Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  العاشر (10: 1- 21)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11
Untitled 8416
تفسير إنجيل يوحنا ص12
تفسير إنجيل يوحنا ص 13
تفسير إنجيل يوحنا ص 14
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
تفسير إنجيل يوحنا ص20
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8373
Untitled 8415
ت

تفسير يوحنا الإصحاح  العاشر  - فى مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل 19

تفسير يوحنا الإصحاح  العاشر  - فى مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل  20
تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  العاشر (10: 1- 21)
1 - الراعي الصالح  (يوحنا 10: 1-21.) بين السيد المسيح والراعي
يدعى الإصحاح العاشر بإنجيل الراعى الصالح : لا زال عيد التجديد فى اورشليم والمسيح يبشر ويكرز والإصحاح العاشر هو إمتداد للتاسع الذى فيه االمولود أعمى يبصر بعد أن خلق له المسيح عينين وشهد للمسيح أمام مجمع السنهدرين وصار من المؤمنين بالمسيح فحرمه وقطعه مجلس السنهدرين وأخرجوه خارج الجماعة أى خارج المجتمع اليهودى أى خارج خظيرة إيرائيل وذلك بإعتبارهم أنهم حراس الخظيرة ورعاة الخراف
إنجيل الراعى الصالح (يو 10: 1- 16) يقرأ عندما تحتفل الكنيسة القبطية بتذكار احد البطاركة أو الأساقفة القديسيين مثل يوم 3 أبيب تذكار نياحة القديس كيرلس الكبير واليام المحالة إليه (20 مناسبة من كل سنة) ونثل 17 هاتور نياحة القديس ذهبى الفم والأيام المحالة إليه (18 مناسبة فى كل سنة)

مثل الراعي الصالح (يو 10: 1- 42)

هنا يذكر المسيح مثل الراعى الصالح بعد أهان رعاة الكنيس اليهودى أعضاء مجلس السنهدرين المولود أعمى التى ذكرت قصته فى الإصحاح السابق 9 وكانت الكهانة اليهودية بمثابة خدام السبت وليسوا خدام الإنسان اوجعلوا الإنسان لأجل السبت  وليس السبت لأجل الإنسان وصفات حدام  السبت واساقفة السبت : ١ـ معاند ٢ـ متعب ٣ـ مرتاب ٤ـ مظهري ٥ـ متذمت ٦ـ مُعثر بالإضافة لما سبق أورد سفر (حز 34) صفات أخرى 1عندما تنبأ بكلام الرب عن الرعاة وكانت صفاتهم كالتالى :

1) يرعون أنفسهم أى بهتمون بأنفسهم فقط (جز 34: 2)  2 يا ابن ادم تنبا على رعاة اسرائيل تنبا وقل لهم.هكذا قال السيد الرب للرعاة.ويل لرعاة اسرائيل الذين كانوا يرعون انفسهم.الا يرعى الرعاة الغنم.

2) تأخذون التبرعات وتلبسون أفخر الثياب فيأكلون ألذ الطعام ويركبون العربات الفاخرة ويسكنون القصور (حز 34 : 3)  3 تاكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم".

3) يتركون الرعية تنهشا الذئاب ولا يهتمون برعايتها من برد الشتاء ولا حر الصيف لا يقودوها لمراعى الرب الخصبة لا يسقون العطشان والمريض لا يسألون عنه (حز 34: 4)  4 المريض لم تقووه والمجروح لم تعصبوه والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردوه والضال لم تطلبوه بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم."

ونتيجة الإهمال فى الرعاية تكون الرعية فى حالة يرثى لها  (حز 34: 5- 8)  5 فتشتتت بلا راعي وصارت ماكلا لجميع وحوش الحقل وتشتتت. 6 ضلت غنمي في كل الجبال وعلى كل تل عال.وعلى كل وجه الارض تشتتت غنمي ولم يكن من يسال او يفتش 7 فلذلك ايها الرعاة اسمعوا كلام الرب. 8 حي انا يقول السيد الرب من حيث ان غنمي صارت غنيمة وصارت غنمي ماكلا لكل وحش الحقل اذ لم يكن راع ولا سال رعاتي عن غنمي ورعى الرعاة انفسهم ولم يرعوا غنمي" وبقية إصحاح (حز 34) تكلم الرب عن مجازاه الرعاة وأنه هو نفسه سيرعى شعبه  ونفس المعنى عن الرعاة ذكر فى سفر (  إرميا ٢٣: ١ - ٤ ) 1 ويل للرعاة الذين يهلكون ويبددون غنم رعيتي يقول الرب. 2 لذلك هكذا قال الرب اله اسرائيل عن الرعاة الذين يرعون شعبي.انتم بددتم غنمي وطردتموها ولم تتعهدوها.هانذا اعاقبكم على شر اعمالكم يقول الرب. 3 وانا اجمع بقية غنمي من جميع الاراضي التي طردتها اليها واردها الى مرابضها فتثمر وتكثر. 4 واقيم عليها رعاة يرعونها فلا تخاف بعد ولا ترتعد ولا تفقد يقول الرب" وايضا فى ( زكريا ١١: ٤ - ١٧) 4 هكذا قال الرب الهي ارع غنم الذبح 5 الذين يذبحهم مالكوهم ولا ياثمون وبائعوهم يقولون مبارك الرب قد استغنيت.ورعاتهم لا يشفقون عليهم. 6 لاني لا اشفق بعد على سكان الارض يقول الرب بل هانذا مسلم الانسان كل رجل ليد قريبه وليد ملكه فيضربون الارض ولا انقذ من يدهم 7 فرعيت غنم الذبح.لكنهم اذل الغنم.واخذت لنفسي عصوين فسميت الواحدة نعمة وسميت الاخرى حبالا ورعيت الغنم. 8 وابدت الرعاة الثلاثة في شهر واحد وضاقت نفسي بهم وكرهتني ايضا نفسهم. 9 فقلت لا ارعاكم.من يمت فليمت ومن يبد فليبد والبقية فلياكل بعضها لحم بعض 10 فاخذت عصاي نعمة وقصفتها لانقض عهدي الذي قطعته مع كل الاسباط. 11 فنقض في ذلك اليوم وهكذا علم اذل الغنم المنتظرون لي انها كلمة الرب. 12 فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي والا فامتنعوا.فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة. 13 فقال لي الرب القها الى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به.فاخذت الثلاثين من الفضة والقيتها الى الفخاري في بيت الرب. 14 ثم قصفت عصاي الاخرى حبالا لانقض الاخاء بين يهوذا واسرائيل 15 فقال لي الرب خذ لنفسك بعد ادوات راع احمق. 16 لاني هانذا مقيم راعيا في الارض لا يفتقد المنقطعين ولا يطلب المنساق ولا يجبر المنكسر ولا يربي القائم ولكن ياكل لحم السمان وينزع اظلافها 17 ويل للراعي الباطل التارك الغنم.السيف على ذراعه وعلى عينه اليمنى.ذراعه تيبس يبسا وعينه اليمنى تكل كلولا "

نص تعهد الأسقف عند سيامته فى الكنيسة القبطية   [ أنا الضعيف ... المدعو بنعمته لعمل الأسقفية الجليل .. أتعهد أمام الرب ، رب الأرباب ، وراعى الرعاة ، ورأس الكنيسة غير المنظور ، وامام مذبحة المقدس ، وأمام أبى صاحب القداسة .... (صاحب القداسة البابا ..... ) وأمام آبائى وإخوتى المطارنة والأساقفة ، وباقى أعضاء المجمع المقدس والإكليروس وكل الشعب ، بأن اثبت على الإيمان الأرثوذكسى إلى النفس الأخير ، وأن أخدم قوانين الكنيسة المقدسة التى وضعها الآباء الرسل الأطهار ، والتى وضعتها المجامع المسكونية الثلاثة المنعقدة فى نيقية والقسطنطينية وأفسس ، وكذلك القوانين التى إعتمدتها الكنيسة للمجامع الإقليمية ، والآباء الكبار معلمى البيعة (الكنيسة) كما أتعهد بأن أنشر الكرازة بالإنجيل على قدر طاقتى ، وأتعهد أيضاً بأن احافظ على تقاليد كنيستنا القبطية الأرثوذكسية وطقوسها وتعاليمها ، وأن ابذل قصارى كل جهدى فى تعليم الشعب الإيمان المستقيم السليم ، وقيامه فى حياة البر ، وأحاول أن أكون أنا نفسى قدة له فى كل عمل صالح ... وأتعه أن أحب الرعية وأعاملها بالرفق والحكمة ، ولا تكون لى فيها جماعة مختارة ، على أن أهتم بالكل .. ولا أحكم على أحد بالسماع أو فى غضب ، وأن أعطيه فرصة الدفاع عن نفسه .. وأتعهد بأن أخضع لرئاسة الكنيسة العليا ، ممثلة فى قداسة البابا البطريرك ، وفى المجتمع المقدس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية ، وأطلب عن الرب أن يهئ قوة بصلواتكم ، حتى أقوم بهذه المسئولية الخطيرة ، وأرعى بكل حرص هذه الرعية ، التى بين يدى سيطلب الرب دمها ... صلوا عنى يا آبائى وأخوتى القديسين ، هامطانية لكم جميعاً . ]  

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  العاشر
1 - الراعي الصالح  (يوحنا 10: 1-21.) بين السيد المسيح والراعي

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 1)  1 «الحق الحق اقول لكم: ان الذي لا يدخل من الباب الى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع اخر، فذاك سارق ولص.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: "  عندما يبدأ المسيح فى قول ما يبدأ بهذه العبارة للفت الأنظار لما يقوله لْحَقَّ ٱلْحَقَّ ذكر الحق مكرراً كذلك في هذه البشارة أربعاً وعشرين مرة وقصد بها دائماً بيان أهمية الكلام وتأكيده.

 بعض مفسرى الإنجيل يعتقدون بأن هذا الإصحاح ليس له علاقة بالإصحاح السابق ولكن من الواضح أن هنالك علاقة هي أن المسيح وصف الفريسيين الذين هم رؤساء الشعب بأنهم «قادة عميان» في الأصحاح التاسع. لأنهم طردوا الأعمى الذى اعطاه المسيح موهبة النظر طردوا من جماعة إسرائيل ومن حقوق الشعب دوون سبب قانونى وهذا من أخطر الأعمال التى يقوم بها الرعاة ضد المؤمنين بالمسيح

وأخذ يصفهم في هذا الأصحاح بأنهم رعاة لرعية الرب يهملون واجباتهم ويظلمون الرعية. ويعتقد أن المسيح تكلم بذلك وهو خارج أورشليم أو على جبل اليزتون وأمامه الهيكل وأورشليم أى أمامه حظيرة غنم والرعاة. ولم يكن هذا المثل عن الرعاه والخراف والحظيرة هو مثل جديد فى الكتاب المقدس لأنه كثيراً ما عبر في العهد القديم عن الله وشبعه بالراعي والغنم وعن رؤساء إسرائيل بالرعاة. وكان أعظم مشهوري الإسرائيليين وأبطالهم رعاة كإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وداود ويتكلم الرب عن نفسه كراع (انظر مزمور ٢٣ ) 1 مزمور لداود.الرب راعي فلا يعوزني شيء. 2 في مراع خضر يربضني.الى مياه الراحة يوردني. ( إشعياء ٤٠: ١١ الخ).10 هوذا السيد الرب بقوة ياتي وذراعه تحكم له.هوذا اجرته معه وعملته قدامه. 11 كراع يرعى قطيعه.بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات 
2) " إِنَّ ٱلَّذِي لاَ يَدْخُلُ مِنَ ٱلْبَابِ إِلَى حَظِيرَةِ ٱلْخِرَافِ،" وهنا إعلان جديد يعلن المسيح فى المثل بأنه كراه ولم يطبقه على نفسه بل ألقى المعانى فى المثل  بإعتبار شعب بنى إسرائيل هم الخراف والكنيسة هى الحظيرة وذلك فى المعانى التالية على الترتيب

3) "الحظيرة ": هى إسرائيل القديمة شعب الله المختار كأمة بيت غسرائئيل - تقابلهاالكنيسة فى العهد الجديد المؤمنين بالمسيح والرعية القديسيين المقصود «بالحظيرة» هنا المؤمنون فى الكنيسة  المنظورة وكانت يومئذ الشعب اليهودي. كما يظهر من (إرميا ٢٣: ١ - ٤ وحزقيال ٣٤: ١ - ١٩ و٣٧: ٢٤ وزكريا ١١: ٤ - ١٧).

4) "باب الحظيرة بالنسبة للراعى نفسه وليس الخراف"  - والباب هو فى الحقيقة باب بيت الرب وهو تعبير يعقوب إسرائل عن الرؤيا (تك 28: 12- 17) . 12 وراى حلما، واذا سلم منصوبة على الارض وراسها يمس السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها. 13 وهوذا الرب واقف عليها، فقال: «انا الرب اله ابراهيم ابيك واله اسحاق. الارض التي انت مضطجع عليها اعطيها لك ولنسلك. 14 ويكون نسلك كتراب الارض، وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبا، ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الارض. 15 وها انا معك، واحفظك حيثما تذهب، واردك الى هذه الارض، لاني لا اتركك حتى افعل ما كلمتك به». 16 فاستيقظ يعقوب من نومه وقال: «حقا ان الرب في هذا المكان وانا لم اعلم!». 17 وخاف وقال: «ما ارهب هذا المكان! ما هذا الا بيت الله، وهذا باب السماء». 18 وبكر يعقوب في الصباح واخذ الحجر الذي وضعه تحت راسه واقامه عمودا، وصب زيتا على راسه. " والمعنى أن كلمة "الباب" هى الحضرة المنظورة والمسموعة للرب على هيئة السلم أو هو الطريق المؤدى للسماء والباب المفتوح الموصل للاب وهذا الباب رآه يوحنا أيضا فى رؤياه وكان مفتوحا (رؤ 4: 1)  1 بعد هذا نظرت واذا باب مفتوح في السماء، "

5) "الخراف ": تسمع صوت الراعى فتتبعه وحسب ما ورد فى نبوة حزقيال هم شعب الرب ( حز 34: 31)  وأنتم يا غنمي، غنم مرعاي، أناس أنتم. أنا إلهكم، يقول السيد الرب». والراعى يعرف امساء خرافه بل انه يدعوها بأسماء وهى تعرف صوته ويخرجها وتسير أمامها وهى تتبعه

وهذا هو الفرق بين علاقة بين رعاة بنى إسرائيل الذين يتحدث عنهم حزقيال بشدة وعنف عن تسلطهم عليهم وبين العلاقة الفردية الخاصة المطلوبة بين الرعاى والحقيقى والرعية المحبوبة والتى عبر عنها المسيح هكذا (لو 10: 19و 20)  19 ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء. 20 ولكن لا تفرحوا بهذا ان الارواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري ان اسماءكم كتبت في السماوات»

يدعوها للخدمة يدعوها ويخرجها هى الدعوة العظمة للدخول لملكوته وهو يسير أمامها فتتبعه والمسيح راعى الرعاة الراعى فى البرية يسير خلف الغنم ولكن المسيح سار امامنا وإفتتح الطريق للسماء ودخل (عب 6: 20) 20 حيث دخل يسوع كسابق لاجلنا، صائرا على رتبة ملكي صادق، رئيس كهنة الى الابد. ( عب 9: 12) 12 وليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة الى الاقداس، فوجد فداء ابديا. 13 لانه ان كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين، يقدس الى طهارة الجسد،  "

6)  "  بل يطلع من موضع اخر، فذاك سارق ولص.  " ..  صنع الباب ليكون مكان رسمى وقانونى للمكان يدخل منه للرعاه والغنم  تكمن المشكلة فى محاولة دخول البعض إلى الحظيرة من مكان آخر  سواء أكان راعيا  لصا أو واحد من خراف الشعب الذى لا يريد أن يدخل من الباب فهو غريب عن القطيع (يو 7: 21- 23) (ومثل الحنطة والزوان فى مت 12: 24 - 30) هؤلاء الذين دخلوا خلسة عن طريق مكان آخر غير الباب عن طريق الهرطقة السيمونيةكما حدث فى أستراليا   هم سراق ولصوص بينما كان باب الدخول مفتوحا لهم مجانا بواسطة يسوع لهم ولكن هذا الهرطوقى السيمونى فضل أن يدفع مالا ليكون أسقفا للحصول على وظيفة أسقف ووضع عليه اليد ليحصل على موهبة الروح القدس بالمال (يو 3: 14- 16)

فَذَاكَ سَارِقٌ وَلِصٌّ قصد المسيح بذلك الفريسيين فى العهد القديم وكل شخص من الإكليروس نال كرامة الكهنوت فى أى رتبه كهنوتية شماس او كاهن أو اسقف أو مطران لأن أعمالهم في رعية الرب كانت أعمال سراق ولصوص في حظيرة الغنم. والفرق بين السارق واللص هنا أن الأول يدخل الحظيرة بالمكر خفية والآخر يدخل إجباراً وعلانية. وكان أولئك الرؤساء يشبهون الاثنين وهم لا يستحقون وظائفهم مضرون ظالمون فاسدون أهل خداع وجور يقوضون الإيمان من داخل الحظيرة أى الكنيسة . وليس مقصود المسيح أن ينكر عليهم حق الرئاسة بناء على أن الكهنة منهم لم يكونوا من أولاد هارون الذين عينهم الله كهنة وعلى أنه ليس للفريسيين منهم حقوق سياسية لكنه قصد أن صفاتهم لا تؤهلهم لأن يكونوا مرشدي الشعب الروحيين ومعلميهم ورؤسائهم. والمقصود هنا «بالموضع الآخر» غير باب الحظيرة الذي يدخل منه الراعي وهو ما فوق الجدران. والمقصود بالذي يطلع من ذلك «الموضع الآخر» هو من لم يدع دعوة روحية إلى أن يرأس الشعب إنما اتخذ الرئاسة بالميراث أو حباً بالربح والسلطان والكرامة والراحة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 قيل أنه يريد بـ "باب حظيرة الخراف " الشريعة العتيقة ، والخراف يريد بهم أهل هذا العالم ، والبواب يشير إلى موسى الذى دبر الشعب بالناموس وراعى الخراف يشير به إلى المعلم الذى يتصرف حسب الحق والشريعة ويحث الناس على أن يتصرفوا بحسبها واللص والسارق يريد به الذى يتصرف عكس ذلك ، فكأنه يقول لننظر من منا يستحق أن يكون فى رياسة التعليم ومن هو حافظ على الوصايا والحقيقة إنى أنا وحدى المتصف بتلك الصفات وأما أنتم فليس فيكم صفة واحدة من صفات الراعى الحقيقى فأنا بهذا أسمى راعيا لأنى حريص ما يصلح الغنم ولذا إذا طرحت أنا إنسانا فهو مطروح وساقط من الحق ومن تطرحونه أنتم أقبله أنا بالواجب
،

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 2)  2 واما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " «وَأَمَّا ٱلَّذِي يَدْخُلُ مِنَ ٱلْبَابِ »."  ِ ظن بعضهم أن المقصود «بالذي يدخل من الباب» المسيح نفسه لكن الباب هو الإيمان
( أعمال ١٤: ٢٧ ) 27 ولما حضرا وجمعا الكنيسة، اخبرا بكل ما صنع الله معهما، وانه فتح للامم باب الايمان
2) " فَهُوَ رَاعِي ٱلْخِرَافِ " هذه إحدى العلامات التي يُميز بها الراعي عن السارق واللص

.المسيح يلقب برئيس الرعاة  (1 بط 5: 4) ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى." ولبنسيح رئيس الرعاة  أقام البعض رعاة يرعون شعبه " ودعى المسيح براعى الخراف العظيم ( عب 13: 20) واله السلام الذي اقام من الاموات راعي الخراف العظيم، ربنا يسوع، بدم العهد الابدي،" ودعى المسيح بالمدبر يرعى شعب إسرائيل (مت 2: 6) وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل». (اف 4: 11) وهو اعطى البعض ان يكونوا رسلا، والبعض انبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين"  والباب هو الإيمان بالمسيح قال «أنا هو الباب» (يو 10: 9)  فلنا من ذلك أن المقصود بذلك الداخل المعلم الصادق الأمين. وإيمانه بالمسيح ومحبته إياه وطاعته له وحده تؤهله لوظيفته فمثل هذا يدعوه المسيح إلى وظيفته ويعينه ويُعده لممارستها. والمفتاح هو ختم الروح
يلقب الرب والمسيا فى العهد القديم  بلقب الراعى " (مز 23: & 80 : 1) )إش 40: 10 - 11) (1بط 5: 1- 4) كما أطلق على قادة اليهود الدينيين لقب "رعاة كذبة " (إر 23) (حز 34) _إش 56: 9- 12) كما أطلق عليهم معلمين كذبة ويطلق لقب " الراعى" على كاهن الكنيسة أو الأسقف فى العهد الجديد ( أف4: 11) (تى 1: 5 و 7)
 
وهنا تكثر التشبيهات والإستعارات الثنتئية فيسوع هو : الباب (يو 10: 7 ) والراعى (يو 10 : 11 و 14)   وهذه التشبيهات المرتبطة إشتهرت بها البشارة بحسب يوحنا : (1) يسوع هو الخبز ومعطى الخبز (يو 6: 35 و 51) .. (2) يسوع هو الحق والمتكلم بالحق (يو 8: 45- 46 & 14: 6) .. (3) يسوع هو الطريق وهو الذى يرى الطريق (يو 14: 6) .. (4)  يسوع هو الذبيحة ومقدمها (الرسالة إلىالعبرانيين)

 راعى الخراف : كصاحب أو راعى يعرف الطريق ليدخل الحظيرة أى يدخل من الباب وليس كسارق ولص يطلع من موضع آخر وهو الراعة الذى يتميز بتعليم خرافه التعليم الصحيح عن الآب الذى لا يعلمه أحد إلا المسيح فالمسيح هو الباب السماوى الوحيد الموصل للآب - وأى تعليم آخر لراعى غير تعليم المسيح وصاياه هو مسروق والذى يعلم به هو لص - وقد اشار جميع النبياء إلى المسيح (الباب) فكانت تعاليمهم صحيحة ورعاه صادقين وقد كانت شهادة يوحنا المعمدانأكثرهم فوة لأنه رآه (إبن يهوه) ولذلك قال عنه المسيح إنه " أفضل من نبى " (لو 7: 26)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 وقيل أنه يراد بالحظيرة الكنيسة وبرب الحظيرة رب الكنيسة وهو الله وبالباب المسيح وبالبواب الروح القدس وبالخراف جميع المؤمنين فالرعاة والرؤساء الحقيقيون إنما هم من يدخلون الكنيسة بالمسيح ويفتح لهم الروح القدس الباب لأن ألإيمان بالمسيح من مواهب الروح القدس ، وأراد المسيح بقوله "فذاك سارق ولص" الفريسيين لأن بأعمالهم فى رعية الرب كانت أعمال سراق ولصوص ، والسارق من دخل الحظيرة بالمكر خفية واللص من دخل إجبارا وعلانية ، وقيل أن الراعى هو المسيح وهو يدخل  من الباب أى بنفسه إلى الكنيسة لأنه يدخل بسلطانه واما الرعاة الآخرون فبدخلون بسلطان يستمدونه منه.

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 3)  3 لهذا يفتح البواب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه الخاصة باسماء ويخرجها.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "لِهٰذَا يَفْتَحُ ٱلْبَوَّابُ "  «البواب» بالروح القدس الذي يدعو الرعاة الحقيقيين ويفتح قلوب الناس لقبول تعليمهم كما جاء في (أعمال ١٧: ٢٧ و٢كورنثوس ٢: ١٢) وفسره بعضهم بالآب.

 البواب : يفتخ ويغلق هو المسيا الذى سيسلمه الرب مفتاح بيت داود (إش 22: 22) 22 واجعل مفتاح بيت داود على كتفه فيفتح وليس من يغلق ويغلق وليس من يفتح.  " هو ختم الروح القدس  .. البواب هو مفتاح الإيمان بالمسيح (عب 11: 6) 6 ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه، لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود، وانه يجازي الذين يطلبونه. " والمسيح بالمفتاح الإيمان يدين فهو يمنع ويمنح يفتح ويغلق وذلك بمقتضى الإيمان والتعليم الصحيح  وذكر «البواب» هنا لأنه من جملة المميزات للراعي الحقيقي أنه لا يحتاج إلى دخول الحظيرة مكراً أو إجباراً بل أنه صاحب الحظيرة ومالك الغنم  وله حق أن يدخل.

وفسر بعضهم بواب الحظير هو الروح القدس الخاص بالعمل فى الرعاة المستأجرين لتلك الخدمة خاصة. فهو يعرف الراعي عند قدومه ويُدخله. ليرعى الغنم نهاراً ويحرسونها ليلاً في نوبتهم ونرى عمل الروح القدس مع التلاميذ واضح فى توجيههم وإرشادهم فى العمل بفتح أبواب وطرق الخدمة او قفلها فقال بولس الرسول  (١كورنثوس ١٦: ٩ )9 لانه قد انفتح لي باب عظيم فعال، ويوجد معاندون كثيرون" وها هو بولس يكرر ويذكر عن إنفتاح باب الخدمة له فى ترواس (٢كورنثوس ٢: ١٢ )12 ولكن لما جئت الى ترواس لاجل انجيل المسيح وانفتح لي باب في الرب " وكان الشعب يصلى لأجل أن يفتح الرب بابا للخدمة  ( كولوسي ٤: ٣ ) 3 مصلين في ذلك لاجلنا نحن ايضا، ليفتح الرب لنا بابا للكلام، لنتكلم بسر المسيح، الذي من اجله انا موثق ايضا،"   وكان الروح القدس يمنع التلاميذ أحيانا من الذهاب لمكان للخدمة التبشيرية فيه أى يغلق باب الخدمة عن بثينية ( أع١٦: ٦ و٧ ) 6 وبعد ما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية، منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في اسيا. 7 فلما اتوا الى ميسيا حاولوا ان يذهبوا الى بثينية، فلم يدعهم الروح."  ( رؤيا ٣: ٨) 8 انا عارف اعمالك. هنذا قد جعلت امامك بابا مفتوحا ولا يستطيع احد ان يغلقه، لان لك قوة يسيرة، وقد حفظت كلمتي ولم تنكر اسمي. 

2) " وَٱلْخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ "  التمييز والفهم من جهة الخراف / الشعب وكذلك الطاعة أساسها العلاقة الشخصية  ويصف داود النبى فى مزاميره العلاقة بينه وبين الرب كراع (مز 23)1 مزمور لداود.الرب راعي فلا يعوزني شيء. 2 في مراع خضر يربضني.الى مياه الراحة يوردني. 3 يرد نفسي.يهديني الى سبل البر من اجل اسمه. 4 ايضا اذا سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا لانك انت معي.عصاك وعكازك هما يعزيانني. 5 ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي.مسحت بالدهن راسي.كاسي ريا. 6 انما خير ورحمة يتبعانني كل ايام حياتي واسكن في بيت الرب الى مدى الايام "

وتنقسم الخدمة كما واضح من الاية إلى قسمين الأول خارج الكنيسةوالصانية داخل الكنيسة  عندما يدعوها للخروج إلى المرعى والكلأ وينابيع المياة  وللرجوع منه إلى الحظيرة وفى الحظيرة يحميها من برد الشتاء وحر الصيف والراعى يحرس خرافة بداخل وخارج الكنيسة من العداء والذئاب ويعالجها إذا مرضت . والمعنى الروحي أن الشعب يقبلون الراعى الأمين الذى يتشبه بالمسيح فيكون لهم معلماً روحياً أميناً لاعتبارهم أن تعليمه من الرب لا يحيد عنها وأنه موافق لحاجاتهم وأنه محب لنفوسهم وأنه أمينٌ في وكالته. ويتضمن سمع صوته الإصغاء والطاعة.
3) " فَيَدْعُو خِرَافَهُ ٱلْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ " هذا دليل على أن الراعي يعرف خرافه وصفاتها بالإسم وإذا كان لها إسم عالمى يغيرة إلى إسم مسيحى مثلما تفعل الكنيسة القبطية فى تغيير الأسماء أثناء المعمودية  والمعنى الروحي أن المعلم الديني يعرف كل الشعب الذي هو راعيه واحتياجاته المخصوصة لكي ينصحه أو يوبخه أو يعزيه أو يأتي غير ذلك مما تقتضيه الأحوال. وأشار بقوله «الخاصة» إلى مجموعة من الشعب الموكل إليه بإرشادها من رعية المسيح الجامعة.
4) " وَيُخْرِجُهَا "
إلى المرعى والماء على وفق الراعي الحقيقي في ( اش 40: 11) كراع يرعى قطيعه.بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات" (حزقيال ٣: ١) وعلى وفق الراعي الروحي في (مزمور ٢٣: ٢). . 2 في مراع خضر يربضني.الى مياه الراحة يوردني. " والمراد «بالإخراج» هنا فعل المعلم بتطبيق المعرفة الدينية والبركة السماوية.ما تعلموه فى الحظيرة أى الكنيسة فى العالم حيث يحصلون ومعهم الراعى على الرزق يرشدهم لئلا يضلوا فى العالم كما ضلت خراف بيت إسرائيل (مت 10: 6)  بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. "

 إنه نداء الإرشاد والهداية وتعنى الخلاص ايضا (يو 10: 4 و 9)   وما قيل هنا من صفات الراعي الأمين يوافق ما قاله موسى للرب «15 فكلم موسى الرب قائلا. 16 ليوكل الرب اله ارواح جميع البشر رجلا على الجماعة 17 يخرج امامهم ويدخل امامهم ويخرجهم ويدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها. » (عدد ٢٧: ١٦ و١٧ ) ويذكر داود النبى والملك حمايته كراع لأغنامه ( ١صموئيل ١٧: ٣٤ - ٣٧ ) 34 فقال داود لشاول كان عبدك يرعى لابيه غنما فجاء اسد مع دب واخذ شاة من القطيع. 35 فخرجت وراءه وقتلته وانقذتها من فيه ولما قام علي امسكته من ذقنه وضربته فقتلته. 36 قتل عبدك الاسد والدب جميعا.وهذا الفلسطيني الاغلف يكون كواحد منهما لانه قد عير صفوف الله الحي. 37 وقال داود الرب الذي انقذني من يد الاسد ومن يد الدب هو ينقذني من يد هذا الفلسطيني.فقال شاول لداود اذهب وليكن الرب معك. " وشبه الإنسان بالخراف أو النعاج  ( ٢صموئيل ١٢: ٣).3 واما الفقير فلم يكن له شيء الا نعجة واحدة صغيرة قد اقتناها ورباها وكبرت معه ومع بنيه جميعا.تاكل من لقمته وتشرب من كاسه وتنام في حضنه وكانت له كابنة. 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
ت
فسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 البواب هو الروح القدس لأنه هو الذى يفتح قلوب الناس لقبول التعليم الصحيح وقوله " والخراف تسمع صوته " معناه كما أن الخراف تسمع صوت الراعى وتعرفه ثم تطيعه وتسير وراءه كذلك الشعب يقبل تعليم الراعى الأمين لأنهم يعرفون أنه من الرب وكما أن راعى الخراف "يدعوا خرافه الخاصة ويخرجها" إلى المراعى الخصبة والمياة العذبة هكذا راعى الجماعة المؤمنين فأنه يقود المؤمنين إلى  المسالك والطرق القويمة ويقوم بكل جهده فى تحصيلهم المعارف الدينية والبركات الروحية "

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 4)  4 ومتى اخرج خرافه الخاصة يذهب امامها، والخراف تتبعه، لانها تعرف صوته.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 
1) " وَمَتَى أَخْرَجَ خِرَافَهُ ٱلْخَاصَّةَ" َ مَتَى أَخْرَجَ خِرَافَهُ إما بصوته وإما بيده أو بعصاه كل ما لم يسمع صوته منها.غالبا ما كان الرعاة يجتمعون فى مكان واحد ليلا وكل راع معه قطيعه وفى الصباح يدعوا كل راع خرافه ويخرجون ويتفرقون كل  واحد يتجه لمكان مختلف يكثر فيه الكلأ والعشب
2) " يَذْهَبُ أَمَامَهَا " عمل الراعي الحقيقي عمل الراعي : 1. الراعي يقود وهو يقود الغنم إلى المرعى. كذلك رعاة النفوس الأمناء يقودون النفوس إلى المسيح وإلى كلامه ﴿ يقودنا في موكب نطرته ﴾ ( 2كو 2 : 14) . 2. الراعي يقود للمراعي الخضر .. يأخذهم لمراعي خضراء ليتغذوا وللمياة ليرتووا منها (مز 23: 2 و 3)  2 في مراع خضر يربضني.الى مياه الراحة يوردني. 3 يرد نفسي.يهديني الى سبل البر من اجل اسمه. ". 3. الراعي يؤدب .. معه عصا يوجه بها الغنم وقد يستخدمها لضرب الغنم المشاكس معلمنا بولس الرسول يقول ﴿ الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف ﴾ ( 1تي 5 : 20 ) .. . 4. الراعي يحمي القطيع من الإختلاط مع القطعان الأخرى .. أيضاً يحفظ القطيع من أن يهرب أو يخطف . 5. الراعي يحفظ القطيع من الذئاب الخاطفة . ﴿ يبذل نفسه عن الخراف ﴾ ( يو 10 : 11) .. يأتي الذئب ليخطف يجد الراعي واقف له بعصاه فيخيفه

3) " وَٱلْخِرَافُ تَتْبَعُهُ " تتبع المسيح الراعي العظيم الذي ذهب أمام شعبه في طريق التواضع وإنكار الذات والطاعة لأبيه وبجولانه يعمل خيراً وفي حمل صليبه ودخوله القبر ثم صعوده إلى السماء.ويثق الشعب بتعليم الراعى الذى يشبه المسيح ويعلم بتعاليم المسيح وسيرته كسيرة المسيح بهذا تتبعه الخراف
4) " لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ "
هذا زيادة على ما قيل قبلاً أنها تسمع صوته (يو 10: 3) وفي ذلك إشارة إلى اختبار الخراف لأمانة الراعى

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
ت
فسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 ومتى أخرج خرافة الخاصة يذهب أمامها والخراف تتبعه لأنها تعرف صوته " فكما راعى الخراف يمشى أمامها ليخميها من الذئاب ويهديها إلى المرعة الخصيب هكذا الراعى الأمين يقود النفوس إلى فاديهم العظيم ممثلا فى ذلك المسيح الراعى الذى ذهب أمام شعبه فى طريق التواضع وإنكار الذات وفى حمله الصليب ودخوله القبر ثم صعوده إلى السماء  يجب على كل راع أن يتقدم المؤمنين بفضائلة ومثال سيرته الحميدة ، والغريب فى قوله " واما الغريب فلا تتبعه" يريد به المعلم المضل الخادع ، الذى يشابه الفريسيين فإن مثل هذا لا يتبعه المؤمنون بل يعرفون حيله بإرشاد الروح القدس وسهربون منه أى لا يصغون لضلاله .

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 5)   5 واما الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لانها لا تعرف صوت الغرباء».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " وَأَمَّا ٱلْغَرِيبُ" من هو هذ الراعى الغريب؟ هو الذى يدخل الخظيرة ليس من الباب بل من مكان آخر لا يوجد إلا باب واحد يدخل منه الراعى هو باب الإيمان بالمسيح فيظهر ممثل السارق واللص (يو 10: 1)  هو المعلم الخادع. ولماذا يدخل الغريب فى داخل الحظيرة أى الكنيسة ؟ اما لأجل السرقة تبرعات الشعب ونهب الكنيسة أو لأجل أغراض وشهوات  أو التنعم بالإحترام والسلطة وتعظم المعيشة أو تقويض الكنيسة من الداخل بنشر الهرطقات والبدع وإبعاد الرعية عن الطريق الأرثوذكسى القويم
2) " فَلاَ تَتْبَعُهُ " هذا عادة الغنم بالطبع كما نعلم ذلك بالاختبار وهى عادة الكائن الحى يحب من يرعاه ويشبع حياته وهنا تتلاقى رغبة الغنم فى الحياة مع محبة الراعى لهم . بما يعنى  أن رعية المسيح المتعلمة بكلامه وروحه تميز غالباً الراعى والمرشد  والكاهن والأسقف والبابا الحقيقي من المحتالين والممحادعين والمرتدين والرآسات من أصحاب الشهوات والهراطقة . وذلك وفق قول الرسول «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ ٱلْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ» (١يوحنا ٢: ٢٠). الرعاة المخادعين يلتف حولهم أصحاب المصلحة والمنافقين عديمى الإيمان
3) " بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ" أي لا تصغي إلى قوله لأنه لا يتكلم من تعاليم المسيح فيبتعدون عنه خوفاً من الضلال لأن قصده بدعوتها قصد اللص في الليل.
4) " لأَنَّهَا لاَ تَعْرِفُ صَوْتَ ٱلْغُرَبَاءِ" صوتهم غريب نشاذ مزعج ليس صوت المحب . وقصد المسيح «بالغرباء» هنا الفريسيين وكل رئيس دينى مسيحى من جميع الرتب الكهنوتية متكبر معاند منتقم محب الذات غير محب للحق فإنه كان للفريسيين أتباع كثيرة من أمثالهم لكنهم لم يكونوا من خراف المسيح.

5) " الغريب ":   كان على رعاة الكنيسة  أن تععامل دائما مع الرعاة الكذبة  (1تى 4: 1- 3) (2تى 4: 3- 4) (1يو 4: 5- 6)       والغريب تهرب منه الخراف ولا تتبعه ٱلَّذِي لاَ يَدْخُلُ مِنَ ٱلْبَابِ إِلَى حَظِيرَةِ ٱلْخِرَافِ الخ اوالذين لم يدخلوا من الباب بل طلعوا من مكان آخر هم رؤساء الكهنة والفريسيون أعضاء مجلس السنهدرين الذين استولوا يومئذ على شعب الرب ولم يتصرفوا بسلطانهم كما يقتضيه خير الشعب. دعوا أنفسهم رعاة وأدخلوا إلى الحظيرة من أرادوا وطردوا منها من شاؤوا وادعوا انهم مفسروا كلام الله وأنهم يغذون به رعية الله لكنهم كانوا بالحقيقة متكبرين محبين لأنفسهم لا يسألون عن حاجات الشعب. فأظهروا حقيقتهم بمعاملتهم الأعمى الذي شفاه المسيح بأن طردوه من المجمع (يو ٩: ٣٤) فوجد المسيح هذا الخروف الضال واعتنى به.(إش 53: 6 )"كلنا كغنم ضللنا، مِلنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا"  (1 بط 2: 25) لانكم كنتم كخراف ضالة، لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم واسقفها


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
  أعمت الكبرياء أذهان الفريسيين فلم يفهموا مثل الراعى ولو كانوا من خراف المسيح لسمعوا صوته وفهموا كلامه لأنه واضح من نفسه فأخذ المسيح يشرح لهم المسئلة بإيضاح أوفر فقال "إنى أنا باب الخراف " فلا يمكن لأحد راعيا كان أو رعية أن يدخل الكنيسة ولا السماء إلا بى وأما "جميع الذين اتوا من قبلى هم سراق ولصوص ، ولكن الخراف لم تسمع لهم"  واولئك ليس هم الأنبياء الذين أرسلهم الله وذكر أسماؤهم فى العهد القديم بل المقصود الذين اتوا من قبله مدعين أنهم المسيح مثل يهوذا  الجليلى وتيوداس وغيرهما فإن هؤلاء لم تسمع لهم الخراف فثقوا أنى وأنا هو الباب ، "إن دخل بى أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى" فمن سمع صوتى وآمن بى يدخل إلى كنيستى فيتبرر وينال الخلاص وإذا إحتاج إلى ما يغذى نفسه فيخرج إلى المراعى الروحية الخصبة وأنا أحميه من أعداء نفسه ، وقال يوحنا ذهبى الفم أن المقصود بالدخول والخروج أن من يؤمن يسلك بحرية وكل ما يفعله داخل الحظيرة أو خارجا عنها من أجل المسيح بجد به مرعى لنفسه.

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 6)  6 هذا المثل قاله لهم يسوع، واما هم فلم يفهموا ما هو الذي كان يكلمهم به.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " هٰذَا ٱلْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ،"  االأمثال هي قصص مؤلفة من أسلوب الحياة التى كان يعيشها اليهود مثل مثل الزارع وصاحب الكرم وغيرها قصها المسيح على سامعية بقصد أن يبحث السامع عن المغزى سماوي المختفى وراء تصرفات الأشخاص وأحداث المثل . وقد إستخدم الرب يسوع الأمثال في كثير من الأحيان كوسيلة لتوضيح حقائق إلهية والأمثال يسهل تذكرها، فالشخصيات قوية والرموز غنية في معناها.وكانت تنتقل من فم لفم بين اليهود وتنتشر لأنها لا تنسى مثل المواعظ والكلام المباشر وأما سبب ذلك أنها قصة وأحجيو "فزورة" فى نفص الوقت تتطلب تفكيرا وحلا لرموزها .

† "هذا المثل قاله لهم يسوع، " ..  المثل عبارة عن فكرة لها هدف وضعت فى  قصة أو أمر شائع يحدث فى البيئة التى يعيش قيها المستمع  وقد إستخدمها يسوع فى توصيل مفهومه عن الحقائق الروحية للجموع وقد وردت كلمة "مثل" هنا وفى (يو 16: 25 و 29) (2 بط 2: 22) وقد تشير نفس الكلمة إلى إخفاء الحق عن الذين لا يبصرون روحيا (يو 16: 29 ) (مر 4: 11- 12)
2) " وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ ٱلَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ" فَلَمْ يَفْهَمُوا الخ كلامه في الرعاة والخراف واضح في نفسه والذين لم يفهموه منه أنه قصدهم «بالسارق» و «اللص» و «الغرباء» لظنهم أنه ما ساقه إلى ذلك إلا ما يحدث عادة للرعاة والخراف فإن كبرياءهم أعمت أذهانهم عن إدراك معناه.

 كان التعليم بإستخدام الأمثال أسلوباً مألوفاً لدى اليهود في ذلك الوقت. لهذا إستخدم يسوع صور وتشبيهات لأشياء مألوفة للجميع (مثل الملح والخبز والخراف..الخ) في التعليم كأسلوب تعليمى إشتهر به ، وأمثاله غنية بالصور والتشبيهات لا تنسى بسهولة. لهذا فالأمثال هي بركة للذين لديهم آذان صاغية. أما بالنسبة لأصحاب القلوب الغليظة والآذان التي لا تسمع فإن الأمثال هي إعلان عن الدينونة.

وكانت بعض الأمثال معانيها واضحة في سياق تعاليمه. ولكن أمثال أخرى  فكانت تتطلب إيضاح أكثر . ومن اشهر الأمثلة التى شرح  المسيح معناها لتلاميذه مثل الزارع الذى يلقى البذار ووقعت على أنواع مختلفة من الأرض. وقبل أن يفسر هذا المثل أخذ تلاميذه جانباً بعيداً عن الجماهير. فقالوا له: (متى 13: 10-17).10 فتقدم التلاميذ وقالوا له: «لماذا تكلمهم بامثال؟» 11 فاجاب: «لانه قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السماوات واما لاولئك فلم يعط. 12 فان من له سيعطى ويزاد واما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه. 13 من اجل هذا اكلمهم بامثال لانهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون. 14 فقد تمت فيهم نبوة اشعياء: تسمعون سمعا ولا تفهمون ومبصرين تبصرون ولا تنظرون. 15 لان قلب هذا الشعب قد غلظ واذانهم قد ثقل سماعها. وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا باذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم. 16 ولكن طوبى لعيونكم لانها تبصر ولاذانكم لانها تسمع. 17 فاني الحق اقول لكم: ان انبياء وابرارا كثيرين اشتهوا ان يروا ما انتم ترون ولم يروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا. "

وكان الفريسيين يفهمون أنه يقصدهم بأمثاله ولكنهم  إستمروا في رفض رسالته فتركهم في عماهم الروحي وكانزا احيانا يتساءلون عما يقصده بكلامه. لقد حدد فرقاً واضحاً بين أولئك الذين أعطوا "آذان للسمع" والذين ظلوا في عدم إيمان (إر 5: 21) اسمع هذا أيها الشعب الجاهل والعديم الفهم، الذين لهم أعين ولا يبصرون. لهم آذان ولا يسمعون. "  – يسمعون دائماً ولكن دون فهم، " يَتَعَلَّمْونَ فِي كُلِّ حِينٍ، وَلاَ يَسْتَطِعْونَ أَنْ يُقْبِلْوا إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ أَبَداً." (تيموثاوس الثانية 3: 7) لقد أعطي التلاميذ عطية التمييز الروحي التي بها تتضح لهم الأمور الروحية. ولأنهم قبلوا الحق من المسيح فقد أعطي لهم المزيد من الحق. وهذا ينطبق اليوم أيضاً علينا (يوحنا 16: 13). لقد فتح أعيننا لنور الحق وآذاننا لكلام الحياة الأبدية.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 أعمت الكبرياء أذهان الفريسيين فلم يفهموا مثل الراعى ولو كانوا من خراف المسيح لسمعوا صوته وفهموا كلامه لأنه واضح من نفسه

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 7)  7 فقال لهم يسوع ايضا:«الحق الحق اقول لكم: اني انا باب الخراف.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:"  القول الذى سيقوله يسوع بعد هذه العبارة مكرر لكلامه السابق ولكن بصور بسيطة واضحة لأن الفريسيين ورؤساء اليهود  لم يفهموه منه وأظهر بذلك طول أناته وتنازله.
2) " إِنِّي أَنَا بَابُ ٱلْخِرَاف"  قصد المسيح بذلك أن الإيمان به هو الوسيلة الوحيدة لدخول الكنيسة الحقيقية للرعاة والمعلمين والكتية ورؤساء الكهنة وغيرهم  واتباعها كما أن باب الحظيرة واسطة دخول الخراف والرعاة إليها يمرون عبر الباب الذى هو الإيمان بالمسيح ربا وإلها ومخلصا ( اع 14: 27) ولما حضرا وجمعا الكنيسة، اخبرا بكل ما صنع الله معهما، وانه فتح للامم باب الايمان." ( رؤ 4: 1) بعد هذا نظرت واذا باب مفتوح في السماء، والصوت الاول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا: «اصعد الى هنا فاريك ما لا بد ان يصير بعد هذا». وسترى شرح ذلك أيضاً في (يو 10: 9)
.
† "  انا باب الخراف  " لا يقول المسيح "أنا باب الحظيرة " بل قال " باب الخراف" بصورتها المفردة ولقد إنتقل الرب فى وصفه بالباب من كنيسة أمة إلى كنيسة أفراد أى من عهده مع شعب بأكمله رؤساء ومرؤوسين إلى عهد خاص وشخصى ومفرد مع كل نفس تؤمن به لم يصبح المطلوب بعد قائدا كموسى أو قائدا كيشوع ليقودهم لعلاقة كأمه مع الرب ليتقذهم من عبودية الأمم أو ليملكهم أرضا بل قائدا يفدى النفس من عبودية الخطية والباب هنا ليس لحفظ أنظمة وحدود وتدابير ووصايا تختص بمتعامل الشعب أو بشكل حكومة أو بقوانين تربط وتحدد العلاقة  بين الأفراد بل الباب هو افيمان بالمسيح مخلصا وفاديا ..  يسوع هو الباب ويسوع هو الطريق  الحق الوحيد (يو 10: 8 و 10 & 14: 6) يسوع الباب والطريق والخبز وغيرها والتى تبدأ بعبارة "أنا هو" بما يعنى أن كلماته التبشيرية أى الإنجيل هو إعلان هو الباب  الذى يدخل منه الإنسان للحياة الأبدية هو الطريق الذى يجب أن يسلكه كل من يؤمن بيسوع اكلماته فى افنجيل روح وحياة (أع 4: 12) (1تى 2: 5) وراجع شرح (يو 8: 12)
أ
ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
  فأخذ المسيح يشرح لهم المسئلة بإيضاح أوفر فقال "إنى أنا باب الخراف " فلا يمكن لأحد راعيا كان أو رعية أن يدخل الكنيسة ولا السماء إلا بى وأما

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 8)  8 جميع الذين اتوا قبلي هم سراق ولصوص، ولكن الخراف لم تسمع لهم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† "  من سياق الإصحاح 10 أن هذه الكلمات والمناقشات حدثت فى عيد التجديد (يو 10: 22)

1) " جَمِيعُ ٱلَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ "إن اللغة الرمزية الغامضة جعلت بعض النساخ عدم كتابة كلمة "جميع " كما فى المخطوطة D بينما حذفت بعض المخطوطات كلمة "قبلى"  P45, P75           

 «الذين أتوا قبلي» كل من ادعى أنه المسيح. يشير المسيح هنا إلى كل الذين جاءوا قبل المسيح وهذا ليس معناه أنه يقصد كل الأنبياء والمعلمين من إبراهيم وموسى إلى يوحنا المعمدان ولكن قصد كل من إدعوا أنهم قادرون بتعليمهم على تخليص إسرائيل ومصالحته مع الرب ،أولئك هم الذين أتوا قبله معلمين في الدين وادعوا أنهم باب الخراف ولم يدخلوا بواسطته كالفريسيين وأمثالهم من رؤساء الشعب. معتمدين على نبوات الآنبياء فيما يختص برجاء شعب إسرائيل كأمة وقد أفتوا بمواصفات غير حقيقية للمسيا المنتظر وبهذا أعطوا الشعب صورة غير حقيقية للمسيح الذى ينتظرونه وبما أن المسيح كان طريقا وبابا للحياة صاروا هم يلتفون حول مسيخا كاذبا يقودهم لسفك الدماء بالثورات والحبوب وأصبحوا مصدرا لتصدير الشعب للموت وللهلاك الأبدى وبذلك أشار إليهم المسيح أنهم سقزا الإسم وحرفوا عمله وفسروا النبوات والتعليم  بطرقة خاطئة وعلموا الشعب التعليم الحرفى وكان الفريسيين ورؤساء الكهنة وقادة الدين اليهودى ضد المسيح يناصبونه العداء وادعوا أنهم هم التعليم الصحيح

بل أن  المسيح وصفهم بالسرقة واللصوصية (يو ٨: ٤٤) 44 انتم من اب هو ابليس، وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له، لانه كذاب وابو الكذاب." لأن غايتهم أن يمجدوا أنفسهم ويظلموا الشعب. جلسوا على كرسي موسى ليبطلوا وصية الله بتقاليدهم ومنعوا الشعب من قبول يسوع المسيح الذي هو غاية الناموس فإستحقوا الويلات  «وَيْلٌ لِلرُّعَاةِ ٱلَّذِينَ يُهْلِكُونَ وَيُبَدِّدُونَ غَنَمَ رَعِيَّتِي يَقُولُ ٱلرَّبُّ الخ» (إرميا ٢٣: ١ - ٤). وقوله «وَيْلٌ لِرُعَاةِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَرْعَوْنَ أَنْفُسَهُمْ. أَلاَ يَرْعَى ٱلرُّعَاةُ ٱلْغَنَمَ؟ تَأْكُلُونَ ٱلشَّحْمَ وَتَلْبِسُونَ ٱلصُّوفَ وَتَذْبَحُونَ ٱلسَّمِينَ وَلاَ تَرعَوْنَ ٱلْغَنَمَ الخ» (حزقيال ٣٤: ٢ - ٦).

2) " هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ" سرّاق ولصوص= (مثل الكرامين يفسر من هم السراق واللصوص). 

قال بعض الفريسيين أن  السراق هم  الفريسيين والكتبة ورؤساء الدين اليهودى الذين تجاهلوا المسيح بأعماله وأقواله وقاوموه وناقشوه لكى يثبتوا أنهم على حق  ليفرضوا عوائدهم ةفتاويهم وأفكارهم على اليهود ايحصلوا على الإحترام والكرامة وليستمروا في مكاسبهم فهم يريدون أن يسرقوا شعب المسيح،

 وقال بعض المفسرين أن اللصوص هم من إدَّعوا أنهم مرسلين من الرب (المسيا الذى سيحرر إسرائيل ن الرومان)  ليقودوا ثورات دموية ضد الرومان مثل من الممكن أن تكون اإشارة يسوع هنا إلى إدعاءات المكابيين ونسلهم بأنهم المسيا خلال فترة ما بين العهدين ، ومما يؤكد هذا الإعتقاد بأنه يقصد المكابيين أنه قال هذه الآية فى عيد التجديد وهو عيد تجديد الهيكل فى عصر الثورة المكابية  ومن المعتقد أن هذه ألاية تشير إلى مقاطع فى العهد القديم  تتحدث عن الرعاة الكذبة (إر 23) (حز 34) ومثل يهوذا الجليلي وثيودا الذى ورد ذكرهم فى (أع  5: 36 - 37) 36 لانه قبل هذه الايام قام ثوداس قائلا عن نفسه انه شيء، الذي التصق به عدد من الرجال نحو اربعمئة، الذي قتل، وجميع الذين انقادوا اليه تبددوا وصاروا لا شيء. 37 بعد هذا قام يهوذا الجليلي في ايام الاكتتاب، وازاغ وراءه شعبا غفيرا. فذاك ايضا هلك، وجميع الذين انقادوا اليه تشتتوا. "  ثوداس هو ثائر يهودي ادعي انه المحرر واتبعه 400 رجل فقط ونهايته كانت القتل هو وتبدد الذين تبعوه  وثوداس هذا كما ذكر المفسرين ظهر سنة 4 ق م وهذا ما اكده كثيرين مثل العلامه اوريجانوس الذي اكد ان ثوداس ظهر قبل ميلاد المسيح مباشره  Contr. Cels. l. 1. p. 44.وغيره من الذين اكدوا انه ظهر اخر سنه قبل موت هيرودس الكبير

 يهوذا الجليلي كان بعد ثوداس وحدث أنه عندما عزل هيرودس أرخيلاوس Archelaus، أحد أبناء هيرودس الكبير (مت2: 1، 22) من حكم اليهودية، صارت الدولة يديرها حاكم روماني؛ نادى يهوذا الجليلى بالامتناع عن دفع الجزية للرومان، فأثار مشاعر الشعب الدينية والوطنية للثورة العنيفة. أعلن أن الله وحده هو ملك إسرائيل، وهو وحده له الحق أن يملك على الشعب اليهودي. فأخذ يهوذا صادوقSaddoak وهو فريسي غيور، ونادى الاثنان بأن دفع الجزية ليس إلا مدخلاً للعبودية، وطالب الأمة بأن تدافع عن حريتها. وأن هذه الثورة فتحت بابًا للثورات متعددة لم تنقطع حتى تم تدمير المدينة والهيكل والأمة نفسها. ويهوذا هذا من الجليل وظهر سنة 6 م في ايام الاكتتاب الثاني او الكبير الذي اجراه كرينيوس الروماني بعد الاكتتاب الاول الذي سجل فيه السيد المسيح وازاغ شعب كثير ونهايته كانت القتل ويقول عنه يوسيفوس انه مؤسس حزب الغيوريون الذي خرج منه سمعان الغيور
وملحوظه ان من اهم مبادئ يهوذا الجليلي عدم دفع الجزية للرومان لانهم غرباء واليهود اصحاب البلد ولهذا حاول البعض بالايقاع بين المسيح والرومان بسؤاله عن دفع الجزيه لكي يقول لا فيعتقد الرومان ان المسيح مثله مثل يهوذا الجليلي فيقبضون عليه ويقتلونهوهؤلاء ادعى كل منهم أنه المسيا. جميع= هنا يقصد بها من قال عنهم سابقًا "من يطلع من موضع آخر" (يو 1:10).
3) " وَلٰكِنَّ ٱلْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُم"  الخراف قسمها الإنجيل إلى "خراف خاصة" وخراف ضالة"

 لم تسمع لهم= لأن لهم أذن حساسة يميزوا بها صوت الراعي (يو31:3-34) 31 الذي ياتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الارض هو ارضي، ومن الارض يتكلم. الذي ياتي من السماء هو فوق الجميع، 32 وما راه وسمعه به يشهد، وشهادته ليس احد يقبلها. 33 ومن قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق، 34 لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله. لانه ليس بكيل يعطي الله الروح ( 1يو5:4-6). 5 هم من العالم. من اجل ذلك يتكلمون من العالم، والعالم يسمع لهم. 6 نحن من الله. فمن يعرف الله يسمع لنا، ومن ليس من الله لا يسمع لنا. من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال " وهؤلاء مثل سمعان الشيخ وحنة النبية وزكريا والتلاميذ والرسل السبعين وبعض الشعب بل وجنود الهيكل (يو7: 45 ، 46).. فرحوا بالمسيح بالرغم مما قاله الفريسيين.
ٱلْخِرَافَ أي شعب الله من الأتقياء المتواضعين كسمعان الشيخ وحنة النبية ووالدي المعمدان نعم إن أكثر الشعب كان قد فسد لكن بقي منه بقية من الأمناء (رومية ١١: ٣ و٤) وجه الشبه بين المسيحيين والخراف بيّن في شرح (ع ٢٧).
و لم تقبل الخراف أى الشعب تعليم أولئك المرائين ولم تنقاد لأوامرهم وإن شعب الرب قد يسقط وقتاً بخداع الرؤساء ولكن إذا ضل أو سقط يرجع إلى الحق. فكما أن الولد يعرف صوت أبيه كذلك أولاد الرب يعرفون صوت الله الذي يخاطبهم بروحه وبكلامه ويخدم دينه ويميّز بين المدعين منهم كذباً أنهم يتكلمون باسم الرب والأمناء الصادقين.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 "جميع الذين اتوا من قبلى هم سراق ولصوص ، ولكن الخراف لم تسمع لهم"  واولئك ليس هم الأنبياء الذين أرسلهم الله وذكر أسماؤهم فى العهد القديم بل المقصود الذين اتوا من قبله مدعين أنهم المسيح مثل يهوذا  الجليلى وتيوداس وغيرهما فإن هؤلاء لم تسمع لهم الخراف فثقوا أنى  هو

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 9)  9 انا هو الباب. ان دخل بي احد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَنَا هُوَ ٱلْبَابُ " هذا كقوله «أنا نور العالم» (يو 8: 12)  ثم كلمهم يسوع أيضا قائلا: «أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» وأيضا«وأنا خبز الحياة» (يو 6: 35) فقال لهم يسوع: «أنا هو خبز الحياة. من يقبل إلي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا. " وايضا «أنا الطريق والحق والحياة» (يو 14: 6) قال له يسوع: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي. وعموما سبع مراتوردت عبارة " انا هو" لتشير للعمل الإلهى فى بنى البشر بصورة روحية فى انجيل يوحنا 1- انا هو خبز الحياة (يو 35:6 ) ( يو 41؛48 ؛51)..  2- انا هو نور العالم (يو 8: 12) ( يو 5:9 ).. 3- انا هو الباب (يو 7:10؛9)..  4- انا هو الراعى الصالح ( يو 11:10؛14).. 5- انا هو القيامة والحياة (يو 25:11 ) .. 6- انا هو الطريق والحق والحياة (يو 6:14 ) .. 7- انا هو الكرمة الحقيقية (يو 1:15؛5 )

والباب : هو إعلان المسيح من جهة نفسه قصد به على الخصوص أن الرعاة الصادقين يدخلون كنيسته بواسطة الإيمان به وبتعاليمه ووصاياه (مز 118: 20) 20 هذا الباب للرب.الصديقون يدخلون فيه." وفى مثل العذارى العشر (مت 25: 1) 1 «حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى اخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس. 10 وفيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه الى العرس واغلق الباب."  ووضح ان الباب اإلق بعد أن دخل الخمس عذارى الحكيمات المستعدات بزيتهم خلف العريس وهذا هو باب الخلاص الذى يعنى المخلص نفسه  والرعاة هم ويقامون للخدمة الدينية فيختارون ذلك محبة له ويخدمون الرعية إكراماً له بالروح الذي هو خدمها به فيسألونه دائماً الإرشاد في أعمالهم.( عدد ٢٧: ١٦ و١٧) 15 فكلم موسى الرب قائلا. 16 ليوكل الرب اله ارواح جميع البشر رجلا على الجماعة 17 يخرج امامهم ويدخل امامهم ويخرجهم ويدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها. "
والإيمان بالمسيح هو الباب المفتوح الذى ورد ذكره فى  (رؤ 4: 1) 1 بعد هذا نظرت واذا باب مفتوح في السماء، " وبهذا يكون المسيح ألغى الحارس القديم الذى يمنع من الدخول إلى السماء (تك 3: 24) 24 فطرد الانسان، واقام شرقي جنة عدن الكروبيم، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة. "  حتى لا "   يمد ( الإنسان) يده وياخذ من شجرة الحياة ايضا وياكل ويحيا الى الابد».  " (تك 3: 22)  وحل محله بابا مفتوحا فى السماء مسنود عليه رأس سلم موصل بين السماء والأرض
2) " إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ "† "  ان دخل بي احد فيخلص  " ..  جملة شرطية من الصنف الثالث مع فعل مستقبلى مبنى للمجهول يسوع هو الباب والمعنى هنا يدخل ويخرج فى الباب  أى يثبت فى يسوع فيخلص (يو 14: 6 ) إن فعل "يخلص" فى هذا السياق يرتبط بمفهوم العهد القديم بمعنى التحرير الجسدى ولكنه مرتبط أيضا بمفهوم العهد الجديد بتحرير الجسد من المرض ومن الشياطين وقد إحتوت بشارة يوحنا على الكثير من الثنائسات فالخلاص هنا تضمن أيضا الخلاص الروحى من الخطية (يو 10: 42) 

 والداخلون للكنيسة مجتمع المؤمنين بسمعه صوتي   (أفسس ٢: ١٨ ) 18 لان به لنا كلينا قدوما في روح واحد الى الاب.   الذي يدعوه وتأثير روحي القدس في قلبه وبحفظه تعليمي وباقتدائه بي وباتكاله على بري وفدائه بدمي «لأَنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُوماً فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إِلَى ٱلآبِ» (أفسس ٢: ١٨).
3) " فَيَخْلُصُ" ( راجع يو ٥: ٢٤)
4) " وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ " غاية الخراف في الدخول إلى الحظيرة الأمن من الخطر خارجاً وحمايتها من برد الشتاء وحر الصيف هذا هو المكان الروحى الكنيسة التى تأوى المؤمنين وتعطيهم دفعه قوية لممارسة حياتهم خارج الحظيرة خيث الرب  الراغى يعطيهم الرزق كما يقود الراعى الخراف لمراعة هضراء. ومعنى الفعلين كلهيما الحصول على الأمن والتمتع بالحرية والشبع. والمعنى الروحي أن شعب الله يجد في كنيسة الرب الاتحاد بالمسيح والتمتع بمحبته والصيانة من أعداء النفس والحصول على الحرية الدينية والاطمئنان وبالإجمال النجاة من كل نتائج الخطيئة.
5) " وَيَجِدُ مَرْعىً "
«ٱلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ ٱلرَّاحَةِ يُورِدُنِي الخ» (مزمور ٢٣: ١ - ٤). ويطبق المؤمن تعاليم المسيح فى العالم خارج الحظيرة  (متى 5: 16)  فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 وأنا هو الباب ، "إن دخل بى أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى" فمن سمع صوتى وآمن بى يدخل إلى كنيستى فيتبرر وينال الخلاص وإذا إحتاج إلى ما يغذى نفسه فيخرج إلى المراعى الروحية الخصبة وأنا أحميه من أعداء نفسه ، وقال يوحنا ذهبى الفم أن المقصود بالدخول والخروج أن من يؤمن يسلك بحرية وكل ما يفعله داخل الحظيرة أو خارجا عنها من أجل المسيح بجد به مرعى لنفسه
.

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 10) 10 السارق لا ياتي الا ليسرق ويذبح ويهلك، واما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل.

. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " ٱلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ،" العجيب فى هذه ألاية أن المسيح يصف نفس  الصورة التى رآها زكريا النبى منذ مئات السنين (زك11: 4 و 5) 4 هكذا قال الرب الهي ارع غنم الذبح 5 الذين يذبحهم مالكوهم ولا ياثمون (اى لا يشعرون أنهم يفعلون إثما) وبائعوهم يقولون مبارك الرب قد استغنيت.ورعاتهم لا يشفقون عليهم."

السارق واللص الذى يلبس ملابس الرعاة هو مغتصب مخادع لأنه لم يدخل من باب المسيح يجمع أموال الرعية مملوء بالشهوات والغش يعلم تعليما لايشبع ولا يغنى من الجوع ويقود القطيع إلى الهلاك بالوقوع فى حفرة الشر وكانت إحدى وصايا المسيح واضحة لتلاميذه من الرعاة وهى (مر 10: 42- 45)  42 فدعاهم يسوع وقال لهم: «انتم تعلمون ان الذين يحسبون رؤساء الامم يسودونهم وان عظماءهم يتسلطون عليهم. 43 فلا يكون هكذا فيكم. بل من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما 44 ومن اراد ان يصير فيكم اولا يكون للجميع عبدا. 45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين». وهكذا وصف المسيح الفريسيين سابقاً بأنهم سراق ولصوص وأوضح هنا مقصودهم في الترأس على الشعب وهو نفع أنفسهم ومحبة السلطةوالتمتع بالكرامة والغنى فيضرون بذلك الشعب لأن سيرتهم وتعليمهم من مهلكات نفوس الرعية لأنهم دخلوا خلسة كلصوص يتلصص على الخدمة يهدم ما بناة الأمناء ويلوث التعليمم الصحيح ويشكك فى كل ما تعلمته الرعية ويبذر بذور الفرقة والإنقسام فتقوم جماعة على جماعة  وينشغل الكل فى الخصام والإتهام وينموا الحقد والكراهية فى النفوس  فتتوقف حركة النمو الروحى وبناء الكنائس وأخيرا تتبدد الجهود وتسود العداوة فى النفوس  وتهرب النعمة وتحل النقمة (2كو 11: 13- 15) 13 لان مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيرون شكلهم الى شبه رسل المسيح. 14 ولا عجب.لان الشيطان نفسه يغير شكله الى شبه ملاك نور. 15 فليس عظيما ان كان خدامه ايضا يغيرون شكلهم كخدام للبر.الذين نهايتهم تكون حسب اعمالهم "

† "  السارق  " ..  هم الدوافع الخفية الشريرة للرعاة الكذبة والذين يستخدمهم الشيطان فى تقويض الإيمان المسيحى ، ويظهر تصرف هؤلاء الفعلة الذين أجرهم الشيطان فى الايتين (يو 10: 12 و 14)   السارق هو النبى الكذاب الذى تملكه الشيطان لا ياتي الا ليسرق ويذبح ويهلك ومكتوب فى شريعته يسرق المسيحيين ويذبح ويقطع رؤوسهم والذى يعيش يهلكه بالجزية وأضيق الطرق أما يسوع فيقول عن نفسه واما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل.   
2) " وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ " ومعنى هذه العبارة فى اللغة اليونانية : " يأخذون الحياة وياخذونها بفيض وحرارة" وهى صفة الملكوت أى أن الحياة التى نحياها هى من فيض نعمته إنها ليست حياة جسدية تموت وتنتهى ولكنه يعطى حياة أبدية تبدأ بالإيمان ثم الحصول على الروح القدس فنذوق الملكوت ونحن أحياء وهذا ما قصده بملكوت الله فى داخلكم (لو 17: 21) ولا يقولون: هوذا ههنا، أو: هوذا هناك! لأن ها ملكوت الله داخلكم».

تكلم المسيح عن صفات الراعى الكاذب أنه يسرق ويذبح ويهلك  وفى نفس الآية ثم عرض ما يقدمه هو وهم حياتين " لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" ويقصد بالحياة اى النعمة (ر 5: 2) 2 الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان، الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون، ونفتخر على رجاء مجد الله. " ويقصد بعبارة "يكون لهم أفضل" هو الرجوع للرب ودخول الملكوت

أظهر المسيح الفرق العظيم بينه وبين رؤساء الدين عند اليهود بمقابلة مقصوده من مجيئه إلى العالم بمقصودهم من ترأسهم على الشعب. فهم أتوا ليميتوا الناس وهو أتى ليحييهم. والحياة التي منحها للعالم هي الحياة الروحية على هذه الأرض والحياة الأبدية في السماء (يو ٥: ٢٤ ) ( يو ٦: ٥٠ و٥١).
3) " وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ " هذا كقوله «مِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ» (يو ١: ١٦). ومعنى الجملة أن المسيح لا يكتفي براحة الضمير التامة وتأكيد مغفرة الخطايا بالفداء بأن ينقذنا من الهلاك فى جهنم والحصول على الحياة الأبدية بل يعطينا ما يجعل تلك الحياة في أعلى درجات السعادة ويتضمن ذلك ومصالحة الرب  والتبرير التام والوقاية من السقوط بالتجربة والتقديس الذي يُقبل عند بلوغ السماء.
فالحياة الروحية التي وهبها المسيح للمؤمنين به بلا شك  أفضل من الحياة التي وهبها قبل مجيئه للأتقياء كإبراهيم وموسى وداود وأمثالهم والمقيدة بالناموس وأفضل من الحياة التي فقدها آدم بمعصيته لانها كانت قابلة الفقدان. وأما الحياة التي وهبها المسيح فأبدية لا تُفقد ولأن الحياة التي ينالها المؤمن بإيمانه بالمسيح أعظم من الحياة التي ينالها باستحقاقه لو استطاع أن يثبت في القداسة الأصلية.

  † " اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل. " ..  يقتبس بعض الوعاظ هذه الاية كوعد بالبركات المادية فقط ، ولكن سياق النص يشير إلى أن من يعرف يسوع والثبات فيه يحصل أيضا على بركات روحية تعينة فى حيانة المادية ، ليس المهم أن  نقتنى كثيرا من المال فى هذه الحياة ولكن الأهم أن نقتنى يسوع  لنملك الحياة ولا تملكنا .. لأننا فى النهاية سنترك كل شيئ إمتلكناه .. نترك المال الذى إقتنيناه ونرحل عن العالم بما فيه كما دخلنا إليه بلا شئ وفى بعض البلاد يضعون على عين المتوفى عملة معدنية على كل عين قبل دفنه وهناك مثل عامى يقوله المصرييون "  لا يملأ عين الإنسان سوى التراب". ويقول القديس أغسطينوس " جلست على قمة العالم حينما أحسست فى نفسى أننى لا اشتهى شيئا ولا اخاف شيئا " ولوحظ عند قراءة الببشائر الآزائية (مرقس ولوقا ومتى) أنها إهتمت بتسجيل تعاليم يسوع عن الملكوت بينما إهتمت البشارة بحسب يوحنا بتأكيد يسوع على موضوع الحياة ألأبدية  
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 بهذا القول أظهر الفرق ما بين مقصود الفريسيين ومن على شاكلتهم من المضلين فهم بفضلون فى المقام الول والأخير مصالخهم الشخصية من الكرامة والعنة ولا يهتمون بمصالح الرعية بل يعملون على هلاكها أما المسيح فقد أتى من السماء إلى الأرض لا من أجل نفسه بل أجل المؤمنين ليعتقهم من عبودية الخطية وليمنحهم الحياة الروحية الفضلى على هذه الأرض  بالنعمة والحياة الأبدية فى السماء ، هكذا فسر يوحنا فم الذهب " وليكون لهم أفضل " فإنه يعطيهم ما يجعل تلك الحياة فى أعلى درجات السعادة حتى تكون أفضل من الحياة التى فقدها  آدم بمعصيته لأنها كانت قابلة للفقدان أما الحياة التى يهبها يسوع فابدية لا تفقد

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 11)  11 انا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
    

1) " أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ " قول المسيح " أنا هو " كشف المسيح عن نفسه عن " من هو بالنسبة لـ يهوه؟ " نفسه وهناك دلائل كثيرة وسواهد لا حصر لها تشير إلى أن المسيح هو الله الظاهر فى الجسد ولكن بسبب ضعف الأذن وعمى البصيرة إضطر الرب أن يعرف نفسه للآخرين أيضا الرعاة الذين أخذوا الوظبفة خلسة - أو بالإيجار مقابل عملهم "بالأجرة" - والفريسيين والرؤساء الذين تكلموا معه هم عينه من الأجراء الذين يعتبرون أنفسهم رعاة الشعب : فـ " أنا هو الراعى الصالح" تجئ مقابل : " أنتم رعاة مستأجرون"

يتكلم المسيح عن نفسه وعن عمله ليكون قدوة لكل راع يأتمنه على رعيته فيقول "أنا هو " فى موضع التعريف أو الإستعلان وكأنها الرد على السؤال الذى سأله اليهود فيما بعد اى رد قبل أن يسألوه ولكنهم لم يفهموا  (يو 10: 24)   فاحتاط به اليهود وقالوا له: «إلى متى تعلق أنفسنا؟ إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهرا»."  هنا يعلن المسيح عن نفسه على أساس انه راعى الرعاة ورئيسهم ( عبرانيين ١٣: ٢٠ ) 20 واله السلام الذي اقام من الاموات راعي الخراف العظيم، ربنا يسوع، بدم العهد الابدي، ( 1 بط  ٥: ٤) 4 ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى. " ليكون مثلا للرعاة وإلها له ولرعيته كما كان لداود الذى من نسله المسيح ( حز ٣٧: ٢٤ )  24 وانا الرب اكون لهم الها وعبدي داود رئيسا في وسطهم.انا الرب تكلمت. "

فى ألايات (يو 10: 1-10) يقدم المسيح نفسه على أنه الباب من ناحتين أنه المدخل الذى يدخل منه الرعاة الذين إئتمنهم على رعيته  أما الرعاة الكذبة فهم هؤلاء الذين يأخذون وظيفة الكهنوت بطريقة ملتوية هم الذين يتسللون لداخل الحظيرة من موضع آخر ويدخل الرعية الذين هم الخراف من البابهو الإيمان بالمسيح إلها ومخلصا  الذى تدخل وتخرج منه تدخل منه إلى الحظيرة التى هى الكنيسة جماعة المؤمنين وتخرج منه غلى المراعى أى إلى العالم وقد إنتهى هذا المثل عند العدد (يو 10: 6) ثم أكمل المسيح شرح المثل فى الأعداد (يو 10: 70 10)

وفى العدد (يو 10: 11) يكمل المسيح الشرح والتوضيح حيث يظهر نفسه فى المثل فيقول " أنا هو الباب" حيث يوضح كيف يكون الراعى صالحا ؟ ومعنى الصلاح ومواصفاته!!

1- الراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف (يو 10: 11- 13) للراعي الصالح من غيره وهي أنه مستعد أن يخاطر بحياته لكي يحمي غنمه كما فعل داود في وقاية خرافه من الدب والأسد (١صموئيل ١٧: ٣٤ و٣٥). وكما قال يفتاح في خدمته لشعب إسرائيل «لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّكُمْ لاَ تُخَلِّصُونَ، وَضَعْتُ نَفْسِي فِي يَدِي وَعَبَرْتُ الخ» (قضاة ١٢: ٣). فالمسيح قال أنه أتى لكي ينجي رعيته الروحية من الموت الأبدي بوضع حياته من أجلها ع ١٥ وبذلك أكمل النبوءة القائلة «أَمَّا ٱلرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِٱلْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ» (إشعياء ٥٣: ١٠). وقال المسيح مثل قوله هنا في (ع ١٥ و١٧ و١٨ وص ١٣: ٣٧ و٣٨ وص ١٥: ١٣).

2 - الراعى الصالح يعرف خرافه الخاصة وخرافه تعرفه (يو 10: 14)

3 - الراعى الصالح يضع نفسه من أجل الخراف (يو 10: 15)

4 - الراعى الصالح لا يلتزم بحظيرة معينة بل يجمع خرافا ىخر لتكون له رعية واحدة وليست لحظيرة واحدة (يو 10: 16)

5 - الراعى الصالح يجمع الخراف ولا يفرقها بالفتن والدسائس ( إشعياء ٤٠: ١١ ) 11 كراع يرعى قطيعه.بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات"

6 - الراعى الصالح يفتقد رعيته كل يوم ( حزقيال ٣٤: ١٢ و٢٣ ) 12 كما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة هكذا افتقد غنمي واخلصها من جميع الاماكن التي تشتتت اليها في يوم الغيم والضباب"

7 - الراعى الصالح يهتم بالرعية الضالة ( ١بطرس ٢: ٢٥ ) 25 لانكم كنتم كخراف ضالة، لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم واسقفها. "
2) " وَٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ"  أن كل راع فى العهد القديم أو الجديد سواء أكان حاكما ملكا أو قائدا أو من رتبة الإكليروس كاهنا او بطريركا أو اسقفا أو أيا من كان إذا بذل نفسه عن خرافة لن يمنحها شيئا بل على أقل تقدير يحفظها حية أما الراعة الصالح يبذل نفسه ليعطى حياته لكل من يؤمن به فهو بذل نفسا بنفس وبكل النفوس وهذا هو الخلاص فى قمة معناه فالخلاص ليس خلاصا من ذنب او موت وحسب بل للفداء وإعطاء حياة : " اما أنا أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل"  وأن هذا البذل ستكون نتيجته هو أن يجمع الرعية التى تشتت (يو 11: 51 و 52) 51 ولم يقل هذا من نفسه، بل اذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة، تنبا ان يسوع مزمع ان يموت عن الامة، 52 وليس عن الامة فقط، بل ليجمع ابناء الله المتفرقين الى واحد. "

بذل يسوع لحياته ليعطيها لخاصته والمؤمنين به يرفع من مفهوم " الراعى" بكل ابعادة البشرية حتى يكاد يلغى معنى الراعى بالمفهوم البشرى ويجعله " الإله الفادى" وهكذا رفع المسيح مفهوم الراعى البشرى الذى يموت بموته على الرض ليظهر بحقيقته الإلهية ويصف زكريا النبى هذه الصورة يدقة عجيبة (زك 13: 7)  استيقظ يا سيف على راعي وعلى رجل رفقتي يقول رب الجنود.اضرب الراعي فتتشتت الغنم وارد يدي على الصغار. " ويعيد المسيح هذه النبوة ليطبقها على نفسه (مت 26: 31 و 32) 31 حينئذ قال لهم يسوع: «كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب: اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية. 32 ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل».

3) "  ٱلصَّالِحُ " لا تفيد معنى الصلاح أى لا تعنى صلاح الرب كطبيعة ولكن تعنى صفة عمل ولا تصف صلاح الرب وقول بعض المفسرين أنه من المفروض أن تجئ كلمة "الحقيقى" لتتمشى مع إعلان المسيح عن نفسه كـ "النور" و " الخبز" واللاحقة كـ "كرمة" وكلمة "الصالح" كلمة مقبولة هنا لأنها تأتى فى مثل وتصف الراعى  كمهنة بشر وتصف رعاية راعى غنم كأنه راعى لشعب الرب وتنتهى الرعاية بيوم الدينونة لذلك فكلمة "الحقيقى" لا تتمشى مع الراعى ووردت هما كلمة "الصالح" كما وردت كلمة "الحسن وهى صفة عمل وليست صفة شخص  (مت 5: 16) 16 فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات. " لهذا وضع الرب تكملة لتعطى المعنى الذى قصده فقال " والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف "

ويظهر الرعاة الذين أقامهم الرب على إسرائيل من الأنبياء والملوك والقضاة وغيرهم  وكان موسى راعيا على غنم حميه كاهن مديان (خر 3: 1)  وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان، فساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب. " فأقام موسى راعيا عل شعبه (إش 63: 11) 11 ثم ذكر الايام القديمة موسى وشعبه.اين الذي اصعدهم من البحر مع راعي غنمه اين الذي جعل في وسطهم روح قدسه  " وأقام داود الذى كان راعيا على الغنم راعيا على شعبه  (مز 78: 70- 71) 70 واختار داود عبده واخذه من حظائر الغنم. 71 من خلف المرضعات اتى به ليرعى يعقوب شعبه واسرائيل ميراثه. 72 فرعاهم حسب كمال قلبه وبمهارة يديه هداهم "
ولكن هؤلاء الرعاة جميعا هم أيضا خراف بالنسبة له وكان الرب يرعاهم ويهدى لهم رعيتهم وقد إعترف داود بذلك (مز 23: 1- 3) ولا ننسى أن داود كراع بالرغم من أنه رعى رعية الرب حسنا ولكنه إفترس نعجة من قطيعة

وموسى الذى ضربت به المثال فى القيادة والأمانة  نجده يطلب من الرب صارخا أن يعفيه (عد 11: 11- 15)11 فقال موسى للرب لماذا اسات الى عبدك ولماذا لم اجد نعمة في عينيك حتى انك وضعت ثقل جميع هذا الشعب علي. 12 العلي حبلت بجميع هذا الشعب او لعلي ولدته حتى تقول لي احمله في حضنك كما يحمل المربي الرضيع الى الارض التي حلفت لابائه. 13 من اين لي لحم حتى اعطي جميع هذا الشعب.لانهم يبكون علي قائلين اعطنا لحما لناكل. 14 لا اقدر انا وحدي ان احمل جميع هذا الشعب لانه ثقيل علي. 15 فان كنت تفعل بي هكذا فاقتلني قتلا ان وجدت نعمة في عينيك.فلا ارى بليتي  "  وبسبب هذه العثرة عين الرب 70 شيخا يشاركونه فى القيادة والمسئولية وهذا هو منشأ السنهدرين

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 قال يوحنا فم الذهب : أن المسيح بموته منح المؤمنين به الحياة الأبدية السعيدة والأنبياء والرسل وإن ماتوا من أجل الإيمان فلم يكن المؤمنون خرافهم بل خراف المسيح ولم ينقذوهم بموتهم من الخطية بل الذى أنقذهم ببذل نفسه عنهم إنما هو المسيح /

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 12)  12 واما الذي هو اجير، وليس راعيا، الذي ليست الخراف له، فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب، فيخطف الذئب الخراف ويبددها.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس    

1) " وَأَمَّا ٱلَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِياً، ٱلَّذِي لَيْسَتِ ٱلْخِرَافُ لَهُ، "   المقارنة فى هذه الاية تتركز فى العلاقة بين الخراف والراعى من جهة أخرى بين الراعى والخراف ومن جهة ثالثة بين الراعى الصالح والراعى الأجير الذى يعممل من أجل المال فقط فالراعى الصالح الذى يحب الخراف يطلب صلاحها وامانها أما الراعى الأجير لا ينفق شيئاً على الرعية إنما يعتني بها لمجرد أجرته وإن فقد منها شيء وإن ضل منها واحد لا يبحث عنه لأنه لا يخسر فإذا أتى ذئب ليخطف لا يعرض نفسه للخطر بمقابلته بل يهرب خوفاً من الموت ورغبة في الحياة ويترك الغنم تتبدد وتُفترس.

وهذا هو الراعى الصالح لخرافه داود سمع أن جليات الفلسطينى يعير شعب الرب الحى فدخل داود قدام الملك فقال له شاول لا تستطيع أن تذهب لهذا الفلسطيني لتحاربه لأنك غلام وهو رجل حرب منذ صباه. قال له داود: عبدك كان يرعى الغنم وخرج أسد ودب وخطف إحدى الغنيمات، فخرجت بنعمة الرب وقوته وقتلت الأسد والدب وخلصتها من فمهما. وهذا الفلسطيني الأغلف يكون كواحد منها وسوف يدفعه الرب بيدي في هذا اليوم. "وَقَالَ دَاوُدُ: الرَّبُّ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ الأَسَدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هَذَا الْفِلِسْطِينِيِّ" (1صم17: 36)

وهذا الوصف يصدق على أكثر الرعاة الأجراء ولكننا نرى يعقوب وإن كان أجيراً فحفظ خراف لابان بكل أمانة واعتناء (تكوين ٣١: ٣٨ - ٤٠). والفرق فى أن الراعى الذى يعمل أجيرا لنفسه والأجير الذى يعمل لأنه يحب عمله ويراعيه والمعنى أن الذين يرعون الشعب لأجل الربح الدنيوي ليسوا بمستعدين أن ينكروا أنفسهم ويخاطروا بوظائفهم وراحتهم وصيتهم وكسبهم وحياتهم لحفظ الكنائس من أعدائها الروحية. فأمثال هؤلاء لم يدعهم الروح القدس إلى خدمة كنيسته ولم يخدموا الرعية حباً أن يخلصوا نفوسهم فأزمنة الخطر تمتحنهم وتظهر جبنهم.
ولد المسيح وعاش فى عصر كان الفريسيون ورؤساء الكهنة كالأجراء رغبوا في نفع أنفسهم فقط وكان ظاهرا من التجار الحيوانات والطيور والصيارفة الذين فى الهيكل  ولم يبالوا بنفوس الشعب يفتون بفتاوى تثقل الشعب وترهقة يحبون الأماكن ألأولى فى الولائم ولم يريدوا أن يحموا الشعب من تجارب إبليس الذى هو الذئب المفترس لضحاياه من الخراف وغيرها من الأخطار الروحية فلذلك كان الشعب الإسرائيلي عند مجيء المسيح كرعية بلا راع (مرقس ٦: ٣٤).

والذئاب لا تعيش في قطعان كبيرة ، إلا في موسم التزاوج الذي يمتد من أكتوبر حتى ديسمبر أو عند الاجتماع على ذبيحة أو مصدر كبير للطعام ، وعوضا عن ذلك تصطاد في أزواج أو مجموعة عائلية مكونة من 3 أو 4 أفراد أو أكثر تقتل الذئاب العربية أي نوع من الحيوانات المستأنسة التي تصل في قدها لحجم الماعز ، وكنتيجة لهذا فقد أقدم المزارعون دوما على ملاحقة وتسميم وأسر هذه الحيوانات كي يحموا مواشيهم. وتصطاد الذئاب العربية الحيوانات الصغيرة والمتوسطة الحجم من شاكلة الارنب والقوارض ، والحافريات مثل الغزال ، كما وتقتات على الجيفة والماشية عندما تكون تسكن منطقة مجاورة لسكني بني البشر وق تظهر ضعيفه أمام البشر ولكنها قد تهاجمهم بقصد إقتناص فريسة

اقتصر على ذكر الذئب دون سائر المفترسات لأنه العدو المشهور للغنم. وهنا يظهر الذئب كرمز ومثال للشيطان الذى يؤلب الأعداء الروحيين على المؤمنين ويضرون النفوس بتعاليمهم الفاسدة ويهلكونها. وصف المسيح الأنبياء الكذبة بأنهم كذئاب خاطفة (متّى ٧: ١٥). وقال في الأثني عشر «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسَطِ ذِئَابٍ» (متّى ١٠: ١٦) وقال في الرسل السبعين «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ» (لوقا ١٠: ٣). وقال بولس لقسوس كنيسة أفسس «إَنِّي أَعْلَمُ هٰذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذَهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى ٱلرَّعِيَّةِ» (أعمال ٢٠: ٢٩). ولا يلزم من قول المسيح هنا أنه لا يجوز الهروب أحيانا حسب أوامر أو وصايا إلهية أو توجيه الروح القدس  في بعض الأوقات فإن المسيح قال لرسله «مَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ فَٱهْرُبُوا إِلَى ٱلأُخْرَى» (متّى ١٠: ٢٣). وبولس هرب من دمشق خفية (أعمال ٩: ٢٥) وهرب هو وبرنابا من أيقونية (أعمال ١٤: ٦). ولكن يجب على الراعي الأمين أن يستعد لاحتمال الخطر إذا كان ذلك ضرورياً لخير الرعية. وهذا كان من صفات بولس وبرنابا بشهادة كنيسة أورشليم وهي قولها «مَعَ حَبِيبَيْنَا بَرْنَابَا وَبُولُسَ رَجُلَيْنِ قَدْ بَذَلاَ نَفْسَيْهِمَا لأَجْلِ ٱسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ» (أعمال ١٥: ٢٥ و٢٦).

2) " " فَيَرَى ٱلذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ ٱلْخِرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطُفُ ٱلذِّئْبُ ٱلْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا. " عند حدوث خطر وإضطهاد أو امراض وأوبئة أو أخطار أخرى من الشرير الذى هو  إبليس الذئب الخاطف فَيَرَى ٱلذِّئْبَ مُقْبِلاً قيهرب ويترك الخراف بدون حماية

فَيَخْطُفُ ٱلذِّئْبُ ٱلْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا أي يخطف البعض ويفرق الباقي.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 وأما الأجير قلا يعرض نفسه للخطر فى حماية الخراف بل بمجرد أن يرى الوحوش المفترسة مقبلة يهرب وهكذا الراعى الغير امين فإنه لا يحتمل الأخطار لحماية رعيته وخيرها وحياتها بل لا يبالى بنفوسها ويتركها فريسة للتعاليم الفاسدة ، والأجير يراد به الذى يطلب ما هو لنفسه لا ما هو للمسيح

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 13)  13 والاجير يهرب لانه اجير، ولا يبالي بالخراف.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس    

1) " وَٱلأَجِيرُ يَهْرُبُ " و الفرق بين الأجير في هذه الآية والسارق واللص في الآية الأولى هو الفرق في درجة الشر والمراد بكليهما الفريسيون يهتمون باللربح الدنيوي وهم جبناء زمن الخطر وبعضهم بمنزلة السارق واللص في أنهم مضرون محتالون ظالمون.
2) "  لأَنَّهُ أَجِيرٌ، وَلاَ يُبَالِي بِٱلْخِرَافِ" لا يبالى أى لا يعتنى بالخراف أى لا يهتم بحياتها او موتها لأنه لا توجد علاقة بين الراعى والخراف فلا تسمع صوته لأنه غريب عليها وللأسف الحراف تستطيع أن تميز من بين الذى يحبها أو الذى يهملها وشكرا للرب يسوع  (زكريا ١١: ١٦ و١٧)  16 لاني هانذا مقيم راعيا في الارض لا يفتقد المنقطعين ولا يطلب المنساق ولا يجبر المنكسر ولا يربي القائم ولكن ياكل لحم السمان وينزع اظلافها 17 ويل للراعي الباطل التارك الغنم.السيف على ذراعه وعلى عينه اليمنى.ذراعه تيبس يبسا وعينه اليمنى تكل كلولا "

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية 
 
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 لا يلوم لقوله " والأجير يهرب" أنه لا يجوز قط للراعى الروخى الأمين أن يهرب فى بعض الأحوال لحفظ حياته فقد هرب بولس من دمشق وبرنابا من أيقة\ونيى وهرب كثيرون من ألاباء البطاركة وإختفوا من وجه الأعداء حتى زال الخطر .

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 14)  14 اما انا فاني الراعي الصالح، واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " أَمَّا أَنَا فَإِنِّي ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ، " هذا الجزء من الآية كرره المسيح  لما قاله في الآية الحادية عشرة (يو 10: 11) أنا هو الراعى الصالح " وذلك حتى يؤكد أهمية  وظيفتة الراعوية مع ذكر شيء من الأعمال المختصة بها ولم يذكره قبلاً وزيادة إيضاح الفرق بينه وبين الفريسيين رعاة الشعب االفاسدين السراق واللصوص .
2) " ..كلمة "صالح " هى ترجمة للكلمتين اليونانيتين (1) "جالوس" أستخدمت فى البشارة بحسب يوحنا للإشارة إلى الأشياء .. (2) كلمة "نالوس" التى إستخدمت فى الترجمة السبعينية إلى الخير فى مقابل الشر ، وتترجم كلمة صالح أيضا لتكون بمعنى "حسن" "جميل" "شريف" " نبيل" " أخلاقى " "مستحق وقد أستخدمت الكلمتين اليونيتين معا فى (لو 8: 15)  الراعى الصالح هو أحد ألقاب المسيا فى العهد القديم  (حز 34: 23) (زك 11) (1بط 5: 4) وإيتعمل يهوه أيضا فهو راع للبشرية " الرب راعي فلا يعوزني شيء. " (مز 23: 1 & 28: 9 & 77/ 20 & 78: 52 & 80: 1 & 94: 7 & 100: 3) (إش 40: 11) (إر 23: 1) & 31: 10) (خز 34: 11- 16)

3) " أَعْرِفُ خَاصَّتِي" ترتبط هذه الاية بالآية التالية فى مقارنة بين معرفة المسيح خاصته ومعرفته بالآب

 من صفات الراعي الأمين أن يعرف كل فرد من غنمه ويدعوها بأسماء وتعرف سوته وتميزه وهنا يظهر الروح القدس  كأنه البواب الذى سمح للخراف بالدخول والخروج  (يو 10: 3) لهذا يفتح البواب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه الخاصة باسماء ويخرجها.  "  كذلك المسيح يعرف كل شخص من شعبه. وفي كلامه يظهر قوة العلاقة  المسيح برعيته بناء على محبته واتخاذه طبيعة بشرية كطبيعتهم فإنه يعرف المؤمنين به كأخوة وأخوات وآباء وأمهات  وابناء وبنات ويعرف ضيقاتهم وتجاربهم وضعفهم وقصدهم اتباعه واحتياجاتهم كل يوم إلى مساعدته لهم على القيام بما يجب عليهم وعلى احتمال مصائبهم. وهذا وفق ما قاله المسيح لكل من كنائس آسيا السبع (رؤيا ص ٢ و٣). وهذا خلاف ما يقوله لمن ليسوا من خاصته فإنه يقول لهم «إني لم أعرفكم قط» (متّى ٧: ٢٣).
4) " وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي"وهنا نميز بين نوعين من اليهود الشعب المختار خاصة الرب منهم من رفض المسيح ومنهم من آمن به (يو 1: 11 و 12) 11 الى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله. 12 واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله، اي المؤمنون باسمه. " المؤمنون بالمسيح يعرفون المسيح معرفة وثيقة فيقول بولس الرسول ( ٢تيموثاوس ٢: ١٩) 12 لهذا السبب احتمل هذه الامور ايضا. لكنني لست اخجل، لانني عالم بمن امنت، وموقن انه قادر ان يحفظ وديعتي الى ذلك اليوم."  ويعرفون احتياجهم إليه ورأفته عليهم بناء على اختبارهم عنايته وحمايته وسمعه صلواتهم وعلى هذا الاختبار قال بولس الرسول «إَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي» (٢تيموثاوس ١: ١٢).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 قال يوحنا فم الذهب : كما أن الراعى الأمين يعرف كل واحدة من غنمه ، هكذا المسيح يعرف كل شخص من شعبه وكل المؤمنون يعرفونه فهو يعرف ضيقاتهم وتجاربهم وإحتياجاتهم وهو يحبهم وهم يعرفونه صديقا ومخلصا ومحاميا عنهم يسمع صلواتهم ويعتنى بهم ، فالمحبة تجذب المحبة فإن شئت أن تحب حب أولا

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 15)   15 كما ان الاب يعرفني وانا اعرف الاب. وانا اضع نفسي عن الخراف.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " كَمَا أَنَّ ٱلآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ ٱلآبَ "   كررت البشارة بحسب يوحنا هذه الاية ، حيث ينفذ يسوع ما حدده الآب فى إرساله فاديا ومخلصا للبشرية وهذه العلاقة الحميمة تظهر فى الآيتين (يو 10: 14 و 15) والعلاقة الحميمة بين يسوع والمؤمنين به (يو 14: 23) حيث تركز هذه البشارة على المفهوم العبرى لكلمة "يعرف" المرتبط بالشركة الحميمة وليس بالإيمان العقلى نتيجة لرؤية الحقائق المرأية .. يسوع يعرف الاب والذين يعرفون يسوع يعرفون ألاب فيسوع وألاب واحد

ترتبط تفسير الآيتين ببعضهما البعض بحيث يمكن إعتارهما آية واحدة تشير إلى معنى واحد مرتبط بكلمة (يو 10: 14 و 15)  14 ... واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني، 15 كما ان الاب يعرفني وانا اعرف الاب.... " ومفتاح تفسير الآيتين موجود فى كلمة "يعرف " المسيح يعرف خاصته وله علاقة بالبشر لأنه إبن الإنسان من ناحية ويعرف الله ويعرفه الله لأنه إبن الله من ناحية أخرى لهذا أطلق على المسيح لقب حجر الزاوية لأنه ربط السماء بالأرض حسب قول المزمور عنه "الحجر الذي رذله البناؤون هذا صار رأسًا للزاوية" (مز118: 22، انظر مت 21: 42).وقال معلمنا بولس الرسول عن الكنيسة: "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر للزاوية" (أف 2: 20). وعبر بولس الرسول عن علاقة المسيح بالناس والله فقال (2 تيمو 2: 5) لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح، "

وكلمة المعرفة التى وردت فى الايتين 14 و 15 ذكرها متى الرسول بمعنى أن المعرفة تشير إلى الإعلان  (متّى ١١: ٢٧ ) (متّى ١١: ٢٧ ) 27 كل شيء قد دفع الي من ابي وليس احد يعرف الابن الا الاب ولا احد يعرف الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له" .وتكررت هذه الاية فى  ( لوقا ١٠: ٢٢). 22 والتفت الى تلاميذه وقال: «كل شيء قد دفع الي من ابي. وليس احد يعرف من هو الابن الا الاب ولا من هو الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له».  ويفسر بولس عبارة من أراد أن يعلن له فى (غل 4: 9) واما الان اذ عرفتم الله، بل بالحري عرفتم من الله، .. "  واساس هذه المعرفة هى المحبة (1 كو 8: 3) 3 ولكن ان كان احد يحب الله، فهذا معروف عنده.  " ويزيد يوحنا برباط المحبة (يو 17: 26) 26 وعرفتهم اسمك وساعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي احببتني به، واكون انا فيهم».

2) " وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ ٱلْخِرَافِ""  الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. " .. يشير يسوع فى هذا الجزء من ألاية إلى عزمه لأن يموت بديلا عن كل من سؤمن به فاديا لقد أتى كفارة عن خطايانا (يو 10: 11 و 15 و 17 و 18) فقدم حياته عن البشرية الخاطئة (غش 52: 13- 53) (مر 10: 45) (2 مو 5: 21)  
 تعبير "يضع نفسه" هو تعبير ورد فى البشارة بحسب يوحنا (يو 10: 15 و 17 & 13: 37 و 38 & 15: 13) ( 1يو 3: 16) وبعض المخطوطات )P45, D تستبدل هذا التعبير بتعبير "يبذل نفسه" الذى يرد فى البشائر الازائية (متى ونمرقس ولوقا)  (مت 20: 28) (مر 10: 45)   

 فى الوقت الذى يضحى الشخص فى الإسلام بنفسه قتلى فى الحروب التى يدعى فهيا المسلمون بأنهم ينشرون دينهم ويقولون :" فداك نفسى وابى وامى يارسول الله" ويموت رسول الإسلام على فراشه يضع المسيح نفسه عن البشرية  لكي تنجو من الموت. هذه صفة أخرى من صفات المسيح يضع أمان تابعيه فوق نفسه فإنه علاوة على معرفته المؤمنين به مستعد أن يموت عنهم فلذلك أتى إلى العالم هنا الفرق بين القائد الحقيقى الذى يكون فى المقدمة يخوض الحرب مع شعبه وبين القائد الذى يقف فى الخلف بينما جنوده فى المقدمة يتساقطون قتلى .. أما لماذا يضع المسيح نفسه عن الخراف؟ الإجابة : سببين الأول هو الحب الذى يملأ كل كيان المسيح "الإلهى البشرى" وثانيا الطاعة نتيجة حب الكلمة الذى صار جيدا أنتج طاعة تنفذ مشيئة الآب من أجل خلاص العالم وجعل الموت الفدائى موضع سرور (عب 12: 2)  2 ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع، الذي من اجل السرور الموضوع امامه، احتمل الصليب مستهينا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله.

 أن سفك المسيح دمه على الصليب كفارة عن الناس وفداء لهم من الخطيئة والموت وذلك أعظم برهان على محبته لهم بدليل قوله «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هٰذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يو ١٥: ١٣).ويسوع أحب خاصته أى المؤمنين به / تابعيه للمنتهى  (يو 13: 1)  1 اما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب، اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم، احبهم الى المنتهى. "  أما عن طاعته  فواضحة فى (فى 2: 8) وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. "


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وقوله  "كما أن ألاب يعرفنى وأنا أعرف الآب"  فيه مقابلة بين معرفته بالآب  ومعرفة ألآب به وبين معرفته بالمؤمنين ومعرفة المؤمنين به ليس بالمقدار بل بالنوع ، وقوله " وأنا أضع نفسى عن الخراف " معناه يموت عنها ليحيهيها بموته ،

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 16)  16 ولي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي ان اتي بتلك ايضا فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراع واحد.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ" قال المسيح أن أولئك الخراف الأخرى له لأن الآب أعطاه إياها منذ الأزل في عهد الفداء فهو يحسبها له وإن لم تكن قد آمنت به وقد ألمح المسيح إلى ذلك فى قصة قائد المائة (مت 8: 11 - 12) 11 واقول لكم: ان كثيرين سياتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات 12 واما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان»

ويلاحظ أنه بالنسبة للخراف الأخرى لا يذكر الرب كلمة "حظيرة" أو "حظائر" فهى خراف متفرقة تؤمن به فى جميع أنحاء الجنسيات والألوان والأعراق وبلاد الأرض

أو سمعت باسمه وهي تعبد الأوثان حينما تكلم المسيح. وبهذا المعنى قول المسيح لبولس في أمر أهل كورنثوس وهم لم يزالوا وثنيين «إَنَّ لِي شَعْباً كَثِيراً فِي هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ» (أعمال ١٨: ١٠).
2) " لَيْسَتْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَظِيرَةِ "  أتى المسيح لخاصته الشعب اليهودى  (يو 1: 11) 11 الى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله. " ولكن قبله قلة قليلة وهم التلاميذ والرسل الذين صاروا أعضاء كنيسته وشعبه (يو 12: 32)  32 وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع».  ولم تقتصر رعاية المسيح على حظيرة غسرائيل أى اليهود أى على الأمة اليهودية بل على الجميع فيما يلى نبوة رئيس كهنة اليهود التى تثبت هذا (يو 11: 51- 52) 51 ولم يقل هذا من نفسه، بل اذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة، تنبا ان يسوع مزمع ان يموت عن الامة، 52 وليس عن الامة فقط، بل ليجمع ابناء الله المتفرقين الى واحد. "  أي ليست من اليهود. وأشار بذلك إلى من قصد خلاصهم من الأمم. ووقد جاءت النبوءة بدعوة الأمم في بعض أسفار العهد القديم (إشعياء ٥٣: ١٣ وميخا ٤: ٢). حزقيال ٢٧: ٢٢ ) 21 العرب وكل رؤساء قيدار هم تجار يدك بالخرفان والكباش والاعتدة.في هذه كانوا تجارك. 22 تجار شبا ورعمة هم تجارك.بافخر كل انواع الطيب وبكل حجر كريم والذهب اقاموا اسواقك. " وتمت هذه النبوءة بإيمان ألوف وربوات من الأمم منذ يوم قوله ذلك إلى هذه الساعة.

† "  ولي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة، " ..  لقد أعلنها أشعياء كنبوة  (أش 56: 6- 8) "وابناء الغريب الذين يقترنون بالرب ليخدموه وليحبوا اسم الرب ليكونوا له عبيدا كل الذين يحفظون السبت لئلا ينجسوه ويتمسكون بعهدي اتي بهم الى جبل قدسي وافرحهم في بيت صلاتي وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي لان بيتي بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب. يقول السيد الرب جامع منفيي اسرائيل اجمع بعد اليه الى مجموعيه"   وسياق النص شمل كل من غير خاصته أى غير غير اليهود ومنهم .. السامريون (يو 4: 1- 42) .. الكنيسة الأممية (يو 4: 43 - 54) إلأى أقاصى الأرض (أع 1: 8:)   لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض».  انتشرت الكنيسة في اليهوديّة والجليل والسامرة. (أع 9: 31)  " واما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلام، وكانت تبنى وتسير في خوف الرب، وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر "
في 19: 21 و23: 11 نجد إعلان سَفَر بولس من أورشليم عبر مكدونية قبل أن يصل إلى رومة.  (أع 19: 21 & 23: 11) ولما كملت هذه الامور، وضع بولس في نفسه انه بعدما يجتاز في مكدونية واخائية يذهب الى اورشليم، قائلا:«اني بعد ما اصير هناك ينبغي ان ارى رومية ايضا». إن نور الروح القدس أشعلت نيران التبشير فى القلوب فلم يلبث التلاميذ والرسل أن يعلنوا محبتهم للمسيح للعالم وينشروا تعاليمه السامية فى اقاصى الأرض فآمنت الشعوب بروح السلام فى المسيح يسوع

3) " يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضاً " وعمل المسيح بالنسبة للخراف الآخر هو أن "يأتى" بها وليس "يجمعها" فالمسيح ياتى بها بعد إيمانها به وغفران خطاياها بدمه المسفوك عنها ثم يوحدها بالروح القدس مع الآب فالوحدة المسيحية أو افيمانية أو الكنسية مستحيل أن تتم بواسطة المجهود البشرى المحدود بل يتحتم ان تتحد كل جماعة او كنيسة بالمسيح أولا بفعل الروح القدس ( إشعياء ٥٦: ٨ ) 8 يقول السيد الرب جامع منفيي اسرائيل اجمع بعد اليه الى مجموعيه " وبعد ذلك يوحدها الروح القدس لأن الحاجة إلى واحد وتصبح رعية واحدة لراع واحد وهو الرب يسوع المسيح الذى يزيل جميع الفوارق من كل نوع صواء أكانت فوارق فى اللون والجنس والفكر والثقافة أو التقليد ويصير الجميع هدفهم المسيح (غل 2: 20) 20 مع المسيح صلبت، فاحيا لا انا، بل المسيح يحيا في. فما احياه الان في الجسد، فانما احياه في الايمان، ايمان ابن الله، الذي احبني واسلم نفسه لاجلي.  "

 أَيْضاً قال «ينبغي» طبقا لتنفيذ مقاصد الآب ونبوءات العهد القديم وأن رغبة قلبه في ذلك. ويأتي بتلك الخراف إلى كنيسته على الأرض ثم إلى ملكوته في السماء. وقد يأتي بها بتبشيره بنفسه أو بواسطة رسله ومبشريه وسائر خدم دينه وبإنجيله وروحه.
يمكننا أن نتخذ كلام المسيح هنا جواباً لقول اليهود «إِلَى أَيْنَ هٰذَا مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ... أَلَعَلَّهُ مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى شَتَاتِ ٱلْيُونَانِيِّينَ» (يو ٧: ٣٥).( أعمال ١٨: ١٠ )  10 لاني انا معك، ولا يقع بك احد ليؤذيك، لان لي شعبا كثيرا في هذه المدينة».

4) " فَتَسْمَعُ صَوْتِي " سمع صوت المسيح من قراءة الإنجيل أو صوت الرعاة المبشرين به هذا نبوءة بإيمان الأمم الوثنيية به وتتلمذهم له وتتعرف على صوت المسيح من خلال الرعاة الأمناء  أما الغريب والسراق واللصوص فيظهرون سريعا فلا يسمعون لصوتهم  إن معظم اليهود وهم في الحظيرة أبوا أن يسمعوا المسيح ويتبعوه (متّى ٨: ١١ )11 واقول لكم: ان كثيرين سياتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات 12 واما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان» ( رومية ١١: ١٧) 17 فان كان قد قطع بعض الاغصان، وانت زيتونة برية طعمت فيها، فصرت شريكا في اصل الزيتونة ودسمها، " إنه من الصعب على الوثنيين أن يتركوا أوثانهم ويسمعوا كلام المسيح في الإنجيل ويؤمنوا به ومع ذلك أكد المسيح أنهم سوف يسمعون ويؤمنون ويطيعون. خلق الرب  آدم من نسمة الحياة ةله حاسة تمييز صوت الرب وهذا نسمية "السماع" فكان آدم وحواء يسمعان "صوت الرب والسماع كان يتبعه الطاعة ولما أخطأ لم يفقدا هذا التمييز (تك 3: 9و 10) 9 فنادى الرب الاله ادم وقال له: «اين انت؟» 10 فقال: «سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لاني عريان فاختبات» وتحول سمع صوت الرب من "سمع وطاعة" إلى "سمع وخوف" وهكذا ظل الإنسان الخاطئ يلازمه الخوف عند سماعه صوت الرب ودرجة تمييز صوت الرب تتغير فى إسلوبها وشدتها ورقتها ولطفها وحنانها وحبها وقربها من مستوى العبد الخاضع إلى  الإبن إلى الخادم الأمبن إلى النبى إلى الملك إلى الكاعن إلى العروس وكل درجة لها مسئوليتها وهى تتعدد بتعدد الأشخاص ولكن قد يحتبرها كلها إنسان واحد على مدى خبرات حياته

 والعجيب فى صوت المسيح أنه يثمر فى افنسان الذى يريد سماع صوته ككما ورد فى مثل الزارع عندما سقطت البذور فى الأرض الجيدة وهذا ما أكده المسيح بذاته عندما قال  (يو 6: 63)  63  الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة، " فالميت يسمع صوته فيستجيب ويقوم عدما يقول له : " لك اقول قم" (لو 7: 14) ثم تقدم ولمس النعش، فوقف الحاملون. فقال: «أيها الشاب، لك أقول: قم!».   ويصير العجب على أشده فى يوم القيامة (يو 5: 28) لا تتعجبوا من هذا، فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، " أما الأعجب من هذا وذاك أنه يقيم الموتى بالخطية من كل لسان وأمه وفى كل العصور ربوات ربوات مغتسلين بالدم ويجعلهم أبرار ويخلصهم من فك الشيطان يقدمون له الخدمة ويشربون من نبع الحكمة صوتهم لا ينقطع من التسبيح يدوم على وجه الأرض بدوام دوران الأرض حول الشمس وتسمعه صوتها شهادة أبدية لراعيها الأين

ولكن الأغلبية من إسرائيل ثقلت اذنه عن السمع أى لا يسمع They did not want to hear what he said أو يقفلوا آذانهم ولا ينتبهون ولا يهتمون للسماع switch of وتم فيهم القول (أع 28: 25- 28) 25 فانصرفوا وهم غير متفقين بعضهم مع بعض، لما قال بولس كلمة واحدة:«انه حسنا كلم الروح القدس اباءنا باشعياء النبي 26 قائلا: اذهب الى هذا الشعب وقل: ستسمعون سمعا ولا تفهمون، وستنظرون نظرا ولا تبصرون. 27 لان قلب هذا الشعب قد غلظ، وباذانهم سمعوا ثقيلا، واعينهم اغمضوها. لئلا يبصروا باعينهم ويسمعوا باذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا، فاشفيهم. 28 فليكن معلوما عندكم ان خلاص الله قد ارسل الى الامم، وهم سيسمعون!». 
5) " وتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ " فى هذه الاية المطابقة حرفيا لنبوة حزقيال النبى ( حز 34: 23) 23 واقيم عليها راعيا واحدا فيرعاها عبدي داود هو يرعاها وهو يكون لها راعيا. " والتى تحققت هذه الرؤيا فى شخص يسوع المسيح الراعى الواح ورئيس الرعاه الذى يقيمهم هو (1 بط 5: 4) ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى. " وأصبح الجميع يهودا من كل الشعوب وكل الأمم يهودا أو غيرهم لهم الحق من الإقتراب من قدس الأقداس بعد أمه كان ممنوع عليهم فى الهيكل اليهودى من الإقتراب وكل من إقترب يقتل واصبحت الحظيرة تقبل جميع الأمم من كل لون ومن كل جنس ومن كل الشعوب فلا عودة لحظيرة إسرائيل التى تضم اليهود فقط ولا شركة فى نظام تلك الحظيرة كأنه إنضمام أو تهود ولكن إكتساب الأصل فقط وليس الفروع بمعنى إكتساب لكل المواعيد التى خصها الرب للأنبياء والآباء التى تحققت فى شخص الرب يسوع وهذا افنتماء لأصل ذرية داود كوكب الصبح المنير (رؤ 22: 16) 16 «انا يسوع، ارسلت ملاكي لاشهد لكم بهذه الامور عن الكنائس. انا اصل وذرية داود. كوكب الصبح المنير». اي أن الحقوق التي خُصت أولاً باليهود باعتبار كونهم شعب الله الخاص تعم المؤمنين من كل أمم الأرض ويُبطل التمييز بين اليهود وغيرهم من الناس (رو 11: 16- 20) 16 وان كانت الباكورة مقدسة فكذلك العجين! وان كان الاصل مقدسا فكذلك الاغصان! 17 فان كان قد قطع بعض الاغصان، وانت زيتونة برية طعمت فيها، فصرت شريكا في اصل الزيتونة ودسمها، 18 فلا تفتخر على الاغصان. وان افتخرت، فانت لست تحمل الاصل، بل الاصل اياك يحمل! 19 فستقول: «قطعت الاغصان لاطعم انا!». 20 حسنا! من اجل عدم الايمان قطعت، وانت بالايمان ثبت. لا تستكبر بل خف! " وصار اليهود والأمم واحدا فى أصل ذرية داود  وفقاً لقول الرسول «لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلاَثْنَيْنِ وَاحِداً، وَنَقَضَ حَائِطَ ٱلسِّيَاجِ ٱلْمُتَوَسِّطَ» (أفسس ٢: ١٤ انظر أيضاً رومية ١٠: ١٢). والمسيح هو أصل داود أى اصل الوظيفة التى تعين عليها داود كملك ورئيس ونبى للشعب .. وكلمة "أصل" تعنى باللغة اليونانية "جذر" فيصبح المعنى جذر داود هو المسيح والذى تعنى أيضا أن داود كان يستمد من المسيح كل حياته

وبما أن المسيح هو أصل ذرية داود وأن "ذرية " تعنى باليونانية الجنس أو الغصن ينبت من الأصل فالمسيح هو هو الأصل الذى قام عليه دواود وذريته أى إمتداده هذا هو اسماؤه "الشداى" (القدير) "الأدونا"  (الرب) "يهوه" (أنا هو الكائن) رب إبراهيم وراعى إسرائيل وملك داود والمسيا المنتظر وملك الدهور لإلى الأبد
6) " وَرَاعٍ وَاحِدٌ" ظهر نزاع قديم بدأ منذ القرون الوسطى فى الكنيسة الغربية - قد تعدل فيما بعد - وكانوا يريدون قراءة "رعية" وتبديلها بكلمة "حظيرة" بقصد جعل بابا روما خو "الراعى الواحد " وكنيسة روما هى "الحظيرة" الواحدة للراعى الواحد وهذا هو الفكر اليهودى حيث غسرائيل هى الحظيرة الوحيدة ولكن التعبير جاء فى النسح المخطوطات اليونانية والقبطية وفى النسخ السريانية هكذا : " رعية واحدة وراع واحد" وفى الولجاتا اللاتينية حصل فيها هذا التعديل ليتناسب مع الفكر الباباوى الرومانى فى بداية سنة 1582م وجعلوها قراءة مقدسة !!! غير قابلة للتغيير : " حظيرة واحدة لراع واحد" وللأسف نقت منها لعض الطبعات الأخرى وكانت هذه القراة المغلوطة سببا فى التأثير على فكر الكنيسة الرومانية إلى يومنا  هذا أى أنهم ابدلوا المعنى الراعى الوحيد الذى هو المسيح واصبح بابا روما هو المسيح

بينما الراعى الواحد الذى هو المسيح ( عبرانيين ١٣: ٢٠ ) 20 واله السلام الذي اقام من الاموات راعي الخراف العظيم، ربنا يسوع، بدم العهد الابدي، ( ١بطرس ٢: ٢٥) 25 لانكم كنتم كخراف ضالة، لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم واسقفها." ولا شك فى تاريخ باباوات روما كان بعضهم لليسوا رعاة صالحين (حز 22: 27) 27 رؤساؤها في وسطها كذئاب خاطفة خطفا لسفك الدم لاهلاك النفوس لاكتساب كسب " المسيح لا يستقيل ولا يشيخ ولا يموت على مر العصور كما إستقال بعض من باباوات روما ويشيخون ويموتون

أي الرب يسوع المسيح الذي يعترف به المؤمنون في كل أرض رباً ومخلصاً. فحسب قول المسيح أن المؤمنين به في كل زمان ومكان ليسوا سوى كنيسة واحدة ت فوحدة الكنيسة قائمة بأن رأسها واحد هو المسيح وحياة كل فرد في تلك الكنيسة من مصدر واحد هو يسوع الذي اسمه «الحياة» ولها شريعة واحدة هي الكتاب المقدس ولها غاية واحدة هي أن تتبع المسيح وتخدمه وموضوع رجاء واحد هو موت المسيح على الصليب وقيامته فكان يجب أن يكون أعضاؤها في رأي واحد وحس واحد.
وتظهر وحدة رعية المسيح المذكورة هنا عند مجيئه الثاني لا محالة وهل يتم ذلك قبله أولاً ذلك لا نعلمه لكن يجب أن نجتهد جميعنا في ذلك لأن ظهور تلك الوحدة من أعظم أسباب مجد المسيح ونفع العالم

† "  تكون رعية واحدة وراع واحد. " ..  هذا هو قصد يسوع  الدائم أن يجمع الفراخ تحت جناحية (تك 3: 15 & 12: 3) (خر 19: 5- 6) والشرح (أف 2: 11- 3: 13& 4: 1- 6)    
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 والخراف الآخر التى له وليست من هذه الحظيرة هم الأمم وقد تمت هذه النبوة فقد سمع الوثنيين وآمنوا به وتركوا عبادتهم الوثنية وهم يتمتعون بالمواعيد التى إختصت بها أمته زالكل "صاروا رعيةة واحده" إذ بطل التمييز ما بين اليهود والأمم "لأنه هو سلامنا الذى جعل الإثنين واحدا" (أف 2: 14) "لراع واحد" هو الرب يسوع

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 17)  17 لهذا يحبني الاب، لاني اضع نفسي لاخذها ايضا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

يقرا هذا الجزء من الإنجيل حسب ما رواه يوحنا (يو 10: 17- 18) فى الساعة الأولى من ليلة الخميس من البصخة المقدسة لما ورد فيه من تصميم المسيح على بذل ذاته بمنتهى جريته طاعة للآب
1) " لِهٰذَا يُحِبُّنِي ٱلآبُ"   العلاقة بين الكلمة المتجسد والاهوت مبنية على طاعة يسوع الإنسان وطاقة الحب القادرة على تنفيذ ذبيحة محبة يسوع كلمة وجسدا وتضحيته على الصليب فداءا عن البشرية  لأنه كما أن يسوع أحب الآب وأحبه الآب هكذا أيضا هكذا كان يسوع يحب البشرية ووضع نفسه فداءا عنها

فى هذا الإصحاح قدم المسيح نفسه على أنه راعى صالح للبشرية يقدم لهم المأوى والمرعى يقودهم ويحميهم ثم إنتقل إلى سبب تجسده ليكون راعيا هو أن يبذل نفسه عن الخراف فالراعة فى مفهوم المسيح هو القادر بإرادته وسلطانه وحده ان يموت من أجل الخراف ويقوم من الأموات ليقيم الرعية من الموت ويعطيها المرعى الذى بتذوقه لا تذوق الموت أبدا .. ونتيجة لهذا العمل أحب الرب ابنه منذ الأزل وما ذُكر هنا من سبب الأسباب الكثيرة التي أحب بها الآب ابنه وهو رضاه أن يتجسد ويخلى ذاته من المجد ( عبرانيين ٢: ٩)9 ولكن الذي وضع قليلا عن الملائكة، يسوع، نراه مكللا بالمجد والكرامة، من اجل الم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لاجل كل واحد." ويأتي إلى هذا العالم ليموت عن البشر. ونرى من ذلك رغبة الرب في خلاص الخطأة لأنه أحب ابنه كل هذه المحبة الخاصة لموته من أجل الأثمة. وعلامة هذه المحبة قول الآب في الابن «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي بِهِ سُرِرْتُ» (متّى ٣: ١٧). وإثابته له على اتضاعه  ( فيلبي ٢: ٨ و٩ ) 8 واذ وجد في الهيئة كانسان، وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب. 9 لذلك رفعه الله ايضا، واعطاه اسما فوق كل اسم (إشعياء ٥٣: ٧ و٨ و١٢ ) 7 ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. 8 من الضغطة ومن الدينونة اخذ.وفي جيله من كان يظن انه قطع من ارض الاحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي.....  12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين"
2) " لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي " أي يقدم حياته الجسدية كفارة عن شعبه وبدلاً من موتهم وإنشاء طريق خلاصهم وهنا تظهر سورة المسيح كراعى يخلص الخروف الضال فى الأرض ويهب وراء خاصته الذين رقدوا على رجاء القيامة حتى إلى أعماق الهاوية  ليقيمه حيا ويأخذهم من الجحيم ويضعهم فى الفردوس 
3) "  لآخُذَهَا أَيْضاً" لآخُذَهَا أي بمعنى لأقوم من الموت لا لأتركها إلى الأبد. وأخذ المسيح حياته البشرية بعد الموت ذُكر هنا من أسباب محبة الآب له كأنه إنكار المسيح لذاته. وهكذا لم يصبح الموت شوكة فى جسد البشرية بل صار عربونا لحياة أخرى بعد الموت الذى يمثله الذئب الذى يرعى قلب الراعى والخراف معا هذا الموت لا يوجد له مكان فى قلب المسيح لقد إفترص المسيح الموت والذئب نعا وأعطى خرافه الذين يؤمنون به الخلاص من الموت ووهبهم حق الحياة الأبدية (عب 2: 14 و 15)  14 فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم والدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، اي ابليس، 15 ويعتق اولئك الذين­ خوفا من الموت­ كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية.  "

  يأخذ الطبيعة البشرية إلى أن يوفي بها دين الناس لله حتى أخذها أيضاً. ولا يزال متسربلاً بها إلى الأبد لكي يهب لشعبه غفرانا لخطاياهم وحياة أبديه فى ملكوته  (رومية ٤: ٢٥ ) 25 الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه، لاظهار بره، من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله. ( رو ١٤: ٩ )9 لانه لهذا مات المسيح وقام وعاش، لكي يسود على الاحياء والاموات.   ( عبرانيين ٧: ٢٥ ) 25 فمن ثم يقدر ان يخلص ايضا الى التمام الذين يتقدمون به الى الله، اذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم. ( رؤيا ٧: ١٧).  17 لان الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم، ويقتادهم الى ينابيع ماء حية، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم». وبهذا امتاز المسيح على أفضل الرعاة لأن خدمتهم للرعية تنتهي عند موتهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 وقوله " ولهذا يحبنى ألاب" منذ الأزل "لأنى أضع نفسى لآخذها أيضا" فإنى أسلم نفسى البشرية بإختيارى حبا فى الآب الذى إرتضى أن اموت على الصليب وبعد قليل أسترجعها وأقوم من بين الأموات

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 18)  18 ليس احد ياخذها مني، بل اضعها انا من ذاتي. لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي " أي لا أحد يغتصبها مني أو يجبرني على وضعها إنما أنا اخترت أن أضعها. وهنا يظهر المسيح سلطانه على الموت أنه يفصل روحه عن جسده ويموت بإرادته لأنه هو يهوه الرب الذى يأخذ ويعطى وهنا تظهر كلمة ياخذ بمعناها اللاهوتى ونرى هذه الكلمة واضحة فى مثل الغنى الغبى جنى ربحا وفيرا وأخصبت حقوله ولم يجد مكانا يخزن فيها محصوله بعد أن إمتلأت مخازنة فقال أعدم مخازنى وابنى أكبر منها وهنا جاء الصوت الإلهى (لو 12: 20) 20 فقال له الله: يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون؟ " أى أن الرب ذاته بيأمر أن تؤحذ الأرواح ويموت الإنسان ولكننا نجد أن المسيح يقول لا أحد يأخذ روحه منه بل يضعها ويرجعها مرة ثانية ويقوم من الأموات فالرب ووحده هو الذى يأخذ الأرواح إما طبيعيا ولكن هناك من ينفذ الموت مثل الملائكة المكلفين بعمل إلهى ففى (2 مل 19: 35) ملاك الرب يقتل 185000 من الأشوريين وملاك الرب هو السبب فى موت أبكار مصر (خر 12) فالملاك أخذ أمرا ينفذه .. أو البشر مثل الحكام الذين بيدههم السلطة ولكن بسماح من الرب أن ينهى حياة إنسان ونرى مثلا مؤامرات الفريسيين ضد المسيح ومحاولات قتله مثى فى الناصرة عندما كانوا يريدون دفع من على الجبل ومرات أخرى ذهبت عبثاً حتى أتت ساعة موته. ومن الملاحظ أن المسيح أخبر بيلاطس بأنه سلطان قتله بسماح إله منه  (يو ١٩: ١١) 11 اجاب يسوع: « لم يكن لك علي سلطان البتة، لو لم تكن قد اعطيت من فوق. لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم».  وأن الجنود الذين أتوا ليمسكوه وقعوا في أول الأمر على الأرض (يو ١٨: ٦).6 فلما قال لهم:«اني انا هو»، رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض. "  وهنا يستعلن المسيح لنا سلطانه المطلق على الموت والحياة معا ثم يضع هذا السلطان فى توافق مع الرب هنا يظهر جوهر اللاهوت أمام عيوننا فالإبن متساو مع الآب فى السلطان والقوة والمجد كل ما هو للإبن وما هو للإبن هو للآب وهذا ما قاله المسيح " كل ما للآب فهو لي" (يو 16: 15)، "وما هو لك فهو لي" (يو17: 10) والاهوت المسيحى ليس فيه الثنائية الحسابية فى الجوهر بل على وجه الوحدة المطلقة التى تلغى الثنائية فى جوهر الرب

 هناك فكرة فى الأديان عن وجود ملاك المموت يقبض الأرواح فى اليهودية بإسم شمائيل أو عزرائيل وملاك الموت فى الإسلام وكذلك فى الديان الوثنية ولكن لا يوجد فى الكتاب المقدس ما يفيدد بوجود ملاك معين ومخصص لقبض الأرواح وكل مسئوليته الموت أو حتى يكون حاضرا عند موت الإنسان ولكن اولكنه ليس السبب فى هذا الأمر الرب وحده هو الذى له سلطان لنحديد وقت موتنا وفقا لرسالة (رو 6: 23) (رؤ 20: 11- 15) فالموت هو إنفصال الروح عن الجسد (الموت الجسدى )

2) " بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي"  تعنى كلمة أنا باللغة العربية  : " ضمير رفع منفصل مبنيّ على السكون للمتكلِّم أو المتكلِّمة، ألفه الأخيرة تكتب ولا تلفظ إلاّ في الوقف أو ضرورة الشِّعر" وتعنى فى اليهودية والمسيحية يهوه "أنا كائن " أو " أنا هو الكائن" " أنا هو" أو " أنا"   والمسيح هنا يتحدى كل قوى الظلام المتحدة ضده والتى جمعت حولها قوى وسلطات بشرية لتنهى حياة المسيح والمسيح يصع "أنا" ازاء أى أحد (يو 18: 4و 5) 4 فخرج يسوع وهو عالم بكل ما ياتي عليه، وقال لهم: «من تطلبون؟» 5 اجابوه: «يسوع الناصري». قال لهم:«انا هو». وكان يهوذا مسلمه ايضا واقفا معهم. "

وعندما تكلم بيلاطس عن سلطانه أنكر المسيح عليه هذا السلطان لأنه كان مرتب أن يكون فى ملئ الزمان أن يوجد كل الشخاص الذين قابلهم المسيح فى زمان واحد وعصر واحد (يو 19: 10 و11 ) 10 فقال له بيلاطس: «اما تكلمني؟ الست تعلم ان لي سلطانا ان اصلبك وسلطانا ان اطلقك؟» 11 اجاب يسوع: « لم يكن لك علي سلطان البتة، لو لم تكن قد اعطيت من فوق. لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم». 

3) " لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا "†  "  لي سلطان  " ..   فى هذه ألاية يعلن يسوع الكلمة عن سلطانة وقوته حتى على روحه الإنسانية  (يو 1: 12)  

 لا توجد قوة بشرى او شيطانى على الأرض  تستطيع أن تأخذ روح المسيح بالموت لأن المسيح كلمة الرب وهذا ما أعلنه المسيح فى هذه الآية أنه لا يوجد سلطان أعلى من سلطانه وسلطانه بالإستسلام للحكم البشرى  حتى تتن النبوات أى إستسلامه لسلطان الموت الإرادى الذى يكون على مستوى البشر رغم  أن سلطان المسيح الداخلى اقوى من فعل البشر وهو سلطان الإقامة من الموت فيكون موته كفعل إراده إلهى غير منظور بفعل ارادى  إلهى محسوس وهو القيامة
4) " وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. " أَيْضاً بعد الموت.(لوقا ٢٣: ٤٦ ) 46 ونادى يسوع بصوت عظيم: «يا ابتاه في يديك استودع روحي». ولما قال هذا اسلم الروح. "  وهذا يظهر أنه إله إذ ليس لبشر مثل هذه القوة وهي أن يقيم نفسه وهو ميت فهي قوة مختصة بالله. وهنا يعلن سلطان على الموت بمعنى أنه ياخذ الموت لنفسه عندما يشاء ويلقيه عنه كما يشاء بقوة الكلمة الإلهية وهو بعينه سلطان عدم الموت القائم والدائم فى كبيعة افبن وجوهره الإلهى

† "  لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. " ..  يشير يسوع هنا إلى موته وقيامته أحيانا يتخدث العهد الجديد عن أن ألاب يقيم الإبن ولكن لا يوجد هناك إنفصال بين الأقانيم الثلاثة  لحظة واحدة ولا حتى طرفة عين ولكن من الواضح أن هناك تخصص فى عمل كل أقنوم  مع العلم أن الأقانيم الثلاثة مشتركة فى عملية الفداء :

 (1) ألاب أقام يسوع (أع 2: 24 & 3: 15 & 4: 10 & 5: 30 & 10: 40 & 13: 30 و 33 و 34 و 37 & 17: 31) ( رو 6: 4 و 8 & 10: 9:) (1كو 6: 14) (2كو 4: 14) (غل 1: 1) (أف 1: 20) (كو 2: 12) (1تس 1: 10) .. ونُسبت قيامة المسيح إلى الآب (أعمال ٢: ٢٤ و٣٢)24 الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت، اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه.  .. 32 فيسوع هذا اقامه الله، ونحن جميعا شهود لذلك.  "

(2) الإبن يقيم نفسه (يو 2: 190 22 & 10: 17- 18) ..نُسبت قيامة المسيح هنا إلى الابن نفسه وكذلك عندما كان المسيح يتكلم عن موته ثلاثة أيام وقيامته فى اليوم الثالث  فى الهيكل وظن اليهود أنه يتكلم عن الهيكل أنه يهدم العيكل ويقيمه فى ثلاثة ايام فقالوا له ( يو ٢: ١٩ ) 20 فقال اليهود:«في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل، افانت في ثلاثة ايام تقيمه؟»

 (3) الروح القدس يقيم يسوع (رو 8: 11) ونُسبت قيامة المسيح إلى الروح القدس في (١بطرس ٣: ١٨ ) 18 فان المسيح ايضا تالم مرة واحدة من اجل الخطايا، البار من اجل الاثمة، لكي يقربنا الى الله، مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح،  " ونتيجة كل هذه الشواهد أن الأقانيم الثلاثة كانت تعمل معاً في قيامته.

وبهذا أعلن أن موته فعل فداء وخلاص كذبح عظيم تكفى للبشرية كلها فى جميع العصور وليبرئ موته من مفهوم الإضطرار والإجبار والإنهزام لقوى الظلام .
5) "   هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي»."  والكلمة عندما نزل ليتجسد كان هدف تجسده خلاص البشرية حسب خطة الآب للخلاص (يو ٦: ٣٨ )  38 لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني. ( ١٢: ٤٩ )  49 لاني لم اتكلم من نفسي، لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية: ماذا اقول وبماذا اتكلم. "

 السلطان أخذه المسيح "الله ظهر فى الجسد البشرى" هو على الموت وقد قبله المسيح كوصية للتنفيذ لينفذه الكلمة المتجسد لتدبير خطة الرب لخلاص العالم ومن هذا "السلطان" عينه على الموت والإقامة من الموت نفذه المسيح فى ذاته حسب وصية الاب من أجل البشرية وبهذا السلطان أخذ يسوع التصريح بعبور كل الذين ماتوا على رجاء القيامة وحصل على سلطان إعطاء الحياة الأببدية (يو 17: 1و 2) 1 تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال:«ايها الاب، قد اتت الساعة. مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا، 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته. "

وبعد قيامته من الموت أعلن المسيح لتلاميذه عن حصوله على السلطان المطلق (مت 28: 18) 18 فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض  "

وولكن هذا لايعنى ان المسيح لم يكن أبدا بدون هذا السلطان حتى قبل موته وقيامته - لأن هذا السلطان فى كبيعته لأنه ككلمة الرب المتجسد فسلطان لم يكن محودا كل الأحياء أعطاهم ميلادا جديدا خاليا من الخطية الجدية وغفران للخطايا لكل من يسقطون فى الخطية ويتوبوا عن أفعالهم لكل من يؤمن به فى ولادة جديدة (يو 1: 12 و 13) 12 واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله، اي المؤمنون باسمه. 13 الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله. "
وسلطانه على مغفرة الخطايا (مت 9: 6) 6 ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا» - حينئذ قال للمفلوج: «قم احمل فراشك واذهب الى بيتك!»

وسلطانه على الدينونة (يو 5: 27) 27 واعطاه سلطانا ان يدين ايضا، لانه ابن الانسان.

وسلطانه على إعطاء الحياة البدية (يو 17: 2) 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته. 

وسلطانه على القيامة والموت (يو 10: 18)   18 ليس احد ياخذها مني، بل اضعها انا من ذاتي. لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي».

   أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
   " وليس أحد يأخذها منى " أى لا يأخذ أحد نفسى منى جبرا عنى "بل أنا أضعها من ذاتى" بإختيارى لأجل خلاص العالم "لى سلطان أن اضعها ولى سلطان أن آخذها" وهذا دليل إنه إله لأنه ليس لأحد من البشر مثل هذه القوة  أى أن يقيم نفسه وهو ميت "وهذه الوصية قبلتها من أبى" أى أن المسيح إرتضى أن يتألم ويقوم من تلقاء إرادته لا جبرا ولا قسرا

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 19)  19 فحدث ايضا انشقاق بين اليهود بسبب هذا الكلام.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " «فَحَدَثَ أَيْضاً ٱنْشِقَاقٌ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ بِسَبَبِ هٰذَا ٱلْكَلاَمِ»." كان الجمع إذا كان من عامة  اليهود أو من قادة اليهود الدينيين مثل الفريسيين والكتبة والصدوقيين والهيرودسيين أو رؤساء الكهنة وغيرهم تحدث بينهم إنشقاقات وخلافات بعضهم مؤيد والآخر ضد تعاليمه و أدى تبشير يسوع لليهود ومعجزاته وتعاليمه إلى تعدد الآراء وإنقسامها بين مؤيد ومعارض بين قبول يسوع وألإيمان به ورفض ألاخر له

كانت هذه الإنشقاقات تحدث دائما كما حدث نتيجة خطابه هنا كسائر نتائج خطبهوعندما صعد المسيح فى عيد المظال لأورشليم وألقى عظة فى الهيكل وإختلفت آراء الشعب والقادة الدينيين إزاءه  (يو ٧: ١٢ و٣٠ و٣١ و٤٠ و٤١ و٤٣ ) 12 وكان في الجموع مناجاة كثيرة من نحوه. بعضهم يقولون:«انه صالح». واخرون يقولون:«لا، بل يضل الشعب». 25 فقال قوم من اهل اورشليم:«اليس هذا هو الذي يطلبون ان يقتلوه؟ .. 30 فطلبوا ان يمسكوه، ولم يلق احد يدا عليه، لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد. 31 فامن به كثيرون من الجمع، وقالوا:«العل المسيح متى جاء يعمل ايات اكثر من هذه التي عملها هذا؟». .. 40 فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا:«هذا بالحقيقة هو النبي». 41 اخرون قالوا:«هذا هو المسيح!». واخرون قالوا:«العل المسيح من الجليل ياتي؟"" ..  43 فحدث انشقاق في الجمع لسببه. 44 وكان قوم منهم يريدون ان يمسكوه، ولكن لم يلق احد عليه الايادي. " وبعد معجزة تكثير الخبز والسمك وقول المسيح لهم أنا هو الخبز النازل من السماء من يأكل جسدى .. ألخ  (يو 6: 52 ) 52 فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين:«كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لناكل؟»

وحدث أيضا  إنشقاق بعد أن خلق للمولود أعمى عينين فى الإصحاح السابق .( يو ٩: ١٦) 16 فقال قوم من الفريسيين:«هذا الانسان ليس من الله، لانه لا يحفظ السبت». اخرون قالوا:«كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثل هذه الايات؟» وكان بينهم انشقاق. " وفى معجزة مرض وموت لعازر  ( يو  11: 36- 37) فقال اليهود:«انظروا كيف كان يحبه!». 37 وقال بعض منهم:«الم يقدر هذا الذي فتح عيني الاعمى ان يجعل هذا ايضا لا يموت؟».

  وهذا ألإنشقاقات إتمام للبنوءة القائلة أنه يكون علّة انقسام (إشعياء ٨: ١٤ ) 14 ويكون مقدسا وحجر صدمة وصخرة عثرة لبيتي اسرائيل وفخا وشركا لسكان اورشليم. " ولما تمت ايام تطهير مريم حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب تنبأ سمعان الشيخ مباركا الطفل ومريم ويوسف ( لوقا ٢: ٣٤).34 وباركهما سمعان وقال لمريم امه: «ها ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامة تقاوم. "

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 قال أشعياء النبى عن المسيح " ويكون مقدسا وحجر صدمة وعثرة لبنى إسرائيل وفخا وشركا لسكان أورشليم " (أش 8: 14) وقال سمعان الشيخ " إن هذا قد وضع لسقوط وقيان كثيرين ولعلامة تقاوم" (لو 2: 24) و

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 20)  20 فقال كثيرون منهم:«به شيطان وهو يهذي. لماذا تستمعون له؟»

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "«فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ: بِهِ شَيْطَانٌ وَهُوَ يَهْذِي. لِمَاذَا تَسْتَمِعُونَ لَهُ؟»." هذا كلام اليهود الذين لم يؤمنوا به الذين غضبوا من تأثير كلامه على الباقين. وقولهم مثل ما قيل في( يو ٧: ٢٠ ) 20 اجاب الجمع وقالوا:«بك شيطان. من يطلب ان يقتلك؟» ( يو٨: ٤٨ و٥٢) 48 فاجاب اليهود وقالوا له:«السنا نقول حسنا: انك سامري وبك شيطان؟» .. 52 فقال له اليهود:الان علمنا ان بك شيطانا. قد مات ابراهيم والانبياء، وانت تقول:ان كان احد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت الى الابد.  والمعنى أنه مختل العقل لا معنى لكلامه ولا علاقة لبعضه ببعض. وحسبوا تبشير ذلك الجليلي ا(الذى لا يخرج من هذه المنططقة شئ صالح)وهل يكون الجليلى راعي صالح لشعب إسرائيل وأن له سلطاناً أن يضع حياته وأن يأخذهاوأنه الخبز النازل من السماء ومن يأكل جسده ويشرب دمه .. ألخ وباقى تعاليم المسيح  هذياناً  ولا يدرى ماذا يقول لأن ما يقوله لايصدقه عقل
لم تكن هذه التهمة الوحيدة لتفسير قوة يسوع الإعجازية فى شفاء الأمراض وإخراج الشياطين  ضد يسوع  وفى هذه الآية تهمتين (1) إستخدم اليهود الفريسيين إتهامه بأن به الشيطان كمحاولة منهم لتبرير للجموع أن مصدر قوة يسوع هو الشيطان وليس الإله (يو 8: 48و 52 & 10: 21) (2) وأن الشيطان جعله يهذى بأقواله هذه
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ها هى قد تمت هذه النبوات فإن بعض الذين سمعوا كلام يسوع جدفوا عليه وقالوا به شيطان ، وكلامه هذيان ،

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 10: 21)  21 اخرون قالوا:«ليس هذا كلام من به شيطان. العل شيطانا يقدر ان يفتح اعين العميان؟».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس     .

1) " آخَرُونَ قَالُوا: لَيْسَ هٰذَا كَلاَمَ مَنْ بِهِ شَيْطَانٌ" هذا جزء من الحوار والمناقشات بين مؤيدين للمسيح ومعارضين له وهذا كلام بعض الذين مالوا إلى يسوع من الفريسيين وكان بعض لفريسيين ورؤساء الكهنة آمنوا بالمسيح مثل غمالائيل ونيقوديموس ويوسف الرامي غيرهم. ودافعوا عن المسيح بشهادة كلامه وأعماله. وأعجبوا بتعاليمه ووجدوها عظيمة وكلامه إلهى وتقىً وحكمة.
2) " أَلَعَلَّ شَيْطَاناً يَقْدِرُ أَنْ يَفْتَحَ أَعْيُنَ ٱلْعُمْيَانِ؟ "  هذا الجزء من الآية مبني على المبدإ المشهور وهو أن صفة العمل تبين مصدره. (مت 7: 16) من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا، أو من الحسك تينا؟ "

 ورد عليهم المؤيدون ليسوع فقالوا  " ليس هذا كلام من به شيطان. العل شيطانا يقدر ان يفتح اعين العميان؟ "دافعوا عن يسوع وفندوا التهمتين فقالوا عن الأولى أن الشيطان لا يستطيع أن يفتح عينى مولود أعمى وهذه آية مسيانية (خر 4: 11) (مز 146: 18) (إش 29: 18 & 35: 5 & 42: 7) ويبدوا أن عمى إسرائيل (إض 42: 19) يظهر هنا أيضا كما فى الإصحاح التاسع   

وفى الإصحاح السابق معجزة خلق عينين للمولود أعمى (خروج ٤: ١١ ) 11 فقال له الرب من صنع للانسان فما او من يصنع اخرس او اصم او بصيرا او اعمى.اما هو انا الرب.  (مزمور ٩٤: ٩ )  9 الغارس الاذن الا يسمع.الصانع العين الا يبصر." ولد أعمى لكى تظهر أعمال الرب فيه فالذى خلقه أعمى له القدره أن يخلق له عينين  مز ١٤٦: ٨ )  8 الرب يفتح اعين العمي.الرب يقوم المنحنين.الرب يحب الصديقين. ( يو ٩: ٦ و٧ و٣٢ و٢٣) 6 قال هذا وتفل على الارض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الاعمى. 7 وقال له: «اذهب اغتسل في بركة سلوام» الذي تفسيره: مرسل، فمضى واغتسل واتى بصيرا.  .. 22 قال ابواه هذا لانهما كانا يخافان من اليهود، لان اليهود كانوا قد تعاهدوا انه ان اعترف احد بانه المسيح يخرج من المجمع. 23 لذلك قال ابواه:«انه كامل السن، اسالوه». .. 32 منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى. 33 لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا»

 فالشيطان لا يريد أعمال الخير لأنه لا يقصد سوى الضرر. فمن شأن الشيطان أن يعمي البصير لا أن يفتح عيني الأعمى. هذا المولود ولد هكذا من الرب 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا  كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 وأخرين شهدوا أن كلامه دليل على التقوى والحكمة وأنه لا يمكن أن يكون به شيطان لأن الشيطان لا يقوم بعمل الخير ومن شأنه أن يعمى البصيرين لا أن يفتح أعين العميان .


 

This site was last updated 03/18/21