Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  التاسع (يو 9: 1- 23)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11
Untitled 8416
تفسير إنجيل يوحنا ص12
تفسير إنجيل يوحنا ص 13
تفسير إنجيل يوحنا ص 14
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
تفسير إنجيل يوحنا ص20
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8373
Untitled 8415
ت

تفسير يوحنا الإصحاح  التاسع - فى مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل 19

 

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  التاسع (يو 9: 1- 23)
1. شفاء الأعمى (يوحنا 9: 1-7)
2. حوارات بعد الشفاء
أ. حوار بين الجيران والأعمى (يوحنا 9: 8- 12)
ب. حوار بين الفريسيين والأعمى (يوحنا 9: 13- 17)
ج. حوار بين الفريسيين ووالدي الأعمى  (يوحنا 9: 18- 23)

مكان البشارة : ما زال المسيح فى اورشليم فى عيد التجديد (9: 1- 10: 39)

عيد المسيح  فى أورشليم عيد المظال والذى يحتفل به اليهود من 15- 22 من شهر تشرى الموافق سبتمبر / أكتوبر وأحداث عيد المظال وما تلاها وردت فى افصحاح السابق ومعظم الإصحاح الثامن والتى فيها قصة المراة الزانبة وتعاليم المسيح ومحاوراته مع اليهود والمناسبة لطقوس وقراءات هذا الموسم وظل المسيح ثلاثة أشهر فى أورشليم وحولها يعلم ويكرز ويبشر حتى جاء موسم عيد التجديد فى 25 كسلو الموافق ديسمبر والذى يستمر لمدة سبعة أيام ويبدأ ذكر عيد التجديد فى (يو 10: 22) ويلاحظ أنه إنجيل يوحنا أنه بعد سرد القصة وتاليمها مهتما بالتعليق عليها من الوجهة الروحية أو التاريخية أو المكانية وقد ذكر الأعياد حتى يتبين القارئ أن التعاليم والحوادث التى فى الإصحاحين 9 و 10 وحتى العدد 22 كان فى وقت عيد التجديد وفى الهيكل .

إنجيل الموبود أعمى فى الكنيسة القبطية
تهتم الكنيسة القبطية بقراءه أحداث إنجيل المولد أعمى بقراءه مرتين فى السنة المرة الأولى : فى الأحد السادس من الصوم الكبير وهو أحد التناصير أى المعمودية وهذا دليل على أن هذا  الإنجيل مرتبط بالمعمودية فى تقليد الكنيسة الأولى وفكر الآباء .. والمرة الثانية فى الأحد الرابع من شهر طوبة بعد عيد الغطاس وهذا أيضا بسبب إرتباط هذا الإنجيل بالمهمودية .. وفى صلاة القداس الغريغوورى يصلى الكاهن قائلا : " وهبت النظر للعميان " .. وفى القداس الكيرلسى يصلى الكاهن قائلا : " يا من فتح أعين العميان إفتح عيون قلوبنا " 

 

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  التاسع
1. شفاء الأعمى (يوحنا 9: 1-7)

ينفرد إنجيل يوحنا في رواية شفاء الأعمى منذ مولده (يوحنا 9: 1-41) التي حدثت لأول مرة في تاريخ البشرية كي يُعلن عن شخص يسوع أنه إنسان (يوحنا 9: 11)، ونبي (يوحنا 9: 17)، ورجل الله (يوحنا 9: 33)، و"ابن الانسان" (يوحنا 9: 35)، وربٌ مستحقٌ للسجود والعبادة (يوحنا 9: 38)، انه جاء يفتح بصر العين وبصيرة القلب، ليكشف للناس عن نور الايمان والحق والحياة والخلاص، وفي نفس الوقت ليفضح عمى القيادات المُرائية المتعجرفة التي لم تستطع أن تكتشف عماها الروحي وخطاياها؛ ومن هنا تكمن اهمية البحث في وقائع النص وتطبيقاته.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 1)  1 وفيما هو مجتاز راى انسانا اعمى منذ ولادته،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
1) " وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ"
عبارة " سائر" في الأصل اليوناني παράγων (معناها مُجتازا) الى اجتياز يسوع 

الأرجح أن ذلك كان في مدخل الهيكل (باب الجميل الذى شفى أمامه بطرس المقعد ) [ باب الجميل رقم (1) فى خريطة هيكل هيرودس ٍ] (أعمال ٣: ٢) وكان رجل اعرج من بطن امه يحمل، كانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل الذي يقال له «الجميل» ليسال صدقة من الذين يدخلون الهيكل. " أو على القرب منه حيث كان يجتمع المتسولون أو بالقرب من أحد الأروقة  ولم يتضح للمفسرين ما إن حوادث الأصحاحين السابقين مرتبطة بحوادث هذه الأصحاح أم منقطعة عنه لأن المسيح مكث فى أورشليم يبشر ثلاثة اشهر التى هى بين عيد المظال وعيد التجديد لكن نعلم من ألآية (يو 9: 14) أن حوادث هذا الأصحاح كانت في يوم السبت من الوقت الذي شغله بهذه الخدمة في اليهودية وأوله من بداءة الأصحاح السابع ونهايته الآية (يو 10: 39)  وهو نحو ثلاثة أشهر
2) " رَأَى إِنْسَاناً أَعْمَى" كلمة " رأى" فتشير الى نظْرة يسوع للرجل الأعمى لا كما ينظر الآخرون إليه، إنما بروح الحب والترفق كان المرضى يذهبون للمسيح ولكن  أحيانا كان المسيح يذهب إليهم كما فى مريض بيت حسدا وإقامة إبن الأرمله فى قرية نايين وشفاء البرص العشرة وغيرها ، وأحبَّه وأتى اليه كما جاء في أشعيا "إِني آعتَلَنتُ لِمَن لم يَسألوا عَنِّي، ووَجَدَني الَّذينَ لَم يَطلُبوني. قُلتُ: ((هاءَنَذا هاءنَذا)) لِأُمَّةٍ لم تَدعُ بِآسْمي" (أشعيا 65: 1)؛ 
"رجل أَعْمى"  ولم يذكر الانجيل اسم الأعمى، ومع ذكر تكرّرت لفظة أعمى 12 مرة في الفصل التاسع من إنجيل يوحنا نظرا لأهمية شخصيته.  في معجزة شفاء يسوع للأعمى ستة أمور تستحق الاعتبار.
الأول: أنه لم يذكرها أحد من الإنجيليين سوى يوحنا.
الثاني: أنه ذكرها بكل تفاصيلها
الثالث: أنها واحدة من المعجزات الثلاث التي فعلها يسوع في اليهودية (والمعجزات التي ذكرها يوحنا سبع، ثلاث في اليهودية وأربع في الجليل).
الرابع: أنها إحدى المعجزات التي توقع اليهود أن يصنعها المسيح "المسيا المنتظر" عند إتيانه «يَسْمَعُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلصُّمُّ أَقْوَالَ ٱلسِّفْرِ، وَتَنْظُرُ مِنَ ٱلْقَتَامِ وَٱلظُّلْمَةِ عُيُونُ ٱلْعُمْيِ» (إشعياء ٢٩: ١٨).
الخامس: أنها من الآيات التي ذكرها يسوع دليلاً على أنه هو المسيح بقوله «ٱذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ الخ» (متّى ١١: ٤ و٥).
السادس: أن المعجزة سنعها المسيح علانية في إنسان معلوم وفي موضع مشهور وأمام كثيرين حتى لا يستطيع اليهود إنكارها. وكانت علة جلوس الأعمى هنالك الاستعطاء " التسول" (يو 9: 9) . وشفاه المسيح تبرعاً أي من دون أن يسأله أحد وذلك كشفائه المقعد عند بركة بيت حسدا (ص ٥: ٦).
3) " مُنْذُ وِلاَدَتِهِ " وذكر الوحى معلومة أنه وُلد أعمى  عدم وجود العين كعيب خلقى أنه لا يوجد أمل أن يبرأ بواسطة بشرية.
فتشير الى انسان محروم من نعمة البصر أي الإدراك الحسي للضوء المرئي، وكما يقول أيوب البار "لِمَ يُعْطى لِلشَّقِيِّ نور وحَياةٌ لِذَوي النُّفوسِ المُرَّة " (أيوب 3: 20)،وكان إبراؤه في عيون الشعب الذى يعيد بالهيكل أعجب من إبرائه لو أنه كان عُمي بعد البصر. وهذه المعجزة فريدة فى نوعها فهذا الرجل مولود لايرى ويسوع هو الخالق فهذه المعجزة لها قصد إلهى بحيث لا يستطيع أحد أن ينكرها أو ينكر أن يسوع هو الخالق  وقد يكون الأعمى كان ينادي بأنه وُلد أعمى إستجداء لشفقة المارين به فعرف التلاميذ ذلك من مناداته.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
هذه المعجزة لم يذكرها سوى يوحنا ويرجح المفسرون أنها حدثت عند مدخل الهيكل حيث كان يجتمع المتسولون ذكر سفر الأعمال أنهم كانوا يتسولون خارج باب الجميل (أع 3: 2) وقد صنعها يسوع علانية أمام جمهور الشعب وكون هذا الإنسان "أعمى منذ ولادته " جعل شفاءه أعجب مما لو كان فقد البصر بعد ولادته بسبب مرض أو حادثة .. ألخ

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 2)  2 فساله تلاميذه قائلين:«يا معلم، من اخطا: هذا ام ابواه حتى ولد اعمى؟». 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: يَا مُعَلِّمُ،" هكذا كان الكل يلقبونه: "أيها المعلم الصالح" (مت 19: 16). والسيد المسيح نفسه قال لتلاميذه حينما غسل أرجلهم: "أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا. وحسنا تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت. وأنا السيد والمعلم - قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض" (يو 13: 13، 14) فعلى الرغم من أن السيد المسيح هو العلم، وعلى الرغم من قوله لرسله ولخلفائهم -وليس لكل الشعب- "لا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد، المسيح" (مت 23: 10).. على الرغم من كل هذا: "أعطى البعض أن يكونوا رعاة ومعلمين" (أف 4: 11).بعد حلول الروح القدس  أما االكاهن فهو معلم من حيث هو ينقل تعليم الله للناس، لأنه من فم الكاهن تطلب الشريعة (ملا 2: 7).
 إحاط التلاميذ بالمسيح ومخاطبته إياهم ليتعلموا ويعلموا شيئا يحيرهم وكانوا يسالونه إذا عجزوا عن فهم شئ فسألوه  مرة عن معنى مثل من الأمثال التى يقولها (لو 8: 9) فساله تلاميذه: «ما عسى ان يكون هذا المثل؟». وفى مرة أخرى طلبوا منه أن يأكل (يو 4: 31)  وفي اثناء ذلك ساله تلاميذه قائلين: «يامعلم، كل» على أن الوضعيختف عن ما كان فى  من آخر الأصحاح التاسع. ولعل المسيح وقف عند الأعمى فوجه بذلك أبصار التلاميذ إليه فأخذوا يسألونه هذا السؤال  الذلا كان يجول بخاطرهم  .
2) " مَنْ أَخْطَأَ: هٰذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟" تشير عبارة " مَن خطئ، أَهذا أَم والِداه، حَتَّى وُلِدَ أعْمى؟" الى سؤالٍ كان موضوع بحث عند اليهود واختلفت فيه أراء علمائهم. لكنهم اتفقوا على ان ينسبوا كل المصائب الأرضية التى تحدث للناس من الطبيعة بالأوبئة والزلازل والبراكين وغيرها من الكوارث الطبيعية ،أو من البشر للبشر أو افصابة بمرض الى خطايا الناس (لوقا 13: 1-4)1 وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. 2 فقال يسوع لهم: «اتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا؟ 3 كلا اقول لكم. بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. 4 او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم اتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم؟  "

رأوا التلاميذ شخصا مولود أعمى إما أنه كان ظاهر لهم عدم وجود المقلتين وإتسداد مكان العين أو أن ألأعمى قال لهم أنه مولود هكذا أعمى وكان يسأل صدقة وذكر موضوع ولادته هكذا فإتجهوا لمعلمهم المسيح يسالوه هل ولادته هكذا نتيجة خطيته أمم أبواه ومن المنطقى المولود اعمى لم يخطئ لأنه هكذا ولد أعمى ولقولهم «من أخطأ هذا» (أي هذا اخطأ) سند وهو اعتقاد بعض اليهود التناسخ وأن الذي في جسد يعاقب على خطيئته في جسد آخر تنتقل نفسه إليه. واعتقاد آخرين أن الولد يستطيع أن يخطئ قبل ولادته بناء على وبيّنت الشريعة هذه العلاقة في صراع بين عيسو ويعقوب في أحشاء أُمهما " أصطَدَمَ الوَلَدانِ عيسو ويعقوب في جَوفِ امهما رفقة" (التكوين 25: 22)، وما قيل في (تكوين ٢٥: ٢٢) 22 وتزاحم الولدان في بطنها، فقالت: «ان كان هكذا فلماذا انا؟» فمضت لتسال الرب. " وجاء صاحب المزامير يؤكد ذلك "إِنِّي في الإِثْمِ وُلدتُ وفي الخَطيئةِ حَبِلَت بي أُمِّي"(مزمور 51: 7).(مزمور ٥١: ٥).4 اليك وحدك اخطات والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في اقوالك وتزكو في قضائك. "

ولكن كان هذا السؤال عاما عن الخطية التى تتسبب فى فقدان عضوا من الجسم  هذا السؤال كان موضوع بحث طويل عند اليهود واختلفت فيه آراء علمائهم كثيراً. وأجمعت  فتاوى معلميهم بأن نسبوا كل المصائب الأرضية إلى خطايا مخصوصة كما جاء في المزامير" جُروحي أَنتَنَت وقاحَت مِن جَرَّاءِ حَماقتَيْ "(مزمور 38: 6) وان هناك علاقة بين الخطيئة والموت ايضا؛ فهناك قول مأثور للربَّانيين "ليس موت بدون خطيئة، ولا ألم بدون شر"؛ وقد حاول الربَّانيون تبرير ذلك بما ورد في تعليم حزقيال النبي "النَّفْسُ الَّتي تَخطَأُ هي تَموت" (حزقيال 18: 20)، ولكن التلاميذ وصعب عليهم تصحيح ذلك القانون مع مولود أعمى فرفعوا أمرهم وهم في حيرة منه إلى المسيح.

  ولقولهم «أم أبواه» أي «أخطأ أبواه» سند وهو اعتقاد أكثر اليهود أن علة مصائب الأولاد قبل الولادة خطايا والديهم مستندين على شريعة موسى "لإِنِّي أَنا الَرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيور، أُعاقِبُ إِثمَ الآباءِ في البَنين، إِلى الجِيلِ الثَّالِثِ والَرَّابِعِ، مِن مُبغِضِيَّ " (خروج 20: 5)وما قيل في (خروج ٣٤: ٧ ) 7 حافظ الاحسان الى الوف.غافر الاثم والمعصية والخطية.ولكنه لن يبرئ ابراء مفتقد اثم الاباء في الابناء وفي ابناء الابناء في الجيل الثالث والرابع. (عدد ١٤: ١٨ و٣٣ )  18 الرب طويل الروح كثير الاحسان يغفر الذنب والسيئة لكنه لا يبرئ بل يجعل ذنب الاباء على الابناء الى الجيل الثالث والرابع.33 وبنوكم يكونون رعاة في القفر اربعين سنة ويحملون فجوركم حتى تفنى جثثكم في القفر.  ( إرميا ٣٢: ١٨). 18 صانع الاحسان لالوف ومجازي ذنب الاباء في حضن بنيهم بعدهم الاله العظيم الجبار رب الجنود اسمه  "  ولا شك أن في نفس كل إنسان ما يحمله على أن ينسب عموم المصائب في الأرض إلى الخطيئة. كما أن مصائب البشرية نتيجة معصية آدم كما جاء في التوراة (التكوين 3: 16-19) 16 وقال للمراة: «تكثيرا اكثر اتعاب حبلك، بالوجع تلدين اولادا. والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك». 17 وقال لادم: «لانك سمعت لقول امراتك واكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا: لا تاكل منها، ملعونة الارض بسببك. بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك. 18 وشوكا وحسكا تنبت لك، وتاكل عشب الحقل. 19 بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الارض التي اخذت منها. لانك تراب، والى تراب تعود». ويوافق ذلك شهادة الكتاب المقدس في (رومية ٥: ١٢ - ١٩).12 من اجل ذلك كانما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس، اذ اخطا الجميع. 13 فانه حتى الناموس كانت الخطية في العالم. على ان الخطية لا تحسب ان لم يكن ناموس. 14 لكن قد ملك الموت من ادم الى موسى، وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي ادم، الذي هو مثال الاتي. 15 ولكن ليس كالخطية هكذا ايضا الهبة. لانه ان كان بخطية واحد مات الكثيرون، فبالاولى كثيرا نعمة الله، والعطية بالنعمة التي بالانسان الواحد يسوع المسيح، قد ازدادت للكثيرين! 16 وليس كما بواحد قد اخطا هكذا العطية. لان الحكم من واحد للدينونة، واما الهبة فمن جرى خطايا كثيرة للتبرير. 17 لانه ان كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد، فبالاولى كثيرا الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر، سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح! 18 فاذا كما بخطية واحدة صار الحكم الى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحد صارت الهبة الى جميع الناس، لتبرير الحياة. 19 لانه كما بمعصية الانسان الواحد جعل الكثيرون خطاة، هكذا ايضا باطاعة الواحد سيجعل الكثيرون ابرارا.  "  وحاصله أن مصائب نسل آدم نتيجة معصيته. وغلط اليهود أنهم جعلوا المصائب نتائج خطايا مخصوصة. ويؤكد بولس الرسول ذلك بقوله " فكَما أَنَّ الخَطيئَةَ دَخَلَت في العالَمِ عَن يَدِ إِنسانٍ واحِد، وبِالخَطيئَةِ دَخَلَ المَوت، وهكذا سَرى المَوتُ إِلى جَميعِ النَّاسِ لأَنَّهُم جَميعاً خَطِئوا" (رومة 5: 2). لكن اليهود جعلوا المصائب نتيجة خطايا شخصية.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
.
وسؤال التلاميذ بقولهم " يامعلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى" بدل على أن اليهود كانوا يعتقدون أن مصدر المصائب وسببها هى الخطايا وأن سبب مرض الأولاد ووجود عاهات خلقية قبل الولادة "خطايا " والديهم ، نعم إن الخطية سبب كل المصائب والشرور  وبلايا نسل آدم نتيجة معصيته  ولكن فى بعض الأحيان قد قد تكون البلايا والمصائب للإمتحان وإظهار معدن الإنسان وفضل الرب فايوب كان بارا وإمتحنه الرب بمصائب تقشعر لها الأبدان وكثيرون غيره إمتحنهم الله بمصائب فادحة وكانوا من القديسيين قال يوحنا فم الذهب : أن التلاميذ لم يرتابوا فى أن العمى أخطأ قبل قبل مولده ولكن فى سبب إصابته بالعمى قبل مولده فمعنى قولهم " من أخطأ هذا أم أبواه" إن الرب كثيرا ما كان يعاقب ألأبناء بذنوب الاباء فكثيرا ما تولد الأولاد وهم عميان أو مقعدون أو مشوهوا الخلقة وكثيرا ما يموت بعضهم بعد ولادتهم كما مات إبن داود المولود من الفسق ، ولعل الذى دفع التلاميذ على هذا السؤال هو قوله للمقعد عند إبرائه " ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضا لئلا يكةن لك أشر " (يو 5: 14) 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 3) 3 اجاب يسوع:«لا هذا اخطا ولاابواه، لكن لتظهر اعمال الله فيه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " لاَ هٰذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ " . هنا يجيب يسوع على سؤال تلاميذه فى الآية (يو 9: 2)  أي أن عماه ليس نتيجة خطيئة مخصوصة منه ولا من أبويه. هنا يصرح المسيح بأن هناك تدخل فى الطبيعة أنتجت مولودا اعمى هذا حدث ليظهر الله قوته على الطبيعة كما حدث عندما أظهر المسيح قوته على الطبيعة التى أثارت الرياح فى بحر طبرية وأزعجت التلاميذ فى السفينة وبمجرد أن قال المسيح كلمة "أبكم" صار هدوء وكذلك موت لعازر من المرض (يو 11: 43)  فلما سمع يسوع، قال:«هذا المرض ليس للموت، بل لاجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به». إذا المسيح يصلح ما أفسدته الطبيعة فى بحر طبرية ومع نتاج الولادة الأعمى ومع مرض لعازر الذى تسبب فى موته فأقامه من الموت اعتبر المرض كفرصة ليُعلم عن الايمان وليُمجِّد الرب وأن الأمراض تجربة لإمتحان الإنسان فى علاقته بالرب (يوحنا 5: 14)14 بعد ذلك وجده يسوع في الهيكل وقال له:«ها انت قد برئت، فلا تخطئ ايضا، لئلا يكون لك اشر»

ولا يشير قول المسيح هنا أن ذلك الأعمى كان بلا خطيئة وأن أبويه كانا كذلك. كما المسيح لم ينكر أن خطايا الوالدين قد تجلب على أولادهم الأمراض والموت ولم ينكر المسيح أنه قد يكون بعض الخطايا سبب بعض المصائب أو الأمراض وأشير إلى ذلك في (مرقس ٢: ٥ ) 5 فلما راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج: «يا بني مغفورة لك خطاياك». ( يوحنا ٥: ١٤ ) 14 بعد ذلك وجده يسوع في الهيكل وقال له:«ها انت قد برئت، فلا تخطئ ايضا، لئلا يكون لك اشر». ( لاويين ٢٦: ١٦ ) 16 فاني اعمل هذه بكم.اسلط عليكم رعبا وسلا وحمى تفني العينين وتتلف النفس وتزرعون باطلا زرعكم فياكله اعداؤكم.(عدد ١٢: ١٠ ) 9 فحمي غضب الرب عليهما ومضى. 10 فلما ارتفعت السحابة عن الخيمة اذا مريم برصاء كالثلج.فالتفت هرون الى مريم واذا هي برصاء. ( تثنية ٢٨: ٢٢ ) 22 يضربك الرب بالسل والحمى والبرداء والالتهاب والجفاف واللفح والذبول فتتبعك حتى تفنيك. (٢ملوك ٥: ٢٧)  27 فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك الى الابد.وخرج من امامه ابرص كالثلج " لكنه نفى أن يكون مصاب ذلك الأعمى من هذا الباب.
2) " لٰكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ فِيهِ" المعنى أن الرب سمح بحكمته غير المحدودة أن يصيب هذا الإنسان  لكي يظهرالرب قوته ومحبته بشفائه ولكي يثبت أن يسوع هو المسيح وأنه نور العالم بواسطة إبرائه وليصبح وسيلة لـ نشر التعاليم الروحية في الشعب ولكي يُقاد الأعمى عينه إلى الإيمان بالمسيح لشفاء نفسه وخلاصه الأبدي بواسطة بر جسده.
وتضمنت إجابته تصيح لمفهومهم : (1) لا يوجد إرتباط بين المرض والخطية إطلاقا ولكن هناك بعض الأمراض تنتقل عن طريق التلامس فتظهر نوع الخطية  وهذا أيضا تحذيرا من الإله بعدم الإقدام على هذه الخطايا .. (2) وغالبا ما تنتج الأمراض ضيقات جسدية ونفسيه  ولكن هناك دائما فرصة لبركة ربنا وتعزيات كثيرة ونرى أن هذه المعجزة نأخذ منها دروس روحية هى (1) وجوب أن نشفق على المرضى والمعاقين وأن لا نلومهم أو نحتقرهم كأن الرب قد غضب عليهم. ولكن علينا أن نخدمهم ونرعاهم (2)  ألا تتسبب رؤيتنا لمصاب أن ندينه ونؤلمه فى مصابه فليس كل مصيبة ناتجة عن خطيئة فنخطئ بذلك غلط أصدقاء أيوب. (3) أن هذا يعزينا إذا و قعنا في المصائب إذ نعلم أن الرب سمح بها لأسباب اقتضتها حكمته مثل أن تكون وسيلة إلى إظهار رحمته وقوته ومحبته وتمجيده تعالى وواسطة نعمة لنا (أمثال ٣: ١٢ ) 12 لان الذي يحبه الرب يؤدبه وكاب بابن يسر به ( عبرانيين ١٢: ٦ و١١ )6 لان الذي يحبه الرب يؤدبه، ويجلد كل ابن يقبله».   11 ولكن كل تاديب في الحاضر لا يرى انه للفرح بل للحزن. واما اخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام.   (رؤيا ٣: ١٩). 19 اني كل من احبه اوبخه واؤدبه. فكن غيورا وتب.  (4) أنه يجب على المصابين بامراض نتيجة للطبيعة الصبر لأنه ربما لم يظهر لهم القصد الإلهى من مصائبهم إلا بعد زمان طويل وربما لم يظهر لبعضهم إلا بعد أن يدخل السماء.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 قال يسوع لا هذا ولا أبواه لكن لتظهر اعمال الله فبه " قال يوحنا فم الذهب لا يلزم من قول المسيح أن ذلك ألعمى كان بلا خطية وأن ابويه لم يقترفا غثما فإنه من المقرر الثابت أن الخطية الأصلية أصابت كل نسل آدم وكل ما يصيب مصائب بنى البشر من بينها ألأمراض  وكل الناس زاعوا ولم ينكر ايضا أن الخطايا هى السبب لكثير من المصائب والأمراض كما صرح فى (مر3: 5) و (يو 5: 14) ولكن قصد المسيح من ذلك القول أنه لم يحكم عليه بالعمى نظرا لخطاياه وخطايا والديه بل لحكمة يعرفها تعالى سمح بان يولد هذا الإنسان فاقدا للبصر  لكى يظهر الرب قوته فيستنير الأعمى جسدا ونفسا ويكون شفاؤه سببا فى خلاص كثيريين ،

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 4)  4 ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار. ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ" . يقصد أنه ما دام هو نور العالم فهو يعمل أثناء تجسده (مت 5: 14)

 المعجزات التى عملها المسيح كانت بهدف إظهار مجده ومجد الآب ففى عرس قانا الجليل فعل معجزة (يو 2: 11) 11 هذه بداية الايات فعلها يسوع في قانا الجليل، واظهر مجده، فامن به تلاميذه. "

نظر  المسيح للمولود أعمى وهو يقف يستجدى صدقة لم يعطه مالا ولكنه شعر برغبة شديدة في يفعل معجز فتح عيني ذلك الأعمى شعر ان هذا العمل يرضى الرب ويظهر مجده فىجد الآب فى الأرض وهذه رغبة المسيح فى إرضاء الآب ومحبته للناس الذى يراهم كخراف لا راعى لها (متى 9 : 36) ولما رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها. " فكان يشفي خاصته اليهود نفوساً وأجساداً. بالرعم أن إبراءه ذلك الأعمى يهيج اليهود على مقاومته وبغضه. وقوله هنا قاله بمعنى آخر في وقت آخر «وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا، وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟» (لوقا ١٢: ٥٠).
2) " أَعْمَالَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي " أي الأعمال التي أمرني ألآب بعملها (يو ٤: ٣٤ ) 34 قال لهم يسوع:«طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله". من إعلان مجد الرب للناس (يو ١٧: ٤) 4 انا مجدتك على الارض. العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته.  " وإتمام عمل الفداء وهي تشبه أعمال الآب الذي أرسلني لأنها أعمال القوة والمحبة والرحمة والبركة. ( يو ٥: ١٩ و٣٦ ) 19 فاجاب يسوع وقال لهم:«الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. 36 واما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا، لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها، هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني." ومعجزة فتح عيني ذلك الأعمى بلا شك من ضمن  تلك الأعمال.
3) "  يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ"
أي كلما سنحت فرصة المناسبة للعمل سواء التعليم أو إستخدام عمل المعجزات فى التعليم وتمجيد الآب . وهو مجاز مبني على أن وقت العمل المعتاد عموما هو النهار ( يو١١: ٩ ) 9 اجاب يسوع:«اليست ساعات النهار اثنتي عشرة؟ ان كان احد يمشي في النهار لا يعثر لانه ينظر نور هذا العالم، " وهو يشير هنا إلى أن المسيح هو النور الآتى للعالم وأن العمل يعسر في الليل وقد يستحيل. ومعنى النهار هنا عن مدة حياة الإنسان التي أعطاه الله إياها للعمل ( يو١٢: ٣٥ ) 35 فقال لهم يسوع:«النور معكم زمانا قليلا بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب." فيها وبالليل عن موته حين ينتهي عمله (جامعة ٩: ١٠).10 كل ما تجده يدك لتفعله فافعله بقوتك لانه ليس من عمل ولا اختراع ولا معرفة ولا حكمة في الهاوية التي انت ذاهب اليها  "  وتكلم هنا المسيح باعبتار كونه إنساناً مدة خدمته على الأرض قصيرة لكي يعلم فيها الناس شفاهاً ويصنع معجزاته. وذكر قصر الوقت بسبب رغبته الشديدة فى إتمام الذى تجسد من أجله  العمل بلا انقطاع. وكانت سنو حياته على الأرض نحو ثلاث وثلاثين ونصف ومدة خدمته نحو ثلاث ونصف. وكان قد بقي من تلك المدة نحو ستة أشهر.
وسبب شفاؤه للأعمى هو أنه عمل من أعمال الرب ن يشفي الأعمى في ذلك اليوم يوم السبت ولا ييؤجل شفاءه إلى يوم آخر. ودلّ على ذلك بقوله «يأتي ليل» الخ.
† " يأتى ليل  " .. تفسر تفسيرا مجازيا بالمقارنة مع الآية (يو 9: 5) فاليل أو الظلام يمثلان:  (1) الدينونة الآتية  (2) إغلاق الباب  (3) رفض يسوع وصلبه

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وقال بعض المفسرين ليس العمى سببا فى ظهور قدرة  الرب بل أن حكمة الرب سمحت بحدوث فقدان البصر فكانت الرحمة بشفائه سببا فى ظهور القدرة وقيل أن أعمال الرب لم تكن سببا فى ولادة هذا الإنسان أعمى بل أن ولادته أعمى كانت سببا فإنه لو لم يولد أعمى لما إحتاج إلى الشفاء فى إظهار أعمال الرب فيه ولو لم يقبل الشفاء لما أظهر المسيح فيه تلك المعجزة الكبرى ولو لم تحدث هذه المعجزة لما آمن هو ولا آمن غيره بسببه ، والنهار فى قوله " ينبغى أن اعمال الذى أرسلنى ما دام نهارا ، ياتى الليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل" يريد به زمان حياته   له المجد فى الجسد على الأرض وأراد بالليل وقت موته وغيبته بالجسد عن الأرض  فكأنه قال أننى فى المدة الباقية من خدمتى أعمل أعمال الذى أرسلنى أى أعمل اعمال  القوة والمحبة والرحمة وكل الأعمال المختصة بفداء العالم وخلاصة ، وهذا لا ينافى أنه بعد صعوده يعمل أعمال فى الكنيسة والعالم بروحه القدوس ، وقيل   أن معناه لا بد أن يشفى ألعمى فى ذلك اليوم يوم السبت ولا يؤجل شفاءه ليوم آخر .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 5)  5 ما دمت في العالم فانا نور العالم».

. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
1) " مَا دُمْتُ فِي ٱلْعَالَمِ " ( يو ١٢: ٣٥ و٤٦) 35 فقال لهم يسوع:«النور معكم زمانا قليلا بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب. 46 انا قد جئت نورا الى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة. " ما دام المسيح فى العالم عليه أن يعمل الأعال التى أتى للعالم من أجل عملها
أى  أعمال خدمته وبيان أن فتح عيني الأعمى جزء من تلك الأعمال لكونه رمزاً إلى نور هبته البصيرة لعميان الجسد والنفوس بالجهل والخطيئة ولا ينتهى  حضور المسيح بموته على الصليب ولكن هو ألاتى أى المستمر والدائم فى الحضور حسب وعده لنا "هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم " (متى 28: 20).وايضا  "لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم».(مت 18: 20)
2) "  فَأَنَا نُورُ ٱلْعَالَمِ"النور تعبير مجازي مألوف في الكتاب المقدس. ويشير النور غلى الخير بينما الظلام للشر  كما أن الرب كان مع شعب بنى إسرائيل فى التيهان بالبرية فى صورة سحاب بالنهار وعامود نار ليل افي تجوال بنى إسرائيل في البرية كان الرب يرشدهم في الطريق، "في عمود النار والسحاب" (خر 14: 24).  ويسمي اليهود عامود النار الشاكينا هذا النور المرشد هو المسيح الذى يرشد البشرية إلى طريق السماء ( يو ٨: ١٢ ) 12 ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا:«انا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة». بالبرالذى يشار له بأنه "نور مشرق"( أمثال 4: 18)  .18 اما سبيل الصديقين فكنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل. 19 اما طريق الاشرار فكالظلام.لا يعلمون ما يعثرون به "  والأعمال الحسنة   "فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ..." (متى 5: 16). وتشبِّه رسالة بولس الرسول إلى فيلبي المؤمنين بالمسيح بانهم "طاهرين و بلا لوم" بالأنوار المشعة في السماء. إستخدم المسيح النور كصورة للأعمال الحسنة:(فى 2: 15) 15 لكي تكونوا بلا لوم، وبسطاء، اولادا لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو، تضيئون بينهم كانوار في العالم." 
(راجع يو ٨: ١٢.) خلاصة معنى هذا أن المسيح معلم البشر ومرشدهم إلى السماء ومُعلن الله لهم لكي يروا الحق.(يو ١: ٥ و٩ ) 5 والنور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه. . 9 كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم.  ( يو٣: ١٩ )  وهذه هي الدينونة: ان النور قد جاء الى العالم، واحب الناس الظلمة اكثر من النور، لان اعمالهم كانت شريرة.  وفتح عيون العمي بالجسد رمز إلى فعله الروحي في النفوس حتى ان المسلمين الذين إعتنقوا المسيحية  يقولون عن أنفسهم عبارة  العبارة التى قالها الأعمى (يو 9 25) فأجاب ذاك وقال: «أخاطئ هو؟ لست أعلم. إنما أعلم شيئا واحدا: أني كنت أعمى والآن أبصر»  وحقق المسيح نبوات إشعياء (إشعياء ٢٩: ١٨ )  18 ويسمع في ذلك اليوم الصم اقوال السفر وتنظر من القتام والظلمة عيون العمي  ( أش ٣٥: ٥)  5 حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح. ( أش٤٢: ٧) 6 انا الرب قد دعوتك بالبر فامسك بيدك واحفظك واجعلك عهدا للشعب ونورا للامم 7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس الماسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة  " وهذه الأية موضوع كل ما في هذا الأصحاح من التعليم والعمل.
† "  أنا هو نور العالم " ..  تشير  بشارة يوحنا عن يسوع عن النور وعكسه الظلمة يستعيرهما للتعبير عن حقائق روحية مثل  الخير والشر   فيسوع هو نور العالم (يو 1: 4- 5 و 8- 9 & 3: 17 - 21 & 8: 12 & 9: 5 & 12: 46) وتشير إلى المسيا المنتظر  (إش 42: 6 & 49: 6 & 51 : 4 & 60 : 1 و 3)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
.كأنه فى يقول كما أنه من خاصة النور أن يضئ وبما أنى أنا النور الحقيقى فينبغى أن أنير عينى هذا الأعمى لأظهر أننى نور العالم وشمسه وإنارة العيون الجسدية رمز إلى إنارة العيون الروحية التى هى النفوس

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 6)  6 قال هذا وتفل على الارض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الاعمى.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 
1) " قَالَ هٰذَا وَتَفَلَ عَلَى ٱلأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ ٱلتُّفْلِ طِيناً "  تشير عبارة "تَفَلَ" الى البصاق .  هذا هو يسوع الذى كان يتفل على ألأرض فيصنع معجزات لهم ويفتح أعين عميان يستهزأون به  ويتفلون ويبصقون عليه  (مر 10: 34) فيهزاون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم».(لو 18: 32) لانه يسلم الى الامم ويستهزا به ويشتم ويتفل عليه .وقد دونت البشائر الثلاثة معجزات إستعمل فيها يسوع التفل (مر 7: 33 & 8: 23 ) (يو 9: 6)  وصنع طينا استخدم يسوع هذه الوسائل لكنه اعطاها طابعا آخر للوصول الى الايمان، إذ حقَّق المسيح معجزات الشفاء، وأيّد كرازته بعلامات مادية وافعال رمزية .. صنع المسيح معجزات كثيرة في الحال بلا واسطة إنما هنا أتى المعجزة لإتهذ طريقة أخرى والسبب هو خلق عينين كما فعل الرب فى عملية الخلق لأن فيما يبدو أن عينى المولود أعمى لم تكن مخلوقتين أى ولد بدونهما فمن التفل والطين خلق المسيح لهذا الرجل الذى ولد اعمى عينين فتشير الى إظهار يد يهوه "إلوهيم" في عمل يسوع الذي بيّن كيف تمّ جبل الإنسان الأوّل كما جاء في سفر التكوين "جَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ تُرابًا مِنَ الأَرض ونَفخَ في أَنفِه نَسَمَةَ حَياة" (التكوين 2: 7).بينما فى معجزات اخرى كان العضو موجود  تفل المسيح فقط أى إستخدم لعابه فى شفاء الأخرس والأصم (مرقس ٧: ٣٣ ) 33 فاخذه من بين الجمع على ناحية ووضع اصابعه في اذنيه وتفل ولمس لسانه 34 ورفع نظره نحو السماء وان وقال له: «افثا». اي انفتح.  (مر ٨: ٢٣) 23 فاخذ بيد الاعمى واخرجه الى خارج القرية وتفل في عينيه ووضع يديه عليه وساله هل ابصر شيئا؟  وفى معجزة ثالثة أبرأ يوماً أحد الأعميين فى أريحا باللمس (متّى ٢٠: ٣٤) 34 فتحنن يسوع ولمس اعينهما فللوقت ابصرت اعينهما فتبعاه. " . ولعله قصد بذلك أن ينشئ في الأعمى رجاء للشفاء وإيماناً بالشافي فيعده بذلك لقبول تلك النعمة
2) " وَطَلَى بِٱلطِّينِ عَيْنَيِ ٱلأَعْمَى"
كان المولود أعمى يسمع صوت المسيح واصوات تلاميذه ولكنه لم يرى شيئا وأحس فقط بإقتراب المسيح منه وأحس بوضع الطين على مكان عينية عندما طلى عينيه بالطين حتى أنه لما برئ ورآه عرف أنه هو الذي أبرأه من مجرد سمع صوته.وهذا الفعل الذى عمله جعله ينسب الإبراء إلى المسيح
حسب بعض الناس التفل على العين ووضع الطين عليها علاجاً لبعض أمراضها ويعتقد سكان منطقة الشرق الأوسط أن التفل الممزوج بالطين يشفى الجروح  ولكن ليس إلى درجة أن يفتح عينى أعمى كما أن تقاليد قادة اليهود لا تسمح بهذا الفعل فى يوم السبت (يو 9: 14) ونسبوا مثل ذلك إلى ماء بركة سلوام ولكن فى الحقيقة الطين يسبب العمى ونقل أمراض للعين وظنوا أن ذلك على ما فعل المسيح بالأعمى وما أمره به. لكنه معلوم أنه لا شفاء لمولود أعمى من طين أو تفل أو ماء بركة إنما شفاؤه بقوة إلهية فقط.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا فم الذهب أن المسيح انار الأعمى بواسطة الطين وهو مضر ويؤدى إلى العمى ليبين أن شفاءه بقوة تفوق الطبيعة لا بقوة الطبيعة وأنه جابل الجبلة الطبيعية وخالق الكون بأسره ، وليوضح لنا أنه غير مقيدة بوسيله واحده لإظهار إظهار عجائبة وآياته فتارة يشفى المريض بكلمة وتارة باللمس وتارة بالتفل فى عينبه ووضع يده عليها (مر8: 23)


تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 7)  7 وقال له: «اذهب اغتسل في بركة سلوام» الذي تفسيره: مرسل، فمضى واغتسل واتى بصيرا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " ٱذْهَبِ ٱغْتَسِلْ " بعد أن طلى المسيح مكان عينى المولود أعمى طلب منه أن يذهب ويغسل عينيه كشرط لنوال الشفاء وامتحانا لإيمانه وطاعته كما امتحن الرب نعمان السوري على يد اليشع النبي وكان نعمان رئيس جيش ملك ارام رجلا عظيما مصابا بالبرص فأمره إليشع النبى أن يتطهر فى يغتسل فى نهر الأردن

أي اغسل عينيك. كان شرطاً لنواله البرء وامتحاناً لإيمانه وطاعته كما امتحن الله نعمان الآرامي أو السرياني (٢ملوك ٥: ١٠).10 فارسل اليه اليشع رسولا يقول اذهب واغتسل سبع مرات في الاردن فيرجع لحمك اليك وتطهر" ولكن نعمان قال (2 مل 12 و 13) 12 اليس ابانة وفرفر نهرا دمشق احسن من جميع مياه اسرائيل.اما كنت اغتسل بهما فاطهر.ورجع ومضى بغيظ. 13 فتقدم عبيده وكلموه وقالوا يا ابانا لو قال لك النبي امرا عظيما اما كنت تعمله فكم بالحري اذ قال لك اغتسل واطهر  (٢ملوك ٥: ١٤)  14 فنزل وغطس في الاردن سبع مرات حسب قول رجل الله فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر. "  ويشيرمفسرى التفسير الرمزى والمجازى إلى هذه ألاية على أنها رمز للمعمودية فيقولون : [غسل جسد الرجل الأعمى أنه شكل ذرية آدم، بحاجة إلى غسل الميلاد الثاني (تيطس 3: 5). 5 لا باعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته ­ خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، " و كما جاء في تعليم بولس الرسول (رو 6: 3 و 4) "أَوَتَجهَلونَ أَنَّنا، وقَدِ اَعتَمَدْنا جَميعًا في يسوعَ المسيح، إِنَّما اعتَمَدْنا في مَوتِه فدُفِنَّا مَعَه في مَوتِه بِالمَعمُودِيَّةِ لِنَحْيا نَحنُ أَيضًا حَياةً جَديدة]

† " اغتسل   " ..  هذا فعل أمر يمتحن به يسوع إيمانه إذا أطاع فسيشفى ولا يعتبر هذا أفيمان إيمانا كاملا لأنه مبنى على إحتياج  الشفاء من المرض ويجب أن يكون الإيمان فى حالة مستمرة مقترنا بالعمل تنفيذا لوصايا وتعاليم يسوع (يو 9: 11 و 17 و 36 و 38) والبشارة بحسب يوحنا هى الوحيدة التى أوردت مستويات ألإيمان يخبرنا ألإصحاح 8 عن مجموعة "آمنت" ولكن لم يدخلوا إلى عمق الإيمان (مت 4) (مر 13) مثل الترب

2) " فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ"  انظر شرح (لوقا ١٣: ٤ ويوحنا ٥: ٢). وكانت هذه البركة إلى جنوبي الهيكل منخفضة عنه وذُكرت في (نحميا ٣: ١٥ وإشعياء ٨: ٦) وكان اسمها قديماً «شيلوه» وتسمى اليوم بركة سلوان.ركة سلوان حاليا تقع في وادي قدرون جنوب شرق هيكل اورشليم (2 ملوك 20: 20، أشعيا 8: 6). ويعود تاريخها الى الملك حزقيا (716-687 ق. م)، الذي بنى قناة تحت الارض لتُمدَّ المدينة بالمياه من عين جيحون (عين ستنا مريم) خارج اسوار اورشليم (يبوس) الى البركة داخل الأسوار ليكون هناك مياه في أورشليم أثناء حصارها (2 ملوك 20: 20).
3) " ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ مُرْسَلٌ " فسر ذلك لإفادة اليونانيين «فمرسل» معنى شيلوه وهي لفظة عبرانية من الفعل شله أو أرسل وجاءت بهذا المعنى في (أيوب ٥: ١٠ وحزقيال ٣١: ٤). ولم تتحقق علة تفسير يوحنا لها هنا لكن ذهب البعض إلى أن المسيح قصد بإرسال الأعمى إلى تلك البركة ليذكره اسمها أن الذي شفاه مرسل من يهوه نعم إنّ المسيح كان ينبوع شفاء للعالم كما كانت بركة سلوام لذلك الأعمى

عبارة " بِركَةِ سِلوامَ " فتشير الى بوتدعى سلوام Σιλωάμ وفي العبرية הַשִּׁלֹּחַ أي الرسول او المُرسل إمَّا لأن هذا الينبوع يُعتبر عطية مرسلة من قبل يهوه لأجل استخدام مياهه في المدينة، كما يقول أشعيا النبي "لِأَنَّ هذا الشَّعبَ قد نَبَذَ مِياهَ سِلْوامَ الجارِيَةَ روَيداً رُوَيداً" (أشعيا 8: 6)، أو لأن مياهها كانت تُرسل عبر قنوات أو أنابيب إلى جهات مختلفة. والمرسل تعنى لفظة سلوام הַשִּׁלֹּחַ أي المرسل هو أحد القاب يسوع، المُرسل من الآب لخلاص البشر كما أعلن يسوع "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما كانَ الرَّسولُ أَعظَمَ مِن مُرسِلِه"(يوحنا 13: 16). والمسيح هو المُرسل، إذ هو رسول العهد الجديد "هاءَنَذا مُرسِلٌ رَسولي " (ملاخي 3: 1)، وبِركَةِ سِلوامَ ترمز للسيد المسيح المُرسل من قبل الآب لإنارة النفوس وشفائها. ويُكرِّر السيد المسيح في إنجيل يوحنا أن الآب قد أرسله. ويدعو كل نفس تحتاج إلى الاستنارة أن تذهب إليه،

† "  بركة سلوام  " ..   تنطق بركة "سلوام" أو : سلوان " وتعنى هذه الكلمة :مرسل" أو "رسول" وقد كان لكلمة مرسل معنى مسيانيا فى فكر الربانيون وقد كانت تستعمل هذه البركة فى طقوس إحتفالات  عيد المظال وقد اعتاد اليهود في احتفالهم باليوم الأخير العظيم من عيد المظلات أن يذهب كاهن بابريق من ذهب إلى بركة سلوام، ويغترف به ثلاث مرات من الماء، ثم يعود بالإبريق المليء في موكب عظيم إلى الهيكل مجتازًا باب الماء، ثم يصب الماء في وعاء فضي على جانب المذبح الغربي وسط الترنيم: "احمدوا الرب فإنه صالح، وأن إلى الأبد رحمته". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ولعل المسيح أشار إلى هذا الاحتفال عند قوله: "إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب" (يوحنا 7: 37 و38).وقد أرسل المسيح الرجل المولد أعمى في يوم السبت إلى البركة ليغتسل فيها فيبصر (يوحنا 9: 7-11).
، وهذه البركة تستمد مياهها من ينابيع جيحون خارج مدينة أورشليم ولما كان هذا الينبوع هو مصدر المياة لأورشليم فقد أمر الملك حزقيا بشق نفق فى الصخر تحت الأرض لتوصيل هذه المياة إلى المدينة حتى لا تقع هذا الينبوع فى الحرب فى يد الأعداء  
4) " فَمَضَى وَٱغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيراً " وبلا شك أن المسيح أعطى أملا للمولود أعمى وأعطاه طريق الشفاء وهو أن يذهب ويغسل فى بركة سلوام ولكنه لن يستطيع بدون أن يرشده أحد ويقوده إلى هذه البركة ويعتقد أنه إما إعتاد الذهاب غلى البركة بمفردة ويعرف الطريق إليها بواسطة عصاه أو أن أبواه أخذاه إلى هذه البركة واللذان شاهدا عينا تخلق فى مقلتى أبنهما  أعين إبنهما وسيأتى ذكرهما فيما بعد  وأظهر هذا الأعمى بذهابه واغتساله إيماناً وطاعة. والأرجح أنه أبصر وهو يغتسل.  كل من التقى به ذاهبًا إلى البركة "؛ وأمَّا عبارة " فَعادَ بَصيراً" فتشير الى انتقال الأعمى من الظلمة الى النور على مستوى الجسد والروح معا. كان في سن الأربعين وقد اعتاد الجولان كثيراً. والأرجح أنه أتى من البركة إلى بيته رأساً لأنه أول من شاهده بصيراً جيرانه. ولا دليل على أنه رجع إلى حيث شفاه المسيح لكي يراه ويشكره.وكان هناك عميان أمام الهيكل آخرين ولم يختار الرب إلا هذا الأعمى كما إختار مقعد بركة بيت حسدا ليشفيه  ورد في انجيل لوقا "وكانَ في إِسرائيلَ كَثيرٌ مِنَ البُرْصِ على عَهدِ النَّبِيِّ أَليشاع، فلَم يَبْرأْ واحِدٌ مِنهُم، وإِنَّما بَرِئ نُعمانُ السُّوريّ" (لوقا 4: 27).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
" سلوام "  هى عين فى سفح جبل صهيون يجرى مائها ساعات وأيام ثك يفور وسميت وسميت سلوام بمعنى المرسلة أو المبعوثة لأن ماؤها كان يجرى فى أقنية لسقى البساتين وقال بعض المفسرين أن سبب إرسال المسيح ذلك الأعمى إليها ليذكره أن الذى شفاه هو المرسل من الرب لأن المسيح يسمى (شيلو) كما ورد فى (تك 49: 10) وشيلوه بالعبرية لفظها بالسريانى سلوام - وقال يوحنا فم الذهب : أنه أرسله إلى بركة سلوام ليمر فى طريقه إليها فى وسط المدينة فيشهد ألآخرون الذين يقودونه فى الطريق ةهم يسألون عنها لعماه وبرائته منه "فمضى وإغتسل واتى بصيرا" ليس بقوة الإغتسال بالمياة بل بقوة المسيح وقد شفيت نفسه أيضا بإيمانه الذى ظهر فى طاعته لأوامر المسيح

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  التاسع
2. حوارات بعد الشفاء

أ. حوار بين الجيران والأعمى (يوحنا 9: 8- 12)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 8)  8 فالجيران والذين كانوا يرونه قبلا انه كان اعمى، قالوا:«اليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
1) " فَٱلْجِيرَانُ وَٱلَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى،" إنتشر الخبر فى أورشليم كما تنتشر النار فى الهشيم ثلاثة مجموعات من الناس شاهدت هذه المعجزة  فى حينها أو بعد حدوثها : (1) الرجل نفسه (يو 9: 11) ..(2) ألأبوان (يو 9: 18) .. (3) الجيران (يو 8: 8) .. لم يتخيل  الجيران أن ألأعمى الذى كانوا يرونه يستعطى تنفتح عينه ويرى فشكوا فى هذا الرجل فقالوا :   اليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟ 
رآه  الجيران بعينين فسألوه وعرفوا كل ما يتعلق به لقربهم منه وكذلك الذين اعتادوا أن يمروا به كل يوم في الأزقة أو عند باب الهيكل وهو يستعطي وكلهم عرفوا أنه أعمى
2) " قَالُوا: أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟"  .  يتطلب الجواب النحوى حوابا نحويا .. تحيروا لأنهم رأوا له عينين وتسائلوا وقالوا
أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي قالوا ذلك تعجباً وحيرة لأنهم رأوا رجلا بعينين بعد كانوا يرونه بلا عيون منذ ولادته  كان خلافاً لمشاهدتهم حينئذ. وكان لهم أمران عرفوه بهما وهما عماه وتسوله. وعدم ذكر تسوله في العدد الأول لا ينافي ما قاله عارفوه هنا لأن العميان وغيرهم من أصحاب العجز كانوا يقفون أو يجلسون فى الطرق المأهوله التى يسير فيها الكثير من الناس أو بجوار أحد ابواب الهيكل وأهمهم باب الجميل يستعطون ويسألون الصدقات لعجزهم عن الأعمال.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
.
إن هذه المعجزة أعظم أعجوبة جعلت المشاهدين فى حيرة حتى كادوا ألا يصدقون أنه هو الذى كان أعمى لكنهم لما تفرسوا فيه تأكدوا أنه بعينه وخاصة جيرانه والذين إعتادوا أن يمروا به ويعطوه صدقة ،

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 9)  9 اخرون قالوا:«هذا هو». واخرون: «انه يشبهه». واما هو فقال:«اني انا هو».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 

1) " آخَرُونَ قَالُوا: هٰذَا هُوَ. وَآخَرُونَ: إِنَّهُ يُشْبِهُهُ. وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: إِنِّي أَنَا هُوَ".
 † "  إنى أنا هو " ..  يعنى أنا هو المقعد الذيى كنتم ترونه يستعطى ويتسول أى أنا نفس الشخص ، هذا هو التعبير ذاته الذى إستخدمه يسوع مرارا عن أنه والآب واحد  (يو 4: 26 & 6: 20 & 8: 24 و 28 و 58 & 13: 19 & 18: 5و 6 و8)
آخَرُونَ قَالُوا: هٰذَا هُوَ. وَآخَرُونَ: إِنَّهُ يُشْبِهُهُ اختلف الناس في آرائهم في ذلك الأعمى كاختلاف معرفتهم به. فالذين قالوا «هذا هو» هم الجيران الذين عرفوه من صغره أو أولئك الذين سمعوا المسيح يكلمه فصاحبوه لبركة سلوام  والذين قالوا «أنه يشبهه» هم الذين لم يروه إلا بعض الأحيان وهو يستعطي. لأن عينا الأعمى المفتوحتان أعطته شكلًا مغايرًا تمامًا عما كان عليه.ولا ريب في ان انفتاح عينيه غيّر منظره كثيراً.مَّا هوَ فكانَ يقول: ((أَنا هو))" فتشير الى شهادة الأعمى أنه هو ذاك الذي كان قبلًا اعمى يستعطي الناس، والآن يتمتع بشفاء نعمة الله الفائقة.

يُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " لم يخزَ من عماه الأول، ولا خشي غضب الجمع، ولا استعفى من إظهار ذاته لينادي بمن أحسن إليه". وهنا لا يشهد الرجل لنفسه انه كان اعمى وأصبح مبصرا فقط بل يشهد للمسيح الذي شفاه والذي كان يسوع يعرِّف نفسه "أنا هو" سواء للشعب اليهودي بقوله لهم " إذا لم تُؤمِنوا بِأَنِّي أَنا هو تَموتون في خَطاياكم" (يوحنا 8: 24) سواء لحرس الهيكل الذي ارسلهم عظماء الكهنة والفريسيون يطلبوا يسوعَ النَّاصريّ. قالَ لَهم: " أَنا هو " (يوحنا 18: 5) وسواء لتلاميذه عندما فال لهم بعد القيامة " أَنا هو بِنَفْسي. إِلمِسوني وانظُروا" (لوقا 24: 39). وكأن الأعمى يريد ان يمثل حضور يسوع الإنساني والمُمجِّد وكأن لهما نفس المصير.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
.
أما الذين كانوا لا يرونه إلا نادرا فقالوا " أنه يشبهه" وهذا يدل على أن إنفتاح عينه غير فى خلقة وجهه بعض التغيير فلما اكد لهم بنفسه قائلا "أنى هو"

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 10)10 فقالوا له:«كيف انفتحت عيناك؟»

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 1) " فَقَالُوا لَهُ: كَيْفَ ٱنْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟ " سؤال دائما على شفتى أى إنسان عندما يرى أو يسمع حدثا .. أرادوا أن يعرفوا من الذى شفاه "فقالوا كيف إنفتحت عيناك" المتكلمون هم الجيران وآخرين والجماعات الذين أتوا عند سماعهم النبأ الغريب الذى حير الجميع بإبصار مولودا أعمى لم يحدث فى تاريخ الإنسانية منذ آدم وحتى اليوم لأنه عملية خلق عينين لم تكن موجودتان  وعجبوا جميعاً من ذلك رغبوا في معرفة سبب برئه وكيف حدث هم يريدون عن يعرفوا كيفية حدوثه.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 11)  11 اجاب ذاك وقال:«انسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عيني، وقال لي: اذهب الى بركة سلوام واغتسل. فمضيت واغتسلت فابصرت».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس   

1) " أَجَابَ: إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ " أوردت  الترجمة العربية عبارة "إنسان يقال له يسوع" هى ترجمة معيبة ينقصها التشديد والتعريف في أصلها اليوناني ἄνθρωπος (معنى الانسان) الى إنسان، وصحتها باليونانية (الإنسان أو الرجل الذى يقال له يسوع" فالأعمى لا  لم يرى يسوع ولكنه سمع التلاميذ والذين حول المسيح ينادونه بإسم يسوع فعرف أسمه ولكن لم يراه شكلا وطبعت فى ذاكرته ووضع المسيح يفوق كل الناس الذين رأوه وعطفوا عليه فى مأكل أو ملبس أو أموالا لقد عطف عليه وتحنن وأعطااه عينين ففاق فى عطيته عطايا كل الناس له بالرغم انه لم يكن قد عرفه سابقاً، لكنه سمع عنه، ولم يذكر من أنبأه بأن شافيه يسوع ولعل بعضهم أخبره به عند ما أمره أن يذهب إلى بركة سلوام وكان هذا الأعمى بسؤاله عن اسم المحسن إليه أفضل من ذلك البصير الذي شفاه المسيح عند بركة بيت حسدا (يو ٥: ١٣). 

2) " صَنَعَ طِيناً وَطَلَى عَيْنَيَّ" لقد قص الذى كان أعمى ما حدث له بأسلوب بسيط بلا زيادة. ولم يذكر أن المسيح تفل على الأرض لأنه لم يره حينئذ. ولكنه أحس بأنه وضع طيبنا على وجهه ولكنه سمع عنه، وسمع صوته حين أمره أن يغتسل في بركة سلوام، وهذا ما فعله المسيح وما أمر به المولود أعمى أن يفعله (يو 9: 6 و 7) 6 قال هذا وتفل على الارض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الاعمى. 7 وقال له: «اذهب اغتسل في بركة سلوام» الذي تفسيره: مرسل، فمضى واغتسل واتى بصيرا. "

 3) " وَقَالَ لِي: ٱذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَٱغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَٱغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ"  لقد شعر بأنه صنع طينا بنفسه وطلى به عينيه وقال "اذهَبْ إِلى سِلوامَ فَاغتَسِل" فتشير الى وصف فعل العملية التي التى إنتهت بـ الشفاء ويُنسبها الى يسوع، أمَّا عبارة" ذَهَبتُ فَاغتَسَلَتُ فَأَبصَرتُ" فتشير الى تصديقه وإيمانه بان يسوع سيمنحه عينا ولد بدونهما وهذا هو الواقع الذي حصل معه دون زيادة او نقصان. ويصف بعض المفسرين ذو الإتجاه الرمزى بأن غسل الأعمى فى بركة سلوام يشير إلى رمز لمسيرة المعمودية كما وصفها بولس الرسول " أَوَتَجهَلونَ أَنَّنا، وقَدِ اَعتَمَدْنا جَميعًا في يسوعَ المسيح، إِنَّما اعتَمَدْنا في مَوتِه 4 فدُفِنَّا مَعَه في مَوتِه بِالمَعمُودِيَّةِ لِنَحْيا نَحنُ أَيضًا حَياةً جَديدة كما أُقيمَ المَسيحُ مِن بَينِ الأَمواتِ بِمَجْدِ الآب؟"(رومة 6: 3-4).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
.
فأجابهم بالحقيقة وذكر لهم أسم الرجل الذى أحسن إليه وهو يسوع

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 12) 12 فقالوا له:«اين ذاك؟» قال:«لا اعلم».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
  
1) " أفَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ ذَاكَ؟" قد يكونوا أرادوا أن يروا ذلك الشافي ذا القوة العجيبة أو أن يقبضوا عليه ويذهبوا به إلى الرؤساء الكهنة لأنه فتح عيني الأعمى في سبت وهذا الحديث يعلمنا أن بعض الناس يريدون أن يروا المسيح فينا والأكثرية يريدون أن يقتلوا المسيح فينا قله يحبون الخير وأكثرية يحبون العالم ويريدون أن يملكوه مع أن أحدا لا يمتلك العالم وكلنا غرباء فيه
2) " قَالَ: لاَ أَعْلَمُ " تشير الى توارى يسوع عن الأنظار للحال بعد أن أمر الأعمى بالذهاب إلى بركة سلوام. كما يدل كلامه على أنه لم يرجع إلى حيث كان المسيح عندما أبرأه وإلا لقال تركته هنا ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "لاحظوا تواضع المسيح، فإنه لم يستمر مع مَن يشفيهم، لأنه لم يطلب أن يحصد مجدًا، ولا أن يجتذب الجماهير، ولا أن يظهر نفسه".
† " «اين ذاك؟» قال:«لا اعلم». " ..  يتضح من هذه الإجابة أن الرجل المولود أعمى لم يكن يعرف يسوع ربما سمع عنه ربما تمنى أن يشفيه  أى معرفة سطحية من الأقوال التى كان يسمعها وهو يستعطى من الناس  ولكننا نجد تحولا كبيرا بمجرد معرفته بيسوع معرفة شخصية لأنه رآه
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
.
أما سؤالهم عن مكانه وجواب الذى كان أعمى بأنه لا يعلم فيدل على أن المسيح بعد ما شفاه إعتزل من الجمع كما كان يعتزل منفردا ويصلى

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  التاسع
ب. حوار بين الفريسيين والأعمى
(يوحنا 9: 13- 17)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 13) 13 فاتوا الى الفريسيين بالذي كان قبلا اعمى.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 
1) " فَأَتَوْا إِلَى ٱلْفَرِّيسِيِّينَ بِٱلَّذِي كَانَ قَبْلاً أَعْمَى" † "  الى الفريسيين   طائفة من الطوائف الدينية يهودية  أحيانا يطلق عليهم إسم اليهود أحيانا فى بشارة يوحنا  (يو 9: 18 و 22) ( وأحيانا أخرى أطلقت عليهم البشارة إسم طائفتهم "الفريسيين" (يو 9 13 و 15 و 16 و 40)
تشير هذه ألاية إلى إنتشار خبر خلق عيون لرجل وبد أعمى فى أورشليم كلها وأزعج هذا الخبر المدينة خاصة أنه حدث يوم السبت ويعتقد أن العامة فبضوا على المولود أعمى أو جنود الهيكل وذهبوا به إلى الفريسيين من أعضاء مجلس السبعين إذ لا حق لغيرهم أن يخرج أحداً من المجمع كما فعلوا (يو 9: 37) خوفا أن يؤمن اليهود بالمسيح (يو ١١: ٤٦) 45 فكثيرون من اليهود الذين جاءوا الى مريم، ونظروا ما فعل يسوع، امنوا به. "   . وكان من أعضاء المجلس بعض الصدوقيين (أعمال ٢٣: ٦) ولكن أكثرهم كان من الفريسيين وهم أشد غيرة ومقاومة للمسيح فقيل للجميع «فريسيون». وسبب إتيان البعض بالأعمى إلى ذلك المجلس ظنهم أن أمراً غريباً كهذا يستحق نظر المجلس فيه. وقصد أكثرهم شكوى المسيح بإبرائه إياه في سبت  أمام الفريسيين الذين هم فرع من المجلس المحلي باعتبار ان فعل الشفاء يوم السبت مخالف للناموس.  ولا يحق لغيرهم ان يُخرجوا أحدا من المجمع (يوحنا 9: 34).وكانت عاقبة عملهم وتسرعهم فى إتهام يسوع هو شهادة جديدة من الأعمى الذى أبصر أن  يسوع أنه هو المسيح على لسان الأعمى الذي برئ وفرصة جديدة لتبيين المسيح صحة تعليمه.ولسوء الحظ أنتقل عمى هذا الرجل الى عمى الفريسيين (يوحنا 9: 40).
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
.
فأخذ الجمع "الذى كان قبلا أعمى" وأتوا به إلى الفريسيين وكان بعضهم يقصد فحص هذا العمل الغريب والأكثرية يقصدون أن يشتكوا يسوع لأنه أبرأ الأعمى يوم السبت وكان هذا بتدبير الرب لتشتهر الأعجوبة أكثر وتشهد بصحة تعليم المسيح

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 14)  14 وكان سبت حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه.


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ ٱلطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ" ذكر البشير عبارة وكان سبت ليظهر إنزعاج اليهود بكسر السبت وشفاء الأعمى منذ ولادته "يَومَ سَبْت" في العبرية יוֹם הַשַּׁבָּת الى يوم الراحة الأسبوعية لدى اليهود والاحتفال الديني للأسرة، وهو يوم العبادة عند الديانة اليهودية، والسبت تذكارًا لليوم السابع من الخليقة "لذلك بارك الله يوم السبت وقدسه لأن فيه استراح الرب من جميع أعماله" (تكوين 2: 1-3) ويقول (سفر الخروج 20: 8-11) يجب أن نستريح في اليوم السابع لأن الله استراح فيه من الخليقة. وقد منع الله نزول المن لإسرائيل في اليوم السابع حتى يستريحوا (خروج 16: 22-30).ثم أمر الرب في الوصية الرابعة بحفظ السبت لأن: "الله بارك يوم السبت وقدسه". وأمر الرب أن يستريح الإنسان والحيوان ونزيل البيت في السبت, لا لأنه استراح فيه فحسب, بل لأنه باركه وقدسه أيضًا. وعلى هذا فإنه عندما كسر أحد اليهود السبت قتلوه بدون رحمة (عدد 15: 32-36).
وفي الفترة الواقعة بين عزرا والمسيح زاد اليهود عددًا من القوانين التقليدية التي يجب حفظها في يوم السبت, تاركين الرحمة والحق التي هي الأمور الرئيسية الواجبة فيه.وعندما جاء المسيح كان موضوع حفظ السبت هو مادة النزاع الأولى بين المسيح وبين شيوخ اليهود. فقد أرادوا حفظ اليوم حرفيًا كعبيد للسبت, بينما علم المسيح أن السبت إنما جعل لأجل الإنسان (مرقس 2: 27).
ولم يجرد المسيح يوم السبت من قيمته كيوم للعبادة, فقد ذهب دومًا إلى المجامع للصلاة في يوم السبت (لوقا 4: 16) ولكنه كان يتحنن ويعمل المعجزات في يوم السبت لأنه رب السبت (مرقس 2: 28). وكان يريد ليوم السبت أن يكون يوم الخدمة وعمل الرحمة.وقد قدس المسيحيون الأولون يوم السبت,  
ومن هذا نرى أن يوم السبت كان يومًا واضح المعالم مرعيًا في إسرائيل من الجانب الديني للعبادة, ومن الجانب الاجتماعي لإراحة المشتغلين والعبيد (تثنية 5: 12-15).

وكانت حتى علاج المريض محرّمة يوم السبت  إذ في زمن يسوع، كانت فتاوى الربَّانيين يُجيز مخالفة شريعة السبت لإغاثة حيوان سقط فى حفرة في حالة خطر الموت، ولكنه لم يكن يتساهل في أي عمل طبِّي لإنسان، ويعتبر هذا الشفاء من وجهة نظر الفقهاء الفريسيين حتى لو كان شفاء عجائبي، هو عمل طبي، لذلك هو عمل مُحرّم يوم السبت حتى فى مريض بيت حسدا منعوه من حمل السرير (وهو مجرد فرشة كان ينام عليها (يو 5: 9 و 10) 9 فحالا برئ الانسان وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبت. 10 فقال اليهود للذي شفي:«انه سبت! لا يحل لك ان تحمل سريرك». (لوقا 7: 7).

 † " وكان سبت حين صنع يسوع الطين  " ..  إهتمت التقاليد اليهودية الشفوية (التلمود) تنفيذ وتطبيق محتوياتها أهم من روح الوصية (يو 5: 9 & 9: 16) (مت 23: 24) ومن الملاحظ عند قرائة البشارات الأربعة أن يسوع كان يتعمد أن بدخل فى حوار لاهوتى مع الطوائف اليهودية الدينية المختلفة مثل الفريسيين والصدوقيين وغيرهم  (يو 5: 9)
أن يسوع اعتاد أن يأتي أعمال الرحمة أى معجزات فى أى وقت فى الأسبوع ولكنه لم ينقض الشريعة وكان يقدس يوم السبت ويذهب للمجامع يوم السبت وكان كثيرا يشفى مرضى ويفتح أعين عميان ويخرج شياطين يوم السبت أما فى المجمع ا, الهيكل او فى أى مكان وعلّم اليهود بذلك كيف يجب أن يحفظوا ذلك اليوم خلافاً لتقاليدهم. استباح استراحة السبت لشفاء المرضى معتمدا على حِجَج الربَّانيين "أَيُّها المُراؤون، أَما يَحُلُّ كُلٌّ مِنكُم يومَ السَّبْتِ رِباطَ ثَورِه أَو حِمارِه مِنَ المِذوَد، ويَذهَبُ بهِ فيَسقيه؟ وهذِه ابنَةُ إِبراهيمَ قد رَبطَها الشَّيطانُ مُنذُ ثَمانيَ عَشرَةَ سَنَة، أَفما كانَ يَجِبُ أَن تُحَلَّ مِن هذا الرِّباطِ يَومَ السَّبْت؟ (لوقا 13: 15-16). ولكن بسبب حقد الفريسيين من تعليم يسوع وهزيمتهم منه فى كل مناقشة قاوموه بحجة كسر السبت  كما ظهر منهم في هذا الأصحاح. ولم تكن مقاومتهم  لغيرتهم على الوصية الرابعة بل لأن يسوع أبطل تقاليدهم وخفض سلطتهم بين الشعب. انظر شرح (ص ٥: ١٦ وشرح متّى ١٢: ١٠ وشرح لوقا ١٢: ١١ - ١٦ و١٤: ١ - ٥).وعبارة " جَبَلَ يسوعُ طيناً وفَتحَ عيَنَيِ الأَعمى يَومَ سَبْت" فتشير الى العناية بالمرضى الذي هو من الأعمال الممنوعة يوم السبت. وكان الفريسيون قد أعدُّوا قائمة طويلة من الأوامر والنواهي بيوم السبت، ويُعد عجين الطين وشفاء الرجل هما من الاعمال وبالتالي فهي ممنوعة. أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
.
وذكر البشير أنه "كان سبت حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه" ليبين السبب الذى من أجله أبغض اليهود المسيح وقاوموه إذ زعموا إن عمل الرحمة مخالف للسبت ، لأن تقديس السبت لا مخالفة له

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 15)15 فساله الفريسيون ايضا كيف ابصر، فقال لهم:«وضع طينا على عيني واغتسلت، فانا ابصر».

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " فَسَأَلَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً كَيْفَ أَبْصَرَ،"  كان هذا نفس السؤال الذى سأله جيران ومعارف المولود أعمى لأنهم رأو فى هذا العمل عجيبة يريدون معرفة تفاصيل حدوثه كشئ غريب كحدث رأوا نتيجته لم يروه من قبل أما قصد الفريسيين من السؤال فلم يكن التعرف على الحقيقة، وإنما ليجدوا سببا يشكون بها على يسوع، ويشوِّهون بها صورته أمام جمهور الشعب.
أَيْضاً الظاهر أن هؤلاء الفريسيين أعضاء المجلس سمعوا النبأ منقولاً عنه على ألسنة العامة والذى إنتشر فى أورشليم  فأرادوا أن يسمعوه من لسانه. أو لعل المراد أن المجلس سأله ما سأله الجيران إياه سابقاً (يو 9: 10)

اما كلمة "أَيضاً" تعنى فى الأصل اليوناني πάλιν ( من جديد او بدورهم) أى أنهم كرروا نفس سؤال العامة ونفهم أن الفريسيين الذين سمعوا النبأ من على ألسنة الناس الذين سألوا الأعمى، فأرادوا ان يسألوا الاعمى بدورهم كي يسمعوه من لسانه.
2) "  فَقَالَ لَهُمْ: وَضَعَ طِيناً عَلَى عَيْنَيَّ وَٱغْتَسَلْتُ، فَأَنَا أُبْصِر"  فَقَالَ لَهُمْ الخ أجابهم المولود أعمى كما أجاب الجيران أولاً إلا أنه لم يذكر اسم يسوع واسم المكان الذي اغتسل به. ولعله لم يذكرهما لأنهما معروفان والأرجح أن سبب تركه اسم يسوع معرفته أن أكثر أعضاء المجلس أعداء ليسوع فلم يرد التفصيل حتى لا يتسبب فى غيذاء المسيح الذى شفاه .
فوقوال الرجل الأَعمى في الاستجواب الثاني الذى أجرى تحقيقة الفريسيين التي لم تكن مناقضة أو مختلفا لأقواله في الاستجواب الأول، غير أنه لم يذكر عن السيد المسيح "صنع طينًا" (يوحنا 9: 10)، ولا المكان الذي به أغتسل.

 

ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
.
فسأل الفريسيون الذى كان أعمى "كيف أبصر" فأجابهم بما حدث بإختصار  وفى الغالب أنه لم يذكر أسم يسوع أنه شعر بخبث نية اليهود الذين يسألونه فأراد أن يتجنب ذكر إسم يسوع الذى يثير غضبهم ولعله لم يذكر إسمه لأنه معروف أو قد يكون أن الذين أخذوه إلى الفريسيين ذكروا اسم يسوع

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 16) 16 فقال قوم من الفريسيين:«هذا الانسان ليس من الله، لانه لا يحفظ السبت». اخرون قالوا:«كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثل هذه الايات؟» وكان بينهم انشقاق.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ: هٰذَا ٱلإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ ٱللّٰهِ، لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ ٱلسَّبْتَ."  تقسم هذه الاية رأى الفريسيين إلى فئتين الأولى الكبيرة تريد إتهام المسيح والحكم على يسوع بأي وجه كان والفئة صغرى تميل إليه والفريسيين هنا هم أعضاء فى مجلس السنهدريم أعلى سلطة قضائية دينية عند اليهود فى ذلك الوقت  

2) " هٰذَا ٱلإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ ٱللّٰهِ ": أي ليس بنبي أرسله يهوة ولا بتقيٍّ. قالوا هذا مع أنهم معترفين بوقوع المعجزة فاشاعوا أنه فعلها بقوة الشيطان كما قال الفريسيين سابقا (متّى 9: 22و 34).33 فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس فتعجب الجموع قائلين: «لم يظهر قط مثل هذا في اسرائيل!» 34 اما الفريسيون فقالوا: «برئيس الشياطين يخرج الشياطين».

3) " لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ ٱلسَّبْتَ " كان لديهم أمران ونتيجتان الأول الشفاء ونتيجته أن الشافي من الرب. والثاني أن الشفاء كان في يوم السبت لأنه لا يراعي حفظ يوم السبت من ضمن الوصايا العشرة (تثنية الاشتراع 13: 1-6)،ونتيجته أن الشافي ليس من الله فأغمضوا عيونهم عن الأول ولم يتلفتوا إلا إلى الثاني. ولم يخطر على بالهم إمكان أن يغلطوا في حكمهم بطريق حفظ السبت فرأوا وجوب تحريم كل الأعمال حتى أعمال الرحمة في يوم السبت مع أن المسيح له منطق فى عمله يوم السبت (يو 3: 21- 23) 21 اجاب يسوع وقال لهم: «عملا واحدا عملت فتتعجبون جميعا. 22 لهذا اعطاكم موسى الختان، ليس انه من موسى، بل من الاباء. ففي السبت تختنون الانسان. 23 فان كان الانسان يقبل الختان في السبت، لئلا ينقض ناموس موسى، افتسخطون علي لاني شفيت انسانا كله في السبت؟ "  ويُعلق القديس أوغسطينوس "في الحقيقة يا اخوة هذا ما حثَّنا عليه يهوه عندما أمرنا بالسبت: " لا تَعمَلوا فيه عَمَلَ خِدْمَة (العبودية)" (الأحبار 23: 8). الآن ارجعوا إلى الدروس السابقة واسألوا ماذا يعني بعمل خدمة او عبودية، وأصغوا إلى الرب: " كُلُّ مَن يَرتَكِبُ الخَطيئَة يَكونُ عَبْداً لِلخَطيئَة" (يوحنا 8: 34)، أمَّا يسوع فشفى يوم السبت لتوضيح مفهوم السبت، إنه راحة في الرب وعبادة ، في ممارسة عمل الرب من حب ورحمة، وليس في حرفية قاتلة بالامتناع عن الأعمال اليومية الضرورية وأعمال المحبة"؛ ومن هنا جاءت توصية بولس الرسول في هذا الصدد " فلا يَحكُمَنَّ علَيكم أَحَدٌ في المَأكولِ والمَشروب أَو في الأَعيادِ والأَهِلَّةِ والسُّبوت" (كولسي 2: 16).
4) " كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هٰذِهِ ٱلآيَاتِ " هذا قول الحزب الثاني الذي كان منه أناس كنيقوديموس ويوسف الرامي ويحتمل أن منهم غمالائيل فهم نظروا إلى المعجزة فقط واستنتجوا منها استحالة أن يكون المسيح خادعاً محتالاً بناء على اعتقادهم أن الله لا يهب صنع المعجزات للاثيم الماكر. وهذا وفق قول نيقوديموس سابقاً (ص ٣: ٢). وقد ظهر من جوابهم أنهم خائفون لأنهم لم يقولوا صريحاً أن أعمال هذا الرجل برهان على أنه نبي لكن أوردوا ما يلزم عنه هذا المعنى على سبيل الاستفهام للبحث فكأنهم قالوا انظروا هل يمكن الخاطئ رفيق الأبالسة أن يأتي عمل الرحمة وقوة كما أتى هذا.

هؤلاء الفئة الثانية منالفِرِّيسيِّين الذين يميلون الى يسوع ,ىمنوا به قد يكون بينهم نيقوديموس ويوسف الرامي والذين اعترفوا ان يسوع أنه المسيح ومن الرب بما انه أجرى معجزة الشفاء، وأن الشفاء علامة صادقة على صدق رسالته، والرب لا يستجيب للخاطئين كما صرّح سابقا نيقوديموس (يو  ٣: ٢ وع ٢٣ ) 1 كان انسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس، رئيس لليهود. 2 هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه»  ومن الواضح أن عبارة " كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هٰذِهِ ٱلآيَاتِ " بنفس معنى ملام نيقوديموس للمسيح مما يشير إلى أن فشة من رؤساء الكهنة والريسيي والجموع كان لها هذا الصورة عن المسيح
5) " وَكَانَ بَيْنَهُمُ ٱنْشِقَاقٌ " كان الإنشقاق بين الفريسيين الذين وكلت لهم الإفتاء فى شريعة موسى حدث قبلا مثل هذا الأنشقاق مرتين آخريين ألأولى حدي بين اليهود بما يعنى بين الفريسيين وبعضهم والكهنة وبعضهم والشعب وبعضهم  ومرة وبين الشعب الجمع ( يو ٧: ١٢ و٤٣ )  12 وكان في الجموع مناجاة كثيرة من نحوه. بعضهم يقولون:«انه صالح». واخرون يقولون:«لا، بل يضل الشعب»  43 فحدث انشقاق في الجمع لسببه.  ( يو ١٠: ١٩) 19 فحدث ايضا انشقاق بين اليهود بسبب هذا الكلام. 20 فقال كثيرون منهم:«به شيطان وهو يهذي. لماذا تستمعون له؟» 21 اخرون قالوا:«ليس هذا كلام من به شيطان. العل شيطانا يقدر ان يفتح اعين العميان؟». (يو 3: 19) 12 وكان في الجموع مناجاة كثيرة من نحوه. بعضهم يقولون:«انه صالح». واخرون يقولون:«لا، بل يضل الشعب». 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية   
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
.
الذين قالوا عن المسييح "هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت" هم اليهود المنافقين الذين إتخذوا الدين سترا لحقدهم وبغضهم للمسيح فإنه قد برهن لهم ببراهين قاطعة أن أفعال الرحمة ليست تجوز فقط فى يوم السبت بل أنه واجب أن يقام به ، أما الذين قالوا " كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات " فهم ذو فطنة وذكاء لأنهم لم يسيروا حسب الهوى فإنهم وإن لم يصرحوا علنا أن أعماله تدل على أنه نبى إلا أنهم صرحوا بما يفيد ذلك ضمنا ويفيد صراحة أن الذى معه الله ولا يمكن أبدا أن يكون رفيق الشيطان ، فحدث بينهم إنشقاق فى الرأى

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 17)  17 قالوا ايضا للاعمى:«ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك؟» فقال:«انه نبي!».

أ
،ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  
 † " انه نبي!" ..  يظهر هذا ألإصحاح تطور إيمان الأعمى بيسوع فى البداية سمع عنه حتى إيمانه (يو 9: 36 و 38)

1) " قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى"  إلتجأوا لحكم المولود أعمى قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى قال ذلك المجلس كله بهدف أن يقف كل من الحزبين على ما يسند قوله.
2) " مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟"
  مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ سلموا أن الأعمى الذي شُفي يعلم من أمر شافيه أكثر مما يعلمه غيره بالرغم من أنه لم يراه ربما سمع وعرف إسمه من المناقشة التى دارت بين التلاميذ والمسيح حول ولادته بالعمى وهل هو أخطأ أم أبواه وربما سمع أحد من التلاميذ ينادى المسيح بإسمه يسوع  وسألوه لعدم معرفتهم ماذا تكون شهادته ولكنهم لما علموا أن شهادته مما يثبت دعوى يسوع أنه المسيح أنكر أكثرهم وقوع المعجزة وطردوا الإنسان هازئين به لتأديته تلك الشهادة. ولعل الأكثر سأل الأعمى ذلك السؤال بغية أن يكون في جوابه ما يوقع الشك في حدوث المعجزة أو ما يدل على كون يسوع أتى ذلك بالسحر.
3) " فَقَالَ إِنَّهُ نَبِيٌّ " كلمة "نبي" مُشتقة من الفعل "تنبأ"، بمعنى الشخص الذي يتكلم أو يكتب ما يجول في خاطره، دون أن يكون ذلك من نفسه أو من أفكاره الشخصية؛ بل صادِر بإرشاد من روح القدوس وقد ذكر الكتاب المقدس أكثر من 40 نبيًا، منهم 6 كتبوا أسفار نبوية في العهد القديم. هذا بالإضافة لأسماء بعض النبيات مثل مريم أخت موسى النبي (خروج 15)، والنبية دبورة القاضية (قضاة 4: 4).. إلخ.

دائما فى كل قصة أو حدث عجيبا يكون رأى الناس فى ثلاث أحدهم يتفاعل والثانى لا يهتم والثالث ضد التفاعل وتزداد عدد الفئة ألأخيرة عندما تدخل المنفعة الشخصية والسلطة والمال والمركز والحقد وغيرها كان الفريسيين يستطلعون رأيه بعد إنقسامهم خاصة النوع الأخير ليفوزوا على أقرانهم متوقعين من الأعمى المبصر أن يقول برأيهم اقتنع ذلك الإنسان أن قوة الذي أبرأه سماوية وأن الشافي نبى على أنه لم يكن يعلم أنه المسيح ابن الرب إذ لم يقل «النبي» بل «نبي» كأحد الأنبياء مثل إيليا وأليشع. وظهر مما ذُكر أن ذلك الرجل شجاعاً محباً للحق لأنه شهد ليسوع أمام المجلس الذي أكثر أعضائه أعداء يسوع علانية. ولم يكن هو أول من إعترف بأنه نبى اعترفت السامرية قبله (يوحنا 4: 19).19 قالت له المراة:«يا سيد، ارى انك نبي! " وقالت الألوف من الجموع بعد معجزة إشباع الجموع من خمسة أرغفة من الشعير وسمكتين  ( يو ٦: ١٤)14 فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا:«ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم!»

المسيح نبى من ضمن صفاته لأنه تنبأ

عاش المسيح فى الناصرة حوالى 30 سنة لم يظهر أى معجزات وغادرها وسكن فى كفر ناحوم على بحر الجيليل وفيها ومنها بدأ كرازته وتبشير ولما ذهب ليبشر الناسرة موطنة الذى تربى فيه تعجبوا ولم يصدقوه ونجد في أناجيلِ (متى 13: 54 - 58) وكذلك (مرقس ولوقا): "ولما جاء إلى وطنه كان يعلِّمهم في مَجمعهم حتى بُهتوا، وقالوا: من أين لهذا هذه الحكمة والقوات؟! أليس ابن النجار؟! أليست أمُّه تُدعى مريم، وإخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا؟! أوَليست أخَواته جميعُهن عندنا؟! فمن أين لهذا هذه كلُّها؟! فكانوا يعثرون به." أما يسوع، فقال لهم: ليس نبيٌّ بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته، ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم"، وكذلك يقول إنجيل (مرقس 6: هـ.) في هذا المقام: "ولم  يصنع هناك ولا قوة واحدة"! لأن افيمان لازم لصمع المعجزة .

ولكن إعترفت الجموع بنبوة المسيح فى أورشليم يقول (متى 21: 10 و 11)  في إنجيله (إصحاح 21 عددي 10، 11): "ولما دخل أورشليم ارتجَّت المدينة كلها قائلةً: مَن هذا؟ فقالت الجموع: هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل"، فهذه هي شهادة الشهود الذين عايَنوه ورأَوا معجزاته،

ووبعد إقامة إبن أرملة نايين قال الشعب قام فينا نبى عظيم  (لوقا 7: 11 - 16): "وفي اليوم التالي ذهب إلى مدينة تُدعى نابين، وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمعٌ كثير، فلما اقترب إلى باب المدينة إذا ميت محمول، ابنٌ وحيد لأمه، وهي أرملة، ومعها جمع كثير من المدينة.فلما رآها الرب تحنَّن عليها وقال لها: لا تبكي، ثم تقدَّم ولمس النعش، فوقف الحاملون.فقال: أيها الشاب، لك أقول: قم، فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلى أمه، فأخذ الجميعَ خوفٌ ومجَّدوا الله قائلين: قد قام فينا نبيٌّ عظيم، وافتقد الله شعبه".
وتلميذى عمواس عندما تكلما مع المسيح عندما ظهر لهما المسيح بعد القيامة من الأموات (لوقا 24: 19): "فقال لهما: وما هي؟ فقالا: المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنسانًا نبيًّا مقتدرًا في الفعل أمام الله وجميع الشعب"، وكذلك يقول إنجيل (يوحنا 6: 14): "فلما رأى الناس الآية التي صنعَها يسوع قالوا: إنَّ هذا لحقيقة النبي الآتي إلى العالم". وكانت شهادته  المولود أعمى الذى أبصر بأن المسيح نبى أظهر الشجاعة والصادقة ولم يخاف أن يقول بنبوة المسيح بعكس قول اغلب مجلس الفرِّيسيين ان " لَيسَ هذا الرَّجُلُ مِنَ الله " (يوحنا 9: 16). ونحن هل نخاف قول الحقيقة، وهل نقول فقط ما نعرفه وما نحن متأكدون منه دون خوف من الآخرين؟كانت شهادة جديدة بدعوى يسوع انه هو المسيح على لسان الاعمى الذي برئ، وفرصة جديدة لتبيان صحة تعليم المسيح.

ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
.لما حدث بينهم الإنشقاق سألوا : "الأعمى" بإعتبار ما كان "ماذا تقول أنت عنه من حيث أنه فتح عينيك" وهم يريدون منه أن ينقض كلامه "فقال انه نبى" ولو كان قال "النبى" لكان أصاب قول الحق تماما ولكنه على كل حال أظهر شجاعة أمام قوم أغلبهم أعداء المخلص 

 

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  التاسع
ج. حوار بين الفريسيين ووالدي الأعمى  (يوحنا 9: 18- 23)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 18)   18 فلم يصدق اليهود عنه انه كان اعمى فابصر حتى دعوا ابوي الذي ابصر.

أ
،ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " فَلَمْ يُصَدِّقِ ٱلْيَهُودُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى فَأَبْصَر" تشير كلمة "اليَهودَ" الى اسم يهوذا أحد أبناء يعقوب وكونوا سبطا لأى قبيلة من أسباط إسرائيل الأثنى عشر وبعد إنقسام الأسباط إلى قسمين مملكة إسرائيل فى الشمال ومملكة يهوذا فى الجنوب الذين تمسكوا بالشريعة الموسوية ولم يختلطوا بالأمم بينما أختلط باقى الأسباط بالأمم وتبقى منهم السامريين وعددهم الآن حوالى 700 نسمة فى السامرة  أما اليهود وأصبحوا أبناء شعب يتميزون بأتباعهم الديانة اليهودية وثقافتها وتراثها؛ وفيقصد باليهود فى هذه الآية  أصحاب السلطات الدينية، خاصة الفِرِّيسيِّين وأعضاء المجمع المحلي أو السنهدرين
فَلَمْ يُصَدِّقِ ٱلْيَهُودُ اليهود الرؤساء وهم أعضاء مجلس السنهدريم  أنه ولد أعمى .رفض اليهود المعجزة ومحاولة إلغائها من قلب الأَعمى وقلب والديه، والحطِّ من قدر حقيقة الشفاء. وسبب عدم تصديقهم إسككات الأصوات وتكميم الأفواه التى تقول بان يسوع نبى أو النبى الآتى ةتشهد له والتي نتيجتها تمجيد يسوع. ومن أغرب الأمور أن ألإنسان عندما يكره آخر بسبب السلطة والمصلحة وغيرها تعمي الذهن عن رؤية صحة البراهين.
2) " َ حَتَّى دَعَوْا أَبَوَيِ ٱلَّذِي أَبْصَرَ" أرسلوا وأحضروا والدى الأعمى آملين ان يُكذبا شهادة ابنهما خوفا منهم او إكراما لهم.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 19)   19 فسالوهما قائلين:«اهذا ابنكما الذي تقولان انه ولد اعمى؟ فكيف يبصر الان؟»

أ
،ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " فَسَأَلُوهُمَا: أَهٰذَا ٱبْنُكُمَا ٱلَّذِي تَقُولاَنِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ " لقد صدم اليهود من شهادة الابن الذي كان أعمى  فلجأوا إلى سؤال والديه آملين أن يكذبا وينكرا أنه ابنهما أو أنه وُلد أعمى خوفاً منهم أو إكراماً لهم. فسألوهما ثلاث مسائل رجاء أن يجدوا في جواب إحداها ما يبطل دعوى المسيح وهي «هل هذا ولدكما. وهل وُلد أعمى. وبأي واسطة أبصر».

2) "  فَكَيْفَ يُبْصِرُ ٱلآنَ؟"  معنى كيف فى اللغة العربية وهو للاستفهام عن الأحوال "وقد يقع بمعنى التعجب" يتشير هذا الجزء من الاية إلى الحيرة والتعجب وعدم تصديق اليهود بمعنى كيف لإنسان أن يخلق عينين لرجل أعمى منذ ولادته ؟ لجأوا فى البداية للتشكيك فى أنه ولد أعمى ولما فشلوا لجأوا إلى إستحالة لرجل حلق عينين أى ما هى طريقة التى أتبعها يسوع لشفائه

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 20)   20 اجابهم ابواه وقالا:«نعلم ان هذا ابننا، وانه ولد اعمى. 

أ
،ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " أَجَابَهُمْ أَبَوَاهُ: نَعْلَمُ أَنَّ هٰذَا ٱبْنُنَا وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى"   أكان والدى المولود أعمى صادقيين فى شهادتهم أمام الفريسيين أعضاء مجلس السنهدرين اليهودى اعلى هيئة دينية لليهود بعدم إنكار كونه ابنهما وأنه أبصر
اعتراف والدي الأَعمى ان ابنهما كان أعمى يستعطي،
 عبارة "وُلِدَ أَعْمى" فتشير الى تأييد والدي الأَعمى حقيقة ان ابنهما اعمى منذ مولده.  وأظهرا الجبن والضعف في ترك جواب المسئلة الثالثة على أبنهما إذ خافا أن يكرما يسوع بجوابهما حتى لا يحرمهما المجلس من الديانة اليهودية ويعبرهم كفرة وزنادقة وهراطقة أما المجلس فأضر نفسه بهذه المسائل إذ أثبت بشهادة شاهدين آخرين كما تنص الشريعة الموسوية فى القضايا بجواز شهادة إثنين (تث 17: 6) وإستمرالأخذ بشهدة أثنين فى المسيحية ايضا  (2كو 13: 1) هذه المرة الثالثة آتي إليكم. «على فم شاهدين وثلاثة تقوم كل كلمة». " فكانت شهادتهم ألبويين الإثنين هكذا : " أن ذلك الرجل وُلد أعمى وأبصر."

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9:  21)  21 واما كيف يبصر الان فلا نعلم. او من فتح عينيه فلا نعلم. هو كامل السن. اسالوه فهو يتكلم عن نفسه». 

أ
،ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " وَأَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ ٱلآنَ فَلاَ نَعْلَمُ. أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلاَ نَعْلَمُ. " فَلاَ نَعْلَمُ (ع ٢١) يشير قولهما هذا عن خوفهما من الفيسيين الذين يسألوهما وهم من عليه القوم ومعهم سلطة فى مجلس السنهدريم خافا حتى لا يكونا نصبا شركًا لنفسيهما ولابنهما، وكما يقول الحكيم: " خَشيَة البَشَرِ تُلْقي فَخًّا والمُتَّكِلُ على الرَّبِّ هو في أَمان"(أمثال 29: 25). كما أنه يحمل شيئاً من الصدق إذ لم يعرفا كل أحوال المعجزة ولم يكونا شاهدا عين فلم يكونا موجودين عند حدوثها فقد كاننالمولود أعمى واقف يستعطى وبالطبع أبواه لم يكونا معه  واستحضرها المجلس حين أبصر ابنهما ولم يكن لهم وقت كاف عما وقع بالتفصيل  وهذه الاية تعطى لنا وصفا للتحقيقات والإضطهادات التى كانت تعانية .الكنيسة الأولى الذين وكان يعيشها المسيحيين من أصل يهودى من اليهود إلا أن الإنجيل حسب ما رواه يوحنا يخبرنا أن عدد كبير من الجموع ورؤساء اليهود آمنوا بالمسيح ولكن لم يظهروا إيمانهم خوفا أن يفصلوا "يحرموا" من مجلس السنهدرين أعلى هيئة دينية عند اليهود " غَيرَ أَنَّ عَدَداً كَثيراً مِنَ الرُّؤَساءِ أَنفُسِهِم آمَنوا بِه، ولكِنَّهم لم يُجاهِروا بِإِيمانِهِم، بِسَبَبِ الفِرِّيسيِّين، لِئَلاَّ يُفصَلوا مِنَ المَجمَع " (يوحنا 12: 42).
2) "  هُوَ كَامِلُ ٱلسِّنِّ. ٱسْأَلُوهُ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ." فتشير الى إحالة الوالدين السؤال الى ابنهما خوفا ان يمجدا يسوع بجوابهما.لفعله معجزة خلق عينين إبنهم  اما عبارة " مُكتَمِلُ السِّنّ " فتشير الى ابنهما الأعمى بلغ سن الثلاثين.وعند اليهود سن البلوغ عند الولد 11- 13 سنة وعند البنت 9-10 سنين له إحتفال خاص فيذهبا للمعلمين ويختبروهم فى الديامة اليهودية وبعد هذا يسمحا بحضورهم الإجتماعات الدينية وممارسة طقوسهم ومحاسبتهم بالشريعة الموسوية وهذا ما حدث مع الطفل يسوع عندا ذهبا مع أبواه للهيكل أنما سن 30 فهو سن النضج

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 22)  22 قال ابواه هذا لانهما كانا يخافان من اليهود، لان اليهود كانوا قد تعاهدوا انه ان اعترف احد بانه المسيح يخرج من المجمع. 23


أ
،ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " قَالَ أَبَوَاهُ هٰذَا لأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ مِنَ ٱلْيَهُودِ،" إنتشر الخوف بين اليهود من تهديد أعضاء مجلس السنهدريم بحرم وإقصاء كل من يعترف بيسوع نبيا او مرسل من الرب أى لا يعتبر فى جماعة الرب وأنه غير يهودى ونشروا هذا القرار بين العامة  فى عيد المظال الى قرار اليهود بأن يطردوا من المجمع كل من يقول إن يسوع هو المسيح. لكن هناك دائما بعض الناس يتغلب فيهم الإيمان على الخوف من تهديد الناس وعقوباتهم.ولنا مثل يوحنا المعمدان وقطع رأسه ومثل التلاميذ الخائفين المختبئين فى العلية وبعد القيامة خرجوا من هوفهم وجالوا بالكلمة مبشرين لا يكون الايمان صحيحاً الاّ إذا كان الالتزام به بدون تحفظويتطلب الاعتراف العلني الذي قد يؤدِّي الى الفصل عن الجماعة، او الاضطهاد او الاستشهاد (يوحنا 9: 22)  (يو  12: 42) 42 ولكن مع ذلك امن به كثيرون من الرؤساء ايضا، غير انهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به، لئلا يصيروا خارج المجمع، ( يو  17: 1-14).( يو ١٩: ٣٨ ) 38 ثم ان يوسف الذي من الرامة، وهو تلميذ يسوع، ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود، سال بيلاطس ان ياخذ جسد يسوع، فاذن بيلاطس. فجاء واخذ جسد يسوع.

2) " لأَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ ٱعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ ٱلْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ ٱلْمَجْمَعِ." عبارة " لأَنَّ اليَهودَ كانوا قدِ اتَّفَقوا " في اللغة اليونانية συνετέθειντο (معناها تعاهدوا)  لأَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا هذا اتفاق الرؤساء بين أنفسهم ولا ريب في أنهم كانوا قد أعلنوا ذلك حتى عرفه أبو الأعمى. ولم يكن في طاقة الرؤساء أن يخرجوا أحداً من المجمع لأن ذلك كان من حقوق المجلس وإنما تعاهدوا على أمل أن يقنعوا المجلس ليحكم بما أرادوا.
 فى عيد المظال إنقسمت الجموع نحو يسوع البعض يقول صالح والبعض يقول ضال ومنذ ذلك الوقت (يو ٧: ١٣ ) لأَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ ٱعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ ٱلْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ ٱلْمَجْمَعِ."

يُخْرَجُ مِنَ ٱلْمَجْمَعِ اي يُحرم من الحقوق الدينية والاجتماعية.وخائنًا للقيادة الدينية.ويُحسب أيضا متمردًا وكان عند اليهود ثلاثة أصناف من الحرم.
(1) أن يمنع المحروم ثلاثين يوماً من كل مخالطة لأقربائه.
(2) أن يمنع من ذلك مدة حياته ومن مخالطة كل واحد من اليهود إلا لمقتضيات الحياة الضرورية.
(3) فصله التام عن كل واحد من الشعب وقتله إن أمكنهم. ولم يُعلم أي صنف أرادوا هنا ولكن لا ريب في أنه كان حرماً هائلاً. ( يو  ١٦: ٢)  2 سيخرجونكم من المجامع، بل تاتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله.   ( أعمال ٥: ١٣ ع ٣٤ ) 13 واما الاخرون فلم يكن احد منهم يجسر ان يلتصق بهم، لكن كان الشعب يعظمهم. 33 فلما سمعوا حنقوا، وجعلوا يتشاورون ان يقتلوهم. 34 فقام في المجمع رجل فريسي اسمه غمالائيل، معلم للناموس، مكرم عند جميع الشعب، وامر ان يخرج الرسل قليلا. 

  ولم يَظهر تحريم المسيحيِّين من الدخول الى المجمع إلاّ في أواخر القرن الأول. ويعلق القديس أوغسطينوس " لم يعد الطرد من المجمع بالأمر السيء. هم يُطردون والمسيح يستقبلهم".لأن المسيحيين أنشأوا مجتمعات منفصلة

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 9: 23)   لذلك قال ابواه:«انه كامل السن، اسالوه».

أ
،ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " فلِذَلكَ قالَ والِداه: إِنَّه مُكتَمِلُ السِّنّ، فاسأَلوه."  تشير إجابة والدى المولود أعمى " إِنَّه مُكتَمِلُ السِّنّ، فاسأَلوه" بما يعنى أنهما يجهلان تفاصيل المعجزة التى حدثت مع إبنهما وأحالوا الإجابة إلى إبنهما فهو الأقدر أن يجيب على هذا السؤال

" فكَيفَ أَصبَحَ يُبصِرُ الآن" الى ابنهما خوفا من اعترافهما بصحة أن يسوع هو المسيح ، مما يسبب لهما الفصل من المجمع.

 
 


 

This site was last updated 02/26/21