتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه اليهم. 5 ففرحوا وعاهدوه ان يعطوه فضة. "

هذه كانت احد المراحل الاخيرة من دخول الشيطان في يهوذا الذي قبله ليس إكراهاً بل لأنه وجد الباب مفتوحاً لديه، وجد فيه الطمع ومحبة المال باباً للخيانة. ثم بعد اللقمة دخله الشيطان نهائيا. كان يهوذا قد سلّم نفسه للشيطان، صار إناءً له، ومع كل فرصة ينفتح الباب بالأكثر للتجاوب مع إبليس كسيد له يملك قلبه ويوجه فكره ويدير كل تصرفاته. أي أن يهوذا كان كل يوم ينمو في تجاوبه مع الشيطان فيملك عليه بالأكثر. لذلك علينا أن لا نفتح للشيطان أي باب يدخل منه، حتى لا يسود علينا. فهو دخل الي يهوذا علي مراحل ولهذا يوحنا الحبيب وضح عدة مراحل ولوقا البشير ركز علي مرة الخيانة  اما متي البشير ومرقس البشير لم يتعرضا لتفاصيل مراحل تعامل الشيطان مع يهوذا واكتفيا بتوضيح ان يهوذا خائن فقط.(مت 26: 14) 14 حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الاسخريوطي الى رؤساء الكهنة 15 وقال: «ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم؟» فجعلوا له ثلاثين من الفضة. 16 ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه. (مر 14: 10)  10 ثم ان يهوذا الاسخريوطي واحدا من الاثني عشر مضى الى رؤساء الكهنة ليسلمه اليهم. 11 ولما سمعوا فرحوا ووعدوه ان يعطوه فضة. وكان يطلب كيف يسلمه في فرصة موافقة. " فالشيطان دخوله في الانسان يكون تدريجيا من شهوة بسيطة الي الموت وهذا ما حدث مع يهوذا (يع 1: 14- 15) ] أ. هـ

 

2) " فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ "
فَاعْمَلهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ ظاهر الكلام لطيف وطيب، وفيه الثقة ممتدة, هكذا ظن التلاميذ، وحتى القديس يوحنا لم يعرف ما وراء هذا الكلام الطيب: «فلم يفهم أحد من المتكئين لماذا كلمه به».

علم يسوع قصد يهوذا أنه أسلم نفسه إلى الشر، ورغب في الذهاب لأقل حجة. والمسيح أحب أن يتكلم بكل وضوح مع أصدقائه المخلصين، ولم يشأ أن يفعل ذلك أمام الخائن فأذن له في الذهاب. فكأنه قال: لا تكن مرائياً بعد. نفِّذ قصدك بتسليمي متى شئت فإني مستعد. فهذا الإذن يشبه إذن الله لبلعام في الذهاب مع رسل بالاق (عدد ٢٢: ٢٠)20 فاتى الله الى بلعام ليلا وقال له ان اتى الرجال ليدعوك فقم اذهب معهم.انما تعمل الامر الذي اكلمك به فقط. "  ويشبه قول المسيح للفريسيين (متّى ٢٣: ٣٢).32 فاملاوا انتم مكيال ابائكم. 33 ايها الحيات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم؟

وجه يهوذا إيماءة نحو الرب رغبة في الخروج، فعاجله الرب بالموافقة السريعة مع جملة مؤدبة رقيقة لتغطية موقفه المفضوح, ولكنها كانت تحمل إليه رسالة من هو عارف بكل حركاته, وانما بأسلوب من يستهين بكل مخططاته.
‏موافقة الرب على خروج يهوذا ليصنع ما يريد، هي موافقة على الصليب، وكأنما المسيح لا يريد أن تبدأ المأساة بدون موافقة، فهو وحده الذي له السلطان أن «يضعها»، أي تسليم نفسه للموت

" دخله الشيطان " ..   هذه هى المرة الوحيدة  التى ترد فى البشارة بحسب يوحنا كلمة "الشيطان" (لو 22: 3 & يو 13: 2) والسؤال الآن هل يعفى يسوع من المسئولية ما دام الشيطان دخله؟ نقرأ فى العهد القديم أعمال الإله العجيبة (تقسية قلب فرعون) ومسئولية الإنسان كقائد وحاكم (تصرفات فرعون) ليس البشر أحرارا فى تصرفاتهم بصورة كاملة لأنه يوجد تداخلات وتأثيرات عليهم منها التاريخية والوراثية والإجتماعيىة .. ألخ ، إضافة إلى تأثير العالم الروحى (الإله ، الروح القدس ، الملائكة ، الشيطان ، الأرواح الشريرة) وتجاوب الإنسان مع هذه العوامل ينتهى بنتيجة أما تكون خيرا أو شرا ولأنه هو فى النهاية صانع القرار فهو يكون مسئولا عن أفعاله ، لقد تنبأ العهد القديم عن خيانة يهوذا وتنبأ يسوع أيضا عن خيانته وأن الشيطان كان محرضا له مستخدما المال فى غستمالته ولكنه فى النهاية سلم إنسانا بريئا إلى الموت وهذه هى النتيجة التى أرادها الشيطان ليتخلص من يسوع ولم يعرف أنها النتيجة التى أراد بها الرب للبشرية خيرا ، فصنع يهوذا الشر فى عينى الرب
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع تفسير ألآية  (يوحنا 13:  21) 

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  28) 28 واما هذا فلم يفهم احد من المتكئين لماذا كلمه به،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
  1) " وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ المُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِهِ" .
 يعلق التلميذ يوحنا على الأحداث فقال لم يعلم أحد من التلاميذ يومئذ ما قصد يسوع بهذا الكلام.
 نعم إن يوحنا علم أن الخائن هو يهوذا، لكنه لم يعرف أن ما قاله يسوع متعلق بالخيانة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع تفسير ألآية  (يوحنا 13:  21)    

 شرح وتفسير (يوحنا 13:  29) 29 لان قوما، اذ كان الصندوق مع يهوذا، ظنوا ان يسوع قال له: اشتر ما نحتاج اليه للعيد، او ان يعطي شيئا للفقراء.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "  لأنَّ قَوْماً، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا"
الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا كان يهوذا أمين الصندوق في لجنة الرسل ..كان يهوذا مسئولا عن مال المعلم وفى تدبير أمور التلاميذ وإحتياجاتها  وتلاميذه كجماعة تشترك فى كل شئ وعندما دهنت مريم طيب الناردين قدمى المسيح (يو 12: 5) 4 فقال واحد من تلاميذه، وهو يهوذا سمعان الاسخريوطي، المزمع ان يسلمه: 5 «لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمئة دينار ويعط للفقراء؟» 
 

2) " ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلعِيدِ،"
اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلعِيدِ كانت مدة العيد أسبوعاً، وكان لكل يوم من ذلك الأسبوع حاجات. ولعله كان يصعب شراء الحاجات وتدبيرها في تلك الأيام لازدحام الزائرين في أورشليم.  أن ذلك كان ليلة عشاء يوم الفصح 14 نيسان الذى هو مساء يوم خميس وصباح الجمعة حسب أيام أسبوع الألام فى الكنيسة القبطية كتفسير الرسل لكلام المسيح، فإنه يدل على أنهم فهموا من قول المسيح أنه أراد أن يشتري يهوذا ما يحتاجون إليه للعيد في يوم الجمعة بسرعة قبل أن يحضر السبت الذي لا يجوز فيه الشراء.

3) "  أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئاً لِلفُقَرَاءِ"
أَنْ يُعْطِيَ شَيْئاً لِلفُقَرَاءِ يتضح من ذلك أن المسيح وتلاميذه اعتادوا التوزيع على الفقراء، مع فقرهم. وكان تعليم المسيح فى الموعظة على الجبل : " فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كالمراؤون ..لكى يمجدوا من الناس ..وإنما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعله يمينك لكى تكون صدقتك فى الخفاء. فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية (فى السماء)"(مت6: 1-4)  أعطوا تُعطوا كيلاً جيداً مهزوزاً  فائضاً يعطى فى أحضانكم لأنه بنفس الكيل الذى تكيلون به يُكال لكم " (لو 6 : 38 )   وكان من عادات اليهود في الأعياد أن يكثروا الصدقات على المساكين. وقد علق يوحنا على يهوذا قبل ذلك وقال أن يهوذا لم يكن يهتم بالفقراء انظر شرح ( يوحنا ١٢: ٦)6 قال هذا ليس لانه كان يبالي بالفقراء، بل لانه كان سارقا، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه. " 
وهكذا تمت في يهوذا النبوة المذكورة عنه بالذات: «بدل محبتي يخاصمونني، أما أنا فصلاة. وضعوا علي شراً بدل خير، وبغضاً بدل حبي. فأقم أنت عليه شريراً، وليقف شيطاناً عن يمينه.» (مز4:109-6)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع تفسير ألآية  (يوحنا 13:  21) 

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  30) 30 فذاك لما اخذ اللقمة خرج للوقت. وكان ليلا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
  

1) " لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلوَقْتِ "

نستنتج من ذلك أن يهوذا لم يحضر العشاء الرباني، لأن تلك اللقمة كانت من عشاء الفصح، ورُسم العشاء الرباني بعده وقد زكرنا سابقا أن العشاء الربانى تم أثناء المأس الرابع فى ترتيب المؤوس التى يشربها اليهود أثناء ووجبة الفصح والكأس الأول كأس الغضب مرور الملاك والثانى الغفران بأكل الذبيحة والثالث البركة والرابع التهليل  ( ١كورنثوس ١١: ٢٥).. 25 كذلك الكاس ايضا بعدما تعشوا، قائلا: «هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري»  وخرج يهوذا فوراً ليتخلص من مشاهدة المسيح والجلوس مع الأبرار وهو يخونهم بعد أن كشف قصده الشرير، وفي أن يخبر الرؤساء ويأخذ أجرته.

وظل يوحنا في النور وفى حضن يسوع، والآخر في الظلمة الخارجية؛ القديس يوحنا في حضن يسوع كالابن في حضن الآب: «أنا فيهم وأنت فىّ ليكونوا مكملين إلى واحد... كما أننا نحن واحد» (يو22:17-23)، ويهوذا في حضن الشيطان: «هذه ساعتكم وسلطان الظمة.» (لو53:22) خرج ليكمل خيانته

 

2) " وَكَانَ لَيْلاً

 فبدخول الشيطان في يهوذا بدأت ساعة الظلمة. وبمغادرة يهوذا للمسيح, خرج من دائرة النور إلى «الظلمة الخارجية». لقد سبق المسيح أن حذر من مثل هذه المخاطرة: «ولكن إن كان أحد يمشي في الليل يعثر, لأن النور ليس فيه» (يو10:11)، وواضح غاية الوضوح أن يهوذا أحب الظلمة: «أحب الناس الظلمة أكثر من النور, لأن أعمالهم كانت شريرة.» (يو19:3)

أوكان خروجه في الليل. ظلت ليلة الفصح هذه محفورة فى ذاكرة يوحنا محفورة فى ذهنة بعد مرور أكثر من سنة دليل قاطع على أنه كان شاهد عيان لهذه الليلة التى غيرت مجرى التاريخ الدينى اليهودى . وأشار إلى خروج يهوذا ليلا لأنه مناسب للخيانة لأنها من أعمال الظلمة. وكانت الظلمة في قلب الخائن، وكانت خيانته من انتصارات الظلمة، فلاق أن يفعل ذلك في ظلمة الليل. وهذا وفق قول يسوع للذين قبضوا عليه «هَذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلطَانُ الظُّلمَةِ» (لوقا ٢٢: ٥٣).
لقد بدأ العد التنازل للساعة الأخيرة. بدأ شبح الموت يخيم على اللحظات الأخيرة للعشاء الأخير، لتبتدىء بعدها، ولأول مرة، التسبيحات للفصح بنغمات حزينة!..

 ..  فسر بعض المفسرين هذه العبارة على أنها تشير إلى الزمن فقط والآخرين قالوا أنها تحمل معنى روحيا وقد وردت مثل هذه العبارات الغامضة  التى يمكن أن تفهم بأكثر من طريقة منها الحرفية والمجازية (يو 3: 2 & 19: 39)   
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ويستدل بعض المفسرين من قوله " فذاك لما اخذ اللقمة " أن يهوذا لم يحضر العشاء السرى لأن تلك اللقمة يشير بها إلى خبز المائدة لا إلى السر العظيم وخرزجه ليلا يدل ايضا على جسارته إذ لم يعوقه الليل عن شره

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث عشر

خطاب يسوع للتلاميذ بعد خروج يهوذا وإنباؤه بإنكار بطرس (13: 31- 38)

أحاديث أثناء عشاء الفصح وبعد غسل الأرجل
3. مجد ابن الإنسان
  (يوحنا 13:  31- 33)

  شرح وتفسير  (يوحنا 13:  31) 31 فلما خرج قال يسوع:«الان تمجد ابن الانسان وتمجد الله فيه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 

†  ألايات (يو 13: 31- 38) تشكل جزءا من مجموعة من السياقات أوسع واشمل تتضمن مجموعة من الأسئلة للتلاميذ (يو 13: 36 & 14: 5و 8 و22 & 16: 17)   

الايات التالية قيلت قبل تأسيس سر الإفخارستيا أو بدء المسيح فى طقوسة فى تأسيسه وبداية إنتهاء عمله هدفه خلاص العالم من موت الخطية وبهذا يتمجد إبن الإنسان فى المؤمنين به وفى الرب  ( ١بطرس ٤: ١١) 11 ان كان يتكلم احد فكاقوال الله. وان كان يخدم احد فكانه من قوة يمنحها الله، لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح، الذي له المجد والسلطان الى ابد الابدين. امين.

1) " فَلَمَّا خَرَجَ "

 أسس المسيح العشاء الرباني على أثر خروج يهوذا الذى دخله الشيطان . قيل في ع ٢١ إن المسيح «اضطرب بالروح» (يو 13: 21)"لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح، وشهد وقال: «الحق الحق أقول لكم: إن واحدا منكم سيسلمني!»" عندما تأمل في خيانة يهوذا والخائن أمامه. ولكن كلمات المسيح بعد خروج الخائن المرائي دلّت على تخلصه من ذلك الاضطراب، وعلى انشراح صدره، وبأنه استطاع أن يُعلن لأصدقائه المخلصين كل ما في قلبه. ناظرا إلى مجده الذى سيتقلده وكان تركه لأجل خلاص العالم بتجسده  (يو 17: 5) "والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم."

2) " قَالَ يَسُوعُ: الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ"

وردت كلمة مجد فى هاتين الآيتين (يو 13: 31 و 32) ثلاث مرات «الآن تمجد... وتمجد... قد تمجد»: الآن. أى بعد خروج يهوذا لتنفيذ  خطة يهوذا الشيطانية بخروج يهوذا والتى يبدوا أنها وضعت لإحتمالين أو أكثر هو دفع يسوع نحو الموت فغذا كان هو المسيح وقبل الموت مثله مثل الأنبياء الذين ماتوا فيتخلص بذلك من القوة التى ازعجته حتى أنه كان ينطق على لسان اليهود قائلا خلص آخرين أما نفسه فلم يقدر (مت 27: 42) "«خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها! إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به!"  وعلى لسان رؤساء الكهنة (مر 15: 31) "وكذلك رؤساء الكهنة وهم مستهزئون فيما بينهم مع الكتبة، قالوا: «خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها!" 

على أن رنين «المجد» المتكرر ثلاثاً في هذه الآية, يذكرنا في الحال بتسبحة الملائكة الثلاث تقديسات : [ قدوس الله، قدوس القوى، قدوس الحي الذي لا يموت، ... ألخ ] وفى ببداية التقديس في سر الإفخارستيا: مجداً واكراماً، إكراماً ومجداً للثالوث الأقدس: الآب والابن والروح القدس. إنها تسبحة الذكصا الأبدية، الذكصا التي ملأت السماء، وفاضت على كل بني الفداء.

 وإذا لم يقبل يسوع الموت وأعلن الثورة فيموت الألاف من الأبرياء ولن ينتصر المسيح لأن أتباعه من الضعفاء الصيادين وغيرهم وليسوا ذى صفة كما أن يسوع لم يكن له تأثير دينى ففقد تأييد سلطة الكهنة والفريسيين وغيرهم لأنه ناقشهم وأفحمهم حتى ان مجلس السنهدرين اليهودى اعلى سلطة دينية يهودية أصدت قرارا أن كل من يؤيد يسوع يحرم وحرمت فعلا المولود أعمى الذى خلق له يسوع عينيين
الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ هذا اللقب مأخوذ من نبوة (دانيال ٧: ١٣)،13 كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه. 14 فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض  " وهو فيها محمول على المسيح واعتاد اليهود تلقيبه بذلك (انظر شرح متّى ١٠: ٢٣). واستحسن المسيح إعلان أنه لم يتمجد التمجيد المقصود هنا إلا بتواضعه باعتباره إنساناً خادماً للبشر.

 وأراد بقوله «الآن» ( يوحنا ١٢: ٢٣ ) 23 واما يسوع فاجابهما قائلا:«قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان. " أن وقت خدمته على الأرض على وشك الانتهاء بموته، لأن يهوذا قد ذهب ليأتي بالعسكر ليس عسكر الرومان بل (جند الهيكل المتوليين حفظ النظام فيه)  ليقبضوا عليه ويسلموه إلى قاتليه.

وكان خروج يهوذا مقدمة أمور كثيرة، هي تسليمه وموته وقيامته وصعوده وجلوسه على يمين ألآب  وسكبه الروح القدس. ونظر المسيح إلى تلك الحوادث المترابطة كأنها واحدة تمجّد هو بها. وقصد بقوله «تمجّد» ابتدأ يتمجّد لا كما ظن التلاميذ بتتويجه ملكاً زمنياً على أمة اليهود، بل بتواضعه إلى الغاية استعداداً لارتفاعه الأعظم، وبلبسه إكليلاً من الشوك استعداداً للبس إكليل المجد والعظمة ليكون ملك الملوك ورب الأرباب، وبتعليقه على الصليب استعداداً لجلوسه على عرش السلطة السماوي (انظر شرح يوحنا ١٢: ٢٨ ،٣٢). وقال ذلك لتلاميذه ليدفع عنهم اليأس الذي سينشأ من خيانة يهوذا له ومن موته، فيحسبون ذلك كسوفاً وقتياً لمجد شمس البر، واستعداداً للمعانه الكامل دائماً.

† "  ابن الانسان  " ..  هذا القب هو وصف أطلقة يسوع على نفسه ولا يشير إلى أيه مدلولات قومية أو عسكرية أو مسيانية فى الديانة اليهودية للقرن ألول الميلادى ، وقد ورد هذا اللقب فى (حز 2: 1) (مز 8: 4) ويعنى به "كائنا حيا" وفى (دا 7: 13) يتضمن الألوهة والكتاب المقدس بجزئية القديم والجديد يقول لنا أن يسوع إله كامل وإنسان كامل (1يو 4: 1- 3)  
وعلى القارىء أن يلاحظ أن المسيح يتكلم هنا، ليس كـ «ابن الله» بل كـ «ابن الإنسان» لأنه يتكلم والكأس في يده كخروف مذبوح، لذلك يتكلم عن «الآب» بصفته «الله» بالنسبة له كـ «ابن الإنسان».
‏وعليا أذ نتذكر قول المسيح سابقاً: «وأما يسوع فأجابهما قائلأ: قد أتت الساعة، ليتمجد ابن الإنسان» (يو23:12)، وقول القديس يوحنا، معلقاً على موت الرب: «لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد، لأن يسوع لم يكن قد مُجد بعد.» (يو39:7)

 

3) " وَتَمَجَّدَ اللَّهُ فِيهِ"
وَتَمَجَّدَ اللَّهُ فِيهِ هذا يدل على أنه كلما تمجّد الابن تمجّد الآب، وهو وفق تعليمه على الدوام أنه والآب واحد في القصد والعمل. وقد تمجّد الآب بموت الابن، لأن الابن خضع به لإرادة الآب كل الخضوع، وأعلن به قداسة الله وعدله وصدقه وبغضه للخطية ورحمته للخاطئ. وتمجّد أيضاً بنتائج هذا الموت لخلاص البشر لما يتضمن ذلك من طاعة المخلّصين له وإكرامهم وتسبيحهم إيّاه في الأرض والسماء.
أما كون الله قد تمجد في ابن الإنسان، وتمجد بسببه وأيضاً سيمجده سريعاً ، فهذا يعلنه المسيح بوضوح: «أنا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته، والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لى عندك قبل كون العالم» (يو4:17-5). على أنه بعد عودة الابن إلى الآب, سيبقى الابن مصدر تمجيد دائم للآب: «لأني ماض إلى أبي, ومهما سألتم باسمي، فذلك أفعله, ليتمجد الآب بالابن» (يو12:14-13). أما عن كيف سيمجد الله ابن الانسان سريعاً, فهذا رآه القديس إسطفانوس رؤيا العين: «وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلىء من الروح القدس, فرأى مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله.» (أع55:7) كان تمجيد الله غاية المسيح العظمى من كل ما قال وعمل واحتمل،

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فلما خرج " يهوذا الخائن "قال يسوع الآن تمجد إبن الإنسان" بالصلب وبالموت  ، وقد قال يسوع هذا إلى تلاميذه ليقويهم عندما تنتابهم حالة اليأس الذى سوف ينشأ عن خيانة يهوذا وعن موته موته هو

  شرح وتفسير  (يوحنا 13:  32) 32 ان كان الله قد تمجد فيه، فان الله سيمجده في ذاته، ويمجده سريعا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " إِنْ كَانَ "

ليست «إن» هنا للشك بل للقطع والتأكيد، فالشرط مؤكد والجواب كذلك. ولا بد من أن يسوع بتواضعه وسيلة إلى تمجيد الله. ولا شك أنّ الله يمجّده أيضاً برفعه إيّاه في نهاية ذلك التواضع وشرائه الخلاص للبشر.
† "ان كان الله قد تمجد فيه،  " ..  توجد إختلافات فى النص اليونانى لهذه ألاية وهذه ألاية ترد كما هى فى المخطوطات c, A, C2, K, א وفى النص المقبول ، ولكن يتم حزف الجزء الأول من ألآية (يو 13 : 32) فى المخطوطات MSS P66, B, C*, D, L, W, X والقراءة ألأفض للآية الكاملة

 

2) " اللَّهُ قَدْ تَمَجَّدَ فِيهِ "

لأنّه «أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى المَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ» (فيلبي ٢: ٧، ٨). 7 لكنه اخلى نفسه، اخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. 8 واذ وجد في الهيئة كانسان، وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب. 

«هذا المجد» عينه لحظة حدوثه «الآن» الذي مجده الله به، إذ تقبل ذبيحة نفسه، الذي أيضاً تمجد الله فيه وبسببه. وهذا المجد الذي ناله ابن الإنسان على الأرض يوم الخميس، كان بلوغ منتهاه وشيكاً يوم الجمعة بعودة ابن الإنسان لذات الله: «سيمجده في ذاته سريعاً»، ليجلس والى الأبد عن يمين الآب حاملاً البشرية فيه.
مجد الآب والإبن واحد : على أن مجد المسيح السابق واللاحق ومجد الآب، لا يُدركان، بحسب الأصول اللاهوتية، منفصلين، لا زمانياً ولا كيانياً، فهما مجد واحد لله. ولكن بسبب توقيع اللاهوت على الزمن أو ظهور الله بالجسد في صميم الزمان والمكان والعمل، أصبح على الإنسان أن يدرك هذا المجد موزعاً في مراحله.
‏فمن وجهة النظر اللاهوتية، يكون مجد المسيح واحداً سواء على الصليب، أو في القبر، أو في القيامة، أو في الصعود, أو في الجلوس عن يمين الآب؛ والنظرة لأي حالة مجد في هذه تثمل المجد في كل حالاته: «لكي تجثو، باسم يسوع، كل ركبة ممن في السماء، ومن على الأرض، ومن تحت الأرض.» (في10:2)

† "  تمجد   " ..  وردت هذه الكلمة أربع أو خمس مرات منها مرتين أو ثلاث بصيغة الماضى البسيط  ومرتان بصيغة المستقبل فى (يو 13: 32 و 33) تشير الكلمة إلى عمل إلهى غير محدود يتم بواسطة  موت يسوع كذبيحة لفداء بنى البشر جميعهم ثم قيامته من بين الأموات وهذا العمل يتمجد فيه يسوع  (يو 7: 39 & 12: 16 و 23 & 17: 1 و 5) وتشير هنا إلى أحداث تالية فى حياة يسوع وهى احداث مؤكدة  لذلك ينم إستخدام الزمن الماضى البسيط  

 

3) "  فَإِنَّ اللَّهَ سَيُمَجِّدُهُ فِي ذَاتِهِ،"
اللَّهَ سَيُمَجِّدُهُ فِي ذَاتِهِ الحد بين تمجيد الابن للآب بتواضعه وتمجيد الآب للابن برفعه إيّاه هو موت الابن. فكانت نهاية اتضاع الابن بدء تمجيده. ومعظم تمجيده يكون أمام عرش أبيه في السماء. لكنه يتضمن قوله هنا «الله سيمجده» أن الله يكرمه بآيات عظيمة يظهرها عند موته بإقامته وبإصعاده إيّاه إلى السماء، وبقبوله شفاعته في شعبه، وبسكبه الروح القدس ويهبه القوة لرسله وبمنحه النجاح لإنجيله.
«يمجده في ذاته»: الاصطلاح هنا لاهوتي، وهو يفيد وحدة الاتحاد الذاتي, أي وحدة الكيان، باعتبار أن الآب والابن كيان واحد، ذات واحدة لأقنومين، لأنهما جوهر إلهي واحد، أو طبيعة واحدة إلهية للآب والابن.
‏كما يلاحظ أن «في ذاته» تأتي مطابقة ومتبادلة مع: «خرجت من عنه الآب»، فهو كيان واحد يخرج منه ويعود إليه، دون انقسام الكيان، لأنه كيان إلهي للآب والابن غير محدود ولا متجزىء.

 

4) " وَيُمَجِّدُهُ سَرِيعاً"
وَيُمَجِّدُهُ سَرِيعاً لأن كل وسائل التمجيد كانت متعلقة بموته وكان ذلك على وشك الحدوث.( يوحنا ١٢: ٢٣)23 واما يسوع فاجابهما قائلا:«قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان.   ( يوحنا ١٧: ١ - ٦ ) 1 تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال:«ايها الاب، قد اتت الساعة. مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا، 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته. 3 وهذه هي الحياة الابدية: ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته. 4 انا مجدتك على الارض. العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته. 5 والان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وبما أن الآب والإبن واحد فى الجوهر فمتى تمجد الإبن "تمجد الله فيه" فإنه عندما يتمجد الإبن ويستدل على ذلك المجد بكسوف الشمس وتشقق الصخور وتفتيح القبور وقيامة الموتى وزلزلة الأرض حينئذ يظهر مجد الله الآب أى يعلن للبشر عدله وقداسته وبغضه للخطية ورحمته للخاطئ ومن حيث أن "الله" الآب "تقد تمجد" فى المسيح "فإن الله سيمجدة فى ذاته" بإظهار اللاهوت المتحد به " وبمده سريعا" لأنه قام فى اليوم الثالث وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب فى العظمة وسكب الروح القدس على التلاميذ وهبهم القوات لنجاح الإنجيل وكل ذلك فى أيام وجيزة.  

  شرح وتفسير  (يوحنا 13:  33) 33 يا اولادي، انا معكم زمانا قليلا بعد. ستطلبونني، وكما قلت لليهود: حيث اذهب انا لا تقدرون انتم ان تاتوا، اقول لكم انتم الان.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " يَا أَوْلادِي "

†  " يا اولادي   " ..  تعبير يستعمل كثيرا فى التقليد الشرقى حتى بين الأصدقاء قد يقول واحد لصاحبه أثناء الحديث  يا "إبنى"  وهو يعبر عن العلاقة الأبوية القريبة جدا بين يسوع وتلاميذه وبين الرسل وباقى المؤمنين  13 اكتب اليكم ايها الاباء، لانكم قد عرفتم الذي من البدء. اكتب اليكم ايها الاحداث، لانكم  (1 يو 2: 12 و 13 و 18 و 28 ) 12 اكتب اليكم ايها الاولاد، لانه قد غفرت لكم الخطايا من اجل اسمه. 18 ايها الاولاد هي الساعة الاخيرة. وكما سمعتم ان ضد المسيح ياتي، قد صار الان اضداد للمسيح كثيرون. من هنا نعلم انها الساعة الاخيرة. 28 والان ايها الاولاد، اثبتوا فيه، حتى اذا اظهر يكون لنا ثقة، ولا نخجل منه في مجيئه. ( 1يو3: 7 و18 ) 7 ايها الاولاد، لا يضلكم احد: من يفعل البر فهو بار، كما ان ذاك بار. 18 يا اولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق!  ( 1يو  4: 4 ) 4 انتم من الله ايها الاولاد، وقد غلبتموهم لان الذي فيكم اعظم من الذي في العالم. ( يو  5: 21)21 ايها الاولاد احفظوا انفسكم من الاصنام. امين. "  وعندما أستعمله يوحنا تقليدا لسيده فقد كان يعبر عن محبة عاطفية أبوية للمسيحيين فى مقاطعة أسيا الصغرى الرومانية (غرب تركيا) حيث كان قد شاخ وكبر فى السن وأمضى آخر أيام خدمته وكثيرا ما أطلق يسوع على الذات الإلهية لقب الآب وهو فى هذه ألاية يكون أبا لتلاميذه ولهذا أطلقت الكنائس التقليدبة لقب بابا على الرئيس الدينى للكنيسة

هذا لقب يدل على محبة المسيح للتلاميذ وحنوه عليهم وعنايته بهم كالوالد بولده. وهكذا علمنا أن نناديه فى صلواتنا  بيا ابانا فى الصلاة الربانية (لو 11: 1- 10) "وإذ كان يصلي في موضع، لما فرغ، قال واحد من تلاميذه: «يا رب، علمنا أن نصلي كما علم يوحنا أيضا تلاميذه». فقال لهم: «متى صليتم فقولوا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا أعطنا كل يوم، واغفر لنا خطايانا لأننا نحن أيضا نغفر لكل من يذنب إلينا، ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير». ثم قال لهم: «من منكم يكون له صديق، ويمضي إليه نصف الليل، ويقول له يا صديق، أقرضني ثلاثة أرغفة، لأن صديقا لي جاءني من سفر، وليس لي ما أقدم له. فيجيب ذلك من داخل ويقول: لا تزعجني! الباب مغلق الآن، وأولادي معي في الفراش. لا أقدر أن أقوم وأعطيك. أقول لكم: وإن كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه، فإنه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج. وأنا أقول لكم: اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم. لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له." 

وأخذت الكنية القبطية روح الأبوة والبنوة بإطلاق لقب أب أو ابونا على الكاهن ولقب بابا على رئيس الكهنة البطريرك هذه العلاقة هو تقليد من الكنيسة الأولى سلمه لنا بولس الرسول فى الرسالو غلأى أهل غلاطية (غلا 4: 19) 9 يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضا إلى أن يتصور المسيح فيكم. "

وعمل الأب غى الحياة رعاية أولاده وتعليمهم وتنشئتهم إشارة إلى ضعفهم وافتقارهم إلى إرشاده واهتمامه حتى يستطيعوا الإعتماد على أنفيهم . وناداهم المسيح بـ " أولادى" بياء الملكية لأنهم خاصته أى المؤمنون به ناداهم به لتعزيتهم على مفارقته إيّاهم، لأن رجوعه إلى مجده يستلزم تركه إيّاهم (غلاطية ٤: ١٩ ) 7 اذا لست بعد عبدا بل ابنا، وان كنت ابنا فوارث لله بالمسيح. "

 

2) "  أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ."

زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ :المسيح نور العالم  (يو 8: 12) "ثم كلمهم يسوع أيضا قائلا: «أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة»."  النور مع التلاميذ زمانا قليلا (يو 12: 35) فقال لهم يسوع:«النور معكم زمانا قليلا بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب." وأكد المسيح لتلاميذه أنه معهم زمانا قليلا عندما قال لفيلبس (يو 14: 9) قال له يسوع:«انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس! الذي راني فقد راى الاب، فكيف تقول انت: ارنا الاب؟ "

تعنى كلمة زمان باللغة العربية من المعاجم :[  1- زمان : مدة من الوقت غير ثابتة الأجزاء. 2- زمان : عصر. 3- زمان : مدة حياة الإنسان. 4- زمان من السنة الفصل. 5- زمان : «إسم الزمان» في الصرف : هو ما دل على زمان وقوع الفعل، نحو «مشرق». 6- زمان : «ظرف الزمان» في الصرف : إسم يدل على الزمان، نحو : «وصلت أمس». ]

 وإرتبطت كلمة زمان فى العهد الجديد بكلمات أخرى مثل : زمان إفتقادك عن أورشليم (لو 19: 44) ويهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجرا على حجر لانك لم تعرفي زمان افتقادك». وفى المثلة زمانا طويلا (لو 20: 9)  وابتدا يقول للشعب هذا المثل: «انسان غرس كرما وسلمه الى كرامين وسافر زمانا طويلا. " والزمان قد قرب ( لو 21 : 8) فقال: «انظروا! لا تضلوا. فان كثيرين سياتون باسمي قائلين: اني انا هو والزمان قد قرب. فلا تذهبوا وراءهم. "  وكان هيرودس يريد أن يرى المسيح من زمان طويل (لو 23: 8)  واما هيرودس فلما راى يسوع فرح جدا لانه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة وترجى ان يراه يصنع اية " وزمانا طويلا كان مريض بيت حسدا ينتظر  (يو 5: 6) هذا راه يسوع مضطجعا، وعلم ان له زمانا كثيرا، فقال له: «اتريد ان تبرا؟»
لم يُخفِ عنهم قرب مفارقته إيّاهم فودعهم بما في هذا أصحاحات ١٣ - ١٦ من كلام التعزية والنصح والإرشاد.
† "  انا معكم زمانا قليلا بعد. ستطلبونني، وكما قلت لليهود:   " ..  كرر يسوع هذه ألاية وقالها سابقا حتى ترسخ وتثبت هذه المعلومة فى أذهان تلاميذه  إلى أن تحدث فيتذكرونها  (يو 7: 33) ويكرر هذا ألأمر نفسه مع الرسل (يو 12: 35 & 14: 9 & 16 : 16- 19) لقد تذكر التلاميذ هذه الكلمات بعد صلب يسوع ودقنه وقيامته وهذا ما قصده يسوع عندما كان يتكلم مع تلميذى عمواس  (لو 24: 32): فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟

وبنظرة الانسحاب من العالم، تساوى لديه الأعداء والأحباء. فهؤلاء وهؤلاء لن يروه, ولو طلبوه لن يجدوه. لذلك، كما قال لليهود (34:7) على بعد من الميعاد، يقول لتلاميذه الآن عن قرب، والصليب قد لاح في الأفق.

 

3) " كَمَا قُلتُ لِليَهُودِ " قال السيح هذه العبارات سابقا  للفريسيين عندما فارسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداما ليمسكوه (يوحنا ٧: ٣٣، ٣٤ )  33 فقال لهم يسوع:«انا معكم زمانا يسيرا بعد، ثم امضي الى الذي ارسلني. 34 ستطلبونني ولا تجدونني، وحيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تاتوا». ( يو ٨: ٢١) 21 قال لهم يسوع ايضا:«انا امضي وستطلبونني، وتموتون في خطيتكم. حيث امضي انا لا تقدرون انتم ان تاتوا» 22 فقال اليهود:«العله يقتل نفسه حتى يقول: حيث امضي انا لا تقدرون انتم ان تاتوا؟».
 

4) " حَيْثُ أَذْهَبُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا، أَقُولُ لَكُمْ أَنْتُمُ الآنَ»."
لا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا منع لليهود من الإتيان إلى حيث ذهب المسيح عدم إيمانهم به، وهذا يمنع كل إنسان من أن يكون مع المسيح. والمانع للتلاميذ منه أنه كان عليهم أن يخدموا المسيح على الأرض وهو مانع وقتيّ متى انقضى وقته تبعوا المسيح (ع ٣٦ ويوحنا ١٤: ٣).
ولكن نحن لا نقدر أن نذهب إليه ولكنه يستطيع أن يأتى إلينا عندما نطلبه (يو 14: 18- 19)  18 لا اترككم يتامى. اني اتي اليكم. 19 بعد قليل لا يراني العالم ايضا، واما انتم فترونني. اني انا حي فانتم ستحيون.

 † "  حيث اذهب انا لا تقدرون انتم ان تاتوا " ..  لن يتمكن قادة اليهود الدينيين أن يذهبون إلى المكان الذى سيتواجد فيه يسوع لأنهم لم يقبلوه (يو 7: 34 و 36 & 8: 21) ولن يتمكن المؤمنون الذهاب إلى يسوع إلا بعد الموت أو الإختطاف لأتباع يسوع (2كو 5: 8 ) (1 تس 4: 13- 18)         

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يقول المسيح لتلاميذه "يا أولادى " أظهر لهم مقدار حنوه وعنايتة بهم كما يعتنى الوالد بأولاده "أنا معكم زمانا طويلا" وبعدها أتألم وأموت على الصليب فأودعكم وأعزيكم فإنكم "ستطلبوننى وكما قلت لليهود" فى (يو 7: 33 و 34) و (يو 8: 21) "حيث أذهب لا تقدرون أنتم أن تأتوا "لأنهم لم يؤمنوا لى فعدم إيمانهم مانع لهم من إتباعى "لأقول لكم أنتم الآن" أى حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم تلاميذى أن تأتوا لأننى سأمضى بعد قيامتى من الموت إلى السماء وأنتم لا تستطيعون أن تتبعونى فى الحال لأنه يجب عليكم أن تخدمونى على الأرض فلا بد أنه يمضى وقت حتى تنالوا الشهادة فتلحقونى بها إلى السماء


تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث عشر
4. المحبة الأخوية
  (يوحنا 13:  34- 35)

 شرح وتفسير   (يوحنا 13:  34) 34 وصية جديدة انا اعطيكم: ان تحبوا بعضكم بعضا. كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 

1) " وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ:"

وَصِيَّةً جَدِيدَةً لم يقصد بأنها جديدة أى أن الرب لم يوصِ بها شعبه قبلاً لأنها في سفر (لاويين ١٩: ١٨ )  18 لا تنتقم ولا تحقد على ابناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك.انا الرب."( يعقوب ٢: ٨ ) 8 فان كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب:«تحب قريبك كنفسك». فحسنا تفعلون. ( ١يوحنا ٢: ٧ ، ٨ ) 7 ايها الاخوة، لست اكتب اليكم وصية جديدة، بل وصية قديمة كانت عندكم من البدء. الوصية القديمة هي الكلمة التي سمعتموها من البدء. 8 ايضا وصية جديدة اكتب اليكم، ما هو حق فيه وفيكم: ان الظلمة قد مضت، والنور الحقيقي الان يضيء. " بل حسبها جديدة لأنه كملها وجعلها أوسع من محبة القريب فقط بل أنه لم يذكرمحبة القريب يتبادر إلى الذهن عند غالبية الناس أن «المحبة وصية» أو هي وصية المسيح، ولكن، فى الحقيقة, تركيب الجملة بالغفة اليونانية يكشف المعنى كالآتي: «أنا أعطيكم وصية جديدة, لكى تحبوا بعضكم»,بدلا من محبة القريب فقط وهكذا تصبح جديدة فى مفهوم الحب الأوسع إنتشارا بل أنه تعدى حدود الحب المعروف المعتاد إلى محبة الأعداء فقال (مت 5: 44) "وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم،" وكالقائد الأمين فى الحرب قاد يسوع بنفسه معركة الحب واضع ذاته قبل جنوده مضحيا كذبيحة لينقذ شعبه كملك وجنوده كقائد (يو 15: 13) "ليس لأحد حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه."   ( أفسس ٥: ٢ ) 2 واسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا، قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة. "

† "  وصية جديدة انا اعطيكم: ان تحبوا بعضكم بعضا.  " ..  ليس قصد يسوع  "أن تحبوا بعضكم بعضا " أن تكون وصية جديدة لأنها المحبة وصية قديمة ولكنها حددت بمحبة القريب فقط الجديد هو أنه قال "أنا أعطيكم"  الوصية الجديدة شاملة وكاملة وعامة هى أن يحب المسيحيون بعضهم البعض كما أحبهم يسوع الذى قال ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحباؤه فهل يحب المسيحيون بعضهم بعضا كما أحبنا يسوع" (يو 15/ 12 و 17 ) (1 يو 2: 7- 8 & 3: 11 و 16 و 23 & 4: 7- 8 و10 -12 و 19- 20 ) (يو 5) البشارة تصل للناس جميعا عبر سماع الكلمة من إنسان ويؤمن بها إنسان آخر ليصبح مسيحى المسيحية ليست دينا نعيشة بتطبيق فرائضة وشرائعة وإنما حياة نعيشها مع يسوع (يو 14: 15 و 21 و 23 & 15: 10 و 12) (1يو 5: 3) (2يو 5 و6) (لو 6: 46) ويظهر المسيحيين فى مصر بالمحبة بينهم وبين بعض وبينهم وبين المسبمين حيث تظهر النعمة على وجوههم وفى هذا يختلفون عن المسلمين   من خلال محبتهم الظاهرة وقوة عمل الرزح القدس (غل 5: 6 و 25 & 6: 2) (يع 3: 17- 18) (يو 13: 34- 35) (1يو 4: 7)

لمسيح أعطى حبه في وصيته الجديدة على أساس مهمته العظمى الخالدة ورسالته الأبدية في العالم بكل أجناسه، لذلك لما سألوه: «من هو قريبي؟»، أعطى جواباً في قصة، حطم فيه هذا القيد الحديدي الذي وضعته الوصية القديمة في عنق الحبة، حينما جعلها لا تعمل إلا بين يهودي ويهودي وحسب، ولكن قالت القصة أن قريب اليهودي هو السامري!!! (لو36:10-37)، ومن هذا المنطلق سبق ونادى بحدود وصيته الجديدة: «أحبوا أعداءكم.» (مت44:5)

حيث ينبغي أن نبحث عن معنى «جدة» الوصية، أو الجديد في هذه الوصية على أساس الواقع الجديد الذي أنشأه المسيح من جهة الدوافع والمحيط الذق تعمل فيه المحبة في العهد الجديد.

ولقب إله المسيحية الرب محبة وأولها وأعظمها «محبة الآب للابن», ثم «محبة الله للعالم»،«لأنه هكذا أحب الله العالم, حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.» (يو16:3) ومحبة المسيح للعالم وهكذا بلغ استعلان محبة الله للانسان قمتها العظمى في موت الابن على الصليب. وموت المسيح أكمله حباً في الإنسان الخاطىء‏: «الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي» (غل20:2)، المحبة الباذلة المضحية  «ليس لأحد حب أعظ من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه.» (يو13:15) الذى أنشأ بدوره التزامات (غفرانا وتكفيرا وخلاصاً) من جهة الله نحو جميع الخطاة التائبين الذين يؤمنون بابنه. كذلك أدخل المسيح قوة جديدة في محيط الإنسان تعمل فيه، هي قوة الحب الإلهي الفاعلة بالروح القدس، الذي هو«أقنوم أو شخص المحبة».

وصية المسيح للمؤمنين به بالمحبة لأربعة أسباب: (١) أن المسيح جعلها حينئذ علامة لتلاميذه يعرفهم الناس بها وعلامة تلمذتهم الحقيقية بالنظر إلى الرب . امتاز اليهود شعب الله القديم برسوم الختان وتمييز الأطعمة والملبوسات، الكريم، وكلهم أولاد أب واحد سماوي وإخوة أخٍ واحد هو يسوع الأخ الأكبر، كمحبة الإخوة ( ١تسالونيكي ٤: ٩ ) 9 واما المحبة الاخوية فلا حاجة لكم ان اكتب اليكم عنها، لانكم انفسكم متعلمون من الله ان يحب بعضكم بعضا.  ( ١بطرس ١: ٢٢ )  22 طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الاخوية العديمة الرياء، فاحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة.    ( 1 يو ٤: ٢١) 21 ولنا هذه الوصية منه: ان من يحب الله يحب اخاه ايضا. " وأهل إيمان واحد ومعمودية واحدة، ومسافرون إلى سماء واحدة. (٢) إن الدواعي إلى طاعتها جديدة. فالداعي إلى محبة الناس بعضهم لبعض( 1يو ٣: ١١، ٢٣ )  11 لان هذا هو الخبر الذي سمعتموه من البدء: ان يحب بعضنا بعضا.23 وهذه هي وصيته: ان نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح، ونحب بعضنا بعضا كما اعطانا وصية."  أنهم خلق الله وأولاد أبٍ واحد هو آدم. كان الداعي إلى محبة اليهود بعضهم لبعض أنهم أمة واحدة من أب واحد هو إبراهيم. وأما الدواعي إلى محبة المسيحيين بعضهم لبعض فمنها علاقتهم بفادٍ واحد هو المسيح. وهم عشيرة واحدة بالإيمان به. ومنها أن المسيح كلفهم بها قبل موته وكانت آخر وصاياه لهم فالتزموا بها حباً وشكراً له. (٣) أن نموذجها جديد وهو محبة المسيح لنا. (٤) أن المسيح وسع نطاق المحبة. فإن المحبة كانت عند اليهود مقيدة بحب اليهودي لليهودي. أما المسيح فأوجبها على المؤمن لكل مؤمن من كل أمة في كل عصر ومكان.

2) "   أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً»."
كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أي يجب أن تكون محبتكم بعضكم لبعض مثل محبتي لكم، مخصوصة شديدة مجانية، تقود إلى أعمال مثل أعمالي الناتجة عن محبتي. ومن أمثلة تلك الأعمال ما بُني عليه هذا الخطاب وهو غسله أرجلهم. وكانوا قبل ذلك قد أظهروا أن ليس لهم تلك المحبة فقد تخاصموا في من هو الأعظم منهم، وطلب بعضهم المقام الأسمى في ملكوته.
 فأراد يسوع أن يمتاز تلاميذه بالمحبة، كقول الرسول «وَهَذِهِ هِيَ وَصِيَّتُهُ: أَنْ نُؤْمِنَ بِاسْمِ ابْنِهِ يَسُوعَ المَسِيحِ، وَنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا أَعْطَانَا وَصِيَّةً» (١يوحنا ٣: ٢٣ انظر أيضاً غلاطية ٦: ٢ )  2 احملوا بعضكم اثقال بعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح. ( ١تسالونيكي ٤: ٩ ) 9 واما المحبة الاخوية فلا حاجة لكم ان اكتب اليكم عنها، لانكم انفسكم متعلمون من الله ان يحب بعضكم بعضا. ( ٢تسالونيكي ١: ٣ ) 3 ينبغي لنا ان نشكر الله كل حين من جهتكم ايها الاخوة كما يحق، لان ايمانكم ينمو كثيرا، ومحبة كل واحد منكم جميعا بعضكم لبعض تزداد،  ( ١بطرس ١: ٢٢ ) 22 طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الاخوية العديمة الرياء، فاحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة.  ( ٢بطرس ١: ٧).6 وفي المعرفة تعففا، وفي التعفف صبرا، وفي الصبر تقوى، 7 وفي التقوى مودة اخوية، وفي المودة الاخوية محبة.  " وهذه الوصية أمر مفرةض على المسيحيين تنفيذه  لأنهم مفديون مجاناً من عبودية واحدة للشيطان والخطية، بواسطة واحدة وهي دم يسوع

وبالانتباه لوصية المسيح بخصوص المحبة نجد أنه قدمها عى صورتين.
‏الصورة الأولى, خاصة بالتلاميذ, فى نطاق ضيق عدده 12 تلميذ كغسل الأرجل: «كما أحببتكم أنا, تحبون أنتم أيضأ بعضكم بعضاً»؛ بالتطابق مع: «لأني أعطيتكم مثالاً, حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً... فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض».ذلك غسل الأرجل هو تواضع المحبة ، وضع أساساً لتكريس التلاميذ للبشارة ومسيرة الإنجيل في كل أنحاء العالم, كما احتفظ به الرسل كطقس اتضاع لتمارسه الكنيسة بالنسبة للشعب عامة، والتقطه الرهبان الأوائل وأدخلوه كعمل محبة وطقس اتضاع دائم يمارسونه مع كل زائر أو متردد، وبعد أسفارهم الطويلة، لبعضهم البعض.

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ليس المقصود من قول المسيح "وصية جديدة" أن هذه الوصية لم يرد ذكرها فى العهد القديم إذ قد وردت فى (لا 19: 18) بل سماها جديدة أولا : لأن المؤمن يخلع بها الإنسان العتيق ويلبس الإنسان الجديد و (2) لأنها كانت قد إندثرت من فلوب الناس و (3) لأنها صارت علامة للمؤمنين به فإن المحبة كانت عند اليهود مقيدة بحب اليهودى لليهودى أما المسيح فجعلها على المؤمنين لكل مؤمن من كل أمة فى كل عصر ومكان - وقوله "كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضا بعضكم بعضا" لا يقصد به أنه من الممكن أن تكون محبة المؤمنين بعضهم لبعض بمقدار محبة المسيح لنتا بل من نوعها أى يجب ان نحب بعضنا على مثال محبة المسيح لنا

  شرح وتفسير  (يوحنا 13:  35) 35 بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي: ان كان لكم حب بعضا لبعض».
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " بِهَذَا يَعْرِفُ الجَمِيعُ "
الجَمِيعُ أي كل الناس من أصحاب وأعداء.وهذا في الحقيقة لبنيان الكنيسة, أولاً في صورتها الرسولية الأولى: «بهذا يعرف العالم أنكم تلاميذي»(١يوحنا ٢: ٥ )  5 واما من حفظ كلمته، فحقا في هذا قد تكملت محبة الله. بهذا نعرف اننا فيه:"
 وصية المحبة في صورتها العامة الخاصة بالمؤمنين عامة، تكون علامة يعرف الناس بها المسيحيين أنهم تلاميذ المسيح المحبة التى أطلقها المسيح بلا قيد ولا شرط لتكون حياة لكل إنسان ومنهج لكل مسيحي: «سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك؛ وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم, لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات.» (مت43:5-45‏)
‏ 

2) " أَنَّكُمْ تلامِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ"

† "  ان  " .. جملة شرطية من الصنف الثالث تشير إلى إمكانية التحقق ، محبتنا ليسوع تنعكس على محبتنا للآخرين وتصرفاتنا مع باقى المسيحيين (1 يو 2: 9- 11& 4: 20- 21)   
أَنَّكُمْ تلامِيذِي تفرد المسيح بحبه العجيب فأراد أن يتصف تلاميذه بمثل حبه ليميزهم الناس عن غيرهم ويعرفوا أنهم مشابهون ليسوع، فيحكموا بأنهم تلاميذه، وأنه هو مصدر ذلك الحب، ويميلوا إلى اتخاذه معلماً لهم ويقبلوه مخلّصاً. وهذا ما فعله المسيحيون الأولون كما يتضح مما ذُكر في سفر أعمال الرسل وميزهم الناس بهذه الصفة. قال أحد الرومان الوثنيين: «انظر كيف يحب المسيحيون بعضهم بعضاً، فإن كلاً منهم مستعد أن يبذل حياته لأجل الآخر». وقال وثني آخر: «إنهم يحب أحدهم الآخر قبل أن يتعرف به». وشهد غيرهما من الوثنيين بأن معلم المسيحيين جعلهم يعتقدون أنهم كلهم إخوة. فإذاً تلك المحبة علامة واضحة لأولاد الله، فهي علامة للمحب يعرف بها نفسه (١يوحنا ٣: ١٤).14 نحن نعلم اننا قد انتقلنا من الموت الى الحياة، لاننا نحب الاخوة. من لا يحب اخاه يبق في الموت "  وعلامة للناس يعرفونه بها (١يوحنا ٢: ١٠ ) 10 من يحب اخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة.  ( 1 يو ٤: ٧)7 ايها الاحباء، لنحب بعضنا بعضا، لان المحبة هي من الله، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله.  "  وهي العلامة التي يميز بها الله أولاده (١يوحنا ٤: ٢٠). 20 ان قال احد:«اني احب الله» وابغض اخاه، فهو كاذب. لان من لا يحب اخاه الذي ابصر "

وكتب الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا فقال : [ ، من جراء أفعال المحبة الباذلة في الحياة المسيحين الأولى. إلى هذا الحد أخذ القديس يوحنا هذه الحقيقة، وجعلها معياراً للخلاص والحياة الأبدية: «نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة» (1يو14:3), وهكذا انتشر اصطلاح محبة الإخوة (فيلادلفيا) في الغرب ويقابله في الشرق وفي الكنيسة القبطية بالذات «الأغابي» بصورة أوسع وأعمق وأكثر روحانية، حيث يجتمع الشمعب العلماني كله فى الكنيسة، وتقام الموائد، ويحضرها الأسقف ويصلي ويبارك، ويفرح الشعب، ويأكل في حضرة الرب. فقد صارت الأغابي تعني «شركة المحبة», وصار لها طقس ووجود كنسي. وبعد أن دعمتها الرهبنة كأعلى نموذج للأغابي الإنجيلية، فقد صارت شركة حياة تخصصت لعمل المحبة، والعبادة، والتأمل, والبذل والخدمة، وتقديم الأمثلة المسيحية من قديسين وقديسات، ملأوا صفحات السنكسار واحتلوا الصفوف الأولى في السماوات.
‏وهكذا، فالمحبة إذا سكنت في القلب بإيمان المسيح وأخذت طريقها عملياً نحو الآخرين، وخاصة بين التلاميذ على مستوى الصليب، فحتما يُستعلن المسيح. ومعروف أن من مفاعيل المحبة الإلهية قيام الوحدة الروحية على المستوى السري الإلهي، لأن طبيعة المحبة الإلهية فوق أنها تجمع، فهي توحد:
+ «ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم.» (يو26:17)
+ «ليكون الجميع واحداً, كما أنك أنت أيها الرب فيّ وأنا فيك, ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا, ليؤمن العالم أنك أرسلتني.» (يو21:17)
+ «أنا فيهم وأنت فيَ, ليكونوا مكملين إلى واحد، وليعلم العالم أنك أرسلتني، وأحببتهم كما أحببتني.» (يو23:17)
‏هذه, في الحقيقة، هي أعماق الوصية الجديدة التي هي ناموس المسيح الجديد:
المحبة: وهي بعد ذاتها «إبيفانيا» إلهية بظهور واستعلان المسيح «ابن محبته».
الوحدة: موضوع المحبة الإلهية، وهي أيضاً بحد ذاتها «إبيفانيا» الآب والابن فينا.
‏وليكن في ذاكرتنا دائماً، أن استعلان المسيح فينا هو برهان محبة الله نحو العالم، واستعلان الآب والابن فينا هو برهان قيام الوحدة، فهو بحد ذاته كرازة للعالم.
‏أي أن الوصية الجديدة التي يشدد عليها المسيح في نهاية رسالته، تهدف نحو خلاص العالم واستعلان ملكوت الله والحياة الأبدية.
‏وهكذا، كما بدأنا إنجيل يوحنا بحركة محبة الله للعالم، هكذا تنتهي غاية رسالة المسيح في الإنجيل.
‏اعتذار: نحن هنا لا نقدم موضوعاً مستوفياً عن المحبة في العهد الجديد، ولكننا التزمنا بحدود المناسبة وفي إطار مفهوم وصية المسيح ] أ . هـ

    † "  هذا يعرف الجميع انكم تلاميذي  " ..  المحبة هو الشئ الوحيد الذى يميز المسيحيين عن باقى المجتمع فى مصر بنما يتظاهر المسلمين بالإسلام بشتى الطرق منها الملابس والصلوات فى الطرقات والصوم الظاهر وغيرها من الأساليب الرخيصة  ، المحبة هى الشئ الوحيد الذى لا يمكن للشيطان تزويرها خاصة إذا كانت ظاهرة أو فى الخفاء (1يو 3: 14 & 4: 20) 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
جعل المسيح محبة تلاميذه بعضهم لبعض الإمتياز الخاص الذى يميزهم عن بقية الناس فإذا رأوهم يحبون بعضهم بعضا يعرفون أنهم مشابهون للمسيح الذى أحبهم إلى المنتهى فيحكمون ويرون أنهم تلاميذه فيكون ذلك دعوه إلى كثيريين ليؤمنوا به ويتعاليمه ويتخذونه معلما وفاديا ومخلصا فالمحبة هى العلامة التى يتميز بها المسيحيون أولاد المسيح قال يوحنا فم الذهب : لماذا لم يجعل المسيح صنع العجائب والمعجزات علامة لتلاميذه ويجيب قائلا لأن كثيرون سيقولون له فى يوم الدينونة يارب بإ أليس بغسمك تنبأنا وبإسمك صنعنا قوات فيجيبهم له المجد إذهبوا عنى لا أعرفكم .

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث عشر
5. إنذار بطرس منكر المسيح
  (يوحنا 13:  36- 38)

  شرح وتفسير  (يوحنا 13:  36) 36 قال له سمعان بطرس:«يا سيد، الى اين تذهب؟» اجابه يسوع:«حيث اذهب لا تقدر الان ان تتبعني، ولكنك ستتبعني اخيرا».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: يَا سَيِّدُ، إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟"
إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ هذا السؤال تعليقا من بطرس على قول المسيح «أنا معكم زماناً قليلاً بعد» (يو 13: 33)  والمقصود منه منع المسيح من فراق التلاميذ إن أمكن. ولا بد من أن بطرس قال ذلك بالأصالة عن نفسه والنيابة عن سائر التلاميذ ، وسبقهم في ذلك لأنه أكثرهم جسارة وكان مندفع يقول ما بجول فى خاطرة . وهذا السؤال يدل على أن التلاميذ لم يفهموا أن يسوع أشار بذهابه عنهم إلى صلبه وموته، لكنهم فهموا أنه قرر الذهاب إلى موضع ما من الأرض.

 بعد أن وصي المسيح أن يحبوا بعضهم بعضا ، ظن بطرس أن المسيح سيذهب إلى مكان بدونهم وهو أمر شد انتباه التلاميذ، لأن بيان الموصي بالمحبة وتوضيح الغرض منه وهو كي يعلم العالم أنهم تلاميذ المسيح، يعني بكل صراحة أن المسيح سيذهب ويختفي وسيتركهم وحدهم. هذا الأمر حيرهم ، وأظهر جانب الضعف فيهم لأنهم مجتمعون مع بعضهم لأنه جمعهم والآن يقول أنه سيذهب ويتركهم .

2) " حَيْثُ أَذْهَبُ لا تَقْدِرُ الآنَ أَنْ تَتْبَعَنِي، "

المسيح سيصلب ويدفن ويقوم ويصعد للسماء هذة الحوادث التى ستحدث فى الأيام التالية ا لم يعرفها التلاميذ ولا بطرس ولكن بطرس بلا شك كان يتبع المسيح نراه يذهب إليه فى القبر وذهب إليه أثناء المحاكمات فى بيت قيافا   ( يوحنا 18: 15)  15 وكان سمعان بطرس والتلميذ الاخر يتبعان يسوع، وكان ذلك التلميذ معروفا عند رئيس الكهنة، فدخل مع يسوع الى دار رئيس الكهنة. ( ٢بطرس ١: ١٤)
لا تَقْدِرُ الآنَ أَنْ تَتْبَعَنِي أوضح يسوع بعض معناه بقوله إن بطرس لا يقدر أن يتبعه حقيقة في الحال، لكنه سيفعل هذا في المستقبل. وقد تبع بطرس المسيح اتّباعاً روحياً، وجاهد في سبيل البشارة وإنكار الذات وبالاستشهاد. كما تبع المسيح بأن صُلب كما صُلب هو، فى هذه ألاية قال المسيح لبطرس ل" لا تقدر أن تتبعنى " قبل الصلب والقيامة وفى الآيات التالية وأشارالمسيح لبطرس بعد الصلب والقيامة وقال له " إتبعنى"  (يوحنا ٢١: ١٨، ١٩). 18 الحق الحق اقول لك: لما كنت اكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء. ولكن متى شخت فانك تمد يديك واخر يمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء». 19 قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يمجد الله بها. ولما قال هذا قال له:«اتبعني».  "  وتبع إلى القبر ثم الارتفاع إلى السماء. وإنما لم يستطع بطرس أن يتبع المسيح في الحال لأربعة أسباب: (١) لم يشأ الله أن يموت أحد من الرسل مع سيده.للتبشير والكرازة  (٢) لم يكن بطرس مستعداً للذهاب إلى السماء تمام الاستعداد (لوقا ٢٢: ٣٢).31 وقال الرب: «سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة! 32 ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك. وانت متى رجعت ثبت اخوتك»  (٣) كان على بطرس أن يخدم المسيح على الأرض بتأسيس الكنيسة. (٤) لم يكن المسيح قد أعدّ له مكاناً (يوحنا ١٤: ٢).2 في بيت ابي منازل كثيرة، والا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا،  "

3) " وَلَكِنَّكَ سَتَتْبَعُنِي أَخِيراً"
سَتَتْبَعُنِي أَخِيراً إلى السماء والمجد.
فبطرس، ليلة الصليب, يسأل الرب: «يا سيد إلى أين تذهب؟‏»، لأنه كان يضمر في قلبه أن يقلد أليشع النبي في جريه وراء إيليا، وكأنه يريد أن يصعد معه؛ والرب أدرك ذلك بالروح، وكان الرد خاللصاً: «لا تقدر الآن أن تتبعني». ولكن لم يحرمه الرب من نظرة تطلعية من وراء الأفق: إنك ستتبعني أخيراً, أو بالحري سيأتي الرب ليأخذه بيده، لأن قصة هروبه من الموت معروفة، فلولا حضور الرب إلى روما خصيصاً ليرده إلى صليبه المقلوب، لما عثر بطرس على الباب الذي منه يتبع الرب أخيراً!! وهنا يليق جداً أن نذكر القارىء بقول الرب لبطرس في نهاية رواية القديس يوحنا: «ولكن متى شخت، فإنك تمد يديك، وآخر يمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء.» (يو18:21)

  أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن سؤال بطرس يدل أن التلاميذ لم يفهموا قصد المسيح من قوله "حيث أذهب لا تقدرون أنتم أن تأتوا " فلم يدركوا أنه ذاهب إلى الصليب والموت . وقال يوحنا فم الذهب : إن سؤال بطرس ليس المقصود منه معرفة المكان فقط بل لكى يتبعه إلى أى مكان يذهب فيه لشدة محبته له وجواب المسيح يفهم منه أنه وإن كان بطرس لا يستطيع أن يتبع المسيح فى الحال إلا أنه سيتبعه فى المستقبل فقد تبعه بعد ذلك بنواله الشهادة وذهابه إلى السماء والمجد مع بقية تلاميذه .

  شرح وتفسير  (يوحنا 13:  37) 37 قال له بطرس:«يا سيد، لماذا لا اقدر ان اتبعك الان؟ اني اضع نفسي عنك!».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: يَا سَيِّدُ، لِمَاذَا لا أَقْدِرُ أَنْ أَتْبَعَكَ الآنَ؟ إِنِّي أَضَعُ نَفْسِي عَنْكَ»."

فى بيت مار مرقص أكل يسوع الفصح مع تلاميذه فى يوم 14 نيسان ( لوقا ٢٢: ١٣، ١٤)13 فانطلقا ووجدا كما قال لهما فاعدا الفصح. 14 ولما كانت الساعة اتكا والاثنا عشر رسولا معه"   ثم خرج المسيح مع تلاميذة إلى جبل الزيتون وفى الطريق قال لهم يسوع: «كلكم تشكون في في هذه الليلة ( متّى ٢٦: ٣٣ الخ ) 33 فقال بطرس له: «وان شك فيك الجميع فانا لا اشك ابدا». 34 قال له يسوع: «الحق اقول لك: انك في هذه الليلة قبل ان يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات». 35 قال له بطرس: «ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك!» هكذا قال ايضا جميع التلاميذ. ( مرقس ١٤: ٢٩ الخ )  29 فقال له بطرس: «وان شك الجميع فانا لا اشك!» 30 فقال له يسوع: «الحق اقول لك انك اليوم في هذه الليلة قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات». 31 فقال باكثر تشديد: «ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك». وهكذا قال ايضا الجميع. " ولم تمر عدة ساعات وقبض جند الهيكل وخدم رئيس الكهنة قيافا على المسيح فى بستانن جسثيمانى وأنكر بطرس المسيح فى بيت قيافا

الرب لا يطالبنا أن نعطي أكثر من قدرتنا، أو نبذل من رصيد وهمي سواء في الصحة أو الإيمان. والله أعطى وقسم المواهب، وعلى قدر ما أعطى يُطالب. فالذي يدعي بأنه يقدر أن يبذل أو يخدم، وهو لم يأخذ، يُلام ويضعف ويتقهقر.
لم يزل بطرس غير فاهم أن المسيح أشار بما سبق إلى قرب موته، إنما ظن أنه أشار إلى سيره في طريق الشدائد والأخطار المؤدية إلى الموت، وحسب أن المسيح ظن أن ليس له هو شجاعة كافية ليتبعه في تلك الطريق، فصرّح له أنه شجاع لا يهاب الموت من أجله بدليل قوله «إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى المَوْتِ» (لوقا ٢٢: ٣٣). ولا شك أنه صدق بذلك لمطابقته لما في وجدانه، لكنه لم يعرف ضعف قلبه ولا قوة التجربة.
إنها لخطورة بالغة أن تأخذ الإنسان حرارة الثقة بالذات والإندفاع العاطفى ، ليتكلم ويقرر ويتعهد ويعد بما يفوق قدره ومقداره وينذر للرب نذورا لا يقدر ان يفى بها وفى هذا قال مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث : " خير لك ألا تنذر من أنك تنذر ولا تقدر أت تفى بنذرك" . وأخطر من ذلك أن يقلد الإنسان أمثلة أعلى من قامته، فيبدو في أعين الناس أقل مما هو، أي أقل مما وهبه الرب . لأ‏ن الفرق بين قامته الأصلية وبين ما ادعى لنفسه اختلاساً يُخصم من أصل رصيده. هذا هو قانون المسيح : «من له سيُعطى. ومن ليس له فالذي يظنه له يؤخذ منه.» (لو18:8)

 "  اني اضع نفسي عنك!  " ..  لقد عنى بطرس ما قاله فهو معروف باالإدفاع دون تفكير فقد إستل سيفه وقطع أذن ملخس عبد رئيس الكهنة ،  كثيرا ما يقال مثل هذه التعبيرات فى مصر مثل "رقبتى سدادة" أو "أنا أفديك بعمرى" ولكنها عبارات وقتية لها تأثير لحظى عاطفى  ولكن لا يستطيع الكثير ممن يقول هذه العبارات على تنفيذ هذه العهود ، الحق فى الإنجيل أن يسوع هو الذى وضع نفسه كذبيحة فدائية لأجل خلاصنا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أنظر إلى حرارة بطرس وشدة محبته فإنها ح دفعته أن يدعى أنه شجاع لا يعاب الموت وأنه مستعد أن يضع نفسه بدلا من سيده ولم يعرف انه ضعيف بنفسه وقوى بالمسيح وأنه بإتكاله على نفسه لا يحتمل التجربة
.    

  شرح وتفسير  (يوحنا 13:  38) 38 اجابه يسوع:«اتضع نفسك عني؟ الحق الحق اقول لك: لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " َأجَابَهُ يَسُوعُ: أَتَضَعُ نَفْسَكَ عَنِّي؟"
 أَتَضَعُ نَفْسَكَ عَنِّي؟ صسغة تعجبية إستفهامية حيث كرر المسيح كلام بطرس بنفسه بطريق الاستفهام ليبيّن ما يقولة بين وعده وما سيفعله فيما بعد  فبدل أن يضع نفسه عن المسيح لم يعترف به، بل أنكر معرفته به، ولم يفعل ذلك مرة أو مرتين فقط بل ثلاث مرات، وهذا لم يكن بعد زمن طويل من وعده بل قبل طلوع شمس الغد. وما قاله المسيح هو نبوة في (لوقا ٢٢: ٣٣) قالها يسوع على العشاء مع التلاميذ، وقالها ثانية وهم سائرون إلى بستان جثسيماني (متّى ٢٦: ٣٤ ) 34 قال له يسوع: «الحق اقول لك: انك في هذه الليلة قبل ان يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات» ( مرقس ١٤: ٢٩)  29 فقال له بطرس: «وان شك الجميع فانا لا اشك!»والظاهر أن هذه النبوة أثرت في بطرس حتى صمت. ولم يجاوب المسيح على سؤال بطرس: «لماذا لا أقدر؟».

.لم يكن بطرس يدري هول المعركة التي يسير المسيح نحوها، ولا إزاء من تسجلت؟ ولا لحساب من سيكون الحساب؟ بل وفوق هذا كله لم يدر بطرس من هو المسيح الذي يقول إنه مستعد أن يضح نفسه من أجله؟ فالمعركة فوق طاقة جميع البشر مجتمعين، إنها ضد من استعلى على الله نفسه، أي الشيطان الذي دوخ العالم كله والذي قال في قلبه: «أصعد إلى السموات, أرفع كرسيّ فوق كواكب الله... أصعد فوق مرتفعات السحاب، أصير مثل العلي. لكنك انحدرت إلى الهاوية, إلى أسافل الجب.» (إش13:14-15)

 

2) " اَلحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لا يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تُنْكِرَنِي ثلاثَ مَرَّاتٍ"

أوردت ألأناجيل الأربعة  نبوة المسيح هذه عن «بطرس والديك»، إذ سجلوا تحقيقها تسجيلاً مؤثراً للغاية، وكان أدقهم وأقدرهم في التسجيل هو القدي مرقس، لأنه أخذ البيانات من فم بطرس نفسه
لا يَصِيحُ الدِّيكُ أراد المسيح بصياح الديك هنا هزيعاً من الليل وهو بوق ينفخ فيه من أعلى الهيكل لينبه الناس ببداية فترة من فترات الليل الأربعة  صياح الديك في (لوقا ومت 26: 34) وصياح الديك مرتين في مرقس حادثة وقعت في هزيع الفجر أي قبل الساعة الخامسة صباحًا. فى هذا الهزيع يضرب البوق مرتين (كما جاء في متّى ٢٦: ٣٤ ) ( مرقس ١٣: ٣٥) بقطع النظر عن مرات صياح الديك. أما مرقس فنظر إلى ذلك (مرقس ١٤: ٧٢) فإن اليهود اصطلحوا على تسمية نصف الليل بصياح الديك الأول، والوقت الذي بعده بثلاث ساعات بصياح الديك الثاني، والصبح بصياح الديك الثالث. ووقت الإنكار كان الثاني على ما أفاده مرقس. وليس في معرفة المسيح سقوط بطرس قبل أن يكون ما نعجب منه، كعجبنا من حلمه وصبره على بطرس مع تلك المعرفة.
كلام المسيح في هذا الفصل تابع كلامه على ذهابه في (يو 13: 36)  36 قال له سمعان بطرس:«يا سيد، الى اين تذهب؟» اجابه يسوع:«حيث اذهب لا تقدر الان ان تتبعني، ولكنك ستتبعني اخيرا». وقوله لبطرس: «ستتبعني أخيراً» (يوحنا ١٣: ٣٦) موجَّه إلى جميع الرسل الحاضرين، أكد لهم به اجتماعهم في المستقبل لأنه كان ذاهباً ليعد لهم مكاناً، وسوف يأتي ويأخذهم إليه (يوحنا ١٤: ٢، ٣).2 في بيت ابي منازل كثيرة، والا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا، 3 وان مضيت واعددت لكم مكانا اتي ايضا واخذكم الي، حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا،
لقد أشفق الرب على شجاعة بطرس المنهارة، ولكي يردعه حتى لا يرتكب حماقة، أعلن له أقصى ما يمكن أن يبلغه من حدود الدفاع عن الرب بدون الرب، ذلك قبل أن ينفجر نور النهار أو يصيح الديك, أو يظهر كوكب الصبح المنير، أو يستعلن نور العالم في القلوب، لأنه في ظلمة الرؤيا وعتمة القلب سينكر بطرس سيده ثلاث مرات، وعمداً مع الإصرار، وبلعن وحلفان وبشهود عيان .
‏ولكن، في النهاية, وبعد أن أمده المسيح بصلاته وروحه القدوس, استطاع القديس بطرس أن يحقق ما ظن وما قال، ووضع نفسه من أجل المسيح، وحقق أمنية حبه, ومات مصلوباً شهادة أمام العالم كله.
‏وهذا هو الدرس الفريد الذي يطرحه أمامنا القديس يوحنا كباقي الإنجيليين: أن بطرس كان مثلك ومثلي، بحسب الجسد لا شيء، مكابر، شجاع بلا قوة، مقدام بلا روية، معتد بلا أصل، متسرع سريع الندم، مدعي الأولوية دون دعوة أوتزكية. لكن عندما لمسته النعمة، انقلبت موازينه غير المتزنة, وصار بعد أن حل عليه الروح القدس أول من نطق بلسان يوم أن تقسمت موهبة الألسن, وأول واعظ ارتجت له المنابر، وصاحب أول حصاد لحساب رب الحصاد، ثلاثة آلاف نفس يهودية نقية اعتمدوا في يوم واحد. وكانت هي أول كنيسة في العالم.

  أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
راجع (مت 26: 34) و (مر 14: 29) و (لو 22: 23) وقد سمح المسيح ان يسقط بطرس بإنكاره إياه ليعلمه  أن لا يتكل على قوته بل على نعمة المسيح فكأنه قال له أنك يابطرس بدلا من أن تضع نفسك عنى كما تدعى سوف تنكر معرفتى ثلاث مرات بعد زم وقت قصير من وعدك وذلك قبل طلوع شمس الغد فإياك أن تثق بقوتك 


 

 

This site was last updated 05/26/21