Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص 6
تفسير إنجيل يوحنا ص 7
تفسير إنجيل يوحنا ص8
تفسير إنجيل يوحنا ص9
تفسير إنجيل يوحنا ص10
تفسير إنجيل يوحنا ص11
تفسير إنجيل يوحنا ص12
تفسير إنجيل يوحنا ص 13
تفسير إنجيل يوحنا ص 14
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
تفسير إنجيل يوحنا ص20
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
ت

تفسير يوحنا - مجمل الأناجيل الأربعة على: الفصل 5

تفسير // شرح  إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع
1. خروجه من اليهودية (يوحنا 4: 1- 3)
2. مجيئه إلى السامرة (يوحنا 4: 4- 6)
3. حوار مع السامرية (يوحنا 4: 7- 26)
4. كرازة السامرية الناجحة -حديث المسيح مع التلاميذ   (يوحنا 4: 27- 38)
5. إيمان السامريين به (يوحنا 4: 39- 39- 42)
6. ذهابه إلى الجليل (يوحنا 4: 43 - 46)
7. شفاء ابن خادم الملك (يوحنا 4: 47 - 54)
تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع

1. خروجه من اليهودية (يوحنا 4: 1- 3)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 1)   1 فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يصير ويعمد تلاميذ اكثر من يوحنا،
 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 2)   2 مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "  فَلَمَّا عَلِمَ ٱلرَّبُّ"+ " فلما " إذا جائت فى بداية الكلام فهى تحمل نوعا من الإرتباط والتسلسل فى الأحداث "فلما" تعنى" " وحينئذ عندما" علم الرب وهنا إشارة إلى ثلاث أحداث فى مكانبن مختلفين الأول وأشخاص مختلفين وأزمنة مختلفة 

الحدث الأول :  المسيح وتلاميذة فقط .. ان المسيح كان فى إقليم اليهودية فى نهر الأردن يعمد فى نهر الأردن (يو 3: 22) 22 وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه الى ارض اليهودية، ومكث معهم هناك، وكان يعمد. "يوحنا الحبيب يوضح بما لا يدع أى مجالا للشك أن المسيح عمد فعلا بمعنى أن المعمودية هذه بسلطانه وبسلطان اسمه والمعمودية هي معمودية الماء والروح القدس والروح القدس سيحل على المؤمنين والتى أخبر عنها المسيح لنيقوديموس  بداية من يوم الخمسين ولكن معمودية الماء المسيح يعدها فهو قدس الماء عندما تعمد هو اولا على يد يوحنا المعمدات وقت الظهور الالهي. فالمعمودية التي قدسها المسيح وكان يدرب تلاميذه على كيفية صنعها لم تكتسب فاعليتها الكاملة الا بعد حلول الروح القدس. مثلها مثل سر الشكر

الحدث الثانى : يوحنا فقط .. فى عين نون بالقرب من ساليم على حدود السامرة  وكان يوحنا يعمد أيضا يعمد (يو 3: 23) 23 وكان يوحنا ايضا يعمد في عين نون بقرب ساليم، لانه كان هناك مياه كثيرة، وكانوا ياتون ويعتمدون "

الحدث الثالث : تلاميذ يوحنا واليهود .. حدث نقاش بين تلاميذ يوحنا واليهود من جهة التطهير وقالوا له:«يا معلم، هوذا الذي كان معك في عبر الاردن، الذي انت قد شهدت له، هو يعمد، والجميع ياتون اليه» (يو3: 25- 26) 25 وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير. 26 فجاءوا الى يوحنا وقالوا له:«يا معلم، هوذا الذي كان معك في عبر الاردن، الذي انت قد شهدت له، هو يعمد، والجميع ياتون اليه»

وهنا يجب أن نوضح أمرا هاما حول المعمودية عموما أنها كانت تتم بيد كهنة اليهود لهذا أرسل مجلس السنهدرين أعلى مجلس دينى يهودى كهنة ولاويين ليسألوا المعمدان (يو 3: 19- 21 و 25)  19 وهذه هي شهادة يوحنا، حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسالوه:«من انت؟» 20 فاعترف ولم ينكر، واقر:«اني لست انا المسيح». 21 فسالوه:«اذا ماذا؟ ايليا انت؟» فقال:«لست انا». «النبي انت؟» فاجاب:«لا»  25 فسالوه وقالوا له:«فما بالك تعمد ان كنت لست المسيح، ولا ايليا، ولا النبي؟» من هذا الحوار مجلس السنهدرين أعلى هيئة دينية عند اليهود يعتقدون أن المسيح سيعمد اليهود وفى الحدث الأول (يو 3: 22) والثالث  (يو3: 25- 26) يؤكد هاذين الحدثين أن المسيح عمد 

الحدث الرابع : ما زال المسيح فى اليهودية والحدث كان "الفريسيين سمعوا" .. (يو 4: 2و 2) 1 فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يصير ويعمد تلاميذ اكثر من يوحنا، 2 مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه، " ويعطينا الإنجيلى يوحنا تسلسل الأحداث من خلال تعليقة على الحدث فبينما يعلق على الحدث الثانى الذى كان المعمدان يعمد فى عين نون فذكر الوقت وقال : [ 24 لانه لم يكن يوحنا قد القي بعد في السجن. ] وهذا يعنى أنه فى الحدث الرابع كان المعمدان قد ألقى فى السجن فبعد الإثارة التي فعلها تلاميذ يوحنا، والمشاكل التي توقع المسيح حدوثها من الفريسيين، انسحب من اليهودية إلى الجليل منعًا للمصادمات معهم قبل الوقت. وتلاميذ يوحنا أشاعوا أن المسيح يعمد، لذلك يركز يوحنا على أن المسيح لم يكن يعمد فهؤلاء كاذبين يريدون إثارة الفريسيين ضد المسيح. لقد ظن الفريسيون أنهم يستريحون من يوحنا بسجنه والخلاص منه، فوجدوا يسوع المسيح قد اجتذب أعدادًا أكبر، فامتلأوا حسدًا.

 "فـ لما "  لَمّا: تعنى فى اللغة العربية فى معجم المعانى "الجامع" (حرف/اداة) حرف نفي يجزم المضارع، ويقلبه إلى ماضٍ ممتدٍّ حتّى وقت الحديث مع توقّع حدوثه في المستقبل القريب لمَّا يذاكر درسَه: لم يفعله إلى وقت الحديث، "

وتعنى فى تفسير هذه الأحداث الأربعة السابقة أنه بعد حدوث الأحداث الثلاثة سمع أو علم يسوع بما سمعه الفريسيين وبناء على ماسمعه غادر اليهودية والآية الثانية (يو 4: 2) تعليق من الإنجيلى يوحنا بان يسوع فى هذا الوقت لم يكن يعمد بل تلاميذه .. إذا الأخداث الثلاثة السايقة تؤيد وتبرهن أن المسيح كان يعمد ولكن فى وقت علم المسيح بما سمع الفريسيين بأنه يعند لم يكن يعمد فالأخبار التى وصلت الفريسيين ليست أخبار صحيحة وإنما شائعة بينما لم يتكر الإنجيلى أن المسيح عند فى الأحداث الأول والثالث (يو 3: 22) و (يو 3: 25- 26) إذا المسيح عند تلاميذه فى هاذبن الحدثين ولم يعمد أحدا من الناس بل تلاميذة بداوا يعمدوا المؤمنين على إسم المسيح ويقول الأب متى المسكين فى كتابه شرح إنجيل متى " ص 270 : [ ويوضح ف. يوحنا أن الإشاعة (التى قيلت للفريسيين) حملت مضمونا كاذبا  أن المسيح يعمد فصححها ق. يوحنا قائلا : " مع أن يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه"

وحول ي سؤال : هل كان السيد المسيح يعمد، أم تلاميذه فقط هم الذين كانوا يعمدون؟  أجاب الأنبا رفائيل
تفسير الانبا روفائيل
بكل تأكيد لم يكن يستطيع اباؤنا الرسل ان يعمدوا الناس إن لم يكونوا هم فى الاصل معتمدين لأن فاقد الشئ لا يعطيه.
فلذلك عمدهم السيد المسيح اولا وهذا ما اشير اليه فى يوحنا (3 :22 &26)
ثم بعد ذلك فوض السيد المسيح تلاميذه الاطهار بان يعمدوا باسمه وهذا ما ورد فى انجيل يوحنا
فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يصير و يعمد تلاميذ اكثر من يوحنا مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه (يو 4 : 1&2)
وهذا التفويض هو مازال جاريا فى الكنيسة الى مجئ المسيح الثانى فى رجال االكهنوت الذين قال عنهم معلمنا بولس الرسول وكلاء سرائر الله
ولعل السيد المسيح قد قصد ان يفوض تلاميذه بتعميد الناس باسمه ليرسخ قاعدة دور الكهنوت فى تتميم اعماله للبشر.
علما بان يوحنا المعمدان عندما كان يعمد سميت معموديته معمودية يوحنا بينما عندما عمد التلاميذ لم تكن معمودية بطرس او يعقوب او يوحنا بل معمودية المسيح وهذا ايضا ما هو حادث الان فكل الاباء الكهنة يعمدون معمودية واحدة هى معمودية المسيح
ويتضح من هذا التفسير ان معمودية الاباء الرسل للناس هى غير معمودية التوبة ولكنها كان ينقصها مفعول الروح القدس الذى كان مؤجلا لحين ان يصلب المسيح ثم يحل الروح على كل هؤلاء المعمدين باسم المسيح
اما الذين كانوا معمدين بمعمودية يوحنا فقط فكان لابد من ان يعمدوا مرة اخرى معمودية المسيح لتجديد الطبيعة والتبنى لله الآب وغفران الخطايا

" الرب " .. كان آخر بشارة كتبت هى إنجيل يوحنا أى بعد عدة سنوات من الأنجيل الازائية الثلاثة الأخرى فقد كنب كلمة الرب فى هذه الآية لأنه أصبح بالنسبة له يسوع  هو الرب أى الإله وكلمة الرب تعنى السيد وهو يطلق على يسوع لقب الرب  وقد اعتاد التلاميذ أن يلقبوا يسوع بالرب بعد صعوده وتمجيده وكثر منهم ذلك في الرسائل وندر في البشائر.]

القديس أغسطينوس قام بتفسير أنجيل يوحنا NPNF1-07. St. Augustine: Homilies on the Gospel of John; Homilies on the First Epistle of John; Soliloquies  

 وسنتعرض لأصل التفسير ونتبعه بالترجمة أولا الآية يوحنا 3: 22 4.

Now let John also declare his witness: “After these things came Jesus and His disciples into the land of Judea; and there He tarried with them, and baptized.” Being baptized, He baptized. Not with that baptism with which He was baptized did He baptize. The Lord, being baptized by a servant, gives baptism, showing the path of humility and leading to the baptism of the Lord, that is, His own baptism, by giving an example of humility, in not Himself refusing baptism from a servant. 

الترجمة : [  إذ اعتمد صار يعمد، ليس بالمعمودية التي اعتمد بها... اعتمد الرب بواسطة خادم، فصار يعمد مظهرًا طريق التواضع، وقائدًا إلى معمودية الرب التي هي معموديته، بتقديم مثالٍ للتواضع حيث لم يرفض المعمودية من خادم  ]

ثانيا الآية يوحنا 3: 26
8. “Then there arose a question on the part of John’s disciples with the Jews about purifying.” John baptized, Christ baptized. John’s disciples were moved; there was a running after Christ, people were coming to John. Those who came to John, he sent to Jesus to be baptized; but they who were baptized by Christ were not sent to John. John’s disciples were alarmed, and began to dispute with the Jews, as usually happens. Understand the Jews to have declared that Christ was greater, and that to His baptism people ought to have recourse. John’s disciples, not yet understanding this, defended John’s baptism. They came to John himself, that he might solve the question. Understand, beloved. And here we are given to see the use of humility, and, when people were erring in the subject of dispute, are shown whether John desired to glory in himself. Now probably he said, “You say the truth, you contend rightly; mine is the better baptism, I baptized Christ Himself.” John could say this after Christ was baptized. If he wished to exalt himself, what an opportunity he had to do so! But he knew better before whom to humble himself: to Him whom he knew to have come after himself by birth, he willingly yielded precedence by confessing Him. He understood his own salvation to be in Christ. He had already said above, “We all have received out of His fullness;” and this is to confess Him to be God. For how can all men receive of His fullness, if He be not God? For if He is man in such wise that He is not God, then Himself also receives of the fullness of God, and so is not God. But if all men receive of His fullness, He is the fountain, they are drinkers. They that drink of a fountain, both thirst and drink. The fountain never thirsts; it has never need of itself. 90Men need a fountain. With thirsty stomachs and parched lips they run to the fountain to be refreshed. The fountain flows to refresh, so does the Lord Jesus.
ما يهمنا هنا ( كان يوحنا يعمد، وكان المسيح يعمد. كان تلاميذ يوحنا يتحركون، يجرون نحو المسيح... الذين جاءوا إلى يوحنا أسلمهم إلى المسيح ليعتمدوا، وأما الذين جاءوا إلى المسيح فلم يُرسلوا إلى يوحنا.
انزعج تلاميذه يوحنا، وبدأوا يتباحثون مع اليهود كما يحدث عادة. لتفهم أن اليهود أعلنوا بأن المسيح أعظم، وأن الشعب يلزم أن يتجه إلى معموديته. لقد فهم أيضًا تلاميذ يوحنا ذلك، ومع هذا فقد دافعوا عن معمودية يوحنا. جاءوا إلى يوحنا نفسه لكي يحل السؤال. لتفهموا أيها الأحباء. هنا أعطي لنا أن نرى استخدام التواضع، وعندما يخطئ الشعب في موضوع المباحثة يظهر إن كان يوحنا يطلب مجد نفسه...
لقد عرف حسنًا أمام من يتواضع، أمام ذاك الذي يعرف أنه جاء بعده بالميلاد، وقد اعترف باختياره بأسبقيته معترفًا به. لقد فهم أن خلاصه هو في المسيح. لقد سبق فقال قبلاً: "ونحن جميعًا من ملئه أخذنا". بهذا يعترف أنه هو اللَّه. إذ كيف يمكن لكل البشر أن يقبلوا ملئه لو لم يكن هو اللَّه؟...
إنه الينبوع، وهم الشاربون منه. الذين يشربون من ينبوع يعطشون ويشربون، أما الينبوع فلن يعطش قط، ولا يحتاج إلى ذاته، بل يحتاج البشر إلى الينبوع. بالمعدة العطشى والشفاه الجافة يجرون إلى الينبوع ليرتوون، والينبوع يفيض لكي ينعش؛ هكذا يفعل الرب يسوع ) .
الأيات يوحنا 4: 1- 2
1. It is nothing new to your ears, beloved, that the Evangelist John, like an eagle, takes a loftier flight, and soars above the dark mist of earth, to gaze with steadier eyes upon the light of truth. From his Gospel much has already been treated of and discussed through our ministry, with the Lord’s help; and the passage which has been read to-day follows in due order. What I am about to say, with the Lord’s permission, many of you will hear in such wise that you will be reviewing what you know, rather than learning what you know not. Yet, for all that, your attention ought not to be slack, because it is not an acquiring, but a reviewing, of knowledge. This has been read, and we have in our hands to discourse upon this passage—that which the Lord Jesus spoke with the Samaritan woman at Jacob’s well. The things spoken there are great mysteries, and the similitudes of great things; feeding the hungry, and refreshing the weary soul.
.2.Now when the Lord knew this, “when He had heard that the Pharisees had learned that He was making more disciples than John, and baptized more (though Jesus baptized not, but His disciples), He left Judea, and departed again into Galilee.” We must not discourse of this too long, lest, by dwelling on what is manifest, we shall lack the time to investigate and lay open what is obscure. Certainly, if the Lord saw that the fact of their coming to know that He made more disciples, and baptized more, would so avail to salvation to the Pharisees in following Him, as to become themselves His disciples, and to desire to be baptized by Him; rather would He not have left Judea, but would have remained there for their sakes. But because He knew their knowledge of the 100fact, and at the same time knew their envy, and that they learned this, not to follow, but to persecute him, He departed thence. He could, indeed, even when present, cause that He should not be taken of them, if He would not; He had it in His power not to be put to death, if He would not, since He had the power not to be born, if He would not. But because, in everything that He did as man, He was showing an example to them who were to believe on Him (that any one servant of God sinneth not if he retire into another place, when he sees, it may be, the rage of his persecutors, or of them that seek to bring his soul into evil; but if a servant of God did this he might appear to commit sin, had not the Lord led the way in doing it), that good Master did this to teach us, not because He feared it.
3. It may perhaps surprise you why it is said, that “Jesus baptized more than John;” and after this was said, it is subjoined, “although Jesus baptized not, but His disciples.” What then? Was the statement made false, and then corrected by this addition? Or, are both true, viz. that Jesus both did and also did not baptize? He did in fact baptize, because it was He that cleansed; and He did not baptize, because it was not He that touched. The disciples supplied the ministry of the body; He afforded the aid of His majesty. Now, when could He cease from baptizing, so long as He ceased not from cleansing? Of Him it is said by the same John, in the person of the Baptist, who saith, “This is He that baptizeth.” Jesus, therefore, is still baptizing; and so long as we continue to be baptized, Jesus baptizeth. Let a man come without fear to the minister below; for he has a Master above.
4. But it may be one saith, Christ does indeed baptize, but in spirit, not in body. As if, indeed, it were by the gift of another than He that any is imbued even with the sacrament of corporal and visible baptism. Wouldest thou know that it is He that baptizeth, not only with the Spirit, but also with water? Hear the apostle: “Even as Christ,” saith he, “loved the Church, and gave Himself for it, purifying it with the washing of water by the Word, that He might present to Himself a glorious Church, not having spot, or wrinkle, or any such thing.”329 Purifying it. How? “With the washing of water by the Word.” What is the baptism of Christ? The washing of water by the Word. Take away the water, it is no baptism; take away the Word, it is no baptism.
ما يهمنا هنا (مع كثرة الأعداد التي نالت العماد على يدي يوحنا، إلاَّ أن للسيد المسيح جاذبيته، لذا جاءت أعداد أكبر لنوال العماد لا من الخادم (يوحنا) بل من سيده (يسوع). لقد ظن الفريسيون أنهم يستريحون من يوحنا بسجنه والخلاص منه، فوجدوا يسوع المسيح قد اجتذب أعدادًا أكبر، فامتلأوا حسدًا.
اهتم السيد المسيح أن يكرز ويجتذب الناس إلى الإيمان به، ثم يسلمهم لتلاميذه للعماد. ولعل السيد المسيح لم يقم بالعماد بنفسه لكي لا يفتخر هؤلاء المعمدون على غيرهم بأنهم نالوا العماد من يد المسيح مباشرة. وقد اهتم بعض الرسل كبولس الرسول بالكرازة تاركًا العماد لغيره (١ كو ١: ١٧)، ليس استخفافًا بسرّ العماد، وإنما لأن ممارسته أسهل من جذب النفوس بالكلمة. هذا وكل عماد مسيحي باسم الثالوث القدوس لا يتممه الكاهن من ذاته، بل هو من عمل المسيح نفسه، الذي يرسل روحه القدوس ليهب المُعمد روح التبني. قوة العماد لا تتوقف على صلاح خادم السرّ، لأن السيد المسيح وحده خادم السرّ الخفي.
لقد عمد حقيقة إذ هو الذي كان يغسل، وهو لم يعمد لأنه ليس هو الذي كان يلمس. مارس التلاميذ خدمة الجسد، وهو الذي منح عون جلاله... لا يزال يسوع يعمد، مادمنا نعمد، يسوع يعمد. ليأتِ الإنسان إلى الخدمة التي أسفل بلا خوف، إذ له سيد في العلا. يمكن أن يقول أحد أن المسيح يعمد بالحقيقة بالروح لا بالجسد... أزل الماء لا توجد معمودية، أزل الكلمة لا يوجد عماد (أف 5: 25-27) . ) .
2) " ٱلْفَرِّيسِيِّينَ "ٱلْفَرِّيسِيِّينَ هم فرقة من اليهود اشتهروا بشدة الغيرة لشريعة موسى وتقاليد الشيوخ وقد كانوا يناقشون يسوع حول الشريعة ويوم السبت ومقاومتهم ليسوع أكثر من سائر الفرق اليهودية(راجع الشرح متّى ٣: ٧).
3) "  سَمِعُوا أَنَّ يَسُوعَ يُصَيِّرُ وَيُعَمِّدُ تَلاَمِيذَ أَكْثَرَ مِنْ يُوحَنَّا"  المعمودية كان يقوم بها الكهنة فى النظام اليهودي وفى هذا الوقت كانت الأخبار تنتقل عبر الناس ففى هذه الآية علم الرب من سهود نقلوا له أن الفريسيين سمعوا أنه يعمد تلاميذ أكثر من المعمدان وهنا نوجه نظر القراء
+ "  سمعوا ان يسوع يصير ويعمد تلاميذ اكثر من يوحنا، " حدثت مناقشات وحوارات بين تلاميذه وتلاميذ يوحنا المعمدان وبدأ التوتر يزداد بينهما ففضل يسوع أن يغادر المنطقة وذكرت البشائر الآزائية الثلاثة أن الوقت الذى ترك فيه يسوع هذه المنطقة هو عندما سمع يسوع أن هيرودس أنتيباس إعتقل بوحنا المعمدان وقد يكون هذا الخبر سببا فى ترك المنطقة (مت 4: 12 ) (مر 1: 14) (لو 3: 20)  



 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 3)   3 ترك اليهودية ومضى ايضا الى الجليل.
.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

أقاليم إسرائيل فى عصر المسيح تنقسم إلى قسمين رئئيسيين   خريطة أقاليم إسرائيل

أولا : أقاليم شرق نهر الأردن (الأردن حاليا ) وهى (1) إقليم المدن العشرة  (2) إقليم بيرية

ثانيا : ـقاليم فى غرب نهر الأردن (إسرائيل والضفة الغربية) (1) إقليم الجليل شمال إسرائيل ومكون من الجليل الأعلى والجليل الأسفل (2) أقليم السامرة فى الوسط بين إقليم الجليل فى الشمال وإقليم اليهودية فى الجنوب (3) أفليم اليهودية فى الجنوب
1) " تَرَكَ ٱلْيَهُودِيَّةَ " بعد ما تقضى عليه فيها نحو ثمانية أشهر. وسبب ترك المسيح اليهودية حسد الفريسيين وبغضهم إياه ومؤامرتهم عليه وتجنب التبشير فى إقليم اليهودية فى بداية كرازته لأن حياته في خطر قبل مجئ ساعة القبض عليه وصلبه (يو ٧: ٣٠).30 فطلبوا ان يمسكوه، ولم يلق احد يدا عليه، لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد.
2) " وَمَضَى أَيْضاً " قال البشير هذا لأن يسوع كان قد زار الجليل قبل هذا زيارة قصيرة وقد ذُكرت في (يو 2: 1و 12). 1 وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل..   12 وبعد هذا انحدر الى كفرناحوم، هو وامه واخوته وتلاميذه، واقاموا هناك اياما ليست كثيرة ؟
3) " إِلَى ٱلْجَلِيلِ " هي القسم الشمالي من أقسام الأرض المقدسة الثلاثة وفي نحو هذا الوقت ألقى هيرودس يوحنا المعمدان في السجن (متّى ٤: ١٢) 12 ولما سمع يسوع ان يوحنا اسلم انصرف الى الجليل. (مرقس ١: ١٤). 14 وبعد ما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله " ولم يذكر متّى ومرقس أسباب ذهاب يسوع إلى الجليل إنما اقتصروا على ذكرها أن ذلك كان وقت إلقاء يوحنا في السجن وهي أن سلطة الفريسيين أعداء المسيح كانت في الجليل أقل منها في اليهودية وأن أهل الجليل كانوا أكثر رغبة في قبول تعليمه من أهل اليهودية وأنه استحسن أن يعظ هنالك أكثر مواعظه ويصنع أوفر معجزاته ويتخذ معظم تلاميذه.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إ
ن نجاح الرب يسوع أغاظ الفريسيين فإشتدت عداوتهم له وإزدادت مقاومتهم ولكون ساعة الرب لم تكن قد أتت رأى ا، يذهب إلى موضع آخر حيث أعداؤه أقل عددا فإختار ان يذهب إلى الجليل ونستدل من قول البشير " ومضى أيضا إلى الجليل " أنه كان قد ذهب مرة سابقة وهى المذكورة فى (يو 2)  حيث صنع معجزة تحويل الماء إلى خمر - أما مسألة التعميد فراجع تفسييرها فى الإصحاح السابق عدد 22 - ولنا مما فعله يسوع التصريح للمسيحى فى وقت الإضطهاد والخطر بترك مكانه والذهاب إلى حيث يأمن على سلامته وحياته ويستطيع أن ينفع غيره

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع

2. مجيئه إلى السامرة (يوحنا 4: 4- 6)

فى حديث المسيح مع السامرية نلاحظ ثلاث أهداف تبشيرية  

(1) مقارنة بين عطاياه وعطايا العالم ماء البئر والماء الحى .. (2) أراد أن يعرفها أنه المسيح بالمقارنة مع يعقوب والأنبياء (3) عرفها  مكان عبادة المسيح

 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 4)  4 وكان لا بد له ان يجتاز السامرة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "وَكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ ». وقوله «لا بد له الخ» يفيد نوعا من الإضطرار أو الإلتزام أن يتمم المقاصد الإلهية في السامرة وعلى رغبته في تبشير أهلها أو على قصده الطريق الأقرب والسهل للوصول للجليل.
وقد أنشأ الرومان شبكة من الطرق البرية بين المدن المعبدة بالأحجار الملساء يمكن أن تسير عليها العجلات الحربية والدواب والخيول مازالت بقاياها موجودة آثارها حتى يومنا الحاضر وكان يجلس جباة الضرائب فى مداخل المدن يأخذون الضرائب من القوافل والعابرين وكان بين اليهودية والجليل طريقان تمر إحداهما بالسامرة وهي مستقيمة وأقرب من الأخرى (يو 4: 4).وَكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ ٱلسَّامِرَة" وإتخذ المسيح أن يسير فى هذا الطريق الذى يمر من داخل السامرة مع أنه طريق شاق وحار صيفا بالإضافة أنه وجود عداوة بين اليهود والسامريين فيكره اليهود الإختلاط بالسامريين والسير فى أرض السامرة فيعتبرونهم نجسين كما أن أهل السامرة لا يحبون أن يمر اليهود فى مدنهم فيعتدون على الماريين أحيانا وما زالت عداوتهم قائمة حتى الان للغرباء المارين بمدنهم ويقول الميؤرخ اليهودى يوسيفوس أن الطريق من اليهودية إلى الجليل عبر السامرة يستغرق ثلاثة أيام .. ويمر الطريق الآخر من الناصرة مارا بإقليم ببيرية شرقي الأردن  سار فيها المسيح في سفره الأخير من الجليل إلى أورشليم (متّى ١٩: ١) 1 ولما اكمل يسوع هذا الكلام انتقل من الجليل وجاء الى تخوم اليهودية من عبر الاردن. " (مرقس ١٠: ١). 1 وقام من هناك وجاء الى تخوم اليهودية من عبر الاردن فاجتمع اليه جموع ايضا وكعادته كان ايضا يعلمهم. "
+ "  وكان لا بد له ان يجتاز السامرة.  " ..  كلمة "لابد" وردت فى الأصل باللغة اليونانية "داى" مرات عديدة فى الإصحاح السابق (يو 3: 7و 14و 30) وتترجم بالعربية إلى _ ينبغى " " يجب" "من الضرورى" وكان هذا هو الطريق الأقصر للذهاب من اليهودية للجليل ويخبرنا المؤرخ اليهودى يوسيفوس أن يهود الجليل  كانوا يسلكونه عادة ، ولكن بسبب كراهية يهود اليهودية للسامريين وإعتبارهم شعب غير نقى وهجين فلم يسلكو ذلك الطريق 
2) "أَنْ يَجْتَازَ ٱلسَّامِرَة" " ٱلسَّامِرَةَ " هي القسم الأوسط من أقاليم الأرض المقدسة الثلاثة إقليم الجليل فى الشمال إقليم السامرة فى الوسط إقليم اليهودية فى الجنوب  سُميت باسم عاصمتها التي بناها عَمري ملك أسباط إسرائيل العشرة سنة ٩٢٠ ق. م (١ملوك ١٦: ٢٣ و٢٤) وجدد بناء تلك القاعدة هيرودس الكبير وزينها وسماها سيبستي إكراماً لأغسطس لان سيبستي اسمه في اليونانية. وهي الآن بلدة صغيرة مبنية على أطلال القديمة واسمها سيبسطية.
ظن بعضهم أن البشير ذكر ما ذكره هنا دفعاً لشبهة التناقض بين ذهاب المسيح إلى السامرة وأمره للتلاميذ بقوله «إِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا» (متّى ١٠: ٥) وبياناً أن ذهابه إليها كان لمجرد المرور في الطريق ولكن الأرجح أن المسيح أراد بذلك الذهاب أن يترك لتلاميذه مثالاً في ما يجب عليهم أن يفعلوه بعد موته والمناداة بإنجيله أولاً بين اليهود وهو أن يبشروا بالإنجيل كل قبائل الأرض.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كانت الأرض المقدسة تنقسم إلى ثلاثة أقسام : اليهودية فى الجنوب والجليل فى الشمال والسامرة فكان لا بد للذى يذهب إلى الجليل أن يمر بأرض السامرة وكانت توجد طرق أخرى تمر فى ببـربة شرقى الأردن ولكن الطريق المارة بالسامرة كانت مستقيمة وأقرب من الأخرى ويسأل القديس كيرلس كيف ينهى المسيح رسله من دخول السامرة ثم يذهب هو إليها ، ويحيب بأن المسيح أمر تلاميذه أن لا يقيموا بالسامرة ولم يمنعهم من مجرد الإجتياز والمرور 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 5)   5 فاتى الى مدينة من السامرة يقال لها سوخار، بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ،"وسوخار Sychar اسم بلدة ورد ذكرها مرة واحدة في الكتاب المقدس في (إنجيل يوحنا 4: 5) عند زيارة المسيح لبئر يعقوب، فقد كان مجتازًا السامرة في طريقه من اليهودية إلى الجليل. وهى قرية غير مهمة، ورد ذكر اسمها لأنها قرية من بئر يعقوب. ويرجح أنها قرية "عسكر" على بعد نصف مل شمالي بئر يعقوب.
سُوخَارُ ظنها بعض المفسرين شكيم (قضاة ٩: ٧ و٤٦) 6 فاجتمع جميع اهل شكيم وكل سكان القلعة وذهبوا وجعلوا ابيمالك ملكا عند بلوطة النصب الذي في شكيم 7 واخبروا يوثام فذهب ووقف على راس جبل جرزيم ورفع صوته ونادى وقال لهم.اسمعوا لي يا اهل شكيم يسمع لكم الله. .. 46 وسمع كل اهل برج شكيم فدخلوا الى صرح بيت ايل بريث. "وتسمى اليوم نابلس. وهذا الظن لم يثبت لأن شكيم تبعد عن بئر يعقوب ميلين أي أكثر من نصف ساعة. وهي وافرة الماء فلم يكن من داع لأحد سكانها أن يذهب منها إلى تلك البئر للاستقاء.

هل سوخار هى قرية العسكر أم تل بلاطة؟

أولا قرية عسكر : يقول بعض المفسرين أنها كانت قرب البئر وهي خربة تُسمى عسكر ويقول الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا ص 272: [ سوحار اآن تسمى "عسكر" وقد بحث عن إسم عسكر فى أخبار أيام السامرة فى المخطوطات ومكتوب إسمها "إسكار"  yskar فى مدونات القرن الثانى عشر وهى تقع تحت سفح جبل اللعنات الذى فى مقابلة تماما جبل جرزيم جبل البركات وبين السفحين توجد مدينة شكيم التى كانت عاصمة لإسرائيل بالقرب من مدينة السامرة والتى أطلق عليها فى أيام هيرودس مدينة  سبسطية نسبة إلى أوغسطس قيصر لأ ومعنى أغسطس ابللاتينى يقابها سبستوس باليونانى ومعنى أوغسطس أو أغسطس صاحب السمو أو الرفعة وكذلك سباسطوس ] ولكنها فى أيام المسيح لم تكن قد أخذت صورتها وإسمها بالكامل ] أ . هـ

ولكن يقول "أولبريت" (W. F. ALBRIGHT) إنها هي قرية "العسكر" القريبة من نابلس (شكيم). و"العسكر" كلمة عربية تعني "مقر العسكر" (أو الحامية العسكرية). وتقع قرية "العسكر" على السفح الشرقي لجبل عيبال، على بعد نحو نصف الميل إلى الشمال من بئر يعقوب، وشرقي شكيم مباشرة. ولكن هناك شك في ذلك، فليس من المحتمل أن تكون "العسكر" (وهي كلمة عربية) تحريفا لاسم "سوخار". كما أن "العسكر" أبعد من شكيم عن بئر يعقوب. و "بالعسكر" نبع ماء دائم أكثر من كاف لحاجة أهل القرية، فلم تكن هناك حاجة بالمرأة السامرية أن تذهب للاستقاء من بئر يعقوب. وعلى ذلك فليس من المحتمل أن تكون "العسكر" هي "سوخار".

ثانيا الإحتمال الأرجح سوخار هى تل بلاطة : تل بلاطة يطلق عليها مدينة شكيم الكنعانية  التي ورد ذكرها في العديد من المصادر القديمة، ويعود تاريخها إلى القرنين الأول والثاني قبل الميلاد. وتقع بالقرب من مدينة نابلس بين جبلي جرزيم وعيبال،  ويقول جيروم نقلا عن يوسابيوس إن "سوخار" تحريف لاسم "شكيم"، كما أن اسم "سوخار" جاء باسم "شكيم" في المخطوطات السريانية القديمة. وكانت تل بلاطة الطرق الرئيسة في فلسطين تعبر بالقرب منها، إذ أنها ربطت بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، وبهذا شكل موقع تل بلاطة مركزا لشبكة واسعة من الطرق منذ فترة مبكرة من التاريخ. تل بلاطة،موقع أثرى توجد دلائل على أنه كان مأهولة منذ عصر السامريين إلى العصر الروماني. ويقع "بئر يعقوب" على بعد نحو نصف الميل إلى الشرق من تل بلاطة حيث يوجد قرية بلاطة ، فهو يقع على الحافة الشرقية للوادي الذي يمر بين جبلي عيبال وجرزيم. وهناك طبقة غير مسامية من البازلت أسفل قاع البئر على عمق نحو عشرين مترًا من سطح الوادي. وبتراكم الأنقاض والحطام - منذ عصر الهكسوس، أصبحت قرية بلاطة "شكيم" تعلو اثني عشر إلى خمسة وعشرين مترًا فوق سطح الوادي، وبذلك أصبحت البئر عميقة، وهو ما يتفق مع قول السامرية: "يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة" (يو 4: 11).
تل بلاطة موقع لبقايا أثرية في مدينة نابلس في الضفة الغربية حيث عثر على سور وبوابة شرقية وغربية وقد بدأت الحفريات عام 1913 برئاسة الهولندي أرنس سلين حيث تبين أنها أنقاض مدينة شكيم القديمة.شكيم هو الاسم القديم لمدينة نابلس أو لمدينة كانت تقع في الطرف الشرقي لمدينة نابلس الحالية تل بلاطة ، قام الكنعانيون بتأسيسها في أواسط الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتعني كلمة شكيم المنكب أو الأرض المرتفعة، وموقع المدينة في الغالب شرق مدينة نابلس الحالية إلى الشمال قليلا من القرية المعروفة اليوم باسم بلاطة البلد، وكان الرحالة الألماني هيرمان تيرش قد استرعى اهتمامه تل كبير عليه قطع حجرية تعود إلى بقايا جدار يمتد إلى مسافة 8 أمتار على الجانب الغربي من التل، وتوقع أن تكون هذه الآثار هي آثار مدينة شكيم بحكم موقعها المميز المعترض للممر بين جبلي عيبال وجرزيم وتحكمه بسهل عسكر.
2) " بِقُرْبِ ٱلضَّيْعَةِ ٱلَّتِي وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ٱبْنِهِ" (يشوع ٢٤: ٣٢ )32 وعظام يوسف التي اصعدها بنو اسرائيل من مصر دفنوها في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور ابي شكيم بمئة قسيطة فصارت لبني يوسف ملكا " 
وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ٱبْنِهِ الأرجح أن ما وهبه يعقوب ليوسف اشترى بعضه  (تك ٤٨: ٢٢) 21 وقال اسرائيل ليوسف: «ها انا اموت، ولكن الله سيكون معكم ويردكم الى ارض ابائكم. 22 وانا قد وهبت لك سهما واحدا فوق اخوتك، اخذته من يد الاموريين بسيفي وقوسي». (تكوين ٣٣: ١٩) 18 ثم اتى يعقوب سالما الى مدينة شكيم التي في ارض كنعان، حين جاء من فدان ارام. ونزل امام المدينة. 19 وابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته من يد بني حمور ابي شكيم بمئة قسيطة. 20 واقام هناك مذبحا ودعاه «ايل اله اسرائيل». وملك البعض الآخر بالحرب (تكوين ٤٨: ٢٢) وهنالك دُفنت عظام يوسف (قابل ما في تكوين ٣٣: ١٩ بما في يشوع ٢٤: ٣٢).
+ "  ان يجتاز السامرة. " ..   ويقول الشماس / نشأت نظمي مهني فى مقالة له بعنوان " جذور الخلاف بين اليهود والسامريين " نشرت بجريدة وطنى بتاريخ 19/3/2015م  : [ ولكن ما حدث بعد تولي رحبعام بن سليمان ملكاً بعد أبيه سليمان ، انقسمت المملكة بسبب حماقته وانحيازه إلي مشورة الشباب الطائش إلي مملكتين غير متعادلتين هما :
1 – مملكة إسرائيل ، والتي تضم عشرة اسباط من الأثني عشر سبطاً من أسباط بني إسرائيل – قد انفضوا عن رحبعام بن سليمان وأسسوا لأنفسهم مملكة قائمة بذاتها –هي مملكة السامرة – وأسموها مملكة ( إسرائيل ) – وجعلوا عاصمتها ” شكيم ” وهي الآن نابلس ، ثم أقام ” يار بعام ” ابن نباط ملكاً عليهم .
2 – مملكة يهوذا ، لم يبق بعد انفصال الأسباط العشرة عن رحبعام بن سليمان –سوي سبطين هما سبط يهوذا ، وسبط لاوي ( سبط الكهنوت ) – وهؤلاء احتفظوا باسم (أورشليم) عاصمة لمملكتهم – وقصة هذا الانقسام الخطير تجدها تفصيلياً في سفر الملوك الأول أصحاح 12 .
ولكي يضمن يربعام – ولاء مملكة إسرائيل المكونة من عشرة أسباط له ، واستمرار انفصالها عن مملكة يهوذا – أي أن يمنع ذهاب شعب إسرائيل إلي أورشليم للحج أو للسجود هناك حيث الهيكل – استشار الملك وعمل عجلين من الذهب – وقال لهم لا حاجة بعد للصعود إلي أورشليم – هذه آلهتكم يا إسرائيل التي أخرجتكم من مصر ، وجعل أحداها في بيت أيل ، والآخر وضعه في دان – وأقام كهنة من لفيف الشعب ، لم يكونوا من بني لاوى ، وأقام عيداً في الشهر الثامن ، وفي اليوم الخامس عشر من الشهر كالعيد الذي في يهوذا – وأصعد علي المذبح في كل من بيت أيل وفي دان ( 1 ملوك 12 : 25 –33 ) – وبعد ذلك بنيت السامرة ، أو جددت من أيام عٌمري أبي أخاب ملك إسرائيل ( 876 – 842 ق.م ) .
وصارت السامرة هي عاصمة مملكة إسرائيل إلي زمن السبي أو الجلاء يقيمون فيها الملوك ويدفنون بها عند موتهم ( 1 ملوك 16 : 23 – 28 ) ، ومن بعد ( عٌمري ) جاء ابنه ( أخاب ) وأقام فيها مذبحاً للبعل في هيكل البعل ( الذي بناه السامرة ) – فصارت السامرة منذ البدء مدينه وثنية – وعلي الرغم مما قام به ( ياهو ) ملك إسرائيل من ثورة قتل فيها جميع عبده البعل ليحارب الوثنية ( 2 ملوك 10 : 18 – 28 ) إلا أن الوثنية عادت فاستفحلت في السامرة ( هوشع 8 : 4 – 6 ) ، ( عاموس 8 : 14 ) .
وبالإضافة إلي كل ما سبق وأن حدث – فأن ( شلمناصر ) الملك – ملك أشور هاجم مدينة السامرة في سنة 724 ق.م واستعبد ( ياهو ) ملكها . وحاصرها لمدة 3 سنوات – ثم حدث أنه في عام 722 ق.م قام خليفة ( شلمناصر ) – ويدعي ( سربون ) وغزا السامرة –وسبي من أهلها 27280 شخصاً إلي أشور وأسكنهم في دان ونهر جوزان – وترك الباقين الضعفاء من سكانها ، ولكي يضمن خضوع أهل السامرة له أيضاً ، نقل إليها شعباً من الأجانب ، من قوم بابل وغيرها – وأسكنهم في مدن السامرة مكان بني إسرائيل ، فامتلكوا السامرة واستوطنوا مدنها – وكانوا في بداية إقامتهم هناك لم يتقوا الرب . ولما اشتكي أهل السامرة الأصلين من أن الأفراد الذين تم استيطانهم لا يعرفوا حكم إله الأرض – أمر ملك أشور قائلاً : أبعثوا إليهم واحداً من الكهنة الذين تم إجلائهم من السامرة فيذهب ويقيم معهم ويعلمهم حكم اله الأرض .
فكان أهل السامرة يعبدون آلهتهم كعادة الأمم الذين جلوهم بينهم ، ولا يتقون الرب ولا يعملون بحسب سننهم وعوائدهم ولا بحسب الشريعة والوصية التي أمر بها الرب نبي يعقوب الذي سماه إسرائيل إلي هذا اليوم .
قطع الرب معهم عهـداً وأمرهم قائلاً : لا تتقوا آلهة أخري ولا تسجدوا لها ، ولا تعبدوها ، ولا تذبحوا لها ، بل الرب الذي أخرجكم من أرض مصر بقوة عظيمة وذراع مبسوطة ، إياه فاتقوا – فهو ينقذكم من أيدي جميع أعدائكم – فلم يسمعوا – بل بحسب عاداتهم الأولي كانوا يعملون – فكان هؤلاء الأمم يتقون الرب ويعبدون تماثيلهم . وكذلك بنوهم وبنو بنيهم –إلي هذا اليوم ( 2 ملوك 17 : 24 – 41 ) .
كذلك فعل الاسكندر المقدوني ( 356 – 324 ق.م ) عندما استولي علي السامرة في عام 332 ق.م – ونقل سكانها إلي شكيم وأتي بمقدونيين وسوريين وأسكنهم فيها . ومما زاد القطيعة حدة وشدة بين اليهود من سبط يهوذا وبين السامريين – حتى أنه قد حدث الآتي :-
1 – رفض ( زربابل الملك ) – أن يشارك السامريين اليهود في بناء الهيكل في أورشليم – حيث أنه يزعمون أنهم يعبدون الرب مثلهم تماماً – فحنق السامريين علي اليهود وجعلوا يحاربونهم ويقاومونهم وانضموا إلي أعداء اليهود في تعطيل بناء الهيكل ، وتعطيل بناء سور أورشليم .
2 – وقد جاء في سفر نحميا – أنه عندما سمع ( سنبلط ) – أن اليهود آخذين في بناء سور أورشليم – سخر منهم – وتآمر مع كل من العرب والعمونيون وغضبوا جداً وتحالفوا كلهم يداً واحده علي أنيأتوا ويحاربوا أورشليم وينزلوا بها شراً ( نحميا 4 : 1 – 21 ) .
3 – اشتد العداء أكثر – عندما طرد ( نحميا ) ، ( منسي ) من الكهنوت حسب ما روي المؤرخ – يوسيفورس- المؤرخ اليهودي – ولما كان ذلك بسبب زواج ( منسي ) الكاهن – من ابنه ( سنبلط ) الحوراني – فوعده ( حميه ) ببناء هيكل علي جبل ( جرزيم ) – إذا احتفظ بابنته ولم يطلقهـا – كما طلب شيوخ إسرائيل مـن ( منسي الكاهـن ) – وقد وفي ( سنبلط ) بوعده في بناء الهيكل – في عهد ( الاسكندر المقدوني ) ويعتبر هذا الهيكل – ضد هيكل أورشليم – وكان ذلك نحو سنة 432 ق.م . وسمي بالهيكل السامري – وقد صار جبل ( جرزيم ) جبلاً مقدساً عند السامريين – نظراً لبناء الهيكل فوقه – حتى قام ( يوحنا هركانوس ) بهدم هذا الهيكل ( السامري ) سنة 128 ق.م ومع ذلك ظل السامرين يقدمون قرابينهم علي جبل ( جرزيم ) حيث كان الهيكل .
4 – ومما زاد الطين بله – أنه عندما قام ( أنطيوخوس ) اليوناني ( توفي 163 ق.م ) بأن نجس الهيكل ( في أورشليم ) بأن قدم علي مذبحه ( خنزيرة ) – وأعلن السامريون أنهم لا ينتمون إلي اليهود أصلاً .
5 – وأيضاً – تكرر ما حدث – بعد أن تم تقديم الخنزيرة بقصد ( أن يتنجس ) الهيكل – قام بعض السامرين بإلقاء بعض العظام النجسة علي هيكل أورشليم – وذلك في السنة السادسة قبل الميلاد مما جعل اليهود تشتد كرههم للسامريين – حتى صار اليهودي يعتبر طعام السامري نجساً بمثابة لحم الخنازير – بل لقد غالي اليهود في احتقارهم للسامريين حتى صار اسم السامري ذاته نجساً عند اليهودي , وأنه كان يستنكف من أن ينطق به لئلا تتنجس بذكر اسمه شفتاه , وانقطعت بينهما كل صله ولم يعد بينهم أيه علاقات دينيه أو اجتماعيه .] أ. هـ
وفى زمن يسوع كانت السامرة هي إحدى مقاطعات الدولة الثلاثة : مقاطعة الجليل في الشمال ، ومقاطعة السامره في الوسط ، ومقاطعة اليهودية في الجنوب … وجميع السكان في هذه المقاطعات الثلاث كانوا من شعب بني إسرائيل ، وكانت لهم مملكة واحدة عاصمتها أورشليم ، القدس وذلك
+ "  فاتى الى مدينة من السامرة يقال لها سوخار، بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه.  " .. راجع (تك 33: 18 و) (يش 24: 32)
سوخار التى مر عليها السيد المسيح فى طريقه من اليهودية الى الجليل هى قرية صغيرة قريبة من البئر يرجح انها قرية عسكر التى تقع على مسافة نصف ميل شمالى بئر يعقوب اما الضيعة التى بها البئر فقد جاء عنها فى سفر التكوين الاصحاح الثالث والثلاثون " ثم اتى يعقوب سالما الى مدينة" شكيم " ( اسم عبرى معناه منكب او كتف او الشىء العالى) التى فى ارض كنعان حين جاء من فدان ارام ونزل امام المدينة وابتاع قطعة الحقل التى نصب فيها خيمته من يد بنى حمورابى شكيم بمئة قسيطة واقام هناك مذبحا ودعاه ايل اله اسرائيل" ..
ويقول ايضا سفر يشوع فى الاصحاح الرابع والعشرون " وعظام يوسف التى اصعدها بنوا اسرائيل من مصر دفنوها فى شكيم فى قطعة الحقل التى اشتراها يعقوب من بنى حمورابى شكيم بمئة قسيطة فصارت لبنى يوسف ملكا"..
اذن فالضيعة فى شكيم وشكيم هذه كانت عاصمة المملكة الشمالية فى عهد يربعام وبعد سقوطها صارت مكانا هاما للسامريين وهى تقع فى وادى محاط بجبل عيبال من الشمال وجبل جرزيم من الجنوب سميت بعد استيلاء الرومان عليها "فلافيا نيابوليس " المدينة الجديدة ثم تدرج الاسم الى مدينة نابلس الحالية يقول بعض المؤرخين ان مكانها الاصلى كان يقع فى شرقى الوادى ويعرف الان بتل البلاطة ولكن نابلس اليوم تقع فى غربى الوادى يعيش بها قليل من السامريين وبها بعض الاثار القديمة مثل بقايا من السور القديم ذات الاحجار الكبيرة وهيكل للعبادة الوثنية .
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
سوخار هى المسمى قديما شكيم المذكورة فى (تك 12 و 17 و 33 و 34) ثم أصبحت من مدن الملجأ (يش 20) وهناك دفنت عظام يوسف كما ورد فى ألصحاح الأخير من سفر يشوع

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 6)  6 وكانت هناك بئر يعقوب. فاذ كان يسوع قد تعب من السفر، جلس هكذا على البئر، وكان نحو الساعة السادسة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ" + " وكانت بئر يعقوب  هناك " .. البئر المسمى ببئر يعقوب بئر محفورة فى الصخر يبلغ عمقها حوالى 100 قدم ، مياهها نقية شتاءا وصيفا لم تذكر فى العهد القديم ويرجح أن الأرض التى إشتراها يعقوب كانت فيها هذه البئر لأن قيمة الأرض فى العصور القديمة كانت بتواجد بئر بها  فأرض بلا مصدر مياة تصبح بلا قيمة
بئر يعقوب التى جلس بجوارها السيد المسيح تقع فى الارض التى اشتراها يعقوب وهى تقع فى مدخل الوادى عند شكيم على بعد ميل ونصف الى الجنوب الشرقى من نابلس عند سفح جبل الطور"جرزيم" بالقرب من الطريق الواصل بين اورشليم والجليل على يسار المسافر من نابلس الى القدس وفى المنطقة الشرقية من بلاطة البلد وتبعد عن نبع بلاطة حوالى 350م و يحيط بالبئر حائط قديم فى محيط طوله 192 قدما وعرضه 151 قدما وحولها بعض الاثار القديمة ويصل قطر البئر الى حوالى سبعة اقدام وعمقها 90 قدما بعد ان كان 150 قدما وماء البئر عذبا شيدت الملكة هيلانة ام قسطنطين البار فى القرن الرابع الميلادى كنيسة فخمة فوق البئر مساحتها 43 مx 25م واصبحت البئر فى قبو داخل الكنيسة تحت الارض.
تضررت الكنيسة فى القرن السادس الميلادى خلال التمرد السامرى ورممت فى عهد الامبراطور يوستينيانوس واضيف اليها زخارف نالت الاعجاب وكانت الكنيسة محل احترام كل الاديان الا ان هدمت فى عام 1009 م فى عهد الدولة الفاطمية واعاد الصليبيون اعمارها فى عام 1154 م ولكنها خربت بعد خروجهم وفى عام 1550 م اخذت الكنيسة امر من السلطان العثمانى ببناء كنيسة على اثار الكنيسة القديمة وفى عام 1914 م بدأ العمل لاقامة كنيسة جديدة اخرى بعد ان كانت توقفت ومر الزمان وتعددت الاهواء وامتددت الايادى المخربة الى هذا الشاهد الامين على خدمة السيد المسيح ولكن الجميع مروا وفروا وبقيت البئر شاهدة على توبة السامرية .
بِئْرُ يَعْقُوبَ ذُكر أن يعقوب اشترى تلك الأرض في (تكوين ٣٣: ١٨ - ٢٠)  18 ثم اتى يعقوب سالما الى مدينة شكيم التي في ارض كنعان، حين جاء من فدان ارام. ونزل امام المدينة. 19 وابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته من يد بني حمور ابي شكيم بمئة قسيطة. 20 واقام هناك مذبحا ودعاه «ايل اله اسرائيل».ولكن لم نجد من ذكر أنه حفر تلك البئر ولما قسم يشوع الأرض على الإسرائيليين كانت تلك الأرض في سهم أفرايم (يشوع ٢١: ٢١ و٢٤: ٣٢). وهناك اليوم بئر تُسمى بئر يعقوب في سهل بين جبل جرزيم وجبل عيبال ومن المرجح أن سبب حفر تلك البئر في أرض كثيرة العيون والينابيع أن يعقوب أراد الاستغناء ببئره عن كل ماء لجيرانه لعدم النزاع بين رعاته وأهل الأرض بسبب الأسبقية فى سقى الغنم وإعتبار ان البئر خاصة له ولبنوه ومواشية وكان حفر بئر فى الأرض بمثابة وضع يد ملكية للأرض الواقع فيها البئر وأن يثبت بحفرها ملكه لتلك الارض.
بني فوق البئر كنيسة بأمر من الملكة هيلانة والدة الإمبراطور البيزنطي قسطنطين في القرن الرابع للميلاد. وبقيت الكنيسة على حالها حتى تهدمت عام 1009م في العهد الفاطمي. فأعاد الصليبيون إعمارها عام 1154م، ولكنها هدمت عام 1187م بعد خروج الصليبيين. وتقوم اليوم كنيسة حديثة نسبياً في الموقع.
بئر يعقوب أو بئر السامرية هو بئر في منطقة بلاطة البلد على أطراف مدينة نابلس، يعتقد أن يسوع شرب من هذا البئر لدى مروره بالسامرة في طريقه من القدس إلى الجليل.
كشفت الحفريات الكثير عن تاريخ الموقع، لا سيما وأنه كان مركزًا حضريًا هامًا خلال فترة التمدن الثانية في فلسطين عام 2000 ق.م. وتشمل الآثار القائمة في الموقع على، المعبد المحصن المثير للإعجاب، والذي كان يستخدم للعبادة من قبل عامة الناس. وتوجد آثار أخرى ظاهرة منها: بوابتان ضخمتان، وأسوار المدينة الضخمة، وقصر الحاكم، إضافة إلى معبد خاص صغير، وغرفة للحراسة، ومبنى إداري، وأماكن للمعيشة والطبخ. وجرى إعادة تأهيل الموقع كحديقة أثرية ما بين عامي 2010 و 2012م، من خلال مشروع مشترك بين دائرة الآثار الفلسطينية وجامعة لايدن ومنظمة اليونسكو.

2) " فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ ٱلسَّفَرِ" تعب لأنه كان إنساناً تاماً كما كان إلهاً تاماً ولأنه قطع ماشياً المسافة من أورشليم إلى بئر يعقوب وهي نحو أربعين ميلاً أو مرحلتين.لأجل خلاص نفس واحدة وتبشير أهل السامرة وقد أظهر رب المجد غاية التنازل لأجلنا لأنه مع كونه «خَالِقُ أَطْرَافِ ٱلأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا» (إشعياء ٤٠: ٢٨) «اَلْمُفَجِّرُ عُيُوناً فِي ٱلأَوْدِيَةِ» (مزمور ١٠٤: ١٠) عرّض نفسه للتعب والعطش بالجولان ماشياً في حرّ الصيف وبرد الشتاء حتى احتاج إلى الراحة وطلب شربة ماء من غريبة استثقلت أن تجيب طلبه.
3) " جَلَسَ هٰكَذَا عَلَى ٱلْبِئْرِ" هٰكَذَا : تعنى أنه جلس بدون ترتيب المكان أو ترتيب ملابسه جلس عليى حافة البئر من شدة التعب وكان الوقت فى منتصف الظهيرة بالإضافة للتعب شعر بالعطش لجفاف الريق وبالمقارنة بين ما حدث هنا ومأسىة صلبه ففى الإثنين شعر يسوع الإنسان بالتعب والعطش وكان فى نفس الساعة السادسة من النهار ومن المدهش أنه كان وحده فى كلا الأمرين
جَلَسَ هٰكَذَا عَلَى ٱلْبِئْرِ أي في الحال التي كان عليها وهو تعب ليس له شيء يجلس عليه سوى حجر البئر. وذكر البشير ذلك بياناً لعلة جلوسه.  ويتبيّن جلياً بمقابلتنا حال المسيح في سفره وقتئذ بحالنا في السفر اليوم على أن قليليين من الناس يرضون أن يحتملوا مشقات المسيح في أسفارهم.

+ " فاذ كان يسوع قد تعب من السفر  " ..  وصف يسوع بأنه كلمة إلهية صار جسدا والكلمة والجسد لم يمتزجان ولم ينفصلان لحظة واحدة ولا طرفة عين  وهنا تظهر الطبيعة البشرية فى كلمة تعب
4) " وَكَانَ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَة" + "  وكان نحو الساعة السادسة " ..  الساعة السادسة فى كل من التوقيت اليهودى والرومانى لتقسيم ساعات النهار هى الواحدة ظهرا فى وقت تعامد أشعة الشمس على الأرض فيكون الحر شديدا ومن المرجح أن يوحنا إستعمل التوقيت اليهودى الذى يبدأ الساهة السادسة صباحا (الفجر) فيكون يسوع سار سبعة ساعات من أجل أن يجعل إمراة سامرية خاطئة واحده تتوب


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
جاء فى (تك 33: 18- 20) أن يعقوب أشترى تلك الأرض ولم يذكر أنه حفر فيها بئرا ، ولكن البشير إلى أن هذا كان معلوما ومشهورا فلا بد أن يعقوب حفر فى تلك الأرض البئر المذكورة ليثبت ملكيته لها  ولما كانت المسافة من أورشليم إلى بئر يعقوب نحو مرحلتين ، كان يسوع قد تعب من السفر "لأنه قطعها مائيا ولم يكن له شئ يجلس عليه "جلس هكذا على البئر " وقد أظهر بذلك مدى تواضعه لأجلنا لأنه مع كونه خالق اطراف الأرض الذى لا يكل ولا يعبأ (أش 30: 18) عرض نفسه للتعب والعطش بالجولان ماشيا فى حر الصيف وبرد الشتاء حتى إحتاج للراحه ، وكانت الساعة السادسة أى الظهر

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع

3. حوار مع السامرية (يوحنا 4: 7- 26)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 7)  7 فجاءت امراة من السامرة لتستقي ماء، فقال لها يسوع:«اعطيني لاشرب»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَجَاءَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءًِ" + " فجاءت امراة من السامرة لتستقي ماء،   " ..  هذه البئر كانت بعيدة عن السامرة حضرت هذه المرأة فى وقت غير عادى فى عز الظهيرة والقيلولة

ٱمْرَأَةٌ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ ليس المراد أنها مدينة السامرة لأنها كانت تبعد ثلاث ساعات من تلك البئر بل إنّها من السامريين جنساً وديناً والأرجح أنها من بلدة تل بلاطة ليس مصادفة أن تأتى المرأة السامرية فى ذات الوقت الذى تعب فيه المسيح وجلس عل حافة البئر وليس من صنع القدر (رو 9: 28)28 لانه متمم امر وقاض بالبر. لان الرب يصنع امرا مقضيا به على الارض»  .
فى هذه المقابلة قال يسوع أحسن مواعظه لإنسان واحد وهو امرأة نصف وثنية ونصف يهودية وأن يكون منبره حجر البئر. وأظهر بما أتاه حينئذ قيمة نفس واحدة في عينيه إمرأة مهانة من شعب ذليل تقابلت مع من لبس غربة الجسد وأخذ شكل العبد المهان (إش 49: 6و 7)  6 فقال قليل ان تكون لي عبدا لاقامة اسباط يعقوب ورد محفوظي اسرائيل.فقد جعلتك نورا للامم لتكون خلاصي الى اقصى الارض. 7 هكذا قال الرب فادي اسرائيل قدوسه للمهان النفس لمكروه الامة لعبد المتسلطين.ينظر ملوك فيقومون.رؤساء فيسجدون.لاجل الرب الذي هو امين وقدوس اسرائيل الذي قد اختارك"

وهنا نرى فى يسوع قدوة للتلاميذ ومن بعدهم الأساقفة والكهنة والشمامسة لخدام الكلمة مثالاً لئلا يتخذوا تعب الجسد عذراً لتركهم الفرصة المناسبة لعمل الخير.
2) "  فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَعْطِينِي لأَشْرَبَ"+ " فقال لها يسوع:«اعطيني لاشرب»  " .. أعطينى فعل أمر بسيط يشير إلى الضرورة الملحة
فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَعْطِينِي لأَشْرَبَ كان وقتئذ الظهر وأهل البلدة جميعهم فى بيوتهم من شدة الحر  ويسوع تعب من المشي فلا شك في أنه كان عطشان وهذا سبب طلبه الماء على أنه اتخذ ذلك الطلب وسيلة إلى افتتاح الحديث مع المرأة لجذبها وتبشيرها لتصلح من نفسها وترجع عن خطيتها . ومن المعلوم أنك إذا سألت أحداً معروفاً جعلته راضياً عنك لأن في سؤالك اعترافاً له بالفضل وبأنه يملك ما لم تملكه أنت.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أنظر إلى عظم تنازل يسوع قثد رضى أن يعظ إمرأة نصف وثنية ونصف يهودية وأن يكون منبره حجر البئر وأن يطلب منها ان تعطيه ليشرب ليكون طلبه هذا وسيلة إلى إفتتاح الحديث مع المرأة لإفادة نفسها وردها وسكان مدينتها إلى الإيمان به

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 8)  8 لان تلاميذه كانوا قد مضوا الى المدينة ليبتاعوا طعاما.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " لأَنَّ تَلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَاماً". + " .. لم يكن أحد من تلاميذ المسيح حاضراً أثناء المحاورة بينه وبين السامرية، فلا بد أن يكون البشير يوحنا قد سمع بالخبر إما من المسيح أو من المرأة. ولكنه يخبر عن تعجبه ومن الواضح أن المسيح قد أرسل تلاميذه ليبتاعوا طعاما ليبقى بمفردة أو من المحتمل أن يوحنا بقى وحده معه فليس من المعقول أن التلاميذ جميعهم يذهبون ليبتاعوا طعاما ويتركون الرب وحده على طريق السامرة لأنهم فى أرض غريبه ومعادية فهذا الأمر قد أعده المسيح حتى يتكلم مع الساميرة فى أمور شخصية والتى ترتقى لتكون سر إعتراف المرأة بخطيتها لرئيس الكهنة يسوع وتعجب رفقائه لما عادوا من سوخار بالطعام الذي مضوا ليبتاعوه. تعجبوا لأنهم رأوا معلمهم يحادث امرأة غريبة سامرية حديثاً جدياً. ورأوا انفعالها الشديد لما تركت جرتها وأسرعت إلى المدينة كأنه لغرض مهم جداً. فلا نستغرب تعجُّب التلاميذ بل نمدحهم لأنهم حافظوا على اللياقة والاحترام، ولم يقل أحدهم: "ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها؟". ولما بسطوا الطعام الذي أتوا به، ولم يُقْدِم المسيح عليه كما انتظروا، قالوا له: "يا معلم كُلْ". وكما تعجبوا من حديثه مع المرأة، تعجبوا أيضاً لأنه لم يأكل، وزاد عجبهم عند جوابه: "لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم". ذكر البشير هذا ليوضح سببا لطلب المسيح الماء من المرأة السامرية لا من تلاميذه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
هذا هو السبب فى طلب يسوع من المرأة أن تسقيه لأنه لو وجد تلاميذه لكان طلب منهم لا منها ، ونستدل من قوله "ليبتاعوا طعاما" أن المسيح وتلاميذه ما كانوا يعيشون على التسول بل كانوا يبتعاون طعامهم بما يقدمه لهم المؤمنون والمؤمنات .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 9)   9 فقالت له المراة السامرية:«كيف تطلب مني لتشرب، وانت يهودي وانا امراة سامرية؟» لان اليهود لا يعاملون السامريين.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ ٱلسَّامِرِيَّةُ: كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ،" كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ " تعجبت السامرية من المسيح كرجل يهودى يطلب منها ماءا ليشرب فسألته هذا السؤال متعجبة لهذا التنازل بطلبه هذا منها هذا الاستفهام للتعجب لا للاستخبار. وطلب اشرب ماء من الأمور العادية فليس فيه ما يحملها على التعجب لولا البغض بين اليهود والسامريين الذي إستمر نحو خمس مئة سنة. وذلك منذ إتيان أسرحدّون ملك أشور بخمس أمم وثنية وإسكانه إيّاها في الأرض التي سبى منها عشرة أسباط إسرائيل (٢ملوك ١٧: ٢٤ - ٤١) 24 واتى ملك اشور بقوم من بابل وكوث وعوا وحماة وسفروايم واسكنهم في مدن السامرة عوضا عن بني اسرائيل فامتلكوا السامرة وسكنوا في مدنها. " (عزرا ص ٤ )  (راجع تفسير متّى ١٠: ٥ ) ( لوقا ٩: ٥٢).52 وارسل امام وجهه رسلا فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين حتى يعدوا له. 53 فلم يقبلوه لان وجهه كان متجها نحو اورشليم."  وليس في يؤالها هذا من رفض لطلب المسيح ولا من إجابة.

+ " فقالت له المراة السامرية:«كيف تطلب مني لتشرب، وانت يهودي وانا امراة سامرية؟»  " ..  لم يكن مسموحا لليهود أن يذهبوا لمدن السامريين أو إقليمهم أو مخالطتهم أو حتى أن يشربوا من نفس الوعاء الذى يشرب منه السامريون (لا 15) ولكن يسوع لأجل خلاص هذه المرأة  (1) سار أكثر من 7 ساعات (2) تكلم مع سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين. (3) تكلم مع إمراة فى مكان عام  أنها امرأة، وهي تعلم كم يحتقر رجال اليهود، لا سيما معلّمو الدين بينهم، جنس النساء. إذ كانوا يأنفون أن يكلّموا امرأة أمام أعين الناس، ولو كانت زوجة أو أختاً. وكان من جملة صلاتهم شكر العزة الإلهية لأنهم وُلدوا ذكوراً لا أناثاً، فكم يكون احتقارهم لنساء السامريين خصومهم!
2) " وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا ٱمْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟" عرفت أنه يهودي إما من هيئته وإما من لهجته وإما ربما من ملابسه كمعلم  "رباى" كليهما.
3) " لأَنَّ ٱلْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ ٱلسَّامِرِيِّينَ" (أعمال ١٠: ٢٨ ) 28 فقال لهم:«انتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي ان يلتصق باحد اجنبي او ياتي اليه. واما انا فقد اراني الله ان لا اقول عن انسان ما انه دنس او نجس." قال البشير هذه الجملة ليوضح سببا لجوابها. قال أحد الربانيين من أكل من اليهود شيئاً من خبز السامريين فكأنه أكل من لحم الخنزير. ويتضح من هذا أنه لم تكن من معاملة بين اليهود والسامريين بعد ذلك أن يبيت المسيح وتلاميذه في إحدى قراهم ليلة واحدة (لوقا ٩: ٥٢) 52 وارسل امام وجهه رسلا فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين حتى يعدوا له. " 

وكانت بعض الطوائف اليهودية تحرم أكل أو شراء من السامريين ولكن التلاميذ مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاماً لأن بعش ربانيي اليهود أفتوا بأجازة طعام السامريين الفواكه والبقول والبيض. وأن عامة الإسرائيليين لم يتمسكوا على الدوام بكل تعصب الرؤساء الدينيين ضد السامريين .

+  " لان اليهود لا يعاملون السامريين. " .. يقول اليهود إن الخلاف ظهر بين الفريقين بعد العودة من السبى البابلي ويتهمون السامريين بتحريف الدين وعبادة الأوثان، اليهود يعتبرون كل سامرى نجسا هو وعبادته واليهودي يعتبر طعام السامري نجسا بمثابة لحم الخنازير،  وغالا اليهود في احتقارهم للسامريين حتى صار اسم السامري ذاته نجسا عند اليهودي، وكانوا يأنفون من نطقه لئلا يتنجس شفاهم بذكر اسمه حسب معتقدهم.لأن العرق اليهودى فيهم إختلط بغير اليهود ، يتجنبونهم ولا يمرون على مدنهم كما يصف اليهود السامريين بالكفرة والكوتيين نسبة الى كوت ( مدينة سومرية أكادية قديمة تعرف اليوم بتل ابراهيم) في العراق، وكذلك اطلق عليهم التلمود البابلي المعارضون والكفار،
بدأ عداء اليهود بعد إنقسام الأسباط إلى قسمين ثم إستمر عداء اليهود للسامرين بعد الرجوع من السبى البابلى عندما رفض اليهود السامريين الناجيين من المنفى لانهم اختلطوا مع الاشوريين ولم يسمح لهم اليهود الإشنراك فى اعادة بناء الهيكل وفى عام 6 ق.م قام مجموعة من السامريين بالقاء بعض العظام النجسة فى هيكل اورشليم وبسبب هذا التصرف يعتبر اليهود ذكر اسم السامرة نجسا عندهم وهناك كثير من اسباب الخلاف بينهم ليس مجالها الان .

وأعنف الخصومات والمصادمات تنتج من التعصب الديني والعداء للآخر وهذا ليس من شريعة  الرب لأنه يريد أن يعامل الناس بعضهم بعضاً كإخوة ولكن الناس اضطهد بعضهم بعضاً مع أن اليهود والسامريين يعبدون إله واحد إلا أن كل منهم له معبد فى مكان مختلف وكل منهم لهم ملك مختلف

العنصرية
العنصرية هى كبرياء يصيب الذات البشرية  بالعلو مما ينتج عنه شعورها بالغرور على الآخرين فيعامل غيرة معاملة سيئة إجتماعيا وقانونيا ، وهى ظاهرة ظهرت فى العضور القديمة فيما يعرف بالقبلية والعشائرية ثم القومية ثم تطورت تطورا كبيرا فى العصر الحديث وقد بدأت ظهور القومية فى بابل (تك 11) بظهور أولاد نوح الثلاثة الذين هم أصل الجنس البشرى (تك 10) ولكن يؤكد الكتاب المقدس بعهدية أن البشرية من مصدر واحد هو آدم  أصل واحد (تك 1- 3) (أع 17: 24- 26)  
+ (تك 1: 27)   فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم.  : وهذا يظهر أن الإله لم يخلق مخلوقات كثيرة متنوعة (تك 3: 16)  ولكنه خلق ذكرا ,أنثى ومنهما تفرعت جميع أجناس البشر  وقد وردت كلمة "جنسة" عشر مرات (تك 1: 11- 25) وقد حاول بعض العنصريين هذه الكلمة للدفاع عن موقفهم فى فصل أجناس البشر ولكن سياق الآيات يفهم منه أن الإشارة هنا هى للحيوانات وليس للبشر وأستخدم العنصريون الفقرة (تك 9: 18- 27) فى تدعيم أفكارهم العنصرية بالتفوق العنصرى بواسطة بالدين  ، ونعلم أن الذى لعن كنعان هو نوح والده ، وهو الذى لعنه بعد إستيقاظة من السكر ولا يسجل مطلقا فى الكتاب المقدس أن الله وافق على قسم أو لعنة نوح لكنعان ،
كما أستخدم العنصريون الآية (يش 9: 23) " فالان ملعونون انتم.فلا ينقطع منكم العبيد ومحتطبو الحطب ومستقو الماء لبيت الهي " للدلالة على نصرية جنس على أنه سيقوم بخدمة ويكونوا عبيدا لعنصر آخر .. ولكن النص يوضح أن الجبعونيين من ذات العنصر اليهودى  وفى ألآيات (عز 9- 10) و(نح 13) تشير هذه الإصحاحات أن الزواج بأجنبيات هو موضع دينونة
المسيحية ضد العنصرية والتمييز بكل انواعه
تحدث يسوع عن الكراهية المتبادلة بين اليهود والسامريين ولكن أوضح بأمثلة متعاليم أنه ضد هذه العنصرية فى مثل السامرى الصالح (لو 10: 25- 37) .. المراة السامرية (يو 4: 4) .. شفاء الأبرص الذى رجع ليشكره ( لو 17: 7- 19) والبشارة لكل البشرية (يو 3: 16) (لو 24: 46- 47) (عب 2: 9) (رؤ 14: 6) محبة الرب لكل البشر ورغبته فى خلاص الجميع (أع 11و10)  - ملكوت الله لكل البشر (لو 13: 29) (رؤ 5)  وقد هاجم بولس الرسول بطرس بسبب تمييزه لليهود فى (أع 11) وحلت المشكلة نهائيا فى مجمع أورشليم (أع 15) فقد كان هناك صراعا شديدا بين اليهود وألأمم فى ذلك العصر 
لا توجد حواجز أو طبقات فى المسيحية (غل 3: 26- 28) (أف 2: 11- 22) (كو 3: 11) - لا يميز الرب بين الناس (1 بط 1: 17) وبما أن الرب لا يحابى أحدا فعلى شعبه الإقتداء به (يع 2: 1)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

تعجبت المرأة من طلب يسوع لأنها تعلم البغض والكره بين اليهود والسامرين وسبب هذا البغض هو أن : سرحدون ملك آشور كان قد أتى بالأمم الوثنية وأسكنهم فى الأرض التى سبى منها عشرة اسباط إسرائيل (2 مل 17: 24- 41) و (عز الإصحاح 4) فتكون من هذه الأمم ومن بقية سكان الأرض  الإسرائيلين مزيجا ما يسمونه بالسامريين وكانت ديانتهم مزيجا من الوثنية والإسرائيلية ، فكان اليهود يكرهونهم لهذا السبب ، ولا "يعاملونهم " حتى قال احد الفريسيين : أن الذى يأكل خبزا من السامريين فكأنه أكل لحم الخنزير ولا يجوز أن يطلب أحد من الطائفتين من الآخر ولو شربة ماء وقال يوحنا ذهبى الفم : أن هذا التعامل كان محرم من طرف واحد خاصة على اليهود لا على السامريين  بدليل قول المرأة : كيف تطلب منى لتشرب وأنت يهودى

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 10)  10 اجاب يسوع وقال لها:«لو كنت تعلمين عطية الله، ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب، لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " أَجَابَ يَسُوعُ: لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِين" + "  لو " ..  جملة شرطية من الصنف الثانى تبدأ بها لتعنى "ضد الحقيقة" وهى جملة غير صحيحة لتوضح نتيجة غير صحيحة

تجسد كلمة الرب وصار فى الهيئة كإنسان  (فى 2: 8) وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. " جهل الناس حقيقة المسيح من الأسباب لرفضهم نعمته أما كل الذين عرفوه وقبلوه (يو 1: 12)  وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه. "
2) " عَطِيَّةَ ٱللّٰهِ " وهي يسوع المسيح ابن الله الحبيب  (إش 9: 6) 6 لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام.  (يو ٣: ١٦).16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية."
3) " وَمَنْ هُوَ ٱلَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ " ظنته المرأة إنساناً يهودياً معيياً محتاجاً إلى شربة ماء لانتعاش جسده ولم تعلم بتفكيرها البشرى كعامة الناس أنه «عطية الله» والمرسل منه هو الكلمة نفسه متجسداً الذي في يده قدرة لا تُحد وفي قلبه حنّو لا يقاس.
4) " لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ " عدل المسيح عن بيان حاجته إليها إلى بيان حاجتها إليه وأنه قادر على أن يهب لها عطية أعظم مما طلبه منها. ومضمون ما قاله لها أنه لو عرفت وظيفة المسيح وما أتى به من المواهب المحيية نفوس الناس وأنه هو الذي يخاطبها حينئذ لطلبت منه أعظم البركات ونالتها منه.
5) " فَأَعْطَاكِ" خرجت هذه السامرية لتستقى ماءا من بئر يعقوب العميقة بينما يقابلها المعطى هذه المياة وهنا نتذكر أرميا عندما قال (إرميا ٢: ١٣) 13 لان شعبي عمل شرين.تركوني انا ينبوع المياه الحية لينقروا لانفسهم ابارا ابارا مشققة لا تضبط ماء" جعل المسيح الطلب الشرط الوحيد للنوال بقوله «لطلبت أنت منه فأعطاك» وجعل جهلها إياه السبب الوحيد لعدم طلبها بقوله «لو كنت تعلمين... لطلبت الخ».سكفى الطلب ليعطى ماء الحياة
6) " مَاءً حَيّاً " (رؤ 7: 17) 17 لان الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم، ويقتادهم الى ينابيع ماء حية، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم».(رؤ 22: 1) 1 واراني نهرا صافيا من ماء حياة لامعا كبلور، خارجا من عرش الله والخروف." وأسماها أشعياء ينابيع الخلاص (أش 12: 3) 3 فتستقون مياها بفرح من ينابيع الخلاص." وأوضح أشعياء بوضوح أنه ربط سكب الماء بسكب الروح (إش 44: 3) 3 لاني اسكب ماء على العطشان وسيولا على اليابسة.اسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك."

  (يو 1: 4) 4 فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس،" أي حياة دائمة الجريان من نبع . والمقصود به هنا كل ما ينال به الإنسان الخلاص والحياة الأبدية وما يروى ظمأ النفس الروحي إلى الأبد. وهذا يتضمن غفران الخطيئة والسلام مع الله والنعمة والتبرير والتقديس. والمسيح بهبته نفسه لنفس الإنسان وبإعطائه إياه مواهب الروح القدس يؤكد له كل ما ذُكر." وفى سؤيل (يؤ2: 28) "أسكب روحى على كل البشر ؟
وكثيراً ما أُستعير الماء للبركات الروحية في الكتاب المقدس منها ما يأتي (مزمور ٢٣: ٢  2 في مراع خضر يربضني.الى مياه الراحة يوردني.  (مز ٣٦: ٨ 8 يروون من دسم بيتك ومن نهر نعمك تسقيهم. وإشعياء ٥٥: ١ 1 ايها العطاش جميعا هلموا الى المياه والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمرا ولبنا. (إر ١٩: ١٣) 13 وتكون بيوت اورشليم وبيوت ملوك يهوذا كموضع توفه نجسة كل البيوت التي بخروا على سطوحها لكل جند السماء وسكبوا سكائب لالهة اخرى   وحزقيال ٣٦: ٢٥ 25 وارش عليكم ماء طاهرا فتطهرون من كل نجاستكم ومن كل اصنامكم اطهركم. (إشعياء ١٢: ٣ ) 3 فتستقون مياها بفرح من ينابيع الخلاص. (أش ٤٤: ٣) 3 لاني اسكب ماء على العطشان وسيولا على اليابسة.اسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك.  (إرميا ٢: ١٣) 13 لان شعبي عمل شرين.تركوني انا ينبوع المياه الحية لينقروا لانفسهم ابارا ابارا مشققة لا تضبط ماء (زكريا ١٣: ١)1 في ذلك اليوم يكون ينبوع مفتوحا لبيت داود ولسكان اورشليم للخطية وللنجاسة. (زك ١٤: ٨) 8 ويكون في ذلك اليوم ان مياها حية تخرج من اورشليم نصفها الى البحر الشرقي ونصفها الى البحر الغربي.في الصيف وفي الخريف تكون.
إستعمل المسيح  المجاز أي استعارة الماء الحي لنعمته أولاً جعل كلامه في الروحيات متعلقاً بإحتياج المراة للماء فإنه طلب منها ماء لرواء جسده فوعدها بماء لرواء نفسها.
ثانياً: جعل المرأة تصغى إليه بهذا الكلام العجيب عن "الماء الحى"  إليه لأن العقل البشري مطبوع على لذة التدرج من الخفاء إلى الوضوح والانتقال من الرمز إلى المرموز إليه.
وإستعمل المسيح نفس هذا الأسلوب فى دعوة بطرس وأندراوس من تلاميذ صيادي السمك إلى أن يتبعوه بقوله «هلمّ ورائي فأجعلكما صيادي الناس» ورغبة الجموع الذين تبعوه بعد معجزته إشباع ألوف ببضعة أرغفة في الطعام الروحي بقوله «أنا خبز الحياة» كذلك أظهر حكمته في مخاطبة المرأة السامرية التي أتت إلى بئر يعقوب لتستقي الماء في الماء الحي ليرقي أفكارها من البركات الجسدية إلى البركات الروحية التي الماء إشارة إليها.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
جهلت السامرية حقيقة يسوع وظنته إنسانا يهوديا محتاجا إلى شربة ماء لإنتعاش جسده فلو علمت أنه " عطية الله" أى المسيح إبن الله الحبيب أى الله نفسه متجسدا الذى فى يده قدره ولا تحد ولا حنوا لا يقاس ، لو علمت المرأة ذلك لطلبت فأعطاها " ماءا حيا" قيل أنه يراد بالماء الحى التعليم الإنجيلى وقيل الروح القدس ونعمته ودعاه حيا لأنه يغسل النفس من أقذار الخطية ويجعلها مخصبة بالفضائل / وقيل المقصود به كل ما ينال به الخلاص والحياة الأبدية وما يروى ظمأ النفس الروحى إلى الأبد وهذا يتضمن غفران الخطية والسلام مع الله . ويسأل سائل لماذا إستعمل المسيح المجاز بأن إستعار الماء الحى لنعمته .. والجواب : أنه جعل كل كلامه فى الروحانيات متعلقا بما سبق فإنه طلب من المرأة ماء لإرواء جسده فوعدها بماء إرواء نفسها  فإنتقل معها من الكلام على الماء الجسدى إلى الكلام على الماء الروحى ليقى أفكارها من البركات الجسدية إلى البركات الروحية
 قال يوحنا فم الذهب : نستدل من هذا الكلام أن المرا’ إستفادت قليلا من كلام المسيح السابق إ دعته "يا سيد" ولكنها لم تزل جسدية لأنها ظلت نفهم بالماء الحى أنه الماء الطبيعى وتحتج بأنه ليس فى قدرته أن يعطيها إياه إذ لا دلو ولا حبل عنده والبئر عميقة .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 11)  11 قالت له المراة:«يا سيد، لا دلو لك والبئر عميقة. فمن اين لك الماء الحي؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ: يَا سَيِّدُ،"+ "  يا سيد " ..  تستعمل الكلمة اليونانية "كيريوس" للتخاطب المهذب والتى تعنى "سيد" مثلما نادت به السامرية يسوع ، أو كتعبير لاهوتى "رب" فى إشارة إلى ألوهية يسوع (رو 10: 13) 
يَا سَيِّدُ كان بداية الحوار عن عنصرية اليهود وإحتقارهم للسامريين ثم إنتقل إلى إحتياج المسيح ليشرب وإحتياج المرأة منه للماء الحى وهنا تسائلت المراة عن هذا الماء الحى وبدأ ينتقل فهم المرأة من الأرضيات للسماويات هذا يدل على تأثير كلامه فيها لأنها أخذت تخاطبه بألقاب الاعتبار التي لم تلتفت إليها أولاً فبدلت قولها "أنت يهودى" (يو 4: 8 ) بقولها «يا سيد». وهكذا كان أول ثمار هذه المناقشة أن غير يسوع نظرتها إليه وبدأت فى إحترامه وتغيرت صورته بالنسبة لها وبدلا من إعتقادها أنه يهودى عادى أصبح ذو شأن ونادته يا سيد  نعلم هذه المرأة كانت خاطئة والخاطئ ميت بالمعنى الروحى والميت يحتاج لروحا ليحيا (حز 37: 5)  5 هكذا قال السيد الرب لهذه العظام.هانذا ادخل فيكم روحا فتحيون.
2) " لاَ دَلْوَ لَكَ وَٱلْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ ٱلْمَاءُ ٱلْحَيُّ؟" من هذه الآية يتضح أن المرأة لم تفهم معنى المسيح الروحي بل أخذت كلامه على ظاهر معناه وفهمت بالماء الحي الماء المادي أو قد تكون فهمت أنه ماء جاريا  كما جاء في (تكوين ٢٦: ١٩ ولاويين ١٤: ٥). ولا عجب من أنها لم تدرك معنى كلام المسيح الروحي لقد كانت البئر عميقة وتحتاج دلو وحبلا ولكن رأى يسوع خطيئة هذه المرأة لقد إستقرت خطيتها فى القاه وهيهات أن تصل إليها وهذه المرأة السامرية بالمقارنة لم تكن أقل ذكاء من نيقوديموس في إدراك الروحيات (يو ٣: ٤). وهى تستفهم م المسيح معنى كلماته الجديدة فى فكرها ولم ترفض لعطية المسيح بل التعجب من وعده إياها لما لا وسيلة له إليه.  فكأنها قالت إن كنت قد قصدت بالماء الحي ماء هذه البئر بأن تجعله حيا فلست قادراً على أن تعطيني إياه إذ لا دلو لك ولا حبل وإن كنت عنيت أنك تعطيني ماء أحسن من ماء هذه البئر فقد ادعيت أنك أعظم من يعقوب. وأما قولها أن البئر عميقة فهو صحيح لأن عمقها نحو تسعة وأربعين ذراعاً كما أنبأ الذين قاسوه.

3) " فَمِنْ أَيْنَ لَكَ ٱلْمَاءُ ٱلْحَيُّ؟" كان كلام المسيح للسامرية أحجية أو مشكلة تريد حلا من معطيات أربعة لا غير البئر عميقة والماء فى قاع البئر ويحتاج لإخراجه دلو وحبلا  ولكن هناكك طريقا آخر لا يعرفه البشر ألا وهو عند الرب حلولا تفوق القدر والمقدرات وتفكير البشر كما أنه هذه الحلول تتعدى الإمكانيات والتصورات (أف 3: 20) 20 والقادر ان يفعل فوق كل شيء، اكثر جدا مما نطلب او نفتكر، بحسب القوة التي تعمل فينا،


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فكأنها قالت إن هذه البئر إكتفى بها يعقوب واولاده ومواشيه فسروا بها فكيف تستطيع أنت أن تعطى ماء أفضل من مائها ولماذا أطلب أنا أحسن منه ، وقال يوحنا فم الذهب أن يسوع رفع عقلها درجة فدرجة لأن معنى كلامها لو كان لك احسن منه فأنت أعظم من يعقوب .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 12)  12 العلك اعظم من ابينا يعقوب، الذي اعطانا البئر، وشرب منها هو وبنوه ومواشيه؟»
.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ " أي ليس من المعقول أن تكون أنت أعظم . ورجعت المرأة بفكرها إلى البئر لتفسر بالرجوع إلى الخلف ما قاله يسوع عن الماء الحى هكذا فسر نيقوديموس كلام يسوع وتشبث بالمعطيات المادية أى بشيخوخته وإستحاله رجوعه إلى رحم أنه ليولد من جديد وهكذا رأى رؤساء اليهود من الكهنة والفريسيين وباقى مجلس السنهدرين أن الهيكل بوضعه الحالى أفضل من تعديل المسيح بحياة الأمة كلها وعلى هذا المنوال رأى التلاميذ المعمدان أن معمودية الماء أفضل من التغيير نحو معمودية الرووح

2) " مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ ، وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟ " ادعى السامريون نسبتهم إلى يعقوب بناء على تقليدهم أنهم سلالة ابني يوسف ابنه افرايم ومنسى.وأنهم بقايا السبطين بعد السبي ولكنهم اختلطوا بالأمم الخمس التي هي أصل السامريين. ولا برهان لهم على أن يعقوب أعطاهم تلك البئر إلا أنهم سكنوا أرضها التي وهبها يعقوب ليوسف (يو 4: 6) . ومعناها أن هذه البئر اكتفى بها يعقوب وأولاده ومواشيه وسُروا بها فكيف تستطيع أنت أن تعطي ماء أفضل ,اعذب من مائها ويحكى تقليد اليهود فى التلمود وعند السامريين أن يعقوب وهو عاطش مع بنيه ومواشية وقف وصلى على البئر ونادى بإسم الرب ففاض منه ماء حى أى جار وظل هكذا نابعا والمياة تجرى منه عشرين سنة ولكن منذ ذلك الزمان توقف جريان الماء وأصبخ راكدا فى قاع البئر وعظمت السامرية البئر لعظمة الذي حفرها واتخذ ماءها. أو لعلها أرادت ما معناه هل تدّعي أنت أنك نبي كموسى قادر أن تضرب الصخرة فتخرج منها ماء حياً.
 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 
فكأنها قالت إن هذه البئر إكتفى بها يعقوب واولاده ومواشيه فسروا بها فكيف تستطيع أنت أن تعطى ماء أفضل من مائها ولماذا أطلب أنا أحسن منه ، وقال يوحنا فم الذهب أن يسوع رفع عقلها درجة فدرجة لأن معنى كلامها لو كان لك احسن منه فأنت أعظم من يعقوب

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 13)  13 اجاب يسوع وقال لها:«كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " أَجَابَ يَسُوعُ: كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هٰذَا ٱلْمَاءِ" لم يجبها يسوع بأنه أعظم من يعقوب بصريح العبارة بل أفادها ذلك بطريق الكناية إذ قال ما مفاده أن عطيته أعظم من عطية يعقوب وأن يعقوب حفر بئرا يعطى ماء محدود ولكنه يعطى الماء الحى بالروح القدس . وهذا حق لأن المسيح أعظم من يعقوب وسائر الآباء والأنبياء والرسل.
2) " هٰذَا ٱلْمَاءِ" الذي تقولين أن يعقوب أعطاك إياه بحفره البئر ليسقى بنيه ومواشيه ةظل على مر الأجيال يشرب منه الناس وهنا يقارن المسيح بين ماء بئر يعقوب والماء الحى الذى يعطيه
3) " يَعْطَشُ أَيْضاً " لهذا خرجت السامرية لإحتباجها الماء من بئر يعقوب لأنه تحتاج الماء للشرب وباقى إحتياجاتها وفى مقارنة المسيح بين ماء ابينا يعقوب "هذا الماء" والماء الحى "الماء الذى أعطيه أنا" (يو 4: 10) كما أوضح فرقا آخر هو بين "يعطش أيضا" و " لن يعطش إلى الأبد" وهنا يوضح المسيح أنه كما يطلب الجسد ماءا لإستمرار حياته هكذا الروح بها ماءا روحيا ولكن الفرق بين ماء الجسد وماء الروح أن من يشرب من ماء الجسد يعطش ويحتاج لشرب الماء مرة أخرى فهو لا يرتوى أبدا ولكن الروح عندما تعطش فإذا إرتوت فلن تعطش إلى الأبد لأنها ترتوى من ماء الحياة الأبدية أو الماء الحقيقى أو الماء الحى (يو 17: 3) 3 وهذه هي الحياة الابدية: ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته. " هذا مما تيقنته المرأة باختبارها. وكما ظهرالفرق بين يعقوب وماء البئر أظهر المسيح لليهود عدم كفاية المن الذي أُعطي على يد موسى بياناً لأفضلية ما يعطيه هو من خبز الحياة بقوله «آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا ٱلْمَنَّ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَمَاتُوا... أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلْحَيُّ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هٰذَا ٱلْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى ٱلأَبَدِ» (يو ٦: ٤٩ و٥١).
ويقول الب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا ص 284 : [ المسيح يضع إصبعه على نفسه ويشير إلى ذاته " والماء الذى أعطيه" هو عطيه إستعلان التى إذا سكبها على قلب الإنسان ووعيه فإنه يتعرف على حقيقة المسيح فيدخل مجال الحق الإلهى وينتمى بروحه إلى السماويات ومن كل ما هو سام يشبع ويرتع ويمتلئ ويرتوى فلا تعود الأشياء التى فى الدنيا موضع عطش أو تلهف أو متعة روح .. المسيح يرن صوته فى أعماق النفس البشرية المتعبة التى نهبتها الشهوات والملذات والجرى وراء سراب الغرور والمتعة التى كلما شربت منها النفس إزدادت عطشا إليها دون أن يدرى الإنسان أنها تمتص رحيق حياته ونضارته وإرادته وكرامته وأخيرا تتركه صريعا للندم واليأس وخيبة المل / هذه هى "يعطش أيضا" و " ] أ. هـ وقال المسيح مثل الأبن الضال ليوضح حقيقة هذا العطش للرجوع إلى حضن الآب

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى أن الماء الذى أعطاه يعقوب إذا شربه الإنسان يعطش ايضا ويعود يطلب ويشرب ثانية وهلم جرا هذا تعرفه المرأة ويعرفه كل إنسان بالإختبار

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 14)   14 ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد، بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَلٰكِنْ مَنْ يَشْرَب" مَنْ يَشْرَبُ أي يقبل قبولاً تاماً أى يؤمن حق الإيمان.

+ " ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد " ..  هذه العبارة ربما تشير إلى مفاهيم مسيانية (إش 49: 10) وهناك تنوع فى إستخدام صيغ الأفعال  ، يشير أسم الفاعل إلى زمن المضارع فى الآية (يو 4: 13) إلى تكرار الشرب بينما يشير الفعل مبنى للمعلوم فى الأسلوب الخبرى وتوجد فى الآية (يو 4: 14) وتعنى الشرب مرة واحدة
2) " مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا " ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا هو نعمتي وخلاصي والروح القدس الذي أنا أرسله.
3) " فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ٱلأَبَدِ،" إنه قوله صدق وحق وقول فيه حياة حتى تردده ألوف ألوف وربوات ربوات الأرواح القديسة فى السماء بكلمة "آمين" تمتد فى حياتنا إلى أن تعبر الموت وتبلغ أوج تجليها فى المجد الأعلى ومنتهى تحقيقها فى ملكوت الإبن (إش 49: 10) 10 لا يجوعون ولا يعطشون ولا يضربهم حر ولا شمس لان الذي يرحمهم يهديهم والى ينابيع المياه يوردهم. " هذا ما رىه إشعياء من وراء الدهور ينطقة بروح الرب فترد عليه أرواح الأبرار التى تكللت بالمجد  (رؤ 7: 16) لأن الخروف الذى فى وسط العرش يرعاهم"

+ " ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد " ..  هذه العبارة ربما تشير إلى مفاهيم مسيانية (إش 49: 10) وهناك تنوع فى إستخدام صيغ الأفعال  ، يشير أسم الفاعل إلى زمن المضارع فى الآية (يو 4: 13) إلى تكرار الشرب بينما يشير الفعل مبنى للمعلوم فى الأسلوب الخبرى وتوجد فى الآية (يو 4: 14) وتعنى الشرب مرة واحدة
فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ٱلأَبَدِ أي يحصل على كل ما يحتاجه من البركات الروحية. والمجاز هنا كالمجاز في (يو ٦: ٥١ 51 انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم». ورؤيا ٧: ١٦ و٢١: ٦).
4) " بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».+ "  يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية». " ..  الفعل بصيغة إسم الفاعل ويشير إلى إستمرارية إندفاع المياة الحية من ينبوع داخل روح  الإنسان مصدرها  الحياة الروحية بالميلاد الثانى بالمعمودية والثبات فى الرب يسوع  من خلال أكل جسده سرب دمه (إش 58: 11) (يو 7: 38)
بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ ببذل حياتي من أجل العالم وبإقامتي بقلب المؤمن (يو ١٤: ١٩ و٢٣) 19 بعد قليل لا يراني العالم ايضا، واما انتم فترونني. اني انا حي فانتم ستحيون. 23 اجاب يسوع وقال له:«ان احبني احد يحفظ كلامي، ويحبه ابي، واليه ناتي، وعنده نصنع منزلا."
 وبإرسال الروح القدس إلى ذلك القلب (يو ٧: ٣٩) 39 قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه، لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد، لان يسوع لم يكن قد مجد بعد. " (يو ١٦: ١٤ و١٥) 14 ذاك يمجدني، لانه ياخذ مما لي ويخبركم. 15 كل ما للاب هو لي. لهذا قلت انه ياخذ مما لي ويخبركم. 16 بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل ايضا ترونني، لاني ذاهب الى الاب».(يو١٧: ٢٣). 24 ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء العالم.

وشرح المسيح في هذا العدد الماء الحي ووصفه بأربعة أمور:
الأول: ماء يعطيه المسيح تمييزاً له عن ماء البئر الذي حفره يعقوب.
الثاني: أنه يروي ظمأ النفس والروح تشفي أشواقها بالاتحاد بالرب وبالمصالحة له وبمعرفة الحق وراحة الضمير وبمغفرة الإثم وبالقداسة والقناعة والسعادة.
الثالث: أنه يغني من حصل عليه بالإيمان عن كل وسائل اسعادة ومتعةالعالم الفانية فكأنه يكون فتح في قلبه ينبوع الفرح الروحي فيستطيع أن يستقي «مِيَاهاً بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ ٱلْخَلاَصِ» (إشعياء ١٢: ٣).
الرابع: أنه نبع ماء حياة دائم إلى الأبد يبقى لمن حصل عليه مع كل الضيقات التي تحل به حتى الموت نفسه لأن مصدر ذلك الماء هو الله «ساكن الأبد» وهو يجري من الله إلى قلوب المؤمنين (رومية ٨: ٣٥ - ٣٩) 35 من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف؟ 36 كما هو مكتوب:«اننا من اجلك نمات كل النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح». 37 ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. 38 فاني متيقن انه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا امور حاضرة ولا مستقبلة، 39 ولا علو ولا عمق، ولا خليقة اخرى، تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا." و٢تيموثاوس ١: ١٢) 12 لان فخرنا هو هذا شهادة ضميرنا اننا في بساطة واخلاص الله لا في حكمة جسدية بل في نعمة الله تصرفنا في العالم ولا سيما من نحوكم."
+ "  يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية». " ..  الفعل بصيغة إسم الفاعل ويشير إلى إستمرارية إندفاع المياة الحية من ينبوع داخل روح  الإنسان مصدرها  الحياة الروحية بالميلاد الثانى بالمعمودية والثبات فى الرب يسوع  من خلال أكل جسده شرب دمه وبهذا ننال مواعيد السماء فى العهد الجديد (إش 58: 11) (يو 7: 38)

الماء الحى: كلمات المسيح تحمل دائماً معنيين: معنىً ظاهرياً، وآخر روحياً عميقاً خفياً. وقد فهمت المرأة السامرية المعنى الظاهرى "الماء الحي" على أنه الماء الجاري الذي ينبع من ينبوع حي وهو غير ماء الآبار

الماء الحى هو إشارة إلى المسيح ذاته محور الهقيدة المسيحية .. (يو ٦: ٣٥ و٥٨ ) 35 فقال لهم يسوع:«انا هو خبز الحياة. من يقبل الي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا. 58 هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما اكل اباؤكم المن وماتوا. من ياكل هذا الخبز فانه يحيا الى الابد» (يو ٧: ٣٨ ) 38 من امن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه انهار ماء حي».
والمسيح هو المعطى للروح القدس المحرك للمسيحيين والكنيسة .. وهناك معنىً آخر للماء الحي لم تفهمه المرأة، ولم يكن هذا المعنى غريباً على مَن يقرأ الكتب - في العهد القديم - فقد تردَّد ذِكر الماء والعطش مرتبطاً بالعطش الروحي والارتواء الروحي؛ بل قد استعمل معلِّمو اليهود تعبير "الماء الحي" مرادفاً لروح الله القدوس (راجع: إش 12: 3، مز 42: 1، إش 44: 3؛ 55: 1، إر 2: 13، حز 47: 1-12، زك 13: 1؛ زك 14: 8، إش 49: 10، مز 36: 9، إر 17: 13، إش 35: 7) ولم تدرك المرأة السامرية هذا المعنى الروحي، لأن قلبها لم يكن قد انفتح بعد لمعرفة المسيح بل كانت منحصرة بالتمام في اهتمامات الجسد بالحصول على الماء"... ولا آتي إلى هنا لأستقي".


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 وأما الماء الحى الذى يعطيه المسيح أى ماء النعمة والخلاص والروح القدس فإنه يحصل به على كل ما يحتاجه من البركات الروحية فيروى ظمأ نفسه فيكتمل من الإرتواء ، وتشفى اشواقها بالإتحاد مع الله والمصالحة معه وبمعرفة الحق وراحة الضمير والراحة والسعادة وهذه النعم تصير فيه " ينبوع ماء سنيع إلى حياة أبدية " فترفع نفس الإنسان إلى ينبوعها أى إلى الله والسماء وتبقى لمن يحصل عليهاإلى الأبد مع كل الضيقات التى تحل به حتى الموت لأن مصدرها هو الله وهى تجرى منه تعالى إلى قلوب المؤمنين (رو 8: 35- 39)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 15)   15 قالت له المراة:«يا سيد اعطني هذا الماء، لكي لا اعطش ولا اتي الى هنا لاستقي».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

المسيح في حديثه مع السامرية يتبع نفس الأسلوب الذي تحدَّث به مع نيقوديموس عن الولادة الجديدة، وهو أيضاً نفس الأسلوب الذي تحدَّث به مع الجموع عن الخبز الحي (يو 6). وفي كلٍّ من هذه الحالات نجد أن كلمات المسيح تحمل حقيقة روحية خفية، قد لا يُدركها السامع من أول مرة. فيعود المسيح ليؤكِّد هذه الحقيقة بعبارة أخرى أكثر غموضاً من العبارة الأولى، ويترك السامع ليبحث عن الحقيقة بنفسه كمَنْ يبحث عن جوهرة كثيرة الثمن في وسط حقل واسع، فإذا وجدها يمضي ويبيع كل ما يملك ليقتني هذه الجوهرة وهو بلا شك يعلن عن نفسه بهذه الطريقة وو عدة طرق أخرى وبالرغم من أن يسوع يعطى المفاهيم الروحية عن طريق المجاز والكناية التى تكون أحيانا بعيدة عن السامع إلا أنه فى نهاية الحديث يصل السامع غلى قصد المسيح وهذا ما حدث مع إمرأة من عامة الشعب وغيرها من الذين سمعوا الكلمة
1) " قَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ: يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هٰذَا ٱلْمَاءَ، لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ َ" نجح السيد المسيح فى تبشيرة للسامرية وإستحابت لقوله لها سابقا ".. لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حيا" وهذه أول علامات رجوع النفس للرب الطلب لأجل الإحتياج سواء المادية أو الروحية لقد صدقت السامرية قول الرب بلا نقاش أو تفكير "من يشرب من الماء الذى أ‘طيه أنا فلن يعطش" فقالت له : " أعطنى هذا الماء لكى لا أعطش" ولم تكن هى الوحيدة لاتى قالت هذه العبارة من أجل إحتياجها للماء كلامها يشبه قول اليهود في كفرناحوم الذين أرادوا النعم والخيرات التى هى نتيجة البركة بالإيمان فأرادوا الحصول على الخبز بدون الإيمان به (يو ٦: ٣٤) 34 فقالوا له:«يا سيد، اعطنا في كل حين هذا الخبز» 29 اجاب يسوع وقال لهم:«هذا هو عمل الله: ان تؤمنوا بالذي هو ارسله»

 + قد تكون المرأة فهمت أن يسوع سيعطيها ماءا بالمعنى الحرفى (فيزيائى) وشابهت نيقوديموس وأيضا التلاميذ لم يفهموا أن قصد يسوع هو تشبيه مجازى للأمور الروحية والحياة الأبدية بشئ ملموس (يو 4: 31- 33 & 11: 11- 13)

2) " وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِي " طلبت منه السامرية ماء ولم تفهم كل المراد مما طلبت وحصلت على أكثر مما توقعت بما لا يوصف. لم تدرك المرأة تمام معنى المسيح لكنها صدقت أنه قادر على إعطائها عطية زمنية عجيبة تغنيها عن التعب والعناء في الإتيان إلى تلك البئر أنه طريق طويل من التعب للسير للبئر ونلئ جرتها يوميا فى وسط برد الشتاء حرارة الجو فى الصيف لأنه كانت تخرج فى وقتلا يخرج فيه الناس .
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لم تفهم المراة السامرية فى ماء النعمة وظلت أن يسوع يتكلم فى الماء الطبيعى لكنها صدقت انه قادر أن يعطيها عطية زمنية عجيبة تغنيها  عن التعب والعناء فى الإتيان إلى البئر

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 16)   16 قال لها يسوع:«اذهبي وادعي زوجك وتعالي الى ههنا»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهَا يَسُوعُ: ٱذْهَبِي وَٱدْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هٰهُنَا" كان حمل الماء من البئر للبيت عملا شاقا تقوم به المرأة خاصة إذا كان فى البيت أكثر من فرد يحتاج للماء فقد كانت تذهب للبئر وترجع عدة مرات فإذا كانت تحمل جرة الماء فهى تستعمل الماء هى وأهل بيتها ومبدأيا يكون زوجها لأن العطية التى ستأخذها من المسيح سيخص أهل بيتها أيضا والمسيح هنا أتى للسامرة خصيصا لأجل هذه المرأة ربما لأنها كانت تستحى من الخطية التى تفعلها وأراد يقظة ضميرها لأنه بتوبتها هى وإيمانها به سيقبل الجميع إليه
بدأ المسيح بمخاطبة المرأة ببساطة فكرها وتوقف عن إستعمال بالمجاز إذ نال به قصده من تنبيه ذهنها وتشوقت للإصغاء إلى كلامه وطلب الماء الحي منه فهى عطية فائقة للطبيعة . وبقي أن يبيّن لها أنه يعلم ما لم يستطع أحد من الناس أن يعلمه ويُعدها بذلك إلى الإيمان بأنه المسيح والإعتراف بانها خاطئة. فإنه عرف سيرتها الماضية وماذا يكون تأثير كلامه فيها بتبيين هذه المعرفة لها. هكذا فعل الرب مع آدم وحواء حينما خاطبهم حتى إعترفوا بخطيتهم

فكان كطبيب ماهر يعالج النفوس بأن جعلها تشعر بمرض نفسها واحتياجها إلى الشفاء ليرشدها إلى الدواء الروحي وأن الموضوع ليس ماء الشرب ولكن موضوع أكبر بكثير . وهذا كان قصده وهدفه  من قوله لها «اذهبي وادعي زوجك الخ» وكانت هذه هى الطريقة التى إتبعها يسوع ليعطيها الماء الحي إجابة لطلبتها وهي قولها «أعطني هذا الماء» أي ليقودها أولاً إلى الإعتراف له بالخطيئة ثم إلى التوبة ثم إلى الإيمان بأنه هو المسيح.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أراد المخلص أن يكشف لها عن خطاياها ليبين لها أنه يعلم مالم يستطع أحد من الناس أن يعلمه ليجعلها بذلك تفهم أنه المسيح ، فكان كطبيب ماهر يعالج النفوس بان جعلها تشعر بمرض نفسها وإحتياجها إلى الشفاء ليرشدها إلى الدواء الروحى وسلك معها هذا السبيل ليعطيها الماء الحى على إجابة طلبها .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 17)   17 اجابت المراة وقالت:«ليس لي زوج». قال لها يسوع:«حسنا قلت: ليس لي زوج،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَجَابَتِ ٱلْمَرْأَةُ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ. "  إجابة المرأة كانت مقتضبة قصيرة ولكنها كافية لتظهر خجل السامرية مما تفعله كان يمكن ان تأتى بالرجلالساقط معها فى الخطية لتحصل على ماء الحياة ولكنها لم تكذب فقد أنبها ضميرها وأعترفت قائلة "ليس لى زوج" صدقت هذه المرأة السامرية ولم تنكر ولم تدّع أن الرجل الذي كانت تعيش معه زوجها الشرعي.  أ

+"  وقالت:«ليس لي زوج». " ..  يعتبر هذا إعترافا بالخطية ، لم يدين يسوع المرأة لأنه لم يأتى ليدين العالم بل ليخلص العالم (إنجيل يوحنا 3: 17) لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم... ولكنه لا يتهاون مع الخطية .. فهناك اليوم الأخير الذى سيأتى فى ليدين العالم (إنجيل يوحنا 3: 18) " الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد."
2) " قَالَ لَهَا يَسُوعُ: حَسَناً قُلْتِ لَيْسَ لِي زَوْجٌ" هنا مدح يسوع صدقها بالرغم من أن خطيتها كبيرة جدا ولا تقاس بالكذب وهكذا أظهر يسوع تعاطفا معها على سوء حالها وسندها لتتغلب على خطيتها (مز 119: 117)  أسندني فأخلص، وأراعي فرائضك دائما. " وهكذت يفعل المسيح فى كل الأزمان (إش 50: 4)  اعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لاعرف ان اغيث المعيي بكلمة.يوقظ كل صباح.يوقظ لي اذنا لاسمع كالمتعلمين "

هنا أظهر المسيح حكمته بمدحه إياها على صدقها باعترافها بدلاً من توبيخه إياها على خطيتها لأنه لو لامها لقست قلبها وانصرفت عنه غاضبة وما أصغت إلى كلامه بعد.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
صدقت المراة ولم تكذب أن الرجل الذى كانت تعيش معه زوجها الشرعى فمدحها المسيح على صدقها بإعترافها بدلا من توبيخه إياها لأنه لو وبخها لإنصرفت غاضبة وما أصغت إلى كلامه بعد .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 18)  18 لانه كان لك خمسة ازواج، والذي لك الان ليس هو زوجك. هذا قلت بالصدق».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَٱلَّذِي لَكِ ٱلآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. " بدأ المسيح يظهر للسامرية شخصيتة قليلا وسرد لها قصة حياتها بالتفصيل وهذا برهان على أنن المسيح يعرف ما فعلته السامرية من خطايا وتعدت متعدية الوصية السابعة من وصايا الله العشر وأنها لا تزال عائشة في الزنا والسامريين يؤمنون بوصايا موسى العشرة وهذا إعلان ليعرف العالم  أنه كما عرف المسيح خطايا تلك المرأة الخفية يعرف خفايا كل إنسان في كل حين وموضع. وفى كل زمان
+ "  لانه كان لك خمسة ازواج،  " .. ةهنا تظهر الأوهية يسوع ومعرفته الفائقة للطبيعة ، ليصدم المرأة بمعرفته عن أحوالها الخفية وينقلها من المجال المادى الجسدى إلى المجال الروحى (يو 1: 48)
2) " هٰذَا قُلْتِ بِٱلصِّدْقِ"  كان وراء قصة السامرية نفس تئن تحت ثقل الخطية هكذا ذكر مرنم إسرائيل الحلو "خطيتى امامى كل حين" (مز 51: 3) فضاقت ذرعا بحالها فليس لها زوجا حياتها مملوئة من الخيانات المتكررة وإستباحة الحرام وكسر الوصية السابعة وهنا قال المسيح لها
"قُلْتِ بِٱلصِّدْقِ" مدحها المسيح ثانية على صدقها بإقرارها. وعندما كشف المسيح سر السامرية أدركت المرأة سر هذا الشخص الذى يكلمها وأنه له القدرة على محو خطيتها وكأنه يكمل عنها الإعتراف ما لم تقو على الإعتراف به ليقيها من كبرياء الخجل لتستضئ نفسها وتسقط الغشاوة عن عينيها فترعف السيد على حقيقته وهذا وفق قول الكتاب «مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ» (أمثال ٢٨: ١٣) وقوله «إِنِ ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (١يوحنا ١: ٩) والظاهر أن تلك المرأة وإن كانت خاطئة لم تكن قاسية القلب حتى تنكر إثمها أو تعتذر عليه.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كان هؤلاء الأزواج الخمسة شرعيين والسادي غير شرعى والسادس غير شرعى ، أنظر إلى حنو المسيح فلم يقل للمرأة أنت زانية فتوبى عن خطاياك بل مدحها ثانية على صدقها بإقرارها بل قال فقط أن الذى لها ليس هو زوجها فأشار  بذالك أنها خالفت الوصية السابعة وأنه يعرف خفايا كل إنسان

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 19)  19 قالت له المراة:«يا سيد، ارى انك نبي!

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ: يَا سَيِّدُ،"ما قالته السامرية هنا يدل على تغيّر أفكارها تغيّراً عظيماً من جهة مُخاطبها. وفي كلامها تسليم بصدق قوله عليها.
2) " أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ !" أرى : يقول الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا ص 289 : [ لقد أحسنت الرؤيا فكلمة " أرى" هنا لا تفيد الإنطباع السريع بل قمة إستعلان متدرج يبلغة المتصوفون حينما يحدقون بعقلهم فى الرب طويلا وتسمى هذه الدرجة عند المتصوفين "بالتورية" أى الرؤيا العقلية ] أ . هـ  وهذا ما حدث عندما شفى المسيح أعمى بيت صيدا (مر 8: 24- 25) 24 فتطلع وقال: «ابصر الناس كاشجار يمشون». 25 ثم وضع يديه ايضا على عينيه وجعله يتطلع. فعاد صحيحا وابصر كل انسان جليا. 26 فارسله الى بيته قائلا: «لا تدخل القرية ولا تقل لاحد في القرية».

+ "  يا سيد، ارى انك نبي!   " ..  لم تفهم المرأة ماذا يقصد بالماء الحى ولكنها إرتقت لما تعرفة عن الأنبياء فوصفته بالنبوة لمعرفته ماضيها ولم ترتقى إلى الفهم المسيانى .

* يا سيد :  بعد قالت له أنت يهودو أصبحت تنادية بإحترام شديد "ياسيد" وهذا هو الدخول إلى العمق مع المسيح إنه مزيج من الرهبة أحسته السامرية للجالس على حافة بئر يعقوب فحياتها وأفكارها صارت مكشوفة أمام عينية فإرتفع عقلها لترة فيه إنسانا له صلة وثيقة بالرب يستمد منه قوته وسلطانه يعرف الماضى والمستقبل  مرورا بالحاضر والملاحظ أنها كانت تستخدم تعبير "يا سيد" الذى ينم على إحترام شديد (كما فعل نيقوديموس فى يو 3: 2) ولما كانت المرأة سامرية وهم يؤمنون بالكتب الخمسة الأولى من العهد القديم لهذا إعتقدت المرأة أنه النبى الذى وردت عنه النبوءة فى (تث 18: 15- 22)

ظهر للسامرية استحالة أن شخصاً غريب المكان يهودياً يعرف أسرارها وحقيقة أمرها وهو مجرد إنسان وتحققت كونه معلماً إلهياً مرسلاً من الرب ليُعلن الحق للناس. ووهكذا فعل يسوع بنفس هذه الطريقة اليظهر لـ نثنائيل عظمته (يو ١: ٤٨ و٤٩). 48 قال له نثنائيل:«من اين تعرفني؟» اجاب يسوع وقال له:«قبل ان دعاك فيلبس وانت تحت التينة، رايتك». 49 اجاب نثنائيل وقال له:«يا معلم، انت ابن الله! انت ملك اسرائيل!»   لكنها لم تكن قد تحققت أنه هو المسيح (يو 4: ٢٥ ) فكان إيمانها به كإيمان التلميذين الذاهبين إلى عمواس (لوقا ٢٤: ١٩).  19 فقال لهما: «وما هي؟» فقالا: «المختصة بيسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا مقتدرا في الفعل والقول امام الله وجميع الشعب. 
نبى : وكان المسيح أحيانا يخفى معجزاته ولهذا قال له أخوته وتلاميذه (يو ٧: ٤) 4 لانه ليس احد يعمل شيئا في الخفاء وهو يريد ان يكون علانية. ان كنت تعمل هذه الاشياء فاظهر نفسك للعالم». آمن الكثير من اليهود بأن يسوع نبى وذلك عندما صنع يسوع معجزة إقامة إبن أرملة نايين قال الشعب : (لوقا ٧: ١٦) 16 فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: «قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه». وقال تلميذا عمواس للمسيح : "  (لو٢٤: ١٩ ) 19 فقال لهما: «وما هي؟» فقالا: «المختصة بيسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا مقتدرا في الفعل والقول امام الله وجميع الشعب"  وعندما إندهش الشغب من معجزة المسيح الهمس خبزات والسمكتين وأشيع الألاف بهما (يو ٦: ١٤) 14 فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا:«ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم!»


 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لما رأت المرأة أن يسوع أخبرها بأمورها المستورة وهو شخص غريب عن المكان يهودى تيقنت أنه يعرف الغيب بوحى من الله فتحققت كونه معلما إلهيان مرسلا من الله ليعلن الحق للناس فقالت له : " أنك نبى" فكان إيمانها بالمسيح كإيمان التلميذين الذاهبين غلى عمواس (لو 24: 19)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 20)  20 اباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وانتم تقولون ان في اورشليم الموضع الذي ينبغي ان يسجد فيه».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

قبل تفسير هذه الآية ينبغى لنا أن نعرف الظروف التاريخية التى أدت إلى إنقسام الشعب اليهودى ومع هذا الإنقسام اصبح هناك أكثر من مذبح وهيكل لليهود " ثلاثة" ونحيط علم القراء أن مذبح اليهود هو قبلتهم مثل مكة الذى يحج إليه مسلمى اليوم  وقد أخذ المسلمين نفس الفكرة من اليهود وكانت قبلتهم هى قبلة اليهود فى أورشليم قبل أن يغيرها عمر بن الخطاب .. وكان أول مذبح ذكره الرب على جبل عيبال ثم على جبل المريا فى أورشليم ثم أقام السامرين هيكلا على جبل جرزيم
1) " آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هٰذَا ٱلْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ ٱلْمَوْضِعَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيه»."  والسؤال هنا أى جبل كانت تقصده السامرية لأنه فى هذه المنطقة جبلان أحدهما جرزيم والآخر عيبال وكانت المنطقة التى يقع فيها الجبلان كانت تسمى عيبال قديما وفى الفترة الوسطى جرزيم وحديثا نابلس ووضع يشوع نظامًا أساسيّاً للشّعب في بلدة شكيم بين جبلى عيبال وجرزيم (يش 24) حيث دُفن يوسف (يش 24: 32). أما يشوع فدُفن في جبل افرائيم (يش 24: 29-31) حيث دُفن اليعازر بن هارون (يش 24: 33).شكيم (أي نابلس اليوم) كانت مركز القضاة والكهنة الذين من نسل اليعازر. فيها أقام تابوت العهد بعض الوقت، وبقربها كانت بعضُ معارك جدعون.

أول قبلة لليهود مذبح للرب فى جبل عيبال :  (يش 8: 30) حينئذ بنى يشوع مذبحا للرب اله اسرائيل في جبل عيبال "  (تث 27: 4) 4 حِينَ تَعْبُرُونَ الأُرْدُنَّ تُقِيمُونَ هَذِهِ الحِجَارَةَ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ فِي جَبَلِ عِيبَال وَتُكَلِّسُهَا بِالكِلسِ. " جبل عيبال مجاور ومواز لجبل جزريم، ولا يفصل بينهما إلا واد ضيق (تث 27: 12 و 13)، بالقرب من بلوطات مورا (تث 11: 30) وقرب شكيم (تك 12: 6 و 35: 4). وعلى عيبال وجزريم وقف بنو إسرائيل بعد أن عبروا الأردن، وأقاموا مذبحاً من الحجارة، إطاعة لأمر موسى الذي أمرهم بإقامة حجارة كبيرة وتشييدها هناك، ليكتبوا عليها كلمات الناموس (تث 27: 1ـ 8). (تث 11: 29)29 وَإِذَا جَاءَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِكِيْ تَمْتَلِكَهَا، فَاجْعَلِ الْبَرَكَةَ عَلَى جَبَلِ جِرِزِّيمَ، وَاللَّعْنَةَ عَلَى جَبَلِ عِيبَالَ.   وقد وقف على عيبال ممثلو ستة أسباط (رأوبين، جاد، اشير، زبولون، دان، نفتالي) ولعنوا مقترفي الحرائم والآثام والحائدين عن وصايا الرب أى قرأوا أسفار اللعنات (تث 11: 29 و 27: 9ـ 26 ويش 8: 30ـ 35). (تث 27: 11- 14) 11 وَأَوْصَى مُوسَى الشَّعْبَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً: 12 «هؤُلاَءِ يَقِفُونَ عَلَى جَبَلِ جِرِزِّيمَ لِكَيْ يُبَارِكُوا الشَّعْبَ حِينَ تَعْبُرُونَ الأُرْدُنَّ: شِمْعُونُ وَلاَوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَيُوسُفُ وَبَنْيَامِينُ. 13 وَهؤُلاَءِ يَقِفُونَ عَلَى جَبَلِ عِيبَالَ لِلَّعْنَةِ: رَأُوبَيْنُ وَجَادُ وَأَشِيرُ وَزَبُولُونُ وَدَانُ وَنَفْتَالِي. 14 فَيُصَرِّحُ اللاَّوِيُّونَ وَيَقُولُونَ لِجَمِيعِ قَوْمِ إِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ عَال: "

ويسمى جبل عيبال اليوم جبل السلامية وهو على الجانب الشمالي من نابلس. وارتفاعه 3077 قدماً فوق سطح البحر، وسطحه صخري أقرع، ولا ينبت الزيتون إلا في أسفله. ويرى من على سطحه قسم كبير من فلسطين

ثالث قبلة لليهود هيكل جبل جرزيم : هٰذَا ٱلْجَبَلِ أي جبل جرزيم المشرف على شكيم أي نابلس القريب من بئر يعقوب حيث هما وهو جبل صخري منحدر يكوّن الحد الجنوبي للوادي الذي يقع فيه شكيم (نابلس) وهو يواجه جبل عيبال في الجانب الشمالي من الوادي. ويرتفع جبل جرزيم 2849 قدماً فوق سطح البحر الأبيض المتوسط و 700 قدم فوق مدينة نابلس. ولما فتح الإسرائيليون الجزء الأوسط من فلسطين حمل يشوع التوجيه الذي أعطى لموسى، وأوقف نصف الأسباط على جبل جرزيم لينطقوا بالبركات وأوقف النصف الآخر إلى جبل عيبال لينطقوا باللعنات (تثنية 11: 29 و 27: 11-13 و يشوع 8: 33-35). ومن على جبل جرزيم نطق يوثام بن جدعون بمثله لرجال شكيم وهو مثل العوسج والأشجار (قضاة 9: 7-21). 

المؤرّخ اليهودي فلافيوس يوسيفوس يقدّم نسخة أخرى للأحداث. فقد تمّ هذا الزّواج في أيّام الاسكندر المقدوني. إسم الحمي سنبلط أيضًا. والمقدوني هو الذي أذن ببناء المعبد.يروي أن حفيد الياشيب، عظيم الكهنة في أورشليم، تزوّج ابنة سنبلط حاكم السامرة، ويذكر سفر (نح 13: 28 ) 28 وكان واحد من بني يوياداع بن الياشيب الكاهن العظيم صهرا لسنبلط الحوروني فطردته من عندي " والذى كان السبب فى بناء هيكل جرزسم هو أخو رئيس كهنة أورشليم حيث طرده أخوه من اورشليم بسبب زواجه من بنت سنبلط خاكم السامرة وهو فارسى الأصل  فأجبر على الهرب إلى الشمال. وارتبط بهذا الحدث بناء هيكل في جرزيم يزاحم هيكل أورشليم. سنة ٣٣٢ ق . م وأصبح هذا الكاهن رئيس كهنة وأقام بالعبادة حسب الأصول اليهودية بمنتهى الدقة (نح 13: 28) وسمح لهم الإسكندر الأكبر ببناء هذا الهيكل  ويقول يوسيفوس المؤرخ اليهودى أن منسى أخا يدوع رئيس الكهنة تزوج من ابنه شخص أجنبي يسمى سنبلط وأمره شيوخ أورشليم إما أن يطلق امرأته أو أنه لن يقترب من المذبح، وفكر منسى في طلاقها رغم أنها كانت عزيزة عنده، لكن أباها سنبلط وعد صهره أنه إذا احتفظ بزوجته ولم يطلقها فسيبني له هيكلاً ضد هيكل أورشليم. ولقد وفى بوعده وبنى هيكل على جبل جرزيم, وكان هدا أصل الهيكل السامري. وإذا كان سنبلط هذا هو السامري الذي ذكر في سفر نحميا (نح4: 1)1 ولما سمع سنبلط اننا اخذون في بناء السور غضب واغتاظ كثيرا وهزا باليهود والذي قاوم اليهود، فيكون تاريخ جرزيم السامري في عام 432 ق.م.ويذكر الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا ص ويبدو من هذا التقرير أن تصريح الإسكندر الأكبر لم يكن للبناء بل ربما لإعادة بناءه لأن الفرق بين زمن نحميا وزمن الإسكندر 100 سنة .. ويقول العلامة يوسف فغالى : [هل يوسيفوس على حق؟ ربما. فبرديات وادي الدالية تتحدث عن سلالة سنبلط. ومهما يكن من أمر، فالتنقيبات الأميركية في تل الراس، على جبل جرزيم، دلت على آثار هذا المعبد الذي ظلّ قائما حتى سنة 128 ق. م.، يوم احتلّ يوحنا هرقانوس شكيم.وهدم الهيكل على جبل جرزيم]  وأثبتوا ادعاءهم أقدسيته بما جاء في (تثنية ٢٧: ٤) بادلين في نسختهم «جبال عيبال» بجبل جرزيم وبما جاء في (تكوين ١٢: ٦ و٧ و١٣: ٤ و٣٣: ١٨ و٢٠) وظنوا أنه هو الجبل الذي ذهب إليه إبراهيم ليقدم عليه إسحاق.لكن ذلك لم يثن السامريين عن إقامة العبادة هناك وحسبوا ذلك الجبل أقدس جبال الأرض وظلوا يعبدون فى نفس المكان ويقيمون الفصح والصلاة فى مواعيدها ويتجهون بالصلاة نحوه كقبلة إذا كانوا بعيدون عنه حتى هذا اليوم
وفى العصر الرومانى  أعاد غابينيوس، حاكم سورية (57-55) بناء السامرة، وجمَّلها هيرودس الكبير وسمّاها سيبسطة. جعل منها عاصمة حقيقية وتزوّج فتاة سامرية. ولكن الثورات المتكررة لدى هذا الشعب حملت إليه المصائب: قتل بيلاطس عددًا كبيرًا منهم سنة 37. وكذلك فعل جيش فسباسيانس سنة 67 ب.م.، بعد أن بنى نابلس قرب شكيم القديمة. وقتل منهم هدريانس (117-138 ب.م.) الذي بنى هيكلاً لجوبيتير على جبل جرزيم. وكذلك فعل داقيوس (249-251).

 وبالرغم من عدم وجود هيكل فإن السامريون يعتبرون جبل جرزيم جبل مقدس ولذلك أشارت المرأة السامرية وردد إشارتها يسوع بقولهما ((هذا الجبل)) (يوحنا 4: 20 و 21) وكانت بئر يعقوب التي كانا يتحدثان عنها في سفح جبل جرزيم الذي يسمى الآن جبل الطور او السلامية. والجبل مركب من الحجر الكلسي وعلى أكمته آثار صهاريج وبلاط وقلعة للسكن. وبين جبل جرزيم وجبل عيبال وادٍ عميق ضيق والمكان على وجه العموم يناسب الاحتفال الذي صار أيام يشوع حيث يسهل تبادل القراءة وسمعها بين الجبلين ويتسع الموضع لجمهور كبير كبني اسرائيل (اطلب: عيبال، شكيم، سامريون).
اعتبرته نبياً يعلم كل شيء فابتغت أن يفيدها جواب سؤال مقدر هو أين محل العبادة المقبولة وكان هذا من أهم الأمور عندها. ولعلها أرادت معرفته منذ زمن طويل وهو جوهر الاختلاف بين دين السامريين ودين اليهود وعلة البغض الشديد بينهما. فكأنها قالت لنفسها إن كان الحق في هذا مع السامريين كان الحق معهم في سائر الاختلافات.

+ "  سجدوا في هذا الجبل، وانتم تقولون ان في اورشليم الموضع الذي ينبغي ان يسجد فيه  " ..  هذا الجدل اللاهوتى ظهر بعد إنفصال الأسباط العشرة الشمالية  وتعلق بمكان عبادة "يهوه" فاليهود إعتقدوا أنه جبل المريا هو المكان , بينما إعتقد السامريون أن جبل جرزيم بالقرب من نابلس / شكيم هو المكان . وهذا الجدل اللاهوتى حدث فى كنيسة المسيح حيث إنقسمت إلى طوائف لكل منها عقيدة ويختلفون وبينهم حرومات
ورغبت المراة في أن تستعلم من ذلك المعلم الإلهي طريق الصواب إلى عبادة الرب. وظهر بسؤالها ذلك منه أنها خالية من كل تعصب ديني يمنعها من قبول الإرشاد من يهودي وهي سامرية.
2) " آبَاؤُنَا "
+ "  آباؤنا " ..  تشير إلى آباء اليهود والسامريون إبراهيم ويعقوب (تك 12: 7 & 33: 20) المرجح أنها أرادت بهؤلاء الآباء السامريين الذي سجدوا في جبل جرزيم منذ عصر نحميا. وكثيرون من الناس في كل عصر يسلكون مسلك هذه المرأة بأن يعبدوا الله كما عبده آباؤهم ويؤمنون به كما آمنوا مستندين استنادها بقولهم «آباؤنا سجدوا الخ» ونحن على آثارهم مقتفون.
2) " وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ"  لم تزل مع اعتقادها أنه نبي تعتبره يهودياً.
3) " َ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ ٱلْمَوْضِعَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيه" فِي أُورُشَلِيمَ الخ اختار داود ذلك الموضع للعبادة بإرشاد الله (١أيام ٢١: ٢٦ و٢٢: ١). وأخبر الله سليمان بأنه قبل أورشليم موضعاً لعبادته (٢أيام ٦: ١٢ انظر أيضاً مزمزر ٧٨: ٦٨ و٦٩ و١٣٢: ١٣ و١٤). وفي هذا العدد إيجاز الحذف فلو ذكرته لقالت «وأنت ماذ تقول أي المكانيين ينبغي أن يُسجد فيه وأي مكان قصده موسى بما قاله» في (تثنية ١٢: ٥ - ٧).
(١ملوك ٩: ٣) 1 وكان لما اكمل سليمان بناء بيت الرب وبيت الملك وكل مرغوب سليمان الذي سر ان يعمل 2 ان الرب تراءى لسليمان ثانية كما تراءى له في جبعون. 3 وقال له الرب قد سمعت صلاتك وتضرعك الذي تضرعت به امامي.قدست هذا البيت الذي بنيته لاجل وضع اسمي فيه الى الابد وتكون عيناي وقلبي هناك كل الايام. (٢أيام ٧: ١٢) 11 واكمل سليمان بيت الرب وبيت الملك وكل ما خطر ببال سليمان ان يعمله في بيت الرب وفي بيته نجح فيه 12 وتراءى الرب لسليمان ليلا وقال له.قد سمعت صلاتك واخترت هذا المكان لي بيت ذبيحة. " 

 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كان يوجد فى ذلك العصر خلاف بين السامريين وبين اليهود سببه : أن منسى أخا بادى عظيم الأحبار الذى أستقبل الإسكندر الأكبر (الأعظم) بإحتفال مهيب وعظيم وفخم وأخمد نيران غضبه على اليهود تزوج إمرأة أجنبية هى نيكاون إبنة سنابلا الذى ولاخ داريوس ملك الفرس الأخير على السامرة فنفى بادى أخاه منسى من الهيكل وأبعدة عن الأمور المقدسة بسبب زواجه من أجنبية ، فلجأ منسى إلى حميه (حماه) سنابلا فشيد له هيكلا عظيما فى جبل جرزيم المشرف على شكيم (بالقرب من بئر يعقوب حيث كان المسيح قد جلس وجاءت السامرية لتستقى ) وجعل منسى حبرا عليه ، وكان ذلك سنة 332 م فإنضم إليه كثير من اليهود الفارين وخصوصا الذين إقتدوا به وخالفوا أوامر الشريعة وتزوجوا بالجنبيات ، وكانوا ينتحلون لأنفسهم أعذارا على عملهم هذا بقولهم أن شكيم المشرف عليها جبل جرزيم أرض مقدسة ويستشهدون بما جاء فى (تك 12: 6 و 7 & 13: 4 & 33: 18 و 20 ) وظنوا أنه الجبل الذى ذهب إليه إبراهيم ليقدم إسحق وأن يعقوب بنى هناك مذبحا ، وإستمر ذلك الهيكل نحو 200 سنة إلى أيام يوحنا هركانوس بن سمعان أخى يهوذا المكابى وكان واليا وعظيم أحبار فهدمه ، وذلك فى سنة 129م ولكن ذلك لم يثنى السامريين عن إقامة العبادة هناك  ، فأن المرأة قالت للمسيح بما أنك نبى قل لى أى المكانين ينبغى أن يسجد فيه هل جبل جرزيم أم جبل الهيكل (المريا) فى أورشليم وأى مكان منهما قصد موسى بما قاله فى (تث 12: 5- 7
)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 21)  21 قال لها يسوع:«يا امراة، صدقيني انه تاتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في اورشليم تسجدون للاب.
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهَا يَسُوعُ:  يَا ٱمْرَأَةُ، صَدِّقِينِي" يَا ٱمْرَأَةُ، صَدِّقِينِي : كلمة إمرأة ليست عيبا لأنها من إمرء أخذت (تك 2: 23) 23 فقال ادم: «هذه الان عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت». وما زالت الشعوب الناطقة بالعربية تنادى النساء بإسم " إمراة" أو "مرة " وكلمة إمرأة قالها لأمه فى عرس قانا الجليل

 قال : "صدقينى" تأكيداً لكلامه وتنبيهاً على أهميته. وكلمة صدقينى كلمة شائعة عند الأقباط مسيحى الشرق الأوسط  دعته هي نبياً وهو علمها باعتبار كونه نبياً وأمرها بتصديق كلامه كما يحق لكلام الأنبياء فهو بمنزلة قوله لتلاميذه «الحق أقول لكم» (متّى ٥: ١٨).
2) " صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ،" أى الساعة قادمة لا محالة وهى ساعة تقديم الذبيح نفسه كحمل (مر 14: 35) ثم تقدم قليلا وخر على الارض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة ان امكن." أى تقديم المسيح بصلبه حمل كذبيحة ألغت المذابح والمعابد والهياكل إذ صار المسيح هو الذبيحة الأوحد للخلاص على المذبح هو الناطق السماوى فى الهيكل الإلهى غير المصنوع بالأيدى حينما تكون السجود والعبادة لأب الجميع تَأْتِي سَاعَةٌ أي وقت فى معجزة تحويل الماء إلى خمر أقال لأمه العذراء  (يو ٢: ٤) 4 قال لها يسوع:«ما لي ولك يا امراة؟ لم تات ساعتي بعد». وقال لليهود(يو٥: ٢٥) الحق الحق اقول لكم: انه تاتي ساعة وهي الان، حين يسمع الاموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون. وهو زمان الإنجيل. وفي هذا العدد إشارة إلى  أن النظام القديم قد إنتهى فعله وأكمل وتم بتقديم الذبيحة وكانت نقطة بداية العهد الجديد بعد أن تمت نبوات العهد القديم  الذي استمر نحو ١٥٠٠ سنة وأوجب فيه على اليهود أن يذهبوا ثلاث مرات في السنة ليعبدوا الله في مكان مُعين. وأن ذلك لا يكون بعد أربعين سنة حين تهدم مدينة اليهود وهيكلهم كما هُدم الهيكل في جرزيم قبل وقت هذا الكلام بنحو ١٦٠ سنة بل ابتدأ الآن.
3) "  لاَ فِي هٰذَا ٱلْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ»." وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ أي أنتم أيها السامريون. توقعت السامرية أن يقول لكونه يهودياً أن موضع السجود هو أورشليم وأنها تعجبت لما سمعته قال خلاف ذلك أي أن لا فرق في الأمكنة فلا يجب على اليهود أن يسجدوا في جرزيم ولا على السامريين أن يسجدوا في أورشليم. فقد إنتهى زمن الهياكل الثابتة   (1كور 3: 16) أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟"
فقد كانت لأماكن الخاصة للعبادة مجرد رموز للعبادة الشاملة المتحركة مع الإنسان الذى أصبح هيكل مقدسا للرب لأن الروح القدس سكن فى البشر وبذلك إنتهت مدة العبادة فى هياكل الأبنية الثابتة فى العهد القديم لأن هذه الديانة مفتقرة إلى الرموز والطقوس عن تلك المحال لأنها كانت كلها رموزاً إلى المسيح والمرموز إليه قد أتى فلم تبق حاجة إليه.فالرب فى العهد الجديد لا يحدد مكانا ويقدسه ويملأه بروحه للصلاة بل فى أى مكان نصلى لأننا أصبحنا هيكلا له والروح القدس يسكت فينا كما يقول (ملاخي ١: ١١) 11 لانه من مشرق الشمس الى مغربها اسمي عظيم بين الامم وفي كل مكان يقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة لان اسمي عظيم بين الامم قال رب الجنود" (١تيموثاوس ٢: ٨) 8  فاريد ان يصلي الرجال في كل مكان، رافعين ايادي طاهرة، بدون غضب ولا جدال.
لِلآبِ : أحب يسوع أن يعبر للناس عن الله بهذا الاسم وأن البشر أخوة يسوع  باعتبار أنه تعالى آب للناس لعنايته بهم وحبه إياهم على السواء وجعل يسوع بهذا القول اليهود والسامريين في منزلة واحدة أمام االرب وأن الرب أب لجميع البشر وذلك خلاف عقيدة اليهود أنه أبوهم دون غيرهم. نعم إن الله قال لفرعون «إسرائيل ابني» (خروج ٤: ٢٢) ولكن الآن بالمسيح صار جميع البشر أولاد الرب بالتبنى لأن المسيح إبن وحيد الجنس
وفي ما ذكره المسيح للسامرية قاعدتان أولاً. أنه يجوز تقديم العبادة إلى الله في كل مكان.
ثانياً: أنه إذا اقتربنا إلى الله يحق لنا أن ندنو منه تعالى كالأولاد من أبيهم.
+ " لا في هذا الجبل، ولا في اورشليم تسجدون للاب " ..  جبل جرزيم فى السامرة هو قبلة السامريين يقصدونه فى أسبوع الفصح ـ وجبل المريا فى أورشليم  هو قبلة اليهود يقصدونه فى أسبوع الفصح


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كان فرض على اليهود أن يذهبوا ثلاث مرات فى السنة ليعبدوا الله فى مكان معين هو الهيكل أورشليم  ومعنى قول المسيح هنا أنه ستأتى ساعة وذلك بعد أربعين سنة تهدم مدينة اليهود وهيكلهم كما هدم الهيكل فى جرزيم حينئذ تقام الكنائس فى كل مكان للمسيحيين ويبطل ذلك المحل الخاص الذى يدوم ما دامت الديانة مفتقرة إلى طقوس ورموز وذبائح ولكنها حين إستغنت عن تلك الأمور إستغنت عن ذلك المحل لأنه قد أتى المرموز إليه وهو المسيح فلم تبق حاجة إلى الرمز بقوله " يسجدون للآب" جعل اليهود والسامريين بمنزلة واحده أمام الله وذلك خلاف عقيدة اليهود أن الله أبوهم دون غيرهم ، وبهذا علمنا نحن أيضا أننا إذا إقتربنا  إلى الله يحق لنا أنندنوا منهه تعالى كأولاد من أبيهم
.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 22)   22 انتم تسجدون لما لستم تعلمون، اما نحن فنسجد لما نعلم . لان الخلاص هو من اليهود.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ"  (إِشعياء ٢: ٣ ) 3 وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلم نصعد الى جبل الرب الى بيت اله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله لانه من صهيون تخرج الشريعة ومن اورشليم كلمة الرب."

قال هذا بنسبة معرفة السامريين إلى معرفة اليهود. فإن تاريخهم الأصلي أبان جهلهم الله لأنهم أشركوا به بعبادتهم الأوثان معه (٢ملوك ١٧: ٢٤ - ٣٤)   24واتى ملك اشور بقوم من بابل وكوث وعوا وحماة وسفروايم واسكنهم في مدن السامرة عوضا عن بني اسرائيل فامتلكوا السامرة وسكنوا في مدنها. 25 وكان في ابتداء سكنهم هناك انهم لم يتقوا الرب فارسل الرب عليهم السباع فكانت تقتل منهم. 26 فكلموا ملك اشور قائلين.ان الامم الذين سبيتهم واسكنتهم في مدن السامرة لا يعرفون قضاء اله الارض فارسل عليهم السباع فهي تقتلهم لانهم لا يعرفون قضاء اله الارض. 27 فامر ملك اشور قائلا ابعثوا الى هناك واحدا من الكهنة الذين سبيتموهم من هناك فيذهب ويسكن هناك ويعلمهم قضاء اله الارض. 28 فاتى واحد من الكهنة الذين سبوهم من السامرة وسكن في بيت ايل وعلمهم كيف يتقون الرب. 29 فكانت كل امة تعمل الهتها ووضعوها في بيوت المرتفعات التي عملها السامريون كل امة في مدنها التي سكنت فيها. 30 فعمل اهل بابل سكوث بنوث.واهل كوث عملوا نرجل واهل حماة عملوا اشيما 31 والعويون عملوا نبحز وترتاق والسفروايميون كانوا يحرقون بنيهم بالنار لادرملك وعنملك الهي سفروايم. 32 فكانوا يتقون الرب ويعملون لانفسهم من اطرافهم كهنة مرتفعات كانوا يقربون لاجلهم في بيوت المرتفعات. 33 كانوا يتقون الرب ويعبدون الهتهم كعادة الامم الذين سبوهم من بينهم. 34 الى هذا اليوم يعملون كعاداتهم الاول.لا يتقون الرب ولا يعملون حسب فرائضهم وعوائدهم ولا حسب الشريعة والوصية التي امر بها الرب بني يعقوب الذي جعل اسمه اسرائيل"   وكانت معرفته اهل السامرة بالرب إله إسرائيل ناقصة لأنهم إحتفظوا بأسفار موسى الخمسة فقط ورفضوا باقى الأسفار وأكثروا فى عبادتهم من تعاليم الناس ولم يلتفتوا إلى تعاليم الأنبياء الذين أرسلهم الرب مع أنه لا يستطيع الإنسان أن يعرف الرب حق المعرفة وطريق عبادته إلا بمعلناته.
2) " أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ " هذه المرة الوحيدة تكلم المسيح باعتبار أنه يهودياً وهو جواب قول السامرية في العدد العشرين «وأنتم تقولون الخ». وفيما يلى رأى المسيحية (رومية ٣: ١ و٢) 1 اذا ما هو فضل اليهودي، او ما هو نفع الختان؟ 2 كثير على كل وجه! اما اولا فلانهم استؤمنوا على اقوال الله. (رو ٩: ٤ و٥ ) 4 الذين هم اسرائيليون، ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد، 5 ولهم الاباء، ومنهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل الها مباركا الى الابد. امين.
3) " لِمَا نَعْلَمُ " لأن لنا إعلاناً كاملاً الرب ذاته لأن الآتى سيأتى من سبط يهوذا . قال ذلك تمييزاً لليهود على السامريين لأنهم قبلوا كل أسفار العهد القديم والسامريون قد رفضوا أكثرها.
4) " لأَنَّ ٱلْخَلاَصَ هُوَ مِنَ ٱلْيَهُودِ " بدل المسيح هنا الكلام في معرفة الرب أى من سبط يهوذا لأن الخلاص هو غاية تلك المعرفة وتلك العبادة.(لوقا ٢٤: ٤٧)47 وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم.
وخصّص الخلاص باليهود لثلاثة أسباب:
أولاً: الإعلان  الإلهى كان خاص باليهود ولليهود. وكانت إعلانات الخلاص ظاهرة في نبوءات العهد القديم وهذه قبلها اليهود ورفضها السامريون فلذلك نال اليهود من معرفة المسيح والخلاص ما لم ينله السامريون.
ثانياً: إن يسوع المسيح المخلّص وُلد في الأمة اليهودية ومن سبط يهوذا وإبن داود .
ثالثاً: إن الله جعل الأمة اليهودية وسيلة إيصال الخلاص إلى سائر أمم الأرض لأن عبادة تلك الأمة كانت استعداداً للعبادة المسيحية. وكانت أنبياؤها وكهنتها وملوكها وذبائحها وكل طقوسها رموزاً إلى المسيح وكانت كتبها الدينية تنبئ بذلك الخلاص. وأن المسيح نفسه وُلد من عذراء يهودية في قرية يهودية. ومارس معظم أعماله وتعليمه بين اليهود. وقدم نفسه ذبيحة إثم في أورشليم قبلة اليهود وهيكلهم الأساسى الوحيد وفى عيد الفصح اليهودى . وكان أول المبشرين بالإنجيل يهود. وأول انتصارات الإنجيل في بلاد اليهود وهناك انسكب الروح القدس بقوة وانتظمت الكنيسة المسيحية.
+ "  لان الخلاص هو من اليهود  " ..  هذا تأكيد لأصل ونسب وأمة المسيا (تك 12: 2- 3) (رو 9: 4- 5)


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
المعنى : أنتم أيها السامريون تجهلون الله لأنكم عبدتموه مع الأوثان (2 مل 24- 34) ومعفتكم به تعالى ناقصة لنكم رفضتم ألسفار التى تعلن مشيئته ورفضتم تعاليم الأنبياء الذين أرسلهم الله مع أنه لا يمكن معرفة الله الله حق المعرفة إلا بإعلاناته ، أما نحن أى أمة اليهود فعندهم إعلان كامل من شأن الله إذ قبلوا ألأسفار المقدسة بأجمعها فعرفوا الله حق المعرفة وعرفوا طريق عبادته كما ينبغى وفضلا عن ذلك فإن الخلاص الذى هو غاية تلك المعرفة وتلك العبادة هو من اليهود فالأمة اليهودية تمتاز إذا عن السامريين بكونها :  (1) قبلت الإعلانات عن الخلاص (2) بكون المخلص ولد منها (3) بكون الله جعلها وسيلة لإيصال الخلاص إلى سائر الأمم لأن عبادة تلك الأمة كانت إستعدادا للعبادة المسيحية

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 23)   23 ولكن تاتي ساعة، وهي الان، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق، لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَلٰكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ ٱلآنَ،" ولكن : يبدأ المسيح هذه الآية بـ لكن وهى إستكمال لحديثه ،  ولنتوقف عن الحديث عن إختلاف عبادة السامريين واليهود ولنترك الخلافات لأنه أتت الساعة التى
تفيدنا هذه الآية أن الخلاص لم ينحصر باليهود وإن كان الخلاص منهم.
وَهِيَ ٱلآنَ أي الساعة المذكورة في (يو 4: 21) " الآن " تعنى حضوره الشخصى الكلمة الذى يجعل الساعة حاضرة بحضوره بحياته كلها مرورا بالصلب والفداء حتى الأبدية معلنه فيه فى عمق الحاضر الزمنى فـ " الآن بوجود المسيح الإبن النازل من حضن الآب هى الأبدية المستعلنة والحاضرة فى الزمن فى المسيح يكمن المستقبل الروحى لكل من يؤمن به فتكون له حياة أبدية

+ " ولكن تاتي ساعة ، وهي الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق،  " .. "ربما إشارة إلى ما ورد فى ملاخى (ملا 1: 11) " لانه من مشرق الشمس الى مغربها اسمي عظيم بين الامم وفي كل مكان يقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة لان اسمي عظيم بين الامم قال رب الجنود."  لقد إنتشر الإيمان بيسوع فى ارجاء المسكونة  وبدأت ركب الساجدين للرب تلمس الأرض  ملتحفين بالروح والحق يقدمون له فى الكنائس رائحة بخور  ذكيه بأعمالهم لتصعد صلاتهم لأسمه العظيم بين الأمم  هذه الساعة التى وردت فى الآية ووصفت باللآن هى ساعة بداية تستمر حتى اليوم الأخير  يرفع الساجدين راية الصليب وأصبحت هذه الساعة الحد الفاصل بين الدهران اليهوديان  دهر العقاب بالناموس ودهر الغفران بالمسيح

2) " حِينَ ٱلسَّاجِدُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ" ٱلسَّاجِدُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ لا اليهود شعب الرب المختار  ولا السامريون ولا الذين يعبدون في موضع دون آخر بل هم المخلصون المقدمون العبادة القلبية الروحية المرضية لا المراؤون المقدمون مجرد العبادة الظاهرة الرمزية.

أصبح المفهوم للسجود الحقيقى يقوم على أساسين جديدين

الأول : الساجدون أنفسهم إذ يجب أن يكونوا حقيقيين  أى باحثين عن  الحقيقة و"الحقيقى "  فى إنجيل يوحنا يعنى "الأليثيا " و" الأليثا " هو الحق هو المسيح ويصبح ظاهر عدم مخفى غير مغلق وواضح للمؤمن فقد أعلن الكلمة عن نفسه (يو ١: ١٧) 18 الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر." وحينما يسجدون يصبحوا حقيقيين بالمعمودية وومسحة الروح القدس حينئذ يعمل الحق فى حياتهم وأفكارهم وأعمالهم لأنه يصبح " المولود من روح هو"

ثانيا :  أن يكون سجودهم للرب الآب آب الجميع وليس أبا لشعب دون باقى الشعةب أو أمة دونا عن أمة ويكون سجودهم بالروح والحق
3) " يَسْجُدُونَ لِلآبِ " السجود هو عملية إتصال بالجسد فيستحيل الإنتصال بالرب إلا بطقوس يفعلها الجسد الذى هو منتمى للأرض فيصير إتحادا بين الأرض والسماء بنفخة الرب

وتجسد الكلمة صار الإنصال بين البشرية والآب أمرا حادثا فى الواقع ومفتوحا للجميع بلا إستثناء وأصبح مجال الإتصال الروحى بالآب متاحا بالمسيح فيلبي ٣: ٣، .3 لاننا نحن الختان، الذين نعبد الله بالروح، ونفتخر في المسيح يسوع، ولا نتكل على الجسد. " لأن روح الرب فى داخلنا وفى المسيح أصبح الإنسان المؤمن يعبد من يعرفه معرفة حقيقية وهذا هو السجود بالحق ( يو 17: 3)   3 وهذه هي الحياة الابدية: ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته. "  تدل القرينة على أن المراد هو أن الساجدين الحقيقيين يعرفون من يعبدونه حق المعرفة ويعتبرونه أباً لا كالذين يسجدون لمن لا يعلمون كالسامريين المذكورين في (يو 4: 22)  وعلى أن العبادة الحقيقية لا تقيد بمكان دون آخر ولا بأمة دون غيرها. فيمكن أن تُؤتى في كل مكان من أيٍّ كان وأن يقترب الإنسان إلى الله كما يقترب الولد من أبيه بوقار وثقة ومحبة.
4) " بِٱلرُّوحِ " وكما أن العبادة تتم شكليا بالجسد كذلك تتم بإشتياق الروح لأنه نسمة من الرب والروح تتفوق على الجسد وبهذا تكون العبادة الكاملة (1كور 6: 20) 20 لانكم قد اشتريتم بثمن. فمجدوا الله في اجسادكم وفي ارواحكم التي هي لله. (1 تس 5: 23)   23 واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام. ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح." وروح ألإنسان هى نسمة من فم الرب فلا يستريح إلا بالإتصال بع بواسطة الصلاة   (يو 6: 63 ) 63 الروح هو الذي يحيي. اما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة، " إذن فمجال العبادة قد أصبح فى المسيح حيث يتلاقى الإنسان والألآب فيه أما زمن العبادة تحت توصيات وتعليمات جسدية فقد إنتهى (رو 1: 8و 9) 8 اولا، اشكر الهي بيسوع المسيح من جهة جميعكم، ان ايمانكم ينادى به في كل العالم. 9 فان الله الذي اعبده بروحي، في انجيل ابنه، شاهد لي كيف بلا انقطاع اذكركم، (أفسس ٦: ١٨).18 مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح، وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة، لاجل جميع القديسين،

والمسيح لم يتمجد بعد كما أنه لم يحل الروح القدس بعد لذلك فالعبادة بالروح والحق التى قال عنها المسيح موجودة فيه يعطيها لمن يؤمن به فى الحال كما حدث فى سر الشكر "الإفخارستيا" وكما أعطى الغفران من الخطايا وهو لم يكن صلب بعد بالرغم من أن العبادة فى الهيكل لا تزال قائمة وهو يمنح الغفران بالرغم من اليهود يحصلون على الغفران بذبيحة دموية فى الهيكل لأنه بتجسد الكلمة فحضور المسيح اصبح مستمرا والساعة ممتدة من ميلادة حتى اليوم الأخير

5) "وَٱلْحَقِّ " (مزمور ١٤٥: ١٨) 18 الرب قريب لكل الذين يدعونه الذين يدعونه بالحق " والحق هو المسيح .. العبادة المقبولة تتضمن معرفة الرب وطريق الاقتراب منه كما أعلنها يسوع المسيح الذي هو الحق. وأن تكون صحيحة لا ظاهرة فقط (مزمور ١٤٥: ١٨) وأن لا تكون بواسطة ظلال النظام الموسوي ورموزه بل بواسطة نور النظام المسيحي الكامل. وفي هذه العبارة بيان الفرق بين الديانة المسيحية وسائر الأديان.

+ " بالروح والحق،  " ..  تنطلق العبادة المسيحية للعبادة بالروح لما وراء الجسد  وهى عبادة لا يوجد فيها معوقات كالعبادة الجسدية فى سائر الأديان الأخرى التى تنظم حركات جسدية من سجود وركوع وقيام لا روح فيها أما العبادة بالروح فى المسيحية يمكن تعريفها بأنها إطلاق الروح التى هى نفخة من الإله حيث تندمج فى صلوات روحية مع الآب  _ وقد أستعملت كلمة "الحق" فى اللغة اليونانية  لتصف مفهوما عقلانيا وتشير كلمة "الحق" فى اللغة العبرية إلى الأمانة والمصداقية والثقة
6) " لأَنَّ ٱلآبَ " سمى يسوع هنا الرب «بالآب» ثلاث مرات (ع ٢١ و٢٣) إشارة إلى أنه إله المحبة لا إله النقمة والقدرة فقط.

+ "  الآب " ..  لم يرد إسم " ألاب" فى العهد الجديد بدون الإشارة إلى يسوع كإبنه الفريد
7) "لأَنَّ ٱلآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هٰؤُلاَءِ ٱلسَّاجِدِينَ لَهُ"  لا يعتبر الله من الألوف وألوف الألوف الساجدين إلا الذين يسجدون له بالروح والحق. والكلام يدل على أن هؤلاء قليلون وأن الله يسر بهم غاية المسرة حيث كانوا. وأنه أرسل ابنه إلى العالم ليجمعهم. وهذا علة مخاطبة يسوع لتلك السامرية.

+ "  لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. " ..  الرب يختار من بين بنى البشر المؤمنين بيسوع الشاهدين للحق الذين يريدون أن يسجدوا بالروح ليعطيهم حياة أبدية ويكونون له شعبا (إش 55) (حز18: 23- 32)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا فم الذهب والقديس كيرلس وغيرهما أن معنى هذا القول هو : قد حضر زمان شريعتى الفضلى الإنجيلية وبها يسجد المسيحيون   سواء أكانوا من اليهود أو من السامريين أو من الأمم الأخرى لا فى هذا الجيل ولا فلا أورشليم بل فى كل مكان وليس بالذبائح الجسدية كما يفعل اليهود بال الروح والحق ، فبالروح والحق معناه بالعبادة الروحية الصادرة من القلب لا بمجرد الشفتين أى العبادة بالإيمان والرجاء والمحبة ، وبالحق معناه بالحقيقى والإستقامة أىلا تكون بواسطة نور النظام المسيحى أى لا تكون بواسطة ظلال النظام الموسوى ورموزة بل بواسطة نور النظام المسيحى الكامل كما أعلنه يسوع المسيح الذى هو الحق - وقوله " لأن ألاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له"  معناه أن الله لا يغتبر من الألوف وألووف الألوف الساجدين له إلا الذين يسجدون بالروح والحق.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 24)   24 الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " اَللّٰهُ رُوحٌ " + ..  الله روح إحدى التعبيرات القصيرة التى تميز بها إنجيل يوحنا والتى تصف الله  فى عبارة عن كلمتين 1. الله محبة .. 2. الله نور .. الله روح .. فالعبارة ألأولى تصف علاقة الله بالإنسان  هى عبارة موجزة أساسها الله المحب أما العبارتين 2و 3 فهى تصف الله بأنه نور وروح أى روح نورانية والروح والنور لا يمكن حصرهما فى مكان أو زمان لأن النور هو الذى يصنع الزمان وغير محدد والروح تعنى أن الله كائن يهوه

 سؤال يسأله الناس لماذا نعبد الرب بالروح" ويجيب المسيح بالمنطق "لأن الرب روح والذين يسجدون له بالروح" الله روح أى لا يدخل فى كيانه أى شئ من العالم المنظور والمادى لا الزمان ولا المكان ولا المحدوديةوبما أن الرب وضع فينا الروح  وهذا سبب ثان لوجوب أن نعبد الله بالروح والحق والسبب الأول ذُكر في (يو 4: 23) وهو طلب الله لمن يعبدونه كذلك. وفي هذه العبارة حقائق فى العهد الجديد :
الأولى: إن الرب روح ليس بمادة وليس بجزء من الكون ولا كله.
الثانية: إن الله لا يمكن أن يراه إنسان أو أن يبيّنه بصورة أو تمثال بجبل أو هيكل أو مكان عبادة محدود .
الثالثة: إن الله يمتاز عن أرواح الملائكة وأرواح الناس لأنها مخلوقة ومحدودة ولذلك يستحيل أن يُحصر في مكان جبلاً كان أم هيكلاً كما زعمت السامرية (أعمال ٧: ٤٨ و١٧: ٢٥).أعمال ٧: ٤٨)  48 لكن العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الايادي، كما يقول النبي: (أع ١٧: ٢٥ 24 الاله الذي خلق العالم وكل ما فيه، هذا، اذ هو رب السماء والارض، لا يسكن في هياكل مصنوعة بالايادي، 25 ولا يخدم بايادي الناس كانه محتاج الى شيء، اذ هو يعطي الجميع حياة ونفسا وكل شيء"

رابعا :  وبما أن الرب روح فتقتضى عبادته ان تكون بالروح أى عبادة روحية والروح هو وسيلة إتصال الجسد بالرب والوجود فى حضرته دون تحديد الزمان أو المكان أو الشكل أو اللغة ولا بيهود ولا سامريين .

وقوله «الله روح» حقيقة امتازت بها الديانة اليهودية والمسيحية على كل ما سواها من ديانات الأمم.

2) " وَٱلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِٱلرُّوحِ " فَبِٱلرُّوحِ أي بالفكر والقلب والحرارة والأشواق الروحية لغايات روحية وبإرشاد الروح القدس.(٢كورنثوس ٣: ١٧) 17 واما الرب فهو الروح وحيث روح الرب هناك حرية.   ( ويهوذا ٢٠ ) 20 واما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس، مصلين في الروح القدس، 
3) " وَٱلْحَقِّ " أي بالإيمان بالحق الذى هو المسيح  (يو 14: 6)  قال له يسوع: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي. "

ا4) " يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا" كلمة "ينبغى " : تعنى " يلزم إلزاما" و " يتحتم تحتيما" بمعنى أنه لا بد ومن الضرورى ألا تقبل عبادة وسجود إلا إذا إرتفعت لمستوى الروح والحق ولا ترتبط العبادة قط لا بأمكنة ولا بأزمنة ولا بأجناس عرقية أو أمة دونا عن أمة

بما أن الرب روحالهذا يجب أن يُعبد عبادة روحية قلبية غير قائمة بحركات الشفتين والركوع وغيره من الأوضاع الجسدية دون القلب والفكر والوجدان . وما قيل هنا لا يمنع مشاركة الجسد للروح في العبادة ومشاركة الجسد فى العبادة تكون نتيجة إندفاع غير محكوم يحركه الإشتياق وهنا يمنع أثناء الصلاة فرض أوضاع معينة للجسد روتينية فى العبادة الخارجية بدلاً من العبادة القلبية.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
هذا هو السبب الضرورى لأن نعبد الله بالروح والحق فكأنه قال : إن الله روح كلى البساطة والحق فضرورى للساجدين له (1) بالروح أى بالعقل والقلب والحرارة والأشواق الروحية وبإرشاد الروح القدس و (2) بالحق أى بالإخلاص دون رياء أو خداع وبمعرفة المعبود حق المعرفة كما أ‘لنه المسيح الذى هو الحق. 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 25)  25 قالت له المراة:«انا اعلم ان مسيا، الذي يقال له المسيح، ياتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ: أَنَا أَعْلَمُ " حديث المسيح المتسلسل الذى يبدأ بنقطة وينتهى لنقطة أخرى بدأ بكلام المسيح عن الماء الحي أرادت السامرية الحصول عليه . وكلامه على خطيئتها جعلها تعترف بأنه نبي. وكلامه هنا على أن عبادتها السامرية باطلة وأن الرب يطلب عبادة روحية جديدة قلبية سامية ليست مرتبطة بمكان أو زمان أو حركات جسمية معينة فأصبحت متحيرة وشعرت بجهلها ونقصان عبادتها القديمة لأن عبادتها لم تنقذها من الخطية التى سقطت فيها وإشتاقت إلى ما هو أحسن وأفضل. وأحست السامرية بمحبة المسيح وأنه يقدم لها طريق للعبادة جديد لتقترب من الرب ودخلت السامرية دون أن تدرى فى المجال الروحى للمسيح مما ادى إلى أن تسترجع معلوماتها نحو النبى الموعود (يو 4: 19) ثم قالت فى هذه الآية : أَنَا أَعْلَمُ ..  مثل سائر السامريين في الإيمان بأسفار موسى الخمسة وانتظارهم المسيح بناء على ما قيل في إحدى أسفار موسى الخمية التى يؤمنون بها (تثنية ١٨: ١٥) 15 يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي.له تسمعون. "

وفى تصريح المسيح الأخير عن العبادة أنه لا فى جرزيم ولا فى أورشليم جعلها تمتد بفكرها من نحوه أنه يتكلم بأبعد من حدود النبوة فإذا كان اليهودى الواقف أمامها نبيا فإنه بلا شك سيشير إلى أورشليم كمكان للعبادة وسيزكيه بدلا من جرزيم الجبل المقدس عند السامريين وهنا تذكرت المسيا الذى ينتظره الشعبين السامرى واليهودى لأن هذا هو الوحيد الذى يعرفها بكل شئ وبالحقيقة كاملة وهكذا دخلت السامرية إلى دائرة الجذب التى يتبعها الرب وهذا ما حدث مع جدعون والملاك الذى أمره أن يخرج ويحارب الأعداء وأراد جدعون أن يتأكد من أنه ملاك حقا وأعد عدة إختبارات للتأكد من صحة كلامه فطلب ان يبقى الملاك فى مكانه حتى يعود بجدى ذبحة لتكريمه فوافق والأختبار الثانى اـى بجزة صوف ووضعها فى الظل بالليل وأشترط فى أول يوم أن يملأ الندى الجزة ولا يمس الأرض حولها فوافق الرب وصنع ما طلب جدعون وفى اليوم التالى غير الإختبار وطلب ا، ينزل الطل " الندى" حول الجزة ولا يمس الجزة نفسها وفعل الرب ما طلب فـاكد جدعون بصحة ما يراه وبوعد الرب وحارب وغلب 
2) " أَنَّ مَسِيَّا، ٱلَّذِي يُقَالُ لَهُ ٱلْمَسِيحُ، يَأْتِي"وكانت المرأة والسامرية تكلمت مما تعرفة من المصادر المحفوظة لدى السامريين عن العهد المسيانىفالمسيا عندهم إسمه "تا، إب" ومعناها قريب فى اللغة العربية أى "الآيب" بمعنى "الآتى" أو " الراجع" وذلك بحسب التوراة (تث 18: 18) 18 اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به  " وهذا النبى يكون من إخوتهم من سبط يهوذا وقد أنتظر السامريين تحقيقا لهذا النص وطعلهم ينتظرون المسيا على رجاء مستمر وقد تسجل هذا النص والوعد الذى فيه فى توراتهم بعد الوصايا العشر ومثلهم مثل اليهود إعتقدوا أن المسيا قائد سياسى حربى يعيد مملكة غسرائيل (السامرة) مثل مسيا اليهود على مستوى مملكة داود ولكن بسبب إتصالة بموسى فالمفروض أن يكون من سبط لاوى وهو سبط الكهنة وبذلك يعيد إليهم أصول العبادة الحقيقية وأنه سيكون نبيا والنبى معلم وفى كتابهم المسمى "ممارمركا" وهو من القرن الثالث الميلادى فى الفصل الرباع والمقطع 12 يقول : " أنه سيعلن الحق ! كما أن يوسيفوس المؤرخ اليهودى يسجل فى تاريخه : " أن السامريين لهم رجاء بمجئ المسيا ويحقق العلماء فى صحة مجئ كلمة "مسيا" بدون أدة التعريف "الـ " فى قول السامرية .. ليطابق أسم المسيا عندهم أيضا وهو بدون "الـ" التعريف وعندما قالت السامرية : "الذى يقال له المسيح" فهى تترجم إسمه عندهم بإسمه عند اليهود (1) 
3) " يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ" انتظر اليهود والسامريين معلماً إلهياً مثل موسى يزيل يرجعهم إلى الرب ويزيل الشكوك الدينية ويحكم بالصواب في ما اختلف فيه معلمو الدين ويفسر لها ما لم يفهموه وهذا وجدته السامرية فى كلام يسوع في أن الرب روح وعبادته يجب أن تكون بالروح .

1- Schnackenburg, op.cit,.p. 441


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
عرفت المرأة السامرية كما عرف السامريون أن المسيح يأتى من قول يعقوب : لا يزول قضيب من يهوذا أو مشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع شعوب (تك 49: 10) وقول موسى " يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من أخوتك مثلى ، له نسمعون " تث 18: 15) لأن السامريين يعتقدون فى فى اسفار موسى الخمسة فقط - وقوله " يخبرنا بكل شئ" أى يزيل من قلبها كل الشكوك الدينية ويحكم بالصواب لأنه المعلم الإلهى

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 26)   26 قال لها يسوع:«انا الذي اكلمك هو».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا ٱلَّذِي أُكَلِّمُكِ هُو"+ " «انا الذي اكلمك هو». " ..  حينما يقول يسوع أنا هو فهو يعلن عن ألوهيته (أش 52: 6) "لذلك يعرف شعبي اسمي.لذلك في ذلك اليوم يعرفون اني انا هو المتكلم.هانذا  " وهو تأكيد صريح وإشهار لألوهيته أى أن يسوع يقول لنا أنا يهوه إله العهد القديم (خر 3: 13- 14)  " فقال موسى لله ها انا اتي الى بني اسرائيل واقول لهم اله ابائكم ارسلني اليكم.فاذا قالوا لي ما اسمه فماذا اقول لهم. فقال الله لموسى اهيه الذي اهيه.وقال هكذا تقول لبني اسرائيل اهيه ارسلني اليكم  "   وقد إستعمل يسوع هذا الإسم للإشارة عن نفسه بأن الإله الغير منظور أصبح منظورا فى المسيح (يو 8: 24و 28 و 48 & 13: 19 & 18: 5) (قارن مع (إش 43: 10 & 46: 4) ينبغة التمييز بين الإستخدام المتخصص لكلمة "هو" أو "أنا هو" وبين العبارات التى قالها يسوع وبدأها بالقول "أنا هو" (يو 6: 35و 51 & 8: 12 & 10: 7 و9و 11 & 11: 25 & 14: 6 & 15: 1و 5) و(يو 9: 37)  37 فقال له يسوع: «قد رايته، والذي يتكلم معك هو هو!» وعندما سأل رئيس الكهنة يسوع هل هو المسيخ أجاب ولم ينكل بل أنه قال أنه هو يهوه ( متّى ٢٦: ٦٣) 63 واما يسوع فكان ساكتا. فساله رئيس الكهنة: «استحلفك بالله الحي ان تقول لنا: هل انت المسيح ابن الله؟» 64 قال له يسوع: «انت قلت! وايضا اقول لكم: من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء». و(مرقس ١٤: ٦١ و٦٢ ) 61 اما هو فكان ساكتا ولم يجب بشيء. فساله رئيس الكهنة ايضا: «اانت المسيح ابن المبارك؟» 62 فقال يسوع: «انا هو. وسوف تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا في سحاب السماء»  وكتب الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا ص 299 : [ يلاحظ فى الترجمة العربية أنها أخفت دون معرفة "أنا هو"  وهو الإصطلاح كإسم شخصى لـ "يهوه" (1) كما تنطقة جميع أسفار العهد القديم فالمسيح يظهر شخصيته ليس كمسيا الذى تنتظرة السامرية أو اليهود كما يظنون أنه يرد الملك أو بعلم التوراة عن صحة ويقين أو يبنى الهيكل ويصحح العبادات بل هو  "يهوه" الذى خلق السماوات والأرض ويصنع كل شئ نطقه المسيح وهو مغطى بالسرية التى يصل إليها ويفكها إلا من يبحث عنه!!!] أ. هـ
ومع إعلانه ألوهيته أعلن المسيح عن مسيانيته قبل المحكمة كما أ‘لن عن مسيانيته فى (مر 9: 41)  لان من سقاكم كاس ماء باسمي لانكم للمسيح فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره.
معنى اسم الله " أهيه الذي أهيه " فهو = أكون الذي أكون (بصيغة المتكلم) = I am Who I am = أنا الذي أنا = أنا هو = الذي أنا هو = أنا هو الكائن = I am Being فأنا هو " الكائن الذي يكون " وأما اسم يهوه فهو = الكائن (بصيغة الغائب) = الواجب الوجود = القائم بذاته، وكل من الاسم " أهيه " أو " يهوه " مشتق في الفعل العبراني " هافاه " HAVAH ومعناه " يكون " أو " يصير " أو " يوجد" وسواء كان اسم الله أهية أو يهوه فالمقصود منه أن الله هو الكائن وحده لا شريك له في الربوبية، وأنه هو الواجب الوجود، وهو الكائن بذاته أي الذي لم يوجده أحد، ولا يعتمد في وجوده على آخر، وهو الكائن دائمًا (السرمدي) أي الأزلي الأبدي.
أظهر المسيح بهذا خمسة أمور:
أولاً: أخبر السامرية أنه هو المسيح وهي امرأة جاهلة خاطئة ولم ينبئ بذلك الكتبة العلماء ولا اليهود المنتقدين بل كان الأمر صعبا على نيقوديموس لأنه يلجأ للتفسير الحرفى . ولأنها كانت مستعدة لقبول كلامه وتصديقه فقد غستمر يتكلم معها حتى أوصلخا إلى باب الإيمان به . وكلامه هذا جواب عن سؤالها وهو قولها «أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ» (ع ١٢). يثبت شوقها إلى التعرف على المسيح والتعلم منه. ونالت طلبتها أفى قولها «اعطني من هذا الماء» أي الماء الحي.

ثانياً: الرحمة العظيمة. ورغبة المسيح في خلاصها وهي خاطئة. (1تيمو 2: 4)  الذي يريد أن جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون.
ثالثاً: الحكمة العظيمة. وتسلسل المسيح فى حديثة مع السامرية إذ سألها أولاً معروفها ثم حملها على الانتباه لما يريد أن تعرف بالمجاز أي الماء الحي ثم أيقظ ضميرها بكلامه على سيرتها الماضية ثم علمها روحية العبادة ثم أوصلها بما ذُكر إلى إعلانه الأخير أي أنه هو المسيح.
رابعاً: صبره العظيم بتعليمه إياها على ما هي عليه من الجهل.
خامساً: قوته العجيبة بتغيير قلبها ونتيجة نفسها لأن نتيجة الحادثة تبيّن أنها آمنت بالمسيح عندما أعلن نفسه لها.
(1) وردت هذه ألاية فى طبعة بيروت "أنا الذى أكلمك هو"
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول لها : أنا هو المسيا الذى تفسيره المسيح فأمنى بى وبتعليمى وأعملى به فتخلصى / قال ذلك وأنار عقلها وحرك إرادتها بنعمته فآمنت وأستدعت سكان المدينة إلى الإيمان به ، ويسأل المفسرون لماذا كشف المسيح نفسه للمرأة بأكثر صراحة مما صرح به لليهود ، وأجابوا أن سبب ذلك هو بساطة المراة وحسن نيتها وخبث اليهود وسوء طويتهم ، ولماذا   لم ينبئ المرأة ا،ه المسيح أول الأمر .. والحواب : لكى يتجنب شبهة العجب وتسهيلا لإقناعها بالتدريج إذ قادها لما يريده لها أن تعرفه شيئا فشيئا فإنه سألها أولاً أن تعمل معه معروفا فم قادها للإنتباه لما يقصده بالماء الحى ثم أيقظ ضميرها بكلامه على سيرتها الماضية ثم علمها روح العبادة صم اوصلها بما ذكر إلى إعلانه الأخير أنه المسيح

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع

4. كرازة السامرية الناجحة - حديث المسيح مع التلاميذ  (يوحنا 4: 27- 38)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 27)  27 وعند ذلك جاء تلاميذه، وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة. ولكن لم يقل احد: «ماذا تطلب؟» او «لماذا تتكلم معها؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "عِنْدَ ذٰلِكَ" أي حين بلغ الحديث إلى هذا الحدّ.
2) " جَاءَ تَلاَمِيذُهُ " أي عادوا من المدينة التي ذهبوا إليها ليبتاعوا طعاماً (يو 4: 8) فالمرأة لم ترد أن تتكلم في حضورهم فانصرفت.
3) " وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ ٱمْرَأَةٍ " سبب تعجب اللاميذ أنه كان يعلم ساكرية والسامريون أعداء اليهود بل أنه يكلم إمرأة لاعتقادهم كسائر اليهود قلة فهم المرأة وقبولها التعليم ومما يذكر أنه من ضمن البركات الخدمة اليومية التى كانت تتلى فى المجامع والتى كان يحضرها الرجال : " أشكرك يارب لأنك لم تخلقنى إمراة" ,, وكان إنذار الحكماء اليهود : " الرجل لا يتكلم مع إرأة فى مكان عام حتى ولو كانت زوجته" .. وقول الربانيين لليهود : " أنه خير لكلمات التوراة أن تحرق من أن تلقى على مسامع إمرأة"

.. ذكر الراباى يوسا : " سأل جليلى إمراة يهودية فى الطريق : أين الطريق إلى لدة ؟ أجابت : "أيها الجليلى الأخمق ألم تسمع أنه ليس للرجل أن يتكلم مع إمرأة فى الطريق وأنت تسأل الطريق إلى لدة "

وقد يكون سؤال التلاميذ تعجبا أنه يتكلم مع إمرأة وهو تعبان من  السفر أو تعصبهم لأنها كانت امرأة سامرية. وهذا مما يدلنا على أن حنو المسيح أعظم من حنو رسله.
4) " وَلٰكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا»." لم يجسروا أن يسألوه عن علة مخاطبته للمرأة مع تعجبهم منها لهيبته وشدة احترامهم إياه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى حين بلغ الحديث إلى ذلك الحد عاد التلاميذ من المدينة التى ذهبوا إليها ليشتروا طعاما وتعجبوا من كلامه مع المرأة أى تعجبوا من تواضعه من كونه يتكلم مع إمرأة سامرية فقيرة وهو يهودى ، ولكن لم يجسروا أن يسألوه عن سبب مخاطبة المرأة لهيبته وشدة إحترامهم إياه

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 28)  28 فتركت المراة جرتها ومضت الى المدينة وقالت للناس:

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

!) " فَتَرَكَتِ ٱلْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ" لم تكن السامرية هى الوحيدة التى تركت جرتها وذهبت للمدينة لتخبر أهلها بالمسيا هكذا فعل التلاميذ أيضا فقال بطرس هامة الرسل للمسيح : "  فقال بطرس: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك» وهوذا اللاوى "متى" الذى كان فى مكان الجباية "ضرائب المرور على الطرق فى كفر ناحوم " وأمامة الأوراق والأموال التى يحاسب الناس عليها ومر عليه المسيح فى مكان عمله (مت 9: 9) وفيما يسوع مجتاز من هناك، رأى إنسانا جالسا عند مكان الجباية، اسمه متى. فقال له: «اتبعني». فقام وتبعه. " ما هي افضل دعوة تلقيتها؟‏ قد تكون زفاف شخصين عزيزين جدا على قلبك أو ميلاد طفلك .‏ او قد تتذكر يوم دُعيت الى تولي وظيفة أو ترقية مهمة.‏ في هذه الحال،‏ لا شك انك فرحت وشعرت ان تلبية هذه الدعوة شرف لك.‏ ولكن هنالك في الواقع دعوة افضل بكثير موجّهة اليك شخصيا حصلت عليها المرأة السامرية ،‏ دعوة تشملنا جميعا.‏ وطريقة تجاوبنا مع هذه الدعوة تغير مجرى حياتنا.‏ فهذا هو اهم خيار نقوم به على الاطلاق إنها دعوة المسيح لك .‏

أحمست السامرية أنه بما عرفته عن المسيح كأنها وجدت شيئا ثمينا لا يعرف احد قدر قيمته كما أنه لا لم تقدر على إخفاء نور المسيح ومن فرحتها (مت 5: 15) ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال، بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. " المرأة السامرية عرفت ما تفعله بدون أن يقول لها المسيح شيئا فلم تسمع ما قاله الممسيح للتلاميذ (مت 10: 27)  الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور، والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح " ولكنها تركت جرتها وذهبت تنادى وتبشر بيسوع لأهل مدينتها

َتَرَكَتِ ٱلْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا حملتها رغبتها في الأمور الروحية التي سمعتها من المسيح على عدم الالتفات إلى الأمور الدنيوية وشدة محبتها لأهل وطنها حملتها على الإسراع في تبليغهم أنباء المسيح السارة حتى لم ترد أن تعاق بملء جرتها وحملها إياها إلا بعد أن تذهب وترجع. وحملتها مسرتها بالماء الحي الذي حصلت عليه على عدم المبالاة بماء بئر يعقوب.
هكذا إشتهر المسيح بأ،ه يغير الإنسان فى لحظة يختفى ظلام الخطية من حياته ويسطع النور الإلهى وإستطاعت هذه المرأة أن تفهم رسالة المسيح بينما عجز معلمى الناموس ورؤساء الكهنة عن إدراك من هو المسيح ولما لم يؤمن معظم اليهود به أخذ الملكوت منهم وسلمه  للأمم  وفى هذا الإصحاح يحتوى على كيفية إيمان السامرية به والى كانت باكورة ثمارة!!! ذهبت السامرية لبئر يعقوب فإلتقت بالمسيح ذهبت ليعقوب العهد القديم وإلتقت بمسيح العهد الجديد كانت حزينة خجولة من عارها من كلام الناس من أجل خطيتها  وعاددت للمدينة فرحة تصيح بعد أن كانت تختفى من عيون الناس كان إكليل القداسة فوق رأسها وتخبر الجميع بـ إنجيل البشارة  (إش 35: 10) 10 ومفديو الرب يرجعون وياتون الى صهيون بترنم وفرح ابدي على رؤوسهم.ابتهاج وفرح يدركانهم.ويهرب الحزن والتنهد
+ " فتركت المراة جرتها  " ..  كان على المراة السامرية أن تتخذ موقفا من حياتها  لقد قابلت يسوع على البئر كلمها عن حياتها وإعترفت له بخطيتها علمها وأخبرها عن الماء الحى فحصلت عليه فجرت لتخبر اهل السامرة عن بينبوع المياة الحية فى داخلها تركت جرتها بمعنى أنها تركت ورائها حياتها لقد كان حديثها  مع يسوع هو الخط الفاصل بين الخطية والبر بين العهد القديم والعهد الجديد بين اليهودية والمسيحية بين العقاب بالشريعة الموسوية وبين غفران شريعة الكمال فى المسيحية ذهبت لتبشر أهل السامرة ذهبت فى وقت القيلولة حيث يستريح الناس هربا من أشعة الشمس خرجوا من بيوتهم ليروا شمس البر ليروا من هو هذا الإنسان الذى قال لها كل شئ 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن إضطرام المرأة بحرارة الإيمان حملها إلى أن تترك جرتها أى لم تلتفت إلى الأمور الدنيوية بل أسرعت وأبلغت كافة الناس سواء أكانوا فى المدينة أم فى الطرقات بأخبار المسيح السارة وكما إقتادها المسيح إلى الإيمان شيئا فشيئا

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 29)  29 «هلموا انظروا انسانا قال لي كل ما فعلت. العل هذا هو المسيح؟».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " هَلُمُّوا ٱنْظُرُوا " تركت السامرية جرتها وذهبت لم تدع زوجها بل دعت كل الناس لم نعد تذكر بيتها ولا ماضيها أهملت الجسد لأن روحها قد إستيقظ  المسيح ملأها من الماء الحى فشربت منه وفأصبحت هى ينبوع مياه حية ليشرب منه أهل السامرة (إش 55: 1و 3) 1 ايها العطاش جميعا هلموا الى المياه والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمرا ولبنا. 3 اميلوا اذانكم وهلموا الي.اسمعوا فتحيا انفسكم واقطع لكم عهدا ابديا مراحم داود الصادقة. "

تركت جرتها  أى تركت حياتها الماضية وأخطائها وذهبت لتخبر أهل السامرة كما اخبر التلاميذ بعضهم فكان ذلك كأندراوس بإخباره بطرس وفيلبس بإخباره نثنائيل. وكانت أول من بشّر السامريين بالمسيح. وأظهرت الحكمة بأنها لم تجادل الناس وتجتهد في أن تقنعهم بكلامها بل سألتهم أن يأتوا ويفحصوا عن ذلك بأنفسهم. فقولها لهم كقول فيلبس لنثنائيل (ص ١: ٤٦).45 فيلبس وجد نثنائيل وقال له:«وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة». 46 فقال له نثنائيل:«امن الناصرة يمكن ان يكون شيء صالح؟» قال له فيلبس:«تعال وانظر».  وكثيراً ما نرى الأسلوب في الإرشاد أنفع من الجدال ويستطيعه الساذج والعالم والفصيح أن يقول الإنسان لغيره قرأت الإنجيل وعرفت الحق فهلمّ انظر.
2) " إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ." هذا نوع من أنواع الإعتراف العلنى "قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ " قصدت بهذه المبالغة أن تنبئ الناس بمعرفة يسوع الخارقة الطبيعة لأن يسوع أقنعها أنه قادر على إنبائها بسائر ما فعلت عرف بأمر أزواحها الخمسة وغير الموجود معها هناك فرق أمام المسيح بين الذى يعترف بخطاياه ويتوب عنها وبين الذى يكتم خطاياه ويخفى خزيه وعار صباه وكأنه واقف أسير لأعداؤه . فالبرهان الذي أقنعها بأن يسوع هو المسيح كالبرهان الذي أقنع نثنائيل بأن يسوع كذلك فأقامته لأهل وطنها بشهادتها.
3) " أَلَعَلَّ هٰذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ" إنها علمت أنه المسيا لأن المسيح أخبرها بوضوح ولكنها عندما أرادت أن تخبر أهل السامرة لم تقل هذا هو المسيح على سبيل الإخبار حتى لا تدخل فى نقاش وجدال عقيم  وحتى لا تظهر أنها تعرف ما لم يعرفوا وأنها أهل لأن تعلمهم. وهذا أسلوب جيد للتبشير استفهامها أحسن دعوة لهم إلى الفحص والوقوف على الحق وتركت لهم الحكم ولكن حركتهم للذهاب للبئر ويحكموا بأنفسهم ما عرفته عن المسيح وقد كان !!!!


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أرادت إقتياد المسيح إليه فلم تقل لهم قد رأيت المسيح بل سألتهم أن يأتوا ويفحصوا عن ذلك بانفسهم بقولها لهم " هلموا وأنظروا إنسانا قال لى كل ما فعلت " لأن ما أنبأها به يسوع أقنعها أنه قادر على معرفة وإخبارها كل ما فعلت ، ولكنها لم تقل لهم هذا هو المسيح على سبيل الإخبار لئلا يجاوبوها ويقولوا لها : كيف أنك ترغبين فى تعليمنا : هل انت تعرفين أكثر منا ، بل قالت " ألعل هذا هو المسيح " أى تعالوا وأفحصوا لتعرفوا هل هذا هو المسيح؟

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 30)   30 فخرجوا من المدينة واتوا اليه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَخَرَجُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ " نادت السامرية كما كان يفعل المنادى فى الأزمنة القديمة وهو يماثل إذاعة الأخبار فى وسائل الإتصال المرئية والمسموعة أخبرت المدينة أن هناك شخصا يقول انه المسيح أذهبوا إليه ألعله المسيح الذى ينتظره أهل السامرة كان لكلام هذه المرأة تأثير عظيم في كل أهل المدينة. لعل صوتها حمل إليهم صدق مشاعرها وصدق قولها وقد إلتفوا حولها ورأوا التغيير الذى حدث لها إنها الآن تنشر الخبر وتظهر لهم بعد أن كانت تنتظر ختى تفرغ الطرق من السائريت فيها لتخرج هى ولا ريب في أن روح الرب حرك قلوبهم حتى أصغوا إلى كلامها واهتدوا به.
ما فعله المسيح مع السامرية هو إرشادد لنا فى إرشاد نفس واحدة إلى المسيح لأنه ربما كان بذلك واسطة إرشاد أهل مدينة إلى المسيح كما فعل المسيح بإرشاده تلك المرأة. وفيه تشجيع للنساء على أن يكنّ شاهدات للمسيح ولحق الإنجيل فإن تلك المرأة مع جهلها ومع أنها سامرية هدت بتعليمها إلى المسيح أكثر ممن هداهم نيقوديموس مع كل علمه.
2) " وَأَتَوْا إِلَيْهِ " ولم يبلغوا البئر حيث المسيح وتلاميذه بل كانوا مقبلين في الطريق حيث يمكن المسيح والتلاميذ أن يروهم وعند ذلك حدثت المكالمة التي ذُكرت بعد (يو 4: 31- 38)
.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال القديس كيرلس أن سهوله السامرين فى معرفة هذه الحقيقة تؤنب قساوة اليهود ، فقد آمن السامريون بالمسيح لخطاب واحد .. واليهود به مع تعليمهم لهم وشفى امراضهم وأخرج شياطين من أبنائهم .. ألخ لمدة ثلاث سنوات وبعض شهور ومع عمله عجائب وآيات لا تحصى

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 31)  31 وفي اثناء ذلك ساله تلاميذه قائلين: «يامعلم، كل»

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَفِي أَثْنَاءِ ذٰلِكَ " أي المدة بين ذهاب المرأة وقدوم أهل المدينة. يعتقد أن البئر كانت خارج المدينة
2) " سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: يَا مُعَلِّمُ، كُلْ" أتوا بالطعام الذى إشتروه من المدنية (يو 4: 8) وعرفوا أن جسد يسوع في حاجة إليه لما لقي من تعب السفر (حوالى 9 ساعات) فطلبوا إليه أن يأكل.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أ
ى أن المدة بين ذهاب المرأة وقدم أهل المدينة طلب التلاميذ من معلمهم أن يأكل .. قال يوحنا فم الذهب : طلب التلاميذ من المسيح أن يأكل حبا وإشفاقا عليه إذ كان متعبا من مشقة الطريق ، ثم حبا بأنفسهم إذ كانوا جياعا ومتعبين ولم يتجأوا أن يأكلوا قبل أن يبارك المائدة كعادته ويبتدئ بالأكل

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 32)   32 فقال لهم:«انا لي طعام لاكل لستم تعرفونه انتم».
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لَهُمْ: أَنَا لِي طَعَامٌ لآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُم" كما الجسد يحتاج للطعام ليحيا و للماء عند العطش هكذا قال المسيح للتلاميذ فى معجزة الخمس خبزات والسمكتين أعطوهم أنتم ليأكلوا المعنى أنه حديثى مع السامرية أبهجني وانتعشت نفسي منه حتى لم يبق لي قابلية للطعام الجسدي وأنتم تجهلون ذلك الحادث.
2) " لِي طَعَامٌ لآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُم" عطش المسيح لماء يشربه من السامرية ولكنه فى الحقيقة أعطاها ماء الحياة ولكنه بعد أن نمى ثمر عمله بإيمان السامرية لم يعد جسمه محتاجا  للطعام الذذى أشتراه التلاميذ كان عطشع فقط لخلاص السامرية وجووعه كان لخلاص أهل السامرة لقد أتى طعام الجسد فى وقت غير مناسب فى وقت حضور اهل المدينة ليستمعوا إليه ويروه ففضل المسيح أن يبشرهم ويترك الطعام الجسدى

كلمهم المسيح بالمجاز ليكون لتفسير كلامه بعد وقع في قلوبهم أقوى تأثيرا مما لو كلمهم ببساطة الكلام وصريح العبارة . وأشار بذلك إلى ما ما حدث  في غيبتهم من تبشير السامرية بالإنجيل وأن مسرته بالتبشير أأكثر من مسرة الجوعان بتناول الطعام. وأن تلك المسرة عظمت حتى جسده لم يعد جوعانا إلى الأكل فإن الناس يأكلون بغية اللذة والتقوّي لكن المسيح وجد كل ذلك من نفسه بالعمل الروحي. كذلك يكون للناس الروحيين من القوت السماوي ما يقويهم للعمل ويعزيهم في الشدائد مما لا يعرفه غيرهم.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول لهم إنى راغب فى جذب السامريين فهذا الجوع الروحى يمنع عنى قابلية الطعام الجسدى وأنتم تجهلون ذلك ، وقال القديس كيرلس : لما كان المسيح قد أعدهم  ليكونوا معلمين على مثاله بأن يهتموا بخلاص النفوس أكثر من إهتمامهم بجسدهم .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 33) 33 فقال التلاميذ بعضهم لبعض:«العل احدا اتاه بشيء لياكل؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَقَالَ ٱلتَّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلَعَلَّ أَحَداً أَتَاهُ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟"  أخذ التلاميذ مكان السامرية هى سألنه عن الماء والتلاميذ سألوة عن الطعام أجابها عن الماء الحى وأجابهم عن الطعام الذى ليسوا يعرفونه السامرية ظنة الماء الذى يعطيه المسيح لراحة الجسد وللتلاميذ يقول عن طعام يأكله بالحب الإلهى لتكميل مسرة الآب وهم وهم ظنوه طعاما أعطاه له أحد المارة وأكله أثناء ذهابهم ليشتروا الطعام من السامرة  كانوا بطيئي القلوب عن فهم مراد المسيح الروحي فلم يستطيعوا أن يدركوا معنى للطعام غير المأكول المادي المعتاد. وكذلك عسر على نيقوديموس إدراك معنى قول المسيح «الولادة الجديدة» والمرأة السامرية «بالماء الحي». 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
عسر على التلاميذ أن يفهموا كلامه فى الطعام الروحى ولذلك أخذوا يقولون لبعضهم بعض  هذا القول بعيدا عن المسيح معتقدين أنه ربما أتاهم أحدا بشئ يأكله

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 34)  34 قال لهم يسوع:«طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: طَعَامِي "  طَعَامِي : وصل المسيح إلى البئر مجهدا (يو 4: 6) وكانت هناك بئر يعقوب. فاذ كان يسوع قد تعب من السفر، جلس هكذا على البئر، وكان نحو الساعة السادسة. " وكان عطشانا من شدة الحرارة (يو 4: 7) فجاءت امراة من السامرة لتستقي ماء، فقال لها يسوع:«اعطيني لاشرب» ومن الطبيعى أنه كان جائعا أيضاً لأن التلاميذ كانوا أيضا جوعى وذهبوا لمدينة السامرة ليشتروا طعاما (يو 4: 8)  8 لان تلاميذه كانوا قد مضوا الى المدينة ليبتاعوا طعاما."  فلما رأى فرصة للكرازة والتبشير نسي تعبه وعطشه وجوعه ووجده في عمل مشيئة أبيه وإتمام عمله راحة ورياً وشبعاً. وكأن المسيح يريد أن يقول لهم جئت لأعطى نفسى طعاما لحياة الناس فوق أن آكل طعام الناس لأحيا . حياتى ليست من طعام الجسد بل من حياة الآب (يو 6: 57) 57 كما ارسلني الاب الحي، وانا حي بالاب، فمن ياكلني فهو يحيا بي. " إن تجسد الكلمة تعين أصلا واساسا ليكون ذبيحة وليس لمجاراه أعوازه!! ولد المسيح ليكون ذبيحة وقدم له المجوس مرا الذى يشير إلى الألم على الصليب لقد أعطى جسده ودمه فى سر الإفخارستيا والذبيحة لم تبدأ وتنتهى عند الصليب ، فلم يشفق على جسده يوما وبكل سرور كان يبرهن للآب ويقدم جسده فى كل يوم فى الأتعاب والإضطهادات والجوع والعطش ذبيحة مسرة (عب 10: 5- 7) 5 لذلك عند دخوله الى العالم يقول:« ذبيحة وقربانا لم ترد، ولكن هيات لي جسدا. 6 بمحرقات وذبائح للخطية لم تسر. 7 ثم قلت: هنذا اجيء. في درج الكتاب مكتوب عني، لافعل مشيئتك يا الله». وليتمم العمل الذى أخذه من الرب فى نفسه وعلى نفسه كان عليه أن يقدس المشيئة كلية لعمل الفداء (يو 17: 19) 19 ولاجلهم اقدس انا ذاتي، ليكونوا هم ايضا مقدسين في الحق. " وعندما أتم هذا العمل قال وهو مرتاح لرؤية نهاية عمله (يو 19: 30) 30 فلما اخذ يسوع الخل قال:«قد اكمل». ونكس راسه واسلم الروح. " ولم يكن عمله بوتيرة واحدة بل تنوع فى الخدمة وتعيير إتجاه المسير وأماكن الخدمة وطريقة التبشير ثم التوقف فى العمل ثم الإستئناف وكان يتحاشى الصدام المبكر وإستحدم قدرتة الإلهية فى إخفاء وجوده حتى يكمل العمل الذى كان يستلمة من الآب يوما بعد يوم وقالها وهو مرتاح لنتيجة عمله : (يو 17: 4) 4 انا مجدتك على الارض. العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته. " ولكننه عندما وصل لنهاية عمله كمله بالألام (عب 2: 10) 10 لانه لاق بذاك الذي من اجله الكل وبه الكل، وهو ات بابناء كثيرين الى المجد، ان يكمل رئيس خلاصهم بالالام. " وعندما إكتمل عمله صار هذا التكميل خلاصا للبشرية وعتقا للعبودية من عبودية إبليس وجعل الإهتمامات العاطفية الخاصة به شاملة للبشرية كلها فأصبح البشر منهم من يكون أمه ومنهم إخوته (مت 12: 48- 50)   48 فاجابه: «من هي امي ومن هم اخوتي؟» 49 ثم مد يده نحو تلاميذه وقال: «ها امي واخوتي. 50 لان من يصنع مشيئة ابي الذي في السماوات هو اخي واختي وامي». وهو على الصليب جعل يوحنا الحبيب تلميذه إبنا لأمه (يو 19: 28)

فلما رأى يسوع أمه، والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، قال لأمه: «يا امرأة، هوذا ابنك».

وقول المسيح هنا أن طعامه هو عمل مشيئة الآب  يوافق قوله في عدة أماكن أُخر مما يبين مسرته بعمله (يو ٥: ٣٠ 30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين، ودينونتي عادلة، لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني. (يو ٦: ٣٨ ) 38 لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني. " (يو ٧: ١٨) 18 من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه، واما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق وليس فيه ظلم " (يو ٨: ٥٠ 50)  انا لست اطلب مجدي. يوجد من يطلب ويدين. " (يو ٩: ٤ .) 4 ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار. ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل." (يو ١٢: ٤٩ و٥٠ ) 49 لاني لم اتكلم من نفسي، لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية: ماذا اقول وبماذا اتكلم. 50 وانا اعلم ان وصيته هي حياة ابدية. فما اتكلم انا به، فكما قال لي الاب هكذا اتكلم». (يو ١٤: ٣١ ) 31 ولكن ليفهم العالم اني احب الاب، وكما اوصاني الاب هكذا افعل. قوموا ننطلق من ههنا.  (أيوب ٢٣: ١٢) 12 من وصية شفتيه لم ابرح.اكثر من فريضتي ذخرت كلام فيه. " (يو ١٥: ١٠ ) 10 ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، كما اني انا قد حفظت وصايا ابي واثبت في محبته. " (يو ١٧: ٤) 4 انا مجدتك على الارض. العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته." (يو ١٩: ٣٠) 30 فلما اخذ يسوع الخل قال:«قد اكمل». ونكس راسه واسلم الروح. "

2) " أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي " مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أي المناداة بالخلاص للهالكين كما يتضح من قوله في (يو ٦: ٣٩ و٤٠).39 وهذه مشيئة الاب الذي ارسلني: ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا، بل اقيمه في اليوم الاخير. 40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير».

+ "  طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله. " ..  هناك هدف من تجسد الكلمة هو عمل إلهى وفى (يو 17) وصف واضح لفهم يسوع عن العمل الإلهى الذى تجسد من أجله (راجع مر 10: 45) (لو 19: 10) (يو 6: 29)
أورد يوحنا تعبيرين فى اللغة اليونانية عندما يتحدث عن عمل الكلمة المتجسد :

 (1) "بيمبو" (يو 4: 34 & 5: 23 و 24 و30 و 37& 6: 38و 39 و 40 و 44 & 7: 16 و18 و28 و33 & 8: 16 و 18 و 26 و29 & 9: 4 & 12: 44 و45 و49 & 14: 24 & 15: 21 & 16: 5) ..

(2) أبوستيللو" (يو 3: 17 و24 & 5: 36 و38 & 6: 29 و57 & 7: 29 & 8: 42 & 10: 36 & 11: 42 & 17: 3 و18 و 21 و23 و 25 & 20: 21) وهما مترادفان كما يتضح فى (يو 20: 21) والمؤمنين أيضا أرسلوا إلى العالم كممثلين للآب (2كو 5: 13- 21)
3) " وَأُتَمِّمَ عَمَلَه"
وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ اي عمل الفداء والمسيح تمم ذلك بطاعته الكاملة للناموس عوضاً عن الناس وكفّر بموته على الصليب عن كل سيآتهم " (يو ١٧: ٤) 4 انا مجدتك على الارض. العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته."


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه قال إن " مشيئة الذى أرسلنى" وهى التعليم وإعلان الخلاص للهالكين وأن "أتمم عمله" أى عمل الفداء بموتى على الصليب أجد فيها راحة وأرتوى وأشبع

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 35)   35 اما تقولون: انه يكون اربعة اشهر ثم ياتي الحصاد؟ ها انا اقول لكم: ارفعوا اعينكم وانظروا الحقول انها قد ابيضت للحصاد.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَمَا تَقُولُونَ"  هنا محذوف تقديره إذ «تكلمت على ما هو طبيعي في الزرع والحصاد».
2) " إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي ٱلْحَصَادُ " خرج السامرين الذين يشتهرون بملابسهم البيضاء من بيوتهم بعد سماع نداء السامرية هلموا وأنظروا .. فكان هذا المنظر يشبه عمل الملكوت بالنسبة لألأزمنة القادمة العمل وتكميل البشارة بالألام سقطت خطايا السامرية كحبة الخنطة فى الأرض لتموت ثم تخرج من جديد حقلا من القمح للحصاد

يُفهم من هذا أن الوقت الذى ذهب فيه المسيح للسامرة كان في نحو منتصف كانون الأول أي قبل أربعة أشهر من منتصف كانون الأول الذي يبتدئ الحصاد فيه هنالك (لاويين ٢٣: ١٠ وتثنية ٦: ٩) وهذا هو الواضح المرجح. وقال بعض المفسرين أن المسيح ذكر قانوناً عاماً وهو أن بين الزرع والحصاد أربعة أشهر..

أَرْبَعَةُ أَشْهُر :  حيرت  الأربعة أشهر المفسرين وشراح الكتاب المقدس ويذكر الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا ص 307 - 308 : [ كان التلاميذ يتكلمون مع بعضهم وأمامهم حقول القمح مخضرة على سفوح جبل جرزيم أخصب بقاع غسرائيل والزرع حينها كان له فى الأرض شهران وكانوا يتناجون أن بعد أربع أشهر يكون الحصاد لأن القمح يمكث فى الأرض ستة شهور كاملة حتى يحين ميعاد حصاده : من منتصف أكتوبر حتى منتصف غبريل أى وقت الحصاد المبكر هو هو زمن الصليب بالضبط لذلك هنا كلمة "أربعة أشهر" من فم المسيح و " ثم يأـى الحصاد" إشارة واضحة جدا لتكميل عمله رسميا على الصليب : قد أكمل" !! وهنا ربط بين : " طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى وأتمم عمله" وبين الأربعة أشهر والحصاد الذى جاء بعده مباشرة !! بمعنى ها هو الحصاد قاد ليس بعد أربعة أشهر ولكن الآن السامرين ياـون إليه بملابسهم البيضاء التى تشبه شكل حقول القمح وقت حصاده
3) " هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ٱرْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَٱنْظُرُوا ٱلْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ».
ٱرْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ  هذا مجاز حقيقته انتبهوا للسامريين الآتين جماعات من سوخار السامرين اللابسين الملابس البيضاء ليسمعوا تعليمي(إش 49: 18) 18 ارفعي عينيك حواليك وانظري.كلهم قد اجتمعوا اتوا اليك.حي انا يقول الرب انك تلبسين كلهم كحلي وتتنطقين بهم كعروس" (يو 4: 30)  وقال «الحقول ابيضت» لأن البياض لون الحنطة عند الحصاد. ولم تكن حينئذ حقول سوخار قد ابيضت لأن ذلك لا يكون إلا بعد أربعة أشهر فاعتبر استعداد الناس لقبول الإنجيل ورغبتهم فيه حصاداً روحياً وكلامه للمرأة زرع ذلك الحصاد.
ويذكر الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا ص 307: [ المسيح يتملم عن الحصاد والحصاد فى إنجيل المسيح له ميعادان محددان لا ثالث لهما ..

الحصاد الأول : بدأ بعد القيامة ويستمر حتى يوم القايمة حصاد المؤمنين بالكرازة والتبشير (مت 9: 37 و 38)  37 حينئذ قال لتلاميذه: «الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. 38 فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده».  .. ( لوقا ١٠: ٢ ) 2 فقال لهم: «ان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده.

الحصاد الثانى : فى يوم القيامة للدينونة (رؤ 14: 15 و 16) 15 وخرج ملاك اخر من الهيكل، يصرخ بصوت عظيم الى الجالس على السحابة: «ارسل منجلك واحصد، لانه قد جاءت الساعة للحصاد، اذ قد يبس حصيد الارض». 16 فالقى الجالس على السحابة منجله على الارض، فحصدت الارض. ] أ . هـ

بين الزرع الحقيقي (على التفسير الثاني المذكور آنفاً) والحصاد أربعة أشهر أما بين زرع المسيح المجازي وحصاده لم يكن أكثر من ساعة. وقابل المسيح التبشير بالإنجيل بالزرع في (متّى ٩: ٣٦ - ٣٨ ومتّى ص ١٣ ولوقا ١٠: ٣٧).


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
معناه أن يكون عادة ما بين الزرع زالحصاد الحقيقيين أربعة شهور ولكن ما بين الزرع المجازى الذى هو كلام المسيح وتبشير المراة السامرية وما بين الحصاد المجازى أى إهتداء وإيمان السامرين عندما أبلغتهم المرأة السامرية ذلك التبشير إلا وقد قصير لا يزيد عن ساعة وتجد هذه ألحداث ما بين التبشير بالإنجيل والزرع فى ( مت 9: 36- 37) (مت 13)  (لو 10: 37)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 36)  36 والحاصد ياخذ اجرة ويجمع ثمرا للحياة الابدية، لكي يفرح الزارع والحاصد معا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1كو 3: 6-8 ) انا غرست وابلوس سقى لكن الله كان ينمي. اذا ليس الغارس شيئا ولا الساقي بل الله الذي ينمي. والغارس والساقي هما واحد ولكن كل واحد سياخذ اجرته بحسب تعبه."
1) " وَٱلْحَاصِدُ " أي المبشر والكارز والواعظ والخطيب الذى ينشر الإنجيل يجذب نفوس الناس للمسيح .
2) " يَأْخُذُ أُجْرَةً " يأخذ بعضها في الحال بفرحه مثل الأب الذى فرح برجوع إبنه الضال  والفرح بإنقاذ الهالكين لا يوصف لأنه أجرة إكرام يسوع وغالبية الأجرة في السماء كما قيل في (دانيال ١٢: ٣ )  3 والفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين الى البر كالكواكب الى ابد الدهور"  ( متّى ١٩: ٢٨).28 فقال لهم يسوع: «الحق اقول لكم: انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر. "
3) " وَيَجْمَعُ ثَمَراً لِلْحَيَاةِ ٱلأَبَدِيَّةِ "
ثَمَراً لِلْحَيَاةِ ٱلأَبَدِيَّةِ أي نتائج روحية تدوم إلى الأبد لأن النفوس التى نجت من الهلاك بالتبشير تنال سعادة لا نهاية لها.(غلا 5: 22) وأما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح، إيمان 23 وداعة تعفف. "  وهذا خلاف حصاد الحنطة الذي لا يبقى إلا وقتاً قصيراً.
4) " لِكَيْ يَفْرَحَ ٱلزَّارِعُ وَٱلْحَاصِدُ مَعاً  " يصور المسيح فرح الفلاح حينما يحين وقت الحصاد ويرى نهاية تعبه فيجمع ثمار تعبه فهو يزرع ومعه أجراء ويحصد ومعه أجراء لِكَيْ يَفْرَحَ ٱلزَّارِعُ وَٱلْحَاصِدُ مَعاً كما كان وقتئذ باعتبار المسيح هو الزارع وهو والتلاميذ بمنزلة الحاصد وكما يكون فى كل حين لكل من يسعى في خلاص النفوس.
والفلاحة العادية يشترك كثيرون من الفعلة في الحرث والزراعة والسقى ونزع الحشائش / الزوان  كذلك يكون في الفلاحة الروحية. ومن الزرع الروحي تعليم الوالدين أولادهم بالتعليم في مدارس الأحد وقراءة الكتاب المقدس على مسامع الناس ومخاطبتهم في الواجبات الدينية وتوزيع الكتب الروحية عليهم. ومن الحصاد الروحي ايضا تقوية إيمانهم بتلك الوسائط وقبولنا إياهم في شركة الكنيسة أو مشاهدتنا ذلك.
والعاملون فى حقل الرب يحسون بالفرح في هذا العالم إذا ظهرت نتائج العمل فيه (أش 51: 11) ومفديو الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون بالترنم، وعلى رؤوسهم فرح أبدي. ابتهاج وفرح يدركانهم. يهرب الحزن والتنهد. " ولكن معظم المشاركة في الفرح يكون في نهاية العالم يوم الحصاد العظيم (متّى ١٣: ٣٩).39 والعدو الذي زرعه هو ابليس. والحصاد هو انقضاء العالم. والحصادون هم الملائكة.  "
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى أن الذى يجمع الحصاد الطبيعى يأخذ أجره كذلك الذى يجمع الحصاد الروحى يأخذ أجره وأجرته هى الحياة الأبدية أى نتائج روحية تدوم إلى الأبد لأن النفوس الناجية بالتبشير تنال سعادة لا نهاية لها وهذا خلاف خصاد الحنطة الذى لا يبقى إلا وقتا قصيرا ، ويقصد الزارع هنا هو موسى وجميع الأنبياء الذين زرعوا فى اليهود مبادئ الإيمان كوحدة الله وضرورة عبادته ومجئ المسيح المخلص ويراد به هنا أيضا المسيح لأنه زرع التعليم الحق أى جذب السامريين إلى الإيمان به ، ويراد بالحاصد المسيح والرسل الذين كملوا مبادئ الأنبياء بالتعليم الإنجيلى ونعمته وجذبوهم إلى الحياة الأبدية ، كما انه فى الفلاحة العادية يشترك كثيرون من الفعلة فى الحرث وإلقاء البذور والسقى والحصاد ويفرحون جميعا فى الحصاد كذلك فى الفلاحة الروحية ولذا يفرح بإرتداد السامريين لا المسيح ورسله فقط بل  موسى والأنبياء لمشاهدتهم إدراك الثمرة  فيما زرعوا ، والمشاركة فى الفرح تكون فى هذا العالم إذا أظهرت نتائج العمل ولكن معظم المشاركة فى الفرح يكون فى نهاية العالم يوم الحصاد العظيم (مت 13: 39)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 37)  37 لانه في هذا يصدق القول: ان واحدا يزرع واخر يحصد.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
+ "  ان واحدا يزرع واخر يحصد "هذه الآية مثلٌ عند اليهود أو الأمم قيل بناء على ما مشاهدة يحدث كثيراً في الحياة وهو أن الواحد يتعب وغيره ينتفع بتعبه وسمح الرب بذلك لما تقتضيه حكمته (ميخا ٦: ١٥).15 انت تزرع ولا تحصد.انت تدوس زيتونا ولا تدهن بزيت وسلافة ولا تشرب خمرا. "  .. وقد سجل الوحى الإلهى فى رسالة بولس الرسول  إلى أهل كورنثوس  عن الفكر البشرى الذى يفتخر بخادم أو رسول او نبى معين (1كو 3: 2- 5) سقيتكم لبنا لا طعاما لانكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الان ايضا لا تستطيعون 3 لانكم بعد جسديون.فانه اذ فيكم حسد وخصام وانشقاق الستم جسديين وتسلكون بحسب البشر. لانه متى قال واحد انا لبولس واخر انا لابلوس افلستم جسديين فمن هو بولس ومن هو ابلوس.بل خادمان امنتم بواسطتهما وكما اعطى الرب لكل واحد. " لا يوجد تنافس فى خدمة الرب هناك نوع من التعاون  فى الحب الإلهى كثيريين لهم مواهب مختلفة يتحدون فى خدمة الرب والتبشير به كل واحد حسب موهبته وطاقته  - وتظهر هذه الوحدة فى الخدمة بشكل واضح بين الأنبياء وكانت ظاهرة جدا فى خدمة يوحنا المعمدان عندما قال عن يسوع "ينبغى لهذا أن يزيد وأنا أنقص ",
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قوله " إن واحد يزرع وآخر يحصد " مثل عند الناس مبنى على ما يحدث كثيرا فى العالم وهو أن الواحد يتعب وغيره ينتفع بتعبه وهذا يصدق أيضا على الزرع والحصاد الروحيين

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 38)  38 انا ارسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه. اخرون تعبوا وانتم قد دخلتم على تعبهم».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا" أشار المسيح بهذا إلى أعمال كل التلاميذ باعتبار كونهم رسلاً وذلك بمناداتهم أن المسيح قد أتى ودعوتهم الناس إلى الإيمان به وبتأسيس الكنيسة كما فعلوا في يوم الخمسين ويجمعهم المؤمنين إليها من كل قطر.وكذلك قادة الكنيسة اليوم  فى كل بلاد العالم
2) " مَا لَمْ تَتْعَبُوا فِيهِ " كان عمل الرسل في خدمتهم الإنجيل فليلا بالنسبة إلى العمل الاستعدادي الذي ظل يحدث بإستمرار بلا توقف نحو أربعة آلاف سنة ولم يتم إلا حين عُلق المسيح على الصليب.
3) " آخَرُونَ تَعِبُوا " وهم جميع أنبياء العهد القديم حتى يوحنا المعمدان (وهو أعظمهم بموجب شهادة المسيح) (عب 11: 35- 40) 35 واخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة افضل. 36 واخرون تجربوا في هزء وجلد، ثم في قيود ايضا وحبس. 37 رجموا، نشروا، جربوا، ماتوا قتلا بالسيف، طافوا في جلود غنم وجلود معزى، معتازين مكروبين مذلين، 38 وهم لم يكن العالم مستحقا لهم. تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الارض. 39 فهؤلاء كلهم، مشهودا لهم بالايمان، لم ينالوا الموعد، 40 اذ سبق الله فنظر لنا شيئا افضل، لكي لا يكملوا بدوننا. "

وكهنة العهد القديم الذين قدموا ذبائح أشارت إلى ذبيحة المسيح العظمى الذين جاهدوا فى خدمتهم ولكنهم دون ريب "من بعيد نظروها" !! (عب 11: 13)

ولم يذوقوا فرح الخلاص ولا عرفوا حب الفادى ولا سمعوا صوت العريس ولا فرحوا بالرب فى ملئ إستعلان مجده ولا تشددوا بالروح القدس فكان تعبهم مريرا ومراتهم بلا حلاوة والتلاميذ والرسل فلا يحسب تعبهم الجسدى الذى إنتهى بإستشهادهم قط بجوار الفرح والعزاء والقوة والمجد الذى كانوا يعيشونه وكان أعظم من تألم  فيهم كان بولس الرسول الذى يسجل تعب محبته والمجازاة فى المقابل فقال (2تى 4: 7 و 8) 7 قد جاهدت الجهاد الحسن، اكملت السعي، حفظت الايمان، 8 واخيرا قد وضع لي اكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الرب الديان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا. "
4) " وَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمْ عَلَى تَعَبِهِمْ " والنجاح في التبشير لم يكن سوى نتيجة عمل هؤلاء الذين سبقوا فى الخدمة في كل زمان العهد القديم. ولا ريب في أن حصاد النفوس الذي ظهر واضحا وجليا في يوم الخمسين كان نتيجة تعب الفعلة الذين ماتوا ولم يروا نتائج أتعابهم (126: 6) 6 الذاهب ذهابا بالبكاء حاملا مبذر الزرع مجيئا يجيء بالترنم حاملا حزمه  (جا 11: 6) .6 في الصباح ازرع زرعك وفي المساء لا ترخ يدك لانك لا تعلم ايهما ينمو هذا او ذاك او ان يكون كلاهما جيدين سواء


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إ
ن الآخرين الذين تعبوا ودخل الرسل على تعبهم هم موسى وأبياء العهد القديم الذين قدموا الذبائح إشارة إلى ذبيحة المسيح العظمى والمسيح نفسه لأنه لم ير مدة حياته على الأرض من نتائج خدمته سوى القليل ، وقد دخل الرسل على أتعاب هؤلاء أى أن نجاحهم فى التبشير كان نتيجة ذلك العمل الإستعدادى الذى إستمر نحو الخمسة آلاف سنة فكان خادم الإنجيل هو حاصد بالنسبة للذين سبقوه وزارع بالنسبة  للذين يأتون بعده

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع

5. إيمان السامريين به (يوحنا 4: 39- 42)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 39)  39 فامن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المراة التي كانت تشهد انه:«قال لي كل ما فعلت».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلسَّامِرِيِّينَ " فَآمَنَ بِهِ... كَثِيرُونَ : كان هذا بداية الحصاد المذكور في (يو 4: 35) . لم يذكر الإنجيلى يوحنا أن المسيح كلم أهل السامرة أو وعظهم كان إيمانهم مبنى على رؤيتهم له وعلى شهادة السامرية عنه وهنا نرى الفرق بين اليهود خاصته ولم يقبلوه والسامريين أنصاف اليهود الذين آمنوا به ولم يطلبوا منه فعل المعجزات برهانا على صدق كلامه أنه المسيا
 + "  وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة  " ..  كانت العلاقات بين اليهود منقطعة مع السامرين فقد إنقسم بنى إسرائيل إلى قسمين الشمالى به 10 أسباط والجنوبى وبه سبطين وصارت العداوة بينهما ووقع القسمين تحت إحتلال أمم عديدة ولكن إحتفظ الجزء الجنوبى بالهوية اليهودية وحدث إختلاط بين الشماليين والأمم وفى عصر يسوع ظهرت تقاليد شعبية بين يهود الجزء الجنوبى تمنعهم من المرور فى أراضى السامريين  ولا الأكل معهم
+ "  فامن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين».  " ..  آمن السامريون بالمسيح بسبب شهادة المراة السامرية وهذه هى الشهادة  من الفعل يشهد أى شاهد بسمعه ونظره أنه رأى وسمع و ما قاله يسوع لتلاميذه (سفر أعمال الرسل 1: 8) "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض» أمر إلهى لكل إنسان أطلق عليه أسم مسيحى بالتعميد ووضع عليه ختم الروح القدس بهذا الأمر بالشهادة ليسوع يكون المسيحى مثل الحميرة الجيدة النشطة التى تخمر العجين كله أى تبشر وتكرز للأمم وحمل رسالة المسيح وبشارته وإنجيلة لكل من حولهم فحمل المؤمنين بالكنيسة فى أوائل نشأتها الشهادة للسامريين ، وللمرأة السورية الفينيقية ، وللجنود الرومان (رو 10: 12) (1كو 12: 13) (غل 3: 28- 19) (كو 3: 11)
2) " بِسَبَبِ كَلاَمِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ: قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْت»."  بِسَبَبِ كَلاَمِ ٱلْمَرْأَةِ لم يذكر البشير أن يسوع صنع شيئاً من المعجزات في السامرة إلا معرفته الفائقة الطبيعة التي أظهرها في مخاطبة المرأة السامرية وكان السامريون مثلهم مثل اليهود ينتظرون ظهور المسيا / مجيء المسيح فآمنوا بأن يسوع هو المسيح بشهادة تلك المرأة. ومن العجائب أن أعظم النتائج قد يكون من وسائط زهيدة والتى ظهرت من مخاطبة مسافر يهودى يستريح قليلاً لامرأة سامرية تستقي من بئر. مجرد حديث لعابر سبيل أدى إلى نشر الإيمان فى مدينة السامرة  وهذا خبر مثالٍ لانتهاز كل فرصة من فرص لنشر الخبر السار بيسوع المسيح .
+ "  بسبب كلام المراة التي كانت تشهد انه:«قال لي كل ما فعلت  " ..  أستطاعت محبة يسوع وتعاليمه أن تحول هذه المراة التى كانت تعيش فى الخطية والمكروهة من اليهود أن تعمل فى خدمته وتشهد له قائلة ألعل هذا هو المسيا .. إنسان قال لى كل ما فعلت .. ألعله أعظم من أبينا يسوع .. ألخ إذا كان يسوع إستطاع أن يحول هذه المرأة السامرية الخاطئة لحمل رسالة التبشير لمدينتها لمجرد أنها قابلته على البئر مرة واحدة وسجل الإنجيل مقابلته معها إنها بلا شك لم تسمع باقى تعاليمه ونحن نقابلة كل يوم فى القداسات وقراءة الإنجيل كامله فلماذا لا نتبع أوامره وتعاليمه لعلنه تبلدت مشاعرنا من كثرة تكرار العظات والقراءات أو هموم العالم ومشاغلة أو قد تكون تعظم المعيشة وملذات وشهوات العالم قد جرفتنا بعيدا عن يسوع يجب أن نجد السبب حتى نرجع إليه ونقوم مثل الفتى الضال الذى قال أقوم وأرجع إلى أبى حتى ويرجع يسوع إلينا لقد طال إنتظاره .. وهناك مثل آخر غير هذه السامرية هو الأتبا أنطونيوس أب الرهبان عندما دخل الكنيسة وسمع قارئ الإنجيل يقول أمرا آخرا غير الشهاده عندما أمر الرب يسوع الشاب الغنى قائلا له : يعوزك شيء واحد اذهب وبع كل مالك وأعط للفقراء. فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني. (لو 18: 22)  فإعتبر أن الرب يسوع يخاطبه شخصيا لأنه كان شابا وغنيا فذهب وباع كل ما له وأصبح أول راهب فى تاريخ المسيحية .. ربما يعتقجد البعض أن تعاليم المسيح وجهت لأشخاص فى عصره لآ أيها القارئ إن كل ما قاله يسوع موجه لكل شخص فينا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن معرفة المسيح لحياة المرأة السامرية أى معرفة الخطية التى تخفيها المرأة السامرية كان سببا فى إيمان كثيرين من السامريين

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 40)   40 فلما جاء اليه السامريون سالوه ان يمكث عندهم، فمكث هناك يومين.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ ٱلسَّامِرِيُّونَ "
جاء المسيح إلى خاصته اليهود ولم تقبله (يو 1: 11) إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله." وأما السامريون الذين يعدهم اليهود من المرفوضين فقبلوه بفرح. وعاملوه بخلاف ما عامله أهل قرية جدارة عبر الأردن بعد أن شفى لهم مجنون كورة الجدريين فإنهم طلبوا إليه أن ينصرف عن تخومهم (متّى ٨: ٣٤). 34 فاذا كل المدينة قد خرجت لملاقاة يسوع. ولما ابصروه طلبوا ان ينصرف عن تخومهم."
2) " سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ، فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ"  لقد أوال المسيح العداوة التى كانت موجودة بين اليهود والسامريين
سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ بعدما راوا يسوع وفرحوا بتعاليمه وسروا سروراً عظيماً حتى لم يكتفوا بما سمعوه من ذلك التعليم عند البئر بل دعوه إلى أن يقيم عندهم مدة يومين يعلمهم.

فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ لا ريب في أن هذين اليومين كانا وقت سرور للمعلم الحاصد والمتعلمين الزرع الذى نضج .
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 
وطلبوا منه أن يمكث عندهم وسروا به سرورا عظيما ولم يكتفوا بما سمعوه بل دعوه ليقيم عندهم مدة ليعلمهم فيها فمكث عندهم يومين لا أكثر لئلا لئلا يشكك اليهود لأن المسيح موعود به لليهود (خاصته) لا السامريين

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 41)   41 فامن به اكثر جدا بسبب كلامه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت
1) " فامن به اكثر جدا بسبب كلامه " وكان ما حدث مالتالى : المسيح يكلم السامرية على البئر والتى تذهب صارخة فى طرقات المدينة با،ها تقابلت مع المسيا - السامريون يذهبون للمسيح عند البئر ويؤمنون به بمجرد مشاهدته - وطلب السامريين بقاء يسوع عندهم يومين فآمن به أكثر
ويمكننا أن نعرف ماذا كان نتيجة تعليمه في ذينك اليومين مما عرفناه من نتيجة مخاطبته للمرأة بعض الدقائق. وظهرت تلك الفائدة بعد موت المسيح بوفرة من آمن واعتمد من السامريين بواسطة فيلبس المبشر والرسولين بطرس ويوحنا (أعمال ٨: ٥ - ٢٥). 5 فانحدر فيلبس الى مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح. 6 وكان الجموع يصغون بنفس واحدة الى ما يقوله فيلبس عند استماعهم ونظرهم الايات التي صنعها، 7 لان كثيرين من الذين بهم ارواح نجسة كانت تخرج صارخة بصوت عظيم. وكثيرون من المفلوجين والعرج شفوا. 8 فكان فرح عظيم في تلك المدينة.
9 وكان قبلا في المدينة رجل اسمه سيمون، يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة، قائلا انه شيء عظيم!. 10 وكان الجميع يتبعونه من الصغير الى الكبير قائلين:«هذا هو قوة الله العظيمة». 11 وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانا طويلا بسحره. 12 ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالامور المختصة بملكوت الله وباسم يسوع المسيح، اعتمدوا رجالا ونساء. 13 وسيمون ايضا نفسه امن. ولما اعتمد كان يلازم فيلبس، واذ راى ايات وقوات عظيمة تجرى اندهش.
14 ولما سمع الرسل الذين في اورشليم ان السامرة قد قبلت كلمة الله، ارسلوا اليهم بطرس ويوحنا، 15 اللذين لما نزلا صليا لاجلهم لكي يقبلوا الروح القدس، 16 لانه لم يكن قد حل بعد على احد منهم، غير انهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع. 17 حينئذ وضعا الايادي عليهم فقبلوا الروح القدس. 18 ولما راى سيمون انه بوضع ايدي الرسل يعطى الروح القدس قدم لهما دراهم 19 قائلا:«اعطياني انا ايضا هذا السلطان، حتى اي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس». 20 فقال له بطرس:«لتكن فضتك معك للهلاك، لانك ظننت ان تقتني موهبة الله بدراهم! 21 ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الامر، لان قلبك ليس مستقيما امام الله. 22 فتب من شرك هذا، واطلب الى الله عسى ان يغفر لك فكر قلبك، 23 لاني اراك في مرارة المر ورباط الظلم». 24 فاجاب سيمون وقال:«اطلبا انتما الى الرب من اجلي لكي لا ياتي علي شيء مما ذكرتما». 25 ثم انهما بعد ما شهدا وتكلما بكلمة الرب، رجعا الى اورشليم وبشرا قرى كثيرة للسامريين. اندراوس

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إ
ن الذين آمنوا بكلام المراة كانوا كثيريين والذين آمنوا بسماع المسيح ذاته كانوا أكثر

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 42)   42 وقالوا للمراة:«اننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن، لاننا نحن قد سمعنا ونعلم ان هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كَلاَمِكِ نُؤْمِنُ" يختلف إقتناع الناس باختلاف عقولهم فيقنع بعضهم بنوع من البراهين والآخر بنوع آخر فبعض السامريين اقتنع بشهادة السامرية أى بتأثيرها (يو 4: 39) وبعضهم بما ظهر في كلام المسيح من الحكمة والسلطان الإلهي. وسبب إيمان كل من الفريقين أن روح الرب ليّن قلوبهم وأنار عقولهم وأعدهم للإيمان. فالذي يجدد النفوس نعمة روح الله لا الآيات والمعجزات.
2) " قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ " وهذا ما ذكره بولس الرسول «الإيمان بالخبر» (رومية ١٠: ١٧).17 اذا الايمان بالخبر، والخبر بكلمة الله. "
3) " أَنَّ هٰذَا هُوَ بِٱلْحَقِيقَةِ ٱلْمَسِيحُ مُخَلِّصُ ٱلْعَالَم" العجيب أن السامرييين آمنوا بـ "ٱلْمَسِيحُ مُخَلِّصُ ٱلْعَالَمِ" والسؤال كيف أدرك السامريون ما لم يدركه إلا قليل من اليهود ومن الرسل أنفسهم يومئذ من روحانية خدمة المسيح وعمومها.؟ وكيف عرفوا أن المسيح منقذ الناس من الخطية والموت الأبدي؟. ألإجابة تكمن فى أنهم كاليهود أنتظروا المسيح وآمنوا به كما أن هناك شاهدة وهى السامرية التى غفرت خطيتها بعد إعترافها وتوبتها كما ا،ه يهودى إهتم بهم وأنه لم يأت لأمة واحدة بل لجميع قبائل الأرض.
+ " هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم  " ..  عبارة "مخلص العالم" أستعملت فى (1يو 4: 14) ونحن قد نظرنا ونشهد ان الاب قد ارسل الابن مخلصا للعالم. " ومخلص جميع الناس (1 تى 4: 11) لاننا لهذا نتعب ونعير، لاننا قد القينا رجاءنا على الله الحي، الذي هو مخلص جميع الناس، ولا سيما المؤمنين. "  وأستعملت فى آيات أخرى لتعلن للعالم محبة الرب للجميع (1 تى 2: 6) (عب 2: 9) (يو 2: 2)  ويقال أن عبارة "مخلص العالم" أستعملت فى القرن ألأول الميلادى لتصف القيصر .. وعندما إستعملها المسيحيين  على أنها تخص  السيد المسيح كانت من ضمن الأسباب الرئيسية فى إضطهاد الرومان للمسيحيين  ، وفى نفس الوقت ورد لقب  "مخلص العالم" فى العهد الجديد والخاص بالآب وأطلق على الأبن أيضا  ( قارن تى 1: 3) مع (تى 1: 4 & و تى 2: 10 و تى 2: 13 و تى 3: 6)
اعتقد السامريون وحيَ أسفار موسى وفي هذه الأسفار وعد لإبراهيم بأنه «تَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلأَرْضِ» (تكوين ١٢: ٣) وفيها نبوة بالمسيح (تكوين ٤٩: ١٠) ومن المرجح أن المسيح فسر في خطابه للسامريين في ذينك اليومين هاتين النبؤتين وغيرهما مما يتعلق به في تلك الأسفار فعرفوا من ذلك ما اعترفوا به هنا وهو أن يسوع هو المسيح مخلص العالم. وكان السامريون أقل من اليهود تعصباً وكبرياء ولم ينتظروا كاليهود أن يكون المسيح ملكاً أرضياً وقائدا محاربا يقودهم نحو الحرية فمطالب السامريين لست مثل مطالب اليهود فيمتنعوا مثلهم عن قبوله منقذاً روحياً. لقد قضّى المسيح قبل ذلك حوالى ثمانية أشهر في اليهودية كارزا ومبشرا لليهود مبشراً ولم يحصل هناك على نتيجة مثل النتيجة التي حصل عليها بتبشيره يومين في السامرة.
بداءة خدمة المسيح في الجليل (يو 4: 43 حتى 24) سنة ٢٧ م. ومدة تلك الخدمة نحو خمسة أشهر
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وقد قال جميع الذين آمنوا للمرأة : " ‘ننا لسنا بسبب كلامك نؤمن" بل " نحن قد سمعناه" و " تعلمنا من أسفار موسى وعد الله لإبراهيم لأنه تتبارك فيه جميع قبائل الأرض (تك 12: 3) وقد تأكدنا هذا التعليم  من أقوال المسيخ فعرفنا : أن هذا هنو بالحقيقة مخلص العالم" ومن هذا نستدل أن السامريين قد أدركوا فى وقت وجيز مالم يدركه اليهود فى زمان كبير والعلة فى ذلك أن السامريين كانوا أقل من اليهود تعصبا وكبرياءا ولم ينتظروا كاليهود أن يكون المسيح ملكا أرضيا فيمتنعوا مثلهم عن قبوله مخلصا روحيا

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع
6. ذهابه إلى الجليل (يوحنا 4: 43 - 46)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 43)  43 وبعد اليومين خرج من هناك ومضى الى الجليل،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَبَعْدَ ٱلْيَوْمَيْنِ " وهما اللذان قضاهم  في السامرة.
2) " خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى ٱلْجَلِيلِ"  مَضَى إِلَى ٱلْجَلِيلِ أى إلى مدينة الناصرة بالجليل على بحيرة طبرية . وذُكر هذا في (متّى ٣: ١٢ ومرقس ١: ١٤ ولوقا ٤: ١٤) والمدينة التى ذهب إليها أولاً في الجليل هو قانا (يو 1: 2) خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى ٱلْجَلِيلِ" . وأبان البشير في الآيتين الرابعة والأربعين والخامسة والأربعين الفرق بين قبول السامريين للمسيح ( مع أنه غريباً يهودياً والسامريون لا يخالطون اليهود بالرغم من أنه لم يعمل بينهم معجزة) وقبول أهل وطنه الجليليين الذين شاهدوا معجزاته في اليهودية له.
+ " وبعد اليومين خرج من هناك ومضى الى الجليل  " ..  كان يسوع ليس له مكان يسند فيه رأسه فكان ينتقل من مكان إلى مكان وإستعمل بحر الجليل ونهر الأردن فى التنقل وشرقه وغربه حيث جال فى الأردن ما يعرف بالمدن العشرة ديكابوليس
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ذهب يسوع إلى الجليل

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 44)  44 لان يسوع نفسه شهد ان:«ليس لنبي كرامة في وطنه».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 

1) " لأَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ أَنْ"  لأَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ هذا سبب عدم ذهابه إلى الناصرة فكأن البشير قال مضى يسوع إلى الجليل ولم يدخل الناصرة وطنه «لأن يسوع نفسه شهد» الخ. بعد يومين لم يذهب يسوع للناصرة مع انها بلدة فى إقليم الجليل الذى يتكون من منطقتين أحداها فى الشمال وتسمى الجليل الأعلى والأخرى فى الجنوب وتسمى الجليل الأسفل ويقول القديس كيرلس الكبير (1) : [ عبر فى منتصف الطريق إلى الناصرة فأعطاها ظهره وأنطلق إلى الجليل الأعلى ، لأنها لم تقبله فى السابق وقال عليها مثله المشهور : " ليس لنبى كرامة فى وطنه" ليس لأنه يسعى لكرامة الكرازة ولكن لأن عمل الخدمة لا يثمر فى أرض يمتنع عليها شرب الماء ، والآية يصعب إتيانها فى قلب بلا أمانة] أ. هـ

أو قصد بيان على أن المسيح لم يبتدئ خدمته في الجليل وذهب أولاً إلى اليهودية وبشر فيها نحو ثمانية أشهر وصنع هناك معجزات كثيرة واشتهر بأنه نبي ثم أتى إلى الجليل «لأن» الخ.

(1) St. Cyrl, op. p. 231

2) " لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ"  لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ  (راجع تفسير متّى ١٣: ٥٧) والمراد بوطنه هنا إما الناصرة حيث تربى كما في (لوقا ٤: ٢٤) 24 وقال: «الحق اقول لكم انه ليس نبي مقبولا في وطنه.  (مت 13: 57) 57 فكانوا "فى الناصرة" يعثرون به. واما يسوع فقال لهم: «ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وفي بيته». 58 ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم. " (مر 6: 4و 5)  فكانوا يعثرون به."فى الناصرة"  4 فقال لهم يسوع: «ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وبين اقربائه وفي بيته». أو بلاد الجليل التي الناصرة إحدى قراها لأن بلاد الجليل مثل كفر ناحوم وبيت صيدا وكمروزين التى بشر فيها وصنع بها ولأهلها معظم معجزاته لم يؤمنوا به ولعنها  (مت 11: 21)  «ويل لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا! لأنه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما، لتابتا قديما في المسوح والرماد. "

+ " لان يسوع نفسه شهد ان:«ليس لنبي كرامة في وطنه " .. قد تكرر هذا المثل فى هذه ألاية فى (مت 13: 57) (مر 6: 4) (لو 4: 24)  خرجت مدينة السامرة كلها لترى يسوع هذا الزائر اليهودى لمدينتهم وآمنوا به إيمانا مبدأيا وهذه ألاية تشير إلى هذا الإستقبال الرائع من السامريين لأن يسوع نال كرامة عظيمة من أهل السامرة  كما تشير هذه الآية فى الأصل إلى مقاومة الكتبة والفريسيين والشيوخ وغيرهم من رجال الدين اليهودى ليسوع فى وطنه لأن يسوع بدأ فى تبشير الجليل التى فيها مدينة الناصرة  (يو 4: 3) ثم ذهب إلى إورشليم وفى طريق عودته ذهب إلى السامرة ثم رحل من عندهم حيث تشير الأناجيل الآزائية إلى أنه إتجه إلى منطقة الجليل
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 ولكنه لم ي
دخل الناصرة وسبب ذلك هو ما قاله بنفسه " إن ليس لنبى كرامة فى وطنه" وقد سبق شرح هذا القول فى (مت 13: 57)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 45)  45 فلما جاء الى الجليل قبله الجليليون، اذ كانوا قد عاينوا كل ما فعل في اورشليم في العيد، لانهم هم ايضا جاءوا الى العيد.
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَلَمَّا جَاءَ إِلَى ٱلْجَلِيلِ قَبِلَهُ ٱلْجَلِيلِيُّونَ"  قَبِلَهُ ٱلْجَلِيلِيُّونَ أي سكان الجليل ما عدا أهل الناصرة أى قبلوه نبياً أو معلماً من الرب وكانت معرفتهم به ناقصة وإيمانهم ضعيفاً كإيمان اليهود وكان قبولهم مثل قبول نيقوديموس للمسيح (يو 3: 2)  2 هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه».
+ "  قبله الجليليون  " ..  سبب قبولهم يسوع أنهم شاهدوا أعمال يسوع فى أورشليم وسمعوا تعاليمه  عندما ذهبوا فى عيد الفصح للهيكل فى أورشليم  ، ومعنى قبولهم أنهم آمنوا أن يسوع هو المسيا الذى أنتظروه من خلال معرفتهم بالنبوءات التى وردت عنه فى التوراة (يو 1: 12) خاصة ألاية 48 وقبولهم بأنه النبى الآتى وليس قبوله كمخلص العالم وفادى البشرية الإيمان الذى آمن به السامريين "نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة مخلص العالم " وبين إيمان الجليليين الذىين إنبهروا بالعجائب والآيات فقط وهنا تنطبق الاية التالى على السامريين (إش 65
: 1) " 
1 اصغيت الى الذين لم يسالوا.وجدت من الذين لم يطلبوني.قلت هانذا هانذا لامة لم تسم باسمي.   أما عن اليهود فتنطبق الآية (رو 10: 21) 21 اما من جهة اسرائيل فيقول:«طول النهار بسطت يدي الى شعب معاند ومقاوم». و (إش 65: 2) )  2 بسطت يدي طول النهار الى شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء افكاره. "

ومع أن الجليلييون قبمبدأيا إلا أنه رفضوه فيما بعد فى (يو 6: 66)

2) " إِذْ كَانُوا قَدْ عَايَنُوا كُلَّ مَا فَعَلَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْعِيدِ،" إِذْ كَانُوا قَدْ عَايَنُوا كُلَّ مَا فَعَلَ فِي أُورُشَلِيمَ تدل القرينة على أن الجليليين لم يميلوا إلى قبوله نبياً لأنه واحد منهم ولكن لاشتهاره في أورشليم وما صنعه من المعجزات هنالك قبلوه كذلك.
3) " لأَنَّهُمْ هُمْ أَيْضاً جَاءُوا إِلَى ٱلْعِيدِ»."  فِي ٱلْعِيدِ أي عيد الفصح ( تثنية ١٦: ١٦) 16 ثلاث مرات في السنة يحضر جميع ذكورك امام الرب الهك في المكان الذي يختاره في عيد الفطير وعيد الاسابيع وعيد المظال.ولا يحضروا امام الرب فارغين. " وكان قد حدث منذ ثمانية أشهر كما من مقابلة ما في (يو ٢: ٢٣).23 ولما كان في اورشليم في عيد الفصح، امن كثيرون باسمه، اذ راوا الايات التي صنع."
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن الجليليين ما عدا أهل الناصرة قبلوا الرب يسوع معلما ونبيا ليس لأنه واحد منهم بل لأنهم " عاينوا كل ما فعل فى أورشليم " أى المعجزات التى صنعها وعاينوها بأنفسهم لأنهم كانوا هم فى "العيد" أى عيد الفصح .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 46)  46 فجاء يسوع ايضا الى قانا الجليل، حيث صنع الماء خمرا. وكان خادم للملك ابنه مريض في كفرناحوم.
  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَجَاءَ يَسُوعُ أَيْضاً إِلَى قَانَا ٱلْجَلِيلِ" ذهب إلى بلدة قانا الجليل  وكلمة أيضا تعنى مرة ثانية أو زار بلاد أخرى مع قانا الجليل
2) " حَيْثُ صَنَعَ ٱلْمَاءَ خَمْراً" راجع (يو ٢: ١ - ١١) صنع المسيح فى قانا اول معجزة له لا بد من أن مجيء المسيح ثانية إلى قانا ذكّر أهلها المعجزة التي صنعها عندهم في مجيئه الأول لأنهم كانوا عرفوه فى عرص قانا الجليل وأحبوه
3) " وَكَانَ خَادِمٌ لِلْمَلِكِ"  وَكَانَ خَادِمٌ الخ الأرجح أن هذا الخادم كان قائداً في عسكر هيرودس أنتيباس وأن كفرناحوم كانت إما محل خدمته وإما محل سكنه مع أهل بيته.
4) " ٱبْنُهُ مَرِيضٌ فِي كَفْرَنَاحُومَ"
ٱبْنُهُ مَرِيضٌ كان هذا في حد ذاته مصاباً لخادم الملك هيرودي أنتيباس رئيس الربع على الجليل وكان معروفا فى الشعب بإسم "الملك" وكثير من المفسرين يقولون أن هذا الخادم هو "خوزى" المذكور فى (لو 8: 3) 3 ويونا امراة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة واخر كثيرات كن يخدمنه من اموالهن. " أو ربما "مناين " المذكور فى (اع 13: 1) 1 وكان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء ومعلمون: برنابا، وسمعان الذي يدعى نيجر، ولوكيوس القيرواني، ومناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع، وشاول.  "

وقد كان كان سبب إتيانه إلى المسيح وسيلة إلى خلاص نفسه ونفوس أهل بيته.

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع
7. شفاء ابن خادم الملك (يوحنا 4: 47 - 54)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 47)   47 هذا اذ سمع ان يسوع قد جاء من اليهودية الى الجليل، انطلق اليه وساله ان ينزل ويشفي ابنه لانه كان مشرفا على الموت.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "  هٰذَا إِذْ سَمِعَ أَنَّ يَسُوعَ قَدْ جَاءَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ، " جاء من اليهودية للجليل عبورا بالسامرة لأنها كانت الإقليم الأوسط بين اليهودية والجليل

2) " ٱنْطَلَقَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَنْزِلَ وَيَشْفِيَ ٱبْنَهُ لأَنَّهُ كَانَ مُشْرِفاً عَلَى ٱلْمَوْتِ" ذهب خادم الملك إلى طبيب الروح والجسد إِذْ سَمِعَ الخ حيث كان إيمانه بالمسيح نتيجة مما سمعه من أخبار معجزاته وإنتشارها وظن مجئ المسيح إلى مخدع المريض ضرورياً لشفائه مثل سائر الأطباء . وكان سؤاله إياه أن "ينزل" من قانا إلى كفرناحوم التى على شاطئ بحر طبرية أما قانا فهى على هضبة أعلى منها ومنطقة الجليل أعلى من منطقة اليهودية وأوطى منطقة فى الجنوب المنطقة الواقعة حول البحر الميت  

والمسافة بين كفر ناحوم وقانا الجليل تبلغ بحسب تحقيق يوسيفوس المؤرخ اليهودى حوالى 16 ميلا قطعها هذا الضابط الملكى راكبا على حصان فى الأرجح

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ظن بعضهم أن "خادم الملك" الذى كان إبنه مريضا فى كفر ناحوم  هو قائد المائة الذى ذكره متى فى إصحاح 8 الحقيقة كما قال فم الذهب أنه غيره لأن قائد المائة أراد المسيح دخول بيته فأبى إحتراما له أما هذا فطلب منه أن ينزل ويشفى إبنه ، وقائد المائة جاء إلى يسوع عند نزوله من الجبل إلى كفر ناحوم وهذا أتى ليسوع وهو فى قانا ، وذلك كان غلامه مفلوجا وهذا كان إبنه مريضا بالحمى ، وكان إيمان خادم الملك هذا ضعيفا لأنه توهم أن المسيح لا يستطيع أن يشفى المريض إلا إذا أتى إلى المخدع .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 48)  48 فقال له يسوع:«لا تؤمنون ان لم تروا ايات وعجائب»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ!" طلب الآية هو طلب الشعب اليهودى لأنهم يعرفون معنى المعجزة وهم يختلفون عن الشعب اليونانى الذين هم منشأ الحكمة والفلسفة  (١كورنثوس ١: ٢٢ ) 22 لان اليهود يسالون اية، واليونانيين يطلبون حكمة،  "

 يقول الأب متى المسكين فى متاب شرح إنجيل يوحنا ص : [ الإيمان بدون آية أى " بدون معجزة " فافيمان بالكلمة يستقر فى القلب حيث تنمو الكلمة ويثمر أما الإيمان بالآية فيستقر فى العقل حيث القياس والمقابلة والشك والنسيان]
يدل كلام المسيح مع حادم الملك على أن إيمان خادم الملك بالمسيح لم يكن خالصاً من الشكوك وأنه كان يتوقع أن يشاهد بعينيه معجزة من معجزات المسيح قبل أن يثق به كل الثقة فامتحنه قبل إجابة طلبته لكي يقوي إيمانه ويزيد رغبة في الطلب. ويشبه خادم الملك أب ولد عليه روح أخرس وكان يلقيه فى النار وفى الماء ليهلكه ( مر 9: 23 و 24)  23 فقال له يسوع: «ان كنت تستطيع ان تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن». 24 فللوقت صرخ ابو الولد بدموع وقال: «اومن يا سيد فاعن عدم ايماني». وعامل المسيح خادم الملك كما عامل المرأة الفينيقية (متّى ١٥: ٢٤). وخاطبه بصيغة الجمع بقوله «لا تؤمنون الخ» أى أنه توجد فئة من الناس لا تؤمن إلا بالرؤية العينية مثلخ مثل توما (يو 20: 25)  فقال له التلاميذ الآخرون: «قد رأينا الرب!». فقال لهم "توما": «إن لم أبصر في يديه أثر المسامير، وأضع إصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه، لا أومن».  (مر 9: 24)
2) " إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ!"  آيات وعجائب :  معنى الاية فى اللغة العربية "هى علامة وأمارة "  فأيات المسيح  هى علامة أنه المسيا المنتظر أما  معنى عجائب  فى اللغة العربية : " اسم علم مؤنث عربي، وهو جمع عجيب، وهو كل شيء نادر وطريف، ما يأخذ بالألباب. وقد يخففون الهمزة فيقولون: عجايب، وهو صحيح. "  وفى المعنى المسيحى : العجيبة هى الآية التى تذهل العقل ولا يجد لها تفسيرا منطقيا مثل معجوات  الشفاء وغخراج الشياطين وإقامة الموتى .. ألخ التى كان يفعلها المسيح  وأتى هاذين اللفظين معا هنا فقط فى إنجيل يوحنا ولكنهما وردا معا كثيرا فى العهد القديم والجديد ويوجد إيمان قائم على الآية وليس قائم على الرؤية العينية فالتلاميذ شربوا خمرا بعد تحويل الماء لخمر فى عرس قانا الجليل كان إيمانهم على إحساس انهم يشربون خمرا فآمن التلاميذ وهذا يسمى الإيمان بقوة الكلمة التى قالها المسيح أسقوا

+ "  لا تؤمنون ان لم تروا ايات وعجائب  " ..  جملة شرطية من الصنف الثالث مع تأكيد نفى مزدوج .. وهنا يخاطب الرجل بصيغة الجمع فهل كان مع الرجل بعض من عائلته عموما كان اليهود يطلبون منه معجزات وآيات (يو 2: 18 & 6: 2 و 30) (مت 12: 38 & 16: 1)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يدل هذا الكلام أن إيمان خادم الملك لم يكن خالصا من الشكوك وأنه كان يتوقع أن يرى بعينه معجزة قبل أن يثق به ولكنه لم يكن خاليا من الإيمان لأنه لو كان خاليا منه لما أتى وسأل يسوع أن يشفى إبنه

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 49)  49 قال له خادم الملك:«يا سيد، انزل قبل ان يموت ابني».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " قَالَ لَهُ خَادِمُ ٱلْمَلِكِ: يَا سَيِّدُ، ٱنْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ٱبْنِي"  لم يذكر لنا التلميذ يوحنا من هو هذا الخادم أهو أممى أم يهودى كما لم يهتم بإسم افبن وعمره بل ذكر علاقة البنوة لأنه ليس فى الوجود أعز من الإبن ولكن الذى أثار ه يوحنا هنا حالة الفزع التى تكلم بها الأب وبكلمة "إنزل" وتعنى تعالى بسرعة إهتم الأب بالزمن وسلطانه بأيامه وساعاته ودقائقة فى شفاء إبنه لقد كان بين الحياة والموت ولم يعرف أن المسيح له سلطان على إستمرار الحياة والموت وأظهر لنا الإنجيل أثر تباطؤ يسوع   على هذا الضابط الملكى الذى يؤمر فيطاع وكيف أثر هذا التباطؤ قلقا مريغا إزاء تصور الموت يزحف ليخطف أبنه من الحياة وإستمر الضابط فى الإلحاح ولم يخطر بباله أنه بالإيمان يشفى المسيح غبنه دون أن يذهب إليه ولكنه ظن أنه بالمعجزة يشفى إبنه ولكن فى الحقيقة الإيمان فقط تحدث معجزة
هذا صراخ لجاجة ويأس وخوف إختلط بلغة الأمر "أنزل" التى تعوود عليها هذا الخادم مع مرؤوسية وخاف لئلا يذهب المسيح بالتمهل فيموت الإبن وتضيع فرصة إنقاذة من الموت الذي أشرف هو عليه. وشدة احتياجه إلى المسيح زادته تمسكاً به لكنه ما برح يعتقد أن وصول المسيح إلى المريض ضروري لشفائه وأن قوته محدودة في الشفاء ما دام المريض حياً وأنه لا يستطيع شيئاً بعد موته فلم يكن أدرك مثل مريم ومرثا أن سلطان المسيح يتجاوز القبر والموت وأن كلمتى فقط تحيى وتشفى وتقيم من الموت (يو ١١: ٢١ و٣٢) 21 فقالت مرثا ليسوع:«يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت اخي! 32 فمريم لما اتت الى حيث كان يسوع وراته، خرت عند رجليه قائلة له:«يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت اخي!»
شئ واحد فقط سيطر على فكر هذا الضابط الملكى هو : كيف يقنع المسيح صانع الممعجزات بالنزول فورا لإنقاذ إبنه من الموت ؟
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ق
ال يوحنا فم الذهب : أن خادم الملك لشدة حزنه على إبنه لم يصغ كثيرا لكلمات يسوع بل كان همه شفاء إبنه متوهما أن وصول المسيح ضرورى لشفاء غبنه وأن قوته محدوده فى الشفاء مادام المريض حيا وأنه لا يستطيع شيئا بعد موته

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 50)   50 قال له يسوع:«اذهب. ابنك حي». فامن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع، وذهب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ٱذْهَبْ."  دل جواب المسيح أن تمهله كان لفائدة الوالد تقوية إيمانه لا لعدم إرادته شفاء ولده وبالرغم من عدم إيمان الوالد الكامل بالمسيح إلا قبل إيمانه وإن لم يكن خالصاً. وقال له إذهب بما يعنى انك تعبت فى السفر لتأتى إلى من كفر ناحوم إلى قانا الجليل والمسافة بينهم 25 كم  فلن أخيب ظنك إذهب أى غرجع إلى إبنك
2) " ٱذْهَبْ. اِبْنُكَ حَيٌّ " أي أني شفيت ابنك فهو صحيح معافى فلا حاجة إلى ذهابي إليه لقد فصل المسيح وبكلمة شفى الإبن
وبمعجزة شفاء الإبن عن بعد أظهر المسيح بقوته اللاهوتية الخارقة بشفاء الإبن عن بعد  بمجرد إرادته وهو لم يره قبلاً بطلب أبيه وبأنه عرف النتيجة في الحال.
3) " فَآمَنَ ٱلرَّجُلُ بِٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا لَهُ يَسُوعُ، وَذَهَبَ"  وكان نتيجة إلحاح الأب على المسيح أنه تحنن وشفا أبنه وهذا الإلحاح طوبه الرب  (لو 18: 1) "وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلًا فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ،"  وضرب مثل عليه هو مثل الأرملة المظلومة أمام قاضى الظلم وكيف إلحاحها غلب ظلم القاضى وكيف لا يغلب وهو قاضى العدل
فَآمَنَ ٱلرَّجُلُ بِٱلْكَلِمَةِ طلب منه المسيح أن يؤمن بمجرد قوله دون أن يرى شيئاً من الآيات والعجائب فاحتمل الامتحان ودليل صحة إيمانه أنه انصرف ولم يسأل المسيح أن يذهب معه. وكانت كلمة الرب إلى الجندى لها قوة التصديق تلقاها خادم الملك بدون نقاش كأنها صدرت من قائدة الأعلى أمرا مطاعا كان يؤمن بانه إذا نزل معه سيشفى إبنه والآن يؤمن بقوة كلمة المسيح فإكتفى بالكلمة تماما كما فعل بطرس الرسول حينما قال (لو 5: 5) " فأجاب سمعان وقال له: «يا معلم، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا. ولكن على كلمتك ألقي الشبكة».
+ "  قال له يسوع:«اذهب. ابنك حي». فامن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع، وذهب  " ..  جوهر هذه المعجزة فى إيمان هذا الرجل العجيب لأنه : آمن بيسوع فأتى إليه .. آمن بكلماته .. آمن بقوة أعماله .. آمن بشخصه ! لقد وثق هذا الرجل بيسوع بدون أيه علامة منظورة لمواعيد يسوع
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا فم الذهب : قد مضى المسيح إلى منزل قائد المائة الذى ذكره متى فى إصحاح 8 مع أنه طلب إليه أن لا يمضى ولم ينزل إلى دار خادم الملك مع إلحاحه عليه أن يذهب ، وسبب ذلك أن قائد المائة كان غيمانه عظيما وخادم الملك كان إيمانه ناقصا فلو طاوعه وأراد أن ينزل إلى بيته لزاد فى ضعف إيمانه وتوهمه أنه لا يستطيع ان يشفى إلا بحضوره عند المريض ، فزاد إيمان خادم الملك يعدم ذهاب المسيح ، وأظهر إيمان قائد المائة بذهابه إليه فأبرأ المسيح الوالد من ضعف الإيمان وشفى الولد من مرض الموت بكلمة واحدة .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 51)   51 وفيما هو نازل استقبله عبيده واخبروه قائلين:«ان ابنك حي».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَفِيمَا هُوَ نَازِلٌ " وَفِيمَا هُوَ نَازِلٌ : من قانا الجليل إلى كفرناحوم وهي مدينة على شاطئ بحيرة طبرية وأوطأ من قانا التي هي  كورة جبلية.
2) " ٱسْتَقْبَلَهُ عَبِيدُهُ " من المرجح أنه بمجرد شفاء الإبن قام عبيده وذهبوا إلى قانا الجليل ليخبروا أبيه خادم الملك من كفرناحوم لتبشيره بشفاء ابنه.
3) " وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: إِنَّ ٱبْنَكَ حَيٌّ" قال له المسيح «ابنك حي» وبشره عبيده بشفاء ابنه بالعبارة نفسها.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى بينما هو راجع جاء العبيد ببشرى بنفس العبارة التى قالها المسيح " إبنك حى"

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 52)  52 فاستخبرهم عن الساعة التي فيها اخذ يتعافى، فقالوا له:«امس في الساعة السابعة تركته الحمى».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَٱسْتَخْبَرَهُمْ عَنِ ٱلسَّاعَةِ ٱلَّتِي فِيهَا أَخَذَ يَتَعَافَى" إستخبرهم أى أجرى خادم الملك الضابط الملكى تحقيقا لإستكمال المهمة التى من أجلها سافر إلى قانا الجليل من كفر ناحوم المدينة التى سكن فيها يسوع بعد الناصرة
فَٱسْتَخْبَرَهُمْ عَنِ ٱلسَّاعَةِ ليثبت إيمانه حتى لا يشك أنه شُفي صدفة لأن شفاءه كان في الدقيقة التي فيها أنبأه المسيح بشفائه. (يو 6: 37) 37 كل ما يعطيني الاب فالي يقبل، ومن يقبل الي لا اخرجه خارجا.  "
2) " أَمْسٍ" كان أبدأ اليوم عند اليهود بعد شروث الشمس فى المغرب أى كان العبيد لقوه في أي ساعة كانت بعد مغرب النهار الذي شُفي فيه الابن.
3)  " فِي ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّابِعَةِ تَرَكَتْهُ ٱلْحُمَّى."
فِي ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّابِعَةِ أي الساعة الثانية بعد الظهر لأنه كان ذلك في شهر كانون الأول (يو ٤: ٣٥) 35 اما تقولون: انه يكون اربعة اشهر ثم ياتي الحصاد؟ ها انا اقول لكم: ارفعوا اعينكم وانظروا الحقول انها قد ابيضت للحصاد. " والمسافة بين قانا وكفرناحوم خمسة وعشرون ميلاً أو سفر يوم سيرا على الأقدام و 25 ميل = 40.2336كيلو متر بينما يقطع الحصان مسافة مابين 65- 75 كيلو مترا فى الساعة .
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن خادم الملك لكى يثبت إيمانه ويتأكد أن إبنه لم يشفى إلا بكلمة المسيح إستفهم من عبيده عن الساعة التى شفى فيها فعلم منهم أن شفاؤه كان فى  الدقيقة التى فيها أنبأه  المسيح بشفاؤه وذلك فى الساعة السابعة أى الثانية بعد الظهر

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 53)   53 ففهم الاب انه في تلك الساعة التي قال له فيها يسوع:«ان ابنك حي». فامن هو وبيته كله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَفَهِمَ ٱلأَبُ أَنَّهُ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ ٱلَّتِي قَالَ لَهُ فِيهَا يَسُوعُ إِنَّ ٱبْنَكَ حَيٌّ." فى اللحظة التى قال فيها المسيح لخادم الملك "إبنك حى" تم الشفاء وقد حقق خادم الملك الضابط الملكى مع عبيده وتأكد من معجزة شفاء إبنه
2) " فَآمَنَ هُوَ وَبَيْتُهُ كُلُّه"  نتائج الإيمان قد تكون بعد سماع الكلمة أو حدوث معجزة .. ألخ وهنا نشاهد أعلى درجة من درجات الإيمان  ففي الأول آمن بأن يسوع قادر على شفاء ابنه وذهب من كفر ناحوم إلى قانا الجليل حيث كان يسوع موجودا وطلب إليه أن ينزل معه إلى كفر ناحوم وبعد شفاء غبنه بكلمة آمن بأنه المسيح وصار تلميذاً له. فبلغ الإيمان الحقيقي في ثلاث درجات الأولى عند وصوله إلى المسيح والثانية عند قول المسيح له «ابنك حي» والثالثة لما بلغ بيته وشاهد ابنه صحيحاً معافى.
وكان مرض واحد من أهل هذا البيت وسيلة أن تؤمن السرة كلها بالمسيح وينالوا حياة أبدية  فأهل البيت شاهدوا شفاء الولد فجأة ثم فهموا من الوالد أن سبب ذلك الشفاء المسيح.
+ "   فامن هو وبيته كله. " ..  هذه هى المرة الأولى فى العهد الجديد التى نقرأ فيها عن شخص يؤمن فيجذب عائلته كلها للإيمان : كرورنيليوس  (أع 10: 44- 48)  ليديا (أع 16: 15) سجان فيلبى (أع 16: 31- 34) كريسبس (أع 18: 8) أستفانوس (1كو 1: 16) هناك أبحاث وتأملات عديدة حول إيمان هذه الأسر ، إن  كبار السياسيين  ورؤساء الكهنة ورجال الدين والرجال المهمين والمفكرين وغيرهم  وكذلك كبار العائلة  يؤثرون على خيارتنا قد يقودونا إلى الأفضل أو إلى الأسوأ من الحاضر الذى نعيشة وقد قاد رؤساء هذه العائلات عائلاتهم إلى المسيحية عقيدة الحب والسلام ثم  إلى الملكوت وحياة أبدية مجيدة
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فلما تحقق من قوة يسوع  " آمن هو وأهل بيته كله" بأن يسوع هو المسيح مخلص العالم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 54)  54 هذه ايضا اية ثانية صنعها يسوع لما جاء من اليهودية الى الجليل.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " هٰذِهِ أَيْضاً آيَةٌ ثَانِيَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ " آيَةٌ ثَانِيَةٌ في الجليل غير المعجزات الكثيرة التي صنعها في اليهودية  والآية الأولى في الجليل تحويل الماء خمراً صنعها فى قانا الجليل (يو 2: 1- 11) 11 هذه بداية الايات فعلها يسوع في قانا الجليل، واظهر مجده، فامن به تلاميذه. " قبل ذهابه إلى اليهودية وعوده إلى الجليل. والهدف من المعجزتين إظهار مجدة بمجرد كلمة تخرج من شفتية
2) " لَمَّا جَاءَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ إِلَى ٱلْجَلِيل"
ِ ذكر البشير هذا كأنه قسم جديد من خدمة المسيح. واكتفى يوحنا بذكر معجزتين من كل المعجزات التي صنعها المسيح في هذا القسم من خدمته إحداهما شفاء ابن خادم الملك القائد عند هيرودس أنتيباس التي ذكرها والأخرى إشباع خمسة الآلاف المذكورة في (يو ٦) والآية الأولى التي ذكرها كل من متّى ولوقا غير الآية الأولى التي ذكرها يوحنا.
وكان هدف يوحنا كتابة أنباء المسيح في اليهودية وكتب سائر الإنجيليين كتابة إنبائه في الجليل فلذلك ملأ يوحنا زمنا لم يذكر فى باقى الأناجيل الذين توسعوا فيما يتعلق بالخدمة الجليلية كذهاب يسوع إلى الناصرة ورفض أهلها إياه (لوقا ٤: ١٦ - ٣١) ومكثه في كفرناحوم (متّى ٤: ١٣). ودعوة أربعة من رسله (متّى ٤: ١٨ - ٢٢ ومرقس ١: ١٦ - ٢٠ ولوقا ٥: ١ - ١١). وجولانه في الجليل (متّى ٤: ٢٣ - ٢٥). ودعوة متّى (متّى ٩: ٩). ومعجزات كثيرة صنعها في تلك المدة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
الآية (المعجزة) الأولى هى التى صنعها يسوع فى الجليل فى قانا بتحويل الماء خمرا (يو 2) وألاية (المعجزة) الثانية هى إبراء إبن خادم الملك وإقتصر يوحنا الإنجيلى على ذكر هاتين المعجزتين لأن هدفه ذكر أنباء وأحداث ومعجزات يسوع فى اليهودية

 


This site was last updated 10/01/20